جمهرة اللغة

 (حرف الدَّال)

(فِي الثلاثي الصَّحِيح وَمَا تشعب مِنْهُ)

3 - (بَاب الدَّال والذال)

(وَمَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(دذر)
أُهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الزَّاي وَالسِّين والشين وَالصَّاد وَالضَّاد والطاء وَالْعين والغين وَالْفَاء وَالْقَاف وَالْكَاف وَاللَّام وَالْمِيم وَالنُّون.
(دذو)
ذادَه يَذوده ذَوْداً، إِذا مَنعه، فَهُوَ ذائد. والذَّوْد من الْإِبِل: مَا بَين الثَّلَاث الى الْعشْر. وَمثل من أمثالهم: الذَّودُ الى الذّود إبِلُ.
(دذه)
أُهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الْيَاء، وَهَذَا ترَاهُ فِي المعتلّ إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
3 - (بَاب الدَّال وَالرَّاء)

(وَمَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(درز)
يُقَال: زَرَدَه يزدِده ويزرُده زَرْداً، إِذا عصر حلقَه، وَأَصله من ازدردت اللقمةَ إِذا ابتلعتها.
ويسمّى الحَلْق المزرَّد والمِزْرَد أَيْضا. والزِّراد: خيط يُخنق بِهِ الْبَعِير لئلاّ يَدْسَع جِرَّتَه فَيمْلَأ راكبَه. والزَّرْد والسَّرْد وَاحِد، من سَرْد الدِّرع، وَهُوَ تدَاخل الحَلْق بعضِها فِي بعض. فَأَما الدَّرْز فمعرَّب لَا أصل لَهُ فِي كَلَامهم.
(درس)
دَرَسَ المنزلُ وغيرُه يدرِس، وَقَالُوا بِالْفَتْح وَهُوَ قَلِيل، وبالضمّ قد قيل وَهُوَ كثير، دروساً، فَهُوَ دارس. ودَرَسْتُ القرآنَ وَمَا أشبهه أدرُسه درساً. ودَرَسَ البعيرُ وغيرُه يدرَِس، إِذا ابْتَدَأَ فِيهِ الجَرَب. قَالَ الراجز: كأنّ إمْبيّاً بِهِ من أمْسِ يَصفَرُّ اصفرارَ الوَرْسِ من الْأَذَى وَمن قِراف الدَّرْسِ ويروى: من عَرَقِ النَّضح عصيمُ الدَّرْسِ. العَصيم: بَاقِي القَطِران وَبَاقِي الحنّاء فِي الْيَد.
والمِدْراس: الْموضع الَّذِي يُدرس فِيهِ الْقُرْآن وغيرُه. ودَرَسَتِ الجاريةُ، إِذا حَاضَت فِي بعض اللُّغَات. قَالَ أَبُو بكر: لَا أعرف الْمصدر فِيهِ. وَأهل الشَّام يَقُولُونَ: دَرَسْتُ الطعامَ فِي معنى دُسْتُه هَكَذَا قَالَ أَبُو حَاتِم وَأَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن عَن عَمه، وَأنْشد يصف

(2/627)


بُرّاً: سمراءَ ممّا درس ابنُ مِخْراقْ يَعْنِي الْحِنْطَة. والدَّرْس والدَّريس: الثَّوْب الخَلَق. قَالَ الراجز: لم تَرْوَ حَتَّى بلَّت الدَّريسا وملأت مَرْكُوَّها رُؤوسا المَرْكُوّ: الْحَوْض الصَّغِير الَّذِي تُسقى فِيهِ الْإِبِل يَقُول: ملأته برؤوسها لمّا دَلَّتْها فِيهِ. وَجَمِيع دَريس دِرْسان، ويسمّى فِي بعض اللُّغَات دِرْساً، بِكَسْر الدَّال. والدَّسْر: الدّفع الشَّديد دَسَرَه يدسِره ويدسُره دَسْراً، وَبِذَلِك سُمّي مِسْمَار الْحَدِيد دِساراً، وَالْجمع دُسُر. وكل شَيْء سمَّرته فقد) دَسَرْتَه. وَكَذَلِكَ فُسِّر فِي التَّنْزِيل، وَالله أعلم: وحَملناه على ذَات ألواحٍ ودُسُرٍ، الألواح: أَلْوَاح السَّفِينَة، والدُّسُر: المسامير المضروبة فِيهَا. والرَّدْس أَن تضرب حجرا بِحجر أَو صَخْرَة بصخرة حَتَّى تكسرها رَدَسْتُ الْحجر بِالْحجرِ أردُسه وأردِسه رَدْساً. وَمِنْه اشتقاق اسْم مِرْداس، وَهُوَ مِفْعال من ذَلِك. والسَّدْر من قَوْلهم سَدَرْتُ السِّتر وسَدَلْتُه أسدِره وأسدُره سَدْراً، إِذا أرخيته، فَهُوَ مسدور ومسدول ومنسدر ومنسدل. وشَعَر منسدِر ومنسدِل: مسترسل طَوِيل.
والسِّدار: شَبيه بالخِدْر أَو الكِلّة يُعرض فِي الخِباء. والسَّدَر: ظلمَة تغشى الْعين سَدِرَ الرجلُ يسدَر سَدَراً. وأتى فلانٌ أمرَه سادِراً، إِذا جَاءَهُ من غير وَجهه. والسِّدْر: شجر النَّبِق، ويُجمع سِدْراً وسِدَراً وسُدوراً، الْوَاحِدَة سِدْرَة. والأسْدَران: عِرْقان فِي الْعَينَيْنِ، فَأَما قَوْلهم: جَاءَ فلَان يضْرب أسْدَرَيْه وأزْدَرَيْه وأصْدَرَيْه فَلَيْسَ من العِرقين إِنَّمَا هُوَ مثلٌ يُضرب للفارغ الَّذِي لَا عملَ لَهُ، وَهِي زَاي قُلبت سيناً. والسَّدير: مَوضِع مَعْرُوف بِالْحيرَةِ كَانَ الْمُنْذر الْأَكْبَر اتّخذه لبَعض مُلُوك الْعَجم. قَالَ أَبُو حَاتِم: سمعتُ أَبَا عُبيدة يَقُول: هُوَ السِّدِلَّى فأُعرب فَقيل: سَدير.
وَقد قَالُوا: السدير: النَّهر أَيْضا. والسُّدَّر: لعبة لَهُم. والسَّرْد: النَّظْم، والخَرَز أَيْضا مسرود إِذا نُظم. وكل شَيْء وصلت بعضه بِبَعْض فقد سَرَدْتَه سرداً وَمن هَذَا قَوْلهم: سَرَدَ القرآنَ يسرُده سَرْداً، إِذا قَرَأَهُ حَدْراً. والمِسْرَد: المِخْرَز. قَالَ طرفَة:
(كأنّ جناحَيْ مَضْرَحيٍّ تكنّفا ... خِفافَيْه شُكّا فِي العَسيب بمِسْرَدِ)
المَضْرَحيّ: النّسر وَقَوله: حفافيه، أَي ناحيتيه. وَقيل لأعرابي: أتعرف الأشهرَ الحُرُم فَقَالَ: نعم، واحدٌ فَرْد وثلاثةٌ سَرد يَعْنِي بالفرد رَجَباً، وَالثَّلَاثَة المتّصلة يَعْنِي بهَا ذَا القَعدة وَذَا الحِجّة والمحرّم. وَبَنُو سارِدة: بطن من الْأَنْصَار.
(درش)
شرَّد فلانٌ فلَانا تشريداً، إِذا طرده وشرّد بِهِ تشريداً، إِذا سمَّع الناسَ بعيوبه هَكَذَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة، وَأنْشد:
(أُطَوِّفُ بالأباطح كلَّ يَوْم ... مَخافَةَ أَن يشرِّدَ بِي حَكيمُ)
أَي يسمِّع بِي النَّاس، وحَكيم هَذَا رجل من بني سُلَيْم كَانَت قُرَيْش قد ولّته الْأَخْذ على أَيدي السُّفَهَاء. وَفُلَان طَريد شَريد. وشَرَدَ البعيرُ يشرُد شِراداً وشُروداً فَهُوَ شارِد وشَرود، إِذا ذهب على وَجهه نافراً. وقَوافٍ شوارد، أَي تشرُد فِي الْبِلَاد كَمَا يشرُ الْبَعِير. فَأَما الدَّرْش فَلَا أَحْسبهُ)
عَرَبيا صَحِيحا هُوَ فَارسي معرَّب، وَمِنْه اشتقاق الْأَدِيم الدّارش.

(2/628)


والرُّشْد: ضدّ الغَيّ رَشَدَ الرجلُ يرشُد، وأرشده الله إرشاداً، وَالِاسْم الرُّشْد والرَّشَد والرَّشاد، وَرجل رَاشد ورَشيد. وَبَنُو رِشْدان: بطن من الْعَرَب كَانَ يُقَال لَهُم بَنو غَيّان فسمّاهم النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم بني رِشدان. وَقد سمّت الْعَرَب راشِداً ورُشيداً ورَشيداً ومُرْشِداً ومَرْشَداً ورِشْديناً. وَفُلَان لرِشْدَة، وَهُوَ خلاف الغِيّة والزِّنية، وَقد قَالُوا غَيَّة أَيْضا، بِفَتْح الْغَيْن، وَهُوَ قَلِيل. وَكَانَ قوم من الْعَرَب يُقَال لَهُم بَنو الزِّنْيَة فسمّاهم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم بني الرِّشْدَة. وَقَالَ لرجل: مَا اسْمك فَقَالَ: غَيّان. قَالَ: بل أَنْت رِشْدان. وَالطَّرِيق الأرْشَد: الأقْصَد، ويُجمع مَراشد.
والمَراشد: الْمَقَاصِد.
(درص)
الدِّرْص: ولد الهرَّة والفأرة واليَربوع وَمَا أشبه ذَلِك، وَالْجمع دُروص وأدْرُص وأدراص ودِرَصَة. والرَّصْد والرَّصَد وَاحِد من قَوْلهم: أصابتِ الأرضَ رَصْدَةٌ من مطر، وَالْجمع رِصاد وأرصاد، وَالْأَرْض مرصودة إِذا أصابتها الرُّصْدَة من الْمَطَر، أَي قَلِيل. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: لَا يُقَال: مرصودة، إِنَّمَا يُقَال: أصابَها رَصْدٌ ورَصَدٌ. والرّاصد للشَّيْء: الرّاقب لَهُ رَصَدَه يرصُده رَصْداً. والرَّصَد: الْقَوْم الراصدون، كَمَا قَالُوا: طَلَبٌ للْقَوْم الطالبين وجَلَبٌ للْقَوْم الجالبين. والسَّبُع الرَّصيد: الَّذِي يَرْصُد ليَثِب. وَفِي الشّعْر الْقَدِيم لبَعض من لَا يُعرف:
(لَيْت شِعري ضَلَّةً ... أيُّ شَيْء قتلكْ)

(أسَليم لم تُعَدْ ... أم رصيدٌ أكلكْ)

(كلُّ شيءٍ قاتلٌ ... حِين تلقى أجلكْ)

(أيُّ شيءٍ حسَنٌ ... فِي فَتى لم يَكُ لكْ)

(والمنايا رَصَدٌ ... للفتى حَيْثُ سلكْ)
وَفُلَان لفُلَان بمَرْصَد، أَي بِحَيْثُ يرقبه وَيرى فعله، وَالْجمع مراصد. وَفُلَان لفُلَان بالمِرْصاد، إِذا كَانَ يرصُد فعله. وَيُقَال: قد أرصدتُ لفُلَان كَذَا وَكَذَا، إِذا هيّأته لَهُ، والمِرْصاد فِي التَّنْزِيل من هَذَا إِن شَاءَ الله. والصَّدْر: مَعْرُوف، وكل شَيْء واجهك فَهُوَ صَدْر. وأصدرتُ الْإِبِل عَن المَاء، إِذا قلبتها بعد رِيّها إصداراً، وَالْإِبِل صوادر وَأَهْلهَا مُصْدِرون. وَمثل من أمثالهم يُضرب للشَّيْء الَّذِي لَا يكون: حَتَّى يحِنَّ الضَّبُّ فِي إِثْر الْإِبِل الصّادرة. وَيُقَال: ترك فلانٌ فلَانا عَليّ)
مثل لَيْلَة الصَّدر، إِذا اكتسح مالَه. والصِّدار: شَبيه بالبقيرة تلبسه الْمَرْأَة. قَالَ الراجز: وَالله لَا أمنحُها شِرارَها وَلَو هَلَكْتُ خَلَعَتْ خِمارَها وجَعَلَتْ من شَعَرٍ صِدارَها والتصدير: حِزام الرَّحل. قَالَ الراجز: يكَاد ينْسَلُّ من التصديرِ على مُدالاتيَ والتوقيرِ المُدالاة: المفاعَلة من الرِّفق من قَوْلهم: دَلَوْتُه فِي السّير أدلوه دَلْواً، إِذا رفقت بِهِ فِي السّير.
وَيُقَال: صدَّر الفرسُ من الْخَيل، إِذا تقدّمها بصدره. قَالَ الشَّاعِر:

(2/629)


(كأنّه بَعْدَمَا صَدَّرْنَ من عَرَقٍ ... سِيدٌ تمَطَّرَ جِنْحَ اللَّيْل مبلولُ)
السِّيد: الذِّئْب، وتمطّر: اشتدّ عَدْوُه، والعَرَقَة: الصفّ من الْخَيل وَمن كل شَيْء، والسَّطْرُ مشبَّه بالعَرَقَة من الخُوص. وَفرس مُصَدِّرٌ، بِكَسْر الدّال، إِذا فعل ذَلِك. وَرجل مصدَّر وَكَذَلِكَ الْفرس، إِذا كَانَ عريض الصّدر. والصَّرْد والصَّرَد: الْبرد صَرِدَ يصرَد صَرَداً، إِذا أَصَابَهُ الْبرد.
والصُّرّاد: الرّيح الْبَارِدَة. قَالَ الْأَعْشَى:
(وَإِذا الرياحُ تروّحتْ بأصيلةٍ ... رَتَكَ النعامِ عشيّةَ الصُّرّادِ)
وَبَنُو الصّارد: بطن من الْعَرَب. قَالَ الشَّاعِر:
(يَا هندُ يَا أختَ بني الصّاردِ ... مَا أَنا بِالْبَاقِي وَلَا الخالدِ)
وَرجل مِصْراد، إِذا كَانَ لَا يصبِر على الْبرد. وغنمٌ مَصارِدُ، إِذا أَصَابَهَا الْبرد، الْوَاحِدَة مِصْراد، وَالْجمع مَصاريد. وصَرَدَ السهمُ يصرَد صُروداً، إِذا نفذ من الرميّة، وأصردته أَنا إصراداً، إِذا أنفذته من الرميَّة. قَالَ النَّابِغَة:
(وَلَقَد أَصَابَت قلبَه من حبّها ... عَن ظهر مِرْنانٍ بسهمٍ مُصْرَدِ)
قَوْله مِرْنان: القوسُ الَّتِي يُسمع لَهَا رنين إِذا نُزع فِيهَا. والصُّرَدان: عِرقان تَحت لِسَان الْإِنْسَان وَالْفرس. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: بل الصُّرَدان عظمان فِي أصل اللِّسَان وهما يقيمانه.
قَالَ الشَّاعِر:
(وأيُّ الناسِ أغْدَرُ من شَآمٍ ... لَهُ صُرَدانِ منطلقِ اللسانِ)
)
وَذكر أهل اللُّغَة أَن الصُّرَد بَيَاض يكون فِي ظهر الْفرس من أثَرِ السّرج وَغَيره. والصُّرَد: طَائِر مَعْرُوف يُتشاءم بِهِ، وَالْجمع صِرْدان. وَقد سمّت الْعَرَب صارداً وصُرَد. والتَّصريد: قَطْعُكَ الشّرْب على الدابّة وَالْإِنْسَان قبل رِيّه يُقَال: صرَّدتُ الشَّارِب عَن المَاء، إِذا قطعت عَلَيْهِ شربه، وَكثر ذَلِك حَتَّى صَار كل مَمْنُوع مصرَّداً.
(درض)
أُهملت.
(درط)
طَرَدَ يطرُد طَرْداً فَهُوَ طارِد وَالْمَفْعُول بِهِ مطرود. وأُطْرِدَ الرجلُ، إِذا ضُيِّقَ عَلَيْهِ وطنُه وأُخرج مِنْهُ. قَالَ الشَّاعِر:
(أطْرَدْتَني حَذَرَ الهِجاء وَلَا ... واللاتِ والأنصابِ لَا تَئِلُ)
والطّريدة: مَا طردته الكلابُ من صيد. والطَّريدة: خَشَبَة تُشَدّ وتُجعل فِي رَأسهَا حَدِيدَة مثل السكين أَو نَحوه تُبرى بهَا القِداح. قَالَ الشمّاخ:
(أَقَامَ الثّقافُ والطريدةُ دَرْأَها ... كَمَا قوَّمَتْ ضِغْنَ الشَّموسِ المَهامزُ)
وَبَنُو طَرود: بطن من الْعَرَب. والطَّريدة: مَوضِع. قَالَ الشَّاعِر:

(2/630)


(قَضَتْ من عُدادٍ والطّريدةِ حَاجَة ... وهنَّ الى أُنْسِ الحَدِيث حَقيقُ)
والطّريدة: لعبة يُقَال لَهَا المَسَة، خَفِيفَة السِّين، وَلَيْسَ بثَبت. وَيُقَال: بلد طَرّاد، إِذا كَانَ وَاسِعًا يطّرد فِيهِ السّراب. قَالَ الراجز: وَعْرٍ نُساميها بسيرٍ وَهْسِ والوَعْسِ والطِّرادِ بعد الوَعْسِ وكل شَيْء اتّبع بعضُه بَعْضًا فقد اطّرد، وَمِنْه اطّردَ لي الكلامُ، إِذا اتّسق لي على مَا أريده. وَقد سمّت العربُ طَرّاداً ومُطرِّداً ومطروداً. والمِطْرَد: الرُمح الصَّغِير تُطرد بِهِ الْوَحْش. قَالَ الشَّاعِر:
(نَبَذَ الجُؤارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِهِ ... لمّا اختللتُ فؤادَه بالمِطْرَدِ)

(درظ)
أُهملت.)
(درع)
الدِّرْع: دِرْع الْمَرْأَة، مذكَّر، يصغَّر دُرَيْعاً. ودِرْع الْحَدِيد مؤنّثة وَقد ذُكِّرت أَيْضا، وَالْجمع أَدْرَاع ودروع. والمِدْرَع: الدُّرّاعة، وفصلوا بَينهَا وَبَين المِدْرَعَة من الصُّوف وَغَيرهَا بِالْهَاءِ.
وادَّرعَ الرجلُ دِرْعَه، إِذا لبسهَا. والليالي الدُّرْع والدُّرَع جَمِيعًا، والدُّرْع أَعلَى وأجود: اللواتي تبيضّ أوثلهنّ وتسودّ أواخرهنّ. وَفرس أدْرَعُ، إِذا ابيضّت مقاديمه، وخروف أدْرَعُ كَذَلِك، إِذا ابيضّ رَأسه وعنقه واسودّ سَائِر لَونه هَكَذَا قَالَ بَعضهم، وَقَالَ آخَرُونَ: بل الأدرع أَن يكون أسودَ الرَّأْس والعنق وسائرُ لَونه أبيضُ، فهم يَخْتَلِفُونَ فِي الدُّرْعَة كَمَا يَخْتَلِفُونَ فِي اللَّيَالِي الدُّرْع. وَبَنُو الدَّرعاء: قَبيلَة من الْعَرَب. وَقد سمّت الْعَرَب أدْرَعَ. وَرجل دارع: ذُو دِرْع.
والدَّعَر: الْفساد دَعِرَ العودُ يدعَر دَعَراً، إِذا نَخِرَ وفسَدَ، وَبِه سمّي الدُّعّار من النَّاس لفسادهم وَرجل داعر وَامْرَأَة داعرة. قَالَ الْأَعْشَى:
(لَيست بسوداءَ وَلَا عِنْفِصٍ ... داعرةٍ تَدْنُو الى الدّاعرِ)
وداعِر: فَحل من الْإِبِل تُنسب إِلَيْهِ الْإِبِل الدّاعرية. والرّدْع أَصله التضمُّخ بالزّعفران وَمَا أشبهه، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى سمّيت ضواحي الْإِنْسَان مَرادِع، وَهُوَ مَا ضحا للشمس مِنْهُ أَي ظهر نَحْو المَنْكِبين وَمَا أشبههما. فَأَما المَرادغ، بالغين الْمُعْجَمَة، فلحم الصّدر. وَيُقَال: ركِبَ فلانٌ رَدْعَه، إِذا جُرح فَسقط على دَمه. قَالَ الشَّاعِر:
(ألستُ أرُدُّ القِرْنَ يَرْكَبُ رَدْعَه ... وَفِيه سِنانٌ ذُو غِرارين يابسُ)
وَفِي الحَدِيث: فمرّ بظبيٍ حاقفٍ فَرَمَاهُ فَركب رَدْعَه، أَي كبا لوجهه. وَيُقَال: رَدَعْتُ الرجلَ أردَعَه ردعاً فَأَنا رادع لَهُ وَهُوَ مردوع، إِذا كففته عَن الشَّيْء. وَيُقَال: ردعتْه روادع الشّيب إِذا منعته عَن الْجَهْل. والرِّداع: مَوضِع. والرُّداع: وجع يُصِيب الْجِسْم أجمع. قَالَ الشَّاعِر قيس

(2/631)


بن ذَريح:
(فوا حَزَناً وعاودني رُداعي ... وكانَ فراقُ لُبْنَى كالخِداعِ)
وردَعت السهمَ أردَعه رَدْعاً، إِذا ضربت بنصله الأرضَ ليثبت فِي الرُّعْظ. والرَّعْد: مَعْرُوف رَعَدَتِ السماءُ ترعُد. ورَعَدَ لي الرجلُ، إِذا تهدّدني وَيُقَال: إِنَّك لتَرْعُدُ لي وتَبْرُق، إِذا تَهدّده.
قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا جاوزتْ من ذَات عِرْقٍ ثنيّةً ... فَقل لأبي قابوسَ مَا شِئْت فارْعُدِ)
)
قَالَ أَبُو حَاتِم: قلت للأصمعي: تَقول: رَعَدَت السماءُ وبَرَقَت قَالَ: نعم: قلت: فَتَقول: أرْعَدَت وأبْرَقَت قَالَ: لَا، إِلَّا أَن ترى الْبَرْق وَتسمع الرَّعْد فَنَقُول: أرْعَدْنا وأبْرَقْنا. فَقلت لَهُ: أفتقول فِي التهدّد: إِنَّك لتُرْعِدُ لي وتُبْرِق قَالَ: لَا. قلت: فقد قَالَ الْكُمَيْت:
(أرْعِدْ وأبْرِقْ يَا يزي ... دُ فَمَا وَعيدُك لي بضائرْ)
فَقَالَ: الْكُمَيْت جُرْمَقاني من أهل المَوْصِل، وكأنّه لم يره شَيْئا، فَأخْبرت أَبَا زيد بذلك فَأَجَازَهُ.
ووقف علينا أعرابيٌّ مُحْرِمٌ فأردنا أَن نَسْأَلهُ فَقَالَ أَبُو زيد: دَعونِي أسأله فَأَنا أرْفَقُ بِهِ، فَقَالَ لَهُ: كَيفَ تَقول إِنَّك لتُبْرِق لي وتُرْعِد فَقَالَ: أَفِي الجَخِيف يَعْنِي التهدُّد، قَالَ: نعم. قَالَ: تُبْرِق لي وتُرْعِد. فَأخْبرت بذلك الأصمعيّ فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ وأنشدني:
(إِذا جاوزتْ من ذاتِ عِرْقٍ ثنيّةً ... فقُل لأبي قابوسَ مَا شئتَ فارْعُدِ)
ثمَّ قَالَ لي: هَذَا كَلَام الْعَرَب. وَيُقَال: أرْعَدْنا وأبْرَقْنا، إِذا سمعنَا الرَّعْد ورأينا الْبَرْق، وَأَجَازَ الْكُوفِيُّونَ أرعدتِ السماءُ وأبرقت وأرعدَ الرجلُ وأبرقَ، إِذا تهدّد، وأنشدوا بَيت الْكُمَيْت:
(أرْعِدْ وأبْرِقْ يَا يزي ... دُ فَمَا وَعيدُك لي بضائرْ)
وَمثل من أمثالهم: صَلَفٌ تَحت الراعِدة، يُضرب للرجل الَّذِي يُكثر الْكَلَام وَلَا خير عِنْده، وأصل الصَّلَف قلَّة النَّزَل يُقَال: طَعَام ذُو صَلَفٍ، أَي قَلِيل النَّزَل. وصَلِفَتِ المرأةُ، إِذا لم تحظ عِنْد زَوجهَا. ويُروى بَيت الْأَعْشَى:
(إِذْ آبَ جارتَها الحسناءَ قَيِّمُها ... رَكْضاً وآبَ إِلَيْهَا الحُزْنُ والصّلَفُ)
وَبَنُو راعد: بطن من الْعَرَب. وَرجل رَعّاد: كثير الْكَلَام. والرِّعديد: الجبان. والرِّعديدة: الْمَرْأَة الَّتِي يترجرج لحمُها من نعْمَة. وَوصف أَعْرَابِي الفالوذَ فَقَالَ: أصفر رِعْديد. وَجمع رِعديد رَعاديد. وأُرْعِد الرجلُ إرعاداً، إِذا أَخَذته الرِّعدة وأُرعدت فرائصُه عِنْد الْفَزع. والعَدْر: فعل ممات، والعَدْر: الجرأة والإقدام، وَمِنْه سمَت الْعَرَب عُداراً. والعَدْر: الْمَطَر الشَّديد، زَعَمُوا يُقَال: عُدِرَتِ الأرضُ فَهِيَ معدورة. والعُدار: اسْم. والعَرْد: الصلب الشَّديد يُقَال: فرس عَرْد النَّسا، أَي شَدِيد النَّسا ورمح عَرْد، أَي شَدِيد صلب. والعَرَاد: ضرب من الشّجر، وَبِه سُمّي الرجل عَرَادة. وغصن عارد، أَي صلب شَدِيد. قَالَ الراجز:

(2/632)


تخْبِطُ أيديها القتادَ العاردا ويُروى: العَراد العارِدا. وعَرَدَ نابُ الْبَعِير، إِذا خرج كلّه. قَالَ ذُو الرمّة:)
(يُصَعِّدْنَ رُقْشاً بَين عُصْلٍ كَأَنَّهَا ... زِجاجُ القَنا مِنْهَا نجيمٌ وعاردُ)
وقلا: وتر عُرُدّ، إِذا كَانَ صلباً. قَالَ الراجز: والقوسُ فِيهَا وَتَرٌ عُرُدُّ مثلُ ذِرَاع الْبكر أَو أشَدُّ وعرَّد الرجلُ تعريداً، إِذا عدا فَزِعاً، وَهُوَ معرِّد، وَبِه سُمّيت العَرّادة لِأَنَّهَا تعرِّد بِالْحِجَارَةِ، أَي ترمي بهَا المرمى الْبعيد. والعَرَادة: الجرادة. والعَرادة: اسْم فرس من خيل الْجَاهِلِيَّة. وَفِي حَدِيث الْأَعْرَاب من خرافاتهم قَالُوا: لَقِي الضبُّ الحوتَ فَقَالَ الحوتُ: وِرْداً وِرْداً، فَقَالَ الضبّ: أصبح قلبِي بَرِدا لَا يَشْتَهِي أَن يَرِدا إلاّ عَراداً عَرِدا وصِلِّياناً لَبِدا وعَنْكَثاً ملتبِدا والعَنْكَث: ضرب من النبت.
(درغ)
الدَّغْر: الدّفع الشَّديد بِالْيَدِ يُقَال: دَغَرَ الطبيبُ الحلقَ، إِذا غمزه. وَمِنْه حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم: عَلام تعذِّبْنَ أولادَكنّ بالدَّغْر، أَي بغمز الْحلق. ودغرتُ على الْقَوْم، إِذا دخلت عَلَيْهِم. وَكَلَام لَهُم عِنْد الْحَرْب: دَغَرَى لَا صَفّى. وَقَالُوا: دَغْراً لَا صَفّاً، أَي ادغروا وَلَا تصفّوا، قَالَ الراجز: قَالَت عُمانُ دَغَرَى لَا صَفّى بَكْرٌ وجمعُ الأزْدِ حِين التَفّا والرَّدْغ والرّدْغَة والرّدَغَة والرَّزَغَة: مَا بلّ الْقدَم من طين الْمَطَر وَغَيره. والمَرادغ: لحم الصَّدْر، واحدتها مَرْدغَة. والرَّغْد: السَّعَة فِي الْعَيْش والمرعى عَيْش راغد ورَغْد. والرَّغيدة: الزبدة فِي بعض اللُّغَات. وأرغدَ الرجلُ ماشيتَه، إِذا تَركهَا وسَوْمَها فِي المرعى. وعيش راغد ورغيد. والغَدْر: ضدّ الْوَفَاء رجل غادر من قوم غَدَرَة. وغادرت الشيءَ، إِذا تركته مغادرةً وغِداراً وأغدرته إغداراً، وَبِه سُمّي الغدير لِأَن السَّيْل غادرَه أَي تَركه، وَجمع الغدير غُدُر)
وغُدران. والغَديرة: الخُصلة من الشّعْر، وَالْجمع الغدائر. قَالَ ذُو الرمّة:
(ورَكْبٍ سَرَوا حَتَّى كأنّ اضطرابَهم ... على شُعَبِ المَيْس اضطرابُ الغدائرِ)
والغَدَر من الأَرْض: أَرض رقيقَة ذَات جِحَرة، وَالْجمع أغدار. والغَرْد فعل ممات استُعمل مِنْهُ: غرَّد الطَّائِر تغريداً وَهُوَ مغرِّد، إِذا طرَّب فِي صَوته. والمُغْرُود: ضرب من الكَمْأَة سُود صغَار، وَالْجمع مَغاريد. قَالَ أَبُو بكر: لَيْسَ فِي كَلَامهم فُعْلول فِي مَوضِع الْفَاء مِنْهُ مِيم إِلَّا مُغْرُود ومُغْفُور، وَهُوَ صمغ شجر، وَجمعه مَغافير. قَالَ الشَّاعِر:
(يَحُجُّ مأمومةً فِي قعرها لَجَفٌ ... فاسْتُ الطَّبِيب قَذاها كالمغاريدِ)

(2/633)


(درف)
الدَّفْر: النَّتْن رجل أدْفَرُ وَامْرَأَة دَفْراءُ، وَرجل دَفِرٌ وَامْرَأَة دَفِرَة وَيُقَال للأمَة: يَا دَفارِ، معدول وشممتُ دَفْرَ الشَّيْء ودَفَرَه. وسُمّيت الدُنيا: أمَّ دَفْرٍ. ودَفَرْتُ الرجلَ عنّي، إِذا دَفعته لُغَة يَمَانِية. وكتيبة دَفراء: يُشَمّ مِنْهَا رَائِحَة الْحَدِيد، وذَفْراء أَيْضا، لحدّة الرَّائِحَة. قَالَ الشَّاعِر يصف كَتِيبَة: فَخْمَةٌ ذَفْراءُ تُرْتَى بالعُرَى ويُرْوى: دَفْراء. وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: لمّا خبَّره الحَبْرُ عَن الْأَئِمَّة حَتَّى صَار الى ذكرِ بَعضهم فَقَالَ: زُبْرَةٌ من حَدِيد، فَقَالَ: وادَفْراه. والرِّدْف: الَّذِي يركب وَرَاءَك فَهُوَ رِدْفك ورَديفك. والرِّدْف: العَجُز. وكل شَيْء جَاءَ بعْدك فَهُوَ رِدْفك ورَديفك وَقد رَدَفَك. وَفِي التَّنْزِيل: تَتْبَعُها الرّادفةُ. ورَدِفَتْهم كتبُ السُّلْطَان بِكَذَا وَكَذَا، أَي جَاءَت بعدهمْ. وَجَاء الْقَوْم رُدافَى، فِي وزن فُعالى، أَي بَعضهم على إِثْر بعض. وَجمع الرِّدْف أرداف. وأرداف الْمُلُوك فِي الْجَاهِلِيَّة: الَّذين كَانُوا يَخْلُفون الملكَ، نَحْو صَاحب الشُّرَط فِي دَهْرنَا هَذَا. والرَّديف والرّادف: النَّجْم الَّذِي ينوء من الْمشرق إِذا انقمس رقيبُه فِي الْمغرب. قَالَ الراجز: وصاحبُ الْمِقْدَار والرَّديفُ أفنى ألوفاً بعْدهَا ألوفُ والرِّفْد: الْعَطاء أرفدتُ الرجل أُرفِده إرفاداً، ورَفَدْتُه رَفْداً. والرِّفْد والمِرْفَد: الْإِنَاء الَّذِي يُقرى فِيهِ الضَّيْف. قَالَ الشَّاعِر: وَإِذا تُجاورهم عِظامُ المِرْفَدِ)
وَقَالُوا: الرِّفْد والرَّفْد: العُسّ، وَجمعه أرفاد. قَالَ الْأَعْشَى:
(وَإِذا القيانُ حَسِبْتَها حبشيةً ... غُبْراً وقَلّ حلائبُ الأرفادِ)
ورَفَدْتُ الرجلَ وأرفدته، إِذا عاونته على أُمُوره، وَمِنْه اشتقاق الرِّفادة الَّتِي يُرفد بهَا الْجرْح رَفَدْتُ الجرحَ أرفِده رَفْداً. وَقد سمّت الْعَرَب رافِداً ورُفَيْداً ومُرْفِداً ورُفَيْدة. ورفّد بَنو فلَان فلَانا، إِذا سوّدوه عَلَيْهِم وعظّموا أمره، فَهُوَ مرفَّد. ورُفَيْدَة: أَبُو حيّ من الْعَرَب يُقَال لَهُم الرُّفَيْدات.
قَالَ الشَّاعِر:
(ساقَ الرُّفَيداتِ من عَوْذَى وَمن عَمَمٍ ... والسّبيَ من رهطِ رِبْعيٍّ وحَجّارِ)
والفِدْرَة من اللَّحْم: الْقطعَة مِنْهُ، وَالْجمع فِدَر. وفَدّرَ الفحلُ فُدوراً، إِذا عجز عَن الضِّراب، فَهُوَ فادر وَالْجمع فوادر، وَهُوَ من أحد مَا جَاءَ على فَاعل وفواعل. ووَعِل فادر، وَالْجمع فُدُر، إِذا تمّ سنُّه وذَكاؤه. قَالَ الرَّاعِي:
(وكأنّما انتطحتْ على أثباجها ... فُدُرٌ بشابةَ قد تَمَمْنَ وُعولا)
شَابة: جبل وَقد قَالُوا: وَعِل فادر وفَدور. والمَفْدَرَة: مَوضِع الوُعول الفُدُر. والفَرْد: الْوَاحِد، وَالله تبَارك وَتَعَالَى الفَرْد، وكل شَيْء متوحّد فقد انْفَرد، وَكَأن أصل الْفَرد: الَّذِي لَا نَظِير لَهُ، وَكَذَلِكَ الفَرُد والفَرَد. قَالَ النَّابِغَة:

(2/634)


(من وَحش وَجْرَةَ مَوْشيٍّ أكارعُه ... طاوي الْمصير كسيْفِ الصّيقل الفَرُدِ)
ويُروى: الفَرَد وَجمع فَرَد فِراد وأفراد. وظبية فاردة، وَالْجمع فوارد، إِذا انْقَطَعت عَن قطيعها وانفردت وَكَذَلِكَ سِدْرَة فاردة، إِذا انْفَرَدت عَن السِّدْر. قَالَ الشَّاعِر:
(نظرتْ إليكَ بعينِ جازئةٍ ... فِي ظلّ فاردةٍ من السِّدْرِ)
والفَريد، والواحدة فريدة، وَهِي كل خَرَزَة فصلتَ بهَا بَين ذهب فِي نظمٍ ذهبٌ مفرَّدٌ، إِذا فُصِّل بَينه بالفرائد. وأفراد النُّجُوم: الدراريّ الَّتِي تطلع فِي آفَاق السَّمَاء. وَجَاء القومُ فُرادى، إِذا جَاءُوا وَاحِدًا بعد وَاحِد.
(درق)
الدَّرَق: ضرب من التِّراس يُتّخذ من جُلُود دوابَّ تكون فِي بِلَاد الْحَبَش، الْوَاحِدَة دَرَقَة وَالْجمع دَرَق وأدراق ودِراق. قَالَ الراجز: فارتازَ عَيْرَ سَنْدَريٍّ مُخْتَلَقْ)
لَو صَفَّ أدراقاً مضى من الدَّرَقْ فَأَما الدّوْرَق الْمُسْتَعْمل فأعجمي معرَّب. ودَقَرَى: رَوْضَة مَعْرُوفَة. والدُّقْرور: التُّبّان الَّذِي يُلبس كالسراويل الصَّغِيرَة. قَالَ الشَّاعِر:
(يعلون بالقَلَعِ البُصريّ هامَهُمُ ... ويُخْرِجُ الفَسْوَ من تحتُ الدَّقاريرُ)
ورَقدَ الْإِنْسَان وَغَيره يرقُد رُقوداً ورُقاداً ورَقْداً، فَهُوَ رَاقِد ورَقود. والرُّقاد والرَّقْد: النّوم. قَالَ الراجز: ومُنِعَتْ عَيْني لذيذَ الرَّقْدِ ورَقْد: مَوضِع. قَالَ الشَّاعِر:
(لمن طَلَلٌ بديماتٍ فَرَقْدِ ... يلوح كأنّه تحبيرُ بُردِ)
والمَرْقَد: المَضْجَع، وَالْجمع مراقِد. والرَّقَدان: الطَّفْر من النشاط كَفعل الْحمل والجدي لُغَة يَمَانِية. ورَقَدَ الإنسانُ رَقْدَةً، إِذا نَام نومَة. فَأَما الْإِنَاء الَّذِي يسمّى الراقود فَلَيْسَ بعربيّ صَحِيح.
وَقد سمّت الْعَرَب رُقاداً. والقِدر: مَعْرُوفَة، وَالْجمع قُدور. والقَدَر من قَدَرِ الله عزّ وجلّ، وَالْجمع أقدار. وقُدِرَ على الرجل رزقُه، مثل قُتِرَ سَوَاء. واللّحم القَدير: مَا طُبخ فِي الْقُدُور، وَقد جَاءَ فِي الشّعْر الفصيح قادِر فِي معنى طابخ. وَرجل قَادر، إِذا طبخ شَيْئا فِي قِدر. والقُدَار: الجزّار. قَالَ بعض أهل اللُّغَة: أُخذ من الطبيخ فِي القُدور. وقُدار: الَّذِي عقر نَاقَة ثَمُود. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَبِه سُمّي الجزّار قُداراً. وَتقول الْعَرَب: هُوَ أشْأَمُ من قُدارٍ، يعنون هَذَا. قَالَ الشَّاعِر:

(2/635)


(إنّا لنضرب بالسيوفِ رؤوسَهم ... ضَرْبَ القُدارِ نَقيعةَ القُدّامِ)
والقُدرة: قُدرة الله عزّ وجلّ على خَلقه. وَرجل ذُو قُدرة ومَقْدُرَة ومَقدِرَة، إِذا كَانَ ذَا يسَار.
والمقدور: كل مَا قُدِّر على الْإِنْسَان، وَهِي المَقْدَرَة والمَقْدُرة أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر:
(وَمَا يَبقى على الْمَأْثُور شيءٌ ... فيا عَجَباً لمَقْدَرَة الكتابِ)
وقَيْدار: اسْم، فَإِن كَانَ عَرَبيا فالياء فِيهِ زَائِدَة، وَهُوَ فَيْعال من القُدرة. والرّجل الأقْدَر: الْقصير الْعُنُق، وَالْمَرْأَة قَدْراءُ. قَالَ الشَّاعِر الْهُذلِيّ:
(أُتيحَ لَهَا أُقَيْدِرُ ذُو حَشيفٍ ... إِذا سامَتْ على المَلَقات ساما)
يَعْنِي حمير الْوَحْش، يصف قانصاً والمَلَقات: الصخور المرتفعة تكون فِي سفوح الْجبَال ترْتَفع)
على مَا حولهَا، وَاحِدَة مَلَقَة. والأقْدَر من الْخَيل: الَّذِي يتقدّم موقعُ حافرَيْ رجلَيْهِ على موقع حافرَيْ يَدَيْهِ فِي عَنَقه، وَهُوَ مَحْمُود. قَالَ الشّعْر:
(بأقْدَرَ من جِيَاد الْخَيل نهْدٍ ... جَوادٍ لَا أحَقَّ وَلَا شَئيتِ)
الشَّئيت: الَّذِي يتأخّر موقع حافرَيْ رجلَيْهِ عَن موقع حافرَيْ يَدَيْهِ، وَهُوَ عيب والأحقّ: الَّذِي ينطبق موقع حافرَي رجلَيْهِ على حافرَي يَدَيْهِ، وَذَلِكَ عيب أَيْضا. والقِرْد: مَعْرُوف، وَالْأُنْثَى قِرْدة، وَالْجمع قِرَدَة وقُرود. والسّحاب القَرَد، وَقَالُوا القَرِد، وَهُوَ الْمُنْقَطع فِي أقطار السَّمَاء يركب بعضه بَعْضًا، الْوَاحِدَة قَرَدَة وَالْجمع قَرَد. وَالصُّوف القَرِد: المتلبّد المتداخل بعضُه فِي بعض من ذَلِك أُخذ. وَيُقَال: أقْرَدَ الرجلُ، إِذا لَصِقَ بِالْأَرْضِ من فزع أَو ذلّ. قَالَ الفرزدق يهجو بني كُليب:
(تَقول إِذا اقلَوْلَى عَلَيْهَا وأقرَدَت ... أَلا لَيْسَ ذَا العيشُ اللذيذُ بدائمِ)
ويُروى: أَلا لَيْت ذَا الْعَيْش اللذيذَ بدائم. قَوْله اقلولى: ارْتَفع، يُرِيد أَنهم ينزون على الآتُن، يعيّرهم بذلك. وقَرِدَ الرجلُ، إِذا سكت عَن عِيّ قَرِدَ يقرَد قَرَداً. والقُراد: مَعْرُوف، وَالْجمع قِرْدان. وقرَّدتُ الرجلَ تقريداً، إِذا خدعته لتوقعه فِي مَكْرُوه. قَالَ الشَّاعِر:
(همُ السَّمْنُ بالسَّنّوتِ لَا ألْسَ فيهمُ ... وهم يمْنَعُونَ جارَهم أَن يقرَّدا)
والتِّقْرِدَة: الحَبّ الَّذِي يسمّى الكَرَوْيا وَأهل الْيمن يسمّون الأبزار كلَّها تِقْرِدَة. وقِرْد: بطن من هُذيل، وَإِلَيْهِ تُنسب بَنو قِرْد. وَذُو قَرَد: مَوضِع. وأمّ القِرْدان من الفَرَس: مَا أجنَّته الهُنَيّة المشرفة فِي مؤخَّر الْحَافِر.
(دَرك)
أدركتُ الرجلَ إدراكاً، إِذا لحقته فَهُوَ مُدْرَك.

(2/636)


والدَّرَك: الْقطعَة من الْحَبل تُقرن بِالْأُخْرَى، وَالْجمع أَدْرَاك ودِرَكَة ودُروك. والدَّرَك أَيْضا: قَعْر الْبِئْر. وقعر كل شَيْء دَرَكُه. والدَّرك أَيْضا: حَبل يُشدّ بِطرف الرِّشاء ثمَّ يُشدّ بعِناج الدّلو لِئَلَّا يَأْكُل الماءُ الرِّشاءَ. وربّما سمّيت الطريدة دَريكة. وَرجل دَرَكُ الطريدةِ، إِذا كَانَ لَا تفوته طريدة، وَالْفرس كَذَلِك. وَيَوْم الدَّرَك: يَوْم من أَيَّام الْعَرَب، وَأَحْسبهُ من أَيَّام الْأَوْس والخَزْرَج بَينهم. والدَّرَك: الِاسْم أَيْضا من أدركتُ. وَأدْركَ الشجرُ وغيرُه، إِذا آن أَن يُؤْكَل أَو يُشرب، يُدرك إدراكاً. وَأدْركَ الغلامُ والجاريةُ، إِذا بلغا، إدراكاً. وَقد سمّت الْعَرَب مُدْرِكاً ودَرّاكاً ودُرَيْكاً. وَمن كَلَامهم: دَراكِ) دَراكِ، معدول عَن أَدْرِكْ. والدَّرَك: الْمنزلَة، وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي التَّنْزِيل: فِي الدَّرَكِ الأسْفَلِ من النّار، فَالنَّار دَرَكات وَالْجنَّة درَجات، وَالله أعلم بكتابه. والدَّكْر: لعبة يُلعب بهَا كلعب الزَّنْج والحَبَش. والرَّدْك: فعل ممات استُعمل مِنْهُ غُلَام رَوْدَك وَجَارِيَة رَوْدَكَة: فِي عُنفوان شبابهما.
قَالَ الراجز: جاريةٌ شبّتْ شبَابًا رَوْدَكا لم يَعْدُ ثَدْياً نَحْرِها أَن فَلَّكا ورَكَدَ الماءُ رُكوداً، إِذا دَامَ فَلم يَسِحْ، وَالْمَاء الراكد والدائم سَوَاء. وَفِي الحَدِيث: نهى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم عَن الْبَوْل فِي المَاء الراكد. ورَكَدَتِ الشمسُ ركوداً، إِذا قَامَ قائمُ الظهيرة وَصَامَ النهارُ، فَكَأَن الشَّمْس لَا تسير وكل ثَابت فِي مَكَانَهُ فَهُوَ راكِد. ورَكَدَتِ الريحُ، إِذا لم تهبَّ. ومصدر رَكَدَ: رُكود، وَالِاسْم والمصدر فِيهِ سَوَاء. والمَراكِد: الْمَوَاضِع الَّتِي يركُد فِيهَا الْإِنْسَان وغيرُه. قَالَ الشَّاعِر:
(أرَتْهُ من الجرباء فِي كل منزلٍ ... طِباباً فمأواه، النّهارَ، المَراكدُ)
الطِّباب: جمع طِبّة، وَهِي الْقطعَة المستطيلة من الأدَم يصف حمارا طردته الخيلُ فلجأ الى الْجبَال فَصَارَ فِي شِعابها فَهُوَ يرى السَّمَاء طرائقَ. وَهَذَا كَمَا قَالَ الآخر يصف السّجن:
(وسَدَّ السماءَ السِّجْنُ إلاّ طِبابَةً ... كتُرْس المُرامي مستَكِفّاً جُنوبُها)
والكَدَر: ضد الصّفو كَدِرَ الماءُ يكدَر كَدَراً وكُدوراً وكُدْرَة، وَالْمَاء أكْدَر وكَدِرٌ. وَمثل من أمثالهم: خُذ مَا صَفا ودَعْ مَا كَدِرَ، بِكَسْر الدَّال، وَلَا يُقَال: كَدَرَ. وَبَنَات الأكْدَر: حمير وَحش تُنسب الى فَحل مِنْهَا. قَالَ الشَّاعِر:
(تركُوا غزالاً بالجَبوب كَأَنَّهُ ... فحلٌ يعقَّر من بَنَات الأكْدَرِ)
وحمار كُدُرّ، يُوصف بالشدّة والغِلَظ. قَالَ الشَّاعِر:
(نَجاءَ كُدُرٍّ من حَميرِ أبيدةٍ ... يَمُجُّ لُعاعَ البقل فِي كل مَشْرَبِ)
ويروى: من حمير عَماية وحمار كُنْدُر وكُنادر أَيْضا: شَدِيد، النُّون فِيهِ زَائِدَة. وانكدر النجمُ، إِذا هوى. وَكَذَلِكَ انكدرت الخيلُ عَلَيْهِم، إِذا لحقتهم. وَقد سمّت الْعَرَب أكْدَرَ وأُكَيْدِر.

(2/637)


وأُكَيْدِر بن عبد الْملك: صَاحب دُومَة الجَنْدَل، كتب لَهُ النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم كتابا. والكَدْراء: مَوضِع. والكُدْريّ: ضرب من القَطا. والكَرْد: العُنُق، وَهُوَ فَارسي معرَّب، كَأَن أَصله الكَرْدَن)
بِالْفَارِسِيَّةِ، وَقد جَاءَ فِي الشّعْر الفصيح. والكُرْد: أَبُو هَذَا الجيل الَّذين يسمَّون بالأكراد زعم النسّابون أَنه كُرْد بن عَمْرو بن عَامر بن صعصعة. وأنشدوا بَيْتا وَلَا أَدْرِي مَا صحّته، وَهُوَ:
(لعَمْرُك مَا الأكرادُ أبناءَ فارسٍ ... وَلكنه كُرْدُ بنُ عَمْرو بن عامرِ)
وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: هُوَ كُرْد بن عَمْرو مُزَيْقِياء بن عَامر مَاء السَّمَاء. وَقَالَ أَبُو الْيَقظَان: هُوَ كُرْد بن عَمْرو بن عَامر بن ربيعَة بن عَامر بن صعصعة. قَالَ أَبُو بكر: فَإِن كَانَ عَرَبيا فاشتقاق اسْمه من المكارَدة، وَهُوَ مثل المطاردة فِي الْحَرْب تكارد القومُ تكارُداً ومكاردةً وكِراداً.
(درل)
أُهملت.
(درم)
الدَّرَم من قَوْلهم: برقٌ أدْرَمُ، وَهُوَ الغامض، وَكَذَلِكَ كَعْب أدْرَمُ: لَا حجم لَهُ. قَالَ أَبُو حَاتِم: ويُستحبّ الدَّرَم من الْمَرْأَة فِي الكعب والمِرْفَق والعُرقوب، فَلذَلِك قَالَ العجّاج: قَامَت تُريكَ خَشْيةً أَن تَصْرِما ساقاً بَخَنْداةً وكعْباً أدْرَما قَالَ أَبُو بكر: وَقد قَالُوا: امْرَأَة دَرْماء وَرجل أدْرَمُ، إِذا لم يكن لعظامهما حجم دَرِمَ يدرَم دَرَماً، وَبِه سُمّي الرجل دارماً هَكَذَا يَقُول بعض أهل اللُّغَة. وَقَالَ آخَرُونَ: سُمّي دارماً من الدَّرَمان.
وَهُوَ تقَارب الخَطْو. والدَّرْماء: ضرب من النبت. والدرّامة: الْمَرْأَة الَّتِي إِذا مشت حرّكت مناكبها وقرّبت خَطْوَها، وَإِنَّمَا يفعل ذَلِك الْقصار من النِّسَاء. وَيُقَال للأرنب إِذا مشت كَذَلِك: دَرّامة أَيْضا، والمصدر الدَّرَمان. وَبَنُو تَيْم الأدْرَم: قَبيلَة من قُرَيْش، وهم بَنو تَيْم بن غَالب بن فِهْر. وَفِي قُرَيْش تَيْمان: تَي بن مُرّة الَّذين مِنْهُم أَبُو بكر الصدّيق وَطَلْحَة بن عُبيد الله رَضِي الله عَنْهُمَا، وتَيْم الأدْرَم بن غَالب بن فِهْر. قَالَ الراجز: إنّ بني الأدْرَمِ لَيْسُوا من أحَدْ لَيْسُوا الى قيسٍ وَلَيْسوا من أسَدْ وَلَا تَوَفّاهم قريشٌ فِي العَدَدْ وَمثل من أمثالهم: أوْدَى دَرِم، وَهُوَ رجل من بني شَيبَان قُتل فَلم يُدرك بثأره فَصَارَ مثلا لمن لم يُدرك بثأره، فَإِذا لم يُدرك بثأر الْقَتِيل قَالُوا: أوْدَى دَرِم. قَالَ الشَّاعِر:)
(وَلم يُودِ مَن كنتَ تسْعَى لَهُ ... كَمَا قيلَ فِي الحربِ أوْدَى دَرِمْ)
وَيُقَال: دَرِمَت أَسْنَان الرجل، إِذا تحاتّت فَهُوَ أدْرَمُ. والدَّمْر: هجوم الرجل على الْقَوْم دَمَر على الْقَوْم يدمُر دَمْراً ودُموراً. وَفِي الحَدِيث: من نظر فِي دَار قوم بِغَيْر إذْنهمْ فقد دَمَرَ. والدّامر: الْهَالِك. وَرجل هَالك دامر، إِذا لم يكن فِيهِ خير. ودمّره الله تدميراً، إِذا أهلكه. والمدمِّر: الصَّائِد يدخِّن فِي ناموسه لِئَلَّا تَشَمَّ الوحشُ رائحتَه فتنفر. والهلاك والدمار قريبان فِي الْمَعْنى.

(2/638)


والرَّدْم: مصدر رَدَمْتُ الشَّيْء أردُمه رَدْماً، إِذا سددته نَحْو الْبَاب وَمَا أشبهه. والرّديمة: ثَوْبَان يخاط بعضُهما بِبَعْض نَحْو اللِّفاق، وكل شَيْء لَفَقْتَ بعضه الى بعض فقد رَدَمْتَه، وَمِنْه قَول عنترة:
(هَل غادرَ الشعراءُ من متردَّمِ ... أم هَل عرفتَ الدّر بعد توهُّمِ)
أَي من كلا يلصق بعضه بِبَعْض. وأردمتْ عَلَيْهِ الحُمّى، إِذا دَامَت عَلَيْهِ، والحمّى مُرْدِم. ورَدَمَ الحمارُ، إِذا ضرط، وَالِاسْم الرُّدام، والواحدة رَدْمَة. والرَّديم: لقب رجل من فرسَان الْعَرَب، وَهُوَ ضِرار بن عَمْرو الضَّبِّيّ جد زيد الفوارس بن حُصَيْن بن ضِرار، سُمّي بذلك لعِظَم خَلْقه، وَكَانَ إِذا وقف موقفا رَدَمَه فَلم يجاوَز. والرَّدْم: السُّدّ الَّذِي صنعه ذُو القرنين عَلَيْهِ السَّلَام.
ورَدْمان: مَوضِع بِالْيمن، وبِرَدْمانَ مَاتَ المطَّلب بن عبد مَناف. وَكتب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم الى الأمْلوك أُمْلُوك رَدْمان والأمْلُوك: قَبيلَة من حِمْير. والرَّمَد من قَوْلهم: رَمِدَ الرجلُ يرمَد رَمَداً، فَهُوَ رَمِدٌ وأرْمَدُ، وَإِن قَالَ الشَّاعِر رامد فِي معنى أرْمَد كَانَ جَائِزا لاضطرار الشّعْر، وَقد جَاءَ ذَلِك فِي الشّعْر الفصيح. وأرمدَ الظليمُ وغيرُه، إرماداً وارمدَّ ارمداداً، إِذا عدا عَدْواً شَدِيدا. وَبَنُو الرَّمِد: بطن من الْعَرَب. والرَّمْد: الْهَلَاك. قَالَ الشَّاعِر:
(صَبَبْتُ عَلَيْكُم حاصبي فتركتُكم ... كأصرامِ عادٍ حِين دمَّرها الرَّمْدُ)
ونعامة رَمْداءُ ورَبْداءُ، الْمِيم مَقْلُوبَة عَن الْبَاء، إِذا كَانَ لَوْنهَا الرَّماد. والرّماد: مَعْرُوف، وَالْجمع أرمِداء ورأيتُ فِي الدَّار أرْمِداء كَثِيرَة. قَالَ الراجز: لم يُبْقِ هَذَا الدهرُ من آيائهْ إلاّ أثافيه وأرْمِدائهْ وأعوام الرَّمادة: أَعْوَام جَدْبٍ تَتَابَعَت على النَّاس فِي أَيَّام عمر بن الخطّاب رَضِي الله عَنهُ، سُمّيت بذلك لِأَنَّهَا جعلت الأَرْض رَمَادا. ورمَّدتُ اللحمَ ترميداً، إِذا لطخته بالرّماد. وَمثل من أمثالهم: شوى أخوكَ حَتَّى إِذا أنضجَ رمَّد، يُضرب مثلا للرجل يُحسن ثمَّ يسيء. وشَاة مرمِّد،)
إِذا ورم ضَرْعُها وحَياؤها. والرِّمْدِد والرِّمْدِداء: الرّماد. وَذكر ابنُ إِسْحَاق صَاحب السِّيرَة فِي خبر وَفد عادٍ أَنه ناداهم مُنادٍ من السَّمَاء لما اخْتَارُوا السّحابة السَّوْدَاء: اخترتَ رَمَادا رِمْدِدا، لَا تُبقي من عادٍ أحدا، لَا والداً وَلَا وَلَدا. والمَدَر: الطين العَلِك الَّذِي لَا يخالطه رمل. وَأَرْض مَمْدَرَة، إِذا أُخذ من مَدَرها. ومَدَرْتُ الحوضَ أمْدُره مَدْراً، إِذا طليته بالمَدَر ليحبس المَاء.
وضَبُعٌ أمْدَرُ، إِذا تلطّخ بجَغْرِه. والأمْدَر: الْعَظِيم الْبَطن. ومادِر: رجل من الْعَرَب يُضرب بِهِ الْمثل فِي اللؤم. يُقَال: ألأمُ من مادر، وَهُوَ رجل من بني هِلَال بن عَامر، وَله حَدِيث.
والمَرْد: ثَمَر الْأَرَاك. والأمْرَد: الَّذِي لَا شعر على وَجهه. والمَرْداء: الرملة الَّتِي لَا تُنبت شَيْئا.
قَالَ الراجز: هلاّ سَأَلْتُم يَوْم مَرْداءِ هَجَرْ محمّداً عنّا وعنكم وعُمَرْ

(2/639)


يَعْنِي محمّد بن عُمير بن عُطارد بن حَاجِب التَّمِيمِي، وعُمر بن عُبيد الله بن مَعْمَر كَانَ رَئِيس الْجَيْش الَّذِي بَعثه عبد الْملك الى ابْن فُدَيْك ونَجْدَة بن عَامر بِالْيَمَامَةِ والبحرين. والصَّرح الممرَّد من ذَلِك وَهُوَ المملَّس، وَالله أعلم. والمارِد: الَّذِي قد أعيا خُبثاً، وَالْجمع مَرَدَة. وَمِنْه شَيْطَان مَريد وَكَذَلِكَ هُوَ من النَّاس وَرجل مِرِّيد: فِعّيل من ذَلِك، ومتمرِّد بَيّنُ التمرّد. والتِّمراد: بَيت صَغِير للحمام تبيض فِيهِ، وَالْجمع التَّماريد، وَهُوَ أحد مَا جَاءَ من الْأَسْمَاء على تِفعال.
والمارِد: الْمُرْتَفع. والمَريد: مثل المَريس تمر مَريد ومَريس بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ الشَّاعِر: مُسْنَفاتٌ تُسْقَى ضِياحَ المَريدِ ومارِد: حصن من حصون الْعَرَب مَعْرُوف غزاه بعض الْمُلُوك فَامْتنعَ عَلَيْهِ فَقَالَ: تمرَّد ماردٌ وعَزَّ الأبْلَقُ وهما حُصنان بِالشَّام معروفان، والمثل للزبّاء.
(درن)
الدَّرَن: مَا علق بِالْيَدِ أَو الثَّوْب من الْوَسخ دَرِنَ الثوبُ يدرَن دَرَناً، وَكَذَلِكَ الْيَد. وَيُقَال: مَا كَانَ إِلَّا كَدَرَنٍ كَانَ فِي يدك فمسحته وغسلته، للشَّيْء الَّذِي يذهب سَرِيعا. ودُرْنا: مَوضِع. ودارين: مَوضِع. قَالَ الْأَعْشَى:
(فقلتُ للشَّرب فِي دُرْنا وَقد ثمِلوا ... شِيموا وَكَيف يشيمُ الشاربُ الثَّمِلُ)
وَيُقَال: رَجَعَ الفرسُ الى إدْرَوْنه، إِذا رَجَعَ الى مَرْبطه. والرَّدَن: الغَزْل الَّذِي يُفتل الى قُدّام. قَالَ)
الْأَعْشَى:
(فأفنيتُها وتعلَّلتُها ... على صَحْصَحٍ كرِداء الرَّدَنْ)
الصَّحْصَح: الفضاء من الأَرْض الْوَاسِع. وثوب مَردون، إِذا نُسج بالغزل المردون. والمِرْدَن: المِغْزَل الَّذِي يُغزل بِهِ الرَّدَن. والرُّدْن والرُّدُن: الكُمّ لُغَة عَرَبِيَّة مَعْرُوفَة، وَالْجمع أردان. قَالَ الشَّاعِر:
(المُخْرِجُ الكاعبَ الحسناءَ مُذْعِنَةً ... فِي السَّبي يَنْفَحُ من أردانها الطِّيبُ)
وَقَالَ قيس بن الخَطيم:
(وعَمْرَةُ من سَرَوات النِّسا ... ءِ تَنْفَحُ بالمِسْك أردانُها)
والرُّمح الرُّدينيّ: مَنْسُوب الى رُدينة، امْرَأَة كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة لَهَا عبيد يقوِّمون الرِّماح. وجمل أَحْمَر ردانيّ، إِذا نُسب الى شدّة الحُمرة. قَالَ الْأَصْمَعِي: لَا أَدْرِي الى مَا نُسب. والرَّنْد: شجر طيّب الرَّائِحَة، وَيُقَال إِنَّه هُوَ الآس. والدِّينار فَارسي معرَّب، وَأَصله دِنّار. وَرجل مدنَّر: كثير الدَّنَانِير. وبِرْذَوْن مدنَّر: أَشهب مستدير النقش ببياض وَسَوَاد. وَالدِّينَار إِن كَانَ معرَّباً فَلَيْسَ تعرف الْعَرَب لَهُ اسْما غير الدِّينَار فقد صَار كالعربي، وَلذَلِك ذكره الله تَعَالَى فِي كِتَابه لِأَنَّهُ خاطبهم عزّ ذكره بِمَا عرفُوا. والنَّرْد أعجمي معرَّب. والنَّدر: كل شَيْء زَالَ عَن مَكَانَهُ فقد نَدَرَ يندُر نَدْراً فَهُوَ

(2/640)


نَادِر، فَيُقَال: ضربه على رَأسه فنَدَرَتْ عينُه، أَي خرجت من موضعهَا. وَبِه سمي نَوَادِر الْكَلَام لِأَنَّهُ كَلَام ندر فَظهر من بَين الْكَلَام. وأندرتُ من مَالِي على فلَان كَذَا وَكَذَا، أَي أزلته عَنهُ. ونقدته مائَة دِينَار نَدَرَى، أَي أخرجتها لَهُ من مَالِي.
(درو)
الدَّور: مصدر دَار يَدُور دَوْراً ودَوَراناً. والدَّوار نُصُب من أنصاب الْجَاهِلِيَّة كَانُوا يدورون حوله كالطَّواف. وَهَذَا بَاب ترَاهُ مستقصًى فِي الاعتلال إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَجَارِيَة رُؤْدٌ، يفهمز وَلَا يُهمز، وَهِي الناعمة الْجَسَد. وأرْوَدَ فلانٌ يُرْوِدُ إرواداً، إِذا رَفَقَ فِي الْمَشْي وَغَيره يُقَال: أرْوِدْ يَا فلانُ، أَي ارْفُقْ وامشِ رويداً. والوَرْد، يُقَال: فرس وَرْد وَالْأُنْثَى وَرْدَة، وَهِي شُقرة تعلوها صُفرة، وَالْجمع وِراد. وَفِي التَّنْزِيل: وَرْدَةً كالدِّهان، أَي حَمْرَاء، وَالله أعلم.
وسُمّي الوَرد الَّذِي يُشمّ وردا لحمرته. والوِرْد: الحظّ من المَاء، وَكثر ذَلِك حَتَّى قيل للْقَوْم الَّذين يردون المَاء وِرْداً. وَأهل الْيمن يسمّون المحموم مورودا كَأَن الحمّى وردته. والأسد: الورْد.)
وللدال وَالرَّاء وَالْوَاو مَوَاضِع فِي الاعتلال ترَاهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
(دره)
الدُّرَّة: مَعْرُوفَة، وَهِي الحبّة الْعَظِيمَة من اللُّؤْلُؤ. والدِّرَّة: الشُّخْبَة من الدَّرّ. ودِرّة الضّرع: مَا استنجم فِيهِ من اللَّبن. وَمثل من أمثالهم: مَا اخْتلفت الدِّرَّة والجِرَّةُ. والدِّرَّة الَّتِي يضْرب بهَا، عربيّة مَعْرُوفَة. وَيُقَال: فلَان مِدْرَه بني فلَان، إِذا كَانُوا يدْفَعُونَ بِهِ الْأُمُور الْعِظَام، وَهَذِه همزَة قلبت هَاء. وسترى هَذَا الْبَاب فِي الرباعي مستقصًى إِن شَاءَ الله. والدَّهر: مَعْرُوف. وَقَالَ قوم: الدَّهر مُدَّة بَقَاء الدُّنْيَا من ابتدائها الى انْقِضَائِهَا وَقَالَ آخَرُونَ: بل دهر كل قوم زمانهم. ويُنسب الى الدّهر دُهْريّ على غير قِيَاس. وَفِي حَدِيث سُفيان بن عُيينة، أَحْسبهُ مَرْفُوعا إِن شَاءَ الله تَعَالَى، أَن الله تبَارك وَتَعَالَى قَالَ: تَسُبّون الدَّهْر وَأَنا الدهرُ، أَي أَنا خَالق اللَّيْل وَالنَّهَار، أَو كَمَا قَالَ، وَالله أعلم. وَيُقَال: مَضَت عَلَيْهِ دهورٌ دَهاريرُ، أَي مُخْتَلفَة. قَالَ الشَّاعِر:
(حَتَّى كأنْ لم يكن إِلَّا تذكُّرُه ... والدّهرُ أيَّتَما حالٍ دَهاريرُ)
وَقد سمّت الْعَرَب دَهْراً ودُهَيْراً وداهِراً. وَفِي الحَدِيث: لَا تسبّوا الدّهر فَإِن الله هُوَ الدّهْرُ، وَهَذَا يجب على أهل التَّوْحِيد مَعْرفَته لِأَنَّهَا حُجّة يحْتَج بهَا من قَالَ بالدّهر، وَتَفْسِير هَذِه الْكَلِمَة، وَالله أعلم، أَن الرجل من الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة كَانَ إِذا أُصيب بمصيبة أَو رُزئ مَالا أُغري بذمّ الدَّهْر، فَقَالَ النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم: لَا تسبّوا الدّهر فَإِن الَّذِي يفعل بكم هَذَا هُوَ الله جلّ ثَنَاؤُهُ وَهُوَ فعله لَا فعل الدَّهْر، فالدّهر الَّذِي تذمّون لَا فِعْلَ لَهُ وَإِنَّمَا هُوَ فعل الله، فَهَذَا وَجه الْكَلَام إِن شَاءَ الله تَعَالَى، وَالله أعلم. والرَّدْه والرَّدْهَة، وَالْجمع الرِّداه: نُقرة فِي صَخْرَة أَو فِي جبل يجْتَمع فِيهِ مَاء السَّمَاء. وَمثل من أمثالهم: قِفِ الحمارَ على الرَّدْهَة وَلَا تَقُلْ لَهُ سَأْ، وَقَالُوا: شأْ، بِالسِّين والشين. والرَّهْد، يُقَال: رَهَدْتُ الشيءَ أرهَده رَهْداً، إِذا سحقته سحقاً شَدِيدا، زَعَمُوا، مثل الرَّهْك سَوَاء. والهَدْر: مصدر هَدَرَ البعيرُ يهدِر هَدْراً وهَديراً، إِذا ردَّد

(2/641)


صَوته فِي حَنْجَرته. وَأنْشد:
(حَرًى حِين يُمْسِي أهلُها فِي دِيَارهمْ ... صهيلُ الجيادِ الأعْوَجيّةِ والهَدْرُ)
حَرًى إِنَّمَا هُوَ من قَوْلهم: حَريّ، والأعْوجيّة منسوبة الى أعْوَجَ فرس مَعْرُوف كَانَ لبني هِلَال بن عَامر وأمّه سَبَل وَكَانَت لبني آكل المِرار. وَيُقَال: ذهب دمُه هَدَراً، إِذا لم يُطلب بثأره.
وسمعتُ هديرَ الرَّعد، تَشْبِيها بهدير الْفَحْل وهَدْره. والهَدّار: مَوضِع أَو وادٍ. وَمثل من أمثالهم:) كالمهدِّر فِي العُنّة. يُقَال ذَلِك للرج إِذا جَاءَ متهدِّداً فَلم يُغْنِ شَيْئا، وأصل ذَلِك أَن الْفَحْل إِذا هاج وَلم يكن كَرِيمًا خَافُوا أَن يضْرب فِي الْإِبِل فحبسوه فِي عُنّة، وَهُوَ شجر يُجمع كالحِظار، ويُحبس الْبَعِير فِيهِ، فَهُوَ يهدِر وَلَا يقدر على الْخُرُوج. وهَدَرَ دمُه فَهُوَ يهدِر هُدوراً وأهدره السلطانُ، إِذا لم يَأْخُذ بقصاصه. وَبَنُو فلَان هَدَرَة، أَي ساقطون لَيْسُوا بِشَيْء. والهُرْد: الْعُرُوق الَّتِي تُصبغ بهَا. وَفِي الحَدِيث: يهْبط عِيسَى بن مَرْيَم فِي ثَوْبَيْنِ مهرودين. وَيُقَال: هَرَدْتُ الثوبَ وهرّدته، إِذا شَقَقْتَه فَهُوَ هريد ومهرود. قَالَ الشَّاعِر:
(غداةَ شُواحطٍ فنجوتَ شدّاً ... وثوبُك فِي عَباقِيَةٍ هَريدُ)
والعَباقية هَاهُنَا: ضرب من الشّجر، والعَباقية: اسْم من أَسمَاء الداهية. وَكَذَلِكَ يُقال: هَرَدَ فلانٌ عِرْضَ فلَان، إِذا مزّقه وَطعن فِيهِ. وَقد سمّت الْعَرَب هَيْرُداناً، الْيَاء وَالْألف وَالنُّون فِيهِ زَوَائِد، وَهُوَ من الهَرْد، أَي الشقّ. وسمّت الْعَرَب هُرْدان.
(دري)
الدّير: مَعْرُوف، دير النَّصَارَى، وَهُوَ عَرَبِيّ صَحِيح، وَالْجمع أديار، وَأَصله وَاو، وَلَيْسَ هَذَا مَوضِع تَفْسِيره. والرَّيْد: الْحَرْف الناتئ من الْجَبَل، وَالْجمع رُيود. والرَّيْدَة: الرّيح الساكنة.
والرّائد: الَّذِي يطْلب الْكلأ. وَمن أمثالهم: الرائد لَا يَكْذِبُ أهلَه. ورائد الرّحَى: الْخَشَبَة الَّتِي تُدار بهَا رَحَى الْيَد. ورَحًى من بَنَات الْيَاء، والدّليل على ذَلِك قَوْلهم: رَحَيان. قَالَ مهلهل:
(كأنّا غُدْوَةً وَبني أبِينا ... بجَنْبِ عُنيزةٍ رَحَيا مُديرِ)
ويروى: بشطّ عُنيزةٍ. والدَّريّة: مَا استتر بِهِ الرَّامِي من بعيد أَو غَيره.
3 - (بَاب الدَّال وَالزَّاي)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(دزس)
أُهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الشين وَالصَّاد وَالضَّاد والطاء والظاء.
(دزع)
الدَّعْز: الدّفع، وَرُبمَا كُني بِهِ عَن النِّكاح يُقَال: دَعَزَ الرجلُ المرأةَ يدعَزها دَعْزاً. والزَّعْد: الرجل الفَدْم العَيِيّ.
(دزغ)
الزَّغْد: أَن يردِّد الْبَعِير هديرَه فِي غَلْصَمَته يُقَال: زَغَدَ البعيرُ يزغَد زَغْداً. قَالَ الراجز:

(2/642)


قَلْخاً وبَهْباهَ الهديرِ الزَّغُدِ وَيُقَال: زَغَدَ سِقاءه، إِذا عصره حَتَّى تخرج الزُّبدة من فَم السِّقاء وَقد تضايق بهَا. والزَّغْد: الرجل الفَدْم العَيِيّ.
(دزف)
الفَزْد: لُغَة فِي الفَصْد وَفِي خبر لبَعض الْعَرَب أَنه أُتي بمِفْصَد وناقة ليفصِدها فلَتَبَ فِي سَبَلَتها وَقَالَ: هَكَذَا فَزْدي، يُرِيد فَصْدي أَنا.
(دزق)
تُجعل الزَّاي مَعَ الدَّال وَالْقَاف إِذا اجْتمعت فِي الْكَلِمَة صاداً فَيَقُولُونَ القَصْد والقَزْد، وَأكْثر مَا يَفْعَلُونَ ذَلِك إِذا كَانَت الزَّاي سَاكِنة فَإِذا تحركت جعلوها صاداً، أَلا تراهم يَقُولُونَ: هُوَ يَزدُق، فَإِذا فتحُوا الصَّاد قَالُوا: صَدَقَ، لم يقولوها إلاّ بالصَّاد وَقد قَالُوا: رجل زِنْدِقيّ وزَنْدَقيّ، وَلَيْسَ من كَلَام الْعَرَب.
(دزك)
الكَزْد: اسْم مَوضِع، وَلَا أَدْرِي مَا صحّة عربيّته.
(دزل)
أُهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الْمِيم.
(دزن)
)
الزَّنْد والزَّنْدة، وهما عودان فِي أَحدهمَا فروض، وَهِي الثُّقَب تُقدح بهَا النَّار، فالتي فِيهَا الفُروض هِيَ الْأُنْثَى وَالَّذِي يُقدح بطرفه هُوَ الذّكر. وَيُقَال: زَنْد وزَنْدَة، فَإِذا اجْتمعَا قيل: زَنْدان، وَلم يُقل: زَنْدَتان، وَالْجمع زِناد وأزْنُد فِي أدنى الْعدَد. وَرجل مزنَّد: بخيل، وَأَصله من التزنيد، والتزنيد أَن تُخَلّ أشاعر النَّاقة بأخِلّة صغَار ثمَّ تُشدّ بِشعر من شعر هُلْبها، وَذَلِكَ إِذا اندحقت رَحِمُها بعد الْولادَة، فَذَلِك التزنيد قَالَ أَبُو بكر: الهُلْب شعر الذَّنَب، وَمِنْه اشتقاق مهلَّب.
والأقرع الَّذِي مسح النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم يَده عَليّ رَأسه فنبت شعرُه يُسمَّى الهَلِب.
والزَّندان: مَوْصِلا طَرَف الذّراع فِي الكفّ. وَقد سمّت الْعَرَب زِناداً.
(دزو)
لَهَا مَوَاضِع فِي الاعتلال ترَاهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
(دزه)
الزُّهْد: خلاف الرَّغْبَة زَهَدْتُ فِي الشَّيْء أزهَد فِيهِ زُهداً وزَهادة. والزّاهد فِي الدُّنْيَا: التارك لَهَا وَلما فِيهَا، وَالْجمع زُهّاد. والإزهاد: الْفقر. قَالَ الشَّاعِر:
(فَلَنْ يطلبوا سِرَّها للغِنى ... وَلنْ يتركوها لإزهادِها)
والزَّهيد: الْقَلِيل من كل شَيْء يُقَال: مَال زهيد وَشَيْء زهيد، أَي قَلِيل. وَفِي كَلَام عليّ عَلَيْهِ السَّلَام: الزّاد زَهيد والسّفَر بعيد.
(دزي)
زَيْد: مصدر زَاد الشيءُ يزِيد زَيْداً. قَالَ الشَّاعِر:
(وأنتمُ معشر زَيْدٌ على مائةٍ ... فأجمِعوا أَمركُم طُرّاً فكيدوني)
ويُروى: كيدكم.

(2/643)


وَقد سمّت الْعَرَب زَيداً ومَزْيَداً وزِياداً وزائدة وزِيادة وَيزِيد. والزِّيادة: ضد النُّقْصَان. والمَزيد من كل شَيْء: الاستكثار مِنْهُ وَالزِّيَادَة فِيهِ يُقَال: عِنْد الله المَزيد من النَّعيم.
3 - (بَاب الدَّال وَالسِّين)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(دسش)
أُهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الصَّاد وَالضَّاد والطاء والظاء.
(دسع)
دَسَعَ البعيرُ بجِرَّته يدسَع دَسْعاً، إِذا اجترّها الى فِيهِ. ودَسَعَ الرجلُ، إِذا قاء، يدسَع دَسْعاً لُغَة يَمَانِية. والدّسيعة: مركَّب الْعُنُق فِي الْكَاهِل، وَالْجمع دسائع. وَسميت الْجَفْنَة دَسيعةً تَشْبِيها بدسيعة الْبَعِير لِأَنَّهَا لَا تَخْلُو كلما اجتُذب مِنْهَا جِرَّة عَادَتْ فِيهَا أُخْرَى. والدَّعْس: الْوَطْء الشَّديد دَعَسَت الإبلُ الطريقَ تدعَسه دَعْساً، إِذا وطئته وطأً شَدِيدا. وَأَرْض دَعْس ومدعوسة. سهلة فِيهَا رمل، الى ذَلِك يرجع إِن شَاءَ الله. ودَعَسَه بِالرُّمْحِ، إِذا طعنه بِهِ يدعَسه دَعْساً ورمح مِدعاس ومِدْعَس، وَالْجمع المَداعس وَرجل مِدْعَس، إِذا كَانَ طَعّاناً بِهِ. قَالَ الراجز: لَتَجِدَنّي بالأمير بَرّا وبالقناة مِدْعَساً مِكَرّا إِذا غُطَيْفُ السُّلَميُّ فَرّا والسَّدْع: صَدْم الشَّيْء بالشَّيْء، لُغَة يَمَانِية سَدَعَه يسدَعه سَدْعاً. وسُدِعَ الرجلُ سَدْعَةً شَدِيدَة، إِذا نُكب، لُغَة يَمَانِية. وَيَقُولُونَ فِي كَلَامهم: نَقْذاً لَك من كل سَدْعَة، أَي سَلامَة لَك من كل نكبة.
والسّعْد: ضِدّ النّحْس من نُجُوم السَّمَاء، فالتي تسمّى السّعود أَرْبَعَة أنجم، وَهِي فِي الأَصْل عشرَة، مِنْهَا أَرْبَعَة ينزل بهَا الْقَمَر، وَهِي سَعْد الذَّابِح، وسعْدُ بُلَعَ، وسعْد الأخبية، وسعْد السّعود. وكل مَا كَانَ من الْأَسْمَاء المشبَّهة بِهَذَا الِاسْم فَهُوَ مُشْتَقّ مِنْهُ مثل سَعْد وسَعيد وسُعَيْد.
وَبَنُو سُعَيْد: بطن من الْعَرَب. وساعدة: اسْم من أَسمَاء الْأسد. وَبَنُو سَاعِدَة: بطن من الْعَرَب.
وَفِي الْعَرَب سُعود مِنْهَا سَعد تَمِيم، وسَعد هُذيل، وسَعد قيس، وسَعد بكر، وسَعد ضبّة. قَالَ الشَّاعِر:
(رأيتُ سُعوداً من شعوب كَثِيرَة ... فَلم أرَ سَعْدا مثلَ سعْد بن مالكِ)
ويُروى: من سُعود كَثِيرَة. والسّعْدانة: اسْم حمامة. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا سَعدانةُ السَّعَفات ناحَتْ ... أهاجت عِنْده الصَّبَّ الحزينا)
)
والسَّعيدة: بَيت كَانَت تحجّه ربيعَة فِي الجزهلية أحسِبه قَرِيبا من سِنداد قَرِيبا من الْكُوفَة. قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: هُوَ على شاطئ الْفُرَات. وَقد سمّت الْعَرَب سُعاد وسَعيداً وسُعْدى ومسعوداً ومَسْعَدة. وَبَنُو سَعود: بطن من الْعَرَب. وَكَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة صنم بساحل تهَامَة يُقَال لَهُ سَعد تعبده هُذيل وَمن يَليهَا، وَله حَدِيث. وَبِه سمّت الْعَرَب عَبْد سَعْد. وساعِدا الْإِنْسَان: عَضُداه.
وَأنْشد أَبُو حَاتِم للعُجَيْر السَّلولي:
(تَنالونها أَو تنشفَ الأرضُ منكمُ ... دَمًا خَرَّ عَنهُ ساعدٌ وجبينُ)
وساعِدا الطَّائِر: سِقطاه، وهما جناحاه. والسّعيد: ضدّ الشقيّ. والسّعيد: النَّهر الَّذِي تشرب بِهِ الأَرْض بظواهرها إِذا كَانَ

(2/644)


مُفردا لَهَا تَقول الْعَرَب: هَذَا سَعيدُ هَذِه الأَرْض. وسَواعد الْبِئْر: عيونها الَّتِي يَنْبع مِنْهَا المَاء. وسَواعد الضّرع: عروقه الَّتِي يخرج مِنْهَا اللَّبن. قَالَ الشَّاعِر:
(فَجَاءَت بمَعْيُوف الشَّرِيعَة مُكْلَعٍ ... أرَشّتْ عَلَيْهِ بالأكُفِّ السّواعدُ)
قَوْله معيوف يَعْنِي قَعْباً وسِخَ موضعِ الشّريعة، مَأْخُوذ من عِفتُ الشيءَ والمُكْلَع: الَّذِي رَكبه الكَلَع وَهُوَ الْوَسخ يركب الْإِنَاء وأرشّت من الرّشّ، يُقَال: أرشّت السحابة وسحابٌ مُرِشّ.
وسُعْد: مَوضِع بِنَجْد قد ذكره جرير فَقَالَ:
(أَلا حَيِّ الديارَ بسُعْدَ إنّي ... أُحبُّ لحُبِّ فاطمةَ الدِّيارا)
والسُّعْد: أصُول نبت مَعْرُوف طيب الرَّائِحَة. والسُّعادى أَيْضا: أصُول نبت ينْبت فِي القُرْيان ومجاري الْمِيَاه من غِلَظ الأَرْض الى سهولها. وَبَنُو أسْعَد: بطن من الْعَرَب. وأسْعَد: تذكير سُعْدَى. والسَّعْدان: نبت تغزُر عَلَيْهِ ألبان الْإِبِل. والمثل السائر: مرعًى وَلَا كالسَّعْدان.
وسَعْدانة الْبَعِير: كِرْكِرته الَّتِي تَلْصَق بِالْأَرْضِ إِذا برَكَ. وساعدتُ الرجلَ على الْأَمر مساعدةً، إِذا أنجدته عَلَيْهِ. وَقد سمّت الْعَرَب مَسْعَدَة، وَهُوَ مَفْعَلَة من هَذَا. والعَدَس: حَبّ مَعْرُوف.
والعَدَسَة: بثرة كَانَت تخرج على النَّاس فِي الْجَاهِلِيَّة تُعدي شَبيهَة بالطاعون، زَعَمُوا أَن أَبَا لَهَب مَاتَ بهَا. وَيُقَال: رجل عَدُوس الليلِ، إِذا كَانَ قَوِيا على السُّرى. قَالَ الشَّاعِر:
(مخشَّمةُ العِرْنين منقوبةُ العَصا ... عَدُوسُ السُّرى لَا يقبل الكَرْمَ جِيدُها)
يصف راعية الكَرْم: القِلادة، وأصل العَدْس: الْوَطْء الشَّديد. وعُدَس: اسْم رجل، وَقَالُوا: عُدُس أَيْضا. وعَدَسْ: زَجْرٌ من زَجْرِ البغال خاصّة. قَالَ ابْن مفرِّغ يُخَاطب بغلته:
(عَدَسْ مَا لعبّادٍ عليكِ إمارةٌ ... نَجَوْتِ وَهَذَا تحملين طليقُ)
)
وَكَانَ الْخَلِيل يزْعم أَن عَدَساً كَانَ رجلا عنيفاً بالبغال فِي أَيَّام سُلَيْمَان بن دَاوُد عَلَيْهِمَا السَّلَام، فالبغال إِذا قيل لَهَا: عَدَس، انزعجت وَهَذَا مَا لَا تُعرف حَقِيقَته فِي اللُّغَة. وَقد سمّت الْعَرَب عَدّاساً وعُدَيْساً. والعَسْد: أَصله الفتل الشَّديد عَسَدْتُ الحبلَ أعسِده عَسْداً، وَقد أميت هَذَا الْفِعْل.
والعِسْوَدَّة: دُوَيْبَة شَبيهَة بالحِرْباء، وَالْجمع عساوِد وعِسْوَدّات. وجمل عِسْوَدّ وَرجل عِسْوَدّ، إِذا كَانَ قَوِيا شَدِيدا.
(دسغ)
أُهملت.
(دسف)
السَّدَف: الظلمَة، وَهُوَ من الأضداد عِنْدهم أسدفَ

(2/645)


الليلُ يُسْدِف إسدافاً، إِذا أظلم. وأسدفَ الفجرُ، إِذا أَضَاء، وَهِي لُغَة لهوازن دون سَائِر الْعَرَب تَقول هوَازن: أسْدِفوا لنا، أَي أسْرِجوا لنا.
وتصغير سَدَف سُدَيْف. وَقد سمّت الْعَرَب سُدَيْفاً، وَهُوَ تَصْغِير سَدَف، ومُسْدِفاً. والسَّديف: شَحم السّنام. وأسدفنا، إِذا دَخَلنَا فِي سَدَف اللَّيْل. وجئتُ بسُدْفَة، أَي فِي بقيّة من اللَّيْل. وسَفِدَ البعيرُ الناقةَ والتيسُ العَنْزَ والطائرُ يَسْفَد سِفاداً وسَفْداً. والفَساد: ضدّ الصّلاح فسَدَ الشَّيْء يفسُد ويفسِد فَسَادًا وفسوداً، وأفسدته أَنا إفساداً، وفَسَدَ يفسِد ضَعِيف.
(دسق)
الدّسْق: فعل ممات، وَمِنْه اشتقاق الدَّيْسَق، الْيَاء زَائِدَة، وَهُوَ ترقرق السراب على الأَرْض وترقرق المَاء المتضخضخ وكل لَمَعان مَاء أَو سراب فَهُوَ دَيْسَق، وَقَالَ قوم: بل كل أَبيض دَيْسَق. والدَّقْسَة: دُوَيْبَة صَغِيرَة، زَعَمُوا. والقُدس من قَوْلهم: قدَّس يقدِّس تقديساً. وَالتَّقْدِيس: التَّطْهِير من قَوْلهم: لَا قدَّسه الله، أَي لَا طهّره. وَقَالَ قوم: بل التَّقْدِيس الْبركَة، وَبِه سمِّيت الشَّام الأَرْض المقدَّسة. وقُدْس أُوارةَ: جبل مَعْرُوف. واشتقاق بَيت المَقْدِس من التَّقْدِيس، وَهُوَ التَّطْهِير أَيْضا. والمقدِّس: الحَبْر أَو الراهب. قَالَ الشَّاعِر:
(فأدْرَكْنَه يأخذنَ بالساق والنَّسا ... كَمَا شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثوبَ المقدَّسِ)
يصف ثوراً وحشياً أَدْرَكته الكلابُ، شبّه براهب قد أطاف بِهِ الْولدَان يمسحونه حَتَّى شبرقوا ثَوْبه، أَي قطّعوه. والقَدّاس والقُداس، بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيف: حجر يُطرح فِي حَوْض الْإِبِل يقدَّر عَلَيْهِ المَاء فيقتسمونه بَينهم يصنعون بِهِ كَمَا يصنعون بالمَقْلة فِي أسفارهم، وَهِي الحَصاة الَّتِي) تُطرح فِي الْقَعْب يتصافنون المَاء عَلَيْهِ، يَفْعَلُونَ ذَلِك عِنْد ضِيق المَاء ليشْرب كل إِنْسَان بِمِقْدَار.
قَالَ أَبُو بكر: يُقَال: تصافن القومُ مَاءَهُمْ، إِذا اقتسموه على المَقْلَة، وَلَا يَقُولُونَ: اقتسموا مَاءَهُمْ وَيُقَال لَهُ القادِس أَيْضا. والقِدِّيس، زَعَمُوا: الدُّرّ لُغَة يَمَانِية قديمَة. وَأنْشد ابْن الْكَلْبِيّ بَيْتا لمُرْتِع بن مُعَاوِيَة أبي كِنْدَة بن المُرْتِع. والقادِس: سفينة عَظِيمَة. قَالَ الشَّاعِر:
(وتهفو بهادٍ لَهَا مَيْلَعٍ ... كَمَا اطَّرَدَ القادسَ الأرْدَمونا)
المَيْلَع: الطَّوِيل، والأرْدَمون: الملاّحون.
(دسك)
سَدِكْتُ بالشَّيْء أسْدَك بِهِ سَدْكاً وسَدَكاً، وَأَنا سادكٌ بِهِ وسَدِكٌ، إِذا لزمتَه فَلم تُفَارِقهُ. قَالَ الشَّاعِر:
(طافَ الخيالُ وَلَا كليلَة مُدْلِجٍ ... سَدِكاً بأرْحُلنا وَلم يتعرَّجِ)
والكَدْس والكُداس: العُطاس كَدَسَ يكدِس كَدْساً وكُداساً فَهُوَ كادس، وَكَانَت الْعَرَب تتشاءم بِهِ.
قَالَ الْهُذلِيّ:
(وخَرْقٍ إِذا وجّهتَ فِيهِ لغزوةٍ ... مضيتَ وَلم تحبِسك عَنهُ الكوادسُ)
يَقُول: لم تتشاءم بالكُداس فتحتبسَ عَن وجهتك الَّتِي أردْت. والكُدْس: الطَّعَام الْمُجْتَمع، عَرَبِيّ صَحِيح، وَالْجمع أكداس، وَأهل الشَّام يَقُولُونَ: الكداديس، وَالْوَاحد كُدِّيس، زَعَمُوا. قَالَ المتلمس يُخَاطب ملكا فرَّ مِنْهُ:
(لم تَدْرِ بُصْرَى بِمَا آليتُ من قَسَمٍ ... وَلَا دمشقُ إِذا إِذا دِيسَ الكداديسُ)

(2/646)


قَالَ أَبُو بكر: قَالَ الْأَصْمَعِي: هَذَا غلط، إِنَّمَا هُوَ: إِذا دِيس الفَراديس قَالَ: وَهِي الأكداس بلغَة أهل الشَّام. وتكدّس الفرسُ تكدُّساً، إِذا مَشى كَأَنَّهُ مُثْقَل. قَالَ الشَّاعِر:
(وخيلٍ تكَدَّسُ بالدارعي ... نَ تَحت العَجاجة يَجْمُزْنَ جَمْزا)
وَقَالَ الآخر:
(وخيلٍ تكَدَّسُ مَشْيَ الوُعو ... لِ نازَلتَ بِالسَّيْفِ أبطالَها)

(دسل)
الدَّلْس: فعل ممات، قَالُوا، مِنْهُ دالَسَ يدالِس مُدَالَسَة ودِلاساً، كَأَنَّهُ الْخِيَانَة والغدر. وَيُقَال: فلَان لَا يدالِس وَلَا يوالِس، أَي لَا يخون وَلَا يغدر. والسَّدْل من قَوْلهم: سَدَلْتُ السِّتر أسدِله سَدْلاً، إِذا أرخيته، والسِّتر يسمّى السِّدْل. والسِّدل أَيْضا: السِّمط من الْجَوْهَر يطول حَتَّى يَقع على الصَّدْر،)
وَالْجمع سُدول. وسَدَلَ الرجلُ ثوبَه، إِذا أرخاه ونُهي عَن السدل فِي الصَّلَاة. والسَّديل: ثوب يُرخى فِي عُرْض الْبَيْت نَحْو الخِدْر. واللَّدْس من قَوْلهم: لَدَسْتُ الرجل بيَدي لَدْساً، إِذا ضَربته بهَا ولَدَسْتُه أَيْضا بِالْحجرِ: رميته بِهِ. وَبِه سُمّي الرجل مُلادِساً. وَبَنُو ملادِس: بطن من الْعَرَب. وناقة لَديس: كَأَنَّهَا رُميت بِاللَّحْمِ. قَالَ الشَّاعِر:
(سَدِيسٌ لَدِيسٌ عَيْطَموسٌ شِمِلّةٌ ... تُبار إِلَيْهَا المُحْصَنات النّجائبُ)
العَيْطَموس: التامّة الْجمال والشِّمِلّة: السريعة وتُبار: تُعرض ليُنظر الى شبهها مِنْهَا وإليها بِمَعْنى عِنْدهَا، كَمَا قَالَ الرَّاعِي:
(ثَقالٌ إِذا رادَ النِّساءُ خريدةٌ ... صَناعٌ فقد سادت إليَّ الغوانيا)
أَي عِنْدِي. واللَّسْد من قَوْلهم: لَسِدَ الْكَلْب مَا فِي الْإِنَاء يلسَده لَسْداً، إِذا لَحِسَه، وَكَذَلِكَ لَسِدَ الرجل مَا فِي الْإِنَاء أَيْضا. وكل لَحْسٍ لَسْدٌ، وَمن ذَلِك لَسِدَت الوحشيَّةُ ولدَها، إِذا لحِسته.
(دسم)
دَسَم اللحمِ: مَعْرُوف. والدِّسام: صِمام القارورة. والدِّسام: مَا سَدَدْتَ بِهِ الْجرْح يُقَال: دَسَمْتُ الْجرْح أدسُمه دَسْماً. وَأنْشد الْأَصْمَعِي: إِذا أردنَا دَسْمَه تنفَّقا بناجِشات الْمَوْت أَو تمطَّقا والدُّسْمَة: غُبْرَة فِيهَا سَواد، الذّكر أدْسَمُ وَالْأُنْثَى دَسْماءُ. قَالَ الشَّاعِر: الى كل دسماءِ الذراعين والعَقْبِ ودَيْسَم: اسْم وَيُقَال إِنَّه ولد الدُّبّ وَقَالَ مرّة أُخْرَى: والدّيْسَم: ولد الدُّبّ أَو ولد الذِّئْب. وَقد سمّت الْعَرَب دَيْسَماً. قَالَت امْرَأَة من الْعَرَب:

(2/647)


أحْثي على دَيْسَمَ من جَعْد الثّرَى أبَى قضاءُ الله إلاّ مَا ترى واشتقاق دَيسم إِمَّا من الدُّسمة وَإِمَّا من الدَّسَم، وَالْيَاء فِيهِ زَائِدَة. ودُسْمان: مَوضِع. والدَّمَس: اخْتِلَاط ظلمَة اللَّيْل، وَقَالُوا الدَّمْس أَيْضا. وكل شَيْء غطّيته فقد دَمَسْتَه. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا ذُقْتَ فاها قلتَ عِلْقٌ مدمَّسٌ ... أريدَ بِهِ قَيْلٌ فغُودِرَ فِي سَأْبِ)
أَرَادَ زِقّاً مغطّىً، فِيهِ خمر. والمدمِّس والمدمَّس: السجْن، وكل مَا غطّاك من شَيْء فَهُوَ دِماس.)
ودَمَسَ الليلُ يدمُس دُموساً فَهُوَ دامس. ودِماس الزِّقّ: كسَاء يُطرح عَلَيْهِ. والسَّدَم: الْحزن سَدِمَ يسدَم سَدَماً، وَمن ذَلِك قَالُوا: نادِم سادِم وَقَالَ قوم: بل السادم مَأْخُوذ من الْمِيَاه الأسدام، وَهِي المندفنة الَّتِي تغيّرت لطول الْمكْث. وَيُقَال: ماءٌ أسدام ومياهٌ أسدام، وَهُوَ مِمَّا وُصف واحده بِصفة الْجمع، وَقد قَالُوا: ماءٌ سُدُم أَيْضا. والدِّيماس: بَيت فِي جَوف بَيت أَو بَيت مِدراس لبَعض أهل الْملَل، وَلَا أَدْرِي مَا صحّته. والسَّديم: الضباب الرَّقِيق فِي بعض اللُّغَات. قَالَ الشَّاعِر:
(وَقد حَال ركنٌ من أُحَيْمِرَ دونهم ... كأنّ ذُراه جُلِّلَتْ بسَديمِ)
والسَّدِم: الْفَحْل القَطِم، أَي الهائج. قَالَت ليلى الأخيلية:
(يَا أَيهَا السَّدِمُ المُلوّي رأسَه ... ليسوقَ من أهل الْحجاز بَريما)
ويُروى: ليقود والبَريم هَاهُنَا: خِلطان من ضَأْن ومعز، وكل لونين اختلطا فهما بَريم، وَأكْثر مَا يُخصّ بذلك الْحَبل إِذا كَانَ فِيهِ سَواد وَبَيَاض. والسَّدَم: اللَّهَج بالشَّيْء. قَالَ أَبُو حَاتِم: قلت للأصمعي: إِنَّك لتحفظ من الرجز مَا لم يحفظه أحد، فَقَالَ: إِنَّه كَانَ هَمَّنا وسَدَمنا. والسّامد: اللاهي سَمَدَ يسمُد سُموداً، لُغَة يَمَانِية، يَقُولُونَ للقينة: اسمُدينا، أَي ألْهِينا. وَقد رُوي هَذَا الْبَيْت فِي شعرِ عادٍ، وَلَا أَدْرِي مَا صحّته، وَقد احتجّ بِهِ الْعلمَاء:
(قَيْلُ قُمْ فانظرْ إِلَيْهِم ... ثمَّ دَع عَنْك السُّمودا)
قَيْل: اسْم رجل. وَجَاء فِي الْقُرْآن: وَأَنْتُم سامدون قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: لاهُونَ، وَالله أعلم. وَيُقَال: سمَّد رَأسه وسبَّده، إِذا استأصله. والسَّمْد: السّير الشَّديد الدَّائِم سَارُوا سيراً سَمْداً، أَي دَائِما.
فَأَما السَّماد الَّذِي يعرفهُ النَّاس فَهُوَ عَرَبِيّ صَحِيح، وَأَصله السَّمْدَة، والسَّمْدَة: تسهيل الأَرْض بالمِسحاة والقَدوم. والإسْمِيد: السَّمِد. والمَدْس: الدَّلْك والعَرْك مَدَسْتُ الأديمَ أمدُسه مَدْساً.
والمَسْد: الفَتْل الشَّديد يُقَال: مَسَدْتُ الحبلَ أمسُده مَسْداً، وَالْحَبل ممسود. وَقد جَاءَ فِي التَّنْزِيل: حَبْلٌ من مَسَدٍ، فسَّره أَبُو عُبيدة بشدّة الفتل، وَالله أعلم. وَجَارِيَة ممسودة: معصوبة اللَّحْم على الْعِظَام غير مسترخية.
(دسن)
الدَّنَس: ضد النَّظَافَة والنقاء دَنِسَ يدنَس دَنَساً، فَهُوَ دَنِسٌ.

(2/648)


ودنّس عِرْضه تدنيساً ودناسةً ودَنَساً، وَجمع دَنَس أدناس. والسّادن، وَالْجمع سَدَنَة، وهم الْقَوْم على الْأَصْنَام كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّة ثمَّ صَارُوا فِي الْإِسْلَام سَدَنَة الْكَعْبَة وسَدَنَة بَيت المَقْدِس أَيْضا، وَالِاسْم السِّدانة. وَكَانَت قُرَيْش)
تَقول: السِّدانة والسِّقاية والرِّفادة، فالسِّقاية والرِّفادة لبني هَاشم والسِّدانة لبني عبد الدَّار، وَكَانَت قُرَيْش تترافد للحاجّ فَيجْمَعُونَ بَينهم مَالا فَيكون للمنقطع وَلمن لَا زَاد لَهُ، وَكَانَ يتولّى ذَلِك العبّاس ثمَّ بَقِي فِي وَلَده الى الْيَوْم وَكَانَ كَذَا فِي بني أُميَّة. والسَّنَد: مَا قابلك من الْجَبَل ممّا علا عَن السفح، وَالْجمع أسناد. وسَنَد: مَاء مَعْرُوف لبني سَعْد. وناقة سِناد: طَوِيلَة. والسِّناد فِي الشِّعر: اخْتِلَاف الرِّدفين كَقَوْل العجّاج: يَا دَار سلمى يَا اسلمي ثمَّ اسلمي بسِمْسِمٍ أَو عَن يمينِ سِمْسِمِ ثمَّ قَالَ فِي بَيت آخر: فخِنْدِفٌ هامةُ هَذَا العالمِ وَهَذَا سِناد قَبِيح. وَيُقَال: خرج الْقَوْم متساندين، إِذا خَرجُوا على رايات شتّى. والأسناد: ضرب من الشّجر. وضربٌ من الثِّيَاب تسمّى المُسْنَديّة. والإسناد فِي قَوْلهم: أسندتُ هَذَا الحديثَ الى فلَان أُسنِده إِسْنَادًا، إِذا رفعته إِلَيْهِ. وَبَاب من النَّحْو يسمّى المُسْنَد والمُسْنَد إِلَيْهِ. والمُسْنَد: الدَّهْر يُقَال: لَا أفعل ذَلِك سَجيسَ المُسْنَدِ، أَي آخرَ الدَّهْر. والمُسْنَد: خطّ حِمْيَر الَّذِي كَانُوا يَكْتُبُونَ بَينهم أَيَّام ملكهم. والسِّنْد: هَذَا الجيل الْمَعْرُوف يَقُولُونَ: سِنْد وسُنود وأسناد، كَمَا قَالُوا: هِند وهُنود وأهناد. والمَسْنَد: كل مَا استندتَ إِلَيْهِ من شَيْء أَو أسندتَ إِلَيْهِ شَيْئا. وَيُقَال: فلَان سَنَدُ بني فلَان، إِذا كَانَ معتمَدهم فِي أُمُورهم. وَفُلَان سَنيد فِي بني فلَان، إِذا كَانَ دَعيّاً فيهم. قَالَ الشَّاعِر:
(رأيتُكما يَا ابنَي عِياذٍ عَدَوْتُما ... على مالِ ألْوَى لَا سنيدٍ وَلَا ألَفْ)

(وَلَا مالَ لي إِلَّا عِطافٌ ومِدْرَعٌ ... لكم طَرَفٌ مِنْهُ حديدٌ ولي طَرَفْ)
والنَّدْس: الوَخْز بمُدية أَو سِنان يُقَال: نَدَسَه بالرُّمح نَدْساً. قَالَ الشَّاعِر:
(نَدَسْنا أَبَا مندوسةَ القينَ بالقنا ... ومارَ دمٌ من جَار بَيْبَةَ ناقعُ)

(دسو)
الدَّوْس: مصدر داسه يدوسه دَوْساً وكل شَيْء وطئته فقد دُسْتَه. ودَوْس: أَبُو حيّ من الْعَرَب عَظِيم. والسَّدْو: مصدر سَدَتِ النَّاقة بِيَدَيْهَا فِي السّير تسدو سَدْواً حسنا، وَهُوَ تذرّعها فِي الْمَشْي والتساع خطوها. وَيُقَال: مَا أحسنَ سَدْوَ رِجليها وأتْوَ يَديهَا. والسّواد: ضد الْبيَاض. والسَّوْد:)
مَوضِع. قَالَ الشَّاعِر:
(لَهُم حَبِقٌ والسَّودُ بيني وَبينهمْ ... يدَيَّ لكم والزائراتِ المحصَّبا)
يُقَال: يَدَيَّ لَك أَن تكون كَذَا وَكَذَا، كَمَا تَقول: عليَّ لَك أَن تفعل كَذَا أَو تكون كَذَا.

(2/649)


والسِّواد: مصدر ساودتُه مساودةً وسِواداً، إِذا ساررته. وَفِي الحَدِيث: إذْنُكَ أَن يُرفع السِّتر وَأَن تسمع سِوادي. وَقيل لابنَة الخُسّ: لِمَ زَنَيْتِ مَعَ فضْل عقلك فَقَالَت: طول السِّواد وَقرب الوِساد.
والسَّواد: دَاء يُصِيب الْغنم فتسوادُّ مِنْهُ لحومُها فتموت. والأسْوَدان: التَّمْر وَالْمَاء، وَيُقَال: مَا يخفى ذَلِك على الْأَحْمَر وَالْأسود فالأسود: الْعَرَب، لِأَن السُّمرة فيهم أَكثر، والأحمر: الْعَجم، لِأَن الشُّقرة فيهم أَكثر. وسُمّي سَواد العِراق لِكَثْرَة مَائه وشجره. وشَخْصُ كلِّ شَيْء: سوَاده.
قَالَ الشَّاعِر:
(فأُقْسِمُ لَو ضمَّ النّديُّ سوادَه ... لما مَسَحَتْ تِلْكَ المُسالاتِ عامرُ)
المُسالات: جمع مُسالةٍ، وَهِي جَانب اللّحية، وللّحية مُسالتان. وَالْأسود من الحيّات يُجمع أساود وَلَا يُجمع سُوداً. قَالَ الشَّاعِر:
(فألْصَقَ حسّاداً بطِيب ترابه ... وَإِن كَانَ مخلوطاً بسَمّ الأساودِ)
وَيُقَال: فلَان أسْوَدُ من فلَان، إِذا أردْت السُّؤدُد، وَإِذا أردْت اللَّوْن قلت: فلَان أشدُّ سَواداً من فلَان. وَقد قَالُوا فِي تسغير أسْوَد: سُوَيْد، وَلِهَذَا بَاب فِي النَّحْو. ورُوي عَن بعض أهل اللُّغَة أَنه قَالَ: رأيتُ أسْوَداتٍ كَثِيرَة، أَي حيّات كَثِيرَة. وَبَنُو أسْوَد: بطن من الْعَرَب. والسُّوَيْداء: مَوضِع بِالشَّام. قَالَ الشَّاعِر:
(إنّني جَيْرِ وَإِن عَزَّ رهْطي ... بالسُّوَيْداء الغداةَ غريبُ)
يَعْنِي جَيْرِ الْقسم، وَيُقَال جَيْرِ مَبْنِيّ على الْكسر. وسُوَيْداء الْقلب وسَواده: دَمه الَّذِي فِيهِ.
وأسْوَدان: أَبُو قَبيلَة، وَهُوَ نَبْهان. وأسود الْعين: جبل مَعْرُوف. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا زَالَ عَنْكُم أسْوَدُ العينِ كنتمُ ... كراماً وَأَنْتُم مَا أَقَامَ ألائمُ)
أَي لَا تَكُونُونَ كراماً أبدا. وَبَنُو سُود: بطن من الْعَرَب. ووَدَسَتِ الأرضُ تَدِس وَدْساً، إِذا ظهر فِيهَا النبت وَلم يكثر ووَدَسْتُ الى فلَان بِكَلَام، إِذا طرحت إِلَيْهِ كلَاما لم تستكمله والنبت وادس وَالْأَرْض مودوسة. والوِسادة: مَا توسّدته وَيُقَال: إسادة، وَهِي لُغَة هُذلية. وأوسدتُ فِي السّير، إِذا أغذذت فِيهِ، واسأدتُّ فِي مثله فَأَما آسدت الكلبَ فَهُوَ أَن تغريَه بالصيد وَقَول)
الْعَامَّة: أشليتُه خطأ، إِنَّمَا أشليتُه: دعَوْتُه. والسَّئِد: المُعيي، والسَّأَد: الإعياء. قَالَ الشَّاعِر:
(وبتُّ فَمَا لقيتُه أرِقاً ... ألقَى لقاءَ اللاقي من السّأَدِ)
وَلِهَذَا مَوَاضِع فِي الاعتلال ترَاهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
(دسه)
الدَّهْس من الأَرْض: الَّذِي يثقل الْمَشْي فِيهِ أَرض دَهْس

(2/650)


وأرَضون دِهاس. وأدهسَ الْقَوْم، إِذا سلكوا الدَّهْس. وَقَالَ قوم: السَّدَه والسُّداه مثل الشَّدَه، وَهِي الْحيرَة يُقَال: سُدِهَ الرجلُ وشُدِهَ فَهُوَ مسدوه ومشدوه، إِذا غُلب على عقله، كَمَا يُقَال: دُهِشَ فَهُوَ مدهوش. والسُّهاد والسَّهْد والسَّهَد والسُّهُد: السهر. وسهَّدتُ الرجل تسهيداً، إِذا أسهرته، وَهُوَ ساهد ومسهَّد. والهَدْس: لُغَة يَمَانِية مماتة، وَأَصله من قَوْلهم: هَدَسْتُه أهدِسه هَدْساً، إِذا زجرته وطردته، وَقد أُميت هَذَا الْفِعْل.
(دسي)
السِّيد: الذِّئْب، وَالْجمع سِيدان وَالْأُنْثَى سِيدة وسِيدانة. والسَّيِّد: أَصله الْوَاو وَكَانَ الأَصْل فِيهِ سَيْوِد فقُلبت الْوَاو يَاء وأُدغمت الْيَاء فِي الْيَاء وَلها مَوَاضِع ترَاهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَبَنُو السِّيد: بطن من الْعَرَب من بني ضَبَّة. والسِّيدان: مَوضِع.
3 - (بَاب الدَّال والشين)

(وَمَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(دشص)
أُهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الضَّاد والطاء والظاء.
(دشع)
العَشْد: فعل مُمات من قَوْلهم: عَشَدَ يعشِد عَشْداً، وَهُوَ جَمْعُك الشَّيْء.
(دشغ)
دَغْش: اسْم رجل. قَالَ الشَّاعِر: حواملُ من نخل ابنِ دَغْشٍ مكفَّفُ أَي قد جُمعت أعذاقُه أَي ضُمَّ بعضُها الى بعض. قَالَ الشَّاعِر: وكُفَّ بأجذالِ والدّغْش من قَوْلهم: تداغش القومُ، إِذا اختلطوا فِي حَرْب أَو صخَب وَمَا أشبه ذَلِك، وَكَذَلِكَ الدّغْوَشَة. وأحسب أَن الْعَرَب قد سمّت دَغْوَشاً. ولغة يَمَانِية: دَغَشَ عَلَيْهِم، أَي هجم عَلَيْهِم.
(دشف)
شَدَفْتُ الشيءَ أشدِفه شَدْفاً، إِذا قطعته شُدْفَةً شُدْفَةً، أَي قِطْعَة قِطْعَة. والشَّدَف: الشَّخْص رَأَيْت شَدَفاً، أَي شخصا. وَلَا تنظرنّ الى مَا جَاءَ بِهِ اللَّيْث عَن الْخَلِيل فِي كتاب الْعين فِي بَاب السِّين فَقَالَ: سَدَفٌ فِي معنى شَدَفٍ، فَإِنَّمَا ذَلِك غلط من اللَّيْث عَن الْخَلِيل. وَفرس أشْدَفُ: عَظِيم الشَّخْص. قَالَ الشَّاعِر:
(شَدِفٌ أشْدَفُ مَا ورّعتَه ... فَإِذا طُؤطِئ طَيّارٌ طِمِرّْ)
ويُرْوى: شُندْفٌ أشْدَفُ والشَّدَف من قَوْلهم: فرس شُنْدُف، أَي مشرف، النُّون زَائِدَة. والفَدْش من قَوْلهم: فَدَشْتُ الشَّيْء فَدْشاً، إِذا شدخته وفَدَشْتُ رَأسه بالعصا أَو الْحجر، إِذا شدخته.
(دشق)
الدّقْش، قَالَ يُونُس: سَأَلت أَبَا الدُّقَيْش: مَا الدُّقَيْش فَقَالَ: لَا نَدْرِي، إِنَّمَا هِيَ أَسمَاء نسمعها نسمَّى بهَا، وَقَالَ أَبُو حَاتِم: الدَّقْشَة: دُوَيْبَة رقطاء أَصْغَر من العَظاءة والدَّقْش عِنْده شَبيه بالنّقْش. قَالَ أَبُو بكر: وردّ قوم من أهل اللُّغَة هَذَا

(2/651)


الْحَرْف فَقَالُوا: لَيْسَ بِمَعْرُوف. وَهَذَا غلط)
لِأَن الْعَرَب قد سمّت دَنْقَشاً، فَإِن كَانَ من الدَّقْش فالنون زَائِدَة، وَلم يبنوا مِنْهُ هَذَا البناءَ إلاّ وَله أصل. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: الدَّقْش: ضرب من الطير الأرْقَش. والشِّدْق: شِدْق الْإِنْسَان والدّابّة، وَهُوَ لحم بَاطِن الخدّين من جَانِبي الْفَم شِدْق وأشداق. وَرجل أشْدَقُ وَامْرَأَة شَدْقاءُ، إِذا اتّسعت أشداقُهما. وبعير شَدْقَم للواسع الْفَم، وَهُوَ من الشِّدْق وَالْمِيم زَائِدَة وَلِهَذَا بَاب ترَاهُ فِيهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى. والقِشْدَة: تمر وسَويق يُسْلأ بِهِ السَّمن، وَهِي الخُلاصة. وقُدَاش: مَوضِع.
(دشك)
الكَدْش من قَوْلهم: كَدَشَه يكدِشه كَدْشاً، إِذا دَفعه دفعا شَدِيدا. وكُدَاش: اسْم رجل، من هَذَا اشتقاقه. وَيُقَال: كَشَدْتُ الشَّيْء أكشِده كَشْداً، إِذا قطعته بأسنانك قطعا كَمَا يُقطع القِثّاء والجزر وَمَا أشبههما. والشُّكْد: الْعَطاء شَكَدَه يشكُده شَكْداً، فالاسم الشُّكد والمصدر الشَّكْد، وَقيل: أشْكَدَه، وَلَيْسَ بالعالي.
(دشل)
أُهملت.
(دشم)
مَدِشَتْ عينُ الرجل تمدَش مَدَشاً، إِذا أظلمت من جوع أَو حرِّ شمسٍ، وَأَحْسبهُ مقلوباً من دَمِشَ.
(دشن)
شَدَنَ الظبيُ يشدُن شُدوناً فَهُوَ شادن، إِذا قوي واشتدّت عِظَامه. وظبية مُشْدِن، إِذا كَانَ ولدُها شادناً، وَكَذَلِكَ النَّاقة. والنَّدْش: بحثك عَن الشَّيْء يُقَال: نَدَشْتُ عَن هَذَا الْأَمر أندِش نَدْشاً.
والنّدْش والمَدْش متقاربان فِي الْمَعْنى، وَهُوَ شَبيه بالنّجْش. وَيُقَال: نَشَدْتُ الضّالّةَ أنشُدها نَشْداً ونِشداناً فَأَنا ناشِد، إِذا عرَّفتها وأنشدتُ الضّالَّةَ إنشاداً فَأَنا مُنْشِد، إِذا استرشدت عَنْهَا. قَالَ الْعَبْدي:
(يُصيخُ للنّبْأة أسماعَه ... إصاخةَ النّاشدِ للمُنْشِدِ)
قَالَ أَبُو حَاتِم: قلت للأصمعي: فَمَا معنى قَول أبي دَاوُد:
(ويظلُّ أَحْيَانًا كَمَا اس ... تَمَعَ المُضِلُّ لصوتِ ناشِدْ)
أَلَيْسَ الناشد هُوَ المُضِلّ قَالَ: هَذَا كَقَوْلِهِم: الثَّكلى تُحب الثَّكلى، كَأَنَّهُ يسمع صَوته فيتأسّى بِهِ.
قَالَ أَبُو حَاتِم: ونشيد الشّعْر ونشيد الضَّالة وَاحِد فِي اللَّفْظ لَا فِي الْمَعْنى. وناشدتُ فلَانا مناشدةً،)
إِذا حلَّفته. وأنشدتُ الشِّعر إنشاداً. ونَشَدْتُك الله أَن تفعل كَذَا وَكَذَا، أَي ذكّرتك الله.
(دشو)
دَوِشَتْ عين الرجل تَدْوَش دَوَشاً، إِذا فَسدتْ من دَاء يُصِيبهَا، وَالِاسْم الدَّوَش، وَالرجل أدْوَشُ، وَالْمَرْأَة دَوْشاءُ.

(2/652)


والشَّدْوُ: إنشاد الْبَيْت أَو الْبَيْتَيْنِ من الشّعْر يمدّ بِهِ الرجل صوتَه كالغناء شَدا يشدو شَدْواً. وكل قَلِيل من كثير فَهُوَ شَدْوٌ، نَحْو الشَّفا من الْبَصَر إِذا بَقِي يُقَال: مَا بَقِي من بَصَره إِلَّا شَدْوٌ، وَلم يبقَ من قوَّته إِلَّا شَدْوٌ. وَتقول الْعَرَب إِذا سُئِلَ الرجل مِنْهُم عَن القصيدة قَالَ: أشدو مِنْهَا بَيْتا أَو بَيْتَيْنِ. وشَدْوان: مَوضِع.
(دشه)
دُهِشَ الرجلُ فَهُوَ مدهوش، وشُدِهَ فَهُوَ مشدوه بِمَعْنى، وَالِاسْم من هَذَا الشُّداهُ وَمن ذَلِك الدَّهَشُ.
والشُّهْد: الْعَسَل الَّذِي لم يُصَفَّ، وَقد قيل شَهْد أَيْضا، والضمّ أَعلَى. والشَّهْد: جمع شَاهد، كَمَا قَالُوا: صَاحب وصَحْب، وراكب ورَكْب. وشهِدَ الرجلُ يشهَد شَهَادَة فَهُوَ شَاهد وشهيد.
والأشهاد: جمع شَهْد، مثل صحْب وَأَصْحَاب. وَالرجل شَاهد وشهيد، وَقد جمعُوا شَهِيدا على شُهَداء. وَيُقَال: فُلَانَة شَاهِدي، مثل الذّكر سَوَاء. والمَشْهَد: الْموضع الَّذِي يُشَاهد فِيهِ القومُ القومَ، أَي يحضر بَعضهم بَعْضًا. وَالشَّاهِد: خلاف الْغَائِب. وَيُقَال: أشهدَ الرجلُ، إِذا أمذى ذكر ذَلِك يُونُس عَن رؤبة. والشّهيد فِي سَبِيل الله: مَعْرُوف. وشُهود النَّاقة: آثَار مَوَاضِع مَنْتَجِها من دم أَو سَلًى. قَالَ الْهُذلِيّ:
(فَجَاءَت بِمثل السّابريِّ تعجّبوا ... لَهُ والثّرى مَا جفَّ عَنهُ شُهودُها)

(دشي)
الدَّيْش: أَبُو بطن من الْعَرَب. والشِّيد: الجِصّ، وَمِنْه قيل: قصر مَشيد، أَي مجصَّص وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: وقصرٍ مَشيدٍ، أَي مجصَّص فَإِذا قيل مشيَّد فَهُوَ مرفَّع مطوَّل. قَالَ:
(لَا تحسِبنّي وَإِن كنتُ أمرأً غُمُراً ... كحيّة المَاء بَين الطّين والشِّيدِ)
وشيّدتُ الْبناء تشييداً وأشَدْتُ الحديثَ إشادةً، إِذا نمّيته ورفعته.
3 - (بَاب الدَّال وَالصَّاد)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(دصض)
أُهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الطَّاء والظاء.
(دصع)
الدِّعْص: الْكَثِيب الصَّغِير من الرمل، وَالْجمع أدعاص ودِعَصَة. والدّعْصاء: الأَرْض السهلة تحمى عَلَيْهَا الشَّمْس فَتكون رَمْضاؤها أشدّ حرّاً من غَيرهَا، وَرُبمَا تمثّل الجَرْمي أَو النَّهْدي بِهَذَا الْبَيْت:
(المستغيثُ بعمرٍ وَعند كُرْبته ... كالمستغيث من الرَّمضاءِ بالنّارِ)
فَيَقُول: من الدّعْصاء بالنَّار، وَهَكَذَا لغتهم. وتدعّص اللَّحْم، إِذا تهرّأ من فَسَاد. والصَّدْع: مصدر صَدَعْتُ الشيءَ أصدَعه صَدْعاً، إِذا شققته بِاثْنَيْنِ. قَالَ الشَّاعِر:

(2/653)


(وأنْحَرُ للشَّرْب الْكِرَام مطيَّتي ... وأصْدَعُ بَين القَيْنَتَيْن رِدائيا)
ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى صَار كل منفطر منصدعاً. قَالَ حسّان:
(وأمانةُ المُرّيّ حَيْثُ لقيتَها ... مثلُ الزجاجة صَدْعُها لَا يُجْبَرُ)
يَقُوله حسّان بن ثَابت بِأَمْر من النبيّ صلّى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم. والصّديع: الصُّبْح. وانصدع الصُّبْح، إِذا انشقّ عَنهُ اللَّيْل. قَالَ الشَّاعِر:
(بِهِ السِّرحانُ مفترشاً يَدَيْهِ ... كَأَن بَيَاض لَبَّتِه الصَّديعُ)
السِّرحان هَاهُنَا: الْأسد بلغته لِأَن الذئاب لَا بَيَاض فِيهَا، والسِّرحان بلغَة أهل نجد: الذِّئْب.
وصَدَعَ الرجلُ بِالْأَمر، إِذا أوضحه. والصُّداع: مَا يعتري الرَّأْس من الوجع. وتصدّعت الأرضُ عَن النبت، إِذا تشقّقت هَكَذَا فسّره أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله جلّ وعزّ: والسّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ. والأرضِ ذاتِ الصَّدْع. وَالصُّبْح الصادع: المُشرق. والظبي الصَّدَع: الضَّرْبُ اللحمِ بَين السمين والمهزول. قَالَ الراجز: أخُبُّ فِيهَا وأضَعْ كأنني شاةٌ صَدَعْ يَعْنِي تَيْسًا من الظِّباء. والصَّدَع: الفتيّ من الْإِبِل، وَكَذَلِكَ الرجل الشَّاب. والمَصادع: طرق)
سهلة فِي غِلَظ من الأَرْض، وَاحِدهَا مَصْدَع. والمَصادع: المَشاقص. وَرُبمَا قَالُوا: خطيب مِصْدَع، كَمَا قَالُوا: مِصْلَق، إِذا كَانَ ذَا بَيَان. وتصدَّع الْقَوْم، إِذا تفرّقوا. قَالَ الشَّاعِر:
(أَعاذِلَ مَا لي لَا أرى الحَيَّ ودَّعوا ... وَبَاتُوا على نيّاتهم وتصدّعوا)
والصُّعَد من قَوْلهم: تنفّس صُعَداً، فَإِذا قَالُوا: الصُّعَداء فَهُوَ مَمْدُود. وتصاعدني الأمرُ، إِذا اشتدّ عليّ. وَفِي الحَدِيث: مَا تصعّدتني خُطبةٌ مثل خُطبة النِّكاح، أَي مَا صعبت عليّ. وَمِنْه تصاعُد النَّفَسِ، إِذا صَعب مخرجُه. وأكَمَة صَعود، إِذا اشتدّ صعودها على الراقي وأكَمَة ذَات صُعَداء، إِذا كَانَت كَذَلِك. قَالَ الشَّاعِر:
(وَإِن سيادة الأقوام فاعلمْ ... لَهَا صُعَداءُ مَطْلِعُها طويلُ)
وَيَقُولُونَ: مَا زلنا فِي صَعود وهَبوط، إِذا كَانُوا فِي أَمر شَدِيد. والصُّعود: ضد الهبوط.
والصَّعيد من الأَرْض: التُّرَاب الَّذِي لَا يخالطه رمل وَلَا سَبَخ هَكَذَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة، وَقَالَ غَيره: بل الصَّعِيد: الظَّاهِر من الأَرْض وَكَذَلِكَ فُسِّر فِي التَّنْزِيل، وَالله أعلم. والصَّعْدَة: الْقَنَاة. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: هِيَ الْقَنَاة الَّتِي تنْبت مستوية وَلم تَحْتَجْ أَن تقوَّم، وَالْجمع صِعاد. قَالَ الشَّاعِر:
(يَا قومِ إنّي لَو خشيتُ مجمِّعاً ... رَوَّيْتُ مِنْهُ صَعْدتي وسِناني)
وَبَنَات صَعْدَة: اسْم يختصّ بِهِ حمير الْوَحْش.

(2/654)


وصَعْدَة: مَوضِع فِي الْيمن، معرفَة لَا تدْخلهَا الْألف وَاللَّام. والصَّعود: الْموضع الَّذِي يَشُقّ على الراقي، والهَبوط: الْموضع الَّذِي يشُقّ على الهابط. وَمن كَلَامهم: مَا زلنا فِي صَعود وهَبوط، إِذا كَانُوا فِي أَمر شَدِيد. والصَّعود أَيْضا: النَّاقة الَّتِي فقدت وَلَدهَا إِمَّا بِمَوْت وَإِمَّا بِذبح فعطفت على ولد غَيرهَا، وَالْجمع الصَّعائد.
والعَصْد: مصدر عَصَدَ البعيرُ عنقَه يعصِدها عَصْداً، إِذا لواها عِنْد الْمَوْت فَهُوَ عاصد. وكل شَيْء لويته فقد عَصَدْتَه، وَبِه سفمّيت العَصيدة. والعِصْواد: اخْتِلَاط الْقَوْم فِي حَرْب أَو صَخَب واستدارةُ بَعضهم فِي بعض. وتَعَصْوَدَ القومُ، إِذا فعلوا ذَلِك وأحسب أَصله من العَصْد، وَالْوَاو وَالْألف زائدتان.
(دصغ)
الصُّدْغ، صُدْغ الْإِنْسَان: مَعْرُوف، وهما صُدْغان، وَهُوَ مَا انحدر من الرَّأْس الى مَرْكَب اللَحيين بَين أَطْرَاف الحاجبين وقُصاص الشّعْر تَحت الْجَبْهَة. قَالَ العجّاج: يَلْهَزُ أصداغَ الخصومِ المُيَّلِ)
للحقّ حَتَّى ينْتَهوا للأعْدَلِ وَبِه سمِّيت المِصْدَغة لِأَنَّهَا تُجعل تَحت الصُّدْغ. وصَدَغْتُ الرجلَ عَن الْأَمر، إِذا رَددته عَنهُ وكففته وَإنَّك لتصدَغني عَن حَاجَتي، أَي تصرفني عَنْهَا. والدّاغصة: الْعَظِيم فِي بَاطِن الرُّكبة الَّذِي يكتنفه العَصَبُ والماءُ الصافي الرَّقِيق. وَتقول الْعَرَب: سَمِنَ حَتَّى كَأَنَّهُ داغِصة، وَالْجمع دَواغص.
(دصف)
الدَّفْص: فعل مُمات، وَهُوَ الملوسة، وَمِنْه اشتقاق الدَّوْفَص، وَهُوَ البصل الْأَبْيَض الأملس، الْوَاو فِيهِ زَائِدَة. وصَدَفَ الرجلُ يصدِف ويصدُف، وَالْكَسْر أَعلَى، صُدوفاً، إِذا مَال عَن الشَّيْء فَهُوَ صادِف، وأصدفتُه أَنا إصدافاً. وصَدوف: اسْم امْرَأَة. والصَّدَف: مَيَل فِي الْقدَم. قَالَ الْأَصْمَعِي: لَا أَدْرِي عَن يَمِين أَو عَن شمال قَالَ أَبُو حَاتِم: الصَّدَف إقبال إِحْدَى الرُّكْبَتَيْنِ على الْأُخْرَى وَرجل أصْدَفُ. وَالْفرس الأصْدَف: الَّذِي يمِيل أحد حافري يَدَيْهِ الى وحشيّه صَدِفَ يصدَف صَدَفاً. وصَدَفَة الْأذن: محارتها الدَّاخِل المدوَّر. والصَّدَف: مَحار اللُّؤْلُؤ، وَالْجمع أصداف.
والصُّدُفان: جانبا الشِّعب فِي الْجَبَل وَكَذَلِكَ فُسِّر فِي التَّنْزِيل. والصَّدِف: بطن من كِندة يُنسبون الْيَوْم الى حَضرمَوْت، فَإِذا نسبتَ قلتَ: صَدَفيّ كراهةَ الكسرة قبل يَاء النّسَب. قَالَ الراجز: شُدّا عليَّ صُرَّتي لَا تنقعِفْ إِذا مَشَيْتَ مِشْيَةَ العَوْدِ النَّطِفْ يومٌ لهمدانَ ويومٌ للصَّدِفْ ولتميم مثلُها أَو تعترفْ تنقعف وتندلق وَاحِد، أَي تخرج والنَّطِف: الَّذِي قد غُدَّ فِي بَطْنه. والصَّفَد: الْعَطاء أصفدت الرجل أُصفِده إصفاداً، إِذا أَعْطيته. قَالَ الْقطَامِي:
(لَئِن هجوتُك مَا تمّت مكارمتي ... وَإِن مَدحتُ لقد أحسنتَ إصفادي)
والصَّفَد: الْقَيْد نَفسه، وَالْجمع أصفاد، والمصدر الصَّفَد صَفَدَه يصفِده صَفْداً، إِذا قيّده، فَكَأَن الِاسْم من التَّقْيِيد الصَّفْد وَمن الْعَطِيَّة الصَّفَد. قَالَ النَّابِغَة:

(2/655)


(هَذَا الثناءُ فَإِن تسمعْ لقائله ... وَلم أُعَرِّضْ أبَيْتَ اللَّعْنَ بالصَّفَدِ)
وصفدتُه تصفيداً، إِذا قيّدته أَيْضا. والصِّفاد أَيْضا: الْقَيْد بِعَيْنِه، وَقد جَاءَ فِي الشّعْر الفصيح.)
والفَصْد: فَصْد العِرْق فَصَدَ يفصِد فَصْداً وفِصاداً، وَكَذَلِكَ فَصْدُ الناقةِ، إِذا قُطِع عِرق مِنْهَا فاستُخرج دَمه ليُشرب، وَذَلِكَ الدَّم يسمّى المجدوح. والفصيد المفصود وَاحِد. والمِفْصَد: الحديدة الَّتِي يُفصد بهَا، وَرُبمَا سُمّي الدَّم فَصيداً.
(دصق)
الصِّدق: ضدّ الْكَذِب صَدَقَ يصدُق صِدْقاً. وصديق الرجل: الَّذِي يصادقه المودّة. والصّادق والصّدوق وَاحِد. وَهَذَا مِصْداق الْأَمر، أَي حَقِيقَته. والصَّدْق: الصُّلب من كل شَيْء رمح صَدْقٌ، إِذا كَانَ صلباً. والصِّداق: صِداق الْمَرْأَة، وَرُبمَا فُتح فَقيل: صَداق الْمَرْأَة، وَالْجمع صُدُق. وصَدُقَة الْمَرْأَة، وَالْجمع صَدُقات وصُدْقات وصُدُقات. وَقد جمعُوا صَديقاً أصادق على غير قِيَاس، إِلَّا أَن يكون جمع الْجمع، فَأَما جمع الْوَاحِد فَلَا. وَيُقَال: فلَان لي صديق وَالْقَوْم لي صديق، الْوَاحِد وَالْجمع فِيهِ سَوَاء فِي بعض اللُّغَات. أخبرنَا أَبُو عُثْمَان عَن التَّوَّزي قَالَ: كَانَ رؤبة يقْعد بعد صَلَاة الْجُمُعَة فِي رَحْبَة بني تَمِيم فينشد ويجتمع النَّاس إِلَيْهِ فازدحموا يَوْمًا فضيّقوا الطَّرِيق فَأَقْبَلت عَجُوز مَعهَا شَيْء تحمله فَقَالَ رؤبة: تنَحَّ للعجوز عَن طريقها قد أقبلتْ رَائِحَة من سُوقِها دَعْها فَمَا النحويُّ من صَديقِها أَي من أصدقائها، وَقد جمعُوا صديقا على الْقيَاس: أصدقاء، وجمعوه على غير الْقيَاس: أصادِق. والصِّدِّيق: فِعِّيل من الصِّدق. وَيُقَال: فلَان صَادِق الحملة، إِذا حمل فَلم يَنْكُل وَلم يرجع. وتمر صَادِق الْحَلَاوَة، إِذا اشتدّت حلاوته. وصدَّق الوحشيُّ، إِذا حملت عَلَيْهِ فَعدا وَلم يلْتَفت. وقَصَدَ الرجلُ الأمرَ يقصِده قَصْداً، إِذا أمَّه. والقَصْد: الاسْتوَاء فِيمَا زَعَمُوا طَرِيق قَاصد. ورماه بِسَهْم فأقصده، إِذا أصَاب قلبَه، وقلب مُقْصَد. والقَصيد: المُخّ الغليظ. والقِصْدَة: الْقطعَة، وَالْجمع قِصَد تقصّد الشَّيْء، إِذا تقطّع. والقصيد من الشّعْر أُخذ من الْقَصْد لتوالي الْكَلَام وصحّة وَزنه. وَيُقَال لكل مَا تكسّر من أَغْصَان الشّجر وَالزَّرْع والقنا: قِصَد. قَالَ الشَّاعِر:
(ترى قِصَدَ المُرّان فِيهِ كأنّها ... تذرُّعُ خُرْصانٍ بأيدي الشّواطبِ)
والقَصَد: الَّذِي يسمّى العوْسَج، لُغَة يَمَانِية.)
(دصك)
أُهملت.
(دصل)
الدَّلِص من كل شَيْء: الأملس البرّاق، وَكَذَلِكَ الدِّلاص والدَّليص. وَبِه سُمِّيت الدرْع دِلاصاً.
وَرجل دَلِصٌ ودُلامِص ودُلَمِص ودُمَلِص، إِذا كَانَ برّاق الْجلد. ودلّصت الشَّيْء تدليصاً، إِذا ملّسته. والصَّدْل: زعم قوم أَنه فعل مُمات وَمِنْه اشتقاق الصَّنْدَل، وَهَذَا مَا لَا يُعرف، وَلَيْسَ يجب أَن تكون النُّون زَائِدَة لِأَنَّهُ لَيْسَ بالصندل المشموم بل يُقَال: بعير صَنْدَل وصُنادل، إِذا كَانَ صلباً. وأبى ذَلِك قوم من أهل اللُّغَة فَقَالُوا: لَيْسَ للصَدْل فِي

(2/656)


اللُّغَة أصل. وصَنْدَل عِنْدهم مثل قَنْدَل، وهما سَوَاء وَقد فصل قوم من أهل اللُّغَة بَين الصّنْدَل والقَنْدَل فَقَالُوا: الصندل الشَّديد الْجِسْم، والقندل الشَّديد الرَّأْس خَاصَّة. ويومُ صَنْدَلٍ: يَوْم كَانَ بَين الْعَرَب فِيهِ حَرْب. قَالَ الشَّاعِر: فَلَو أَنَّهَا لم تَنْصَلِتْ يومَ صَنْدَلِ والصَّلْد من قَوْلهم: حجر صَلْد، أَي صلب شَدِيد، وَالْجمع أصلاد وصِلاد. وَيُقَال: صَخْرَة صلاّدة، أَي صلبة. وَفرس صَلود، إِذا أَبْطَأَ عَرَقُه وقِدْر صَلود، إِذا أَبْطَأَ غليُها. وَيُقَال: صَلَدَ الزَّنْدُ صلوداً، إِذا لم يُورِ القادحُ نَارا، والمصدر الصُّلود وأصلده قادحُه إصلاداً.
(دصم)
الصَّدْم من قَوْلهم: صَدَمْتُ الشيءَ بالشَّيْء أصدِمه صدماً وكل شَيْء ضَربته بِشَيْء فقد صدمته بِهِ بعد أَن يكون صلباً شَدِيدا. وَقد سمّوا صِداماً ومِصْدماً. والصَّدْمَتان: النَّزْعَتان فِي الجبينين.
والصَّمْد من الأَرْض: الصلب الشَّديد، وَالْجمع صِماد وأصماد. والصَّمَد اخْتلفُوا فِي تَفْسِيره فَقَالُوا: المصمود الْمَقْصُود فِي الْأُمُور من قَوْلهم: صمدته، أَي قصدته هَكَذَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة.
وَأنْشد:
(أَلا بَكَرَ الناعي بِخَير بني أسَدْ ... بِعَمْرو بن مسعودٍ وبالسيّد الصَّمَدْ)
عَنى بِهِ إِمَّا خَالِد بن نَضْلة وَإِمَّا خَالِد بن جَحْوان، وهما اللَّذَان قيل فيهمَا:
(وقبليَ مَاتَ الخالدانِ كِلَاهُمَا ... عميدُ بني جَحْوانَ وابنُ المضلَّلِ)
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: السيّد الصَّمَد فِي هَذَا الْبَيْت خَالِد بن المضلَّل، وَهُوَ أحد خالدَي بني أَسد. وَقَالَ)
قوم: الصَّمَد الَّذِي لَا جوفَ لَهُ وَالْأول أَعلَى فِي اللُّغَة وَأعرف، وَالله أعلم. والمَصْد، قَالُوا: الْبرد. وَيَقُولُونَ: مَا أصابتنا العامَ مَصْدَةٌ، أَي مَطْرَة. وَزعم قوم أَن المَصْد كِنَايَة عَن النِّكاح يُقَال: مَصَدَ الرجلُ المرأةَ يمصُدها مَصْداً. وَبَنُو مَصاد: حيّ فِي كلب. والمَصاد: أَعلَى مَوضِع فِي الْجَبَل، وَالْجمع مُصدان. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا أبْرَزَ الرَّوْعُ الكَعابَ فَإِنَّهُم ... مَصادٌ لمن يأوي إِلَيْهِم ومَعْقِلُ)

(دصن)
يُقَال: ضربه حَتَّى نَدَصَتْ عينُه، أَي نَدَرَت. والمِنْداص: الْمَرْأَة الْخَفِيفَة الْكَثِيرَة الْحَرَكَة وَلِهَذَا بَاب ترَاهُ فِيهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
(دصو)
يُقَال: وَدَصَ إِلَيْهِ بِكَلَام يَدِصُ وَدْصاً، فِيمَا زَعَمُوا، إِذا ألْقى إِلَيْهِ كلَاما لم يستتمّه، وَلَيْسَ بالعالي. قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا بِنَاء مستنكر إِلَّا أَنهم قد تكلّموا بِهِ.
(دصه)
صَهَدَتْه الشمسُ تصهَده صَهْداً، إِذا أحرقت دماغه. وَيَوْم صاهد وَذُو صَهَدان وَمَا أشدَّ صَهَدانَ هَذَا الْيَوْم وصَخَدانَه، أَي حرَّه.

(2/657)


(دصي)
داصت السِّلعة تديص دَيْصاً ودَيَصاناً، وَهُوَ تحرّكها فِي الْجلد إِذا لمستها بِيَدِك كَذَلِك. وكل شَيْء تحرّك تَحت يدك فقد داص يديص دَيْصاً ودَيَصاناً. قَالَ الراجز: إنّ الجوادَ قد رأى وَبِيصَها فَحَيْثُمَا داصت يَدِصْ مَديصَها ويُروى: فأينما. وصاد يصيد صَيْداً، والصَّيْد اسْم المَصِيد. والصَّيَد: دَاء يُصِيب الْإِبِل فتلتوي مِنْهُ أعناقُها، فَلذَلِك سُمّي الرجل المتكبر إِذا لوى عُنُقه أصْيَدَ، وَالْمَرْأَة صَيْداء. وصَدّاء: مَاء مَعْرُوف. وَمن أمثالهم: مَاء وَلَا كصَدّاء، وَقَالُوا: كصيداء، وَقَالَ قوم: صَدْآء، وَلَيْسَ بِمَعْرُوف، والأوّل الْوَجْه. وَبَنُو الصَّيْداء: قَبيلَة من الْعَرَب من بني أَسد. قَالَ زُهَيْر:
(أبْلِغْ لديك بني الصَّيْداءِ كُلَّهُمُ ... أنّ يساراً أَتَانَا غيرَ مغلولِ)
واشتقاقه من أرضٍ صَيْداءَ غليظةٍ تركبها حِجَارَة، وَهَذَا مستقصًى فِي كتاب الِاشْتِقَاق. والصّيْد:)
مَعْرُوف.
3 - (بَاب الدَّال وَالضَّاد)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(دضط)
أُهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الظَّاء.
(دضع)
العَضُد: عَضُد الْإِنْسَان والدابّة. والعَضُد: النَّاصِر والمُعين. قَالَ الشَّاعِر:
(من كَانَ ذَا عَضُد يُدركْ ظُلامتَه ... إنّ الذليلَ الَّذِي لَيست لَهُ عَضُدُ)
والعَضُد مؤنَّثة، يدلّك على ذَلِك أَنهم يصغّرونها عُضَيْدَة. وعَضَدْتُ الشجرةَ أعضِدها عَضْداً، إِذا قطعت أَغْصَانهَا، وَالَّذِي يُقطع بِهِ مِعْضَد، وكل مَا قطعته مِنْهَا فَهُوَ عَضَدٌ وعَضيد ومعضود. والعِضْدان: مَا نبت من النّخل من جَانِبي الفَلَج أَو النَّهر، وَهِي العَواضِد أَيْضا.
والمِعْضَد والعِضاد: مَا يُشَدّ فِي العَضُدين من خرز أَو غَيره، وَإِنَّمَا سُمِّي الدّيباج معضَّداً لنقشٍ فِيهِ. وأعضاد الطَّرِيق: نواحيه. وتعاضدَ القومُ، إِذا تناصروا أَو تعاونوا. وَرجل أعْضَدُ: قصير العَضُد. وعِضادة الْبَاب: ناحيته. والعَضَد: دَاء يَأْخُذ فِي الأعضاد. قَالَ الشَّاعِر:
(شكَّ الفريصةَ بالمِدْرَى فأنفذَها ... شكَّ المُبَيْطِرِ إِذْ يَشفي من العَضَدِ)
واليَعضيد: ضرب من الشّجر. قَالَ النَّابِغَة:
(يتحلّب اليَعضيدُ من أشداقها ... صُفْرٌ مَناخرُها من الجرجارِ)
قَالَ أَبُو بكر: وَلَيْسَ فِي كَلَامهم يَفْعيل إِلَّا يَعْضِيد ويَعْقِيد وَهُوَ عسل يُعْقَد حَتَّى يَخْثُر ويَقْطين.
(دضغ)
الضَّغْد: مثل الزَّغْد سَوَاء، وَهُوَ عصر الحَلْق ضَغَدَه وزَغَدَه.
(دضف)
ضَفَدْتُ الرجلَ أضفِده ضَفْداً، إِذا ضَربته بباطن كفّك، زَعَمُوا. والضَّفْد: الكَسْع، وَهُوَ أَن يَضرب استَه بِظهْر قدمه.

(2/658)


(دضق)
) أُهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الْكَاف وَاللَّام.
(دضم)
ضَمَدْتُ الشيءَ أضمِدُه ضَمْداً، إِذا عصبته، وضمَّدته تضميداً، والعِصاب الضِّماد. والضَّمْد: أَن تجمع المرأةُ صديقين أَو ثَلَاثَة وَكَذَلِكَ الرجل يجمع صديقين أَو ثَلَاثَة. قَالَ الراجز: لن يُخْلِصَ العامَ خليلٌ عِشْرا ذاقَ الضِّمادَ أَو يزورَ القَبْرا إِنِّي رأيتُ الضَّمْدَ شَيْئا نُكْرا والضَّمَد: الغيظ ضَمِدَ الرجل يضمَد ضَمَداً. وَفصل قوم من أهل اللُّغَة بَين الضَّمَد والغيظ فَقَالُوا: الضَّمَد أَن تغتاظ على من تقدر عَلَيْهِ والغيظ أَن تغتاظ على من لَا تقدر عَلَيْهِ وَمن تقدر عَلَيْهِ، واحتجّوا بِبَيْت النَّابِغَة:
(وَمن عَصاك فعاقِبْه معاقبةً ... تَنْهى الظَّلوم وَلَا تَقْعُد على ضَمَدِ)

(إِلَّا لمثلك أَو من أَنْت سابقُه ... سَبْقَ الجوادِ إِذا استولى على الأمَدِ)
أَي لَا تغْضب على من تقدر عَلَيْهِ. والضَّمْد: أَن ترعى الإبلُ اليبيسَ والرطبَ فتشبع مِنْهُ. يُقَال: شبعت الْإِبِل من ضَمْد الأَرْض، إِذا شبعت من رطبها ويبيسها. والضَّمْد: رطب الشّجر ويابسه قديمه وَحَدِيثه. وَيَقُول الرجل من الْعَرَب إِذا كَانَ لصَاحبه عَلَيْهِ دَين: أُعْطِيك من ضَمْد هَذِه الْغنم، يَعْنِي صغارها وكبارها وخِيارها ورُذالها.
(دضن)
الضَّدْن: فعل مُمات يُقَال: ضَدَنْتُ الشَّيْء أضدِنه ضَدْناً، إِذا أصلحته وسهّلته، وَهِي لُغَة يَمَانِية.
وضَدْنَى، مُمال على فَعْلَى: مَوضِع. والنَّضَد: مَتاع الْبَيْت، مَا نُضِّد مِنْهُ بعضُه على بعض فَهُوَ نَضيد ومنضود، وَالْجمع أنضاد. وَكثر ذَلِك فِي كَلَامهم حَتَّى سمَّوا السرير الَّذِي يُنْضَد عَلَيْهِ المَتاع: نَضَداً، وَذَلِكَ الَّذِي عَنى النابغةُ بقوله:
(خَلّت سبيلَ أَتِيٍّ كَانَ يحبِسه ... ورفَّعته الى السِّجْفَين فالنَّضَدِ)

(دضو)
أُهملت.
(دضه)
) ضَهَدْتُ الرجلَ أضهَده ضَهْداً، إِذا ظلمته وقهرته، فَأَنا ضاهد وَالرجل مضهود. وَقَالَ قوم: ضَهْيَد مَوضِع، وَدفع أهل اللُّغَة ذَلِك لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي كَلَامهم فَعْيَل.
(دضي)
أُهملت.
3 - (بَاب الدَّال والطاء)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(دطظ)
أُهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الْعين والغين وَالْفَاء وَالْقَاف وَالْكَاف وَاللَّام وَالْمِيم وَالنُّون، إلاّ فِي قَوْلهم: العَطَوَّد: السّير الشَّديد الشاقّ. قَالَ الشَّاعِر:

(2/659)


لقد لَقينَا سَفَراً عَطَوَّدا يتْرك ذَا اللونِ النّضيرِ أَسودا
(دطو)
الوَطْد: مصدر وطدت الشَّيْء أطِدهُ وَطْداً، إِذا أثبتّه فِي الأَرْض أَو غمزته إِلَيْهَا. وَيُقَال: وطَّدت لَك مَنزلاً ومَنزلة عِنْد فلَان، أَي أثبتّها لَك. وَبِنَاء وطيد: ثَابت. والطَّوْد: الْجَبَل، وَالْجمع أطواد.
وَقد سمَّوا طَوْداً وطُوَيْداً.
(دطه)
أُهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الْيَاء.
3 - (بَاب الدَّال والظاء)

(وَمَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(دظع)
الدَّعْظ: اسْم يُكنى بِهِ عَن الجِماع دَعَظَها يدعَظها دَعْظاً.
(دظغ)
أُهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ بَاقِي الْحُرُوف.
3 - (بَاب الدَّال وَالْعين)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(دعغ)
أُهملت.
(دعف)
العَدْف: الْأكل يُقَال: مَا ذقت عِنْده عَدْفاً وَلَا عَدوفاً يُقَال عَدوفاً وَيُقَال عَذوفاً بِالذَّالِ. والعَدْف: الْغذَاء. والعِدْف: الْجَمَاعَة من النَّاس، والعِدْفَة أَيْضا، وَالْجمع عِدَف يُقَال: مرّ بِنَا عِدْفٌ من النَّاس، أَي جمع ومرّ عِدْفٌ من اللَّيْل، أَي قِطْعَة مِنْهُ وعِدْفَة من الثَّوْب، أَي قِطْعَة مِنْهُ أَيْضا.
وَيُقَال: عِدْفَة وعِدَف مثل قِطعة وقِطَع. ولغة مَرْغُوب عَنْهَا: مَا على فلَان عِدْفَة، أَي خرقَة يلبسهَا. والدَّفْع: دَفْعُك الشيءَ عَن نَفسك، وكل شَيْء أزلته عَنْك فقد دَفعته. والضيف المدفَّع: الَّذِي يتدافعه الحَيُّ فيحيله ذَا على ذَا وَهَذَا على هَذَا. ودُفّاع السَّيْل: تراكُم بعضه على بعض.
ودَفْعُ الدّمِ: خُرُوج بعضه على إِثْر بعض. وتدافع القومُ مدافعةً ودفاعاً، إِذا تدارؤوا. ودافعتُ فلَانا بحقّه، إِذا ماطلته. وَرجل مدفَّع، إِذا دفع عَن نسبه. وَقد سمّت الْعَرَب دَفّاعاً ودافِعاً ومدافِعاً. والعَفْد: الطَّفْر والوَثْب، لُغَة يَمَانِية عَفَدَ يعفِد عَفْداً وعَفَداناً. والعَفْد، وَالْجمع عُفْدان: ضرب من الطير يشبه الْحمام، وَقَالَ قوم: بل هُوَ الْحمام بِعَيْنِه. والفَدَع: انقلاب الكفّ الى إنسيّها فَدِعَ يفدَع فَدَعاً، وَالذكر أفْدَعُ وَالْأُنْثَى فَدْعاءُ. وَيُقَال: أمة فَدْعاءُ، إِذا اعوجّت كفُّها من الْعَمَل. وَهُوَ فِي الْقدَم كَذَلِك زَيْغٌ بَينهَا وَبَين عظم السَّاق هَكَذَا قَالَ الْأَصْمَعِي، وَأنْشد لأبي زُبيد:
(مقابَلُ الخَطْوِ فِي أرساغه فَدَعٌ ... وَرْدٌ يدقِّقُ أوساطَ العَباهيرِ)
)
(دعق)
الدَّعْق من قَوْلهم: دَعَقَتِ الإبلُ الحوضَ، إِذا خبطته حَتَّى تَثْلِمَه من جوانبه. ودَعَقَ القومُ الطريقَ، إِذا وطِئوه وطأً شَدِيدا، وَالطَّرِيق مدعوق. والدَّقْع: أصل بِنَاء الدَّقْعاء، وَهُوَ التُّرَاب الدَّقِيق، وَمِنْه قَوْلهم: فَقير مُدْقِع، كَأَنَّهُ لَصِقَ بِالْأَرْضِ الدَّقْعاء.

(2/660)


وَفِي بعض اللُّغَات يَقُول الرجل: رمى الله فلَانا بالدّوْقَعَة، كَأَنَّهَا فَوْعَلَة من الدَّقْع. والعَدْق: الْجمع عَدَقْتُ الشَّيْء أعدِقه عَدْقاً، إِذا جمعته. وتسمّى الحديدة الَّتِي فِيهَا الكلاليب الَّذِي يسمّيه المولَّدون الخُطّاف: عَوْدَقَة. وَرُبمَا سُمِّيت اللَّبَجَة عَوْدَقَة واللّبَجَة: حَدِيدَة لَهَا خَمْسَة مخاليب تُنصب للذئب يُجعل فِيهَا اللَّحْم فَإِذا اجتذبها نشِبت فِي خَطْمه. والمِعْدَقَة، زعم قوم أَنَّهَا اللَّبَجَة أَيْضا. وعَقَدْتُ الحبلَ والعهدَ وغيرَهما أعقِده عَقْداً. وأعقدتُ العسلَ والقَطِران إعقاداً، إِذا طبخته حَتَّى يَخْثُر. والعِقْد، بِكَسْر الْعين: السِّمْط من الْجَوْهَر وَنَحْوه. والعَقِد: الرمل المتراكب المتداخل بعضُه فِي بعض أَرض عَقِدَة وأرَضون عَقِدات. وكلب أعْقَدُ، وَهُوَ الملتوي الذَّنب كَأَن فِي ذَنبه عُقدة، وَكَذَلِكَ الذِّئْب.
وتيس أعْقَدُ، إِذا كَانَ فِي رَأس قضيبه غِلَظ كالعُقدة. وظبي عَاقد، إِذا كَانَ فِي عُنُقه التواء.
وَالْبناء الْمَعْقُود: الَّذِي قد جُعلت لَهُ عُقُود فعُطفت كالأبواب وأحسبها كلمة مولَّدة. وَفُلَان عَقيد بني فلَان، إِذا كَانَ حليفهم، وَكَذَلِكَ عَقيد النَّدى. وَبَنُو عُقْدَة: بطن من الْعَرَب، يُنسب إِلَيْهِم عُقَديّ. وَبَنُو عُقْدَة: بطن أَيْضا فِي شَيبَان. وَبَنُو عُقَيْدَة: قَبيلَة من قُرَيْش، إِن شَاءَ الله، يُنسب إِلَيْهِم عُقَيْديّ. واعتقدَ فلانٌ عُقْدَة، إِذا اشْترى أَرضًا. والمَعاقد: العهود بَين الْقَوْم يُقَال: تعاقد الْقَوْم، إِذا تَعَاهَدُوا وتعاضدوا. والمِعْقاد: خيط يُنظم فِيهِ خَرَزات ويعلَّق فِي أَعْنَاق الصّبيان أَو فِي أعضادهم. وعقّد الرجلُ كَلَامه تعقيداً، إِذا عمّاه وأعْوَصَه. وَجَاء فلَان عاقداً عُنُقَه، إِذا لواها تكبّراً، واليَعْقِيد: عسل يُعْقَد. قَالَ أَبُو بكر: لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب يَفْعِيل إلاّ يَعْقِيد ويَعْضِيد.
والقَدْع: مصدر قَدَعْتُ الإنسانَ وَغَيره أقدَعه قَدْعاً، إِذا كففته عمّا يُرِيد. وقَدَعْتُ الفرسَ باللِّجام، إِذا كبحته بِهِ. وتقادع القومُ بالرِّماح، إِذا تطاعنوا بهَا. وانقدع الرجلُ عَن الشَّيْء، إِذا استحيا مِنْهُ. والمِقْدَعة: عَصا يَأْخُذهَا الرجلُ بِيَدِهِ فَيدْفَع بهَا عَن نَفسه. وقَعَدَ الْإِنْسَان يقعُد قعُودا قَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَت أم الْهَيْثَم: قعدتِ الرَّخَمَة، إِذا جثمت، وَالرجل قَاعد وَالْمَرْأَة قَاعِدَة. وَامْرَأَة قَاعد، بِغَيْر هَاء، إِذا قعدت عَن الزَّوج. والمُقْعَد: الزَّمِن الَّذِي لَا يَسْتَطِيع الْقيام. وَكَانَ المُقْعَد رجلا يبري السّهام بِمَكَّة وَفِي بعض كَلَام الزُّبير:)
بطَبْعِ خَبّابٍ وريشِ المُقْعَدِ يَعْنِي خَبّاب بن الأرَتّ بن عبد الله بن خَبّاب صَاحب رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم.
والقُعْدَة: مَا ركِبْتَه من شَيْء يُقَال: نعم القُعْدَةُ هَذَا الفرسُ. وأُقعد الرجلُ إقعاداً، إِذا زَمِنَ.
والقَعود: الفصيل من الْإِبِل. والمَقاعد: مَوَاضِع الْقعُود فِي الْحَرْب وَغَيرهَا. ومَقاعد رُقَباء المَيْسِر: الْمَوَاضِع الَّتِي يُشرِفون مِنْهَا على أهل المَيْسِر إِذا أجالوا قِداحهم. قَالَ الشَّاعِر:
(كمقاعد الرُّقباء للضُّ ... رَباء أَيْديهم نَواهِدْ)
وَفِي التَّنْزِيل: مَقاعِدَ لِلْقِتَالِ. وقَعَدَ القومُ عَن ثأرهم، إِذا لم ينبعثوا لَهُ. وَيُقَال: جمل أَقْعَدُ وَبِه قَعَدٌ، إِذا كَانَ فِي وَظيفَي رجلَيْهِ تطأمنٌ كالاسترخاء. وَرجل قُعْدُد وقُعْدَد، لَهُ موضعان، يُقَال: فلَان قُعْدد فِي بني فلَان، إِذا كَانَ خاملاً وَمثله قُعْدُود، وَالْجمع قَعاديد. ووَرِث فلانٌ بني فلَان بالقُعْدُد، إِذا كَانَ أقربَهم نسبا الى الجدّ الْأَكْبَر.

(2/661)


وقَعَدَ فلَان قِعْدَةً حَسَنَة، وَمَا أحسنَ قِعْدَتَه وقَعَدَ قَعْدَةً وَاحِدَة ثمَّ قَامَ. وسُمِّي ذُو القَعْدَة لأَنهم كَانُوا يَقْعُدُونَ فِيهِ عَن الْغَزْو. وقعيدة الرجل: امْرَأَته الْقَاعِدَة فِي الْبَيْت. قَالَ الحطيئة:
(أُطوِّف مَا أُطوِّف ثمّ آوي ... الى بيتٍ قَعيدتُه لَكاعِ)
وَيَقُولُونَ: قَعْدَكَ الله، وقَعيدَك الله، فِي معنى القَسَم. قَالَ الشَّاعِر:
(قَعيدَكِ ألاّ تُسمعيني مَلامةً ... وَلَا تَنْكَئي قَرْحَ الْفُؤَاد فيَيْجعا)
ويُروى: فقَعْدَكِ أَلا تُسمعيني مَلامةً. وقواعد الْبَيْت: أساسه وأصول حيطانه، الْوَاحِدَة قَاعِدَة.
قَالَ الشَّاعِر:
(أرْسَى قواعدَه وشَيّد فرعَه ... فَلهُ الى سَبَبِ السَّمَاء سبيلُ)
وَقَالَ آخر: إِذا الأمورُ اعْرَوْرَتِ الشَّدائدا أرْسَى البِنا وأثبتَ القواعدا مِحرابَ حَرْبٍ يَقْرَعُ القَنادِدا وَجمع الْقَاعِد من النِّسَاء عَن الزَّوْج: قواعِد. قَالَ حُميد بن ثَوْر الْهِلَالِي:
(إزاءُ مَعاشٍ لَا يزَال نِطاقُها ... شَدِيدا وفيهَا سَوْرَةٌ وَهِي قاعدُ)
وَجمع الْقَاعِدَة قُعود وقاعدات. قَالَ الشَّاعِر:)
(فَلَو أَن مَا فِي بَطْنه بَين نسوةٍ ... حَبِلْنَ وَلَو كَانَت قواعدَ عُقَّرا)
وَقَالَ آخر:
(سَمِعْنَ بيومه فظَلِلْن نَوْحاً ... قُعوداً مَا يُخَلُّ لهنّ عُودُ)
ورُوي أَيْضا: مَا يُحَلّ، أَي مَا يُحَطّ عَن إبلهن شَيْء مِمَّا عَلَيْهَا. والقُعُدات: السُّرُوج والرِّحال والرحائل الَّتِي كَانَت تتّخذها الْعَرَب. قَالَ الشَّاعِر:
(فبئسَ القومُ كُنْتُم يَوْم سالتْ ... على القُعُدات أستاهُ الرِّباب)
وَرَوَاهُ: يَوْم شالت. قَالَ أَبُو عُبيدة: هَذَا الْبَيْت مَصْنُوع لِأَن الرِّباب تربّبت بعد الكُلاب وَإِنَّمَا جَازَ للأخطل أَن يذكر الرِّباب فِي الكُلاب لِأَنَّهُ قَالَه فِي الْإِسْلَام وَقد تربَّبت الرِّباب. والقَعيد: الَّذِي يجيئك من ورائك، وَهُوَ يُتشاءم بِهِ. وفَرخ الْحمام وكلِّ طَائِر يسمَّى مُقْعَداً. والقَعَد: دَاء يُصِيب الْإِبِل.
(دعك)
الدَّعْك: الدَّلْك الشَّديد يُقَال: دَعَكْتُ الأديمَ أدعَكه دَعْكاً، إِذا دلكته، وَكَذَلِكَ الثَّوْب. ودَعكْتُ الرجلَ بالْقَوْل، إِذا أوجعته بِهِ. وتداعك الخصومُ، إِذا اشتدّت الْخُصُومَة بَينهم. وَرجل مِدْعَك: شَدِيد الْخُصُومَة. والدُّعَك: الضَّعِيف. قَالَ عبد الرَّحْمَن بن حسّان:
(هَل أنتَ إلاّ فتاةُ الحيّ إِن أمِنوا ... يَوْمًا وأنتَ إِذا مَا حَاربُوا دُعَكُ)

(2/662)


والدَّكْع: أصل بِنَاء الدُّكاع، وَهُوَ دَاء يُصِيب الْخَيل. قَالَ الْقطَامِي: كأنّ بهَا نُحازاً أَو دُكاعا ودُكِعَ الْفرس فَهُوَ مدكوع، وَكَذَلِكَ الْبَعِير، إِذا أَصَابَهُ الدُّكاع. والعَدْك: لُغَة يَمَانِية، زَعَمُوا، وَهُوَ ضرب الصُّوف بالمِطْرَقَة عدَكَ يعدِك عَدْكاً. والمِعْدَكَة: المِطْرَقَة. وعَكَدة اللِّسَان: أَصله، وَكَذَلِكَ عَكَدة الذَّنَب، مثل عُكْوَته سَوَاء، عَرَبِيّ فصيح. واستعكد الضَّبُّ، إِذا سمن وَقَالُوا: استعكد الضّبُّ، إِذا لَاذَ بِالشَّجَرَةِ فِرَارًا من الرَّمْي. قَالَ أَبُو بكر: لَاذَ وألاذ لُغَتَانِ فصيحتان، وَأنْشد:
(لَدُنْ غُدْوَةً حَتَّى ألاذَ بخُفِّها ... بقيّةُ منقوصٍ من الظلّ صائفُ)
وَرُبمَا قيل: استعكد الصبيُّ أَيْضا، إِذا غلُظَ وسَمِنَ. والكَدْع: الدَّفْع الشَّديد كَدَعَه يكدَعه كَدْعاً.
وَقد سمّت الْعَرَب كِداعاً.)
(دعل)
دَلَعَ الرجلُ وغيرُه لسانَه يدلَعه دَلْعاً، إِذا أخرجه من كَرْب أَو عَطش. والدُّلاّع: ضرب من مَحار الْبَحْر. قَالَ الشَّاعِر:
(كَأَن حوافرَ النَّحّام لمّا ... تَرَوَّح صُحبتي أُصُلاً مَحارُ)
قَالَ أَبُو بكر: النَّحّام فرس سُلَيْك بن السُّلَكَة كَانَ مَاتَ فرسُه النّحّام فشَصا بقوائمه، أَي رَفعهَا، فشبّه بواطنَ حَوَافِرِهِ بالمَحار لمّا ارْتَفَعت، والمَحار: الصَّدَف، والأُصُل: جمع الْأَصِيل، والأصيل: العَشيّ. وَيُقَال: طَرِيق دَليع، أَي وَاسع. والعَدل من قَوْلهم: لَا يقبل الله مِنْهُ صَرْفاً وَلَا عَدْلاً، فالعَدْل: الْفَرِيضَة، والصَّرْف: النّافلة وَقَالَ قوم: العَدْل: الْوَزْن، والصَّرْف: الكَيْل، وَلَيْسَ بِشَيْء. والعَدْل: ضدّ الجَوْر. وعَدَلْتُ الشَّيْء بالشَّيْء عَدْلاً، إِذا جعلته بوزنه. وعَدَلْتُ عَن الشَّيْء، إِذا مِلْتَ عَنهُ. ورجلٌ عَدْلٌ ورجالٌ عُدولٌ، وَرُبمَا قَالُوا: رجلٌ عَدْلٌ ورجالٌ عَدْلٌ وامرأةٌ عدْلٌ ونساءٌ عَدْلٌ، الذّكر وَالْأُنْثَى وَالْوَاحد والإثنان والجميع فِيهِ سَوَاء. وشاهدٌ عَدْلٌ وشهود عدُول. وعَديل الشَّيْء: نَظِيره. والعادل: المُقْسِط. والعادل: المائل. وَالله تبَارك وَتَعَالَى العَدْل. والعِدْل: العِكْم إِذا عُدل بِمثلِهِ. والمَعْدَلَة: السّيرة الْحَسَنَة. وَالْعَدَالَة: مصدر رجل حسن الْعَدَالَة. وعَدْل: اسْم رجل، وَله حَدِيث. وَقَوْلهمْ: فلَان على يدِ عَدْلٍ، قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: عَدْلٌ هَذَا رجل من النَّمِر بن عُثْمَان كَانَ على شُرَط تُبَّع فَكَانَ تُبَّع إِذا أَرَادَ قتل رجل سلّمه إِلَيْهِ فَقيل: على يدِ عَدْلٍ. والعَلْد: فعل مُمات علِدَ الشيءُ يَعْلَد عَلَداً وعَلْداً، إِذا اشتدّ وصَلُبَ وَمِنْه رجل عِلَّوْد وبعيد عِلَّوْد. والعَلَنْداة: النَّاقة الصلبة. والعَلَنْدَى: شجر من العِضاه لَهُ شوك.
(دعم)
دَعَمْتُه أدعَمه دَعْماً، إِذا أسندته. وكل شَيْء عَمَدْتَ بِهِ شَيْئا فَهُوَ دِعامة لَهُ ودِعام لَهُ. قَالَ الشَّاعِر:
(وبفاحمٍ رَجْلٍ أثيثٍ نَبْتُه ... كالكَرْم مالَ على الدِّعام المُسْنَدِ)
وَقد سمّت الْعَرَب دِعامة ودِعاماً ودُعاماً.

(2/663)


ودُعْميّ: اسْم. وَبَنُو دُعام: بطن من هَمْدان مِنْهُم.
والدَّعْم: المَال والقوّة يُقَال: فلَان ذُو دَعْمٍ، أَي ذُو قوّة ومَقْدُرَة. قَالَ الراجز: لَا دَعْمَ لي لَكِن لسلمى دَعْمُ جاريةٌ فِي وَرِكَيْها شَحْمُ)
والدّمْع: دمْع الْعين، وَالْجمع دُموع. ودَمَعَت العينُ تدمَع دَمَعاً، بِفَتْح الْمِيم. قَالَ الراجز: فَبَاتَ يَأذَى من رَذاذٍ دَمَعا من واكفِ العِيدانِ حَتَّى أقْلَعا يُقَال: أذِيتُ بالشَّيْء آذَى، وأَذِيَ فلانٌ بالشَّيْء يأْذى بِهِ. وَقَالَ قوم: دَمِعَت عينُه. ومَجاري الدّمع: المَدامع. والدِّماع: مِيسَم فِي مجْرى الدمع. وَيَوْم دَمّاع: ذُو رَذاذ. ثرى دَمّاع: يرشح بالنّدى. والدَّمّاع: نبت، لَا أحُقُّه. والعَدَم والعُدْم: الْفقر أعْدَمَ الرجلُ يُعْدِم إعداماً فَهُوَ مُعْدِم وعديم أَيْضا وَهُوَ أحد مَا جَاءَ على فعيل من أفْعَلَ. وعدِمَ يعدَم عدَماً وعُدْماً، ثمَّ كثر ذَلِك فِي كَلَامهم حَتَّى صَار كلُّ مَا أعْوَزَك فقد أُعْدِمْتَه. قَالَ الشَّاعِر:
(وَلَقَد أغدو وَمَا يفعْدِمُني ... صاحبٌ غيرُ طويلِ المحتَبلْ)
يَعْنِي فرسا قصير الأرساغ، وَهُوَ مَوضِع الحِبالة. وَأخْبر ابنُ الْكَلْبِيّ أَنه وُجد حجر بحضرموت مزبور فِيهِ: عَدْمٌ عَدِمَه أهلُه وعَدْم: وادٍ بِالْيمن، وَقَالَ أَيْضا: وعَدْم: وادٍ بحضرموت كَانُوا يزرعون عَلَيْهِ فغاض مَاؤُهُ قبل الْإِسْلَام، فَهُوَ كَذَلِك الى الْيَوْم. وَأَرْض عدْماء: بَيْضَاء. وشَاة عَدْماء: بَيْضَاء الرَّأْس وسائرُها أيّ لون كَانَ. والعَمْد: ضدّ الخَطأ. وعَمَدْتُ لِلْأَمْرِ، إِذا قصدته أعمِده عَمْداً. وعَمَدْتُ الشيءَ أعمِده عَمْداً، إِذا أسندته، وَالشَّيْء الَّذِي يُسند إِلَيْهِ عِماد. والعَمود: عَمود الخِباد، وَالْجمع عُمُد وعُمُد الخِباء: أسقابه، الْوَاحِد سَقْب. ويُجمع عَمود عُمُداً وعَمَداً.
وعَمود الصُّبْح: ابْتِدَاء ضوئه. وَرجل عَميد: سيّد يُعتمد عَلَيْهِ هَذَا عَميد بني فلَان وعِمادهم، أَي سيّدهم. وَرجل عَميد: قد عَمَدَه الحزنُ، أَي لَهَدَ فؤادَه. وَيُقَال: قد عَمِدَ الثرى يعمَد عَمَداً، إِذا كَانَ كثيرا فَإِذا قبضت مِنْهُ على شَيْء تعقّد وَاجْتمعَ من نُدُوَّته. قَالَ الرَّاعِي:
(حَتَّى غَدَتْ فِي بَيَاض الصُّبْح طيّبةً ... ريحَ المباءة تخدي والثَّرى عَمِدُ)
وعَمِدَ سَنامُ الْبَعِير يعمَد عَمَداً، إِذا عضّ الحِمْلُ غاربَه وسنامه حَتَّى يتوخّض لَحْمه، أَي يتكسّر ويتفسّخ، فَإِذا قاح الْموضع فَهِيَ العَمَدَة وَالْبَعِير عَمِد. قَالَ لبيد:
(فَبَاتَ السيلُ يركب جانبيه ... من البَقّار كالعَمِدِ الثَّفالِ)
وَفُلَان عُمْدَة بني فلَان وعِمْدَتهم، أَي الَّذِي يعتمدون عَلَيْهِ فِي أُمُورهم. وَرجل عُمُدّان وعُمُدّاني، إِذا كَانَ طَويلا. وعَمود الرّكيّ: القائمتان اللَّتَان تكون عَلَيْهِمَا المَحالة. قَالَ الراجز: لَا دَلْوَ إلاّ مثلُ دَلْوِ أُهْبانْ)

(2/664)


لَهَا عِناجان وسِتُّ آذانْ إِذا استقلّت رَجَفَ العَمودانْ والمَعْد من قَوْلهم: ثَعْدٌ مَعْدٌ، إتباع لَا يُفرد، وَهُوَ البقل الرَّخْص. والمَعْد من قَوْلهم: مَعَدْتُ الرمحَ أمعَده مَعْداً، إِذا انتزعته من مركزه. والمَعْد أَيْضا: الغِلَظ، وَمِنْه اشتقاق المَعِدَة.
والمَعَدّان: اللحمتان فِي مَرْجِع الْكَتف من الْفرس يَقع عَلَيْهِمَا السَّرج من عَن يَمِين وشمال، وَبِه سُمِّي الرجل مَعَدّاً. والمَعَدّان من جنب الْفرس: مَوضِع عَقِبَي الْفَارِس هَكَذَا قَالَ الْأَصْمَعِي.
وَأنْشد:
(رَأَتْ رَجُلاً قد لوّحته مَرازئٌ ... فطافت برَيّان المَعَدَّيْن ذِي شَحْمِ)
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: المَعَدّان هما مَوضِع السَّرج من جَنْبَي الْفرس. قَالَ الشَّاعِر:
(فإمَّا زَالَ سَرْجٌ عَن مَعَدٍّ ... فأجْدِرْ بالحوادث أَن تَكُونَا)
وَيُقَال: تَمَعْدَدَ الغلامُ، إِذا صلب واشتدّ. قَالَ الراجز: ربَّيتُه حَتَّى إِذا تَمَعْدَدا وآضَ نَهْداً كالحِصان أجردا كَانَ جزائي بالعصا أَن أُجْلَدا وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: اخشوشِنوا وَتَمَعْدَدُوا. والمثل السائر: تسمعُ بالمُعَيْديّ لَا أَن ترَاهُ، كَأَنَّهُ نسبه الى مَعَدّ ثمَّ صغّره، وَكَانَ اسْمه شِقّ بن ضَمْرَة، فسمّاه النُّعْمَان ضَمْرَة بن ضَمْرَة وَكَأن الأَصْل فِيهِ مُعَيِّديّ فاستثقلوا ذَلِك فخفّفوا. ومَعْدي كَرِب: اسْم.
ومَعْدان: اسْم.
(دعن)
الدّعْن: لُغَة رَدِيئَة، وَهُوَ سَعَف يُضَمّ بعضُه الى بعض ويُرمل بالشّريط ويُبسط عَلَيْهِ التَّمْر.
والدّنَع: الذلّ، لَهُ موضعان يُقَال: دَنِعَ الرجلُ يدنَع دَنَعاً، إِذا ذلّ. قَالَ الْحَارِث بن حِلِّزَة:
(فَلهُ هُنَالك لَا عَلَيْهِ إِذا ... دَنَعَتْ أنوفُ الْقَوْم للتَّعْسِ)
وَيُقَال: فلَان من دَنَع بني فلَان، إِذا كَانَ من رُذالهم مَأْخُوذ من دَنَعِ البعيرِ، وَهُوَ مَا يطرحه الجازر مِنْهُ. وعَدَنَ الرجلُ بِالْمَكَانِ يعدِن ويعدُن عَدْناً وعُدوناً فَهُوَ عادن، إِذا أَقَامَ بِهِ، وَمِنْه اشتقاق المَعْدِن. وعَدَن أبْيَنَ نُسب الى أبْيَنَ، وَهُوَ رجل من حِمير، لِأَنَّهُ عَدَنَ بهَا أَي أَقَامَ بهَا.)
وجنة عَدْنٍ، أَي دَار مُقام، وَالله أَعْلَام. والعَنَد: ميلك عَن الشَّيْء: عَنَدَ يعنِد ويعنُد عَنَداً وعنوداً.
وَطَرِيق عاند، أَي مائل. وعِنْدَ: كلمة يُتكلّم بهَا، توجب المِلْكَ أَو الظّرْف تَقول: عِنْد فلَان مالٌ، ولي عِنْد فلَان مالٌ. وعِرْقٌ عاندٌ، إِذا كَانَ لَا يرقأ من الدّم. وناقة عَنود، وَالْجمع عُنُد وعُنَّد، إِذا تنكّبتِ الطريقَ من قوّتها ونشاطها. قَالَ الراجز:

(2/665)


إِذا رَكبْتُ فاجعلوني وَسَطا إِنِّي كَبِير لَا أُطيق العُنّدا فَجمع بَين الطَّاء وَالدَّال فِي القافية. وعاند الرجلُ الرجلَ معاندةً وعِناداً، إِذا خَالفه. وعاند الرجلُ الرجلَ، إِذا عَارضه فِي سير أَو طَرِيق. وَمن أمثالهم: كل شَيْء يحبّ وَلَدَه، حَتَّى الحُبَارى وَتَطير عَنَدَه، أَي تعارضه. وَرجل عَنيد، إِذا خَالف الْحق، ففصلوا بَين العَنيد والعَنود.
(دعو)
الدَّعْو: مصدر دَعَا يَدْعُو دَعْواً ودُعاءً. والدِّعوة فِي النّسَب بِالْكَسْرِ لَا غير. والدَّعوة الى الطَّعَام بِالْفَتْح، وَهِي المَدْعاة أَيْضا. واستجاب الله دعاءه ودَعوته. والدَّوْع: مصدر دَاع يدوع دَوْعاً، إِذا استنّ عادياً أَو سابحاً. والدُّوع: ضرب من الْحيتَان لُغَة يَمَانِية، وأحسب من هَذَا اشتقاق الدَّوْع. والعَدْوُ: مصدر عدا يعدو عَدْواً وعُدُوّاً. وَعدا عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ يعدو عَدْواً. وأعْدَى فرسَه يُعديه إعداء، إِذا استحضره. قَالَ الْجَعْدِي:
(حَتَّى لحقناهمُ تُعْدي فوارسُنا ... كَأَنَّهَا رَعْنُ قُفٍّ يرفع الآلا)
وَيُقَال للْفرس الشَّديد العَدْو وَالْحمار: إِنَّه لعَدَوان. وَيُقَال: أعْدَى فلَانا على ظلمي مالٌ وقومٌ، أَي أَعَانَهُ. وَيُقَال: الزمْ أعداءَ الْوَادي، يُرِيد نواحيه. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(تَسْتَنُّ أعداءَ قُرْيانٍ تَسَنَّمَها ... غُرُّ الغَمام ومرتجّاتُها السّودُ)
وَعدا عَلَيْهِ، من العُدوان، يعدو عَدْواً وعُدُوّاً وعُدواناً، إِذا جَار. وَقد قُرئ: فيسبّوا الله عَدْواً بِغَيْر عِلم، وعُدُوّاً، أَي تعدّياً، وَالله أعلم. وَيُقَال: عَداه ذَلِك الْأَمر عَن الشَّيْء يعدوه، إِذا صرفه عَنهُ وَمَا عدا ذَاك بني فلَان، أَي مَا جاوزهم. قَالَ بِشر بن أبي خازم:
(فأصبحتَ كالشَّقراء لم يَعْدُ شَرُّها ... سَنابِكَ رِجْلَيْهَا وعِرْضُكَ أوفرُ)
وَيُقَال: نمتُ على مَكَان مُتَعادٍ، إِذا كَانَ متفاوتاً وَلم يكن مستوياً. وَجئْت على مركبٍ عُدَواءَ، إِذا)
لم يكن على طمأنينة وسهولة. وَيُقَال: عادى بَين عَشرة من الصَّيْد، إِذا والى بَينهم. قَالَ الشَّاعِر:
(فعادَيتُ مِنْهُ بَين ثَوْر ونعجةٍ ... وَكَانَ عِداءُ الثور مني على بالِ)
وَيُقَال: تعادى القومُ إليّ بنصرهم، أَي توالوا. وعَدْوان: اسْم أبي قَبيلَة من الْعَرَب، وَهُوَ لقب، واسْمه عَمْرو هَكَذَا يَقُول ابْن الْكَلْبِيّ، وستراه فِي كتاب الأنباز إِن شَاءَ الله. والعَوْد: مصدر عَاد يعود عَوْداً، أَي رَجَعَ، وَمِنْه قَوْلهم: رَجَعَ فلانٌ عَوْدَه على بَدْئه. وعُدْتُ المريضَ أعوده عَوْداً وعيادةً، وَهَذِه الْيَاء مَقْلُوبَة عَن الْوَاو. وفعلتُ ذَلِك عَوْداً على بَدْء. والعُود من عيدَان الشّجر، وَالْجمع أَعْوَاد وعيدان. والعُود الَّذِي يُتبخّر بِهِ مَأْخُوذ من عيدَان الشّجر.

(2/666)


والعُود الَّذِي يُضرب بِهِ، وَهُوَ المِزْهَر: مَعْرُوف. والعَوْد من الْإِبِل: المُسِنّ، وَالْجمع العِوَدَة. قَالَ الراجز: أصبرُ من عَوْدٍ بجنبيه جُلَبْ قد أثّر البِطانُ فِيهِ والحَقَبْ وعوّد البعيرُ تعويداً، إِذا صَار عَوْداً. وَمن أمثالهم: زوج من عُود خيرٌ من قُعود والمثل لابنَة ذِي الإصبع العَدواني، وَقَالَ قوم: لابنَة الحُمارس التغلبي، وَلها حَدِيث. وَالْبَعِير عَوْد والناقة عَوْدَة، وَلَا يكادون يستعملون ذَلِك فِي الْإِنَاث. وَذُو الأعواد: رجل من الْعَرَب كَانَ قد أسنّ، وَهُوَ الَّذِي قُرعت لَهُ الْعَصَا، وَكَانَت الْعَرَب تتحاكم إِلَيْهِ، وَكَانَ يُحمل فِي مِحَفّة فسُمّي ذَا الأعواد بذلك وَصَارَ مثلا. وَهُوَ الَّذِي عَنى الأسودُ بن يعفر بقوله:
(وَلَقَد علمتُ سوى الَّذِي نبّأتِني ... أنّ السبيلَ سبيلُ ذِي الأعوادِ)
ويُروى: خلافَ مَا أنبأتِني فَأهل الْيمن يَقُولُونَ إِن ذَا الأعواد عَمْرو بن حُمَمَة، وَقيس تَقول: هُوَ عَامر بن الظَّرِب، وَتَمِيم وَرَبِيعَة تَقول: هُوَ ربيعَة بن مُخاشن، وَهُوَ الَّذِي قُرعت لَهُ الْعَصَا لينتبه بَعْدَمَا خَرِفَ لِأَنَّهُ كَانَ يحكم بَينهم. وإياه عَنى الْقَائِل بقوله:
(وزعمتمُ أنْ لَا حُلومَ لنا ... إنّ الْعَصَا قُرعت لذِي الحِلْمِ)
وَقَالَ الآخر:
(لذِي الحِلْمِ قبلَ اليومِ مَا تُقْرَع الْعَصَا ... وَمَا عُلِّمَ الإنسانُ إلاّ ليَعْلَما)
والوَدْع: صَدَف من صَدَف الْبَحْر، الْوَاحِدَة وَدْعة، وربّما حُرِّك فَقيل: وَدَعَة. قَالَ الشَّاعِر:
(السِّنُّ من جَلْفَزيزٍ عَوْزَمٍ خَلَقٍ ... والحِلْمُ حِلْمُ صبيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَهْ)
)
وَقَالَ الآخر:
(وَلَا أُلقي لذِي الوَدَعاتِ سوْطي ... لأخدعَه وغِرَّتَه أريدُ)
وطائر أوْدَعُ، إِذا كَانَ تَحت حَنَكه بَيَاض. وَالْعرب تَقول دَعْه عَنْك، وَلَا يَقُولُونَ وَدَعْتُه وَلَا وَذَرْتُه، وَيَقُولُونَ تركته، وَزَعَمُوا أَنه قُرئ: مَا وَدَعَكَ ربُّك وَمَا قَلَى. وَرجل وادع: سهل الْجَانِب. وودّعت الرجلَ توديعاً، وَهُوَ التَّسْلِيم عَلَيْهِ عِنْد فِرَاقه. وأودعتُه شَيْئا أودِعه إيداعاً، فَأَنت مُودِع وَالشَّيْء بِعَيْنِه مُودَع ويسمّى الشَّيْء المودَع: الْوَدِيعَة. وتوادع القومُ، إِذا تكافّوا عَن الْحَرْب موادعةً ووِداعاً، بِكَسْر الْوَاو. والوَداع بِفَتْح الْوَاو، من التوديع. وَقد سمّت الْعَرَب وادِعاً ومودوعاً ووَدّاعاً ووَدْعان ووَديعة. ووادِعة: بطن من هَمدَان. والمِيدعة، وَالْجمع مَوادِع: ثوب تودِع الْمَرْأَة بِهِ ثِيَابهَا وتلبسه فِي الْبَيْت.

(2/667)


والوَعْد: مَعْرُوف وعدتُ الرجلَ أعِده وَعْداً حسنا من مَال وَغَيره. وَفُلَان وَفيّ الوَعْد والموعود. وَأَرْض واعِدة، كَأَنَّهَا تَعِدُ بالنبات، وَكَذَلِكَ سَحَاب وَاعد كَأَنَّهُ يَعِدُ بالغيث، وَفرس وَاعد كَأَنَّهُ يَعِدُ جَرْياً بعد جري، وَيَوْم وَاعد كَأَنَّهُ يَعِدُ بحرٍّ أَو قُرّ. وأوْعَدْتُ الرجلَ بشَرٍّ أُوعده إيعاداً فَأَنا مُوعِد وَهُوَ مُوعَد، وَالِاسْم الْوَعيد، إِذا تهدّدته. قَالَ الشَّاعِر:
(وَإِنِّي وَإِن أوْعَدتُه أَو وَعَدْتُه ... لمُخْلِفُ إيعادي ومُنْجِزُ مَوْعِدي)

(دَعه)
الدَّعَة: أَن يودِّع الرجلُ نفسَه وَلَا يبتذلها. والعِدَة اسْم نَاقص، وَلَيْسَ هَذَا مَوضِع نفسيره.
والعَهْد: مَعْرُوف عَهِدْتُ أعهَد عَهْداً، وعاهدتُ الرجل معاهدةً، وَبَين فلَان وَفُلَان عهْدٌ، وَهُوَ من الْمُوَادَعَة تَعَاهَدُوا، إِذا تواعدوا. والعَهْدَة والعِهْدَة والعِهْد: مطر أول السّنة، وَالْجمع عِهاد وعُهود. قَالَ الشَّاعِر:
(أميرٌ عمّ بِالْمَعْرُوفِ حَتَّى ... كأنّ الأرضَ أسقاها عِهادا)
وَقَالَ الآخر:
(أصْلَتيٌّ تسمو العيونُ إِلَيْهِ ... مستنيرٌ كالبدر عَام العُهودِ)
والمُعاهِد: ذُو الذِّمّة. واجتماع الْهَاء وَالْعين فِي كلمة وَاحِدَة قَلِيل فِي كَلَام الْعَرَب، وَقد تقدّم الْإِخْبَار بِهَذَا فِي أول الْكتاب. وَبَنُو عُهادة: بُطين من الْعَرَب. والعُهْدَة: كتاب يُكتب بَين قوم بِعَهْد من بيع أَو حِلف. والمَعْهَد: الْموضع الَّذِي تعهّد فِيهِ القومُ، وَالْجمع مَعاهد. وتعهّدته)
الحُمّى. واستعهدتُ فلَانا، أَي أحسست بِهِ الْعَهْد. وَكتاب يُكتب بَين الْقَوْم يسمّى العَهْد. والعَهْد: الْمنزل، وَهُوَ المَعْهَد أَيْضا. قَالَ الراجز: هَل تعرف العهدَ القديمَ أرْسُمُهْ عفَتْ عوافيه وَطَالَ قِدَمُهْ وَتقول الْعَرَب فِي زجر الفِصال: هِدَعْ هِدَعْ. والعَيْدَه: الْبَعِير الصّعب. قَالَ الراجز: أَو خافَ صَقْعَ القارعاتِ الكُدَّهِ وخَبْطَ صِهْمِيمِ الْيَدَيْنِ عَيْدَهِ الْيَاء زَائِدَة. ودَهْدَعْ ودَهْداع: زجر للغنم.
(دعِي)
العَديّ: الْقَوْم يَعْدون فِي الْحَرْب على أَرجُلهم، وَإِنَّمَا يسْتَحق هَذَا الاسمَ الرجّالةُ دون الفرسان.
قَالَ الهُذلي:
(لما رأيتُ عدِيَّ القومَ يسلُبهم ... طَلْحُ الشّواجنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ)
يَعْنِي قوما منهزمين فالشجر يتَعَلَّق بثيابهم فَلَا يلتفتون إِلَيْهَا، والشّواجن: جمع شاجنة، وَهُوَ الْوَادي الَّذِي فِيهِ الشّجر الملتفّ المتّصل بعضُه بِبَعْض. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: فلَان فِي قوم عِدًى، أَي أَعدَاء

(2/668)


قَالَ: والعِدَى: الغرباء. وَيُقَال: أشمتَ الله عاديَه، أَي عدوَّه. وخاصمت بنتُ جَلْوَى امْرَأَة فَقَالَت لَهَا: أَلا تَقُولِينَ: أَقَامَ الله ناعيَك وأشمتَ الله ربُّ الْعَرْش عاديَك. وَقَوْلهمْ: عادَه عِيدٌ الأَصْل فِيهِ الْوَاو، والعِيد: كل يومِ مَجْمَعٍ، واشتقاقه من عَاد يعود كَأَنَّهُمْ عَادوا إِلَيْهِ، وَلِهَذَا مَوضِع ترَاهُ إِن شَاءَ الله. وَقَالَ آخَرُونَ: بل سُمّي عيداً لأَنهم قد اعتادوا. وَالْيَاء فِي الْعِيد أَصْلهَا وَاو، وَإِنَّمَا قُلبت يَاء لكسرة مَا قبلهَا. قَالَ العجّاج: يعْتَاد أرباضاً لَهَا آريُّ كَمَا يعود العيدَ نصرانيُّ يَعْنِي الثور الوحشي وَله مأوى يعودهُ. وَإِذا جمعُوا قَالُوا: أعياد، وَإِذا صغروا قَالُوا: عِيَيْد، تَرَكُوهُ على التَّغْيِير لِأَن كل مصغَّر مضموم الأول فَلَمَّا كَانَ الثَّانِي من هَذَا يَاء استثقلوا أَن يخرجُوا من ضمّ الى يَاء فكسروا فَقَالُوا: عِيَيْد وشِيَيْم وبِيَيْت. والعائدة: الْمَعْرُوف والصِّلة يُقَال: مَا لَك عائدةٌ علينا، وَأَنت كثير العوائد، وَلَا يزَال يعود علينا. وَهَذَا الْأَمر أعْوَدُ من)
غَيره، أَي أرْفق. وفحل مُعيد، إِذا كَانَ مُعْتَادا للضِّراب. والعِيديّة: نَجَائِب منسوبة الى العِيد، وَهِي قَبيلَة من مَهْرَة بن حَيْدان. والعَيْدانة: النَّخْلَة. وَبَنُو عَادِية: منسوبة الى عَاد. وعادِياء: أَبُو سموأل بن عادياء الْيَهُودِيّ.
3 - (بَاب الدَّال والغين)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(دغف)
الدّغْف: الْأَخْذ الْكثير دَغَفَ الشيءَ يدغَفه دَغْفاً. والغَدْف من قَوْلهم: أغدف قِناعَه، إِذا أسبله على وَجهه. وَفِي الحَدِيث: كالوَصَع حِين يُغْدَفُ عَلَيْهِ أَو بِهِ. قَالَ الشَّاعِر:
(إنْ تُغْدِفي دوني القِناعَ فإنني ... طَبٌّ بِأخذ الْفَارِس المستلئمِ)
وَمن هَذَا أصل بِنَاء الغُداف لسُبوغ ريشه. وأغدفَ الليلُ، إِذا غطّى كلَّ شَيْء بظلمته. وأغدفَ البحرُ، إِذا اعتكرت أمواجُه. والغادِف: الملاّح لُغَة يَمَانِية. والمِغْدَفَة والغادوف: المِجْداف بلغتهم. قَالَ أَبُو بكر: المِجذاف، بِالذَّالِ مُعْجمَة. وأنشدنا أَبُو حَاتِم قَالَ: أنشدنا الْأَصْمَعِي عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء:
(تكَاد إنْ حُرِّك مِجذافُها ... تَنْسَلُّ من مَثْناتِها باليدِ)
يُرِيد بالمِجذاف هَاهُنَا السّوط. والدّفْغ: حُطام الذُّرة ونُسافتها. قَالَ الراجز: دُونَكِ بَوْغاءَ رِياغِ الرّفْعِ فأصفِغيه فاكِ أيَّ صَفْغِ ذَلِك خيرٌ من حُطام الدّفْغِ وَأَن تَرَيْ كَفَّكِ ذاتَ نَفْغِ تَشْفينَها بالنّفْثِ أَو بالمَرْغِ البوغاء: التُّرَاب المدقَّق، وَهُوَ الرِّياغ بِعَيْنِه والرَّفْغ: ألأم مَوضِع فِي الْوَادي وشرُّه، بِالْفَتْح، أخبرنَا بذلك أَبُو حَاتِم عَن أبي زيد عَن الْعَرَب من أهل الْيمن وَقَوله: فأصفِغيه، أَي أقْمَحِيه، يُقَال: صَفَغَ الشيءَ وأصفغتُه أَنا إيّاه، إِذا قمِحه والنَّفْغ: الْآثَار الَّتِي تظهر فِي الكفّ من الْعَمَل.
وفَدَغْتُ الشيءَ أفدَغه فَدْغاً، إِذا شدختَه. وَفِي الحَدِيث عَن النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم: إِذا تَفْدَغَ قريشٌ رَأْسِي.)

(2/669)


(دغق)
الغَدَق: كَثْرَة المَاء والنّدى والنبت يُقَال: مَكَان غَدِقٌ ومُغْدِق: كثير المَاء. وَمَاء غَدِقٌ: كثير.
والغَدَق: السَّعة. وَفِي الحَدِيث: فِي الغَدَق والغَمَق، فالغَدَق: كَثْرَة المَاء، والغَمَق: اللَّثَق والنّدى.
(دغك)
أُهملت.
(دغل)
الدَّغَل: اشتباك النبت والتفافه، وأعْرَفُ ذَلِك فِي الحَمْض خاصّة، إِذا خالطه العرين والعرين: مَا اجْتمع من شجر وحَلْفاء، وَأهل الْيمن يسمّون الْأَرَاك الْمُجْتَمع عريناً. وَيُقَال: مَكَان دَغِلٌ ومُدْغِلٌ، وَمِنْه قيل: أدغلَ الرجلُ يُدغِل إدغالاً فَهُوَ مُدْغِل، إِذا فسد قلبه وخان. وجمعوا دَغَلاً أدغالاً ودِغالاً. وبطون الأودية تسمّى المَداغل إِذا كثر شجرُها. ولَدَغَته الحيّةُ لَدْغاً، وَالرجل لديغ وملدوغ. ولَدَغْتُ فلَانا بِكَلِمَة، إِذا نَزَعته بهَا، وَرجل مِلْدَغ، إِذا كَانَ يفعل ذَلِك بِالنَّاسِ.
واللُّغْد: أصل بِنَاء اللُّغدود، وَالْجمع لَغاديد، وَهُوَ اللَّحْم الَّذِي يكتنف اللهَوات فِي بَاطِن الْحلق وَجمع لُغدود لَغاديد، وَجمع لُغْد ألغاد، واللَّغْد واللُّغدود وَاحِد. وَجَاء فلَان متلغِّداً، إِذا جَاءَ متغضِّباً.
(دغم)
الدُّغْمَة: لون، من قَوْلهم: فرس أدْغَمُ، وَهُوَ الدَّيْزَج بِالْفَارِسِيَّةِ الَّذِي لونُ وَجهه يُخَالف لونَ سَائِر جسده، وَلَا يكون إِلَّا سواداً. وَمثل من أمثالهم: الذِّئْب أدْغَمُ، وَتَفْسِير ذَلِك أَن الذئاب دُغْمٌ، فالذئب إِن ولَغَ أَو لم يَلِغْ فالدُّغمة لَازِمَة لَهُ، فَرُبمَا قيل: قد وَلَغَ وَهُوَ جَائِع، يُضرب هَذَا الْمثل للرجل يُظنّ بِهِ الْخَيْر وَلَيْسَ هُنَاكَ ويُغبط بِمَا لم يَنَلْ. وَقد سمّت الْعَرَب دُغْمان ودُغَيْماً. وَيُقَال: أَدغمتُ اللّجام فِي فِي الْفرس، إِذا أدخلته فِيهِ، وَمِنْه إدغام الْحُرُوف بعضِها فِي بعض. والدَّمْغ: مصدر دَمَغْتُه أدمَغه دَمْغاً، إِذا ضربت دماغَه. ودمغته الشمسُ، إِذا آلمت دماغه. وَرجل دميغ ومدموغ، إِذا ضُرب على دماغه. ودميغ الشّيطان: نَبَزُ رجل من الْعَرَب. وأمّ الدِّماغ: الْجلْدَة الرقيقة الَّتِي تشْتَمل على الدّماغ. والغَمْد: غَمْدُ السّيف غَمَدْتُ السيفَ وأغمدتُه، لُغَتَانِ فصيحتان، وَالسيف مُغْمَد ومغمود. والغِمْد: جَفن السَّيْف. وبَرْك الغِماد: مَوضِع، وَقيل: الغُماد)
أَيْضا. وَتقول: تغمَّد الله فلَانا برحمته، كَأَنَّهُ ستره بهَا مَأْخُوذ من الغِمد. وغُمْدان: حصن بِالْيمن. وَبَنُو غامد: قَبيلَة من الْعَرَب، وَاخْتلفُوا فِي اشتقاقه فَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: سمّي غامداً لِأَنَّهُ تغمّد أمرا كَانَ بَينه وَبَين عشيرته، فسمّاه ملك من مُلُوك حمير غامداً، وَأنْشد ابنُ الكلبيّ بَيْتا لغامد هَذَا:
(تغمَّدتُ أمرا كَانَ بَين عشيرتي ... فأسمانيَ القَيْلُ الحَضوريُّ غامدا)
قَوْله الحَضوري: مَنْسُوب الى حَضور، وَهُوَ بطن من حِمْيَر أَو مَوضِع، مِنْهُم شُعيب بن ذِي مِهْدَم النَّبِي الَّذِي قَتله قومه، وَلَيْسَ بشُعيب صَاحب مِدْيَن، فسلّط الله عَلَيْهِم بُخْتَ نَصَّر فحصدهم، فَهُوَ الَّذِي يَقُول الله عزّ وجلّ فِيهِ: فلمّا أحسّوا بأسَنا إِذا هم مِنْهَا يركضون الْآيَات.
وَذكر ابْن الْكَلْبِيّ أَنه كَانَ فِي زمن يوسفَ عَلَيْهِ السَّلَام. وَفِي الحَدِيث: كُفِّن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم فِي ثَوْبَيْنِ حَضوريّين،

(2/670)


وَقَالُوا: سَحوليّين، وَكِلَاهُمَا مَوضِع بِالْيمن مَعْرُوف.
قَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ الْأَصْمَعِي: لَيْسَ اشتقاق غامد من هَذَا، إِنَّمَا هُوَ من قَوْلهم: غَمِدَتِ البئرُ، إِذا كثر مَاؤُهَا. وغَمِدَت ليلتُنا، إِذا أظلمت. وَأنْشد: وليلةِ غامدةٍ غُمودا ظلماءَ تُغشي النّجمَ والفُرقودا يُرِيد الفَرْقَد. والمَغْد: النَّتْف مَغَدْتُ الشَّعَرَ أمغَده مَغْداً، إِذا نتفته، ويُفتح أَيْضا فَيُقَال: المَغَد، وَهُوَ أَعلَى. قَالَ الشَّاعِر:
(يباري قُرْحَةً مثلَ ال ... وتيرة لم تكن مَغْدا)
وَقَالَ قوم: المَغْد: الباذِنْجان فَارسي معرَّب فِي بعض اللُّغَات.
(دغن)
الدَّنِغ: رجل دَنِغٌ من قوم دَنَغَة، وهم سَفِلَة النَّاس ورُذالهم وَيُقَال: دَنِع، بِالْعينِ، وَهُوَ الْوَجْه.
والنَّدْغ: مصدر ندَغته بِكَلِمَة أندَغه ندغاً، إِذا سبعته بهَا. قَالَ الراجز: مَالَتْ لأقوال الغَويِّ المِنْدَغِ فَهِيَ تُري الأعلاقَ ذاتَ النُّغْنُغِ والنِّدْغ: الصَّعْتَر البريّ هَكَذَا قَالَ أَبُو زيد. وَقَالَ غَيره: هُوَ النَّدْغ، بِفَتْح النُّون. وَأخْبرنَا أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: كتب هِشَام بن عبد الْملك الى عَامله بِالطَّائِف: ابْعَثْ إِلَيّ من عسَل)
النِّدْغ والسِّحاء أخضرَ فِي السِّقاء أبيضَ فِي الْإِنَاء السِّحاء، مَمْدُود: ضرب من الشّجر تَأْكُل مِنْهُ النَّحْل. والغَدْن: أصل بِنَاء التغدّن، وَهُوَ التمايل والتعطّف. واغدودن النبتُ، إِذا تمايل، وَمِنْه اشتقاق اسْم غُدانة. وَبَنُو غُدْن: بطن من الْعَرَب، وَكَذَلِكَ بَنو غُدانة أَيْضا. وأحسب أَن الغُدُنَّة لحْمَة غَلِيظَة فِي اللَّهازم أَو قريب مِنْهَا. والقضيب الَّذِي تعلَّق عَلَيْهِ الثِّيَاب فِي الْبيُوت يسمّيه أهل الْيمن: الغِدان.
(دغو)
الغَدْو: مصدر غَدا يَغْدُو غَدْواً وغُدُوّاً. وَيُقَال: أَلْقَاهُ غَدْواً، فِي معنى غَد. قَالَ الراجز: لَا تَقْلُواها وادْلُواها دَلْوا إنّ مَعَ الْيَوْم أَخَاهُ غَدْوا والوَغْد: الضَّعِيف من الرِّجَال، وَالْجمع أوغاد وَقَالُوا: وَغُدَ الرجلُ وَغادةً قَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قَالَ أَبُو خَيْرَة أفّار بن لَقيط: كنت وَغْداً يَوْم الكُلاب، أَي ضَعِيفا. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قلت لأم الْهَيْثَم: مَا الوغد فَقَالَت: الضَّعِيف، قلت: أوَيقال للْعَبد وَغْد قَالَت: وَمن أوغدُ مِنْهُ
(دغه)
دُغَة: اسْم امْرَأَة من الْعَرَب قد وَلَدَت فيهم، وَهِي الَّتِي يُقَال فِيهَا: أحمَقُ من دُغَةَ، وَلها حَدِيث.
(دغي)
الغَيَد مصدر قَوْلهم: جَارِيَة غَيْداء بيِّنة الغَيَد، وَهُوَ لِين المفاصل مَعَ الأعطاف فِي نعْمَة، وَأكْثر مَا يُستعمل ذَلِك فِي العُنُق، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى قَالُوا: نبت أغْيَدٌ، إِذا تعطّف من نعْمَته، وظبي أغْيَدُ، وَالْجمع غِيد. وللدال والغين وَالْيَاء مَوَاضِع فِي الاعتلال ترَاهَا إِن شَاءَ الله.

(2/671)


3 - (بَاب الدَّال وَالْفَاء)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(دفق)
دَفَقْتُ الماءَ أدفِقه دَفْقاً، إِذا أرقتَه. وكل مُراقٍ مدفوقٌ. وَيُقَال: دفق الله روحَه، إِذا دَعَا عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ. وحدّثنا أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي وَعبد الرَّحْمَن عَن عمّه الْأَصْمَعِي قَالَ: نزلتُ بأعرابية فَقَالَت لابنَة لَهَا: قرِّبي إِلَيْهِ العُسَّ، فجاءتني بعُسٍّ فِيهِ لبن فأراقته فَقَالَت لَهَا: دُفِقَتْ مُهْجَتُك.
وناقة دَفوق ودِفاق، إِذا كَانَت تتدفّق فِي سَيرهَا. والدِّفَقَّى: ضرب من السّير وَاسع الخَطْو.
وَسَار القومُ سيراً أدفقَ، أَي سَرِيعا وَيُقَال: دَفْقاً أَيْضا. وتدفّق النهرُ بِالْمَاءِ، إِذا امْتَلَأَ حَتَّى يفِيض الماءُ من جوانبه. وسارت الإبلُ التدفُّقَ، إِذا كَانَت تندفق فِي سَيرهَا مَعَ سرعَة مشي.
والفَقْد من قَوْلهم: فقدتُ الشيءَ أفقِده فَقْداً وفِقداناً وفُقوداً، وَالشَّيْء فقيد ومفقود. وكل أُنْثَى تَثْكَل ولدَها فَهِيَ فَاقِد. والقَدْف: الكَرَب إِذا قُطع الجريد عَنهُ فَبَقيت لَهُ أَطْرَاف طوال لُغَة أزدية.
والقُدَاف: جَرّة من فَخّار. وَكَانَت جاريةٌ من الْعَرَب بنتُ بعض مُلُوكهمْ تحمَّق فَأخذت غَيْلَمَة، وَهِي السُّلَحْفاة، فألبستها حُلِيَّها فانسابت السُّلَحْفاة فِي الْبَحْر فدعَتْ جواريَها وَقَالَت: انْزِفْنَ، وَجعلت تَقول: نَزافِ نَزافِ لم يبْق فِي الْبَحْر غيرُ قُدافٍ. والقَفْد، لُغَة أزديّة: الكَرَب الَّذِي يسمّى الدَّفُّوج والجريد. والقَفَد: التواء الرُّسغ رُسغ الْيَد من الْفرس وَالْإِنْسَان الى الوحشيّ، والالتواءُ الى الْإِنْسِي حَنَفٌ رجل أقْفَدُ وَامْرَأَة قَفْداءُ، وَكَذَلِكَ الْفرس. والقَفْداء: العِمَّة يُقَال: اعتَمَّ القَفْداءَ، إِذا لَفَّ عِمامته على رَأسه وَلم يُسْدِلْها على ظَهره. والقَفَدان: خريطة من أدَم يتّخذها العطّارون وَغَيرهم يحملون فِيهَا آلتهم. قَالَ الراجز يصف شِقْشِقَةً: فِي جَونةٍ كقَفَدانِ العَطّارْ
(دفك)
فَدَك: مَوضِع. وَيُقَال: فَدّكْتُ القطنَ تفديكاً، إِذا نفَشته لُغَة أزدية. وَقد سمّت الْعَرَب فُدَيْكاً وفَدَكيّاً وفَدّاكاً.
(دفل)
الدِّفْلَى: شجر مَعْرُوف مُرّ يكون فِي الأودية. قَالَ الشَّاعِر: أمَرُّ من الدِّفْلَى وَأحلى من العَسَلْ)
ويسمّى الحَبْنَ لُغَة يَمَانِية. والدَّلَف والدَّليف والدَّلَفان: مصَادر دَلَفَ يدلِف، وَهِي مِشية فِيهَا سرعَة وتقارب خطوٍ كَمَا يمشي المقيَّد. قَالَ الشَّاعِر:
(فأقْبَلَ مَرّاً الى مِجْدَلٍ ... كمشي المقيَّد يمشي دَلِيفا)
وَبِه سُمّي الرجل دُلَف. وَشَيخ دالِف، إِذا مَشى كَذَلِك. قَالَ الشَّاعِر:
(كعهْدِكِ لَا عَهْدُ الشَّبَاب يُظِلُّني ... وَلَا هَرِمٌ مِمَّن توجّه دالفُ)

(دفم)
الفَدْم: العَيِيّ رجل فَدْم بيّن الفَدامة والفُدومة، وَلَيْسَ الفدامة مِمَّا تذْهب إِلَيْهِ العامّة، يسمّون الضّخم فَدْماً. وثوب مفدوم ومفدَّم، وَهِي حُمرة لَيست بمشبَعة.

(2/672)


والفِدام: خرقَة تُجعل على الكوب، وَأَصله من الْبَعِير إِذا جُعل على فِيهِ الفِدامة وَهِي الغِمامة.
(دفن)
الدِّفْن: الشَّيْء المدفون. والدَّفْن: مصدر دفنتُ الشَّيْء أدفِنه دَفْناً. وركايا دِفان، إِذا كُبست ثمَّ استُنبطت. وَالشَّيْء دَفِين ومدفون. والمَدافن: الْمَوَاضِع الَّتِي تُدفن فِيهَا الْكُنُوز وَغَيرهَا.
والدَّفائن: الْكُنُوز أَيْضا. ودَوْفَن: اسْم، الْوَاو فِيهِ زَائِدَة. وَرجل دَنَفٌ وَامْرَأَة دَنَفٌ، إِذا أَصَابَهَا ضنًى من مرض أَو حزن، وَقَالُوا: دَنِفٌ، بِكَسْر النُّون، ودَنِفان وأدناف وَرجل مُدْنَف ومُدْنِف كَذَلِك. والفَدَن: القَصْر، وَالْجمع أفدان. قَالَ الشَّاعِر: حَتَّى تناهت بهَا الأفدانُ والدّورُ والفَنَد من قَوْلهم: فَنِدَ يفنَد فَنَداً، إِذا ضعف رأيُه من سنّ أَو كبر. وأنفدتُه إفناداً، إِذا خطّأت رَأْيه وفنّدته تفنيداً، إِذا فعلت بِهِ ذَلِك. وَرجل مُفْنِد: مُسِنّ. وللتّفنيد موضعان يُقَال: أفندَ الرجلُ، إِذا كبر حَتَّى يتكلّم بِمَا لَا يُحتاج إِلَيْهِ، وفنَّدت الرجلَ تفنيداً، إِذا خطّأته ورددت عَلَيْهِ قَوْله. والفِنْد: الْقطعَة الْعَظِيمَة من الْجَبَل، وَالْجمع أفناد، وَبِه سُمّي الفِنْد الزِّمّاني، رجل من فرسَان الْعَرَب، لعِظَم شخصه. قَالَ الشَّاعِر: كَأَنَّهُ فِنْدٌ من الأفنادِ وَقَالَ الآخر:
(وعنترةُ الفَلْحاءُ جَاءَ مُلأّماً ... كَأَنَّهُ فِنْدٌ من عَمايةَ أسودُ)
والنَّدْف: نَدْف الْقطن بالمِطرقة، وَهِي المِنْدَفَة. قَالَ الأخطل:)
(فأرسلوهنّ يُذرين العَجاجَ كَمَا ... يَنْفِي سَبائخَ قطنٍ نَدْفُ أوتارِ)
ويُروى: كَمَا يُذري. والنَّدْف أَيْضا: تقَارب خطو الْفرس فِي خَبَبه مرّ الفرسُ يندِف نَدْفاً ونَدَفاناً، والقطن مندوف ونديف. قَالَ الراجز فِي المندوف: يَا ليتَ شِعري عنكمُ حَنِيفا وَقد جَدَعْنا منكمُ الأنوفا أتحملون بَعدنَا السّيوفا أم تغزِلون خُرْفُعاً مندوفا الخُرفُع: قطن البَرْديّ. والنَّدَفان: خَبَب الْفرس مرّ يندِف نَدْفاً ونَدَفاناً. والنّدّاف: الَّذِي يندِف الْقطن، لُغَة يَمَانِية عَرَبِيَّة صَحِيحَة. وحِرفة النّدّاف: النِّدافة. ونَفِدَ الشيءُ ينفَد نَفاداً، إِذا فُني، وأنفدته أَنا إنفاداً.
(دفو)
الدَّفْو: مصدر دَفَوْتُ الجريحَ أدفوه دَفْواً، إِذا أجهزتَ عَلَيْهِ ودفَّفتُ عَلَيْهِ تدفيفاً. وَفِي الحَدِيث أَن قوما من جُهينة جَاءُوا الى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم بأسير وَهُوَ يُرْعَد من الْبرد فَقَالَ: أدْفوه، وَهِي لغته، عَلَيْهِ وَآله السَّلَام، بِغَيْر همز، فَذَهَبُوا بِهِ فَقَتَلُوهُ، وَإِنَّمَا أَرَادَ عَلَيْهِ السَّلَام: أدفِئوه من الْبرد، وَلَيْسَ فِي لغته عَلَيْهِ السَّلَام الْهَمْز. والدَّوْف: مصدر دُفْتُ الدواءَ وَغَيره بِالْمَاءِ أدوفه دَوْفاً. والفَوْد: أحد شِقّي الرَّأْس، وَالْجمع أفواد، وهما فَوْدان.

(2/673)


فَأَما الْفُؤَاد فمهموز ترَاهُ فِي بَاب الْهَمْز إِن شَاءَ الله. والوَدْف: القَطْر وَدَفَ الماءُ يَدِفُ وَدْفاً، بِالدَّال صَحِيح وَزَعَمُوا بِالذَّالِ أَيْضا. والوَفْد: الْقَوْم الوافدون، وَالْجمع وُفود ووَفَدَ القومُ وأوفدتُهم أَنا إيفاداً. وأوفدَ الرجلُ على الشَّيْء، إِذا علا عَلَيْهِ، إيفاداً. وللفاء وَالدَّال وَالْوَاو مَوَاضِع ترَاهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
(دفه)
الدَّهْف: الْأَخْذ الْكثير دَهَفْتُ الشيءَ أدهَفه دَهْفاً، وأدهفته إدهافاً، إِذا أَخَذته أخذا كثيرا. والفَهْد: سَبْع مَعْرُوف يصاد بِهِ، وَالْأُنْثَى فهدة، وَهِي دابّة كَثِيرَة النّوم يُضرب بهَا الْمِثَال فَيُقَال: أنْوَمُ من فَهد. قَالَ الراجز: لَيْسَ بنوّامٍ كنوم الفَهْدِ وَلَا بأكّالٍ كَأَكْل العَبْدِ)
والفَهْدَة: الاست. وفَهْدَتا الْفرس: اللحمتان اللَّتَان تكتنفان لَبانه بَينهمَا هَزْمَة. وَرجل فَهِدٌ، إِذا شبِّه بالفهد لِكَثْرَة نَومه. وَفِي الحَدِيث: إِن دخل فَهِدَ وَإِن خرج أَسِدَ. والفَهّاد: صَاحب الفهود، كَمَا أَن الكلاّب صَاحب الْكلاب. والفَهْد: مِسْمَار فِي وَاسِط الرَّحل. قَالَ الراجز: كَأَن نابيه من التغريدِ صريرُ فهدٍ واسطٍ جديدِ وَغُلَام فَوْهَد: تارُّ الْجِسْم سمين. والهَدَف: الْقطعَة من الْحَائِط والجبل، وَالْجمع أهداف، وَبِه سُمِّي الوَخْم الثقيل من الرِّجَال: الهَدَف، والهَدَف الَّذِي يُرمى إِلَيْهِ مشبَّه بِهِ. واستهدفتُ عِرض فلَان، إِذا سبعته وَوَقعت فِيهِ.
(دفي)
فَيْد: منزل من منَازِل الْبَادِيَة. والفََيْد: مصدر فاد يُفِيد فَيْداً، إِذا مَاتَ. والفَيّاد: ذكر البوم. قَالَ الْأَعْشَى:
(ويَهْماءَ بِاللَّيْلِ غَطْشَى الفَلاةِ ... يؤرِّقني صوتُ فَيّادِها)
وللدال وَالْفَاء وَالْيَاء مَوَاضِع فِي الاعتلال ترَاهَا إِن شَاءَ الله.
3 - (بَاب الدَّال وَالْقَاف)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(دقك)
أُهملت.
(دقل)
الدَّقَل: دَقَل السّفينة، عَرَبِيّ مَعْرُوف، وَالْجمع أدقال ودِقال. وَأهل الْمَدِينَة يسمون النّخل الَّذِي يسمّيه أهل الْبَصْرَة الدَّقَل: اللِّين واللُّونة، وَاحِدهَا لِينة ولُونة، وَهُوَ من قَوْله تَعَالَى: مَا قطعْتُمْ من لِينة، وتُجمع لِياناً. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(وسالفةٌ كسَحوق اللِّيا ... نِ أضْرَمَ فِيهَا الغَويُّ السُّعُرْ)
قَالَ ابْن دُرَيْد: بَلغنِي عَن بعض عُلَمَاء البغداديين أَنه قَالَ: كسَحوق اللُّبان، أَرَادَ شجر اللُّبان، فَلَا تلتفتنّ الى ذَلِك، فَإِن شجر اللُّبان لَا يبلغ قامة الرجل وَلَا يسمّى سَحوقاً إلاّ النّخل.

(2/674)


وَيُقَال: دَقِلَ المولودُ، إِذا تضاءل جسمُه وَصغر. والدَّقَل من النّخل من هَذَا إِن شَاءَ الله. والدَّلْق: أصل بِنَاء قَوْلهم: سيف دَلوق ودَلِق، إِذا كَانَ سَلس الْخُرُوج من جَفنه. قَالَ الشَّاعِر:
(أَصَابَته رماحُ بني حُيَيٍّ ... كأنّ جَبينه سيفٌ دَلوقُ)
وَكَانَ رجل من فرسَان الْعَرَب وَهُوَ الرّبيع بن زِيَاد يُدعى دالقاً لِكَثْرَة غاراته. وضُرب الرجل فاندلقت أعفاجُ بَطْنه، إِذا خرجت حِشوته. والدَّلَق: دابّة أعجمي. والقَلْد: نَحْو الفَتْل قَلَدْتُ الحبلَ وَغَيره أقلِده قَلْداً، إِذا فتلتَه. والقِلادة: مَعْرُوفَة، وَالْجمع قلائد. وقلائد الهَدْي: لفائف كَانَت تُعمل من لحاء الشّجر ويُقلد بهَا أعناقها فَيكون ذَلِك شعاراً لَهَا. وتقلّدت السيفَ تقلّداً. ومقلَّد الرجل: موقع نِجاد السَّيْف على مَنْكِبيه. والقِلْد: الحظّ من المَاء سقينا أرضَنا قِلْدَنا، أَي حظّنا وسقتنا السماءُ قِلْداً كَذَلِك. وَفِي الحَدِيث: فقَلَدَتْنا السماءُ قِلْداً فِي كل أُسْبُوع. وَضَاقَتْ مَقاليد الرجل، إِذا ضَاقَتْ عَلَيْهِ أُمُوره. والأقاليد والمقاليد: المفاتيح، وَلم يتكلّم فِيهَا الْأَصْمَعِي، وَقَالَ غَيره: وَاحِد المقاليد مِقْلَد ومِقْليد، وَوَاحِد الأقاليد إقليد. ومقلَّد الذَّهَب: رجل من سَادَات الْعَرَب يُعرف بِهَذَا اللقب. وَيُقَال: قلَّد فلانٌ فلَانا قِلادةَ سَوْدٍ، إِذا هجاه هجاء يبْقى عَلَيْهِ وَسْمُه. ومقلَّدات الشِّعر: الْبَوَاقِي على الدَّهْر. والقِلْدَة والقِشْدَة: التَّمْر والسويق الَّذِي يُخلط بِهِ السّمن. وَقد سمّت الْعَرَب مقلَّداً. وَبَنُو مقلَّد: بطن مِنْهُم. والمِقْلَد: عَصا فِي رَأسهَا اعوجاج يُقلد بهَا الْكلأ كَمَا يُقلد)
القَتّ إِذا جُعل حِبَالًا. وحبل قليد ومقلود، والشريط يسمّى القليد لُغَة عبدية. والإقليد: الْمِفْتَاح فَارسي معرَّب. والقَدْل: فعل ممات، وَهُوَ أصل بِنَاء القَنْدَل، النُّون زَائِدَة، وَهُوَ الصلب الشَّديد.
وَقَالَ قوم: هُوَ الصلب الرَّأْس.
(دقم)
دَقَمْتُ فمَ الرجل أدقِمه دَقْماً ودقوماً، إِذا هتمته. وَفصل قومٌ من أهل اللُّغَة فَقَالُوا: رجل أقْصَمُ، إِذا انصدعت ثنيّتُه وَلم تَبِنْ وَرجل أثْرَمُ، إِذا سَقَطت إِحْدَى ثنيّتيه وَرجل أهْتَمُ، إِذا سَقَطت ثنيّتاه وَرجل أدْقَمُ، إِذا سقط مقدَّم فِيهِ. وَقد سمّت الْعَرَب دُقَيْماً ودُقْمان. ودَمَقْتُ الشيءَ فِي الشَّيْء أدمِقه وأدمُقه دَمْقاً، إِذا أدخلته فِيهِ. وَالشَّيْء دميق ومدموق. قَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ الْأَصْمَعِي: دخل أعرابيّ الْبَصْرَة فمرّ بدار فِيهَا عُرس فَأَرَادَ الدُّخُول فدُفع فِي صَدره فَقَالَ: انبلق لي بابٌ فاندمقتُ فِيهِ فدُلِظَ فِي صَدْرِي. والقَدَم: قَدَم الْإِنْسَان، وَالْجمع أَقْدَام. وَلفُلَان قَدَمُ صِدْقٍ، أَي أُثْرَة حَسَنَة. وقَدِمْتُ من سفَري قدومًا. وأقدمتُ على الشَّيْء إقداماً. وقادم الْإِنْسَان: رَأسه، وَالْجمع قوادم وَلَا يكادون يتكلّمون بِالْوَاحِدِ. وقوادم الطير: مقاديم الريش عشر فِي كل جنَاح، والواحدة قادمة، وَهِي القُدامى أَيْضا. ومُقْدِمة الرَّحل: مقدَّمه. وامتشطت المرأةُ المُقْدِمَةَ، وَهُوَ ضرب من المَشْط. ومقدِّمة الْجَيْش: أَوله. وَيُقَال للْفرس: أقْدِمْ، زجر لَهُ كَأَنَّهُ يُؤمر بالإقدام هَكَذَا

(2/675)


كَلَام الْعَرَب، وَذكر ابْن إِسْحَاق فِي كتاب الْمَغَازِي أَن رجلَيْنِ من الْعَرَب خرجا فِي يَوْم بدر فصعِدا الْجَبَل لينْظر لمن الدَّبْرة مِنْهُمَا، فَقَالَ أَحدهمَا: فدنت منا سحابةٌ سمعنَا فِيهَا حَمْحَمَةَ الْخَيل وَسَمعنَا قَائِلا يَقُول: إقْدِم حَيْزُومُ، بِكَسْر الْهمزَة فَأَما صَاحِبي فانصدع قلبه، وَأما أَنا فكدتُ أهلك، ثمَّ تماسكتُ فَقيل بعد ذَلِك: إِن حَيْزُوم فرس جبرئيل عَلَيْهِ السَّلَام. قَالَ أَبُو بكر: فَفِي حَدِيث الْمَغَازِي إقْدِمْ، بِكَسْر الْهمزَة والواجه مَا أَنْبَأتك بِهِ من فتح الْهمزَة. وقُدامى الطير: مثل قادمته، سَوَاء. وَالْقَدِيم: خلاف الحَدِيث. وَالله عزّ وجلّ الْقَدِيم الَّذِي لم يَزَلْ. وقُدّام الْقَوْم: سيّدهم. قَالَ الشَّاعِر:
(إنّا لنضرِب بِالسُّيُوفِ رؤوسَهم ... ضَرْبَ القُدارِ نَقيعةَ القُدّامِ)
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: القُدّام: السيّد، وَقَالَ آخَرُونَ: القُدّام جمع قادم والقُدَار: الجزّار، وَزَعَمُوا أَنه أُخذ من الطبيخ فِي القِدر، وَقَالَ آخَرُونَ: بل أُخذ من قُدارٍ عَاقِر نَاقَة ثَمُود، فسُمّي الجزّار بذلك. وَبَنُو قُدَم: حيّ من الْعَرَب. وقُدَم: مَوضِع بِالْيمن. وَقَالَ بعض النسّابين: قُدَم مَوضِع)
وَلَيْسَ بأب. قَالَ أَبُو بكر: وَهُوَ كَذَلِك، إِلَّا أَنه مَوضِع نُسب الى أبي الحيّ، وَكَذَلِكَ تُنسب إِلَيْهِ الثِّيَاب القُدَميّة. واليَقْدُميّة: قوم يتقدّمون فِي الْحَرْب. قَالَ أميّة بن أبي الصّلْت:
(الضاربين اليَقْدُميّ ... ةَ بالمهنَّدة الصفائحْ)
وقَيْدوم الْجَبَل: أنف يتقدّم مِنْهُ، وَكَذَلِكَ قُدَيْدِمة الْجَبَل. والقَدوم: الفأس الَّتِي يُنحت بهَا، بتَخْفِيف الدَّال لَا غير، وَالْجمع قُدُم وقدائم. وقَدوم: ثنيّة بالسَّراة وَفِي حَدِيث الطُّفيل بن عَمْرو الدَّوسي ذِي النُّور: فلمّا أوفيتُ على قَدوم سَطَعَ بَين عينيّ نورٌ. وقَدُومَى، مَقْصُور: مَوضِع بِبَابِل أَو بالجزية، زَعَمُوا. وَقد سمّت الْعَرَب قادماً وقُدامة ومُقدَّماً ومُقادِماً ومِقداماً. وَجمع قادم قُدُم.
والقَمْد أصل بِنَاء القُمُدّ والأقمد، وَهُوَ الطَّوِيل رجل أقْمَدُ وَامْرَأَة قَمْداءُ وقُمُدّ وقُمُدّة. والمَدْق أصل بِنَاء مدقتُه أمدُقه مَدْقاً، إِذا كَسرته ومدقتُ الصخرةَ، إِذا كسرتها. ومَيْدَق: اسْم مَوضِع، الْيَاء زَائِدَة. والمَقْد مِنْهُ اشتقاق المَقَدّ والمِقَدّيّ، وَهُوَ شراب يُتَّخذ من الْعَسَل، بِكَسْر الْمِيم وَفتحهَا. قَالَ عَمْرو بن معديكَرِب:
(وهم تركُوا ابْن كَبْشةَ مُسْلَحِبّاً ... وهم منعُوهُ من شُرب المَقَدّي)
وَقَالَ قوم: المَقَديّ مَنْسُوب، والمَقَديّة: ضرب من الثِّيَاب لَا أَدْرِي الى أَي شَيْء تُنسب.
والمَقَديّة: بلد مَعْرُوف بِالشَّام من عمل الْأُرْدُن، وَإِلَيْهِ تُنسب المَقَديّ والمِقَدِيّ، بِفَتْح الْمِيم وَكسرهَا.
(دقن)
الدّانق: مَعْرُوف معرّب، بِكَسْر النُّون وَهُوَ الْأَفْصَح الْأَعْلَى وَفتحهَا، وَكَانَ الْأَصْمَعِي يَأْبَى إِلَّا الْفَتْح. قَالَ الشَّاعِر:
(يَا قومِ من يَعْذِرُ من عَجْرَدٍ ... القاتلِ المرءَ على الدّانِقِ)

(لمّا رأى ميزانَه شائلاً ... وَجاهُ بَين الجِيد والعاتِقِ)
قَالَ أَبُو بكر: أُخبرت عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: كَانَ رجل من بني قيس بن ثَعْلَبَة بِالْبَصْرَةِ وَكَانَ جَلْداً فجَاء الى بقّال ليشتريَ

(2/676)


مِنْهُ شَيْئا بدانق فاستربح البقّال فِي الْوَزْن فوجأه بَين جيده وعاتقه وَجْأةً فَقتله فحُملت دِيَةُ الرجل على عَاقِلَته، فَقَالَ رجل مِنْهُم هَذَا الشّعْر، وَفِيه زِيَادَة وَهِي:
(فَخَرَّ من وَجأته مَيِّتاً ... كَأَنَّمَا دُهْدِهَ من حالقِ)

(فبعضَ هَذَا الوَجْأ يَا عجردٌ ... مَاذَا على قَوْمك بالرّافقِ)
)
ودَنَّقَتْ عينُ الرجل تدنِّق تدنيقاً، إِذا غارت، وَكَذَلِكَ الدابّة. وَيُقَال: قَدْني، فِي معنى حَسْبي، وَكَذَلِكَ قَدي. والقَنْد: فارسيّ معرَّب قد جَاءَ فِي الشّعْر الفصيح. وَقد استعملته الْعَرَب فَقَالُوا: سَويق مقنود ومقنَّد. قَالَ الشَّاعِر:
(أهاجَكَ أظعانٌ رَحَلْنَ ونسوةٌ ... بكَرْمان يُغْبَقْنَ السَّويقَ المقنَّدا)
والنَّقَد من الْغنم: الصّغار الأجرام مِنْهَا، وَالْجمع نِقاد. وراعي النَّقَد نَقّاد. قَالَ أَبُو زُبيد يصف أسداً:
(كأنّ أَثوَاب نَقّادٍ قُدِرْنَ لَهُ ... يَعْلُو بخَمْلته كَهْباءَ هُدّابا)
ونَقِدَ القرنُ والسنّ ينقَد نَقَداً، إِذا وَقع فِيهِ الْفساد. قَالَ الهُذلي:
(تَيْسُ تُيوسٍ إِذا يناطحُها ... يَألَمُ قَرْناً أرُومُه نَقِدُ)
ونَقَدَتْه الحيّةُ، إِذا لدغته عَرَبِيّ صَحِيح. وَفِي بعض الْأَخْبَار: أَنا النقّاد ذُو الرَّقَبَة بُعثت الى صَاحب هَذَا الْقصر. وناقد الدّنانير: الَّذِي يعرف جيّدها من مدخولها. والنَّقْد: خلاف النَّسيئة.
وأنْقَدُ: اسْم من أَسمَاء القُنْفُذ يُقَال فِي مثل: بَات فلَان بليلِ أنْقَدَ، وبليلِ ابنِ أنقدَ، إِذا بَات ساهراً لِأَن الْقُنْفُذ لَا ينَام اللَّيْل. والنُّقْد: ضرب من النبت.
(دقو)
قاد الرجلُ البعيرَ وغيرَه يَقُودهُ قَوْداً. والقَوْد: الْخَيل يُقَال: مرّ بِنَا قَوْدٌ، أَي مرّت بِنَا جمَاعَة من الْخَيل. وَفرس أقْوَدُ وَالْأُنْثَى قَوْداءُ وَالْجمع قُود، وَهُوَ طول الْعُنُق فِي تطأمن. والقَوَد أَن ينقاد القاتلُ فيُقتل بِالَّذِي قَتله. قَالَ الشَّاعِر:
(لمّا رأى واشِقٌ إقعاصَ صَاحبه ... وَلَا سبيلَ الى عقلٍ وَلَا قَوَدِ)
والقَدْوُ مصدر قَدِيَ اللحمُ يَقْدَى ويقدو قَدْياً وقَدْواً، وشمِمتُ قَداةَ اللَّحْم، إِذا شمِمتَ لَهُ رَائِحَة طيّبة. وَفُلَان قُدوة لفُلَان، إِذا كَانَ يتّبعه. والوَدْق: الْقطر الَّذِي يخرج من خَلَل السّحاب محتفِلَ الْمَطَر الشَّديد ودَقَتِ السماءُ وأودقت. والوَديقة: دَوَمان الشَّمْس فِي كبد السَّمَاء فِي الهاجرة.
والوَدْقَة: دم ينْعَقد فِي بَيَاض الْعين وَدِقَت عينُه تَوْدَق وتِيدَق وَدْقاً ووَدَقاً، إِذا صَار فِيهَا ذَلِك الدَّم. وأتان وَدُوق ووَديق، لُغَتَانِ فصيحتان، إِذا أَرَادَت الْفَحْل، وَالِاسْم الوِداق. ووَدَقَ الشيءُ، إِذا حَان، أَو دنا مِنْك تَقول: وَدَقَ مني الشيءُ، إِذا دنا. والمَوْدِق: مَوضِع دُنُوّ الشَّيْء. ووَدَقان: مَوضِع. وَيُقَال: بيني وَبَين فلَان مَوْدِق، أَي مُتَدانٍ، وَقَالَ أَبُو

(2/677)


مَالك: مَوْدِق: حَائِل، فَكَأَنَّهُ من)
الأضداد. ووَدَقَتْ سُرَّتُه، إِذا خرجت حَتَّى يصير كالأبجر. ووَقَدَتِ النارُ تَقِدُ وَقْداً ووُقوداً، بضمّ الْوَاو، وَهُوَ الاشتعال. والوَقود: مَا أوقدتَ بِهِ النَّار. وأوقدتُ النارَ إيقاداً. والموضع الَّذِي تتّقد فِيهِ النَّار: المَوْقِد، وَإِن قلت المُوقَد فعربي صَحِيح. وكوكب وقّاد: مضيء. وَقد سمّت الْعَرَب واقِداً ووقّاداً ووَقْدان، وَهُوَ أَبُو بطن مِنْهُم. ووَقْدَة الهاجرة: لَهَبُها.
(دقه)
الدُّقَّة: الأبزار أَو الْملح الَّذِي فِيهِ الأبزار. ودَهَقَه يدهَقه دَهْقاً، إِذا غمزه غمزاً شَدِيدا. وَمَاء دِهاق: كثير. وأدهقتُ الماءَ إدهاقاً، إِذا أفرغته إفراغاً شَدِيدا، وَقَالُوا دَهَقْتُه أَيْضا، فَهُوَ مُدْهَق ومدهوق. ودَهَقَ لي دَهْقةً من المَال، أَي أَعْطَانِي مِنْهُ صَدرا. وأدهقتُ الْإِنَاء: ملأته. فَأَما الدُّهْقان ففارسي معرَّب لَيْسَ من هَذَا قَالَ أَبُو بكر: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال دِهْقان ودُهْقان وقِرْطاس وقُرْطاس وقِنَّب وقُنَّب. وَقد جَاءَ فِي التَّنْزِيل: وكأساً دِهاقاً، فسّروها مَلأى، وَالله أعلم. وقِدَة: مَوضِع، وَهُوَ المَاء الَّذِي يسمّى الكُلاب، وَهُوَ بَين الْبَصْرَة والدَّهْناء، وَهَذَا نَاقص وَله بَاب ترَاهُ فِيهِ إِن شَاءَ الله. والدّهْدَقَة: تقطُّع اللَّحْم وتكسُّر الْعِظَام دَهْدَقْتُ اللحمَ دهدقةً ودَهْداقاً، وَإِن قلت دِهْداقاً كَانَ فصيحاً إِن شَاءَ الله. والقَهْد: ولد الضَّأْن الصَّغِير الْأُذُنَيْنِ تعلوه حُمرة، والجميع القِهاد. والهَدْق: الْكسر هَدَقْتُ الشيءَ أهدِقه هَدْقاً فانهدق، إِذا كَسرته فانكسر.
(دقي)
الدَّيق: مصدر داقه يديقه دَيْقاً، إِذا أراغه لينتزعه. ودَقِيَ الفصيلُ يَدْقَى دَقًى شَدِيدا، إِذا بَشِمَ عَن اللَّبن. والقيد: مَعْرُوف قيَّدت الْإِنْسَان وغيرَه تقييداً. وَذكر بعض أهل اللُّغَة أَن أصل التَّقْيِيد حَبْسُك الشيءَ عَن الْحَرَكَة، فَلذَلِك قَالُوا: قيّدتُ الْعلم بِالْكتاب تقييداً، إِذا حفظته وقيَّدتُ الكتابَ بالشَّكل. وبيني وَبَين فلَان قِيدُ رمحٍ وقادُ رمحٍ وقِدَى رمحٍ وَكَذَلِكَ يُقَال فِي الْقوس كَمَا يُقَال فِي الرمْح. وللدال وَالْقَاف وَالْيَاء مَوَاضِع فِي الاعتلال ترَاهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
3 - (بَاب الدَّال وَالْكَاف)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(دكل)
دَكَلْتُ الطينَ أدكُله وأدكِله، إِذا جمعته بِيَدِك لتطيِّن بِهِ أَو تبني بِهِ. والقطعة من الطّين: الدِّكْلَة.
والدَّكَلَة: الْقَوْم الَّذين لَا يجيبون السُّلْطَان لعزّهم. والدَّلْك من قَوْلهم: دَلَكْتُ الثوبَ وغيرَه أدلُكه دَلْكاً، إِذا مصْتَه لتغسله، وكل شَيْء مرسته فقد دلكته، وَالتَّمْر الدَّليك والمَريس وَاحِد، والدَّليك: التُّرَاب الَّذِي تسفيه الرّيح. ودالكت الرجلَ مدالكةً ودِلاكاً، إِذا ماطلته دينَه. وَقَالَ رجل لِلْحسنِ: أيُدالِكُ الرجلُ امرأتَه، قَالَ: نعم إِذا كَانَ مُلْفَجاً المُلْفَج: المُفْلِس. ودَلَكَتِ الشمسُ، إِذا مَالَتْ عَن كبد السَّمَاء دلُوكا، وَذَلِكَ الْوَقْت يسمّى الدَّلَك. قَالَ الراجز: تَبَلُّجُ الزّهراء عَن جِنْحِ الدَّلَكْ الزّهراء: الشَّمْس ويُروى: فِي قَرْنِ الدَّلَك. وَقَالَ قوم من أهل اللُّغَة: دَلَكَتْ، إِذا مَالَتْ للغروب.
وَاخْتلف الْفُقَهَاء فِي الدُّلوك فَقَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا: دُلوك الشَّمْس أَن

(2/678)


تميل عَن كبد السَّمَاء، وَقَالَ غَيره من الْفُقَهَاء: دلوكها غيوبها، وأنشدوا: هَذَا مَقامُ قَدَمَيْ رَباحِ غُدوةَ حَتَّى دَلكت بِراحِ وَرووا: بَراحِ، بِالْفَتْح، فَمن قَالَ بَراح بِفَتْح الْبَاء جعله اسْما من أَسمَاء الشَّمْس، وَمن رَوَاهُ بِراح بِكَسْر الْبَاء أَرَادَ جمع رَاحَة كَأَنَّهُ ستر عينه براحته. قَالَ العجّاج: والشمسُ قد كَادَت تكون دَنَفا أدفعُها بِالرَّاحِ كي تَزَحْلَفا يُقَال: تزحلف الشيءُ، إِذا زَالَ. ودلكتُ العودَ وَغَيره، إِذا مرنته. والدَّلوك: كل مَا تدالكتَ بِهِ من حُرْض أَو غَيره. وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ أَنه كتب الى خَالِد بن الْوَلِيد رَضِي الله عَنهُ: بَلغنِي أَنه اتُّخذ لَك دَلوكٌ معجون بِخَمْر وأحسبكم يَا بني المُغيرة من ذَرْء النَّار. قَالَ أَبُو بكر: من قَوْله عزّ وجلّ: وَلَقَد ذرأنا لجهنّمَ كثيرا من الجنّ وَالْإِنْس. والدُّلَكَة: دُوَيْبَة لَا أحُقُّها.
والكَلَدَة: الأَرْض الغليظة. وَقد سمّت الْعَرَب كَلَدَة. وتكلّد الإنسانُ، إِذا غلظ لَحْمه. والكَلَنْدَى: مَوضِع. قَالَ الشَّاعِر:)
(ويومٌ بالمَجازة والكَلَنْدَى ... ويومٌ بَين ضَنْكَ وصَوْمَحانِ)
هَذِه كلّها مَوَاضِع. واللَّكْد: الضَّرْب بِالْيَدِ جُمْعاً لَكَدَه بِيَدِهِ يلكُده لَكْداً، إِذا ضربه بهَا أَو دَفعه.
وَمَشى فلَان وَهُوَ يلاكِد قيدَه، إِذا مَشى فنازعه القيدُ خُطاه. وَقد سمّت الْعَرَب مُلاكِداً ولَكّاداً.
(دكم)
الدَّمْك: الطَّحْن، مصدر دَمَكَه يدمُكه دَمْكاً، إِذا طحنه. ورَحًى دَموك: سريعة الطَّحْن. ومحالة دَموك: سريعة المَرّ. قَالَ الراجز: أَنا ابنُ عَمْرو وَهِي الدَّموكُ حمراءُ فِي حاركها سُموكُ كأنّ فاها قَتَبٌ مفكوكُ يصف فرسا، يَقُول: تسرع كَمَا تسرع الرّحى الدَّموك أَو البَكَرَة. وَابْن دُماكة: رجل من سودان الْعَرَب فِي الْإِسْلَام كَانَ مغيراً. والدّامكة: الداهية أَصَابَتْهُم دامكة من دَوامك الدَّهْر، أَي داهية.
والمِدْماك: السّافُ من الْبناء، قَالَ الْأَصْمَعِي وَأنْشد بَيْتا أنشدَناه عبد الرَّحْمَن عَن الْأَصْمَعِي:
(أَلا يَا ناقضَ الميثا ... قِ مِدْماكاً فمِدْماكا)
والكَدْم: العَضّ بالفم أجمعَ كَدَمَ الحمارُ آتُنَه كَدْماً، وَالْحمار كَدوم وَبِه كُدوم، أَي آثَار عِضاض. وَقد سمّت الْعَرَب كِداماً ومُكدَّماً ومكدِّماً وكُدَيْماً. والكُدَم: حَنش من أحناش الأَرْض.
والكَمَد: مرض الْقلب من الْحزن كَمِدَ قلبُه بكمَد كَمَداً وكَمِدَ وجهُه، إِذا رَأَيْته كامد الْوَجْه وكَمِدَ الْوَجْه واجماً، وأكمده الحزنُ يُكمده إكماداً. والمَكْد من قَوْلهم: مَكَدَ بِالْمَكَانِ يمكُد مَكْداً ومُكوداً، إِذا أَقَامَ بِهِ، فَهُوَ ماكد. وناقة مَكود، إِذا كَانَ لبنُها يَدُوم على الجدب، وَالْجمع مُكُد.
(دكن)
الدُّكْنَة: غُبرة كَدِرَة. ويسمّى الزِّقّ أدْكَنَ للونه، وَرُبمَا سُمّي الدَّنُّ أدْكَنَ.

(2/679)


ودَكَنْتُ المَتاعَ والشيءَ أدكُنه دَكْناً، إِذا نضّدت بعضه على بعض، ودكّنته تدكيناً، وَمِنْه اشتقاق الدُّكان، وَهُوَ عَرَبِيّ صَحِيح. قَالَ أَبُو بكر: اشتُقّ الدُّكّان من الدّكّ، كَمَا اشتُقّ عُثْمَان من العَثْم، والعَثْم: جَبْرُ الْعظم على فَسَاد. قَالَ الشَّاعِر:
(فأبْقى باطلي والجِدُّ مِنْهَا ... كدُكّان الدَّرابنة المَطينِ)
الدَّرابنة: جمع دَرْبان، وَهُوَ البوّاب بِالْفَارِسِيَّةِ. وَسمعت أَبَا عُثْمَان الأُشنانْداني يَقُول: قَالَ)
الْأَخْفَش: الدُّكّان مُشْتَقّ من قَوْلهم: أكَمَة دَكّاء، إِذا كَانَت منبسطةً، وناقة دَكّاء، إِذا افترش سَنامُها فِي ظهرهَا. والدُّكَيْناء: دُوَيْبَة من أحناش الأَرْض. وَقد سمّت الْعَرَب دَوْكَناً ودُكَيْناً.
والكِدْن، وَالْجمع كُدون: كسَاء تجع فِيهِ المرأةُ شَوارها، أَي قُماشها، تَجْعَلهُ تَحت الهودج.
وَرجل ذُو كِدْنَة: غليظ اللَّحْم محبوك الخَلق، وَمِنْه اشتقاق الكَوْدَن، وَهُوَ البِرْذَون، وَالْجمع كوادِن، الْوَاو زَائِدَة. وَمَا أبينَ الكَدانةَ فِيهِ، أَي الهُجنة. وَقد قَالَ قوم: الكِدْن: جِلد كُراعٍ يُسلخ ويُدبغ ويُجعل فِيهِ الشَّيْء فيُدَقّ بَين حجرين كَمَا يُدَقّ الشَّيْء فِي الهاوون قَالَ أَبُو بكر: وَلم يعرفوا الهاوَن. وَقد سمّت الْعَرَب كِدْناً وكُدَيْناً. والكِدْيَوْن: عَكَر الزَّيْت، وَلَا أَحْسبهُ عَرَبيا صَحِيحا، غير أَنه قد تكلّمت بِهِ فصحاء الْعَرَب. والكَنَد من قَوْلهم: كَنَدَ فلانٌ نعمةَ الله، إِذا كفرها وَفُلَان كَنود لنعمة الله عِنْده وَمِنْه اشتقاق اسْم كِندة أبي قَبيلَة من الْعَرَب. وَقد سمّت الْعَرَب كَنّاداً وكَنُوداً وكَنّادة. والنَّكَد من العُسر من قَوْلهم: سَأَلته فأنكدته إنكاداً، إِذا وجدته عَسيراً. ونَكَدَني فلَان حَاجَتي، إِذا مَنَعَنِي إِيَّاهَا فأنكدتُه أَنا إنكاداً، إِذا وجدته عَسِراً. وَرجل أنْكَدُ وَامْرَأَة نَكْداءُ، وَهُوَ أَيْضا مشتقٌ من العُسر والضّيق.
(دكو)
الدَّوْك: مصدر داكه يدوكه دَوْكاً، إِذا غتَّه فِي مَاء أَو تُرَاب. وَيُقَال: باك الفرسُ الحِجْرَ وداكها دَوْكاً، إِذا علاها. والمِدْوَك والمَداك وَاحِد، وَهِي صَلاءة العطّار، وَالْجمع المداوك. وتداوك القومُ، إِذا تصادموا فِي حَرْب أَو شرّ. والدَّوْك: ضرب من مَحار الْبَحْر. والكَدْو: مصدر كَدَوْتُ وجهَ الأَرْض أكدوه كَدْواً، إِذا خدشته بعصا أَو مِحْجَن. والكَوْد: كل شَيْء جمعته فَجَعَلته كُثَباً من تُرَاب أَو طَعَام أَو نَحوه، وَالْجمع أكواد. وَيَقُولُونَ: كوّدتُ الشيءَ تكويداً، لُغَة يَمَانِية وَيَقُولُونَ: كَاد يكود ويكيد وحاد يحود ويحيد، لُغَة يَمَانِية. قَالَ أَبُو بكر: وَأخْبرنَا أَبُو مُعاذ عَن أبي عُثْمَان الْمَازِني قَالَ: تَقول الْعَرَب: لَا هَمّاً وَلَا كَوْداً، أَي لَا يَثْقُلَنّ عَلَيْك. وَقد سمّت الْعَرَب كُوَاداً وكُوَيْداً. وَعقبَة كَؤود: صعبة المرتقَى. وَقد سمّت الْعَرَب وَدّاكاً ومودِّكاً ومودوكاً.
والوَدَك: وَدَك الشَّحْم وَغَيره وَدِكَت يدُه وَدَكاً، وَلحم وَدِكٌ، أَي لَهُ وَدَكٌ. وَرجل وادك، أَي ذُو وَدَكٍ، كَمَا قَالُوا: تامر وَلابْن. والوديكة: دَقِيق يُساط بوَدَك. والوَكْد من قَوْلهم: مَا زَالَ ذَلِك وَكْدي، أَي فعلي ودَأبي. ووكّدت العهدَ والعقدَ توكيداً، إِذا أحكمته، وكل شَيْء أحكمته فقد وكّدته. والوكائد: السيور الَّتِي يُشدّ بهَا القَرَبُوس الى دفّة السَّرج، الْوَاحِد وِكاد وإكاد. ووَكَدَ)
بِالْمَكَانِ يَكِدُ وُكوداً، إِذا أَقَامَ بِهِ.

(2/680)


(دكه)
الدَّهْك: مصدر دَهَكْتُه أدهَكه دَهْكاً، إِذا سحقته. والكَدْه مثل الكَدْح سَوَاء فلَان يكْدَه لدُنياه، ويكدَح مثله. والهَدْك، يُقَال: انهدكَ الرجلُ علينا بِكَلَام كثير، إِذا اندرأ بِهِ.
(دكي)
الدِّيك: مَعْرُوف، وَالْجمع دُيوك ودِيَكة. والكَدْي مصدر من قَوْلهم: كَدَى الرجلُ وأكدَى، إِذا بخل، وكَدِيَ المعدنُ وأكدَى، إِذا لم يُخرج شَيْئا. وَأعْطى فلانٌ فأكدَى، إِذا أعْطى فأقلّ. والكُدْية: الأَرْض الغليظة، وَالْجمع كُدًى. وكَداء وكُدَيّ: جبلان أَو موضعان قريبان من مكّة. قَالَ عُبيد الله بن قيس الرُّقَيّات:
(أقفرتْ بعد عبد شمسٍ كَداءُ ... وكُدَيٌّ فالرُّكنُ فالبَطحاءُ)
وَلِهَذَا مَوَاضِع فِي الاعتلال ترَاهَا إِن شَاءَ الله. والكَيْد: مصدر كاده كَيْداً وكِدْتُه، فِي معنى أردته، وَكَاد يفعل ويكاد، وَهَذَا بِمَعْنى قَرُبَ.
3 - (بَاب الدَّال وَاللَّام)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(دلم)
الأدْلَم: الْأسود دَلِمَ يدلَم دَلَماً، إِذا اشتدّ سوادُه، وَيُقَال: ادلامَّ يدلامّ ادليماماً، إِذا اشتدّ سوادُه وليل أدْلَمُ. وَقد سمّت الْعَرَب دُلَيْماً ودُلَمَ ودَلَماً ودُلامة. والدَّمْل: أصل بِنَاء اندمل الجرحُ، إِذا برأَ. وتدامل القومُ، إِذا اصْطَلحُوا. والدَّمال: السَّماد الَّذِي تسمّد بِهِ الأَرْض، وَأَحْسبهُ رَاجعا الي هَذَا لِأَنَّهُ يُصلح الأرضَ. والدَّمال: دَاء يُصِيب النّخل فيسوادّ طَلعُه قبل أَن يلقّح، وَيُقَال لَهُ الدَّمان أَيْضا وَاللَّام تشارك النُّون فِي مَوَاضِع أَيْضا. وَقد سمّت الْعَرَب دَمّالاً ودُمَيْلاً. والدُّمَل، بِالتَّخْفِيفِ: الحِبْن وَقد قَالُوا: دُمَّل، وجمعوا دَمامِل، وَإِنَّمَا سمّوه دُمَّلاً تفاؤلاً بالصّلاح، كَمَا سُمِّيت المَهلكةُ مفازةً واللديغُ سليما هَذَا قَول الْبَصرِيين، وَقد خَالف قوم من أهل اللُّغَة ذَلِك.
واللَّدْم: ضربُك الحجرَ بِحجر أَو غَيره وكل ضَرْبٍ لَدْمٌ والنّساء يلتدمن فِي المأتم. وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: لَا أكون كالضَّبُع تسمع اللَّدْمَ. وَقد سمّت الْعَرَب مُلادِماً. ولَدْمان: مَاء مَعْرُوف من مِيَاههمْ. والمِدْل والإدْل: اللَّبن الخائر، وَلَا أَحسب المِدل مَحْفُوظًا. ومَدْل: اسْم)
قبيل من حِمير، زَعَمُوا. والمَلْد: أصل بِنَاء قَوْلهم: شَاب أُملود وإمليد، إِذا كَانَ غضّاً نَاعِمًا لَدْناً.
وغصن أُملود أَيْضا، إِذا كَانَ كَذَلِك. وشاب مَلْد أَيْضا، والجميع أملاد. والمَلَدان: اهتزاز الْغُصْن. والشّابّ السَّرَعْرَع: الأُملود.
(دلن)
دِلان، بِالتَّخْفِيفِ: اسْم من أَسمَاء الْعَرَب، وَقد أُميت أصل بنائِهِ، وَأَحْسبهُ مقلوباً من اللَّدْن من قَوْلهم: غُصْن لَدْن بَيِّن اللَّدانة واللُّدونة، إِذا كَانَ ليّناً يهتزّ. ولَدُن: كلمة يقرَّب بهَا الشَّيْء من الشَّيْء هَذَا من لَدُنِ فلانٍ، أَي من عِنْده. ولَدُن غُدْوَةً، أَي فِي وَقت غُدوة وَفِي التَّنْزِيل: وحَناناً من لَدُنّا أَي من عندنَا.

(2/681)


والنَّدْل: سرعَة نقل الشَّيْء من مَوضِع الى مَوضِع. قَالَ الشَّاعِر:
(على حينَ ألهى الناسَ حِلُّ أُمُورهم ... فنَدْلاً زُرَيقُ المالَ نَدْلَ الثعالبِ)
زُريق: أَبُو قَبيلَة من الْأَنْصَار. والمَنْدَل: الْعود الَّذِي يُتبخّر بِهِ. وَابْن مَنْدَلَة: رجل من مُلُوك الْعَرَب وساداتهم قديم. قَالَ الشَّاعِر:
(فأقسمتُ لَا أعطي مَليكاً ظُلامةً ... وَلَا سُوقةً حَتَّى يؤوبَ ابنُ مَنْدَلَهْ)
وَعرف الخليلُ نَدِلَت يدُه تندَل نَدَلاً، إِذا غَمِرَت، وَمِنْه اشتقاق المِنْديل، زعم أَنه مِفعيل من ذَلِك.
وَقد قَالُوا مِنْدَل فِي معنى منديل، وَقد جَاءَ فِي الشّعْر الفصيح.
(دلو)
الدَّلْو: مَعْرُوفَة مؤنَّثة وَقد ذُكِّرت فِي الشّعر على معنى الغَرْب أَو السَّجْل. يُقَال: دلا دلوَه يدلوها دَلواً، إِذا أَلْقَاهَا فِي الْبِئْر، وأدلى يُدلي إدلاءً، إِذا انتزعها من الْبِئْر. وَفِي التَّنْزِيل: فأدلَى دَلْوَه، أَي انتزعها، وَالله أعلم بكتابه. والدَّلْو: الرِّفق فِي السّير وَغَيره. قَالَ الراجز: لَا تَقْلُواها وادْلُواها دَلْوا إنّ مَعَ الْيَوْم أَخَاهُ غَدْوا وَقَالَ آخر: لَا تَقْلُواها اليومَ وادْلُواها لبئسَما بُطْأً وَلَا ترعاها قَوْله: لَا تقلواها، أَي لَا تشدّا عَلَيْهَا فِي السّير، وَمن هَذَا حمارٌ قِلْوٌ، إِذا كَانَ شَدِيد الطّرد لآتُنه)
وَالتَّقْدِير لبئس هَذَا البُطءُ بُطأً. والدُّول: أَبُو قَبيلَة من الْعَرَب من بني حنيفَة. والدِّيل من عبد الْقَيْس. والدُّئل والدِّئل، جَمِيعًا بالضّم وَالْكَسْر، من بني كِنانة، مِنْهُم أَبُو الْأسود الدُّؤلي. والدَّوْل من قَوْلهم: دَال يدول دَوْلاً، وَهِي الدِّوَل. وتداول القومُ الشيءَ بَينهم، إِذا صَار من بَعضهم الى بعض. ووَلَدُ الرجلِ ووُلْدُه ووِلْدُه وَاحِد، وَقد قُرئ بِهِ. وَامْرَأَته وَلود: كَثِيرَة الْأَوْلَاد. وشَاة وَالِد: حَامِل.
(دله)
دُلِهَ الرجلُ فَهُوَ مدلوه ودَلِهَ فَهُوَ داله دَلِهَ يدلَه دَلَهاً من التدليه، وَهِي الْحيرَة. والدَّلَه: الْبَاطِل.
قَالَ الْحَارِث بن حِلِّزَة:
(لَا أرى من هَوِيتُ فِيهَا فأبكي ال ... يومَ دَلْهاً وَمَا يَرُدُّ البكاءُ)
ويُروى فأبكي أهل ودّي. وَيُقَال: ذهب مالُه دَلْهاً، أَي بَاطِلا.

(2/682)


والدَّهْل: كلمة عبرانية قد استعملتها الْعَرَب كَأَنَّهَا تَأمر بالرفق والسكون. وَيُقَال: مرّ دَهْلٌ من اللَّيْل، أَي قِطْعَة جَاءَ بهَا أَبُو الخطّاب وَلم يجِئ بهَا غَيره. واللَّهْد من قَوْلهم: بعير ملهود ولهيد، وَقد لُهِدَ البعيرُ يلهَد لَهْداً، إِذا وَخَضَ الحملُ غاربَه وسَنامه حَتَّى يؤلمه. والهَدْل من قَوْلهم: بعير أهْدَلُ وناقة هَدْلاءُ من جِمال هُدْل، إِذا كَانَ مسترخيَ المشافر. قَالَ الشَّاعِر:
(هُدْلٌ مَشافرُها بُحٌّ حناجرُها ... تُزجي مرابيعَها فِي قَرْقَرٍ ضاحي)
مرابيعها: مَا نُتج فِي الرّبيع والقرقر: القاع الأملس الْوَاسِع، يُقَال: قاعٌ قَرْقَرٌ، إِذا كَانَ كَذَلِك وضاحٍ: مَكْشُوف، يُقَال: ضَحِيَ للشمس، أَي برز لَهَا. وتهدّل النبت، إِذا تثنّى من نعْمَة، وَهُوَ الهَدال. قَالَ الشَّاعِر:
(ظبيةٌ من ظِباء وَجْرَة أدْما ... ءُ تَسَفُّ الكَباثَ تَحت الهَدالِ)
وَسمعت عبد الرَّحْمَن يخبر عَن عَمه أَنه كَانَ يَقُول: الهَدال ضرب من الشّجر مَعْرُوف، وَأَنه أنْشد هَذَا الشّعْر: يَا رُبَّ ماءٍ لَك بالأجبالِ بُغَيْبِغٍ يُنزع بالعِقالِ طامٍ عَلَيْهِ وَرَقُ الهَدالِ يُقَال: بِئْر بُغَيْبِغ، إِذا كَانَت قريبَة المَنْزع. وهَدَلَ الحمامُ يهدِل هَدْلاً وهديلاً، إِذا صوّت. وَيُقَال)
إِن الهديل الذَّكَر من الْحمام بِعَيْنِه. قَالَ الشَّاعِر:
(إِنِّي تُذكِّرني الزُّبيرَ حمامةٌ ... تَدْعُو بِأَعْلَى الأيكتين هديلا)
وَقَالَ آخر:
(كهُداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جناحَه ... يَدْعُو بقارعة الطّريق هديلا)

(دُلي)
الدِّيل: أَبُو قَبيلَة من الْعَرَب. وللدال وَاللَّام وَالْيَاء مَوَاضِع فِي الاعتلال ترَاهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
3 - (بَاب الدَّال وَالْمِيم)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(دمن)
الدِّمْن: البعر والكِرْس. والدِّمْنَة: الْموضع الَّذِي يجْتَمع فِيهِ الْغنم فتتلبّد أبوالُها وأبعارُها فِيهِ، وَالْجمع دِمَن. ودمَّنتِ الغنمُ المكانَ تدميناً، إِذا بوّلت فِيهِ وبعّرت. وَفِي قلب فلَان على فلَان دِمْنَة، أَي حقد. والدَّمان: الرماد، زَعَمُوا، وَلَيْسَ بثَبْت. وتصغير دِمنة دُمَيْنَة. وَقد سمّت الْعَرَب دُمَيْنَة. وَابْن الدُّمَيْنَة الخَثْعَمي أحد شعراء الْعَرَب، مَعْرُوف، والدِّنْمَة والدِّنِمَّة، وَقَالَ مرّة أُخْرَى: والدِّمَّة والدِّنِمَّة: الرجل الْقصير الحقير، وَقَالُوا للنملة والقملة: دِنِمّة. والمَدْن ذكر بعض أهل اللُّغَة أَنه فعل مُمات وَأَنه من قَوْلهم: مَدَنَ بِالْمَكَانِ، إِذا أَقَامَ بِهِ، وَبِه سُمّيت المَدينة فِي لُغَة هَؤُلَاءِ. وَأنكر ذَلِك قوم فَقَالُوا: مَدينة مَفْعِلَة من قَوْلهم: دِينَتْ، أَي مُلِكَتْ والأمَة يُقَال لَهَا مَدينة لِأَنَّهَا مَمْلُوكَة. قَالَ الشَّاعِر:

(2/683)


(ثَوَتْ وثَوى فِي كَرْمها ابنُ مدينةٍ ... مُقيما على مِسْحاته يتركَّلُ)
يَعْنِي عبدا، ويُروى: يظلُّ على. ومَدْيَن: اسْم أعجمي، فَإِن اشتققته من الْعَرَبيَّة فبالياء زَائِدَة وَهُوَ من مَدَنَ بِالْمَكَانِ، إِذا أَقَامَ بِهِ. فأمّا المَيّدان فأعجميّ معرَّب. والمَدان: صنم، زَعَمُوا، وَدفع ذَلِك ابنُ الْكَلْبِيّ، وَله فِيهِ حَدِيث. وَإِلَيْهِ يُنسب بَنو عبد المَدان، بطن من الْعَرَب، وَيُمكن أَن يكون اشتقاقه من دَان يدين، إِذا أطَاع، وَهُوَ مَفْعَل كَمَا قَالُوا مَطار ومَطْيَر من طَار يطير.
والنَّدَم: مَعْرُوف نَدِمَ ندَماً فَهُوَ نادم، والنّديم والنَّدمان وَاحِد، وَهُوَ الَّذِي ينادمك على الْخمر هَكَذَا يَقُول أَبُو عُبَيْدَة وَله فِيهِ شرح يطول. وللنديم والنَّدمان اشتقاق قد ذَكرْنَاهُ فِي كتاب الِاشْتِقَاق.)
(دمو)
الدَّوْم: نخل المُقْل. ودُومة الجندل، بضمّ الدَّال: مَوضِع هَكَذَا يَقُول بعض أهل اللُّغَة، وأصحابُ الحَدِيث يَقُولُونَ: دَومة الجندل، بِفَتْح الدَّال، وَذَلِكَ خطأ. ودَوْمان، قَالَ قوم: رجل، وَقَالَ آخَرُونَ: اسْم مَوضِع. قَالَ أَبُو بكر: هُوَ دَوْمان بن بُكَيْل، فَأَما دُومة الجندل فمجتمعه ومستداره كَمَا تدوم الدُّوّامة، أَي تستدير. ودوّمتِ الشَّمْس فِي كبد السَّمَاء. ودوّم الطائرُ ودام، إِذا حلّق فِي السَّمَاء، وَحَام أَيْضا، إِذا دَار. والدُّوَام مثل الدُّوَار سَوَاء يُقَال: بِهِ دُوَام ودُوَار. ودام الشيءُ يَدُوم دَوَماناً وأدمتُه أَنا إدامةً، إِذا سكّنته. ونُهي عَن الْبَوْل فِي المَاء الدَّائِم، أَي السَّاكِن. وأدمتُ القِدْرَ، إِذا غلتْ فنضحتَ عَلَيْهَا الماءَ الْبَارِد لتَسْكُنَ. وَكَانَ الْأَصْمَعِي يُنكر بَيت ذِي الرُّمَّة:
(حَتَّى إِذا دوّمتْ فِي الأَرْض راجَعَه ... كِبْرٌ وَلَو شَاءَ نجّى نفسَه الهَرَبُ)
وَيَقُول: لَا يكون التدويم إِلَّا فِي السَّمَاء وَأنكر ذَلِك عَلَيْهِ قوم من أهل الْعلم وَقَالُوا: لمَ سُمِّيت الدُّوّامة. وَبَنُو دَوْمان: بطن من الْعَرَب. والوَمَد: شدّة الحرّ وَسُكُون الرّيح وَمِدَ يومُنا يَوْمَدُ ومَداً، وَهُوَ يَوْم وَمِدٌ، وَالِاسْم الوَمَد.
(دَمه)
دَمَهَتْه الشمسُ، إِذا صمحته، فَهُوَ مدموه. وَيَوْم دَمِهٌ، إِذا كَانَ شَدِيد الحرّ دَمِهَ يومُنا دَمَهاً، وَرجل مدموه. وَإِذا التهبت الرَّمضاء من شدّة الحرّ قيل: دَمِهَتْ دَمَهاً. والدَّهْم: الْعدَد الْكثير عدد دَهْم، أَي كثير. ودَهِمَهم الْأَمر يدهَمهم، إِذا غشيهم. وَفرس أدْهَمُ حسن الدُّهْمَة، أسود، وادهامَّ الفرسُ ادهيماماً، إِذا اشتدّ سوَاده. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله جلّ وعزّ: مُدْهامَّتانِ، أَي سوداوان من شدّة الخضرة. وَكَانَ أَبُو حَاتِم يَقُول إِن السوَاد سُمّي سَواداً لِكَثْرَة الخضرة فِيهِ والسواد عِنْد الْعَرَب خُضرة. قَالَ الشمّاخ:
(سَرَيْتُ بهَا من ذِي المَجاز فنازعتْ ... زُبالةَ سربالاً من اللَّيْل أخضرا)

(2/684)


أَي أسود. وَمِنْه قَول اللَّهَبي:
(وَأَنا الأخضرُ من يعرفنِي ... أخضرُ الجِلدة من بَيت العربْ)
أَرَادَ الأُدمة لِأَنَّهَا أغلب الألوان على الْعَرَب. وَقد سمّت الْعَرَب دُهْمان ودُهَيْماً ودُهاماً. والدُّهيم: اسْم من أَسمَاء الداهية، وأصل ذَلِك أَن نَاقَة كَانَت تسمّى الدُّهيم فحُمل عَلَيْهَا رُؤُوس قوم فَقَالُوا: أثقل من حِمْلِ الدُّهيم، فَذَهَبت مثلا، وَلها حَدِيث. وَجَاء فلَان بالدُّهيم، وَهِي الداهية، وَأَصلهَا)
النَّاقة. ودَهْماء النَّاس: جَمَاعَتهمْ. والمَدْه مثل المَدْح سَوَاء مدهتُه بِمَعْنى مدحتُه، قُلبت الْحَاء هَاء، وهم يَفْعَلُونَ ذَلِك كثيرا. قَالَ رؤبة: لله درُّ الغانياتِ المُدَّهِ يُرِيد المُدَّحِ، وَمن روى المُزَّهِ أَرَادَ المُزَّحِ. وَقَالَ النُّعْمَان لرجل ذكر عِنْده رجلا: أردتَ كَيْمَا تَذيمه فمدهتَه تذيمه: تعيبه من الذَّيْم. والمَهْد: مَعْرُوف مهَّدت الفراشَ تمهيداً، والفراش المِهاد، وكل شَيْء وطّأته فقد مهّدته. ومَهْدَد: اسْم امْرَأَة، وللنحويين فِيهِ كَلَام لَيْسَ هَذَا مَوْضِعه.
والهَدْم: مصدر هدمتُ الشَّيْء أهدِمه هَدْماً. والهَدَم: مَا وَقع من الشَّيْء المهدوم من طين أَو غَيره، وَالشَّيْء مهدوم وهديم. والهِدْم: الكساء الخَلَق، وَجمعه أهدام وهُدوم. وهُدِمَ الرجلُ، إِذا أَصَابَهُ الدُّوار فِي الْبَحْر، وَالِاسْم الهُدام. وَذُو مَهْدَم: قَيْلٌ من أقيال حمير، وَمن وَلَده شُعيب بن ذِي مَهْدَم النَّبِي لَيْسَ شُعيب مُوسَى الَّذِي بَعثه الله الى قومه فَقَتَلُوهُ فَبعث الله عَلَيْهِم بُخْتَ نصَّر فَقَتلهُمْ قتلا ذريعاً هَكَذَا يَقُول ابْن الْكَلْبِيّ، وَأنزل الله فيهم: فلمّا أحسّوا بأسَنا إِذا هم مِنْهَا يركضون الْآيَات. وهَدِمَت الناقةُ تهدَم هَدَماً، إِذا أَرَادَت الْفَحْل، وتهدّمت تهدّماً. وَشَيخ هِدْم مثل هِمّ سَوَاء، تَشْبِيها بالكساء الخَلَق. وَقَالَ قوم من أهل اللُّغَة: الهِدْم: الكساء المرقَّع الَّذِي قد ضوعفت رقاعه بَعْضهَا على بعض. الهَمْد من قَوْلهم: هَمَدَت النارُ هموداً، إِذا طَفِئت، والجمر هامد، إِذا طَفِئ. وهَمْدان: أَبُو قَبيلَة، واشتقاقه من هَمَدتِ النارُ، إِذا سكن اشتعالُها. وذُكر عَن بعض من لَا يوثق بِهِ أَنه سُئِلَ عَن اشتقاق هَمْدان واسْمه أوْسَلَة فَقَالَ: أُخبر بخبرٍ غمّه فَقَالَ: هَمٌّ دانٍ، وَلَيْسَ هَذَا مِمَّا يُلتفت إِلَيْهِ. والهَمْدة: الْمَوْت، زَعَمُوا.
(دمي)
الدِّيمة: الْمَطَر يَدُوم أَيَّامًا، وَالْجمع دِيَم قَالَ الْأَصْمَعِي: الدِّيمة: الْمَطَر يَدُوم يَوْمًا وَلَيْلَة. والمَيْد: مصدر ماد يميد مَيْداً، إِذا تمايل وغصن مائد وميّاد. وميّادة: اسْم أمّ بعض شعراء الْعَرَب، وَهِي أمَة سَوْدَاء. وَجمع مائد مِيد، والأغصان مِيد. وَأصَاب الإنسانَ المَيْدُ، إِذا أَصَابَهُ الدُّوار عَن ركُوب الْبَحْر. وَفِي الحَدِيث: المائد فِي الْبَحْر كالمتشحّط فِي البرّ، يَعْنِي الْغَزْو. ومِدْتُ الرجلُ أميده مَيْداً، إِذا أَعْطيته ومِدْته بِخَير. وَمِنْه اشتقاق الْمَائِدَة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: لِأَنَّهَا تَميد أَصْحَابهَا بِمَا عَلَيْهَا من الْخبز، وَهَكَذَا فسّره فِي التَّنْزِيل، وَالله أعلم.

(2/685)


والمَيْدان: اسْم أعجميّ معرَّب. وامتدتُ الرجل: طلبت خبرَه. ودَمِيَ الْإِنْسَان يَدْمى، وَالْأَصْل فِي دَم دَمْيٌ. قَالَ)
الشَّاعِر:
(فَلَو أنّا على حجر ذُبِحنا ... جَرَى الدَّمَيان بالْخبر اليقينِ)
وَقد أنشدوا: هَل أنتِ إلاّ إصبعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيل الله مَا لقيتِ وَهَذَا السجع للنَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم، وَالشعر عَنهُ منفيّ، ولكنّ لَهُ علّة نشرحها فِي موضعهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَتقول الْعَرَب: مَيْد أَنِّي وبَيْدَ أَنِّي، فِي معنى غير أَنِّي، وَفِي الحَدِيث: بَيْدَ أَنِّي من قُرَيْش. قَالَ الراجز: عَمْداً فعلتُ ذَاك بَيْدَ أنّي إخالُ إِن هَلَكْتُ لم تُرِنّي ويُروى: مَيْدَ أَنِّي.
3 - (بَاب الدَّال وَالنُّون)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(دنو)
دَنا يدنو دُنُوّاً. والدُّون: خلاف الجيّد. والدُّون: الْأَصْغَر فِي بعض اللُّغَات فلَان دون فلَان فِي السنّ. وقمتُ دون فلَان، إِذا وقيته بِنَفْسِك. ودونك هَذَا الشيءَ، إِذا عرَضَك وأمكنك. والدُّون: الخسيس من الشَّيْء. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا مَا علا المرءُ رامَ العُلَى ... ويقنع بالدُّون من كَانَ دُونا)
والنَّدْو: مصدر ندا يندو نَدْواً، وَهُوَ الِاجْتِمَاع فِي النادي. وندا الْقَوْم يندون نَدْواً، إِذا اجْتَمعُوا فِي فِي النَّدِيّ، وَهُوَ الْمجْلس للْقَوْم والنادي والنَّدِيّ وَاحِد، وَمِنْه اشتقاق دَار النَّدوة. قَالَ الراجز: لكنه يندو كَمَا يندو النَّدي كَأَنَّهُ فِي العِزِّ قيسُ بن عَدي والنَّوْد: مصدر نادَ ينود نَوْداً ونُواداً، إِذا تمايل من النعاس، وَهُوَ النُّواد يُقَال: نادَ نَوْدَةً، إِذا مَال مَيْلَة. والوَدْن من قَوْلهم: وَدَنْتُ الشيءَ أدِنُه وَدْناً، إِذا بللته حَتَّى يلين، وَيَقُولُونَ: دِنِ الأديمَ، إِذا أَمرُوهُ ببلّه، والأديم وَدين ومودون. قَالَ أَبُو عُبيدة: جَاءَ قوم الى ابْنة الخُسّ بصفاة فَقَالُوا:)
احْذي لنا من هَذَا نعلا فَقَالَت: دِنُوها، أَي نَدُّوها. وَرجل مودون، أَي نَاقص الخَلْق، وودين ومودَن أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر:
(زجرتَ بهَا لَيْلَة كلَّها ... فجئتَ بهَا مُودَنا خَنْفَقِيقا)
ومودون: اسْم فرس من خيل الْعَرَب مَعْرُوف، وَهُوَ فرس مِسْمَع بن شِهاب. قَالَ الشَّاعِر:
(وَنحن غداةَ بطن الخَوْع جِئْنَا ... بمودنٍ وفارسِها جِهارا)

(دنه)
الدَّنَه مثل الدَّلَه، تُقلب اللَّام نوناً.

(2/686)


والدُّهن: مَعْرُوف، وكل شَيْء دهنتَه فَهُوَ مدهون ودهين، وَجمع الدُّهن أدهان. وناقة دَهين، إِذا قلّ لبنُها. ودَهَنَ المطرُ الأرضَ، إِذا بلّها بَلاًّ يَسِيرا. وَبَنُو داهن وَبَنُو دُهْن: حيّان من الْعَرَب، وَمن بني دُهْن عمّار الدُّهني المحدِّث. وَقد سمّت الْعَرَب دُهَيْناً. والمُدْهُن: مَا جُعل فِيهِ الدُّهن، وَهُوَ أحد مَا جَاءَ على مَفْعُل مضموم الأول ممّا يُستعمل بِالْيَدِ ممّا أَوله مِيم. والمُدْهُن أَيْضا: نَقْرٌ فِي صَخْرَة يجْتَمع فِيهِ مَاء السَّمَاء. وداهنتُ الرجل مداهنةً ودِهاناً، إِذا واربته فأظهرت لَهُ خلافَ مَا تضمر والمدهَنة: المخادَعة وأدهنتُ إدهاناً، فَأَنا مُدْهِنْ، إِذا غششت. والدَّهْناء، يُمدّ ويُقصر: بلد مَعْرُوف. وَقَالَ بعض المفسّرين فِي قَوْله عزّ وجلّ: وَرْدَةً كالدِّهان، أَي حَمْرَاء شَدِيدَة الحُمرة لأَنهم يَقُولُونَ إِن السَّمَاء تصير نَارا وَالله أعلم، كالدِّهان فِي صفة الدُّهن. والنَّدْه: الزَّجْر والكفّ عَن الشَّيْء يُقَال: نَدَهْتُ الْإِبِل أندَهها نَدْهاً فَهِيَ مندوهة، إِذا زجرتها أَو رَددتهَا عَن وِجهتها. وَكَانَ الرجلُ فِي الْجَاهِلِيَّة يَقُول لامْرَأَته: اذهبي فَلَا أنْدَهُ سَرْبَك أَي أَنْت طَالِق، فَكَانَت تطلق بِهَذِهِ الْكَلِمَة. والنَّهْد: الْعَظِيم من الْخَيل وَغَيرهَا رجل نَهد وَفرس نَهد: عَظِيم الخَلْق، وَالْأُنْثَى نَهْدَة. والنَّهيدة: الزُّبدة الْعَظِيمَة.
وكل شَيْء دنا مِنْك فقد نَهَدَ. والناهد: الَّتِي قد عظم حجمُ ثديها حَتَّى بدا وَلم يتكسّر. وتناهد القومُ الشيءَ، إِذا تناولوه بَينهم. قَالَ الشَّاعِر:
(كمقاعد الرُّقَباء للضُّ ... رباء أَيْديهم نَواهدْ)
وتناهد القومُ فِي الْحَرْب، إِذا تناهضوا لَهَا. وكل ناهض فَهُوَ ناهد. ونهدتُ الى الْقَوْم، إِذا قُمْت إِلَيْهِم. وَقيل لسلمان بن ربيعَة رَحمَه الله وَهُوَ بِالْكُوفَةِ إِن الْأَعَاجِم قد اجْتَمعُوا بِالْمَدَائِنِ فَقَالَ: انهَدوا بِنَا إِلَيْهِم، أَي انهضوا. قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا أحد مَا عُدَّ من فصاحة سلمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ. وَبَنُو نَهْد: قَبيلَة من الْعَرَب. ونَهْدان: اسْم، وَكَذَلِكَ نُهيد ومُناهِد. والهُدْنة: السّكون)
هدّنت الرجل تهديناً وهادنته مهادنةً، إِذا وادعتَه الحربَ، وَالِاسْم الهُدنة. وَمِنْه حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم: هُدنة على دَخَنٍ، أَي موادعة تحتهَا عَدَاوَة. والهِدان: الرجل الثقيل الجبان. وهِند: اسْم، أَصله التّهنيد يُقَال: هنّدته النساءُ، إِذا سلبن عقله. قَالَ الراجز: شاقَكَ من هَنّادةَ التهنيدُ موعودُها والباطلُ الموعودُ والهِند: جيل مَعْرُوف. وَالسيف المهنَّد وَكَذَلِكَ الهُنْدُواني مَنْسُوب الى الْهِنْد. وَقد سمّت الْعَرَب: هَنّاداً وهُنَيْداً. وهُنَيْدَة: الْمِائَة من الْإِبِل، معرفَة لَا تدْخلهَا الْألف وَاللَّام. قَالَ جرير:
(أعطَوا هُنيدةَ يحدوها ثمانيةٌ ... مَا فِي عطائهم مَنٌّ وَلَا سَرَفُ)
وَفِي الْعَرَب بطُون يُنسبون الى أُمَّهَات يُسمّين هِنْداً: بَنو هِند فِي كِنْدَة، وَبَنُو هِند فِي بكر بن وَائِل وأحسب فِي قُضاعة، أَيْضا. وهِند: صنم، وَقد سمّوا عبد هِند كَمَا سمّوا عبد يَغوث.
وَعَمْرو بن هِنْد: رجل من الشُّعَرَاء المجوَّدين. وَقد سمّوا الرجل هنداً: هِند بن أبي هالةَ، أمّه خَدِيجَة زوج النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم، وهِند بن أَسمَاء:

(2/687)


رجل من بني الْحَارِث بن كَعْب. قَالَ الشَّاعِر:
(قتلتَ فِي حَرَمٍ مِنّا أَخا ثقةٍ ... هندَ بنَ أسماءَ لَا يَهْنئْ لَك الظَّفَرُ)
وَبَنُو هِند: بطن من الْعَرَب، وَكَذَلِكَ بَنو هَنّاد.
(دني)
يُقَال: هُوَ ابْن عمّه دِنْياً ودُنْياً، أَي قريب النّسب. والدُّنْيا: مَعْرُوفَة. والدَّيْن: مَعْرُوف. وَرجل مَدين ومديون، وَهُوَ الأَصْل، إِذا كَانَ عَلَيْهِ دَين، ومُدان أَيْضا. وَقَالَ قوم: مُدانٌ: عَلَيْهِ دَين، ومُدّان: يَأْخُذ الدّين. قَالَ الهُذلي أَبُو ذُؤَيْب:
(أدانَ وَأَنْبَأَهُ الأوّلونَ ... بأنّ المُدانَ مَليٌّ وَفيُّ)
وادّان الرجلُ، إِذا أَخذ الدَّينَ. قَالَ عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إنّ الأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهينة رَضِي من دِينه وأمانته أَن يُقَال: سبق الحاجَّ فادّان مُعْرِضاً فَأصْبح قد رِينَ بِهِ، أَي أَخذ من هَاهُنَا وَهَاهُنَا قد رِين بِهِ: أَي غُلب على أمره. والدِّين: المِلّة دِين الله: ملّة الله الَّتِي اختصّها، وَهِي الْإِسْلَام. والدِّين: الدَّأْب وَالْعَادَة مَا زَالَ ذَاك دِينَه، أَي دأبه وعادته. قَالَ الشَّاعِر:
(تَقول إِذا دَرَأْتُ لَهَا وَيني ... أَهَذا دِينُه أبدا وَدِيني)
)
الوَضين: حزَام الرحل. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(كدِينكَ من أمّ الحُوَيْرِث قبلهَا ... وجارتِها أمِّ الرَّباب بمأْسَلِ)
والدِّين: الطَّاعَة والمُلك. قَالَ الله تَعَالَى: مَا كَانَ ليأخذَ أَخَاهُ فِي دِين المَلِك، أَي فِي طَاعَته. قَالَ الشَّاعِر:
(لَئِن حللت بجَوٍّ فِي بني أسدٍ ... فِي دين عمرٍ ووحالت دُوننَا فَدَكُ)
ويُروى: بَيْننَا، أَي فِي طَاعَة عَمْرو. والدِّين: الْجَزَاء. قَالَ الله جلّ وعزّ: مَالك يَوْم الدّين، أَي الْجَزَاء، وَالله أعلم. والمثل السائر: كَمَا تَدين تُدان، أَي كَمَا تفعل يُفعل يُفعل بك. وَأخْبرنَا أَبُو حَاتِم عَن أبي عُبيدة قَالَ: كَانَ ملك من مُلُوك غسّان يتَعَذَّر النِّسَاء لَا يبلغهُ عَن امْرَأَة جمالٌ إِلَّا أَخذهَا، فَأخذ ابْنة يزِيد بن الصَّعِق الكِلابي، وَكَانَ أَبوهَا غَائِبا فَلَمَّا قدم أُخبر فوفد إِلَيْهِ فصادفه متبدّياً، وَكَانَ الْملك إِذا تبدّى لم يُحجب عَنهُ أحد، فَوقف بَين يَدَيْهِ بِحَيْثُ يسمع كَلَامه فَقَالَ:
(يَا أَيهَا الملكُ المُقِيتُ أما ترى ... لَيْلًا وصبحاً كَيفَ يختلفانِ)

(هَل تَسْتَطِيع الشَّمْس أَن يُؤتى بهَا ... لَيْلًا وَهل لَك بالمَليك يَدانِ)

(واعْلَمْ وأيْقِنْ أنّ مُلْكَك زائلٌ ... واعْلَمْ بأنّ كَمَا تَدينُ تُدانُ)
فَأَجَابَهُ الْملك:
(إِن الَّتِي سلبت فؤادَك خُطّةٌ ... مرفوضةٌ مِلْ آن يَا ابنَ كِلابِ)

(فارْجِعْ بحاجتك الَّتِي طالبتها ... والْحَقْ بقومك فِي هضاب إرابِ)

(2/688)


ثمَّ نَادَى أَن هَذِه سُنّة مرفوضة. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مَا أُنشدت هَذِه الأبياتُ ملكا ظَالِما قطُّ إلاّ كفّتْ من غَرْبه.
3 - (بَاب الدَّال وَالْوَاو)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(دوه)
داهَ يدوه دَوْهاً وَهُوَ دائه، إِذا تحيّر. والوَهْدَة من الأَرْض: المطمئن الغامض، وَالْجمع وِهاد.
وهادَ الرجل يهود هَوْداً، إِذا رَجَعَ وناب، وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: إنّا هُدْنا إِلَيْك، أَي أنَبْنا وتُبْنا ورجعنا هَكَذَا يَقُول أَبُو عُبَيْدَة، وَالله أعلم. وهَوّدَ الرجلُ فِي السّير تهويداً، إِذا سَار سيراً لينًا، وَمِنْه اشتقاق الهَوادة، أَي اللِّين والسكون. والهَوَدَة: أصل السّنام، سَنام الْبَعِير خاصّة، وَالْجمع هَوَد. وهُود: اسْم نَبِي عَلَيْهِ السَّلَام، وَأَصله من التهويد، وَهُوَ السّكُون والهدوء. وسُمّي الْيَهُود يهوداً إِمَّا من قَوْله عز وجلّ: إنّا هُدْنا إِلَيْك، أَي رَجعْنَا وتُبْنا، وَإِمَّا من التهويد أَي السّكُون وَيُمكن أَن يَكُونُوا سُمّوا بِالْمَصْدَرِ من هاد يهود هَوْداً. وَفِي التَّنْزِيل: وَقَالُوا كونُوا هُوداً أَو نَصَارَى، وَهُوَ من هَذَا إِن شَاءَ الله. والوَدْه فعل ممات من وَدِهَ يَوْدَه وَدَهاً. وأودهني عَن كَذَا وَكَذَا، أَي صدّني عَنهُ، وَهِي لُغَة قديمَة. والأوداه: مَوضِع مَعْرُوف. قَالَ أَبُو زُبيد الطَّائِي:
(جازعاتٍ إليهمُ شُعَبُ الأو ... داهِ تُسْقَى قُوتاً ضَياحَ المديدِ)

(دوِي)
الدَّويّ: مصدر سَمِعت دَويَّ الرَّعْد، وَهُوَ فِي وزن فَعيل. والدَّواة: مَعْرُوفَة، وَالْجمع دُوِيّ، وَقَالُوا: دَوًى مَقْصُور، مثل نَواة وَنوى. والوَدِيّ: الفسيل، واحدتها وَدِيّة. والوَدْي: مصدر وَدَى الحمارُ يَدي وَدْياً، إِذا أدلى. قَالَ مَالك بن نُويرة:
(ترى ابْن أُبَيْرٍ خلف قيسٍ كَأَنَّهُ ... حُمارٌ وَدَى خلف استِ آخرَ قائمِ)
والوادي: مَعْرُوف، وَأَصله واشتقاقه من الوَدْي كَذَا قَالَ بعض أهل اللُّغَة، وَهُوَ المَنيّ.
3 - (بَاب الدَّال وَالْهَاء)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(دهي)
الدَّهْي: مصدر دَهِيَ الرجلُ يدهَى دَهْياً ودهاءً، إِذا صَار داهياً. وَقد سمّت الْعَرَب دُهَيّاً. قَالَ أَبُو زيد: دَهَيْتُ الرجلَ فَأَنا أدهاه دَهْياً، وَذَلِكَ أَن تعيبه وتغتاله وتغتابه وتنقصه. وأدهيتُ الرجلَ، إِذا وجدته داهياً. وَبَنُو دُهَيّ: بطن من الْعَرَب. والدِّيَة نَاقِصَة ترَاهَا فِي بَابهَا إِن شَاءَ الله.
والهَدْي: مَا أُهدي الى الْكَعْبَة، واحدتها هَدْيَة، وَيُقَال: هَديّة. والهَديّة: مَعْرُوفَة، وَالْجمع هَدَايَا.
والهَدِيّ: الْعَرُوس إِذا زُفَّت الى زَوجهَا. قَالَ عنترة:
(أَلا يَا دارَ عبلةَ بالطَّويِّ ... كرَجْعِ الوَشْم فِي كفِّ الهَديِّ)
والهَديّ: الْأَسير. قَالَ المتلمّس:

(2/689)


(وطُرَيْفَةُ بنُ العَبْد كَانَ هَديَّهم ... ضَربوا صميمَ قَذاله بمهنَّدِ)
وهِيدْ هِيدْ: كلمة يَقُولهَا الْحَادِي، وَرُبمَا نوّنوها فَيَقُولُونَ هِيدٍ هِيدٍ. وَتقول الْعَرَب: هَيْدَ مَا لَك، وهِيدَ مَا لَك، فِي معنى: مَا شَأْنك. وأيامُ هَيْدٍ: أَيَّام مُوتانٍ كَانَت فِي الْعَرَب فِي الْقَدِيم، شَبيه بالطاعون. وَفِي بعض أخبارهم: هِيد وَمَا هِيد، مَاتَ فِي اثْنَا عشرَ ألف قَتِيل. وهَيْد: موت كَانَ فِي الدَّهْر قَدِيما فَقَالُوا: كَانَ ذَلِك فِي زمَان هَيدٍ، فِيمَا ذكره ابْن الْكَلْبِيّ، وَأَنه حفر فِي مَوضِع بِالْيمن فَوجدَ فِيهِ سريرين مضبَّبين بِالذَّهَب عَلَيْهِمَا امْرَأَتَانِ فِي حُلَل منسوجة بِالذَّهَب عِنْد رَأس إِحْدَاهمَا لوح مَكْتُوب: أَنا حُبَّى بنت تُبَّع القَيْل إِذْ لَا قيل إِلَّا الله، مُتنا فِي زمَان هَيْدٍ، مَاتَ فِيهِ اثْنَا عشرَ ألف قَيْل فلجأنا الى هَذَا الشِّعب أَن يجيرَنا من الْمَوْت فَلم يُجِرْنا، وَلَا نشْرك بِاللَّه شَيْئا.
انْقَضى حرف الدَّال وَالْحَمْد لله حقَّ حَمده وصلواته على سيّدنا مُحَمَّد نبيّ الرَّحْمَة وَآله الطاهرين.

(2/690)