جمهرة اللغة

 (حرف السِّين فِي الثلاثي الصَّحِيح)

3 - (بَاب السِّين والشين)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(سشص)
أُهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الضَّاد والطاء والظاء.
(سشع)
الشِّسْع: مَعْرُوف شسعتُ النعلَ شَسْعاً، وأشسعتُها إشساعاً، وشسّعتُها تشسيعاً، ثَلَاث لُغَات فصيحة. وشَسَعَتِ الدارُ شُسوعاً، إِذا بعُدت، وكل بعيدٍ شاسعٌ. والشّسَع، ذكر أَبُو مَالك أَنه يُقَال: شَسِعَ الْفرس شَسَعاً، إِذا كَانَ بَين ثنيّتيه ورَباعِيَتيه انفراج كالفلَج فِي الْأَسْنَان.
(سشغ)
أُهملت.
(سشف)
شَسَفَ الفرسُ يشسِف شُسوفاً وشَسَبَ وشَزَبَ شُزوباً وشُسوباً، إِذا يبس جلدُه على لَحْمه من الضُّمْر. قَالَ أَبُو بكر: الشُّزَّب والشوازب من ذَلِك.
(سشق)
أُهملت.
(سشك)
الشَّكَس: العَسَر وَسُوء الخُلق شَكِسَ يشكَس شَكَساً فَهُوَ شَكِسٌ وشاكسٌ. وتشاكس القومُ، إِذا تعاسروا فِي بيع أَو شِرَاد، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى سُمّي الْبَخِيل شَكِساً. وَفِي كَلَام لبَعْضهِم يصف رجلا: شَكِسٌ ضَبِسٌ ألَدُّ مِلْحَسٌ، إِن سُئل أرَزَ وَإِن أُعطي انتهز الضَّبِسَ: الشَّديد، وَقَالُوا الْبَخِيل، وَهُوَ المتشدد فِي أمره والمِلْحس: الْحَرِيص أرَزَ: تقبّض وانتهز: أَخذ بِسُرْعَة.
(سشل)
أُهملت.
(سشم)
الشّمْس: مَعْرُوفَة، وتُجمع شُموساً. قَالَ الراجز:)
كأنّ شَمْساً نزَلَتْ شُموسا دروعنَا والبَيْضَ والتُّروسا وَقد سمّت الْعَرَب عبد شَمْس، فَذكر ابْن الْكَلْبِيّ أَن من سُمّي عبد شمس: سَبَأ بن يَشْجُب بن يَعْرُب، وَذكر أَن شمساً صنم قديم، وَلم يَسُقْ هَذَا الخبرَ غيرُه من أَصْحَاب الْأَخْبَار. وَقَالَ قوم: شَمْس: عين مَاء مَعْرُوفَة.

(2/832)


وَقد سمّت الْعَرَب عَبْشَمْس، وَهِي قَبيلَة من بني تَمِيم، والنّسب إِلَيْهِم عَبْشَميّ. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا مَا رَأَتْ شَمْساً عَبُ الشّمْسِ شمّرَتْ ... الى رَمْلِها والجارميُّ عَميدُها)
وشَمِسَ الفرسُ شِماساً فَهُوَ شَموس وَبِه سُمّي الرجل شَمّاساً، فَأَما شَمّاس النّصارى فَلَيْسَ بعربي مَحْض، ويُجمع على شَمامِسة. وَقد سمّت الْعَرَب شُمْساً، وَهُوَ أَبُو قَبيلَة، واشتقاقه من الشِّماس. وسمّت الْعَرَب شُمَيْساً وشَميساً وشَمْساً. وَيُقَال: شَمِسَ يومُنا يَشْمَس وأشمسَ يُشْمِس، إِذا اشتدت شمسُه. قَالَ الشَّاعِر:
(فَلَو كَانَ فِينَا إِذْ لحِقْنا بُلالةٌ ... وفيهنّ واليومُ العَبُوريُّ شامِسُ)
وَبَنُو الشَّموس: بطن من الْعَرَب. وعَين شَمْس: مَوضِع. والشّمْسَة: ضرب من المَشط كَانَ بعض نسَاء الْجَاهِلِيَّة يمتشطنه.
(سشن)
النّشْس: لُغَة فِي النّشْز، وَهُوَ الغِلَظ من الأَرْض. وَقد قَالُوا: امْرَأَة ناشِس وناشِص وناشِز، سَوَاء.
(سشو)
الشّوَس: مصدر شَوِسَ يشوَس شَوَساً، إِذا صغّر عَيْنَيْهِ للنَّظَر وضمّ أجفانه، وَقَالَ قوم: بل الشَّوَس أَن ينظر بِأحد شِقَّي عَيْنَيْهِ تغيُّظاً رجل أشْوَسُ وَامْرَأَة شَوْساءُ من قوم شُوس. قَالَ الشَّاعِر:
(أمّي شآميَةً إِذْ لَا عِراقَ لنا ... قوما نودُّهُمُ إِذْ قومُنا شُوسُ)
وَقَالَ الآخر:
(أتنسى بَلائي يَا أُبَيُّ بنَ مالكٍ ... غداةَ الرسولُ مُعْرِضٌ عَنْك أشْوَسُ)

(سشه)
) أُهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الْيَاء.
3 - (بَاب السِّين وَالصَّاد)
أُهملت مَعَ سَائِر الْحُرُوف.
3 - (بَاب السِّين وَالضَّاد)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(شضط)
أُهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الظَّاء.
(سضع)
الضَّعس: فعل ممات، اشتُقّ مِنْهُ رجل ضَعْوَس، وَهُوَ الْحَرِيص النَّهِم.
(سضغ)
الغَضَس: نبت، ذكر أَبُو مَالك أَن أهل الْيمن يسمّون الحبّة الَّتِي يسمّيها النَّاس الكَرَوْياء: الغَضَس، وَلَيْسَ بثَبْت. وَأهل الْيمن يسمّون الكرَوياء التِّقْرِدَة، وأحسب أَن أهل الْحجاز يسمّون الكَرَوْياء التِقْرِدَة أَيْضا، أَو بَعضهم.

(2/833)


(سضف)
الضَّفْس مثل الضَّفْز سَوَاء ضَفَسْتُ البعيرَ وضفزتُه، إِذا جمعت لَهُ ضِغْثاً من خَلًى فلقمته إِيَّاه.
قَالَ أَبُو بكر: الخَلَي، مَقْصُور غير مَهْمُوز، وَأنْشد: وجمّعتُ ضِغْثاً من خَلًى متطيَّبِ
(سضق)
أُهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الْكَاف وَاللَّام.
(سضم)
الضَّمْس: المَضْغ، وَلَا يكون إِلَّا خفيّاً ضَمَسَه يضمِسه ضَمْساً فَهُوَ ضامس وَالشَّيْء مضموس.
(سضن)
أُهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الْوَاو.
(سضه)
الضَّهْس: العضّ بمقدَّم الْفَم ضَهَسه يضهَسه ضَهْساً، وَفِي كَلَام بَعضهم إِذا دعوا على الرجل:)
لَا تأكلْ إِلَّا ضاهساً، وَلَا تشربْ إلاّ قارساً دُعَاء عَلَيْهِ، يُرِيدُونَ أَنه لَا يَأْكُل مَا يتكلّف مضغَه إِنَّمَا يَأْكُل الشَّيْء النَّزْر الْقَلِيل من نَبَات الأَرْض فَهُوَ يَأْكُلهُ بمقدَّم فِيهِ، والقارس: الْبَارِد، يُرِيدُونَ أَنه لَا يشرب إِلَّا المَاء القَراح لَا لبنَ لَهُ. وَدُعَاء لَهُم أَيْضا: شربتَ قارساً وحلبتَ جَالِسا، يُدعى عَلَيْهِ أَن يشرب الماءَ الباردَ القَراحَ ويحلُب الغنمَ ويَعْدَم الْإِبِل.
(سضي)
أُهملت.
3 - (بَاب السِّين والطاء)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(سطظ)
أُهملت.
(سَطَعَ)
سطَعَ النورُ وغيرُه يسطَع سُطوعاً وسَطْعاً، إِذا انْتَشَر، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى قَالُوا: سَطَعَتْ رائحةُ الطِّيب. والسَّطْع: ضربُك بِيَدِك على يدك أَو على يدِ آخرَ يُقَال: سَطَعَ الرجلُ بيدَيْهِ، إِذا صفّق بهما. وكل منتشرٍ ساطعٌ من نور أَو طِيب. وَرجل أسْطَعُ وَامْرَأَة سَطْعاءُ، وَهُوَ طول العُنق سَطِعَ يسطَع سَطَعاً، وَكَذَلِكَ جمل أسْطَعُ وناقة سَطْعاءُ أَيْضا. والسِّطاع: أطول عُمُد الخِباء، والجميع سُطُع. والسّطيع: الصُّبح. والسَّعْط: مصدر سَعَطْتُ الإنسانَ أسعُطه وأسعَطه والضمّ أَعلَى وَأكْثر سَعْطاً. والمُسْعُط: الَّذِي يُسعط ب، وَهُوَ أحد مَا جَاءَ مضمومَ الأول مِمَّا يُستعمل بِالْيَدِ. والسَّعوط: كل شَيْء صببته فِي الْأنف من دَوَاء أَو غَيره. والطَّعْس: كلمة يُكنى بهَا عَن النِّكاح، أَحسب الْخَلِيل قد ذكرهَا. وتُقلب فَيُقَال: الطّسْع، وَرُبمَا قلبت السِّين زاياً فَقيل: الطَّعْز.
والعَسْط: كلمة مماتة، مِنْهَا اشتقاق العَسَطُوس، وَهُوَ ضرب من الشّجر. قَالَ الشَّاعِر:
(على أمرِ مُنْقَدِّ العِفاء كَأَنَّهُ ... عَصا عَسَطُوسٍ لِينُها واعتدالُها)
وَهَذَا يَجِيء فِي بَاب فَعَلُول. وأحسب أَن عَيْسَطان مَوضِع، وَقد جَاءَ فِي الشّعْر الفصيح. قَالَ الشَّاعِر:
(وَقد وَرَدَتْ من عَيْسَطانَ جُمَيْمَةً ... كَمَاء السَّلَى يَزْوي الوجوهَ شَرابُها)

(2/834)


جُميمة: تَصْغِير جُمّة، وَهُوَ المَاء الْمُجْتَمع. والعَطْس: مصدر عَطَسَ يعطِس ويعطُس عَطْساً،)
وَالِاسْم العُطاس وَكَانَت الْعَرَب تتشاءم بالعُطاس. قَالَ الشَّاعِر:
(وخَرْقٍ إِذا وجَّهتَ فِيهِ لغزوةٍ ... مضيتَ وَلم تحبِسْكَ عَنهُ العَواطسُ)
ويُروى: الكَوادس، وَكِلَاهُمَا وَاحِد يُقَال: عَطَسَ وكَدَس. وَمن ذَلِك قَول الآخر: وَقد أغتدي قبل العُطاسِ بهَيْكَلٍ يُرِيد أَنه يبكّر قبل أَن يسمع العُطاس فيتفاءل بِهِ. والمَعْطِس: الْأنف، وَالْجمع المَعاطس.
(سطغ)
الغَطْس من قَوْلهم: ليل أغْطَسُ وغاطسٌ، وَهُوَ المظلم، مثل غاطش سَوَاء.
(سطف)
السّفَط: عَرَبِيّ مَعْرُوف أَخْبرنِي أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي، أَحْسبهُ عَن يُونُس، وَأَخْبرنِي يزِيد بن عَمْرو الغَنَوي عَن رِجَاله قَالَ: مرّ أعرابيّ بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم وَهُوَ يُدفن فَقَالَ:
(أَلا جعلتم رسولَ الله فِي سَفَطٍ ... من الألُوَّة أصْدَى مُلْبَساً ذَهَبا)
والسُّفاطة: مَتاع الْبَيْت نَحْو الأثاث. وَيُقَال لقشر السّمكة: السَّفَط. والطَّفَس: الدّرَن يُصِيب الثَّوْب وَغَيره، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى صَار كل دنس طَفَساً، والمصدر الطَّفَس والطَّفاسة. والفَسْط ممات، وَمِنْه اشتقاق الفَسِيط، وَهُوَ قُلامة الظفر. قَالَ الشَّاعِر:
(كأنّ ابنَ لَيْلَتهَا جانحاً ... فَسيطٌ بدا لَك من خِنْصِرِ)
ويُروى: لَدَى الأُفقِ من خنصرِ يَعْنِي بذلك هلالاً بدا فِي الجَدْب والسماءُ مغبرَّة، فَكَأَنَّهُ من وَرَاء الغُبار قُلامة ظُفْرِ خِنْصِرٍ. والفَطَس فِي الْأنف: انفراشه فِي الْوَجْه فطِسَ يفطَس فَطَساً، وَالذكر أفْطَسُ وَالْأُنْثَى فَطْساءُ. والفَطْسَة: خرَزَة من خَرَز الْأَعْرَاب الَّتِي تزْعم النِّسَاء أَنَّهُنَّ يؤخِّذن بهَا الرِّجَال. والفَطْس: حَبّ الآس، زَعَمُوا، جَاءَ بِهِ الْخَلِيل. وَأما الفِطِّيس فَلَيْسَ بعربي مَحْض، إمّا رُومِية وَإِمَّا سريانية، إِلَّا أَنهم قَالُوا: فِطِّيسة الخِنزير، يُرِيدُونَ أَنفه وَمَا وَالَاهُ.
وَيُقَال: فَطَسَ الرجلُ، إِذا مَاتَ.
(سطق)
سَقَطَ الشيءُ سُقوطاً، وأسقطتِ المرأةُ إِسْقَاطًا، وَأَصله من السّقوط. وسِقْط الرَّملة وسَقْطها وسُقْطها ومَسْقِطها وَاحِد، وَهُوَ معظمها. وسِقْط الزَّند: مَا خرج مِنْهُ من النَّار قبل أَن يشتعل.
والسَّقيط: الجليد الَّذِي يسْقط من السَّمَاء على الأَرْض. وَرجل سَاقِط: من سَفِلَة النَّاس. وسُقاطة)
كل شَيْء: رُذاله. وسِقاط النّخل: مَا سقط من تمره. ومَسْقِط الطَّائِر: موقعه، وَالْجمع مَساقط، ومَسْقَطه: جنَاحه، وَكَذَلِكَ سِقْطاه أَيْضا. وَسيف سَقّاط: يسْقط وَرَاء ضريبته، أَي يقطعهَا حَتَّى

(2/835)


يجوزها الى الأَرْض. ومَساقط الطير: مَواقعها. وَمثل من أمثالهم: سَقَطَ العشاءُ بِهِ على سِرْحان، وسِرحان: رجل من الخُرّاب، وَله حَدِيث. وَرجل قَلِيل السِّقاط، أَي قَلِيل الْخَطَأ والزلل. قَالَ الشَّاعِر:
(كَيفَ تَرْجُون سِقاطي بَعْدَمَا ... جلّل الرأسَ مَشيبٌ وصَلَعْ)
والقِسْط: العَدْل رجل مُقْسِط، أَي عَادل. والقِسْط: الجَوْر رجل قاسط، أَي جَائِر، وَكَذَا فُسِّر فِي التَّنْزِيل قَوْله جلّ وعزّ: إنّ الله يُحِبُّ المُقْسِطين، يَعْنِي العادلين. وَقَالَ جلّ اسمُه فِي مَوضِع آخر: وَأما القاسِطونَ فَكَانُوا لجهنَّمَ حَطَباً، يَعْنِي الجائرين. وَقد سمّت الْعَرَب قاسطاً، وَهُوَ أَبُو قَبيلَة، وقُسَيْطاً. فَأَما القِسطاس والقُسْطاس والقُسْطان فَهُوَ الْمِيزَان بالرومية، وَالله أعلم، إِلَّا أَن الْعَرَب قد تكلّمت بِهِ وَجَاء فِي التَّنْزِيل. والقُسْط الَّذِي يُتبخّر بِهِ: عَرَبِيّ مَعْرُوف. وناقة قَسْطاءُ وجمل أقْسَطُ، إِذا كَانَ فِي عصب قوائمه يُبْسٌ.
(سطك)
أُهملت.
(سطل)
السَّطْل والسّيْطَل أعجميان وَقد تكلّمت بهما الْعَرَب. قَالَ الطِّرِمّاح:
(حُبِسَت صُهارتُه فظلّ عُثانُه ... فِي سَيْطَلٍ كُفئتْ لَهُ يتردَّدُ)
يَعْنِي الدُّخان. قَالَ أَبُو بكر: معنى هَذَا الْبَيْت أَن الْمَرْأَة تَأْخُذ السّراج فتجعل فِيهِ فَتِيلَة ودُهناً أَو زُبداً ثمَّ تَكُبُّ السّطلَ عَلَيْهِ وَتَأْخُذ ذَلِك الدُّخان فتُشْرِبه أسنانَها وتَشِمُ بِهِ يدَها. والسّيطَل شَبيه بالطّسْت، وَهُوَ السّطْل، وَلَيْسَ بالسّطْل الْمَعْرُوف. والسّلْط مِنْهُ بِنَاء قَوْلهم: لِسَان سَليط بيِّن السّلاطة والسُّلوطة. وَقد سمّت الْعَرَب سَليطاً، وَهُوَ أَبُو بطن مِنْهُم. قَالَ الراجز: لَا تَحْسِبَنّي عَن سَليطٍ غافلا إِنِّي سأُهدي لهمُ مَساحلا وَيُقَال: امْرَأَة سِلِطّانة، إِذا كَانَت طَوِيلَة اللِّسَان كَثِيرَة الصَّخَب. والسُّلطان: مَعْرُوف، يذكَّر ويؤنَّث، والتأنيث أَعلَى. والسّليط للذّكر مدح وللأنثى ذمّ يُقَال: امْرَأَة سَليطة: كَثِيرَة الشرّ)
والصّخب، وَرجل سليط اللِّسَان: فصيحه، والمصدر فيهمَا السّلاطة. وسُلطان كل شَيْء: حِدّته وسَطوته، وَمِنْه اشتقاق السُّلطان، وسُلطان الدّم: تبيُّغه. وسُلطان النَّار: التهابها. والسّليط بلغَة أهل الْيمن: الزَّيْت، وبلغة من سواهُم من الْعَرَب: دُهن السِّمْسِم. وَفُلَان مسلَّط على بني فلَان، إِذا كَانَ متأمِّراً عَلَيْهِم. وللسُّلطان فِي التَّنْزِيل مَوَاضِع قَالَ أَبُو عُبيدة فِي قَوْله جلّ وعزّ: بسُلطانٍ مُبينٍ، أَي حُجّة، وَالله أعلم. والطُّلْسة: كُدْرة فِي غُبرة، والذّئب أطْلَسُ، وَكَذَلِكَ لون كل شَيْء يُشبههُ طَلِسَ يطلَس طَلَساً. والطِّلْس: الْكتاب الممحوّ، وَقَالَ بَعضهم: الطِّلْس والطِّرْس

(2/836)


سَوَاء طَلَسْتُ الكتابَ، إِذا محوتَ مَا فِيهِ طَلْساً، وطلّسته تطليساً. والطّيْلَسان: مَعْرُوف، بِفَتْح اللَّام وَكسرهَا، وَالْفَتْح أَعلَى، وَالْجمع طَيالس. والطّسْل مِنْهُ بِنَاء طيْسَلَة، وَهُوَ اسْم. وَأنْشد: تهزأ مني أختُ آل طَيْسَلَهْ قَالَت أرَاهُ مُمْلِقاً لَا شيءَ لَهْ والطّسْل: المَاء الْجَارِي على وَجه الأَرْض، وَلَا يكون إِلَّا قَلِيلا. وَيُقَال لضوء السّراب أَيْضا: طَسْل. واللّطْس: ضربُك الحجرَ بِحجر أَو معْوَل. والمِلطاس: المِعْوَل الغليظ الَّذِي تُكسر بِهِ الْحِجَارَة، وَيُقَال: مِلْطَس أَيْضا. وَحجر لَطّاس، إِذا رميتَ بِهِ الْحِجَارَة فَكَسرهَا. وَجمع مِلطاس مَلاطس. وسُمّي حافر الْفرس إِذا كَانَ وَقاحاً: مِلْطَساً، وَرُبمَا سُمّي خُفّ الْبَعِير بذلك أَيْضا. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(يَلُتُّ الحَصَى لَتّاً بسُمْرٍ مَلاطسٍ ... شديداتِ عَقْدٍ ليّناتٍ مِتانِ)
ويُروى: ليّناتِ مَثاني، يَعْنِي ليّنة العَصَب وَقَوله: يَلُتُّ الْحَصَى كَمَا يُلَتّ السّويق وَقَوله: بسُمرٍ، يَعْنِي: حوافر سُمْراً، وَهُوَ أصلبُ لَهَا.
(سطم)
السَّطْم والسِّطام: حدّ السَّيْف وَغَيره. وَفِي الحَدِيث: العربُ سِطامُ النَّاس، أَي حدُّهم. وأُسْطُمّة الْقَوْم: مجتمعهم. وأُسْطُمّة الْبَحْر: مُعظم مَائه، ويُجمع على أساطم. والسِّمْط: قِلادة أطول من المِخنفة، وَالْجمع سُموط. ونعلٌ أسماطٌ، إِذا كَانَت غير مُطْرَقَ وَكَذَلِكَ سَراويل أسماطٌ، إِذا كَانَت غيرَ مبطَّنة. وسمّط الفارسُ درعَه وغيرَها، إِذا أَلْقَاهَا على عَجُز فرسه أَو علّقها بسَرجه.
وسَمَطْتُ الجديَ سَمْطاً، إِذا كشطت مَا عَلَيْهِ من الشّعَر. وسِماط الْقَوْم: صفّهم. وَيُقَال: خُذ حقَّك مسمَّطاً، أَي سهلاً. وَلبن سامط، إِذا نشّمت فِيهِ الحموضة. وَقد سمّت الْعَرَب سِمْطاً وسُمَيْطاً.)
والطّمْس: طمسُك الْأَثر وغيرَه، مثل المحو وكل شَيْء غطّيته فقد طمسته، وَمِنْه قَوْلهم: طَمَسَ الله عينَه. وَطَرِيق طامس وطاسم، أَي دارس قد دثرت أعلامُه ورَبع طامس من أرْبُع طِماس.
والطّمْس: بُعد النّظر طَمَسَ بِعَيْنِه، إِذا نظر نظرا بَعيدا. وطَسْم: أمّة قديمَة من الْعَرَب العاربة درجوا إِلَّا بقايا فِي الْقَبَائِل. والمَسْط: مصدر مَسَطْتُ الثوبَ أمسُطه مَسْطاً، إِذا بللته ثمَّ خرطته بِيَدِك لتُخرج مَاءَهُ، وَكَذَلِكَ المَصير إِذا استخرجت مَا فِيهِ فأجريته بَين أصابعك. ومَسَطَ الرجلُ الناقةَ مَسطاً، إِذا أَدخل يَده فِي رَحِمها فاستخرج مَا هُنَاكَ من القَذى، وَالَّذِي يخرج مِنْهَا: المَسيطة. وماسط: ضرب من النبت تسلح الْإِبِل إِذا أَكلته. قَالَ جرير:
(يَا سَلْحَ حامضةٍ تروَّحَ أهلُها ... عَن ماسطٍ وتندّتِ القُلاّها)
والمَطْس: الضَّرْب بِالْيَدِ كاللطم مَطَسَ يمطُس مطْساً.

(2/837)


(سطن)
السّطْن: مِنْهُ اشتقاق جمل أُسْطُوان، إِذا كَانَ مرتفعاً طَوِيل الْعُنُق. قَالَ الراجز: جرّبَن منّي أُسْطُواناً أعْنَقا يَعْدِلُ هَدْلاءَ بشِدْقٍ أشْدَقا وَمِنْه اشتقاق الأُسْطُوانة. والسّاطن: الْخَبيث هَكَذَا قَالَ أَبُو مَالك وَلم يعرفهُ سَائِر أَصْحَابنَا.
والسّنْط: أصل بِنَاء السَّنوط والسِّناط، وَهُوَ الَّذِي لَا لحيةَ لَهُ، وَالْجمع سُنُط، وَرُبمَا جُمع على أسناط. والنَّسْط: شَبيه بالمَسْط أَو هُوَ بِعَيْنِه. والنّطْس: أصل بِنَاء النِّطّيس، وَهُوَ الحاذق بصناعته المبالغ فِي عمله، وَبِذَلِك سُمّي الطَّبِيب نِطِّيساً ونِطاسِيّاً. قَالَ الشَّاعِر: بَصِير بِمَا أعيا النِّطاسيَّ حِذْيَما وَقَالَ الآخر:
(إِذا مسّها الآسي النِّطاسيُّ أُرْعِشت ... أناملُ آسِيها وجاشت هُزومُها)
الهُزوم هَاهُنَا: الغَمْز، أَي لَهَا صَوت، وَإِنَّمَا يُرِيد شجّة أَو جِرَاحَة شَدِيدَة. والتنطُّس: الْمُبَالغَة فِي الشَّيْء يعمله الْإِنْسَان. وَفِي حَدِيث عمر بن الخطّاب رَضِي الله عَنهُ: لَوْلَا التنطُّس مَا باليتُ ألاّ أغسل يَدي.
(سطو)
السّطْو: مصدر سَطَا يَسْطُو سَطْواً، وَالِاسْم السَّطْوَة. وسطا الفحلُ، إِذا صال. وسطا الماءُ، إِذا)
كثر. وسَطا الرجلُ على النَّاقة، إِذا أَدخل يَده فِي حَيائها فاستخرج مَاء الْفَحْل مِنْهَا، والمصدر السَّطْو والسُّطُوّ. وَفرس ساطٍ، إِذا رفع ذَنبه فِي حُضْره، وَهُوَ مَحْمُود. قَالَ الراجز: حَتَّى كأنّ يدَ ساطٍ ذَنَبُهْ والسّوط: مصدر سُطْتُ الشَّيْء أسوطه سَوْطاً، إِذا خلطت شَيْئَيْنِ فِي إِنَاء ثمَّ ضربتهما بِيَدِك حَتَّى يختلطا وَبِه سُمّي السّوْط الَّذِي يُضرب بِهِ لِأَنَّهُ يَسوط اللَّحْم بِالدَّمِ. والطّوْس: فعل ممات، وَمِنْه اشتقاق الطاؤوس، وَهُوَ دخيل. وَذكر الْأَصْمَعِي أَن الْعَرَب تَقول: تطوّست المرأةُ وَالْجَارِيَة، إِذا تزيّنت. وطَواس: مَوضِع، زَعَمُوا. وطَواس: اسْم لَيْلَة من ليَالِي المُحاق، وَلَيْسَ هُوَ عَن الْأَصْمَعِي. وطُسْتُ الشيءَ أطوسه طَوْساً، إِذا وطئته وكسرته. والوَسْط: وَسْط كل شَيْء ووَسَطه. وَفُلَان من وَاسِطَة قومه، أَي من أعيانهم، أُخذ من وَاسِطَة القِلادة لِأَنَّهُ يُجعل فِيهَا أنفس الخَرَز. والوسيط من النَّاس: الخَيِّر مِنْهُم. وفُسِّر فِي التَّنْزِيل قَوْله جلّ وعزّ: قَالَ أوْسَطُهُم، أَي خَيرهمْ، وَالله أعلم. وواسط: مَوضِع بِنَجْد، وبالجزيرة أَيْضا وَاسِط، وإياه عَنى الأخطل بقوله:
(عَفا واسطٌ من آل رَضْوى فنَبْتَلُ ... فمجتمَع الحُرَّيْنِ فالصّبرُ أجْمَلُ)
قَالَ أَبُو حَاتِم: وَاسِط الَّتِي بِنَجْد وَالَّتِي بالجزيرة تُصرف وَلَا تُصرف، فَأَما وَاسِط هَذَا الْبَلَد الْمَعْرُوف فمذكّر لأَنهم أَرَادوا بَلَدا واسطاً، فو مَصْرُوف على كل حَال.

(2/838)


والوَطْس: الْوَطْء الشَّديد. وأوطاس: مَوضِع. والوَطيس: حفيرة تُحفر ويُختبز فِيهِ ويُشتوى، وَالْجمع وُطُس وأوْطِسَة. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم يومَ حُنين لمّا ثاب الْمُسلمُونَ بعد الجولة: الآنَ حَمِيَ الوطيسُ قَالَ أَبُو بكر: وَهَذِه الْكَلِمَة لم تُسمع إِلَّا مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم.
(سطه)
الهَطْس: هَطَسْتُ الشيءَ أهطِسه، إِذا كَسرته، وَلَيْسَ بثَبْت.
(سطي)
استُعمل من وجوهها: الطَّيْس، وَهُوَ الْعدَد الْكثير، وَالْمَاء الْكثير. قَالَ الراجز: عَدَدْتُ قومِي كعديد الطّيْسِ إِذا ذهبَ القومُ الكرامُ ليسي قَالَ أَبُو بكر: أَرَادَ بقوله: ليسي: لَيْسَ غَيْرِي. والطّسْء: مصدر طَسِئَ يطسَأ طَسْأً وطَساءً،)
وطَسِيَ يَطْسَى طَسًى لمن خفّف الْهَمْز، إِذا شرب اللَّبن حَتَّى يخثِّره وتأباه نَفسه قَالَ أَبُو بكر: التخثُّر: الْإِكْثَار من اللَّبن. وَالِاسْم الطَّسْء لمن همز، فِي وزن الطّسْع، والطّسأَ أَيْضا، مَهْمُوز مَقْصُور. وَقَالَ قوم: طسئت نفسُه عَن الدّسَم، وَلَا يُقَال فِي اللَّبن.
3 - (بَاب السِّين والظاء)
أُهملتا مَعَ سَائِر الْحُرُوف.
3 - (بَاب السِّين وَالْعين)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(سعغ)
أُهملت.
(سعف)
السَّعَف: سَعَف النّخل، متحرّك الْعين، الْوَاحِدَة سَعَفَة. والسّعَف: دَاء يُصِيب الْإِبِل فِي رؤوسها تُخَصّ بِهِ الْإِنَاث دون الذُّكُور نَاقَة سَعْفاءُ. وَبِه سُمّيت السّعْفاء بنت عَمْرو بن تَمِيم. والسّعْفَة، بتسكين الْعين: قُرُوح تخرج فِي الرَّأْس سُعِفَ الرجلُ فَهُوَ مسعوف، إِذا أَصَابَهُ ذَلِك. وأسعفتُ الرجلَ بحاجته إسعافاً، إِذا قضيتَها لَهُ وأسعفتُه أَيْضا، إِذا أعنتَه على أمره. وَبَنُو السّعْفاء: قَبيلَة من الْعَرَب. والسّفْع أَصله أخذك بناصية الْفرس لتركبه أَو تلجمه، ثمَّ صَار كل آخذ بناصية أَو غَيرهَا سافعاً. وَكَانَ بعض الحكّام يَقُول: يَا غلامُ اسفَعا بِيَدِهِ قَالَ أَبُو بكر: هَذِه لُغَة فصيحة.
قَالَ الشَّاعِر: فَإِن تزجراني يَا ابنَ عفّانَ أنزجِرْ وَيُقَال: سَفَعَتْه النارُ تسفَعه سَفْعاً، إِذا لفحته. وَبَنُو السّفْعاء: قَبيلَة من الْعَرَب، فَأَما السّفْعاء فَهِيَ أمّ لبَعْضهِم لَا يُنسب إِلَيْهَا. وَرجل بِهِ سَفْعَة من الشّيطان، أَي مسٌّ. وَقد سمّت الْعَرَب مُسافِعاً وسُفَيْعاً. والعَفْس أَصله دَلْكُ الْأَدِيم فِي الدِّباغ عَفَسْتُ الأديمَ أعفِسه عَفْساً، إِذا دلكته بيديك، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى قَالُوا: تعافس القومُ، إِذا اعتلجوا فِي صراع أَو نَحوه. وعافسَ الرجلُ أهلَه معافسة وعِفاساً، وَهُوَ شَبيه بالمعالجة. والعِفاس: اسْم نَاقَة. قَالَ الشَّاعِر:
(فأوْلِعْ بالعفاسِ بني نُعيرٍ ... كَمَا أولعتَ بالدَّبَر الغُرابا)

(2/839)


والعَفْس: مَبيت الدابّة على غير علف. قَالَ الراجز:)
كَأَنَّهُ من طول جَذْعِ العَفْسِ ورَمَلانِ الخِمْسِ بعد الخِمْسِ والعَسْف أَصله خبطُكَ الطريقَ على غير هِدَايَة، ثمَّ كثر حَتَّى قيل: عَسَفَ فلانٌ فلَانا، إِذا ظلمه وعسَفَ السلطانُ واعتسفَ من ذَلِك. وعسَفَ البعيرُ يعسِف عَسْفاً، إِذا نَزَت حَنجرتُه عِنْد الْمَوْت، وَأكْثر مَا يعرو ذَلِك المُغِدَّ، فَهُوَ عاسف. والعَسيف: الْأَجِير. وَفِي الحَدِيث: لَا تقتلُوا عَسيفاً وَلَا أسيفاً، فسّروا الأسيف: الشَّيْخ الفاني، وَقَالُوا: الأسيف: العَبْد. وعُسْفان: مَوضِع.
(سعق)
السّقْع والصّقْع، بِالسِّين وَالصَّاد، وَهُوَ ضربُك الشيءَ بالشَّيْء، وَلَا يكون إِلَّا الشَّيْء الصّلب بِمثلِهِ سقعتُه سَقْعاً وصقعته صَقْعاً، وَالصَّاد أَعلَى. والعَقْس فعل ممات، وَمِنْه اشتقاق عَوْقَس، وَهُوَ ضرب من النبت قَالَ ذَلِك أَبُو الخطّاب، وَلَيْسَ بثَبْت. والعِسْق: العُرْجون، لُغَة صَحِيحَة، جَاءَ بهَا الْخَلِيل. والقَعَس، رجل أقْعَسُ وَامْرَأَة قَعْساءُ، وَهُوَ دُخُول العُنق فِي الصَّدْر. وتقاعس الرجلُ تقاعساً واقعنسس اقعنساساً. قَالَ الراجز: بئسَ مَقامُ الشَّيْخ أمْرِسْ أمْرِسْ إِمَّا على قَعْوٍ وَإِمَّا اقعَنْسِسْ قَوْله أمْرِسْ أمْرِسْ، أَي رُدّ حبلَ الدّلو الى مَوْضِعه إِذا زَالَ الحبلُ عَن المَحالة، وَهِي البكرة الْكَبِيرَة والقَعْو: الحديدة الَّتِي تَدور عَلَيْهَا المَحالة. فَأَما قَوْلهم عزّة قَعْساءُ فَهِيَ الثَّابِتَة الَّتِي لَا تَزُول. قَالَ الراجز: وعِزّةٌ قَعْساءُ لن تُناصا وقُعَيْس: اسْم، وَهُوَ الَّذِي يُضرب بِهِ الْمثل فَيُقَال: أهونُ من قُعَيْس على عمّته قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: هُوَ من بني حِمّان ثمَّ من بني سعد بن زيد مَناة جَاءَت بِهِ عمّته وَهُوَ طِفْل الى تَاجر من بني سعد بن زيد بن مَناة جَاءَت بِهِ عمّته وَهُوَ طِفْل الى تَاجر فرهنته عِنْده فَبَقيَ فِي يَد التَّاجِر الى أَن كبر فضُرب بِهِ الْمثل. وَبَنُو مُقاعِس: بطن من بني سعد قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: سُمّي مُقاعِساً لِأَنَّهُ تقاعس عَن حِلْف كَانَ بَين قومه، واسْمه الْحَارِث وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَإِنَّمَا سُمّي مُقاعِساً يومَ الكُلاب لأَنهم لما الْتَقَوْا هم وَبَنُو الْحَارِث بن كَعْب تنادى أُولَئِكَ: يَا لَلحارث، وتنادى هَؤُلَاءِ: يَا لَلحارث، فَاشْتَبَهَ الشِّعاران فَقَالُوا: يَا لَمُقاعِس. وقُعَيْسيس: اسْم. وقَعْسان:)
مَوضِع. والقَعْس: التُّرَاب المُنتن ذكر ذَلِك أَبُو زيد وَأَبُو مَالك.
(سعك)
السَّكْع من قَوْلهم: خرج فلَان فَلَا يُدرى أَيْن سَكَعَ، أَي أَيْن وَقع والى أَيْن صَار. وَفُلَان يتسكّع فِي أمره، إِذا لم يهتدِ لوجهته. والعَكْس: قلبُك الشيءَ نَحْو الْكَلَام وَغَيره عَكَسْتُ كَلَامي أعكِسه عَكْساً، إِذا قلبته وعكستُ البعيرَ عَكْساً، إِذا عقلت يَدَيْهِ بِحَبل ثمَّ رددت الْحَبل من تَحت بَطْنه فشددته بحَقْوه، وَالْبَعِير معكوس. والعَكيس: لبن تُخلط بِهِ إهالة ويُشرب. والعَسَك: مصدر عَسِكْتُ بِالرجلِ أعسَك بِهِ عَسَكاً، إِذا لَزِمته وَلم تُفَارِقهُ. والكَسْع: ضربُك دُبُرَ الرجل بصدر قدمك كسعتهُ أكسَعه كَسْعاً. والكَسَع: بَيَاض فِي ذَنْب الطَّائِر، فالذكر أكْسَعُ وَالْأُنْثَى كَسْعاءُ.
والكُسْعَة: الريشة الْبَيْضَاء فِي ذَنْب الطَّائِر.

(2/840)


والكُسْعَة الَّتِي فِي الحَدِيث: لَيْسَ فِي الكُسْعَة صَدَقَة فُسِّر أَنَّهَا الْحمير السَّائِمَة. وَبَنُو كُسَع: بطن زَعَمُوا أَنه من حِمير، وَمِنْه الكُسَعيّ الْمَضْرُوب بِهِ الْمثل. والكَسْع: أَن يضْرب الحالبُ أخلافَ النَّاقة بِالْمَاءِ الْبَارِد إِذا خَافَ عَلَيْهَا الجَدْب من الْعَام الْمقبل ليترادّ اللَّبن فِي ظهرهَا. قَالَ الْحَارِث:
(لَا تَكْسَعِ الشّوْلَ بأغبارها ... إِنَّك لَا تَدْرِي مَن النّاتجُ)
يَقُول: لَا تدعْ فِيهَا شَيْئا من اللَّبن فَإنَّك لَا تَدْرِي الي من تصير فِي الْعَام الْمقبل والغُبَّر: بَقِيَّة اللَّبن فِي الضَّرع.
(سعل)
السَّعْل يُمكن أَن يكون مصدر السُّعال وَإِن لم يُتكلّم بِهِ، وَلَكنهُمْ قَالُوا: بِهِ سَعْلَة، يُرِيدُونَ السُّعال، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى قَالُوا: رَمَاه فسعل الدمَ، أَي أَلْقَاهُ من صَدره. قَالَ الشَّاعِر:
(فتَآيا بطَريرٍ مُرْهَفٍ ... جُفْرَةَ المَحْزِم مِنْهُ فسَعَلْ)
قَوْله: تَآيا، مثل تَعايا، أَي تعمّد والطَّرير: الرُّمح هَاهُنَا وجُفْرَة المَحْزِم: الجُفْرَة: امتلاء الجنبين، وَإِنَّمَا يصف حمارا طُعن. والسِّعْلاء، يُمَدّ ويُقصر، والمدّ قَلِيل، وَرُبمَا قَالُوا سِعْلاة، بِالْهَاءِ، وَالْجمع سَعالٍ، وتزعم الْعَرَب أَنَّهَا الغول. قَالَ الراجز، أنشدَناه أَبُو حَاتِم عَن أبي زيد: إِنِّي رأيتُ عَجَباً مُذْ أمْسا عَجائزاً مثلَ السّعالي خَمْسا يأكلن مَا فِي رَحْلهنّ هَمْسا)
لَا تركَ الله لهنّ ضِرْسا وسَلْع: اسْم مَوضِع. والسَّلَع: شجر مُرّ الطّعْم. والسِّلْعَة: اللحمة الزَّائِدَة فِي الْجَسَد كالغُدَدَة.
وسِلْعَة الرجل: بضاعته من أَي مَال كَانَ. والأسْلَع: الأبْرَص. قَالَ الشَّاعِر:
(هَل تذكرُونَ على ثنيّة أقْرُنٍ ... أنَسَ الفوارسِ يومَ يَهوي الأسْلَعُ)
وَكَانَ عَمْرو بن عُدَسَ أسْلَعَ، أَي أبرص، قَتله أنَسُ الفوارس بن زِيَاد الْعَبْسِي يَوْم ثنيّة أقْرُن.
والعَلَس، قَالَ أَبُو عُبيدة: العَلَسَة: دُويْبَة شَبيهَة بالنملة أَو الحَلَمَة، وَبهَا سُمّي الرجل عَلَساً. قَالَ الراجز: ربيعةُ الوَهّابُ خيرٌ من عَلَسْ وزُرْعَةُ الفَسّاءُ شَرٌّ من أنَسْ وَأَنا خيرٌ مِنْك يَا قُنْبَ الفرَسْ والعَلَس أَيْضا: حبّة سَوْدَاء تُختبز فِي الجَدْب أَو تُطبخ فتؤكل قَالَ الْخَلِيل وَأَبُو مَالك: شِواء معلوس، إِذا أُكل بالسّمن. وَقد سمّت الْعَرَب عَلَساً وعُلَيْساً. والعَسَل: مَعْرُوف، وكل طَعَام خلطتَه بِعَسَل فَهُوَ مَعسول، ثمَّ كثر ذَلِك فِي كَلَامهم حَتَّى قَالُوا: فلَان معسول الْكَلَام، إِذا كَانَ حلوَه، ومعسول المَواعيد، إِذا كَانَ صادقَها. وعسَلَ الذئبُ يعسِل عَسَلاً وعَسَلاناً، وَكَذَلِكَ نَسَلَ نَسَلاناً، وَهُوَ ضرب من الْمَشْي يضطرب فِيهِ مَتْناه، وَبِذَلِك سُمّي الرمْح عَسّالاً لاضطرابه إِذا هُزَّ. وَفِي حَدِيث عمر بن الخطّاب رَضِي الله عَنهُ أَن عَمْرو بن معديكرب شكا إِلَيْهِ المَعَصَ، وَهُوَ التواء يُصِيب الْإِنْسَان فِي عَصَبه من إدمان الْمَشْي، فَقَالَ: كَذَبَ عَلَيْك العَسَلُ، أَي الْمَشْي السَّرِيع، أَي عَلَيْك بِهِ. قَالَ

(2/841)


الشَّاعِر:
(عَسَلانَ الذّئبِ أَمْسَى قارِباً ... بَرَدَ الليلُ عَلَيْهِ فنَسَلْ)
وَقَالَ الآخر:
(لذّ بهَزّ الكفّ يعْسِلُ مَتْنُه ... فِيهِ كَمَا عَسَلَ الطريقَ الثعلبُ)
يُرِيد: كَمَا عسَلَ فِي الطَّرِيق. وَفِي الحَدِيث عَن النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم: حَتَّى تذوقَ عُسيلتَها وتذوقَ عُسيلتَك، كِنَايَة عَن النّكاح، وأُنِّث الْعَسَل على معنى اللُّعقة. وَكَذَلِكَ حَدِيث الأعرابية الَّتِي تزوّجها المُغيرة بن شُعبة فسُئلت عَنهُ فَقَالَت: عُسيلته طائفية فِي وعَاء خَبِيث، وَكَانَ رجلا شحيحاً قويَّ الدَّلْك صُلبه، فَلذَلِك قَالَت كَذَلِك. وَبَنُو عِسْل: قَبيلَة من الْعَرَب من بني)
عَمْرو بن يَرْبُوع، مِنْهُم صَبِيغ بن عِسْل الْوَافِد على مُعَاوِيَة، وَكَانَ يحمَّق، وَله حَدِيث. قَالَ أَبُو بكر: وَمَا أَحسب بَقِي مِنْهُم أحد، وتزعم الْعَرَب أَن أمَّهم السِّعلاة. قَالَ الراجز: يَا قاتَلَ الله بني السِّعلاتِ عمرَو بن يَربوعٍ شِرارَ النّاتِ غيرَ أعِفّاءَ وَلَا أكْياتِ يُرِيد بالنّات: النّاس، وبأكيات: أكياس. واللّسْع: لَسْع الْعَقْرَب والزُّنبور لسعته العربُ لَسْعاً فَهُوَ لسيع وملسوع، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى قَالُوا: فلَان يلسع النَّاس بِلِسَانِهِ، إِذا كَانَ يؤذيهم وَمِنْه قَول بعض السّلَف لرجل ذكر عِنْده رجلا بِسوء فسجع فِي كَلَامه فَقَالَ: أَرَاك سَجّاعاً لَسّاعاً، أما علمتَ أَن أَبَا بكر رَضِي الله عَنهُ نضنضَ لسانَه ثمَّ قَالَ: هَذَا أوردني المَواردَ. ولَسْعَى، فِي وزن فَعْلَى: مَوضِع، وأحسبها تُمَدّ وتُقصر. واللَّعَس: سُمرة فِي الشّفة أَكثر من اللَّمَى رجل ألْعَسُ وَامْرَأَة لَعْساءُ من قوم لُعْس.
(سعم)
السَّعْم: ضرب من سير الْإِبِل سَعَمَ البعيرُ يسعَم سَعْماً، وناقة سَعُوم. قَالَ الراجز: غَيَّرَ خِلَّيْكَ الأداوى والنَّجَمْ وطولُ تخويد المَطيّ والسَّعَمْ الأداوى: جمع إداوة وَهَذَا رجل مُسَافر مَعَه إداوة فِيهَا مَاء فَهُوَ ينظر مرّة الى إداوته كم بَقِي مَعَه من المَاء وَينظر مرّة الى السَّمَاء والنجوم لِئَلَّا يضلّ. والسَّمْع: سَمْع الْإِنْسَان، وَالْجمع أسماع. والمِسْمَع: الأُذن. والمَسْمَع: الْموضع الَّذِي يُسمع مِنْهُ من قَوْلهم: هُوَ منّي بمرأًى ومَسْمَع، أَي حَيْثُ أرَاهُ وأسمع كَلَامه، وَكَذَلِكَ: هُوَ منّي مرأَى ومَسْمَعاً. وأسمعتُ الدَّلْو إسماعاً فَهِيَ مُسْمَعَة، إِذا جعلت لَهَا عُروة فِي أَسْفَلهَا من بَاطِن ثمَّ شددت بهَا حبلاً الى العَرْقُوَة لتخفَّ على حاملها. والسِّمع: سَبُع بَين الذِّئْب والضَّبُع. وَقد سمّت الْعَرَب مِسْمَعاً، وَهُوَ أَبُو قَبيلَة من الْعَرَب يُقَال لَهُم المَسامعة، كَمَا يُقَال المَهالبة والقَحاطبة وسمّت أَيْضا: سُميعاً وسِمْعان. ودير سِمعان: مَوضِع. وسَماعة: اسْم أَيْضا. وَيُقَال: فعلت ذَلِك تَسْمِعَتَك، أَي لتسمع. وَيُقَال: سمّعتُ بفلان تَسْمِعَةً، إِذا ذكرته بمكروه. والعَمْس: أصل بِنَاء التعامُس من قَوْلهم: تعامستُ عَن

(2/842)


الْأَمر، أَي تجاهلته. وَيُقَال: يَوْم عَمّاس: شَدِيد، فِي الشرّ خَاصَّة عَمِسَ يومُنا عَمَساً وعَمْساً. وعُمَيْس:)
اسْم. والعَسَم: اعوجاج فِي الْيَد خَاصَّة رجل أعْسَمُ وَامْرَأَة عَسْماءُ عسِمَ يعسَم عَسَماً. والعَسْم، بِإِسْكَان السِّين: سوء الطمع. قَالَ الراجز: وهالَهم منكَ إيادٌ داهِمُ كالبحر لَا يَعْسِم فِيهِ عاسِمُ أَي لَا يطْمع فِيهِ طامع. والعُسوم، ذكر الْخَلِيل أَنَّهَا القِطَع من الْخبز، وَأنْشد بَيْتا أَحْسبهُ لأميّة بن أبي الصّلت:
(وَلَا يتنازعون عِنانَ شِرْكٍ ... وَلَا أقواتُ أهلهمُ العُسومُ)
يصف أهل الْجنَّة. وعاسم: مَوضِع. والعاسم: أَحْسبهُ الْحَرِيص على الشَّيْء، وَهُوَ رَاجع الى الطمع. وعُسامة: اسْم. والمَعْس: الطعْن بالرُّمح مَعَسَه بالرُّمح مَعْساً. والمَعْس: الدَّلْك أَيْضا يُقَال: مَعَسْتُ الأديمَ، أَي دلكته. والمِسْع والنِّسْع: اسمان من أَسمَاء الرِّيَاح أحسبهما من أَسمَاء الشَّمال. قَالَ الشَّاعِر:
(وَحَال دون دَريسَيْه مؤوِّبةً ... مِسْعٌ لَهَا بعِضاه الأَرْض تهزيرُ)

(سعن)
السُّعْن: سِقاء صَغِير، وَالْجمع سِعان وسِعَنَة. والسَّنَع من قَوْلهم: رجل أسْنَعُ: طَوِيل وَشرف أسنع، أَي مُرْتَفع عالٍ. وَأهل الْيمن يسمّون الْجَارِيَة الَّتِي لم تُخفض: سَنْعاء. والعَسْن: أصل بِنَاء عَوْسَن وَرجل عَوْسَن، إِذا كَانَ طَويلا، مسقَّفاً فِيهِ جَنَأٌ، زَعَمُوا والمسقَّف: الطَّوِيل المجنَّأ.
والعَنْس: النَّاقة الصلبة الشَّدِيدَة. وعَنَسَت الْمَرْأَة تعنُس عُنوساً، وعنّست تعنيساً، إِذا جَاوَزت وَقت التَّزْوِيج فَلم تُزوَّج، وَكَذَلِكَ يُقَال للرجل. قَالَ الشَّاعِر:
(فَإِنِّي على مَا كنتُ تَعهَدُ بَيْننَا ... وَليدين حَتَّى أَنْت أشْمَطُ عانسُ)
وعَنَسْتُ العودَ، إِذا عطفته، وَيُقَال أَيْضا: عنشتُه، بالشين الْمُعْجَمَة، وَهُوَ أَعلَى وأفصح، وَهُوَ الأَصْل. والنَّسْع: مصدر نَسَعَتْ ثنيّتاه، إِذا خرجتا من العَمْر، أَي اللِّثَة يُقَال: نسعتْ ونسغتْ، بِالْعينِ والغين، وَقَالُوا: نسّعتْ ونسّغتْ. والنِّسْع: جمع نِسْعَة، وَهُوَ مَا ضُفر من الأَدَم كالحبال، فَإِذا فُتل فَلَيْسَ بنِسْع. والمِنْسَعَة: الأَرْض السريعة النبت يطول بقلُها ونبتُها، زَعَمُوا. قَالَ أَبُو زيد: امْرَأَة نَسْعاءُ: طَوِيلَة العُنْبُل، وَهُوَ مَا تقطعه الخاتنة. والنّعْس من قَوْلهم: نَعَسَ ينعُس نُعاساً ونَعْساً، وَرجل ناعس ونَعْسان. وناقة نَعوس للغزيرة الَّتِي تنعُس إِذا حُلبت. قَالَ الشَّاعِر:)

(2/843)


(نَعوسٌ إِذا دَرّتْ جَروزٌ إِذا غَدَتْ ... بُوَيْزِلُ عامٍ أَو سَديسٌ كبازلِ)
الجَروز: الأكول رجل جَروز، أَي أكول.
(سعو)
السَّعْو: الشمع فِي بعض اللُّغَات، جَاءَ بِهِ الْخَلِيل وَغَيره. والعَوَس، زَعَمُوا، رجل أعْوَسُ وَامْرَأَة عَوْساءُ، وَهُوَ دُخُول الشِّدقين حَتَّى يكون فيهمَا كالهَزْمتين، وَأكْثر مَا يكون ذَلِك عِنْد الضَّحِك.
والوَسْع: الطَّاقَة، بِفَتْح الْوَاو، ويضمّها أَيْضا قوم. والوَسْع: أصل بِنَاء قَوْلهم: نَاقَة وَساع، إِذْ كَانَت وَاسِعَة الخَطْو. وَمن أمثالهم: قد تَبْلُغُ القَطوفُ الوَساعَ. والسَّعَة: ضدّ الضّيق، وَهُوَ نَاقص، ترَاهُ فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله. وسُواع: صنم قديم كَانَ لحِمير، وَقد ذُكر فِي التَّنْزِيل: وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُواعا. وَقد سمّت الْعَرَب عبد وُدٍّ وَعبد يَغوثَ، وَلم تسمِّ عبد سُواعٍ، وَلَا عبد يَعوقَ. وَأخْبرنَا أَبُو حَاتِم قَالَ: أخبرنَا أَبُو عُبَيْدَة قَالَ: قلت لرؤبة: مَا الوَدْي قَالَ: يسمّى عندنَا السُّوَعاء مِثَال فُعَلاء، يفُمَدّ ويُقصر، وَقَالُوا: الشُّوَعاء، بالشين. والوَعْس: الرمل السهل الَّذِي يَشُقّ على الْمَاشِي فِيهِ أَرض وَعْس وأرَضون وُعوس وأوعاس. وأوعسَ القومُ، إِذا ركبُوا الوَعْس. وَرجل مِيعاس وَأَرْض مِيعاس، مِفعال من الوَعْس، قُلبت الْوَاو يَاء لكسرة الْمِيم. وعسا الشيءُ يعسو عُسُوّاً، إِذا اشتدّ وصلب، من النبت وَغَيره.
(سعه)
السَّعة: ضد الضّيق، نَاقِصَة ترَاهَا فِي موضعهَا إِن شَاءَ الله. وَقد سمّت الْعَرَب هُسَعَ وهَيْسُوعاً قَالَ أَبُو بكر: وَهَذِه لُغَة قديمَة لَا يُعرف اشتقاقها قَالَ أَبُو بكر: أحسبها عبرانية أَو سريانية.
(سعي)
السَّعْي: مصدر سَعَى يسعَى سَعْياً من العَدْو. وسَعَى للسُّلْطَان، إِذا وَلِيَ لَهُم الصَّدَقَة. قَالَ الشَّاعِر:
(سَعَى عِقالاً فَلم يتْرك لنا سَبَداً ... فَكيف لَو قد سعى عمرٌ وعِقالين)
عِقالاً: يُرِيد صَدَقَة عَام. وَقَالَ الآخر: يَا أيّها السَّاعِي على غير قَدَمْ تَعَلّمَنْ أَن الدّواةَ والقَلَمْ تَبْقى ويُودي مَا كتبتَ بالغَنَمْ)
أَي الصَّدَقَة تُذهب بالغنم. وساعَى الرجلُ الأمَةَ، إِذا فجَرَ بهَا، وَلَا تكون المساعاة إلاّ فِي الْإِمَاء. وساعي الْقَوْم: سيّدهم. والسَّيْع: مصدر ساع السرابُ يسيع سَيْعاً وسُيوعاً، إِذا اضْطربَ على وَجه الأَرْض. قَالَ الراجز: فهنّ يَخْبِطَن السّرابَ الأسْيَعا شبيهَ يَمٍّ بَين عِبْرَيْن مَعًا يَعْنِي أَنه يجْرِي على وَجه الأَرْض.

(2/844)


والسِّياع: الطين الرَّقِيق. قَالَ الشَّاعِر:
(فَلَمَّا أَن جرى سِمَنٌ عَلَيْهَا ... كَمَا بطَّنتَ بالفَدَنِ السِّياعا)
قَالَ أَبُو بكر: هَذَا مقلوب، يُرِيد بالسِّياع: الفَدَن، والفَدَن: القَصْر. والمِسْيَعَة: الْخَشَبَة الَّتِي يطيَّن بهَا. والعَيَس: لون من ألوان الْإِبِل، وَهُوَ بَيَاض تخلطه حُمرة كَدِرَة يسيرَة. وَقَالَ قوم: بل الْبيَاض الْخَالِص هُوَ العَيَس جمل أعْيَسُ وناقة عَيْساءُ من إبل عِيس. والعَيْس، زَعَمُوا: مَاء الْفَحْل. وعَسَى: كلمة تكون للشّكّ وَالْيَقِين. قَالَ الشَّاعِر:
(ظنّي بهم كعَسَى وهم بتَنُوفَةٍ ... بتنازعون جَوائبَ الأمثالِ)
قَوْله: جَوائب من قَوْلهم: هَل من جائبةِ خبرٍ، أَي من خَبَر يجوب الْبِلَاد، أَي يقطعهَا، وَكَذَلِكَ: هَل من مُغَرِّبَةِ خبرٍ، إِذا جَاءَ من غَربة، أَي من مَوضِع بعيد. وَعَسَى فِي هَذَا الْبَيْت يَقِين وكل عَسى فِي التَّنْزِيل فَهُوَ فِي مَوضِع إِيجَاب إِلَّا قَوْله عزّ وجلّ: عَسى رَبُّه إِن طلّقكنّ.
3 - (بَاب السِّين والغين)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(سغف)
أُهملت.
(سغق)
غَسَقَ الليلُ يغسِقُ غَسْقاً، إِذا اشتدّت ظلمته. وغَسِقَ الجرحُ يغسَق، إِذا سَالَ مِنْهُ مَاء أصفر، وفسّروا الغَسّاق فِي التَّنْزِيل صديد أهل النَّار، وَالله أعلم.
(سغك)
أُهملت.
(سغل)
السَّغَل: اضْطِرَاب الخَلْق من الهُزال، وَرُبمَا كَانَ خِلقة سَغِلَ الفرسُ يسغَل سَغَلاً، إِذا تخدّد لحمُه. والغَلَس: بَاقِي ظلمَة اللَّيْل. وَيُقَال: غلَّس القومُ تغليساً، إِذا سَارُوا فِي آخر اللَّيْل. والغَسْل: مصدر غسلتُ الشيءَ أغسِله غَسْلاً، والغُسْل الِاسْم، والغَسْل الْمصدر. والغِسْل: مَا غسلت بِهِ رَأسك من سِدْر أَو طين. قَالَ الشَّاعِر:
(وماءٍ كلون الغِسْل أقوى فبعضُه ... أواجنُ أسدامٌ وبعضٌ معوَّرُ)
قَوْله: أواجن، جمع آجنٍ، وَهُوَ المَاء المتغيّر والأسدام من قَوْلهم: مياهٌ أسدامٌ، إِذا كَانَت طَوِيلَة الْمكْث لم تورَد وَلم يُستقَ مِنْهَا، وَالْوَاحد سُدُم. وَرجل: غُسَل ومِغْسَل، إِذا كَانَ كثير الجِماع.
والمغتسَل: الْموضع الَّذِي يُغتسل فِيهِ. وَرجل غُسَل: شَدِيد الضَّرْب: غَسَلَه بالسّوط غَسْلاً، إِذا ضربه فأوجعه. والمَغاسل: أَوديَة قريبَة من الْيَمَامَة، وَاحِدهَا مَغْسَل، بِفَتْح الْمِيم. والمِغْسَل، بِكَسْر الْمِيم: مَا غُسل فِيهِ الشَّيْء. وغُسالة كل شَيْء: مَاؤُهُ الَّذِي يُغسل بِهِ. والغَسيل: رجل من الْأَنْصَار غسلته الملائكةُ يَوْم أُحُد. والمَغاسل: مَوَاضِع مَعْرُوفَة.
(سغم)
السّامغان والصّامغان: جانبا الْفَم تَحت طرفِي الشَّارِب من عَن يَمِين وشمال. والغَمْس: غمسُك الشَّيْء فِي مَاء أَو غَيره غَمَسْتُه أغمِسه غَمْساً.

(2/845)


وسُمّيت الْيَمين الْغمُوس غَموساً لِأَنَّهَا تَغْمِس فِي الْإِثْم مَن حلف بهَا بَاطِلا. والغَمّاس: طَائِر مَعْرُوف. وَرجل مُغامِس، إِذا انغمس فِي الْحَرْب)
وغشيها بِنَفسِهِ. والمَغْس مثل المَعْس، وَهُوَ الطعْن مَغَسه بِالرُّمْحِ ومَغَسه.
(سغن)
نَسَغَتْ أسنانُه، إِذا تحرّكت، وَأكْثر مَا يُستعمل بِالْعينِ غير الْمُعْجَمَة. ونَسَغَتِ الفسيلةُ، إِذا أخرجت سَعَفاً فَوق سَعَف، بالغين وَالْعين. ونَسَغَتِ الواشمةُ، إِذا غرزت بالإبرة فِي الْيَد أَو غَيرهَا. والغُسَن: واحدتها غُسْنَة، وَهِي الخُصلة من سَبيب الْفرس أَو شَعَر ذَنبه، وَبِه سُمِّي الرجل غَسّاناً. وغَسّان: مَاء مَعْرُوف تُنسب إِلَيْهِ قبائل من الْعَرَب شربوا مِنْهُ، وَلَيْسَ بأب وَلَا أمّ. قَالَ حسّان بن ثَابت:
(إمّا سألتِ فإنّا معشرٌ نُجُبُ ... الأزدُ نِسبتُنا والماءُ غسّانُ)

(سغو)
السَّوْغ: مصدر سَاغَ لي الشَّرَاب يسوغ سَوْغاً، إِذا سَهُلَ لَك شرْبه وأسغتُه أَنا إساغةً، إِذا شربته. وشراب أسْوَغُ وسائغ، إِذا كَانَ سهل الْمدْخل. وسوَّغتُ: فلَانا كَذَا وَكَذَا، إِذا أَعْطيته إيّاه.
(سغه)
أُهملت.
(سغي)
غَسِيَ الليلُ يغسَى، وغَسا يغسو ويَغسي، وأغسى يُغسي، ثَلَاث لُغَات فصيحة، إِذا أظلم. قَالَ الشَّاعِر:
(فلمّا غَسَى ليلِي وأيقنتُ أَنَّهَا ... هِيَ الأُرَبَى جَاءَت بأمِّ حبَوْكَرا)
الأُرَبَى وَأم حَبَوْكَرا: الداهية. وَقَالَ الآخر:
(كَأَن الليلَ لَا يَغْسى عَلَيْهِ ... إِذا زَجَرَ السَّبَنْداةَ الأَمُونا)
السَّبَنْداة: النَّاقة الجريئة على السّير والأَمون: الصُّلبة الشَّدِيدَة. وَقَالَ العجّاج: ومَرِّ أيامٍ مضينَ عُمْسِ ومَرِّ أيامٍ وليلٍ مُغْسي
3 - (بَاب السِّين وَالْفَاء)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(سفق)
سفقتُ البابَ وأسفقتُه، إِذا أغلقتَه. وسفقتُ وجهَه، إِذا لطمته. والسَّقْف: مَعْرُوف وسماء كل شَيْء: سقفه، وَالْجمع سُقوف وسُقُف. قَالَ الشَّاعِر:
(وَقَالَت سَماءُ الْبَيْت فَوْقك مُخْلِقٌ ... ولمّا تُيَسِّرْ أحْبُلاً للرّكائبِ)
وَرجل أسْقَفُ ومسقَّف، إِذا كَانَ طَويلا فِيهِ جَنَأ. وسُقْف: مَوضِع مَعْرُوف. وأسْقُف: مَوضِع.
والسّقائف: ظُلَل تكون فِي مقدَّم الْبيُوت والدّور، وَمِنْه

(2/846)


سَقيفة بني سَاعِدَة: مَوضِع بِالْمَدِينَةِ، ظُلّة كَانُوا يَجْتَمعُونَ تحتهَا. وظليم أسْقَف ونعامة سَقْفاءُ، إِذا كَانَت جَنْواء العُنق. وأُسْقُف النّصارى، وَقَالُوا: أُسْقُفّ، بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد، وَيجمع أساقِفة وأساقِف وَهُوَ أعجمي معرَّب وَقد تكلّمت بِهِ الْعَرَب. والفَقْس من قَوْلهم: فَقَسْتُ البيضةَ وفَقَصْتُها، إِذا كسرتها فأخرجت مَا فِيهَا. والفُقاس: دَاء شَبيه بالتشنّج فِي المفاصل. والفِسْق أَصله من قَوْلهم: انفسقتِ الرُّطَبَة، إِذا خرجت من قشرها، وَمِنْه اشتقاق الْفَاسِق لانفساقه من الْخَيْر، أَي انسلاخه مِنْهُ. والقَفْس: مصدر قَفَسْتُ الشيءَ أقفِسه قَفْساً، إِذا أخذتَه أخذَ انتزاع وغَصْب. وقَفَسَ الإنسانُ وغيرُه، إِذا مَاتَ.
(سفك)
سفكتُ الدمَ وغيرَه أسفِكه سَفْكاً، إِذا أسلتَه، وَالدَّم والدمع مسفوكان وسَفيكان. والسَّكْف: فعل ممات مِنْهُ اشتقاق أُسْكُفّة الْبَاب. وَالْعرب تسمّي كل صانع إسْكافاً وسَيْكَفاً، وَيُقَال: أُسْكُفَّة الْبَاب وأُسْكُبّة الْبَاب وأُسْكوفَة الْبَاب. والكَسْف: مصدر كسفتُ الشيءَ أكسِفه كَسْفاً، إِذا قطعته أَو كَسرته، وكل قِطْعَة مِنْهُ كِسْف وكِسْفَة وكسيفة. وكُسِفَت الشمسُ فَهِيَ مكسوفة، وكَسَفَت فَهِيَ كاسفة. قَالَ الشَّاعِر:
(الشَّمْس طالعةٌ لَيست بكاسفةٍ ... تبْكي عليكَ نجومَ اللَّيْل والقَمَرا)
الْفِعْل هَاهُنَا للشمس، وَهُوَ متعدّ لِأَن الْمَعْنى: طالعة لَا ضوء لَهَا فتكسفَ النجومَ والقمرَ.
والكَفَس فِي بعض اللُّغَات: الحَنَف رجل أكْفَسُ وَامْرَأَة كَفْساءُ كَفِسَ كَفَساً.
(سفل)
السِّفْل: ضدّ العِلْو، والسُّفْل: ضدّ العُلْو. وَرجل سَفِلَة: خسيس من النَّاس، وَأكْثر مَا يُقَال: رجل)
خسيس من سَفِلَة النَّاس، أَي من رُذالهم، وَلَا يُقَال: رجل سَفِلَة، وَإِن كَانَت العامّة قد أولعت بِهِ، وَكَذَلِكَ قوم من سَفِلَة النَّاس. وَفُلَان يهْبط فِي سَفال، إِذا كَانَ يرجع الى خُسْران. وقعدتُ بسُفالة الرّيح وبعُلاوتها، فالعُلاوة: من حَيْثُ تهبّ، والسُّفالة: مَا كَانَ بِإِزَاءِ ذَلِك. وسَلِفُ الرجل: المتزوّج بأخت امْرَأَته وَالْقَوْم متسالفون، إِذا كَانُوا كَذَلِك. والسَّلْف: أَدِيم لم يُحكم دبغُه، وَقَالُوا: بل جراب وَاسع على هَيْئَة الجُوالق، وَالْجمع سُلوف. والسِّلْفَة: مَا تدّخره الْمَرْأَة لتُتحف بِهِ من زارها قَالَ أَبُو زيد: يُقَال: سلِّفوا ضيفكم ولهِّنوه، أَي أطعِموه اللُّهْنَة والسِّلْفَة، وَهُوَ مَا يُتحف بِهِ الضيفُ قبل القِرى. وسُلافة الْخمر: أول مَا يخرج من عصيرها. وَلفُلَان سَلَفٌ كريم، إِذا تقدّم لَهُ كرمُ آبَاء، وَالْجمع أسلاف وسُلوف. وسُلاّف الْقَوْم: متقدّموهم فِي حَرْب أَو سفر. والسِّلْفان: ضرب من الطير، الْوَاحِد سُلَف. قَالَ أَبُو حَاتِم: السُّلَف والسُّلَك وَاحِد، وَهُوَ فراخ القَبْج، فِيمَا ذكره. والفَلْس: عَرَبِيّ مَعْرُوف، وأصل الفَلْس من قَوْلهم: أفلسَ الرجلُ إفلاساً، إِذا قلّ مالُه فَهُوَ مُفْلِس، وَهِي كلمة عَرَبِيَّة وَإِن كَانَت مبتذَلة. قَالَ الشَّاعِر:
(وَقد ضَمُرَت حَتَّى بَدَتْ من هُزالها ... كُلاها وَحَتَّى استامَها كلُّ مُفْلِسِ)
وَهَذَا شعر قديم. والفِلْس: صنم كَانَ لطيّئ فِي الْجَاهِلِيَّة فَبعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم عَليّ بن أبي طَالب عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى هَدمه وَأخذ السيفين اللَّذين كَانَ الْحَارِث بن أبي شَمِر

(2/847)


أهداهما إِلَيْهِ، وهما مِخْذَم ورَسوب اللَّذَان ذكرهمَا عَلْقَمَة بن عَبَدَة فِي قصيدته فَقَالَ:
(مُظاهرُ سِرْبالَي حديدٍ عَلَيْهِمَا ... عَقيلا سُيوفٍ مِخْذَمٌ ورَسوبُ)
وَرجل فَسْل وفَسِل، إِذا كَانَ ضَعِيفا عَاجِزا بيّن الفَسالة والفُسولة. وفَسيل النّخل: مَعْرُوف، الْوَاحِدَة فَسيلة. قَالَ الراجز: وَإِنَّمَا النّخلُ من الفسيلِ كَذَلِك القَرْمُ من الأفيلِ الأفيل: صغَار الْإِبِل، وَالْجمع إفال وأفائل والقَرْم: الْفَحْل من الْإِبِل.
(سفم)
أُهملت.
(سفن)
سَفَنْتُ العودَ أسفِنه سَفْناً، إِذا قشرته من لحائه. والسَّفَن: الْجلد الَّذِي يُجعل على قَوَائِم السيوف،)
وَإِنَّمَا سُمّي سَفَناً لخشونته، وَمِنْه اشتقاق السّفينة لِأَنَّهَا تسفِن المَاء كَأَنَّهَا تقشره، فَهِيَ فَعيلة فِي مَوضِع فاعلة. وسَفّانة: اسْم بنت حَاتِم طيّئ، وَبهَا كَانَ يُكنى. والسَّفّان: ملاّح السَّفِينَة. والسَّنَف مِنْهُ اشتقاق السِّناف، والسِّناف: خيط يُشَدّ من حَقَب الْبَعِير الى تصديره ثمَّ يُشَدّ فِي عُنُقه إِذا ضَمَرَ فقلِق وَضينُه سَنَفْتُ البعيرَ فَهُوَ مسنوف وأسنفتُه فَهُوَ مُسْنَف، وأبى الْأَصْمَعِي إِلَّا أسنفتُ فَهُوَ مُسْنَف، وَلم يعرف مسنوفاً. وَيُقَال: فرس مُسْنِفَة، إِذا كَانَت تتقدّم الْخَيل فِي سَيرهَا، فَإِذا سمعتَ فِي شِعْر: مُسْنِفَة، بِكَسْر النُّون، فَإِنَّمَا يَعْنِي فرسا، وَإِذا سَمِعت: مُسْنَفَة، بِفَتْح النُّون، فَإِنَّمَا يَعْنِي النَّاقة. والسِّنْف: وعَاء ثَمَر المَرْخ، وَهُوَ شَبيه بوعاء الباقِلَّى تُشبَّه بِهِ آذان الْخَيل إِذا يبس، ويسمّى إعْلِيطاً أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر: كسِنف النّخلةِ الصّفِرِ الصَّفْر: الفارغ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ شَيْء. وَفرس نَسوف، إِذا كَانَت وَاسِعَة الخَطْو. قَالَ الشَّاعِر:
(نَسوفٌ للحِزام بمِرْفَقيها ... يَسُدُّ خَواءَ طُبْبَيْها الغُبارُ)
وناقة نَسوفٌ، إِذا نسفت الترابَ بخُفَّي يَديهَا فِي سَيرهَا. والنَّسْف: نسفُك الشيءَ بالمِنْسَف، وَمَا يَقع مِنْهُ: النُّسافة. والنّسيف: مَوضِع أثر رجل الرَّاكِب من الرَّحْل. قَالَ الشَّاعِر:
(وَقد تَخِذَتْ رِجلي الى جَنْب غَرْزِها ... نَسيفاً كأُفْحوص القطاة المطرِّقِ)
والنَّسْف: نَقْرُ الطَّائِر بمِنقاره. والنُّسّاف: طَائِر مَعْرُوف. والنَّفْس: نَفْس الْإِنْسَان والدابّة وكلّ شَيْء. والنَّفْس: مِلء الكفّ من الدِّباغ. وَأخْبر الْأَصْمَعِي أَن أمَةً من بعض إِمَاء الْعَرَب جَاءَت مستعجلةً الى قوم فَقَالَت لَهُم: تَقول لكم مولاتي: أعطوني نَفْساً أَو نَفْسين فَإِنِّي أفِدَة، أَي مستعجلة. وأصابت فلَانا نَفْسٌ، أَي عَين. ونَفَس الْإِنْسَان وَغَيره: مَعْرُوف. والنَّفْس: المَاء، سُمّي نَفْساً لِأَن بِهِ قِوام النَّفْس. والنَّفْس: الدَّم. وَيُقَال: ادْفَعْ إليّ الشيءَ نَفْسَه، أَي عينه. وَرجل نَفوس، إِذا كَانَ يُصِيب النَّاس بِالْعينِ.

(2/848)


ونُفِسَت الْمَرْأَة ونَفِسَت، فَهِيَ نُفَساء وَالْجمع نِفاس. قَالَ الراجز: أحْبَنَ يمشي مِشْيَةَ النِّفاسِ ويُروى: أبَدُّ يمشي. وَهَذَا مَتاع نَفِيس. وَغُلَام منفوس بِهِ. ونَفِسْتُ على فلَان بِكَذَا وَكَذَا، ونَفِسْتُ عَلَيْهِ كَذَا، أنفَس نَفاسةً فَأَنا نافس.
(سفو)
)
السَّفْو: مصدر سفا يسفو سَفْواً، إِذا مَشى مشياً سَرِيعا، وَكَذَلِكَ الطَّائِر إِذا طَار. وَبغلة سَفْواء: خَفِيفَة سريعة، وَهُوَ فِي البغال مدح، وَكَذَلِكَ الأتان الوحشية. قَالَ الراجز: فراحَ يحدوها وراحت نَيْرَجا سفواءَ مِرْخاءَ تباري مِغْلَجا يصف أَتَانَا. وَقَالَ الآخر يصف بغلة: جَاءَت بِهِ معتجراً ببُرْدِهْ سفواءُ تَرْدي بنسيجِ وحدِهْ وَفرس أسْفَى وحِجْر سَفْواءُ: قَليلَة شعر الناصية، وَهُوَ عيب. وسَفَوان: مَوضِع. وسوف: كلمة تُستعمل فِي التهديد والوعد والوعيد، فَإِذا شِئْت أَن تجعلها اسْما نوّنتها: قَالَ الشَّاعِر: إنّ سَوْفاً وإنّ لَوّاً عَناءُ ويُروى: إنّ لَوّاً وإنّ لَيْتاً عناءُ، فنوّن إِذا جَعلهمَا اسْمَيْنِ، وَكَذَلِكَ سَبِيل هَذِه الأحرف. وَذكر أَصْحَاب الْخَلِيل عَنهُ أَنه قَالَ لأبي الدُّقَيْش: هَل لَك فِي الرُّطَب فَقَالَ: أسْرَعَ هَلٍّ وأوحاه فَجعله اسْما ونوّنه. والبصريون يدْفَعُونَ هَذَا. والسَّوْف: مصدر سُفْتُ الشيءَ أسُوفه سَوْفاً، إِذا شمِمته.
وَالْحمار يَسوف عانتَه، إِذا شمّها والعانة هَاهُنَا: الْقطعَة من الأُتْن. والسُّواف: الْهَلَاك رَمَاه الله بالسُّواف، أَي بِالْهَلَاكِ. والوَسْف: أصل بِنَاء توسَّف الشيءُ، إِذا تقشّر وتوسّف جلدُ الرجل، إِذا أَصَابَته شمسٌ فتقشّر جلدُه. والفَسْو: مَعْرُوف وتُعيَّر بِهِ قَبيلَة، وَذَلِكَ أَنهم اشتروه من إياد بسوق عُكاظ ببُرْدَي حِبَرَة، وَله حَدِيث. فَأَما قَوْلهم: تفسّأ الثوبُ، إِذا تشقّق، فمهموز ترَاهُ فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله. وَأخْبر يُونُس أَن أَعْرَابِيًا مرّ بِهِ وَهُوَ مُحْتَبٍ بطَيْلَسانه فَقَالَ: علامَ تَفْسَؤه
(سفه)
السِّفَه: مَعْرُوف، وَأَصله الخِفّة والنّزَق تسفّهت الريحُ الغصونَ إِذا حرّكتها وتسفّهتِ الرماحُ فِي الْحَرْب، إِذا اضْطَرَبَتْ. وَفِي التَّنْزِيل: إلاّ مَن سَفِهَ نفسَه، قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: خَسِرَها، وَالله أعلم. وسَفِهَ الرجلُ، أَي جَهِلَ. والسَّهَف: شدّة الْعَطش سَهِفَ يسهَف سَهَفاً فَهُوَ ساهف. وَرجل مسهوف: كثير الشّرْب للْمَاء لَا يكَاد يَرْوَى. وأصابه السِّهاف، مثل العُطاش سَوَاء.
(سفي)
السَّفاء: مصدر سَفِيَ يسفَى سَفاءً شَدِيدا، مثل سَفِهَ يسفَه سَفاهاً، فِي مَعْنَاهُ. والسَّفيّ: مثل السّفيه،)
سَوَاء. وسَفَتِ الريحُ الترابَ تَسفيه سَفْياً، وَالتُّرَاب سافٍ، وَكَانَ تَقْدِيره مَسْفِيّاً، فَجعله فَاعِلا فِي مَوضِع مفعول كَقَوْلِه جلّ وعزّ: فِي عِيشةٍ راضيةٍ، فِي معنى مَرْضيّة، وَالله أعلم.

(2/849)


والسَّفَى: شوك البُهْمَى إِذا يبس. والسَّفَى: التُّرَاب، مَقْصُور، وَهُوَ السَّفاة أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر:
(فَلَا تُلْمِسِ الأفعى يَديك تُريغُها ... ودَعْها إِذا مَا غيّبَتْها سَفاتُها)
وَكَذَلِكَ الْوَاحِدَة من سَفا البُهْمَى سَفاة. قَالَ الْهُذلِيّ: سفاةٌ لَهَا فوقَ التُّرَاب زَليلُ والسّيف: مَعْرُوف، وحامله سَيّاف، وَقد قَالُوا: سائف، كَمَا قَالُوا: رامح وناشب. وَذكر أَبُو عُبيدة، وَأَحْسبهُ عَن يُونُس أَيْضا، أَن اشتقاق السَّيْف من قَوْلهم: سافَ مالُه، إِذا هلك، فَلَمَّا كَانَ السَّيْف سَببا للهلاك سُمّي سَيْفا، وَلم يقل هَذَا غيرُهما. والسِّيف: سَاحل الْبَحْر، يُجمع على أسياف أَيْضا. وللسين وَالْفَاء وَالْيَاء مَوَاضِع فِي الاعتلال ترَاهَا إِن شَاءَ الله.
3 - (بَاب السِّين وَالْقَاف)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(سقك)
أُهملت.
(سقل)
السَّقْل: سقلُك الشيءَ مثل السَّيْف وَالثَّوْب وَغَيرهمَا، بِالسِّين وَالصَّاد جَمِيعًا. والسِّلْق: الذِّئْب، وَالْأُنْثَى سِلْقَة. قَالَ الشَّاعِر:
(أخرجتُ مِنْهَا سِلْفَةً مَهْزُولَة ... عَجْفاءَ يَبْرُقُ نابُها كالمِغْوَلِ)
وَجمع سِلْقَة: سِلقان وسُلقان، بالضّم وَالْكَسْر وَقَالَ قوم: لَا يُقَال للذئب الذّكر سِلْق إِنَّمَا يُقَال للْأُنْثَى سِلْقَة. والسَّلْق: مصدر شدّة القَوْل بِاللِّسَانِ سلقه يسلُقه سَلْقاً، وَمِنْه قَوْله جلّ وعزّ: سَلقوكم بألسنةٍ حِدادٍ، بِالسِّين وَالصَّاد، وَالسِّين أَعلَى. والسَّليق: مَا تحاتَّ ورقُه من صغَار الشّجر. قَالَ الراجز: تسمعُ مِنْهَا فِي السّليقِ الأشهبِ مَعمعةً مثلَ الضِّرامِ المُلْهَبِ وَيُقَال: سَلَقَ الرجلُ المرأةَ، إِذا بسطها ثمَّ جَامعهَا. قَالَ الشَّاعِر:)
(فَإِن شئتِ سلقناكِ ... وَإِن شئتِ على أربعْ)
قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا كَلَام يُنسب الى مُسيلمة، وَهُوَ حجّة فِي اللُّغَة. والسُّلاق: دَاء يُصِيب اللِّسَان فيتقشّر مِنْهُ يُقَال: انسلق اللسانُ ينسلق انسلاقاً، وَرُبمَا أصَاب الدوابّ أَيْضا. والسِّلَق: الفَضاء من الأَرْض، وَالْجمع سُلْقان. وتسلّق الرجلُ الجدارَ وغيرَه، إِذا تسوّر عَلَيْهِ عَرَبِيَّة صَحِيحَة فصيحة. فَأَما هَذِه البقلة الَّتِي تُسمّى السِّلْق فَمَا أَدْرِي مَا صحّتها، على أَنَّهَا فِي وزن الْكَلَام الْعَرَبِيّ. وَيُقَال: سلقتُ الشيءَ، إِذا غليته بالنَّار. وسلقتُ الأديمَ أَو المَزادة، إِذا دهنتها. قَالَ الشَّاعِر:

(2/850)


(كَأَنَّهُمَا مَزادتا متعجِّلٍ ... فَرِيّانِ لمّا تُسْلَقا بدِهانِ)
والسُّلاّق، بِالتَّشْدِيدِ: عيد لِلنَّصَارَى أعجمي معرَّب. وسَلُوق: مَوضِع، وَهُوَ الَّذِي تُنسب إِلَيْهِ الْكلاب السَّلوقيّة قَالَ الْأَصْمَعِي: تُنسب الى سَلَقْيَة، مَوضِع بالروم، وَكَذَلِكَ الدُّروع. قَالَ الشَّاعِر:
(تَقُدُّ السَّلُوقيَّ المضاعَفَ نَسْجُه ... وتُوقدُ بالصُّفّاح نارَ الحُباحبِ)
ويُروى: ويوقِدن بالصِّفّاح. والقَلْس: الْقَيْء قَلَسَ الرجل يقلِس قَلْساً وقَلَساً بِالْفَتْح، وَالْأول أَعلَى، إِذا قاء، فَهُوَ قالس. قَالَ الشَّاعِر: تمُجُّ دَمًا مِنْهَا العروقُ القوالسُ والقُلَّيْس: بِيعة كَانَت الْحَبَشَة بنتهَا بِصَنْعَاء فهدمتها حِمير. فَأَما القَلْس الَّذِي يتكلّم بِهِ أهل الْعرَاق من هَذِه الحبال فَمَا أَدْرِي مَا صحّته. واللَّقْس واللَّقَس: سوء الخُلق والشراسة رجل لَقِيسٌ. وَفِي حَدِيث عمر بن الخطّاب رَضِي الله عَنهُ: وَعْقَةٌ لَقِسٌ الوَعْقَة: شَبيه باللَّقَس، وَهُوَ شراسة النَّفس وَسُوء الخُلق. وَقد سمّت الْعَرَب لاقساً.
(سقم)
السُّقْم والسَّقَم وَاحِد، معروفان سَقِمَ يسقَم سَقَماً وسُقْماً وسَقاماً فَهُوَ سقيم وسَقِمٌ، وأسقمه الله إسقاماً فَهُوَ مُسْقَم. وسَقام: وادٍ بالحجاز. قَالَ الشَّاعِر:
(أَمْسَى سَقامٌ خلاءً لَا أنيسَ بِهِ ... إِلَّا السِّباعُ ومَرُّ الرّيح بالغَرَفِ)
الغَرَف: شجر يحمل حملا كالتين الصغار يتفرَّك بِالْيَدِ تعبث بِهِ الجِمال. والسَّوْقَم: ضرب من الشّجر يشبه الخِلاف وَلَيْسَ بِهِ، لُغَة يَمَانِية ذكر ذَلِك أَبُو زيد. وسَمَقَ الْعود يسمُق سُموقاً،)
وَكَذَلِكَ النَّخْلَة وغيرُها، إِذا بَسَقَ وارتفع فَهُوَ سامق. وَيُقَال: هَذَا كَذِبٌ سُماقٌ، إِذا كَانَ كذبا خَالِصا. قَالَ الراجز: أبْعَدَهُنَّ الله من نِياقِ من باطلٍ وكَذِبٍ سُماقِ والسَّميقان: خشبتان تُجعلان فِي خَشَبَة الفدّان المعترضة على سَنام الثور من عَن يَمِين وشمال.
والقَمْس: الغوص فِي المَاء، وَمن ذَلِك أُخذ قَامُوس الْبَحْر، وَهُوَ مُعظم مَائه. والقَمّاس: الغَوّاص. وانقمس النَّجْم، إِذا انحطّ فِي الْمغرب. قَالَ الشَّاعِر:
(أصَاب الأرضَ منقمَسَ الثُّريّا ... بساجيَةٍ وأعقبَها طِلالا)
الْمَعْنى أَن الأَرْض أَصَابَهَا مطر يسحاها، أَي يقشرها بنَوْء الثريا. وَتقول الْعَرَب للرجل إِذا نَاظر وَخَاصم قِرْناً: إِنَّمَا تُقامِسُ حوتاً. والقَسْم: مصدر قسمتُ الشَّيْء أقسِمه قَسْماً. والقِسْم: النَّصِيب. والمَقْسَم: الْموضع الَّذِي يُقتسم فِيهِ. وقَسِمة الْإِنْسَان وقَسَمته: ظَاهر خدّيه. قَالَ الْأَصْمَعِي: القَسِمتان: مَا اكتنف الأنفَ من الخدّين من عَن يَمِين وشمال. قَالَ الشَّاعِر:

(2/851)


(كَأَن دنانيراً على قَسِماتهم ... وَإِن كَانَ قد شفَّ الوجوهَ لِقاءُ)
وَمن ذَلِك قيل: رجل وسيم قسيم. والقَسامة: الْجَمَاعَة من النَّاس يشْهدُونَ أَو يحلفُونَ على الشَّيْء، وسُمّوا قَسامة لأَنهم يُقْسِمون على الشَّيْء أَنه كَانَ كَذَا وَكَذَا أَو لم يكن. وأقسمتُ بِاللَّه أُقسم إقساماً فَأَنا مُقْسِم. وَقد سمّت الْعَرَب قاسماً وقسّاماً وقُسَيْماً ومقسِّماً ومِقْسَماً وقَسيماً.
والقَسْم: مَوضِع مَعْرُوف. وَأصْبح فلَان متقسِّماً، إِذا أصبح مشترَكَ الخواطر بالهموم. وَقَالُوا: فلَان مقسَّم الْوَجْه، إِذا كَانَ جميلاً. والقَسَام: الحرّ الشَّديد وَهَكَذَا فُسّر فِي شعر النَّابِغَة.
والقَسَاميّ، زَعَمُوا: الَّذِي يَبْتَدِئ طيَّ الثَّوْب حَتَّى يُطوى بعد ذَلِك على طيّه. وحصاة القَسْم: المَقْلَة الَّتِي تُجْعل فِي القَعْب فيُصَبّ عَلَيْهَا المَاء حَتَّى يغمرها ويُشرب، وَإِنَّمَا يَفْعَلُونَ ذَلِك عِنْد ضِيق المَاء عَلَيْهِم. والقَسيمة فِيهَا قَولَانِ، قيل: طُلُوع الْفجْر، وَقيل: جَونة العطّار. قَالَ عنترة:
(وكأنّ فأرَةَ تاجرٍ بقَسيمةٍ ... سَبَقَتْ عوارضَها إِلَيْك من الفمِ)
والقَسُوميّات: مَوضِع، زَعَمُوا، مَعْرُوف. قَالَ زُهَيْر:
(ضَحّوا قَلِيلا قَفا كُثْبانِ أسْنُمَةٍ ... ومنهمُ بالقَسوميّات معترَكُ)
والمَقْس: خُبث النَّفس تمقّست نفسُه تمقُّساً، إِذا غَثَتْ. وَذكر الْأَصْمَعِي أَن صَبيا من الْأَعْرَاب)
صَاد صداةً أَو بومةً وَهُوَ يحسبها سُماناةً فَلَمَّا أكلهَا غَثَتْ نفسُه فَقَالَ: نَفسِي تَمَقَّسُ من سُمانَى الأقْبُرِ وَقد سمّت الْعَرَب مَقّاساً، وَهُوَ اسْم شَاعِر من شعرائهم.
(سقن)
سَنِقَ الحِمارُ وغيرُه يسنَق سَنَقاً، إِذا بَشِمَ عَن العشب. وأنشدنا الأُشنانْداني، أحسِبه عَن التوّزي عَن أبي عُبيدة:
(إِنِّي امْرُؤ أعتفي الحاجاتِ أطلبُها ... كأنني سَنِقٌ يُرمى بِهِ عُشُبُ)
قَوْله: أعتفي: آخذ الْعَفو يُرِيد: آخذ عَفْو النَّاس. والقِنْس: الأَصْل. قَالَ الراجز: خَليفَة ساسَ بِغَيْر فَجْسِ فِي قِنْسِ مَجْدٍ فَاتَ كلَّ قِنْسِ وكل شَيْء ثَبت تَحت شَيْء أَو فِي شَيْء فَهُوَ قِنْسٌ لَهُ وَمِنْه اشتقاق القَوْنَس، الْوَاو زَائِدَة، وَهُوَ أَعلَى الْبَيْضَة وقَوْنَسُ الفرسِ من ذَلِك، وَهُوَ الْعظم الَّذِي تَحْتَهُ العُصفوران هَكَذَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: القَوْنَس والعصفور سَوَاء. قَالَ الشَّاعِر:
(إضْرِبَ عنكَ الهمومَ طارقَها ... ضَرْبَكَ بالسّوط قَوْنَسَ الفَرَسِ)
أَرَادَ: إضْرِبَنْ. والنِّقْس الَّذِي تسمّيه العامّة المِداد: عربيّ مَعْرُوف. قَالَ الشَّاعِر:

(2/852)


مُجاجةُ نِفْسٍ فِي أديمٍ مُمَجْمَجِ والنَّسَق: نَسَقُ الشَّيْء بعضه فِي إِثْر بعض قَامَ الْقَوْم نَسَقاً، وغرستُ النخلَ نَسَقاً، وكل شَيْء اتّبع بعضُه بَعْضًا فَهُوَ نَسَقٌ لَهُ.
(سقو)
السَّوْق: مصدر سُقْتُ البعيرَ وغيرَه أسوقه سَوْقاً. والسَّوَق: غِلَظ السَّاقَيْن رجل أسْوَقُ وَامْرَأَة سَوْقاءُ. والسُّوق: مَعْرُوفَة، تؤنّث وتُذكّر، وأصل اشتقاقها من سَوْق النَّاس إِلَيْهَا بضائعهم.
وسُوَيْقَة: مَوضِع، معرفَة لَا تدْخلهَا الْألف وَاللَّام. وجَوّ سُوَيْقَة: مَوضِع. قَالَ الشَّاعِر:
(ألم تَرَ أَنِّي يومَ جَوِّ سُويقةٍ ... بكَيتُ فنادتني هُنيدةُ مَا لِيا)
والسَّويق: مَعْرُوف، وَقد قيل بالصَّاد أَيْضا، وأحسبها لُغَة لبني تَمِيم، وَهِي لُغَة بني العَنْبَر خَاصَّة. والقَسْو: مصدر قسا يقسو قَسْواً وقُسُوّاً، وَرجل قاسٍ، وَالِاسْم القَساوة. والوَقْس: انتشار)
الجَرَب قبل أَن يستحكم. قَالَ العجاج: وحاصنٍ من حاصناتٍ مُلْسِ من الْأَذَى وَمن قِرافِ الوَقْسِ وواقس: مَوضِع، وَأَحْسبهُ بِنَجْد. والوَسْق: مَعْرُوف، ستّون صَاعا بِصَاع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم، وَالْجمع وُسوق وأوساق. ووسقتُ البعيرَ، إِذا حملت عَلَيْهِ وَسْقاً وَقَالَ قوم: أوسقتُ، وَالْأولَى أَعلَى. والوَسيقة: الطريدة. وَرجل مِعتاق الوسيقة، إِذا كَانَ يُنجي طريدته، واشتقاق الوسيقة من وسقتُ الشَّيْء أسِقُه وَسْقاً، إِذا جمعته. وَذكر أَبُو عُبيدة أَن قَول الله جلّ وعزّ: والليلِ وَمَا وَسَق، أَي وَمَا جمع، وَالله أعلم. وَقَوْلهمْ: لَا أكلّمكَ مَا وَسَقَتْ عينٌ مَاء، أَي مَا جمعت وحملت. والقوس: مَعْرُوفَة، وَالْجمع قِسيّ، وَكَانَ الأَصْل قُوُوساً وَقد جُمعت قَوس على قِياس أَيْضا. قَالَ الراجز: ووَتّرَ الأساورُ القِياسا صُغْدِيّةً تختلسُ الأنفاسا وَالْيَاء فِي قِياس وَاو قُلبت يَاء لانكسار مَا قبلهَا، وللنحويين فِي هَذَا شرح يطول. والقَوْس: الْقطعَة من التَّمْر وَفِي حَدِيث عَمْرو بن معديكرب أَنه قَالَ: نزلتُ على آل فلَان فقدّموا إليّ ثَوْراً وكَعْباً وقَوْساً، فالقوس: الْقطعَة من التَّمْر، والثّور: الْقطعَة من الأَقِط، والكَعْب: الكُتلة من السّمن. وقوسُ قُزَح: مَعْرُوف.
(سقه)
السَّهْق: فعل ممات، وَمِنْه اشتقاق السَّهْوَق، وَهُوَ الظليم الطَّوِيل الرجلَيْن، وَرُبمَا سُمّي الرجل الطَّوِيل السَّاقَيْن سَهْوَقاً. والقَهْس: فعل ممات، وَمِنْه اشتقاق قَهْوَس، اسْم رجل. والقَهْوَسَة: مِشية فِيهَا سرعَة. قَالَ الشَّاعِر:
(فَرَّ ابنُ قَهْوَسٍ الشجا ... عُ بكَفِّه رُمْحٌ مِتَلُّ)

(يعدو بِهِ خاظي البضي ... عِ كأنّه سِمْعٌ أزَلُّ)
الشّعْر لدَخْتَنوس بنت لَقيط بن زُرارة تهزأ بِابْن قَهْوَس، وَكَانَ فرّ يَوْم جَبَلَة.
(سقِِي)
السَّقْي: مصدر سقيتُه أسقيه سَقْياً. والسِّقْي: النَّصِيب من المَاء يُقَال: كم سِقْيُ أَرْضك والسِّقْي)
أَيْضا: أرَضون تُسقى بالدوالي. والسِّقْي أَيْضا: جُليدة رقيقَة تخرج على وَجه الْوَلَد.

(2/853)


وَتقول الْعَرَب: سقيتُه وأسقيتُه، فَقَالَ قوم: الْمَعْنى وَاحِد، وَقَالَ آخَرُونَ: بل سقيته من سَقْي الشّفة، وأسقيته: دللته على المَاء. والسَّيِّق: الجَفْل من السَّحَاب، وَهُوَ الَّذِي قد هراق مَاءَهُ. والسَّيِّقة: الدَّريّة الَّتِي يسْتَتر بهَا الرَّامِي فَيَرْمِي الْوَحْش. والسَّيِّقة أَيْضا من قَول الشَّاعِر:
(وَمَا أَنا إِلَّا مثلُ سَيِّقة العِدَى ... إِذا استَقدمتْ نَحْرٌ وَإِن جَبَأَتْ عَقْرُ)
وَقيس: اسْم، وَهُوَ مصدر قِسْتُ الشيءَ أقيسه قَيْساً. والقِياس: مصدر قايستُه قِياسةً ومقايسةً.
وتقايس القومُ، إِذا ذكرُوا مآثرهم. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا نَحن قايَسْنا أُناساً الى العُلى ... وَإِن كَرُموا لم يستطعْنا المُقايسْ)
وَقد سمّت الْعَرَب قَيْساً ومِقْيَساً. وَيَقُولُونَ: هُوَ مِنْك قِيسُ قَوْسٍ، مثل قِيد قَوْسٍ وقاب قوسٍ.
وَرجل قَيّاس: نظّار فِي الْأُمُور. وَيُقَال: قاسيتُ من فلَان شرّاً مقاساةً، إِذا كابدته. وقَسِيُّ بن منبِّه: أَبُو ثَقِيف، هَذِه الْقَبِيلَة.
3 - (بَاب السِّين وَالْكَاف)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(سكل)
السِّلْك: الْخَيط الَّذِي يُغزل، وَالْجمع سُلوك. وسِلْك النِّظام: الْخَيط الَّذِي يُنظم فِيهِ الخَرَز.
والسُّلَك: طَائِر، وَالْجمع سِلْكان، وَالْأُنْثَى سُلَكَة. وَبِه سُمّي سُلَيْك بن السُّلَكَة السّعْدي، رَجَليّ فَارس من أغربة الْعَرَب. وَيُقَال: سلكتُ الطريقَ وأسلكتُه، وأبى الْأَصْمَعِي إِلَّا سلكتُه، وَلم يتكلّم فِيهِ لِأَن فِي التَّنْزِيل: مَا سَلَكَكم فِي سَقَرَ، وَأَجَازَ أَبُو عُبيدة: سلكتُ وأسلكتُ، واحتجّ بقول الهُذلي:
(حَتَّى إِذا أسلكوهم فِي قُتائدةٍ ... شَلاًّ كَمَا تَطْرُدُ الجمّالةُ الشُّرُدا)
قُتائدة: ثنيّة مَعْرُوفَة. قَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ أَبُو عُبيدة: هَذَا مكفوف عَن خَبره لِأَن هَذَا الْبَيْت آخر القصيدة. قَالَ أَبُو حَاتِم: فَذكرت ذَلِك للأصمعي فَقَالَ: وَمَا ابْن الصّبّاغ وَهَذَا، وَإِنَّمَا وَجه الْكَلَام: أسلكوهم شَلاًّ، فَكَأَن شَلاًّ عِنْد الْأَصْمَعِي الْجَواب. والمَسْلَك: كل طَرِيق سلكتَ فِيهِ. وَرجل مسلَّك: نحيف الْجِسْم، وَكَذَلِكَ فرس مسلَّك. وَقد سمّت الْعَرَب سُلَيْكاً وسِلْكان. والكِلْس: الصاروج. قَالَ الشَّاعِر:)
(شادَهُ مَرْمَراً وخلّله كِلْ ... ساً فللطير فِي ذُراه وُكورُ)
هَكَذَا رَوَاهُ الْأَصْمَعِي: وخلّله، بِالْخَاءِ، وَرَوَاهُ غَيره: وجلّله، بِالْجِيم وَكَانَ الْأَصْمَعِي يضْحك من هَذَا وَيَقُول: مَتى رَأَوْا حصناً مُصَهْرَجاً وَقَالَ: لَيْسَ جلّله بِالْجِيم بِشَيْء إِنَّمَا هُوَ خلّله، أَي أَدخل الصاروجَ فِي خَلَل الْحِجَارَة. والكَسَل: ضدّ المُنّة كَسِلَ يكسَل كَسَلاً. وَيُقَال: أكسلَ الفحلُ، إِذا ضعف عَن الضِّراب، وَرُبمَا قَالُوا: كَسِلَ. قَالَ الراجز:

(2/854)


أإن كَسِلْتُ والجوادُ يَكْسَلُ عَن الضِّراب وَهُوَ نَهْدٌ هيكلُ والكِسْل: وَتَر المِندفة.
(سكم)
السَّكْم: فعل ممات، وَمِنْه اشتقاق سَيْكَم، وَهُوَ تقَارب خطو فِي ضعف سَكَمَ يسكُم سَكْماً، زَعَمُوا. والسَّمْك: سَمْك الْبَيْت من عُلْوه الى سُفْله. وَرجل مسموك: طَوِيل، وكل شَيْء صَعِدْتَ فِيهِ فقد سَمَكْتَ فِيهِ. والنجوم السّوامك: المرتفعة. والمِسماك: عود يُسمك بِهِ جَانب الْبَيْت. قَالَ ذُو الرُّمّة:
(كَأَن رِجليه مِسماكان من عُشَرٍ ... صَقْبان لم يتقشّر عَنْهُمَا النَّحَبُ)
وحدّثنا أَبُو حَاتِم قَالَ: حدّثنا الْأَصْمَعِي قَالَ: حدّثنا أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء قَالَ: كنت بِالْيمن فجئتُ دَارا أسأَل عَن رجل فَقلت: أهاهنا أَبُو فلَان فَقَالَ لي قَائِل من الدَّار: أُسْمُكْ فِي الرَّيم، أَي اصعدْ فِي الدَّرَج. والسِّماكان: نجمان من نُجُوم السَّمَاء أَحدهمَا يسمّى الرامح وَالْآخر الأعْزَل، فالأعْزَل منزل من منَازِل الْقَمَر. والسَّمَك: مَعْرُوف. والكَسْم: تنقيتك الشيءَ بِيَدِك، وَلَا يكون إِلَّا من شَيْء يَابِس كسمتُه أكسِمه كَسْماً. وَمِنْه اشتقاق كَيْسَم، وَهُوَ أَبُو بطن من الْعَرَب القدماء قد انقرضوا، وَكَانَ يُقَال لَهُم الكياسم فِي الْجَاهِلِيَّة. والمَسْك: مَسْكُ الشَّاة وَغَيرهَا. والمِسْك: المشموم. وأمسكتُ الشيءَ أُمسكه إمساكاً. وَرجل مُمْسِك: بخيل. وَمَا بفلان مُسْكَة وَلَا تماسك وَلَا مِساك، إِذا لم يكن فِيهِ خير يُرجى، وَرجل مَسيك وَبِه مُسْكَة. وَيُقَال: لَا مَساكِ عَن كَذَا وَكَذَا، مثل نَزالِ وتَراكِ، أَي لَا تماسُكَ عَنهُ. قَالَ الشَّاعِر:
(شَطَّ الأحبّةُ بالعَهد الَّذِي عَهِدوا ... فَلَا تَماسُكَ عَن أرضٍ لَهَا قَصَدوا)
وَقد سمّت الْعَرَب ماسكاً، وَلم نسْمع مَسَكْتُ فِي شعر فصيح وَلَا كَلَام، إِلَّا أَنِّي أَحْسبهُ إِن شَاءَ)
الله أَنه كَمَا سمّوا مسعوداً وَلَا يَقُولُونَ إِلَّا أسعدَه الله. والمَسَك: السِّوار، الْوَاحِدَة مَسَكَة. قَالَ الشَّاعِر:
(ترى العَبَسَ الحَوْليَّ جَوْناً بِكُوعِها ... لَهَا مَسَكٌ من غير عاجٍ وَلَا ذَيْلِ)
العَبَس: آثَار خَطْرِ الْإِبِل على أعجازها من الْبَوْل والبَعَر والجَون: الْأسود والكُوع: أصل الكفّ من الْيَد. وَيُقَال: بلغتُ مَسْكَة الْبِئْر ومَسَكَتَها، إِذا حفرتَ فبلغتَ موضعا صلباً يصعب حفرُه. والمَسَكَة: جلدَة رقيقَة تكون على وَجه الْمَوْلُود. وَمن أمثالهم: سوء الاستمساك خير من حُسن الصِّرْعَة. وَفرس ممسَّك، إِذا كَانَ تحجيله فِي مَوضِع المَسَك، وَهُوَ السِّوار. والمَكْس: دَرَاهِم كَانَت تُؤْخَذ من بائعي السِّلَع فِي الْجَاهِلِيَّة، وَالْفَاعِل ماكس. قَالَ الشَّاعِر:
(أَفِي كل أسواق الْعرَاق إتاوةٌ ... وَفِي كل مَا بَاعَ امْرُؤ مَكْسُ دِرْهَمِ)
وَيُقَال: تماكس الرّجلَانِ عِنْد البيع، إِذا تشاحّا.
(سكن)
السَّكْن: سُكّان الدَّار، والسَّكْن: الدَّار أَيْضا.

(2/855)


والسَّكَن: صَاحبك الَّذِي تسكُن إِلَيْهِ فلَان سَكَني، أَي الَّذِي أسكن إِلَيْهِ. وَفِي التَّنْزِيل: فالقُ الإصباحِ وجَعَلَ الليلَ سَكَناً، أَي تسكن فِيهِ الحركات، وَالله أعلم. والسَّكَن: النَّار. قَالَ الراجز: قُوِّمْنَ بالدُّهْنِ وبالأسكانِ ويُروى: بالدَّهن. والسُّكون: ضدّ الْحَرَكَة. وَقد سمّت الْعَرَب سَاكِنا وسُكَيْناً وسَكَناً. وَقَالُوا أَيْضا: المَسْكَن والمَسْكِن للموضع الَّذِي يُسكن فِيهِ، وَالْجمع مَساكن، وَكَذَلِكَ فُسِّر فِي التَّنْزِيل، وَالله أعلم. فَأَما مَسْكِن، اسْم مَوضِع، فَلَيْسَ إِلَّا بِكَسْر الْكَاف. والمِسكين: الَّذِي لَا شَيْء لَهُ، وَالنَّاس يجْعَلُونَ المِسكين فِي غير مَوْضِعه فيجعلونه الْفَقِير قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَلَيْسَ كَذَلِك، لِأَن الْفَقِير الَّذِي لَهُ شَيْء وَإِن كَانَ قَلِيلا، والمسكين الَّذِي لَا شَيْء لَهُ. قَالَ الشَّاعِر:
(أما الفقيرُ الَّذِي كَانَت حَلوبتُه ... وَفْقَ العيالِ فَلم يُترك لَهُ سَبَدُ)
فَأَما قَوْله جلّ ثَنَاؤُهُ: وَأما السّفينةُ فَكَانَت لمساكينَ يعملونَ فِي الْبَحْر. قَالَ أَبُو حَاتِم: فأحسبه، وَالله أعلم، أَنهم كَانُوا شُرَكَاء فِي سفينة لَا يملكُونَ سواهَا. قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا مُخَالف لقَوْل أبي عُبَيْدَة لِأَنَّهُ قَالَ: الْمِسْكِين الَّذِي لَا يملك شَيْئا. وَيُقَال: على فلَان سَكينة ووَقار. والسِّكّين: عَرَبِيّ مَعْرُوف، وَهُوَ فِعّيل من قَوْلهم: ذبحت الشَّيْء حَتَّى سكنَ اضطرابُه. والمَسْكَنَة: الْفقر، وَكَذَلِكَ) فُسِّر فِي التَّنْزِيل. وسُكّان السَّفِينَة: عَرَبِيّ مَعْرُوف، واشتقاقه من أَنَّهَا تَسْكُنُ بِهِ عَن الْحَرَكَة وَالِاضْطِرَاب. وَكَانَت سَكينة بني إِسْرَائِيل، على مَا ذكره الْحسن الْبَصْرِيّ، مَا فِي التابوت من مَوَارِيث الْأَنْبِيَاء، عَلَيْهِم السَّلَام: عَصا مُوسَى، وعِمامة هَارُون الصَّفْرَاء، ورُضاض اللَّوْحَيْنِ اللَّذين رُفعا. وَقَالَ الْحسن: قد جعل الله لَهُم سَكينةً لَا يفرّون أبدا وتطمئنّ قُلُوبهم إِلَيْهِ وَقَالَ مقَاتل: كَانَ فِي رَأس كرأس الهِرّة إِذا صَاح كَانَ فِيهِ الظَّفَر لبني إِسْرَائِيل. وكَنَسْتُ البيتَ وغيرَه أكنِسه كَنْساً، إِذا كسحتَه. والمِكنسة: المِكسحة. والكُناسة: مَا كُنس. وكِناس الظبي من ذَلِك اشتقاقه لِأَنَّهُ يكنِس الرملَ حَتَّى يصل الى بَرْد الثرى وَجمع كِناس: كُنُس وكُنْس. وفسّر أَبُو عُبيدة قَوْله جلّ وعزّ: الجَوارِ الكُنَّس فَقَالَ: تكنِس فِي المغيب كَمَا تكنِس الظِّباء فِي الكُنس، وَالله أعلم. وَيُقَال: فرس مكنوسة، وَهِي الملساء الرِّدَاء من الشَّعَر، زَعَمُوا، وَلَيْسَ بثَبْت. والنُّسُك أَصله ذَبَائِح كَانَت تُذبح فِي الْجَاهِلِيَّة. قَالَ الشَّاعِر: كمَنْصِبِ العِتْرِ دَمّى رَأسه النُّسُكُ والنّسيكة: شَاة كَانُوا يذبحونها فِي المحرَّم فِي أول الْإِسْلَام ثمَّ نُسخ ذَلِك بالأضاحي. قَالَ الشَّاعِر:

(2/856)


(وَذَا النُّصُبَ المنصوبَ لَا تَنْسُكَنَّه ... وَلَا تَعْبُِ الشيطانَ وَالله فاعْبُدا)
والنُّسْك فِي الْإِسْلَام اخْتلفُوا فِيهِ، فَقَالَ قوم: هُوَ نُسْك الحجّ، وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ الزّهْد فِي الدُّنْيَا من قَوْلهم: رجل ناسك. والنَّكْس: قلبُك الشَّيْء على رَأسه نَكَسْتُه أنكُسه نَكْساً. قَالَ يصف السيوف:
(إِذا نُكِسَتْ صَار القوائمُ تحتهَا ... وَإِن نُصِبَتْ شالت عَلَيْهَا القوائمُ)
والنُّكْس: العَوْد فِي الْمَرَض نُكِسَ الرجلُ فَهُوَ منكوس. والنِّكْس: النصل الَّذِي ينكسر سِيخُه فتُجعل ظُبَتُه سِنْخاً فَلَا يزَال ضَعِيفا، ثمَّ كثر ذَلِك فِي كَلَامهم حَتَّى سمّوا كل ضَعِيف نِكْساً. وَقَالَ قوم: النَّكْس: اليَتْن، وَلَيْسَ بثَبْت واليَتْن: الْوَلَد تخرج رِجْلَاهُ قبل رَأسه. والنِّكْس من الْقَوْم: المقصِّر عَن غَايَة النجدة والكَرَم، وَالْجمع أنكاس.
(سكو)
سُكْتُ الشيءَ أسوكه سَوْكاً، إِذا دلكته، وَمِنْه اشتقاق المِسواك، وَهُوَ مِفعال من ذَلِك يُقَال: ساك فَاه يسوكه سَوْكاً، فَإِذا قلت: استاكَ، لم تذكر الْفَم. والمِسواك تؤنّثه الْعَرَب وتذكّره، والتذكير)
أَعلَى. وَفِي الحَدِيث: السِّواك مَطْهَرَة للفم، فَيمكن أَن تكون هَذِه الْهَاء للْمُبَالَغَة. وَقد ذُكِّر المِسواك فِي الشّعْر الفصيح. قَالَ الراجز:
(إِذا أخذتْ مِسواكها مَيّحَتْ بِهِ ... رُضاباً كطعم الزنجبيل المعسَّلِ)
مَيّحت بِهِ كَمَا يَميح المائحُ فِي الْبِئْر. وَيُقَال: جَاءَت النَّعَمُ تَساوكُ هُزالاً، أَي مَا تحرّك رؤوسَها وتساوكتِ الإبلُ هُزالاً، وَكَذَلِكَ غَيرهَا. قَالَ الشَّاعِر:
(الى الله نشكو مَا نرى بجِيادنا ... تَساوَكُ هَزْلَى مُخُّهُنّ قليلُ)
والكَوْس: مصدر كاس البعيرُ يكوس كَوْساً، إِذا قُطعت إِحْدَى قوائمه فحبا على ثَلَاث. وَذكر الْخَلِيل أَن الكُوس خَشَبَة مثلّثة تكون مَعَ النّجارين يقيسون بهَا تربيع الْخشب، وَهِي كلمة فارسية. وَفِي الحَدِيث: كوَّسه الله فِي النَّار، أَي كَبّه الله فِيهَا. وَيُقَال: كوّسه على رَأسه تكويساً، إِذا قلبه وَقد كاس هُوَ يكوس كَوْساً، إِذا فعل ذَلِك. قَالَ فِي كَوْس الدابّة:
(فظلّت تَكوسُ على أكْرُعٍ ... ثلاثٍ وَكَانَ لَهَا أربعُ)
والتكاوس: التراكم وَكَذَلِكَ تكاوسَ النبتُ، إِذا ركب بعضُه بَعْضًا. والكَيْس أَصله الْوَاو، مَعْرُوف تَقول: هَذَا الأكْيَسُ وَهِي الكُوسَى وهنّ الكُوسُ والكُوسيّات للنِّسَاء خَاصَّة. والكَسْو: مصدر كسوتُه أكسوه كَسْواً، وَالِاسْم الكِسْوَة والكِساء من هَذَا اشتقاقه. والكُسْوَة والكِسْوَة لُغَتَانِ، وَهِي لِبَاس، وَلها معانٍ تخْتَلف، تَقول: كسوتُ فلَانا، إِذا ألبسته ثوبا واكتسى، إِذا لبس الكِسوة وكسوتُه مَدْحاً، إِذا أثنيت عَلَيْهِ وكسوتُه ذَمّاً، إِذا هجوته واكتست الدابةُ عَرَقاً، إِذا شمِلَ بَشَرَها العَرَقُ. قَالَ رؤبة يصف ثوراً وكلاباً كساها دَمًا طريّاً: وَقد كسا فيهنّ صِبْغاً مُرْدَعا وبلّ من أجوافهنّ الأخْدَعا وَيُقَال: اكتست الأرضُ بالنبات، إِذا تغطّت بِهِ. وَيُقَال فِي تَثْنِيَة الكِساء: كِساءان وكِساوان، وَالنِّسْبَة إِلَيْهِ

(2/857)


كِسائيّ وكِساويّ. والوَكْس فِي البيع: الاتّضاع يُقَال: لَا تُوكَسْ يَا فلانُ فِي الثّمن وَإنَّهُ ليوضَع ويوكَس، وَقد وُضِعَ ووُكِسَ. وَدفع قوم يوضَع فَقَالُوا: لَا يُقَال: يوضَع، إِنَّمَا هُوَ: وُضِعَ. والوَكْس: دُخُول الْقَمَر فِي نجم يُكره. قَالَ الراجز: هيَّجها قبلَ ليَالِي الوَكْسِ
(سكه)
) سَهَكَتِ الريحُ الترابَ تسهَكه سَهْكاً، إِذا قشرته عَن الأَرْض، والرياح سَواهك، وريح مَسْهَكَة وسَيْهوك. وسَهَكْتُ الشيءَ مثل سحقتُه، إِلَّا أَن السّهْك دون السّحْق لِأَن السّهْك أجرشُ من السّحْق. وسَهَكَ العطّارُ الطّيبَ على الصّلاءة والصّلاية، إِذا رضّه وَلم يسحقه، فَكَأَن السّهْك قبل السّحْق. وَيُقَال: شمِمتُ من يَده سَهَكاً، أَي رَائِحَة نتنة. وَاسْتَعْملهُ قوم فِي كل مشموم من دنس مُنتن، وَفصل قوم من أهل اللُّغَة بَينه فَقَالُوا: شمِمتُ سَهَك السّمك وزُهومة اللَّحْم وخَنَزَ الشَّحْم وَالسمن، والدَّرَنُ مِمَّا سوى ذَلِك مِمَّا لَا ريح لَهُ.
(سكي)
الكَيْس: مَعْرُوف، وَأَصله عِنْد قوم من الْوَاو، وأبى ذَلِك النحويون. والكَيِّس عِنْد قوم فِي وزن الطّيِّب. قَالَ النحويون: إِنَّمَا قَوْلهم الكُوسى والطّوبى لعلّة، لأَنهم بنوها على فُعْلى فَلَمَّا انضمّت الْفَاء من فُعْلَى قُلبت الْيَاء واواً. وَيُقَال: مررتُ فِي أكساء الْإِبِل، أَي عِنْد أذنابها، الْوَاحِد كُسْي وكُسْو.
3 - (بَاب السِّين وَاللَّام)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(سلم)
السَّلْم والسِّلْم والسَّلَم، وَقد قُرئ على ثَلَاثَة أوجه والسِّلْم: ضد الْحَرْب، وَمِنْه اشتقاق السَّلامَة.
والسّليم: الملوغ، سمّي بذلك تفاؤلاً بالسلامة، فِي قَول بعض أهل اللُّغَة. والسَّلْم: الدَّلْو، مُذَكّر، وَهُوَ الدَّلْو الَّذِي لَهُ عَرْقُوَة فِي وَسطه، فَإِذا صرتَ الى اسْم الدَّلْو فَكل الْعَرَب تؤنّثها. والسَّلَم مثل السّلَف فِي حَبّ أَو تمر أَو غَيره. والسّلام: مصدر المسالَمة. والسِّلام: الْحِجَارَة الرِقاق، الْوَاحِدَة سَلِمَة. قَالَ الشَّاعِر:
(تَداعينَ باسم الشَّيب فِي متثلِّمٍ ... جوانبُه من بصرةٍ وسِلامِ)
يصف حوضاً. وَبَنُو سَلِمَة: بطن من الْأَنْصَار، وَلَيْسَ فِي الْعَرَب بَنو سَلِمَة غَيرهم. والسَّلَم: ضرب من العِضاه، الْوَاحِدَة سَلَمَة، بِفَتْح اللَّام. والسَّلامان: ضرب من الشّجر، الْوَاحِد سَلامانة.
وسَلْمان: مَوضِع. قَالَ أَبُو زيد: وبسَلْمان مَاتَ نَوْفَل بن عبد مَناف. قَالَ الشَّاعِر:
(وَمَات على سَلْمانَ سَلْمَى بنُ جَنْدَلٍ ... وَذَلِكَ مَيْتٌ لَو علمتِ عظيمُ)
وَأَبُو سَلْمان: دُوَيْبة شَبيهَة بالجُعَل. وسَلْمى وأَجأ: جَبَلا طيّئ. قَالَ الراجز:)
وَإِن تصلْ لَيْلى بسَلمى أَو أجا أَو باللِّوى أَو ذِي حُساً أَو يَأجَجا والسُّلاميات: فصوص أَعلَى الْقَدَمَيْنِ، وَهِي من الْإِبِل فِي الأخفاف عِظَام صغَار يجمعها عَصَب. قَالَ الراجز: لَا يشتكينَ عَمَلاً مَا أنْقَيْنْ مَا دَامَ مُخٌّ فِي سُلامَى أَو عَيْنْ

(2/858)


والسُّلامَى وَالْعين آخر مَا يبْقى فِيهِ الطِّرْق من ذَوَات الْأَرْبَع. قَالَ الشَّاعِر:
(أرارَ الله مُخَّكِ فِي السُلامى ... عَليّ من بالحنين تعوِّلينا)
وَقَوله أرار: جعله رِيراً، أَي رَقِيقا، وَلَا يُستعمل إِلَّا فِي المخّ يَدْعُو على الْحَمَامَة. وَقد سمّت الْعَرَب سالما وسَلْماً وسُلَيْماً، وَهُوَ أَبُو قَبيلَة مِنْهُم. وَفِي الْعَرَب بطُون يُنسبون الى سَلامان: بطن فِي الأزْد، وبطن فِي قُضاعة، وبطن فِي طَيئ. وسمّت الْعَرَب أَيْضا: مسلّماً وسَلْمى، وَهُوَ أَبُو زُهَيْر بن أبي سُلمى. قَالَ أَبُو بكر: وَلَيْسَ فِي الْعَرَب سُلْمَى مثل فُعْلَى غَيره. وَبَنُو سُلَيمَة: بطن من الأزد، وَبَنُو سُلَيمَة: بطن من عبد الْقَيْس، وَكَذَلِكَ سُلَيْمى. فَأَما سُلْمِيّ، بِكَسْر الْمِيم، فكثير.
قَالَ الشَّاعِر:
(وأتيتُ سُلْمِيّاً فعُذْتُ بقبره ... وأخو الزّمانة عائذٌ بالأمْنَعِ)
والسُّلَّم يذكَّر ويؤنّث، وَهُوَ فِي التَّنْزِيل مذكّر. وأسْلَم: اسْم، وَهُوَ أَبُو قَبيلَة. والأسْلوم: بطُون من الْيمن. والأُسَيْلِم: عِرق فِي الْيَد يُقَال إِن القِيفال. وسَلامة: اسْم. وللسّلام مَوضِع فِي التَّنْزِيل فَذكر قوم أَن السّلام الله عزّ وجلّ، وَهُوَ فِي التَّنْزِيل: السّلام الْمُؤمن المُهَيْمن. والسّلام: التحيّة، وأحسبها رَاجِعَة الى ذَلِك. والسَّمَل: الثَّوْب الخَلَق ثوب سَمَلٌ وأثواب أسمال، وَرُبمَا قَالُوا: ثوب أسمال، كَمَا قَالُوا: قِدر أعشار وجفنة أكسار. والسَّمَلَة: المَاء الْقَلِيل فِي أَسْفَل الْحَوْض. قَالَ الراجز: أعراضُهم ممغوثةٌ مُمَرْطَلَهْ فِي كلِّ ماءٍ آجنٍ وسَمَلَهْ ممغوثة: مدلوكة ومُمَرْطَلَة: مسترخية رطبَة. وسَمَلْتُ عينَ الرجل أسمُلها سَمْلاً، إِذا أحميت لَهَا حَدِيدَة فكحلتها بهَا. وَفِي الحَدِيث: فسَمَلَ أعينَهم. وَأَبُو سَمّال الأسَدي: رجل مَعْرُوف، وَله)
حَدِيث. وَبَنُو سَمّال: بطن من الْعَرَب سَمَلَ أبوهم رجلا فسُمّي سَمّالاً. والسَّمَال: شجر، لُغَة يَمَانِية، وَهِي الَّتِي تسمّى الشِّبِتّ. واللّمْس أَصله بِالْيَدِ ليُعرف مَسُّ الشَّيْء، ثمَّ كثر ذَلِك فِي كَلَامهم حَتَّى صَار كل طَالب ملتمساً. وَالْمُلَامَسَة فِي بعض الْأَقَاوِيل: كِنَايَة عَن النِّكاح، وَفِي بَعْضهَا: الْمُلَامسَة بِالْيَدِ وَيَقُولُونَ: فُلَانَة لَا تمنه يدَ لامِسٍ، كَأَنَّهُمْ أَرَادوا لِين جَانب الْمَرْأَة وانقيادها. وَقد سمّت الْعَرَب لامساً ولَميساً ولَمّاساً ولُمَيْساً. والمَسْل، وَالْجمع مُسْلان: خَدٌّ فِي الأَرْض شَبيه بالانهباط ينقاد ويتسطيل فَأَما المَسيل فَهُوَ مَفْعِل لِأَنَّهُ سَالَ يسيل، وَالْمِيم زَائِدَة، وَكَانَ أَصله مَسْيِلاً. ومُسالا الرجل: جانبا لحيته، وَالْوَاحد مُسال. قَالَ الشَّاعِر:
(فَلَو كَانَ فِي الحيّ النّجيِّ سَوادُه ... لما مَسَحَتْ تِلْكَ المُسالاتِ عامرُ)
والمَلْس: مصدر مَلَسْتُ الشَّيْء مَلْساً، ومَلَسَ الشيءُ يملُس مَلْساً، إِذا انخنس انخناساً سَرِيعا وامّلس امِّلاساً. وَبِه سُمّي الرجل مَلاّساً وَمِنْه قَوْلهم: نَاقَة مَلَسَى: سريعة.

(2/859)


وامتُلس بصرُه، إِذا اختُطف. وَالشَّيْء الأملس مثل الصَّخْرَة الملساء وَنَحْوهَا من هَذَا أَيْضا لامِّلاس مَاء الْمَطَر عَنْهَا وكل شَيْء عَلَيْهَا. وَأَرْض إمْليس، وَالْجمع أماليس، وَهِي الملساء الَّتِي لَا شُخوص وَلَا شجر فِيهَا. وامَّلس الشيءُ من يدك، إِذا سقط وَأَنت لَا تشعر بِهِ. وبعتُه المَلَسَى، أَي بنَسيئة.
(سلن)
اللَّسَن مصدر قَوْلهم: رجل لَسِنٌ بَيّن اللَّسَن، إِذا كَانَ حَدِيد اللِّسَان. ولَسَنْتُ الرجلَ ألسُنه لَسْناً ولَسَناً، إِذا تناولته بلسانك. قَالَ الشَّاعِر:
(وَإِذا تَلْسُنُني ألْسُنُها ... إِنَّنِي لستُ بمأفونٍ نَثِرْ)
ويُروى بموهونٍ نَثِرْ ويُروى: بمأووفٍ فَقِرْ. والنَّثِر: الْكثير الْكَلَام واللَّسَن: ذمّ فِي النِّسَاء، مَحْمُود فِي الرِّجَال. واللِّسان: مَعْرُوف، يذكَّر ويؤنَّث، فَمن أنّث جمع على ألْسُن مثل ذِرَاع وأذْرُع، وَمن ذكَّر قَالَ: لِسَان وألسِنة مثل حمَار وأحمِرة. وألسنتُ الرجلَ فَصيلاً، إِذا أعَرْته فصيلاً ليلقيَه على نَاقَته فتدُرُّ عَلَيْهِ فَكَأَنَّهُ أَعَارَهُ لِسَان فَصِيله. ولسّنتُ النعلَ تلسيناً، إِذا خرطت صدرها ودقّقتها من أَعْلَاهَا، والنعل ملسَّنة. والنَّسْل، نَسْلُ الرجل: ولدُه وولدُ ولِده وَالنَّاس نَسْلُ آدَم وَفُلَان من نسلٍ طيّب أَو نسلٍ خَبِيث. والنَّسيل والنُّسالة: مَا نسل من وَبَر الْبَعِير أَو شَعَر الْحمار. والنَّسَل والنَّسَلان: عَدْو من عَدو الذِّئْب فِيهِ اضْطِرَاب، مثل العَسَل والعَسَلان.
والنّسيلة: الفتيلة، فَتِيلَة السّراج، فِي بعض اللُّغَات.)
(سلو)
السُّلُوّ: مصدر سَلَوْتُ أسلو سُلُوّاً وسَلْواً. وسقيتَني عنكَ سَلْوَةً، أَي أبصرتُ مِنْك مَا سلوتُ بِهِ عَنْك. قَالَ الشَّاعِر:
(سقَوني سَلْوَةً فسلوتُ عَنْهَا ... سقى الله المنيّةَ من سقاني)
والسُّلْوانة: خَرَزة يَزْعمُونَ أَنهم إِذا صبّوا عَلَيْهَا المَاء فسُقي الرجل مِنْهَا سَلا. قَالَ الراجز: لَو أشربُ السُّلْوانَ مَا سَلِيتُ مَا بِي غِنًى عنكَ وَإِن غَنيتُ وَيُقَال: أُعطي فلانٌ سُؤلَه، مَهْمُوز وَغير مَهْمُوز. والوَلْس: الْخِيَانَة، وَمِنْه قَوْلهم: لَا يُدالِس وَلَا يُوالِس. فَأَما الأُلاس والأَلْس فذهاب الْعقل رجل مألوس، إِذا كَانَ كَذَلِك. ولُسْتُ الشيءَ فِي فمي ألوسه لَوْساً، إِذا أدرته بلسانك فِي فِيك.
(سَله)
السَّلّة الْمَعْرُوفَة الَّتِي يُجعل فِيهَا الشَّيْء لَيست من كَلَام الْعَرَب. فَأَما السّلّة من السَّرِقة فعربية صَحِيحَة، يَقُولُونَ: فِي بني فلَان سَلّةٌ، إِذا كَانَ فيهم سَرَقٌ. والسّهْل: ضدّ الحُزْن مَكَان سهْلٌ بيّن السّهولة. وأسهلَ القومُ، إِذا ركبُوا السّهْلَ. ونهر سَهِل: فِيهِ سِهْلَة، وَهُوَ رمل جَريش لَيْسَ بالدُّقاق. وَرجل سَهْل الْخَلَائق والأخلاق. وكل شَيْء أمكنك أخذُه عفوا فقد سهُلَتْ مخارجُه. وَقد سمّت الْعَرَب سَهْلاً وسُهيلاً.

(2/860)


وسُهَيْل: نجم مَعْرُوف. والإسهال: انطلاق النّجْو ولِينه. واللهْس من قَوْلهم: لَهَسَ الصبيّ ثديَ أمه، إِذا لَطِعَه بِلِسَانِهِ ولمّا يَمْصَصْه. والهَلْس: رجل بِهِ هَلْس وهُلاس، وَهُوَ السِّلّ بِعَيْنِه وهُلِسَ الرجلُ هُلاساً فَهُوَ مهلوس.
(سَلِي)
سَليتُ عَن الشَّيْء أسلَى وسلوتُ أسلو. وأنشدوا لأبي النَّجْم الْعجلِيّ: أيامَ أمِّ الغَمْرِ لَا نسلاها وَلَو تشاءُ قَتَلَتْ عَيناهَا وسال الشيءُ يسيل سَيْلاً وسَيَلاناً. وَلَيْسَ: كلمة يُنفى بهَا الشَّيْء ويُخبر عَن عَدمه. وَذكر الْخَلِيل أَن أَصْلهَا: لَا أيس لِأَن أيس: مَوْجُود، وَلَا أيس: مَعْدُوم، فثقل عَلَيْهِم فَقَالُوا: لَيْسَ. واللِّيس: جمع أَلْيَس من قوم لِيسٍ، والألْيَس: الشجاع فِي الْحَرْب لَا يبرح موقفه. وَيُقَال: فعل القومُ كَذَا)
وَكَذَا ليسي، أَي غَيْرِي. قَالَ الراجز: عَدَدْتُ قومِي كعديد الطَّيْسِ إِذا ذهبَ القومُ الكرامُ ليسي قَالَ أَبُو بكر: الطّيْس: الْكثير يُقَال: مَاء طَيْسٌ، أَي كثير، وَمَاء طَيْسَل، اللَّام فِيهِ زَائِدَة.
3 - (بَاب السِّين وَالْمِيم)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(سمن)
السَّمْن: مَعْرُوف. والسّمين: ضد المهزول. والسُّمانَى: طَائِر. وسَمْن وسُمْن: موضعان.
وسُمَيْنَة: مَوضِع أَيْضا. وسُمْنان أَيْضا: مَوضِع. والسَّنَم: مصدر سَنِمَ البعيرُ سَنَماً، إِذا عظم سَنامه عَن أبي عُبَيْدَة، وَمِنْه اشتقاق السَّنام. ومجد مسنَّم: عَظِيم. وكل شَيْء رفعته فقد سنَّمته، وَمِنْه اشتقاق تسنيم، وَهُوَ اسْم. والإسنام: ضرب من النبت، الْوَاحِدَة إسنامة. والمِسَنّ: الَّذِي يُسَنّ عَلَيْهِ الْحَدِيد، مِفْعَل من السَّنّ، الْمِيم زَائِدَة. وسُئل الْأَصْمَعِي عَن الْبَيْت الْمَحْمُول على امْرِئ الْقَيْس:
(وسِنٍّ كسُنَّيقٍ سَناءً وسَنَّماً ... ذَعَرْتُ بمِدلاج الهجير نَهوضِ)
فَقَالَ: السِّنّ: الثور الوحشي. قَالَ أَبُو حَاتِم: سُنَّيْق: أكَمَة، قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لَا أعرف سَنَّماً.
وتَسنيم: عين وَكَذَا فُسِّر فِي التَّنْزِيل، وَالله أعلم. والنَسَمة: النَفْس، وَالْجمع نَسَم. وتنسّمتُ نسيماً طيبا، أَي شمِمتُ رَائِحَة طيبَة. والنَّسَم: النّفَس أَيْضا لُغَة يَمَانِية، يَقُولُونَ: تنسّمتُ فِي معنى تنفّستُ. والنَّمَس: بَقَاء وَضَرِ الدُّهن فِي الشّعَر وَغَيره حَتَّى يَزْنَخ نمِس ينمَس نَمَساً. ونامستُ الرجلَ منامسةً ونِماساً، إِذا جعلته موضعا لسرّك. وكل شَيْء سترتَ فِيهِ شَيْئا فَهُوَ ناموس لَهُ.
وَفِي الحَدِيث: إِنَّه للنّاموسُ الْأَكْبَر الَّذِي كَانَ يَأْتِي مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام. وناموس الصَّائِد: قُترته الَّتِي يسْتَتر فِيهَا.

(2/861)


والنَّمْس: ضرب من دوابّ الأَرْض وسباعها، مُنتن الرَّائِحَة فِيمَا زَعَمُوا.
(سمو)
سما الرجلُ يسمو سُمُوّاً، إِذا علا وارتفع فَهُوَ سامٍ كَمَا ترى. وسماء كل شَيْء: أَعْلَاهُ. وسُمْتُ الرجلَ أسومه سَوْماً، إِذا كلّفته عملا أَو أجشمته أمرا يكرههُ، وسُمْتُه خَسْفاً، وَأكْثر مَا يُستعمل)
فِي الْمَكْرُوه. وسامت الماشيةُ، إِذا دخل بعضُها فِي بعض فِي الرَّعْي. وسام الجرادُ يسوم سوماً، إِذا دخل بعضه فِي بعض. والسَّوام: الْإِبِل السَّائِمَة، أَي الراعية. وسامَ الرجل ماشيتَه يسومها سَوْماً، إِذا رعاها، فالماشية سَائِمَة وَالرجل مُسِيم، وَلم يَقُولُوا سائم، خرج هَذَا من الْقيَاس. والوَسْم: كل شَيْء وسمتَ بِهِ شَيْئا وسَمْتُه أسِمُه وَسْماً. والمِيسَم: الحديدة الَّتِي يوسَم بهَا، وَالْيَاء فِي المِيسم وَاو قُلبت يَاء لكسرة مَا قبلهَا. والمَوْسِم: مُجْتَمع النَّاس، وَمِنْه اشتقاق موسِم الحجّ. والوَسْميّ: الْمَطَر الَّذِي يَسِمُ وجهَ الأَرْض كَأَنَّهُ يُؤثر فِيهَا هَكَذَا يَقُول بعض أهل اللُّغَة، وَأنكر ذَلِك آخَرُونَ. وَرجل وَسيم بَيّن الوَسامة، إِذا كَانَ جميلاً وَإنَّهُ لَوَسيم قَسيم وَرُبمَا قَالُوا: مَا بِهِ من الوسامة والقسامة. والوَمْس: احتكاك الشَّيْء بالشَّيْء حَتَّى ينجرد. قَالَ الشَّاعِر:
(يكَاد المِراحُ الغَرْبُ يَمسي غُروضَها ... وَقد جرَّد الأكتافَ وَمْسُ المَواركِ)
المَوارك: جمع مَوْرِكَة وموْرَكَة، وَهِي جلدَة تعلّق بَين يَدي الرَّحل يتورّك عَلَيْهَا الراكبُ إِذا أعيا توقّي غاربَ الْبَعِير.
(سمه)
السُّمَّهَى وَزنه فُعَّلَى، وَهُوَ الْكَذِب. وَقَالَ قوم: ذهب فلَان فِي السُّمّهَى، إِذا ذهب فِي الْكَذِب وَالْبَاطِل. وَذكروا عَن يُونُس أَنه قَالَ: السُّمّهَى: الْهَوَاء بَين السَّمَاء وَالْأَرْض. وسَمِهَ الرجلُ يسمَه سَمَهاً، إِذا دُهش، فَهُوَ سامه من قوم سُمَّه. والسُّمَّهَة: خُوص يُسَفّ ويُجعل شَبِيها بالسُّفْرَة.
والسَّهْم: اسْم يجمع الْوَاحِد من النبل والنُّشّاب، والجميع سِهام، وَأدنى الْعدَد أسْهُم. والسَّهْم: النَّصِيب هَذَا سهمك من هَذَا المَال، أَي نصيبك. وساهمتُ الرجلَ مساهمةً وتساهمَ الرجلانُ، إِذا ضربا بسهميهما ليقتسما. والسَّهام: الرّيح الحارّة. قَالَ الشَّاعِر:
(كأنّا على أَوْلَاد أحْقَبَ لاحَها ... مفاوِزُ تَرمي بَينهَا بسَهامِ)
والسُّهام: دَاء يُصِيب الْإِبِل كالعُطاش، وَرُبمَا مَوّتَتْ مِنْهُ. وسَهَمَ وَجه الرجل فَهُوَ ساهم، إِذا ضمَرَ وتغيّر من جوع أَو مرض وَمِنْه قَوْلهم: خيل سَواهِمُ، إِذا اعترق التعبُ لحمَ وجوهه.
والسَّهوم: ضرب من الطير، وَيُقَال: هِيَ العُقاب. والسُّهْمَة من قَوْلهم: بيني وَبَين فلَان سُهْمَة، أَي قرَابَة أَو سَبَب، وَقد سمّت الْعَرَب سَهْماً، وَهُوَ أَبُو قَبيلَة، وسُهَيْماً. وإبل سَواهم، إِذا غيّرها السّفر. ويُجمع سَهْم النَّصِيب سُهماناً، وَلَا يُجمع سهم الرَّامِي إِلَّا سِهاماً. والهَسْم من قَوْلهم: هسمتُ الشيءَ أهسِمه هَسْماً، إِذا كَسرته. والهَمْس: الْوَطْء الخفيّ، وَكَذَا فُسِّر فِي التَّنْزِيل، وَالله)
أعلم، وَبِه سُمّي الْأسد هَموساً، وفسّر أَبُو عُبَيْدَة قَوْله تَعَالَى:

(2/862)


فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً، قَالَ: حفيف الْأَقْدَام. وكل خَفيٍّ هَمْسٌ. قَالَ الراجز: قد خطبَ النومُ إليّ نَفسِي هَمْساً وأخفى من نَجيِّ الهَمْسِ وَمَا بِأَن أُطْلِبَه من بَأْس أُطلِبه: أعْطِيه مَا يطْلب. وأنشدنا أَبُو حَاتِم عَن أبي زيد: إِنِّي رأيتُ عَجَباً مذ أمْسا عجائزاً أبصرتُهنّ خَمْسا يأكلن مَا فِي رَحْهنّ هَمْسا لَا تركَ الله لهنّ ضِرْسا قَالَ أَبُو بكر: أمسا لُغَة. وَقد سمّت الْعَرَب هُمَيْساً وهَمّاساً. وَالْمَشْي الهَميس نَحْو الهَمْس.
وَأنْشد: فهنّ يَمْشين بِنَا هَمِيسا
(سمي)
السِّيمِياء مَمْدُود، والسِّيما مَقْصُور، وستراه فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى، وَهُوَ عَلامَة يعلّمون بهَا أنفسهم فِي الْحَرْب. والمَيْس: ضرب من الشّجر تُنحت مِنْهُ الرّحال، الْوَاحِدَة مَيْسَة. قَالَ الشَّاعِر:
(كَأَن أصواتَ من إيغالهنّ بِنَا ... أواخرِ المَيْسِ أصواتُ الفراريجِ)
أَرَادَ الرِّحال. وماس الغصنُ يميس مَيْساً ومَيَساناً فَهُوَ مائس وميّاس. والمَسْيُ: مسح الضّرع ليدُرَّ مساه يَمسيه مَسْياً، وكل شَيْء استللته من شَيْء فقد مَسَيْتَه مِنْهُ. والمُسْيُ: ضد الصُّبْح.
3 - (بَاب السِّين وَالنُّون)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(سنو)
استُعمل من وجوهها: سنا الساقي يسنو سَنْواً وسُنُوّاً، إِذا استقى على الْبَعِير خَاصَّة. والساقية: السانية، وَالْجمع سَوانٍ. وسُوان: مَوضِع، وَلَيْسَ بالعربي أَحْسبهُ. والنَّوْس: مصدر نَاس ينوس نَوْساً، وَهُوَ الِاضْطِرَاب وَبِه سُمّي ذُو نُواس ملك من مُلُوك حمير لذؤابتين كَانَتَا لَهُ تنوسان على ظَهره. والنَّسء، مَهْمُوز: انحتات أوبار الْإِبِل لابتداء سِمَنها. قَالَ الْهُذلِيّ:
(بهَا أبَلَتْ شهرَي ربيعٍ كليهمَا ... فقد شاع فِيهَا نَسْؤُها واقترارُها)
يُقَال: اقترّت الإبلُ، إِذا ابْتَدَأَ فِيهَا السِّمَنُ. وَامْرَأَة نَسْء، والجميع نُسوء، إِذا حملت. والوَسَن: اخْتِلَاط النّوم بِالْعينِ قبل استحكامه، وَهِي السِّنَة، والسِّنَة نَاقِصَة ترَاهَا فِي بَابهَا إِن شَاءَ الله. وَقد فصل الله تَعَالَى بَين السِّنَة وَالنَّوْم فَقَالَ: لَا تأخذُه سِنَةٌ وَلَا نَوْم. وَقَالَ الشَّاعِر:
(وسْنانُ أقصدَه النُعاسُ فرنّقتْ ... فِي عينه سِنَةٌ وَلَيْسَ بنائمِ)

(2/863)


(سنه)
السَّنَة: مَعْرُوفَة. والسِّنَة: النّوم، وَقد مرّ ذكرهَا. والنَّهْس: أخذُك الشَّيْء بمقدَّم فِيك وَيُقَال: نَهَسَتْه الحيةُ تنهَسه نَهْساً. والنُّهَس: ضرب من الطير.
(سني)
استُعمل من وجوهها: السّين، الْحَرْف من الْحُرُوف الْمُعْجَمَة.
3 - (بَاب السِّين وَالْوَاو)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(سوه)
السَّوْءة مَهْمُوزَة، ترَاهَا فِي موضعهَا إِن شَاءَ الله. والسّهْو: مصدر سَهَا يسهو سَهْواً. والسّهْوَة: شَبيه بالمُخْدَع أَو الرفّ فِي الْبَيْت، زَعَمُوا. والوَهْس: الْوَطْء الشَّديد وَهَسْتُه أهِسُه وَهْساً.
والوَهْس: شدّة الْأكل أَيْضا. والهَوْس من قَوْلهم: هاس يهوس هَوْساً، وَهُوَ إِفْسَاد الشَّيْء وعَيْثُك فِيهِ هاس الذئبُ فِي الْغنم يَهوس هَوْساً، إِذا أفسد فِيهَا.
(سوي)
سُوَى: بِضَم السِّين: مَوضِع بِعَيْنِه. وسِوًى: الْقَصْد أَو العَدل وَكَذَا فُسّر فِي قَوْله تَعَالَى: مَكَانا سِوًى، أَي عدلا بَيْننَا وَبَيْنكُم، وَالله أعلم. ووَيْس: كلمة يُتحنّن بهَا على الرجل يَقُولُونَ: وَيْسَه مِثْلَمَا قَالُوا: ويحَه، وَرُبمَا جَعَلُوهُ فِي معنى التصغير لَهُ.
3 - (بَاب السِّين وَالْهَاء)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(سهي)
السِّيَة: سِيَة الْقوس، مَعْرُوفَة. وسِيّة الْأسد: عِرِّيسه، بتثقيل الْيَاء، وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعه. والهَيْس: أخذُك الشَّيْء بِكَثْرَة هاس يَهيس هَيْصاً. والهَيْس: الفَدّان لُغَة يَمَانِية. وَكلمَة للْعَرَب يَقُولُونَ: هِيسِ هِيسِ عِنْد إِمْكَان الْأَمر والإغراء بِهِ. قَالَ الراجز: يَا طَسْمُ مَا لاقيتِ من جَديسِ إِحْدَى لياليكِ فهِيسي هِيسي انْقَضى حرف السِّين وَالْحَمْد لله حقَّ حَمده وصلواته على سيدنَا مُحَمَّد نَبِي الرَّحْمَة وَآله الطاهرين.

(2/864)