غريب الحديث لإبراهيم الحربي الْحَدِيثُ الْخَامِسُ
(2/895)
بَابُ: نضح
(2/895)
حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ ,
حَدَّثَنَا رِشْدِينُ , عَنْ عُقَيْلٍ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنْ
عُرْوَةَ , عَنْ أُسَامَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ لَمَّا عَلَّمَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْوُضُوءَ
نَضَحَ نَحْوَ فَرْجِهِ»
(2/895)
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا
مُلَازِمٌ , حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ
طَلْقٍ , عَنْ أَبِيهِ: " أَعْطَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ , فَقَالَ: «إِذَا قَدِمْتُمْ
بَلَدَكُمْ فَاكْسِرُوا بِيعَتَكُمْ وَانْضَحُوا مَكَانَهَا»
(2/895)
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى
, عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ عَطَاءٍ: " سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ,
قَالَتِ امْرَأَةٌ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ , إِنَّهُ كَانَ لَنَا
نَاضِحَانِ , فَرَكِبَ أَبُو فُلَانٍ نَاضِحًا , وَتَرَكَ نَاضِحًا
يَنْضَخُ عَلَيْنَا قَالَ: اعْتَمِرِي فِي رَمَضَانَ , فَإِنَّ
عُمْرَةً فِيهِ كَحَجَّةٍ "
(2/895)
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ ,
حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: " أَمَّرَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى الرُّمَاةِ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ فَقَالَ: «انْضَحُوا عَنَّا الْخَيْلَ ,
لَا نُؤْتَى مِنْ خَلْفِنَا» قَوْلُهُ: «فَنَضَحَ الْمَاءَ» تَوَضَّأَ
أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: النَّضْحُ: مِنَ النَّضْحِ ,
وَنَضَحَتِ السَّمَاءُ: إِذَا مَطَرَتْ قَلِيلًا , وَالنَّضْحُ:
الْمَاءُ الْكَثِيرُ , وَالنَّضَحُ مِنَ الزَّعْفَرَانِ: مَا خَثُرَ
مِنْهُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ:
كَانَ فِي الْأَرْضِ نَضَحَاتٌ مِنْ مَطَرٍ إِذَا كَانَ مُتَفَرِّقًا ,
وَنَضَحَ الشَّجَرُ يَنْضَحُ نَضْحًا إِذَا تَفَطَّرَ لِلتَّوْرِيقِ
قَالَ أُمَيَّةُ:
[البحر الرمل]
بُورِكَ الْمَيْتُ الْغَرِيبُ كَمَا بُو ... رِكَ نَضْحُ الرُّمَّانِ
وَالزَّيْتُونِ
وَقَالَ:
[البحر البسيط]
يَنْضَحْنَ نَضْحَ الْمَزَادِ الْوَقْرِ أَتْأَقَهَا ... شَدُّ
الرُّوَاةِ بِمَاءٍ غَيْرِ مَشْرُوبِ
(2/896)
قَوْلُهُ: «كَانَ لَنَا نَاضِحَانِ» :
النَّاضِحِ: الْجَمَلِ يُسْتَقَى عَلَيْهِ لِسَقْيِ أَرْضٍ أَوْ شُرْبٍ
قَوْلُهُ: «انْضَحُوا عَنَّا الْخَيْلَ» يَقُولُ: ارْمُوهُمْ
بِالنِّشَابِ فِي الْقِتَالِ , وَارْضَخُوهُمْ بِالْحِجَارَةِ ,
وَالنَّضَحُ: حَوْضٌ يُتَّخَذُ لِمَاءِ السَّمَاءِ وَهُوَ النَّضِيحُ ,
يُقَالُ: انْتَضَحَ أَيِ اتَّخَذَ نَضْحًا
(2/897)
بَابُ: حضن
(2/898)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
الْأَسْوَدِ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
مَيْسَرَةَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ خَوْلَةَ
بِنْتِ حَكِيمٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ خَرَجَ
مُحْتَضِنًا حَسَنًا وَحُسَيْنًا , فَقَالَ: «إِنَّكُمْ لَتُبَخِّلُونَ
وَتُجَبِّنُونَ , وَإِنَّكُمْ لَمِنْ رَيْحَانِ اللَّهِ»
(2/898)
حَدَّثَنَا ابْنُ صَبَاحٍ
الْجَرْجَرَائِيُّ , حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ , عَنْ
جَدِّهِ: خَرَجَتْ بِي حَاضِنَتِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ:
«بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ»
(2/898)
حَدَّثَنَا الْحُرُّ بْنُ عَلِيٍّ ,
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ ,
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ: «أَرَادَتِ الْأَنْصَارُ أَنْ يَخْتَزِلُونَا , مِنَ
الْأَمْرِ , وَيَحْضُنُونَا مِنْهُ»
(2/898)
حَدَّثَنَا الْيَمَامِيُّ , حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ [ص:899]: " أَنَّ امْرَأَةَ نُعَيْمٍ أَتَتْ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَتْ: إِنَّ نُعَيْمًا
يُرِيدُ يَحْضُنَنِي أَمْرَ ابْنَتِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ: «لَا تَحْضُنْهَا أَمْرَ ابْنَتِهَا وَشَاوِرْهَا»
(2/898)
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ , عَنْ أَبِي نَعَامَةَ , عَنْ حُجَيْرِ بْنِ
الرَّبِيعِ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: «لَأَنْ أَكُونَ أَرْعَى
أَعْنُزًا حَضَنِيَّاتٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا» قَوْلُهُ
«مُحْتَضِنٌ حَسَنًا» يَقُولُ: حَمَلَهُ فِي حِضْنِهِ , وَالْحِضْنُ
مَا دُونَ الْإِبْطِ , وَالْمُحْتَضِنُ الْحِضْنُ قَالَ الْأَعْشَى:
[البحر المتقارب]
عَرِيضَةُ بُوصٍ إِذَا أَدْبَرَتْ ... هَضِيمُ الْحَشَا شَخْتَةُ
الْمُحْتَضِنْ
وَمِنْهُ «خَرَجَتْ بِي حَاضِنَتِي» هِيَ الَّتِي تُرَبِّيهِ فِي
حِضْنِهَا , وَحِضْنُ الْمَفَازَةِ: نَاحِيَتَاهَا , وَحِضْنَا
اللَّيْلِ نَاحِيَتَاهُ وَأَنْشَدَنَا الْأَثْرَمُ:
[البحر الطويل]
وَقَطْعِي إِلَيْكَ اللَّيْلَ حِضْنَيْهِ
(2/899)
قَوْلُهُ: «يَحْضُنُونَا» وَقَوْلُ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «لَا تَحْضُنْهَا أَمْرَ
ابْنَتِهَا» يُقَالُ: احْتَضَنَنِي مِنَ الْأَمْرِ: أَخْرَجَنِي مِنْهُ
وَلَا تُحْضَنُ عَنْ ذَلِكَ زَيْنَبُ: لَا تُمْنَعُ مِنْهُ وَحَضَنَتِ
الْحَمَامَةُ بَيْضَهَا حُضُونًا , وَالْمَوْضِعُ مَحَاضِنُ قَوْلُهُ:
«أَعْنُزًا حَضَنِيَّاتٍ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ
الْأَصْمَعِيِّ: الشَّاةُ الْحَضَانُ إِذَا كَانَ أَحَدُ ثَدْيَيْهَا
أَعْظَمَ مِنَ الْآخَرِ يُقَالُ: حَضَانٌ، وَحَضُونٌ , وَمِنْ عُيُوبِ
ضَرْعِ الشَّاةِ الْحِضَانُ: أَنْ يَصْغُرَ أَحَدُ الشِّقَّيْنِ ,
وَيُقَالُ: كَانَ الْخَلِيلُ يَزْعُمُ الْأَعْنُزُ الْحَضَنِيَّاتُ:
ضَرْبٌ أَحْمَرُ شَدِيدُ الْحُمْرَةِ , وَأَسْوَدُ شَدِيدُ السَّوَادِ
وَالْحَضَنُ: جَبَلٌ قَالَ الْأَعْشَى:
وَطَالَ السَّنَامُ عَلَى جَبْلَةٍ ... كَخَلْقَاءَ مِنْ هَضَبَاتِ
الْحَضَنْ
(2/900)
بَابُ: نحض
(2/901)
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
عُمَرَ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ إِسْحَاقَ ,
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ , عَنْ مُسْلِمِ بْنِ
ثَفَنَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي سِعْرٍ: " جَاءَنِي رَجُلَانِ
فَقَالَا: نَحْنُ رُسُلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
لِتُؤَدِيَ صَدَقَةَ غَنَمِكَ فَأَعْمِدُ إِلَى شَاةٍ مُمْتَلِئَةٍ
شَحْمًا وَمَحْضًا " قَالَ إِبْرَاهِيمُ: أَرَادَ أَنْ يَقُولَ:
نَحْضًا , قَالَ: فَأَخْرَجْتُهَا إِلَيْهِمْ " النَّحْضُ: اللَّحْمُ
الْقَطِيعَةُ , نَحَضَهُ , رَجُلٌ نَحِيضٌ , وَامْرَأَةٌ نَحِيضَةٌ:
كَثِيرَةُ اللَّحْمِ فَإِذَا ذَهَبَ لَحْمُهَا فَهِيَ مَنْحُوضَةٌ
أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: النَّحْضُ: الْكَثِيرُ ,
وَسِنَانٌ مَنْحُوضٌ: رَقِيقٌ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ:
[البحر الرجز]
[ص:902]
بِمَوْقِفِ الْأَشْقَرِ إِنْ تَقَدَّمَا ... بَاشَرَ مَنْحُوضَ
السِّنَانِ لَهْذَمَا
وَقَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر البسيط]
مَقْذُوفَةٌ بِدَخِيسِ النَّحْضِ بَازِلُهَا ... لَهُ صَرِيفٌ صَرِيفَ
الْقَعْوِ بِالْمَسَدِ
(2/901)
الْحَدِيثُ السَّادِسُ
(3/903)
بَابُ: حجم
(3/903)
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ،
حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ أُسَامَةَ،
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَسَانِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
قُبْطِيَّةً، فَسَأَلَنِي: فَقُلْتُ: كَسَوْتُهَا امْرَأَتِي، قَالَ:
«أَخَافُ أَنْ تَصِفَ حَجْمَ عِظَامِهَا»
(3/903)
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ،
أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، سَمِعْتُ
حُصَيْنَ بْنَ أَبِي الْحُرِّ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ: «خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ
الْحَجْمُ»
(3/903)
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ،
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ أَخَذَ سَيْفًا يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: " مَنْ يَأْخُذُ
هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ؟ فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ، فَقَالَ أَبُو
دُجَانَةَ: أَنَا "
(3/903)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنْ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ
بْنُ عَامِرٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى
عُمَرَ، فَقَالَ: " لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ،
فَيَنْظُرَ يَمِينًا وَشِمَالًا، كَالْبَعِيرِ الْمَحْجُومِ، إِنْ لَمْ
يَرَ مَنْ يَجْلِسْ إِلَيْهِ انْصَرَفَ، قَالَ: لَا " قَوْلُهُ: حَجْمَ
عِظَامِهَا، يُقَالُ: حَجَمَ الثَّدْيُ: إِذَا نَهَدَ، وَإِذَا
وَجَدْتَ شَيْئًا مَسَّ شَيْئًا مِنْ وَرَاءِ الثَّوْبِ، فَذَلِكَ
الْحَجْمُ، وَمَسِسْتُ بَطْنَ الْحُبْلَى، فَوَجَدْتُ حَجْمَ
الصَّبِيِّ، الْمَعْنَى: أَنَّ الثَّوْبَ رَقَّ، فَلَزِقَ بِالْبَدَنِ،
فَجَافَاهُ مَا نَتَأَ مِنْ عَجِيزَةٍ، أَوْ ثَدْيٍ، فَوَصَفَ
الثَّوْبُ بِرِقَّتِهِ مِقْدَارَ ذَلِكَ قَالَ الْأَخْفَشُ: "
الْحَجْمُ: أَطْرَافُ الْعِظَامِ " قَالَ أَبُو خِرَاشٍ:
[البحر الطويل]
سَقِيَّ لِقَاحٍ مَا يَزَالُ كَأَنَّهُ ... حَمِيتٌ بِدَبْغٍ عَظْمُهُ
غَيْرُ ذِي حَجْمِ
وَقَالَ ابْنُ الدُّمَيْنَةِ:
[البحر الطويل]
وَعُلِّقْتُ لَيْلَى، وَهْيَ ذَاتُ ثَرِيدَةٍ ... وَلَمْ يَبْدُ
لِلْأَتْرَابِ مِنْ ثَدْيِهَا حَجْمُ
صَغِيرَيْنِ نَرْعَى الْبَهْمَ يَا لَيْتَ أَنَّنَا ... إِلَى
الْيَوْمِ لَمْ نَكْبَرْ، وَلَمْ تَكْبَرِ الْبَهْمُ
(3/904)
قَوْلُهُ: «خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ
الْحَجْمُ» : فِعْلُ الْحَجَّامِ، وَالْمِحْجَمِ: مَوْضِعُ
الْمِحْجَمَةِ، وَالْحِجَامُ كِعَامُ فَمِ الْبَعِيرِ، بَعِيرٌ
مَحْجُومٌ , وَيُظَنُّ الْحِجَامُ مِنْ ذَلِكَ لِإِلْزَامِهِ
الْمِحْجَمَةِ قَفَا الْمَحْجُومِ وَالْحَجُومُ: مِنْ أَسْمَاءِ
الْقُبُلِ قَوْلُهُ: «فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ» : نَكَصُوا أَوْ
تَهَيَّبُوا أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: لَقِيَهُ، فَأَحْجَمَ
عَنْهُ، وَمِثْلُهُ: أَحْجَمَ عَنْهُ " وَقَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر الطويل]
وَنَحْنُ طَرَقْنَا الْقَوْمَ لَيْلَةَ أَحْجَمَتْ ... هِلَالٌ
وَقَالُوا حَرِّزُوا وَانْظُرُوا غَدَا
(3/905)
بَابُ: جمح
(3/906)
حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ
الْأَصْمَعِيِّ: " مِنْ عُيُوبِ الْخَيْلِ الْجِمَاحُ: أَنْ يَرْكَبَ
وَجْهَهُ يَعْدُو بِفَارِسِهِ "
(3/906)
أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ
الطُّهَوِيِّ قَالَ: " الْجِمَاحُ: يُؤْخَذُ عُودٌ، أَوْ قَصَبَةٌ،
فَيُجْعَلُ فِي رَأْسِهِ تَمْرَةٌ، وَلَيْسَ فِيهِ رِيشٌ، وَلَا
نَصْلٌ، فَيُلْقَى بِهِ " أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: أَحْجَمُ
الْعَيْنَيْنِ: الْجَاحِظُ الْعَيْنَيْنِ وَقَالَ أَبُو الْجَرَّاحِ:
الْجُمَّاحُ: أُمْسُوخٌ مِنْ ثُمَامَةٍ تُجْعَلُ فِي رَأْسِهِ شَوْكَةُ
سَمُرَةٍ، أَوْ شَوْكَةُ سَلَمَةٍ، ثُمَّ تَجْعَلُهُ عَلَى الْأَرْضِ
وَيُقَالُ: انْبِشْهُ: اضْرِبْهُ بِهِ، فَإِنْ أَصَابَهُ وَارْتَزَّ
فِيهِ أَخَذَهُ، وَهُوَ الْأُنْبُوشُ، وَالْأَنَابِيشُ أَنْشَدَنَا
عَمْرٌو لِجَرِيرٍ:
[البحر الطويل]
فَإِنْ تَقْصِدِي فَالْقَصْدُ مِنِّي تَحِيَّةٌ ... وَإِنْ تَجْمَحِي
تَلْقَيْ لِجَامَ الْجَوَامِحِ
(3/906)
بَابُ: جحم
(3/907)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ،
عَنِ ابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّهُ كَانَ
لَهَا كَلْبٌ فَأَخَذَهُ دَاءٌ يُقَالُ لَهُ الْجُحَامُ، فَقَالَتْ:
«وَارَحْمَتَا لِمِسْمَارٍ، تَعْنِي الْكَلْبَ» أَخْبَرَنَا عَمْرٌو،
عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ: قَدْ جَحَمَتْ نَارُكُمْ تجْحَمُ إِذَا كَثُرَ
جَمْرُهَا، وَهِيَ جَحِيمٌ وَجَاحِمَةٌ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ
جُؤَيَّةَ:
[البحر الطويل]
وَأَحْصِنَةٌ ثُجْرُ الظُّبَاةِ كَأَنَّهَا ... إِذَا لَمْ
يُغَيِّبْهَا الْجَفِيرُ جَحِيمُ
قَوْلُهُ: أَحْصِنَةٌ "، نِصَالٌ وَاحِدُهَا حِصْنٌ قَوْلُهُ: «ثُجْرُ
الظُّبَاةِ» ، يَقُولُ: عِرَاضٌ وَالظُّبَاةُ: الْأَطْرَافُ
(3/907)
فَهِيَ إِذَا لَمْ يُغَيِّبْهَا
الْجَفِيرُ: جُعْبَةٌ جَحِيمٌ: نَارٌ لِأَنَّ الْجَحِيمَ مِنْ
أَسْمَاءِ النَّارِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ}
[التكاثر: 6] ، وَهُوَ أَيْضًا شِدَّةُ الْقَتْلِ قَالَ:
[البحر البسيط]
الْبَاغِيَ الْحَرْبِ يَسْعَى نَحْوَهَا تَرَعًا ... حَتَّى إِذَا
ذَاقَ مِنْهَا جَاحِمًا بَرَدَا
الْجَحْمَةُ: الْعَيْنُ بِلُغَةِ حِمْيَرٍ، قَالَ:
[البحر الطويل]
أَيَا حَجْمَتَا بَكِّي عَلَى أُمِّ وَاهِبٍ ... أَكِيلَةَ قُلُوبٍ
بِذَاتِ الذَّنَائِبِ
وَجَحْمَتَا الْأَسَدِ: عَيْنَاهُ عِنْدَ كُلِّ الْعَرَبِ
وَالْأَحْجَمُ: الْأَحْمَرُ الْعَيْنَيْنِ وَاسِعُهَا
(3/908)
بَابُ: جمح
(3/909)
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا
إِسْرَائِيلُ , عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ عُثْمَانَ الضَّبِّيِّ، عَنْ
تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ: " {مُهْطِعِينَ} [المعارج: 36] "،
الْإِهْطَاعُ: التَّجْمِيحُ، وَالتَّجْمِيحُ: النَّظَرُ بِخَوْفٍ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى: الْإِهْطَاعُ: التَّجْمِيحُ: الدَّائِمُ
النَّظَرِ لَا يُطْرِفُ
(3/909)
بَابُ: محج الْمَحْجُ: مَسْحُ شَيْءٍ عَنْ
شَيْءٍ، وَالرِّيحُ تَمْحَجُ الْأَرْضَ، تَذْهَبُ بِالتُّرَابِ،
وَمَحَجْتُ الدَّلْوَ: خَضْخَضْتُهَا قَالَ أَبُو عَمْرٍو: عَنْ أَبِي
الْغَمْرِ: إِنَّهُ لَمُحْجٍ إِذَا كَانَ شَحِيحًا فِي الْبَيْعِ،
وَهُوَ اللِّحِزُ قَالَ الْعَجَّاجُ:
[البحر الرجز]
وَمَحْجُ أَرْيَاحٍ يُبَارِينَ الصَّبَا
كَذَا أَنْشَدَهُ الْبَصْرِيُّونَ وَأَمَّا أَبُو نَصْرٍ،
فَأَنْشَدَنَا عَنِ الْأَصْمَعِيِّ " وَنَسْجُ أَرْوَاحٍ
(3/910)
|