جمهرة اللغة

 (حرف الرَّاء فِي الثلاثي الصَّحِيح)

3 - (بَاب الرَّاء وَالزَّاي)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(رزس)
أُهملت.
(رزش)
شَزَرَه ببصره يشزِره ويشزُره شَزْراً، إِذا نظر إِلَيْهِ بمُؤْخِر عينه. وطعنه شَزْراً، إِذا طعنه من عَن يَمِين وشمال. قَالَ رؤبة: نَقْفاً على الْهَام وطعناً شَزْرا والشّزْر: الفتل الشَّديد. قَالَ الراجز: أمَرَّه يَسْراً فَإِن أعيا اليَسَرْ والتاثَ إلاّ مِرَّةً الشّزْرِ شَزَرْ والمشازرة: المضايقة. وشَيْزَر: مَوضِع، وَلَا أَحْسبهُ عَرَبيا صَحِيحا. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(تقطّعَ أسبابُ اللُّبانة والهوى ... عشيةَ جاوَزنا حماةَ وشَيْزَرا)
والشّرْز: الشدّة فِي الْأَمر والصعوبة. قَالَ رؤبة: نَسقي العِدى غيظاً طَوِيل الجَأْزِ يَلْقى مُعاديهم عذابَ الشّرْزِ
(رزص)
أُهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الضَّاد والطاء، إِلَّا فِي قَوْلهم: الضِّرِزّ، وَهُوَ العَسِر.)
(رزط)
الطَّرْز والطِّراز فارسيّ معرَّب، وَقد تكلّمت بِهِ الْعَرَب قَدِيما. قَالَ حسّان:
(بيضُ الْوُجُوه كريمةٌ أحسابُهم ... شُمُّ الأنوفِ من الطِّراز الأولِ)
وَتقول الْعَرَب: طَرْزُ فلانٍ طرزٌ حسنٌ، أَي زِيّه وهيئته. واستُعمل ذَلِك فِي جيّد كل شَيْء قَالَ رؤبة: فاخترتُ من جَيِّدِ كلِّ طَرْزِ جَيّدَةَ القَدِّ جيادَ الخَرْزِ
(رزظ)
أُهملت.

(2/704)


(رزع)
الزَّعَر: قلّة الشّعْر فِي الرَّأْس واللحية وقلّة الريش فِي الطَّائِر رجل أزْعَرُ وَامْرَأَة زَعْراءُ، وظليم أزْعَرُ ونعامة زَعْراءُ. وَرجل فِي خُلقه زَعارَّة، أَي شدّة. وَيُقَال فِي قلَّة الشَّعر: زَعِرَ يزعَر زَعَراً وازْعَرّ ازعِراراً، فَأَما من سوء الْخلق فَلَا يُقَال إِلَّا ازعارَّ وازعَرَّ. والزُّعْرور: ثَمَر شجر، عَرَبِيّ مَعْرُوف. وزَعْران: اسْم رجل. وَقد سمّت الْعَرَب زَعوراً، وَهُوَ أَبُو بطن مِنْهُم. والرَّعْز: يُكنى بِهِ عَن النِّكاح لُغَة مَرْغُوب عَنْهَا لمَهْرَة بن حَيْدان بَات يرعَزها رَعْزاً.
والزَّرْع: كل مَا زرعته من نبت أَو بقل زرعتُ أزرَع زرعا، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى قَالُوا: زرع الله الصبيَّ، أَي أنماه. وَيُقَال: هَؤُلَاءِ زَرْعُ فلانٍ، أَي وَلَده. والمزرُعة والمزرَعة: مَوضِع الزّرع، لُغَتَانِ فصيحتان، وَالْجمع مَزارع. فَأَما الزَّريعة فَرُبمَا سُمّي الشَّيْء المزروع زَريعة، كَأَنَّهَا فَعيلة فِي معنى مفعولة. وَيُقَال: زرّاع، فِي معنى زارع. قَالَ الشَّاعِر:
(ذَريني لكِ الويلاتُ آتِي الغوانيا ... مَتى كنتُ زَرّاعاً أسوق السَّوانيا)
وَقد سمّت الْعَرَب زُرْعَة وزُرَيْاً وزَرْعان. والعَزْر من قَوْلهم: عَزَرْتُه أعزِره عَزْراً، إِذا منعته عَن الشَّيْء، وَبِه سُمّي الرجل عَزْرَة. وعزّرتُ الرجل تعزيراً، إِذا فخّمت أمره وأكرمته، وَمِنْه قَوْله عزّ وجلّ: وتُعزَّروه وتوقِّروه. وَالتَّعْزِير: ضرب دون الحدّ هَكَذَا يَقُول بعض أهل اللُّغَة. والعَيْزار: ضرب من الشّجر، الْوَاحِدَة عَيْزارة. وَقد سمّت الْعَرَب عازراً وعَيْزارة وعَزْران. فَأَما عُزير فاسم عبراني وَافق لفظُه العربيةَ، وَكَذَلِكَ عَيْزار بن هَارُون بن عِمران.)
والعَرْز: اشتداد الشَّيْء وغِلَظه، وَرُبمَا قيل: استعرز الشيءُ، إِذا تقبّض كَمَا تستعرز الْجلْدَة فِي النَّار، إِذا تقبّضت. واستعرز النبتُ، إِذا اشتدّ وصلب. وعَرِزَ لحمُ الدابّة واستعرز كَذَلِك.
وعَرَزْتُ الشيءَ أعرِزه عَرْزاً، إِذا انتزعته انتزاعاً عنيفاً. قَالَ الشَّمّاخ:
(وكلُّ خليلٍ غيرُ هاضمِ نفسِه ... لوَصْلِ خليلٍ صارمٌ أَو مُعارزُ)

(رزغ)
الرّزَغَة مثل الرَّدَغَة سَوَاء، وَهُوَ الطين الْقَلِيل من مطر أَو غَيره أرزغَ المطرُ الأرضَ وأردغَها بِمَعْنى. وَأنْشد لطرفة:
(وَأَنت على الْأَقْصَى صَباً غيرُ قَرَّةٍ ... تَذاءبَ مِنْهَا مُزْرِغٌ ومَسِيلُ)
ويُروى: مُرْزِع ومُسيل. وأرزَغَ فلانٌ فِي عِرض فلَان يُرزغ إرزاغاً، إِذا طعن فِيهِ عَن أبي حَاتِم عَن أبي زيد. والزَّغْر فعل ممات، وَهُوَ اغتصابك الشيءَ، زَعموا زَغَرْتُ الشيءَ أزغَره زَغْراً. وزُغَرُ: اسْم رجل، وَأَحْسبهُ أَبَا قوم من الْعَرَب. وَعين زُغَرَ: مَوضِع بِالشَّام، وَزعم ابْن الْكَلْبِيّ أنّ زُغَر امْرَأَة نُسبت إِلَيْهَا هَذِه الْعين، فَأَما قَول أبي دُواد:

(2/705)


(ككِنانة الزُّغَريّ غَ ... شّاها من الذّهب الدُّلامِصْ)
فَلَا أَدْرِي الى مَا نُسبت والدُّلامِص: البرّاق، وَهُوَ وَاحِد. والغَرْز: رِكاب الرَّحل. قَالَ الشَّاعِر:
(تُصغي إِذا شدّها فِي الكُور جانحةً ... حَتَّى إِذا مَا اسْتَوَى فِي غَرْزها تَثِبُ)
وغرزتُ رجْلي فِي الغَرْز واغترزتُ، إِذا ركبت وكل شَيْء سمّرته فِي شَيْء فقد غرزته فِيهِ.
وغَرَزَتِ الناقةُ، وغيرُها، إِذا قلّ لَبنهَا، وَأكْثر مَا يُستعمل ذَلِك فِي الْإِبِل خَاصَّة والآتُن. قَالَ الشَّمّاخ:
(كأنّي ورَحْلي فَوق جأْبٍ مطَّردٍ ... من الحُقْب لاحته الجِدادُ الغوارزُ)
وغرَّزتِ الجرادةُ، إِذا أدخلت ذنبها فِي الأَرْض لتبيض. والغريزة: الطبيعة، وَالْجمع غرائز فلَان كريم الغريزة والطبيعة والنحيتة والنحيرة والخليقة والسليقة، كل ذَلِك وَاحِد. وَمَاء غَزير من مياه غِزار وغُزْر، أَي كثير، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى قيل: شَاة غزيرة كَثِيرَة اللَّبن، وَرجل غزير الْعلم بيِّن الغَزارة. وغُزْران: مَوضِع. وغَزُرَ البحرُ غزارةً، إِذا كثر مَاؤُهُ.
(رزف)
الزِّفْر: الحِمل على الظّهْر خاصّة، وَالْجمع أزفار. قَالَ الشَّاعِر:)
(طِوال أنضية الْأَعْنَاق لم يَجدوا ... ريحَ الْإِمَاء إِذا راحت بأزفارِ)
وَيُقَال: جادَ مَا ازدفرَ بحِمله، إِذا أطاقه ونهض بِهِ. وَبِه سُمّي الرجل زُفَرَ لِأَنَّهُ يزدفر بالأمور، أَي يطيقها. قَالَ الشَّاعِر:
(أَخُو رغائبَ يُعْطِيهَا ويسألها ... يأبَى الظُّلامةَ مِنْهُ النَّوْفَلُ الزُّفَرُ)
النَّوْفَل: الْكثير النَّوَافِل. والزَّفْر: مصدر زَفَرَ يزفِر زَفْراً وزَفيراً، إِذا ردّد النّفَس فِي جَوْفه حَتَّى تنتفخ ضلوعه. قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:
(خِيطَ على زَفْرَةٍ فتمّ وَلم ... يرجِعْ الى دِقّةٍ وَلَا هَضَمِ)
يصف فرسا، يَقُول: كَأَنَّهُ زَفَرَ ثمَّ خِيطَ على زَفْرته فَهُوَ منتفج الجنبين. وزافرة الرجل: عشيرته وَبَنُو أَبِيه. وزَفْرَة الْفرس: وَسطه. وزَفَرَتِ النارُ، إِذا سَمِعت لَهَا صَوتا فِي توقّدها. والزَّرْف: الزِّيَادَة على الشَّيْء زَرَفَ الرجلُ فِي حَدِيث، إِذا زَاد فِيهِ. قَالَ الْأَصْمَعِي: كَانَ يُقَال إِن ابْن الْكَلْبِيّ يُزَرِّف فِي حَدِيثه، أَي يزِيد فِيهِ. والزَّرافة: الْجَمَاعَة من النَّاس، وَالْجمع الزَّرافات. وَقَالَ الحَجّاج على مِنْبَر الْكُوفَة: إيَّايَ وَهَذِه الزَّرافاتِ فَإِنِّي لَا أرى رجلا تطيف بِهِ زرافةٌ إِلَّا استحللتُ دَمه وَمَاله. والزُّرافة، بضمّ الزَّاي: دابّة، وَلَا أَدْرِي أعربية صَحِيحَة أم لَا، وَأكْثر ظنّي أَنَّهَا عَرَبِيَّة لِأَن أهل الْيمن يعرفونها من نَاحيَة الْحَبَشَة. وَقَالَ أَبُو مَالك: الزَّرّافات: المنازف الَّتِي يُنزف بهَا المَاء

(2/706)


للزّرع وَمَا أشبهه. وَأنْشد:
(يَبيت وَذَا الأهدابِ يعوي ودونه ... من الشّامِ زَرّافاتُها وقصورُها)
والفَرْز: فرزك الشيءَ عَن الشَّيْء، إِذا فرّقته فرزتُه أفرِزه فَرْزاً فَهُوَ مفروز، إِذا فرّقته، والقطعة مِنْهُ فِرْزَة بِكَسْر الْفَاء، فَإِذا لم تدخل الْهَاء قلت: فِرْز، وَالْجمع أفراز وفُروز. والفِرْز: الْقطعَة من المِغْزَى خاصّة. وَكَانَ سعد بن زيد مَنَاة يُسمى الفِزْر لحَدِيث كَانَ لَهُ. قَالَ الْحَنَفِيّ:
(وإنّ أَبَانَا كَانَ حلّ ببلدةٍ ... سِوًى بَين قيسٍ قيسِ عَيْلانَ والفِزْرِ)
سِوًى: أَي مستوٍ عَدْل. وَتقول الْعَرَب: لَا أَفعلهُ أَو تجتمعَ مِعزى الفِزْر، وَله حَدِيث. سُئل أَبُو بكر عَن مَناه، بِالْهَاءِ أم بِالتَّاءِ، فَأَنْشد:
(أَلا هَل أَتَى التَّيْمَ بنَ زيدِ مَناتِهم ... على الشَّنْء فِيمَا بَيْننَا، ابنِ تميمِ)

(بمَصْرَعنا النُّعمانَ يَوْم تألّبت ... تميمٌ علينا من شَظًى وصميمِ)

(تزوَّد منّا بَين أُذْناه ضَرْبَة ... دَعَتْهُ الى هابي التُّرَاب عقيمِ)
)
قَوْله: بَين أُذناه، على لغته لأَنهم يَقُولُونَ: رَأَيْت الرّجلَانِ ومررت بالرجلان. وفزَرْتُ الشيءَ أفزِره فَزْراً، إِذا صدَعته مثل الثَّوْب وَمَا أشبهه، وانفزر الشيءُ انفزاراً. وَرجل أفْزَرُ وَامْرَأَة فَزْراءُ، وَهُوَ الَّذِي يتطأمن ظَهره وَكَذَلِكَ الْفرس. وَمِنْه اشتقاق فَزارة، وَقَالَ قوم: الفَزارة أُنثى هَذَا السَّبع الَّذِي يُسمى البَبْر. والفازر: ضرب من النَّمْل فِيهِ حُمرة قَالَ الْأَصْمَعِي: قيل لفُلَان: قد نسبتَ الجِنَّ والإنسَ فَهَل نسبتَ الذَّرَّ فَقَالَ: نعم، للنمل جَدّان: عُقْفان والفازر، فالفازر جدّ للسودان، وعُقْفان جد الحُمر. وَيُقَال: طَرِيق فازر، أَي وَاسع هَكَذَا قَالَ الْخَلِيل. وَقد سمّت الْعَرَب فَزارة، وَهُوَ أَبُو حيّ من الْعَرَب، وفِزْراً وفُزَيْراً. وَبَنُو الأفْزَر: بطن من الْعَرَب. وَيُقَال للْأُنْثَى من النمور: فَزارة، وَلَا أَدْرِي مَا صحّة ذَلِك.
(رزق)
الرِّزْق: مَعْرُوف، رِزْق الله تَعَالَى، والرَّزْق الْمصدر، بِفَتْح الرَّاء. قَالَ الراجز: وبَثَّ فِي هَذَا الأنامِ رَزْقَهْ وَقَالَ أَيْضا: سُمّيتَ بالفاروق فافْرُقْ فَرْقَهُ وارْزُقْ عِيالَ الْمُسلمين رَزْقَهُ وكلّ من أجريتَ عَلَيْهِ جِراية فقد رزقته رَزْقاً. وَالله عزّ وجلّ الرازق والرزّاق، وَجمع الرَّزق أرزاق. والرِّزق: الشُّكْر، لُغَة سَرَويّة. قَالَ الشَّاعِر:
(مَنَنْتُ على رُجّال عمرٍ و ... برازقيٍّ غيرِ مرزوقِ)

(2/707)


أَي غير مشكور. وَمِنْه: وتجعلون رِزْقَكم، أَي شكركم. وَقد سمّت الْعَرَب رُزَيْقاً ومرزوقاً.
والرَّزَق: زَرَق الْعين، وَهُوَ خضرَة الحَدَقَة رجل أزْرَقُ وَامْرَأَة زَرْقاءُ، وَكَذَلِكَ الْفرس وكل مَا زَرِقَت عينُه من الدوابّ وَغَيرهَا، والباز أَزْرَق. قَالَ الشَّاعِر:
(لقد زَرِقَتْ عيناكَ يَا ابنَ مُكَعْبَرٍ ... كَمَا كلُّ ضَبّيٍّ من اللؤم أزرقُ)
وسُمّيت الأسِنّة زُرْقاً للونها. وَفِي كتاب الله عزّ وجلّ: ونحْشُر الْمُجْرمين يومئذٍ زُرْقاً. قَالَ المفسّرون: عُمْياً لَا يبصرون، وَالله أعلم. والزَّرْق: الطعْن زَرَقَه يزرُقه زَرْقاً. والمِزْراق: الرمْح الصَّغِير يُزرق بِهِ الْوَحْش وَغَيرهَا. والأزارِقة: قوم من الْخَوَارِج يُنسبون الى نَافِع بن الْأَزْرَق. والزُّرَّق: طَائِر من الْجَوَارِح. وَقد سمّت الْعَرَب زُرقان وزُريقاً. وَبَنُو زُرَيْق: بطن)
من الْعَرَب من الْأَنْصَار. وجمعوا أَزْرَق زُرقاناً، كَمَا جمعُوا أدهم دُهماناً وأحمر حُمْراناً. فَأَما زُرْقُم صفة رجل فالميم زَائِدَة، وستراه مجموعاً فِي بَابه إِن شَاءَ الله. والزَّقْر لُغَة فِي الصَّقْر تميمية، وَقد رُوي عَن صفيّة بنت عبد المطّلب أَنَّهَا قَالَت لرجل: كَيفَ رأيتَ زَبْرا أأقِطاً وتَمْرا أم مُشْمَعِلاًّ زَقْرا تَعْنِي الزُّبَير المشمعلّ: الجادّ فِي أمره الْمَاضِي فِيهِ. والقَرْز: قَرْزُك الترابَ وَغَيره بأطراف أصابعك نَحْو القَبْض. والقَرْز أَيْضا: الغِلَظ من الأَرْض، والأكَمَةُ.
(رزك)
الرِّكْز: الحِسّ وَالصَّوْت. وَفِي التَّنْزِيل: أَو تسمعُ لَهُم رِكْزاً، هَكَذَا فسّره أَبُو عُبَيْدَة، وَالله أعلم.
والرِّكاز: الكَنز يُوجد فِي فلاة أَو فِي مَعْدن. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم لِوَائِل بن حُجْر: وَفِي الرِّكازِ الخُمُسُ. ورَكَزْتُ الرمحَ أركُزه وأركِزه رَكْزاً، إِذا أثبتّه فِي الأَرْض.
ومَراكز الْقَوْم: مَواضعهم فِي ثغورهم يُقَال: زَالَ القومُ عَن مراكزهم. والزُّكْرَة: سِقاء صَغِير.
وتزكَّر بطنُ الجدي، إِذا امْتَلَأَ، وزَكَرِيّ: اسْم أعجمي فِيهِ ثَلَاث لُغَات: زَكَرِيّ، وزَكَرِيّا مَقْصُور، وزَكَرِيّاء مَمْدُود. والكُرْز: الخُرج الصَّغِير يَجْعَل فِيهِ الرَّاعِي مَتاعه ثمَّ يحملهُ على كَبْش من غنمه، فَذَلِك الْكَبْش يسمّى الكُرّاز. وَبِه سُمّي الرجل كُرَيْزاً، وَهُوَ تَصْغِير كُرْز. وَرُبمَا سُمّي الخُرج الْكَبِير كُرْزاً. وَمثل من أمثالهم: رُبَّ شَدٍّ فِي الكُرْز. وَلِهَذَا حَدِيث قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: هَذَا حديثُ أعْوَجَ، وَهُوَ فرس لبني هِلَال بن عَامر وأمُّه سَبَل فرس كَانَت لبني آكل المُرار ثمَّ صَارَت الى بني كِلاب. وَقَالَ مرّة أُخْرَى: فرس يُقَال لَهُ أعْوجُ نُتِجته أمّه وتحمّل أصحابُه فَحَمَلُوهُ فِي كُرْز فَمروا بشيخ فَقَالَ: رُبَّ شَدٍّ فِي الكُرْز، يَعْنِي عَدْوَه. وَقد سمّت الْعَرَب كُرْزاً وكُرَيزاً وكَريزاً وكارزاً ومُكْرِزاً ومِكْرَزاً.

(2/708)


والكُرَّز من الطير: الَّذِي قد أَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ، وَهُوَ فَارسي معرَّب وَقد تلكمت بِهِ الْعَرَب. قَالَ الراجز: لمّا رأتني رَاضِيا بالإهمادْ لَا أتنحّى قَاعِدا فِي القُعّادْ كالكُرَّزِ المشدود بَين الأوتادْ)
والكُرَاز: القارورة، وتُجمع كِرْزاناً، وَلَا أَدْرِي أعجميّ هُوَ أم عربيّ، غير أَنهم قد تكلّموا بهَا.
وَيُقَال: كارزَ الى الْمَكَان، إِذا بَادر إِلَيْهِ فَاخْتَبَأَ هَكَذَا يَقُول الْخَلِيل. وَقَالَ يُونُس أَيْضا: كارزَ الرجلُ الى الْمَكَان، إِذا اخْتَبَأَ فِيهِ. وَأنْشد:
(فلمّا رأين الماءَ قد حَال دونَه ... ذُعافٌ الى جنب الشّريعة كارزُ)

(رزل)
أُهملت.
(رزم)
رَزَمْتُ الشيءَ أرزِمه رَزْماً، إِذا جمعته. والرِّزْمَة: الثِّيَاب المجتمعة وَغَيرهَا. ورَزَمَ الرجلُ يرزِم رَزْماً فَهُوَ رازِم، إِذا أضرّ بِهِ الْمَرَض أَو الْجُوع فغيّره. وَبِه سُمّي الرجل رِزاماً.
وأرزمتِ الناقةُ تُرْزِم إرزاماً، إِذا حنّت. وأرزَمَ الرّعدُ، إِذا سَمِعت لَهُ حنيناً فِي السّحاب.
والمِرْزَمان: نجمان من نُجُوم الأنواء، وَالْجمع المَرازم. ورازمَ الرجل بَين طعامين، أَي ضَرْبَيْنِ من خبز وتمر وَمَا أشبه ذَلِك. قَالَ الرَّاعِي:
(كُلي الحَمْضَ بعد المقحِمين ورازمي ... الى قابلٍ ثمّ اعْذِري بعد قابلِ)
وَيُمكن أَن يكون اشتقاق رِزام من هَذَا. ومِرْزَم الجوزاء اخْتلفُوا فِيهِ، فَقَالَ بَعضهم: لَيْسَ للجوزاء مِرْزَم، إِنَّمَا هُوَ مِرْزَم السِّماك وَيُقَال: المِرْزَمان مِرْزَم الجوزاء ومِرْزَم السِّماك.
وسمعتُ رَزْمَةَ السِّباع، أَي هماهِمها على فرائسها. قَالَ الشَّاعِر:
(تركُوا عِمرانَ منجدلاً ... للسِّباع حوله رَزَمَهْ)
وبعير رازمٌ، إِذا برك فَلم يبرح من مَكَانَهُ إعياءً. وَيُقَال: أَسد رُزَم ورُزَام، إِذا جثم على الفريسة وهَمْهَمَ عَلَيْهَا. قَالَ الراجز: أيا بني عبد مناةَ الرُّزامْ أَنْتُم حُماةٌ وأبوكمُ حامْ لَا تُسْلِموني لَا يَحِلُّ إسلامْ لَا تَعِدوني نصرَكم بعد العامْ والرُّزام من الرِّجَال: الصعب المتشدّد. وَفُلَان يَأْكُل رَزْمَة، مثل الوَجْبَة. والرَّمْز: الإيحاء والإيماء رَمَزَ يرمُز رَمْزاً وَفِي التَّنْزِيل: إِلَّا رَمْزاً، أَي إِشَارَة، وَالله أعلم. وترمّز القومُ، إِذا)
تحرّكوا فِي مجَالِسهمْ لقِيَام أَو خُصُومَة. وَعَاد نسَاء من الْعَرَب رجلا مِنْهُم فقعدن حوله فَأَنْشَأَ يَقُول:
(لقلَّ غَناءً عَن عُمير بن مالكٍ ... ترمُّزُ أستاه النّساء العوائدِ)
قَالَ: فقمنَ، وقلن: أبعدَه الله.

(2/709)


وَرجل رَميز: كثير الْحَرَكَة، وَقَالُوا: الرميز: الْحَلِيم الوقور.
وكتيبة رَمّازة: كَأَنَّهَا لَا تستبيه حركتُها لِكَثْرَة أَهلهَا. قَالَ الهُذلي:
(تحميهمُ شَهْباءُ ذاتُ قوانسٍ ... رَمّازةٌ تأبى لَهُم أَن يُحْرَبوا)
وَمِنْه قَوْلهم: لم يَرْمَئزَّ من مَكَانَهُ، أَي لم يَتَحَرَّك، وَكَانَ الأَصْل: يَرْمأزِز. وَقَالَ يُونُس: ذَهَبْنَا الى أبي مَهْدية فِي عَقِب مطر نَسْأَلهُ عَن حَاله وَكَانَ قد بنى بَيْتا فِي ظَاهر خَنْدَق الْبَصْرَة وَسَماهُ جَنّاحاً فَقُلْنَا لَهُ: كَيفَ أَنْت يَا أَبَا مَهْديّة فَقَالَ: عهدي بجنّاح إِذا مَا ارْتَزّا وأذْرَتِ الريحُ تُرَابا نَزّا أنْ سَوف تُمْضيه وَمَا ارْمَأزّا كأنّما لُزَّ بصخرٍ لَزّا أحْسَنَ بيتٍ أهَراً وبَزّا يُقَال: بَيت حسن الأهَرَة والظَّهَرَة، إِذا كَانَ حسن الْمَتَاع قَالَ: وَمَا كَانَ فِي الْبَيْت إلاّ حَصِير مخرَّق. قَالَ أَعْرَابِي لرجل: أَعْطِنِي درهما، قَالَ: لقد سألتَ رَميزاً، الدِّرْهَم عُشْر الْعشْرَة وَالْعشرَة عُشْر الْمِائَة وَالْمِائَة عُشْر الْألف وَالْألف عُشْر دِيَتِك. والزّرْم: الْقطع يزرِمه زَرْماً وزَرِمَ الصبيُّ، إِذا انْقَطع بولُه. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم: لَا تُزْرِموا ابْني، أَي لَا تقطعوا عَلَيْهِ بَوْله، يَعْنِي الحُسين. وكل شَيْء انْقَطع فقد زَرِمَ. قَالَ النَّابِغَة:
(قلت لَهَا وَهِي تسْعَى تَحت لَبَّتِها ... لَا تَحْطِمَنّكَ أَن البيع قد زَرِما)
وارزأمَّ ارزيماماً، بِمَعْنى رَزِمَ. وَقد نُهي عَن كسب الزَّمّارة، وفسّره أَصْحَاب الحَدِيث: الْفَاجِرَة، وَقَالَ قوم إِنَّهَا الرّمّازة وَلَا أَقُول فِي هَذَا شَيْئا. والزّمّارة: عَمُود الغُلّ الَّذِي بَين الحلقتين. قَالَ الشَّاعِر:
(ولي مُسْمِعان وزَمّارةٌ ... وظِلٌّ مديدٌ وحِصْنٌ أمَقْ)
يَعْنِي قيدين وغُلاًّا. وزَمِرَتْ مروءةُ الرجل، إِذا قلّت وَكَذَلِكَ زَمِرَ شعرُه، إِذا رقّ وقلّ نبتُه.)
والزِّمار: صَوت النعامة الْأُنْثَى خاصّةً، وَصَوت الظليم: العِرار. قَالَ الشَّاعِر: إِلَّا عِراراً وإلاّ زِمارا وزَمَرَ يزمُر زَمْراً. وَيُقَال: زَمَرْتُ بِالْحَدِيثِ، إِذا أفضتَ ذِكره وبثثته للنَّاس. والزُّمْرَة: الْجَمَاعَة من النَّاس، وَالْجمع زُمَر. والزَّمْر: فِعل الزامر زَمَرَ يزمُر زَمْراً، وَالرجل زَمّار وَالْمَرْأَة زامرة. والمِزْمار: الزَّمْر بِعَيْنِه، وَالْجمع مَزامير. وحِرفة الزَّمّار: الزِّمارة. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: يُقَال للْمَرْأَة زامرة وللرجل زَمّار، وَلَا يُقَال على الْقيَاس: رجل زامر. ومَرَزَ الصبيُّ ثديَ أمه يمرُز مَرْزاً، إِذا اعتصر بأصابعه فِي رضاعه، وَرُبمَا سُمّي الثّديُ: المِرازَ لذَلِك.
والمَرْز: القَرْص الْخَفِيف يكون بأطراف الْأَصَابِع مَرَزَه يمرِزه ويمرُزه مَرْزاً. وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: فمَرَزَه حُذَيْفَة. والمِرْز: ضرب من الشّراب يُتّخذ من الْعَسَل، وَقد جَاءَ فِي النَّهْي. والمَزارة: الزِّيَادَة فِي الْجِسْم أَو الْعقل فلَان أمْزَرُ من فلَان، أَي أرجحُ مِنْهُ مَزُرَ يمزُر مزارةً فَهُوَ مازر، وكل ثَمَر استحكم فقد مَزُرَ يمزُر مزارة.

(2/710)


(رزن)
الرِّزْن: نَقْر فِي الْحجر يجْتَمع فِيهِ مَاء السَّمَاء، وَالْجمع رُزون. قَالَ الراجز: أحْقَبَ مِيفاءٍ على الرُّزونِ لَا خَطِلِ الرّجْعِ وَلَا قَرونِ القَرون: الَّذِي يطْرَح حوافر رجلَيْهِ مكانَ حوافر يَدَيْهِ والأحقب: الَّذِي فِي حَقَبه بَيَاض ومِيفاء: مِفعال من قَوْلهم: أوفى على الشَّيْء، إِذا علا والرّجْع: رَجْع الْيَدَيْنِ فِي العَدْو وَقَوله: لَا خَطِلَ الرَّجْع: لي فِي رَجْعه اضْطِرَاب. وَرجل رَزين بَيّن الرزانة، أَي حَكِيم ركين ثقيل فِي مَجْلِسه، وَامْرَأَة رَزان كَذَلِك. قَالَ حسّان:
(حَصانٌ رَزانٌ لَا تُزَنُّ برِيبةٍ ... وتُصبح غَرْثَى من لُحُوم الغوافِلِ)
أَي هِيَ لَا تغتاب النَّاس فتأكل لحومَهم. والزَّنْر: فعل ممات تزنّرَ الشيءُ، إِذا دقّ، وَلَا أَحْسبهُ عَرَبيا، فَإِن كَانَ للزُّنّار اشتقاق فَمن هَذَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى. والزِّنِّير، وَالْجمع زَنانير: حَصى صغَار، وَقيل للْوَاحِد زُنّار أَيْضا. والنَّزْر من الشَّيْء: الْقَلِيل طَعَام نَزْرٌ بَيّنُ النّزارة والنُّزورة، وَطَعَام نَزْرٌ ومنزور أَيْضا: قَلِيل وَمِنْه اشتقاق اسْم نِزار وَطَعَام نَزْرٌ ونَزير أَيْضا. وَامْرَأَة نَزور: قَليلَة الْوَلَد، وَكَذَلِكَ فِي غير الْإِنْس. قَالَ الشَّاعِر:)
(خِشاشُ الطّير أكثرُها فِراخاً ... وأمُّ البازِ مِقْلاتٌ نَزورُ)
والنَّرْزُ فعل مُمات، وَهُوَ الاستخفاء من فَزع، زَعَمُوا وَبِه سُمّي الرجل نَرْزَة ونارِزة. وَلم يجِئ فِي كَلَام الْعَرَب نون بعْدهَا رَاء إِلَّا هَذَا وَلَيْسَ بِصَحِيح، فَأَما النّرْجِس ففارسيّ معرَّب.
(رزو)
الرُّزْء، مَهْمُوز: الْمُصِيبَة، ترَاهُ فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وزُرْتُ الرجلَ أَزورهُ زَوْراً من الزِّيارة وَالْقَوْم الزّوْر والزُّوّار. قَالَ الراجز: ومَشْيُهنّ بالخُبَيْبِ مَوْرُ كَمَا تَهادَى الفتياتُ الزّوْرُ المَوْر: الْمَشْي السهل من قَوْلهم: مارتِ الريحُ، إِذا مرّت مرّاً سهلاً وَيُقَال: رجل زَوْرٌ وَقوم زَوْرٌ وَامْرَأَة زَوْرٌ الْوَاحِد والجميع فِيهِ سَوَاء. والزّوْر: عِظَام الصَّدْر، وَالْجمع أزوار رجل أزْوَرُ وَامْرَأَة زَوْراءُ وَالْجمع زُور، إِذا كَانَ فِي صدرها اعوجاج. وتزاورَ الرجلُ عَن الشَّيْء وازورّ، إِذا مَال عَنهُ وَكَرِهَهُ. وزوّر فلانٌ الكتابَ والكلامَ تزويراً، إِذا قوّاه وشدّده وَبِه سُمّي الْكَلَام الزَّوْر لِأَنَّهُ يزوَّر، أَي يسوّى ثمَّ يُتكلّم بِهِ وَكَذَلِكَ شَهَادَة الزُّور لِأَنَّهُ يقوّيها ويشددها، وَزَعَمُوا أَنه فارسيّ معرَّب لِأَن الزُّور بِالْفَارِسِيَّةِ الْقُوَّة. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هُوَ مَأْخُوذ من الزِّوَرّ، وَهُوَ القويّ الشَّديد. والزَّوْر، بِفَتْح الزَّاي: عَسيب النّخل لُغَة يَمَانِية. وَيَوْم الزُّوَيْرَيْن: يَوْم مَعْرُوف، وَهُوَ يَوْم لبكر بن وَائِل على بني تَمِيم، وَذَلِكَ أَنهم عقلوا بَعِيرَيْنِ فَقَالُوا: هَذَانِ زُوَيْرانا لَا نفرّ حَتَّى يفرّا وَقَالَ مرّة أُخْرَى: لَا نَبْرَح أَو يبرحا. قَالَ الراجز: جَاءُوا بَزوْرَيهم وَجِئْنَا بالأصَمّْ شيخٍ لنا مُعاودٍ ضَرْبَ البُهَمْ

(2/711)


البُهَم: جمع بُهْمة، وَهُوَ الشجاع الَّذِي لَا يُدرى من أَيْن يُلقى. وزوّر الطَّائِر، إِذا امْتَلَأت حَوصلّتُه، وَأكْثر مَا يُستعمل ذَلِك فِي الْجَارِح. وَرجل أزْوَرُ وَامْرَأَة زَوْراءُ، إِذا نتأ أحدُ شِقّي صَدره واطمأنّ الآخر. وزوّرت كَلَام فلَان، إِذا جعلت حَدِيثه زُوراً، أَي كذّبته. وزُوَيْر الْقَوْم: رئيسهم وشديدهم، وَهُوَ زَوْرُهم أَيْضا. والوَزَر: الملجأ. والوِزْر: الْإِثْم، والوِزْر: الثِّقْل. ووازرَ الرجلُ الرجلَ موازرةً، أَعَانَهُ، وَكَذَلِكَ آزره. وسُمّي الْوَزير وزيراً لِأَنَّهُ يحمل وِزْرَ صَاحبه، أَي ثِقله وَكَانَ الْأَصْمَعِي يَقُول: اشتقاق الْوَزير من آزَرَه، وَكَانَ فِي الأَصْل أزير فَقَالُوا:)
وَزِير. وَجمع وِزْر أوزار. وَفِي التَّنْزِيل: يَحْمِلون أوزارَهم على ظُهورهم، أَي أثقالهم وَوضعت الحربُ أوزارَها، إِذا وضع القومُ السلاحَ عَنْهُم فَجعل الْفِعْل للحرب وَإِنَّمَا هُوَ لأَهْلهَا.
والإزار: مَعْرُوف، وَيُقَال الإزارة أَيْضا. قَالَ الْأَعْشَى:
(كتميُّل النّشوان ير ... فُلُ فِي البَقير وَفِي الإزارهْ)
وَقَالَ الآخر:
(تبرّأ من دمِّ الْقَتِيل وبَزِّه ... وَقد علِقَتْ دمَّ الْقَتِيل إزارُها)
ويُروى: بزُّه بِالرَّفْع، يُرِيد بزُّه إزارُها، أَي دَمه فِي ثوبها. وَرجل إِزَار، إِذا كَانَ ثقيل اللِّسَان دون الخَرَس. وَفرس إِزَار، إِذا كَانَ فِي عَجُزه بَيَاض.
(رزه)
الرَّهْز: حَرَكَة عِنْد الجِماع وَغَيره رَهَزَ يرهَز رَهْزاً. والزَّهَر: زَهَرُ النبت، وَهُوَ نُوّاره.
والزَّهْرَة والزَّهَرَة: زَهرة الدُّنْيَا وبهجتها. وَقد قرئَ: زَهْرةُ الْحَيَاة الدُّنيا، وزَهَرَة. وَرجل زاهرٌ وأزْهَرُ، وَهُوَ الْأَبْيَض المضيء الْوَجْه، وقمر زَاهِر. وَقد سمّت الْعَرَب زاهِراً وزُهيراً وزُهْراً وأزْهَراً وأزْهَر وزَهْران، وَهُوَ أبي قَبيلَة مِنْهُم. والزُّهَرَة: نجم من نُجُوم السَّمَاء مَعْرُوف، بِضَم الزَّاي وَفتح الْهَاء لَا غير. قَالَ الراجز: قد وكلّلتني طَلّتي بالسّمْسَرَهْ وأيقظَتني لطلوع الزُّهَرَهْ والهَزْر: الغمز الشَّديد هزره يهزِرُه هَزْراً. ومَهزور: وادٍ بالحجاز. والهُزَر: مَوضِع أَو اسْم قوم. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
(وليلةُ أَهلِي بوادي الرّجي ... عِ كَانَت كليلة أهل الهُزُرْ)
والهَزْر: الضّرب بالخشب خَاصَّة هزره يهزِره هَزْراً. والهَزْرَة: الأَرْض الرقيقة.
(رزي)
الزِّير: الرجل الْكَثِيرَة الزِّيَارَة للنِّسَاء، وَأَصله الْوَاو، وَهُوَ فِي وزن فِعْل. قَالَ مهلهل:
(فَلَو نُبِشَ المقابرُ عَن كُليبٍ ... لأُخْبِرَ بالذَّنائب أيُّ زِيرِ)

(2/712)


ويُروى: فَلَو نُبْشَ بتسكين الْبَاء، وَهِي لُغَة والذَّنائب: مَوضِع. وللراء وَالزَّاي وَالْيَاء مَوَاضِع فِي الاعتلال ترَاهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.)
3 - (بَاب الرَّاء وَالسِّين)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(رسش)
رجل شَرِسٌ وَامْرَأَة شَرِسَة، وَهُوَ سوء الخُلق شَرِسَ يشرَس شَرَساً وشَراسةً. وَقد سمّت الْعَرَب أشْرَس وشَريساً. والشّريس: نبت بشع الطّعْم، أَحْسبهُ سُمّي شَريساً لذَلِك وكل بَشِعٍ شَريسٌ. وَيُقَال: تشارسَ القومُ، إِذا تعاودوا. والشِّرْس: نبت أَو حمل نبت.
(رسص)
أُهملت.
(رسض)
الضِّرْس: وَاحِد الأضراس. والضِّرْس: مطر يُصِيب الأَرْض قَلِيل متفرّق أَصَابَت الأرضَ ضُروسٌ من مطر، أَي قِطَع مُتَفَرِّقَة. وناقة ضَروس: سيّئة الْخلق تعضّ حالبها. وتضارس القومُ، إِذا تعادوا وتحاربوا، والمصدر المضارسة والضِّراس. وضرّسته الحربُ تضريساً، إِذا جرّبها. وَرجل ضَرِسٌ ضَبِسٌ، إِذا كَانَ سيّئ الخُلق داهياً. وَقَالُوا: حَرْب ضَروس أَيْضا، لشدّتها. وضَرَسَ السّبُعُ فريستَه، إِذا مضغ لَحمهَا وَلم يبتلعه. وَفُلَان ضِرْس من الأضراس، أَي صَعب المَرام داهية من الدَّوَاهِي. وبُرْد مضرَّس: ضرب من الوشي. وضرّس الزمانُ الْقَوْم، إِذا اشتدّ عَلَيْهِم. وتضرّسَ الْبناء، إِذا لم يستوِ.
(رسط)
الطِّرس: الْكتاب، وَالْجمع طُروس وأطراس وَقَالَ قوم: الطِّرس الصَّحِيفَة الَّتِي قد مُحي مَا فِيهَا ثمَّ أُعيد الْكتاب وَقَالَ آخَرُونَ: بل الطِّرس الصَّحِيفَة بِعَينهَا. والطِّلْس: الَّذِي قد مُحي ثمَّ كُتب.
والسّطر من الْكتاب مَعْرُوف، وَالْجمع سُطور وأسطار، ثمَّ جمعُوا أسطاراً أساطير وَقَالَ قوم: وَاحِد الأساطير أُسطورة وإسطارة، وَلم يتكلّم فِيهِ الْأَصْمَعِي. وسَطْر الْكتاب وسَطَره لُغَتَانِ فصيحتان. والسّطْر من النّخل: السِّكّة المغروسة على غِرار وَاحِد الغِرار: السطر المستوي.
والمُسْطار: ضرب من الشَّرَاب فِيهِ حموضة. قَالَ الشَّاعِر:
(قومٌ إِذا هَدَرَ البعيرُ رأيتَهم ... حُمْراً عيونُهُمُ من المُسْطارِ)
والسّطْر: العَتُود من الْمعز خَاصَّة فِي بعض اللُّغَات العَتود: الجدي الَّذِي قد بلغ أَن ينزوَ،)
وَالْجمع عِتْدان وعِدّان. والسّرْط من الاستراط استطرتُ الشَّيْء، إِذا ابتلعته استرطااً، وسرطتُه سَرْطاً. ومِسْرَط الْإِنْسَان: البلغوم، وَهُوَ مَجرى الطَّعَام الى الْجوف، وَالْجمع مَسارط. وَمثل من أمثالهم: الْأَخْذ سُرّيْطَى وَالْقَضَاء ضُرَّيْطَى، وَيُقَال: سُرَيْطَى وضُرَيْطَى، مشدَّداً ومخفّفاً يُقَال ذَلِك لمن يَأْخُذ الدّين ويصعب عَلَيْهِ قَضَاؤُهُ. وَمثل من أمثالهم: الْأَخْذ سَرَطان وَالْقَضَاء لَيّان، يُضرب ذَلِك لمن يَأْخُذ الدَّين ثمَّ يصعب عَلَيْهِ قَضَاؤُهُ ويُروى: الْأَخْذ سَلَجان وَالْقَضَاء لَيّان، ويُروى: الْأَخْذ سُرّيْط وَالْقَضَاء ضُرَّيْط.

(2/713)


والسِّراط والصِّراط، بِالسِّين وَالصَّاد: الطَّرِيق القاصد. قَالَ الشَّاعِر:
(أميرُ الْمُؤمنِينَ على سِراطٍ ... إِذا اعوجّ المواردُ مستقيمِ)
والسّرَطان: دابّة من دَوَاب المَاء مَعْرُوفَة. والسّرَطان: دَاء يُصِيب النَّاس وَالْخَيْل. وَيُقَال: فرس سَرَطان الجري، كَأَنَّهُ يسترط الجري استراطاً وسُراطيّ أَيْضا. والسِّرِطْراط: الفالوذ، زَعَمُوا.
والسُّرَيْطاء: حساء شَبيه بالخزيرة أَو نَحْوهَا. فَأَما السرطان الْمنزل من منَازِل الْقَمَر فَلَيْسَ بالعربيّ الْمَحْض. والرَّطْس: الضَّرْب بباطن الكفّ رَطَسَه يرطُسه رَطْساً، إِذا ضربه بباطن كفّه.
(رسظ)
أُهملت.
(رسع)
الرّسْع من قَوْلهم: رَسَعْتُ الصبيَّ وغيرَه، إِذا شددت فِي يَده أَو رجله خَرَزاً لتدفع بِهِ الْعين عَنهُ وَيُقَال بالغين أَيْضا: رَسَغْتُ. والرّسيع: مَوضِع. والمُرَيْسيع: مَوضِع أَيْضا. ورَسَعَتْ أعضاءُ الرجلِ، إِذا فَسدتْ وَاسْتَرْخَتْ. والرّعْس: الارتعاش والانتفاض. قَالَ الراجز: يَبري بإرعاسِ يمينِ المؤتلي خُضُمَّةُ الدّارع هذَّ المختلي ويُروى: الذِّراع ويُروى: هَذَّ المِنْجَل ومعظم كل شَيْء خُضُمّته، وَقَالَ أَيْضا: الخُضُمّة مُعظم الذِّرَاع، وَكَذَلِكَ هُوَ من كل شَيْء. يصف سَيْفا يَقُول: يقطع بِضعْف صَاحبه وارتعاشه والمختلي من الخَلَى، وَهُوَ الْحَشِيش. ورمح رَعّاس، إِذا كَانَ شَدِيد الِاضْطِرَاب. قَالَ الشَّاعِر: وعُرْضَةٌ للشَّطَنِ الرَّعّاسِ)
والسَّعْر: استِعارُ النَّار سَعَرْتُ النارَ أسعَرها وأسعرتُها، فَهِيَ مُسْعَرة ومسعورة، وَأَنا مُسْعِر وساعر، والسَّعير من هَذَا اشتقاقها. وسِعْر الشَّيْء الْمَبِيع: مَعْرُوف. واستَعَرَ اللُّصُوص، بِفَتْح الْعين وَتَخْفِيف الرَّاء، وَهُوَ افتعلَ من السّعير، أَي اشتعلوا، فَأَما قَوْلهم: استعرّ فخطأ، وَقد أُولعت بِهِ الْعَامَّة. واستَعَرَتِ الحربُ كَذَلِك. واستَعَرَ الجَرَبُ فِي الْبَعِير، إِذا ابْتَدَأَ فِي مَساعره، وَهِي الآباط والأرفاغ الأرفاغ: أصُول الفخذين، وَقَالَ قوم: بل هُوَ كل مَوضِع اجْتمع فِيهِ الْوَسخ. وسُمّي الأسْعَر الشَّاعِر بِبَيْت قَالَه:
(فَلَا يَدْعُني الأقوامُ من آل مالكٍ ... إِذا أَنا لم أُسْعِرْ عَلَيْهِم وأُثْقِبِ)
وَرجل مِسْعَر حَرْب من قوم مَساعر، إِذا كَانَ يُسعرها ويشُبُّها. والمِسْعَر والمِسْعار: الْخَشَبَة الَّتِي تحرَّك بهَا النَّار. وَقد سمّت الْعَرَب مِسْعَراً وسُعَيراً وسِعْراً وسَعْران. وسُعِر الرجل، إِذا أَصَابَته السَّموم، وَكَذَلِكَ هُوَ من الْجُوع والعطش رجل مسعور. والسُّعْرة: لون يضْرب الى السوَاد. والسِّعْرارة والسُّعْرورة: الضَّوْء الَّذِي يدْخل الْبَيْت من شُعاع الشَّمْس وَمن الصُّبْح أَيْضا من كَوٍّ. والسَّرَع والسُّرعة جَمِيعًا: ضد البطء أسْرع الرجلُ يُسرع إسراعاً وسَرُعَ سَرْعاً وسَرَعاً، وَالرجل سريع وسُراع مثل كَبِير وكُبار. قَالَ الراجز:

(2/714)


أَيْن دُريدٌ وَهُوَ ذُو بزاعهْ حَتَّى تَرَوْه كاشفاً قِناعهْ تَعدو بِهِ سَلْهَبَةٌ سُراعهْ ويُروى: براعهْ قَوْله: ذُو بزاعهْ، أَي حسن الْحَرَكَة والنيقّظ. وَأَقْبل فلانٌ فِي سَرَعان النَّاس وسَرْعان النَّاس، بِفَتْح الرَّاء وتسكينها، أَي فِي أوائلهم المتسرّعين. وَمثل من أمثالهم: سَرعانَ ذِي إهالةً، بِسُكُون الرَّاء وَفتحهَا. قَالَ أَبُو بكر: يُضرب للرجل إِذا أخْبرك بسرعةِ شيءٍ لم يَحِنْ وقتُه. وأصل هَذَا الْمثل أَن رجلا كَانَ يحمَّق فَاشْترى شَاة عجفاءَ فجَاء بهَا الى أمّه فَلَامَتْهُ ورُعامُ الشَّاة يسيل من أنفها، فَقَالَ: أما تَرَيْنَ إهالتها فَقَالَت لَهُ أمّه: سَرْعان ذِي إهالةً أَي مَا أسرعَ إهالتَها. واليَسْروع، وَيُقَال: أُسْروع: دُوَيْبَة تكون فِي الرمل. قَالَ الشَّاعِر:
(فَلَيْسَ لساريها بهَا متعرَّجٌ ... إِذا انجدلَ اليَسْروعُ وانعدلَ الفَحْلُ)
وَرجل سَرَعْرَع: ناعم غَضّ. قَالَ الشَّاعِر: رُؤْدُ الشبابِ سَرَعْرَعُ)
والسُّروع: قُضبان من قُضبان الْكَرم. وَفِي لُغَة الْعَرَب: جَاءَ فلانٌ سِرْعاً، أَي سَرِيعا. والعَسَر: ضد السهولة رجل عَسِرٌ بَيِّن العَسَر. وَرجل أعْسَرُ: يعْمل بِشمَالِهِ. وَرجل أعْسَرُ يَسَرٌ: يعْمل بيدَيْهِ. وَأمر عسير: صَعب. وعُقاب عسْراء: فِي جناحها قوادم بِيض وَقَالَ قوم: بل العسراء القادمة الْبَيْضَاء. قَالَ الشَّاعِر:
(وعَمّى عَلَيْهِ الموتُ يَأْتِي طريقَه ... سِنانٌ كعَسْراء العُقاب ومِنْهَبُ)
يُقَال: فرس مِنْهَب، أَي ينتهب الجري، وناقة عَوْسَرانيّة وعَيْسرانيّة للَّتِي تُركب وَلم تُرِضْ، وَالذكر عَيْسَرانيّ. وناقة عَسير: صعبة لم تُرَضْ. قَالَ الراجز: وَالله لَوْلَا خَشيةُ الأميرِ ورَهبةُ الشُّرْطيّ والتُّؤرورِ لجُلْتُ عَن شيخ بني البَقيرِ جَولَ القلوص الصعبة العسيرِ التّؤرور: الَّذِي يصحب أعوان السُّلْطَان بِلَا رزق. وعَسَرْتُ الرجلَ فَأَنا أعسِره عَسْراً، إِذا لم ترفق بِهِ. وعَسَرَتِ الناقةُ بذنبها، إِذا شالت بِهِ، فَهِيَ عاسِر ومُعْسِر. وَيَوْم عسير: صَعب.
والعُسْرَة والمَعْسَرَة: خلاف المَيْسَرَة. وأعسَرَ الرجلُ إعساراً، إِذا افْتقر. والعُرس: مَعْرُوف، بضمّ الرَّاء وتسكينها: عُرُس وعُرْس. وَامْرَأَة الرجل عِرْسه، وَالرجل عَروس وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة اسْم يجمع الذّكر وَالْأُنْثَى لَا تدخله الْهَاء. قَالَ الراجز: يَا لَيْت شِعري عنكِ دَخْتَنوسُ إِذا أَتَاهَا الخبرُ المرموسُ أتَحْلِقُ الْقُرُون أم تَميسُ لَا بل تَميسُ إِنَّهَا عَروسُ وَسَأَلت أَبَا عُثْمَان عَن اشتقاق العِرس فَقَالَ: تفاؤلاً، من قَوْلهم: عَرِسَ الصبيُ بِأُمِّهِ، إِذا ألِفَها.
وعَرِسَ الرجلُ يعرَس عَرَساً، إِذا بَعِلَ بالشَّيْء كالفَزع مِنْهُ يُقَال: بَعِلَ بالشَّيْء وبَقِرَ بِهِ وعَرِسَ بِهِ وخَرِقَ بِهِ وذَئِبَ، كلّه وَاحِد، إِذا تحيّر فِيهِ. والزوجان: عِرْسان. قَالَ الراجز:

(2/715)


أنْجَبُ عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ وَيُقَال: عَرِسَ بِهِ، مثل سَدِكَ بِهِ. والتّعريس: النُّزُول بِاللَّيْلِ يُقَال: عَرّس الرجلُ بِالْمَكَانِ)
تعريساً، إِذا نزله لَيْلًا ثمَّ ارتحل عَنهُ. قَالَ الراجز: قَالَ أَبُو ليلى بقَوٍّ عَرِّسوا مهلا أَبَا ليلى سُراها أكْيَسُ والعُرَيْساء: مَوضِع، زَعَمُوا. وَابْن عِرْس: سَبُع مَعْرُوف. وعِرّيسة الْأسد: الْموضع الَّذِي يألفه ويأوي إِلَيْهِ. قَالَ الشَّاعِر:
(يَا طَيِّءَ السّهْلِ والأجبالِ موعدُكم ... كطالب الصّيد فِي عِرّيسة الأسَدِ)

(رسغ)
الرُّسْغ: مَوْصِل الكَفّ فِي الذِّرَاع، ومَوْصِل الْقدَم فِي السَّاق، وَهُوَ من ذَوَات الْحَافِر مَوْصِل وظيفي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ فِي الْحَافِر، وَمن الْإِبِل مَوْصِل الأوظفة فِي الْأَحْقَاف. وَجمع الرُّسْغ أرساغ. والرِّساغ: حَبل يُشدّ فِي رُسغ الْبَعِير أَو الْحمار ثمَّ يُشدّ الى شَجَرَة أَو وَتِد. وَيُقَال: أصَاب الأرضَ مطرٌ فرسّغ، إِذا بلغ الماءُ الرُّسْغَ أَو حفر حافرٌ فَبلغ الثّرى قَدْرَ رُسْغه.
والرَّغْس: البَركة والنَّماء رجل مرغوس: مبارَك. قَالَ الراجز: حَتَّى احتضرنا بعد سيرٍ حَدْسِ إمامَ رغْسٍ فِي نِصابِ رَغْسِ خَليفَة ساسَ بِغَيْر فَجْسِ وَقَالَ رؤبة: دعوتُ رَبَّ العِزّة القُدّوسا دُعاءَ من لَا يَقْرَع الناقوسا حَتَّى أَرَانِي وجهكَ المرغوسا والغَرْس: كل مَا غرسته من شَجَرَة أَو نَخْلَة، وَالْجمع أغراس وغِراس. والفَسيلة: سَاعَة تُوضَع فِي الأَرْض فَهِيَ غَريسة حَتَّى تعلق. والغِرْس: جُليدة رقيقَة تكون على وَجه الفصيل وَغَيره سَاعَة يُولد فَإِن تُركت على وَجهه قتلته. قَالَ الشَّاعِر: مَهْريّة مَخَطَتْها غِرْسَها العِيدُ الْعِيد: ابْن الآمِري فِي وزن عامري بن مَهْرَة بن حَيْدان. وَكثر الغَرْسُ فِي كَلَامهم حَتَّى قَالُوا: غَرَسَ فلانٌ عِنْدِي نعْمَة، أَي أثبتها عِنْدِي. والغَسَر: مَا طرحته الرّيح فِي الغدير وَنَحْوه)
لُغَة يَمَانِية، يَقُولُونَ: تغسّر الغديرُ، إِذا أَلْقَت الريحُ فِيهِ العيدان وَمَا أشبههَا، ثمَّ كثر ذَلِك فِي كَلَامهم حَتَّى قَالُوا: تغسّر الأمرُ، أَي اخْتَلَط وَفَسَد.
(رسف)
رَسَفَ يرسِف ويرسُف رَسْفاً ورَسيفاً ورَسَفاناً، وَهُوَ مشي المقيَّد إِذا قَارب خطوَه. قَالَ الشَّاعِر:
(فرُحْتُ أُخَضْخِضُ صُفْني بِهِ ... كمشي المقيَّد يمشي رَسيفا)
والرَّفْس: رَفْس الدَّابَّة رَفَسَ يرفُس رَفْساً، وَهُوَ الركض بِرجلِهِ ودابّة رَفُوس. وَيَقُولُونَ عِنْد البيع: بَرئتُ إِلَيْك من الرِّفاس. والسَّرَف: التبذير أسرف الرجل فِي مَاله إسرافاً، إِذا عجِل فِيهِ وَأكل مالَه سَرَفاً. ثمَّ كثر ذَلِك فِي كَلَامهم حَتَّى قَالُوا: قتل فلانٌ بني فلَان فأسرف، إِذا جَاوز فِي ذَلِك المقدارَ وتكلّم بإسراف، إِذا جَاوز الْمِقْدَار أَيْضا.

(2/716)


وسَرِفْتُ القومَ، إِذا جاوزتهم وَأَنت لَا تعرف مكانهم. وسَرِفْت الشيءَ، إِذا أُنسيته. وسَرِف: مَوضِع مَعْرُوف. والسُّرْفَة: دُوَيْبَة تكون فِي العشب تُصلح بَيْتا من حُطام الشّجر، وتنسِج عَلَيْهِ نسجاً رَقِيقا كنسج العنكبوت، فَلذَلِك قَالُوا فِي الْمثل: أصنَعُ من سُرْفَة. والسَّفْر: الْقَوْم المسافرون، واحدهم سَافر مثل صَاحب وصحْب، وَلَا يُتكلّم بسافر. والسّافرة أَيْضا: الْقَوْم المسافرون مثل السّابلة. وَقوم سَفْر وأسفار وسُفّار، أَي مسافرون. قَالَ الشَّاعِر:
(عُوجوا فحيّوا أيُّها السَّفْرُ ... أم كَيفَ ينطِقُ منزلٌ قَفْرُ)
قَالَ: عوجوا، ثمَّ رَجَعَ الى نَفسه فَقَالَ: كَيفَ ينْطق وسافر الرجل سَفْراً، أحد مَا جَاءَ على فاعَلَ من فاعلٍ وَاحِد. والسِّفْر: الْكتاب، وَالْجمع أسفار، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي التَّنْزِيل: كمَثَلِ الحمارِ يحمِلُ أسفاراً. وَيَقُولُونَ: أسماؤنا فِي السِّفر الأول، أَي فِي الْكتاب الأول هَكَذَا يَقُول الْأَصْمَعِي. والسِّفار للبعير كالحَكَمَة للْفرس، وَهِي حَدِيدَة تُوضَع على أنف الْبَعِير، وَالْجمع سُفْر. وسَفَرَت المرأةُ عَن وَجههَا لَا غير، فَهِيَ سَافر. قَالَ الشَّاعِر:
(عَروبٌ كأنّ الشمسَ تَحت قِناعها ... إِذا ابتسمت أَو سافراً لم تَبَسَّمِ)
وسَفَرَ الصبحُ وأسفرَ قَالَ الْأَصْمَعِي: أَقُول: أسْفَرْنا، إِذا دَخَلنَا فِي سَفَرِ الصّبحِ، وَلَا أَقُول إِلَّا سَفَرَ الصّبحُ. وَفِي التَّنْزِيل: والصُّبْحِ إِذا أسْفَرَ. والسُّفرة: مَعْرُوفَة، واشتقاقها من السَّفَر.
وبعير مِسْفَر: قوي على السّفَر وناقة مِسْفَرَة وَرجل مِسْفَر كَذَلِك. قَالَ الراجز: لن يعْدَمَ المَطيُّ منّا مِسْفَرا)
شَيخا بَجالاً وَغُلَامًا حَزْوَرا وسَفَرتِ الريحُ الورقَ وَغَيره، إِذا درجت بِهِ على وَجه الأَرْض، وَالْوَرق السّفير. وسفَرَتِ الريحُ الترابَ، إِذا كنسته، وكل كَنْسٍ سَفْرٌ. وسَفَرْتُ البيتَ أسفِره سَفْراً، إِذا كسحته وكل كَسْحٍ سَفْرٌ. والكُساحة: السُّفارة. والمِسْفَرَة: المِكْنَسَة. وسَفَرَتِ الريحُ السحابَ تسفِره سَفْراً، إِذا قشعته.
قَالَ العجّاج: وَحين يَبعثنَ الرِّياغَ رَهَجا سَفْرَ الشّمالِ الزِّبْرِجَ المُزَبْرَجا قَالَ أَبُو بكر: الزِّبْرِج هَاهُنَا: السّحاب الَّذِي فِيهِ ألوان مُخْتَلفَة من بَيَاض وَسَوَاد. وَقَالَ فِي وَقت آخر: الزِّبْرِج: السَّحاب الرَّقِيق. والسّفير بَين الْقَوْم: الْمَاشِي بَينهم فِي الصُّلْح سَفَرَ يسفِر ويسفُر سَفْراً وسَفارةً وسِفاراً. قَالَ العجّاج: أشوَسَ عَن سِفارة السفيرِ ويُجمع سفير على سُفَراء مثل عَلَيْهِم وعُلَماء والفَرَس: مَعْرُوف، وَجمعه فِي أدنى الْعدَد أَفْرَاس، فَإِذا كثرت فَهِيَ الْخَيل. فَأَما قَول الْعَامَّة فِي جمع فَرَس فُرْسان فخطأ، إِنَّمَا الفُرْسان جمع فَارس فَارس وفُرْسان مثل رَاهِب ورُهْبان، وَرجل فَارس من قوم فوارس مثل حَاجِب وحواجب. وَرجل حسن الفَراسة والفُروسيّة على الْخَيل وجيّد الفِراسة والتفرُّس، أَي جيّد النّظر مُصيبه.

(2/717)


وَيُقَال: فرس أُنْثَى وَفرس ذكر، وَلَا تلتفتنّ الى قَول الْعَامَّة فَرَسَة. وَفِي الحَدِيث: خير المَال فَرَس فِي بَطنهَا فرس. وفَرَسان: لقب قَبيلَة من الْعَرَب لَيْسَ بأب وَلَا أمّ نَحْو تَنوخ، وهم أخلاط من الْعَرَب اصْطَلحُوا على هَذَا الِاسْم، وجُلُّهم من بني تغلب. قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: كَا عِبْديد الفَرَساني أحد رجال الْعَرَب الْمَعْدُودين. وَيُقَال: فَرَسْتُ الذبيحةَ أفرِسها فَرْساً، إِذا فصلت عُنُقهَا وَبِه سُمِّيت فريسة الْأسد، وَالْجمع فرائس. قَالَ جرير:
(فَلَا يَضْغَمَنّ الليثُ تَيْماً بغِرّةٍ ... وتيمٌ يشُمّون الفريسَ المنيَّبا)
قَالَ أَبُو بكر: الضّغْم: العضّ، وَبِه سُمّي الْأسد ضَيْغَماً وَقَالَ أَبُو بكر: الشَّاة إِذا فرسها الذِّئْب أَو الْأسد فمرّت بهَا الْغنم وشمّتها نفرت مُتَفَرِّقَة. يَقُول: لَا تغترّنَّ بَين تيمٌ فتشمَّ عمرَ بن لجَأ فتنفر مني كَمَا تنفر هَذِه الْغنم من شمّ الفريسة. والفَرْسة: ريح تصيب الْإِنْسَان فِي ظَهره فتُزيل) فَقارَه فيحدب. وَقد سمّت الْعَرَب فَرّاساً، وَهُوَ فَعّال من ذَلِك وفِراساً، وَهُوَ الْمصدر من فارسَه مفارسةً وفِراساً من ركُوب الْخَيل. وفِراس بن غَنْم فِي بني كنَانَة الَّذين مِنْهُم ربيعَة بن مكدَّم.
وفَرّاس بن وَائِل بن عَامر بن الْحَارِث الغِطْرِيف الْأَصْغَر فِي الأزد. والفُرس: هَذَا الجيل الْمَعْرُوف. والفَسْر من قَوْلهم: فَسَرْتُ الحديثَ أفسِره فَسْراً، إِذا بيّنته وأوضحته وفسّرته تَفْسِيرا كَذَلِك.
(رسق)
القَسْر: الْأَخْذ بالغَلَبة والاضطهاد تَقول: قسرتُه أقسِره قَسْراً. وَبَنُو قَسْر: قَبيلَة من الْعَرَب من بَجيلة، مِنْهُم خَالِد بن عبد الله القَسْري. وبعير قَيْسَريّ: صلب شَدِيد. وَبَنَات قُراس: مَوضِع من بِلَاد هُذيل، هِضاب بالسَّراة بَارِدَة. قَالَ الهُذلي:
(يَمانيةٌ أَحْيَا لَهَا مَظَّ مأبِدٍ ... وآلَ قُراسٍ صَوْبُ أرْمِيَةٍ كُحْلِ)
أرْمِيَة: جمع رَميّ، وَهُوَ ضرب من سَحَاب الخريف سُود وكُحل: جمع أكْحَل، وَهُوَ الْأسود.
وقَرَسَ الماءُ يقرِس قَرْساً، وَالْمَاء قارس وقريس. وَيَوْم قارس: بَارِد، وَمِنْه اشتقاق القَريس الَّذِي تسمّيه الْعَامَّة القَريص، وَإِنَّمَا هُوَ بِالسِّين لَا بالصَّاد. وبعير قُراسِيَة: غليظ شَدِيد صلب.
والسَّقْر، يُقَال مِنْهُ: سَقَرَته الشمسُ تسقُره سَقْراً، إِذا حَمِيَت على دماغه فآلمته. وَقد حُكي صقرته، بالصَّاد وَمِنْه اشتقاق اسْم سَقَرَ، وَالله أعلم، وَلم يُتكلّم باسم سَقَرَ إِلَّا بِالسِّين. فَأَما السَّقْر والصّقْر الْجَارِح فقد جَاءَ بِالسِّين وَالصَّاد جَمِيعًا، وَهَذَا ترَاهُ فِي بَاب الرَّاء وَالصَّاد مَعَ الْقَاف إِن شَاءَ الله. والسَّرَق: مَعْرُوف سَرَقَ يسرِق سَرَقاً فَهُوَ سَارِق. والسَّرَق: ضعف فِي المفاصل سَرِقَت مفاصلُه تسرَق سَرَقاً، إِذا ضعفت. قَالَ الشَّاعِر:
(فَهِيَ تتلو رَخْصَ الظُّلوف ضئيلاً ... أكْحَلَ الْعين فِي قُواه انسراقُ)
أَي ضعفٌ هَكَذَا فسّره أَبُو عُبيدة فِي شعر الْأَعْشَى. والسَّرَق: ضرب من الْحَرِير فارسيّ معرّب، وَذكر الْأَصْمَعِي أَن اسْمه سَرَهْ، أَي جيّد. وَقد سمّت الْعَرَب سَارِقا ومسروقاً وسرّاقاً.

(2/718)


وسُرِقَ الشيءُ، إِذا خَفِيَ هَكَذَا يَقُول يُونُس، وَأنْشد:
(وتَبيتُ منتبَذَ القَذورِ كأنّما ... سُرقت بيوتُك أَن تزور المَرْقَدا)
القَذور: الَّتِي لَا تبَارك الإبلَ وَلَا تبيت مَعهَا، تنتبذ حَجْرَةً عَنْهَا وَقَوله: كَأَنَّمَا سُرقت، أَي خَفِيَت والمَرْقَد: الَّذِي ترقد فِيهِ.)
(رسك)
الرَّكْس: قَلْبُ الشَّيْء رَكَسَه يركُسه رَكْساً، أَي قلب أمرَه وأحاله فَهُوَ ركيس ومركوس.
والسِّكْر: مَعْرُوف، مَا سَكَرْتَ بِهِ المَاء فمنعته عَن جِرْيَته، وَأَصله من قَوْلهم: سَكَرَتِ الريحُ، إِذا سكن هبوبُها. وَيَوْم ساكر: لَا ريحَ فِيهِ. والسَّكَر: كل مَا أسكرَ من شراب. فَأَما السُّكَّر ففارسي معرَّب. وَقَالَ المفسِّرون فِي تَفْسِير السَّكَر فِي الْقُرْآن إِنَّه الخلّ، وَهَذَا شَيْء لَا يعرفهُ أهل اللُّغَة.
والسُّكْر: مَعْرُوف، واشتقاقه من سَكَرَتِ الريحُ، إِذا سكنت، كأنّ الشَّرَاب سَكَرَ عقلَه أَي سدّ عَلَيْهِ طَرِيقه. وَجمع سَكران سَكارى وسُكارى وسَكرى. وَقد قُرئ: وَترى الناسَ سَكْرَى، وسُكارَى. وَرجل سِكِّير: كثير السُّكر، وَهَذَا أحد مَا جَاءَ على فِعّيل، وَهِي نيّف وَثَلَاثُونَ حرفا ترَاهَا فِي آخر الْكتاب مفسَّرة إِن شَاءَ الله. والكَسْر: مصدر كَسَرْتُ الشيءَ أكسِره كَسْراً.
والكِسْر: الْعُضْو التامّ نَحْو الجَدْل والإرْب، وَالْجمع كُسور وأكسار. الأجدال: الْأَعْضَاء، الْوَاحِد جَدْل، وَوَاحِد الْآرَاب إرْب. والكِسْر: كسَاء يُمدّ حول الخِباء كالإزار لَهُ فَيكون فضلُه على الأَرْض. وَقَالُوا: جَفْنَةٌ أكسارٌ، أَي عَظِيمَة موصَّلة لكِبَرها. وَالْبَعِير الكسير: الَّذِي قد انْكَسَرَ بعض أَعْضَائِهِ. وكل مَا سقط من شَيْء مكسَّر فَهُوَ كُسارته. وَبَنُو كِسْر: بطن من الْعَرَب من بني تغلب. وكِسْرى: اسْم فَارسي معرَّب، وَيجمع كُسوراً وأكاسرَ هَكَذَا يَقُول أَبُو عُبَيْدَة، وَقَالَ أَيْضا: وأكاسِرة. وَيُقَال: فلَان طيب المَكْسَِر، أَي المَخْبَر، وَأَصله من كسرك الْعود فتجده لَدْناً طيّب الرَّائِحَة. وَوصف رجلٌ من الْعَرَب رجلا فَقَالَ: وَالله مَا كَانَ هَشّاً فيُكسرَ وَلَا لَدْناً فيُعصرَ. والكِرْس: البَعَر وَالْبَوْل إِذا تلبّد بعضُه على بعض، وَالْجمع أكراس. وكل شَيْء تراكب فقد تكارس وَبِه سميت الكُرّاسة لتطابق وَرقهَا بعضه على بعض، وتُجمع أكارس وكراريس. قَالَ العجّاج: يَا صاحِ هَل تعرف رسماً مُكْرَسا قَالَ نعم أعرفهُ وأبْلَسا أَي قد تكارسَ عَلَيْهِ التُّرَاب فغطاه. والأكارس: الْجَمَاعَات من النَّاس، لَا وَاحِد لَهَا من لَفظهَا هَكَذَا يَقُول الْأَصْمَعِي. وَيُقَال للكِلس الصّاروجِ المعروفِ: كِرْسٌ، وَلَيْسَ بالجيّد.
(رسل)
الرَّسْل: السهل السَّرِيع نَاقَة رَسْلَة: سريعة رَجْع الْيَدَيْنِ. والرِّسل: اللَّبن. وَاخْتلفُوا فِي الحَدِيث:) إِلَّا من أعْطى من رَسْلِها

(2/719)


ونجدتها، فَقَالَ قوم: من رِسلها، والأعلى فتح الرَّاء، أَي فِي الشدّة والرخاء. وَإِذا تكلّم الرجل قلت: على رِسْلك، أَي أرْوِدْ قَلِيلا. والراسلان: عِرْقان فِي الْكَتِفَيْنِ، أَو هما الكتفان بعينهما. وَجَاءَت الإبلُ أَرْسَالًا، أَي يتبع بعضُها بَعْضًا، وَكَذَلِكَ الْخَيل أَيْضا.
والرّسول: مَعْرُوف، وَالْجمع رُسُل وأرسُل. والرِّسالة: مَا حمله الرَّسُول، وَالْجمع رسائل.
ورَسيل الرجل: الَّذِي يقف مَعَه فِي نضال أَو نَحوه. وإبل مَراسيل: سِراع، وأحسب وَاحِدهَا مِرسالاً. وَامْرَأَة مُراسِل، قَالُوا: هِيَ الَّتِي قد تزوجت زَوْجَيْنِ أَو ثَلَاثَة وَقَالَ آخَرُونَ: بل هِيَ المسنّة الَّتِي فِيهَا بَقِيَّة شباب. والمُرْسَلة: قلادة طَوِيلَة تقع على الصَّدْر. والرَّسَل: الْبَقِيَّة والقليل من الشَّيْء.
(رسم)
رَسْم كل شَيْء: أثَره، وَالْجمع رُسوم. وترسّمتُ الْموضع، إِذا طلبت رسومَه حَتَّى تقف عَلَيْهَا.
وترسّمتُ الأرضَ، إِذا توخّيت موضعا لتحفر فِيهِ. قَالَ الراجز: الله أسقاكَ بآلِ جَبّارْ ترسُّمُ الشَّيْخ ووَقْعُ المِنْقارْ وَقَالَ ذُو الرمّة:
(أأن ترسّمتَ من خَرْقاءَ مَنزِلَةً ... ماءُ الصّبابة من عَيْنَيْك مسجومُ)
والرّسيم: ضرب من سير الْإِبِل رَسَمَ البعيرُ يرسِم ويرسُم رسيماً، وَالْكَسْر أَكثر. قَالَ حُميد بن ثَوْر:
(أجَدّت برجليها النّجاءَ وكلّفتْ ... بَعيرَيْ غلاميَّ الرّسيمَ فأرْسَما)
قَالَ أَبُو بكر: قلت لأبي حَاتِم: أَتَقول: أرْسَمَ البعيرُ فَقَالَ: لَا أَقُول إِلَّا رَسَمَ فَهُوَ راسم من إبل رواسم. فَقلت: فَكيف وَقد قَالَ: الرّسيم فأرسَما قَالَ: أَرَادَ كلّفت بَعيري غُلاميَّ الرَّسيم فأرسمَ الغلامان بعيرَهما. والرَّوْسَم فَارسي مُعرب، وَقيل رَوْشَم، وَهُوَ الرَّشْم الَّذِي يُختم بِهِ. قَالَ الْأَعْشَى:
(وباكَرَها الرّيحُ فِي دَنّها ... وصلّى على دنّها وارْتَشَمْ)
ويُروى بِالسِّين والشين. والرَّمْس: مصدر رمستُه أرمُسه رَمْساً، إِذا دَفَنته، وَبِه سُمّيت الرِّيَاح روامس لِأَنَّهَا ترمُس الْآثَار، أَي تدفنها. ثمَّ كثر ذَلِك فِي كَلَامهم فسُمّي الْقَبْر: رَمْساً، وَالْجمع)
أرماسُ ورُموس. قَالَ الشَّاعِر:
(ألم تَرَ المرءَ حِلْفُ منيّةٍ ... رَهينٌ لعافي الطير أَو سَوف يُرْمَسُ)
والمَرْمَس: الْقَبْر بِعَيْنِه، وَالْجمع مَرامِس، وَالرجل رَميس ومرموس. قَالَ الشَّاعِر:
(رجَعَ الرّكْبُ سَالِمين جَمِيعًا ... وخليلي فِي مَرْمَسٍ مدفونُ)
والرّياح الرّوامس والرّامسات: دوافن الْآثَار رَمَسَتِ الرّيح الْآثَار، إِذا دفنتها. والسُّمرة: لون من الْبيَاض والأُدمة رجل أسمرُ من قوم سُمْر وَامْرَأَة سَمْراءُ وقناة سَمراءُ، فِي ذَلِك اللَّوْن.
وَفِي الحَدِيث: توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم وَمَا شبع من البُرّة السّمراء.
والسُّمَار: مَوضِع. قَالَ الشَّاعِر:

(2/720)


(لَئِن ورَدَ السُّمَار لَنَقْتُلَنْه ... وَلَا وَالله أرِدُ السُّمَارا)
والسَّمَار: اللَّبن المَذيق لَيْسَ لَهُ فعل يتصرّف. والسَّمَر: الحَدِيث بِاللَّيْلِ خَاصَّة. وَفِي الحَدِيث: جَدَبَ لنا عُمَرُ السَّمَرَ، أَي عابه. وَفُلَان سَميري للَّذي يسامرك بِاللَّيْلِ خَاصَّة، وَالْجمع سُمّار.
والسامر: الْقَوْم يتحدثون بِاللَّيْلِ، أُخرج مُخرج باقر وجامل، وَالْجمع سُمّار وسامر. وَقَالَ قوم: السَّمَر: اللَّيْل وَفِي كَلَامهم: لَا أكلّمه السَّمَرَ والقمرَ، أَي مَا أظلم الليلُ وطلع القمرُ. وابنا سَميرٍ: اللَّيْل وَالنَّهَار وَمن أمثالهم: لَا أكلّمه مَا سَمَرَ ابْنا سَمير، أَي مَا اخْتلف اللَّيْل وَالنَّهَار.
والسَّمُر: ضرب من العِضاه لَهُ شوك طِوال، الْوَاحِدَة سَمُرَة. وسُمَيْراء: مَوضِع مَعْرُوف، يُمدّ ويُقصر. قَالَ الراجز: يَا رُبَّ خالٍ لَك بالحَزيزِ بَين سُمَيْراءَ وَبَين تُوزِ وسَمَرْتُ الحديدةَ وَغَيرهَا أسمُرها وأسمِرها سمراً. وَجَارِيَة مسمورة: معصوبة الْجَسَد لَيست برخوة اللَّحْم. وَقد سمّت الْعَرَب سُمَيْراً، فَجَائِز أَن يكون تَصْغِير سَمَر أَو تَصْغِير أسمر، كَمَا قَالُوا: سُويد، تَصْغِير أسود، وَهَذَا يسمّيه النحويون: تَصْغِير التَّرْخِيم. والسُّرْم للْإنْسَان: مَعْرُوف، وَهُوَ المَبْعَر من الظِّلف وَكَذَلِكَ من الخُفّ، والمَراث من الْحَافِر، والمَجْعَر من السِّباع، والدُّبُر من الْإِنْسَان. والسِّرْمان: دُوَيْبَة لَا تضمّ جناحَها شَبيهَة بالجَحْل تألف الْمَزَابِل تشبه الْجَرَاد. وَيُقَال: جَاءَت الْإِبِل الى الْحَوْض متسرِّمة، إِذا جَاءَت متقطّعة. وغُرّة متسرِّمة، إِذا كَانَت تغلظ من مَوضِع وتدقّ من آخر وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هِيَ المتصرِّمة، وَلم يعرف)
المتسرِّمة. والمَرْس: مصدر مَرَسْتُ الشيءَ أمرُسه مَرْساً، إِذا دَلَكْتَه. وَرجل مَرِسٌ وممارِس: صبور على مِراس الْأُمُور. وَرجل ممارس للأمور: مزاول لَهَا. والمَريس مثل المَريد يُقَال للتمر إِذا مرسته فِي مَاء أَو لبن: مَريس ومَريد يُقَال: مَرَدْتُه أمرُده مَرْداً، ومَرَسْتُه أمرُسه مَرْساً، فَإِذا فُعل بِهِ ذَلِك شُرب. وتمارس القومُ فِي الْحَرْب، إِذا تضاربوا. والمَرَس: الْحَبل، وَالْجمع أمراس. قَالَ أَبُو زُبيد الطَّائِي:
(إمّا تَقارَشْ بك الرِّماحُ فَلَا ... أبكيكَ إلاّ للدَّلْوِ والمَرَسِ)
يصف عبدا لَهُ قُتل، يَقُول: لَا أبكيك لشَيْء إِلَّا للدلو والمَرَس، أَي للاستقاء تقارشتِ الرِّماح فِي الْحَرْب، إِذا دخل بَعْضهَا فِي بعض. وأمرسَ الحبلُ عَن البَكْرَة، إِذا زَالَ عَن المَحالة فرددته إِلَيْهَا. وَقَالَ قوم: بل يُقَال: مَرَسَ الحبلُ إِذا زَالَ عَنْهَا، وأمرستُه إِذا رَددته إِلَيْهَا. قَالَ الراجز: بئسَ مَقامُ الشَّيْخ أمْرِسْ أمْرِسْ إمّا على قَعْوٍ وَإِمَّا اقعَنْسِسْ وَبَنُو مُريس: بُطين من الْعَرَب. وَبَنُو مُمارِس: بطن مِنْهُم أَيْضا. والمَسْر: فعل ممات مَسَرْتُ الشيءض أمسُره مَسْراً، إِذا استللته فَأَخْرَجته، أَي أخرجته من ضِيق الى سَعَة. والمَرْمَريس: الداهية، وتراها فِي بَاب فَعْلِليل.

(2/721)


(رسن)
الرّسَن: الْحَبل، وَالْجمع أرسان. وَفِي مثل من أمثالهم: اللّديغ يخَاف الرَّسَنَ. وسُمّي أنف النَّاقة مَرْسِناً لِأَن الرّسَن يَقع عَلَيْهِ ثمَّ كثر ذَلِك فِي كَلَامهم حَتَّى قيل: مَرْسِن الْإِنْسَان، وَالْجمع مَراسن، وَفُلَان كريم المَرْسِن. قَالَ العجّاج: وفاحماً ومَرْسِناً مسرَّجا وبطنَ أيْمٍ وقَواماً عُسْلُجا قَالَ أَبُو بكر: أَرَادَ أنفًا وَاضحا برّاقاً كالسّراج وَقَالَ قوم: أَرَادَ كالسيف السُّرَيْجيّ فِي بياضه ورقّته. وَبَنُو رَسْن: حيّ من الْعَرَب. والسَّنْر: فعل مُمات، وَهُوَ شراسة الخُلق وَمِنْه اشتقاق السِّنَّور، زَعَمُوا، وَفِي بعض اللُّغَات سُنّار وسِنّار. والسِّنَّور أَيْضا: فَقارة العُنُق من الْبَعِير. قَالَ الراجز: كَأَن جِذْعاً خَارِجا من صَوْرِهِ)
بَين مَقَذَّيْه الى سِنَّوْرِهِ المَقَذّانِ: جانبا الْقَفَا، وهما الذِّفْرَيان وَقَالُوا: السِّنَّور: الذِّفْرَى بِعَينهَا. والسَّنَوَّر: مَا لُبس من جُنَن الْحَدِيد خَاصَّة، وَأنْشد: كَأَنَّهُمْ لما بَدَوا من عَرْعَرِ مستلئمين لابسي السَّنَوَّرِ نَشْزُ غَمامٍ صَيِّبٍ كَنَهْوَرِ والنّرْس لَا أعرف لَهُ أصلا فِي اللُّغَة، إِلَّا أَن الْعَرَب قد سمّت نارِسة، وَلم أسمع فِيهِ شَيْئا من عُلَمَائِنَا، وَلَا أَحْسبهُ عَرَبيا مَحْضا. والنّسْر: الطَّائِر الْمَعْرُوف. وأصل النَّسر انتزاع الطَّائِر اللحمَ بمِنْسَره نَسَرَ اللحمَ ينسِره وينسُره نَسْراً. والنَّسْران: نجمان فِي السَّمَاء. والمَنْسِر: مَا بَين الْأَرْبَعين الى الْخمسين من الْخَيل، وَالْجمع المَناسر. وَقد سمّت الْعَرَب نُسيراً وناسراً. ونَسْر: صنم كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة، وَقد ذُكر فِي التَّنْزِيل. والنِّسار: مَوضِع. قَالَ الشَّاعِر:
(وأمّا بَنو عامرٍ بالنِّسارِ ... غَداةَ لَقَوْنا فَكَانُوا نَعاما)

(رسو)
الرَّسْو: مصدر رَسَوْتُ بَين الْقَوْم أرسو رَسْواً، إِذا أصلحت بَينهم. والرَّوْس: مصدر راس يروس رَوْساً، إِذا مَشى متبختراً وراس يَرِيس رَيْساً أَيْضا. وَبَنُو رائس: بطن من الْعَرَب.
وَرجل رُؤاسيّ: عَظِيم الرَّأْس. وَبَنُو رُواس: بطن من الْعَرَب. وراسَ السيلُ الغُثاءَ يَروسه رَوْساً، إِذا جمعه واحتمله. والسَّرْو: ارْتِفَاع وهبوط فِي الأَرْض بَين سهل وسفح، وَمِنْه سَرْوُ حِمْيَرَ. قَالَ ابْن مقبل:
(من سَرْوِ حِمْيَرَ أبوالُ البغال بِهِ ... أنّى تسدّيتِ وهْناً ذَلِك البِينا)
تسدّيتِ: علوتِ والبِين: الغِلَظ من الأَرْض. والسِّرْوَة: النّصل الدَّقِيق من نِصال السهْم، وَجَمعهَا سُرًى. والسّورة: المنزِلة، وَالْجمع سُوَر، مثل صُورَة وصُوَر. قَالَ أَبُو بكر فِي قَول الله عز وجلّ: ونُفِخَ فِي الصُّورِ، كَأَنَّهُ جمع صُورَة، أَي رُدّت فِيهَا الْأَرْوَاح وَقَالَ قوم: بل الصُّور

(2/722)


القَرْن، وَالله أعلم. قَالَ النَّابِغَة:
(ألم تَرَ أنّ الله أعطاكَ سُورةً ... ترى كلَّ مَلْكٍ دونهَا يتذبذبُ)
وَزعم قوم من أهل اللُّغَة أَن السُّوَر كرام الْإِبِل، واحتجّوا فِيهِ بِبَيْت رجز لم أسمعهُ من)
أَصْحَابنَا. والسُّورة من الْقُرْآن كَأَنَّهَا دَرَجَة أَو مَنزلة يُفْضَى مِنْهَا الى غَيرهَا فِي لُغَة من لم يهمز. والسُّور: سُور الْمَدِينَة وَغَيرهَا. قَالَ جرير:
(لمّا أَتَى خَبَرُ الزُّبير تواضعتْ ... سُورُ الْمَدِينَة والجبالُ الخُشَّعُ)
فأنّث السُّور من الْمَدِينَة، كَمَا قَالَ الآخر:
(وتَشْرَقُ بالْقَوْل الَّذِي قد أذَعْتَه ... كَمَا شَرِقَت صدرُ الْقَنَاة من الدَّمِ)
فأنّث الصَّدْر لِأَن صدر الْقَنَاة من الْقَنَاة، فَإذْ أضفت مذكّراً الى مؤنّث لَيْسَ مِنْهُ لم يَجُز ذَلِك، لَا تَقول: ضربتني غُلَام هِنْد، لِأَن الْغُلَام لَيْسَ من هِنْد، وَقد جَاءَ مثل هَذَا كثير فِي أشعار الْعَرَب.
وسَوْرَة الْخمر: حِدَّتها. وساوره السَّبُعُ يساوره مُساورةً وسِواراً، إِذا واثبه. وَقد سمّت الْعَرَب سَوْرَة وسَوّاراً وسَوْراً ومُساوِراً ومِسْوَراً. والسِّوار: مَعْرُوف، وَالْجمع أسْوِرَة. وأساوِرة الْعَجم: الفرسان، واحدهم إسوار، وَقد تكلّمت بِهِ الْعَرَب. قَالَ الراجز: ووتَّر الأساوِرُ القِياسا صُغْدِيّةً تنتزعُ الأنفاسا وَقَالَ الآخر: أقْدِمْ أَخا نِهْمٍ على الأساوِرَهْ وَلَا تِهالَنّكَ رِجْلٌ نادرهْ وَبَنُو نِهم: من هَمدَان. والسُّوْر: كرام الْإِبِل، الْوَاحِدَة سُورة. والسُّؤْر، مَهْمُوز، وَالْجمع أسْآر: مَا أبقيتَ فِي الْإِنَاء. وَزعم قوم أَن السّورة من الْقُرْآن من هَذَا إِذا هُمزت، كَأَنَّهَا أُسئرت، أَي بُقّيت من شَيْء. وَفِي وصيّة بعض الْعَرَب لِبَنِيهِ: إِذا شربتُم فأسئروا، أَي أبْقُوا فِي الْإِنَاء فَإِنَّهُ أجمل. والوَرْس: صِبْغٌ أصفر مَعْرُوف ثوب وَرِسٌ ووارِس. وأورسَ الرِّمْثُ، إِذا اصفرّ ثمرُه فَهُوَ وارس، وَهَذَا الْحَرْف أحد الْحُرُوف الَّتِي جَاءَت على أفْعَلَ فَهُوَ فَاعل، وَلَا يُقَال مُورِس.
ووَرِسَت الصخرةُ فِي المَاء، إِذا ركبهَا الطُّحْلُب حَتَّى تخضارَّ وتملاسَّ. قَالَ الشَّاعِر:
(ويخطو على صُمٍّ صِلابٍ كَأَنَّهَا ... حجارةُ غَيْلٍ وارساتٌ بطُحْلُبِ)

(رسه)
الرَّهْس: الْوَطْء الشَّديد، مثل الوهس سَوَاء رَهَسَه يرهَسه رَهْساً أخبر بِهِ أَبُو مَالك عَن الْعَرَب. والسَّهَر: ضدّ النّوم سَهِرَ يسهَر سَهَراً. والأسْهران: عِرْقان فِي الْعَينَيْنِ. وَقَالَ قوم: بل)
الأسْهَران عِرْقان يكتنفان غُرْمول الْفرس أَو الْحمار. قَالَ الشَّاعِر:
(تُوائلُ من مِصَكٍّ أنْصَبَتْه ... حَوالبُ أسْهَرَيْه بالذَّنينِ)
الذّنين: السَّيَلان يُقَال: ذَنَّ أنفُه يذِنّ ذَنّاً وذَنيناً، إِذا سَالَ. والسّاهرة: الأَرْض الْبَيْضَاء هَكَذَا فسّر أَبُو عُبيدة فِي

(2/723)


التَّنْزِيل، وَالله أعلم. وَهِي عِنْد أهل اللُّغَة قريب من ذَلِك، وَقَالُوا: بل أَرض يجدّدها الله يَوْم الْقِيَامَة. قَالَ الراجز: أقْدِمْ أَخا نِهْمٍ على الأساوِرَهْ وَلَا تِهالنّك رِجْلٌ نادرهْ فإنّما قَصْرُك تُرْبُ السّاهرهْ حَتَّى تعودَ بعْدهَا فِي الحافرهْ من بعدِ مَا صِرْنَ عظاماً ناخرهْ والسّهْر: الْقَمَر بالسُّريانية، وَهُوَ السّاهور وَزعم قوم: بل دارة الْقَمَر. وَقد ذكره أميّة بن أبي الصّلْت، وَلم يُسمع إلاّ فِي شعره، وَكَانَ مستعمِلاً للسُّريانية كثيرا لِأَنَّهُ كَانَ قَرَأَ الكُتب، فَقَالَ:
(لَا عيبَ فِيهِ غير أَن جبينَه ... قمرٌ وساهورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ)
وَذكره عبد الرَّحْمَن بن حسّان بن ثَابت. وَذكر أَبُو عُبَيْدَة أَن الساهرة الفلاة وَوجه الأَرْض، وَأنْشد لأميّة بن أبي الصّلت:
(مَلِكٌ بساهرةٍ إِذا ... تُلْقَى نَمارقُه وَكوبُه)
وَقَالَ الآخر: خيارُكم خيارُ أهل السّاهرهْ أطعنُهم لِلَبّةٍ وخاصِرهْ وَقَالَ أَبُو كَبِير الهُذلي:
(يركبنَ ساهرةً كأنّ غَميمها ... وجَميمَها أسدافُ ليلٍ مُظْلِمِ)
والهَرْس: الْأكل الشَّديد وَلذَلِك قيل: إبلٌ مَهاريسُ، شديدات الْأكل. قَالَ الحطيئة:
(مَهاريسُ يُروي رِسْلُها ضَيْفَ أَهلهَا ... إِذا النارُ أبْدَتْ أوجهَ الخَفِراتِ)
يَقُول: إِذا أجدبَ الزمانُ. وأصل الهَرْس الدّقّ الشَّديد، وَبِه سُمّي الهاوون مِهراساً. والهَريس من ذَا أَيْضا لِأَن يُدقّ دقّاً شَدِيدا. والهَرَاس، مخفَّف: نبت لَهُ شوك، الْوَاحِدَة مِنْهُ الهَرَاسة. قَالَ)
الشَّاعِر:
(يطابِقْنَ فِي كلّ أرضٍ يَطَأْنَ ... طِباقَ الكلابِ يطَأْنَ الهَراسا)
والسُّرّة من كل شَيْء: خالصه، من ذَلِك سُرّة الْوَادي وسِرّ الْوَادي وسَرارة الْوَادي، وَهُوَ أكْرمه وأطيبه تُرَابا.
(رسي)
راسَ يريس رَيْساً ورَيَساناً، إِذا مَشى متبختراً. قَالَ أَبُو زُبيد:
(قُصاقِصةٌ أَبُو شِبلين وَرْدٌ ... أَتَاهُم بَين أرْحُلهم يَريسُ)
وَبِه سُمّي الرجل رائساً. والسَّير: مصدر سَار يسير سيراً. والسّيْر: الْقطعَة المستطيلة من الْأدم، وَالْجمع سُيور وأسيار. قَالَ الشَّاعِر:
(لَا تأمَنَنَّ فَزاريّاً خلوتَ بِهِ ... على قَلوصِك واكْتُبْها بأسيارِ)
وسارَ فلَان يسير سِيرةً حَسَنَة. قَالَ خَالِد بن زُهَيْر الهُذلي ابْن أخي أبي ذُؤَيْب:

(2/724)


(فَلَا تَجْزَعَنْ من سيرةٍ أنتَ سِرْتَها ... فأوّل راضٍ سيرةً من يسيرُها)
وسيّر فلانٌ سيرةً، إِذا جَاءَ بِحَدِيث الْأَوَائِل، والجميع سِيَر. والسّريّ: النَّهر هَكَذَا فُسّر فِي التَّنْزِيل، وَالله أعلم. وَرجل سَرِيّ: بَيِّن السّرْوِ. وَقد سمّت الْعَرَب سَرِيّاً وسُرَيّاً. والسّرِيّة: الْقَوْم الَّذين يَسِيرُونَ الى أعدائهم، وَكَانَ أَصله من سُرَى اللَّيْل، فَكثر ذَلِك حَتَّى جُعلت السّريّة الْخَارِجَة للحرب لَيْلًا أَو نَهَارا، وَهِي فَعلية من سَرَى يسري. واليُسْر ضد العُسْر، وأيسرَ الرجلُ إيساراً. وَالْيَد اليَسار ضدّ الْيَمين، بِفَتْح الْيَاء وَكسرهَا، وَزَعَمُوا أَن الْكسر أفْصح.
وَيَقُولُونَ: خُذ على يَسارك، بِفَتْح الْيَاء. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: اليِسار، بِكَسْر الْيَاء، شبّهوه بالشِّمال، إِذا لَيْسَ فِي كَلَامهم كلمة أَولهَا يَاء مَكْسُورَة إلاّ يِسار. ويُسْر: دَحْل لبني يَربوع بالدّهناء مَعْرُوف. قَالَ طرفَة:
(هاجَه ذِكْرُ خيالٍ عادَهُ ... طافَ والرّكبُ بصحراءِ يُسُرْ)
فَأَما قَول الْعَامَّة: عُودُ اليُسْر فخطأ، إِنَّمَا هُوَ عود الأُسْر، والأُسْر: احتباس الْبَوْل. وَرجل أعْسَرُ يَسَرٌ، فَأَما قَوْلهم: أعْسَرُ أيْسَرُ فخطأ. وأيسار الْجَزُور، الْوَاحِد يَسَرٌ، وهم الَّذين يتقامرون على الجَزور. قَالَ الشَّاعِر:
(لَو يَيْسِرون بخَيلٍ قد يَسَرْتُ بهَا ... وكلُّ مَا يَيْسِرُ الأقوامُ مغرومُ)
)
أَي كل مَا يُتياسَر فِيهِ فَلَا بدّ من أَن يُغْرَم ثمنهُ، وَمِنْه المَيْسِر الَّذِي نُهي عَنهُ. والمَيْسَرَة ضد المَعْسَرَة، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي التَّنْزِيل: فنظرَةٌ الى مَيْسَرَةٍ. وَيَقُولُونَ: خُذْ ميسورَه ودَعْ معسورَه، أَي خُذ مَا يسرَ ودع مَا عسرَ. وَقد سمّت الْعَرَب يُسْراً وياسِراً ويَساراً وأيْسَر. واليَسَر: الْقَوْم المياسِرون. وبايعتُ الرجل فياسرته، إِذا ساهلته. وَالشَّيْء الْيَسِير: الْقَلِيل. وياسِر مُنْعِم: ملك من مُلُوك حِمير.
3 - (بَاب الرَّاء والشين)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(رشص)
الشِّرْص، وَالْجمع شِرَصَة وشِراص، بِكَسْر الشين، وَهِي النَّزَعَة عِنْد الصُّدغ. قَالَ الْأَغْلَب: يَا رُبَّ شيخٍ أشْمَطِ العَناصي ذِي لِمّةٍ مبيضّة القُصاصِ صَلْتِ الجبينِ ظاهرِ الشِّراصِ والشّصْر: مصدر شصرتُ الناقةَ أشصُرها وأشصِرها شَصْراً، وَهُوَ أَن تزنَّد فِي أخِلّةٍ بهُلب ذَنَبها تُغرز فِي أشاعرها إِذا دَحَقَت، أَي خرجت رَحِمُها عِنْد الْولادَة. والتزنيد: الشدّ الضيِّق وكل شَيْء فعلت بِهِ ذَلِك فقد زندته. والأشْعَران: جَانب الْفرج مِنْهَا ينْبت عَلَيْهِمَا الشّعْر.
والشَّصَر، بِفَتْح الصَّاد والشين: الظبي الشّادن.
(رشض)
أُهملت.
(رشط)
الشَّطْر: النّصْف من كل شَيْء. وشَاة شَطور، إِذا يَبِسَ أحدُ ضَرعيها. وَقَوْلهمْ: حَلَبَ فلانٌ الدهرَ أشْطُرَه، إِذا جرّب

(2/725)


الْأُمُور، وَأَصله من الْحَلب، أَي هُوَ يحلُب شطراً ثمَّ يحلُب الشّطْر الآخر، وَكَأن أشطراً جمع شَطْر فِي أدنى الْعدَد. وَنظرت شَطْر بني فلَان، أَي ناحيتهم الَّتِي يُقصد إِلَيْهِم مِنْهَا. وَفِي التَّنْزِيل: شَطْرَ المَسْجِدِ الْحَرَام، أَي نَحوه وَالله أعلم. قَالَ الشَّاعِر:
(أقِمْ قَصْدَ وجهِك شَطْرَ العراقِ ... وخالَ الخليفةِ فاستَمْطِرِ)
)
كنّى بالخال عَن السّحاب الَّذِي يُخال فِيهِ الْمَطَر. والمحلّ الشَّطير: الْبعيد، وَبِه سُمّي الشاطر لتباعده عَن الْخَيْر. وَمِنْه:
(مَليكيّةٌ جاورتْ بالحجا ... ز قوما عُداةً وأرضاً شطيرا)
والشَّرَط: رَدِيء المَال من الْإِبِل وَالْغنم، وَالْجمع أَشْرَاط. والشَّرْط: مَعْرُوف، وَالْجمع شُروط وأشراط. وأشرطَ فلَان نفسَه لهَذَا الْأَمر، أَي جعل نَفسه عَلَماً لَهُ. وَبِه سُمِّي الشُّرَط لأَنهم جعلُوا لأَنْفُسِهِمْ أعلاماً للنَّاس يُعرفون بهَا. قَالَ أَوْس بن حَجَر:
(فأشْرَطَ فِيهَا نفسَه وَهُوَ مُعْصم ... وَألقى بأسبابٍ لَهُ وتوكّلا)
يصف رجلا دلّى نفسَه من الْجَبَل على نَبعة ليأخذها، أَي هُوَ متعلّق بِشَيْء، يُقَال: أعصمتُ بِهَذَا الْحَبل واعتصمت بِهِ، إِذا تعلّقت بِهِ. وأشراط الْقِيَامَة: علاماتها. والشَّرَطان: نجمان من منَازِل الْقَمَر وَلَهُمَا نوء لَيْسَ بغزير. وَيُقَال: مُطرْنا بِنَوْء الشَّرَطَيْن وبالأشراط أَيْضا. قَالَ العجّاج:
(نَوْء السِّماكِ انقضَّ أَو دَلْوِيُّ ... من باكرِ الأشراطِ أشراطِيُّ)
وَرُبمَا قيل: مُطِرْنا بنَوْء الشَرَط، وَهُوَ بطن الحَمَل فِيمَا يزْعم النجّامون. والشَّرْط أَصله الشَّقّ، وَبِه سُمِّي شَرْطُ الحجّام. والشَّريط من الخُوص من هَذَا اشتقاقه لِأَنَّهُ يُشَقّ خُوصه ثمَّ يُفتل، وَهُوَ فَعيل فِي مَوضِع مفعول. والشَّريطة مثل الشَّرْط سَوَاء. وَبَنُو شَريط: بطن من الْعَرَب.
والطّرَش لَيْسَ بعربي مَحْض، بل هُوَ من كَلَام المولَّدين، وَهُوَ بِمَنْزِلَة الصَّمَم عِنْدهم. قَالَ أَبُو حَاتِم: لم يرضَوا باللُّكنة حَتَّى صَرَّفوا لَهُ فعلا فَقَالُوا: طَرِشَ يطرَش طَرَشاً.
(رشظ)
أهملت
(رضع)
الرَّعَش: الرِّعدة، رَعِشَ يرعَش رَعشاً ورَعشاً ورَعشاناً فَهُوَ راعش. وشَمِر يَرْعش: ملك من مُلُوك حمير كَانَ بِهِ ارتعاش فسمّي يَرْعَش.
والشَّعَر: مَعْرُوف، بتحريك الْعين وتسكينها، وَتقول الْعَرَب: مَا شعرتُ بِهِ شِعْراً وشِعْرَة وشعورةً. والشاعر سمّي شَاعِرًا لِأَنَّهُ يشْعر للْكَلَام. وَقَوْلهمْ: لَيْت شِعري، أَي لَيْتَني أشعر بِكَذَا وَكَذَا. والشَّعير: حَبّ مَعْرُوف. وشَعائر اللهّ: الْمَنَاسِك، وَهِي أنصاب الحَرَم، واحدتها شَعيرة هَكَذَا يَقُول أَبُو عُبيدة، والمَشاعر الَّتِي هِيَ مَناسك الْحَج وَاحِدهَا مَشْعَر، وَهِي الأنصاب أَيْضا.)
وأشعرتُ البَدَنَة، إِذا طعنت فِي سَنامها بمِشْقَص أَو سِكَّين لتدمى فيُعلم أَنَّهَا بَدَنَة.
وشَعيرة الّسيف من فضَّة أَو حَدِيد، وَهِي رَأس الكَلْب، والكَلْب: المِسمار فِي قَائِم السَّيْف.

(2/726)


والشِّعار: كل شَيْء لبسته تَحت ثوب فَهُوَ شعار لَهُ. وشِعار الْقَوْم: مَا تداعوا بِهِ عِنْد الْحَرْب من ذِكر أَب أَو أم أَو غير ذَلِك. وأشعرَ فلانٌ فلَانا شرًّا، إِذا غشِيَه بِهِ. وأشعرَه الحبُّ مَرضا، إِذا أبطنه إِيَّاه. والشَّعْراء: ضرب من الذُّباب أَزْرَق. والشَعْراء أَيْضا: هَذَا الخوخ الْمَعْرُوف.
والشُعَيْراء: ابْنة ضَبَّةَ بن أُدّ ولدت لبكر بن مُرّ أخي تَمِيم ابْن مُرّ وَلَده، فهم بَنو الشُّعيراء.
وَقَالَ قوم: بل الشُّعَيْراء لقب بكر بن مُرّ نَفسه. والشِّعْرَيان: نجمان، وهما الشِّعْرَى العَبور والشِّعْرَى الغُمَيْصاء. قَالَ أَبُو بكر: إِنَّمَا سُمّيت الغُمَيْصاء لِأَنَّهَا أقلّ نورا من العَبور، وسُمّيت العَبور لِأَنَّهَا تعبُر المَجَرَّة، هَكَذَا يَقُول قوم. وأشاعر الْفرس: مَا حول حَافره من الشَّعَر.
وأشاعر النَّاقة: جَوَانِب حَيائها. وَيُقَال: داهية شَعْراء وداهية وَبْراء. وَمن كَلَامهم للرجل إِذا تكلم بِمَا يُنكر عَلَيْهِ: جِئْت بهَا شَعْراءَ ذاتَ وَبَر. والشَعْرَة: الْعَانَة. وخُفٌّ مُشْعَر: مبطَّن بِشَعَر.
وشَعْر: جبل مَعْرُوف، غير مَصْرُوف. والأشْعَر والأقْرَع: جبلان بالحجاز معروفان. وَرجل أشْعَرُ وَامْرَأَة شَعْراءُ: كثير الشَّعَر. والشُّعرور: نبت. وتفرَّق القومُ شَعاريرَ شذَر مذَرَ، وشعاريرَ قِنْدَحْرَة. وَجَاء أميّة بن أبي الصَّلت فِي شعره بالشَّيْتَعور، وَزعم قوم أَنه الشّعير، وَلَا أَدْرِي مَا صحّته.
وروضة شَعْراء: كَثِيرَة الشّجر. ورملة شَعْراء: تُنبت النَّصِيَ وَمَا أشبهه. والشِّرْع: الوَتَر، وَالْجمع شِراع وشِرَع. قَالَ الْهُذلِيّ:
(وعاوَدني ديني فَبت كأنّما ... خلالَ ضُلوع الصّدرِ شِرْعٌ ممدَّدُ)
وشَريعة النّهر ومَشْرَعَته: حَيْثُ ينحدر إِلَى المَاء مِنْهُ، وَمِنْه سُمّيت شَرِيعَة الدِّين إِن شَاءَ الله تَعَالَى لِأَنَّهَا المَدْخَل إِلَيْهِ، وَهِي الشِّرْعَة أَيْضا. وأشرعَ القومُ الرِّماحَ لِلطَّعْنِ، إِذا هم صوّبوها.
ودُور شوارعُ: على نهج وَاضح. والشِّراع، شِراع السَّفِينَة: مَعْرُوف. وَمَا لَهُم بَينهم شَرَعٌ وَاحِد وشَرعٌ وَاحِد، وَالْفَتْح أَعلَى، أَي هم سَوَاء، وَله فِي المَال سهمٌ شَرَع. وَسَقَى إبلَه التشريعَ، إِذا أوردهَا شِراعَ الماءَ فَشَرِبت وَلم يستقِ لَهَا. وَمثل من أمثالهم: أهوَنُ السَّقي التشريعُ.
والعَشْر: عَقْد مَعْرُوف. والعَشْر: عَشْر ذِي الحجَّة. والعُشْر: جُزْء من عشرَة أَجزَاء. وَأما قَوْلهم: عِشرون فمأخوذ من أظماء الْإِبِل، أَرَادوا عِشْراً وعِشْراً وبعضَ عشْرٍ ثَالِث، فَلَمَّا جَاءَ)
البعضُ جعلوها ثَلَاثَة أعشار فَجمعُوا عِشرين على فِعْلين فَقَالُوا: عِشرين وَذَلِكَ أَن الْإِبِل ترعى ستّة أَيَّام وتقرب يَوْمَيْنِ وتَرِد فِي الْيَوْم التَّاسِع وَكَذَلِكَ العِشر الثَّانِي، فَصَارَ العِشران ثَمَانِيَة عشرَ يَوْمًا وَبَقِي يَوْمَانِ من العِشْر الثَّالِث فأقاموه مقَام عِشْر. والعِشْر: آخر الأظماء. قَالَ ذُو الرمّة:
(حنينَ اللِّقاح الخُورِ حرَّق نارَه ... بجَرْعاءِ حُزْوَى فَوق أكبادها العِشْرُ)
وعاشوراء: يَوْم سُمّي فِي الْإِسْلَام وَلم يُعرف فِي الْجَاهِلِيَّة. قَالَ أَبُو بكر: وَلَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب فاعولاء ممدوداً إلاّ عَاشُورَاء، هَكَذَا قَالَ البصريون، وَزعم ابْن الْأَعرَابِي أَنه سمع خابوراء، أَخْبرنِي بذلك حَامِد بن طرفَة عَنهُ، وَلم يجىء بِهَذَا الْحَرْف أصحابُنا، وَلَا أَدْرِي مَا صحّته.

(2/727)


وناقة عُشَراء، إِذا بلغت فِي حملهَا عشرَة أشهر وقرُب وِلادها، وَالْجمع عِشار. قَالَ الشَّاعِر:
(بِلَاد رَحْبَةٌ وَبهَا عِشارُ ... يَدُلُّ بهَا أَخا الركْبِ العِشارُ)
وَكَذَا فسّروا فِي التَّنْزِيل: وَإِذا العِشارُ عُطِّلَتْ، قَالُوا: هِيَ الْإِبِل الْحَوَامِل، كَذَا قَالَ أَبُو عُبيدة وَالله أعلم. وعشَّر الحمارُ تعشيراً، إِذا نَهَقَ عَشْراً فِي طَلَق وَاحِد. وعشيرة الرجل: بَنو أَبِيه الأدنَون الَّذِي يعاشرونه، وَهَكَذَا ذكر أَصْحَاب الْمَغَازِي أَن النَّبِي صلى اللهّ عَلَيْهِ وَآله وَسلم لما أنزل عَلَيْهِ: وأنذِرْ عشيرتَك الأقربِينَ قَامَ فَنَادَى: يَا بني عبد مَناف. وعشير الرجل: امْرَأَته الَّتِي تعاشره فِي بَيته، وَهُوَ عشيرها أَيْضا. وَلَك عُشر هَذَا المَال وعَشيره ومِعْشاره. والعُشَر: نبت مَعْرُوف. وأعشار الجَزور: أنصباؤها إِذا قُسمت بَين النَّاس. وعشّر الجزارُ خِيرة اللَّحْم، إِذا أَخذ مِنْهُ أطايبَه. وَذُو العُشَيْرة: مَوضِع مَعْرُوف غزاه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم.
وَبَنُو العُشَراء: قوم من الْعَرَب فِي غَطَفان لَهُم حَدِيث لَا أستجيز ذِكره. وقِدْر أعشار: عَظِيمَة، وَقد فسّروا بَيت امرىء الْقَيْس:
(وَمَا ذَرَفَت عيناكِ إلاّ لتضربِي ... بسهميكِ فِي أعشار قلبٍ مقتَّل)
قَالَ البصريون: أَرَادَ أَن قلبه كُسِرَ ثمَّ شُعِبَ كَمَا تُشعب القِدر. وَقَالَ آخَرُونَ: بل أَرَادَ أَن قلبه قُسم أعشاراً كأعشار الجَزور فَضربت بسهميها فَخرج الثَّالِث وَهُوَ الرَّقِيب فَأخذت ثَلَاثَة أنصباء ثمَّ ثنّت فَخرج السَّابِع وَهُوَ المعلَّى فَأخذت سَبْعَة أنصباء فاحتازت قلبَه أجمعَ، وَهُوَ أحسن التفسيرين. وَفُلَان حَسَنُ الْعشْرَة والمعاشَرة.)
والعَرْش: السرير. والعَريش: ظُلَّة من شجر أَو نَحوه، وَالْجمع عُرُش. والعُرْشان من الْفرس: آخر شَعَر العُرْف. وَيُقَال: ثلّت عروشُ بني فلَان، إِذا تشتَّتت أُمُورهم. وَيُقَال: ضربه فثَل عُرْشَيْه، إِذا قَتله. قَالَ ذُو الرمّة:
(وعَبْد يَغُوثَ تَحْجلُ الطيرُ حوله ... وَقد ثَلَّ عُرْشَيْه الحُسامُ المذكّر)
ويُروى عَرْشَيْه أَيْضا. وبئر معروشة، إِذا طُرح عَلَيْهَا خشب يقف عَلَيْهِ الساقي. فيُشرف عَلَيْهَا، وَرُبمَا سُمّيت معروشةً أَيْضا إِذا ظُلِّلت. قَالَ الشَّاعِر:
(وَلما رأيتُ الأمز عَرْش هَوِيَّةٍ ... تسلّيت حاجاتِ الفؤادِ بزَيْمَرا)
زيْمَر: اسْم نَاقَته. وعرّشتُ الكرمَ تعريشاً وعَرَشْتُه عَرْشاً، إِذا جعلت تَحْتَهُ خشباً ليمتدّ عَلَيْهَا، وكرم معروش ومعرَّش. وعرْشان: اسْم رجل.
(رشغ)
شَغَرَ الْكَلْب بِرجلِهِ، إِذا رَفعهَا ليبول فَهُوَ شاغر، ثمَّ كثر ذَلِك فِي كَلَامهم حَتَّى قَالُوا: شَغَرَت أرضُ بني فلَان، إِذا لم يكن فِيهَا أحد يحميها وَلَا يمْنَع عَنْهَا. وشَغرَ الرجل المرأةَ للجِماع وأشغرَها أَيْضا، إِذا رفع رِجْلَيْهَا. وَفِي الحَدِيث: لَا شِغارَ فِي الْإِسْلَام، وَهُوَ أَن يتزّوج الرّجلَانِ كل وَاحِد مِنْهُمَا بأخت صَاحبه أَو بنت صَاحبه لَيْسَ بَينهمَا مَهر، وَكَانَ مِن فِعل أهل الْجَاهِلِيَّة. والشغْرور: نبت، زَعَمُوا. وتفرّق الفوم شَغَرَ بَغَرَ، وَقَالُوا شِغَرَ بِغَرَ. والشاغرة: مَوضِع.

(2/728)


والشّرْغ، بِفَتْح الشين وَكسرهَا: الضفدع الصَّغِيرَة، وَالْجمع شروغ والغَرْش: لُغَة يَمَانِية، زَعَمُوا أَنه ثَمَر شجر، وَلَا أحقّه.
(رشف)
رَشَفتُ الماءَ أرشِفه وأرشفه رَشْفاً، إِذا استقصيت شربَه من الْإِنَاء حَتَّى لَا تدع فِيهِ شَيْئا، وَالْمَاء مرشوف ومرتشَف، وَكَذَلِكَ رَشْف الرّيقِ، يُقَال: رَشَفَ الرجلُ رِيق الْمَرْأَة رَشْفاً.
والشَّفْر من قَوْلهم: مَا بِالدَّار شَفْر، أَي مَا بهَا أحد، وَلَا يكادون يَقُولُونَ ذَلِك إلاّ فِي النَّفْي.
والشُّفْر: مَنْبِت شعر الجَفن، وَالْجمع أشفار. وشَفير كل شَيْء: حَرفه، شَفير النَّهر وشَفير الْبِئْر، وشَفير الْوَادي وَكَذَلِكَ شُفْر الفَرْج: حُرُوف أشاعره. وشَفار: مَوضِع. وشَفْرَة السّيف: حدُّه والشَّفْرَة: السكين أَيْضا، وَيُسمى إزميل الحَذّاء شَفْرَة. ومِشْفَر الْبَعِير ومَشْفَره أيضأ مثل الجَحْفَلَة)
من الفَرَس والشفة من الْإِنْسَان. ويربوع شُفاريٌّ، وَهُوَ الَّذِي على أُذُنه شَعَر.
والشَّرَف والشُّرَيْف: موضعان بِنَجْد. والشرَف: علوّ الْحسب. وشَرَف الْإِنْسَان: أَعلَى جِسْمه.
وَالرجل شرِيف، وَالَّذِي دونه لَا حَسَبَ لَهُ مشروف. وَالرجل الْأَشْرَف: الطَّوِيل الْأُذُنَيْنِ، وَبِه سُمّي الرجل أشرف. وناقة شُرافيّة: مُرْتَفعَة عالية. وناقة شَارف: مسِنَّة. وشَراف: مَوضِع مَعْرُوف. وشرَّفتُ الْقصر وغيرَه، إِذا جعلتَ لَهُ شُرَفاً. وأذُن شُرافية وشُفاريّة، إِذا كَانَت عالية طَوِيلَة وَعَلَيْهَا شَعَر.
والفَرش: مصدر فرشتُ الفِراش أفرُشه فَرْشاً. وافترشت الأَرْض، إِذا اتّخذتها فراشا، وافترشَ الرجلُ المرأةَ كَذَلِك. والفَريش من الْخَيل: الَّتِي يُحمل عَلَيْهَا بعد نَتاجها بسبعة أَيَّام، وَالْجمع الفرائش، قَالَ الْأَصْمَعِي: وَهُوَ خير أَوْقَاتهَا فِي النِّتاج. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(باتت يقحِّمها ذُو أزْمَلٍ وسَقَتْ ... لَهُ الفرائشُ والسُّلبٌ القياديدُ)
يصف آتناً، وسَقَتْ: جمعت المَاء فِي رَحمهَا، والسُّلْب: جمع سَلوب، وَهِي الَّتِي فقدت وَلَدهَا، والفَريش فِي الْخَيل وَالْحمير سَوَاء. والفَرْش من الْإِبِل: صغارها الَّتِي لَا يُحمل عَلَيْهَا، الْوَاحِد وَالْجمع فِيهِ سَوَاء. وَكَذَلِكَ فُسِّر فِي التَّنْزِيل فِي قَوْله جلّ وَعز: حَمولةً وفَرشاً، وَالله أعلم.
والفَراش: جمع فَراشة، وَهِي دوَيْبَّة تطير بِاللَّيْلِ فَتسقط فِي النَّار. وَفِي الحَدِيث: فيتتابعون تتَابع الفَراش فِي النَّار. وفَراش الرَّأْس: عِظَام رقاق متداخلة فِي مقدَّمه تَحت الْجَبْهَة والجبينين. قَالَ النَّابِغَة:
(تطير فضاضاً بَينهم كلُّ قوْنَسٍ ... ويَتْبعُها مِنْهُم فَراشُ الحواجبِ)
والفَرْش: الفضاء الْوَاسِع من الأَرْض. والمَفارش: النِّسَاء، وَيُقَال: فلَان كريم المفارش، إِذا تزَوَّج كرائم النِّسَاء. والمَفارش أَيْضا: كل مَا افترشته. وفَراشة القفْل أحسبها عَرَبِيَّة صَحِيحَة، وَقد سمَّوها المِنْشَب. وأكَمَة مفترشة الظّهْر، إِذا كَانَت دَكّاء، وَكَذَلِكَ النَّاقة، وجمل مفترِش الظّهْر: لَا سَنام لَهُ. وَمَا بَقِي من الغدير إلاّ فَراشة، أَي مَاء قَلِيل.
(رشق)
الرَّشْق: مصدر رشقتُ بالنَّبْل رَشْقاً، بِفَتْح الرَّاء. والرِّشْق، بِكَسْر الرَّاء: السِّهَام بِعَينهَا الَّتِي يُرشق بهَا. وَغُلَام رَشيق: خَفِيف الْجِسْم لَبِق، والمصدر الرَّشاقة. وأرشقتِ الظبيةُ، إِذا مدَّت عُنُقهَا، وأرشقت الْمَرْأَة، إِذا

(2/729)


تابعت نظرها، وَالْمَرْأَة والظبية مرشِقتان، وَالْجمع مرشِقات)
ومَراشق. ورشقَه بالْكلَام، كَأَنَّهُ رَمَاه بِهِ كالرمي بالنَّبل.
والرقْش: النَّقْش، حيّة رقشاء: فِيهَا ألوان من سَواد وَحُمرَة وَغَيرهمَا، والإسم الرُّقشة والرَّقَش.
ورقّش فلَان الكلامَ، إِذا تمَّ وَكذب. قَالَ رؤبة: عاذِلَ قد أولعتِ بالترقيش إِلَيّ سِراًّ فآطْرُقي ومِيشي ورقّش كَلَامه أَيْضا، إِذا زوَّره. وتسمّى شِقشِقَة الْبَعِير رَقشاء لما فِيهَا من اخْتِلَاف الألوان. قَالَ الراجز:
(وَهُوَ إِذا جَرْجَرَ بعد الهبِّ ... جرْجَر فِي رَقْشاءَ مثل الحُبِّ)
ويروى: فِي شِقْشِقَة كالحُبِّ. وسمّيت الْمَرْأَة رقاش، معدولة عَن راقشة، وَفِي الْعَرَب بطُون يُنسبون إِلَى رَقاش، وهنّ أمهاتهم، فِي بكر بن وَائِل بَنو رَقاش، وَفِي كلب رَقاش، وأحسب أَن فِي كِندة بَطنا أَيْضا يُقَال لَهُم بَنو رَقاش. وَالَّذين بِالْبَصْرَةِ من بكر بن وَائِل بَنو رقاش.
والرقشاء: دوَيبَّة تكون فِي العشب شَبيهَة بالحُمْطُوط فِيهَا حُمرة وصُفرة، قَالَ أَبُو بكر: الحُمطوط: دودة منقوشة مليحة. والمُرقشان الشاعران كِلَاهُمَا من بني قيس بن ثَعْلَبَة، وَإِنَّمَا سُمّي الْأَكْبَر مِنْهُمَا بقوله:
(الدَّار قَفر والرُسوم كَمَا ... رَقَشَ فِي ظهر الْكتاب قَلَمْ)
والشُقْرَة فِي الْإِنْسَان: حُمرة تعلو الْبيَاض، والشُّقْرَة فِي الْخَيل: حُمرة صَافِيَة يحمرّ مَعهَا السَّبيب والمَعْرَفة والناصية، الذّكر أشقر وَالْأُنْثَى شَقراء. والشَّقِرة: نَوْر أَحْمَر شَبيه بالشقائق، أَو هُوَ هُوَ. قَالَ الشَّاعِر:
(وتَساقَى القومُ كأساً مُرَّةً ... وَعلا الخيلَ دِماءٌ كالشَّقِرْ)
وَبَنُو شَقِرَة: بطن من بني عَمْرو بن تَمِيم، وأبوهم الْحَارِث ابْن مَازِن بن عَمْرو بن تَمِيم، وَإِنَّمَا سُمّي الْحَارِث الشَّقِر بقوله:
(وَقد أحمِل الرمحَ الأصمَّ كعوبُه ... بِهِ من دِمَاء الْقَوْم كالشَّقِرات)
فسُمّي شَقِرَة. وَبَنُو شقِرَة أَيْضا: بُطين أحسبهم من بني ضبّة. والأشاقر: بطن من الْعَرَب كَانَت أمّهم تسمّى الشُّقَيْراء، وأبوهم أسعد بن مَالك بن عَمْرو بن مَالك بن فَهْم، مِنْهُم كَعْب بن مَعْدان الأشقري الشَّاعِر، وَمن مواليهم شُعبة بن الحجّاج المحدِّث.)
والشُّقَارَى: نبت، وَقَالُوا الشُّقارى بِالتَّشْدِيدِ، وَقَالُوا الشُّقّار. وَيُقَال: خبّرته بشُقوري، أَي بحالي وأمري. وَيُقَال: جَاءَ فلَان بالشُّقَر والبُقَر، وَيُقَال بالشُّقَارى والبُقَارى، إِذا جَاءَ بِالْكَذِبِ.
وَقد سمّت الْعَرَب أشْقَر وشقْران وشقيراً. والمشقَّر: حصن بِالْبَحْرَيْنِ قديم وَله حَدِيث.
والمَشاقر: منَابت أَحْرَار البقل، النّصيّ وَمَا أشبه ذَلِك، الْوَاحِد مَشْقَر.
والشرق ضد الغرب، والمَشْرِق ضد المَغْرِب، والمَشْرِقان: مَطْلِع الشتَاء ومَطْلِع الصَّيف، والمَشارق: مَطالع الشَّمْس كلَّ

(2/730)


يَوْم حَتَّى تعود إِلَى المَطْلِع الأول فِي الْحول. وشَرَقَتِ الشمسُ، إِذا طلعت، وأشرقت، إِذا امتدّ ضوءها. وَيُقَال: لَا أفعل ذَلِك مَا ذَرَّ شارقٌ، أَي مَا طلع قرن الشَّمْس. والشّارق: صنم كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة، وَبِه سمّت الْعَرَب عبد الشّارق، هَكَذَا يَقُول ابْن الْكَلْبِيّ. وشَرِيق: اسْم أَيْضا. وشَرِقَ الرجل يشرَق شَرَقاً، إِذا اغتصّ بِالْمَاءِ. قَالَ عدِيّ بن زيد:
(لَو بِغَيْر المَاء حلقي شَرِق ... كنتُ كالغَصّان بِالْمَاءِ اعتصاري)
الاعتصار: النجَاة. والمَشْرقَة، بضمّ الرَّاء وَفتحهَا: الْموضع الَّذِي يُستدرى فِيهِ من الرّيح وتطلع فِيهِ الشَّمْس، وَقَالَ فِي الْإِمْلَاء: حَيْثُ يقْعد المتشرِّق فِي الشَّمْس. قَالَ الشَّاعِر:
(تريدين الطلاقَ وأنتِ عِنْدِي ... بعيشٍ مثل مَشرُقَة الشتاءِ)
ويُروى: مثل مشرُقة الشمَال. ومِشريق: مَوضِع، وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: مِشريق آلَة من آلَة الْبَاب.
والمشرَّق: المصلَّى. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
(حَتَّى كَأَنِّي للحوادث مَرْوَةٌ ... بصفا المشرَّق كلَّ يَوْم تُقْرَع)
وَأَيَّام التَّشْرِيق الَّتِي بعد الْأَضْحَى إِنَّمَا سمّيت بذلك لأَنهم كَانُوا يشرِّقون اللحمَ فِيهَا، أَي يبسطونه ليَجفَّ. وشَرِق الثوبُ بالصِّبْغ، إِذا احمرَّ فاشتدت حُمرته. ولطمه فشَرِقَ الدمُ فِي عينه، إِذا احمرّت واشرورقت. وَذكر الْأَصْمَعِي أَن رجلا لطم رجلا فاشرورقت عينُه واغرورقت فَقدم إِلَى شُريح أَو إلّى الشَّعْبي فَقَالَ:
(لَهَا أمرُها حَتَّى إِذا مَا تبوّأت ... بأخفافها مأوىً تبوَّأ مَضْجَعا)
يَقُول إِنَّه لَا يحكم فِيهَا حَتَّى ينظر إِلَى مَا يصير أمرُها. والأشراق: جمع شَرْق، وَالْإِشْرَاق: الْمصدر. وناقة شَرْقاء، إِذا شقَّت أذنها بنصفين طولا، وَكَذَلِكَ شَاة شَرْقاء.
والقَرْش: الْجمع، تقرَّش القومُ، إِذا تجمّعوا، وَبِه سمّيت قُريش لتجمّعها. قَالَ أَبُو بكر: وَقد كثر الْكَلَام فِي هَذَا فَقَالَ قوم: قُريش دابّة من دوابّ الْبَحْر، وَقَالَ آخَرُونَ: سُميت قُريش بِقُرَيْش بن) يَخْلُد بن غَالب بن فِهْر وَكَانَ صاحبَ عيرهم فَكَانُوا يَقُولُونَ: قَدِمَتْ عِيرُ قُرَيْش وَخرجت عِيرُ قُرَيْش، وَقَالَ قوم: سُمِّيت قُريْشًا لِأَن قُصيُّا قرشها أَي جمعهَا، فَلذَلِك سُمِّي قُصَيّ مجمِّعاً: قَالَ الْفضل بن العبّاس بن عُتبة بن أبي لَهَب:
(أَبونَا قُصَيٌّ كَانَ يُدعى مجمِّعاً ... بِهِ جَمَعَ الله القبائلَ من فِهْر)

(2/731)


وَقَالَ أَيْضا:
(نَحن كنّا سكّانَها من قُريشٍ ... وبنا سُمِّيت قُرَيْش قُريشا)
وَقَالَ آخَرُونَ: تقرَّش الرجلُ، إِذا تنزّه عَن مَدانس الْأُمُور. وَيُقَال: تقارشت الرماحُ فِي الْحَرْب، إِذا تدَاخل بعضُها فِي بعض. قَالَ أَبُو زُبيد:
(إمّا تَقَارَشْ بك الرِّماحُ فَلَا ... أبكيكَ إلاّ للدَّلْو والمَرَس)
وَقد سمّت الْعَرَب قُريشاً ومقارِشاً.
والقَشْر: مصدر قَشَرْت الشَّيْء أقشِره قَشْراً، إِذا انتزعت عَنهُ قشره. وَرجل قاشور: مشؤوم، وَمثل من أمثالهم: أشْامُ من قاشِر، وَهُوَ فَحل من الْإِبِل، وَله حَدِيث. وَرجل أقشَرُ، إِذا أفرطت حُمرته حَتَّى ينقشر جلدُه، وَامْرَأَة قَشْراءُ كَذَلِك. والأقَيْشِر: لقب شَاعِر مَعْرُوف.
وَبَنُو قُشَيْر: قَبيلَة من الْعَرَب مَعْرُوفَة. وَسنة قاشورة: مُجْدِبة لَا خير فِيهَا. قَالَ الراجز: فآبْعَثْ عَلَيْهِم سنة قاشورهْ تحتلقُ المالَ احتلاقَ النُّورَهْ
(رشك)
الشُّكر من قَوْلهم: الشُّكر لله، وشكرت لَك النُّعْمَى، وَلَا يكادون يَقُولُونَ: شكرتُك.
وَبَنُو شَاكر: قَبيلَة من هَمْدان. وَبَنُو شَكْر: بطن من الأزد. وَبَنُو يَشْكُر: بطن من بكر بن وَائِل.
وشَوْكَر: اسْم من أسمائهم، الْوَاو زَائِدَة، واشتقاقه من الشُّكر. والشَّكير: مَا نبت من العشب تَحت مَا هُوَ أَعلَى مِنْهُ فَلَا يزَال ضَعِيفا. والشَّكير أَيْضا: الشَّعَر الصغار فِي مَعْرَفة الْفرس.
والشَّكير أَيْضا: شعر ينْبت خلال الشيب ضَعِيفا. قَالَ الراجز: الآنَ إِذْ لَاحَ بك القَتيرُ والرأسُ قد صَار لَهُ شَكِيرُ ونامَ لَا يَحْذَرُك الغَيورُ)
واشتكرَ ضَرْعُ النَّاقة، إِذا امْتَلَأَ لَبَنًا، وَيُقَال: أشكرَ أَيْضا. وَرُبمَا استُعير ذَلِك للسحاب فَيُقَال: اشتكرتِ السحابةُ، إِذا كثر مَاؤُهَا. والشَّكْر: بُضْع الْمَرْأَة. قَالَ الشَّاعِر:
(وبيضاءِ المَعاصم إلْفِ لَهْوٍ ... خلوتُ بشَكْرِها لَيْلًا تَمامًا)
واختصم رجل وَامْرَأَة إِلَى يحيى بن يَعْمَر فَقَالَ يحيى للرجل: أأن سألتْكَ ثمنَ شَكْرِها وشَبْرِك أنشأتَ تَطُلها وتَضْهَلها قَوْله تَطُلّها: تمطُلها، وتضهلها: تعطيها قَلِيلا قَلِيلا. وَيُقَال: بِئْر ضَهول، إِذا كَانَت قَليلَة المَاء، وَكَذَلِكَ نَاقَة ضَهول، إِذا قلّ لبنُها. وَامْرَأَة شَكور: يستبين عَلَيْهَا أثر الْغذَاء سَرِيعا، وَكَذَلِكَ الْفرس.
والشِّرْك: مصدر شَرِكْتُ الرجل فِي مَاله أشرَكه شِرْكاً. وشاركَ فلَان فلَانا شِرْكَ عِنان أَو شِرْك مفاوضةٍ، فالعِنان فِي صنف من المَال بِعَيْنِه، والمفاوضة فِي جَمِيعه. قَالَ الشَّاعِر:
(أَبى ابنُ كُزْمانَ كَعْب أَن يصاهرَه ... مُسْكانُ شِرْكَ عِنانٍ وَهُوَ أسوار)

(2/732)


الأسوار بِالْفَارِسِيَّةِ: الْفَارِس. وشَريك الرجل ومُشاركه سَوَاء. والإشراك بِاللَّه جلّ وعزّ: مصدر أشرك إشراكاً، وَهُوَ أَن يدعوَ لله شَريكاً، تبَارك ربُّنا وَتَعَالَى. وشِراك النَّعْل: مَعْرُوف، وَالْجمع شُرُك، وشرَّكت النعلَ تشريكاً، وَقَالَ قوم: أشركتُها إشراكا، وَلَيْسَ بالعالي. والشِّراك: الطَّرِيق الدَّقِيق ينشعب عَن جادّة، وَالْجمع شُرُك. وشَرَكُ الصَّائِد: حِبالته، الْوَاحِدَة شَرَكَة، وَالْجمع شُرُك أَيْضا. وَقد سمّت الْعَرَب شَريكاً وشُرَيْكاً، وَهُوَ أَبُو بطن مِنْهُم. وَبَنُو شُرَيْك بن مَالك بن عَمْرو بن مَالك بن فَهْم، مِنْهُم مسدَّد بن مُسَرْهَد، وَمن مواليهم مقَاتل بن سُلَيْمَان.
والكَرِش لنوات الْأَرْبَع من الخُفّ والظِّلف مثل الْمعدة للْإنْسَان، وَالْجمع أكراش وكُروش.
وكَرِشُ الرجل: وعَاء يحفظ فِيهِ نَفِيس مَتاعه. وَفِي حَدِيث النبيّ صلّى اللهّ عَلَيْهِ وَآله وسلّم: الْأَنْصَار كَرِشي وعَيْبَتي، أَي الَّذين أطلعهم على أسراري، وَوجه الحَدِيث: كَرِشي، أَي مددي، أَي الَّذين استمدّهم لِأَن الخُفّ والظِّلف يستمِدّ الجِرَّة من كَرِشه. وتكرّش القومُ، إِذا تجمّعوا.
وكرّش فلَان وجهَه، إِذا قبّضه. وكُرْشان بن الآمِريّ بن مَهْرَة بن حَيْدان بن آلحافِ بن قُضاعة: أَبُو قَبيلَة من الْعَرَب. وَنزل بِنَا أكراش من النَّاس، أَي جماعات. فَأَما الأكارس فالجماعات، لَا وَاحِد لَهَا من لَفظهَا، بِالسِّين غير مُعْجمَة. والكَرِشَة أَيْضا: ضرب من النبت.
والكَشْر أَن يُبديَ الرجلُ ثناياه وأنيابه ورَباعياته ضَاحِكا أَو متغيّظَاً. قَالَ الشَّاعِر:
(فَمَا ظنُّكم بآبن الحَواريّ مُصْعَبٍ ... إِذا افْترَّ يَوْمًا كاشِرَاً غيرَ ضاحكِ)
)
(رشل)
أهملت.
(رشم)
الرَّشْم فارسيّ مُعرب، وَقد أعرب فَقيل رَوْشَم ورَوْسَم.
والرُّمْش: اللَّمْس بِالْيَدِ أَو التَّنَاوُل بأطراف الْأَصَابِع، رَمَشْته أرمشه وأرمُشه رَمْشاً، إِذا تناولته بأطراف أصابعك. ويقلب أَيْضا فَيُقَال: مَرَشْتُه أمرُشه مَرْشاً.
والشمْر: التَّبَخْتُر، شَمَرَ يشمُر شمْراً، إِذا مرَّ متخايلاً. وشمَّر فِي أمره تشميراً، إِذا جدَّ.
وشمَّر من ثِيَابه، إِذا قبضهَا إِلَيْهِ. وشمَّر أذيالَه لهَذَا الْأَمر، إِذا تأهّب لَهُ. وَمِنْه رجل شمَّريّ، إِذا كَانَ جادُّا فِي أُمُوره. وَقد سمّت الْعَرَب شَمِراً ومشمِّراً. وشَمِر يَرْعَشْ: ملك من مُلُوك حِمير.
والشَّرْم: الشَّقّ، يُقَال: شرمت عينَ الرجل، إِذا شققت جفْنه الْأَعْلَى. وأبْرَهَة الأشرم الحبشي ملك الْحَبَشَة، وَهُوَ صَاحب الْفِيل، سمِّي بذلك لشَرَم كَانَ بِعَيْنِه. وناقة شَريم، إِذا زنّدت فشَرِمَت أشاعرُها. قَالَ الشَّاعِر:
(وناب هِمَّةٌ لَا خيرَ فِيهَا ... مشرَّمةُ الأشاعرِ بالمَذاري)
وَامْرَأَة شَريم: مُفْضاة. وكل شقّ فِي جبل أَو صَخْرَة لَا ينفذ فَهُوَ شَريم.
والمَرْش: التَّنَاوُل بأطراف الْأَصَابِع كالقَرْص، مَرَشَه يمرُشه مَرْشاً.
والمَشْر من قَوْلهم: تمشَّر الرجل، إِذا اكتسى وَحسنت حالُه.
وتمشَّر العُودُ، إِذا أَوْرَق. وَرجل مِشْر، بِكَسْر الْمِيم، وَهُوَ الشَّديد الحُمرة الأقشر.

(2/733)


وَبَنُو المِشر: بطن من مَذحِج. ومَشَرْتُ الشيءَ أمشُره مَشْراً، إِذا أظهرته. وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
(فقلتُ أشِيعا مَشِّرا القِدْرَ حولَنا ... وأيُّ زمانٍ قِدْرُنا لم تُمَشَّرِ)
أَي لم تُظهر. والمَشارة: الكُردة، وَلَيْسَ بِالْعَرَبِيَّةِ الصَّحِيحَة.
(رشن)
الرَّشْن: أصل بِنَاء فعل الرّاشن، وَهُوَ الَّذِي تسمّيه الْعَامَّة الطُفَيْليّ، رَشَنَ يرشُن رَشْناً ورُشوناً، وَمِنْه يُقَال: رشَ الكلبُ فِي الْإِنَاء، إِذا أَدخل رَأسه فِيهِ.
والشَّنْر. أصل بِنَاء الشِّنِّير، وَهُوَ السيّىء الخُلق. وَبَنُو شِنير: بطن من الْعَرَب أحسِبهم من بني) كِنانة. والشَنار: أقبح الْعَار. قَالَ الشَّاعِر:
(من الخَفِرات لم تفضحْ أخاها ... وَلم ترفعْ لوالدها شَنارا)
والنَّشْر: مصدر نشرتُ الثوبَ وغيرَه أنشُره نَشْراً، ونشرتُ الحديثَ، إِذا أذعته ونشرتُ العُودَ بالمِنشار نشْراً، ووشرتُه وَشراً وأشرتُه أشْراً، فِي لُغَة مَن سمى المِنشار منشاراً. قَالَ الشَّاعِر:
(لقد عَيلَ الأيتامَ طعنةُ ناشِرَهْ ... أناشرَ لَا زَالَت يَمِينك آشِرَهْ)
أَي مأشورة بالمئشار. قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا فَاعل فِي مَوضِع مفعول كَقَوْلِه تَعَالَى: فِي عِيشةٍ راضيةٍ، فِي معنى مَرْضيّة. وشَمِمْتُ نشرَ الطِّيب، أَي رَائِحَته. وَمَا أحسنَ نشْرَ الأَرْض، إِذا ابْتَدَأَ فِيهَا النبت. ونَشَرَ الله الميتَ وأنشرَه لُغَتَانِ فصيحتان، وَالْمَيِّت منشور ومُنْشَر. وَفِي التَّنْزِيل: ثمّ إِذا شَاءَ أنْشَرَه. قَالَ الشَّاعِر:
(حَتَّى يقولَ الناسُ ممّا رَأوا ... يَا عَجَباً للميِّت الناشرِ)
أَي المنشور. ونشرتُ عَن الْمَرِيض، إِذا رقيته حَتَّى يُفيق، وَهِي النُّشرة. وانتشر الفحلُ، إِذا أنعظَ أَو روَّلَ، والترويل أَن يلألىء ولاينعظ. والنَشْر: الرَّائِحَة، وَأكْثر مَا تُخصّ بِهِ الرَّائِحَة الطّيبَة، وَرُبمَا سُمّيت الخبيثة أَيْضا نَشْراً. والنشْر: أَن يُصِيب اليبيسَ مطر فِي دُبُر الصَّيف فيتفطّر بورق، وَهُوَ دَاء إِذا أكله المالُ يُصِيبهُ السُّهام ويهرب النَّاس مِنْهُ بِأَمْوَالِهِمْ. وَقد سمّت الْعَرَب نَاشِرَة، وأحسب اشتقاقه من نشرتُ الشَّيْء بالمِنشار. والنَّشْر: أَن ينْبت الشّعْر على الدُّبر وَتَحْته فَسَاد. قَالَ الشَّاعِر:
(وَفينَا وَإِن قيل اصطلحنا تضاغن ... كَمَا طَرَّ أوبارُ الجِراب على نَشْر)

(إِذا مَا رَآنِي ظَلَّ كاسِرَ عينه ... وَلَا جِنَّ بالبَغْضاء والنَّظَرِ الشَّزْرِ)

(2/734)


والنشْر: خِلاف الطيّ. قَالَ الشَّاعِر: والسوقُ يطويه ويَنْشُرُه والنَّشَر: النَّضح إِذا صببت المَاء من إِنَاء فِي إِنَاء أَو صببت عَلَيْك فانتشر، وَمِنْه حَدِيث الْحسن رَحمَه اللهّ: أتملك نشَرَ المَاء لَا أمَّ لَك.
والنَّرْش زعم بعض أهل اللُّغَة أَنه التَّنَاوُل بِالْيَدِ، نَرَشَه نَرْشاً، وَلَا أعرف ذَلِك. وَلَيْسَ فِي كَلَامهم رَاء قبلهَا نون، وَلَا تلْتَفت إِلَى نَرْجس فَإِنَّهُ فارسيّ معرَّب.
(رشو)
)
الرَّشْو: مصدر رَشاه يرشوه رَشْواً، وَالِاسْم الرِّْشوَة.
والشَّوْر: مصدر شُرْتُ العسلَ أشوره شَوْراً فَهُوَ مشُور، وأشاره يُشيره فَهُوَ مُشار، واشتاره يشتاره فَهُوَ مُشتار، وأبى الْأَصْمَعِي إِلَّا شرْتُه فَهُوَ مَشور، وَأنْشد فِي ذَلِك:
(كأنّ جَنيًّا من الزَّنجبي ... ل بَات بفيها وأرْياً مَشورا)
ورد أشرتُ العسلَ، وَأنكر بَيت عديّ بن زيد:
(فِي سَماع يأنَنُ الشيخُ لَهُ ... وَحَدِيث مثل ماذيٍّ مشارِ)
فَأَما اشتارَ يشتار فَهُوَ افتعل يفتعل، وَلَا يُوضح أمِنْ فعلَ هُوَ أَو من أفعلَ. والشَّوار: مَتاع الْبَيْت. والشوار: الفَرْج. وشَوْر: وَالِد قعقاع بن شَور الَّذِي يُضرب بِهِ الْمثل فَيُقَال: جليسُ قَعقاع بن شَور، وَهُوَ رجل شرِيف. ومشوار الدَّابَّة: الْموضع الَّذِي يُعرض فِيهِ.
والشَّرْو: أصل بِنَاء قَوْلهم: هَذَا شَرْوَى هَذَا، أَي مثله. قَالَ الْحَارِث بن حِلِّزَة:
(وَإِلَى ابْن مارِيَةَ الجوادِ وَهل ... شَرْوَى أبي حسّانَ فِي الإنْس)
والوَشْر من قّولهم: أَسْنَان موشَّرة حَسَنَة الوَشْر، وَهُوَ التحزيز فِي أطرافها، وأحسب أَن أَصله من قَوْلهم: وَشَرتُه بالمِيشار وشرْته.
(رشه)
الرهْش من قَوْلهم: رجل رهيش الْعِظَام، إِذا كَانَ دقيقَها قليلَ اللَّحْم عَلَيْهَا. والرَّواهش وَاحِدهَا راهش، وَهُوَ عصب بَاطِن الذِّرَاع. قَالَ الشَّاعِر:
(وأعددتُ للحرب فَضْفاضةً ... دِلاصاً تَثنَّى على الرّاهش)
وَسَهْم رَهيش: مرهف رَقِيق. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(بِرَهيش من كِنَانَته ... كتلظّي الجمرِ فِي شَررِهْ)
يُرِيد أَن هَذَا السهْم قد أرقه بالمِبْرَد وَهُوَ الضئيل، يَعْنِي الرَّهيش.
والشهْر: مَعْرُوف. وشَهَرْت السيفَ، إِذا انتضيتَّه. وشَهَرْتُ الحَدِيث، إِذا أظهرتَه. وَرجل شهير ومشهور بِخَير أَو شرّ: نبيه. وَقد سمّت الْعَرَب شهرا وشهَيراً ومشهوراً وشَهْران وَهُوَ أَبُو قَبيلَة من الْعَرَب من خَثْعَم.

(2/735)


والأشاهر: بَيَاض النَّرْجِس، هَكَذَا قَالَ أَبُو حَاتِم.
والشَّرَه: النَّهَم، رجل شرِهٌ وَامْرَأَة شَرِهَة.
والهَشْر: خفْة الشَّيْء ورقّته، وَمِنْه اشتقاق الهَيْشَر، وَهُوَ نبت ضَعِيف، الْيَاء مِنْهُ زَائِدَة.)
والهَرْش من تهارُش الْكلاب، تهارشت تهارشاً واهترشت اهتراشاً. قَالَ الراجز: كَأَنَّمَا دَلالُها على الفُرشْ من آخر اللَّيْل كلاب تهترش وَقد سمت الْعَرَب هَرّاشاً ومهارِشاً.
(رشي)
الرَّشي أصل قَوْلهم: ترشَّيتُ الرجل ورشيته، إِذا لاينته ترشيةً وترشِّياً.
والرِّيش: مَعْرُوف، وَمِنْه رِشْت السهمَ أريشه رَيْشاً، إِذا جعلت لَهُ قذَذاً. وَمثل من أمثالهم: فلَان لَا يَريش وَلَا يَبري، مَعْنَاهُ: لَا ينفع وَلَا يَضُرّ. وتريش الرجلُ، إِذا حسنت حَاله.
وراشني فلَان يريشني رَيْشاً، إِذا استبانت مِنْهُ عَلَيْك حَال حَسَنَة. والرِّياش: الْحَال الجميلة، وَقد قُرىء: وريشاً وورياشاً أَيْضا. وَأَعْطَاهُ مائَة بريشها، اختُلف فِي هَذَا الْمَعْنى فَقَالَ الْأَصْمَعِي: بريشها: برحالها، وَقَالَ أَبُو عُبيدة: كَانَت الْمُلُوك إِذا حَبَتْ حِباءً جعلُوا فِي أسنمة الْإِبِل رِيشاً ليُعرف أَنه حِباء الْملك.
والشَيْر من قَوْلهم: فلَان صَيِّر شَيِّر، إِذا كَانَ حسنَ الصّورة والشارة، وَأَصله الْيَاء.
والشرْي: ورق الحنظل. والشِّريان: ضرب من الشّجر يُتخذ مِنْهُ القِسِيّ. قَالَ الراجز: شِريانة تَمْنع بعدَ لِينِ وشَرِيَ جلده يشرَى شَرًى شَدِيدا، إِذا ظَهرت فِيهِ حدور، أَي آثَار وبثور. وشَرِيَ الرجلُ فِي الْأَمر يشرَى فِيهِ، إِذا لج. وَبِه سُمي الشاري فِي قَول قوم، وَهُوَ أقبح الْقَوْلَيْنِ عِنْدهم.
والشراة تَقول إِنَّمَا تسمَّوا بذلك لأَنهم شَرَوا أنفسهم لله تَعَالَى، أَي باعوها، وَمن ذَلِك شَرِيَ السحابُ، إِذا دَامَ مطرُه كَأَنَّهُ لجّ فِي الْمَطَر، وَهَذَا يرجع إِلَى القَوْل الأول. والشَّرَى: النَّاحِيَة، مَقْصُور، وَالْجمع أشراء. قَالَ الشَّاعِر:
(لُعِنَ الكواعبُ بعد يَوْم صَرَمْنَني ... بِشَرَى الفُرات وَبعد يَوْم الخندقِ)
وَقَالَ الشَّاعِر: لقد شعَّلتُ كلَّ شَرًى بِنَار أَي كل نَاحيَة.
وَيُقَال: أشِرَّ الشيءُ، إِذا أظهر. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:)
(تجاوزتُ أحراساً إِلَيْهَا ومَعْشَراً ... عليّ حِراصاً لَو يشِرُّون مقتلي)
ويُروى: يُسِرّون، بِالسِّين. وَقَالَ كَعْب بن جعَيْل:
(وَمَا برحوا حَتَّى رأى الله فِعلَهم ... وَحَتَّى أُشِرَّت بالأكُفّ المَصاحفُ)

(2/736)


وللراء والشين وَالْيَاء مَوَاضِع ترَاهَا فِي الاعتلال إِن شَاءَ اللهّ تَعَالَى.
3 - (بَاب الرَّاء وَالصَّاد)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(رصض)
أهملت.
(رصط)
الصَّطر: مَعْرُوف، بالصَّاد وَالسِّين. والصَّطْر فِي بعض اللُّغَات: العَتُود من الْغنم، بالصَّاد وَالسِّين.
والصِّراط: مَعْرُوف، بالصَّاد وَالسِّين.
والمَسْرَط: مَسْرَط الطَّعَام، بِالسِّين وَالصَّاد، وَالسِّين أَعلَى.
والطِّرسْ: الْكتاب، بِالسِّين وَالصَّاد.
(رصظ)
أهملت.
(رصع)
الرَّصع: الضَّرْب بِالْيَدِ. والرصائع: حِلية السَّيْف إِذا كَانَت مستديرة، الْوَاحِدَة رصيعة، وكل حَلقَة فِي حِلية سيف أَو سَرج أَو غير ذَلِك مستديرةٍ فَهِيَ رَصيعة. قَالَ الشَّاعِر:
(ضربناهمُ حَتَّى إِذا اربَثّ جمعُهم ... وَصَارَ الرَّصيعُ نُهْيَةً للحمائل)
يَقُول: انكبْوا على وُجُوههم فَصَارَت أجفان السيوف فِي مَوضِع الحمائل، وَقَوله: اربثّ: تفرق، والنُّهية: الْغَايَة، وكل شَيْء انْتَهَيْت إِلَيْهِ فَهُوَ نُهْيَة. والرَّصَع مثل الرَّسَح سَوَاء، رجل أرْصَعُ وَامْرَأَة رَصْعاءُ، وَهُوَ خفَّة المؤخَّر. قَالَ جرير:
(ورَصعاءَ هِزّانيةٍ يخْلَقُ ابنُها ... لئيماً إِذا مَا جُنَّ فِي اللَّحْم وَالدَّم)
والرَّصْع: فراخ النَّحْل، الْوَاحِدَة رَصعَة، بِسُكُون الصَّاد. والرصع: الطعْن الشَّديد، يُقَال: رَصَعَه)
بِالرُّمْحِ وأرصعه، وَهُوَ شدّة الطعْن. قَالَ الراجز: وَخْزاً إِلَى النِّصف وطعناً أرصعا وفوقَ أغياب الكُلَى وكَسَّعا والرَّعْص: الضَّرْب، من قَوْلهم: رَعَصَه، إِذا ضربه، وضربه حَتَّى ارتعص، أَي التوى من شدّة الضَّرْب. وارتعصتِ الحيّةُ، إِذا التوَت. قَالَ الراجز: إلاّ ارتعاصاً كارتعاص الحَيَّهْ على شرا سَيفي ومَنْكِبَيَّهْ وارتعص الجديُ، إِذا طفر نشاطاً، وأحسب أَن هَذَا مقلوب عَن اعترص الفرسُ وارتعص، وهما وَاحِد. وارتعصَ الرمحُ ارتعاصاً، إِذا اشتدّ اهتزازُه. قَالَ أَوْس بن حجر:
(أصَمَّ رُدَينيُّا كأنّ كعوبَه ... نَوَى القَسْبِ عَرّاصا مُزَجًّا مُنَصَّلا)
والرعْص شَبيه بالنَّفض من قَوْلهم: رَعَصتِ الريحُ الشجرةَ، إِذا نفضت أغصانَها.
والصَّعَر: دَاء يُصِيب الْإِبِل فتلتوي مِنْهُ أعناقُها، وَبِه سُمّي المتكبر أصعر. وتصاعرَ الرجل وتصعَّر، إِذا لوى خَدَّه من الكِبرَ. وَذكر أَبُو

(2/737)


عُبَيْدَة أَن من هَذَا قَوْله عزّ وَجل: وَلَا تصَغرْ خدَّك للنَّاس. وَقد سمّت الْعَرَب أصْعَر وصُعَيْراً وصعْران. وصعَير بن كلاب: أحد فرسَان الْعَرَب الْمَذْكُورين. قَالَ مهلهل:
(عجِبَتْ أَبْنَاؤُنَا من فِعْلِنا ... إِذْ نبيعُ الخيلَ بالمِعْزَى اللِّجابِ)

(عَلِموا أنّ لدينا عُقْبَةً ... غيرَ مَا قَالَ صُعَيْرُ بنُ كِلابِ)
اللَّجاب: وَاحِدهَا لَجْبَة، بِسُكُون الْجِيم، وَهِي الَّتِي قد ارْتَفع لبنُها، وَإِنَّمَا سكّنوا فِي الْجمع لَجبات لِأَنَّهَا صفة. والمِعْزَى لَا وَاحِد لَهَا من لَفظهَا، ومَعْز، بِسُكُون الْعين: جمع ماعِز مثل صَاحب وصَحْب. وَيُقَال أَيْضا: اللجاب من قَوْلهم عَنْزٌ لَجْبَة: قريبَة الْعَهْد بالنتاج. وَهَذِه الْكَلِمَة لصُعير بن كِلاب لما جَاءَهُم مهلهل يسألهم مرعًى وهم فِي المهادنة الَّتِي كَانَت بَينهم فَقَالَ صُعير: واللهّ لَا نُرْعيهم حَتَّى يبيعوا المُهَرْة الشَّوْهاء بالعنز اللَّجْبَة، الشوْهاء من كل شَيْء: القبيحة إِلَّا من الْخَيل فَإِنَّهَا الْحَسَنَة مِنْهَا، وَقَالُوا: هِيَ الواسعة الأشداق، فَقَالَ مهلهل حيئنذٍ هَذِه الأبيات.
والصُّعْرور: صَمْغ شجرٍ يستطيل ويلتوي، وَالْجمع صَعارير. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا أوْرَق العَوْفي جَاع عِيالُه ... وَلم يَجدوا إِلَّا الصَّعاريرَ مَطْعَما)
)
وَيُقَال: ضربه فاصعنرر، أَي التوى من الوجع، وَتسَمى دحروجة الْجعل صعرورةً، وَلَيْسَ بثبت قَالَ الراجز: يَبْعرْنَ مثل الفلْفُل المُصَعْرَرِ والصَّرْع: مصدر صرعتُ الرجلَ أصرَعه صَرْعاً، فَهُوَ صريع ومصروع.
وَرجل صِرِّيع، إِذا كَانَ حاذقاً بالصِّراع. وَرجل صُرَعَة، إِذا كَانَ كَذَلِك، بِفَتْح الرَّاء، فَإِذا قلت: رجل صُرْعَة، فَهُوَ الَّذِي يصرعه كلّ من صارعه. والمَصاريع: الْأَبْوَاب، وَاحِدهَا مِصراع، وَلَا يكون الْبَاب مِصراعاً حَتَّى يكون اثْنَيْنِ، وَمن ذَلِك قيل: مِصْراع الشّعْر، لِأَنَّهُ نصف بَيت فشُبِّه مِصْراع الْبَاب بِهِ. والصرعان، بِكَسْر الصَّاد وَفتحهَا: الغَداة والعَشِي. تَقول: مَا أرَاهُ الصِّرْعَيْن، أَي غدوَةً وعَشِيّةً.
والعَرَص من قَوْلهم: عرِصَ الْبَرْق يعرَص عَرَصاً وعَرْصاً، وارتعص ارتعاصاً، وَهُوَ اضطرابه فِي السَّحَاب فالبرق عرّاص، وَرُبمَا سُمي السَّحَاب عراصاً لاضطراب الْبَرْق فِيهِ.
وعَرْصَة الدَّار: مَا لَا بناءَ فِيهِ، وَالْجمع عَرَصات وعِراص. والعَرْص: خشبه تُوضَع فِي وسط سقف الْبَيْت وَيُوضَع عَلَيْهَا أَطْرَاف الْخشب. والعَرَص: النشاط. وَلحم معرَّص: لم يستحكم نضجُه.
والعَصْر: الدَّهر.
والعَصَر: الملجأ، وَهُوَ المعتصَر أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر:
(وصاحبي وَهْوَة مستوهِل زَعِل ... يحول بَين حمَار الْوَحْش والعَصَرِ)
وكل مَا التجأت إِلَيْهِ من شَيْء فَهُوَ عَصَر ومعتصَر وعُصْرَة. قَالَ عديّ بن زيد:
(لَو بِغَيْر المَاء حلقي شَرِق ... كنتُ كالغَصّان بِالْمَاءِ اعتصاري)
وَبَنُو عَصَر: بطن من الْعَرَب من عبد الْقَيْس. وَذكر أَبُو عُبَيْدَة أَن قَوْله تَعَالَى: فِيهِ يُغاثُ الناسُ وَفِيه

(2/738)


يَعْصِرون، قَالَ: ينجون من الجَدب. وعصارة كل شَيْء: مَا سَالَ مِنْهُ إِذا عُصر، وَلَيْسَت العُصارة بالثَّجير كَمَا تَقول العامّة. قَالَ الشَّاعِر:
(والعودُ يُعصر مَاؤُهُ ... وَلكُل عيدانٍ عُصَارهْ)
وَوصف بعض الْعَرَب رجلا فَقَالَ: وَالله مَا كَانَ لَدْناً فيُعتصر وَلَا كَانَ هَشًّا فيُكتسر.
والعَصْران: الْغَدَاة والعَشِيّ. وَجَارِيَة مُعْصِرة ومُعْصِر أَيْضا، وَالْجمع مَعاصر، وَهِي الَّتِي قد)
جَاوَزت حدَّ الكاعب، وَالْجمع أَيْضا مُعْصِرات. قَالَ الراجز: جاريةٌ بسَفَوانَ دارُها تمشي الهُوَيْنا مائلاً خِمارُها مُعْصِرة أَو قد دنا إعصارها وَقَالَ الآخر: قل لأمير الْمُؤمنِينَ الواهبِ أوانساً كالرَّبْرَبِ الربائبِ من ناهدٍ ومُعْصِر وكاعبِ والمُعْصِرات: السَّحَاب لِأَن النَّاس ينجون بِسَبَبِهَا من الجَدْب، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: وأنزلْنا من المُعْصِرات مَاء ثَجّاجاً هَكَذَا يَقُول أَبُو عُبيدة، وَالله أعلم. والإعصار: غُبَار يثور من الأَرْض فيتصاعد فِي السَّمَاء، وَالْجمع أعاصير، هَكَذَا فسر قَوْله تَعَالَى: فأصابها إعصار فِيهِ نَار فاحترقتْ، هَكَذَا يَقُول أَبُو عُبيدة، وَالله أعلم. وعوصَرَة: اسْم الْوَاو فِيهِ زَائِدَة، وَهُوَ من الْعَصْر.
وسُمّيت صَلَاة الْعَصْر لِأَنَّهَا تصلى فِي أحد العصرين، وَهُوَ آخر النَّهَار. وَقَالُوا: صَلَاة العَصْر وَصَلَاة العَصَر. أخبرنَا أَبُو عُثْمَان الأشنانْداني قَالَ: سَمِعت الْأَخْفَش يَقُول: كنت عِنْد الْخَلِيل فَسَأَلَهُ رجل عَن حد اللَّيْل فَقَالَ: من نُدْأة الشَّفَق إِلَى نُدْأة الْفجْر.
(رصغ)
الرصْغ والرسْغ، بالصَّاد وَالسِّين: رُسْغ الدّابّة وَغَيره، وَهُوَ مَوْصِل الوظيف بالحافر من ذَوَات الْأَرْبَع، وَمن النَّاس مَوْصِل الْكَفّ بالذّراع. والرِّساغ: حَبل يُشَد فِي رُسغ الدَّابَّة إِلَى وَتد أَو غَيره، وَكَذَلِكَ فِي الرجلَيْن، وَهُوَ الرساغ، بِالسِّين وَالصَّاد أَيْضا. ورُصاغ، بالصَّاد وَالسِّين: مَوضِع.
وَالصَّغِير: خلاف الْكَبِير، والمصدر مِنْهُ الصِّغَر. والصَّغار: الذل. والأصْغَر: خلاف الْأَكْبَر، وَجمع أَصْغَر أصاغر، وَجمع صَغِير صِغار. وَقد سمّت الْعَرَب صَغْران.
(رصف)
الرَّصْف والرَّصف جَمِيعًا: كل شَيْء ثنيت بعضه على بعض أَو ضممت بعضه إِلَى بعض، وكل شَيْء فعلت بِهِ ذَلِك فقد رصفته. وَكَذَلِكَ تراصفَ الصخرُ فِي الْبناء والجبل، إِذا تلاصق)
بعضُه بِبَعْض. والرِّصاف: العَقَب الَّذِي يُشَد على فُوق السهْم. والرَّصْفَة والرَّصَفَة: عقَبَة تُشَدّ على عَقَبَة تُشَدّ بهَا حِمالة الْقوس الْعَرَبيَّة إِلَى عَجْسها. قَالَ أَبُو بكر: الحِمالة إِنَّمَا تكون للقوس الْعَرَبيَّة، وَهِي مثل حمائل السَّيْف، فَأَما سَائِر القِسِيّ فَلَا يكون لَهَا حِمالة. والرصاف: مَوضِع مَعْرُوف. والرصافة أَيْضا: مَوضِع مَعْرُوف.

(2/739)


والرصاف: حجارةِ بيض ينضمّ بعضُها إِلَى بعض يجْرِي عَلَيْهَا المَاء.
والصَّفَر: حيّة تكون فِي الْبَطن تُعدي. وَفِي الحَدِيث: لَا عدوى وَلَا هامةَ وَلَا طِيرةَ وَلَا صَفَر. قَالَ الشَّاعِر:
(لَا يتأرّى لما فِي القِدْر يرقُبه ... وَلَا يَعضّ على شُرْ سُوفه الصَّفَرُ)
قَوْله يتأرّى: يتحبّس، وَمِنْه آريّ الدابّة، والعَدْوَى: أَن يُعديَ الداءُ من وَاحِد إِلَى وَاحِد، والطِّيرة: ضد مَا يتيمَن بِهِ، يُقَال من ذَلِك: تطيّر الرجلُ تطيّراً وطِيرة، وَمن العَدْوَى أعداه إعداء، وَالِاسْم العَدوى. والصَّفَر: الحيّة الْمَعْرُوفَة. والصُّفْر: هَذَا الْجَوْهَر الَّذِي تسمّيه العامّة الصِّفْر. والصِّفْر، بِكَسْر الصَّاد: الشَّيْء الفارغ، صَفِر يصفَر صَفَراً فَهُوَ صِفْر كَمَا ترى. قَالَ الشَّاعِر:
(وأفْلَتَهُنَّ عِلْباء جَريضاً ... وَلَو أدْرَكْنَه صَفِرَ الوِطابُ)
والصَّفار: يبيس البُهْمَى. قَالَ أَبُو دواد:
(فبِتنا قيَاما لَدَى مُهْرِنا ... ننزِّع من شَفَتَيْه الصَّفارا)
ويُروى: عُراة. قَالَ أَبُو بكر: قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله فبتنا عُرَاة يُرِيد تأزّرنا وتشدّدنا. وَقَالَ آخَرُونَ: عُراة: أَصَابَهُم العُرَواء، أَي الزَّمَع، هَؤُلَاءِ كَانُوا فِي الرِّهان، وَقَالَ بَعضهم: أَخذهم العُرَواء من الرِّهان. وَيُقَال: مَا بِالدَّار صافر، أَي مَا بهَا أحد. وَمن أمثالهم: أجبن من صافِر، وَله تفسيران، وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعه. والصَّفير: صَوت المكاء والصقر وَمَا أشبههما.
ومَرْج الصُّفَر: مَوضِع. والصَّفَران: شَهْرَان من السّنة سُمّي أَحدهمَا المحرَّم فِي الْإِسْلَام.
والصُّفْرَة: لون مَعْرُوف. والصَّفاريّ: ضرب من الطير. والأصفر: الْأسود، وَالْعرب تسمّي الواد صُفرة. قَالَ الشَّاعِر الْأَعْشَى:
(تِلْكَ خَيلي مِنْهُ وَتلك رِكابي ... هن صفرَ أَوْلَادهَا كالزَّبيبِ)
يَقُوله الْأَعْشَى لقيس بن مَعْد يكَرِب. قَالَ أَبُو بكر: فَهَذَا يدلّك أَنهم يسمّون الْأسود أصفر.)
وتُنسب الرّوم إِلَى الْأَصْفَر فَيُقَال: بَنو الْأَصْفَر. والصُّفْريّة: قوم من الحروريّة سُمّوا بذلك لأَنهم أَصْحَاب عبد اللهّ بن صَفّار صَاحب الصُّفْريّة، من هَذَا اشتقاق اسْم أَبِيه. وَيُقَال: رجل صِفْر الْيَد وَامْرَأَة صِفر الْيَد، إِذا خلت أَيْدِيهِمَا من الْخَيْر. وَيُقَال: هَذِه جَرَادَة صفراء، إِذا لم يكن فِي بَطنهَا بيض. قَالَ الشَّاعِر:
(كَأَن جَرَادَة صفراءَ طارت ... بأحلام الغواضرِ أجمعينا)
والصَّرْف من قَوْلهم: لَا يَقبلُ اللهّ مِنْهُ صَرْفاً وَلَا عَدْلاً، فَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: الصَّرْف: الْفَرِيضَة، والعَدْل: النَّافِلَة، وَقَالَ

(2/740)


آخَرُونَ: الصَّرْف: الْوَزْن، والعدْل: الكَيْل. والصَّريف: اللَّبن إِذا سكنت رُغوته. قَالَ الراجز: لم يَغذُها مُدٌّ وَلَا نَصيفُ وَلَا تمَيْرات وَلَا تعجيفُ لَكِن غَذاها اللَّبن الخريفُ المَحْض والقارصُ والصَّريفُ وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: لَا يسمَّى صَريفاً حَتَّى يُنصرف بِهِ عَن الضَّرع. والصَّريف: صريف الْفَحْل من الْإِبِل بنابه حَتَّى يُسمع لَهُ صَوت. قَالَ النَّابِغَة:
(مقذوفةٍ بدَخِيس النَّحْض بازلُها ... لَهُ صَريفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ)
وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: صريف الْفَحْل: تهدُّده.
وصريف النَّاقة إعياء، وَرُبمَا كَانَ أيْناً وَرُبمَا كَانَ نشاطاً. وَيُقَال: عنز صارفٌ، إِذا أَرَادَت الْفَحْل، وَزعم قوم أَن هَذِه الْكَلِمَة مولَّدة. والصرّاف: بَياع الدَّرَاهِم، وَهُوَ الصَّيْرَفي أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر:
(تَنفي يداها الْحَصَى فِي كلّ هاجرةٍ ... نَفْيَ الدَّراهيم تنقادُ الصَّياريفِ)
وَرجل صَيْرَف: متصرِّف فِي الْأُمُور مُجِدٌّ فِيهَا. قَالَ الشَّاعِر:
(قد كنت خَرّاجاً وَلوجاً صَيْرَفاً ... لم تَلْتَحِصْني حَيْصَ بَيْصَ لَحاص)
اللَّحاص: الضِّيق، وتلتحصني: تفتعلني مِنْهُ، وحَيْصَ بَيْص: كلمتان تقالان يومأ بهما إِلَى الضّيق وَمَا لَا يُتخلّص مِنْهُ. يَقُول: لم تَضِقْ عليّ الْأُمُور. والصِّرْف: صِبغ أَحْمَر. قَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ الصَّبْغ الَّذِي تُصبغ بِهِ شُرُك النِّعَال. قَالَ الشَّاعِر:)
(كميتٌ غير محلفةٍ ولكنْ ... كلون الصِّرْفِ عُل بِهِ الأديمُ)
يعْنى فرسا، يَقُول: لونُها غير مُشْكِل على من رَآهُ فَلَا يُحلف عَلَيْهِ. وَقَالَ أَيْضا: المُحْلِفَة: الَّتِي يُشَكّ فِيهَا فَيحلف هَذَا أَنَّهَا كُميت وَيحلف هَذَا أَنَّهَا لَيست كَذَلِك. وَقد يسمَّى الدَّم صِرْفاً تَشْبِيها بذلك. قَالَ الشَّاعِر:
(شامِذاً تتّقي المبِسَّ عَن المُرْ ... يَةِ كُرْهاً بالصِّرفِ ذِي الطُّلاءِ)
وَإِنَّمَا يصف حَربًا، أَلا ترَاهُ يَقُول قبل هَذَا:
(أَصبَحت حربُنا وحربُ بني الحا ... رث مشبوبةً بأغلى الدِّمَاء)
إِنَّمَا أَرَادَ أَن النَّاقة تُحلب لَبَنًا، وَهَذِه الْحَرْب تُحلب دَمًا، والصِّرف: الدَّم، والطُّلاء: الدَّم بِعَيْنِه.
وصَرْف الدَّهْر: تقلُّبه، وَالْجمع صُروف. قَالَ الراجز: ونجَّذتْني هَذِه الصُّروفُ عَزوزُها والثَّرَّةُ الصَفوفُ يُروى: الصّفوف والضَّفوف بالصَّاد وَالضَّاد. وَهَذَا مثل، يَقُول: تصرف بِي الدهرُ فِي شدّته ورخائه، والعَزوز: الضيّقة الأحاليل من النوق وَالْغنم، والثَرة: الغزيرة. وَهَذَا مثل.
والصَّرَفان: تمر مَعْرُوف. وَزعم قوم أَن الرصاص يسمَّى صَرَفاناً، وَلَا أَدْرِي مَا أَقُول فِيهِ.
وأنشدوا بَيت الزبّاء:

(2/741)


أجَنْدَلاً يَحمِلْن أم حديدا أم صَرَفاناً بَارِدًا شَدِيدا وَقد سمت الْعَرَب مصرِّفا وصارفاً. والصَّرْفَة: نجم من منَازِل الْقَمَر.
والفَرْص: الْقطع بالمِفْراص، والمِفْراصِ: حَدِيدَة عريضة يُقطع بهَا الْحَدِيد، وَقَالَ قوم: بل هُوَ إشْفى عريض الرَّأْس تُخصف بِهِ النِّعال يَسْتَعْمِلهُ الحذّاءون وغيرُهم. قَالَ الشَّاعِر:
(وأدفعُ عَن أعراضكم وأعِيرُكم ... لِساناً كمِفراص الخَفاجيّ مِلْحَبا)
الخَفاجيّ: مَنْسُوب إِلَى حيّ من بني عَامر بن صَعْصَعَة. والفِرْصَة: قِطْعَة صوف أَو قطن.
وَفِي الحَدِيث: خذي فِرْصَة ممسَّكةً. وفَرّاص: أَبُو بطن من الْعَرَب. والفُرصة من قَوْلهم: انتهز فلانٌ فرصتَه، أَي اغتنمها عِنْد إمكانها. والفَريصة: لحْمَة فِي مَرْجع الْكَتف تُرعد عِنْد الْفَزع، وَالْجمع فرائص، وَقد قَالُوا: فِراص، كَأَنَّهُ جمع فِرْصَة.) رصق الرَّقص: شَبيه بالنَّقَزان من النشاط، رقص يرقُص رَقَصاً، وَهُوَ من أحد المصادر الَّتِي جَاءَت على فَعَلَ فَعَلاً، وَهِي سِتَّة أَو سَبْعَة: رَقَصَ رَقَصاً، ورَفَضَ رَفَضاً، وطَرَدَ طَرَداً، وحَلَب حَلَباً، وقَنَصَ قَنَصاً، وجَلَبَ جَلَباً، وطَلَبَ طَلَباً، وهَرَبَ هَرَباً. وأرقصَ الرجلُ بعيرَه إرقاصاً، إِذا حمله على الخَبَب، وَكَذَلِكَ رُوي بَيت حسّان بن ثَابت:
(بزُجاجةٍ رَقَصَتْ بِمَا فِي قعرها ... رَقَصَ القَلوص براكبٍ مستعجل)
وَمن روى: رَقْصَ القَلوص فقد أَخطَأ.
والصَّقْر: هَذَا الطَّائِر الْمَعْرُوف، وكل صائد عِنْد الْعَرَب صقر، البازيّ وَمَا دونه، بالصَّاد وَالسِّين، وَرُبمَا قَالُوا: زَقْر، بالزاي أَيْضا. والصَّقْر: مصدر صقرته الشمسُ صَقْراً، إِذا آلمت دماغه. والصَّقْر: دِبْس الرطَب. قَالَ الأنصاريّ فِي كَلَامه وَكَلَام أهل يثرب: الصَّقْر فِي رُؤُوس الرَّقْل، يَعْنِي الرُّطَب فِي رُؤُوس النّخل، والرقْل: النّخل، الْوَاحِدَة رقْلَة. وصَقَرْتُ الصخرةَ بالمِعْوَل أصقُرها صَقْراً، إِذا ضربتها بِهِ، والمِعْول الَّذِي تُضرب بِهِ الْحِجَارَة: الصاقور. وَيُقَال: جَاءَ فلَان بالصًّقَر والبُقَر، إِذا جَاءَ بِالْكَذِبِ. والصَّقْر: طرائق الشَّعَر فِي بطن أُذن الْفرس. والقَرْص: أخذُك لحم الرجل بإصبعيك حَتَّى يؤلمه ذَلِك. وَفِي الحَدِيث: القارصة والقامصة والواقصة. وَتقول: أَتَتْنِي عَن فلَان قوارصُ، أَي كَلَام يغضبني ويؤلمني كالقَرْص فِي الْجَسَد. قَالَ الشَّاعِر:
(قوارصُ تَبريني ويحتقرونها ... وَقد يَملأ القَطْر الإناءَ فيُفْعِمُ)
ويُروى: قوارصُ تَأتِينِي، ويُروى: وَقد يمْلَأ القَطْرُ الأتيَّ، والأتِيّ: مَسيل المَاء، وَقَالَ أَيْضا: الأتيّ: الْجَدْوَل. وَقَالَ الشَّاعِر:
(فَإِن تَتَّعِدْني أتعدْك بِمِثْلِهَا ... وسوف أَزِيد الباقياتِ القَوارصا)
والقُرّاصُ: ضرب من النبت. قَالَ أَبُو حَاتِم: يُقَال للأقْحُوان إِذا يبس نَوْرُه: قُرّاص.
والقُرْص: الرَّغِيف الصَّغِير، وَجمعه قِرَصَة. وحَلْيٌ مقَرّص، أَي مرصَّع بالجواهر.
والقَصر وَاحِد القُصور: مَعْرُوف. والقَصْر من قَوْلهم: كَانَ ذَلِك قَصْري وقُصاراي، أَي مَا

(2/742)


اقْتصر عَلَيْهِ. وَيَقُولُونَ: هَذَا قَصْرك وقصارك وقصاراك، بِمَعْنى. وكل شَيْء حَبسته فِي شَيْء فقد قصرته فِيهِ. وَجَارِيَة مَقْصُورَة فِي خِدرها، أَي محبوسة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: حُور)
مقصورات فِي الخِيام، أَي محبوسات، وَالله أعلم. والنّساء القصائر من ذَلِك. فَأَما قَول الشَّاعِر:
(أحبُّ من النِّسوان كل قصيرةٍ ... لَهَا نَسبٌ فِي الصَّالِحين قصيرُ)
فالقصيرة: المخدَّرة، وَذَات النَّسب الْقصير الَّتِي تكنفي باسم أَبِيهَا. وَقَالَ الآخر:
(وأنتِ الَّتِي حبّبت كلَّ قصيرةٍ ... إليّ وَمَا تَدْرِي بِذَاكَ القصائرُ)

(أردتُ قصيراتِ الخُدورِ وَلم أُرِد ... قِصارَ الخُطى شرُّ النساءِ البهاترُ)
البُهْتُر والبُحْتُر وَاحِد، وَهُوَ الْقصير الْمُجْتَمع الخَلق. وَقَالَ فِي الْإِمْلَاء: البُهْتُرَة: القصيرة، وَكَذَلِكَ البُحْتُر، وَبِه سمِّي أَبُو هَذِه الْقَبِيلَة. والقَصْر: العَشِيّ بَين اصفرار الشَّمْس إِلَى غُرُوبهَا.
والقَصرَة: أصل الْعُنُق. وَالْقصر: دَاء يُصِيب الدوابّ فيقتلها. والقُصَيْرَى اخْتلفُوا فِيهَا فَقَالَ قوم: هِيَ الضِّلع الَّتِي تلِي الخاصرة، وَقَالَ آخَرُونَ: بل هِيَ الضِّلع الَّتِي تلِي التَرْقُوَة، وتسمّي الْعَرَب الضِّلع قُصْرَى وقُصَيْرَى. وقصّرتُ فِي الْأَمر تقصيراً، أَي توانيت فِيهِ، وأقصرت عَنهُ إقصاراً: عجزت عَنهُ. والمَقْصِر: آخر النَّهَار. قَالَ الشَّاعِر: حَتَّى تَرَوَّحَ مَقْصِرَ العَصْرِ والظلّ قَاصِر، إِذا انتعل كلُّ شَيْء ظلَّه، والظلّ قَاصِر، أَي قَابض. وقَصَرْتُ عَن الشَّيْء قُصوراً، إِذا لم تنله. والمقصورة أَصْغَر من الدَّار كَأَنَّهَا دَار صَغِيرَة يُقصر فِيهَا، أَي يُحبس فِيهَا ويقتصر عَلَيْهَا. والقَصير: خلاف الطَّوِيل، وَقَالُوا: الأقْصَر خلاف الأطْوَل. والأقَيْصِر: صنم كَانَت تعبده قُضاعة وَمن يليهم فِي الْجَاهِلِيَّة. وَابْن أُقَيصر: رجل مَعْرُوف كَانَ يُنسب إِلَى الْبَصَر بِالْخَيْلِ. والتِّقصار: قِلادة شَبيهَة بالمِخْنَقَة، وَهُوَ أحد مَا جَاءَ على تِفعال من الْأَسْمَاء.
قَالَ عَدِيّ:
(وَلها ظبيٌ يُؤرثها ... عاقدٌ فِي الجِيد تِقصارا)
والقَصّار: غَسّال الثِّيَاب، زعم قوم من أهل اللُّغَة أَن اشتقاقه من قَصْرِ الثِّيَاب، أَي من جَمْعِها وحبسِها عِنْده كَأَنَّهُ يصونها. والمِقْصَرَة: خشبته الَّتِي يضْرب بهَا الثَّوْب فِي حَال رطوبته على الْحجر فِي المَاء، وَأهل الْيمن يسمّونها المِرْحاض، وتسمَّى المِعْفاج أَيْضا.
فَأَما القَوْصَرَّة الَّتِي تسميها الْعَامَّة قَوْصَرَة فَلَا أصل لَهَا فِي الْعَرَبيَّة، وأحسبها دخيلاً. وَقد رُوي لعَلي بن أَبى طَالب كرّم الله وَجهه: أفْلَحَ من كَانَت لَهُ قَوْصَرَّهْ)
يكل مِنْهَا كلَّ يَوْم مَرَّهْ وَلَا أَدْرِي مَا صحّة هَذَا الْبَيْت.
(رصك)
الكَريص: ضرب من الأقِط قبل أَن يستحكم يُبْسه، وَقَالَ قوم: بل الكَريص ضرب من الأقِط يُتخذ بالحَمَصِيص، والحَمَصِيص: نبت حامض الطّعْم وَتَكون فِيهِ صفرَة، وَبِه سُمّي حَمَصِيصة الشَّيْبَانِيّ قَاتل طَريف بن تَمِيم الْعَنْبَري.
(رصل)
أهملت.

(2/743)


(رصم)
الرمَص: القَذَى يجِفّ فِي هُدب الْعين ومآقيها، رَمِصَت عينه ترمَص رَمَصاً، وَالْعين رَمْصاء.
والرمْص: مَوضِع مَعْرُوف. ورَمَصْت بَين الْقَوْم رَمْصاً: أصلحت بَينهم. قَالَ الشَّاعِر:
(حَتَّى حششتُ وَلم أرقد برامصةٍ ... ... . . يُثمر بِهِ العادي)
وُيروى: الصادي.
والصَمْر: فعل مُمات، وَهُوَ أصل بِنَاء الصَّمير. رجل صَمير: يَابِس اللَّحْم على الْعِظَام.
والصرْم: القَطْع، صَرَمْتُ النخلةَ وغيرَها أصرِمها صَرماً. وَجَاء زمن الصِّرام والصَّرام، بِكَسْر الصَّاد وَفتحهَا، يَعْنِي صَرْم النّخل. وَسيف صارم، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى قَالُوا: لِسَان صارم، وَرجل صارم بِّين الصرامة. وَركب فلَان صريمةَ أمره، إِذا جَدَّ فِيهِ.
وصرْم من النَّاس: جمَاعَة، وَالْجمع أصرام، وَكَذَلِكَ الصِّرمة من الْإِبِل، وَهِي مَا بَين الثَّلَاثِينَ إِلَى الْأَرْبَعين. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الصِّرمة من الْإِبِل: مَا بَين الْعشْرَة إِلَى بضعَ عشرةَ، وَمِنْه قيل للرجل الْقَلِيل المَال: مُصْرِم. وَأَرْض صَرْماء: لَا مَاء فِيهَا، وناقة صَرْماء: لَا لبنَ لَهَا.
والصريم: اللَّيْل إِذا انصرم من النَّهَار، هَكَذَا فسَّره أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله تَعَالَى: فأصبحتْ كالصَّريم. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: إِذا انصرم اللَّيْل عَن النَّهَار فَهُوَ صَريم، وَكَذَلِكَ النَّهَار إِذا انصرم عَن اللَّيْل. والصَّريمة: قِطْعَة من الرمل تنصرم من معظمه. وَبَنُو صَريم: حيّ من الْعَرَب، وَكَذَلِكَ بَنو صِرْمَة. وَقد سمَّوا صِرْمَة وصَريماً وصُرَيْمأ وأصرَم.
ومِصْر: بلد مَعْرُوف، وكل بلد عَظِيم فَهُوَ مِصْر نَحْو الْبَصْرَة وبغداد والكوفة، وَالْجمع أَمْصَار.)
والمَصير: مَصير الدابّة وَالْإِنْسَان وَغَيرهمَا: مَعْرُوف، وَالْجمع مِصْران ومُصْران بِكَسْر الْمِيم وضمّها، ومَصارين جمع الْجمع. وَجَاءَت الْإِبِل إِلَى الْحَوْض متمصرة، إِذا جَاءَت مُتَفَرِّقَة.
وغُرَّة متمصَّرة، إِذا ضَاقَتْ من مَوضِع واتّسعت من آخر. وثوب ممصَّر: مصبوغ بالطّين الْأَحْمَر أَو بحمرة خَفِيفَة، وَيُقَال للطين الْأَحْمَر: المِصْر. والمَصِيرة: مَوضِع.
وللراء وَالصَّاد وَالْمِيم مَوَاضِع ترَاهَا فِي الاعتلال إِن شَاءَ الله.
(رصن)
الرَّصْن: أصل بِنَاء الرَّصين، وكل بِنَاء مُحْكم فقد رُصِن رَصْناً، ورَصانةً.
والنَّصْر: مَعْرُوف، وَهُوَ المعاونة والتأييد، بضدّ الخِذْلان، نَصره الله ينصره نَصْراً ونُصْرَة، فَهُوَ نَاصِر وَالْمَفْعُول مَنْصُور. والنَّصير: فَعيل من نَاصِر، مثل شَهِيد من شَاهد.
وَالنَّصَارَى يُنسبون إِلَى ناصرة، وَهُوَ مَوضِع، هَذَا قَول الْأَصْمَعِي، وَخَالفهُ قوم فَقَالُوا: يُنسبون إِلَى نَصْران، اسْم. وَالْأَنْصَار: جمع نَاصِر، مثل صَاحب وَأَصْحَاب. والنًّصرة: الِاسْم من النَّصْر. وَيُقَال: نَصَرَ الغيثُ أرضَ بني فلَان، إِذا جادها. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا أدبَرَ الشهرُ الحرامُ فودِّعي ... بلادَ تَمِيم وانصري أرضَ عامرِ)
وُيروى: إِذا ودَّعَ، أَي أمطريها. وَقد سمّت الْعَرَب نَصْراً ومنصوراً ونُصَيْراً وناصراً.
وَبَنُو نَصر: بطن من الْعَرَب. قَالَ الْأَصْمَعِي أَو أَبُو زيد: وقفَ علينا أَعْرَابِي فَقَالَ: انصروني نصركم الله، أَي أعطوني، ونصرتُ الرجل، إِذا

(2/744)


أَعْطيته. قَالَ الشَّاعِر:
(أبوكَ الَّذِي أجدَى عليّ بنَصْرِهِ ... فأسكتَ عنّي بعَده كلُّ قَائِل)
والضِّنّارة: مَعْرُوفَة.
(رصو)
الصَّوْر: الْقطعَة من النّخل. والصِّوار والصُّوار: القْطيع من بقر الْوَحْش، وَالْجمع صِيران.
والصُّوار: النفحة من الْمسك أَو الْقطعَة مِنْهُ، وَالْجمع أصْورَة. والصوْر: جمع صُورَة، فِيمَا ذكر أَبُو عُبَيْدَة، وَالله أعلم، وَقَالَ غَيره: الصُّور: قرن يُنفخ فِيهِ، لُغَة يَمَانِية، وَزَعَمُوا أَن قَوْله تَعَالَى: فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّور من هَذَا، واللهّ أعلم. والصَّوْر: مصدر صُرْتُه أصُوره صَوْراً، إِذا عطفته. قَالَ الشَّاعِر:
(وَمَا تُقْبِلُ الْأَحْيَاء من حُبِّ خِندِفٍ ... ولكنّ أَطْرَاف الرماح تَصُورها)
)
وَقد قُرىء: فصُرْهُنَّ إِلَيْك، وفصِرْهُنَّ إِلَيْك، فَمن قَرَأَ: فصُرْهُنَّ بضمّ الصَّاد أَرَادَ: ضُمَّهنَّ إِلَيْك، وَمن قَرَأَ: فصِرْهُنَّ بِكَسْر الصَّاد أَرَادَ: قطِّعْهنَّ، وَالله أعلم، من قَوْلهم: صارَه يَصيره، إِذا قطعه. والصيرة والصِّيارة، وَالْجمع صِيَر: حَظِيرَة تُتّخذ للبَهْم من حِجَارَة. وروى الْكُوفِيُّونَ:
(من مُبْلِغ عمرا بأنّ ... المرءَ لم يُخْلَق صِيارهْ)

(وحوادثُ الْأَيَّام لَا ... تبقى لَهَا إلاّ الحِجارهْ)
وروى البصريون: بِأَن الْمَرْء لم يُخلق صُبارهْ، والصُّبارة: الزّبْرَة من الْحَدِيد، أَو الْقطعَة من الْحِجَارَة.
(رصه)
الرَّهصَة: وَقرَة تصيب بَاطِن حافر الدابّهْ، فَإِذا بلغت المُشاشَ فَهُوَ الدَّخَس، رُهِصَ الدابةُ يُرهص فَهُوَ مرهوص ورهيص. والمَراهص: الْمَرَاتِب، وَلم أسمع لَهَا بِوَاحِد. قَالَ الشَّاعِر:
(رَمَى بك فِي أخْراهمُ تَرْككَ العُلَى ... وفُضِّلَ أقوامٌ عَلَيْك مَراهصا)
أَي مَرَاتِب. والأسد الرهيص: أحد رجال العربى الْمَشْهُورين، سُمّي بذلك لشجاعته، تزْعم طيّىء أَنه قَاتل عنترة بن شَدَّاد، وأبى ذَلِك أَبُو عُبيدة. فَأَما هَذَا الرِّهْص الَّذِي يُبنى بِهِ وَهُوَ الطين، يُجعل بعضه على بعض فَلَا أَدْرِي أعربيّ هُوَ أم دخيل، غير أَنهم قد تكلّموا بِهِ فَقَالُوا: رجل رهّاص، أَي يعْمل الرِّهْص.
والصِّهْر: المتزوّج إِلَى الْقَوْم، وَيُقَال: فلَان صِهر بني فلَان، وَقدم أصهرَ إِلَيْهِم إصهاراً فَهُوَ صِهرهم. والصُّهارة: الشَّحْم الْمُذَاب، وَأَحْسبهُ من قَوْلهم: صهَرَتْه الشَّمْس، إِذا آلمت دماغه حَتَّى تكَاد تذيبه. والصَّرَّة: الصَّوْت عِنْد الْفَزع نَحْو الصّرخة وَمَا أشبههَا، وَقد مرّ تَفْسِير هَذَا فِي الثنائي مستقصى.
والهَصْر: عطفك الشيءَ الرطبَ خاصّة، نَحْو الْعود والغصن، هَصَرْتُ الغصنَ أهصِره هَصْراً فَهُوَ مهصور، وَبِه سُمّي الْأسد هَصوراً ومِهْصَراً وهُصَرَة ومهصِّراً لِأَنَّهُ يهصِر

(2/745)


الفريسة، أَي يعطفها. وَقد سمّت الْعَرَب هاصراً ومهاصِراً وهصّاراً.
(رصي)
صَرَى فلَان الشيءَ يَصريه صَرْياً، إِذا قطعه. وَتقول الْعَرَب للرجل: صَرَى الله عَنْك شَرّ مَا)
تخَاف، أَي قطعه عَنْك. وَيُقَال: صَرِيَ الماءُ يَصْرَى وصَرَى يَصْري فَهُوَ صَرًى كَمَا ترى، إِذا طَال مكثه حَتَّى يتَغَيَّر وَبِه، زَعَمُوا، سُمّيت الصَّراة. قَالَ الراجز: رَأَتْ غُلاماً قد صَرَى فِي فِقْرته ماءَ الشّباب عُنْفُوانَ سَنْبَتِه ويُروى: عُنفوان شِرتِه. والصّاري: الملاّح، وَإِنَّمَا سُمي صارياً لِأَنَّهُ يَصور السَّفِينَة، أَي يعطفها، وَالْجمع صُرّاء وصَراريّون. وَالشَّاة المصرّاة: المحفَّلة.
والصِّير الَّذِي يسمَى الطحْناء أَحْسبهُ سُريانياً معرباً لِأَن أهل الشَّام يَتَكَلَّمُونَ بِهِ، وَقد دخل فِي عَرَبِيَّة أهل الشَّام كثير من السُّريانية كَمَا اسْتعْمل عربُ الْعرَاق أشياءَ من الفارسية، وَقد قَالُوا: صِحْناة كَمَا قَالُوا سِعلاة، وَقَالُوا صِحْناء، مَمْدُود مثل حِرْباء.
وللراء وَالصَّاد وَالْيَاء مَوَاضِع فِي الاعتلال ترَاهَا. وَيُقَال: فلَان على صِير أمره، أَي على الَّذِي إِلَيْهِ صَيُّور أمره، أَي إِلَى مَا يصير. والصِّيرة، وَالْجمع صِيَر، وَقَالُوا صِيَرَة: حَظِيرَة تُحظر حول الْغنم والبَهْم.
3 - (بَاب الرَّاء وَالضَّاد)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(رضط)
الضرِط: مَعْرُوف، ضَرَطَ يضرِط ضَرِطاً وضرْطاً وضَريطاً وضُراطاً. وَمن أمثالهم: أجْبَنُ من المنزوف ضَرِطاً، وَله حَدِيث. وتكلّم فلَان فأضرطَ بِهِ فلَان، أَي أنكرَ عَلَيْهِ قَوْله.
وَرجل أضْرَطُ: خَفِيف اللِّحْيَة قليلها. وَامْرَأَة ضَرْطاءُ: قَليلَة شعر الحاجبين. قَالَ أَبُو بكر: قَالَ الْأَصْمَعِي: هَذَا غلط، إِنَّمَا هُوَ أطرَطُ وَامْرَأَة طَرْطاء، إِذا كَانَ قليلَ شعر الحاجبين، وَالِاسْم الطَّرَط، وَرُبمَا قيل ذَلِك للَّذي يقلّ هُدْب أَشْفَاره، إلاّ أَن الْأَغْلَب على ذَلِك الغَطَف. قَالَ أَبُو حَاتِم: أطرَطُ لَا غير، وَقَالَ أَبُو بكر: وَلست أعرف قَوْلهم: رجل أضرَطُ.
(رضظ)
أهملت.
(رضع)
الرَّضْع، مصدر رَضِعَ يرضَع رَضْعاً ورَضاعاً، هَذِه اللُّغَة العُلْوّية فَأَما أهل نجد فَيَقُولُونَ:) رَضَع يرضِع، وينشدون:
(وذَمُّوا لنا الدُّنْيَا وهم يَرضِعونها ... أفاويقَ حَتَّى مَا يَدُرُّ لَهَا ثُعْلُ)
قَالَ أَبُو بكر: لغته يَرضِعونها، الثُّعل: خِلف زَائِد يكون على الضَّرْع، أفاويق: شَربةً بعد شَربة، يُقَال: تفوّقتُ المَاء، إِذا شربته قَلِيلا قَلِيلا. وَقَالُوا: لئيم راضع، وَكَانَ هَذَا الحَدِيث فِي العمالقة وَكثر حَتَّى صَار كلُّ لئيم راضعاً فعل ذَلِك أَو لم يَفْعَله. وأصل الحَدِيث أَن رجلا من العماليق طرقه ضيف لَيْلًا فمصَّ ضرع شاته لئلاّ يسمع الضَّيْف صَوت الشّخْب.
وَيُقَال: فلَان أخي من الرَّضاعة، بِفَتْح الرَّاء لَا غير. وَفِي الحَدِيث: انظُرْنَ مَا إخوانُكنّ فَإِنَّمَا الرَّضاعة من المجاعة. قَالَ أَبُو بكر: يُرِيد صلى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم أَن الرَّضاعة إِنَّمَا هُوَ من الشّرْب حَتَّى يَرْوَى لَا من المصَّة والمصَّتين، وَإِنَّمَا أريدَ هَاهُنَا الجوعُ نفسُه، أَي يرضع حَتَّى يشْبع من جوعه. والرِّضاع: مصدر راضعتُه رِضاعاً ومراضعةً.

(2/746)


وَفُلَان رَضيع فلَان، إِذا راضعه لِبانَ أمّه، أَخْرجُوهُ مخْرَجَ رسيل وأكيل وزميل.
والضَّرْع: ضرْع الشَّاة، وَالْجمع ضُروع. وَامْرَأَة ضَرْعاءُ: عَظِيمَة الثّديين، وَالشَّاة كَذَلِك.
وضَرعَ الرجلُ يضرَع ضَرَعاً وضَراعةً، إِذا استكان وذل، فَهُوَ ضارع بيِّن الضَّراعة.
والضَّريع: يبيس من يبيس الشّجر لَا يُشبع، وَزعم قوم أَنه يبيس الشبْرِق خاصّةً، وَقَالَ قوم: بل هُوَ نبت يلفظه الْبَحْر، وَالله أعلم بكتابه.
والعَرْض: خلاف الطُّول. والعُرْض لِما لم تَحُدَّ طولَه، تَقول: ضربت بِهِ عُرْض الْحَائِط وعرْض الْجَبَل، وَكَذَلِكَ عُرض النَّهر، أَي ناحيته. قَالَ لبيد:
(فَرمى بهَا عُرْضَ السَّرِيِّ فصدَّعا ... مسجورةً متجاوراً قُلاّمُها)
بريد عينا من المَاء، والقُلاّم: القاقُلَّى، مسجورة: مَمْلُوءَة. وعِرْض الْإِنْسَان: جسده، يُقَال: إِنَّه لطيِّب العِرْض، أَي طيِّب رَائِحَة الْجَسَد. وَفِي الحَدِيث فِي صفة أهل الْجنَّة: لَا يَبُولُونَ وَلَا يتغوّطون إنّما هُوَ عَرَقٌ يسيل من أعراضهم كرائحة المِسْك. وَطعن فلَان فِي عِرْض فلَان، إِذا ذكره بقبيح. وأكرمتُ عَنْك عِرضي، أَي نَفسِي. والعَرض: الْجَبَل، يشبَّه الْجَيْش الْعَظِيم بِهِ.
قَالَ الراجز: كُنّا إِذا قدْنا لقومٍ عَرْضا)
لم نبْقِ من بَغْي الأعادي عضّا أَي جَيْشًا. والعَرْض: الْوَادي. قَالَ الراجز: أما ترى بكُلّ عَرْض مُعْرض كلَّ رَداح دوْحَةِ المحوَّض والعِرْض: وَاد بِالْيَمَامَةِ مَعْرُوف بِهَذَا الِاسْم. قَالَ المتلمِّس يذكرهُ:
(فَهَذَا أَوَان العِرْض حيَّ ذُبابُه ... زَنابيرُه والأزرقُ المتلمِّسُ)
فسُمي المتلمس بِهَذَا الْبَيْت، الْأَزْرَق: الذُّباب، وزَنابيره: زنابير العُشب، حَيَّ: أَرَادَ حَيِي فأدغم الْيَاء فِي الْيَاء، ويُروى: حَيٌّ نُبابُه، وَمن روى حيٌّ أَرَادَ من الْحَيَاة. وَقَالَ قوم: كل وادٍ عِرْضٌ.
واشتريت المَتاع بعَرْض، أَي بمَتاع مثله، وَهِي الْمُعَارضَة. وَرجل عريض وعراض، إِذا كَانَ غليظاً ضخماً. والعريض: العَتود من الْمعز. قَالَ الشَّاعِر:
(عريضٌ أريضٌ بَات يَيْعَرُ حوله ... وباتَ يسقّينا مُتونَ الثّعالبِ)
هَذَا رجل ضاف رجلا وَله عَتود يَيْعَر حوله، أَي يثغو، يَقُول: فَلم يذبحه لنا وَبَات يسقّينا لَبَنًا مذيقاً كَأَنَّهُ بطُون الثعالب، وَاللَّبن إِذا أجهد مَذقُه اخضرَّ. وَرجل ذُو عارضة، أَي ذُو لِسَان وَبَيَان. وَرجل عِرِّيض، أَي متعرِّض للشرّ. وَيُقَال: بَنو فلَان آكلون للحوم الْعَوَارِض، وَهِي الَّتِي تصيبها الْآفَات من الْإِبِل نَحْو الْكسر والتردي فتُذبح أَو تنحر. وَتقول الْعَرَب للرجل إِذا قرّب لَحْمًا: أعَبيطٌ أم عارضةٌ، فالعبيط: الَّتِي تُنحر بِغَيْر علّة، والعارضة: مَا أَخْبَرتك بِهِ.
وَفُلَان عُرْضَة للشرّ، أَي قويّ عَلَيْهِ. وبعير عُرْضَة للسَّفر، إِذا كَانَ قويّاً عَلَيْهِ أَيْضا. وجعلتُ فلَانا عُرْضَةً لكذا وَكَذَا، أَي نصبته لَهُ. وتعرّض البعيرُ فِي الأكمَة أَو الْجَبَل، إِذا مَشى فِي

(2/747)


عِراضها. قَالَ الراجز: تعرَّضي مَدارِجاً وسُومي تعرُّضَ الجَوزاءِ للنجوم هَذَا أَبُو الْقَاسِم فاستقيمي وَمِنْه عرُوض الشِّعر لِأَنَّهُ يعارَض بِهِ الْكَلَام وَالشعر الْمَوْزُون، والعَروض مُؤَنّثَة.
وبعير ذُو عِراض: يُعَارض الشجرَ ذَا الشوك بِفِيهِ. والعِراض: مِيسم فِي عُرْض الْعُنُق من الْبَعِير. وَخرج النَّاس للعُراضات، وَهِي المِيرة فِي أول السَّنة. وعرِّضونا مِمَّا مَعكُمْ، أَي)
أطعِمونا مِنْهُ. قَالَ الراجز: حمراءُ من معرِّضات الغِربانْ يصف نَاقَة عَلَيْهَا تَمر فَهِيَ تَقدَّمُ الْإِبِل فَلَا يلْحقهَا الْحَادِي فالغربان تقع عَلَيْهَا فتأكل التَّمْر فَكَأَنَّهَا قد عرَّضتهن. والمَعاريض: مَا حِدْتَ بِهِ عَن الْكَذِب. وَفِي الحَدِيث: إنّ فِي المعاريض لمندوحةً عَن الْكَذِب. وعارضتُ الرجلَ بِكَذَا وَكَذَا، إِذا جبهتَه بِهِ. والمِعْراض: سهم طَوِيل لَهُ أَربع قُذَذ دِقاق فَإِذا رُمي بِهِ اعْترض. وعارضة الْبَاب: الْخَشَبَة الْعليا الَّتِي يَدُور فِيهَا.
وعارِضا الْإِنْسَان: صفحتا خدّيه. والعَوارض: مَا بعد الأنياب من الْأَسْنَان، وَهِي الضواحك.
قَالَ الشَّاعِر:
(وكأنّ رَيّا فارةٍ هنديّةٍ ... سبقتْ عوارضَها إِلَيْك من الْفَم)
وَيُقَال: هَذَا أَمر مُعْرض لَك، أَي مُمْكِن لَك. قَالَ الشَّاعِر:
(سَرَّه مالُه وكثرةُ مَا يَم ... لِكُ وَالْبَحْر مُعْرِضاً والسَّديرُ)
ويُروى: مُعْرِضٌ. وَيُقَال: طَأ حَيْثُ شِئْت من الأَرْض معْرِضاً، أَي قد أمكنك ذَلِك. قَالَ الشَّاعِر:
(فطَأ معْرِضاً إِن الخُطوبَ كثيرةٌ ... وَإنَّك لَا تُبقي لنَفسك بَاقِيا)
وأعرضت عَن فلَان إعْرَاضًا، إِذا صددت عَنهُ. وتعرَّضتُ لَهُ تعرضاً، إِذا تصديت لَهُ.
والعارض: سَحَاب يعْتَرض فِي الْأُفق. وَقد سمّت الْعَرَب عارضاً وعَريضاً ومعرضاً ومعترِضاً. وَيُقَال: لَقِحَت النَّاقة عِراضاً، إِذا سانَّها فَحل أَي عَدا مَعهَا من غير شَولها فتنوَّخها، أَي ركبهَا. قَالَ الشَّاعِر:
(أضمرتْه عشْرين يَوْمًا ونيلَتْ ... حِين نِيلَتْ يَعارة فِي عِراض)
اليَعارة: أَن يخرج فَحل من شَول إِلَى شَول آخر وَتخرج نَاقَة من ذَلِك الشَّول فيقرعها، وَإِنَّمَا قيل عراض لِأَنَّهُ يعارضها. قَالَ أَبُو بكر: سرق هَذَا البيتَ الطرماح من الرَّاعِي. ووَليَ فلَان العَروضَ، وَهِي مكّة والطائف وَمَا حولهما. وبعير يمشي العِرَضْنة، إِذا مَشى مُعَارضا من النشاط. وبعير عَروض، إِن فَاتَهُ الكلأٌ أكلَ الشوكَ.
(رضغ)
الغَضارة: غَضارة الشَّبَاب ونَضارته. وَأَرْض غَضِرَة: ذَات طين أَخْضَر، وغَضْراء أَيْضا.

(2/748)


وتغضَّر الرجل عَن الشَّيْء، إِذا انْصَرف عَنهُ. قَالَ الشَّاعِر:)
(تواعدْن أنْ لَا وَعيَ عَن فَرْج راكسٍ ... تبصَّرنَ لَا يَغْضِرن عَن ذَاك مَغْضِرا)
أَي لايعطِفن عَنهُ مَعْطِفاً. وَيُقَال: رجل مغضور الناصية، أَي مبارَك. وَيُقَال: غزاهم فاستباح غَضْراءهم، أَي استأصلهم. وَفُلَان فِي عَيْش غَضِرٍ مَضِرٍ، أَي ناعم وَاسع، ومَضِر إتباع.
وَبَنُو غاضرة: بطُون من الْعَرَب، غاضرة فِي بني أسَد، وغاضرة فِي كِندة، فَأَما مَسْجِد غاضرة الَّذِي بِالْبَصْرَةِ فمنسوب إِلَى امْرَأَة وَلَيْسَ إِلَى قَبيلَة. وَقد سمّت الْعَرَب غُضيْراً وغَضْران. فَأَما الغَضارة الْمُسْتَعْمل فَلَا أَحْسبهُ عَرَبيا مَحْضا.
والغَرَض: كل مَا امتثلته للرمي، وَالْجمع أغراض، وَكثر ذَلِك حَتَّى قيل: الناسُ أغراض المنيّة، وجعلتني غَرضا لشَتْمك. وغَرِضْتُ من الشَّيْء: ملِلته. وغَرِضْتً إِلَى الشَّيْء: اشْتقت إِلَيْهِ. قَالَ الراجز: يارُب بَيْضاءَ لَهَا زوج حَرَضْ حَلالةٍ بَين عُرَيْقٍ وحَمَض ترميكَ بالطَّرْف كَمَا يُرمى الغَرَضْ الحَرَض: الَّذِي لَا خير فِيهِ، وَمن قَالَ حَرِضْ أَرَادَ مَرِيضا، كَذَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة.
والغُرْضَة: حزَام من أَدَم مضفور فَإِذا لم تدخله الْهَاء قيل غَرْض، وَالْجمع غُروض وأغراض.
وَاللَّحم الغَريض: الطريّ، ويسمّى الطلْعُ الغَريضَ والإغْريض، ويسمّى أَيْضا فِي بعض اللُّغَات: الغِيضَ والغَضِيضَ. ومَغارض الْإِبِل: مَوَاضِع الغَرْض من بطونها. قَالَ الراجز: يَشربنَ حَتَّى تنْقِضَ المغارِضُ لَا عائفٌ مِنْهَا وَلَا مُعارِضُ
(رضف)
الَّرضْف: حِجَارَة تُحمى فيوغَر بهَا اللَّبن. قَالَ الشَّاعِر:
(ينشُّ الماءُ فِي الرَّبَلات مِنْهَا ... نَشيشَ الرَضْفِ فِي اللَّبن الوَغيرِ)
وسُمي هَذَا الشَّاعِر المستوغِر بِهَذَا الْبَيْت. وَفِي الحَدِيث: كَأَنَّهُ على الرَّضْف.
والرَّضيف: اللَّبن الَّذِي يُصَبّ على الرَّضْف ثمَّ يُؤْكَل. والرضفة: عظم منطبق على الرُّكبة.
ورضفتُ الوسادةَ: ثَنَيْتُها، لُغَة يَمَانِية.
والرَّفْض: مصدر رفَضتُ الشَّيْء أرفُضه رَفَضاً، متحرّك الْمصدر، فَهُوَ مرفوض ورَفيض.)
ورفاض الشَّيْء: مَا تحطّم مِنْهُ فتفرّق. ورُفوض النَّاس: فِرَقهم. قَالَ الراجز: من أسَدٍ أَو من رُفوض النَّاس ورُفوض الأَرْض: الْمَوَاضِع الَّتِي لَا تُملك مِنْهَا. وَقَالَ قوم: بل رفوض الأَرْض أَن تكون أَرض بَين أَرضين لِحَيُّيْن فَهِيَ متروكة يتحامونها. وسُمّي هَذَا الجيل من الشِّيعَة الرّافِضة لأَنهم رفضوا زيدا فسُمّي من اتّبعه الزيدية وَمن فَارقه الرافِضة. والرفّاضة: الَّذين يرعَون رفوضَ الأَرْض.
والضَّفْر: الْحَبل المضفور، ضَفَرْتُ الحبلَ أضفِره ضَفْراً،

(2/749)


وَبِه سُمّيت ضَفيرة الْمَرْأَة، إِذا ضَفَرتْ شعرَها. والضَّفْر والضَّفِر: رمل يتعقد ويستطيل، والجِمع ضفور، وَإِذا بُني بِنَاء بحجارة بِغَيْر كلْس وَلَا طين فَهُوَ ضفر، يُقَال: ضَفرَ فلَان الحجارةَ حول بَيته ضَفْراً.
والفَرض: مَا فرضته على نَفسك فَوَهَبته أَو جدتَ بِهِ بِغَيْر ثَوَاب، والقَرض، بِالْقَافِ: مَا أَعْطَيْت من شَيْء لتكافأ عَلَيْهِ أَو لتأخذه بِعَيْنِه. وفَرَضَ الله على العِباد مَا يجب عَلَيْهِم أَدَاؤُهُ مثل الصَّلَاة وَالزَّكَاة وَالصِّيَام وَنَحْو ذَلِك. والفَريضة من الْإِبِل أَن يبلغ عَددهَا مَا يُؤْخَذ مِنْهُ ابْن لَبُونٍ أَو بنت مَخاض، وَالْفَرِيضَة من الْبَقر وَالْغنم نَحْو ذَلِك. والفُرْضَة: النَّقْب تنحدر مِنْهُ إِلَى نهر أَو وادٍ، وَالْجمع فِراض. والفَرض: الحز فِي سِيَة الْقوس حَيْثُ يُشَدّ الْوتر. والفرْض: الثقْب فِي الزنْد فِي الْموضع الَّذِي يقْدَح مِنْهُ. قَالَ الشَّاعِر:
(من الرَّضمات الْبيض غَيَّرَ لونَها ... بَنَات فِراض المَرخ والخطَبُ الجَزْلُ)
والفَرْض: ضرب من التَّمْر. قَالَ الراجز: أنشدَناه أَبُو حَاتِم: إِذا أكلتُ سَمَكاً وفَرْضا ذهبت طولا وَذَهَبت عَرْضا ويروى: رائباً. والمِفرَض: حَدِيدَة يُحَزّ بهَا الفرْض فِي الزَّنْد وَغَيره. قَالَ الشَّاعِر يصف الجُعَل: شَخْتُ الجُزارةِ فِي ساقَيْه تفريضُ أَي تحزيز، الجُزارة: الْأَطْرَاف، اليدان والرِّجلان، والشَّخت: الدَّقِيق الضئيل.
والضَّرْف: التّين، لُغَة يَمَانِية، ذكر ذَلِك أَبُو حَاتِم فِي كتاب النَّبَات.
(رضق)
)
القَرْض بالمِقراضين، قَرَضْتُ الشيءَ أقرِضه قَرْضاً، والقَرْض مَا قد تقدم ذكره، وَالْجمع قروض. وَمثل من أمثالهم: الدُّنْيَا قُروض، أَي يتقارضها النَّاس بَينهم فيتكافأون فِيهَا.
وقَرَضْتُ الشِّعْرَ أقرِضه قَرْضاً كَأَنَّهُ يقرِضه من الْكَلَام كَمَا يقْرض الشَّيْء بالمِقراضين، وَالشعر قَريض. وَمثل من أمثالهم: حالَ الجَريض دون القَريض. وَقَالَ قوم: القَريض: الجِرَّة الَّتِي يقرِضها البعيرُ ممّا فِي كَرِشه فيستخرجها. وَيُقَال: فلَان وَفُلَان يتقارضان الثَّنَاء، إِذا أثنى كل وَاحِد مِنْهُمَا على صَاحبه. ومررتُ بالقوم فقرضتهم ذاتَ الشمَال أَو ذاتَ الْيَمين، إِذا مَرَرْت بهم منحرفاً عَنْهُم، وَكَذَلِكَ فسّره أَبُو عُبيدة فِي التَّنْزِيل، واِلله أعلم بكتابه.
(رضك)
رَكَضْت الفرسَ برجلي أركُضه رَكْضاً، إِذا حرّكته بساقيك ليعدوَ. وَيُقَال: مرَّ الفرسُ يرْكَض، وَلَا يُقَال: يَرْكُض. وارتكض المهْرُ فِي بطن أمّه إِذا حرّك يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ. قَالَ الراجز:

(2/750)


قد سَبَقَ الجيادَ وَهُوَ رابضُ وَكَيف لَا يَسْبِقُ وَهُوَ راكض أَي قد سُوبِقَ بأُمّه فسَبقت وَهُوَ فِي بَطنهَا. وَفرس مُرْكِض، إِذا تحرّك وَلَدهَا فِي بَطنهَا.
ومرتكَض المَاء: مَوضِع مجَمِّه. وَقد سمت الْعَرَب ركّاضاً ومركِّضاً. وارتكض فلَان فِي أمره، إِذا اضْطربَ فِيهِ وحاوله. ولغة للْعَرَب يَقُولُونَ: ركضني البعيرُ بِرجلِهِ، كَمَا يَقُولُونَ: رَمَحَني الْفرس بِرجلِهِ. وَجمع مُرْكِض مَراكض.
والضَّرْك فعل مُمات، وَمِنْه اشتقاق الضَّريك، وَهُوَ المضرور، وَلَا يكادون يصرّفون للضريك فعلا، لَا يَقُولُونَ: ضَرَكَه، فِي معنى ضَرَّه.
والكِراض: حَلَق الرَّحِم. قَالَ الْأَصْمَعِي: لَا وَاحِد لَهَا من لَفظهَا. وَقَالَ غَيره: كِرْض. وَأنْشد الْأَصْمَعِي للطِّرماح:
(سَوف تُدْنِيكَ من لَميسَ سَبنْتا ... ة أمارَت بالبول ماءَ الكِراض)

(أضمرتْه عشْرين يَوْمًا ونيلَتْ ... حِين نِيلَتْ يَعارةً فِي عِراض)

(رضل)
أهملت.
(رضم)
)
الرَّضْم: رَضْم الْحِجَارَة، وَهُوَ أَن يُلقى بعضه على بعض، وَالْجمع رِضام، وَيُقَال: رَضْمة ورِضام، وَهُوَ صَخْر عِظَام يَقع بعضه على بعض. وَيُقَال: بنى فلَان بيتَه فرَضَمَ الْحِجَارَة رَضْماً، إِذا بنى بَعْضهَا على بعض. ولغة يَمَانِية يَقُولُونَ: رَضَمْتُ الأرضَ أرضِمها رَضْماً، إِذا أثرتها للزَّرْع أَو غَيره. وكل بِنَاء بصخر فَهُوَ رَضيم.
والرَّمَض: شدّة وَقع الشَّمْس على الرمل وَغَيره، وَالْأَرْض رَمْضَاءُ كَمَا ترى. ورَمِضَ يَوْمنَا يرمَض رَمَضاً، إِذا اشتدّ حَرُّه. وأرمضَ القومَ الحَرُّ، إِذا اشتدّ عَلَيْهِم. وَيَقُولُونَ: غوِّروا فقد أرمضتمونا، أَي أنيخوا بِنَا فِي الهاجرة. ورَمَضان من هَذَا اشتقاقه لأَنهم لما نقلوا أَسمَاء الشُّهُور عَن اللُّغَة الْقَدِيمَة سمّوها بالأزمنة الَّتِي هِيَ فِيهَا فَوَافَقَ رمَضانُ أيامَ رَمَض الحرِّ، ويُجمع رَمَضان رَمَضانات، وَزَعَمُوا أَن بعض أهل اللُّغَة قَالَ أرْمض، وَلَيْسَ بالثبْت وَلَا المأخوذِ بِهِ.
وسِكّين رَميض، أَي حادّ، وكلّ حادٍ رَميض. وارتمض فلانٌ من كَذَا وَكَذَا، إِذا اشتدّ عَلَيْهِ وأغضبه.
والضمْر: الصلب الشَّديد من كل شَيْء. قَالَ الشَّاعِر: خذِيَتْ بجُبةِ حاجبٍ ضَمْرِ أَي صلب شَدِيد، وجُبّة الْحَاجِب: حِجاج الْعين. وضَمَرَ الْفرس وضَمُرَ ضُموراً، وأضمرتُه إضماراً. وأضمرت فِي نَفسِي حَدِيثا، إِذا أخفيته. وَضمير الرجل: خَلَده، وَقع ذَلِك فِي ضَمِيره وَفِي خَلَده وَفِي رُوعه، كُله وَاحِد. وضُمْران: اسْم من أَسمَاء الْكلاب، وَقَالُوا ضَمْران.
والمِضْمار: الْموضع الَّذِي يضمَّر فِيهِ الْفرس. والمِضْمارُ أَيْضا: الْغَايَة، يُقَال: جرى فِي مِضماره، أَي فِي غَايَته. والمَضامير: الْخَيل المضمَّرة. والضِّمار: خلاف العِيان. وَقد سمّت الْعَرَب ضَمْرَة، وَهُوَ أَبُو حيّ مِنْهُم. وضَمْرَة بن ضَمْرَة: أحد رِجَالهمْ، مَعْرُوف، وَهُوَ صَاحب خِطاب النُّعْمَان، وَله حَدِيث، وَكَانَ اسمُه شقّ بن ضَمْرَة فسمّاه النُّعْمَان ضَمْرَة بن ضَمْرَة. قَالَ الشَّاعِر:

(2/751)


(أضَمْرَ بنَ ضَمْرَة مَاذَا ذَكَرْ ... تَ من صِرْمَةٍ أخذت بالمُغارِ)

(ويومُ غَزِيَّةَ رَهْنٌ بهَا ... وَيَوْم النسار وَيَوْم الجِفارِ)

(وطعنة مستبسلٍ حاردٍ ... يَرُدُّ الكتيبةَ نصف النهارِ)
)
أَرَادَ أَنه يهزمهم نصفَ يَوْم.
والضَّرَم: اشتعال النَّار. والضَّرَم أَيْضا: الشخْت من الْحَطب، وَهُوَ خلاف الجَزْل. والضِّرام: جمع ضَرَم. واضطرمتِ النَّار اضطراماً، إِذا اشتعلت، وكل مشتعل من شرّ أَو حَرْب مضطرم.
والضريم: كل شَيْء اضطرمتْ فِيهِ النارُ. وَقد سمّت الْعَرَب ضَرَمَة. والضِّرم، بِكَسْر الضَّاد وضمّها: ضرب من الشّجر، زَعَمُوا. والضِّرامة: الشُّعلة من النَّار. ورُوي فِي الحَدِيث: كَأَنَّهُ ضِرامةُ عَرْفَجٍ. وأضرمتُ النارَ فَأَنا اضرِمها إضراماً، وضرّمتُها تضريماً.
والمَرَض: ضدّ الصحّة، مَرِضَ يمرَض مَرَضاً ومَرْضاً فَهُوَ مَرِيض ومارِض. وحدّثنا أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: قَرَأت على أَبى عَمْرو بن الْعَلَاء: فِي قُلوبهم مَرَض، فَقَالَ لي: مَرْضِ، يَا غُلَام. وأصل الْمَرَض الضعْف، وكلّ مَا ضعُفَ فقد مَرِض، وَمِنْه قَوْلهم: امْرَأَة مَرِيضَة الألحاظ ومريضة النّظر، أَي ضَعِيفَة النّظر. ومرَّض الرجل فِي كَلَامه، إِذا ضعّفه.
ومرَض فِي الْأَمر، إِذا لم يُبَالغ فِيهِ. وريح مَرِيضَة، إِذا ضَعُفَ هبوبُها. وَقد جمعُوا مَرِيضا مَرْضَى ومَراضى، كَمَا جمعُوا جريحاً جَرْحَى وجَراحى. وَقد قَالُوا: مارِض، فِي معنى مَرِيض. قَالَ الراجز: يُرينَنا ذَا اليُسُرِ القَوارض لَيْسَ بمنهوكٍ وَلَا بمارض والمُرِضّة لَيْسَ من هَذَا الْبَاب، وَلَكِن اللَّفْظ أشبهَ اللفظَ لِأَن الْمِيم فِيهَا زَائِدَة، وَأَصلهَا من الرض، وَقد مر فِي الثنائي، وَكَانَ أصلُها مرْضِضَة، زِنة مفْعِلَة، وَهِي لبن يُحلب من جمَاعَة نُوق لَا يكون من وَاحِدَة فيخثَر جدا. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا شَرِبَ المُرِضَّةَ قَالَ أوْكِي ... على مَا فِي سِقائكِ قد رَوِينا)
وَقد استقصينا شرح المُرِضّ فِي كتاب الِاشْتِقَاق، ترَاهُ فِي بَابه إِن شَاءَ الله.
والمَضْر من قَوْلهم: مَضِرَ اللبنُ يمضَر مَضَراً، إِذا حمض، وَاللَّبن مَضير، وَمِنْه اشتقاق اسْم مُضَر، والمَضِيرة من ذَلِك لِأَنَّهَا تُطبخ بِاللَّبنِ المَضير. ومُضارة اللَّبن: مَا سَالَ مِنْهُ إِذا جُعل فِي وعَاء حَتَّى يسيل المَاء مِنْهُ، فَذَلِك المَاء المُضارة. وتُماضِر: اسْم امْرَأَة، وأحسب اشتقاقها من هَذَا إِن شَاءَ الله. وَيُقَال: خُذ هَذَا الشيءَ خَضِراً مَضِراً، أَي خُذْهُ غَضّاً طريّاً، وأحسب أَن) مَضِراً هَاهُنَا إتباع لأَنهم يَقُولُونَ: خُذْهُ بغَضارته، وَلم يَقُولُوا: خُذْهُ بمَضارته.
(رضن)
النَّضْر: الذَّهَب، وَبِه سُمّي الرجل نَضْراً. والنضْر بن كِنانة: أَبُو قُرَيْش خاصّة، فَمن لم يَلده النضْرُ فَلَيْسَ من قُرَيْش. ونُضارة كل شَيْء: خالصه. والنَّضارة: الْجمال، بِفَتْح النُّون. وَرجل نَضير بَيِّنُ النضارة. والأنْضُر: الذَّهَب أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر:
(وبياضُ وجهٍ لم تَحُلْ أسرارُه ... مثلُ الوذيلة أَو كشَنْفِ الأنْضُر)

(2/752)


الوَذيلة: السبيكة من الذَّهَب أَو الفضّة. وَبَنُو النَّضِير: حَيّ من يهود خَيْبَر قد دخلُوا فِي الْعَرَب، وهم على نسبهم إِلَى هَارُون بن عِمران أخي مُوسَى بن عِمران عَلَيْهِمَا السَّلَام. قَالَ الشَّاعِر:
(أَلا يَا سَعْدُ سَعْدَ بني مُعاذٍ ... لِما لَقِيَتْ قُرْيَظَةُ والنضيرُ)

(وهانَ على سراة بني لُؤي ... حَريقٌ بالبُوَيرة مستطيرُ)
والنضار: ضرب من الشّجر، وَهُوَ الَّذِي يسمَّى الخَلَنْج. والنُّضار أَيْضا: الذَّهَب، مثل النَّضْر.
(رضو)
الرَّوْض: جمع رَوْضَة. والرَّوض: مصدر رُضْتُ البعيرَ أروضه رَوْضاً ورِياضةً. وروّض السيلُ المكانَ، إِذا جعله رَوْضَة. وناقة ريِّض: صعبةٌ أولَ مَا رِيضَتْ، وَأَصلهَا رَيوض فقبلوا الْوَاو يَاء وأدغموا الْيَاء فِي الْيَاء، وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ بنظائرها.
ورَضْوَى: جبل مَعْرُوف، وأحسب اشتقاقَه من الرِّضا لِأَن أصل الرِّضا الْوَاو، تَقول: رِضْوان ورَضْوَى، فِي وزن فَعْلَى، مثل شَكْوَى من الشِّكاية.
والضوْر: أصل بِنَاء التضور من قَوْلهم: تضَوَّر الذئبُ تضوّراً، وَهُوَ الشَّكوى إِذا جَاع.
وضارَه الأمرُ يَضوره ضَوْراً مثل ضاره يَضيره ضَيْراً سَوَاء. وَبَنُو ضَوْر: بطن من الْعَرَب من بني هِزان بن يَقْدُم، مِنْهُم أَبُو عَمْرو الهِزّاني.
والضِّرْو: ضرب من الشّجر يُتبخَّر بِهِ أَو بصمغه شَبيه بالبُطْم وَهِي حَبَّة الخضراء. والضرْوَة: الكلبة الضارية.
والوَضَر: الدَّنَس، وَضِرَت يَده تَوْضَر وَضَراً. وَيُقَال: بل الوَضَر من اللَّبن خَاصَّة.
(رضه)
الضَّهْر: صَخْرَة فِي الْجَبَل تخَالف لونَه، زَعَمُوا. وَقَالُوا: عِجْس الْقوس يسمّى ضَهْراً، وَعظم) عَسيب الْفرس يسمّى ضَهْراً، وَلَيْسَ بالموثوق بِهِ.
والضَّرَّة: أصل الضَّرع، وَقد مرّ فِي الثنائي، وَكَذَلِكَ الضَّرّة: أصل الْإِبْهَام.
والهَرْض لُغَة يَمَانِية، هرضتُ الثَّوْب أهرِضه هَرْضاً، إِذا مزْقته، مثل هَرَتُّه هَرْتاً وهَرَدْتُه هَرْداً. ويسمي أهل الْيمن هَذَا الحَصَف الَّذِي يظْهر على الْجلد الهَرَض.
(رَضِي)
الضَّيْر من قَوْلهم: لَا يَضيرني هَذَا الأمرُ ضَيْراً. وللراء وَالضَّاد وَالْيَاء مَوَاضِع فِي الاعتلال ترَاهَا إِن شَاءَ الله.
3 - (بَاب الرَّاء والطاء)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(رطظ)
أهملت فِي الثلاثي.
(رطع)
الرَّطْع يُكنى بِهِ عَن النِّكَاح، رَطَعَها يرطَعها رَطْعاً، وَزَعَمُوا أَن الَّرطْع والرَّصْع وَاحِد، وَرُبمَا قَالُوا: طَعَرَها طَعْراً.
والعَرْط فعل ممات، وَمِنْه اشتقاق اعترطَ الرجلُ، إِذا أبعدَ، فِي الأَرْض.
والعِطْر: مَعْرُوف، وبيّاعه العَطّار. وَرجل عَطِر وَامْرَأَة عَطِرَة، إِذا كَانَا كثيري الِاسْتِعْمَال للعِطر، وَجمع عِطر عُطور. وتعطّرت المرأةُ تعطّراً، إِذا تطيّبت، وَكَذَلِكَ الرجل. وَقد سمّت الْعَرَب عُطَيْراً وعَطْران.

(2/753)


وَرجل مِعْطار وَامْرَأَة مِعْطار: كثير الِاسْتِعْمَال للعطر. فَأَما الْمثل السائر: ودقُّوا بَينهم عِطْرَ مَنْشَم فاختُلف فِي هَذَا، زعم ابْن الْكَلْبِيّ أَن مَنْشَم امْرَأَة من خُزاعة كَانَت تبيع الْعطر فِي الْجَاهِلِيَّة فتطيَّب قوم بعطرها وتحالفوا على الْمَوْت فتفانَوا فَجرى الْمثل بذلك، وَقَالَ قوم: مَن شَمَّ، أَي مَن شَمَّ هَذَا العطرَ، قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا هَذَيان، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: مَنْشَم مَفْعَل من قَوْلهم: نَشَمَ الشرُّ ونَشَّمَ أَيْضا، إِذا فَشَا فِيهِ. وَكَانَ الْأَصْمَعِي يَقُول: لَا يُقَال نشَّم الْأَمر فِي الْقَوْم إِلَّا أَن يكون شرّاً، وَيذكر الحَدِيث: فَلَمَّا نشَّم الناسُ فِي قتل عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ.
(رطغ)
) رُغاط: مَوضِع، زَعَمُوا.
والطَّغْر لُغَة فِي الدَّغْر، طَغَرَه ودغره سَوَاء، وَهُوَ رَفْعُ ورم فِي الْحلق.
والغَطْر فعل ممات، يُقَال: مرّ فلَان يغطِر بيدَيْهِ مثل يخطِر سَوَاء، هَكَذَا يَقُول يُونُس.
(رطف)
الطَّفْر: الوَثْب، طَفَرَ يطفِر طَفْراً. وطَيفُور: اسْم، الْيَاء فِيهِ زَائِدَة، وَهُوَ مشتقّ من الطَّفْر.
وَقَالَ قوم: الطَّفْرَة مثل الطثْرَة، وَهُوَ مَا خَثُرَ من اللَّبن وَصَارَ تَحْتَهُ المَاء، طفَّر اللَّبن تطفيراً وطثَّر تطثيراً.
والطَّرْت: طَرْف الْعين، وَهُوَ امتداد لَحظها حَيْثُ أدْرك، طَرَفَ يطرِف طَرْفاً. وطَرَفْتُ عينَه، إِذا ضربتها بِيَدِك أَو بِشَيْء، حَتَّى تَدْمَع، وَالِاسْم الطُّرْفَة. وَامْرَأَة مطروفة، إِذا صرفت عينَها عَن بَعْلهَا إِلَى سواهُ. قَالَ طرفَة:
(إِذا قيل هَاتِي أسمِعينا انبَرَتْ لنا ... على رِسْلِها، مطروفة لم تَشَدَّد)
وَالْعين تسمى الطارفة، وَالْجمع طَوارف. والطَرْف: منزل من منَازِل الْقَمَر. والطِّرف: الْفرس الْكَرِيم، وَالْجمع طُروف وأطراف. والطِّرْف أَيْضا: الرجل الْكَرِيم، وَالْجمع أَطْرَاف أَيْضا.
وطَرَف الشَّيْء: مُنْتَهى آخِره. والطَّريف والطّارف: مَا استطرفته من مَال، أَي استزدتَه إِلَى مَالك، وَهُوَ ضد التّالد. والطُّرْفَة: مَا أطرفتَ بِهِ من شَيْء أَو أطرفتَ بِهِ صاحبَك، وَالشَّيْء طَريف ومستطرَف، وَجمع طُرْفَة طُرف. والمِطْرَف: كسَاء من خَزّ أَو صوف لَهُ أَعْلَام، بِكَسْر الْمِيم وضمّها، تَمِيم تَقول: مُطْرَف ومصحَف، وَأهل الْحجاز يَقُولُونَ: مِطْرَف ومصْحَف.
والطرْفاء: نبت، الْوَاحِدَة طَرَفَة مثل قَصَبَة وقَصْباء. وتطرّف الرجلُ القومَ، إِذا أغار على نواحيهم، وَبِه سُمِّي الرجل مطرِّفاً. والطِّراف: بَيت أَو قبَّة من أَدَم، وَالْجمع طُرف. قَالَ طرفَة.
(وتقصيرُ يَوْم الدَّجْنِ والدَّجْن مُعْجِب ... ببَهْكَنةٍ تَحت الطِّرافِ الممدَّدِ)
وَقد سمَّت الْعَرَب طارِفاً وطُرَيفاً وطَريفاً وطَرَفاً ومطرِّفاً. وَيَقُولُونَ: جَاءَ فلَان بطارفةِ عين، إِذا جَاءَ بِمَال كثير، كَمَا يَقُولُونَ: جَاءَ بعائْرةِ عين. وَيَقُولُونَ: مَا يدْرِي فلَان أَي طَرَفيه أطول، يُرَاد بِهِ أنَسَبُ أَبِيه أم نسبُ أمّه. وَيُقَال: فلَان طِرِّيف، أَي يتطرّف الأمورَ. وجئتك بطَريفة من الأخباّر، أَي بِشَيْء يستطرف، وَالْجمع طَرائف. وَيُقَال: لَا أفعلُ فلك مَا ارتدّ إليّ) طَرْفي، أَي مَا دمت أبْصر بعيني.
والفَرَط من قَوْلهم: فَرَطَ هَذَا الأمرُ فَرَطاً وفروطاً، أَي تقدّم، الِاسْم الفَرَط، وَمِنْه قَوْلهم فِي الصَّلَاة على الْمَوْلُود: اللهمَّ اجعلْه لنا فَرَطاً وذُخْراً، أَي اجعلْه لنا أجرا مُتَقَدما.

(2/754)


وَيُقَال: تقدمَ الفرّاطُ قبل الوُرّاد، أَي الَّذين يتقدّمون فيصلحون الأرْشِيَة والدِّلاء، وكل متقدِّم فارط. وفَرَطَ من فلَان إليّ كَلَام، إِذا تقدم مِنْهُ إِلَيْك، وَأكْثر مَا يستعملون ذَلِك فِي نَوَادِر كَلَامهم الْمَكْرُوه. وفُرّاط القَطا: متقدماتها إِلَى الوِرْد. وَفرس فُرُط: مُتَقَدّمَة للخيل فِي سَيرهَا. قَالَ لبيد:
(وَلَقَد شهدتُ الخيلَ تَحْمِلُ شِكَّتي ... فُرُطٌ وِشاحي إِذْ غَدَوْت لِجامُها)
وُيروى: إِذْ نزلتُ. والأفراط: آكام تتقدمّ فِي الطُّرق. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا الليلُ أدجَى واكفهر نجومُه ... وصاحَ من الأفراطِ بُومٌ جَواثمُ)
وَهِي الفُرُط أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر:
(أم هَل سَمَوْتُ بجرّارٍ لَهُ لَجَب ... يَغْشَى مخارمَ بَين السَّهل والفرُطِ)
وَيُقَال: مَا أَلْقَاك إِلَّا فِي الفَرْط، أَي بعد مدّة. وَإِيَّاك والفَرَطَ والفَرْطَ فِي القَوْل، أَي التجاوز للحدّ.
وأفرطتُ القِرْبَة إفراطاً، إِذا ملأتها. وغدير مفْرَط: ملآن. قَالَ الشَّاعِر:
(يرجِّع بَين خُرْم مُفْرَطاتٍ ... صَوافٍ لم تكدِّرْها الدِّلاءُ)
الخرْم: غدر يتخرَّم بَعْضهَا إِلَى بعض. وأفرطت القومَ، إِذا تَركتهم وَرَاءَك وتقّدمتهم. وَفِي التَّنْزِيل: وأنَّهم مُفْرَطون، أَي مؤخَّرون، وَالله أعلم. وأفرطتُ فِي الْأَمر إفراطاً، إِذا أَنْت جَاوَزت الْحَد فِيهِ، وفرَّطتً فِيهِ تفريطاً. قَالَ أَبُو زيد: أفرطتُ على بعبري، إِذا حملت عَلَيْهِ أَكثر مِمَّا يُطيق. وَيُقَال: فرطت الرجلَ، إِذا مدحته حَتَّى أفرطت فِي مدحه.
والفَطْر: مصدر فطر الله عزّ وجلّ الخَلْقَ يفطِره ويفطره فَطْراً، إِذا أنشأه. وتقدمّ أعرابيّان إِلَى حَاكم فِي بِئْر فَقَالَ أَحدهمَا: أَنا فَطَرْتُها، أَي أنشأتها. وفَطَرَ نابُ الْبَعِير، إِذا طلع، فُطوراً، والجمل حِينَئِذٍ فاطِر، اكتفوا بفاطر عَن ذِكر الناب. وانفطر العودُ وغيرُه انفطاراً، إِذا انصدع أَو انشقّ. وأفطرَ الصائمُ إفطاراً، وَاسم مَا يَأْكُلهُ: الفَطور، بِفَتْح الْفَاء. وَطَعَام فَطير: لم يختمر، وكل مَا أعجلته عَن إِدْرَاكه فَهُوَ فَطير، وَمِنْه قَول عبد الله بن وَهْب الرَّاسِبِي يَوْم النهرَوان: إيّايَ والرأيَ الفَطيرَ، أَي لَا تستعجلوا بِالرَّأْيِ حَتَّى يستحكم. قَالَ: وَنزل مُعَاوِيَة بِامْرَأَة من كلب وَقد سَغِبَ فَقَالَ: هَل من طَعَام فَقَالَت: حَاضر، فَقَالَ: صِفِيه لي، قَالَت: خُبْز خَمير وحَيْس) فَطير وَمَاء نَمير ولبنٌ جَهير. قَوْلهَا: جَهير، أَي لم يمذق بِمَاء هُوَ رائب كحاله، وفَطير، أَي لم يَغِبَّ فَهُوَ أطيب، وَالْمَاء النَّمير: النامي فِي المَشارِب وَالَّذِي تحسُن عَلَيْهِ الْأَجْسَام. والفِطْرَة: الجِبلَّة الَّتِي فطر الله تَعَالَى عَلَيْهَا الخَلْقَ. ورُوي فِي الحَدِيث: كل مولودٍ يُولد على الفِطْرَة.
وَسيف فُطار: فِيهِ صُدوع. قَالَ الشَّاعِر:
(حُسام كالعقيقة فَهُوَ كِمْعي ... سلاحي، لَا أفَلَّ وَلَا فُطارا)
والفُطْر: شَبيه بالكَمْأة بِيض عِظَام، الْوَاحِدَة فُطْرَة. والنَّفاطير، الْوَاحِدَة نُفْطُورة، وَهِي الْكلأ المتفرِّق.
(رطق)
الرَّقَط والرُّقْطَة: سَواد تشوبه نُقَط بياضٍ أَو بياضٌ تشوبه نُقَط سَواد، يُقَال: دجَاجَة رَقْطاءُ وديك أرقَطُ، وحية رَقْطاءَ، إِذا كَانَت كَذَلِك، وَالذكر أرْقَطُ. وَرُبمَا كَانَ الرَّقَط فِي الْإِنْسَان أَيْضا، وَهِي لُمَع كالخِيلان فِي الْجَسَد، أَو أكبر مِنْهَا، وَكَانَ عُبيد الله بن زِيَاد أرقَطَ شديدَ الرقْطَة فاحشَها.
والرَّقْطاء: لقب الْهِلَالِيَّة الَّتِي كَانَت فِيهَا قصَّة المُغيرة. وحُمَيْد الأرقَط: أحد رُجّازهم.

(2/755)


وَابْن أرَيْقِط: دَليل النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي الْهِجْرَة. وَقد سمّت الْعَرَب أرْقَط وأرَيْقِط ورُقيْطاً.
والطرْق أَصله الشَّحْم، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى قَالُوا: مَا بِهِ طِرْق، أَي مَا بِهِ قُوَّة. والطَّرْق: مصدر طَرَقَتِ الكاهنةُ تطرُق طَرْقاً، وَهُوَ ضربُها بالحصى. قَالَ لبيد:
(لَعَمْرُك مَا تَدْرِي الطوارق بالحَصَى ... وَلَا زاجراتُ الطير مَا الله صانعُ)
وَيُقَال: مَاء طَرْق، إِذا بوّلت فِيهِ الْمَاشِيَة، وَكَذَلِكَ مَاء مطروق. وَرجل بِهِ طِرّيقة، أَي ضعف ووهن، وَهُوَ كالبَلَه. والطَريق الْمَعْرُوف جمعه طُرُق. وَالطَّرِيق من النّخل: الَّذِي يُنال بِالْيَدِ، وَقَالَ قوم: بل الطَّرِيق: الطِّوال الَّذِي قد امْتنع عَن الْيَد. ونخلة طَريقة: طَوِيلَة ملساء. قَالَ الشَّاعِر:
(وَمن كلِّ أحوَى كجِذْع الطَّريقِ ... يَزِينُ الفِناء إِذا مَا صَفَنْ)
يَعْنِي فرسا. وجئتك طُرْقة أَو طُرقتين، أَي مرّة أَو مرَّتَيْنِ. وَجَاءَت الإبلُ مَطاريق، إِذا جَاءَ بعضُها على إِثْر بعض. والمِطْرَقَة: الْعَصَا الَّتِي يُنفض بهَا الصُّوف، ومِطْرَقَة الحدّاد: الحديدة الَّتِي يطْرق بهَا، مَعْرُوفَة. وَفُلَان حسن الطَّرِيقَة، أَي حسن الْمَذْهَب والسَّجِيَّة، وَالْجمع طرائق.
وَذهب الْقَوْم طرائقَ، أَي مُتَفَرّقين، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: طرائقَ قِدداً كَذَا يَقُول أَبُو عُبيدة، وَالله)
أعلم. وكل لحْمَة مستطيلة فِيهَا عصب فَهِيَ طَريقة. وطارقَ فلانٌ بَين ثَوْبَيْنِ، إِذا لبس أحدَهما على الآخر. وطرقتُ القومَ طُروقاً، إِذا جئتهم لَيْلًا، وَلَا يكون الطُروق إلاّ بِاللَّيْلِ، فَأَنا طَارق.
وَيُقَال: نَعُوذ بِاللَّه من طوارق السوء، أَي مَا يطْرق لَيْلًا، وطرقتْنا طارقة من خير أَو شَرّ، وَأكْثر مَا يُستعمل فِي الشَّرّ. وسُمّي النَّجْم طَارِقًا لطروقه لَيْلًا. قَالَت القرشية: نَحن بناتُ طارِقْ نمشي على النَّمارِقْ أَي بَنَات السَّيِّد المضيء الظَّاهِر المكشوف كضوء النَّجْم. وَقد أقسم الله عزّ وجلّ بالطّارق، وَلَا أقْدم على القَوْل فِيهِ. وَيُقَال: ريش طِراق، إِذا كَانَ بعضُه على بعض. قَالَ الشَّاعِر:
(طِراقُ الخوافي ماثلاً فَوق رِيعَةٍ ... ندَىَ ليلهِ فِي ريشة يترقرقُ)
يصف صقراً، والرِّيعة هَاهُنَا: الْمُرْتَفع من الأَرْض، وَكَذَلِكَ الرِّيع، وَقَوله: نَدَى ليلهِ، يَعْنِي الصَّقر بَات على رِيعة فالندى يُصِيبهُ حَتَّى بلّ ريشه فَهُوَ يترقرق فِيهِ. وطَرَقْتُ النعلَ أطرُقها طَرْقاً، وأطرقتها إطراقاً لُغَة فصيحة، إِذا ظاهرتها بِأُخْرَى، وطارقتها أَيْضا. وطارقت بَين درعين وظاهرت بَينهمَا، إِذا لبست إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى. وأطرقَ الرجلُ يطْرق إطراقاً، إِذا أسجدَ ببصره إِلَى الأَرْض. قَالَ الشَّاعِر:

(2/756)


(فأطرقَ إطراقَ الشّجاع وَلَو يرى ... مَساغاً لنابَيه الشجاع لَصَمَّما)
وَمَوْضِع بالحجاز يُسمى أطرِقا، قد جَاءَ فِي شعر هُذَيْل. قَالَ الْأَصْمَعِي: قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: غزا ثَلَاثَة نَفَر فِي الدّهر الأول فَلَمَّا صَارُوا إِلَى هَذَا الْموضع سمعُوا نَبْأة فَقَالَ أحدهم لصاحبيه: أطرِقا، أَي الزما الأَرْض، فسُمّي بِهِ الْموضع. وَمثل من أمثالهم: أطرِقْ كرا أطرِق كَرا إنّ النَعامَ فِي القُرَى يُقَال ذَلِك للرجل الَّذِي يتكلّم بأكثرَ ممّا يقدر عَلَيْهِ، والكَرا: الكَروان. وطرّقتِ القطاةُ تطريقاً، إِذا عسر عَلَيْهَا بَيضُها ففحصت الأَرْض بجؤجؤها، وَكَذَلِكَ الْحَمَامَة. قَالَ الشَّاعِر:
(وَقد تَخِذَتْ رِجلي إِلَى جَنْب غَرْزِها ... نَسيفاً كأفْحُوص القطاة المطرِّقِ)
وَرجل مطْرِق: غليظ الجفون لَا يُمكنهُ أَن يُقِلها. قَالَ الشَّاعِر:
(وَمَا كنتُ أخْشَى أَن تكون وفاتُه ... بكَفَّيْ سَبَنْتَى أزرقِ العَين مُطْرِقِ)
)
يعْنى أَبَا لؤلؤة. السَّبَنْتَى: الجريء المُقْدمِ، وَالْبَيْت يُعزى إِلَى مزرِّد بن ضرار أخي الشَّمّاخ.
وَفرس أطرَقُ بَيِّنُ الطَّرَق، وَالْأُنْثَى طَرقاء، وَهُوَ استرخاء فِي عصب الْيَد، وَكَذَلِكَ الْبَعِير.
والطُّرَق: جمع طُرْقَة. والأطراق: جمع المَاء الطَّرْق، وَقد مرّ تفسيرُه. وأطرقتُ فلَانا فحلَ إبلي وخيلي، أَي أَعْطيته أيّاه بعَسْبه. وطَرَقَ الفحلُ الناقةَ يطرقها طَرْقاً، إِذا تسنَّمها. والطارقة: سَرِير ضيّق يسع واحداة لُغَة يَمَانِية. وكل شَيْء تراكبَ فقد اطَّرَقَ. والحِقَّة من الْإِبِل: طَروقة الْفَحْل لِأَنَّهَا قد أطاقت أَن يطرُقها.
والقُرْط: مَا عُلق فِي شحمه الْأذن من خَرَز أَو ذهب، وَالْجمع أقراط وقِرَطة وقروط. وَيُقَال: قرَّط فلَان فرسَه العِنان، فلهذه الْكَلِمَة موضعان: رُبمَا استعملوها فِي طرح اللّجام فِي رَأس الْفرس، وَرُبمَا استعملوها للفارس إِذا مدّ يَده بعِنانه حَتَّى يَجْعَلهَا على قَذال فرسه فِي الحُضر، والمصدر مِنْهُمَا التقريط. وَقد سمّت الْعَرَب قُرْطاً وقُرَيْطاً وقَريطاً. والقروط: بطُون من الْعَرَب من بني كِلاب لأَنهم إخْوَة، أَسمَاؤُهُم قُرْط وقَريط وقُرَيْط. والقُرْطان: لُغَة فِي القرْطاط، وَهُوَ للسَّرج بِمَنْزِلَة الوَليَّة للرَّحْل، وَرُبمَا استُعمل للرحل أَيْضا. والقَرْطِيَّة: إبل تنْسب إِلَى حيّ من مَهْرَة. قَالَ الراجز: أما ترى القَرْطِيَّ يَفْري نَتْقا النتقْ: النَّفْض الشَّديد. وَامْرَأَة ناتق: كَثِيرَة الْوَلَد من نفْض الرَّحِم. وَيُقَال: مَا جادَ لنا بقِرْطِيط، أَي مَا جاد لنا بِشَيْء يسير، وصنعوا فِي هَذَا بَيْتا:
(فَمَا جَادَتْ لنا سلمى ... بقِرْطِيطٍ وَلَا فوفَهْ)
والفُوفَة: القشرة الرقيقة الَّتِي على النواة. وقَرَّط الكُرَّاثَ، إِذا قطعه فِي الْقدر. والقِرّاط: الَّذِي يسمّى القِيراط، وَهُوَ من قَوْلهم: قرّط عَلَيْهِ، إِذا أعطَاهُ قَلِيلا قَلِيلا.

(2/757)


فَأَما القِنطار وَنَحْوه فستراه مفسَّراً فِي الرباعي إِن شَاءَ الله لِأَن النُّون فِي القِنْطار أصل.
والقَطْر: مصدر قَطَرَ الشَّيْء يقطُر قَطْراً. وقَطْر السَّمَاء: مَطَرُها، وَالْجمع قِطار. والقُطر: النَّاحِيَة من آفَاق السَّمَاء، وَالْجمع أقطار، وأقطار السَّمَاء: نَوَاحِيهَا، وَكَذَلِكَ أقطار كل شَيْء نواحيه. وَجَاء الْقَوْم متقاطرين، إِذا جَاءَ بعضُهم فِي إِثْر بعض، مَأْخُوذ من قِطار الْإِبِل.
وَمثل من أمثالهم: الإنفاض يقطر الجَلَبَ، يَقُول: إِذا أنفضَ القومُ، أَي أنفض أَزْوَادهم، قطَّروا إبلهم فجلبوها للْبيع. وقُطْر الْإِنْسَان: ناحيتاه. وأقطارّ الشّجر، إِذا تقطّر عَن ورق أَخْضَر بِبرد)
اللَّيْل. وقَطَر: مَوضِع مَعْرُوف. وطعنَ الفارسُ الفارسَ فقطَّره، إِذا أَلْقَاهُ على أحد قُطْرَيْه.
قَالَ الشَّاعِر:
(قد عَلِمَتْ سلمى وجاراتُها ... مَا قَطَرَ الفارسَ إلاّ أَنا)

(شَكْكْتُ بالرْمح سَرابيلَه ... والخيلُ تَعدو زِيَماً بَيْننَا)
زِ يَماً: متفرّقة. وقُطارة كل شَيْء: مَا قَطَر مِنْهُ. والقِطْر: النّحاس، وَكَذَلِكَ فُسِّر فِي التَّنْزِيل، وَالله أعلم. والقَطْرَة: الْوَاحِدَة من القَطْر، فَإِذا أردْت الْمصدر قلت: قَطَرَتِ السماءُ قَطْراً.
وبعير مقطور إِلَى آخر، وَهُوَ القِطار من الْإِبِل. وبعير مقطور، إِذا هُنىء بالقطِران، وَقد قَالُوا مُقَطْرَن فردّوه إِلَى الأَصْل، وَقد جَاءَ فِي الشّعْر الفصيح. والمِقْطرة: المِجْمرة الَّتِي يُتبخر فِيهَا.
والقُطُر: العُود الَّذِي يتبخَّر بِهِ. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(كأنّ المدامَ وصَوبَ الْغَمَام ... وريحَ الخزامَى ونَشْرَ القُطُرْ)
وكل لَثى قطر من شجر فَهُوَ قاطر. والقَطار: مَاء مَعْرُوف. والمِقْطَرَة: الْخَشَبَة الَّتِي تُجعل فِي الرجل وتسمَّى الفَلَق، مَعْرُوفَة.
(رطك)
أهملت.
(رَطْل)
الرِّطْل الَّذِي يُكَال بِهِ ويوزَن: مَعْرُوف، بِكَسْر الرَّاء. قَالَ الشَّاعِر:
(لَهَا رِطْل تكيل الزيتَ فِيهِ ... وفَلاّحٌ يَسوق لَهَا حِمارا)
وَغُلَام رَطْل، بِفَتْح الرَّاء: شَاب لَدن. قَالَ الراجز: مَاتَ أَبوهَا جَلْعدٌ من الهَرَمْ وآدَم ابنُ الطين رَطْل مَا آحتلمْ ورطل الرجلُ شَعَرَه، إِذا كسّره وثناه، ترطيلاً. ورطلتُ الشَّيْء بيَدي أرطُله رَطْلاً، إِذا حرّكته لتعرف وَزنه، وَأَحْسبهُ دخيلاً. والرطَيْلاء: مَوضِع، زَعَمُوا.
(رطم)
رُطِم الْبَعِير فَهُوَ مرطوم، إِذا احْتبسَ نَجْوَه. وارتطم على الرجل أمرُه، إِذا سدَّت عَلَيْهِ مذاهبه.
وَوَقع فِي رُطْمَة وارتطام، إِذا وَقع فِي أَمر لَا يعرف جِهَته. وَامْرَأَة رَطوم: سَبٌّ للْمَرْأَة.)

(2/758)


والرمْط: مصدر رمطت الرجل أرمُطه رَمْطاً، إِذا عِبته وطعنتَ فِيهِ.
والطَّمْر: الوثب، طَمَرَ الفرسُ يطمِر ويطمُر طَمْراْ وطُموراً، إِذا وثب. وَفرس طِمِر: فِعِلّ من ذَلِك. قَالَ الهُذلي:
(وَإِذا طرحتَ لَهُ الحصاةَ رأيتَه ... ينزو لوَقْعتها طُمورَ الأخْيَل)
الأخْيَل: ضرب من الطير. وهَوَى فلانٌ من طَمارِ، إِذا هوى من عُلْو إِلَى سُفْل. قَالَ الشَّاعِر:
(فَإِن كنتِ لَا تدرين مَا الموتُ فانظُري ... إِلَى هانىءٍ فِي السّوق وَابْن عَقيل)

(إِلَى رجلٍ قد صدّع السيفُ رأسَه ... وآخرَ يهوي من طَمارِ قَتِيل)
وابنا طِمِر وابنا طَمارِ: جبلان معروفان، وابنتا طمارِ: ثنيّتان. قَالَ الراجز: وضَمهن فِي المسيل الْجَارِي ابْنا طِمِرّ وابنتا طَمارِ والطمْر: الثَّوْب الخَلَق، وَالْجمع أطمار. قَالَ الراجز: أطلَسُ طُمْلُول عَلَيْهِ طِمْرُ طُمْلُول: فَقير. وَزَعَمُوا أَن قَوْلهم طامِر بن طامِر اسْم للبُرْغوث، حَكَاهُ الْأَخْفَش، وَتقول الْعَرَب: طامِر بن طامِر لمن لَا يدرى من هُوَ وَلَا ابنُ من هُوَ. والطمْرور: لُغَة فِي الطُّمْلُول، وَهُوَ الَّذِي لَا يملك شَيْئا. والطُومار لَيْسَ بعربي صَحِيح. وَيُقَال: نزا الفرسُ فأطمرَ غُرْمُوله فِي الحِجْر، إِذا أوعبه. وَبنى فلانٌ مطمورةً، إِذا بنى دَارا فِي بَاطِن الأَرْض أَو بَيْتا، وَهِي كلمة مولَّدة، وَالْجمع مَطامير.
والطِّرْم: الْعَسَل. والطِّرْم أَيْضا: الضعْف، وَقد جَاءَ فِي الشّعْر الفصيح. والطِّرْم أَيْضا: ضرب من الشّجر، زَعَمُوا. والطِّرْيَم: السَّحَاب الغليظ. قَالَ الراجز: فاضطَرّه السيلُ بوادٍ مُرْمِث فِي مكفهِرِّ الطِّرْيَم الشَرَنْبَثِ الشَّرَنْبَث: الغليظ. والطّرَامة: خضرَة تركب الْأَسْنَان من ترك السِّواك، وَيَقُولُونَ: طُرِمَ الرجلُ فَهُوَ مطروم، إِذا أَصَابَهُ ذَلِك، وَلَيْسَ بثبت. فَأَما هَذَا الْبناء الَّذِي يسمّى الطارمة فَلَيْسَ بعربي، وَهُوَ من كَلَام المولَّدين.
والمَرْط: مصدر مرطتُ الريشَ عَن السهْم أَمرُطه مَرْطاً، وَكَذَلِكَ عَن الطير أَيْضا. وَسَهْم) مَريط ومَمروط، إِذا مُرطت قُذَذُه. وَرجل أمرَط، إِذا لم يكن على جده شَعَر، وَامْرَأَة مَرْطاءُ: لَا شعر على رَكَبها وَمَا يَلِيهِ. والمَريطِان: عِرقان فِي الْجَسَد. والمُرَيْطاء: جلدَة رقيقَة بَين الْعَانَة والسُّرَّة من بَاطِن، وَمن ذَلِك قَول عمر رَضِي الله عَنهُ للمؤذن لما شدّد أَذَانه: أما خشيتَ أَن تنشقَّ مُريطاؤك والمِرْط: مِلْحَفَة يؤتزَر بهَا، عَرَبِيّ صَحِيح، وَالْجمع أمراط ومُروط.

(2/759)


وناقة مُمْرِط ومِمْراط، إِذا أَلْقَت وَلَدهَا لَا شَعَرَ عَلَيْهِ. وناقة مِمْراط، إِذا كَانَت متقدّمة سريعة فِي السّير، وَلَيْسَ بثَبْت. وتمرَّط الشعَرُ، إِذا تساقط، والمُراطة: مَا سقط مِنْهُ إِذا سُرِّح. والمَرَطَى: عدْو الْفرس، إِذا عدا عَدْواً سهلاً دون التَّقْرِيب. قَالَ الراجز: والخيلُ يعدو المَرَطَى مُغِيرُها وأمرطتِ النخلةُ، إِذا سقط بُسْرها غضًّا فَهِيَ مُمْرِط، فَإِن كَانَ ذَلِك من عَادَتهَا فَهِيَ ممراط.
والمَطَر: مَعْرُوف، مَطَرَتِ السَّمَاء تمطر مَطَراً، وَرُبمَا قَالُوا: مَطْراً، فجعلوه مصدرا.
وأمطرتِ السَّمَاء لُغَة فصيحة لم يتَكَلَّم فِيهَا الْأَصْمَعِي لِأَنَّهُ جَاءَ فِي الْقُرْآن: عارِض مُمْطِرُنا ووأمطَرْنا عَلَيْهِم. وَأَرْض مَطيرة وممطورة، وَيَوْم ماطر وممْطِر. ومرّ الفرسُ يمطر مَطْراً، إِذا عدا عَدْو شَدِيدا، وَكَذَلِكَ الْبَعِير. قَالَ الراجز: أما ترى القَرْطيَّ يفري مطْرا القَرْطيّ: جمل مَنْسُوب إِلَى بني قَرْط من مَهْرة بن حَيْدان. وتمطّر الفرسُ تمطراً، إِذا اجْتهد عَدْواً.
فَأَما قَوْلهم غضب فلَان علينا غَضبا مُطرًّا، أَي شَدِيدا، فَلَيْسَ من هَذَا. قَالَ الحُطيئة:
(غضبتم علينا أَن ثَأرنا بخالدٍ ... بني عَمِّنا هَا إنّ ذَا غَضَبَ مطِر)
أَي شَدِيد، قَوْله مُطِرّ هَاهُنَا فِي معنى مُفْعِل، وَلَيْسَ هَذَا من الثلاثي لِأَن الْمِيم فِيهِ زَائِدَة، وَقد شرح فِي الثنائي. وَيُقَال: هَذِه مَطْرَة من فلَان، أَي عَادَة مِنْهُ. وَقد سمّت الْعَرَب مَطَراً ومطَيْراً وماطراً. والمرّة من المَطَر مَطْرَة، يُقَال: أَصَابَت الأرضَ مطرةٌ غزيرةٌ. وَفرس مَطّار: كثير العَدْو. فَأَما مِطران النَّصَارَى فَلَيْسَ بعربيّ مَحْض. والمِمْطَر: ثوب يُستكن بلبسه من الْمَطَر، وكل ثوب استكننت بِهِ من الْمَطَر فَهُوَ مِمْطَر. وسحاب مستمطَر: كَأَنَّهُ يُرْجَى مِنْهُ الْمَطَر.
واستمطر فلَان فلَانا نائلَه، إِذا اجتداه. والمَطَر: كَثْرَة السِّوَاك. وَفِي التَّفْسِير إِذا كَانَ رَحْمَة فَهُوَ مَطَرَ، وَمَا كَانَ من الْعَذَاب فَهُوَ أمطَرَ.)
(رطن)
اسْتعْمل من وجوهها: الرَّطْن والرَّطانة من قَوْلهم: تراطنَ القومُ بَينهم، إِذا تكلّموا بِكَلَام غيرِ مَفْهُوم بلُغتهم، وَأكْثر مَا يُخَصّ بذلك الْعَجم وَالروم. قَالَ الشَّاعِر:
(دَوِية ودُجى ليل كَأَنَّهُمَا ... يَمٌّ تَراطن فِي حَافَّاته الرُّومُ)
وُيروى: فِي أفدانه الرّوم. وَقَالَ رجل من الْعَرَب: وَالله مَا أحسِنُ الرَّطانة و. إِنِّي لأرْسَبُ من رصاصة وَمَا قرقمَني إلاّ الكَرَمُ، يَعْنِي أَن نسب أَبِيه مقارب لنسب أمّه، تَقول الْعَرَب: إِذا كَانَ كَذَلِك خرج الرجلُ صغيرَ الْجِسْم.
فَأَما الناطور فَلَيْسَ بعربي، إِنَّمَا هُوَ كلمة من كَلَام أهل السوَاد لِأَن النَّبَط يقلبون الظَّاء طاءً، أَلا ترى أَنهم يَقُولُونَ بَرْطلَّة، وَتَفْسِيره: ابْن الظل، وَإِنَّمَا الناطور الناظور بِالْعَرَبِيَّةِ فقلبوا الظَّاء طاءً. والناظور: الْأمين، وَأَصله من النّظر.
(رطو)
استُعمل من وجوهها الرطْو يُكنى بِهِ عَن الجِماع، رَطاها

(2/760)


يرطوها رَطْواً، وَرُبمَا هُمز فَقيل: رَطَأها يَرْطَؤها رَطْأً. والرًّواطي: مَوَاضِع مَعْرُوفَة. والرَّوط: مصدر راط يروط رَوْطاً، وَهُوَ تعفُّق الوَحْشيّ بالأكَمَة وَغَيرهَا، إِذا لَاذَ بهَا.
والطَّوْر: الحدّ بَين الشَّيْئَيْنِ، وَالْجمع أطوار، وَهُوَ الطَّوار أَيْضا، من قَوْلهم: تعدّى فلانٌ طورَه، أَي مبلغَ قدره، وملكتُ الأرضَ بطَوارها، أَي بمنتهى حُدُودهَا. وطور الدَّار وطَوارها: ناحيتها.
والطَّوْر أَيْضا: فعلك الشيءَ بعد الشَّيْء، فعلتُ الشيءَ طوراً بعد طَوْر، أَي مرّة بعد مرّة، وَفِي التَّنْزِيل: خلقّكّم أطواراً، فُسِّر نُطفةً ثمَّ عَلَقَةً ثمَّ مُضْغَة، فَهَذَا طَور بعد طَور، وَالله أعلم بكتابه.
والطُّور: جبل مَعْرُوف، قَالَ قوم: هُوَ اسْم لجبل بِعَيْنِه، وَقَالَ آخَرُونَ: بل كل جبل طُور بالسُّرْيَانيَّة كَذَلِك، وَالله أعلم. والطُّورة، فِي بعض اللُّغَات، مثل الطِّيَرَة.
والطَّرْو: مصدر طَرا علينا فلانٌ يَطرو طَرْواً وطُرُوّاً، فِي لُغَة من لم يهمز، وَمن همز قَالَ: طَرَأَ علينا طروءاً، إِذا قدَمَ عَلَيْهِم من بلد أَو طَلعَ عَلَيْهِم وهم لَا يَشْعُرُونَ، وَهَذَا ترَاهُ فِي بَاب الْهَمْز إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
والوَرْط من قَوْلهم: تورَّطَ فلَان فِي كَذَا وَكَذَا، إِذا نَشِبَ فِيهِ وَلم يتخلّص مِنْهُ، وَهِي الوَرْطَة، وَالْجمع الوِراط. وكل غامض ورْطة. قَالَ الهُذَلي:)
(وأكسو الحِلَّة الشَّوكاءَ خِدْني ... وبعضُ الخيرِ فِي خزنٍ وِراطِ)
وأورطت فلَانا شرُ مَورِطٍ، إِذا أوقعته فِيمَا لَا خلاص لَهُ مِنْهُ، والمصدر الإيراط، وَالْفِعْل التورط وورطته توريطاً وتورط هُوَ تورُّطاً. قَالَ الشَّاعِر:
(إنّ بَين التَّفْرِيط والإفراطِ ... مَسْلَكاً منْجِياً من الإيراطِ)
وَفِي الحَدِيث: لاوراطَ، وَأَحْسبهُ رَاجعا إِلَى أَن يتمكّن الرجلُ من الرجل فيورّطه مَوْرِطَ سَوء.
والوَطَر: النَّهْمَة، يُقَال: قضى فلَان من كَذَا وَكَذَا وَطَراً، إِذا قضى نَهمتَه، وَلَيْسَ لَهُ فعل يتصرّف.
(رطه)
استُعمل من وجوهها الرُّهْط، وهم بَين الثَّلَاثَة إِلى الْعشْرَة، وَرُبمَا جَاوز ذَلِك قَلِيلا. ورَهْط الرجل: بَنو أَبِيه. ويُجمع رَهْط على أرْهط، ثمّ تجمع أرْهط على أراهط. قَالَ الشَّاعِر:
(أراهطُ من بني عَمْرو بن جَرْم ... لَهُم نَسبٌ إِذا نُسِبوا كريم)
والرهْط: إِزَار يُتخذ من أَدَم وتشقَّق جوانبه من أسافله ليمكن الْمَشْي فِيهِ يلْبسهُ الصّبيان وَالْحيض، وَالْجمع رِهاط. قَالَ المتنخّل الْهُذلِيّ:
(عرفت بأجْدُثٍ فنِعافِ عِرْقٍ ... علاماتٍ كتحبير الرِّياطِ)

(بِضَرْب فِي الجماجم ذِي فُضول ... وَطعن مثل تعطيط الرِّهاطِ)
العَط والتَّعطيط: الشَّقّ، ويُروى: ذِي فُروع، أَي ينصبّ مِنْهُ الدَّم كَمَا ينصبْ الماءُ من فَرْغ الدَّلْو. ورُهاط: مَوضِع بالحجاز. ومرج راهِط: مَوضِع مَعْرُوف بِالشَّام قُتل فِيهِ الضَّحّاك بن قيس الفهْري.
والطُّهْر: ضد الدَّنَس، طَهُرَ الرجل طَهَارَة فَهُوَ طَاهِر. قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا من أحد الْحُرُوف الَّتِي جَاءَت على فَعُلَ فَهُوَ فَاعل، مثل فَرُهَ فَهُوَ فاره، وحَمُض فَهُوَ حامِض، ومَثُلَ فَهُوَ ماثل، وَقَالُوا: مَثَلَ فَهُوَ ماثل.

(2/761)


وَالطَّهَارَة: اسْم ومصدر للطاهر. وَالطهُور: المَاء بِعَيْنِه، وَالطهُور الْفِعْل قِيَاسا.
والمِطْهَرَة، الْإِنَاء الَّذِي فِيهِ الطَّهور، وَالْجمع مَطاهر. والمَطْهَرَة، بِفَتْح الْمِيم: الْموضع الَّذِي يتطهَّر فِيهِ. وَيُقَال: طَهَرَه وطَحَره، إِذا أبعده، كَمَا يَقُولُونَ: مَدَهَه ومَدَحَه، وَأَشْبَاه هَذَا كثير فِي)
قلب الْهَاء حاءً والحاء هَاء. وَذكروا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم قَالَ لعمّار: وَيْهَكَ ابنَ سُمَيَّة، فَإِن كَانَ هَذَا الحَدِيث مَحْفُوظًا فالحاء إِذا قلبت هَاء من أفْصح اللُّغَات، وَلَيْسَ يلْزم هَذَا فِي كل مَوضِع إِنَّمَا يجب أَن يُؤْخَذ بالمسموع عَن الْعَرَب. وَقد سمّت الْعَرَب طَاهِرا ومطهِّراً وطهَيْراً.
والطُّرّة: طُرة الثَّوْب وَنَحْوه، وَقد مرّ ذكرهَا فِي الثنائي.
وناقة هِرْط: مُسنَّة ماَجَّة، وَهِي الَّتِي يخرج المَاء مِن فِيهَا لكبرها إِذا شربت، وَالْجمع أهراط وهروط. وتهارطَ الرّجلَانِ، إِذا تشاتما، زَعَمُوا. وهَرَطَ ثوبَه مثل هرتَه، إِذا شقَّه، وَكَذَلِكَ العِرض. وَيَقُولُونَ: شِدق أهرَت، وَلَا يَقُولُونَ: أهْرَطُ.
والهَطْر: الضَّرْب، هَطَرَه يهطره هَطْراً، وَلَا أحسبها عَرَبِيَّة مَحْضَة.
(رطي)
استُعمل من وجوهها: رَطِيَ يَرْطَى رَطْياً، إِذا جَامع، فِي لُغَة من لم يهمز، وَمن همز قَالَ، رَطَأ يرطَأ رَطْأً.
والرَّيْطَة من الثِّيَاب: مَعْرُوفَة، وَالْجمع رَيْط ورِياط.
وَالطير والطائر: معروفان، والطائر جمعه طَيْر. قَالَ الله عزّ وَجل: والطَّيرُ صافّاتٍ.
والطيرة من التطير: مَعْرُوفَة، من قَوْله صلى اللُه عَلَيْهِ وَآله وَسلم: لَا عَدْوَى وَلَا طِيرة، وسترى هَذَا فِي المعتلّ إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
3 - (بَاب الرَّاء والظاء)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(رظع)
استُعمل مِنْهَا الرُّعْظ، وَهُوَ مَدْخَل سِنْخ النصل فِي رَأس السهْم، وَالْجمع أرعاظ. وَمثل من أمثالهم: فلَان يكسِّر عليّ الأرعاظَ، إِذا اشتدّ غَضَبه عَلَيْهِ.
وَرجل عِظْيَرّ: كَزّ غليظ، وَيُقَال: هُوَ السيّىء الخُلق، وَهَذَا اسْم مُشْتَقّ من فعل قد أميت، وَهَذَا من عَظِرَ الرجلُ، إِذا كره الْأَمر واشتدّ عَلَيْهِ، وَلَا يكادون يتكلّمون بِهِ وَلَا يصرفون لَهُ فِعْلاً.
(رظغ)
أهملت.
(رظت)
اسْتعْمل مِنْهَا ظَرْف كل شَيْء: مَا جُعل فِيهِ، وَالْجمع ظُروف. وَرجل ظَريف بَيِّن الظَّرْف والظَّرافة من قوم ظُرَفاء، وَالْفِعْل مِنْهُ ظَرُفَ يظرُف. سُئِلَ أَبُو بكر عَن الظَّريف مَا مَعْنَاهُ فَقَالَ: قَالَ قوم: الظَّريف الحَسَن الْعبارَة المتلافي حُجّته، وَقَالَ آخَرُونَ: بل الظَّريف الحَسَن الْهَيْئَة. وَأهل الْيمن يسمّون الحاذق بالشَّيْء ظَريفاً.
والظُّفر: ظُفر الْإِنْسَان، وَالْجمع أظفار، وَلَا يُقَال: ظِفْر، وَإِن كَانَت العامّة قد أولعت بِهِ، وَيجمع أظفار على أظافير، وَقَالَ قوم: بل أظافير جمع أُظْفُور، والظّفْر والأظْفور سَوَاء. أنشدَنا أَبُو حَاتِم قَالَ: أنشدتني أمّ الْهَيْثَم وَاسْمهَا غَيْثَة من بني نُمير بن عَامر بن صَعْصَعَة:
(مَا بَين لُقمته الأولى إِذا انحدرتْ ... وَبَين أُخْرَى تَلِيهَا قِيسُ أُظْفورِ)
وظفَّر السَّبُعُ، إِذا أنشبَ مخالبَه. وظَفِرَ الرجلُ بحاجته يظفَر ظَفَراً.
والظَّفَرَة: عَلَقَة تخرج فِي الْعين، ظَفِرَت عينُه تظفَر ظَفَراً. وظَفارِ: مَوضِع ينْسب إِلَيْهِ الجَزْع الظفاريّ. قَالَ أَبُو عُبيدة:

(2/762)


وَهُوَ مَبْنِيّ على الْكسر نَحْو حَذامِ وقطامِ وَمَا أشبهه. وَقَالَ غَيره: سَبِيلهَا سَبِيل المؤنّث لَا تَنْصَرِف، يُقَال: هَذِه ظَفارُ وَرَأَيْت ظَفارَ ومررت بظَفارَ. وَأخْبرنَا السَّكن بن سعيد قَالَ: أخبرنَا مُحَمَّد بن عَبّاد عَن ابْن الْكَلْبِيّ قَالَ: خرج ذُو جَدَن الملكُ يطوف فِي أَحيَاء مَعَدّ فَنزل ببني تَمِيم فضُرب لَهُ فسطاط على قارة مُرْتَفعَة فَجَاءَهُ زُرارة بن عُدَس فصعِد إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الْملك: ثِبْ، أَي اقعدْ بلغته فَقَالَ: ليعلم الملكُ أَنِّي سامع مُطيع، فَوَثَبَ إِلَى)
الأَرْض فتقطّع أَعْضَاء، فَقَالَ الْملك: مَا شَأْنه. فَقَالُوا: أبيتَ اللَّعْن إِن الوثب بلغتهم الطَّمْر. فَقَالَ: لَيْسَ عربيتُنا كعربيتكم، من دخل ظَفارِ حَمَّرَ، أَي تكلِّم بِكَلَام حِمْيَر ثمَّ تذمَّم فَقَالَ: هَل لَهُ من ولد فأُتي بحاجب فَضرب عَلَيْهِ قبّة فَكَانَت عَلَيْهِ إِلَى الْإِسْلَام. وَقد سمّت الْعَرَب ظَفَراً ومظفراً ومِظْفاراً.
وَفِي الْعَرَب بطْنَان ينسبان إِلَى ظَفَر: بطن فِي الْأَنْصَار، وَآخر فِي بني سُليم. وَقد قَالُوا: رجل ظِفّير، أَي كثير الظَّفَر، وَلَيْسَ بثَبْت.
(رظق)
القَرْظ: شجر يدبغ بِهِ، مَعْرُوف. وَبَنُو قُرَيْظة: بطن من يهود خَيْبَر، وَهُوَ تَصْغِير قَرظَة.
وقرّظتُ فلَانا، إِذا مدحته. وَمن أمثالهم: لَا يكون ذَلِك حَتَّى يؤوب القارظان، وهما رجلَانِ أَحدهمَا يَقدُم بن عَنَزَة، وَالْآخر عَامر بن هُميْم بن يَقْدم بن عَنَزَة، خرجا يجنيان القَرَظ فَلم يرجعا، فَضرب بهما الْمثل. قَالَ الشَّاعِر: إِذا مَا القارظُ العَنْزيُّ آبا وَقَالَ الآخر:
(وَحَتَّى يؤوبَ القارظان كِلَاهُمَا ... ويُنْشَرَ فِي الْقَتْلَى كُليبٌ لِوَائِل)
والصِّبغ القَرَظيّ مشبَّه بثمر القرَظ. وأديم مقروظ، إِذا دبغ بالقَرَظ، وَهُوَ الصِّبغ الَّذِي يُقَال لَهُ: القَرَظيّ، مَنْسُوب إِلَى ثَمَر القَرَظ، وَهُوَ أصفر، والعامّة تَقول: قَرَضيّ، وَهُوَ خطأ.
(رظك)
استُعمل من وجوهها الكِظْر، وَهِي عَقَبَة تُشدّ على أصل فَوق السّهم. قَالَ الشَّاعِر: تُشَدُّ على حَزِّ الكِظامة بالكِظْرِ والكِظامة: عَقَبَة أُخْرَى تشَدّ على أصل فَوق السهْم.
(رظل)
أهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الْمِيم.
(رظن)
اسْتعْمل مِنْهَا: نَظَر ينظُر نَظَرأ، فَهُوَ نَاظر وَالْمَفْعُول مَنْظُور. ونَظَرْته فِي معنى انتظرته، وَفِي التَّنْزِيل: آنظرونا نقتبسْ من نوركم. وأنظرته أنظرهُ إنظاراً، إِذا أخّرته فِي بيع أَو غَيره،)
وَالِاسْم النَّظِرَة، وَقد قرىء: فنظِرَة إِلَى مَيْسَرَة. والناظر: مَوضِع النّظر من الْعين.
والناظران: عِرقان فِي بَاطِن الْعين. وَفُلَان نَظير فلَان، أَي مثله، وَالْجمع نُظَراء. وَفُلَان ناظورة بني فلَان، أَي المنظور إِلَيْهِ مِنْهُم. وَرُبمَا قيل: فلَان نظيرةّ قّومه، أَي سيّدهم.

(2/763)


ولغة طيّىء: نظرتُ إِلَيْهِ أنظور، فِي معنى أنظُر. قَالَ الشَّاعِر: حَتَّى كأنّ الْهوى من حَيْثُ أنظورُ أَي أنظُر. وَكَانَ الرجل يَقُول للرجل: بَيْع، فَيَقُول: نِظْرٌ، أَي تُنْظِرُني حَتَّى أشتريَ مِنْك.
وناظِرة: جبل مَعْرُوف أَو مَوضِع. والنَّواظر: جمع نَاظر. وَقد سمَّت الْعَرَب نَاظرا ومنظوراً.
(رظو)
أهملت.
(رظه)
استُعمل من وجوهها الظَّهر: مَعْرُوف، وَالْجمع ظُهُور، وكل شَيْء علا فقد ظَهَر. وظَهْر الأَرْض: خلاف بَطنهَا. وظواهرها: ضواحيها. وَصَلَاة الظُّهر مَأْخُوذَة من الظَّهيرة، وَهِي نصف النَّهَار. وأظهرَ القومُ إِظْهَارًا، إِذا سَارُوا فِي الظهيرة أَو دخلُوا فِيهَا. وظاهرَ الرجلُ بَين درعين، إِذا لبس إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى. والظُّهْران: ريش القُذذ إِذا كَانَ ملتئماً، وَهُوَ أَن تلِي الناحيةَ القصيرةَ الريش أُخْرَى مثلهَا. وَفُلَان ظَهير لفُلَان، إِذا كَانَ مُعيناً لَهُ. وَيُقَال للرجل: خُذ مَعَك بَعِيرًا ظِهْريّأ، أَي تستعين بِهِ. وظاهرَ الرجلُ امْرَأَته ظِهاراً، إِذا قَالَ: أنتِ عليّ كَظهر أمّي. وبعير ظَهير: قويّ على الرحلة. وقريش الظَّوَاهِر: الَّذين ينزلون ظاهرَ مكّة. والظهْران: مَوضِع. وأوردَ إبلَه الظّاهرة، وَهُوَ يوردها كلَّ يَوْم فِي وَقت الظهيرة، وَبِه سُمّي الرجل مظهَراً، هَكَذَا قَالَ الْأَصْمَعِي لِأَن جدّه مظهِّر بن ريَاح. قَالَ أَبُو بكر: الْأَصْمَعِي عبد الْملك بن قريب بن عَليّ بن أصْمَعَ بن مظهِّر بن ريَاح. وَقَالَ أَبُو بكر: دُفن مظهِّر بكابُل. واستظهرتُ العِلْمَ وغيرَه استظهاراً، إِذا قرأته ظَاهرا. وتظاهرَ القومُ، إِذا تعاونوا، وَقَالَ قوم من أهل اللُّغَة: تظاهرَ القومُ، إِذا تدابروا، فَكَأَنَّهُ من الأضداد. وَيُقَال: بَيت حَسَن الأهَرَة والظَّهَرَة، إِذا كَانَ حسن المَتاع والقُماش والآلة. وأقران الظّهر: الَّذين يجيئونك من قِبَل ظَهرك، وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
(لَكَانَ جميل أَسْوَأ الْقَوْم تِلَّةً ... ولكنّ أقرانَ الظُّهورِ مَقاتلُ)
)
وَقد سمَّت الْعَرَب ظُهَيْراً ومظهِّراً.
(رظي)
استعُمل من وجوهها: الظّئر، يُهمز وَلَا يُهمز، وَهِي النَّاقة تعطف على غير وَلَدهَا حَتَّى تَرأمَه، وَالْجمع ظؤار وأظآر وظُؤور، ويُستعمل فِي النَّاس. والظِّئر: ركن الْقصر والجبل، لُغَة يَمَانِية، ظِئر مقصَّص. وللراء والظاء وَالْيَاء مَوَاضِع فِي الاعتلال ترَاهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
3 - (بَاب الرَّاء وَالْعين)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(رعغ)
أهملت.

(2/764)


(رعف)
استُعمل من وجوهها: رَعَفَ الرجلُ يرعَف ويرعُف رَعْفاً، وَالِاسْم الرُّعاف، والرُّعاف: الدَّم بِعَيْنِه. وأصل الرّعْف التقدّم، من قَوْلهم: فرس راعِف، إِذا كَانَ يتقدمّ الْخَيل، فكأنّ الرُّعافَ دمٌ سَبَقَ فتقدّم. قَالَ الْأَعْشَى:
(بِهِ يَرْعَفُ الألفَ إِذْ أرْسِلَتْ ... غَداةَ الرّهانِ إِذا النَّقْعُ ثارا)
أَي يتقدّمها، قَالَ: التَّأْنِيث للخيل لَا للألف. وسُمّيت الرّماح رَواعفَ لِأَنَّهَا تقدَّم لِلطَّعْنِ، وَإِن قلت إِنَّهَا سمّيت رواعف لِأَنَّهَا تَرْعَف بِالدَّمِ، أَي يقطر مِنْهَا إِذا طُعن بهَا كَانَ عَرَبيا جيدا إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وراعوفة الْبِئْر: حجر يتقدمّ من طَيّها نَادرا يقوم عَلَيْهِ السّاقي والنّاظر فِي الْبِئْر. وَفِي الحَدِيث: طبّ النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم فجُعل سِحْرُه فِي جُفِّ طَلْعَةٍ ثمَّ تُرك فِي راعوفة، وَيُقَال: أرْعوفة. وأرعفَ فلَان فلَانا، إِذا أعجله، زَعَمُوا، وَلَيْسَ بثَبْت إِنَّمَا هُوَ أزعف فلانٌ فلَانا، بالزاي، إِذا أعجله.
والرفْع: ضد الخَفْض، رَفعه اللهّ، أَي نمّاه وكثّره. والرفْع أَيْضا: تقريبك الشَّيْء من الشَّيْء.
وَفِي التَّنْزِيل: وفُرُش مرفوعةٍ، أَي مقرَّبة لَهُم، وَالله أعلم. وَمِنْه قَوْلهم: رفعته إِلَى السُّلْطَان، أَي قرّبته مِنْهُ، والمصدر الرُّفْعان والرِّفْعان. والرُّفْعان من قَوْلهم: رفعتُ إِلَى السُّلْطَان رَفْعاً ورُفْعانَاً ورَفيعةً للشَّيْء ترفعه. وَرجل رفيع المَنْزِلَة عِنْد السُّلْطَان، أَي عَال، وَالِاسْم الرِّفْعَة. والمِرْفَع: كل شَيْء رفعتَ بِهِ شَيْئا فَجَعَلته عَلَيْهِ، وَالْجمع المَرافع. وَقد سمّت الْعَرَب رَافعا ورُفيْعاً ورِفاعة.)
وَبَنُو رِفاعة: بطن مِنْهُم، وهم من بني يَشْكر. وَبَنُو رُفَيْع: بطن أَيْضا. وَتقول: فلَان الأرْفع عِنْدِي قدْراً، أَي الرفيع.
والعَفْر والعَفَر: ظَاهر تُرَاب الأَرْض، بِفَتْح الْفَاء وتسكينها، وَالْفَتْح اللُّغَة الجيدة. وظبية عَفْراء وظبي أعفَر: يشبهان بعَفْر التُّرَاب. وعفْرت الرجلَ تعفيراً، إِذا مرَّغته فِي التُّرَاب، وَمِنْه قَوْلهم: طعنه فعفَّره، إِذا أَلْقَاهُ على عَفر الأَرْض. وَقد سمّت الْعَرَب عُفَيْراً وعَفّاراً ويَعْفُر ويَعْفوراً.
والعَفير: لحم يجفَّف على الرمل فِي الشَّمْس. وشربَ سَويقاً عَفيراً: لم يُلَتّ بِزَيْت وَلَا سمن.
والعَفار: شجر كثير النَّار يُتَخذ مِنْهُ الزِّناد، الْوَاحِدَة عَفارة. وعَفارة: اسْم امْرَأَة. قَالَ الشَّاعِر:
(بانَت لتَحْزُننا عَفارَهْ ... يَا جارَتا مَا أنتِ جارَهْ)
وعفَّرتِ الظبيةُ ولدَها، إِذا سقته درَّة ثمَّ مشت ليمشيَ خلفهَا فتعلّمه المشيَ. وعَفَرْتُ الزرعَ، إِذا سقيته أول سَقْية، لُغَة يَمَانِية. وعفَرْتُ النخلَ، إِذا فرغت من لَقاحها فِي بعض اللُّغَات. وَمثل من أمثالهم: إقْدَحْ بعَفارٍ أَو مَرْخْ، وآشددْ إِن شئتَ أَو أرخْ. قاِل الْأَعْشَى:
(زِنادُك خيرُ زناد الملو ... كِ صَادف مِنْهُنَّ مَرْخٌ عَفارا)

(فَلَو أنتَ تَقْدَح فِي ظُلمةٍ ... صَفاةً بنَبْعٍ لأوْرَيتَ نَارا)
قَالَ أَبُو بكر: لَا يكون فِي النَّبع نَار وَلَا فِي الصَّفا من الْحِجَارَة، يَقُول: لَو قدحتَ بهما لأوريت ليُمْن نَقيبتك. والعِفْر: الغليظ الخَلق الشَّديد من الرِّجَال، رجل عِفْر، وَامْرَأَة عِفْرَة، وَمِنْه اشتّقاق العِفْرِيَة من قَوْلهم: رجل عِفْرِيَة نِفرِيَة، إِذا كَانَ خبيثاً، ونفْرِية إتباع.

(2/765)


والعِفرِيَة والعِفْراة: الشعرات النابتات فِي وسط الرَّأْس يَقْشَعْرِرْنَ عِنْد الْفَزع، وَالْجمع العَفاري. قَالَ الراجز: إِذْ صَعِدَ الدهرُ إِلَى عِفْراتِهِ فاجتاحها بشَفرَتَيْ مِبْراتِهِ وعُفَيْرَة: اسْم امْرَأَة من الْعَرَب كَانَت من حكمائهم، وأحسب أَن اشتقاق العَفَرْناة من النُّوق من هَذَا إِن شَاءَ الله، وَيُمكن أَن يكون اشتقاقها من قولهمِ: أَسد عَفَرْنَى، غليظ الْعُنُق، وَالنُّون فِيهِ زَائِدَة كزيادتها فِي رَعْشن وَمَا أشبهه. واعتفرَ فلَان فلَانا، إِذا ساوره، وَكَذَلِكَ اعتفره الأسدُ.
والمَعافر، بِفَتْح الْمِيم: مَوضِع بِالْيمن تُنسب إِلَيْهِ الثِّيَاب المَعافرية. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: ثوبٌ مَعافر، غير مَنْسُوب، فَمن نسب فَهُوَ عِنْده خطأ، قَالَ أَبُو بكر: وَقد جَاءَ فِي الرجز الفصيح مَنْسُوبا. وَزَعَمُوا أَن المُعافِر الَّذِي يمشي مَعَ الرّفَق لينال من فَضلهمْ، وَلَا أَدْرِي أعربي هُوَ أم)
لَا. والعُفْرَة: لون الأعْفَر، وَهِي حُمرة فِيهَا كدرة كلون الأَرْض العفراء، وَبِه سُمّيت الْمَرْأَة عَفْراء. والعُفْر من الظّباء: اللواتي يرعين عَفَرَ الأَرْض وسهولها، وهنّ ألأم الظّباء وأصغرها أجساماً. والعُرْف: عُرف الْفرس والديك، وَالْجمع أعراف وعُروف إِن اضطُرّ إِلَى ذَلِك شَاعِر.
وَأولى فلانٌ فلَانا عُرْفاً ومعروفاً وعارفة. واعرورفَ البحرُ والسّيلُ، إِذا تراكب موجُه حَتَّى يكون لَهُ كالعُرْف. قَالَ الشَّاعِر:
(وهندٌ أَتَى من دونهَا ذُو غَواربٍ ... يقمِّص بالبُوصِيًّ مُعْرَوْرفٌ وَرْدُ)
غوارب: أعالي، وغارب كل شَيْء: أَعْلَاهُ، كَأَن لَهُ عُرْفاً من تراكبه، يقمِّص، أَي كَمَا يقمِّص الْبَعِير. والعُرْفان: دُوَيْبّة صَغِيرَة تكون فِي الرمل. وعَرَفْتُ فلَانا معرفَة وعِرفاناً، وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ أَبُو زيد: تَقول الْعَرَب: عِرْفَتي بِهِ قديمَة، بِمَعْنى معرفتي. وعَرُفَ فلَان على أَصْحَابه يعرُف عَرافةً، إِذا صَار عَرِيفهم. وعرِيف الْقَوْم: سيّدهم أَو المنظور إِلَيْهِ مِنْهُم. قَالَ الشَّاعِر:
(أَو كلما وَرَدَتْ عُكاظَ قَبيلَة ... بعثوا إليّ عَريفَهم يتوسَّمُ)
فَهَذَا فِي معنى الرئيس. وَقَالَ عَلْقَمَة:
(بل كل قوم وَإِن عَزًّوا وَإِن كَثُروا ... عَرِيفهم بأثافي الشَّرِّ مرجومُ)
ويُروى: وَإِن كَرُموا، ويُروى: بدواعي الشَّرّ. وضَبْع عَرْفاءُ، إِذا كَانَ لَهَا شَعَر مثل العُرْف، والعُرْف والمَعْرَفَة وَاحِد. وشَمِمْتُ للشَّيْء عَرْفاً طيّباً، أَي رَائِحَة. والمَعارف وَاحِدهَا مَعْرَف، وَهِي الْوُجُوه، قَالَ الْأَصْمَعِي: أَنا مِنْهُ أوْجَرُ، كَأَنَّهُ قَالَ: لَا أعرف لَهَا وَاحِدًا. قَالَ الْهُذلِيّ:
(متكوِّرين على المعارف بَينهم ... ضرب كتَعْطاطِ المَزادِ الأنْجَل)
والأعراف: ضرب من النّخل، قَالَ أَبُو حَاتِم: وَهُوَ البُرْشُوم أَو مَا يُشبههُ. قَالَ الراجز: يَغْرِسُ فِيهَا الزّاذَ والأعرافا والنابِجيَّ مُسْدِفاً إسدافا يَعْنِي الأزاذ، والنابجيّ: ضرب من التَّمْر أسود. والأعراف فِي التَّنْزِيل لَا أقدِم على تَفْسِيره للِاخْتِلَاف فِيهِ. وعرَّفتُ الدارَ: زيّنتها وطيّبتها، وَكَذَلِكَ فُسِّر فِي التَّنْزِيل عَرفَها لَهُم، أَي طيّبها وزيّنها، وَالله أعلم.

(2/766)


وَيَوْم عَرَفَة: مَعْرُوف لَا تدخله الْألف وَاللَّام. وخرجتْ على يَده عَرْفَة، وَهِي قَرْحَه تخرج على أَطْرَاف الْأَصَابِع. والعَرّاف: الطَّبِيب أَو الكاهن. قَالَ الشَّاعِر:)
(فقلتُ لعَرّافِ الْيَمَامَة داوِني ... فإنكَ إِن أبرأتَني لَطبيبُ)
وَقد سمّت الْعَرَب مَعْرُوفا وعَرّافاً وعَريفاً ومعرِّفاً وعُرَيْفاً.
والفَرْع: أَعلَى كل شَيْء، وَالْجمع فروع. وفَرْع الْمَرْأَة: شَعرها. وَامْرَأَة فَرْعاء: كَثِيرَة الشَّعَر، وَلَا يَقُولُونَ للرجل أفرَغ إِذا كَانَ عَظِيم الجُمّة، إِنَّمَا يَقُولُونَ: رجل أفرَعُ، ضدّ الأصلع. وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم أفرَعَ، وَفِي الحَدِيث: آلفُرْعان خير أم الصُّلْعان. وفَرَعْتُ الرجلَ بِالسَّيْفِ أَو الْعَصَا، إِذا فَرَعْتَ بِهِ رأسَه، أَي علوتَه بِهِ. وفَرعْتُ الْجَبَل، إِذا صرت فِي ذِروته.
وأفرعتُ فِي الْوَادي، إِذا انحدرت فِيهِ. قَالَ أَبُو حَاتِم: قلت للأصمعي: قَالَ رجل من الْعَرَب: لقيتُ فلَانا فارعاً مُفْرِعاً، فَقَالَ: أَي أَحَدنَا منحدر وَالْآخر مُصْعِد، وَأنْشد الْأَصْمَعِي:
(شِمالَ مَن غَار بِهِ مُفْرِعاً ... وَعَن يمينِ الْجَالِس المنْجِدِ)
قَوْله: من غَار بِهِ، أَي دخل الْغَوْر، والجالس من الجَلْس، وَهُوَ مَوضِع. والفَرَع: شَيْء كَانَ يُعمل فِي الْجَاهِلِيَّة، يُعمد إِلَى جلد سَقْبٍ فيُلْبَسه سَقبٌ آخرُ لترْأمه أُمُّ المنحور أَو الْمَيِّت. قَالَ الشَّاعِر:
(وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبام من ال ... أَقوام سَقْباً مجلَّلاً فَرَعا)
العَبام: الفدَمْ الغليظ، والهَيْدَب: السَّحَاب الثقيل المتدلّي. والفَرَعَة: القَمْلَة الصَّغِيرَة، وَبهَا سُمّيت فُرَيْعَة أم حسان بن ثَابت. وَقد سمّت الْعَرَب فارعاُ وفُرَيْعاً. وفارعة: اسْم امْرَأَة. وفارِع: أَطَم بِالْمَدِينَةِ. وَأما فِرْعَوْن فَلَيْسَ باسم عَرَبِيّ يحكَّم فِيهِ التصريف وأحسب أَن النُّون فِيهِ أَصْلِيَّة لأَنهم يَقُولُونَ: تَفَرْعَنَ، وَلَيْسَ من هَذَا الْبَاب. والفوارع: مَوَاضِع، وَكَذَلِكَ الفُروع: إكام مُرْتَفعَة.
والفَعْر لُغَة يَمَانِية، وَهُوَ ضرب من النبت، زَعَمُوا أَنه الهَيْشَر، وَلَا أَدْرِي مَا صحّة ذَلِك، والهَيْشَر: الكنْكَر البريّ، فَارسي.
(رعق)
استُعمل مِنْهُ الرُّعاق، وَهُوَ مثل الضَّغيب والخَضيعة، وَهُوَ الصَّوْت الَّذِي يُسمع من جَوف الْفرس إِذا عدا.
والرَّقْع: مصدر رَقَعْت الشيءَ أرقَعه رَقْعاً، مثل الثَّوْب والأديم وَمَا أشِبههما. وَجمع رُقْعَة رُقَع ورِقاع. قَالَ الشَّاعِر: كَأَن أطْباءها فِي رُفْغها رُقَعُ)
والرَّقيع: السَّمَاء، وَفِي الحَدِيث: لقد حكمتَ بحُكْم الله من سَبْعَة أرْقِعَة، هَكَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث على لفظ التَّذْكِير، على معنى السَّقف، واللهّ أعلم. فَأَما قَوْلهم: رجل رَقيع فَهِيَ كلمة مولَّدة، وأحسب أَن أَصْلهَا أَنه واهي الْعقل قد رُقِع لِأَنَّهُ لَا يُرقع إلاّ الواهي الخَلَقُ. والرُّقَيْعيّ: مَاء بَين مكّة وَالْبَصْرَة كَانَ لرجل من بني تَمِيم

(2/767)


يُعرف بِابْن رُقَيْع. قَالَ الراجز: مَا شَرِبتْ بعد قَليب القُرْبَقِ من شَربة غيرَ النَّجاء الأدْفَقِ يَا ابنَ رقَيْع هَل لَهَا من مَغْبَقِ والرقاعة: مصدر رَقيع بَيّن الرقاعة، والراقع الْفَاعِل والمرقوع الْمَفْعُول. والمثل السائر: اتّسعَ الخَرْقُ على الرّاقع أَصله من شعر لنصر بن سَيّار كتب بِهِ إِلَى مَرْوَان الحِمار:
(كُنَّا نُرَفّيها فقد مُزِّقَتْ ... فاتّسع الخرْق على الرّاقع)
وَيُقَال للرجل: يَا مَرْقَعان، لَا تدخله الْألف وَاللَّام، كَمَا يُقَال: مَحْمَقان وَمَا أشبه ذَلِك. ورقَيْع: اسْم.
والعَقْر: مصدر عَقَرْتُ البعيرَ وغيرَه أعقِره عَقْراً. والعَقْر: الْقصر المتهدَم بعضُه على بعض، وَالْجمع عُقور. والعَقْر: الْعَارِض الْأَبْيَض من السَّحَاب. والعَقْر: مَوضِع مَعْرُوف. والعُقُور: مَوضِع أَيْضا، وَكَذَلِكَ العُقيْر. وعقْر الدَّار وعُقْرها: أَصْلهَا، وَمِنْه قيل: مَا لَهُ دَار وَلَا عَقار، أَي أصلُ مَال. وعقْر الْمَرْأَة: بُضعها. وَامْرَأَة عَاقِر من نسَاء عواقر وعُقَّر. قَالَ الشَّاعِر:
(وَلَو أَن مَا فِي بَطْنه بَين نسوةٍ ... حَبِلْنَ وَلَو كَانَت قواعدَ عُقَّرا)
وعقْر الْحَوْض: مَقام الشاربة. والعاقر: رَملَة مَعْرُوفَة، وَإِنَّمَا سُمّيت عاقراً لِأَنَّهَا لَا تُنبت شَيْئا، وكل رَملَة ارْتَفَعت فَلم تُنبت أعاليها فَهِيَ عَاقِر. قَالَ الشَّاعِر:
(أمّا الْفُؤَاد فَلَا يزَال موكَلاً ... بهوَىَ حمامةَ أَو برَيا العاقرِ)
حَمامة: رَملَة مَعْرُوفَة أَو أكمَة. وكلب عَقور، أَي مستكلِب. وسَرْج مِعْقَر، إِذا كَانَ يعَضّ الظّهْر.
ورفعَ فلَان عَقيرته يتغنّى، وأصل ذَلِك فِيمَا ذكره ابْن الْكَلْبِيّ أَن رجلا قُطعت رجلُه فَرفع المعقورة فوضعها على الصَّحِيحَة وَأَقْبل يبكي عَلَيْهَا، فَصَارَ كل من رفع صَوته متغنياً أَو باكياً فقد رفع عقيرته. والعُقار: الْخمر، وسُميت بذلك لمعاقرتها الدَّنّ، أَي ملازمتها لَهُ، هَكَذَا يَقُول)
البصريون. وكل ملازم شَيْئا فَهُوَ معاقر لَهُ. وَقد سمّت الْعَرَب عَقّاراً ومعقَراً وعَقْران وجمل أعقَرُ، إِذا انقصمت أنيابُه. وعَقِرَ فلَان يعقَر عَقَراً، إِذا خَرِقَ من فزعٍ.
والعَرَق: عَرَق الْإِنْسَان وَالدَّابَّة، عرِقَ يعرَق عَرَقاً. وعَرَقْتُ العظمَ أعرِقه وأعرُقه عَرْقاً، إِذا أكلت مَا عَلَيْهِ من اللَّحْم، والعظم العَرْق والعُراق. وَرجل عَريق ومُعْرِق، أَي كريم الْآبَاء، وَكَذَلِكَ الْفرس، من قوم مَعاريق. وتعرّقتُ مِا على الْعظم مثل عَرَقْت سَوَاء. والعُراقة: النّطْفَة، زَعَمُوا. والعَرَقَة: السفيفة من الخُوص أَو الزَّبيل، وكل سَفيف فَهُوَ عرق. والسطْر من الْخَيل إِذا جَرَتْ: عَرَقَةٌ.
قَالَ الشَّاعِر:
(كأنّه بَعْدَمَا صَدَّرْنَ من عَرَقٍ ... سِيد تَمَطَّر جِنْحَ اللَّيْل مبلول)

(2/768)


يصف فرسا، وَقَوله: صدَّرن: خرجن بصدورهن، وتمطَّر: عدا عدوا شَدِيدا. وعِراق القِرْبَة: الخَرْز الَّذِي فِي وَسطهَا. وعِراق السُّفْرَة: الخَرْز الْمُحِيط بهَا. وَزَعَمُوا أَن العِراق سُمِّيت بذلك لِأَنَّهَا استكفّت أرضَ الْعَرَب، هَكَذَا يَقُول الْأَصْمَعِي، وَذكروا أَن أَبَا عَمْرو بن الْعَلَاء كَانَ يَقُول: سُمِّيت عِراقاً بتواشُج عروق الشّجر وَالنَّخْل فِيهَا، كَأَنَّهُ أَرَادَ عِرْقاً ثمَّ جمع عِراقَاً. وَقَالَ قوم: إِنَّمَا سميت العِراق لِأَن الفُرس سمّتها: إران شَهْر، فعُرّبت فَقيل: عِراق. وعَراقي الدَّلْو: الخشبتان المصلَّبتان فِي أَعْلَاهَا، الْوَاحِدَة عَرْقُوَة. وعُر يْق: مَوضِع. والعِرْق: مَوضِع أَيْضا.
وعُروق النّخل وَالشَّجر: مَا دبَّ فِي الأَرْض فَسَقَاهُ الثرى. والأعراق: مَوضِع، زَعَمُوا.
وَيُقَال: لقيتُ من فلَان عَرَقَ القِربة، إِذا لقِيت مِنْهُ المجهود. قَالَ الشَّاعِر:
(لَيست بمَشْتَمَةٍ تُعَدُّ وحَمْلُها ... عَرَقُ السِّقاء على القَعود اللاغبِ)
أَرَادَ عَرَقَ القِربة، فَلم يستقم لَهُ الشّعْر.
والقرع: مصدر قَرَعْتُ الْإِنْسَان والدابّة بالعصا أقرَعه قَرْعاً. وكل مَا قَرَعْتَ بِهِ فَهُوَ مِقْرَعَة.
قَالَ الشَّاعِر:
(لذِي الحِلْم قبلَ الْيَوْم مَا تُقْرَعُ الْعَصَا ... وَمَا عُلِّمَ الإنسانُ إلاّ لِيَعْلَما)
وَقَالَ الآخر:
(قُعودٌ على آل الْوَجِيه ولاحقٍ ... يُقيمون حَوْلِيّاتِها بالمَقارع)
وقَرعَ الْبَعِير الناقةَ يقرَعها قَرْعاً، إِذا عَلاها. وفحل الشَوْل: قَريعها، وَلذَلِك سُمِّي سيّد الْقَوْم) قَريعهَم مثلا، كَمَا سمَّوا السيِّد قَرْماً. وقَرعَ رأسُ الْإِنْسَان يقرَع قَرَعاً، إِذا انحصّ شَعَرُه، الذّكر اقرَعُ وَالْأُنْثَى قَرْعاءُ. والقَرْعاء: مَوضِع مَعْرُوف. والقَرَع: دَاء يُصِيب الفِصالَ، فِصالَ الْإِبِل، دون مَسانِّها. وَمثل من أمثالهم: استنَّت الفصالُ حَتَّى القَرْعَى. والعِلاج من القَرَع: التقريع، وَهُوَ أَن يُنضح على الفصيل مَاء ثمَّ يسحب فِي أَرض سَبِخَة أوفي أَرض قد صُبّ عَلَيْهَا ملح.
قَالَ الشَّاعِر:
(لَدَى كل أُخْدودٍ يغادرْنَ فَارِسًا ... يُجَرُّ كَمَا جُرَّ الفصيلُ المقرَّع)
ويُروى: دارعاً. وَهَذَا الْمثل الَّذِي تَقوله الْعَامَّة: أحَرُّ من القَرْع خطأ، إِنَّمَا هُوَ أحَرّ من القرَع.
وقرعتُ فلَانا بِكَذَا وَكَذَا، إِذا وبّخته بِهِ. وَالْقَارِعَة: الداهية، وَالْجمع القَوارع. وتقارعَ القومُ، إِذا تساهموا، وَالِاسْم القُرْعَة. وَيُقَال للتًّرس من الحَجَف قَرّاع، إِذا كَانَ يَابسا صُلباً. فَأَما هَذَا الدًّبَّاء الَّذِي يُسمَّى القَرْع فأحسبه مشبَّهاً بِالرَّأْسِ الْأَقْرَع، وَلَيْسَ من كَلَام الْعَرَب. وَقد سمَّت الْعَرَب أَقْرَع وقُرَيْعاً ومُقارِعاً وقَرّاعاً، وَبَنُو قُرَيْع: بطن مِنْهُم. وأقرعتِ الأتُنُ الحِمار، إِذا رمحته بحوافرها فَرفع رَأسه كالمتّقي. قَالَ الراجز: أَو مُقْرَع مِن رَكْضها دامي الزَّنَقْ أَو مُشْتَكٍ فائقَة من الفَأقْ وتقارع الْقَوْم بِالسُّيُوفِ تقارعاً وقِراعاً، إِذا تضاربوا بهَا. وقَرِعَت كُروشُ الْإِبِل فِي الحَرّ. إِذا انجردت حَتَّى لَا تَسِقُ الماءَ، فيكثر عَرَقُها وتضعف لذَلِك.

(2/769)


والقَعْر: قَعْر الْبِئْر وَالنّهر وَغَيرهمَا، نهر قَعير، أَي عميق، وبئر قعيرة. وَقد قَالُوا: امْرَأَة قَعِرَة: بعيدَة الشَّهْوَة. وقَعْب مِقْعار: وَاسع بعيد القَعْر. وَبَنُو المِقعار: بُطين من بني هِلَال، والمِقْعار لقب. وتقعّر فلَان فِي كَلَامه، إِذا تشدّق فِيهِ. والقَعْر: جَوْبَة تنجاب من الأَرْض وتنهبط فِيهَا يصعب الانحدار فِيهَا والصعود مِنْهَا. وَزَعَمُوا أَن القَعْراء مَوضِع، وَلَا أَدْرِي مَا صحّته.
(رعك)
استُعمل من وجوهها رَكَعَ يركَع رَكْعاً ورُكوعاً فَهُوَ رَاكِع، والرّاكع: الَّذِي يكبو على وَجهه، وَمِنْه الرُّكُوع فِي الصَّلَاة. قَالَ الشَّاعِر:
(وأفْلَتَ حَاجِب فَوْتَ العوالي ... على شَقاءَ تَرْكَع فِي الظِّرابِ)
)
قَوْله: تركع، أَي تكبو على وَجههَا، والشَّقّاء: المنبسطة على وَجه الأَرْض، والظِّراب: جمع ظَرِب، وَهُوَ ارْتِفَاع من الأَرْض لَا يبلغ أَن يكون جبلا. والرُّكْعَهّ: الهوَة من الأَرْض، زَعَمُوا.
لُغَة يَمَانِية.
والعَكَر: كل مَا ثار من مَاء أَو شراب حَتَّى يَخْثُرَ، عَكِرَ الماءُ وغيرُه يعكَر عَكَراً. واعتكر الليلُ، إِذا كثفت ظلمتُه. واعتكر القومُ فِي الْحَرْب، إِذا اختلطوا. والعَكْرَة والعَكَرَة، بِفَتْح الكَاف وتسكينها، من الْإِبِل: الْقطعَة الْعَظِيمَة. قَالَ الشَّاعِر:
(نَحُلُّ التِّلاعَ الحُوَّ لم تُرْعَ قبلنَا ... لنا الصارخُ الحُثْحُوثُ والعَكَرُ الدّثْرُ)
ويُروى: والنَّعَمُ الكُدْرُ، والحُثْحُوث: فُعْلُول من الحثّ. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس فِي مثله:
(لَعَمري لأقوامٌ يُرى فِي دِيَارهمْ ... مَرابطُ للأفراس والعَكَرِ الدّثِرْ)

(أحبُّ إِلَيْنَا من أُناسٍ بقُنَّةٍ ... يَرُوحُ على آثَار شائهمُ النَّمر)
وعَكَرْت على الرجل عَكْرَةً، إِذا كَرَرْتَ عَلَيْهِ كرّة. قَالَ الشَّاعِر:
(لَيَعُودَنْ لِمَعَدٍّ عَكْرَةً ... دَلَجُ اللَّيْل وتأخاذُ المِنَحْ)
تأخاذ: تَفْعال من الْأَخْذ. وَقد سمَّت الْعَرَب عُكَيْراً وعَكّاراً ومِعْكَراً وعاكراً. وَيُقَال: شراب عَكِر، إِذا كَانَ كَدِراً. وتعاكرَ القومُ، إِذا اختلطوا فِي خُصُومَة وَنَحْوهَا. وكل كارٍّ بعد فِرار فقد اعتكر.
والعَرْك: عَرْكُ الْأَدِيم وَغَيره، وَهُوَ الدَّلْك. وتعاركَ القومُ فِي الْحَرْب معاركةً وعِراكاً. وناقة عَرُوك، وَهِي الَّتِي يُعرك سَنامُها، ليُعرف أَبِهَا طِرْق أم لَا. وَفُلَان لَيِّن العَريكة، أَي سهل الخُلق. ولانت عريكةُ الْبَعِير، إِذا ذَلّ، وأصل العَريكة السَّنام، فَإِذا ذهب شحمه من السَّير قيل: لانت عريكتُه. والعَراكيّ: المَلاّح، وَالْجمع العُرُك. قَالَ زُهَيْر:
(يَغْشَى الحُداةُ بهم حُرَ الْكَثِيب كَمَا ... يُغْشي السفائنَ موجَ اللُّجَّةِ العُرُك)

(2/770)


وَقد سمت الْعَرَب عِراكاً ومُعاركاً ومِعْرَكاً. وَرمل عَرِك: متداخل بعضه فِي بعض. والمَعْرَكَة: مَوضِع تعارُك الْقَوْم فِي الْحَرْب. وَقد قَالُوا: اعروركَ الرملُ فَهُوَ معْروْرِك، مثل عَيرك سَوَاء.
والكَرَع: مصدر كَرعَ يكرَع كَرَعاً، وَالرجل أكرَعُ وَالْمَرْأَة كرعاءُ، وَهُوَ دِقّة السَّاقَيْن والذراعين، وَأكْثر ذَلِك فِي السَّاقَيْن. والكَرع: المَاء الَّذِي تَخُوضه الماشيةُ بأكارعها فَتَشرب مِنْهُ. والأكارع من ذَوَات الظلْف خَاصَّة كالأوظفة من الْإِبِل وَالْخَيْل، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى سُمّيت)
الْخَيل كُراعاً. وَيُقَال: كرَعَ فِي المَاء كَرْعاً وكُروعاً، إِذا خاضه ليشْرب. ونخل كوارع، إِذا كَانَ المَاء فِي أُصُولهَا. وَمثل من أمثالهم: تُعْطِي العبدَ الكُراعَ فيطمع فِي الذِّراع. والكُراع: الْقطعَة من الحرّة تستدقِّ وتمتدّ فِي السهل، يُقَال: انْظُر إِلَى ذَلِك الشَّخْص بِتِلْكَ الكُراع. وكُراع الغَميم: مَوضِع. ورميتُ الوحشيَّ، فكَرَعْتُه، إِذا أصبت أكارعَه، وتُجمع كُراع على أكْرع وأكارع.
وكل خائض مَاء فَهُوَ كارع، شربَ أَو لم يشرب. فَأَما الكَرّاعة الَّتِي تسمّيها الْعَامَّة فكلمة مولَّدة، وَقَالُوا: سُمّيت بذلك لِأَنَّهَا تلعب بأكارعها.
والكَعْر: كَعْر الفصيل، كعَرَ وأكعر، إِذا اعْتقد فِي سَنامه الشحمُ، وَهُوَ مكْعِر وكاعر، وَقطع الْألف أَكثر. وكل عُقدة كالغددة فَهِيَ كَعْرَة. وَيُقَال: كعّر الفصيل تكعيراً، مثل أكعر سَوَاء.
(رعل)
اسْتعْمل من وجوهها الرَّعلَة: الْقطعَة من الْخَيل، وَالْجمع رِعال. قَالَ الشَّاعِر:
(فخمة يرجع الْمُضَاف إِلَيْهَا ... ورِعالاً مَوْصُولَة برعال)
والرعيل: الْجَمَاعَة من الْخَيل وَالرِّجَال أيضَاً. قَالَ الراجز: ثُمّ التمشّي فِي الرعيل الأوّل مشي الْجمال فِي حِياص المَنْهل والراعل: فُحّال نخل بِالْمَدِينَةِ مَعْرُوف. والناقة الرَّعلاء: الَّتِي تُشقّ قِطْعَة من أذنها ثمَّ تُترك معلَّقة تنوس. وَابْن الرَّعْلاء الغَسّاني: شَاعِر مَعْرُوف. والرَّعْل: مَوضِع مَعْرُوف. وَيُقَال: أرعَلَه بِالرُّمْحِ، وَقَالَ قوم: أرغَلَه، بالغين مُعْجمَة، إِذا طعنه طَعنا شَدِيدا. وَرُبمَا سميت النعامة رَعْلَة.
وتسمَّى الْقطع من الجَهام المتفرِّقة: أراعيل، وَكَذَلِكَ الريحُ إِذا كَانَت شَيْئا بعد شَيْء تَجِيء.
وَرُبمَا شُبّهت القُلْفةَ بالرعلة من الْأذن. قَالَ الشَّاعِر:
(رأيتُ الفِتيَةَ الأغرا ... لَ مثلَ الأيْنُقِ الرُّعْل)
والرعيل: مَوضِع. والرُّعْلَة: إكليلَ من رَيحان وآس يُتّخذ على الرؤوس، لُغَة يَمَانِية.
(رعم)
استُعمل من وجوهها: الرُّعام، وَهُوَ مُخاط الْخَيل. وَالشَّاة الرَّعُوم: الَّتِي يسيل مُخاطها.)
والرعامَى: قَصَبَة الرِّئة. وَقد سمّت الْعَرَب رَعوماً ورَعْمان ورُعَيماً.
والرَّمَع: اصفرار وتغيّر فِي الْوَجْه، رجل مرمَع ومرموع. ورمَع: مَوضِع، بِكَسْر الرَّاء، وَفتح الْمِيم. والرَمّاعة من الْإِنْسَان: مَوضِع اليافوخ يُضرب من الصَّبِي حَتَّى يشتدّ وَيكبر،

(2/771)


والرَّمَعان: مصدر رمِعَ يرمَع رَمَعاً ورمَعانَاً، إِذا اضْطربَ. واليَرْمَع: حِجَارَة بِيض رِخوة تلمع فِي الشَّمْس.
وَمثل من أمثالهم: كفّا مطلَّقةٍ تَفُتُّ اليَرْمَعا وَقد قَالُوا: رَمِعَ يرْمَع وأرمعَ يرْمِع، إِذا اصفَّر، وَالْأول أَعلَى. ورُماع: مَوضِع، أَحْسبهُ. والعُمْر والعَمْر وَاحِد، هَكَذَا يَقُول الْأَصْمَعِي.
والعِمْر: وَاحِد العُمور، وَهُوَ لحم اللِّثَة المستطيل الَّذِي بَين كل سنَين، هَكَذَا يَقُول الْأَصْمَعِي.
وَكَانَ يُنشد:
(بَان الشَّبَاب وأخلَفَ العمْرُ ... وتغيَّرَ الإخوانُ والدَهْر)
ويُروى: وأخلفَ العمْرُ، وَقَالَ غير الْأَصْمَعِي: أَرَادَ بقوله: أخلفَ العَمْرُ خلوفَ فِيه من الكِبرَ.
والعَمْرَة: الشَّذْرَة من الخَرَز يفصل بهَا نظمُ الذَّهَب، وَبهَا سُمَيت الْمَرْأَة عَمْرَة. والعُمْرَة: عُمْرَة الحَجّ، وَالْجمع عُمر. وَقد سمّت الْعَرَب عَمْراً وعامراً وعميراً وعُمَرَ ومَعْمَراً وعِمْران وعَميرة، وَهُوَ أَبُو بطن من الْعَرَب، وعُمارة أَيْضا. والعِمارة: الْقَبِيلَة الْعَظِيمَة. قَالَ الشَّاعِر:
(لكلِّ أناسٍ من معَدٍّ عِمارةٍ ... عرُوض إِلَيْهَا يَلجأون وجانب)
وَيَقُولُونَ: عَمِرْنا بمنزل كَذَا وَكَذَا، أَي أَقَمْنَا بِهِ، والموضع المَعْمَر. قَالَ الشَّاعِر:
(ثمَّ انصرفتُ وَلم أبثّكُ حِيبتي ... فلبثتُ بعدكَ غير رَاض مَعْمَري)
وَمِنْه قَول الآخر: يَا لكِ من حمَرةٍ بمَعْمَرِ خَلا لكِ الجَوُّ فبِيضي وآصفِري أَي بمَكَان قد عَمِرَت فِيهِ. وعَمَّرك اللهّ تعميراً، إِذا دَعَا لَك بطول الْعُمر. وَبِهَذَا سمَي الرجل معمَّراً. والعُمور: بطُون من الْعَرَب من عبد الْقَيْس يعْرفُونَ بِهَذَا الِاسْم. والعَمارة: إكليل أَو عِمامة تجْعَل على الرَّأْس. قَالَ الشَّاعِر:)
(فلّما أَتَانَا بُعَيْد الكَرَى ... سجدنا لَهُ ورَفعنا العَمارا)
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: العَمار هَاهُنَا أكاليل من الرَّيحان جعلوها على رؤوسهم كَمَا تفعل الْعَجم. وَقَالَ غَيره: رفعنَا العَمارا، أَي رفعنَا أصواتنا بِالدُّعَاءِ لَهُ، وفُسَر بَيت ابْن أَحْمَر:
(يُهِلّ بالفَرْقَدِ رُكبانها ... كَمَا يهِلُّ الراكبُ المعتمرْ)
أَي المعتمّ.

(2/772)


والعُمران: ضدّ الخراب. وعَمّار: اسْم، وعُوَيْمر: اسْم، وعُمارة وعَميرة: اسمان، وعمَيْرة: تَصْغِير عَمْرَة. وَوَقع الْقَوْم فِي عَوْمَرَة، أَي فِي تَخْلِيط وشرّ. قَالَ الراجز: تقولُ عِرْسي وَهِي لي فِي عَوْمَرَهْ بئسَ آمرُؤ وإنني بئسَ المَرَهْ وَيَقُولُونَ: أعمرتُك دَارا إعماراً، إِذا جَعلتهَا لَهُ عُمْرَك، وَهِي العُمْرَى الَّتِي جَاءَت فِي الحَدِيث.
والعمَيْران: عظمان لَهما شُعبتان يكتنفان الغَلْصَمَة.
والعَرْم: مصدر عَرَمْت مَا على الْعظم من اللَّحْم أعرِمه عرماً، إِذا أَكلته. وَغُلَام عَارِم بيِّن العَرامة والعُرام، إِذا أدخلت الْهَاء فتحت الْعين. وشَاة عَرْماء وكَبْش أعرَمُ، إِذا كَانَت فِيهِ نُقَط تخَالف لونَه، وَكَذَلِكَ حَيَّة عَرماءُ ودجاجة عَرْماءُ، وَهِي الرَّقطاء بِعَينهَا. وَقد سمّت الْعَرَب عارِماً وعرّاماً. وعَرْمان: أَبُو قَبيلَة مِنْهُم. والعَرِمَة: سُدّ يُعترض بِهِ الْوَادي ليَحتبس الماءُ، وَالْجمع عَرِم. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: العَرِم وَاحِد لَا جمع لَهُ من لَفظه. وَقَالَ قوم: بل العَرِمَة وَاحِدَة، وَالْجمع العَرِم. قَالَ الجعْدي:
(مِن سَبَأِ الْحَاضِرين مَأرِبَ إِذْ ... يَبنون من دون سَيله العَرِما)
والمَرَع: مصدر مَرعَ الْمَكَان يمرَع مَرَعاً ومروعاً، وأمرع يمرِع إمراعاً، فَهُوَ مَريع ومُمْرع، وَذَلِكَ إِذا اخصبَ. وَبَنُو مارِعة: بطن من الْعَرَب يُقَال لَهُم المَوارع، وَكَانَ مارعة ملكا فِي الدَّهْر الأول. وَيُقَال: غيث مَريع ومِمْراع، إِذا أمرعتْ عَنهُ الأَرْض. وَإنَّك لمَريع الجناب، أَي خصيب كثير الْخَيْر.
والمَعَر: ذهَاب الشَعَر عَن الرَّأْس وَغَيره، مَعِرَ يمعَر مَعَراً، وَالْأَصْل فِي المَعَر ذهَاب الشَّعَر عَن أشاعر الفَرَس، ثمَّ كثر حَتَّى استُعمل فِي غير ذَلِك، الذّكر أمعَرُ وَالْأُنْثَى مَعْراءُ. وأمعرتِ الأَرْض، إِذا قلَّ نباتُها، والمصدر الإمعار. وَفِي الحَدِيث: مَا أمعرَ حَاج قَطُّ، أَي لم يفْتَقر.
وتمعَّر وَجه الرجل، إِذا تغيّر من غيظ أَو وجع.)
(رعن)
استعُمل من وجوهها الرعْن، وَهُوَ الْأنف النَّادِر من الْجَبَل يستطيل فِي الأَرْض، وَالْجمع رِعان، وَبِه سُمّيت الْبَصْرَة رَعْناء لِأَنَّهَا شُبِّهت برَعْن الْجَبَل. قَالَ الشَّاعِر:
(لَوْلَا أَبُو مَالك المَرْجُوُّ نائلُهُ ... مَا كَانَت البصرةُ الرَّعْناء لي وَطَنا)
وَرجل أرْعَنُ وَامْرَأَة رَعْناءُ، وَهُوَ الاسترخاء، وأحسب أَن أَصله من قَوْلهم: رعنتْه الشمسُ، إِذا آلمت دماغه فاسترخى لذَلِك. قَالَ الشَّاعِر:
(ظلَّت على شزُنٍ فِي دامِهٍ دمهٍ ... كَأَنَّهُ من أوار الشَّمْس مرعونُ)
وَيُمكن أَن يكون الرَّعَن من استرخاء الرَّحْل إِذا لم يُحكم شده. قَالَ الراجز: قد رحَلوها رحْلَة فِيهَا رَعَنْ

(2/773)


حَتَّى أنخناها إِلَى مَنًّ وَمَنْ وارتحل. رِحلةً رعناءَ، إِذا استرخت رحلتُه. وَذُو رُعَيْن: قَيل من أقيال حِمير، وَله حَدِيث، وَهُوَ الَّذِي يَقُول:
(فَإِن تَكُ حمْيَر غَدَرَت وخانت ... فمَعْذِرَةُ الْإِلَه لِذي رُعَيْنِ)
يُخَاطب ملكا من مُلُوكهمْ، وَقبل هَذَا الْبَيْت:
(أَلا مَن يَشْتَرِي سَهَراً بنومٍ ... سعيدٌ أم يبيت قَريرَعينِ)
والعَرَن: حِكّة تصيب الْفرس وَالْبَعِير فِي قوائمه، عَرِنَ يعرَن عَرَنَاً. قَالَ الراجز: يَحُكًّ ذِفْراه لأَصْحَاب الضَّغَنْ تحكُّكَ الأجربِ يَأذىَ بالعَرَن والعِران: خَشَبَة تُجعل فِي وَتَرَة أنف الْبَعِير، عَرَنْتُ البعيرَ أعرُنه عَرْنَاً فَهُوَ معرون. وَبَنُو عَرين: بطن من بني تَمِيم. وعُرَيْنَة: بطن من بَجيلة. قَالَ الشَّاعِر:
(عَرِين من عُرَيْنَةَ لَيْسَ منّا ... بَرئتُ إِلَى عُرَيْنَةَ من عرينِ)
وعِرْنان: غَائِط من الأَرْض وَاسع منخفض. وعِرْنِين الْأنف: تَحت مُجْتَمع الحاجبين.
وعَرانين النَّاس: ساداتهم. وعُرَنَة: مَوضِع. وعران: اسْم يُمكن أَن يكون اشتقاقه من العَرَن أَو من العَرّ، فَإِن كَانَ من العَرَن فالنون أَصْلِيَّة، وَإِن كَانَ من العَرّ فالنون زَائِدَة. وَرجل عِرْنَة: جافٍ كزٌّ. قَالَ الشَّاعِر:)
(ولستُ بعِرْنَةٍ عَرِك سلاحي ... عَصا مثقوبة تَقِصُ الحِمارا)
وَقَصَه يَقِصُه وَقْصاً، إِذا وَطئه وطأً شَدِيدا فَكَسرهُ. وأحسب أَنهم سمَّوا معروناً، إِلَّا أَنِّي لم أسمعهُ، وَلَكنهُمْ يَقُولُونَ: بعير معرون أَيْضا، وعَرَنْتُه عَرْناً. وعَرِنَ الرجل يعرَن عَرَناً، إِذا تغيّرت رَائِحَته من العَرَق.
والنُّعَرَة: ذُبَابَة زرقاء تقع على الْحمير وَالْخَيْل تعضّ فتنفِر مِنْهَا، وَالْجمع نعَر. وحمار نَعِر، إِذا قلق من عضّ الذُّبَاب. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(فظل يرنِّح فِي غَيْطَلٍ ... كَمَا يستديرُ الحمارُ النَّعِرْ)
أَي الَّذِي قد عضّته النعَرَة. وربّما سمّيت المضْغَة إِذا استحالت فِي الرَّحِم: نُعْرَةً. وَرجل نَعّار فِي الفِتَن: سَعّاء فِيهَا. وعِرْق ناعر ونَعّار، إِذا لم يَرْقَأ دمُه، تَقول: نَعَرَ العرقُ ينعَر نَعَراناً.
وَبَنُو النَّعِر: بطن من الْعَرَب. والنَّعير: اخْتِلَاط الْأَصْوَات فِي حَرْب أَو شَرّ، نَحْو الصُّرَاخ، نَعَرَ الرجل ينعِر نَعيراً ونعاراً.
(رعو)
استُعمل من وجوهها الرَّعْو من قَوْلهم: فلَان حسن الرَّعْو والرِّعْوَة والرعْوَى أَيْضا، مَقْصُور، وَهُوَ الكفّ عَن الْأُمُور.
والروْع: الفَزَع، رُعْتُه أروعه رَوْعاً فَهُوَ مَروع وَأَنا رائع. قَالَ الراجز: لَا خيرَ فِي أَثْبَجَ حَيّادِ الفَزع فِي أيّ يومَ لم أَرُعْ وَلم أرَعْ

(2/774)


وَيُقَال: رُعْت الرجلَ وروَّعته ترويعاً. وَرجل أرْوَعُ: يروعك جماله وبهاؤه، وَالْجمع رُوع.
والرُّوع: النَّفْس وَمَا خَطَرَ فِيهَا. وَفِي الحَدِيث: إِن رُوح القُدُس نفت فِي رُوعي. وَيُقَال: وَقع فِي رُوعي، أَي فِي خَلَدي. وناقة رَوْعاءُ: حَدِيدَة النَّفْس. وراعَ الشيءُ يَريع ويَروع رُواعاً، إِذا رَجَعَ إِلَى مَوْضِعه الَّذِي كَانَ فِيهِ. وَسَأَلَ رجل الحسنَ أَنه قاء وَهُوَ صَائِم فَقَالَ: هَل رَاع عَلَيْك. أَي رَجَعَ القيءُ إِلَى حلقك.
والعَوَر: مصدر عَوِرَ الرجلُ يَعْوَر عَوَراً، وعُرْتُ عينَه أعورها عَوْراً، وعارت العينُ تَعار وتِعار. قَالَ الشَّاعِر:
(ورُبَّتَ سائلٍ عنّي حَفِىٍّ ... أعارَتْ عينُه أم لم تِعارا)
)
أَرَادَ تِعارَنْ، بالنُّون الْخَفِيفَة. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: لَا يُقَال إلاّ: عوَّرت عينَه فعارت، وَلم يُجِزْ: عُرْتُ عينَه. وعوَرتُ الْبِئْر تَعويراً، إِذا دفنتها. وَكلمَة عَوْراءُ: قبيحة. وَرجل مُعْوِر: قَبِيح السريرة، وَرجل عَوِرٌ: رَدِيء السَّريرة أيضَاً. وَجمع أَعور عُور وعُوران. وعوران قيس خَمْسَة شعراء عُور: تَمِيم بن أبَيّ بن مقبل، والراعي، والشَّمّاخ، وَابْن أَحْمَر، وحُمَيْد بن ثَوْر. ويسمّى الْغُرَاب أعوَرَ لحدَّة نظره. قَالَ الحطيئة:
(يظل الغرابُ الأعورُ العينِ وَاقعا ... مَعَ الذِّئْب يَعْتَسّانِ نَارِي ومِفأدي)
وَمثل من أمثالهم: أعوَرُ عَيْنَك والحَجَر. وعَوْرَة الْإِنْسَان: مَا تَحت إزَاره. وَفِي الحَدِيث: غَطِّ فَخذكَ فَإِن الفَخِذَ عَوْرَة. والعُوّار: القَذَى، وَهُوَ العائر أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر:
(تَطاولَ ليلُكَ بالأثْمُد ... ونام الخَلِيُّ وَلم تَرْقُدِ)

(وَبَات وباتت لَهُ لَيْلَة ... كليلة ذِي العائر الأَرْمدِ)
قَالَ أَبُو بكر: هَذَا مَحْمُول على امرىء الْقَيْس بن حُجْر، وَهُوَ لامرَىء الْقَيْس بن عَابس، قد أدْرك الْإِسْلَام فَأسلم وَلم يرتدَ. وَرجل عُوّار: ضَعِيف. والأعاور: بطن من الْعَرَب يُقَال لَهُم بَنو الأَعْوَر. وَبَنُو الأَعْوَر: قَبيلَة من الْعَرَب أَيْضا. وَبَنُو عُوَار: قَبيلَة أَيْضا. وَدَار فلَان عَوْرَة، أَي مُمكنَة لمن أرادها من العدوّ. وَكَذَلِكَ فسّر أَبُو عُبيدة فِي قَوْله عز وجلّ: إِن بيوتَنا عَوْرَة، وَالله أعلم.
والعَرْو: مصدر عَرَوْت الرجلَ أعروه عَرْواً، إِذا ألممتَ بِهِ. وعراه أَمر يَعروه عَرْواً، إِذا حلّ بِهِ. والعُرْوَة: عُرْوَة المَزادة وَغَيرهَا. والعُرْوَة: الشّجر الَّذِي يبْقى على الجَدْب، وَالْجمع عُرىً، وَبِه سُمّي الرجل عُرْوَة. قَالَ الشَّاعِر:
(خَلَعَ الملوكَ وَسَار تَحت لوائهِ ... شَجَرُ العُرى وعَراعِرُ الأقوام)
العراعر جمع، وهم السَّادة، مَأْخُوذ من عُرْعُرَة الْجَبَل، وَهُوَ أَعْلَاهُ، وعُرْعُرَة الثور: سَنامه.
وعُرواء الحمّى: عَرَقها وتكسيرها. وربّما قيل للنفْضَة عُرَواء. قَالَ الْهُذلِيّ:
(أسدٌ تَفِرُّ الأسْدُ من عُرَوائه ... بمَدافع الرَّجّاز أَو بعيونِ)
الرَّجاز: وادٍ، وعيون: مَوضِع.
والوَرَع: الكَفّ عَن السيّئة.

(2/775)


وَرجل وَرِع بَيِّنُ الوَرع من التوقّي. والوَرَع: الرجل الجبان، يُقَال: رجل وَرَعٌ بَيِّن الوروعة والوَرَعَة والوَراعة من الْجُبْن، وَرُبمَا قيل: بَيِّنُ الرِّعة أَيْضا. وَيُقَال:)
ورَّعتُ الرجل عَن الشَّيْء، إِذا كففته عَنهُ، أورّعه توريعاً. وورّعتُ الفرسَ: حَبسته بلجامه.
قَالَ الرّاجز يصف فرسا: وَرِّعْ فَمَا كَاد إِلَيْهِم يَعدلهْ وَقد سمّت الْعَرَب مورِّعاً. والوَريعة: اسْم فرس من خيلهم مَعْرُوفَة.
والوَعْر: ضدّ السَّهل، وَعُرَ الْمَكَان وُعورةً. وجبل وَعر وأوعَرُ: صَعب المرتقَى. وَسَأَلَ فلَان فلَانا حَاجَة فتوعّرَ عَلَيْهِ، أَي تصعّب.
(رعه)
استُعمل من وجوهها: فلَان حَسَن الرِّعة، يُرِيد: حَسَن الطَّرِيقَة والتورّع.
والعَهْر: الزِّنَا، وَهُوَ العِهار أَيْضا، وَرجل عاهر وَامْرَأَة عاهرة. وَذُو مُعاهِر: قَيل من أقيال حِمْيَر. والعَيْهَرَة: الغُول فِي بعض اللُّغَات، وَالذكر مِنْهَا، زَعَمُوا: العَيْهَران، وَالْجمع العَياهر.
وَجمع عاهرة عواهر وَجمع عاهر عُهّار.
والعُرَّة يكنى بِهِ عَن الرَّجيِع، يُقَال: سمَّد أرضَه بالعرَّة. وَرجل عُرَّة، إِذا كَانَ عاراً على أَهله.
والعرْهان: مَوضِع، زَعَمُوا، وَلَيْسَ هُوَ من هَذَا، وَقد مرّ فِي الثنائي مستقصى.
والهَرع والهُراع: مشي فِيهِ اضْطِرَاب وَسُرْعَة، أقبلَ الشيخُ يُهْرَع، إِذا أقبل يُرْعَد ويسرع المشيَ. والهَريعة: شُجيرة دقيقة العيدان. وَرجل هَيْرَع: جبان لَا خير عِنْده. قَالَ الشَّاعِر:
(وَلست بني رَثْيَةٍ هَيْرَعٍ ... إِذا دُعي القومُ لم أنْهَض)
والهَيْرَعَة: القَصَبة الَّتِي يَزْمُر فِيهَا الرَّاعِي. ويَهْرَع: مَوضِع، زَعَمُوا.
وتسمّي الْعَرَب الغول هَيْعَرَة، كَأَنَّهُ مقلوب من عَيْهَرَة.
والهِرْياع: سفير الشّجر، وَهُوَ الْوَرق الَّذِي تنفضه الريحُ، لُغَة يَمَانِية. وأهرع القومُ رماحهم، إِذا أشرعوها. وَرجل هَرع: سريع الْمَشْي والبكاء، وَمن ذَلِك: يُهْرَعون إِلَيْهِ، أَي يعجلوان إِلَيْهِ.
والهَريعة: القملة الْكَبِيرَة.
(رعي)
استُعمل من وجوهها الرَّعي، مصدر رَعَى يَرعى رَعْياً. والرِّعْي: مَا تَأْكُله الْمَاشِيَة من نَبَات الأَرْض قَالَ الشَّاعِر:
(من سَراةِ الهِجانِ صلَّبها العَضُّ ... ورِعْيُ الحِمَى وطُولُ الحِيال)
)
ورَعَى الله فلَانا، إِذا دَعَوْت لَهُ بالحِفْظِ. ورعيت لَهُ عهدَه ورعيتُ حقَّه بعده أَو فِيمَن خلَّف.
وأرعيتُه سَمْعي، إِذا أصغيت إِلَيْهِ. وراعيتُه بعيني: لاحظته. وَجمع الرَّاعِي رِعيان ورُعيان ورِعاء ورُعاة. والرَّعِية: كل مَا رَعيته، وَالْجمع رَعايا. وَهَذَا طَعَام لَيْسَ لَهُ رَيْع، أَي لَيْسَ لَهُ نَزَل وبركة.
وراعَ الرجلُ وغيرُه إِلَى الشَّيْء يَريع، إِذا رَجَعَ إِلَيْهِ، وكل رَاجع إِلَى شَيْء فَهُوَ رائع إِلَيْهِ.
وَقَالَ رجل لِلْحسنِ: إِنِّي قِئتُ وَأَنا صَائِم، فَقَالَ: هَل رَاع إِلَيْك. أَي: هَل رَجَعَ القيءُ إِلَى حلقك.
والرِّيع: العُلُوّ من الأَرْض حَتَّى يمْتَنع أَن يسْلك، وَالْجمع ريوع وأرياع. وَكَذَلِكَ فُسّر فِي التَّنْزِيل.

(2/776)


والريعة مثل الرِّيع سَوَاء. قَالَ الشَّاعِر:
(طِراقُ الخوافي وَاقعا فَوق رِيعةٍ ... ندَى ليلِه فِي ريشة يترقرق)
والمِرْياع من قَوْلهم: نَاقَة مِرْياع: سريعة الدِّرَّة، وَرُبمَا قَالُوا: سريعة السمَن. قَالَ أَبُو عُبيدة: وَأهْدى أعرابيُ إِلَى هِشَام بن عبد الْملك نَاقَة فَلم يقبلهَا فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، إِنَّهَا مِرْياعٌ مِرْباعٌ مقْراعٌ مسْناعٌ، فقبِلها. قَالَ أَبُو بكر: المِرْياع: السريعة الدِّرَّة، والمِرباع: الَّتِي تُنتج فِي أول الرّبيع، والمِقْراع: الَّتِي تحمل فِي أول مَا يقرعها الْفَحْل، والمِسْناع: المتقدّمة فِي السّير.
ورياع: مَوضِع، زَعَمُوا.
والعَيْر: الحِمار، وَجمعه أعيار. والعَيْر: عَيْر نصل السهْم وَالسيف، وَهُوَ الناتىء فِي وَسطه كالجديِّر. قَالَ الشَّاعِر:
(فصادف سَهْمه أَحْجَار قفٍّ ... كَسَرْنَ العَيْرَ مِنْهُ والغِرارا)
والعَيْر: الْعظم الناتىء فِي وسط الْقدَم. والعَيْر: غيْر الْكَتف، وَهُوَ الناتئ فِي وَسطهَا كالجُدَير يَنْقَطِع قبل بُلُوغ مُنْتَهَاهَا. والعَيْر: مصدر عَار يعير عَيراً، وعار الْفرس يعير، إِذا انْطلق من مَرْبطه فَذهب على وَجهه، وَكَذَلِكَ الْبَعِير. وَأَتَاهُ سهم عائر فَقتله، أَي لَا يْدرى من رَمَاه بِهِ.
وَجَاء فلَان بعائرةِ عينين، إِذا جَاءَ بِمَال كثير. وناقة عَيْرانة: مشبَّهة بالعَيْر الوحشيّ فِي صلابته. وعيَّرت الرجلَ، إِذا رميته بالعار. وعايرتُ الشَّيْء فِي الْمِيزَان معايرة وعِياراً، إِذا وزنته. وَرجل عَيّار: كثير الْمَجِيء والذَّهاب. وَرُبمَا سُمّي الْأسد عَيّاراً لتردده فِي طلب الصَّيْد.)
والعِير: إبل تحمل الْميرَة، وَالتِّجَارَة لَا تكون عِيراً إلاّ كَذَلِك، وَجَمعهَا عِيَرات. والعيْر: جبل مَعْرُوف. وَاخْتلفُوا قي تَفْسِير قَول الشَّاعِر:
(زَعَمُوا أَن كلَّ من ضَرَبَ العَي ... رَ مَوال لنا وَنحن الوَلاءُ)
فَقَالَ قوم: العيْر: الوَتِد، يُرِيد كلَّ من ضرب وَتداً من أهل الْعمد مُوالينا، أَي حلفاؤنا فِي هَذَا الْموضع، وَقَالَ آخَرُونَ: يَعْنِي بالعَيْر كليباً، جعله كعَيْر الْعَانَة يَعْنِي رئيسها وقَريعها لأَنهم قتلوا كُليباً، وَهَذِه لُغَة قوم يسمّون سيِّد الْقَوْم عَيْراً كَمَا يسمّونه قَرْماً. وَذكر الْأَصْمَعِي عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء أَنه سمع رجلا من خَوْلان بِالْيمن يَقُول وَقد مَاتَ لَهُم سيّد: أيُّ عَيْرٍ انقعر منّا، أَي: أيّ سيِّد. وَأنْشد ابْن الْكَلْبِيّ لرجل من كلب قديم، فِيمَا ذكره، وَجعل كُليباً عيْراً كَمَا جعله الْحَارِث بن حِلِّزةَ فِي شعره فَقَالَ:
(كُلَيب العَيْرِ أيسر مِنْك ذَنْباً ... غداةَ يسومنا بالفِتْكَرِينِ)

(فَمَا يُنْجيكمُ منّا شِبام ... وَلَا قَطَن وَلَا أهلُ الحَجونِ)
شِبام وقَطَن: جبلان، والفتْكَرِين: الداهية. وَقَالَ آخَرُونَ: يَعْنِي إياداً لأَنهم أَصْحَاب حِّمير. وَقَالَ آخَرُونَ: يَعْنِي جبلا، يَقُول: كل من سكن هَذَا الْجَبَل أَو ضرب فِيهِ وَتِداً أَو نزله. وَقَالَ قوم: يَعْنِي الْمُنْذر بن الْأسود، وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ ابْن مَاء السَّمَاء لِأَن شَمراً قَتله يَوْم عين أباغ، وشمِر حَنَفيّ، فَهُوَ مِنْهُم.
واليَراع: القَصَب، الْوَاحِدَة يَراعة. واليَراعة من الرِّجَال: الجبان إِذا كَانَ خاوياً الخاوي: الَّذِي لَا قلب لَهُ. قَالَ الشَّاعِر:
(جَاءُوا بصكِّهم وآخرَ أخرَجَتْ ... مِنْهُ السِّيَاط يَراعةً إجْفِيلا)

(2/777)


الصَّكّ: الصَّحِيفَة الَّتِي فِيهَا أَسمَاء النَّاس، وأحدب: رجل ضرب حَتَّى انحنى ظهرُه، وَيَعْنِي عَريف الْقَوْم، وَقبل هَذَا الْبَيْت:
(أخذُوا العَرِيفَ فقطّعوا حَيْزُومَه ... بالأصبَحيّة قَائِما مغلولا)
واليَرْوَع: لُغَة أهل الشِّحر مَرْغُوب عَنْهَا، كَأَن تَفْسِيرهَا الْفَزع والرعب.
واليَعْر: الجدي. واليُعار: ثُغَاء الشَّاة، يَعَرَت الشاةُ تَيْعَر وتَيْعِر يعاراً، واليُعار: حِكَايَة صَوت الْغنم، واليُعار: صَوت اليَعْر. واعترضَ الفحلُ الناقّةَ يَعارةً، إِذا عارضَها فتنوّخها. قَالَ الشَّاعِر:)
(قلائصَ لَا يلْقَحْنَ إلاّ يَعارةً ... عِراضاً وَلَا يُشْرَيْن إلاّ غواليا)
واليَعْر أَيْضا: ضرب من الشّجر. قَالَ: ثَلَاثَة أبياتٍ كَمَا ينبتُ اليَعْرُ
3 - (بَاب الرَّاء والغين)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(رغف)
اسْتعْمل من وجوهها: الرَّغْف، وَهُوَ جمعك الْعَجِين أَو الطين تكتّله بِيَدِك، رغفتُه أرغَفه رَغْفاً، إِذا جمعته، وَمِنْه اشتقاق الرَّغِيف. ورغفت البعيرَ أرغَفه رَغْفاً، لقّمته البِزْرَ والدقيق وَمَا أشبهه، مثل الضفْر سَوَاء. وَجمع رغيف رُغُف ورغفان وأرغفة. قَالَ الراجز: إِن الشِّواءَ والنَّشيلَ والرُّغُف والقَيْنَةَ الحسناءَ والكأس الأُنُفْ للضاربين الهامَ وَالْخَيْل قطفْ ويروى: خُنُف، وَهُوَ أَن تخنِف بأنفها، أَي تميل بِهِ. وأرغفَ فلَان وألغفَ، إِذا أحدَّ نظرَه، وَكَذَلِكَ أرغفَ الأسدُ وألغفَ، إِذا نظر نظرا شَدِيدا.
والرُّفْغ والرَّفْغ: أصل الفخِذ، وَالْجمع أرفاغ ورُفوغ. وكل مَوضِع اجْتمع فِيهِ الوسخُ من الْجَسَد فَهُوَ رفغ. وَمِنْه الحَدِيث: ورفْغُ أحدكُم بَين ظُفره وأنْمُلته، يُقَال: أَنمُلَة وأُنملَة، والضمّ أَكثر.
قَالَ أَبُو بكر: يجوز فِي هَذَا الْموضع فِي الرّفغ الضمّ وَالْفَتْح، فَأَما فِي الْوَادي فَأكْثر مَا يُستعمل بِالْفَتْح. قَالَ أَبُو بكر: يُقَال أنْمُلَة وأسْنُمَة، وَقد جَاءَ فِي الشّعْر الفصيح، وَزعم الْخَلِيل أَن الرُّفغ فِي هَذَا الحَدِيث مَا اجْتمع بَين الْأُنْمُلَة والظّفر من الْوَسخ. والأرفاغ من النَّاس: السَّفِلَة، الْوَاحِد رَفْغ، بِالْفَتْح. والرَّفْغ: ألأم الْوَادي وشرّه تُرَابا. وَجَاء فلَان بِمَال كرَفْغ التُّرَاب، أَي فِي كثرته.
قَالَ الشَّاعِر:
(أَتَى قَرْيَة كَانَت كثيرا طعامُها ... كرَفْغ التّراب كلّ شَيْء يَميرُها)
وَفُلَان فِي عَيْش رافغ، أَي وَاسع، وَكَذَلِكَ عَيْش رَفيغ. والأرْفَغ: مَوضِع.
والغَفْر: النُّكس، غَفَرَ المحموم وغَفِرَ، إِذا نكسَ. وَأنْشد:
(خليليّ إنّ الدارَ غَفْر لذِي الْهوى ... كَمَا يَغْفِرُ المحموم أَو صاحبُ الكَلْم)
)
والغَفْر: زئير الثَّوْب، ثوب ذُو غَفْر. وغفرتُ المَتاع، إِذا جعلته فِي وعَاء، أغفِره غَفْراً. وكل شَيْء غطّيته فقد غفرته، وَمِنْه المَغْفِرة والغَفيرة والغُفْران والغَفَر. قَالَ الشَّاعِر: جمعَ العِقاب وأفضلَ الغَفْرِ

(2/778)


وَيَقُولُونَ: اصْبُغْ ثَوْبك فَإِنَّهُ أغْفَر للوسَخ، أَي أسْتَرُ لَهُ. والغِفارة: سَحَابَة رقيقَة دون مُعظم السَّحَاب. قَالَ الشَّاعِر:
(سقى دارَها مستمطَر ذُو غِفارةٍ ... أجشّ تَحَرّى منْشَأ العينِ رائح)
والغِفارة: خرقَة توقّي بهَا المرأةُ مِقْنعتَها من الدُّهن وَغَيره. والمِغْفَر: الكُمَّة من الزَّرد. والغَفْر: نجم من منَازِل الْقَمَر. والغفْر: ولد الأروِيّة، وَالْجمع أغفار وغِفَرَة. قَالَ الشَّاعِر: دونَ السّماء يَزِلًّ بالغُفْرِ وَبَنُو غِفار: بطن من الْعَرَب مِنْهُم أَبُو نَرّ جُنْدب بن جُنادة صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم. وغفَيْر: اسْم. وَبَنُو غَافِر: بطن من الْعَرَب أَيْضا. وَجَاء القومُ جَمَّ الْغَفِير وجماءَ الغَفير وجَمًّا غفيراً، إِذا جَاءُوا بأجمعهم. والمغافير: لَثًى من لَثَى الشّجر، وَهُوَ الصِّمْغ، الْوَاحِد مُغْفور، وَهُوَ أحد مَا جَاءَ على فُعْلول مَوضِع الْفَاء مِيم. وغفيرة: اسْم امْرَأَة لَهَا حَدِيث. والغِفْر، زَعَمُوا: دوَيْبّة.
والغَرْف: مصدر غرفتُ الشيءَ أغرِفه غَرْفاً بالمِغرفة، والمِغرفة: مَا اغترفتَ بهَا، وَهِي المِقدحة أَيْضا. وبئر غَروف وقَدوح، إِذا اغترف مَاؤُهَا بِالْيَدِ. ونهر غَرّاف: كثير المَاء.
وَفرس غَرّاف: رحيب الشَّحْوَة، أَي مَسَافَة مَا بَين خُطاه، كثير الْأَخْذ من الأَرْض بقوائمه.
والغُرافة: مَا اغترفتَه بِيَدِك، وَهِي الغُرفة أَيْضا. وَقد قرئَ: غُرْفَةً بِيَدِهِ، وغَرْفَةً. والغرْفَة الْمَعْرُوفَة جمعهَا غُرَف وغُرُفات. والغَرَف: ضرب من الشّجر، وَزَعَمُوا أَنه الغِرْيَف أَيْضا.
قَالَ الشَّاعِر: بِأَكْنَافِهَا الشُّوعُ والغِرْيَفُ الشُّوع: شجر البان، الْوَاحِدَة شُوعة. والغَريف أَيْضا: شجر مُجْتَمع ملتفّ من أَي الشّجر كَانَ، وَأكْثر مَا يعرف بذلك العَرين والأراك وَمَا أشبهه. قَالَ أَبُو كَبِير الهُذلي:
(أم من يطالعُه يَقُلْ لصِحابه ... إِن الغَريفَ يُجِنُّ ذَات القِنْطِرِ)
القِنْطِر: الداهية. وَقد سمّت الْعَرَب غَرّافاً وغُريْفاً. والغرْفَة: الْحَبل الْمَعْقُود بأنشوطة يُلقى فِي)
عنق الْبَعِير، لُغَة يَمَانِية، غرفتُ البعيرَ أغرُفه وأغرِفه غَرْفاً، إِذا ألقيتَ فِي رَأسه الغُرْفَة، وَهُوَ الْحَبل الْمَعْقُود بأنشوطة. وغرفت نَاصِيَة الْفرس، إِذا جززتها. قَالَ الشَّاعِر:
(تنام عَن كبر شَأْنهَا فَإِذا ... قَامَت رُويداً تكَاد تنغرفُ)
والفَرْغ: فَم الدَلو، وَالْجمع فُروغ. وفَرْغا الدَلو: نجمان من منَازِل الْقَمَر.

(2/779)


وضربة فَريغ وفَريغة، أَي وَاسِعَة. قَالَ الشَّاعِر:
(وكلِّ فَريغة عَجلْىَ رَمُوح ... كأنّ رَشاشها لَهَبُ الضِّرام)
وفَرَغَ الرجلُ من عمله فَراغاً وفروغاً، وأفرغ مَا فِي إنائه إفراغاً، وَكَذَلِكَ أفرغَ عِنْد جِماعه.
وَذهب دَمه فِرْغَاً، إِذا طُلَّ وَلم يثأر بِهِ وَلم يُعْقَل. وحلقة مُفْرَغَة: مُصْمَتَة الجوانب غير مَقْطُوعَة.
والفَغْر من قَوْلهم: فَغَرَ الرجلُ فَاه، وفَغَر فوه، إِذا جُعل الْفِعْل للفم يفغَر فَغْراً، كَمَا قَالُوا: شَحا فَاه وشَحا فوه، وَهُوَ فتح الْفَم عِنْد الضحك وَغَيره. قَالَ الشَّاعِر:
(فَغَرْتَ لَدَى النًّعمان لمّا لَقِيتَه ... كَمَا فَغَرَتْ للحَيْض شَمطاءُ عاركُ)
أَي حَائِض. يَقُول: يئستْ من الْحيض فَلَمَّا حَاضَت فرحت وضحكت. وسُمّي قَائِل هَذَا الْبَيْت الفَغّار بِهَذَا الْبَيْت، وَهُوَ من فرسَان الْعَرَب. والفاغِرة: ضرب من الطِّيب، زَعَمُوا. والمَفْغَرَة: الأَرْض الواسعة، وَرُبمَا سُمّيت الفجوة فِي الْجَبَل مَفْغَرَةً إِذا كَانَت دون الْكَهْف، وَالْجمع مَفاغر.
(رغق)
اسْتعْمل من وجوهها: غَرِقَ الرجلُ يغرَق غَرَقاً فَهُوَ غريق، وَأَصله فِي المَاء، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى قَالُوا: غَرِقَ فِي المَاء، وغَرِقَ فِي الطِّيب وَمَا أشبهه إِذا أَكثر مِنْهُ، وَكَذَلِكَ غَرِقَ فِي الذُّنُوب، وَجمع غريق غَرْقَى. وأغرقَ فِي الشَّيْء يُغْرِق إغراقاً، إِذا جَاوز الحدّ فِيهِ، وَأَصله من النَّزْع فِي السهْم حَتَّى يُخرجهُ عَن كَبِد الْقوس. وغِرْقِىء الْبَيْضَة: قِشرها الرَّقِيق الْبَاطِن، وَالْجمع غَراقِىء. وَفِي لُغَة لأهل الْيمن مَرْغُوب عَنْهَا: غَرْقأتِ الْبَيْضَة، إِذا خرج عَلَيْهَا قشرُها الرَّقِيق، وَقَالَ بَعضهم: غَرْقَأت الدجاجةُ، إِذا فعلت ذَلِك ببيضها. واغرورقت عينُه، إِذا شرِقت بدمعها. والغِرْياق: طَائِر، زَعَمُوا، وَلَيْسَ بثَبْت.
(رغك)
أهملت.)
(رغل)
استُعمل من وجوهها الرُّغْل: نبت من أَحْرَار البقل، زَعَمُوا. وأرغلتِ الأرضُ، إِذا أنبتت الرُّغْل. وأرغلت القطاةُ فَرْخَها، إِذا زقّته، وَالْوَجْه أزغلت، بالزاي. ويُروى بَيت ابْن أَحْمَر:
(فأرغلتْ فِي حَلْقِهِ رُغْلَةً ... لم تُخْطِىءِ الجِيد وَلم تَشْفَتِر)
تَشْفَتِرّ: تَفرَّق، ويُروى: فأزغلت، بالزاي الْمُعْجَمَة، وَهِي الرِّوَايَة الْعَالِيَة الصَّحِيحَة. وَيُقَال: أرغلَ المَاء يُرغِله إرغالاً، إِذا صبّه صبًّا كثيرا، والمصدر الإرغال. ورُغْلان: اسْم. وَأَبُو رِغَال: صَاحب الْقَبْر المرجوم، كَأَن اسْمه مشتقّ من راغلَ يراغِل مراغلةً ورِغالاً. وَيُقَال: فلَان فِي عَيْش أرْغَلَ، أَي وَاسع. وأرغلتُ إِلَى فلَان إرغالاً، إِذا مِلْتَ إِلَيْهِ بهوًى أَو مَعُونَة، مثل أرغنتُ سَوَاء.
والأغْرَل والأقْلَف والأغْلَف وَاحِد، وَهِي الغُرْلَة. قَالَ الشَّاعِر:
(رأيتُ الفِتْيَةَ الأغرا ... لَ مثلَ الأيْنُقِ الرُّعْل)
ويُروى: الأعزال. يُقَال: نَاقَة رَعْلاءُ، إِذا شُقَّت أذنها وتُركت حَتَّى تنوس أَي تَحَركُ وتَرْعَى.
قَالَ: وَقد رُوي الأرغال أَيْضا.

(2/780)


(رغم)
استُعمل من وجوهها الرَّغام، بِالْفَتْح: التُّرَاب، وَمِنْه قيل: أرغمَ الله أنفَه، أَي ألصقَه بالرَّغام، وَهُوَ التُّرَاب، ورَغِمَ أنفُه. والمُراغم لِقَوْمِهِ: المُنابذ لَهُم، راغمَ فلَان قومَه مراغمةً ورِغاماً، إِذا نابذهم وَخرج عَنْهُم. وشَاة رَغْماءُ، إِذا كَانَ على طرف أنفها بَيَاض أَو لون يُخَالف سَائِر لَوْنهَا. ورُغَيْم: اسْم. ورَغيم: اسْم أَيْضا. والرُّغامَى: قصب الرِّئة. قَالَ الراجز: يَبُلُّ من مَاء الرُّغامَى لِيتَهُ كَمَا يَبُلُّ سالىء حَمِيتَهُ يصف كَلْبا قد أَدخل رأسَه فِي جَوف فرس مقتول فقد بلغ بِرَأْسِهِ إِلَى الرًّغامى، أَي قصب الرئة، من الْفرس فقد ابتلّ لِيتُه.
والرَّمْغ: فعل ممات، رمغتُ الشَّيْء أرمُغه رَمْغاً، إِذا عركته بِيَدِك كالأديم وَنَحْوه. ورُماغ: مَوضِع.
والغَمْر: المَاء الْكثير، وَبِه سُمِّي مُعظم الْبَحْر غَمْراً. قَالَ الشَّاعِر كَامِل:)
(وغَلَتْ بهم سَجْحاءُ جَارِيَة ... تهوي بهم فِي لجَّة الغَمْرِ)
يصف سفينة، والسجْحاء: الطَّوِيلَة الواسعة، وَجمع الغَمْر غمار وغُمور. وَالْمَاء يسمَى غَمْراً لِأَنَّهُ يغمر كلّ شَيْء وَقع فِيهِ، أَي يغطّيه فَهُوَ غامر لَهُ. والغَمْر من الرِّجَال: الْجواد، وسُمّي الرجل غَمْراً، إِذا كَانَ وَاسع الْعَطاء كثير الْخَيْر. والغَمير من النبت: الصّغار الَّذِي يغمُره الكبارُ فَوْقه. وَرجل مغمور، إِذا كَانَ خاملاً يغمُره غَيره من قومه تَشْبِيها بِالرجلِ الغُمْر.
وَرجل غُمْر، إِذا لم يجرِّب الْأُمُور، وَالْجمع أغمار.
والغِمر: الحقد، وَالْجمع غُمور.
والغَمَر: مَا بقيت رَائِحَته فِي الْيَد من أكل الدَسَم خَاصَّة، زَعَمُوا، غَمِرَت يَده تغمَر غَمَراً، فَهِيَ غَمِرَة.
والغُمْرَة: طِلاء من زعفران وَغَيره تطلي بِهِ الْمَرْأَة وَجههَا ليصفوَ لَوْنهَا، وَرُبمَا قيل: تغمَرت الْمَرْأَة بالطيب، إِذا تضمّخت بِهِ، تغمُّراً وتغميراً، إِذا فعلت ذَلِك.
وتغمّرتُ من المَاء وَغَيره، إِذا شربت مِنْهُ دون الرِّيّ، وَمِنْه سُمّي القَعْب الصَّغِير غُمَراً. قَالَ أعشى باهلة:
(تغْنِيه حُزَّة فِلْذ إِن ألَمَّ بهَا ... من الشِّواء ويروي شرْبَه الغُمَرُ)
وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى اللهّ عَلَيْهِ وَآله وَسلم: هَلُمُّوا غُمَري. وَدخلت فِي غُمار النَّاس وخُمارهم، أَي جَمَاعَتهمْ. وغَمْر: اسْم مَوضِع. وغُمَيْر: اسْم مَوضِع أَيْضا.
وَقد سمّت الْعَرَب غَمْراً وغُمَيْراً وغامراً. وَقَالُوا: فرس غَمْر البديهة، إِذا كَانَ جواداً، تَشْبِيها بِالرجلِ الغَمْر.
والغُرْم: كل شَيْء غَرِمْتَه من مَال وَغَيره، غَرِمَ يغرم غُرْماً وغَرامةً. قَالَ الشَّاعِر::
(دارَ ابْن عمك بِعْتَها ... تَقضي بهَا عَنْك الغَرامَهْ)

(إذهبْ بهَا إذْهَبْ بهَا ... طوِّقْتَها طَوْقَ الحمامَهْ)
والمتداينان كل وَاحِد مِنْهُمَا غَريم صَاحبه. قَالَ الشَّاعِر:

(2/781)


(يَصوعُ عنوقَها أحوَى زَنيم ... لَهُ ظاء كَمَا صَخِبَ الغَريمُ)
يصف تَيْسًا، والطاء: صَوت التيس، وَهُوَ فِي هَذَا الْموضع صَاحب الدَّين. قَالَ أَبُو بكر: الظّاء والظّأب وَاحِد، وَهُوَ الصَّوْت. وَقَالَ الآخر:)
(ويَمْطُلُ دَيني وَهُوَ أقدَرُ مالكٍ ... أَلا إنّ ذَا التَّمطال شَرُّ غَريم)
فَهَذَا عَلَيْهِ الدَين. وَفُلَان مُغْرَم بفلانة، إِذا اشتدّ حبُّه لَهَا، وأصل ذَلِك من الغرام وَهُوَ الهلاكُ.
وَكَذَلِكَ فُسر فِي التَّنْزِيل فِي قَوْله جلّ وعزّ: إنّ عذابَها كَانَ غَراماً، أَي هَلَاكًا. والمَرْغ: اللعاب. وَأنْشد: تَشْفِينَها بالنَّفْثِ أَو بالمَرْغ وَتقول الْعَرَب: أحمَقُ لَا يَجْأى مَرْغَه أَي لَا يحبس لعابَه. وتمرّغ فِي التُّرَاب تمرُّغا، إِذا تقلّب فِيهِ، وَكَذَلِكَ تمرّغ الفرسُ والحمارُ تمرُّغاً، وَمَوْضِع تَمَرُّغِه: المَراغة. وَبَنُو مَراغة: بطين من الْعَرَب. فَأَما قَول الفرزدق لجرير: يَا ابنَ المَراغة، فَإِنَّمَا يعيره ببني كُليب لأَنهم أَصْحَاب حَمير. والأمْرَغ: مَوضِع.
والمَغْرَة: طين أحمرُ، وَهُوَ المِشْق، والجأب مَهْمُوز. وثوب ممغَّر: مصبوغ بالمغْرَة. وَفرس أمْغَرُ وَالْأُنْثَى مَغْراءُ، وَهِي شُقرة فِيهَا كدرة. والمَمْغَرَة: الأَرْض الَّتِي يخرج مِنْهَا المَغْرَة. وماغِرة: اسْم مَوضِع. ومَغْران: اسْم رجل. وناقة ممْغِر ومُنْغِر، إِذا حُلبت فخالط لبنَها دم، فَإِذا كَانَ ذَلِك من عَادَتهَا فَهِيَ مِمْغار ومِنْغار. وَاللَّبن مَغير، إِذا خالطه الدَّم.
(رغن)
استُعمل من وجوهها: أرغنتُ إِلَى فلَان إرغاناً، إِذا مِلْتَ إِلَيْهِ فَأَنت مُرْغِن. والرغْنَة: الأَرْض السهلة، لُغَة يَمَانِية.
والغَرَن: طَائِر، وَيُقَال إِنَّه العُقاب أَو شَبيه بِهِ، وَالْجمع أغران. والغِرْيَن والغِرْيَل: الطين الرَّقِيق.
والنغَر: طَائِر أَصْغَر من العصفور، وَالْجمع نِغْران. قَالَ الشَّاعِر يصف الْعِنَب:
(يَحْمِلْنَ أزقاقَ المُدام كأنّما ... يَحْمِلْنَهَا بأظافر النِّغْرانِ)
ويُروى: بأكارع. قَالَ أَبُو بكر: قَالَ أَبُو حَاتِم: خرج المبرّد من الْبَصْرَة وَهُوَ لَا يحسن من الْمعَانِي غيرَ هَذَا الْبَيْت. يَعْنِي معاليق الْعِنَب شبّهها بأظافر النِّغران. وَفِي الحَدِيث: أَبَا عُمَيْر، مَا فَعَلَ النًّغَيْر ونَغِرَ قلبُ الرجل ينغَر نَغَراً، إِذا التهب من حزن أَو غيظ فَهُوَ نَغِر، وَهُوَ مَأْخُوذ من قَوْلهم: أغرت القِدر تتعر، إِذا غَلَتْ. وَفِي الحَدِيث: رُدوني إِلَى أَهلِي غيْرَى نَغِرَةٌ.)
(رغو)
اسْتعْمل من وجوهها الرُّغْوَة، وَيُقَال: رِغْوَة، وَالْجمع رُغىً، مَقْصُور، وَهُوَ مَا طفا على اللَّبن من الزَّبَد، أرغى اللبنُ يُرغي إرغاءً، إِذا صَارَت لَهُ رُغوَة. وارتغى الرجلُ يرتغي ارتغاءً، إِذا شرب الرغوة. وَمن أمثالهم: يُسِرُّ حَسْواً فِي ارتغاء، وَهَذَا مبيّن فِي الاعتلال ترَاهُ إِن شَاءَ الله.
وَيُقَال: لَا غَرْوَ من كَذَا وَكَذَا، أَي لَا عَجَبَ.

(2/782)


والغَوْر: غَوْر تِهامة، وَهُوَ بَطنهَا، غَار الرجلُ يغور غَوْراً، إِذا دخل الْغَوْر. والغَوْر: مَوضِع بِالشَّام. والغُوَيْر: مَوضِع. والغَوْرَة: مَوضِع. وَمن أمثالهم: عَسى الغُوَيْرُ أبْؤساً، قَالَ أَبُو بكر: الْمثل للزَّبّاء، وَمَعْنَاهُ: عَسى أَن يَجِيء من الغُوير مَا أكره. وَغَارَتْ عينُ الرجل تغور غُؤوراً.
وغار النجمُ يغور غَوْراً، إِذا غَابَ. وغار المَاء يغور غَوْراً، إِذا نضب. وَفِي التَّنْزِيل: إِن أصْبَحَ ماؤكم غَوْراً، أَي غائراً، أخرجت مُخرج قَوْلهم: زَوْر فِي معنى زائر، ودَوْم فِي معنى دَائِم.
والوَغْرَة: وَغْرَة الظهيرة، وَهُوَ أشدّ مَا يكون من الحرّ. ووَغِرَ صدر الرجل يَوغَر وَغَراً ووَغْراً، وَقَالُوا: وَغَرَ يَغِر، إِذا التهب من غضب أَو حقد، ولير بثَبْت، وَأكْثر مَا يُستعمل فِي الحقد، زَعَمُوا. وَاللَّبن الوغير: الَّذِي تُحْمَى الْحِجَارَة ثمَّ تُلقى فِيهِ فيُشرب. قَالَ المستوغر:
(يَنشُّ الماءُ فِي الربَلات مِنْهَا ... نَشيشَ الرَّضف فِي اللَّبن الوَغيرِ)
وأوغرَ القومُ الخِنزَير إيغاراً، وَهُوَ أَن يُغلى لَهُ المَاء فيُسمط وَهُوَ حيّ ثمَّ يُذبح، وَهُوَ من فعل قوم من النَّصَارَى. فال الشَّاعِر:
(وَلَقَد أردتَ لقاءهم فكرهتهم ... ككراهةِ الخِنزير للإيغارِ)
وراغَ الرجلُ يَروغّ رَوغاً ورَوَغاناً ومراوغةً ورِواغاً، إِذا حادَ عَن الشَّيْء. قَالَ الشَّاعِر:
(يومَ لَا ينفع الرِّواغُ وَلَا يق ... د مُ إِلَّا المشيَّع النِّحْرِير)
المشيَّع: الشجاع الَّذِي كَأَن لَهُ من قلبه أمرا يشيّعه على الْإِقْدَام. قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا الْبَيْت يُروى للأسود بن يعْفُر أَو لعدي بن زيد، إِلَّا أَن الْأَصْمَعِي زعم أَن النِّحرير لَيْسَ من كَلَام الْعَرَب.
وتروّغَ الدابّة، إِذا تمرّغ فِي التُّرَاب، لُغَة يَمَانِية.
(رغه)
)
استُعمل مِنْهَا: غَرِهَ بِهِ، فِي معنى غَرِيَ بِهِ، وتّرى هَذَا فِي المعتلّ والزوائد إِن شَاءَ الله.
(رغي)
اسْتعْمل مِنْهَا الرِّياغ، وَهُوَ التُّرَاب.
وغَيْرة كلمة يُستثنى بهَا. وغَيْر: مصدر غَار أهلَه يَغيرهم غَيْراً، إِذا مارَهم. والغِيرَة والمِيرَة سَوَاء. وَأنْشد: هَل تُنْكِرين بن أَبينَا غَيْرَهْ هَل تَفقدين غيرَهُ وميْرَهْ والغِيَر: الدِّية. قَالَ الشَّاعِر:
(لَنَجْدَعَن بِأَيْدِينَا أنوفَكمُ ... بني أمامةَ إِن لم تقبلُوا الغيَرا)
وَبَنُو غِيَرَة: حيّ من الْعَرَب. والغَيْرَة من قَوْلهم: غارَ الرجل على أَهله يغار غَيْرَةً فَهُوَ غائر.

(2/783)


3 - (بَاب الرَّاء وَالْفَاء)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(رفق)
استُعمل من وجوهها: الرِّفْق، ضد الخُرْق، رَفَقَ يرفُق رِفْقاً فَهُوَ رَفِيق بِكَذَا وَكَذَا. وَفُلَان رَفِيق بفلان ورافِق بِهِ، وَهُوَ اللطف وحُسْن الصَّنِيع إِلَيْهِ. وأرفقَه يُرفقه إرفاقاً، إِذا أوصل إِلَيْهِ رِفْقاً.
والمِرْفَق من الْإِنْسَان والدابّة: مَوْصِل الذّراع فِي العَضُد. والمِرْفَق: الْأَمر الرافق بك، وَكَذَلِكَ فُسِّر فِي التَّنْزِيل. وَقَالَ البصريون: بل المِرْفَق فِي الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا، والكوفيون يَقُولُونَ: مَرْفِق الْإِنْسَان، والمِرْفَق: الْأَمر الرفيق بك، وَالْجمع مِنْهُمَا المَرافق. والمِرْفَقَة: الَّتِي يرتفق بهَا، أَي يُتّكأ عَلَيْهَا. وبعير مرفوق، إِذا اشْتَكَى مَرْفِقه. والرِّفاق: حَبل يشَدّ فِي مَرْفِق الْبَعِير إِلَى وظيفه، وَالْجمع الرُّفُق. والرُّفْقَة: الْقَوْم المترافقون فِي السّفر، وَالْجمع رِفاق ورُفَق. والرَّفيق: الَّذِي يرافقك فِي سَفَرك. وَمثل من أمثالهم: الرفيق ثمّ الطَّرِيق. والرافِقة: مَوضِع. وَأولى فلَان فلَانا رافقةً ومَرْفِقاً، أَي رِفْقاً.
والفقْر: ضدّ الغِنى، وَالرجل فَقير، وأفقره الله إفقاراً. وفقرت الْبَعِير أفقِره وأفقُره فَقْراً، إِذا حززت خَطْمَه ثمَّ جعلت فِيهِ الجَرير ليَذِلَّ بذلك، وَالْبَعِير مفقور. وَيُقَال: إرْم الصَيْدَ فقد أفْقَرَك، أَي أمكنك من فَقاره. وفَقار الظّهْر: الْعِظَام المنتظمة فِي النّخاع الَّتِي تسمّى خرزَ الظّهْر،)
الْوَاحِدَة فِقْرَة، وَالْجمع فِقر وفَقار وفَقارة. وأفقرتُ فلَانا نَاقَتي إفقاراً، إِذا دفعتها إِلَيْهِ ليرْكبَهَا ثمَّ يردهَا إِلَيْك. وَيُقَال: رَمَاه الله بفاقرة، أَي بداهية تقصم فَقاره. وفسروا قَول الشَّاعِر:
(لمّا رأى لُبَدُ النُّسورَ تطايرت ... رَفَعَ القوادمَ كالفقير الأعزلِ)
أَي المكسور الفَقار. والفَقير، وَالْجمع فُقر، وَهِي ركايا تحفر ثمَّ يُنفذ بَعْضهَا إِلَى بعض حَتَّى يجْتَمع مَاؤُهَا فِي رَكِيّ أَو يسيح. قَالَ الشَّاعِر:
(بضِراب تأذَنُ الجنُّ لَهُ ... وطعانٍ مثل أَفْوَاه الفُقُرْ)
والفَقير: رَكِيّ مَعْرُوفَة. قَالَ الراجز: مَا ليلةُ الفَقير إلاّ شَيطانْ يُدعى بهَا القومُ دعاءَ الصمّانْ وفقّرتُ للفَسيل تفقيراً، إِذا حفرت لَهُ ثمَّ غرسته. وفقّرت الخَرَز، إِذا ثقّبته لتَنْظِمَه. قَالَ الشَّاعِر:
(غَرائرُ فِي كِن وصَوْنٍ ونَعْمَةٍ ... يحلَّين ياقوتاً وشذْراً مفقَّرا)
وسدَّ الله مفاقرَه، أَي أغناه. قَالَ الشَّاعِر:
(وإنّ الَّذِي ساقَ الغِنى لِابْنِ عامرٍ ... لَرَبّي الَّذِي أَرْجُو لِسَدّ مَفاقري)
والفَرْق: فَرْق الرَّأْس. وكلِ شَيْئَيْنِ فصلت بَينهمَا فقد فرَقتهما فَرْقاً، وكل نَاحيَة مِنْهُمَا فرْق وفَريق. والفِرْق: القطيع من الْغنم. وفَرَقَتِ الناقةُ، إِذا ضربهَا المخاضُ فمرّت على وَجههَا حَتَّى تنْتج حَيْثُ لَا يُعرف مَكَانهَا، فَهِيَ فَارق، وَالْجمع فرَّق

(2/784)


وفوارق. قَالَ الراجز: إعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طَارق ومنْجَنُونٍ كالأتانِ الفارقِ المَنْجَنُون: المَحالة الْكَبِيرَة الَّتِي يسنى عَلَيْهَا، غير مَهْمُوز. وَقَالَ الآخر:
(لَهُ فُرَّق مِنْهُ ينتَّجن حوله ... يفقِّئن بالمِيث الدِّماثِ السَّوابيا)
يصف سحاباً فشبّه مَا تفرق مِنْهُ بالنُّوق الفوارق، والمِيثاء: الأَرْض السهلة، والدِّماث: جمع دمَث، وَهِي الأَرْض السّهلة أَيْضا، ويفقِّئن: يشقِّقن، مِن فقأتُ عينَه، إِذا بَخَصْتَها، والسوابي: جمع سابِياء، وَهِي المَشيمة الَّتِي يكون فِيهَا الْوَلَد. وناقة مُفْرِق، إِذا فَارقهَا ولدُها بِذبح أَو بِمَوْت. قَالَ الشَّاعِر: وإعطائي المَفارقَ والحِقاقا)
ومَفْرِق الرَّأْس: أحد شِقَّيْه، وَالْجمع مفارق. وفَرِقَ الإنسانُ يفرَق فَرَقاً، إِذا خَافَ. وأفرق من مَرضه إفراقاً، إِذا بَرَأ مِنْهُ وَلَا يكون الإفراق إلاّ من مرض لَا يُصِيب الْإِنْسَان إلاّ مرّة وَاحِدَة، نَحْو الجُدَريّ والحَصبة وَمَا أشبههما. وَرجل أفْرَقُ، إِذا كَانَ بَين ثنيّتيه انفراج. وَفرس أفرَقُ، إِذا كَانَت إِحْدَى حَجَبتيه أعظم من الْأُخْرَى، الحَجَبَة: رَأس الوَرِك. والفاروق من النَّاس: الَّذِي يَفْرُق بَين الْأُمُور ويفصلها. وسُمّي عمر بن الخَطّاب رَضِي الله عَنهُ فاروقاً لِأَنَّهُ أظهر الْإِسْلَام بمكّة ففَرَقَ بَين الْإِيمَان وَالْكفْر. وديك أفرَقُ: الَّذِي انفرق عُرْفُه. وتيس أفرَقُ، إِذا تبَاعد طرفا قرنيه.
وتفارقَ القومُ فِراقاً وتفارقاً، وافترقوا فُرقة وافتراقاً. والفُروق: مَوضِع. وسُمّي الْقُرْآن فرْقانَاً لِأَنَّهُ فَرَقَ بَين الحقّ وَالْبَاطِل. وللفُرقان فِي التَّنْزِيل مَوَاضِع، فَمِنْهُ قَوْله جلّ وعزّ: نَزَّلَ الفُرقان، أَي الْقُرْآن، والفُرْقان: النَّصْر، وَمِنْه قَوْله جلّ ثَنَاؤُهُ: وَمَا أنزلْنا على عبدِنا يومَ الفُرْقان، أَي يَوْم النَّصْر، يَعْنِي يَوْم بدر، والفُرْقان: البُرْهان، وَهَذَا مستقصى فِي كتاب لُغَات الْقُرْآن. وَرجل فَروقة، وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة، أخرج مُخرج نسّابة وعلاّمة وبَصيرة وَمَا أشبه ذَلِك.
قَالَ الشَّاعِر:
(وَلَقَد حَلَلْتِ وكنتِ جدَّ فروقةٍ ... بَلَدا يمرّ بِهِ الشجاع فيفزعُ)
وَقد جَاءَ مصدر فَارقه فِراقاً وفرقه تَفْرِقَة. والفَرَق الَّذِي جَاءَ فِي الحَدِيث: مَا أسكرَ الفَرَقُ فالجُرعةُ مِنْهُ حرَام فزعموا أَنه مِكيال يُعرف بِالْمَدِينَةِ، وَقد قيل فَرْق، بالتسكين. والفَريقة: حُلبة تُطبخ بِتَمْر ويُسقاها الْمَرِيض أَو النُّفَساء. قَالَ الشَّاعِر:
(وَلَقَد وَرَدْت الماءَ يَرْكدُ فَوْقه ... مثلُ الفَريقة صُفيَتْ للمُدْنَفِ)
والفروقة: شَحم الكُلى. قَالَ الشَّاعِر:
(فبِتنا وباتت قِدْرُهم ذاتَ هِزَّةٍ ... يَبينُ لنا شحمُ الفَروقة والكلَى)
وفِرْقَة من النَّاس، وَالْجمع فِرَق.

(2/785)


والقرْف: مصدر قرفتُ القَرحة وغيرَها أقرِفها قَرْفاً، إِذا نكأتها حَتَّى تدمى. والقِرْفَة: التُّهمة، يُقَال: فلَان قِرفتي، أَي تُهمتي. وقَرَفْتُ فلَانا بِكَذَا وَكَذَا، إِذا سبعتَه بِهِ. وَفرس مُقْرِف: خلاف الْعَتِيق، ثمَّ قَالُوا: رجل مُقْرِف أَيْضا، إِذا نُسب إِلَى لؤم الأَصْل، وَالْجمع مَقارف، والمصدر الإقراف. والقِرْفة: ضرب من أَفْوَاه الطِّيب أَو نَحوه. وقِرْف كل شَيْء: قِشره. واقترف فلَان)
سَيِّئَة، إِذا اكتسبها. والقُروف: أوعية من أَدَم يُنتبذ فِيهَا. قَالَ الشَّاعِر:
(وذبيانيةٍ أوصَتْ بَنيها ... بأنْ كَذبَ القَراطفُ والقُروفُ)
أَي عَلَيْكُم بهَا، أَي خذوها فِي غنيمتكم، والقَراطف: جمع قَرْطَف، وَهِي القطف. والقَرَف، بِالتَّحْرِيكِ: مداناة الْمَرَض.
والقَفْر من الأَرْض: الْخَالِي من الأنيس، وَالْجمع قِفار. والإقفار: مصدر أقفرتِ الأرضُ، وَيُقَال: أَرض قَفْر وأرَضون قَفْر وقِفار. وأكلتُ خبْزًا قَفاراً، وَقَالُوا قِفاراً: بِلَا أدْم. ودابّة قَفِرٌ وقَفْرٌ وقَفِرَة: قَلِيل اللَّحْم ضئيل الْجِسْم، وَكَذَلِكَ هُوَ من النَّاس. ونزلنا ببني فلَان فبتنا القَفْرَ، إِذا لم يَقْرونا. والقَفير: الزَّبيل، لُغَة يَمَانِية. والتقفير: جمعُك الشيءَ نَحْو التُّرَاب وَغَيره، قفَّرته تقفيراً. واقتفرت الأثرَ اقتفاراً، مثل قَفوْت سَوَاء. والقُفَر: الشّعْر، زَعَمُوا. قَالَ الراجز: قد علمتْ خَوْدٌ بساقَيها القُفَرْ لَتُرْوَيَنْ أَو لَتَبِيدَنَّ الشُّجُر أَو لأروحنْ أصُلاً لَا أتزِرْ الشُّجُر: جمع الشِّجار، وَهِي خشب الْبِئْر. والقَفور: ضرب من النبت، وَرُبمَا سمّي الكافور قَفُّوراً وقافوراً.
(رفك)
الفِكْر، وَقَالُوا: الفَكْر، وَهُوَ مَا وَقع بخَلَد الْإِنْسَان وَقَلبه، الْوَاحِدَة فِكْرَة وفِكْر وفِكَر. وأفكرَ يُفْكِر إفكاراً، وفكّر تفكيراً. والفَركْ، بِفَتْح الْفَاء: فركُك الشيءَ بِيَدِك حَتَّى يتفتّت.
والفَريك: طَعَام يُفرك ويُلَتّ بِسمن أَو غَيره. وفَرِكَتِ المرأةُ زوجَها تفرَكه فَرَكاً، إِذا أبغضته، فَهِيَ فارك من نسَاء فواركُ، وَالِاسْم الفِرْك. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا الليلُ عَن نَشْزٍ تجلَّى رَمَيْنَه ... بأمثال أبصار النِّسَاء الفواركِ)
يصف إبِلا. وَيُقَال: مخنَّث يتفرَّك، إِذا كَانَ يتكسّر فِي كَلَامه ومشيته. وثوب مفروك بالزَّعفران وَغَيره، إِذا صبغ صبغاً شَدِيدا.
والكَرْف: الشَّمّ، كَرَفَ الحمارُ آتنَه يكرُفهنّ ويكرِفهنّ كَرْفاً، أكرف إِذا شمّ أبوالَهنّ، وكل مَا شمِمته فقد كرفته.
والكُفْر: ضدّ الْإِسْلَام، كَفَرَ يكفُر كُفْراً وكُفْراناً، وَهُوَ أحد مَا جَاءَ من المصادر على فُعْلان،)
نَحْو غفْران وخسْران، وأصل الكُفْر التغطية على الشَّيْء والستر لَهُ، فَكَأَن الْكَافِر مغطى على قلبه، وأحسب أَن لَفظه لفظ فَاعل فِي معنى مفعول. وكَفَرَ فلَان النعمةَ، إِذا لم يشكرها، يكفُرها كَفْراً فَهُوَ كَفُور. والكافور: وعَاء الطَّلْع، وَهُوَ الكَفَر والكُفرَّى أَيْضا. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: وعَاء كل شَيْء كافوره. وَغلط العجاجُ فظنّ أَن للكرم كافوراً ككافور النّخل، فَقَالَ رجز: بفاحم يُعْكَفُ أَو منشورِ كالكَرْم إِذْ نَادَى من الكافورِ فأمّا الكافور من الطِّيب فأحسبه لَيْسَ بعربي مَحْض،

(2/786)


لأَنهم رُبمَا قَالُوا: القَفور والقافور. وَقد جَاءَ فِي التَّنْزِيل: مزاجُها كافوراً، وَالله أعلم بِوَجْهِهِ. وَكفر الرجلُ عَن يَمِينه، كَأَنَّهُ غطّى عَلَيْهَا بالكَفّارة. وكل مُغَطٍ كافرٌ. قَالَ الشَّاعِر:
(فتذكَّرا ثقْلاً رَثيداً بَعْدَمَا ... ألْقَت ذكاءُ يمينَها فِي كافرِ)
ويُروى: ثَقَلاً، أَي فِي اللَّيْل لِأَنَّهُ يغطّي الأَرْض، وذُكاء: الشَّمْس. وكفَرَ السحابُ السماءَ، إِذا غطاها. قَالَ لبيد:
(يَعْلُو طريقةَ متنها متواتر ... فِي ليلةٍ كَفَرَ النجومَ غَمامُها)
أَي غطّاها. وتكفر الرجل بِثَوْبِهِ، إِذا اشْتَمَل بِهِ. وتكفَر فِي السِّلاح، إِذا دخل فِيهَا، يَعْنِي الدِّرع وَمَا أشبههَا. ونهر الحِيرة يسمَّى كَافِرًا. قَالَ الشَّاعِر:
(فألقيتها بالثِّنْي من جَنْبِ كافرٍ ... كَذَلِك أقنو كلَّ قِطًّ مضلَّل)
القِطّ هَاهُنَا: الْكتاب، والمضلَّل: الرَّدِيء الَّذِي فِيهِ الضلال، وَقَوله أقنو: أجعله قِنوَة، وَيُقَال: قَنوْتُه كَذَا وَكَذَا، أَي أَعْطيته. وكل شَيْء متغطّ بِشَيْء فقد تكفَّر بِهِ. قَالَ الشمّاخ:
(فآبت إِلَى قوم يُريح رِعاؤها ... عَلَيْهَا ابنَ عِرْس والإوَزَّ المكفَّرا)
يَعْنِي المتغطّي بالريش. وَأهل الشَّام يسمّون الْقرْيَة: الكَفْر، وَلَيْسَت بعربية، وأحسبها سريانية معرَّبة. وَكفر القومُ لملكهم، إِذا سجدوا لَهُ. وَيُقَال: فعلتُ كَذَا وَكَذَا وَلَا كُفْرانَ لله، كَأَنَّهُ أَرَادَ: وَلَا كُفران لنِعَم الله. وَيُقَال: تكفر البعيرُ بحباله، إِذا وَقعت فِي قوائمه.
(رفل)
اسْتعْمل من وجوهها الرّفْل: مصدر رَفَلَ يرفُل رَفْلاً، إِذا سحب أذيالَه وَمَشى. وَفرس رِفَلّ: طَوِيل الذَّنب ذَيّال. ورفَّلتُ الرجلَ، إِذا أكرمته وعظّمت شَأْنه. وشمَّر رِفَلَّه، إِذا شمّر ذيلَه.)
(رفم)
اسْتعْمل من وجوهها الفَرْمَة: شَيْء كَانَت تتّخذه البغايا فِي الْجَاهِلِيَّة من عَجَم الزَّبِيب، تحتمله البَغِية فِي حَيائها لتضيق. وَمِنْه كتاب عبد الْملك بن مَرْوَان إِلَى الْحجَّاج: يَا ابنَ المستّفرِمة بعجَم الزَّبِيب. قَالَ الراجز: مستفرِماتٍ بالحَصَى جَوافلا يستتبع الأواخرُ الأوائلا يصف خيلاً، يَقُول: من شدَّة جريهنّ تدخل الْحَصَى فِي حيائها، فشبّه الْحَصَى بالفَرْمَة.
والفَرَمَى: اسْم مَوضِع، وَلَيْسَ بعربي مَحْض.
(رفن)
استُعمل مِنْهَا: فرس رِفَنّ، مثل رِفَلّ سَوَاء. وأرفأنَّ الرجلُ: سَكَنَ من طيشه. وَهَذَا ترَاهُ فِي بَاب الْهَمْز مشروحاً إِن شَاءَ الله.

(2/787)


والفُرْن: شَيْء يُختبز فِيهِ، وَلَا أَحْسبهُ عَرَبيا مَحْضا. وَمِنْه اشتقاق اسْم الفُرْنِيّة من الخُبز، وَهِي الْعَظِيمَة المستديرة.
والنَّفْر: مصدر نَفَرَ ينفِر وينفُر نَفْراً ونفوراً. وَيَوْم النَّفْر والنَّفير والنُّفُور: يَوْم نفور النَّاس من مِنى. ونَفَرَتِ العينُ وَغَيرهَا من الْجَسَد تنفُر نُفوراً، إِذا هَاجَتْ وورمت، وَكَذَلِكَ الْعُضْو من الْأَعْضَاء إِذا وَرِمَ. والنفَر: مَا بَين الثَّلَاثَة إِلَى الْعشْرَة، زَعَمُوا، وَالْجمع الأنفار. والنَّفير: الْقَوْم النافرون لِحَرْب أَو غَيرهَا. والمثل السائر: لَا أنتَ فِي العِيرِ وَلَا فِي النَّفيرِ، أَي لَا أَنْت فِي تِجَارَة وَلَا حَرْب. وَذُو نَفْرٍ: قَيل من أقيال حِمير. وَبَنُو نَفْر: بطن من الْعَرَب. ونفَرتُ فلَانا على فلَان، إِذا غلَّبته عَلَيْهِ. وتنافر الرّجلَانِ فنفِرَ أحدُهما على صَاحبه ونُفِّرَ أَيْضا، إِذا غُلبَ عَلَيْهِ إِذا تحاكما إِلَى كَاهِن أَو سيّد، تنافُرًا ونفاراً. والنُّفارة: مَا أَخذه المنفور من الخَطَر وَهُوَ الْغَالِب. وَيُقَال: بل النُّفارة مَا أَخذه الْحَاكِم. ونافرة الرجل: بَنو أَبِيه الَّذين يغضبون لغضبه. قَالَ الراجز: لَو أَن حَولي من عُلَيْمٍ نافِرَهْ مَا غَلَبَتْني هَذِه الضَياطِرَهْ وَمثل من أمثالهم: كُلُّ أزبَّ نَفُوز.)
(رفو)
استُعمل من وجوهها: رَفَوْتُ الثوبَ أرْفُوه رَفْواً، إِذا لاءمت خَرْقَه بنِساجة، وَقد قَالُوا: رفأت الثَّوْب، بِالْهَمْز، وَهِي اللُّغَة الْعَالِيَة. ورَفَوْتُ الرجلَ، إِذا سكّنته من رعب. قَالَ الشَّاعِر:
(رَفَوْني وَقَالُوا يَا خُويلِدُ لم تُرَعْ ... فقلتُ وأنكرتُ الوجوهَ هُمُ هُمُ)
وَمِنْه اشتقاق قَوْلهم للمُمْلَك: بالرِّفاء والبنين، أَي بالالتئام.
فَأَما قَوْلهم أرفأتُ السفينةَ فستراه فِي الْهَمْز إِن شَاءَ الله.
والرَّوْف: مصدر رافَ يروف رَوْفاً، لمن ترك الْهَمْز، وَقَالَ قوم: بل الرَّوْف من السّكُون، وَلَيْسَ من قَوْلهم: رؤوف رِحيم، ذَاك من الرأفة، مَهْمُوز، إِلَّا أَنه فِي لُغَة من لم يهمز: روف.
والفَوْر: مصدر فارتِ القدْرُ تَفُور فَوْراً وفَوَراناً، إِذا غلت حَتَّى يَعْلُو مَا فِيهَا فيفيض.
والفأرَة والفُؤْرَة، تُهمز وَلَا تُهمز: ريح تكون فِي رُسْغ الْفرس تَنْفَش إِذا مُسحت وتجتمع إِذا تُركت. وأتيتُ فلَانا من فَوري، أَي من سَاعَتِي. والفُور: الظِّباء، لَا واحدَ لَهَا من لَفظهَا، لَا أفعل كَذَا مَا لألأتِ الفُورُ، أَي مَا حرَّكت أذنابَها. وفار الماءُ من الأَرْض يفور فوَارناً وفَوْراً، إِذا نبع. وفُوارة القِدر: مَا طَفَحَ عَلَيْهَا من الزبَد إِذا غَلَتْ حَتَّى يَعْلُو مَا فِيهَا فيفيض. والفِئْرة: حُلْبَة وتمر تُطبخ للْمَرِيض أَو للنُّفَساء.
والفَرْو: مَعْرُوف، وَالْجمع فِراء، مَمْدُود. وفَرْوَة الرَّأْس: جِلدته. وَفِي حَدِيث عمر بن الخطّاب رضوَان اللهّ عَلَيْهِ: إِن الأمَةَ أَلْقَت فروةَ رَأسهَا من وَرَاء الْجِدَار، أَي لَيْسَ عَلَيْهَا أَن تختمر.
وَيُقَال: افتريتُ فَرْوَةً، أَي لبستها، وَهُوَ افتعلتُ من ذَلِك. والفَرْوَة والثروة وَاحِد فِي بعض اللُّغَات، وَهُوَ الغِنى. وفَرْوان: اسْم.

(2/788)


والوَرْف: مصدر وَرَفَ النبتُ يَرِفُ وَرْفاً، وَهُوَ اهتزازه ونَضارته، فَهُوَ نبت وارف.
والوَفْر: الغِنَى، فلَان ذُو وَفْر. ووَفرَ الشَّيْء وفارةً ووفوراً، إِذا كثر. ووفَّرتُه توفيراً، إِذا كثّرته. قَالَ الشَّاعِر فِي الْغنى:
(وَقد عَلِمَ الأقوامُ لَو أنّ حاتماً ... أَرَادَ ثراءَ المَال كَانَ لَهُ وَفْرُ)
وَيُقَال: حظُّك الأوفر من كَذَا، أَي الْأَكْثَر. وَمَا أبينَ الوَفارةَ فِي فلَان، يُرِيدُونَ رجاحةَ الْعقل والرأي. والوافرة: ألْيَة الكَبْش إِذا عظمت فِي بعض اللُّغَات. والوفْرَة من الشَّعَر: دون الجُمَّة، وَالْجمع وِفار، وَهِي الَّتِي تنوس على شحمة الْأذن أَو على غُرْضُوفها، قَالَ أَبُو بكر:) غُرْضُوف وغُضْرُوف وَاحِد. ووفّرتُ شَعَري توفيراً، إِذا أعفيته. وَقَالَ قوم: الوَفْرَة أَكثر من الجُمَّة، قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا غلط، إِنَّمَا هِيَ وَفْرَة ثمَّ جُمة ثمَّ لِمَّة، فالوَفْرة: مَا جَاوَزت شحمةَ الْأُذُنَيْنِ، والجُمَّهّ: مَا جَاوَزت الْأُذُنَيْنِ، واللِّمَّة: مَا ألمَّت بالمَنْكِبين.
(رفه)
الرّفه: أَن تُسقى الْإِبِل مَتى شَاءَت، إبل رافهة وَأَهْلهَا مُرْفهون، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى صَار كل عَيْش وَاسع رافهاً. وَفُلَان فِي رَفاهة من الْعَيْش ورَفاهيَة ورُفَيْهِيَة ورُفَهْنِيَة. وَيَقُول الرجلُ للرجل: رفه عليّ، أَي أنظِرني ورفَه من خِناقي، يُرَاد بِهِ التَّوسعَة عَلَيْهِ.
والرهْف من قَوْلهم: رَهَفْتُ الشَّيْء وأرهفتُه، إِذا رققته. وَسيف مُرْهَف: رَقِيق الشَفرتين. وَفرس مُرْهَف: خامص الْبَطن مُتَقَارب الضلوع، وَهُوَ عيب. والرُّهافة: مَوضِع، زَعَمُوا. والفِهْر: حجر يمْلَأ الكفَّ، وَالْجمع أفهار وفُهور. والفِهْر مؤنّثة يملّك على ذَلِك تصغيرهم إِيَّاهَا فُهَيْرَة.
وَقد سمّت الْعَرَب فِهْراً وفُهَيْرَة وفهَيْراً. وفِهْر: أَب يجمع قُريشاً، وَقَالَ أَيْضا: وفهر: أَبُو قُريش.
وَأَرْض، مَفْهَرَة: ذَات أفهار. وتفهر الرجل فِي المَال، إِذا اتّسع فِيهِ. والفَهْر زعم أَبُو مَالك أَنه عَرَبِيّ مَعْرُوف، وَهُوَ أَن يُجَامع الرجل المرأةَ ثمَّ يتحوّل إِلَى غَيرهَا قبل الْفَرَاغ. فَأَما الفُهْر الَّذِي فِي الحَدِيث: كَأَنَّهُمْ الْيَهُود خَرجُوا من فهْرهم فَلَيْسَ بعربي مَحْض، الفُهْر: مَوضِع للْيَهُود.
وناقة فَيْهَرَة: صلبة شَدِيدَة. وَيُقَال: تَفَيْهر الفرسُ، إِذا ترادَّ عَن الجري من الضعْف. والمَفاهِر: بَآدِل الرجل، وَهُوَ لحم صَدره.
ودابّة فارة بَين الفَراهة والفُروهة، وَهُوَ أحد مَا جَاءَ على فَعل فَهُوَ فَاعل، وَهُوَ قَلِيل: حَمُضَ فَهُوَ حامض، ومَثُل فَهُوَ ماثل. وَقد قرئَ: فارِهين وفَرِهين، فَمن قَرَأَ فارِهين أَرَادَ حاذقين بِمَا يعْملُونَ، وَمن قَرَأَ فَرِهين أَرَادَ متوسّعين، وَالله أعلم. وَقد قَالُوا: دوابُّ فُرْهَة، جمع فارِه.
والهَرْف:، الْمَدْح وَالثنَاء، وَمِنْه الحَدِيث: جَاءَ قوم يَهْرِفون لصَاحب لَهُم. وَمن أمثالهم: لَا تَهْرِفْ قبل أَن تَعرف.
(رفي)
اسْتعْمل من وجوهها: الرِّيف، وَهُوَ مَا قَارب الماءَ من أَرض الْعَرَب وَمن غَيرهَا، وَالْجمع أرياف ورُيوف. وتريف القومُ، إِذا دنوا من الرِّيف.)
والفَرْي: مصدر فَرَيْتُ الأديمَ أفريه فَرْياً، إِذا شققته لصلاح، وأفريته إِذا شققته شَقَّ فَسَاد. قَالَ الراجز:

(2/789)


شَلتْ يدا فارِيَةٍ فَرَتْها وعَميتْ عينُ الَّتِي أرَتْها وَقَالَ ذُو الرّمة:
(وَفْراءَ غُرفيّةٍ أثْأى خوارزُها ... مشلشِل ضيَّعته بَينهَا الكُتَب)
يصف دلواً، وَفْراء: وَاسِعَة، غَرْفيّة: دبغت بالغَرْف، أثْأيْثُ الشيءَ، إِذا أفسدته، وزن أثْعيْتُ، والمشلشل: مَا يتشلشل من الخُروز، أَي يقطر قطراً متداركاً. وَجَاء فلَان يفري الفَرِي، إِذا جَاءَ مُجِدّاً مشمِّراً ضابطاً لأَمره. وَمر الفرسُ يفري الفَرِيّ، إِذا اجْتهد فِي عدْوه. وافترى فلَان على فلَان فِرْيَةً قبيحة.
والفِئْرَة والفِئَرة: تمر يُمرس ويطبخ بالحُلْبة تشربه النُّفَساء، وَالْجمع الفِئَر، وَقد مضى ذكرهَا.
والأرْفِي: لبن الظبية، زَعَمُوا.
وَبَنُو يرْفى: حيّ من الْعَرَب.
واليَرْفَئيّ: الرَّاعِي، وزن يَرْفَعِيّ. قَالَ الرَّاعِي:
(كَأَنَّهُ يَرفئيّ نامَ عَن غنمٍ ... مسحنفر فِي سَواد اْلليل مذؤوبُ)

3 - (بَاب الرَّاء وَالْقَاف)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(رقك)
أهملت.
(رقل)
الرَّقْلَة: النَّخْلَة الطَّوِيلَة، وَالْجمع رِقال ورَقْل: وَمِنْه الْمثل السائر لعَثْمَة بنت مطرود البَجَلّية: ترى الفتيانَ كالرَّقْل وَلَا تَدْرِي مَا الدَّخْل. وأرقلتِ الناقةُ إرقالاً، وَهُوَ ضرب من الْمَشْي، وناقة مرْقِل ومِرْقال من إبل مراقيل. والراقول: حَبل يُصعد بِهِ على النّخل فِي بعض اللُّغَات.
وهَاشِم بن عُتْبَة بن أبي وقّاص: المرْقال، رجل من قُريش من أَصْحَاب عليّ بن أبي طَالب، عَلَيْهِ السَّلَام، سُمَي المِرْقال يومَ صِفّين لإرقاله إِلَى الْمَوْت.
(رقم)
الرَّقْم: رَقْم الثَّوْب، وكل ثوب وُشِّي فَهُوَ مرقوم، رَقَمْتُ الثوبَ أرقُمه رَقْماً. وكل نقش رَقْم، وَبِه سُمَي الأرْقَم من الحيّات للنقش فِي ظَهره. والرَّقم: الخطّ فِي الْكتاب، وَبِه سُمّي الْكتاب رَقيماً ومرقوماً، وَالله أعلم. وَقَالَ قوم: الرّقيم: الدَّواة، وَلَا أَدْرِي مَا صحّة ذَلِك. وَيُقَال: فُلَانَة تَرْقم فِي المَاء، إِذا كَانَت صانعة حاذقة بِمَا تَصنعهُ. ورَقْمَتا الْفرس والحِمار: الأثَران فِي بَاطِن أعضادهما. والرقْمَتان أَيْضا: مَا اكتنف الْجَاعِرَتَيْنِ من كيّ النَّار. والرقْمَة: نبت، وَيُقَال: هُوَ الخُبّازَى. والرَّقِم: الداهية. قَالَ الراجز: أرسلَها عليقةً وَقد عَلِمْ أَن العَلِيقاتِ يُلاقِينَ الرَّقِمْ

(2/790)


العَليقة: نَاقَة يُعْطِيهَا الرجلُ الرجلَ ليمتارَ عَلَيْهَا وَلَا يَحْضر مَعهَا، فَهِيَ تكَدّ ويُحمل عَلَيْهَا أَكثر مِمَّا تطِيق. وَيَوْم الرَّقَم: يَوْم من أَيَّام الْعَرَب مَعْرُوف لغَطَفان على بني عَامر بن صَعصعة.
والرَّقْمَتان: روضتان إِحْدَاهمَا قريب من الْبَصْرَة وَالْأُخْرَى بِنَجْد. وَقَالَ قوم من أهل اللُّغَة: بل كل رَوْضَة رَقْمَة. والأراقم: بطُون من بني تغلب يجمعهُمْ هَذَا الِاسْم، وَإِنَّمَا سُمّوا الأراقم، فِيمَا ذكره أَبُو عُبيدة، لِأَن أباهم نظر إِلَيْهِم لما تّرعرعوا فَإِذا لَهُم جرْأَة وحدَّة فَقَالَ لغلام لَهُ: إِذا جَاءَ اللَّيْل فاستغث حَتَّى أنظر إِلَى مَا يصنع أَوْلَادِي هَؤُلَاءِ، فَذهب إِلَى حَيْثُ أمرَه مَوْلَاهُ فاستغاث)
فَسَمِعُوا صَوته فقصدوا قَصده فَقَالُوا لَهُ: وَيلك مَا دهاك وَأَيْنَ الْقَوْم فتعلقوا بِهِ وَجعلُوا يتجاذبونه بَينهم ويهُزّونه حَتَّى جَاءَ أبوهم فَقَالَ لَهُ العَبْد: كُفَّ عني بنيك هَؤُلَاءِ كَأَن عيونَهم عيونُ الأراقم فقد كَادُوا يقتلونني، فسُمَوا بذلك. وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: إِنَّمَا سُمّوا الأراقم لِأَن امْرَأَة دخلت على أمّهم وَكَانُوا نياماً فِي قطيفة خَارِجَة رؤوسهم وعيونُهم فَقَالَت: كَأَن عيونهم عُيُون الأراقم، فسُموا بذلك. والأراقم: جمع أرقَم، وَهُوَ ضرب من الحيّات. ورُقَيم: اسْم. والمرقومة: أَرض فِيهَا نَبْذ من النبت.
والرَمَق: بَاقِي النفْس، وَالْجمع أرماق. وترمّق الرجل الماءَ وغيرَه، إِذا حسا حسوةً بعد حسوة.
وَفُلَان مرمَق الْعَيْش، أَي ضيّقه. وَكَلَام من كَلَامهم: أضرعتِ الضَّأنُ فربِّق ربِّق، أضرعتِ المِعْزَى فرمقْ رَمِّق، قَالَ أَبُو بكر: معنى قَوْله ربِّقْ رَبق أَي هيّىء الأرباق، وَهِي خيوط تُطرح فِي أَعْنَاق البهم لِأَن الضَّأْن تُنزل اللبنَ على رُؤُوس أَوْلَادهَا والمعزى تُنزل قبل نِتاجها بأيام، فَيَقُول: تَرَمَقْ ألبانَها، أَي اشربه قَلِيلا قَلِيلا. وَيُقَال: أرْمَقَ الشَّيْء، إِذا ضَغفَ. وَكَذَلِكَ ارمَقَّ الحبلُ يرمقُّ ارمِقاقاً، إِذا ضعف قواه. ورمقته بعيني أرمُقه رَمْقاً فَأَنا رامق وَالشَّيْء مرموق، إِذا لحظته لحظاً خفيُّا. فَأَما الَّذِي تسمّيه العامّة الرامِق للطائر الَّذِي يُنصب لتهوي إِلَيْهِ الطيرُ فتُصاد فَلَا أَحْسبهُ عَرَبيا مَحْضا. والمرمق: الَّذِي يعْمل الْعَمَل فَلَا يُبَالغ فِيهِ.
والقَمَر: مَعْرُوف، وَهُوَ مُشْتَقّ من القُمْرَة، وَهُوَ بَيَاض فِيهِ كُدرة كبياض بطن الْحمار الأقْمَر.
وَلَيْلَة قَمْراءُ ومُقْمِرَة. قَالَ الراجز: يَا حبذا القَمْراءُ والليلُ السّاجْ وطُرُق مثلُ مُلاءِ النَّسّاجْ وتقمَّر الأسدُ، إِذا خرج يطْلب الصّيد فِي القَمراء. قَالَ الشَّاعِر:
(سَقَطَ العَشاءُ بِهِ على متقمِّرٍ ... طَلْقِ الْيَدَيْنِ مُعاوِدٍ لطِعانِ)
وقمَّر القومُ الطيرَ، إِذا أعشوها بِاللَّيْلِ بالنَّار ليصديوها. وَاخْتلفُوا فِي بَيت الْأَعْشَى:
(تَقمَّرَها شيخ عِشاءً فَأَصْبَحت ... قضاعيّةً تَأتي الكواهنَ ناشصا)
فَقَالَ قوم: تقمَّرها كَمَا يتقمَّر الأسدُ صَيْده وَقَالَ آخَرُونَ: تقمَّرها، أَي اختدعها كَمَا تُختدع الطير بالنَّار فتعْشَى. وَوجه أقمَرُ: مشبه بالقمر. وتقمَّر الرجلُ، إِذا غلب من يقامره. والقَمْر: الِاسْم من قَوْلهم: قَمَره يقمِره ويقمُره قَمْراً. وتقامر الرّجلَانِ مقامرةً وقِماراً وتقامراً. وَبَنُو القَمَر:)
بطن من مَهرة بن حَيْدان.

(2/791)


وَبَنُو قمَير: بطن من قضاعة أَو غَسَّان، أَنا أشكّ. وأقمرَ التَّمْر، إِذا أَصَابَهُ البردُ فيبس وَذَهَبت حلاوته. وَيُقَال: أقمرَ الهلالُ فِي اللَّيْلَة الثَّالِثَة من الشَّهْر، وَرُبمَا قَالُوا: أقمر اللَّيْل، وَلَا يكون إلاّ فِي اللَّيْلَة الثَّالِثَة من الشَّهْر، فَإِذا نقص القمرُ سُمِّي قُميْراً. قَالَ عمر بن أبي ربيعَة:
(وقُمَيْرٌ بدا ابنَ خمس وعشري ... ن لَهُ قَالَت الفتاتان قُوما)
والقُمْريّ: ضرب من الطير، الذّكر قُمْرِيّ وَالْأُنْثَى قُمْرِيّة، وَالْجمع القَماريّ.
والقَرْم من الْإِبِل: الْفَحْل الَّذِي لم يذلَّل بخَطْم وَلَا حَمْل وَلَا زمّ، وَهُوَ المقْرَم أَيْضا، وَالْجمع قروم ومَقارم، وَكثر ذَلِك حَتَّى سُمّي سيّد الْقَوْم قَرْماً. وقَرَمْتُ الشيءَ بأسناني، إِذا قطعته، وَمَا قطعته مِنْهُ فَهُوَ قُرامة. وقرمتُ البعيرَ أقرِمه وأقرُمه قرماً، إِذا جلفتَ أَعلَى خطمه بمَروة أَو مَا أشبههَا ليقعَ عَلَيْهَا الخِطام فيذلَ، والقَرْمَة من ذَلِك الِاسْم، وَهِي الْجلْدَة الَّتِي يقرِمها ويفتلها حَتَّى تجفَّ، وَرُبمَا جعل فِيهَا نواةُ نَبَقَةٍ، فالبعير مقروم. والقِرام: السِّتر الرَّقِيق وَرَاء السّتْر الغليظ على الهودج وَغَيره. قَالَ لبيد:
(من كلّ محفوفٍ يُظِل عِصِيه ... زَوْج عَلَيْهِ كِلَّة وقِرامُها)
والمَقْرَمَة، وَقَالَ أَيْضا: المِقرمة، بِكَسْر الْمِيم: الثَّوْب يُقرم بِهِ الْفراش نَحْو المِحْبَس، وَالْجمع مَقارم. وَبَنُو قُرَيْم: حيّ من الْعَرَب. والقرامة: كل مَا قرمته بفيك وألقيته. وقَرِمْتُ إِلَى اللَّحْم أقرَم قَرَماً: اشتهيته، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى قَالُوا: قَرِمْتُ إِلَى لقائك أقرَم قَرَماً. والقُرْم: ضرب من الشّجر، لَا أَدْرِي أعربيّ هُوَ أم لَا. وَقد سمّت الْعَرَب قارماً ومقروماً وقُرَيْماً. وفصيل قارم وجدي قارم، إِذا تنَاول أَطْرَاف النبت بمقدَّم فِيهِ قبل أَن يستحكم. وقَرَماء: مَوضِع.
والمَرْق: مصدر مَرَقَ السهمُ من الرمِيَّة يَمْرُق مَرْقاً ومروقاً، إِذا خرج من الرميّة، وَلذَلِك سُمِّيت الْخَوَارِج مارقة لمروقهم كَمَا يمرُق السهْم. ومَرَقُ اللَّحْم أَحسب اشتقاقه من هَذَا لمروقه من اللَّحْم، أَي لِخُرُوجِهِ مِنْهُ. والمَرْق: الْجلد قبل أَن يستحكم دبغُه. قَالَ الشَّاعِر:
(يتضوَّعن لَو تضمَّخن بالمِس ... كِ صُماحاً كَأَنَّهُ ريح مَرْق)
والمُراقة: مَا نُتف من الصُّوف عَن الْجلد قبل أَن يُدبغ. فَأَما المُرِّيق فأعجميّ معرَّب، وَهُوَ العُصْفُر. قَالَ أَبُو بكر: لَيْسَ فِي كَلَامهم اسْم على زِنة فُعِّيل. والمَقْر والمَقِر: السَّمّ أَو الشَّيْء المرّ. قَالَ الشَّاعِر:)
تَسْقِي الأعادي بالذُّعاف الممْقِرِ وَقَالَ آخَرُونَ: المُمْقِر: المُرّ. قَالَ الشَّاعِر:
(شَنَّةٌ مَا عطَّنوها ماءها ... إِنَّمَا ماؤكِ صاب ومَقرْ)
وأمقرت لفُلَان شرابًا، إِذا أمررته لَهُ. وكل شَيْء نقعته فِي شَيْء فقد مقرته فِيهِ فَهُوَ مَقير وممقور ومُمْقَر أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر:

(2/792)


(يكوي بهَا مُهَجَ النُّفُوس كأنّما ... يسقيهمُ بالبابليّ المُمْقَرِ)
قَالَ أَبُو بكر: هَكَذَا رَوَاهُ الْأَصْمَعِي، وَغَيره يرويهِ: المُمْقِرِ.
(رقن)
الرّقن: التلطّخ بالزّعفران وَمَا أشبهه، يُقَال: ترقّنت الْمَرْأَة وَهِي مترقنة. وأحسِب أَن اشتقاق اليَرَقان والأرَقان من هَذَا إِن شَاءَ الله. والرِّقان: الزَّعْفَرَان، الْقَاف خَفِيفَة. وَيُقَال: رقنتُ الكتابَ ترقيناً، إِذا قاربت بَين سطوره. قَالَ الراجز: رسم كخطّ الْكَاتِب المُرَقِّنِ أبين نَقا المُلْقَى وَبَين الأجْؤنِ والرنّق: المَاء الكَدر، رَنِقَ المَاء يرنق رنَقاً، وَهُوَ مَاء رنْق ورَنق، والرنَق الْمصدر. وَفِي الحَدِيث أدركتَ صَفْوَها وفتَّ رنَقَها، بِفَتْح النُّون، هَكَذَا فِي الحَدِيث. ورنَّق الطائرُ ترنيقاً، إِذا خَفق بجناحيه وَلم يَطِرْ. ورنق النّوم فِي عينه ترنيقاً، إِذا خالطها. والترْنُوق: الطين الْبَاقِي فِي مَسيل المَاء إِذا نَضبَ الماءُ عَنهُ.
والقنْر: فعل ممات، وَمِنْه اشتقاق رجل قَنَوَّر، وَهُوَ السّيّىء الخُلق الشَّكِسُه. فَأَما القِنّارة فَلَيْسَ من كَلَام الْعَرَب.
والقَرْن: قَرْن الثور وَغَيره، وَالْجمع قُرون. والقَرْن من النَّاس: الأمَّة منهمِ، وَالْجمع قُرُون أَيْضا. وَفُلَان قَرْن فلَان، إِذا كَانَ لِدَته. وَفُلَان قرْنُ فلَان فِي الْحَرْب. والقرْن: الدُّفعة من العَرَق. قَالَ الشَّاعِر:
(نعوِّدها الطِّرادَ فكلَّ يَوْم ... تُسَنُّ على سَنابكها القُرونُ)
والقَرْن: الخُصلة من الصُّوف تُجمع لتغزل. وعرّقت الفرسَ قَرْناً أَو قَرْنين، أَي دُفعة أَو دفعتين. وقُرون الْمَرْأَة: ذوائبها. وقَرْن الشَّمْس: أول شعاعها. وَفُلَان قَرْن بني فلَان، إِذا كَانَ)
سيّدهم والمُدافع عَنْهُم. وبأرض بني فلَان قُرون من العشب، أَي شَيْء متفرِّق. وَأصَاب أَرض بني فلَان قُرون من الْمَطَر، أَي دفعَ متفرِّقة، قَالَ الْأَصْمَعِي: لَا أعرف قرونَاً من الْمَطَر، إِنَّمَا هِيَ ضروس من الْمَطَر. وشَاة قَرْناءُ وتيس أقرَنُ بَيِّنا القَرَن، أَي عَظِيما القرنين. وَرجل مقرون الحاجبين وأقرن الحاجبين، وَلَا يكادون يَقُولُونَ: رجل أقرَنُ وَلَا امْرَأَة قَرْناءُ، إلاّ إِذا ذكرُوا الحاجبين. وَامْرَأَة قَرناءُ، وَهِي الَّتِي تظهر قرْنَة رحِمها من فرجهَا، وَهُوَ عيب، وَالِاسْم القَرَن.
وقُرْنَتا الرُّحم: شُعبتاه، والواحدة قُرْنَة. وقُرْنَتا السّهم: جانبا الفُوق. وقُرْنَتا السِّنان: حَدّاه. وأقرنَ الرجلُ رمحَه، إِذا نَصبه. والقَرَن: الْجَبَل الَّذِي يُشَدّ بِهِ القرينان من الْإِبِل. قَالَ الشَّاعِر:
(وَلَا تكونن كالنازي ببِطْنَته ... بَين القرينين حَتَّى لُزَّ فِي القَرَنِ)
وُيروى: حَتَّى لَزَّه القَرَنُ. والقُرْنَة: قرْنَة السِّنان، وَهُوَ حرفه. وَيُقَال للفارس: أقْرِنْ رمحَك، أَي ارفعْه لَا تَعْقِر بِهِ أحدا. وقَرْن: مَوضِع. والقَرْن: قِطْعَة من الْجَبَل تستطيل صاعدةً وتنبتل عَن معظمه.

(2/793)


وَبَنُو قَرْن، بتسكين الرَّاء: بطن من الأزد لَهُم مَسْجِد بِالْكُوفَةِ. وَبَنُو قَرَن، بفتْحها: قَبيلَة من مُرَاد، مِنْهُم أُوَْيس القَرَنىّ. وأسمحت قَرونةُ الرجل وقرينتُه، وَهِي نَفسه، إِذا أعْطى مَا كَانَ يمْنَع. وَفُلَان قَرين فلَان، إِذا كَانَ لَا يُفَارِقهُ، وَالْجمع قُرَناء. وتقارن القومُ مُقَارنَة وقِراناً.
وقُرين: اسْم. والقَرَن: الجَعبة تُقرن بِالسَّيْفِ، قَالَ الراجز: يَا ابنَ هشامٍ أهلكَ الناسَ اللّبَنْ فكلّهم يسْعَى بقوس وقَرَن ويُروى: أفسد الناسَ اللَّبن، يُرِيد أَنهم شَبِعُوا فتغازَوا وحملوا السِّلَاح. وَيُقَال: قَرْن من لِحاء الشّجر، وَهُوَ شَيْء يُؤْخَذ ويدق وُيفتل مِنْهُ حَبل. وَيُقَال: مَا أَنْت بمُقْرِنٍ لهَذَا الْأَمر، أَي مَا أَنْت بمطيق لَهُ، وَلم يتكلّم فِيهِ الْأَصْمَعِي لِأَنَّهُ فِي الْقُرْآن. وأقرنتِ الشاةُّ، إِذا أَلْقَت بَعَرَها مجتمعاً لاصقاً بعضه مَعَ بعض. وبُسْر قارِن، إِذا نكَّت فِيهِ الإرطاب كَأَنَّهُ قَرَنَ الإبسار بالإرطاب، لُغَة أزدية. والقُران من لم يهمزه جعله من قرنتُ الشيءَ بعضَه إِلى بعض. وَقد سمّت الْعَرَب مقرناً وقراناً. وقُران: مَوضِع بِالْيَمَامَةِ. وجِيء بالقوم قُرانَى، على مِثَال فُعالى، أَي قُرن بَعضهم إِلَى بعض. وقرْنَة الْبَيْت: زاويته. وقَرْنا الْإِنْسَان: فَوْدا هامته، أَي جانبا رَأسه. وسُمّي ذُو القرنين اللخميّ الْملك، وَهُوَ الْمُنْذر الْأَكْبَر جدّ النُّعْمَان بن الْمُنْذر وَلَيْسَ بِذِي القرنين الْمَذْكُور فِي)
التَّنْزِيل لذُؤابتين كَانَتَا فِي رَأسه. قَالَ الشَّاعِر:
(أصدَّ نَشاصَ فِي القرنين حَتَّى ... تَوَلّى عارِضُ الملكِ الهُمام)
قَوْله أصدَّ، يُقَال: صده وأصدّه، إِذا ردّه، وأبى الْأَصْمَعِي إلاّ صده، والنَّشاص: مَا نَشَصَ من السَّحَاب فِي الْأُفق، أَي ارْتَفع، وَإِنَّمَا يصف جَيْشًا، والعارض: السَّحَاب الْمُعْتَرض فِي الْأُفق.
وَيُقَال: مَا أقتَلَ قِرْنَ الظَهر، وَهُوَ الَّذِي يجيئك من ورائك. قَالَ الشَّاعِر: ولكنّ أقرانَ الطهورِ مَقاتلُ وحيَّة قَرْناء إِذا كَانَ لَهَا كاللحمتين فِي رَأسهَا، وَأكْثر مَا يكون ذَلِك فِي الأفاعي. قَالَ الراجز: تحكي لَهُ القَرْناءُ فِي عِرزالها تحكُّكَ الجَرْباءِ فِي عِقالها قَالَ أَبُو بكر: كل شَيْء أصلحه الْأسد لنَفسِهِ أَو الحيَة لنَفسهَا فَهُوَ عِرزال، يصف أْفعى لِأَنَّهَا تَحْرِش بعض جلدهَا بِبَعْض فَتسمع لذَلِك صَوتا. قَالَ الراجز: جارٌ لَقْرناءَ كمُلقي المِبْردِ لَا يَرْمَئزُّ من نُّباح الأسْوَدِ قَوْله لَا يرمئزّ: لَا يتحرّك، وَالْأسود هَاهُنَا: الحيّة السَّوْدَاء، وَلَيْسَ شَيْء ينبح إِلَّا الْكَلْب والحية السَّوْدَاء، وَهَذَا يدلّك على أَنَّهَا أَفْعَى لِأَنَّهُ شبّهها بالمِبْرَد لخشونتها. وَجَاء بقَرن من عِهْن، إِذا جَاءَ بخصلة مفتولة. وقَرْنا الْبِئْر: الخشبتان اللَّتَان عَلَيْهِمَا الخُطّاف. وقَرْن: جبل مَعْرُوف كَانَت فِيهِ وقْعَة يَوْم قَرْن لغَطَفان

(2/794)


على بني عَامر بن صَعصعة، وَكَذَلِكَ يَوْم القَرْنَيْن أَيْضا.
والنَّقْر: نقْر الشَّيْء بمِنقر من حَدِيد أَو غَيره، ومِنقار الطَّائِر من ذَلِك لِأَنَّهُ ينقُر بِهِ كَمَا يُنْقَر بالمِنقار. والمِنْقَر: الرَّكِيّ الْكَثِيرَة المَاء، وَقَالَ قوم: مَنْقَر بِفَتْح الْمِيم. وَبَنُو مِنْقَر: بطن من الْعَرَب. وَجمع مِنقار مناقير، وَجمع مِنْقَر مَناقر. والنقير: حجر يُنقر فيُتّخذ مِنْهُ مِرْكَن أَو نَحوه يسْقِي مِنْهُ القومُ المالَ الماءَ. والنَّقير: الثقب فِي ظهر النواة، وَهُوَ الَّذِي يخرج مِنْهُ الشّوكةُ ثمَّ تصير خُوصةً إِذا نَبتَت، وَكَذَا فُسر فِي التَّنْزِيل، وَالله أعلم. والنّاقور: فاعول من النَّقْر.
وأصابتهم ناقرةٌ من الدَّهْر، أَي داهية، وَالْجمع نَواقر. وأتتني عَن فلَان نواقرُ، أَي كَلِمٌ تسوءني.
والنَّواقر من السِّهام: الَّتِي تصيب القِرطاس وتَعْلَق بِهِ، الْوَاحِد ناقر، وَمِنْه: رمى فلَان فلَانا بنواقرَ، أَي بكَلِم صوائبَ. ونقرتُ عَن الْخَبَر تنقيراً، إِذا فتَّشت عَنهُ. والنَّقِرَة: مَوضِع بَين مكّة)
وَالْبَصْرَة. والنَّقير: مَوضِع بَين الأحساء وَالْبَصْرَة. والنقّار: الطَّاعُون. ونقْرَة القَفا بَين العِلباوين.
والنُّقْرَة من الذَّهَب والفضّة وَغَيرهمَا: مَا سُبِك مجتمعاً. والنَّقْر فِي الْحجر: الزَّبْر فِيهِ، أَي الْكتاب. وَقَالَت امْرَأَة من الْعَرَب لأمَة لَهَا: مُرّي بِابْنَتي على ذَوي النَّظَرَى لَا على ذَوَات النَّقَرَى، أَي مُرّي بهَا على الرِّجَال الَّذين يرضون بِالنّظرِ لَا على النِّسَاء اللواتي ينقِّرن عَن الْخَبَر. ودعا فلَان النَّقَرَى، إِذا اختصَّ قوما دون قوم. والنَّقَرَى: ضدّ الجَفَلَى. قَالَ الشَّاعِر:
(نَحن فِي المَشْتاة نَدْعُو الجَفَلَى ... لَا ترى الآدِبَ منّا يَنْتَقِرْ)
وشَاة نَقِرَة، وَهُوَ دَاء يُصِيبهَا. وأنقِرة: مَوضِع بِبِلَاد الرّوم بهَا قبر امْرِئ الْقَيْس. ونقّر الطائرُ فِي الْموضع، إِذا سهّله ليبيض فِيهِ. ونقَّر الفَرْخ عَن الْبَيْضَة. وَأنْشد لطرفة: خَلا لكِ الجَوُّ فبِيضي وآصْفري ونقَري مَا شئتِ أَن تنقَري
(رقو)
الرقْو والرَقْوَة: شَبيه بالرّابية، لُغَة تميمية.
والرَّوْق: القَرْن، وَالْجمع أرواق. وَرجل أروَقُ بيِّن الرَّوَق، إِذا كَانَ طَوِيل الْأَسْنَان، وَالْجمع رُوق. قَالَ الشَّاعِر:
(فدَاء خَالَتِي لبني حُيَي ... خُصُوصا يومَ كُسُّ الْقَوْم رُوقُ)
وَجَارِيَة رُوقة، وَالْجمع رُوق، وَهِي التامّة الجَمال، وَكَذَلِكَ النَّاقة. وراقني الشيءُ يَروقني رَوْقاً، إِذا أعجبني، وَبِه سُمّي الرجل رَوْقاً. ورِواق الْبَيْت: مَا أطاف بِهِ، وَهُوَ بَيت مروَّق. وروَّقت الشرابَ ترويقاً، إِذا صفّيته، وَالَّذِي يصفّى فِيهِ: الراووق. والروقة: الَشيء الْيَسِير، لُغَة يَمَانِية، مَا أعطَاهُ إلاّ رُوقةً.
والقَوْر: مصدر قُرْتُ الشيءَ أقوره قَوْراً، وقورته تقويراً. والقُور: جمع قارَة، وَهِي أكَمَة صلبة ذَات حِجَارَة، وَقد جُمع على قارَات. والقارَة: بطن من الْعَرَب، إِنَّمَا سُمّوا بذلك لِأَن ابْن الشَّدّاخ أَرَادَ أَن يفرّقهم فِي كِنانة فَقَالَ شَاعِرهمْ:
(دَعُونا قارَةً لَا تُنْفِرونا ... فنجْفِلَ مثلَ إجفال الظَّليم)
فسُمّوا القارَة بذلك. والمثل السائر: قد أنصفَ القارَةَ من

(2/795)


راماها، قَالَ أَبُو حَاتِم: لمّا أَنْشدني)
أَبُو عُبَيْدَة هَذَا الْبَيْت أَخذ بأذني وَقَالَ لي: تعلَّمْ يَا صبيّ، أَي أَنَّهَا فَائِدَة أفدتُك إِيَّاهَا. وَدَار قَوْراءُ: وَاسِعَة. وقُوَارة كل شَيْء: مَا قوَّرته مِنْهُ. قَالَ الشَّاعِر:
(يَا فَتى مَا قتلتمُ غيرَ دُعْبُو ... بٍ وَلَا من قُوارة الهنبْرِ)
الدعبوب: الذَّلِيل فِي هَذَا الْبَيْت، والهِنَّبْر: الْجلد فِي هَذَا الْبَيْت. وَقَالَ الآخر:
(لن ينْتَهوا الدَّهْر عَن شتم لنا ... قَوْرَك بالسّهم حافاتِ الأديمْ)
وقَوْران: مَوضِع.
والقَرْو: مصدر قَروت الأرضَ أقروها قَرْواً، إِذا قطعت أَرضًا إِلَى أُخْرَى ثمَّ أُخْرَى. والقَرْو: مِرْكَن يُتّخذ من أصل نَخْلَة يُنتبذ فِيهِ. قَالَ الشَّاعِر:
(قتلوا أخانا ثمَّ زاروا قَرْوَنا ... زَعَمُوا بأنّا لَا نُحَسُّ وَلَا نُرَى)
وطلبُ كل شَيْء قَرْوُه، يُقَال: قروتُكم أبغي عنْدكُمْ الْخَيْر قَرْواً.
فَأَما قُرء الحَيْض فمهموز وستراه فِي بَاب الْهَمْز إِن شَاءَ الله.
والوَرَق: وَرَق الشّجر، أورقَ الشّجر يورِق إيراقاً، وورَّق يورِّق توريقاً. وأورقَ الصائدُ، إِذا أخفق إيراقاً. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا أورقَ العَوْفِي جَاع عيالُه ... وَلم يجِدوا إلاّ الصّعاريرَ مَطْعَما)
الصعارير وَاحِدهَا صُعرور، وَهُوَ الصَّمْغ الملتوي المستطيل. واختبط فلَان فلَانا وَرَقاً، إِذا أصَاب مِنْهُ خيرا. وغصن وَريق ومورِق. وَمَا أحسنَ أوراقَ فلَان، إِذا كَانَ حَسَن الْهَيْئَة واللِّبْسة. والوَرِق: الدَّرَاهِم بِعَينهَا، وَرُبمَا جُمعت فَقيل: أوراق. وَيُقَال: فِيهَا رجل مورِق، أَي لَهُ وَرِق، كَأَنَّهُ من الأضداد عِنْدهم لِأَن المورِق الَّذِي لَا شَيْء لَهُ. والوَريقة: مَوضِع، زَعَمُوا.
والوُرقة: غبرة تضرب إِلَى سَواد، جَمَل أورَق وحمامة وَرْقاءُ، وَالْجمع وُرْق. وَقد قَالُوا: ليل أورَقُ، يُرِيدُونَ سوَاده، وَلَيْلَة وَرْقاءُ: سَوْدَاء أَيْضا. وَيُقَال: رجل ورّاق، إِذا كثر وَرِقُه. قَالَ الراجز: يَا رُبَّ بيضاءَ من العراقِ تَأْكُل من كيس امْرِئ وَرّاقِ ويُروى: جاريةٌ من سَاكِني الْعرَاق، يَعْنِي: كثير الوَرِق.
فَأَما تسميتهم مؤرِّقاً فَلَيْسَ من هَذَا، ذَاك من الأرَق، والأرَق: ذهَاب النّوم، يُقَال: أرِقْتُ آرَق)
أرَقاً، والمصدر: الإيراق، ومصدر أرّقني: تأريقاً. قَالَ الشَّاعِر:
(يَا عِيد مالَك من شوقٍ وإيراقِ ... ومَرِّ طَيْفٍ على الْأَهْوَال طَرّاقِ)
العِيد: مَا عادك.
وَرُبمَا سمّي الفضّة وَرِقاً. قَالَ الراجز: تُبادرُ العِضاهَ قبل الإشراقْ بمقْنَعاب كقِعاب الأوراقْ والوَقْر: مَا كَانَ فِي الْأذن، وَهُوَ الصَّمَم. والوِقْر: مَا حُمل على الظّهْر. وأوقرتِ النخلةُ إيقاراً فَهِيَ موقِرة وموقَرة، وأبى الْأَصْمَعِي

(2/796)


إلاّ كسر الْقَاف، وَالْجمع مَواقير ومَواقر، فَإِذا كَانَ ذَلِك من عَادَتهَا فَهِيَ مِيقار. والوَقْرَة: الصَّدْع فِي الْعظم، عظم وَقير، إِذا كَانَت بِهِ وَقْرَة، وَهِي الصدْع فِي الْعظم. وَمن ذَلِك قيل: فَقيرٌ وَقيرٌ، كَأَنَّهُ مكسور الفَقار منصدع الْعِظَام. والوَقير: الْقطعَة من الْغنم الْعَظِيمَة. قَالَ أَبُو عُبيدة: لَا يُقَال للقطيع وَقير حَتَّى يكون فِيهِ كلب وحمار، لِأَن الراعيَ لَا يَسْتَغْنِي عَن الْكَلْب ليذود عَن غنمه، وَعَن الْحمار ليحمل عَلَيْهِ زَاده وقُماشَه.
وَرجل وَقور بَيِّن الوَقار، إِذا كَانَ حَلِيمًا. وواقرة: مَوضِع، زَعَمُوا. وَجمع الوِقْر أوقار. ووقَّرت الرجلَ توقيراً، إِذا سكّنته، وَكَذَلِكَ الدابّة. قَالَ الراجز: يكَاد يَنْسَلُّ من التصديرِ على مُدالاتيَ والتوقيرِ والمُدالاة: الرِّفْق.
(رقّه)
الرقَة: الفِضة، منقوصة، وستراه فِي بَابه إِن شَاءَ اللهّ تَعَالَى، وَالْجمع رِقِين. وَمثل من أمثالهم: وِجْدان الرِّقِين يعفّي على أفْن الأفين، أَي حُمْق الأحمق. والرَّهَق من قَوْلهم: غُلَام فِيهِ رَهَق، أَي عَرامة وخبث. ورَهِقْتُ الرجلَ، إِذا غشِيته بمكروه. وأرهقتُه، إِذا أعجلته. ومصدر رَهِقْتُ: رَهَقاً، ومصدر أرهقتُ: إرهاقاً. وَغُلَام مُراهِق: قد دانى الحلُم.
والقَهْر: مصدر قهرتُه قهرا، فَهُوَ مقهور وَأَنا قاهر. والقَهْر: اسْم مَوضِع. قَالَ الشَّاعِر:
(وإليكَ أعملتُ المَطِيَّةَ من ... سُفْلى العراقِ وأنتَ بالقَهْرِ)
وَالله عز وجلّ القَهّار والقاهر.)
والقَرَه: مصدر قَرِهَ جلده يقرَه قَرَهاً، إِذا اسودَّ من أثر ضرب، أَو تقشَّرَ. فَأَما هَرَقْتُ الماءَ فَإِنَّمَا هِيَ همزَة قُلبت هَاء، وستراه فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله.
(رقي)
رَقَيْت أرقي رَقْياً من الرُّقْيَة، وَأَنا راقٍ وَالْمَفْعُول بِهِ مَرْقِيّ. فَأَما من الصعُود فَتَقول: رَقِيت أرْقَى رُقِياً ورُقُواً.
ورَقَأ الدمُ يَرْقأ رُقوءأ، مَهْمُوز. وَقَالُوا: لَا تسُبّوا الإبلَ فَإِن فِيهَا رُقوءَ الدَّم، أَي تُؤْخَذ فِي الدِّيات فتمنع من الْقَتْل، فَكَأَن الدَّم رَقَأ بهَا.
والريق: مَعْرُوف. ورَيِّق كل شَيْء: أوّله، وَمِنْه رَيِّق الشّباب، ورَيِّق الْمَطَر. وأكلت خبْزًا رَيِّقاً بِغَيْر إدام. فَأَما الرّائق فَمن الْوَاو، وَقد مرّ ذكره.
وقَرَيْتُ الضيفَ أقرِيه قِرى. وقَرَيْتُ الماءَ فِي الْحَوْض أقرِيه قَرْياً. وقَرَى الْبَعِير جرَّته، إِذا جمعهَا فِي شِدقه قَرْياً. والقَرِيَّ: مَسيل مَاء من غِلَظ إِلَى رَوْضَة. قَالَ الراجز: كأنّه والهولُ عسكريُّ إِذا تبارَى وَهُوَ ضَحْضاحي ماءُ قَرِيٍّ مَدَّه قَرِيُّ وَالْجمع قرْيان، وَقد جمعُوا قَريّاً أَقراء، كَمَا جمعُوا طَويّاً أطواء. والقَرْيَة اشتقاقها من قَرَى البعيرُ جِرَّتَه، وَالْجمع القُرَى على غير قِيَاس، إِلَّا أَن قوما من أهل الْيمن يَقُولُونَ قِرْيَة، فلعلّ الْجمع على ذَلِك.
والقَيْرَوان: الْجَمَاعَة من النَّاس، فارسيّ مُعرب.

(2/797)


والقِير والقار: معروفان، وَالْعرب تسمّي الخَضخاض قاراً، والخَضخاض: ضرب من القَطِران وأخلاط تهْنَأ بِهِ الْإِبِل. قَالَ الشَّاعِر:
(فَلَا تَتْرُكَنّي بالوعيد كأنّني ... إِلَى النَّاس مَطْلِي بِهِ القارُ أجرَبُ)
واليَرَقان: دَاء يُصِيب الزَّرْع وَالنَّاس أَيْضا، وَيُقَال: الأرَقان أَيْضا. وَزرع مأروق ومَيْروق أَيْضا، إِذا أَصَابَهُ اليَرَقان.
3 - (بَاب الرَّاء وَالْكَاف)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(ركل)
الرَّكْل: الرفْس بالرِّجل، ركلتُه أركُله رَكْلاً. ومَرْكَلا الفَرَس: مَوضِع رِجلي الْفَارِس من جَنْبَيْهِ، وَالْجمع مَراكل. والركْل: هدا الكُرّاث الْمَعْرُوف بلغَة عبد الْقَيْس، وبائعه رَكال. ومَركَلان: مَوضِع، زَعَمُوا.
(ركم)
الرَّكْم: مصدر ركمتُ الشَّيْء أركمه رَكْماً، إِذا ألقيت بعضه على بعض فَهُوَ مركوم ورُكام.
وتراكم السحابُ، إِذا تكاثف. والركْمَة: الطين الْمَجْمُوع أَو التُّرَاب.
والرَّمَك والرُّمكَة: من ألوان الْإِبِل، وَهُوَ أكدر من الورْقَة، جمل أرمَكُ وناقة رَمْكاءُ. قَالَ الراجز: مِنْهَا الدَّجُوجيُّ وَمِنْهَا الأرْمَكُ كالليل إلاّ أنّها تحرَّكُ الدَجُوجيّ: الشَّديد السوَاد كالليل. أَرَادَ أَن الْخَيل هَذِه ألوانها. وكل لونٍ خالطت غُبرته سواداً كَدِراً فَهُوَ أرْمَكُ. قَالَ الراجز: بابُ بنِ فِي الجِرَّة أردىَ سُهْرَكا والخيلُ تجتابُ العَجاج الأرمَكا قَالَ أَبُو بكر: بَاب اسْم رجل، وَهُوَ صَاحب زقاق بَاب الْبَصْرَة، وسُهْرَك: صَاحب يَوْم رِيسِهْر، وَقَالَ أَبُو بكر أَيْضا: سُهْرَك قَائِد كَانَ بعث بِهِ كِسرى فقاتل الْعَرَب بِنَاحِيَة السواحل، وَذكروا أَن اشتقاق الرّامك من هَذَا. ورَمَك بِالْمَكَانِ يرمُك رمُوكاً، إِذا أَقَامَ بِهِ فَهُوَ رامِك. فَأَما الرمَكَة الْأُنْثَى من البراذين ففارسيّ معرَّب. ورَمَكان: مَوضِع.
والكَمَرَة: طرف قضيب الْإِنْسَان خَاصَّة، وَلَا يُقَال لغيره من الْحَيَوَان، وَقد زعم قوم أَنه يُقَال لكل ذكر من الْحَيَوَان. وتكامر الرّجلَانِ، إِذا تكابرا بأيريهما. قَالَ الراجز: وَالله لَوْلَا شيخُنا عَبّادُ لَكَمَرونا اليومَ أَو لكادوا) عَبّاد هَذَا رجل من إياد، وَله حَدِيث بعكاظ. وَرجل مكمور، إِذا قطع الخاتنُ طرف كَمَرَته.
والكَرَم: ضدّ اللؤم، كَرُمَ الرجلُ يكرم كَرَماً فَهُوَ كريم. وَرجل كرّام: فِي معنى كريم. والمَكارمَ واحدتها مَكْرُمَة، وَهُوَ مَا استفاده الْإِنْسَان من خُلق كريم أَو طبع عَلَيْهِ. وَجمع كريم كِرام وكُرَماء. والكَرْم: شجر الْعِنَب لَا يُسمى بِهِ غَيره، وَالْجمع كُروم. والكَرْمَة: قِلادة تتّخذها الْمَرْأَة شَبيهَة بالمِخْنَقَة، وَالْجمع كروم أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر: عدوس السُّرَى لَا يَألَفُ الكرمَ جِيُدها العَدوس: الشَّدِيدَة.
والمَكْر: مَعْرُوف، مَكَرَ يمكُر مَكْراً فَهُوَ ماكر ومَكور ومَكّار

(2/798)


والمَكْر: ضرب من النبت، وَالْجمع مُكور. قَالَ الراجز: فَحَطَّ فِي عَلْقَى وَفِي مُكورِ بَين تواري الشَّمْس والذرورِ عَلْقَى ومكور: نبتان. والمَكْر: طين أَحْمَر شَبيه بالمُغْرَة، ثوب ممكور، إِذا صُبغ بذلك الطّين.
(ركن)
الرُّكْن، رُكْن كل شَيْء: جَانِبه. وَفُلَان يأوي إِلَى رُكْن شَدِيد، أَي إِلَى عشيرة ومَنَعَة. وركنتُ إِلَى فلَان أركَن إِلَيْهِ رُكوناً، إِذا استنمتَ إِلَيْهِ فَأَنا راكن وَهُوَ مركون إِلَيْهِ. وَفُلَان رَكين بَيِّن الرَّكانة، إِذا كَانَ وَقوراً ثقيل الْمجْلس. وَقد سمّت الْعَرَب رُكانة ورُكَيْناً ورَكّاناً. وأركان الْكَعْبَة: جوانبها، وَكَذَلِكَ أَرْكَان كل بِنَاء. والمِرْكَن: الإجّانة فِي بعض اللُّغَات. ورَكَنَ بِالْمَكَانِ ركوناً، إِذا أَقَامَ بِهِ، زَعَمُوا.
والكِران: العُود الَّذِي يُضرب بِهِ، وَالْجمع أكرِنَة. والكَرِينَة: العَوّادة. قَالَ لبيد:
(بسُلافِ غانيةٍ وجَذْب كَرِينَةٍ ... بموتَّرٍ تأتالُه إبهامُها)
والنَّكْراء من الدَّهاء، رجل ذُو نكراءَ، إِذا كَانَ داهياً. وتنكر الْأَمر، إِذا تغيّر. وكل شَيْء استبهم عَلَيْك فقد تنكر لَك. وتنكَّر لي فلَان، إِذا لقيك لِقاءً بشعاً. وتناكر الْقَوْم، إِذا تعادوا فهم متناكرون.
ونَكِير: اسْم أحد المَلَكين اللَّذين يُقَال لَهَا: مُنْكَر ونَكير، وَالله أعلم أهوَ اسمهما أم من صفتهما.
وشتمتُ فلَانا فَمَا كَانَ عِنْده نَكير، أَي لم يمْنَع عَن نَفسه. وَبَنُو نُكْرَة: بطن من الْعَرَب. وَقد)
سمّت الْعَرَب ناكوراً. وسَمَيْفَع بن ناكور: ذُو الكَلاع الحِميري. والنكْراء: شدّة الدَّهْر. قَالَ الشَّاعِر: والدهرُ فِيهِ النكْراءُ والزلْزالْ ونكرت فلَانا وأنكرتُه، إِذا جهِلته. وَفِي التَّنْزِيل: فَوْمٌ مُنْكَرون، فَهَذَا من أنْكرت، وَفِيه: نَكِرَهم وأوْجَسَ مِنْهُم خِيفَةً، فَهَذَا من نَكِرْتُ، وَالْمَفْعُول منكور.
(ركو)
الرَّكْوَة: دلو صَغِيرَة من أَدَم، وَالْجمع رِكاء ورَكَوات. والرَّكاء: وادٍ مَعْرُوف. ورَكَوْتُ على الرجل أركو رَكْواً، إِذا سَبَعْتَه أَو ذكرتَه بقبيح. ورَكَوْتُ على الْبَعِير الحِمْل، إِذا حملت عَلَيْهِ مَا يُثقله. ورَكوْتُ على الرجل الحِمْل، إِذا ضاعفته عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو زُبيد:
(ثمتَ جَاءُوا بِمَا أرْكَوْا وَمَا حملُوا ... حملا على النَّعش حَمّالَ التكاليفِ)
يرثي عُثْمَان بن عفّان يَقُول: حملُوا على النعش من كَانَ يحمل التكاليف.

(2/799)


وَقَالَ أَبُو زيد: الكور: كور العِمامه، كرت العِمامة أكورها كوراً، إِذا لثتها على رَأسك.
والكَوْر: الْقطعَة الْعَظِيمَة من الْإِبِل، وَالْجمع أكوار. والكَور: الرحْل، وَالْجمع أكوار أَيْضا وكِيران.
وكَوْر وكُوَيْر: جبلان معروفان. وَمثل من أمثالهم: الحَوْر بعد الكَوْر، أَي النُّقْصَان بعد الزِّيَادَة. وكرْت الكارَةَ على ظَهْري، أَي جمعتها. وكارَ الرجلُ، إِذا أسْرع فِي مشيته يكور كَوْراً، واستكار استكارة. قَالَ أَبُو بكر: وَهَذِه الْألف الَّتِي فِي استكار مَقْلُوبَة عَن الْوَاو وَكَانَ الأَصْل استكوَرَ فألقيت فَتْحة الْوَاو على الْكَاف فَانْقَلَبت ألفا سَاكِنة، وسُمّي الرجل مستكيراً من هَذَا، وكُرْتُ الأرضَ أكورها كوْراً، إِذا حفرتها فِي بعض اللُّغَات، ووكرتها أكِرها وَكْراً.
وكُرْت بالكُرَة، إِذا ضربتها بالصَّولجان. فَأَما الكُورة من الْقرى فَلَا أحسبها عربيّة مَحْضَة.
والكَرو من قَوْلهم: كَرَوْتُ الأَرْض أكروها كَرْواً، إِذا حفرتها، وَهِي اللُّغَة الصَّحِيحَة.
والأكْرَة: الحفرة فِي الأَرْض. قَالَ الراجز: من سَهلِه ويتأكَرن الأكَرْ وَبِه سُمِّي الأكّار.
وَامْرَأَة كَرْواء: دقيقة السَّاقَيْن. والكَرَوان: طَائِر مَعْرُوف، وَالْجمع كِرْوان، وَقد قَالُوا: كَرَوانات.)
قَالَ الشَّاعِر:
(مِنَ آل أبي مُوسَى ترى القومَ حوله ... كأنَّهمُ الكِرْوانُ أبصرنَ بازيا)
وَرُبمَا سُمِّي الكَرَوان كَرا. والمثل السائر: أطْرقْ كَرا أطرِقْ كَرا إنّ النَّعام فِي القُرى قَالَ أَبُو بكر: يُقَال هَذَا للرجل يتكلّم بِأَكْثَرَ من قدْره فَيُقَال: إِن النعام الَّذِي هُوَ أعظم خَطَراً مِنْك فِي القُرى فَأَنت أقلّ من ذَلِك.
والوَرِك: وَرِكُ الْإِنْسَان ووَرِك الدابّة. ووَرَكَ بِالْمَكَانِ يَرك وروكاً، إِذا أَقَامَ بِهِ فَهُوَ وارِك، وأرَكَ يَأرُك أروكاً، وَهِي اللُّغَة الفصيحة. والوِراك: وِراك الرحل، وَهِي المَوْرَكة أَيْضا، وَالْجمع المَوارك، وَهُوَ قِطْعَة من أَدَم تطرح فِي مقدَّم الرحل يتورك عَلَيْهَا الرَّاكِب. وتورك الرجلُ على رَحْله، إِذا ثنى رِجله على الرَّحْل.
والوَكْر: وَكْر الطَّائِر، وَالْجمع أوكار ووُكور. ووكَرت السِّقاء، إِذا ملأته، توكيراً. والتوكير: أَن يدعوَ الناسَ إِلَى طَعَام يتّخذه إِذا فرغ من بِنَاء بَيته أَو دَاره، وَكَّر توكيراً، وَاسم الطَّعَام: الوكيرة.
وناقة وَكَرَى: سريعة الْمَشْي.
(ركه)
الرَّهْك: مصدر رهكتُ الشَّيْء أرهكه رَهْكاً، إِذا سحقته سحقاً نِعِمّا، فَهُوَ مرهوك ورَهيك.
والكَهْر: مصدر كَهَرْتُ الرجلَ أكهَره كَهْراً، إِذا زجرته وأبعدته. وَقد قرئَ: فأمّا اليتيمَ فَلَا تَكْهَر. وَيُقَال: مَرّ كَهْر من النّهار، أَي صدر مِنْهُ. وَيُقَال: رجل كُهْرُورة: كثير الضحك.
والكُرْه والكَرْه: لُغَتَانِ، مثل الضُّعف والضَّعف، وَأمر كريه بِمَعْنى مَكْرُوه، وَأَنا كَارِه. والمَكْرَه: المَفْعَل من الكُرْه، وَالْجمع مَكاره. وأكرهتُ فلَانا على كَذَا وَكَذَا إِكْرَاها، إِذا أجبرته عَلَيْهِ.
وَرَأَيْت الكَراهةَ فِي وَجهه والكراهِيَة سَوَاء، مثل الرّفاهِيَة والرفاهة.

(2/800)


وتكرهت الشيءَ تكرهاً، إِذا تسخطتَه. والكَرْهاء: نُقرة الْقَفَا، لُغَة هُذلية، وَقَالَ مرّة أُخْرَى: الكَرْهاء: الْوَجْه وَالرَّأْس بأسره، لُغَة هُذلية، هَكَذَا يَقُول الْأَصْمَعِي، وَلم أسمعهُ فِي شعرهم.)
والكُرَة: اسْم نَاقص ترَاهُ فِي بَابه إِن شَاءَ الله.
والهَكْر: العَجب. قَالَ الشَّاعِر:
(فَقَدَ الشبابَ أبوكِ إِلَّا ذِكْرَهُ ... فآعْجَبْ لذَلِك فِعْلَ دهْرٍ وأهْكَرِ)
وهَكِر: مَوضِع، وهَكْر أَيْضا: مَوضِع، وهَكْران: مَوضِع. قَالَ الشَّاعِر:
(هما نعجتان من نِعاجِِ تَبالَةٍ ... لَدَى جُؤذرين أَو كبعض دمَى هَكْرِ)
وَقَالَ أَبُو بكر: دمى تَثْنِيَة دمْيَة، والجؤذَر: ولد الْبَقَرَة الوحشية. وَيُقَال: مَا فِي هَذَا الشَّيْء مَهْكَر، أَي مَعْجَب، ومَهْكَرَة، أَي مَعْجَبَة.
(ركي)
استُعمل مِنْهَا الركِيّ وَهِي مَعْرُوفَة، وَالْجمع ركايا. فَأَما قَول الْعَامَّة رَكِيَّة فلغة مَرْغُوب عَنْهَا، على أَنهم قد تكلّموا بهَا.
والكِير: كِير الحدّاد، وَالْجمع أكيار وكِيران أَيْضا.
والكَرْي: مصدر كَرَيْت الأرضَ كَرْياً، إِذا حفرتها، لُغَة فصيحة. وكَرَيْتُ كَرْياً، إِذا عدوت عدوا شَدِيدا، وَلَيْسَ باللغة الْعَالِيَة. والكَرَى: النّوم، كَرِيَ يَكْرَى كَرى شَدِيدا، والكَرِيّ: النَّائِم.
والكَريّ: الَّذِي يُكري بعيرَه، وَرُبمَا خُفف احتياجاً. قَالَ الراجز: مَتى أنامُ لَا يؤرِّقني الكَرِيّْ لَيْلًا وَلَا أسمع أجراسَ المَطِيّْ والكَرِيَّ أَيْضا: الْمُكْتَرِي، وَهَذَا الْبَيْت يدل على أَنه للمكترَى مِنْهُ لِأَنَّهُ لَا يَدعه ينَام على جَمَله.
3 - (بَاب الرَّاء وَاللَّام)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(رلم)
الرمْل: مَعْرُوف، وَالْجمع رِمال. وترمَّل الْقَتِيل بِالدَّمِ، إِذا تلطّخ بِهِ. قَالَ الراجز: إنّ بَنِيّ رَملوني بالدَّم شِنشِنة أعرِفُها من أخزَ ورَملْتُ الحصيرَ والسريرَ أرمُله رَمْلاً، إِذا نسجته، فَهُوَ مرمول وَأَنا رامل. ورَمَلَ الرجلُ رَمَلاً، وَهُوَ عَدْو دون الشَّديد، شَبيه بالهَرْوَلَة. وَقد سمّت الْعَرَب راملاً ورُمَيْلاً ورَمْلة. والرمَل: أحد أَسمَاء العَروض، عَروض الشِّعر.
(رلن)
أهملت.
(رلو)
رَوَّلَ الفرسُ ترويلاً، إِذا أدلى. والرّاوول: سنّ زَائِدَة فِي الْإِنْسَان وَالْفرس.
والوَرَل: دوَيْبَّة أَصْغَر من الضَّبّ فِي خِلقته، وَالْجمع أورال. وَذَات أورال: مَوضِع. ويُجمع وَرَل على وِرْلان وأرْؤل، وَهُوَ مَهْمُوز، وستراه فِي

(2/801)


بَابه إِن شَاءَ الله.
وَذُو أرْؤل: جبل، وَهَذَا مَهْمُوز ترَاهُ فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله.
(رله)
الرهَل: استرخاء اللَّحْم وتورُّمه، رَهِلَ يرهَل رَهَلاً. والرَّهَل: المَاء الْأَصْفَر الَّذِي يكون فِي السخْد. قَالَ عبد الرَّحْمَن: قَالَ عمي الْأَصْمَعِي: الرِّهْل: سَحَاب رَقِيق شَبيه بالندى يكون فِي السَّمَاء.
والهَرَل: فعل ممات، وَمِنْه اشتقاق الهرولة، الْوَاو زَائِدَة، وَهِي عَدو شَبيه بالجَمْز، هرولَ يهروِل هرولةً وهِرْوالاً.
(رلي)
موَاضعهَا فِي المعتلّ والزوائد والهمز، وستراه إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
3 - (بَاب الرَّاء وَالْمِيم)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(رمن)
الرَّنْم: فعل ممات مِنْهُ اشتقاق الترنّم، ترنم يترنّم ترنّماً، إِذا رجَّع صَوته، وَكَذَلِكَ ترنم الطائرُ ترنّماً، إِذا مدّ فِي صَوته، والمغنّي إِذا مدّ فِي غنائه، ورنّم ترنيماً، وَسمعت رَنْمَةً حَسَنَة.
ومَرَنَ الْحَبل والثوبُ وَنَحْوهمَا يمرُن مُروناً، إِذا لَان. ورمح مارن: لدْن قد املاسَّ. ومارِن الْأنف: مَا لَان مِنْهُ. وَمَا أحسنَ مرانةَ الثَّوْب والرُّمح ومرونتَه. ومرنت فلَانا على كَذَا وَكَذَا، إِذا ليّنته عَلَيْهِ وقرّرته. فَأَما بَنو مَرِينا الَّذين ذكرهم امْرُؤ الْقَيْس فِي قَوْله:
(فَلَو فِي غير معركة أصيبوا ... وَلَكِن فِي ديار بني مَرِينا)
فهم قوم من أهل الحِيرة من الْعباد، وَلَيْسَ مَرِينا بِكَلِمَة عَرَبِيَّة. وَيُقَال: فلَان على مَرِن وَاحِد، أَي على سَجية وَاحِدَة. وَتقول: لأفعلنّ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُول لَك صاحبَك: أَو مَرِناً مّا أُخْرَى، أَي أَو أَن ترى غير ذَلِك، جَاءَ بِهِ أَبُو زيد، وَهُوَ مثل. والمُرّانة: الْقَنَاة، وَالْجمع مرّان، وَقد مرّ ذكرهَا فِي الثنائي. فَأَما المَرانة الَّتِي ذكرهَا ابْن مقبل فِي قَوْله:
(يَا دارَ سلمى خلاءً لَا أكلِّفها ... إِلَّا المَرانةَ حَتَّى تَعْرِفَ الدِّينا)
فقد اخْتلفُوا فِي تَفْسِيرهَا فَقَالَ قوم: المَرانة: اسْم نَاقَة، وَقَالُوا: المَرانة: مَوضِع. والمَرْن: الْأَدِيم المدعوك المليَّن.
والنُّمِر: سَبُع مَعْرُوف، وَالْجمع أَنْمَار ونُمور ونُمُر. وتنمّر لي الرجل، إِذا تَهدُّدني. والنَّمِرة: شَملة فِيهَا خطوط بِيض وسُود. وسحابة نَمرَة: فِيهَا سَواد وَبَيَاض. وَمن أمثالهم: أرِنيها نَمِرَةً أرِكْها مَطِرَةً. وَأسد أنمَر ولبؤة نَمْراء، إِذا كَانَ فيهمَا نمرة، وَهِي غُبرة وَسَوَاد. وَقد سمّت الْعَرَب نُمارة وأنماراً ونُميراً ونَميراً، وكلّها أَسمَاء قبائل. ويُجمع النَّمِر أَيْضا على نِمار ونمارَة.
وَبَنُو النمِر بن قاسط يُنسب إِلَيْهِ نَمَرِيّ لِأَن يَاء النّسَب لَا يكون مَا قبلهَا إلاّ مكسوراً.
والنُّمِر بن تَوْلَب العكْليّ: أحد شعراء الْعَرَب: قَالَ أَبُو حَاتِم: تَقول الْعَرَب: النمْر بن توْلب وَلم يقل عَرَبِيّ قطّ: النَّمِر، وَهُوَ من المعمَّرين. وَذكر الْأَصْمَعِي أَنه مخضرم وَأَنه لحق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم، وَأنْشد لَهُ أبياتاً يذكر

(2/802)


فِيهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم أَولهَا:)
إنّا أَتَيْنَاك وَقد طَال السَّفَرْ نقودُ خيلاً ضُمَّراً فِيهَا عَسَرْ وَمَاء نَمير: ناجع فِي الشاربة، أَي يُوَافق الَّذِي يشربه. وطير منمّر: فِيهِ نقط سود، وَرُبمَا سمّي البِرْذَوْن منمَّراً إِذا كَانَ كَذَلِك. ونمْران: اسْم، ونُمْران ونُمارة.
(رمو)
الرَّوْم: مصدر رُمْته أرومه رَوْماً، إِذا طلبته، فَأَنا رائم وَهُوَ مروم. والرُّوم: جيل مَعْرُوف.
ورومة: بِئْر مَعْرُوفَة. ورُوام: مَوضِع. ورامة: مَوضِع. وَقد سمّت الْعَرَب روَيْماً ورُومان، وَهُوَ أَبُو قَبيلَة.
والمَوْر: مصدر مارَ الشَّيْء يمور مَوْراً، إِذا جَاءَ وَذهب كالمضطرب، وَكَذَا فسِّر فِي التَّنْزِيل، وَالله أعلم. ومارَ الترابُ على الأَرْض، إِذا سَفَتْه الريحُ وأحالته. وَطَرِيق مَوْر: سهل مستو.
ومَشْيٌ مَورٌ: لَيّن. قَالَ الراجز: ومَشْيُهنّ بالخُبَيْب مَوْرُ كَمَا تهادىَ الفتياتَ الزّوْر وُيروى: وسَيْرُهنّ بالفلاة مَوْر. والمُور: جمع ريح موّارة، ورِياحٌ مور.
والمَرْو: حِجَارَة رقاق بيض برّاقة فِي الشَّمْس. وَيُقَال أَيْضا: المرْو: حِجَارَة القَدَّاح، الْوَاحِدَة مَرْوَة. والمَرْوَة: جبل بمكّة مَعْرُوف. ومَروان: اسْم من هَذَا اشتقاقه. ومَرْوان: جبلِ، أَحْسبهُ من هَذَا.
والوَرَم: مَا نبَر من الْجَسَد، وَرِمَ يَرِمُ وَرَماً، وَهَذَا من الشاذّ، وَكَانَ يجب أَن يكون: وَرِم يَوْرَم مثل وَجِلَ يَوْجَل، وللنحويين فِيهِ كَلَام، وَالشَّيْء وارم، وَالْجمع وُرَّم.
وَيَقُولُونَ: فلَان يحرُق عَلَيْك الأُرَّم، إِذا كَانَ مغتاظاً. قَالَ الراجز: نُبِّئتُ أحماءَ سُليمى إنّما باتوا غِضاباً يحرُقون الأُرَّما
(رمه)
الرِّمّة: الْعظم الْبَالِي، وَالْجمع رِمم وأرمام. والرمَة: قِطْعَة من حَبل. وَتقول الْعَرَب: أتيتُك بِهِ برمَّته، أَي بِهِ كلِّه، وَالْأَصْل أَن تَأتي بالأسير وَقد شددته برُمَّة. والرُّمَة، تخفَّف وتثقل: مَوضِع.)
وَقَالَ عبد الرَّحْمَن: قَالَ عمّي: تَقول الْعَرَب: قَالَت الرُّمَة: كلَّ بَنيَّ فَإِنَّهُ يُحْسيني إِلَّا الجَرِيبَ فَإِنَّهُ يرْوِيني والجَريب: وادٍ مَعْرُوف بِنَجْد، قَالَ أَبُو بكر: وَمن قَالَ الجُرَيْب بِالضَّمِّ فقد أَخطَأ.
أنشدَنا عبد الرَّحْمَن عَن عمّه: حَلَّت سُليمى جانبَ الجَريبِ بأجَلَى مَحَلَّةَ الغريبِ والرمَة: الْموضع الَّذِي تصُبّ فِيهِ الأوديةُ الماءَ. وَذُو الرُّمَة الشَّاعِر سمُيّ بِبَيْت قَالَه وَهُوَ: أشْعَث بَاقِي رمَّةِ التقليدِ يصف وَتداً. والرِّمّة: الأرَضَة فِي بعض اللُّغَات.
ولغة يَمَانِية: رَمهَ يومُنا يَرْمَه رَمَهاً، إِذا اشتدّ حَره.
ورُهم: اسْم.

(2/803)


وَبَنُو رهْم: بطن من الْعَرَب. قَالَ الراجز: يَا رُهْمُ أُمَّ وَالِدي فثُوبي ثمَّ اكْثُري عِنْد الْحَصَى وطِيبي والرِّهْمَة: الدُّفعة الليّنة من الْمَطَر، وَالْجمع رِهام ورِهَم، وَأَرْض مرهومة، زَعَمُوا، ورُهِمَتِ الأَرْض، إِذا أصابتها الرِّهام فَهَذَا يدل على أَنَّهَا مرهومة. وَمِنْه اشتقاق المَرْهَم للِينه.
والمَهْر: مَهْر الْمَرْأَة، مَهَرْتُها أمهَرها مَهْراً فَهِيَ ممهورة، وَقد قَالُوا أَيْضا: وأمهرتُها إمهاراً فَهِيَ مُمْهَرَة، وأبى ذَلِك الْأَصْمَعِي، وَلَيْسَ هَذَا باللغة الْعَالِيَة. وَمن أمثالهم: أَحمَق من الممهورة إِحْدَى خَدَمتيها، والخَدَمتان: الخِلخالان. وَامْرَأَة مَهيرة وممهورة، وَجمع مَهيرة مهائر. والمُهْر: الفتيّ من الْخَيل، وَالْأُنْثَى مُهرة، وَالْجمع مِهار وأمهار. قَالَ الشَّاعِر:
(رُبمَا الجامل المؤبلُ فيهم ... وعناجيجُ بينهنّ المِهارُ)
وَرُبمَا قيل مُهْر للحمار تَشْبِيها. ومَهَرَ الرجلُ مَهارةً، إِذا أحكمَ الشَّيْء، وَمِنْه قيل: سابح ماهر.
وتُجمع مُهْرَة على مُهَرات. قَالَ الشَّاعِر:
(ومجنَّباتٍ مَا يَذقْنَ عَذوفاً ... يَقذفنَ بالمُهَراتِ والأمهارِ)
ومَهْرَة بن حَيْدان: حَيّ عَظِيم من الْعَرَب، النّسَب إِلَيْهِ مَهْرِيّ، وإليهم تُنسب الْإِبِل المَهْرية، وتُجمع على مَهارَى ومَهارٍ. وَقد سمت الْعَرَب ماهراً ومُهَيْراً. والمَهارة بِكُل شَيْء: الحذاقة بِهِ والإقدام عَلَيْهِ، وأصل ذَلِك فِي السباحة ثمَّ كثر فِي كَلَامهم حَتَّى استعملوه فِي الخطابة فَقَالُوا:)
خطيب ماهر.
والهَرَم: بُلُوغ الْغَايَة فِي السنّ، يُقَال: هرِم يهرَم هَرَماً. والهَرْم: ضرب من الحمض. وجمل هارم من إبل هوارِم، إِذا أكلت الهَرْمَ فابيضّت مِنْهُ عثانينُها وَشعر وجوهها. قَالَ الشَّاعِر يصف ريحًا تثير الْغُبَار:
(حدتْها زُبانَى الصَّيف حَتَّى كَأَنَّمَا ... تَجُرُّ بأعراف الْجمال الهوارم)
أَي الَّتِي قد أكلت الهَرْم، وَهُوَ الحَمْض. وَقَالَ آخر: أتتكُ مِنْهَا عَلِجات نِيبُ أكلن هرْماً فالوجوه شِيبُ وَقَالَ آخر: شابت من الحَمْض ولمّا تَهْرَمِ وَقد سمت الْعَرَب هرِماً وهَرْمِياً وهَرْمَة وهريْماً وهَراماً.
والمَرَه: تَرْكُ الْمَرْأَة الكُحْلَ حَتَّى يبيضَّ بَاطِن الأجفان، مَرِهَ يمرَه مَرَهاً فَهُوَ مَرِه وأمْرَهُ كَمَا قَالُوا: جَربٌ وأجْرَبُ. والمُرْهَة: حَفيرة يجْتَمع فِيهَا مَاء السَّمَاء، زَعَمُوا. وَبَنُو مُرْهَة: بُطين من الْعَرَب، وَكَذَلِكَ بَنو مُرَيْهَة أَيْضا. وَقد سمت الْعَرَب مُرَيْهاً ومَرْهان.
والهَمْر: مصدر هَمَرَت عينُه بالدمع، وَرُبمَا قَالُوا همَر الدمع. وهمرتُ الماءَ أهمِره هَمْراً، إِذا صببتَه فَهُوَ هامر ومنهمر إِذا

(2/804)


جعلت الْفِعْل لَهُ، وَرُبمَا جَعَلُوهُ مَفْعُولا فَقَالُوا فِيهِ: مهمور. وظبية همير: سَبْطة الْجِسْم، زَعَمُوا. وهَمَرَ فلانَ فِي كَلَامه، إِذا أَكثر. وَرجل مِهمار: كثير الْكَلَام.
وَبَنُو همَيْر: بطن الْعَرَب. وَبَنُو هَمْرَة أَيْضا: بطن من الْعَرَب. وسحاب هامر وهمار ومنهمر.
(رمي)
رمى يَرْمِي رَمْياً، وكل شَيْء رميته من يدك من حجر أَو سهم فَهُوَ رَمِيّ، فَإِذا ألقيت شَيْئا عَن شَيْء قلت: أرميتُه عَنهُ إرماءً. قَالَ الراجز: جرداءَ مِسحاجاً تباري مِسْحَجا يكَاد يُرْمى القَيْقَبانَ المُسْرَجا أَي يلقيه عَن ظَهره. وَيُقَال: أرْمَى الرجل على الْخمسين، إِذا زَاد عَلَيْهَا. وكل شَيْء زَاد على شَيْء فقد أرمَى عَلَيْهِ إرماءً، وَكَذَلِكَ أربَى عَلَيْهِ. قَالَ الشَّاعِر:)
(وأسمرَ خطيّاً كأنّ كعوبَه ... نَوَى القَسب قد أرمَى ذِراعاً على الْعشْر)
ويُروى: قد أربَى، أَي زَاد عَلَيْهَا. والرَّميَّة: مَا رميته من شَيْء، كَمَا أَن الضَّريبة مَا ضَربته.
والرَّميِ: المَرْميّ. والرمِيّ والسَّقِي: ضَرْبَان من السَّحَاب. والرِّماية: مصدر رامٍ حسن الرماية.
والمِرماة: السهْم. والمِرماة الَّتِي فِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم: لَو دُعي إِلَى مِرماة فسّروه: الظِّلف أَو الهُنَيَّة الَّتِي بَين الظلفين، وَالله أعلم. ورُمَيّ: مَوضِع. ورِميان: مَوضِع. وَقَالُوا إرْمِياء، وَأَحْسبهُ معرَّباً، وَهُوَ اسْم نَبِي عَلَيْهِ السَّلَام. ورِمّيا من قَوْلهم: كَانَت بَينهم رِمِّيّا ثمَّ صَارُوا إِلَى حِجِّيزَى.
والرَّيم: مصدر رام يريم رَيْماً، وَمَا رِمْتُ عَن الْمَكَان، أَي مَا بَرِحْتُ.
ورَئمَتِ الناقةُ وَلَدهَا رئماناً، وموضعه فِي الْهَمْز ترَاهُ إِن شَاءَ الله.
والرَّيْم: مَا يبْقى من الْبَعِير الَّذِي يتياسر عَلَيْهِ، وَهُوَ عظم الصَّلا وَمَا لصق بِهِ يُدفع إِلَى الجازر فَإِن أَخذه أحد من الأيسار عُير بِهِ. قَالَ الشَّاعِر:
(وكنتم كعظم الرَّيم لم يدْرِ جازرٌ ... على أيِّ بَدْأيْ مَقْسِم اللحمُ يُجعلُ)
والريْم أَيْضا: الزِّيَادَة وَالْفضل، يُقَال: لفُلَان رَيْم على فلَان، أَي فضل. قَالَ الشَّاعِر:
(فأقع كَمَا اقعَى أبوكَ على أسْتِهِ ... يرى أَن رَيْماً فَوْقه لَا يزايلُه)
والريم: القبَر، زَعَمُوا، فِي بعض اللُّغَات. والرَّيْم: من آخر النَّهَار إِلَى اخْتِلَاط الظلمَة.
والريْم: الدرجَة والدُّكّان، لُغَة يَمَانِية. وَأخْبرنَا أَبُو حَاتِم قَالَ: أَخْبرنِي الْأَصْمَعِي قَالَ: قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: كنت بِالْيمن فَأتيت دَار رجل أسأَل عَنهُ فَقَالَ لي رجل من الدَّار: أسمُكْ فِي الريْم، أَي اصْعَدِ الدرجَة. والرّئم: يهمز وَلَا يُهمز، والهمز أَكثر وَأَعْلَى، وَهُوَ الظبي

(2/805)


الْأَبْيَض، وَالْجمع آرام، وَهِي ظِباء تكون فِي الحُزون والغِلَظ من الأَرْض. وريْمان: مَوضِع.
والمَيْر: مصدر مِرْتُ أَهلِي أَمِيرهمْ ميْراً، وَهِي الْميرَة، غير مَهْمُوز. فَأَما المِئْرَة، بِالْهَمْز، فَهِيَ النميمة، وموضعها فِي الْهَمْز ترَاهُ إِن شَاءَ الله. وَقَالَ قوم من أهل اللُّغَة: بل المِئْرَة الحقد والعداوة. وَيُقَال: أَمر مئير، أَي شَدِيد. وَيُقَال: مَا عنْدك لَا خَيْر وَلَا مَيْر، وَهَذَا من المِيرة، غير مَهْمُوز. والميار: الَّذِي يخرج إِلَى المِيرة. قَالَ الراجز: قد يَخْلُفُ الميّارَ فِي الجُوالقِ فِي أَهله بأفلقَ الفَلائقِ)
صَاحب أدهانٍ ودِين مارقِ يَقُول: يتدهن ويتطيّب ويتحدّث إِلَى النِّسَاء فَهُوَ يَخلف الرجلَ الميارَ فِي أَهله بالداهية.
والمَرْي: مصدر مَرَيْت أخلافَ النَّاقة بيَدي لتَدرَّ أمْرِيها مَرْياً، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى قيل: مَرَتِ الريحُ السحابَ تَمريه مرْياً، إِذا استمرّت مَاءَهُ. وَقَالُوا: بالشكر تمْتَرى النعم، أَي تُستدرًّ والمَريء: مجْرى الطَّعَام وَالشرَاب إِلَى الْجوف، مَهْمُوز، وستراه فِي بَاب الْهَمْز إِن شَاءَ الله.
وَيَقُولُونَ: لَيْسَ فِي هَذَا شَكٌّ وَلَا مرْية، بِكَسْر الْمِيم وَضمّهَا، من الامتراء. فَأَما مُرْيَة النَّاقة أَن تُستدرّ بالمَرْي فبضمّ الْمِيم، وَهِي اللُّغَة الْعَالِيَة، وَقد قيل بِالْكَسْرِ أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر:
(أصبحتْ حربُنا وحربُ بني الحا ... رثِ مشبوبةً بأغلى الدِّمَاء)

(شامِذاً تَتَّقي المُبِسَّ عَن المرْ ... يَةِ كُرْهاً بالصِّرف ذِي الطُلاءِ)
شبّه الْحَرْب بالناقة الَّتِي قد شَمَذَت بذَنَبها للِّقاح، أَي رفعته، والمُرْيَة: مسح الضَّرع لتدرَّ، وَالصرْف: صِبغ أَحْمَر، والطّلاّء: الدَّم، والمُبِسّ: الَّذِي يُدَارِي النَّاقة بالإبساس، أَي بالْكلَام حَتَّى يحلبها. وللراء وَالْمِيم وَالْيَاء مَوَاضِع ترَاهَا فِي الْهَمْز إِن شَاءَ الله.
3 - (بَاب الرَّاء وَالنُّون)

(وَمَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(رنو)
الرُّنُوّ: مصدر رَنا يرنو رُنُوّاً، وَهُوَ إدامة النّظر. قَالَ الشَّاعِر:
(مدّت إليكَ المُلْكَ أطنابَها ... كأسٌ رَنَوْناةٌ وطِرْفٌ طِمِر)
قَوْله: رَنَوْناة، أَي دائمة.
والرَّوْن أميت الأَصْل مِنْهُ، وَمِنْه اشتقاق الرُّونَة، يُقَال: هَذِه رُونَة الشَّيْء، أَي معظمه، هَكَذَا قَالَ يُونُس. وَقَالَ أَيْضا: وَمِنْه يَوْم أروْنانٌ، إِذا بلغ الْغَايَة فِي فَرح أَو حزن. قَالَ الشَّاعِر:
(إِن يَسْرا عنكَ اللهّ رُونتَها ... فعظيمُ كلِّ مصيبةٍ جَللُ)
وَهَذَا شعر قديم زَعَمُوا أَنه لخِنْدِف، وَهِي ليلى بنت حُلوان ابْن عمرَان بن الحافِ بن قُضاعة بن الياس بن مضَر، أمّ مُدْرِكَة وطابخة ابْني الياس.
والنور: مَعْرُوف، نارَ الشيءُ وأنارَ، إِذا أَضَاء، يُنير إنارةَ، وَالِاسْم النُّور، بضمّ النُّون، ويَنور نوْراً، والإنارة أَعلَى وأفصح. ونارتِ الوحشيَّة وغيرُها تَنور نِواراً، وَهِي نَوار ونَؤور، إِذا)
نفرت من فَزَع، وَبِه سُمّيت الْمَرْأَة نَواراً.

(2/806)


والنَّوْر: زهر النبت، وَالْجمع أنوار، وَكَذَلِكَ جمع النُّور أنوار أَيْضا.
والنُّؤور، مَهْمُوز: دُخان كَانَ يُجمع فِي إِنَاء من سراج يُكفأ عَلَيْهِ إناءٌ ثمَّ تغرَّز الواشمةُ يَديهَا أَو لِثَتَها ثمَّ تحشوه بذلك السّواد. قَالَ الشَّاعِر:
(وَذي أشُر مثل شوك السَّيال ... كلون الأقاحي أُسِفَّ النَّؤورا)
وَقَالَ الآخر:
(وسوَّد ماءُ المَرْد فاها فلونه ... كلون النَّؤور وَهِي أدماءُ سارُها)
أَرَادَ: سائرُها، والمَرْد: ثَمَر الْأَرَاك.
(رنه)
استُعمل من وجوهها الرَّنَّة: الصَّوْت الشَّديد يخالطه فزع أَو صُرَاخ، سَمِعت رَنَّةَ الْقَوْم، ثمَّ كثر حَتَّى قَالُوا: سَمِعت رَنَّةَ الطير، أَي أصواتها، وَهُوَ الرنين أَيْضا، وأرَنَّ القومُ إرناناً: مثله. قَالَ الراجز: أكلن بُهْمَى جَعْدةً فهنَّهْ لهنّ من حُبِّ النِّكاح رَنَّهْ والرَّهْن: مَعْرُوف، رهنتُ الشيءَ أرهَنه رَهْناً، وَجمع الرَّهْن رِهان ورهون ورُهُن. وَقد قرئَ: فرِهان مَقْبُوضَة وفرُهُق مَقْبُوضَة. وَفِي الحَدِيث: لَا يَغْلَقُ الرَّهْنُ. وَيُقَال: هَذَا الشَّيْء راهِن لَك، أَي معد لَك. وَقد أرهنتُ لَك كَذَا وَكَذَا، أَي أعددته لَك. قَالَ الشَّاعِر:
(يَطوي ابْن سلمى بهَا من رَاكب بُعُداً ... مهْريَّة أرْهِنَت فِيهَا الدَّنانيرُ)
أَي أعِدّت. ورِهان الْخَيل: مصدر راهنتُه مراهنةً رِهاناً، إِذا تواضعتما بَيْنكُمَا الرّهونَ.
وَفُلَان رَهين بِكَذَا ومرتهَن بِهِ ومرهون بِهِ، أَي مَأْخُوذ بِهِ. ورُهْنان: مَوضِع، زَعَمُوا.
وَقد سمّت الْعَرَب رُهَيْناً.
والنَّهَر، بِفَتْح الْهَاء اللُّغَة الفصيحة الْعَالِيَة، وأصل النَّهر السَّعَة والفُسحة. وَفسّر قَوْله عز وجلّ: فِي جَنّاتٍ ونَهَرٍ، فِي ضوء وفُسحة، وَهُوَ كَلَام الْمُفَسّرين. واللغة توجب أَن يكون نَهَر فِي معنى أَنهَار، كَمَا قَالَ جلّ ثَنَاؤُهُ: يُخرجُكم طِفْلاً، أَي أطفالاً، وَالله أعلم. والنَّهار من ذَلِك مَأْخُوذ إِن شَاءَ اللهّ. والنَّهار أَيْضا: ولد الكَرَوان، وَجمعه أنْهِرَة، فَأَما النَّهار ضدّ اللَّيْل فَلم)
يجمعوه لِأَن سَبيله عِنْدهم سَبِيل المصادر، وَقد قَالُوا: نَهارٌ أنْهَر، كَمَا قد قَالُوا: ليل ألْيَلُ.
وَقد قَالُوا فِي الذّبْح: ذَبَحَ فأنْهَرَ الدمَ، أَي أظهرَه. والمَنْهَرَة: فَضاء يكون بَين بيُوت الْقَوْم يُلقون فِيهِ كُناستهم. وَفِي الحَدِيث: أَن قَتِيلا وُجد بخيبرَ فِي مَنْهرَة. قَالَ الراجز: حَتَّى إِذا مَا الصَّيف ساقَ الحَشرَهْ ورنَّقَ اليَعْسوبُ فَوق المَنْهَرَهْ يُقَال: رنَّق الطائرُ، إِذا بسط جناحيه فِي طيرانه وَلم يبرح، وَقَالَ أَيْضا: يُقَال: رنَّق، إِذا طَار.
وأنهرَ العِرْقُ، إِذا لم يَرْقَأ دمُه، زَعَمُوا.
(رني)
الرَّين أَصله الصَدَأ الَّذِي يركب السيفَ وغيرَه، ثمَّ صَار كل

(2/807)


شَيْء غطّى شَيْئا فقد ران عَلَيْهِ.
وَفِي التَّنْزِيل: كلا بل رانَ على قُلُوبهم، ثمَّ استعملوا ذَلِك فِي كل غالبٍ على شَيْء. قَالَ الشَّاعِر:
(ثمَّ لمّا رَآهُ رانت بِهِ الخَم ... رُ وأنْ لَا يَرِينَه باتّقاءِ)
أَي غلبت الْخمر على قلبه. وَفِي الحَدِيث: فأصبحَ قد رِينَ بِهِ، أَي غُلب على أمره، والمصدر الريْن والريون.
والنِّير: الْخَشَبَة الَّتِي تنسج عَلَيْهَا. وثوب منيِّر ذُو نِيرَين، إِذا كَانَ مضاعف النسج، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى قَالُوا: نَاقَة ذَات نِيرَين، إِذا أسنَّت وفيهَا بَقِيَّة، وَرُبمَا استُعمل ذَلِك فِي الْمَرْأَة أَيْضا.
والنير: الْخَشَبَة المعترضة على سَنام الثور الَّتِي تُربط بهَا الْخَشَبَة الَّتِي يُحرث بهَا عَلَيْهِ، لُغَة شامية. وَقد احّتجَ. الْخَلِيل فِي هَذَا بِبَيْت لم يعرفهُ أَصْحَابنَا. والنِّير: جبل مَعْرُوف. ونارت نائرةٌ، أَي ثارت ثائرة. وللراء وَالنُّون وَالْيَاء مَوَاضِع فِي المعتلّ ترَاهَا إِن شَاءَ الله.
3 - (بَاب الرَّاء وَالْوَاو)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(روه)
الرَّوْه: مصدر رَاه يَروه رَوْهاً، لُغَة يَمَانِية، يَقُولُونَ: راهَ الماءُ، إِذا اضْطربَ على وَجه الأَرْض يَروه رَوْهاً، وَهُوَ الرواه، رَأَيْت رُواهَ السراب، أَي اضطرابَه.
والرهْو: المنخفض من الأَرْض، زَعَمُوا، والارتفاع. قَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَت أم الْهَيْثَم فِي خبر لَهَا عَن غَيرهَا: فدلَّيتُ رِجلي فِي رَهْرَةٍ، فَهَذَا يدلك على الانخفاض. قَالَ الشَّاعِر:
(يظل النساءُ المرضِعات برَهوة ... تَفَزّع من رَوْع الجَنان قلوبُها)
ويُروى: تَزعزع، ويُروى: من هول الجَنان، فَهَذَا يدلّك على أَنه ارْتِفَاع لِأَنَّهُنَّ خوائف فهن يطلعن على الْمَوَاضِع المرتفعة. والرهْو أَيْضا: عيب تُذَمّ بِهِ الْمَرْأَة عِنْد الجِماع من السَّعَة. قَالَ الشَّاعِر:
(لقد وَلَدَتْ أَبَا قابوسَ رَهْو ... أتومُ الفَرْج حَمْرَاء العِجانِ)
الأتوم: المفْضاة. والرهْو: ضرب من الطير يشبه الكَراكيّ. قَالَ الراجز: أدبَرْن كالرَّهْوِ موَلِّياتِ ورَهْوَى: مَوضِع. والرهْو: مصدر رها البحرُ يرهو رَهْواً، إِذا سكن، وَقَالَ قوم: بل الرَّهْو والرَّهْوَج: ضرب من السَّير شَبيه بالهَمْلَجَة. قَالَ عبد الرَّحْمَن: قَالَ عمّي: هَذَا غلط، الرهْوَج فارسيّ معرَّب، وَلَيْسَ من الرَّهْو لأَنهم قد صرّفوا الرَّهْوَ فَقَالُوا: عَيْش راهٍ، أَي سَاكن.
ويقّولون للرجل: أرْهِ على نَفسك، أَي ارْفقْ بهَا.
والوَهَر: توهج وَقْع الشَّمْس على الأَرْض حَتَّى ترى لَهَا اضطراباً كَالبخار، لُغَة يَمَانِية يَقُولُونَ: رَأَيْت وهرَ الشَّمْس، وأصابني وَهَرها. ووَهْران: اسْم رجل، وَهُوَ أَبُو قوم من الْعَرَب، واشتقاقه من الوَهَر.
والوَرَه: ضعف الْعقل، رجل أوْرَه وَامْرَأَة وَرْهاءُ، وَالِاسْم الوَرَه، وَقد وَرِهَ يَوْرَه وَرَهاً.
والهَرْو لَا أصل لَهُ فِي الْعَرَبيَّة إلاّ حرف وَاحِد جَاءَ بِهِ أَبُو

(2/808)


مَالك فَقَالَ: تَقول الْعَرَب: هرَوْتُ اللَّحْم أهروه هَرْواً، إِذا أنضجته، وَخَالفهُ سَائِر أَصْحَابنَا وَأهل اللُّغَة فَقَالُوا: هرأتُ اللحمَ وأهرأتُه أهْرَؤه هَرْءاً، إِذا أنضجته، مَهْمُوز لَا غير وستراه فِي بَاب الْهَمْز إِن شَاءَ الله. والهِراوة:)
مَعْرُوف.
والهَوْر: مصدر هرْتُ البناءَ أهوره هَوْراً، وهوَّرته تهويراً، إِذا هدمته، وَمِنْه قَوْلهم: تهوّر الليلُ، إِذا أدبر. والهور أَيْضا: بحيرة تغيض فِيهَا مياه غِياض أَو آجام فتتّسع وَيكثر مَاؤُهَا، وَالْجمع أهوار.
(رُوِيَ)
الروِيّ: رَوِيّ الشِّعر، وَهُوَ الْحَرْف الَّذِي تُعقد بِهِ القافية. ورَوَيْتُ الشِّعر والحديثَ أرويه رَوْياً وَرِوَايَة. ورَوَيت على الْبَعِير أروي رَوْياً، إِذا استقيت عَلَيْهِ. ورَوِيت من المَاء أروى رَيّاً.
والرواء: حَبل يُشَدّ بِهِ المَتاع على الْبَعِير، وَالْجمع أروِيَة. قَالَ الراجز: إِنِّي إِذا مَا القومُ كَانُوا أنجِيَهْ وشُدَّ فَوق بَعضهم بالأرْوِيَهْ هُنَاكَ أوْصِيني وَلَا توصي بِيَهْ وَرِوَايَة الحَدِيث وَالشعر: درسُك إِيَّاه ة وَرجل راوية للشعر وراوٍ، الْهَاء للْمُبَالَغَة، أَخْرجُوهُ مُخْرجَ نسّابة. وَبَنُو رُوَيّة: بطن من الْعَرَب. ورُوَيّ: اسْم أَيْضا. وأروَى: اسْم اشتُق إمّا من الأرْوَى جمع الأرْوِيّة، وَهِي الأنثىٍ من الأوعال، وَرُبمَا جُمعت أراوَى، أَو يكون أروَى من رَوَيْت، وَلِهَذَا مَوضِع فِي كتاب الِاشْتِقَاق ترَاهُ فِيهِ مفسَّراً إِن شَاءَ الله.
والوَرْي: مصدر وَرَاه الحُبُّ أَو المرضُ يَريه وَرْياً، وَهُوَ فَسَاد الْجوف من حزن أَو حبّ. قَالَ الشَّاعِر:
(وراهُن ربّي مثل مَا قد وريْنني ... وأحمَى على أكبادهنّ المَكاويا)
وَقَالَ الراجز: قَالَت لَهُ وَرْياً إِذا تَنحْنَحْ ياليته يُسْقَى من الذُّرَحْرَح وَفِي الحَدِيث: لِأَن يمتلئ جوفُ أحدكُم قَيْحاً حَتَّى يَرِيَه. وَلِهَذَا المعتلّ بَاب ترَاهُ فِيهِ إِن شَاءَ الله. والتورية: السّتْر، يُقَال: ورَّيتُ الشيءَ تورية، إِذا سترته. وَفِي الحَدِيث: كَانَ صلى اللهّ عَلَيْهِ وَآله وَسلم إِذا أَرَادَ سفرا ورَّى بِغَيْرِهِ. وَقَالَ الشَّاعِر:
(فَلَو كنت صلْبَ الْعود أَو ذَا حفيظةٍ ... لوَرّيت عَن مولاكَ وَاللَّيْل مُظْلِم)
)
الْمولى هَاهُنَا ابْن العمّ. والتوراة من وَرى الزَّنْدُ يَري، إِذا خرجت مِنْهُ النَّار، وَالتَّاء وَاو، كَأَنَّهُ وَوْراة فقُلبت الْوَاو الأولى تَاء كَمَا قَالُوا تُخَمَةَ من الوخامة.
(رهي)
الرّئة، مَهْمُوز، وستراها فِي موضعهَا إِن شَاءَ الله. وَرَأَيْت الرجل، إِذا ضربت رئتَه فَهُوَ مَرْئيّ. والهِيرة: ريح الصَّبا، وَهُوَ الإير أَيْضا. والهَبْرة: الأَرْض السهلة، لُغَة يَمَانِية، زَعَمُوا.
وَزَعَمُوا أَن هَرَيْتُ اللَّحْم أهرِيه هَرْياً فِي بعض اللُّغَات وَلَيْسَ بثَبْت. واليَهْر: الْموضع الْوَاسِع.
وَقَالُوا: اليَهْيَرّ واليَهْيَرّى: المَاء الْكثير، وَقَالُوا: ضرب من

(2/809)


النبت، وَقَالُوا: حجر صَغِير، عَن أبي مَالك، قَالَ أَبُو بكر: قَوْلهم فِي اليَهْيريّ إِنه الْحجر الصَّغِير غلط لِأَن الْحجر الصَّغِير هُوَ القَهْقَرّ، وَأنكر االبصريون اليهيَر فِي الْحجر. قَالَ الشَّاعِر:
(وأخضر كالقَهْقَرّ يَنْفُضُ رأسَه ... أَمَام رِعال الْخَيل وَهِي تقرِّبُ)
واليَهْيَرَّى من قَوْلهم: ذهب فلَان فِي اليهْيَرى، إِذا ذهب فِي الْبَاطِل. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: اليَهْيَرى: الْكَذِب.
انْقَضى حرف الرَّاء وَالْحَمْد لله حقّ حَمده وصلواته على سيدنَا مُحَمَّد نبيّ الرَّحْمَة وَآله وَسَلَامه

(2/810)