تهذيب اللغة (أَبْوَاب الضَّاد وَالنُّون)
ض ن ف
ضفن، نضف، نفض: مستعملة.
(12/31)
نضف: أَبُو تُرَاب عَن الحُصَيْنِيّ قَالَ:
أنضفَت النَّاقة وأوضَفَت: إِذا خَبَّتْ. وأَوْضَفْتُها فوضَفَت: إِذا
فعلت.
وَقَالَ اللَّيْث: النَّضَفُ: هُوَ الصّعْتَر، الْوَاحِدَة نَضَفَة،
وأَنشَد:
ظَلاَّ بأَقْرِية التُّفّاحِ يَوْمَهُما
يُنبِّشان أصولَ المَغْدِ والنَّضَفَا
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أنضفَ الرجلُ: إِذا دَامَ على
أَكْل النَّضَف، وَهُوَ الصَّعْتَر. قَالَ: ومرّ بِنَا قومٌ نَضِفُون
نَجِسُون؛ بِمَعْنى وَاحِد.
أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء: نَضَف الفصيلُ ضَرْعَ أمّه يَنْضِفُه
ويَنْضُفُه وانتَضَفَه: إِذا شَرِب جميعَ مَا فِيهِ.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّضَف: إبداءُ الحُصَاص.
وَقَالَ غيرُه: رجلٌ ناضفٌ ومِنْضف، وخاضِفٌ ومِخْضَفٌ: إِذا كَانَ
ضرّاطاً. وَأنْشد:
وَأَيْنَ موالينا الضّفافُ المنَاضِفُ
ضفن: أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: ضَفنت إِلَى الْقَوْم أضْفِن ضَفْناً:
إِذا أتيتهم حَتَّى تجْلِس إِلَيْهِم.
وضَفَن الرجلُ بغائطه يَضفِن ضفناً: إِذا تغوط.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الضَّفْن: إبداء العاذر.
وَقَالَ أَبُو زيد: ضَفَنْتُ مَعَ الضَّيف أضفِن ضَفْناً: إِذا جئتَ
مَعَه، وَهُوَ الضَّيْفَن، وأَنشَد:
إِذا جَاءَ ضيفٌ جَاءَ للضَّيفِ ضَيْفَنٌ
فأوْدَى بِمَا يُقْرَى الضُّيوف الضيَّافِنُ
وَقَالَ شَمِر: الضَّفْنُ: ضَمُّ الرجلِ ضرعَ الشَّاة حِين يَحلُبها.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ضَفَنوا عَلَيْهِ: مالُوا عَلَيْهِ
واعتمدوه بالجوْرِ. وضَفَنْتُ إِلَيْهِ: إِذا تَرَعْتَ إِلَيْهِ
وأردتَه.
وَقَالَ أَبُو زيد: ضَفَن الرجلُ المرأةَ ضَفْناً: إِذا نَكَحها.
قَالَ: وأصلُ الضَّفْن أَن يضمّ بيَدِه ضَرْعَ النَّاقة حِين تَحلُبها.
وَقَالَ اللَّيْث: الضَّفْنُ: ضَرْبُك بظَهْرِ قَدَمِك استَ الشَّاة
ونحوِها. قَالَ: والاضطِفانُ: أَن تَضرِب بِهِ استَ نفسِك.
أَبُو عُبيد عَن الفرّاء قَالَ: إِذا كَانَ الرجل أحمقَ وَكَانَ مَعَ
ذَلِك كثيرَ اللَّحْم ثقيلاً قيل: هُوَ ضِفْنٌ وضَفَنْدَد.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ الضِّفِنُّ والضَّفنّ.
وَقَالَ اللَّيْث: امْرَأَة ضِفَنّةٌ: إِذا كَانَت رِخوةً ضخمة.
نفض: أَبُو العبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّفْضُ: التحريكُ.
والنَّفْضُ: تَبَصُّر الطّريق. والنَّفْضُ: الْقِرَاءَة، وَيُقَال:
فلَان
(12/32)
يَنفُض القرآنَ كلَّه ظَاهرا، أَي:
يَقْرَؤُهُ.
قَالَ: والنَفَضَى: الحَرَكة. وَيُقَال: أخذتْه حُمَّى نافِضٍ، وحُمَّى
بنافِض، وحمَّى نافِضٌ.
أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: إِذا كَانَت الحمّى نافِضاً قيل: نفضَتْه
فَهُوَ منفوض.
وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: النِّفْضُ خُرْء النَّحْل. قَالَ:
والنُّفَاضُ: الجَدْبُ، وَمِنْه قولُهم النُّفاض يُقطِّر الجَلَب.
يَقُول: إِذا أجدَبُوا جَلَبوا الإبلَ قِطاراً قِطاراً.
والإنفاضُ: المجَاعةُ وَالْحَاجة. وَيُقَال: نفَضْنا حَلاَئِبَنَا
نَفْضاً، واستنفَضْناها استِنْفاضاً، وَذَلِكَ إِذا استقصَوْا
عَلَيْهَا فِي حَلبها فَلم يَدعُوا فِي ضُروعها شَيْئا من اللَّبن،
وَقَالَ ذُو الرُّمّة:
كِلاَ كَفْأَتَيْها تُنْفِضان وَلم يَجِد
لَهُ ثِيلَ سَقْب فِي النِّتاجَيْن لامِسُ
ويروى تُنْفَضان، وَمَعْنَاهُ: تُسْتَبْرآن، مِن قولِك: نفضْتُ
المكانَ: إِذا نظرتَ إِلَى جَمِيع مَا فِيهِ حَتَّى تعرفَه.
وَقَالَ زهيرٌ يصف بقرة فقدتْ ولدَها:
وتَنفُض عَنْهَا غَيْبَ كلِّ خَميلَةٍ
وتَخشَى رُماةَ الغَوْث من كلِّ مَرْصَدِ
وَمن رَوَاهُ تَنْفَضان أَو تُنْفِضان فَمَعْنَاه: أَنّ كلّ وَاحِدَة
من الكَفْأَتين تُلقِي مَا فِي بطونها من أجِنّتها فتوجَد إِنَاثًا
لَيْسَ فِيهَا ذكر. أَرَادَ أَنَّهَا كلَّها مآنِيثُ تُنْتِج الإناثَ
وَلَيْسَت بمَذاكيرَ تلدِ الذُّكْران.
واستِنْفاضُ البائِلِ ذكَرَه وانتِفاضه: استبراؤه ممّا فِيهِ من بقيّة
البَوْل.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: استنفَضَ مَا عندَه، أَي: استخرَجَه؛
وَقَالَ رُؤبة:
صَرَّحَ مَدْحِي لَك واستِنفاضِي
ابْن السكّيت قَالَ: النَّفِيضة: الَّذين يَنفُضون الطَريق. وَقَالَت
الجهنية فِيهِ:
يَرِدُ المياهُ حَضيرةً ونَفِيضةً
وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسمألَّ التُّبَّعُ
سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: حضِيرة النَّاس هِيَ الجماعةُ. قَالَ:
ونَفِيضتُهم هِيَ الْجَمَاعَة.
شَمِر عَن ابْن الأعرابيّ: حَضِيرَةٌ يَحضُرها النَّاس، ونَفِيضَةٌ
لَيْسَ عَلَيْهَا أحد.
وَقَالَ اللَّيْث: النَّفَضةُ: قوم يُبعَثون يَنفُضون الأرضَ، هَل بهَا
عدوّ أَو خوف.
الحرّاني عَن ابْن السكّيت قَالَ: النَّفْض: مصدرُ نَفضتَ الثوبَ
نَفْضاً. والنَّفَض: مَا وَقَع من الشَّيْء إِذا نفضْتَه. ونَفَضُ
العِضاةِ: خَبْطُها، وَمَا طاحَ من حَمْل الشَّجَرَة فَهُوَ نَفَض.
وَقَالَ اللَّيْث: النَّفَض: من قُضْبان الكَرْم بَعْدَمَا ينضُرُ
الوَرَقُ وقبلَ أَن يَتعلَّق حَوالِقُه وَهُوَ أغَضُّ مَا يكون
وأرخَصُه؛ وَقد انتَفَض الكَرْمُ عِنْد ذَلِك، والواحدةُ نَفْضَة جزم
وَتقول: أنفضَتْ جُلَّة التَّمْر: إِذا أنفضت فِيهَا من التَّمْر.
(12/33)
والنَّفْض: أَن تأخذَ بيَدِك شَيْئا
فتنفُضَه تزَعْزِعُه وتُتَرْتِرَه وتَنفض الترابَ عَنهُ. قَالَ: ونَفَض
الشَّجَرَة حِين تَنتَفِضُ ثَمرتُها.
والنفَض: مَا تَساقَط من غير نَفْض فِي أُصول الشَّجَر مِن أَنْوَاع
الثَّمر.
قَالَ: ونُفُوضُ الأَمْر: راشانُها، وَهِي فارسيَّة، إِنَّمَا هِيَ
أَشرافُها.
أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: النِّفاض: إزَارٌ منْ أُزُر الصِّبْيان،
وَأنْشد:
جارِيةٌ بيضاءُ فِي نِفَاضِ
قَالَ شَمِر: قَالَ ابْن شُميل: إِذا لُبس الثوبُ الأحمرُ أَو الأصفرُ
فَذهب بعضُ لونِه قيل: قد نَفَضَ صِبْغُه نَفْضاً.
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
كسَاكَ الَّذِي يَكْسُو المكَارِمَ حُلَّةً
من الْمجد لَا تَبلَى بَطيئاً نُفُوضُها
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: النُّفَاضةُ: ضُوازَةُ السِّواك
ونُفاثتُه.
وَقَالَ ابْن شُميل: قومٌ نَفَضٌ، أَي: نَفَضُوا زادَهم. وأنفَضَ
القومُ: إِذا فَنِيَ زادُهم.
ض ن ب
نضب، نبض، ضبن: مستعملة.
نضب: اللَّيْث: نضَب الماءُ يَنضُب نُضُوباً: إِذا ذَهب فِي الأَرْض.
ونَضَب الدَّبَرُ: إِذا اشتَدّ أثَرُهُ فِي الظَّهر: ونَضَبتِ
المفازةُ: إِذا بَعُدَتْ.
أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: الناضبُ: البعيدُ، وَمِنْه قيل للْمَاء
إِذا ذَهَبَ: نَضَب، أَي: بَعُدَ.
وَقَالَ أَبُو زيد: إنّ فُلاناً لنَاضِبُ الخَيْر، أَي: قليلُ
الْخَيْر، وَقد نَضَب خيرُه نُضوباً، وَأنْشد:
إِذا رَأَيْن غَفْلةً من راقِبِ
يُومِين بالأعْيُنِ والحَواجِبِ
إيماءَ بَرْقٍ فِي عَماءٍ ناضِبِ
أَبُو عُبيد: وَمن الْأَشْجَار التَّنَضُبُ، واحدتُها تَنْضُبَته.
قلتُ: هِيَ شَجَرَة ضَخْمةُ يقطَع مِنْهَا العَمَد للأَخْبِية.
وَقَالَ شَمِر: نَضَّبَتِ الناقَةُ، وتَنْضِيبُها: قِلَّةُ لَبَنِها،
وطولُ فُواقِها وبِطَاءُ دِرَّتِها.
نبض: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: أنْبَضْتُ القوسَ وأنضَبْتُها: إِذا
جذبتَ وتَرَها لتُصوِّت.
قلت: وَهَذَا من المقلوب.
وَقَالَ اللَّيْث: نبضَ العِرْقُ يَنبِضُ نَبَضاناً، وَهُوَ تحرُّكُه؛
وَرُبمَا أنبضَتْه الحُمَّى وغيرُها من الأمْراض.
ومَنْبِضُ القَلْب: حَيْثُ ترَاهُ يَنبِض، وَحَيْثُ تَجِد هَمْسَ
نَبضاتِه.
قَالَ: والنابض: اسْم للغَضَب.
وَقَالَ النَّابِغَة فِي إنباض القِسِيّ:
(12/34)
أنْبَضوا مَعْجِس القِسِيِّ وأَبرَقْ
نَا كَمَا تُوعِد الفُحولُ الفُحُولا
أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: مَا لَهُ حَبَضٌ وَلَا نَبَض، أَي: مَا
يتحرّك.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: النَّبْضُ: التحرّك، وَلَا أعرف الحَبَض.
وَقَالَ اللَّيْث: المَنَابض: المنادف، وَهِي المحابض، وَأنْشد:
لُغامٌ على الخَيْشُوم بعد هِبابه
كمحلوجِ عُطْبٍ طيّرته المنابضُ
قَالَ: وَالْوَاحد مِنْهَا مِنْبَض ومِحْبَض.
ضبن: قَالَ اللَّيْث: الضِّبْنُ: مَا تَحت الإبْطِ والكَشْح.
وَتقول: اضْطَبنْتُ شَيْئا، أَي: حَمَلْتُه فِي ضِبْنِي، ورُبَّما
أَخذَه بيد فرفعه إِلَى فُوَيْق سُرّته. قَالَ: فأوّلُه الإبْط، ثمَّ
الضَّبْن، ثمَّ الحَضْنُ، وَأنْشد:
لمّا تَغَلَّق عَنهُ قَيْضُ بَيْضَتِه
آوَاه فِي ضِبْنِ مَطْنِيَ بِهِ نَصَبُ
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ضُبْنَةُ الرَّجُل وضَبْنَتُه
وضَبِنَته: خاصَّتُه وبطانَته وزافِرَتُه، وَكَذَلِكَ ظاهِرَتُه
وظِهَارَتُه.
وَقَالَ غَيره: ضِبْنةُ الرجل: عِيالُه.
وَقَالَ اللِّحياني: يُقَال: ضَبَنْتَ عنّا الهَدِيَّة، أَو مَا كَانَ
من مَعْرُوف، نَضْبِن ضَبْناً، قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ضَبَنَتْ
تَضْبِنُ ضَبْناً وخَضَنَتْ تخضِن خَضْناً كلُّه بِمَعْنى وَاحِد: إِذا
كفَفْتَ وصَرَفْتَ.
عَن الْفراء قَالَ: نَحن فِي ضبينه وَفِي حريمه وظله وذمته وخضارته
وحضره وذراه وحشاه وكنفه، كُله بِمَعْنى وَاحِد.
وَفِي (النَّوَادر) : ماءٌ ضَبْنٌ ومَضْبونٌ، ولَزْنٌ ومَلْزُون،
ولَزِنٌ وضَبِنٌ: إِذا كَانَ مَشْفُوهاً كثير الْورْد لَا فَضْلَ
فِيهِ.
وَقَالَ اللَّيْث: الضَّوْبانُ: الحَمَل المُسِنّ القوِيُّ. وَمِنْهُم
من يَقُول: ضُوْبان، بضمّ الضَّاد.
وَقَالَ الشَّاعِر:
تقَرّبْتُ ضُوباناً قد اخضرّ نابُه
فَلَا ناضِحِي وانٍ وَلَا القَرْبُ شَوّلا
قلت: من قَالَ: ضَوْباناً، احتَمَل أَن تكون النُّون لامَ الفِعل،
وَيكون على مِثَال فَوْعال، وَمن جعله فُعْلاناً جعله من ضابَ يَضُوب.
ض ن م
ضمن، نضم: (مستعملان) .
أهملَ اللَّيْث: نضم.
نضم: أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: النَّضْمُ:
الْحِنطةُ الحادِرة السَّمينة، واحدتُها نَضْمة، وَهُوَ صَحِيح.
ضمن: ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء: ضَمِنتْ يدُه ضمانةً،
بِمَنْزِلَة الزمانة. وَرجل
(12/35)
مَضْمُون الْيَد: مثل مخبول الْيَد. وَقوم
ضَمْنى: أَي زمنى.
أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: فلانٌ ضامِنٌ وضَمِين، وكافِلٌ
وكَفيل. ومِثْلُها سامِنٌ وسَمِين، وناضِر ونَضِيرٌ، وشاهِدٌ وشَهِيد.
وَيُقَال: ضَمِنْتُ الشيءَ أضمَنُه ضَماناً، فَأَنا ضامنٌ وَهُوَ
مَضْمون.
وَفِي حَدِيث عبد الله بن عُمَر: (ومَن اكتَتَبَ ضَمِناً بعثَه الله
ضَمِناً يومَ الْقِيَامَة) .
قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو والأحمر: الضَّمِن الَّذِي بِهِ
زَمَانَةٌ فِي جَسَده، من بَلاءٍ أوْ كَسْر أَو غيرِه، وَأنْشد:
مَا خِلْتُني زِلْتُ بعدَكمْ ضَمِناً
أشْكُو إليكمْ حُمُوَّةَ الأَلَمِ
قَالَ: والاسمُ الضَمَن والضَّمَان.
وَقَالَ ابْن أَحْمَر:
ليكَ إلاه الخَلْقِ أرفَعُ رَغْبتي
عِيَاذاً وخوفاً أَن تُطيلَ ضمَانِيَا
وَكَانَ قد أَصَابَهُ بعضُ ذَلِك، فالضَّمان هُوَ الدّاء نفسُه.
وَمعنى الحَدِيث: أَن يكتبَ الرجلُ أنّ بِهِ زَمانةً ليتخلّف عَن
الغَزْو وَلَا زَمانةً بِهِ، وَإِنَّمَا يَفعل ذَلِك اعتلالاً. وَمعنى
يكْتب يسْأَل أَن يُكتَب فِي جُمْلة الزّمْنَى وَلَا يُندَب للْجِهَاد،
وَإِذا أَخَذ خَطّاً من أميرِ جُنْده فقد اكتتبه.
وَفِي الحَدِيث: (أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَهَى عَن
بَيْع المَلاقيح والمضامين) . وَقد مرّ تَفْسِير الملاقيح.
وَأما المضامينُ فَإِن أَبَا عُبَيد قَالَ: هِيَ مَا فِي أَصْلاب
الفُحول. وَأنْشد غَيره فِي ذَلِك:
إِن المَضامِين الَّتِي فِي الصُّلْبِ
ماءُ الفُحُولِ فِي الظُّهورِ الحُدْبِ
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: مَا أَغنَى فلانٌ عنّي ضِمْناً،
وَهِي الشِّسْع، أَي: مَا أَغنَى عنّي شَيْئا وَلَا قَدْرَ شِسْع.
وَفِي كتاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأُكَيْدِرَ دُومَةِ
الجَنْدَلِ: (إنّ لنا الضّاحيَةَ من الضَّحْل والبُودَ والمَعَامِيَ،
وَلكم الضامِنَةُ من النَّخل والمَعِين) .
قَالَ أَبُو عُبيد: الضّاحِية من الضَّحْل: مَا ظهر وبَرَز وَكَانَ
خَالِصا من العِمارة. والضّامنة من النَّخْل: مَا كَانَ دَاخِلا فِي
العِمارة.
قلت: سمّيتْ ضامِنةً لِأَن أَرْبَابهَا ضَمِنوا عمارتَها، فَهِيَ ذاتُ
ضَمان، كَمَا قَالَ الله جلّ وعزَّ: {فَهُوَ فِى عِيشَةٍ} (الحاقة: 21)
، أَي: ذَات رِضاً.
وَفِي حَدِيث آخر: (من ماتَ فِي سَبِيل الله فَهُوَ ضامِنٌ على الله) ،
أَي: هُوَ ذُو ضَمان
(12/36)
على الله. وَهَذَا مَذهَب سِيبَوَيْهٍ
والخليل.
وَقَالَ اللَّيْث: كلّ شَيْء أُحْرِزَ فِيهِ شيءٌ فقد ضُمِّنه.
وَأنْشد:
لَيْسَ لِمَن ضُمِّنَه تَرْبِيتُ
أَي: لَيْسَ للّذي يُدفَن فِي الْقَبْر تَرْبِيتٌ، أَي: لَا يُرَبّيه
القَبْر.
وَقَالَ اللَّيْث: المضمَّن من الشِّعر: مَا لم يتمَّ مَعَاني قَوافيه
إِلَّا بِالْبَيْتِ الّذي يَلِيهِ، كَقَوْل الراجز:
يَا ذَا الَّذِي فِي الحُبِّ يَلْحَى أمَا
واللَّهِ لَو عُلِّقْتَ مِنْهُ كَما
عُلِّقْتُ من حُبِّ رَخِيمٍ لما
قَالَ: وَهِي أَيْضا مشطورةٌ مضمَّنة، أَي: أُلقِيَ من كلّ بَيت نِصفٌ،
وبُنِي على نِصف.
قَالَ: وَكَذَلِكَ المضمَّن للأصوات أَن تَقول للْإنْسَان: قِفْ قُلَى،
بإشمام اللَّام إِلَى الْحَرَكَة.
ورُوِي عَن عِكرِمة أَنه قَالَ: لَا تَشترِ لبَن الْغنم والبقرِ
مُضمَّناً، لِأَن اللّبن يزيدُ فِي الضَّرْع ويَنقُص، وَلَكِن اشتره
كَيْلاً مُسمًّى.
وَقَالَ شَمِر: قَالَ أَبُو معَاذ: يَقُول: لَا تَشتَرِه وَهُوَ فِي
الضَّرْع. يُقَال: شَرابُك مُضمّن: إِذا كَانَ فِي كُوز أَو إِنَاء.
أَبُو زيد: يُقَال: فلَان ضَمِنٌ على أصْحابه وكلٌّ عَلَيْهِم، وهما
وَاحِد. وإنّي لَفِي غَفَلٍ عَن هَذَا وغُفُول وغَفْلة، بِمَعْنى
واحدٍ.
(أَبْوَاب: ض ف ب ض ف م ض ب م: مُهْملَة)
(12/37)
|