لسان العرب

فصل العين المهملة
عبث: عَبِثَ بِهِ، بِالْكَسْرِ، عَبَثاً: لَعِبَ، فَهُوَ عابِثٌ: لاعِبٌ بِمَا لَا يَعْنيه، وَلَيْسَ مِنْ بالهِ. والعَبَثُ: أَن تَعْبَثَ بالشيءِ. ورجلٌ عِبِّيثٌ: عابِثٌ. والعَبْثَةُ، بِالتَّسْكِينِ: المَرَّة الْوَاحِدَةُ. والعَبَثُ: اللَّعِبُ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً؟
قَالَ الأَزهري: نَصَبَ عَبَثاً لأَنه مَفْعُولٌ لَهُ، بِمَعْنَى خَلَقْنَاكُمْ للعَبَث. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنْ قَتَل عُصفوراً عَبَثاً.
العَبَثُ: اللَّعِبُ؛ وَالْمُرَادُ أَن يَقْتُلَ الحيوانَ لَعِباً، لِغَيْرِ قَصْدِ الأَكْل، وَلَا عَلَى جِهَةِ التَّصَيُّدِ لِلِانْتِفَاعِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه عَبَث فِي مَنَامِهِ
أَي حَرَّكَ يَدَيْهِ، كَالدَّافِعِ أَو الْآخِذِ. وعَبَثَ الأَقِطَ يَعْبِثُه عَبْثاً: جَفَّفَه فِي الشَّمس؛ وَقِيلَ: فَرَّغَه عَلَى الْيَابِسِ، ليَحْمِل يابِسُه رَطْبَه حَتَّى يُطَبَّخَ؛ وَقِيلَ: عَبَثَ الأَقِطَ يَعْبِثُه عَبْثاً: خَلَطه بِالسَّمْنِ؛ وَهِيَ العَبيثة. وعَبَثْتُ الأَقِطَ أَعْبِثُه عَبْثاً، ومِثْتُه ودُفْتُه: مثلُه، وغَبَثْتُه، بَالِغِينَ: لُغَةٌ فِيهِ. والعَبيثةُ والعَبيثُ، أَيضا: الأَقِطُ يُدَقُّ مَعَ التَّمْرِ، فيُؤْكل ويُشرب. والعبيثةُ أَيضاً: طعامٌ يُطْبَخُ، ويُجْعَلُ فِيهِ جَرَادٌ. والعَبيثةُ: البُرُّ والشَّعيرُ يُخْلَطانِ مَعًا. والعَبيثةُ: الْغَنَمُ المُخْتلِطةُ؛ يُقَالُ: مَرَرْنا عَلَى غَنَمِ بَنِي فُلانٍ عَبيثةً وَاحِدَةً أَي اخْتَلَطَ بعضُها بِبَعْضٍ. والعَبيثةُ: أَخْلاطُ الناسِ، لَيْسُوا مِنْ أَبٍ وَاحِدٍ؛ قَالَ:
عَبِيثةٌ مِنْ جُشَمٍ وبَكْرِ
وَيُرْوَى: مِنْ جُشَمٍ وجَرْمِ؛ كلُّ ذَلِكَ مشتقٌّ مِنَ العَبْث. وَرَجُلٌ عَبِيثةٌ مُؤْتَشَبٌ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ أَيضاً. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فِي نَسَبِ بَنِي فُلَانٍ عَبيثةٌ أَي مُؤْتَشَبٌ، كَمَا يُقَالُ: جاءَ بعَبيثةٍ فِي وِعائه أَي بُرٍّ وَشَعِيرٍ قَدْ خُلِطا. والعَبِيثُ فِي لغةٍ: المَصْلُ. والعَبْثُ: الخَلْطُ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ تَرَفْ تَرِين. قَالَ: وَتَقُولُ إِن فُلَانًا لَفِي عَبيثةٍ مِنَ النَّاسِ، ولَوِيثةٍ مِنَ النَّاسِ، وَهُمُ الَّذِينَ لَيْسُوا مِنْ أَبٍ واحدٍ، تَهَبَّشُوا مِنْ أَماكن شَتَّى. والعَبْثُ: الخَلْطُ. والعَبْثُ: اتِّخاذُ العَبيثةِ. قَالَ أَبو صاعِدٍ الكِلابيُّ: العَبِيثةُ الأَقِطُ، يُفْرَغُ رَطْبُه حِينَ يُطْبَخُ عَلَى جافِّه، فَيُخْلَطُ بِهِ. يُقَالُ: عَبَثَتِ المرأَةُ أَقِطَها إِذا فَرَّغَتْه عَلَى المُشَرِّ اليابسِ، ليَحْمِلَ يابسُه رَطْبَه؛ يُقَالُ: ابْكُلِي واعْبِثي؛ قَالَ رؤْبة:

(2/166)


وطاحتِ الأَلْبانُ والعَبائِثُ
وظلَّتِ الغنمُ عَبِيثةً وَاحِدَةً، وبَكيلةً وَاحِدَةً: وَهُوَ أَن الْغَنَمُ إِذا لَقِيَتْ غَنَماً أُخرى فدَخَلَتْ فِيهَا، اخْتَلَطَ بعضُها ببعضٍ، وَهُوَ مَثَلٌ، وأَصله مِنَ الأَقِطِ والسَّويقِ، يُبْكَلُ بالسَّمْن فيُؤْكَلُ؛ وأَما قولُ السَّعْدِيّ:
إِذا مَا الخَصِيفُ العَوْبَثَانيُّ ساءَنا، ... تَرَكْناه، واخْتَرْنا السَّدِيفَ المُسَرْهَدَا
فَيُقَالُ: إِن العَوْبَثَانيَّ دقيقٌ وسَمْنٌ وَتَمْرٌ، يُخْلَطُ بِاللَّبَنِ الحَلِيب. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا البيت لناشرَة بْنُ مَالِكٍ يَرُدُّ عَلَى المُخَبَّلِ السَّعْدِيّ، وَكَانَ المُخَبَّلُ قَدْ عَيَّرَه بِاللَّبَنِ. والخصِيفُ: اللبنُ الحليبُ، يُصَبُّ عَلَيْهِ الرائبُ؛ وَقَبْلَهُ:
وَقَدْ عَيَّرُونا المَحْضَ، لَا دَرَّ دَرُّهمْ ... وَذَلِكَ عارٌ خِلْتُه، كانَ أَمْجَدَا
فأَسْقَى الإِلهُ المَحْضَ، مَنْ كَانَ أَهْلَه، ... وأَسْقَى بَنِي سَعْدٍ سَماراً مُصَرَّدا
السَّمَارُ: اللَّبَنُ المخلوطُ بالماءِ. والمُصَرَّد: المقَلَّلُ. والعَوْبَث: مَوْضِعٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
بِشِعْبِ تَنْبُوكٍ وشِعْبِ العَوْبَثِ
عثث: العُثَّة والعَثَّةُ: المرأَة المَحقُورة الخَاملة، ضاوِيَّةً كَانَتْ أَو غيرَ ضَاوِيَّةٍ، وجمعُها عِثَاثٌ. وَيُقَالُ للمرأَة البَذِيَّةِ: مَا هِيَ إِلّا عُثَّة. وَقَالَ بَعْضُهُمُ: امْرَأَةٌ عَثَّةٌ، بِالْفَتْحِ، ضَئِيلَةُ الجِسْمِ. وَرَجُلٌ عَثٌّ؛ قَالَ يَصِفُ امرأَةً جَسِيمةً:
عَميمةُ ضاحِي الجِلْدِ، ليْسَتْ بعَثَّةٍ، ... وَلَا دِفْنِسٍ، يَطْبي الكِلابَ خِمارُها
الدِّفْنِسُ: البَلْهاء الرَّعْناء. وَقَوْلُهُ يَطْبي الكِلابَ خِمارُها: يُرِيدُ أَنها لَا تَتَوَقَّى عَلَى خِمارِها مِنَ الدَّسَم، فَهُوَ زَهِمٌ، فإِذا طَرَحَتْه طَبَى الكلابَ برائِحتِه. والعِثَاثُ: الأَفاعي الَّتِي يأْكل بعضُها بَعْضًا فِي الجَدْب. وَيُقَالُ للحَيَّةِ: العَثَّاءُ والنَّكْزاءُ. وعَثَّتْه الحيةٌ تَعُثُّه عَثّاً: نَفَخَتْه وَلَمْ تَنْهَشْه، فسَقَط لِذَلِكَ شَعَرُه. والعِثاثُ: رفعُ الصَّوْت بالغِناءِ والتَّرَنُّم فِيهِ. وعاثَّ فِي غِنائه مُعاثَّةً وعِثاثاً، وعَثَّثَ: رَجَّعَ؛ وَكَذَلِكَ القَوْسُ المُرِنَّةُ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ يَصِفُ قَوساً:
هَتُوفاً، إِذا ذاقَها النازِعُون، ... سمِعْتَ لَهَا، بَعْدَ حَبْضٍ، عِثاثا
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ شِبْه تَرَنُّم الطَّسْتِ إِذا ضُرِبَ. وعَثَّه يَعُثُّه عَثًّا: رَدَّ عَلَيْهِ الكلامَ، أَو وَبَّخَه بِهِ، كعَتَّه. وَيُقَالُ: أَطْعَمَني سَويقاً حُثًّا وعُثّاً إِذا كَانَ غَيْرَ مَلْتُوتٍ بدَسَمٍ. والعُثَّةُ: السُّوسَةُ أَو الأَرَضَةُ الَّتِي تَلْحَسُ الصُّوفَ، وَالْجَمْعُ عُثٌّ وعُثَثٌ. وعَثَّت الصُّوفَ والثَوْبَ تَعُثُّهُ عَثًّا: أَكَلَتْه. وعُثَّ الصُّوفُ: أَكَلَه العُثُّ. والعُثُّ: دُويبة تأْكل الجُلودَ؛ وَقِيلَ: هِيَ دُوَيْبَّةٌ تَعْلَقُ الإِهابَ فتأْكُله، هَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرجالِ بفاحِمٍ ... غُدَافٍ، وتَصْطادينَ عُثًّا وجُدْجُدا
والجُدْجُد أَيضاً: دُوَيْبَّةٌ تَعْلَقُ الإِهابَ فتأْكله؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: العُثُّ، بِغَيْرِ هَاءٍ: دَوابُّ تَقَعُ فِي الصُّوف، فدلَّ عَلَى أَن العُثَّ جَمعٌ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَعنيَ بالعُثِّ الواحدَ، وعَبَّر عَنْهُ بالدَّوابِّ، لأَنه جِنْسٌ مَعْنَاهُ الْجَمْعُ، وإِن كَانَ لَفْظُهُ وَاحِدًا.

(2/167)


وَسُئِلَ أَعرابي عَنِ ابْنِهِ، فَقَالَ: أُعْطِيه كُلَّ يومٍ مِنْ مَالِي دانِقاً، وإِنه فِيهِ لأَسْرَعُ مِنَ العُثِّ فِي الصُّوف فِي الصَّيْفِ. والعَثْعَثُ: ظَهْرُ الكَثِيب الَّذِي لَا نَبات فِيهِ. والعَثْعَثَة: اللَّيِّنُ مِنَ الأَرض؛ وَقِيلَ: العَثْعَثُ الكَثِيبُ السَّهْلُ، أَنْبَتَ أَو لَمْ يُنْبِتْ؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يُنْبِتُ خَاصَّةً، والأَوَّل الصحيحُ، لِقَوْلِ القَطَامِيّ:
كأَنَّها بيْضةٌ غَرّاءُ، خُدَّ لَهَا ... فِي عَثْعَثٍ، يُنْبِتُ الحَوْذان والعَذَما
وروايةُ أَبي حَنِيفَةَ: خُطَّ لَهَا؛ وَقِيلَ: هُوَ رَمْلٌ صَعْبٌ تَوْحَلُ فِيهِ الرِّجْلُ، فإِن كَانَ حَارًّا، أَحْرَقَ الخُفَّ، يَعْنِي خُفَّ الْبَعِيرِ، وَالْجَمْعُ: العَثاعِثُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
أَقْفَرَتِ الوَعْساء والعَثاعِثُ
قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العَثْعَثُ مِنْ مَكارم المَنابت. والعَثْعَثُ أَيضاً: التُّرابُ، وعَثْعَثَه: أَلقاه فِي العَثْعَثِ. وعَثْعَثَ الرجلُ بِالْمَكَانِ: أَقام بِهِ. وَيُقَالُ: عَثْعَث مَتاعَه، وحَثْحَثَه، وبَثْبَثَهُ إِذا بَذَره وفرَّقَه. وعَثْعَثَ مَتاعَه: حَرَّكَه. والعَثْعَثُ: الفَسادُ والعَثْعَثُ: الشَّدَائِدُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
ذُكِرَ لعليٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، زمانٌ، فَقَالَ: ذَاكَ زمانُ العَثاعِثِ
أَي الشدائدِ، مِن العَثْعَثَةِ والإِفساد. وَفِي الْمَثَلِ: عُثَيْثةٌ تَقْرُمُ جِلْداً أَمْلَسا؛ وَفِي حَدِيثِ
الأَحْنَفِ: بَلَغَه أَن رَجُلًا يَغْتابُه، فَقَالَ: عُثَيْثةٌ تَقْرِضُ جِلْداً أَمْلَسا
؛ عُثَيْثةٌ: تَصْغِيرُ عُثَّةٍ، وَهِيَ دُوَيْبَّة تَلْحَسُ الثيابَ والصُّوفَ، وأَكثر مَا تَكُونُ فِي الصُّوفِ، وَالْجَمْعُ: عُثَثٌ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ يَجْتَهِدُ أَن يُؤثِّرَ فِي الشيءِ، فَلَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَيُرْوَى: تَقْرُمُ، بِالْمِيمِ، وَهُوَ بِمَعْنَى تَقْرِضُ. وَرُبَّمَا قِيلَ لِلْعَجُوزِ: عُثَّة. وفلانٌ عُثُّ مَالٍ، كَمَا يُقَالُ: إِزاءُ مالٍ. وَفِي النَّوَادِرِ: تَعاثَثْتُ فُلَانًا وتَعالَلْتُه. وَيُقَالُ: اعْتَثَّه عِرْقُ سَوْءٍ واغْتَثَّه إِذا تَعَقَّلَه عَنْ بُلُوغ الْخَيْرِ والشَّرَف. وَبِالْمَدِينَةِ جَبَلٌ يُقَالُ لَهُ: عَثْعَثٌ، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً: سُلَيْع، تَصْغِيرُ سَلْعٍ، وعَثْعَثٌ: اسْمٌ، وَبَنُو عَثْعَثٍ: بَطْنٌ من خَثْعَمَ.
عدث: قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي كِتَابِ الإشْتقاق: العَدْثُ سهُولة الخُلُق، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ. وعُدْثانُ: اسْمُ رَجُلٍ.
عرث: عَرَثَه عَرْثاً: انْتَزَعَه أَوْ دَلَكه، وَقَدْ قِيلَ: عَرَتَه، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي التاء.
عفث: فِي الْحَدِيثِ:
أَن الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّام كَانَ أَخْضَعَ، أَشْعَرَ، أَعْفَثَ
؛ الأَعْفَثُ: الَّذِي يَنْكَشِفُ فَرْجُه كَثِيرًا، إِذا جَلَسَ؛ وَقِيلَ: هُوَ بِالتَّاءِ، بِنُقْطَتَيْنِ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ
في صفة عبدا اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: كَانَ بَخِيلًا أَعْفَثَ
؛ وَفِيهِ يَقُولُ أَبو وَجْزَةَ:
دَعِ الأَعْفَثَ المِهْذارَ يَهْذِي بشَتْمِنا، ... فنحنُ، بأَنْواعِ الشَّتِيمةِ، أَعْلَمُ
وَرُوِيَ عَنِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ أَنه كَانَ كُلَّمَا تَحَرَّكَ بَدَتْ عَوْرَتُه، فَكَانَ يَلْبَسُ تحتَ إِزاره التُّبَّانَ.
ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ أَعْفَثُ لَا يُوارِي شَوارَه أَي فَرْجَه.
عكث: العَكْثُ: اجتماعُ الشيءِ والْتِئامُه. والعَنْكَثُ: نَبْتٌ مَعْرُوفٌ، وكأَن النُّونَ زَائِدَةٌ، وسيأْتي ذكره.

(2/168)


علث: عَلَثَ الشيءَ يَعْلِثُه عَلْثاً، وعَلَّثه، واعْتَلَثَه: خَلَطَه. والمَعْلُوثُ، بِالْعَيْنِ: المخلوطُ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَقَدْ سَمِعْنَاهُ بَالْغَيْنِ مَغْلُوث، وَهُوَ مَعْرُوفٌ. وَطَعَامٌ عَلِيثٌ وغَلِيثٌ، وَيُقَالُ: فلانٌ يأْكل العَلِيثَ والغَلِيثَ، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ، إِذا كَانَ يأْكل خُبْزاً مِنْ شَعِيرٍ وحِنطَةٍ. وَكُلُّ شَيْئَيْنِ خُلِطا: فَهُمَا عُلاثَةٌ؛ وَمِنْهُ اشْتُقَّ عُلاثةُ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ الَّذِي يَجْمَعُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، وَقَدْ عَلَثَ. والعَلَث: مَا خُلِطَ فِي البُرِّ وَغَيْرِهِ مِمَّا يُخْرَجُ فيُرْمَى بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَا شَبِعَ أَهلُه مِنَ الخَمير العَلِيثِ
أَي الخُبْزِ المَخْبوز مِنَ الشَّعير والسُّلْتِ. والعَلْثُ والعُلاثَةُ: الخَلْطُ. والعَلَثُ والعَلِيثة: الطعامُ الْمَخْلُوطُ بِالشَّعِيرِ. والعَلْثُ: أَن تَخْلِطَ البُرَّ بِالشَّعِيرِ. أَبو زَيْدٍ: إِذا خُلِطَ البُرُّ بِالشَّعِيرِ، فَهُوَ عَلِيثٌ. وعَلَثُوا البُرَّ بِالشَّعِيرِ أَي خَلَطُوه. وَقَالَ أَبو الجَرّاح: العَلِيثُ أَن يُخْلَط الشعيرُ بالبُرِّ لِلزِّرَاعَةِ، ثُمَّ يُحْصَدانِ ويُجْمَعانِ مَعًا. والجِرْبة المَزْرَعَةُ: وأَنشد:
جَفَاهُ ذواتُ الدَّرِّ، واجْتَرَّ جِرْبةً ... عَلِيثاً، وأَعْيا دَرُّ كلِّ عَتُومِ
والعُلاثةُ: الأَقِطُ المَخْلُوطُ بِالسَّمْنِ، أَو الزيتُ المخلوطُ بالأَقِطِ. والتَّعْلِيثُ: اخْتِلاطُ النَّفْس؛ وَقِيلَ: بَدْءُ الوَجع. وقُتِلَ النَّسْرُ بالعَلْثَى، مَقْصُورًا، أَي خُلِط لَهُ فِي طَعَامِهِ مَا يَقْتُله، حَكَاهُ كُرَاعٍ مَقْصُورًا، فِي بَابِ فَعْلى، وَالْغَيْنُ فِي كُلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ. وعَلَثَ الزَّنْدُ واعْتَلَثَ: لَمْ يُورِ واعْتاصَ، وَالِاسْمُ العُلاثُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: عُلاثَةُ؛ وأَنشد:
فإِني غيرُ مُعْتَلِثِ الزِّنادِ
أَي غَيْرُ صَلْدِ الزِّنادِ. واعْتَلَثَ زَنْداً: أَخذه مَنْ شَجر لَا يَدرِي أَيُوري أَم يَصْلِدُ؟ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: اعْتَلَثَ زَنْدَه إِذا اعْتَرَضَ الشَّجرَ اعْتِرَاضًا، فاتَّخذه مِمَّا وَجَدَ، وَالْغَيْنُ لُغَةٌ عَنْهُ أَيضاً. وَفُلَانٌ يَعْتَلِثُ الزِّنادَ إِذا لَمْ يَتَخَيَّر مَنْكِحَه. والأَعْلاثُ: قِطَعُ الشَّجَرِ المُخْتَلِطَةُ مِمَّا يُقْدَحُ بِهِ، مِن المَرْخِ واليَبيسِ. والمُعْتَلِثُ مِنَ السِّهَامِ: الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ. واعْتَلَثَ السهمَ: أَخَذَه مِنْ عُرْضِ الشَّجَرِ. واعْتَلَثه أَيضاً: لَمْ يُحْكِمْ صَنْعَته. والعَلْثُ: الطَّرْفاء، والأَثْلُ، والحاجُ، واليَنْبُوتُ، والعِكْرِشُ، وَالْجَمْعُ أَعْلاثٌ، وَحَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ بِالْغَيْنِ مُعْجَمَةً. وعَلِثَ بِهِ عَلَثاً: لَزِمَهُ. ورجلٌ عَلِثٌ: مُلازم لِمَنْ يُطالِبُ فِي قِتَالٍ أَو غَيْرِهِ. والعَلَثُ، بِالتَّحْرِيكِ: شِدَّة الْقِتَالِ، واللزومُ لَهُ، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ جَمِيعًا. وعَلِثَ الذئبُ بِالْغَنَمِ: لَزِمَها يَفْرِسُها. وعَلِثَ القومُ عَلَثاً: تَقاتَلُوا. وعَلِثَ بعضُ الْقَوْمِ بِبَعْضٍ. ورجلٌ عَلِثٌ: ثَبْثٌ فِي الْقِتَالِ. وعُلاثة: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي الأَحْوَصِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ.
عنث: العُنْثَةُ والعَنْثَةُ والعِنْثَةُ والعُنْثُوَةُ والعَنْثُوَةُ: كلُّ ذَلِكَ يَبيسُ الحَلِيِّ خاصَّةً إِذا اسْوَدَّ وبَلِيَ، وَالْجَمْعُ عِناثٌ وعَناثٍ. قَالَ الأَزهري: عَنَاثي الحَلِيِّ ثَمَرَتُه إِذا ابْيَضَّت ويَبِسَتْ قبل أَني تَسْوَدَّ وتَبْلَى، هَكَذَا سَمِعْتُهُ مِنَ الْعَرَبِ. وشَبَّهَ الراجزُ بياضَ لِمَّتِه ببياضِها بَعْدَ الشَّيْبِ؛ فَقَالَ:
عَلَيْهِ مِنْ لِمَّتِهِ عِنَاثُ

(2/169)


وَيُرْوَى عَناثي: جَمْعُ عَنْثُوَة.
عنبث: عَنْبَثٌ: شُجَيرة زَعَمُوا، وليس بِثَبَتٍ.
عنكث: العَنْكَثُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبْت؛ قَالَ:
وعَنْكَثاً مُلْتَبِدا
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ شَجَرٌ يَشْتَهيه الضَّبُّ، فيَسْحَجُها بِذَنَبِه حَتَّى تَحَاتَّ، فيأْكلَ المُتَحاتَّ. وَمِمَّا وَضَعُوه عَلَى أَلسنة الْبَهَائِمِ: أَن السمكةَ قالتْ للضَّبِّ: وِرْداً يَا ضَبُّ فَقَالَ لَهَا الضَّبُّ:
أَصْبَحَ قَلْبي صَرِدَا، ... لَا يَشْتَهي أَن يَرِدَا،
إِلا عَراداً عَرِدا، ... وصِلِّياناً بَرِدَا،
وعَنْكَثاً مُلْتَبِدا
أَراد: عَنْكَثاً وَبَارِدًا. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْمَثَلَ عَلَى غَيْرِ هَذِهِ الصُّورَةِ، قَالَ: وَمِمَّا تَحْكِيهِ الْعَرَبُ عَلَى أَلسنة الْبَهَائِمِ، قَالَ: اخْتَصَمَ الضَّبُّ والضِّفْدَعُ، فَقَالَتِ الضِّفْدَعُ: أَنا أَصبَرُ منكَ عَلَى الْمَاءِ، فَقَالَ الضَّبُّ: أَنا أَصبر منكِ، فَقَالَتِ الضِّفْدَعُ: تَعالَ حَتَّى نَرْعَى، فنَعْلَم أَيُّنا أَصْبَرُ؛ فرَعيا يومَهما، فاشْتَدَّ عَطَشُ الضِّفْدَع، فجعلتْ تَقُولُ: وِرْداً يَا ضَبُّ فَقَالَ الضَّبُّ: أَصْبَح قَلْبي صَرِدا؛ الأَبيات. والعَنْكَثُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ عَفَتْ بالعَنْكَثِ؟ ... دارٌ لِذاكَ الشَّادِنِ المُرَعَّثِ
عوث: العَوِيثة: قُرْصٌ يُعالَج مِنَ البَقْلة الحَمْقاءِ بزَيْتٍ. قَالَ الأَزهري فِي نَوَادِرِ الأَعراب: عَوَّثَني فلانٌ عَنِ أَمر كَذَا، تَعْويثاً: ثَبَّطَني عَنْهُ. وتَعَوَّثَ القوْمُ تَعَوُّثاً إِذا تَحَيَّرُوا. وَتَقُولُ: عَوَّثَني حَتَّى تَعَوَّثْتُ أَي صَرَفَني عَنْ أَمري حَتَّى تَحَيَّرْتُ. وَتَقُولُ: إِنَّ لِي عَنْ هَذَا الأَمْرِ لَمَعاثاً أَي مَنْدوحةً أَي مَذْهَباً ومَسْلَكاً. وَتَقُولُ: وَعَّثْتُه عَنْ كَذَا، وعَوَّثتُه أَي صَرَفْتُه.
عيث: العَيْثُ: مصدرُ عاثَ يَعِيثُ عَيْثاً وعُيوثاً وعَيَثاناً: أَفْسَدَ وأَخَذ بِغَيْرِ رِفْقٍ. قَالَ الأَزهري: هُوَ الإِسْراعُ فِي الفَساد. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: كِسرى وقَيصَرُ يَعِيثانِ فِيمَا يعيثانِ فِيهِ، وأَنتَ هَكَذَا؟
هُوَ مِنْ عاثَ فِي مَالِهِ إِذا بَذَّرَه وأفْسَده. وأَصلُ العَيْثِ: الْفَسَادُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عَثَى لغةُ أَهل الْحِجَازِ، وَهِيَ الْوَجْهُ، وعاثَ لغةُ بَنِي تَمِيمٍ؛ قال: وهم يقولون ولا تَعِيثُوا فِي الأَرض. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ:
فعاثَ يَميناً وشِمالًا.
وَحَكَى السِّيرَافِيُّ: رَجُلٌ عَيْثانُ مُفْسِدٌ، وامرأَة عَيْثَى. وَقَدْ مَثَّل سِيبَوَيْهِ بِصِيغَةِ الأُنثى، وَقَالَ: صَحَّتِ الياءُ فِيهَا لِسُكُونِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا. والذئبُ يَعِيثُ فِي الغَنم، فَلَا يأْخذ مِنْهَا شَيْئًا إِلّا قَتَلَه؛ وَيُنْشِدُ لِكُثَيِّرٍ:
وذِفْرَى كَكاهِلِ ذِيخِ الخَليفِ، ... أَصابَ فَرِيقةَ لَيْلٍ، فَعاثا
وعاثَ الذئبُ فِي الغَنم: أَفْسَدَ. وَعَاثَ فِي مَالِهِ: أَسْرَع إِنْفاقَه. وعَيَّثَ فِي السَّنام بِالسِّكِّينِ: أَثَّر؛ قَالَ:
فعَيَّثَ فِي السَّنامِ، غَداةَ قُرٍّ، ... بسِكِّينٍ مُوَثَّقةِ النِّصابِ
والتَعْيِيثُ: إِدخالُ الْيَدِ فِي الكِنانة يَطْلُب سَهْماً؛ قَالَ أَبو ذؤَيب:
وبَدا لَهُ أَقْرابُ هَذَا رَائِغًا ... عَنْهُ، فعَيَّثَ فِي الكِنانَةِ، يُرْجِعُ

(2/170)


والتَّعْيِيثُ: طَلَبُ الشيءِ بِالْيَدِ، مِن غَيْرِ أَن تُبْصِرَه؛ قَالَ ابنُ أَبي عَائِذٍ:
فعَيَّثَ ساعةَ أَقْفَرْنَه ... بالإِيفاقِ والرَّمْيِ، أَو باسْتِلالْ
أَبو عَمْرٍو: العَيْثُ أَن تَرْكَبَ الأَمرَ، لَا تُبالي علامَ وقَعْتَ؛ وأَنشد:
فعِثْ فِيمَنْ يَليكَ بِغَيْرِ قَصْدٍ، ... فإِني عائثٌ فِيمَنْ يَلِيني
والتَّعْييثُ: طَلَبُ الأَعمى الشيءَ، وَهُوَ أَيضاً طَلَبُ المُبْصِرِ إِياه فِي الظُّلمة، وَعِنْدَ كُرَاعٍ: التَّغْييثُ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ. وأَرض عَيْثةٌ: سَهْلة. وإِذا كَانَتِ الأَرضُ دَهِسةً، فَهِيَ عَيْثةٌ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: العَيْثةُ الأَرضُ السَّهلة؛ قَالَ ابْنُ أَحمر الْبَاهِلِيُّ:
إِلى عَيثةِ الأَطْهارِ، غَيَّرَ رَسْمَها ... بَناتُ البِلى، مَن يُخْطِئِ المَوتُ يَهرَمِ
والعَيْثةُ: أَرضٌ عَلَى القِبلة مِنَ العامريَّة؛ وَقِيلَ: هِيَ رَملٌ مِنْ تَكْريتَ؛ وَيُرْوَى بَيْتُ القَطامِيِّ:
سَمِعْتُها، ورِعانُ الطَّوْدِ مُعْرِضةٌ ... مِنْ دُونها، وكَثيبُ العَيْثةِ السَّهْلُ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَعْرَفُ: وكثيبُ الغَيْثةِ. الأَصمعي: عَيْثةُ بَلَدٌ بالشُّرَيفِ؛ وَقَالَ المُؤَرِّجُ: العَيْثةُ بالجزيرة.