جمهرة اللغة (وممّا أَخَذته الْعَرَب عَن الْعَجم من
الْأَسْمَاء)
قَابُوس، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ كاووس.
وبِسطام، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ أُوستام.
ودَخْتَنوس، يُرِيد دُخْت نُوش.
(وَمِمَّا أَخَذُوهُ من الرومية أَيْضا)
مارِيَة ورُومانِس.
(وممّا أَخَذُوهُ من السريانية أَيْضا)
شُرَحْبِيل وشُراحِيل. وعادِياء، يُمَدّ ويُقصر.
وحِيّا، مَقْصُور. قَالَ الْأَعْشَى:
(جارُ ابْن حِيّا لمن نالته ذِمّتُه ... أَوفَى وأكرمُ مِن جارِ ابنِ
عمّارِ)
وسَمَوْأل وَهُوَ شَمْويل. قَالَ أَبُو بكر: السَّمَوْأل بن عادِياء بن
حِيّا من الأزد، وَأَوْلَاده بتيماءَ إِلَى الْيَوْم.
والتَّنُّور فارسيّ معرَّب، لَا تعرف لَهُ الْعَرَب اسْما غير هَذَا.
واللَّوز والجَوز، وَهُوَ الباذام والكوز. وَعبد الْقَيْس تسمّي
النَّبِق: الكُنَار.
والمِلْحفة: الشَوْذَر، وَهُوَ جاذَر.
(وممّا أعربوه)
التِّرياق والدِّرياق روميّان معرَّبان. قَالَ الراجز:)
قد كنتُ قبل الكِبَر القِلْحَمِّ وَقبل نَحْض العَضَل الزِّيَمِّ رِيقي
ودرْياقي شِفاءُ السَّمِّ وعرب الشَّام يسمّون الخوخ الدُّراقِن وَهُوَ
معرَّب، سريانيّ أَو روميّ. ويسمّون الحَمَل عُمْروساً، أَحْسبهُ
رومياً.
والخُرْديق: طَعَام يُعمل شَبيه بالحَساء أَو الخَزير. قَالَ الراجزْ:
(3/1326)
قَالَت سُليمى اشْتَرْ لنا دَقِيقًا وهاتِ
بُرّاً نَتَّخِذْ خُرْدِيقا
(بَاب مَا أجروه على الْغَلَط فَجَاءُوا بِهِ فِي أشعارهم)
قَالَ النَّابِغَة:
(وكُلُّ صَمُوتٍ نَثْلَةٍ تُبَّعيّةٍ ... ونَسْجُ سُليمٍ كل قَضّاءَ
ذائلِ)
أَرَادَ سُلَيْمَان. القَضّاء: الخشِنة الَّتِي لم تَمْرُن بعد وذائل:
ذَات ذيل ونَثْلة من قَوْلهم: نَثَلَها عَلَيْهِ، إِذا لبسهَا. وَقَالَ
الآخر: مِن نَسْج داودَ أبي سلاّم أَي أبي سُلَيْمَان. وَقَالَ
الحطيئة:
(فِيهِ الرِّماحُ وَفِيه كلُّ سابغةٍ ... جدلاءَ مُحْكَمَةٍ من صنْع
سَلاّم)
يُرِيد سُلَيْمَان. جُدلت حَلَقُها، أَي فُتلت، والجَدْل: الفتل.
والماذيّ: الْعَسَل الرَّقِيق الصافي، ثمَّ جعلُوا الدُّروع ماذيَّة
لصفائها.
وَمِمَّا حرّفوا فِيهِ الِاسْم عَن جِهَته أَيْضا قَول دُريد بن
الصِّمَّة:
(إِن تُنْسِنا الأيامُ والعصرُ تَعْلموا ... بني قاربٍ أنّا غضابٌ
لمَعْبَدِ)
أَرَادَ عبد الله، ويَدُلّك على ذَلِك قَوْله فِي هَذِه القصيدة:
(تنادَوا فَقَالُوا أَرْدَتِ الخيلُ فَارِسًا ... فقلتُ أعبدُ الله
ذَلِكُمُ الرَّدي)
وَقَالَ الآخر:
(وسائلةٍ بثعلبةَ بنِ سَيْرٍ ... وَقد عَلِقَتْ بثعلبةَ العَلوقُ)
أَرَادَ ثَعْلَبَة بن سيّار، العَلوق: المنيّة. قَالَ أَبُو بكر:
ثَعْلَبَة عِجْليّ، وَهُوَ صَاحب قُبّة ذِي قار.)
وَقَالَ الآخر: والشيخُ عثمانُ أَبُو عَفّانِ يُرِيد عُثْمَان بن عفّان
رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.
وَقَالَ الآخر:
(فَهَل لكم فِيهَا إليّ فإنني ... طَبيبُ بِمَا أعْيا النِّطاسيَّ
حِذْيَما)
يُرِيد ابْن حِذْيَم.
وَقَالَ الآخر:
(عشيّةَ فرَّ الحارثيّون بَعْدَمَا ... هَوى بَين أَطْرَاف الأسنّة
هَوْبَرُ)
يُرِيد يزِيد بن هَوْبَر.
وَقَالَ الآخر:
(3/1327)
صَبَّحْنَ من كاظمةَ الحِصْنَ الخَرِبْ
يَحْمِلْنَ عبّاسَ بن عبد المُطَّلِبْ يُرِيد عبد الله بن عبّاس رَضِي
الله عَنْهُمَا.
وَقَالَ زُهَيْر:
(فتُنْتَجْ لكم غِلمانَ أشْأمَ كلُّهم ... كأحمرِ عادٍ ثمَّ تُرْضِعْ
فتَفْطِمِ)
وَإِنَّمَا أَرَادَ كأحمر ثَمُود.
وَقَالَ الآخر: وشُعْبتا ميسٍ بَراها إسكافْ فَجعل النجّار إسكافَاً.
وَقَالَ الآخر: ومِحْوَرٍ اخْلِصَ من مَاء اليَلَبْ فظنّ أَن اليَلَب
حَدِيد، وَإِنَّمَا اليَلَب سُيور تُنسج فتُلبس فِي الْحَرْب.
وَقَالَ الراجز: كَأَنَّهُ سِبْط من الأسباطِ فظنّ أَن السِّبط رجل،
وَإِنَّمَا السِّبط وَاحِد الأسباط من بني يَعْقُوب عَلَيْهِ
السَّلَام.)
والزِّبْرِج: النقش، ثمَّ سمّاه الراجز السَّحَاب لاخْتِلَاف ألوانه
فَقَالَ: سَفْرَ الشمالِ الزِّبْرِجَ المُزَبْرَجا وَقَالَ ابْن
أَحْمَر يصف جَارِيَة غِرّة:
(لم تَدْرِ مَا نَسْجُ اليَرَنْدَج قبلَها ... ودِراسُ أعْوَصَ دارسٍ
متخددِ)
ظنّ أَن اليَرَنْدَج يُنسج، وَإِنَّمَا هُوَ جلد يُصبغ. وَقَالَ بعض
أهل الْعلم: إِن هَذِه الْمَرْأَة لغِرّتها وقلّة تجاربها ظنّت أَن
اليَرَنْدَج منسوج، وَإِنَّمَا هُوَ جلد. قَالَ أَبُو بكر: قَوْله فِي
الْبَيْت: دِراس، يُرِيد مدارَسة والأعَوْص: الَّذِي قد أُعْوِصَ من
الْكَلَام، أَي عُدل بِهِ عَن جِهَته. وَقَالَ: هُوَ دارس متخدِّد، أَي
خَلَقُ لَيْسَ هُوَ على نظام.
وسمّوا هَذَا الفَرْش الَّذِي يسمّى السُّوسِنْجَرْد: العَبْقريّ،
وعَبْقَر: أَرض يَزْعمُونَ أَنَّهَا من بِلَاد الجنّ، فَلَمَّا لم
يعرفوا كَيفَ صفة تِلْكَ الثِّيَاب نسبوها إِلَى الجنّ.
وَقَالَ الآخر: لَو سَمِعَ الفيلُ بِأَرْض سابِجا لدقَّ عُنْقَ الْفِيل
والدَّوارجا السَّيابِجة: قوم من الْهِنْد يُستأجرون لِيُقَاتِلُوا فِي
السُّفن كالمُبَذْرِقة، فظنّ هَذَا أَن كل أهل الْهِنْد سَيابِج.
وَقَالَ الآخر:
(لمّا تخايلتِ الحُمولُ حَسِبْتُها ... دَوْماً بأيْلَةَ نَاعِمًا
مكموما)
الدَّوم: شجر المُقْل والمكموم لَا يكون إلاّ النّخل، فَظن أَن الدَّوم
نخل.
وَقَالَ آخر يصف دُرَّة:
(فجَاء بهَا مَا شئتَ من لَطَميّةٍ ... يَدُوم الفُراتُ فَوْقهَا
ويَموجُ)
فَجعل الدُّرّة فِي المَاء العذب، وَإِنَّمَا تكون فِي المَاء المِلح.
قَوْله: يَدُوم الْفُرَات، أَي يَدُوم المَاء، أَي يثبت، من قَوْلهم:
المَاء الدَّائِم.
وَقَالَ زُهَيْر يصف الضفادع:
(3/1328)
(يَخْرُجن من شَرَباتٍ مَاؤُهَا طَحِلٌ ...
على الْجُذُوع يَخَفْنَ الهَمِّ والغَرَقا)
والضفادع لَا يَخْفَن الْغَرق. قَوْله: الشَّرَبات: حُفَر تُحفر حول
النّخل يُصَبّ فِيهَا المَاء لتشرب،)
والطَّحِل: الَّذِي فِيهِ الطّحْلُب.
وَقَالَ آخر: نَفُضُّ أُمَّ الْهَام والتَّرائكا الترائك: بَيض النعام،
فظنّ أَن البَيض كلَّه تَرائك.
وَقَالَ الآخر: بَرِيّة لم تَأْكُل المرقَّقا وَلم تَذُقْ من الْبُقُول
فُسْتُقا فظنّ أَن الفستق بقل.
(وَمِمَّا تكلّموا بِهِ فأعرب)
سَوْذق وسَوْذَنيق وسُوذانِق، وَهُوَ الشاهين.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم: الزِّنديق فارسيّ معرَّب، كَأَن أَصله زَنْده
كَر، أَي يَقُول بدوام بَقَاء الدَّهْر. قَالَ بكر: زِنْدَهْ:
الْحَيَاة، والكَرْ: الْعَمَل بِالْفَارِسِيَّةِ.
(بَاب مَا وصفوا بِهِ الْخَيل فِي السرعة)
قَالَ امْرُؤ الْقَيْس بن حُجر:
(وسالفةٌ كسَحوق اللِّيا ... نِ أَضْرَمَ فِيهَا الغَوِيُّ السُّعُرْ)
اللِّيان جَمِيع لِينة، وَهِي النَّخْلَة، والسَّحوق: الطَّوِيلَة،
وَقَوله: أضرَم فِيهَا الغَوِيُّ السُّعُرْ، أَرَادَ حفيف عنُق الْفرس
فِي جريها كحفيف نَار فِي نَخْلَة. وَقَالَ طُفيل:
(كأنّ على أعرافه ولِجامه ... سَنا ضَرَمٍ من عَرْفَجٍ متلهِّبِ)
أَرَادَ حفيف جريه فشبّهه بالحريق. والضّرَم: الْحَطب الدَّقِيق،
وَهُوَ سريع الالتهاب وَقَوله: سَنا ضَرَم، أَي ضوء نَار. وَمثله قَول
امرىء الْقَيْس:
(جَنوحاً مَروحاً وإحضارُها ... كمعمعة السَّعَف المُوقَدِ)
الجَنوح: الَّتِي تميل من نشاطها فِي أحد شِقّيها. وَقَالَ العجّاج:
كأنّما يَستضرمان العَرْفَجا يصف حمارا وأتاناً فشبّه اضطرامهما فِي
جريهما باضطرام العَرْفَج، والعَرْفَج شَدِيد الاضطرام لَهُ حفيف.
وَقَالَ الآخر:)
من كَفْتِها شَدّاً كإضرام الحَرَقْ الكَفْت: السرعة، يُقَال: مرّ
كفيت، أَي سريع، وكل مَا أَوقدت بِهِ النارُ فَهُوَ حَرَق لَهَا.
وَمن غير هَذِه الصّفة قَول الآخر:
(وَقد أغتدي والطيرُ فِي وكُناتها ... بمنجردٍ قَيْدِ الأوابدِ
هَيْكَلِ)
وَقَالَ الآخر:
(بمقلِّصٍ عَتَدٍ جَهيزٍ شَدُّه ... قَيْدِ الأوابدِ فِي الرِّهان
جَوادِ)
يُرِيد أَنه إِذا جرى خلف الأوابلم يلبِّثها أَن يلْحقهَا فَكَأَنَّهَا
مقيَّدة. وَقَالَ آخر فِي هَذَا النَّعْت:
(3/1329)
(بمقلِّصٍ دَرَكِ الطريدةِ متنُه ... كصفا
الخليقة بالفَضاء الأجْرَدِ)
ويُروى: بالفضاء المُلْبِد. المُلْبِد: الثَّابِت فِي مَكَانَهُ لَا
يبرح يُقَال: ألبدَ فلَان فِي مَكَانَهُ، إِذا ثَبت قَوْله: بمقلِّص،
أَي قد تقلّص لحمُه على أَعْضَائِهِ، وَقَوله: دَرَك الطريدة، أَي هُوَ
إِدْرَاك الطريدة، وَيُقَال: مَا لَك فِي هَذَا دَرَك، وَإِنَّمَا هُوَ
إِدْرَاك.
وَقَالَ آخر:
(كَأَن الطِّمِرّة ذاتَ الطِّما ... حِ مِنْهَا لضَبْرته فِي عِقالِ)
يَقُول: كَأَن الأتان الطِّمِرّة الشديمة العَدْو إِذا ضَبَرَ هَذَا
الفرسُ وَرَاءَهَا معقولةٌ حَتَّى يُدْركها.
وَقَالَ جرير:
(من كُلّ مشترِفٍ وَإِن بَعُدَ المَدَى ... ضَرِمِ الرَّقاقِ مُناقِلِ
الأجرالِ)
المشترِف: المُشْرِف، والرَّقاق: أَرض مستوية لَيست بغليظة. يَقُول:
إِذا عدا فِي الرَّقاق اضطرم، وَإِذا صَار فِي الأجرال نقل قوائمه نقلا
لتُوَقّيَه الحجارةَ، والأجرال: الغِلَظ من الأَرْض.
وَقَالَ الآخر: عافي الرَّقاقِ مِنْهَبٌ مُواثِمُ وَفِي الدَّهاس
مِضْبَرٌ مُتائمُ قَوْله: عافي الرَّقاق، أَي يعدو عَدواً سهلاً،
وَقَوله: مِنْهَب: كَأَنَّهُ ينتهب الجَرْيَ، والوَثْم: شِدّة وَقع
الخُفّ والحافر على الأَرْض، والدَّهاس: الأَرْض السهلة والمُتائم
يَجِيء بجَرْي بعد جَرْي من التُؤام وتوائم: بعضُه فِي إِثْر بعض.)
وَقَالَ لبيد:
(وكأنّي مُلْجِمٌ سُوذانِقاً ... أجْدَليّاً كَرُّه غيرُ وَكَلْ)
(يُغْرِقُ الثعلبَ فِي شِرَّته ... صائبُ الجِذْمة فِي غيرِ فَشَلْ)
السُوذانِق: الشاهين وشِرّته: نشاطه يَقُول: إِذا طعنتُ الطريدةَ أغرقَ
فِيهَا ثعلبَ الرمْح من شِدة جريه. والجِذْمة: السَّوط، يَقُول: إِذا
ضُرب بالجِذْمة عدا عَدواً صائباً، وَالْمعْنَى صائب عِنْد الجِذْمة.
وَقَالَ آخَرُونَ: الجِذْمة: السرعة، من قَوْلهم: أجذمَ فِي سيره.
وَقَالَ المرّار:
(صفةُ الثَّعْلَب أدنى جَرْيِهِ ... وَإِذا يُرْكَضُ يَعْفورٌ أشِرْ)
(ونَشاصيٌّ إِذا تُفْزِعُهُ ... لم يَكَدْ يُلْجَمُ إلاّ مَا قُسِرْ)
اليَعْفور: الظبي، والأشِر: النشيط، ونَشاصيّ: نِسْبَة إِلَى النَّشاص،
وَهُوَ السَّحَاب الْمُرْتَفع فِي الْهَوَاء، ويُروى: شَناصيّ، وَهُوَ
الشديدُ الجوادُ.
وَقَالَ عديّ بن زيد يصف فرسا:
(كأنّ رَيِّقَه شؤبوبُ غاديةٍ ... لمّا تَقَفَّى رقيبَ النَّقْع
مُسطارا)
رَيّقه: أول عَدوه، والشؤبوب: سَحَابَة شديدةُ وَقع الْمَطَر وَقَوله:
تَقَفَّى يَعْنِي الْفرس فِي إِثْر الْحمار، أَي فِي قَفاهُ، رَقِيب
النَّقْع، أَي مراقباً لنَقْع الْحمار أَي لغُباره، مُسطاراً، أَي
ذاهبَ الْفُؤَاد من حِدّته.
وممّا وصفوا بِهِ الْخَيل قَول أبي دواد:
(بمجوَّفٍ بَلَقاً وأع ... لَى لَونه وَرْدٌ مُصامِصْ)
(
(3/1330)
يمشي كمشي نعامتي ... نِ تَتابعان أشَق
شاخِصْ)
شبّه الْفرس، وَهُوَ يُقاد، بنعامتين إِحْدَاهمَا خلف الْأُخْرَى
لِأَنَّهُ يرفع رأسَه ثمَّ يخفضه وَيرْفَع عَجُزَه، والمُصامِص:
الْخَالِص اللَّوْن من كل شَيْء.
وَمِمَّا أجادوا بِهِ النَّعْت قَول المرّار:
(فَهُوَ وَرْدُ اللَّوْن فِي ازبئراره ... وكُميتُ اللَّوْن مَا لم
يَزْبَئر)
يَقُول: إِذا انتفشَ رأيتَه وَرْداً، وَإِذا دَجا شَعَرُه استبانت
كُمْتته. وَهَذَا كَمَا قَالَ الآخر يصف وعِلاً:)
(تحوَّلَ لوناً بعد لونٍ كأنّه ... بِشَفّانِ يومٍ مُقْلِعِ الوَبل
يَصْرَدُ)
وَمن الْوَصْف الجيّد قَول الشَّاعِر: كأنّ غَرَّ مَتْنِهِ إِذْ
نَجْنُبُهْ من بعد يومٍ كاملٍ نُؤوِّبُهْ سَيْرُ صَناعٍ فِي خَريزٍ
تَكْلبُهْ غَرُّه: تكسُّره، وَأَرَادَ هَاهُنَا تكسُّر الْجلد. وَقَالَ
مرّة أُخْرَى: غَرُّ الْمَتْن: طَرِيقَته، والتأويب: السَّير من غُدوةَ
إِلَى اللَّيْل. يَقُول: وَطَرِيقَة مَتنه تبرق كَأَنَّهَا سَير فِي
خَرْز، والكَلْب: أَن تُبقيَ الخارزةُ السَّيرَ فِي القِربة وَهِي
تخرِز فيَقْصُر عَن أَن تَرُدَّه فِي الخَرْز فتُدخل الخارزةُ يدَها
وَتجْعَل مَعهَا عَقَبة أَو شَعَرة فتُدخلها من تَحت السَّير ثمَّ
تخرِق خَرْقاً بالإشْفَى فتُخرج رأسَ الشَّعَرة مِنْهُ.
وَقَالَ الآخر فِي حُسن الصّفة:
(كأنّ سفينة طُليت بقارٍ ... مَقَطّا زَوْرِه حَتَّى الحصيرِ)
الْحَصِير: عَصَبة مستعرِضة فِي الجَنْب. قَالَ أَبُو بكر: أَرَادَ
الامّلاس والصَّلابة، ومَقَطّا الزَّوْر: ناحيتاه، والزَّوْر: الصَّدر.
وَمِمَّا وصفوا بِهِ الْخَيل وَهِي تخرج من الغُبار قَول الشَّاعِر:
(والخيلُ من خَلَل الغُبار خوارجٌ ... كالتمر يُنثر من جِراب الجُرم)
وَقَالَ الآخر:
(يَخرجن من خَلَل الغُبار عوابساً ... كأصابع المقرور أقْعَى فاصطلَى)
عوابس، أَي كَأَنَّهَا غِضاب، وشبّهها بأصابع المقرور إِذا اصطلَى، أَي
هِيَ مستوية لَا يفوت بعضُها بَعْضًا وَلَا يخرج بعضُها عَن بعض.
وَقَالَ الآخر: مستوِياتٍ كضلوع الجَنْبِ ويُروى: بمسنِفات، أَي
متقدِّمات، وَيُقَال للْفرس إِذا تقدّمت: مسنِفة. وَقَالَ الآخر: تبدو
هَواديها من الغُبارِ كالحَبَش الصَّفَ على الإجّارِ الإجّار: السَّطْح
الَّذِي لَا سُترة عَلَيْهِ.)
(بَاب مَا وصفوا بِهِ النِّسَاء)
قَالَ ذُو الرُّمّة:
(ترى خَلْقَها نِصفاً قناةً قَويمةً ... ونِصفاً نَقاً يَرْتَجُّ أَو
يتمرمرُ)
النَّقا: الْكَثِيب من الرمل.
وَقَالَ عُمارة:
(إِذا جاذبتْ أردافُها خُوطَ متنِها ... رأيتَ كثيباً فَوْقه غُصُنٌ
غَضُّ)
وَقَالَ ذُو الرُّمّة فِي صفاء اللَّوْن:
(كحلاءُ فِي بَرَجٍ صفراءُ فِي نَعَجٍ ... كأنّها فضةٌ قد مسَّها ذهبُ)
(3/1331)
وَقَالَ آخر:
(كشِبْه البَيض فِي الرَّوْضِ ... غداةَ الدَّجْن والطَّلِّ)
وَيَقُولُونَ: كبيضة الأُدْحيّ وكشُعلة النَّار وكدُمية المِحراب.
وَأنْشد، وَقَالَ: هَذَا أحسن مَا قيل فِي الْجِسْم: كأنّها فِي
القُمُصِ الرِّقاقِ مُخَّة ساقٍ بَين كَفَّيْ ناقي أعْجَلَها الشاوي
عَن الإحراقِ
(بَاب مَا زادوا فِي آخِره الْمِيم)
زُرْقُم من الزَرَق.
وسُتْهم من عِظَم الاست.
وناقة صِلْدِم من الصَّلْد وَهُوَ الصلابة.
وناقة ضِرْزِم من قَوْلهم: ضِرْز، أَي صُلْب شَدِيد.
وَرجل فُسْحُم من الفساحة.
وجُلْهُم من جَلْهة الْوَادي.
وخَلْجَم من الخَلْج، وَهُوَ الانتزاع.
وسَلْطَمٌ من السَّلاطة، وَهُوَ الطُّول.
وكَرْدَمٌ من قَوْلهم: كَرَدْتُ الرجلَ، إِذا عدا بَين يَديك عَدْوَ
فَزَعٍ.)
وكَلْدَمٌ من الصلابة، من قَوْلهم: أَرض كَلَدة.
وقَشْعَمٌ من يُبس الشَّيْء وتشنّجه.
ودَلْهَمٌ، قَالُوا، من الدَّلَه، وَهُوَ التحيّر، فَإِن كَانَ من
ذَلِك فالميم زَائِدَة، وَإِن كَانَ من ادلهمَّ اللَّيْل فالميم
أَصْلِيَّة.
وشَبْرَمٌ، وَهُوَ الْقصير من قَوْلهم: قصير الشَّبْر، أَي قصير
الْقَامَة. فَأَما الشُّبْرُم ضرب من النبت فَلَيْسَتْ الْمِيم
زَائِدَة فِيهِ. |