لسان العرب

الجزء الثاني

ت

حرف التاء المثناة فوقها
ت: التَّاءُ مِنَ الْحُرُوفِ الْمَهْمُوسَةِ، وَهِيَ مِنَ الْحُرُوفِ النَّطْعِيَّة، وَالطَّاءُ وَالدَّالُ وَالثَّاءُ، ثَلَاثَةٌ فِي حَيَّزٍ وَاحِدٍ.

فصل الهمزة
أبت: أَبَتَ اليومُ يَأْبِتُ ويَأْبُتُ أَبْتاً وأُبُوتاً، وأَبِتَ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ أَبِتٌ وآبِتٌ وأَبْتٌ: كُلُّهُ بِمَعْنَى اشتدَّ حَرُّه وغَمُّه، وسَكَنَتْ رِيحُهُ؛ قَالَ رؤْبة:
مِنْ سافعاتٍ وهَجِيرٍ أَبْتِ
وَهُوَ يومٌ أَبْتٌ، وليلةٌ أَبْتَةُ، وَكَذَلِكَ حَمْتٌ، وحَمْتَةٌ، ومَحْتٌ، ومَحْتَةٌ: كُلُّ هَذَا فِي شِدَّةِ الْحَرِّ؛ وأَنشد بَيْتَ رُؤْبَةَ أَيضاً. وأَبْتَةُ الغَضَبِ: شدَّتُه وسَوْرَتُه. وتَأَبَّتَ الجَمْرُ: احْتَدَمَ.
أتت: أَتَّهُ يَؤُتُّه أَتّاً: غَتَّه بِالْكَلَامِ، أَو كَبَتَهُ بالحُجَّةٍ وغَلَبَه. ومَئِتَّةً: مَفْعِلة.
أرت: أَبو عَمْرٍو: الأُرْتَةُ الشَّعر الَّذِي عَلَى رأْس الحِرْباءِ.
أست: تَرْجَمَهَا الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ أَبو زَيْدٍ: مَا زَالَ عَلَى اسْتِ الدَّهْر مَجْنُوناً أَي لَمْ يَزَلْ يُعْرَفُ بالجُنون، وَهُوَ مثلُ أُسّ الدَّهْر، وَهُوَ القِدَمُ، فأَبدلوا مِنْ إِحدى السِّينَيْنِ تَاءً، كَمَا قَالُوا للطَّسِّ طَسْتٌ؛ وأَنشد لأَبي نُخَيْلة:
مَا زَالَ مُذْ كانَ عَلَى اسْتِ الدَّهْرِ، ... ذَا حُمُقٍ يَنْمِي، وعَقْلٍ يَحْرِي
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَعْنَى يَحْري يَنْقُصُ. وَقَوْلُهُ: عَلَى اسْتِ الدَّهْر، يُرِيدُ مَا قَدُمَ مِنَ الدَّهْرِ؛ قَالَ: وَقَدْ وَهِمَ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذَا الْفَصْلِ، بأَن جَعَلَ اسْتاً فِي فَصْلِ أَسَتَ، وإِنما حَقُّهُ أَن يَذْكُرَهُ فِي فَصْلِ سَتَه، وَقَدْ ذَكَرَهُ أَيضاً هُنَاكَ. قَالَ: وَهُوَ الصحيحُ، لأَنَّ هَمْزَةَ اسْتٍ مَوْصُولَةٌ، بِإِجْمَاعٍ، وإِذا كَانَتْ مَوْصُولَةً فَهِيَ زَائِدَةٌ؛ قَالَ: وَقَوْلُهُ إِنهم أَبدلوا مِنَ السِّينِ فِي أُسٍّ التَّاءَ، كَمَا أَبدلوا مِنَ السِّينِ تَاءً فِي قَوْلِهِمْ طَسّ، فَقَالُوا طَسْتٌ، غَلَطٌ لأَنه كَانَ يَجِبُ أَن يُقَالَ فِيهِ

(2/3)


إِسْت، بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ؛ قَالَ: وَنَسَبَ هَذَا الْقَوْلَ إِلى أَبي زَيْدٍ وَلَمْ يَقُلْهُ، وإِنما ذَكَر اسْتَ الدَّهْر مَعَ أُسِّ الدَّهْرِ، لِاتِّفَاقِهِمَا فِي الْمَعْنَى لَا غَيْرُ، واللَّه أَعلم.
أفت: أَفَتَه عَنْ كَذَا كأَفَكَه أَي صَرَفَه. والإِفْتُ: الْكَرِيمُ مِنَ الإِبل، وَكَذَلِكَ الأُنثى. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الإِفْتُ الْكَرِيمُ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الأَفْتُ، بِالْفَتْحِ، الناقةُ السَّرِيعَةُ، وَهِيَ الَّتِي تَغْلِبُ الإِبلَ عَلَى السَّيْرِ؛ وأَنشد لِابْنِ أَحمر:
كأَنِّي لَمْ أَقُلْ: عاجِ لأَفْتٍ، ... تُراوِحُ بَعْدَ هِزَّتِها الرَّسِيما
وَفِي نُسْخَةٍ: الإِفْتُ، بِالْكَسْرِ. التَّهْذِيبُ، وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ:
إِذا بَناتُ الأَرْحَبِيِّ الأَفْتِ «4»
قال ابن الأَعرابي: الأَفْتُ يَعْنِي الناقةَ الَّتِي عِنْدَهَا مِنَ الصَّبْرِ والبقاءِ مَا لَيْسَ عِنْدَ غَيْرِهَا، كَمَا قَالَ ابْنُ أَحمر. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الإِفْتُ الكريم؛ قال: كَذَا فِي نُسْخَةٍ قُرِئَتْ عَلَى شَمِرٍ:
إِذا بَنَاتُ الأَرْحَبِيِّ الإِفْتِ
قال ابن الأَعرابي: فَلَا أَدري، أَهي لغة أَو خطأٌ.
ألت: الأَلْتُ: الحَلِفُ. وأَلَتَه بيمينٍ أَلْتاً: شدَّد عَلَيْهِ. وأَلَتَ عَلَيْهِ: طلَب مِنْهُ حَلِفاً أَو شَهَادَةً، يَقُومُ له بها.
ورُوي عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَن رَجُلًا قَالَ لَهُ: اتَّق اللَّه يَا أَمير الْمُؤْمِنِينَ، فسَمِعَها رجلٌ، فَقَالَ: أَتَأْلِتُ عَلَى أَمير الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: دَعْهُ، فَلَنْ يَزالُوا بخيرٍ مَا قَالُوهَا لَنَا
؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَعْنَى قَوْلِهِ أَتَأْلِتُه أَتَحُطُّه بِذَلِكَ؟ أَتَضَعُ مِنْهُ؟ أَتُنَقِّصُه؟ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ، وَهُوَ أَشْبَهُ بِمَا أَراد الرَّجُلُ؛ رُوِيَ عَنِ الأَصمعي أَنه قَالَ: أَلَتَه يَمِينًا يَأْلِته أَلْتاً إِذا أَحْلَفه، كأَنه لَمَّا قَالَ لَهُ: اتَّق اللَّهَ، فَقَدْ نَشَدَه باللَّه. تَقُولُ الْعَرَبُ: أَلَتُّكَ باللَّه لمَا فعلْتَ كَذَا، مَعْنَاهُ: نَشَدْتُكَ باللَّه. والأَلْتُ: القَسَم؛ يُقَالُ: إِذا لَمْ يُعْطِكَ حَقَّكَ فَقَيِّدْه بالأَلْت. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الأُلْتَةُ اليمينُ الغَموسُ. والأُلْتةُ: العَطِيَّةُ الشَّقْنَةُ. وأَلَته أَيضاً: حَبَسَهُ عَنْ وَجْهِه وصَرَفه مِثْلَ لاتَه يَلِيتُه، وَهُمَا لُغَتَانِ، حَكَاهُمَا الْيَزِيدِيُّ عَنْ أَبي عَمْرِو ابن الْعَلَاءِ. وأَلتَه مالَه وحَقَّه يَأْلِتُه أَلْتاً، وأَلاتَهُ، وآلَتَه إِياه: نَقَصَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ
. قَالَ الْفَرَّاءُ: الأَلْتُ النَّقْص، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى: وَمَا لِتْناهم، بِكَسْرِ اللَّامِ؛ وأَنشد فِي الأَلْتِ:
أَبْلِغْ بَني ثُعَلٍ، عَنِّي، مُغَلْغَلَةً ... جَهْدَ الرِّسالَةِ، لَا أَلْتاً وَلَا كَذِبا
أَلَتَه عَنْ وَجْهِه أَي حَبَسه. يَقُولُ: لَا نُقْصانَ وَلَا زِيَادَةَ. وَفِي حَدِيثِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يَوْمَ الشُّورَى: وَلَا تَغْمِدُوا سيوفَكم عَنْ أَعدائِكم، فتُولِتُوا أَعمالكم
؛ قَالَ القُتَيبي: أَي تَنْقُصُوها؛ يُرِيدُ أَنهم كَانَتْ لَهُمْ أَعمال فِي الْجِهَادِ مَعَ رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإِذا هُمْ تَرَكوها، وأَغْمَدُوا سُيُوفَهم، واخْتَلَفوا، نَقَصُوا أَعمالَهم؛ يُقَالُ: لاتَ يَلِيتُ، وأَلَتَ يَأْلِتُ، وَبِهَا نَزَلَ الْقُرْآنُ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع أَوْلَتَ يُولِتُ، إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
__________
(4) . قوله [إِذا بنات إلخ] عجزه كما في التكملة
[قاربن أَقصى غوله بالمت]
والغول البعد، بالضم فيهما، والمت المد في السير.

(2/4)


قَالَ: وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ
؛ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ أَلَتَ، وَمِنْ أَلاتَ، قَالَ: وَيَكُونُ أَلاتَهُ يُلِيتُه إِذا صَرَفه عَنِ الشيءِ. والأَلْتُ: البُهتان؛ عَنْ كُرَاعٍ. وأَلِّيتُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
برَوْضَةِ أَلِّيتَ وقَصْرِ خَناثَى
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا البناءُ عَزِيزٌ، أَو مَعْدُومٌ، إِلَّا مَا حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ مِنْ قَوْلِهِمْ: عَلَيْهِ سَكِّينَةٌ.
أمت: أَمَتَ الشيءَ يَأْمِتُه أَمْتاً، وأَمَّتَه: قَدَّرَهُ وحَزَرَه. ويُقال: كَمْ أَمْتُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الكُوفة؟ أَي قَدْرُ. وأَمَتُّ القومَ آمِتُهم أَمْتاً إِذا حَزَرْتَهم. وأَمَتُّ الماءَ أَمْتاً إِذا قَدَّرْتَ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
فِي بَلْدةٍ يَعْيا بِهَا الخِرِّيتُ، ... رَأْيُ الأَدِلَّاءِ بِهَا شَتِيتُ،
أَيْهاتَ مِنْهَا ماؤُها المَأْمُوتُ
المَأْمُوتُ: المَحْزُورُ. والخِرِّيتُ: الدَّليلُ الحاذِقُ. والشَّتِيتُ: المُتَفَرِّق، وعَنَى بِهِ هَاهُنَا المُخْتَلِفَ. الصِّحَاحُ: وأَمَتُّ الشيءَ أَمْتاً قَصَدْته وقَدَّرْته؛ يُقال: هُوَ إِلى أَجَلٍ مَأْمُوتٍ أَي مَوْقوتٍ. وَيُقَالُ: امْتِ يَا فُلَانُ، هَذَا لِي، كَمْ هُوَ؟ أَي احْزِرْه كَمْ هُوَ؟ وَقَدْ أَمَتُّه آمِتُه أَمْتاً. والأَمْتُ: المكانُ الْمُرْتَفِعُ. وشيءٌ مأْمُوتٌ: مَعْرُوفٌ. والأَمْتُ: الانْخفاضُ، والارْتفاعُ، والاختلافُ فِي الشيءِ. وأُمِّتَ بالشَّرِّ: أُبِنَ بِهِ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عِزَّةَ:
يَئوب أُولُو الحاجاتِ مِنْهُ، إِذا بَدا ... إِلى طَيِّبِ الأَثْوابِ، غيرِ مُؤَمَّتِ
والأَمْتُ: الطريقةُ الحَسَنة. والأَمْتُ: العِوَجُ. قال سيبويه: وقالوا أَمْتٌ فِي الحَجر لَا فيكَ أَي لِيَكُن الأَمْتُ فِي الْحِجَارَةِ لَا فِيكَ؛ وَمَعْنَاهُ: أَبقاكَ اللَّهُ بَعْدَ فَناءِ الْحِجَارَةِ، وَهِيَ مِمَّا يُوصَفُ بِالْخُلُودِ وَالْبَقَاءِ، أَلا تَرَاهُ كَيْفَ قَالَ:
مَا أَنْعَمَ العَيْش لَوْ أَنَّ الفَتَى حَجَرٌ، ... تَنْبُو الحَوادِثُ عَنْهُ، وَهْوَ مَلْمُومُ
ورَفعُوه وإِن كَانَ فِيهِ مَعْنَى الدعاءِ، لأَنه لَيْسَ بجارٍ عَلَى الفِعْل، وَصَارَ كَقَوْلِكَ التُّرابُ لَهُ، وحَسُنَ الابتداءُ بِالنَّكِرَةِ، لأَنه فِي قُوّة الدُّعاء. والأَمْتُ: الرَّوابي الصِّغارُ. والأَمْتُ: النَّبَكُ؛ وَكَذَلِكَ عَبَّرَ عَنْهُ ثَعْلَبٌ. والأَمْتُ: النِّبَاكُ، وَهِيَ التِّلالُ الصِّغار. والأَمْتُ: الوَهْدة بَيْنَ كُلِّ نَشْزَيْن. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً
؛ أَي لَا انْخِفَاضَ فِيهَا، وَلَا ارْتفاعَ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الأَمْتُ النَّبْكُ مِنَ الأَرض مَا ارْتَفَعَ، وَيُقَالُ مَسايِلُ الأَوْدية مَا تَسَفَّلَ. والأَمْتُ: تَخَلْخُلُ القِرْبة إِذا لَمْ تُحْكَمْ أَفْراطُها. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ: قَدْ مَلأَ القِربة مَلأً لَا أَمْتَ فِيهِ أَي لَيْسَ فِيهِ استرخاءٌ مِنْ شدَّة امْتِلائها. وَيُقَالُ: سِرْنا سَيْراً لَا أَمْتَ فِيهِ أَي لَا ضَعْفَ فِيهِ، وَلَا وَهْنَ. ابْنُ الأَعرابي: الأَمْتُ وَهْدَةٌ بَيْنَ نُشُوزٍ. والأَمْتُ: العَيْبُ فِي الفَم والثَّوْب وَالْحَجَرِ. والأَمْتُ: أَن تَصُبَّ فِي القِرْبة حَتَّى تَنْثنِي، وَلَا تَمْلأَها، فَيَكُونُ بعضُها أَشرف مِنْ بَعْضٍ، وَالْجَمْعُ إِمَاتٌ وأُمُوتٌ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: لَيْسَ فِي الخَمْر أَمْتٌ أَي لَيْسَ فِيهَا شَكٌّ أَنها حَرَامٌ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي سَعِيدٍ

(2/5)


الْخُدْرِيِّ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ حَرَّم الخمرَ، فَلَا أَمْتَ فِيهَا، وأَنا أَنْهى عَنِ السَّكَر والمُسْكِر؛ لَا أَمْتَ فِيهَا
أَي لا عَيْبَ فيها. وقال الأَزهري: لَا شكَّ فِيهَا، وَلَا ارتيابَ أَنه مِنْ تَنْزِيلِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ وَقِيلَ لِلشَّكِّ وَمَا يُرْتابُ فِيهِ: أَمْتٌ لأَنَّ الأَمْتَ الحَزْرُ والتَّقدِير، ويدخُلهما الظَّنُّ وَالشَّكُّ؛ وَقَوْلُ ابْنِ جَابِرٍ أَنشده شَمِرٌ:
وَلَا أَمْتَ فِي جُمْلٍ، لياليَ ساعَفَتْ ... بِهَا الدارُ، إِلَّا أَنَّ جُمْلًا إِلى بُخْلِ
قَالَ: لَا أَمْتَ فِيهَا أَي لَا عَيْب فِيهَا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَعْنَى
قَوْلِ أَبي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّ اللَّه حَرَّم الْخَمْرَ، فَلَا أَمْتَ فِيهَا
، مَعْنَاهُ غَيْر مَعْنَى مَا فِي الْبَيْتِ؛ أَراد أَنه حَرَّمها تَحْرِيمًا لَا هَوادةَ فِيهِ وَلَا لِين، ولكنَّه شَدَّد فِي تَحْرِيمِهَا، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ سِرْتُ سَيْراً لَا أَمْتَ فِيهِ أَي لَا وَهْنَ فِيهِ وَلَا ضَعْفَ؛ وجائزٌ أَن يَكُونَ الْمَعْنَى أَنه حَرَّمها تَحْرِيمًا لَا شَكَ فِيهِ؛ وأَصله مِنَ الأَمْتِ بِمَعْنَى الحَزْر، وَالتَّقْدِيرُ، لأَنَّ الشَّكَّ يَدْخُلُهُمَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
مَا فِي انْطِلاقِ رَكْبِهِ مِنْ أَمْتِ
أَي مِنْ فُتورٍ واسْتِرْخاءٍ.
أنت: الأَنِيتُ: الأَنِينُ؛ أَنَتَ يَأْنِتُ أَنِيتاً، كَنَأَتَ، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. أَبو عَمْرٍو: رَجُلٌ مَأْنُوتٌ، وَقَدْ أَنَته الناسُ يأْنِتونه إِذا حَسَدُوه، فَهُوَ مَأْنُوتٌ، وأَنِيتٌ أَي مَحْسُودٌ، واللَّه أَعلم.