غريب الحديث لإبراهيم الحربي

الْحَدِيثُ الثَّالِثُ وَالسَّبْعُونَ

(2/736)


بَابُ: فقه

(2/736)


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَبَاحٍ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , قَالَ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» وَالْفِقْهُ: التَّفَهُّمُ فِي الدِّينِ وَالنَّظَرُ فِيهِ وَالتَّفَطُّنُ فِيمَا غَمَضَ مِنْهُ , فَقِهَ يَفْقَهُ وَهُوَ فَقِيهٌ وَأَفْقَهْتُهُ: بَيَّنْتُ لَهُ

(2/736)


بَابُ: فهق

(2/737)


حَدَّثَنَا الْحُرُّ بْنُ عَلِيٍّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ رَجُلًا أُخْرِجَ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ , فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا انْفَهَقَتْ لَهُ» قَوْلُهُ: «انْفَهَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» : سَأَلْتُ ابْنَ عَائِشَةَ , وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ عَنِ انْفَهَقَتْ لَهُ: أَيِ اتَّسَعَتْ لِدُخُولِهِ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ:
[البحر الرجز]
وَانْشَقَّ عَنْهَا صَحْصَحَانُ الْمُنْفَهِقْ ... تَرْمِي بِأَيْدِيهَا ثَنَايَا الْمُنْفَرَقْ
يُقَالُ للشَّجَّةِ إِذَا اتَّسَعَتْ بِجُرُوحِ الدَّمِ: انْفَهَقَتْ قَالَ أَبُو مِحْجَنٍ:
[البحر البسيط]
وَأَطْعَنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلَاءَ فِي عُرُضٍ ... تَنْفِي الْمَسَابِيرَ بِالْإِزْبَادِ وَالْفَهَقِ
[ص:738]
وَقَالَ الْعَجَّاجُ:
[البحر الرجز]
تَفْهَقُ أَحْيَانًا وَحِينًا تَنْفَجِرْ
وَالْمُتَفَيْهِقُونَ: الَّذِينَ تَتَّسِعُ أَفْوَاهُهُمْ بِخُرُوجِ الْكَلَامِ وَالْفَهْقَةُ: عَظْمٌ عِنْدَ فَائِقِ الرَّأْسِ

(2/737)


الْحَدِيثُ الرَّابِعُ وَالسَّبْعُونَ

(2/739)


بَابُ: ثقب

(2/739)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ , عَنْ شَبِيبٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {النَّجْمُ الثَّاقِبُ} [الطارق: 3] : الْمُضِيءُ " أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكَسَائِيِّ: الثَّاقِبُ مَنْ يَثْقُبُ ثُقُوبًا وَثَقَابَةً أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: الثَّاقِبُ: الْمُضِيءُ يُقَالُ لِلْمُوقِدِ: أَثْقِبْ نَارَكَ , وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلطَّائِرِ الَّذِي ارْتَفَعَ وَلَحِقَ بِبَطْنِ السَّمَاءِ: قَدْ ثَقَّبَ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الثَّاقِبُ: الْمُضِيءُ , يُقَالُ: أَثْقِبْ نَارَكَ: أَضِئْهَا وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَثْقَبْتُ النَّارَ أُثْقِبُهَا إِثْقَابًا وَتَثَقَّبْتُهَا أَتَثَقَّبُهَا تَثَقُّبًا , إِذَا قَدَحْتَهَا وَيُقَالُ: ثَقَبْتُ النَّارَ ثُقُوبًا إِذَا قَدَحْتَ فِي الْبَعْرِ وَالْخَشَبِ مِنْ غَيْرِ الْتِهَابٍ وَالْبَثْقُ: كَسْرُ شَطِّ النَّهَرِ

(2/739)


الْحَدِيثُ الْخَامِسُ وَالسَّبْعُونَ

(2/740)


بَابُ: ثقل

(2/740)


حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بَعَثَهُ فِي الثَّقَلِ بِلَيْلٍ» قَوْلِهِ: فِي الثَّقَلِ ": وَهُوَ مَتَاعُ الْمُسَافِرِ , الْجَمْعُ: الْآثَامُ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: أَعْطَى ثِقْلَهُ: أَيْ وَزْنُهُ , وَثَقَلْتُ الشَّاةَ فَأَنَا أَثْقُلُهَا: إِذَا حَمَلْتَهَا لِتَرْزُنَهَا وَدِينَارٌ ثَاقِلٌ: إِذَا كَانَ لَا يَنْقُصُ , وَدَنَانِيرُ ثَوَاقِلُ , وَإِنِّي لَأَجِدُ ثَقَلَةً فِي جَسَدِي , وَثَقْلَةً , وَأَلْقَى عَلَيَّ مَثَاقِيلَهُ: يُرِيدُ مَئُونَتَهُ وَثِقَلَهُ , وَالْمُتَثَاقِلُ: الْمُتَبَاطِئُ

(2/740)


بَابُ: لثق

(2/741)


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كُلْثُومٍ: سَأَلَ رَجُلٌ الْحَسَنَ , قَالَ: يَكُونُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لَثَقٌ وَمَطَرٌ , أَغْتَسِلُ؟ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ , قَالَ: «عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ» وَاللَّثَقُ: مَصْدَرُ الشَّيْءِ الَّذِي لَثِقَ مِنْ طَائِرٍ ابْتَلَّ رَأْسُهُ بِالْمَاءِ , لَثِقَ لَثَقًا , قَالَ الْأَعْشَى:
فَضَاحِي جِلْدِهِ لَثِقُ

(2/741)


الْحَدِيثُ السَّادِسُ وَالسَّبْعُونَ

(2/742)


بَابُ: غم

(2/742)


حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , وَأَحْمَدُ , قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنٍ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا , فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَتِمُّوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ»

(2/742)


حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «إِنْ حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ غَمَامَةٌ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ» قَوْلُهُ: «غُمَّ عَلَيْكُمْ» : أَيْ جَهِلْتُمْ عِلْمَهُ كَمَا يُغْمَى عَلَى الرَّجُلِ فَيَذْهَبُ عَقْلَهُ قَوْلُهُ: «فَإِنْ حَالَ دُونَهُ غَمَامَةٌ» : أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْغَمَامُ: السَّحَابُ أَجْمَعُ كَانَ فِيهِ مَطَرٌ أَوْ لَمْ يَكُنْ , الْوَاحِدَةُ غَمَامَةٌ وَالْغَيْمُ: اسْمٌ لِكُلِّ سَحَابَةٍ فِيهَا مَاءٌ أَوْ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ وَالْجَمِيعُ غُيُومٌ , وَقَدْ غَيَّمَتِ السَّمَاءُ وَأَغَامَتْ وَتَغَيَّمَتْ [ص:743] سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: أَغَامَ الْيَوْمُ , وَأَغْيَمَ وَغَيَّمَ

(2/742)


أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكَسَائِيِّ: قَوْلُهُ: {ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمَرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً} [يونس: 71] , «أَيْ مُلْبَسًا مُغَطًّى لَا تَدْرُونَ مَا هُوَ» أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: غُمَّةٌ: ظُلْمَةٌ وَضِيقٌ وَهَمٌّ سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: الْغُمَّةُ: مَا غَطَّاكَ مِنْ شَيْءٍ وَغَمَّكَ , وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الرجز]
بَلْ لَوْ شَهِدْتَ النَّاسَ إِذْ تُكُمُّوا ... بِغُمَّةٍ لَوْ لَمْ تُفَرَّجْ غُمُّوا
وَالْغَمَمُ: سَيَلَانُ الشَّعْرِ فِي الْوَجْهِ حَتَّى يُضَيِّقَ الْجَبْهَةَ وَكَذَلِكَ فِي الْقَفَا يَسْفُلُ حَتَّى يَصْغُرَ الْقَفَا وَيُقَالُ: فُلَانٌ أَغَمُّ , وَفُلَانَةٌ غَمَّاءُ قَالَ:
[البحر الطويل]
فَلَا تَنْكِحِي إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا ... أَغَمَّ الْقَفَا وَالْوَجْهِ لَيْسَ بِأَنْزَعَا
[ص:744]
وَالْوَغْمُ: الْحِقْدُ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: إِذَا وُضِعَ الْبُسْرُ فِي الشَّمْسِ وَنَضِجَ بِالْخَلِّ فِي حَرِّهِ فَذَلِكَ الْمُغَمَقُ , وَأَهْلُ نَجْدٍ يُسَمُّونَهُ الْمُخَلَّلُ

(2/743)


الْحَدِيثُ السَّابِعُ وَالسَّبْعُونَ

(2/745)


بَابُ: فقع

(2/745)


حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ شُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: فَقَّعْتُ أَصَابِعِي , فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «لَا أُمَّ لَكَ , تُفَقِّعُ أَصَابِعَكَ وَأَنْتَ فِي الصَّلَاةِ»

(2/745)


وَأُخْبِرْتُ عَنْ زُبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ , عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنْذِرِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُنْذِرِ: أَنَّ عَاتِكَةَ قَالَتْ فِي ابْنِ جُرْمُوزٍ , وَقَتْلِهِ الزُّبَيْرَ:
[البحر الكامل]
كَمْ غَمْرَةٍ قَدْ خَاضَهَا لَمْ يَنْهَهُ ... عَنْهَا طِرَادُكَ يَا ابْنَ فَقْعِ الْقَرْدَدِ
قَوْلُهُ: «فَقَّعْتُ أَصَابِعِي» : هُوَ ضَمُّهَا إِلَى بَاطِنِ الرَّاحَةِ , وَصَوْتٌ يَظْهَرُ مِنْهَا

(2/745)


وَقَوْلُهُ: «يَا ابْنَ فَقْعِ الْقَرْدَدِ» : هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْكَمْأَةِ أَرْدَؤُهُ , وَهُوَ أَبْيَضُ وَالْفُقَّاعُ: الشَّعِيرُ يَنْبُتُ , ثُمَّ يُجَفَّفُ وَيُطْحَنُ ثُمَّ يُطْبَخُ طَبِيخًا رَفِيقًا , ثُمَّ يُجْعَلُ فِيهِ أَفَاوِيهُ وَالْفَقْعُ: الضِّرَاطُ وَالْفَقَاقِيعُ دَارَاتٌ تَظْهَرُ عَلَى الْمَاءِ عِنْدَ الْمَطَرِ , وَرُبَّمَا ظَهَرَتْ عَلَى الشَّرَابِ قَالَ عَدِيٌّ:
[البحر الخفيف]
وَطَفَا فَوْقَهَا فَقَاقِيعُ كَالْيَا ... قُوتِ حُمْرٌ يُثِيرُهَا التَّصْفِيقُ
وَبَقَرَةٌ فَاقِعٌ لَوْنُهَا: هُوَ الصَّافِي النَّاصِعُ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الْفَاقِعُ: النَّاصِعُ أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكَسَائِيِّ: فَقَعَ يَفْقُعُ فُقُوعًا

(2/746)


بَابُ: قفع

(2/747)


حَدَّثَنَا هَوْذَةُ , حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ , عَنْ عُمَرَ: «وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدَنَا , مِنَ الْجَرَادِ قَفْعَةً أَوْ قَفْعَتَيْنِ»

(2/747)


حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , حَدَّثَنَا مَرْوَانُ , حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حُصَيْنٍ , عَنِ الثِّقَةِ , قَالَ: «مَرَّ غُلَامٌ بِالْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ , فَعَبِثَ بِهِ الْغلَامُ , فَتَنَاوَلَهُ الْقَاسِمُ وَقَفَعَهُ قَفْعَةً شَدِيدَةً» قَوْلُهُ: «لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا قَفْعَةً» : وَالْقَفْعَةُ شَيْءٌ يُنْسَجُ مِنْ خُوصٍ كَهَيْئَةِ الْجَوَالِقِ , وَالْقَفْعُ: شَيْءٌ مِنْ جُلُودٍ يَمْشِي الرِّجَالُ تَحْتَهُ إِلَى حِيطَانِ الْمَدَرِ تَنْقِبُهَا قَوْلُهُ: «وَقَفَعَهُ» الْمِقْفَعَةُ: خَشَبَةٌ يُضْرَبُ بِهَا الْأَصَابِعُ , فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ الْقَاسِمُ قَفَعَهُ بِخَشَبَةٍ أَوْ بِيَدِهِ , فَكَانَتْ كَالْمِقْفَعَةِ وَالْقَفْعَاءُ: حَشِيشَةٌ خَشِنَةُ الْوَرَقِ ذَكَرَهَا زُهَيْرٌ:
[البحر البسيط]
[ص:748]
جُونِيَّةٌ كَحَصَاةِ الْقَسْمِ مَرْتَعُهَا ... بِالسِّيِّ مَا تُنْبِتُ الْقَفْعَاءُ وَالْحَسَكُ
وَعَقَفَ الشَّيْءَ عَقْفًا , وَانْعَقَفَ انْعِقَافًا وَعُقْفَانُ: حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ وَالْعِقَافُ: دَاءٌ يَأْخُذُ الشَّاةَ فِي قَوَائِمِهَا وَعَقَفَ الرَّجُلُ: رَكِبَ رَأْسَهُ , وَالْعَاقِفُ: مَطَرٌ شَدِيدٌ

(2/747)


الْحَدِيثُ الثَّامِنُ وَالسَّبْعُونَ

(2/749)


بَابُ: أطد

(2/749)


حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «لَمَّا أَهْبَطَ اللَّهُ آدَمَ إِلَى الْأَرْضِ كَانَ رَأْسُهُ يَمَسُّ السَّمَاءَ , فَوَطَدَهُ اللَّهُ إِلَى الْأَرْضِ حَتَّى صَارَ ثَلَاثِينَ ذِرَاعًا»

(2/749)


حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ أَنَسٍ: «أَخَذَ الْبَرَاءُ يَوْمَ الْيَمَامَةِ أَفْكَلٌ , فَجَعَلْتُ أَطِدُ فَخِذَهُ» قَوْلُهُ: «فَوَطَدَهُ اللَّهُ , وَوَطِدْتُ فَخِذَهُ» , وَطَدْتُ الْأَرْضَ: إِذَا أَثْبَتَّهَا بِالْوَطْءِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ يُقَالُ: قَدْ وَطَدَ دِينُهُ: إِذَا ثَبَتَ [ص:750] وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: 63] , فَأَجْمَعَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ وَالتَّابِعُونَ أَنَّهُ الْجَبَلُ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الطَّوْدُ: الْجَبَلُ الْجَمِيعُ أَطْوَادٌ , قَالَ:
[البحر الكامل]
حَلُّوا بِأَنْقَرَةٍ يَجِيشُ عَلَيْهِمْ ... مَاءُ الْفُرَاتِ يَجِيءُ مِنْ أَطْوَادِ
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الطَّوْدُ: الْجَبَلُ , وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الرجز]
تَقَضِّيَ الْبَازِي إِذَا الْبَازِي كَسَرْ ... دَانَى جَنَاحَيْهِ مِنَ الطَّوْدِ فَمَرْ

(2/749)