غريب الحديث لإبراهيم الحربي

الْحَدِيثُ الْخَامِسُ وَالسِّتُّونَ

(2/700)


بَابُ: عمش

(2/700)


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ , حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ , عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ: عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: {الْأَكْمَهُ} [آل عمران: 49] : «الْأَعْمَشُ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْأَعْمَشُ: الْفَاسِدُ الْعَيْنِ الَّذِي تَغْسِقُ عَيْنَاهُ بِرَمَصٍ أَوْ بِمَاءٍ وَقَالَ الْخَلِيلُ: يُقَالُ: طَعَامٌ عَمِشٌ , أَيْ مُوَافِقٌ , وَالْخِتَانُ عَمْشٌ لِلْغُلَامِ يُرَى فِيهِ الزِّيَادَةُ بَعْدَهُ وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: الْعَيْشُومُ: شَجَرٌ يُشْبِهُ السَّيَّالَ , قَالَ:
[البحر البسيط]
لِلْجِنِّ فِي اللَّيْلِ فِي أَرْجَائِهِ زَجَلٌ ... كَمَا تَنَاوَحَ يَوْمَ الرِّيحِ عَيْشُومُ
وَصَفَ أَرْضًا قَفْرًا فَقَالَ: لِلْجِنِّ فِي أَرْجَائِهَا زَجَلٌ: صَوْتٌ بِاللَّيْلِ وَعَسْفٌ كَمَا تَنَاوَحَ: اسْتَقْبَلَ بَعْضُهُ بَعْضًا , فَهَبَّتِ الرِّيحُ فِيهِ , وَسُمِّيَتِ النَّائِحَتَانِ؛ لِأَنَّهَا تَسْتَقْبِلُ صَاحِبَتَهَا وَتَنُوحُ وَعَيْشُومٌ: شَجَرٌ لَهُ صَوْتٌ فِي الرِّيحِ

(2/700)


بَابُ: شمع الشَّمَعُ: شَيْءٌ يُسْرَجُ بِهِ , يَقْذِفُهُ النَّحْلُ مِنْ أَفْوَاهِهَا , وَتُدِيرُهُ لِتَحْفَظَ مَا تَقْذِفُهُ مِنَ الْعَسَلِ , وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ: (الموم) وَقَالَ الْأَخْفَشُ: الشَّمَاعَةُ: الضَّحِكُ وَالْمُزَاحُ , وَجَارِيَةٌ شَمُوعٌ: طَيِّبَةُ النَّفْسِ , قَالَ:
وَلَوْ أَنِّي أَشَاءُ كَنَنْتُ نَفْسِي ... إِلَى بَيْضَاءَ بَهْكَنَةٍ شَمُوعِ
وَقَالَ آخَرُ:
[البحر الكامل]
فَلَبِثْنَ حِينًا يَعْتَلِجْنَ بَرَوْضَةٍ ... فَيَجِدُّ حِينًا فِي الْعِلَاجِ وَيَشْمَعُ
وَصَفَ حِمَارًا وَأُتُنًا أَقَامَ بِوَادٍ , لَبِثْنَ يَعْتَلِجْنَ: تَعَضُّ هَذِهِ هَذِهِ , وَهَذِهِ هَذِهِ , مِنَ النَّشَاطِ , فَيَجِدُّ الْفَحْلُ حِينًا , وَيَشْمَعُ: يَلْعَبُ وَقَالَ آخَرُ:
[البحر الكامل]
وَلَوْ أَنَّهَا ضَحِكَتْ فَتُسْمِعُ نَغْمَهَا ... رَعِشَ الْمَفَاصِلِ صُلْبُهُ مُتَحَنِّبُ
طَالَتْ مَعِيشَتُهُ وَدَبَّ عَلَى الْعَصَا ... فَقَذَالُهُ مِثْلُ الثَّغَامَةِ أَشْهَبُ
تَرَكَ النِّسَاءَ بِحِقْبَةٍ مِنْ عَيْشِهِ ... عَزِهٌ إِذَا سَمِعَ الشَّمَاعَةَ يَغْضَبُ

(2/701)


وَصَفَ امْرَأَةً فَقَالَ: لَوْ أَسَمَعَتْ كَلَامَهَا شَيْخًا رَعِشَتْ مَفَاصِلُهُ وَصُلْبُهُ مُنْحَنٍ وَقَذَالُهُ: أَعْلَى رَأْسِهِ مِثْلُ الثَّغَامَةِ: شَجَرَةٌ بَيْضَاءُ , تَرَكَ النِّسَاءَ بِحِقْبَةٍ مِنْ عُمْرِهِ وَالْعَزِهُ: لَا يَشْتَهِي اللَّهْوَ وَإِذَا سَمِعَ الشَّمَاعَةَ وَهِيَ الْمُزَاحُ يَغْضَبُ

(2/702)


بَابُ: عشم قَالَ الْأَخْفَشُ: الْعَشَمُ: الطَّمَعُ بِالشَّيْءِ وَقَالَ الْخَلِيلُ: الْعَسَمُ بِالسِّينِ: الطَّمَعُ وَأَنْشَدَ الْأَخْفَشُ:
[البحر البسيط]
أَمْ هَلْ تَرَى أَصَلَاتِ الْعَيْشِ نَافِعَةً ... أَمْ فِي الْخُلُودِ وَلَا بِاللَّهِ مِنْ عَشَمِ
يُرِيدُ طَمَعًا وَأَنْشَدَ الْخَلِيلُ:
فَاسْتَسْلَمُوا كَرْهًا وَلَمْ يُسَالِمُوا ... كَالْبَحْرِ لَا يَعْسِمُ فِيهِ عَاسِمُ
وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: شَيْخٌ عَشَمَةٌ وَعَشَبَةٌ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: مِثْلُهُ وَالْقَحْرُ وَالْقَهْبُ وَقَالَ الْأَحْمَرُ: الدِّرْدَحُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: إِذَا لَمْ يَعْقِلْ أَفْنَدَ وَأَهْتَرَ [ص:704] وَقَالَ الْفَرَّاءُ: تَقَعْوَسَ: كَبِرَ وَالْعَلُّ وَالْيَفَنُ وَالْحَوْقَلُ وَالْقَشْعَمُ وَالذَّكَاءُ وَالْأَشُدُّ: وَاحِدُهَا شَدٌّ

(2/703)


بَابُ: مشع الْمَشْعُ: أَكْلُ رَطْبٍ صُلْبٍ كَالْقِثَّاءِ وَشِبْهِهِ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَشَعَ يَمْشَعُ إِذَا كَسَبَ وَجَمَعَ وَعَشَمْتُ أَعْشِمُ: إِذَا كَسَبَ وَأَعْشَمْتُ: أَعْطَيْتُ وَيُقَالُ: مَشِّعْ قَصْعَتَكَ: امْسَحْهَا

(2/705)