غريب الحديث للخطابي

حديث سليمان بن يسار
حديث سليمان: "أن قومًا كانوا في سفر...."
...
حديث سليمان بن يسار
*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ سليمان: "أن قومًا كانوا في سفر، فكانوا إذا ركبوا قالوا: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} .
قال: وكان فيهم رجل على ناقة له رازمٍ، فقال: أما أنا فإني لهذه مقرن، قال: فقمصت به, فصرعته, فدقت عنقه."1.
يَرْوِيهِ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حماد بن زيد، عن يزيد بن حازم، عن سليمان بن يسار.
قال أبو زيد: الرازم: الذي لا يتحرك هزالًا، وقد رَزَم يَرْزِم رُزَاماً، وبعير رَازِم، وإبل رَزْمَى.
قال أبو زيد: والرازح مثل الرازم.
وقال الفراء: الماقط مثل الرازم، وقد مَقَطَ مُقُوطاً.
وفي قصة خيبر: أنهم وجدوا في الكتيبة طعاما كثيراً، قد كانوا أمسكوه لمأكلتهم، وكانت سنة مُرْزِمَة: أي مُقْحِطَة يهزل فيها المال وتعجف الدواب.
وقوله: إني لهذه مُقْرِن: أي مُطِيق. يقال: أقرنت لهذا الأمر، أي أطقته.
__________
1ذكره السيوطى في: الدر المنثور: 14/6، وعزاه لعبد بن حميد, وابن المنذر.

(3/51)


ويقال: قَمَصَتِ الدابة قُِماصاً إذا وثبت، أنشدني أبو عُمَر، عن أبي العباس ثعلب:
ليس خليلي بالملول اللَّاصِي ... ولا كبِرذُونٍ خَصَاه الخاصِي
فلجَّ في ذُعْر وفي قُمَاصِ

(3/52)


*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ سليمان: "أنه قال: الجَذع التام التمم يجزىء."1
يرويه ابن أبي شيبة، عن وكيع, عن موسى بن عبيدة، عن سليمان بن يسار.
التَّمَم: التَّام، وأصله تَمَّ، فأظهروا المِيْمَين لما رده إلى الأصل.
يقال: تام وتم بمعنى واحد، قال رؤبة:
في حسَب تمَّ إلى مُتمِّمِ2
قال سيبويه: قد يبلغ بمضعَّف الكلام الأصل, فيقال: في رادٍّ رادد، وفي ضنوا ضننوا، كقول كعب بن زهير:
مهلًا أعاذل قد جرَّبت من خلقي ... أني أجود لأقوام وإن ضَنِنُوا3
وكقول رؤبة:
الحمد لله العلي الأجْلَلِ4
__________
1 في الفائق: "تمم": 155/1: أراد بالتام، الذي استوفى الوقت الذي يُسَمَّى فيه جَذَعًا كله، وبالتمم، التام الخلق، والنهاية: "تمم": 197/1, بلفظ: "التمِّ".
2 الديوان: 142, برواية: "في حسب تم إلى متم" وقبله:
"أنت ابن كل سيد خضمِّ"
3 اللسان: "ضنن، ظلل", والنوادر: 44، وعزي فيها لقعنب ابن أم صاحب، ولم أقف عليه في شرح الديوان ط دار الكتب المصرية.
4 لم أقف عليه في ديوانه, ط برلين سنة 1903.

(3/52)


وقال أبو زيد: تثقيل المخفف لغة لبعضهم, وأنشد:
تعرضت لي بمكان حِلِّ ... تعرض المهرة في الطِّوَلِّ1
يريد الطِّوَلَ.
وأنشد أبو زيد أيضاً:
كأن مهواها على الكَلْكَلِّ ... موضع كفَّيْ راهب يُصَلِّي2
وأنشدني الحَسَنُ بن خَلاد، أنشدني أبو موسى في نحو ذلك:
إني لأرجو أن تروا جَدْبَبَّا ... في عامكم ذا بعدما أخصَبَّا
إذا الدبى فوق المتون دَبَّا ... وهبت الريح بمُورٍ هَبَّا
يترك ما بقي الدبى سَبْسَبَّا ... أو كحريق وافق القَصْبَبَّا3
__________
1 اللسان والتاج: "طول"، وذكر بيتاً في الوسط، وهو: "تعرضاً لم تأل عن قَتْلِلِّى" وعزى الرجز لمنظور بن مرثد الأسدي, وجاء في اللسان: "وقد شدد الراجز الطول للضرورة".
2 نوادر أبي زيد: 53 برواية: "موقع كفي راهب يصلى". وعزي لمنظور بن مرثد الأسدي، وجاء في اللسان "كلل": قال ابن بري: الصواب: "موقع كفي راهب" لأن بعد قوله: "على الكلكل", و"موقفاً من ثفنات زُلِّ".
3 البيت الأول في اللسان: "جدب", برواية: "جَدَبَّا" بدل: "جَدْبَبَّا" والثاني في مادة "خصب" برواية: "وعامنا ذا بعد ما أَخْصَبَّا".
والرجز في ملحق ديوان رؤبة: 169 برواية:
لقد خشيت أن أرى جِدبَّا ... في عامنا ذا بعد ما أخصبَّا
إذا الدبى فوق المتون دبَّا ... وهبت الريح بمور هبَّا
يترك ما أبقى الدبى سبسبَّا ... أو كالحريق وافق القصبَّا

(3/53)