لسان العرب فصل الصاد المهملة
صتت: الصَّتُّ: شِبْه الصَّدْم، والدَّفْعِ بقَهْرٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ
الضَّرْبُ بِالْيَدِ، أَو الدَّفْعُ. وصَتَّه بِالْعَصَا صَتّاً:
ضَرَبَه؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
طَأْطَأَ مَن شَيطانه التَعَتِّي، ... صَكِّي عَرانِينَ العِدى،
وصَتِّي
طَأْطَأَ: خَفَّضَ مِنْ أَمره. والتَعَتِّي: أَن يَعْتُوَ أَي صَكِّي
طأْطأَ مِنْهُ العَرانينُ، وَهِيَ الأُنوفُ. وصَتِّي، مِنَ الضَّربِ؛
يُقَالُ: صَتَّه صَتّاً إِذا ضَرَبه. والصَّتِيتُ: الفِرْقة مِنَ
النَّاسِ فِي جَلَبة وَنَحْوِهَا؛ وَتَرَكْتَهُمْ صَتِيتَيْنِ أَي
فِرْقَتَيْن. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: أَن بَنِي إِسرائيل، لَمَّا أُمروا أَن يَقْتُلُوا
أَنفسهم، قَامُوا صِتَّيْنِ
؛
وأَخرجه الْهَرَوِيُّ عَنْ قَتَادَةَ: أَن بَنِي إِسرائيل قَامُوا
صَتِيتَيْن
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَي جَماعَتَيْن. وَيُقَالُ: صاتَّ القومُ.
وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: مَا زِلْتُ أُصاتُّه وأُعاتُّه، صِتاتاً
وعِتاتاً، وَهِيَ الْخُصُومَةُ. أَبو عَمْرٍو: الصُّتَّةُ الْجَمَاعَةُ
مِنَ النَّاسِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الصَّفُّ مِنْهُمْ. والصَّتِيتُ:
الصَّوْتُ والجَلَبة؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:
تُيوساً، خيرُها تَيسٌ شآمٍ، ... لَهُ، بسَوائلِ المَرْعى صَتِيتُ
أَي صوتٌ.
(2/52)
وصاتَّهُ مُصاتَّةَ وصِتاتاً: نازَعه
وخاصَمه. وَرَجُلٌ مِصْتِيتٌ: ماضٍ مُنْكَمِشٌ. وَهُوَ بصَتَتِ كَذَا
أَي بصَدَدِه
صعت: قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: جَمَلٌ صَعْتُ الرُّبَة إِذا كَانَ لَطِيفَ
الجُفْرةِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
هَلْ لَكِ، يَا خَدْلةُ، فِي صَعْتِ الرُّبَهْ، ... مُعْرَنْزِمٍ،
هامَتُه كالجُبْجُبَهْ؟
وَقَالَ: الرُّبَةُ العُقْدة، وَهِيَ هاهنا الكَوسَلة، وهي الحَشَفةُ.
صفت: رَجُلٌ صِفْتِيتٌ وصِفْتاتٌ: قويٌّ جَسِيمٌ. ابْنُ سِيدَهْ:
الصِّفْتاتُ مِنَ الرِّجَالِ التارُّ اللَّحْمِ، المجتَمِع الخَلْق،
الشديدُ المُكْتَنِز، والأُنثى: صِفْتاتٌ وصِفْتاتةٌ. وَقِيلَ: لَا
تُنْعَتُ المرأَة بالصِّفْتاتِ، وَاخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ.
والصِّفِتَّانُ: كالصِّفْتاتِ. وَرَجُلٌ صِفِتَّان عِفِتَّان: يُكْثِرُ
الْكَلَامَ، وَالْجَمْعُ صِفْتانٌ وعِفْتانٌ. وَفِي حَدِيثِ
الْحَسَنِ، قَالَ المُفَضَّلُ بنُ دالانَ: سأَلته عَنِ الَّذِي
يَسْتَيْقِظُ فيَجِدُ بَلَّة، فَقَالَ: أَما أَنت فاغْتَسِلْ، وَرَآنِي
صِفْتاتاً
؛ وَهُوَ الْكَثِيرُ اللَّحْمِ، المُكْتَنِزُه.
صلت: الصَّلْتُ: البارِزُ المُسْتَوي. وسيفٌ صَلْتٌ، ومُنْصَلِتٌ،
وإِصْلِيتٌ: مُنْجَرِدٌ، ماضٍ فِي الضَّريبة؛ وبعضٌ يَقُولُ: لَا
يُقَالُ الصَّلْتُ إِلا لِمَا كَانَ فِيهِ طُولٌ. وَيُقَالُ: أَصْلَتُّ
السيفَ أَي جَرَّدْتُه؛ وَرُبَّمَا اشْتَقُّوا نَعْتَ أَفْعَلَ مِنْ
إِفْعيلٍ، مِثْلَ إِبْلِيسَ، لأَن اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، أَبْلَسَه.
وَسَيْفٌ إِصْلِيتٌ أَي صَقِيلٌ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فِي مَعْنى
مُصْلَتٍ. وَفِي حَدِيثِ
غَوْرَثٍ: فاخْتَرَط السيفَ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتاً
أَي مُجَرَّداً. ابْنُ سِيدَهْ: أَصْلَتَ السيفَ جَرَّده مِنْ غِمْده،
فَهُوَ مُصْلَتٌ. وضَرَبه بِالسَّيْفِ صَلْتاً وصُلْتاً أَي ضَرَبه
بِهِ وَهُوَ مُصْلَتٌ. والصَّلْتُ والصُّلْتُ: السِكِّينُ المُصْلَتة؛
وَقِيلَ: هِيَ الْكَبِيرَةُ، وَالْجَمْعُ أَصْلاتٌ. أَبو عَمْرٍو:
سكِّينٌ صَلْتٌ، وَسَيْفٌ صَلْتٌ، ومِخْيَطٌ صَلْتٌ إِذا لَمْ يَكُنْ
لَهُ غِلافٌ؛ وَقِيلَ: انْجَرَدَ مِنْ غِمْدِه. ورُوي عَنِ العُكْليّ
أَو غيره: وجاؤُوا بصَلْتٍ مِثْلِ كَتِفِ النَّاقَةِ أَي بشَفْرة
عظيمة. وانْصَلَتَ فِي الأَمر: انْجَرَدَ. أَبو عُبَيْدٍ: انْصَلَتَ
يَعْدُو، وانْكَدَرَ يَعْدُو، وانْجَرَدَ إِذا أَسْرَعَ بعضَ
الإِسْراع. والصَّلْتُ: الأَمْلَسُ؛ وَرَجُلٌ صَلْتُ الْوَجْهِ
والخَدِّ؛ تَقُولُ مِنْهُ: صَلُتَ، بِالضَّمِّ، صُلُوتةً. وَرَجُلٌ
صَلْتُ الجَبين: واضحُه. وَفِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَنه كَانَ صَلْتَ الْجَبِينِ.
قَالَ خالدُ بْنُ جَنْبَةَ: الصَّلْتُ الجبينِ الواسعُ الجَبينِ،
الأَبيضُ الجَبينِ، الواضحُ؛ وَقِيلَ: الصَّلْتُ الأَمْلَس، وَقِيلَ:
البارزُ. يُقَالُ: أَصْبَحَ صَلْتَ الجَبين، يَبْرُقُ؛ قَالَ: فَلَا
يَكُونُ الأَسْوَدُ صَلْتاً. ابْنُ الأَعرابي: صَلْتُ الجَبين صُلْبٌ،
صَحِيحَةٌ؛ قَالَ رؤْبة:
وخُشْنَتي بعدَ الشَّبابِ الصَّلْتِ
وكلُّ مَا انْجَرَدَ وبَرَزَ، فَهُوَ صَلْتٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ:
الصَلْتُ الجبينِ المُسْتَوي. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الصَّلْتُ
الواسعُ المُسْتَوي الْجَمِيلُ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:
كَانَ سَهْلَ الخَدَّيْنِ، صَلْتَهما.
(2/53)
وَرَجُلٌ صَلْتٌ، وأَصْلَتِيٌّ،
ومُنْصَلِتٌ: صُلْبٌ، ماضٍ فِي الْحَوَائِجِ، خفيفُ اللِّبَاسِ.
الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ مِصْلَتٌ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، إِذا كَانَ
مَاضِيًا فِي الأُمور، وَكَذَلِكَ أَصْلَتيٌّ، ومُنْصَلِتٌ، وصَلْتٌ،
ومِصْلات؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْل:
وإِنَّا المَصالِيتُ، يَوْمَ الوَغَى، ... إِذا مَا المَغاويرُ لَمْ
تَقْدَمِ
والمُنْصَلِتُ: المُسْرِعُ مِنْ كُلِّ شيءٍ. ونَهْر مُنْصَلِتٌ:
شَدِيدُ الجِرْية؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
يَسْتَلُّها جَدْولٌ، كالسَّيفِ، مُنْصَلِتٌ ... بينَ الأَشاءِ، تَسامى
حَوْلَه العُشُبُ
والصَّلَتانُ مِنَ الرِّجَالِ والحُمُر: الشَّدِيدُ الصُّلْبُ،
وَالْجَمْعُ صِلْتانٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَقَالَ الأَصمعي: الصَّلَتانُ
مِنَ الْحَمِيرِ المُنْجَرِدُ القَصير الشَّعْرِ، مِنْ قَوْلِكَ: هُوَ
مِصْلاتُ العُنُق أَي بَارِزُهُ، مُنْجَرِدُه. الأَحْمرُ والفَرَّاءُ:
الصَّلَتانُ، والفَلَتانُ، والبَزَوانُ، والصَّمَيانُ: كُلُّ هَذَا
مِنَ التَّقَلُّبِ، والوَثْبِ وَنَحْوِهِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ:
الصَّلَتانُ، مِنَ الحُمر: الشديدُ النَّشِيطُ، وَمِنَ الْخَيْلِ:
الحَديدُ الْفُؤَادِ. وجاءَ بمَرق يَصْلِتُ، ولَبَنٍ يَصْلِتُ إِذا
كَانَ قَلِيلَ الدَّسَم، كثيرَ الماءِ؛ قَالَ: وَيَجُوزُ يَصْلِد،
بِهَذَا الْمَعْنَى. وصَلَتُّ مَا فِي القَدَح إِذا صَبَبْتَه.
وصَلَتُّ الفَرس إِذا رَكَضْتَه. وانْصَلَتَ فِي سَيره أَي مَضَى
وسَبق. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَرَّتْ سَحابةٌ، فَقَالَ: تَنْصَلِتُ
أَي تَقْصد لِلْمَطَرِ. يُقَالُ: انْصَلَتَ يَنْصَلِتُ إِذا تَجَرّدَ
وإِذا أَسْرَع فِي السَّيْرِ. ويُروى: تَنَصَّلَتْ، بِمَعْنَى
أَقْبَلَتْ. والصَّلْتُ: اسْمُ رَجُلٍ، وَاللَّهُ أَعلم.
صمت: صَمَتَ يَصْمُتُ صَمْتاً وصُمْتاً «5» وصُمُوتاً وصُماتاً،
وأَصْمَتَ: أَطالَ السكوتَ. والتَّصْميتُ: التَّسْكِيت. والتَّصْميتُ
أَيضاً: السكوتُ. وَرَجُلٌ صِمِّيتٌ أَي سِكِّيتٌ. وَالِاسْمُ مِنْ
صَمَتَ: الصُّمْتةُ؛ وأَصْمَتَه هُوَ، وصَمَّتَه. وَقِيلَ: الصَّمْتُ
الْمَصْدَرُ؛ وَمَا سِوى ذَلِكَ، فَهُوَ اسْمٌ. والصُّمْتةُ،
بِالضَّمِّ: مِثْلُ السُّكْتةِ. ابْنُ سِيدَهْ: والصُّمْتة،
والصِّمْتةُ: مَا أُصْمِتَ بِهِ. وصُمْتةُ الصَّبِيِّ: مَا أُسْكِتَ
به؛ ومنه قَوْلُ بعضِ مُفَضِّلي التمْر عَلَى الزَّبِيبِ: وَمَا لَهُ
صُمْتةٌ لعِيالِه، وصِمْتَةٌ؛ جَمِيعًا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَي مَا
يُطْعِمُهم، فيُصْمِتُهم بِهِ. والصُّمْتةُ: مَا يُصْمَتُ بِهِ الصبيُّ
مِنْ تَمْرٍ أَو شَيْءٍ طريفٍ. وَفِي الْحَدِيثِ
فِي صِفَةِ التَّمْرَةِ: صُمْتةُ الصغيرِ
؛ يُرِيدُ أَنه إِذا بَكَى، أُصْمِتَ، وأُسْكِتَ بِهَا، وَهِيَ
السُّكْتة، لِمَا يُسْكَتُ بِهِ الصَّبِيُّ. وَيُقَالُ: مَا ذُقْتُ
صُماتاً أَي مَا ذُقْتُ شَيْئًا. وَيُقَالُ: لَمْ يُصْمِتْه ذَاكَ أَي
لَمْ يَكفِه؛ وأَصلُه فِي النَّفْي، وإِنما يُقَالُ ذَلِكَ فِيمَا
يُؤْكل أَو يُشْرَب. وَرَمَاهُ بصُماتِه أَي بِمَا صَمَتَ مِنْهُ.
الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ: رَمَيْتُه بصُماتِه وسُكاتِه أَي
بِمَا صَمَتَ بِهِ وسكَتَ. الْكِسَائِيُّ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَا
صَمْتَ يَوْمًا إِلى اللَّيْلِ، ولا صَمْتَ يومٌ إِلى اللَّيْلِ، ولا
صَمْتَ يومٍ إِلى اللَّيْلِ؛ فمَن نَصَبَ أَراد: لَا تَصْمُتْ يَوْمًا
إِلى اللَّيْلِ؛ ومَن رَفَعَ أَراد: لَا يُصْمَتُ يومٌ إِلى اللَّيْلِ؛
ومَن خَفَضَ، فَلَا سُؤَالَ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام:
__________
(5) . قوله [صمتاً وصمتاً] الأَول بفتح فسكون متفق عليه. والثاني بضم
فسكون بضبط الأَصل والمحكم. وأَهمله المجد وغيره. قال الشارح: والضم
نقله ابن منظور في اللسان وعياض في المشارق.
(2/54)
أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، قَالَ: لَا رَضاع بَعْدَ فِصالٍ، وَلَا يُتْم بَعْدَ
الحُلُم، وَلَا صَمْتَ يَوْمًا إِلى اللَّيْلِ
؛ اللَّيْثُ: الصَّمْتُ السكوتُ؛ وَقَدْ أَخَذه الصُّماتُ. وَيُقَالُ
لِلرَّجُلِ إِذا اعْتَقَلَ لسانُه فَلَمْ يَتَكَلَّمْ: أَصْمَتَ،
فَهُوَ مُصْمِتٌ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو:
مَا إِنْ رأَيتُ مِنْ مُعَنَّياتِ ... ذَواتِ آذانٍ وجُمْجُماتِ،
أَصْبَر منهنَّ عَلَى الصُّماتِ
قَالَ: الصُّماتُ السكوتُ. وَرَوَاهُ الأَصمعي: مِنْ مُغَنِّياتِ؛
أَراد: مِنْ صَرِيفهِن. قَالَ: والصُّماتُ العَطَشُ هاهنا. وَفِي
حَدِيثِ
أُسامة بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَبَطْنا وهَبَطَ الناسُ، يَعْنِي إِلى
الْمَدِينَةِ، فدخلتُ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يومَ أَصْمَتَ فَلَا يَتَكَلَّمُ، فَجَعَلَ
يَرْفَع يَده إِلى السَّمَاءِ، ثُمَّ يَصُبُّها عليَّ، أَعْرِفُ أَنه
يَدْعُو لِي
؛ قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ يومَ أَصْمَتَ؛ مَعْنَاهُ: لَيْسَ بَيْنِي
وَبَيْنَهُ أَحد؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يَحْتَمِلُ أَن تَكُونَ
الرِّوَايَةُ يوم أَصْمَتَ، يقال: أَصْمَتَ العليلُ، فَهُوَ مُصْمِتٌ
إِذا اعْتَقَل لسانُه. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَصْمَتَتْ أُمامة بنتُ الْعَاصِ
أَي اعْتَقَل لسانُها؛ قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ عِنْدِي، لِأَن
فِي الْحَدِيثِ:
يومَ أَصْمَتَ فَلَا يَتَكَلَّمُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ، عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: وَفِي
الْحَدِيثِ أَيضاً دَلِيلٌ أَظهر مِنْ هَذَا، وَهُوَ قَوْلُهُ:
يَرْفَعُ يَدَهُ إِلى السَّمَاءِ، ثُمَّ يَصُبُّها عليَّ، أَعرف أَنه
يَدْعُو لِي
؛ وإِنما عَرَفَ أَنه يَدْعُو لَهُ بالإِشارة لَا بِالْكَلَامِ
وَالْعِبَارَةِ، لَكِنَّهُ لَمْ يَصِحَّ عَنْهُ أَنه، صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي مَرَضِهِ اعْتَقَلَ يَوْمًا فَلَمْ
يَتَكَلَّمْ، وَاللَّهُ أَعلم. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنَّ امرأَة مِنْ أَحْمَسَ حَجَّتْ مُصْمِتة
أَي ساكتةَ لَا تَتَكَلَّمُ. وَلَقِيتُهُ بِبَلْدَةِ إِصْمِتَ: وَهِيَ
القَفْر الَّتِي لَا أَحدَ بِهَا؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: وقَطَع
بَعْضُهُمُ الأَلفَ مِنْ إِصْمِتَ ونَصَبَ التاءَ، فَقَالَ:
بوَحْشِ الإِصْمِتَيْن لَهُ ذُبابُ
وَقَالَ كُرَاعٌ: إِنما هُوَ بِبَلْدَةٍ إِصْمِتَ. قَالَ ابْنُ
سِيدَهْ: والأَولُ هُوَ الْمَعْرُوفُ. وتَرَكْتُه بصحراءَ إِصْمِتَ أَي
حيثُ لَا يُدْرى أَينَ هُوَ. وتَرَكْتُه بِوَحْشٍ إِصْمِتَ، الأَلف
مَقْطُوعَةٌ مَكْسُورَةٌ؛ ابْنُ سِيدَهْ: تركتُه بوَحْشِ إِصْمِتَ
وإِصْمِتةَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. قَالَ ابْنُ
سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه الفَلاةُ؛ قَالَ الرَّاعِي:
أَشْلى سَلُوقِيَّةً باتَت، وباتَ لهَا، ... بوَحْشِ إِصْمِتَ، فِي
أَصْلابها، أَوَدُ
وَلَقِيتُهُ بِبَلْدَةٍ إِصْمِتَ إِذا لَقِيتَهُ بمكانٍ قَفْرٍ، لَا
أَنيسَ بِهِ، وَهُوَ غيرُ مُجْرًى. وَمَا لَه صامتٌ وَلَا ناطقٌ؛
الصامِتُ: الذَّهب وَالْفِضَّةُ، والناطقُ: الحيوانُ الإِبلُ
وَالْغَنَمُ، أَي لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
عَلَى رقَبَتِه صامِتٌ
؛ يَعْنِي الذَّهَبَ وَالْفِضَّةُ، خِلَافُ النَّاطِقِ، وَهُوَ
الْحَيَوَانُ. ابْنُ الأَعرابي: جَاءَ بِمَا صاءَ وصَمَتَ؛ قَالَ: مَا
صاءَ يَعْنِي الشاءَ والإِبلَ، وَمَا صَمَتَ يَعْنِي الذَّهَبَ
والفضةَ. والصَّمُوتُ مِنَ الدُّروع: اللَّيِّنةُ المَسّ، لَيْسَتْ
بخَشِنةٍ، وَلَا صَدِئَةٍ، وَلَا يَكُونُ لَهَا إِذا صُبَّتْ صَوْتٌ؛
وَقَالَ النَّابِغَةُ:
وكلُّ صَمُوتٍ نَثْلةٍ تُبَّعِيَّةٍ، ... ونَسْجُ سُلَيْمٍ كُلَّ
قَضَّاء ذائِلِ
قَالَ: والسيفُ أَيضاً يُقَالُ لَهُ: صَمُوتٌ، لرُسُوبه فِي
(2/55)
الضَّرِيبة، وإِذا كَانَ كَذَلِكَ قَلَّ
صَوتُ خُروجِ الدَّم؛ وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ:
ويَنْفِي الجاهِلَ المُخْتالَ عَنِّي ... رُقاقُ الحَدِّ، وَقْعَتُه
صَمُوتُ
وضَرْبةٌ صَمُوتٌ: تمرُّ فِي العِظام، لَا تَنْبُو عَنْ عَظْمٍ،
فتُصَوِّتُ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ بيتَ الزُّبَيْرِ أَيضاً عَلَى هَذِهِ
الصُّورَةِ:
ويُذْهِبُ، نَخْوةَ المُخْتالِ عَنِّي، ... رَقيقُ الحَدِّ، ضَرْبَتُه
صَمُوتُ
وصَمَّتَ الرجلَ: شَكَا إِليه، فنَزَع إِليه مِنْ شِكايتِه: قَالَ:
إِنكَ لَا تَشْكُو إِلى مُصَمِّتِ، ... فاصْبِرْ عَلَى الحِمْلِ
الثَّقيلِ، أَو مُتِ
التَّهْذِيبُ: وَمِنْ أَمثالهم: إِنك لَا تَشْكُو إِلى مُصَمِّتٍ أَي
لَا تَشْكُو إِلى مَنْ يَعْبَأُ بشَكْواكَ. وَجَارِيَةٌ صَمُوتُ
الخَلْخالَيْن إِذا كَانَتْ غَليظةَ الساقَين، لَا يُسْمَعُ
لِخَلْخالِها صوتٌ لغُموضه فِي رِجْلَيْهَا. وَالْحُرُوفُ المُصْمَتة:
غيرُ حُرُوفِ الذَّلاقةِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ، لأَنه صُمِتَ عَنْهَا
أَن يُبْنَى مِنْهَا كَلِمَةٌ رُبَاعِيَّةٌ، أَو خُمَاسِيَّةً،
مُعَوَّاة مِنْ حُرُوفِ الذَّلَاقَةِ. وَهُوَ بصِماتِه إِذا أَشْرَفَ
عَلَى قَصْدِه. وَيُقَالُ: باتَ فلانٌ عَلَى صِماتِ أَمْره إِذا كَانَ
مُعْتَزِماً عَلَيْهِ. قَالَ أَبو مَالِكٍ: الصِّماتُ القَصْدُ، وأَنا
عَلَى صِماتِ حَاجَتِي أَي عَلَى شَرَفٍ مِنْ قَضَائِهَا، يُقَالُ:
فُلَانٌ عَلَى صِماتِ الأَمْر إِذا أَشْرَف عَلَى قَضَائِهِ؛ قَالَ:
وحاجةٍ بِتُّ عَلَى صِماتِها
أَي عَلَى شَرَف قَضَائِهَا. وَيُرْوَى: بَتاتِها. وباتَ مِنَ
الْقَوْمِ عَلَى صِماتٍ أَي بمَرأًى ومَسْمَع فِي القُرْبِ.
والمُصْمَتُ: الَّذِي لَا جَوفَ لَهُ؛ وأَصْمَتُّه أَنا. وبابٌ
مُصْمَتٌ، وقُفْلٌ مُصْمَتٌ: مُبْهَم، قد أُبْهِمَ إِغْلاقُه؛ وأَنشد:
وَمِنْ دونِ لَيْلى مُصْمَتاتُ المَقاصِرِ
وَثَوْبٌ مُصْمَتٌ: لونُه لونٌ واحدٌ، لَا يُخالطه لونٌ آخَرُ. وَفِي
حَدِيثِ
الْعَبَّاسِ: إِنما نَهَى رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، عَنِ الثَّوبِ المُصْمَتِ مِنْ خَزٍّ
؛ هُوَ الَّذِي جَمِيعُهُ إبْرَيْسَمٌ، لَا يُخالطه قُطْنٌ وَلَا
غَيْرُهُ. وَيُقَالُ للَونِ البَهيم: مُصْمَتٌ. وَفَرَسٌ مُصْمَتٌ،
وَخَيْلٌ مُصْمَتاتٌ إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهَا شِيَةٌ، وَكَانَتْ
بُهْماً. وأَدْهَمُ مُصْمَتٌ: لَا يخالطُه لونٌ غَيْرُ الدُّهْمةِ.
الْجَوْهَرِيُّ: المُصْمَتُ مِنَ الْخَيْلِ البَهيمُ أَيَّ لونٍ كَانَ،
لَا يُخالِطُ لونَه لونٌ آخَر. وحَلْيٌ مُصْمَتٌ إِذا كَانَ لَا
يُخَالِطُهُ غيرُه؛ قَالَ أَحمد بْنُ عُبَيْدٍ: حَلْيٌ مُصْمَتٌ،
مَعْنَاهُ قَدْ نَشِبَ عَلَى لَابِسِهُ، فَمَا يَتحرَّكُ وَلَا
يَتَزَعْزَعُ، مثلُ الدُّمْلُج والحَجْل، وَمَا أَشبههما. ابْنُ
السِّكِّيتِ: أَعطيتُ فُلَانًا أَلفاً كَامِلًا، وأَلفاً مُصْمَتاً،
وأَلفاً أَقْرَعَ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وأَلفٌ مُصَمَّتٌ مُتَمَّمٌ،
كمُصَتَّمٍ. والصُّماتُ: سُرعةُ الْعَطَشِ فِي النَّاسِ وَالدَّوَابِّ.
والصامتُ مِنَ اللَّبَنِ: الخاثرُ. والصَمُوت: اسْمُ فُرْسِ المُثَلَّم
بْنِ عَمْرٍو التَّنُوخيّ؛ وَفِيهِ يَقُولُ:
حَتَّى أَرى فارسَ الصَّمُوتِ عَلَى ... أَكْساءِ خَيْلٍ، كأَنَّها
الإِبِلُ
مَعْنَاهُ: حَتَّى يَهْزِمَ أَعداءَه، فيَسُوقَهم مِنْ وَرَائِهِمْ،
ويَطْرُدَهم كما تُساق الإِبل.
(2/56)
صمعت: الأَزهري: الصَّمْعَتُوتُ «6»
الحديدُ الرأْس.
صنت: الصِّنْتِيتُ: الصِّنْديدُ، وَهُوَ السَّيِّدُ الْكَرِيمُ؛
الأَصمعي: الصِّنْتِيتُ السَّيِّدُ الشَّرِيفُ. ابْنُ الأَعرابي:
الصُّنْتُوتُ الفَرْدُ الحَريدُ.
صوت: الصَّوتُ: الجَرْسُ، مَعْرُوفٌ، مُذَكَّرٌ؛ فأَما قَوْلُ
رُوَيْشِدِ بْنِ كَثيرٍ الطَّائِيِّ:
يَا أَيُّها الراكبُ المُزْجِي مَطِيَّتَه، ... سائلْ بَني أَسَدٍ: مَا
هَذِهِ الصَّوْتُ؟
فإِنَّما أَنثه، لأَنه أَراد بِهِ الضَّوضاءَ والجَلَبة، عَلَى مَعْنَى
الصَّيْحةِ، أَو الِاسْتِغَاثَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا
قَبِيحٌ مِنَ الضَّرُورَةِ، أَعني تأْنيث الْمُذَكَّرِ، لأَنه خروجٌ
عَنْ أَصلٍ إِلى فَرْعٍ، وإِنما المُسْتَجاز مِنْ ذَلِكَ رَدُّ
التأْنيث إِلى التَّذْكِيرِ، لأَن التَّذْكِيرَ هُوَ الأَصْلُ،
بِدَلَالَةِ أَن الشَّيْءَ مُذَكَّرٌ، وَهُوَ يَقَعُ عَلَى
الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ، فعُلم بِهَذَا عُمومُ التَّذْكِيرِ،
وأَنه هُوَ الأَصل الَّذِي لَا يُنْكَر؛ وَنَظِيرُ هَذَا فِي
الشُّذُوذِ قَوْلُهُ، وَهُوَ مِنْ أَبيات الْكِتَابِ:
إِذا بَعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا، ... كفَى الأَيتامَ فَقْدُ أَبي
اليَتيم
قَالَ: وَهَذَا أَسهل مِنْ تأْنيثِ الصوتِ، لأَن بعضَ السِّنِينَ:
سَنَةٌ، وَهِيَ مؤَنثة، وَهِيَ من لفظ السِّنِينَ، وَلَيْسَ الصوتُ
بعضَ الِاسْتِغَاثَةِ، وَلَا مِن لَفْظِهَا، والجمعُ أَصْواتٌ. وَقَدْ
صاتَ يَصُوتُ ويَصاتُ صَوتاً، وأَصاتَ، وصَوَّتَ بِهِ: كلُّه نادَى.
وَيُقَالُ: صَوَّتَ يُصَوِّتُ تصْويتاً، فَهُوَ مُصَوِّتٌ، وَذَلِكَ
إِذا صَوَّت بإِنسانٍ فَدَعَاهُ. وَيُقَالُ: صاتَ يَصُوتُ صَوتاً،
فَهُوَ صَائِتٌ، مَعْنَاهُ صَائِحٌ. ابْنُ السكين: الصوتُ صوتُ
الإِنسان وَغَيْرِهِ. والصائتُ: الصَّائِحُ. ابْنُ بُزُرْجَ: أَصاتَ
الرجلُ بِالرَّجُلِ إِذا شَهَّره بأَمر لَا يَشْتَهيه. وانْصاتَ
الزمانُ بِهِ انْصِياتاً إِذا اشْتَهر. وَفِي الْحَدِيثِ:
فَصْلُ مَا بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ الصَّوتُ والدُّفُ
؛ يُرِيدُ إِعلانَ النِّكَاحِ. وذَهابَ الصَّوتِ، والذِّكرَ بِهِ فِي
النَّاسِ؛ يُقَالُ: لَهُ صَوتٌ وصِيتٌ أَي ذِكْرٌ. والدُّفُّ: الَّذِي
يُطَبَّلُ بِهِ، ويُفتح وَيُضَمُّ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنهم كَانُوا يَكْرَهُونَ الصَّوتَ عِنْدَ الْقِتَالِ
؛ هو أَن يُناديَ بعضُهم بَعْضًا، أَو يَفْعَلَ أَحدُهم فِعْلًا لَهُ
أَثر، فيَصِيحَ ويُعَرِّفَ بِنَفْسِهِ عَلَى طَرِيقِ الفَخْر والعُجْب.
وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ الْعَبَّاسُ رَجُلًا صَيِّتاً
أَي شديدَ الصَّوْتِ، عَالِيَهُ؛ يُقَالُ: هُوَ صيِّتٌ وصائِتٌ،
كمَيِّتٍ ومائِتٍ، وأَصله الْوَاوُ، وبناؤُه فَيْعِلٌ، فَقُلِبَ
وأُدغم؛ وَرَجُلٌ صَيِّتٌ وصاتٌ؛ وحمارٌ صاتٌ: شديدُ الصَّوتِ. قَالَ
ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ صاتٌ فَاعِلًا ذَهَبَتْ عَيْنُهُ،
وأَن يَكُونَ فَعِلًا مَكْسُورَ الْعَيْنِ؛ قَالَ النَّظَّارُ
الفَقْعَسِيّ:
كأَنَّني فوقَ أَقَبّ سَهْوَقٍ ... جَأْبٍ، إِذا عَشَّرَ، صاتِ
الإِرْنانْ
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا مَثَلٌ، كَقَوْلِهِمْ رجلٌ مالٌ: كثيرُ
الْمَالِ، ورجلٌ نالٌ: كَثِيرٌ النَّوال، وكبشٌ صافٌ، وَيَوْمٌ طانٌ،
وَبِئْرٌ ماهةٌ، وَرَجُلٌ هاعٌ لاعٌ، وَرَجُلٌ خَافٌ، قَالَ: وأَصل
هَذِهِ الأَوصافِ كلِّها فَعِل، بِكَسْرِ الْعَيْنِ. وَالْعَرَبُ
تَقُولُ: أَسمعُ صَوتاً وأَرى فَوتاً أَي
__________
(6) . قوله [الصمعتوت] كذا بالأَصل بمثناة فوقية قبل الواو. والذي في
القاموس والتكملة بخط الصاغاني مؤلفها الصمعيوت بمثناة تحتية قبل
الواو، ولولا معارضة الشارح للمجد بما في اللسان لجزمنا بما في القاموس
لموافقته ما في التكملة.
(2/57)
أَسْمَعُ صَوتاً وَلَا أَرى فِعلًا. وَمِثْلُهُ إِذا كنتَ تَسمعُ
بِالشَّيْءِ ثُمَّ لَا تَرى تَحْقِيقاً؛ يُقَالُ: ذِكْرٌ وَلَا حِساسَ،
يُنْصَبُ عَلَى التَّبْرِئَةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: لا حِساسٌ،
ومنهم من يقول: لا حِساسٍ، ومنهم مَنْ يَقُولُ: ذِكْرٌ وَلَا حَسِيسَ،
فَيُنْصَبُ بِغَيْرِ نُونٍ، وَيُرْفَعُ بِنُونٍ. وَمِنْ أَمثالهم فِي
هَذَا الْمَعْنَى: لَا خيرَ فِي رَزَمَة لَا دِرَّة مَعَهَا أَي لَا
خَيْرَ فِي قَوْلِ وَلَا فِعْلَ مَعَهُ. وكلُّ ضَرْبٍ مِنَ الغِناء
صوتٌ، وَالْجَمْعُ الأَصْوات. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَاسْتَفْزِزْ
مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ
؛ قِيلَ: بأَصوات الغِناء والمَزامير. وأَصاتَ القَوسَ: جَعَلَها
تُصَوِّتُ. والصِّيتُ: الذِّكْرُ؛ يُقَالُ: ذَهَب صِيتُه فِي النَّاسِ
أَي ذِكْرُه. والصِّيتُ والصَّاتُ: الذِّكْرُ الحَسَنُ.
الْجَوْهَرِيُّ: الصِّيتُ الذِّكْر الجميلُ الَّذِي يَنْتَشِرُ فِي
النَّاسِ، دُونَ الْقَبِيحِ. يُقَالُ: ذَهَبَ صِيتُه فِي النَّاسِ،
وأَصله مِنَ الْوَاوِ، وإِنما انْقَلَبَتْ يَاءً لِانْكِسَارِ مَا
قَبْلَهَا، كَمَا قَالُوا: رِيحٌ مِنَ الرُّوحِ، كأَنهم بَنَوه عَلَى
فِعْلٍ، بِكَسْرِ الْفَاءِ، لِلْفَرْقِ بَيْنَ الصَّوتِ الْمَسْمُوعِ،
وَبَيْنَ الذِّكْر الْمَعْلُومِ، وَرُبَّمَا قَالُوا: انْتَشَرَ صَوتُه
فِي النَّاسِ، بِمَعْنَى الصِّيتِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والصَّوْتُ
لغةٌ فِي الصِّيتِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَا مِنْ عبدٍ إِلّا لَهُ صِيتٌ فِي السَّمَاءِ
أَي ذِكْرٌ وشُهْرة وعِرفان؛ قَالَ: وَيَكُونُ فِي الْخَيْرِ
وَالشَّرِّ. والصِّيتَةُ، بِالْهَاءِ: مثلُ الصِّيتِ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
وَكَمْ مُشْتَرٍ مِنْ مالهِ حُسنَ صِيتةٍ ... لآبائِهِ، فِي كلِّ
مَبْدًى ومَحْضَرِ
وانْصاتَ للأَمْر إِذا اسْتَقَامَ. وقولُهم: دُعيَ فانْصاتَ أَي أَجابَ
وأَقْبل، وَهُوَ انْفَعلَ مِن الصَّوْت. والمُنْصاتُ: القَويم
الْقَامَةِ. وَقَدِ انْصاتَ الرجلُ إِذا اسْتَوَتْ قامَتُهُ بَعْدَ
انْحنَاءٍ، كأَنه اقْتَبَل شَبابُهُ؛ قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الخُرْشُبِ
الأَنْبارِيُّ:
ونَصْرُ بنُ دَهْمانَ الهُنَيْدةَ عاشَها ... وتِسْعِينَ حَوْلًا،
ثُمَّ قُوِّمَ فانْصاتَا
وعادَ سوادُ الرأْسِ بَعْدَ ابْيضاضِه، ... وراجَعهُ شَرْخُ الشَّبابِ
الَّذِي فاتَا
وراجَعَ أَيْداً، بَعْدَ ضَعفٍ وقُوَّةٍ، ... وَلَكِنَّهُ، مِنْ بعدِ
ذَا كلهِ، ماتَا |