غريب الحديث لإبراهيم الحربي بَابُ: حرج
(1/239)
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى
, عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ , حَدَّثَنِي سَعِيدٌ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: " اللَّهُمَّ إِنِّي
أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ "
(1/239)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْمِ ,
حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ , عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ , عَنْ
عِكْرِمَةَ , عَنْ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ: «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ» قَالُوا: لَبَّيْكَ
وَتَأَشَّبُوا حَوْلَهُ حَتَّى تَرَكُوهُ كَأَنَّهُ فِي حَرَجَةِ
سَلَمٍ " قَوْلُهُ: أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ يَقُولُ:
أُضَيِّقُهُ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُمَا , وَالْحَرَجُ: الْحَرَامُ
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: حَرِجَ عَلَى
ظُلْمُكَ يُرِيدُ حَرُمَ عَلَيَّ , وَمِنْهُ أَحْرَجَهَا بِتَطْلِيقَةٍ
يُرِيدُ: حَرَّمَهَا , وَأَكْسَعَهَا بِالْمُحْرَجَاتِ يُرِيدُ:
بِثَلَاثِ تَطْلِيقَاتٍ
(1/239)
وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الرجز]
وَلَمْ تَحَرَّجْ كُرْهَ مَنْ تَحَرَّجَا ... وَلَبِسَتْ لِلشَّرِّ
جُلًّا أَخْرَجَا
ذِكْرُ الْفِتَنِ يَقُولُ: الْمُتَحَرِّجُ كَرِهَ الْحَرْبَ وَلَمْ
تَحَرَّجْ هِيَ فَرَكِبَتْهُ وَجُلَّا أَخْرَجَا: فِيهِ بَيَاضٌ
وَسَوَادٌ يَقُولُ: هَذِهِ الْحَرْبُ جَاءَتْ شَنْعَاءَ قَوْلُهُ:
حَتَّى تَرَكُوهُ كَأَنَّهُ فِي حَرَجَةٍ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: الْحَرَجَةُ , يُقَالُ: لِكُلِّ الشَّجَرِ أَخْبَرَنَا
أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الْحَرَجُ: الشَّجَرُ
الْمُلْتَفُّ الْوَاحِدَةُ حَرَجَةٌ , وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الرجز]
حَتَّى إِذَا اللَّيْلُ تَجَلَّتْ ظُلَمُهْ
عايَنَ حَيًّا كَالْحِرَاجِ نَعَمُهْ
يَكُونُ أَقْصَى شَلِّهِ مُحْرَنْجَمُهْ
وَصَفَ جَيْشًا جَاءُوا قَوْمًا لَيْلًا يَغْزُونَهُمْ , فَلَمَّا
تَجَلَّتِ الظُّلْمَةُ عَايَنُوا حَيًّا كَالْحِرَاجِ: كَالشَّجَرِ فِي
الْكَثْرَةِ , وَأَقْصَى شَلٍّ هَذَا الْجَيْشِ يَعْنِي طَرْدَهُ ,
وَفِرَارَهُ أَنْ يَحْرَنْجِمَ: يُقِيمَ مِنْ عِزِّهِ وَلَا يَبْرَحُ
وَقَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا}
[الأنعام
(1/240)
: 125] فَكَانَ مُجَاهِدٌ يُفَسِّرُ
حَرَجًا: شَاكًّا , وَقَالَ الضَّحَّاكُ: هُوَ الَّذِي لَا يِهْتَدِي
لِلْإِسْلَامِ , وَقَالَ قَتَادَةُ: مُلْتَبِسًا , وَكُلُّ مَعْنَاهُ
قَرِيبٌ أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: حَرَجًا
وَحَرِجًا كُلُّهُ مِنَ الضِّيقِ كَمَا يُقَالُ: إِنَّهُ لَوَحَدٌ
فَرَدٌ , وَوَحِدٌ فَرَدٌ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ:
الْحَرَجُ مِثْلُ الْوَحَدِ وَالْحَرِجُ مِثْلُ الْوَحِدِ , وَمِثْلُهُ
الْفَرَدُ وَالْفَرِدُ , وَالدَّنَفُ وَالدَّنِفُ , وَقَالَ:
[البحر البسيط]
تَزْدَادُ لِلْعَيْنِ إِبْهَاجًا إِذَا سَفَرَتْ ... وَتْحَرَجُ
الْعَيْنُ فِيهَا حِينَ تَنْتَقِبُ
يَقُولُ: تَحْرَجُ: أَيْ تَحَارُ وَتَضِيقُ عَنْ أَنْ تَنْظُرَ
إِلَيْهَا وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «حَدِّثُوا
عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ» يَقُولُ: لَا إِثْمَ عَلَيْكُمْ
إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ:
الْحَرَجُ: التَّحَرُّجُ فِي الْوَرَعِ , وَالْحَرَجُ: سَرِيرُ
الْمَيِّتِ , وَالْحَرَجُ: أَنْ يَنْظُرَ الرَّجُلُ فَلَا يَسْتَطِيعُ
أَنْ
(1/241)
يَتَحَرَّكَ مِنْ مَكَانِهِ مِنْ غَيْظٍ
أَوْ فَرَقٍ , وَالْحُرْجُوجُ: الرِّيحُ الطَّوِيلَةُ الَّتِي لَا
تَكَادُ تَنْقَطِعُ قَالَ:
أَنْقَاءُ سَارِيَةٍ حَلَّتْ عَزَالِيَهَا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ رِيحٌ
غَيْرُ حُرْجُوجِ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْحَرَجُ: مَرْكَبُ
النِّسَاءِ دُونَ الْهَوْدَجِ , وَرَجُلٌ مُتَحَرِّجٌ: كَافٌّ عَنِ
الْإِثْمِ , قَالَ النَّابِغَةُ:
[البحر الوافر]
فَبِتُّ كَأَنَّنِي حَرِجٌ لَعِينٌ ... نَعَاهُ النَّاسُ أَوْ دَنِفٌ
طَعِينُ
وَالْحُرْجُوجُ: النَّاقَةُ الْوَقَّادَةُ الْقَلْبِ قَالَ الْأَعْشَى:
[البحر الطويل]
فَذَرْ ذَا وَلَكِنْ رُبَّ أَرْضٍ مُتِيهَةٍ ... قَطَعْتُ بِحُرْجُوجٍ
إِذَا اللَّيْلُ أَظْلَمَا
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْحِرْجُ: الْوَدَعُ
, وَالْحِرْجُ: مَا جُعِلَ لِلْكَلْبِ مِمَّا يَصِيدُ , وَالْحِرْجُ:
خَيَالٌ يُنْصَبُ وَالْحَرْجَفُ: الرِّيحُ الْبَارِدَةُ الشَّدِيدَةُ
الْهُبُوبُ
(1/242)
بَابُ: جرح
(1/243)
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
, عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا
جُبَارٌ» قَوْلُهُ: «الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ» يَقُولُ: مَا
جَرَحَتْهُ بِيَدِهَا , وَرِجْلِهَا إِذَا أَفْلَتَتْ مِنْ مَرْبَطِهَا
, وَمَا أَصَابَتْهُ بِرِجْلِهَا وَرَاكِبُهَا عَلَيْهَا أَوْ قَائِدٌ
يَقُودُهَا إِذَا كَانَتْ تُسَاقُ ضَمِنَ السَّائِقُ مَا أَصَابَتْ
بِيَدٍ أَوْ رِجْلٍ يُقَالُ: جَرَحَ جَرْحًا , وَالْجُرْحُ: الِاسْمُ ,
وَالْجِرَاحَةُ , يَقُولُ: فَذَلِكَ مِنَ الْبَهِيمَةِ إِذَا كَانَتْ
هَذِهِ حَالَهَا جُبَارٌ وَالْجُبَارُ: كُلُّ جُرْحٍ لَا عَقْلَ لَهُ ,
وَلَا قَوَدَ قَالَ:
[البحر الوافر]
أَتَاهَا أَنَّهُ سَنَةٌ قَحِيطٌ ... وَأَصْبَحَ أَهْلُهُ حَرْبِيُّ
جُبَارَا
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} [المائدة: 45]
[ص:244] وَالِاجْتِرَاحُ: الِاكْتِسَابُ
(1/243)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , عَنْ شَبَابَةَ
, عَنْ وَرْقَاءَ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ ,
قَوْلُهُ: " {جَرَحْتُمْ} [الأنعام: 60] : كَسَبْتُمْ "
(1/244)
أَخْبَرَنِي الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي
عُبَيْدَةَ: {جَرَحْتُمْ} [الأنعام: 60] : كَسَبْتُمْ " وَاجْتَرَحُوا
السَّيِّئَاتِ , وَمَنْ يَجْتَرِحْ: يَكْتَسِبُ وَامْرَأَةٌ
أَرْمَلَةٌ: لَا جَارِحَ لَهَا: لَا كَاسِبَ وَفُلَانٌ جَارِحَةُ
أَهْلِهِ: أَيْ كَاسِبُهُمْ قَالَ:
[البحر الوافر]
وَكُلُّ فَتًى بِمَا عَمِلَتْ يَدَاهُ ... وَمَا اجْتَرَحَتْ
عَوَامِلُهُ رَهِينُ
وَالِاسْتِجْرَاحُ: النُّقْصَانُ , اسْتَجْرَحَتِ الْأَحَادِيثُ: قَلَّ
صَحِيحُهَا
(1/244)
بَابُ: رجح
(1/245)
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَأَبُو الْوَلِيدِ،
قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي سِمَاكٌ، سَمِعْتُ أَبَا
صَفْوَانَ: «بِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ رِجْلَ
سَرَاوِيلَ فَوَزَنَ لِي وَأَرْجَحَ»
(1/245)
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زِيَادٌ أَبُو عُمَرَ،
حَدَّثَنَا صَالِحٌ أَبُو الْخَلِيلِ: «رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ عَائِشَةَ عَلَى مَرْجُوحَةٍ فَأَمَرَ بِقَطْعِ
الْمَرَاجِيحِ» قَوْلُهُ: «أَرْجَحَ لِي» أَثْقَلَ الْمِيزَانَ حَتَّى
مَالَ، وَرَجَحَ الشَّيْءُ [ص:246] يَرْجَحُ رُجْحَانًا وَرُجُوحًا،
وَأَرْجَحَ: أَعْطَى رَاجِحًا، وَالْحِلْمُ الرَّاجِحُ: الَّذِي
يَرْزُنُ بِصَاحِبِهِ، وَقَالَ:
[البحر الخفيف]
مِنْ شَبَابٍ تَرَاهُمُ غَيْرَ مِيلٍ ... وَكُهُولًا مَرَاجِحًا
أَحْلَامَا
قَوْلُهُ: «عَلَى مَرْجُوحَةٍ» : يَعْنِي أُرْجُوحَةً، «فَأَمَرَ
بِقَطْعِ الْمَرَاجِيحِ» يُرِيدُ الْأَرَاجِيحَ، وَالتَّرَجُّحُ:
التَّذَبْذُبُ بَيْنَ شَيْئَيْنِ، وَالِارْتِجَاحُ: اهْتِزَازُ
الْإِبِلِ إِذَا مَشَتْ
(1/245)
بَابُ: جحر الْجَحْرَةُ: السَّنَةُ
الشَّدِيدَةُ قَالَ زُهَيْرٌ:
[البحر الطويل]
إِذَا السَّنَةُ الْحَمْرَاءُ بِالنَّاسِ أَجْحَفَتْ ... وَنَالَ
كِرَامَ الْمَالِ فِي الْجَحْرَةِ الْهَزْلُ
وَقَالَ الْأَفْوَهُ:
[البحر السريع]
يَقُونَ فِي الْجَحْرَةِ جِيرَانَهُمْ ... بِالْمَالِ وَالْأَنْفُسِ
مِنْ كُلِّ بُوسِ
وَأَخْبَرَنَا عَمْروٌ، عَنْ أَبِيهِ: الْجَحْرَةُ: السَّنَةُ لَيْسَ
فِيهَا مَطَرٌ، يُقَالُ: أَجْحَرُوا وَأَجْدَبُوا، وَالْجُحْرُ: كُلُّ
ثُقْبٍ فِي الْأَرْضِ، وَالْجَمِيعُ الْجِحَرَةُ، وَالْجَوَاحِرُ:
الْمُتَخَلِّفَةُ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
[البحر الطويل]
فَأَلْحَقَهُ بِالْهَادِيَاتِ وَدُونَهُ ... جَوَاحِرُهَا فِي صَرَّةٍ
لَمْ تَزَّيَّلِ
وَصَفَ غُلَامًا حَمَلُوهُ عَلَى فَرَسٍ يَطْلُبُ صَيْدًا، فَأَلْحَقَ
الْفَرَسُ الْغُلَامَ بِالْهَادِيَاتِ السَّوَابِقِ مِنَ الْوَحْشِ،
وَالْجَوَاحِرُ: اللَّاتِي قَدْ تَخَلَّفْنَ
(1/247)
، وَهُوَ مِنَ الْمُجْحَرِ، وَالْمُجْحَرُ:
الْمُدْرَكُ، وَالْجَاحِرُ: الَّذِي تَأَخَّرَ حَتَّى أُدْرِكَ، وَفِي
صَرَّةٍ: فِي اجْتِمَاعٍ، يَقُولُ: لَحِقَتِ الْأَوَائِلُ الْأَوَاخِرَ
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: جُحْرٌ , وَأَجْحَارٌ , وَجِحَرَةٌ ,
وَعَرِّيسَةُ الْأَسَدِ , وَخِيسَةُ الْأَسَدِ , وَخِدْرُهُ
وَزَابُوقَةُ النَّمِرِ , وَمَكَا الضَّبِّ , وَوِجَارُ الثَّعْلَبِ ,
وَنَافِقَاءُ الْيَرْبُوعِ , وَهَرْتُ الْقُنْفُذِ , وَجُحْرُ
الذِّئْبِ , وَبَهْوُ الثَّوْرِ , وَمَكْنِسُ الظَّبْيِ , وَمَكَا
الْبَقَرِ , وَتَنَاوِيطُ الطَّيْرِ , وَوَكْنُ الطَّيْرِ ,
وَالْجَمِيعُ وُكُنَاتٌ , وَوَكْرُ الْعُقَابِ , وَأُفْحُوصُ
الْقَطَاةِ , وَأُدْحِيُّ النَّعَامِ , وَقَرْيَةُ النَّمْلِ ,
وَمُدْهُنُ الْقُبَّرِ , وَعِيدَالُ الْحَيَّةِ , وَأَوَّلُ جُحْرِ
الْيَرْبُوعِ الرَّاهِطَاءُ , ثُمَّ الدَّامَّاءُ , ثُمَّ
النَّافِقَاءُ , أُخِذَ مِنَ النِّفَاقِ
(1/248)
|