غريب الحديث لإبراهيم الحربي الْحَدِيثُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ:
(2/442)
بَابُ: نحر
(2/442)
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ
أَبِي التَّيَّاحِ , عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
, بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِثَمَانَ عَشْرَةَ
بَدَنَةً , فَقَالَ: إِنْ أُزْحِفَ عَلَيَّ مِنْهَا شَيْءٌ؟ قَالَ:
«تَنْحَرُهَا ثُمَّ تَصْبُغُ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا»
(2/442)
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ ,
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ
رَاشِدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ وَابِصَةَ , عَنْ أَبِيهِ , أَتَانِي
ابْنُ مَسْعُودٍ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ , فَقُلْتُ: أَيَّةُ سَاعَةِ
زِيَارَةٍ هَذِهِ؟
(2/442)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
الْأَسْوَدِ , حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ الْكُلَيْبِيُّ , عَنْ عَمْرِو
بْنِ مَالِكٍ , عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2] قَالَ: وَضَعَ يَدَهُ
عِنْدَ النَّحْرِ "
(2/443)
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ ,
حَدَّثَنَا شَرِيكٌ , عَنْ دِثَارٍ , عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ
الْمُنْذِرِ , خَرَجَ عَلِيٌّ وَقَدْ بَكَّرُوا بِصَلَاةِ الضُّحَى ,
فَقَالَ: «نَحَرُوهَا نَحَرَهُمُ اللَّهُ»
(2/443)
حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ , حَدَّثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ , عَنْ مُجَاهِدٍ ,
قَالَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ أَمْثَلَ النَّاسِ
التَّاجِرُ النِّحْرِيرُ الَّذِي يَجْمَعُ كُلَّ السِّلَعِ قَوْلُهُ:
«وَانْحَرْهَا» النَّحْرُ: ذَبْحُ الْبَعِيرِ فِي مَنْحَرِهِ
فَالْإِبِلُ تُنْحَرُ وَلَا تُذْبَحُ , وَالْبَقَرُ تُذْبَحُ
وَتُنْحَرُ , وَالْغَنَمُ تُذْبَحُ
(2/443)
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ,
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ:
«النَّحْرُ لِلْإِبِلِ , وَالْبَقَرُ إِنْ شِئْتَ ذَبَحْتَ , وَإِنْ
شِئْتَ نَحَرْتَ , [ص:444] وَأَمَّا الْغَنَمُ فَالذَّبْحُ لِأَنَّ فِي
حَرْفِ عَبْدِ اللَّهِ فَنَحَرُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ»
(2/443)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ رَجُلٍ , مِنْ خَثْعَمَ , عَنْ
مُجَاهِدٍ , {فَذَبَحُوهَا} [البقرة: 71] قَالَ: «كَانَ الذَّبْحُ
فِيهِمْ , وَالنَّحْرُ فِيكُمْ» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَهَذَا الْقَوْلُ
كَأَنَّهُ ذَبْحُ الْبَقَرِ كَانَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ , وَنَحْرُهَا
لَنَا , وَالَّذِي شَاهَدْنَا مِنْ أَمْرِ النَّاسِ أَنَّ الْبَقَرَ
تُذْبَحُ لَيْسَ تُنْحَرُ؛ لِأَنَّ النَّحْرَ وَجْءٌ فِي أَصْلِ
الْعُنُقِ , وَالذَّبْحَ فِي آخِرِهِ مِمَّا يَلِي الرَّأْسَ ,
قَوْلُهُ: أَتَانِي فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ حِينَ تَبْلُغُ الشَّمْسُ
مُنْتَهَاهَا مِنَ الِارْتِفَاعِ وَقَولُهُ: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ
وَانْحَرْ} [الكوثر: 2] فَوَضَعَ يَدَهُ عِنْدَ النَّحْرِ أَخْبَرَنِي
أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ النَّحْرُ: مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ
, وَهِيَ اللَّبَّةُ وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
[البحر المنسرح]
[ص:445]
تَلْقَاكَ بِالنَّحْرِ وَهْيَ مُدْبِرَةٌ ... بِالْبَوْصِ مِنْهَا
تَكَادُ تَنْعَقِدُ
كَانَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ يَفْتَحُ الْبَاءَ مِنَ الْبَوْصِ ,
وَغَيْرُهُ يَضُمُّهَا , وَهِيَ الْعَجُزُ وَقَالَ عَلِيٌّ فِي
قَوْلِهِ {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2] مِثْلَ قَوْلِ
ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْمُفَسِّرُونَ عَلَى خِلَافِهِ , كُلُّهُمْ
يَجْعَلُهُ نَحْرَ الْبُدْنِ , مِنْهُمْ: مُجَاهِدٌ , وَسَعِيدٌ ,
وَالْحَسَنُ , وَعَطَاءٌ , وَأَبُو جَعْفَرٍ , وَالضَّحَّاكُ ,
وَعِكْرِمَةُ , وَعَطِيَّةُ وَأَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ
, قَالَ: هُوَ النَّحْرُ , اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ بِنَحْرِكَ
وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: مَنَازِلُهُ تَنَاحَرٌ , أَيْ
هَذَا بِنَحْرِ هَذَا , أَيْ قُبَالَتَهُ , وَأَنْشَدَنِي بَعْضُ بَنِي
أَسَدٍ:
[البحر الطويل]
أَبَا حَكَمٍ هَلْ أَنْتَ عَمُّ مُجَالِدٍ ... وَسَيِّدُ أَهْلِ
الْأَبْطَحِ الْمُتَنَاحِرِ؟
قَوْلُهُ: نَحَرُوهَا نَحَرَهَمُ اللَّهُ , يَقُولُ: صَلَّوْهَا فِي
أَوَّلِ وَقْتِهَا , وَالنُّحُورُ: أَوَائِلُ الشُّهُورِ
وَأَنْشَدَنَا:
[البحر البسيط]
أَرْمِي النُّحُورَ فَأُشْوِيهَا وَتَثْلِمُنِي ... ثَلْمَ الْإِنَا
ثُمَّ أَغْدُو غَيْرَ مُنْتَصِرِ
أُشْوِيهَا: أُخْطِئُهَا قَوْلُهُ: تَاجِرٌ نِحْرِيرٌ , هُوَ
الْحَاذِقُ الْعَالِمُ بِالتِّجَارَةِ
(2/444)
بَابُ: حرن سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ
, يَقُولُ: الْحِرَانُ فِي الدَّابَّةِ , وَالْخِلَاءُ فِي النَّاقَةِ
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: خَلَأَتِ النَّاقَةُ
خِلَاءً إِذَا حَرَنَتْ وَالْحِرَانُ: أَنْ يَقِفَ فَلَا يَتَحَرَّكَ
وَإِنْ ضُرِبَ وَقَالَ التَّوَّزِيُّ: الْحَرُونُ مِنَ الْخَيْلِ
الَّذِي يَقُومُ فَلَا يَبْرَحُ وَالصَّفُونُ: الَّذِي يَتَلَكَّأُ فِي
حُضْرِهِ , وَيَقْصُرُ عَنِ الْحِرَانِ. وَالْخَنُوسُ الَّذِي يَمْضِي
فِي حُضْرِهِ ثُمَّ يَخْنِسُ كَأَنَّمَا يَرْجِعُ الْقَهْقَرَى
وَالرَّوَّاغُ: الَّذِي يَعْدِلُ يَمِينًا وَشِمَالًا , وَهُوَ جَادٌّ
فِي حُضْرِهِ وَالْحَيُوصُ: يَعْدِلُ يَمِينًا وَشِمَالًا وَهُوَ
مُسْتَقِيمٌ عَلَى الطَّرِيقِ وَالْمُشْتَقُّ: الَّذِي يَدَعُ
طَرِيقَهُ , ثُمَّ يَعْدِلُ , ثُمَّ يَمْضِي عَلَى عُدُولِهِ
وَالْجَمُوحُ: الشَّدِيدُ الرَّأْسِ الَّذِي يَغْلِبُ فَارِسَهُ ثُمَّ
يَتَوَجَّهُ بِهِ حَيْثُ شَاءَ وَالطَّمُوحُ: الَّذِي يَرْفَعُ
رَأْسَهُ فِي حُضْرِهِ , وَلَا يَنْظُرُ إِلَى الْأَرْضِ
(2/446)
وَالْمُعْتَزِمُ: الَّذِي يَجْمَحُ
أَحْيَانًا , وَيَدَعُ أَحْيَانًا وَالشَّمُوسُ: الَّذِي يَمْنَعُ
السَّرْجَ وَالشَّبُوبُ: الَّذِي يَقُومُ عَلَى رِجْلَيْهِ ,
وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ وَالْغِرْبُ: الَّذِي لَا يَبْرَحُ لِلْكَفِّ
حِينَ يُبْعِدُ بِفَارِسِهِ وَالْفَرَسُ يَخْبِطُ بِيَدَيْهِ
وَالضَّرْبُ بِالرِّجْلَيْنِ جَمِيعًا وَالرُّمْحُ بِإِحْدَى
رِجْلَيْهِ وَالْكَدْمُ وَالْعَذْمُ وَالْعَضُّ وَاحِدٌ وَالْمَرِحُ
تَحْتَ الْفَارِسِ يَبْغِي وَيَخْتَالُ وَالْهَبِصُ يَهْبِصُ وَهُوَ
مُوثَقٌ , وَمَخْلُوعٌ , فَهَبَصُهُ: عَجْنٌ بِيَدَيْهِ , وَنَقْزٌ ,
وَوَثْبٌ [ص:448] وَالزَّعَلُ: خَبَبٌ وَاسْتِنَانٌ , وَكَثْرَةُ
صَهِيلٍ وَالِاسْتِنَانُ: أَنْ يَحْضُرَ , وَلَيْسَ عَلَيْهِ فَارِسٌ ,
فَإِذَا رَفَعَ ذَنَبَهُ فِي اسْتِنَانِهِ , أَوْ تَحْتَ فَارِسِهِ فِي
حُضْرِهِ فَهُوَ مُكْتَئِرٌ
(2/447)
|