لسان العرب فصل اللام
لبث: اللَّبْثُ واللَّبَاثُ: المُكْثُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً
. الفرَّاء: النَّاسُ يقرؤُون لَابِثِينَ، وَرُوِيَ عَنْ عَلْقَمَةَ
أَنه قرأَ لَبِثِينَ، قَالَ: وأَجود الْوَجْهَيْنِ لَابِثِينَ، لأَن
لَابِثِينَ إِذا كَانَتْ فِي مَوْضِعِ «1» .... فَتَنْصِب كَانَتْ
بالأَلِف، مثلَ الطامِعِ وَالْبَاخِلِ. قَالَ: واللَّبِثُ البطيءُ،
وَهُوَ جَائِزٌ كَمَا يُقَالُ: طامِعٌ وطمِعٌ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ.
وَلَوْ قُلْتَ: هُوَ طمِعٌ فِيمَا قِبَلَكَ كَانَ جَائِزًا. قَالَ أَبو
مَنْصُورٍ: يُقَالُ لَبِثَ لُبْثاً ولَبْثاً ولُبَاثاً، كُلُّ ذَلِكَ
جَائِزٌ. وتَلَبَّثَ تَلَبُّثاً، فَهُوَ مُتَلَبِّثٌ. قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ: مَصْدَرُ لَبِثَ لَبْثاً عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، لأَن
الْمَصْدَرَ مِنْ فَعِلَ، بِالْكَسْرِ، قِيَاسُهُ التَّحْرِيكُ إِذا
لَمْ يتعدَّ مِثْلَ تَعِب تَعَباً، قَالَ: وَقَدْ جاءَ فِي الشِّعْرِ
عَلَى الْقِيَاسِ، قَالَ جَرِيرٌ:
وَقَدْ أَكُونُ عَلَى الحاجاتِ ذَا لَبَثٍ، ... وأَحْوَذِيّاً، إِذا
انضمَّ الذَّعاليبُ
فَهُوَ لَابِثٌ ولبِثٌ أَيضاً. ابْنُ سِيدَهْ: لَبِثَ بِالْمَكَانِ
يَلْبَثُ لَبْثاً ولُبْثاً ولَبَثَاناً ولَباثَةً ولبِيثَةً،
وأَلبثتُهُ أَنا، ولبَّثْتُهُ تَلْبِيثًا، وتَلَبَّثَ: أَقام، وأَنشد
ابْنُ الأَعرابي:
غرَّكِ منِّي شَعَثي ولَبَثي، ... ولِمَمٌ، حَوْلَك، مِثلُ الحُرْبُثِ
مَعْنَاهُ: أَنه شَيْخٌ كَبِيرٌ، فأَخبر أَنه إِذا مَشَى لَمْ يَلْحَقْ
مِنْ ضَعْفِهِ، فَهُوَ يَتَلَبَّثُ، وَشَبَّهَ لَمَمَ الشُّبَّانِ فِي
سَوَادِهَا بالحُرْبُث، وَهُوَ نَبْتٌ أَسود سَهْلِيٌّ. وأَلبثه هُوَ،
قَالَ:
لَنْ يُلْبِثَ الجارَيْنِ أَنْ يَتَفَرَّقا، ... لَيْلٌ، يَكُرُّ
عليهمُ، ونهارُ «2»
قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الْجَبْهَةُ تَسْقُطُ، وَقَدْ دفِئَتِ الأَرضُ،
فإِذا حَاذَتْهَا فإِن الدِّفْءَ والرِّيَّ لَا يُلْبِثا أَن يُرْعيا،
هَكَذَا حَكَاهُ يُلْبِثا، كَقَوْلِكَ يُكْرِما، قَالَ: وَلَا أَدري
لِمَ جَزَمَهُ. وَلِي عَلَى هَذَا الأَمر لُبْثَةٌ أَي تَوَقُّفٌ.
وشيءٌ لَبِيث: لَابِثٌ. وَقَالُوا: نَجِيثٌ لَبيثٌ، إِتباع. وَمَا
لبِثَ أَن فَعَلَ كَذَا وَكَذَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَما
لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ
. وَفِي الْحَدِيثِ:
فاستلبثَ الوحْيُ
، وَهُوَ اسْتَفْعَلَ، مِن اللُّبْثِ الإِبطاءِ والتأَخرِ، يُقَالُ
لبِثَ لَبْثاً، بِسُكُونِ الْبَاءِ، وَقَدْ تُفْتَحُ قَلِيلًا عَلَى
القياس،
__________
(1) . 1 كذا بياض بالأَصل ولعل الساقط لفظ الفعل أو يلبثون.
(2) . 1 هذا البيت لجرير، وهو في ديوانه هكذا:
لا يُلبِثُ القُرَناءَ أن يتفرقوا
إلخ.
(2/182)
وَقِيلَ: اللَّبْثُ الِاسْمُ واللُّبْثُ،
بِالضَّمِّ، الْمَصْدَرُ. وقوسٌ لَباث: بَطِيئَةٌ، حَكَاهُ أَبُو
حَنِيفَةَ، وأَنشد:
يُكَلِّفُني الحجاجُ دِرعاً ومِغْفَراً، ... وطِرْفاً كَرِيمًا
رَائِعًا بِثَلاثِ
وستِّين سَهْمًا صِيغَةً يَثْربِيةً، ... وَقَوْسًا طَرُوحَ النَّبْل
غيرَ لَباثِ
وإِن الْمَجْلِسَ لَيَجْمَعُ لَبيثة مِنَ النَّاسِ إِذا كَانُوا مِنْ
قَبَائِلَ شتَّى.
لثث: لُثَّ الشجرُ: أَصابه النَّدَى. واللَّثُّ: الإِقامة. وأَلْثَثْتَ
بالمكانِ إِلْثاثاً: أَقمتَ بِهِ وَلَمْ تَبْرَحْهُ وأَلثَّ
بِالْمَكَانِ: أَقام بِهِ. وَيُقَالُ: مَثْمِثوا بِنَا سَاعَةً،
وتَمَثْمَثُوا، ولَثْلِثُوا سَاعَةً، وحَفْحِفُوا بِنَا سَاعَةً أَي
رَوِّحوا بِنَا قَلِيلًا، وأَلَثَّ عَلَيْهِ إِلثاثاً: أَلَحَّ
عَلَيْهِ ولَثْلَثَ مِثْلَهُ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: وَلَا تُلِثُّوا بدارِ مَعْجِزَةٍ
أَي لَا تُقِيمُوا بدارٍ يُعْجِزُكُمْ فِيهَا الرِّزقُ والكسبُ؛
وَقِيلَ: أَراد لَا تقِيموا بِالثُّغُورِ وَمَعَكُمُ الْعِيَالُ.
وأَلَثَّ الْمَطَرُ إِلثاثاً أَي دَامَ أَياماً لَا يُقْلِع.
وأَلَثَّتِ السَّحَابَةُ: دَامَتْ أَياماً، فَلَمْ تُقْلِع.
وتَلَثْلَثَ الغَيمُ وَالسَّحَابُ، ولثْلَثَ إِذا تَرَدَّدَ فِي
مَكَانٍ، كُلَّمَا ظَنَنْتَ أَنه ذَهَبَ جاءَ. وَتَلَثْلَثَ
بِالْمَكَانِ: تَحَبَّس وتَمَكَّثَ. وتَلَثلَثَ فِي الأَمر ولثلَث:
بِمَعْنَى تَرَدَّدَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: تَلَثْلَثْتُ فِيهَا أَحْسَبُ
الحَوْرَ أَقْصَدا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلِ أَبي عُبَيْدٍ
فِي الْمُصَنَّفِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ أَيضاً: تَلَثْلَثَتْ
تَرَدَّدَتْ فِي الأَمر وتمرَّغت؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
لطالَما لثلثتْ، رَحْلِي، مَطِيَّتُه ... فِي دِمْنةٍ، وسَرَتْ صَفْواً
بأَكدارِ
قَالَ: لَثْلَثَتْ مَرَّغَتْ. وتَلثلَثَ فِي الدَّقْعاءِ: تمرَّغ.
وتلثلثَ فِي أَمره: أَبطأَ وَتَمَكَّثَ. وَرَجُلٌ لَثْلَثٌ
ولَثْلاثَةٌ: بطيءٌ فِي كُلِّ أَمر، كُلَّمَا ظَنَنْتَ أَنه قَدْ
أَجابك إِلى الْقِيَامِ فِي حاجتك تقاعس؛ وأَنشد لرؤْبة:
لَا خيرَ فِي وُدِّ امرِئٍ مُلَثْلِث
ولَثْلَثَ الرجلَ: حَبَسَهُ. وَلَثْلَثَ كَلَامَهُ: لَمْ يُبَيِّنْه.
وَلَثْلَثَهُ عَنْ حَاجَتِهِ: حبسه.
لطث: ابْنُ الأَعرابي: اللَّطْثُ الْفَسَادُ. لَطَثَهُ «1» يَلْطُثُه
لَطْثًا: ضَرَبَهُ بِعرْض يَدِهِ أَو بِعُودٍ عَرِيضٍ. أَبو عَمْرٍو:
لَطَثَهُ بِحَجْرٍ وَلَطَسَهُ إِذا رَمَاهُ. وتلاطثَ الموجُ:
تَلَاطَمَ. وتلاطثَ القومُ: تَضَارَبُوا بِالسُّيُوفِ أَو بأَيديهم.
وَلَطَثَهُ الحِمْلُ والأَمر يَلْطُثُه لَطْثًا: ثَقُل عَلَيْهِ
وغَلُظ؛ وَقَوْلُ رؤْبة:
مَا زالَ بيعُ السَّرَقِ المُهايِثُ ... بالضعْف، حَتَّى استوقَرَ
المُلاطِثُ
قَالَ أَبو عَمْرٍو: المُلاطِثُ يَعْنِي بِهِ الْبَائِعَ؛ قَالَ:
وَيُرْوَى المَلاطِثُ، وَهِيَ الْمَوَاضِعُ الَّتِي لُطِثَتْ بالحَمْل
حَتَّى لُهِدَت. ومِلْطَثٌ: اسْمٌ.
لعث: الأَلْعَثُ: الثَّقِيلُ البطيءُ مِنَ الرِّجَالِ. وَقَدْ لَعِثَ
لَعَثاً، قَالَ أَبُو وَجْرَةَ السَّعْدِيُّ:
ونَفَضْتُ عَنِّي نومَها، فسريتُها ... بالقومِ مِنْ تَهِمٍ، وأَلْعَثَ
وَانِي
والتَّهِمُ والتَّهِنُ: الَّذِي قَدْ أَثقله النُّعَاسُ.
__________
(1) . قوله [لطثه] مقتضى صنيع القاموس أَنه من باب كتب.
(2/183)
لغث: اللغِيثُ: الطَّعَامُ الْمَخْلُوطُ
بِالشَّعِيرِ كالبَغيثِ، عَنْ ثَعْلَبٍ، وباعَتُه يُقَالُ لَهُمْ:
البُغَّاثُ واللُّغَّاثُ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ: وأَنتم تَلْعَثُونها
أَي تأْكلونها، مِنَ اللَّغيث، وَهُوَ طعامٌ يُغَش بِالشَّعِيرِ،
وَيُرْوَى تَرْغَثُونها أَي ترضَعُونها «2» .
لقث: لَقَثَ الشيءَ لَقْثاً: أَخذه بِسُرْعَةٍ وَاسْتِيعَابٍ، وَلَيْسَ
بِثَبَتٍ.
لكث: اللَّكَثُ: الوسَخُ مِنَ اللَّبَنِ يجمُدُ عَلَى حَرْفِ الإِناءِ،
فتأْخذه بِيَدِكَ. ولكَثَه لكْثاً ولِكاثاً: ضَرَبَهُ بِيَدِهِ أَو
رِجْلِهِ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
مُدِلٌّ يَعَضُّ، إِذا نالهُنَّ ... مِراراً، ويُدْنِينَ فاهُ لِكاثا
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اللَّكْثُ واللِّكاث الضَّرْبُ، وَلَمْ
يَخُصَّ يَدًا وَلَا رِجْلًا؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: اللُّكاث الضَّرْبُ،
بِالضَّمِّ، واللُّكاثَةُ أَيضا: داءٌ يأْخذ الْغَنَمَ فِي أَشداقها
وَشِفَاهِهَا، وَهُوَ مِثْلُ القُرح، وَذَلِكَ فِي أَول مَا تكدِمُ
النبتَ، وَهُوَ قَصِيرٌ، صَغِيرُ الْفَرْعِ. اللِّحْيَانِيُّ: اللُّكاث
والنُّكاثُ داءٌ يأْخذ الإِبل، وَهُوَ شِبْهُ البَثْر يَأْخُذُهَا فِي
أَفواهها. ثَعْلَبٌ عَنْ سَلَمَةَ عَنِ الْفَرَّاءِ: اللُّكاثيُّ
الرَّجُلُ الشَّدِيدُ الْبَيَاضِ، مأْخوذ مِنَ اللُّكاث، وَهُوَ
الْحَجَرُ البَرَّاقُ الأَملس، وَيَكُونُ فِي الجِصِّ. عَمْرٌو عَنْ
أَبيه: اللُّكَّاثُ الجصَّاصُون، والصُّنَّاع مِنْهُمْ لا التجار.
لهث: اللَّهَثُ واللُّهاثُ: حَرُّ الْعَطَشِ فِي الْجَوْفِ.
الْجَوْهَرِيُّ: اللَّهَثان، بِالتَّحْرِيكِ: الْعَطَشُ،
وَبِالتَّسْكِينِ: الْعَطْشَانُ؛ والمرأَة لَهْثى. وَقَدْ لَهِث
لَهاثاً مِثْلُ سَمِعَ سَمَاعًا. ابْنُ سِيدَهْ: لَهَث الْكَلْبُ،
بِالْفَتْحِ، ولَهِثَ يَلْهَث فِيهِمَا لهْثاً: دَلَع لِسَانَهُ مِنْ
شِدَّةِ الْعَطَشِ وَالْحَرِّ؛ وَكَذَلِكَ الطَّائِرُ إِذا أَخرج
لِسَانَهُ مِنْ حَرٍّ أَو عَطَشٍ. ولَهَثَ الرَّجُلُ ولهِث يلهَثُ فِي
اللُّغَتَيْنِ جَمِيعًا لَهَثاً، فَهُوَ لَهْثانُ: أَعيا.
الْجَوْهَرِيُّ: لَهَث الْكَلْبُ، بِالْفَتْحِ، يَلْهَثُ لَهْثاً
ولُهاثاً، بِالضَّمِّ، إِذا أَخرج لسانه من التَّعَبِ أَو الْعَطَشِ؛
وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ إِذا أَعيا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ:
كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ
يَلْهَثْ
؛ لأَنك إِذا حملتَ عَلَى الْكَلْبِ نَبَحَ وولَّى هَارِبًا، وإِن
تَرَكْتَهُ شدَّ عَلَيْكَ وَنَبَحَ، فَيُتْعِبُ نَفْسَهُ مُقْبِلًا
عَلَيْكَ وَمُدْبِرًا عَنْكَ، فَيَعْتَرِيهِ عِنْدَ ذَلِكَ مَا
يَعْتَرِيهِ عِنْدَ الْعَطَشِ مِنْ إِخراج اللِّسَانِ. قَالَ أَبو
إِسحاق: ضَرَبَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، لِلتَّارِكِ لِآيَاتِهِ
وَالْعَادِلِ عَنْهَا أَخَسَّ شيءٍ فِي أَخَسِّ أَحواله مَثَلًا،
فَقَالَ: فمثَله كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن كَانَ الْكَلْبُ لَهْثان،
وَذَلِكَ أَنَّ الْكَلْبَ إِذا كَانَ يَلْهَثُ، فَهُوَ لَا يَقْدِرُ
لِنَفْسِهِ عَلَى ضرٍّ وَلَا نَفْعٍ، لأَن التَّمْثِيلَ بِهِ عَلَى
أَنه يَلْهَثُ عَلَى كُلِّ حَالٍ، حملْتَ عَلَيْهِ أَو تركتَهُ،
فَالْمَعْنَى فمثَله كَمَثَلِ الْكَلْبِ لَاهِثًا. وَقَالَ اللَّيْثُ:
اللَّهثُ لَهْثُ الْكَلْبِ عِنْدَ الإِعياءِ، وَعِنْدَ شِدَّةِ الحرِّ،
هُوَ إِدْلاعُ اللِّسَانِ مِنَ الْعَطَشِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنَّ امرأَةً بَغيّاً رأَت كَلْبًا يَلْهَثُ فَسَقَتْهُ فغُفِر لَهَا.
وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ: فِي سَكْرَةٍ مُلْهِثَةٍ
أَي مُوقعةٍ فِي اللَّهْثِ. وَقَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فِي المرأَة اللهْثى وَالشَّيْخِ الْكَبِيرِ
إِنهما يُفْطِران فِي رَمَضَانَ ويُطْعِمان.
وَيُقَالُ: بِهِ لُهاث شَدِيدٌ، وَهُوَ شدة العطش؛ قال
__________
(2) . أَهمل المصنف [ل ف ث] وذكرها صاحب القاموس وشرحه ونصه: لفث:
الألفث، بالفاء: أَهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الصاغاني: هو
الأَحمق مثل الألفت، بالمثناة. واستلفث ما عنده: استنبط واستقصى.
واستلفث الخبر: كتمه. وكذا حاجته: قضاها. واستلفث الرعي، بكسر فسكون
إِذا رعاه وَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا.
(2/184)
الرَّاعِي يَصِفُ إِبلًا:
حَتَّى إِذا بَردَ السِّجالُ لُهاثَها، ... وجَعلْنَ خَلْفَ غُروضِهنَّ
ثَمِيلَا
السِّجَالُ: جَمْعُ سَجْل، وَهِيَ الدَّلْوُ المملوءَة.
وَالثَّمِيلَةُ: الْبَقِيَّةُ مِنَ الماءِ تَبْقَى فِي جَوْفِ
الْبَعِيرِ. والغُرُوض: جَمْعُ غَرْض وَهُوَ حِزَامُ الرَّحْلِ.
وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: اللُّهْثة التَعبُ. واللُّهْثة أَيضاً: العطَش.
واللُّهثة أَيضاً: الحمْراءُ الَّتِي تَرَاهَا فِي الْخُوصِ إِذا
شَقَقْتَهُ. الفراءُ: اللُّهاثيُّ مِنَ الرِّجَالِ الْكَثِيرُ الخِيلان
الحُمْر فِي الْوَجْهِ، مأْخوذ مِنَ اللُّهاث، وَهِيَ النقَط الْحُمْرُ
الَّتِي فِي الْخُوصِ إِذا شَقَقْتَهُ. أَبو عَمْرٍو: اللُّهَّاث
عَامِلُو الخُوص مُقْعَدات، وَهِيَ الدَّواخِلُ، وَاحِدَتُهَا
مُقْعَدة، وَهِيَ الوشِيخةُ «1» والوشَخَةُ والشَّوْغَرةُ
والمُكَعَّبةُ، والله أَعلم.
لوث: التَّهْذِيبُ، ابْنُ الأَعرابي: اللَّوْثُ الطيُّ. واللوثُ:
اللَّيُّ. وَاللَّوْثُ: الشرُّ. واللَّوْثُ: الجِراحات. وَاللَّوْثُ:
المُطالبات بالأَحْقاد. واللَّوثُ: تَمْريغُ اللُّقْمَةِ فِي
الإِهالَة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَاللَّوْثُ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ
شِبْهُ الدَّلَالَةِ، وَلَا يَكُونُ بَيِّنَةً تَامَّةً؛ وَفِي حَدِيثِ
الْقَسَامَةِ ذكرُ اللوثِ،
وَهُوَ أَن يَشْهَدَ شَاهِدٌ وَاحِدٌ عَلَى إِقرار الْمَقْتُولِ،
قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، أَن فُلَانًا قَتَلَنِي أَو يَشْهَدَ شَاهِدَانِ
عَلَى عَدَاوَةٍ بَيْنِهِمَا، أَو تَهْدِيدٍ مِنْهُ لَهُ، أَو نَحْوَ
ذَلِكَ
، وَهُوَ مِنَ التَّلَوُّث التلطُّخ؛ يُقَالُ: لَاثَهُ فِي التُّرَابِ
وَلَوَّثَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: اللَّوْثُ البُطْءُ فِي الأَمر. لوِثَ
لَوَثاً والتاثَ، وَهُوَ أَلوَثُ. وَالْتَاثَ فُلَانٌ فِي عَمَلِهِ أَي
أَبطأَ. واللُّوثَةُ، بِالضَّمِّ: الاسترخاءُ والبطءُ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي ذَرٍّ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، إِذا الْتَاثَتْ رَاحِلَةُ أَحدنا طَعَنَ بالسَّروة
، وَهِيَ نَصْلٌ صَغِيرٌ، وَهُوَ مِنَ اللُّوثَةِ الاسترخاءِ والبطءِ.
وَرَجُلُ ذُو لُوثة: بطيءٌ مُتَمَكِّث ذُو ضَعْفٍ. وَرَجُلٌ فِيهِ
لُوثة أَي استرخاءٌ وَحُمْقٌ، وَهُوَ رَجُلٌ أَلوَثُ. وَرَجُلٌ أَلوث:
فِيهِ استرخاءٌ، بيِّن اللوَث؛ وَدِيمَةٌ لَوثاءُ. والمُلَيَّث مِنَ
الرِّجَالِ: البَطيءُ لِسِمَنِهِ. وَسَحَابَةٌ لوثاءٌ: بِهَا بُطْءٌ؛
وإِذا كَانَ السَّحَابُ بَطِيئًا، كَانَ أَدوم لِمَطَرِهِ؛ قَالَ
الشَّاعِرُ:
مِنْ لَفْحِ ساريةٍ لوثاءَ تَهْمِيم
قَالَ اللَّيْثُ: اللوثاءُ الَّتِي تَلُوثُ النباتَ بَعْضَهُ عَلَى
بَعْضٍ، كَمَا تَلُوثُ التِّبْنَ بِالْقَتِّ؛ وَكَذَلِكَ التلوُّث
بالأَمر. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: السَّحَابَةُ اللوثاءُ الْبَطِيئَةُ،
وَالَّذِي قَالَهُ اللَّيْثُ فِي اللوثاءِ لَيْسَ بِصَحِيحٍ.
الْجَوْهَرِيُّ: وَمَا لَاثَ فُلَانٌ أَن غَلَبَ فُلَانًا أَي مَا
احْتَبَسَ. والأَلْوث: الأَحمق، كالأَثْوَل؛ قَالَ طُفَيْلٌ
الْغَنَوِيُّ:
إِذا مَا غَزَا لَمْ يُسْقِطِ الخوْفُ رُمحَهُ، ... وَلَمْ يَشْهدِ
الْهَيْجَا بأَلْوَثَ مُعْصِم
ابْنُ الأَعرابي: اللُّوثُ جَمْعُ الأَلْوث، وَهُوَ الأَحمق
الْجَبَانُ؛ وقال ثمامة بن المخبر السَّدُوسِيُّ:
أَلا رُبَّ مُلْتاثٍ يَجُرُّ كساءَه، ... نَفى عَنْهُ وُجْدانَ
الرِّقينَ العَرائما «2»
يَقُولُ: رُبَّ أَحمق نَفَى كَثْرَةُ مَالِهِ أَن يُحَمَّق؛ أَراد أَنه
أَحمق قَدْ زيَّنه مَالُهُ، وَجَعَلَهُ عِنْدَ عَوَامِّ الناس عاقلًا.
__________
(1) . قوله [الوشيخة] كذا في الأَصل بلا نقط ولا شكل والذي في القاموس
الوشخ.
(2) . قوله [العرائما] كذا بالأَصل وشرح القاموس. ولعله القرائما جمع
قرامة، بالضم، العيب.
(2/185)
واللُّوثة: مَسُّ جُنُونٍ. ابْنُ سِيدَهْ:
وَاللُّوثَةُ كالأَلوث؛ واللُّوثة واللَّوْثة: الْحُمْقُ والاسترخاءُ
وَالضَّعْفُ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَقِيلَ: هِيَ، بِالضَّمِّ،
الضَّعْفُ، وَبِالْفَتْحِ، القوَّة وَالشِّدَّةُ. وَنَاقَةٌ ذاتُ
لَوْثة ولَوْث أَي قُوَّةٍ؛ وَقِيلَ: نَاقَةٌ ذَاتُ لَوْثة أَي
كَثِيرَةُ اللَّحْمِ وَالشَّحْمِ، وَيُقَالُ: نَاقَةٌ ذَاتُ هَوَج.
واللَّوْث، بِالْفَتْحِ: القوَّة؛ قَالَ الأَعشى:
بذاتِ لَوْث عَفَرْناة، إِذا عَثَرَت، ... فالتعْسُ أَدنى لَهَا مِنْ
أَن يُقال: لَعا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: مِن أَن أَقول لَعَا، قَالَ
وَكَذَا هُوَ فِي شِعْرِهِ، وَمَعْنَى ذَلِكَ أَنها لَا تَعْثُرُ
لقوَّتها، فَلَوْ عَثَرَتْ لَقُلْتُ: تَعِست وَقَوْلُهُ: بِذَاتِ
لَوْثٍ مُتَعَلِّقٌ بِكلَّفت فِي بَيْتٍ قَبْلَهُ، وَهُوَ:
كَلَّفْتُ مَجْهُولَها نَفْسي، وَشَايَعَنِي ... هَمِّي عَلَيْهَا،
إِذا مَا آلُها لمَعا
الأَزهري قَالَ: أَنشدني الْمَازِنِيُّ:
فالتاثَ مِنْ بعدِ البُزُولِ عامَينْ، ... فاشتدَّ ناباهُ، وغَيْرُ
النابَينْ
قَالَ: التاثَ افْتَعَلَ مِنَ اللَّوث، وَهُوَ القوَّة. واللُّوثة:
الهَيْج. الأَصمعي: اللَّوثة الحُمقة، واللَّوثة العَزْمة بِالْعَقْلِ.
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اللُّوثة واللَّوثة بمعنة الْحُمْقَةِ، فإِن
أَردت عَزْمَةَ الْعَقْلِ قُلْتَ: لَوْث أَي حَزْم وقوَّة. وَفِي
الْحَدِيثِ:
أَن رَجُلًا كَانَ بِهِ لُوثة، فَكَانَ يُغْبَنُ فِي الْبَيْعِ
، أَي ضَعْفٌ فِي رأْيه، وَتَلَجْلُجٌ فِي كَلَامِهِ. اللَّيْثُ:
نَاقَةٌ ذَاتُ لَوْث وَهِيَ الضَّخْمة، وَلَا يَمْنَعُهَا ذَلِكَ مِنَ
السُّرْعَةِ. وَرَجُلٌ ذُو لَوْث أَي ذُو قوَّة. وَرَجُلٌ فِيهِ لُوثة
إِذا كَانَ فِيهِ استرخاءٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ شَاعِرًا
غَالَبَهُ فَغَلَبَهُ فَقَالَ:
وَقَدْ رأَى دونيَ مِنْ تَجَهُّمِي ... «1» أُمَّ الرُّبَيْقِ.
والأُرَيْقِ المُزْنَم،
فَلَمْ يُلِثْ شَيطانَهُ تَنَهُّمي
يَقُولُ: رأَى تَجَهُّمِي دُونَهُ مَا لَا يَسْتَطِيعُ أَن يَصِلَ
إِليَّ أَي رأَى دُونِيَ دَاهِيَةً، فَلَمْ يُلِثْ أَي لَمْ يُلْبِث
تَنَهُّمِي إِياه أَي انْتِهَارِي. وَاللَّيْثُ: الأَسد؛ زَعَمَ
كُرَاعٌ أَنه مُشْتَقٌّ مِنَ اللَّوْثِ الَّذِي هُوَ الْقُوَّةُ؛ قَالَ
ابْنُ سِيدَهْ: فإِن كَانَ ذَلِكَ، فالياءُ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ،
قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا بِقَوِيٍّ لأَن الْيَاءَ ثَابِتَةٌ فِي جَمِيعِ
تَصَارِيفِهِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي الْيَاءِ. واللِّيثُ، بِالْكَسْرِ:
نَبَاتٌ مُلْتَفٌّ؛ صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا.
والأَلوث: البطِيء الْكَلَامِ، الكلِيلُ اللِّسَانِ، والأُنثى لَوْثاء،
وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. ولاثَ الشيءَ لَوْثاً: أَداره مَرَّتَيْنِ
كَمَا تُدارُ العِمامة والإِزار. وَلَاثَ الْعِمَامَةَ عَلَى رأْسه
يلُوثها لَوْثاً أَي عَصَبَهَا؛ وَفِي الْحَدِيثِ:
فَحَلَلْتُ مِنْ عِمَامَتِي لَوْثاً أَو لَوْثَين
أَي لَفَّةً أَو لَفَّتَيْنِ. وَفِي حَدِيثٍ:
الأَنبذةُ والأَسقية الَّتِي تُلاث عَلَى أَفواهها
أَي تُشَدّ وَتُرْبَطُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنَّ امرأَة مِنْ بَنِي إِسرائيل عَمَدت إِلى قَرْن مِنْ قُرُونها
فلاثَتْه بِالدُّهْنِ
أَي أَدارته؛ وَقِيلَ: خَلَطَتْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ، حَدِيثِ ابْنِ
جَزْء: ويلٌ لِلَّوَّاثين الَّذِينَ يَلُوثون مَعَ البَقر ارفعْ يَا
غُلَامُ ضعْ يَا غُلَامُ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْحَرْبِيُّ:
أَظنه الَّذِينَ يُدارُ عَلَيْهِمْ بأَلوان الطَّعَامِ، مِنَ اللَّوْث،
وَهُوَ إِدارة الْعِمَامَةِ.
وَجَاءَ رَجُلٌ إِلى أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
فَوَقَفَ عَلَيْهِ وَلَاثَ لَوْثًا مِنْ كَلَامِ، فسأَله عُمَرُ
فَذَكَرَ أَنَّ ضَيْفًا نَزَلَ بِهِ فزنَى بِابْنَتِهِ
؛ وَمَعْنَى لاث أَي
__________
(1) . قوله [رَأَى دُونِيَ مِنْ تَجَهُّمِي إلخ] كذا بالأَصل.
(2/186)
لَوَى كَلَامَهُ، وَلَمْ يُبَيِّنْهُ
وَلَمْ يَشْرَحْهُ وَلَمْ يُصَرِّحْ بِهِ. يُقَالُ: لَاثَ بِالشَّيْءِ
يَلُوثُ بِهِ إِذا أَطاف بِهِ. وَلَاثَ فُلَانٌ عَنْ حَاجَتِي أَي
أَبطأَ بِهَا؛ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: أَصل اللَّوْثِ الطَّيُّ؛ لُثْت
الْعِمَامَةَ أَلُوثها لَوْثاً. أَراد أَنه تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ
مَطْويّ، لَمْ يُبَيِّنْهُ لِلِاسْتِحْيَاءِ، حَتَّى خَلَا بِهِ؛
وَلَاثَ الرَّجُلُ يلوثُ أَي دَارَ. وَفُلَانٌ يَلُوث بِي أَي يَلُوذ
بِي. ولاث يلُوث لَوْثاً: لزِمَ وَدَارَ «1» ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي:
وأَنشد:
تَضْحَك ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعاثِ ... مِنْ عَزَبٍ، لَيْسَ بِذِي
مَلاثِ
أَي لَيْسَ بِذِي دارٍ يَأْوي إِليها وَلَا أَهل. وَلَاثَ الشَّجَرُ
وَالنَّبَاتُ، فَهُوَ لائثٌ ولاثٌ ولاثٍ: لَبِسَ بَعْضُهُ بَعْضًا
وتَنَعَّمَ؛ وَكَذَلِكَ الكلأُ، فأَما لَائِثٌ فَعَلَى وَجْهِهِ، وأَما
لاثٌ فَقَدْ يَكُونُ فَعِلًا، كبَطِرٍ وفَرِقٍ، وَقَدْ يَكُونَ
فَاعِلًا ذَهَبَتْ عَيْنُهُ. وأَما لاثٍ فَمَقْلُوبٌ عَنْ لَائِثٍ، مِن
لَاثَ يَلُوثُ، فَهُوَ لائثٌ، وَوَزْنُهُ فالعٌ؛ قَالَ:
لاثٍ بِهِ الأَشاءُ والعُبْريُ
وَشَجَرٌ ليِّثٌ كَلاثٍ؛ والتاثَ وأَلاثَ، كَلاث؛ وقد لَاثَهُ المطرُ
ولَوَّثه. واللَّائث واللاثُ مِن الشَّجَرِ وَالنَّبَاتِ: مَا قَدِ
الْتَبَسَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ؛ تَقُولُ الْعَرَبُ: نَبَاتٌ لائثٌ
ولاثٍ، عَلَى الْقَلْبِ؛ وَقَالَ عَدِيٌّ:
ويَأْكُلْنَ مَا أَغْنى الوَلِيُّ وَلَمْ يُلِثْ، ... كأَنَّ بِحافات
النِّهاء مَزارِعا
أَي لَمْ يَجْعَلْهُ لَائِثًا. وَيُقَالُ: لَمْ يُلِثْ أَي لَمْ يُلِثْ
بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، مِن اللَّوْثِ، وهو اللَّيّ. وقال الوري «2» :
لَمْ يُلِثْ لَمْ يُبْطئْ. أَبو عُبَيْدٍ: لاثٍ بِمَعْنَى لَائِثٍ،
وَهُوَ الَّذِي بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ. وأَلْوَثَ الصِلِّيانُ: يَبِسَ
ثُمَّ نَبَتَ فِيهِ الرَّطْب بَعْدَ ذَلِكَ، وَقَدْ يَكُونُ فِي
الضَّعَةِ والهَلْتَى والسَّحَمِ، وَلَا يَكَادُ يُقَالُ فِي
الثُّمَام، وَلَكِنْ يُقَالُ فِيهِ: بَقَلَ، وَلَا يُقَالُ فِي
العَرْفج: أَلْوَثَ، وَلَكِنْ أَدْبَى وامْتَعَسَ زِئْبِرُه. وَدِيمَةٌ
لَوْثاءُ: تَلُوثُ النَّبَاتَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ. وَكُلُّ مَا
خَلَطْتَه ومَرَسْتَهُ: فَقَدَ لُثْتَه ولَوَّثْته، كَمَا تلوثُ
الطِّينَ بِالتِّبْنِ والجِصَّ بِالرَّمْلِ. ولَوَّث ثِيابه بِالطِّينِ
أَي لطَّخها. ولَوَّث الْمَاءَ: كدَّره. الْفَرَّاءُ: اللُّوَاثُ
الدَّقِيقُ الَّذِي يُذَرُّ عَلَى الخِوانِ، لِئلا يَلْزَق بِهِ
الْعَجِينُ. وَفِي النَّوَادِرِ: رأَيت لُواثة ولَوِيثةً مِنَ النَّاسِ
وهُواشة أَي جَمَاعَةً، وَكَذَلِكَ مِنْ سَائِرِ الْحَيَوَانِ.
واللَّوِيثَةُ، عَلَى فعِيلة: الْجَمَاعَةُ مِنْ قَبَائِلَ شتَّى.
وَالِالْتِيَاثُ: الاختِلاط وَالِالْتِفَافُ؛ يُقَالُ: الْتاثَتِ
الخطُوب، والتاثَ برأْس الْقَلَمِ شعَرة، وإِنَّ الْمَجْلِسَ
لِيَجْمَعُ لَوِيثَةً مِنَ النَّاسِ أَي أَخلاطاً لَيْسُوا مِنْ
قَبِيلَةٍ وَاحِدَةٍ. وَنَاقَةٌ ذاتُ لَوْثٍ أَي لَحْمٍ وسِمَنٍ قَدْ
لِيثَ بِهَا. وَالْمُلَاثُ والمِلْوَث: السَّيِّدُ الشَّرِيفُ لأَنَّ
الأَمر يُلاثُ بِهِ ويُعْصَب أَي تُقْرَنُ بِهِ الأُمور وتُعْقَدُ،
وَجَمْعُهُ مَلاوِث. الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ لِلْقَوْمِ الأَشراف إِنهم
لمَلاوِث أَي يُطَافُ بِهِمْ ويُلاث؛ وَقَالَ:
هلَّا بَكَيْت مَلاوِثاً ... مِنْ آلِ عبدِ مَناف؟
ومَلاويثُ أَيضا: فأَما قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيِّ، أَنشده
__________
(1) . قوله [لزم ودار] كذا بالأَصل والذي في القاموس اللوث لزوم الدار
انتهى. فمعنى لاث لزم الدار.
(2) . كذا في الأصل بلا نقط ولا شكل ويكمن أَنه البوري نسبة إلى بور،
بضم الباء، بلدة بفارس خرج منها مشاهير، والله أَعلم.
(2/187)
أَبو يَعْقُوبَ:
كَانُوا مَلاوِيثَ، فاحْتاجَ الصديقُ لَهُمْ، ... فَقْدَ البلادِ، إِذا
مَا تُمْحِلُ، الْمَطَرَا
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنما أَلحق الياء لإتمام الْجُزْءِ، وَلَوْ
تَرَكَهُ لَغَنِيَ عَنْهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فَقْدَ مَفْعُولٌ
مِنْ أَجله أَي احْتَاجَ الصِّدِّيقُ لَهُمْ لمَّا هَلَكُوا، كَفَقْدِ
الْبِلَادِ الْمَطَرَ إِذا أَمحلت؛ وَكَذَلِكَ المَلاوِثَة؛ وَقَالَ:
منَعْنَا الرَّعْلَ، إِذ سَلَّمْتُموه، ... بِفِتيانٍ مَلاوِثَةٍ جِلاد
وَفِي الْحَدِيثِ:
فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنَ الصَّلَاةِ لَاثَ بِهِ النَّاسُ
أَي اجْتَمَعُوا حَوْلَهُ؛ يُقَالُ: لَاثَ بِهِ يَلُوثُ وأَلاث،
بِمَعْنًى. واللِّثَةُ: مَغْرِزُ الأَسنان، مِنْ هَذَا الْبَابِ فِي
قَوْلِ بَعْضِهِمْ، لأَن اللَّحْمَ لِيثَ بأُصولها. وَلَاثَ الوَبَر
بالفَلْكة: أَداره بِهَا؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
إِذا طَعَنْتُ بِهِ، مالتْ عِمامتُهُ، ... كَمَا يُلاثُ برأْسِ
الفَلْكَةِ الوَبَرُ
وَلَاثَ بِهِ يَلُوثُ: كَلَاذَ. وإِنه لَنِعْمَ المَلاثُ للضِّيفان أَي
المَلاذ؛ وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن ثَاءَ لَاثَ هَاهُنَا بَدَلٌ مِنْ
ذَالِ لَاذَ؛ يُقَالُ: هُوَ يَلُوذُ بِي وَيُلَوِّثُ. واللُّوث: فِراخ
النَّحْل، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ.
ليث: اللَّيثُ: الشِّدَّةُ والقوَّة. ورجلٌ مِلْيَثٌ: شديدُ
الْعَارِضَةِ، وَقِيلَ: شديدٌ قويٌّ. واللَّيثُ: الأَسد، وَالْجَمْعُ
لُيُوثٌ. وإِنه لَبَيِّنُ اللِّياثة. واللَّيث: الشُّجَاعُ بيِّن
اللُّيُوثة، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه عَلَى التَّشْبِيهِ،
وَكَذَلِكَ الأَليث. وتَلَيَّثَ واسْتَلْيَثَ ولَيَّثَ: صَارَ
كاللَّيْثِ. ابْنُ الأَعرابي: الأَلْيَثُ الشُّجَاعُ، وَجَمْعُهُ
لِيثٌ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ أَنه كَانَ يُوَاصِلُ ثَلَاثًا ثُمَّ يُصْبِحُ،
وَهُوَ أَلْيَثُ أَصحابه
، أَي أَشدُّهم وأَجْلَدُهم، وَبِهِ سُمِّيَ الأَسد لَيْثاً، واللَّيثُ
الأَسد، وَالْجَمْعُ لُيُوثٌ، وَيُقَالُ: يُجْمَعُ الليثُ مَلْيَثَةً،
مِثلَ مَسْيَفَةٍ ومَشْيَخَةٍ، قَالَ الهُذَليُّ:
وأَدْرَكَتْ مِنْ خثيمٍ ثَمَّ مَلْيَثَةً، ... مِثْلَ الأُسُودِ، عَلَى
أَكْنافِها اللِّبَدُ
وَاللَّيْثُ فِي لُغَةِ هُذَيْلٍ: اللَّسِنُ الجَدِلُ، وَقَالَ عَمْرُو
بْنُ بَحْرٍ: الليثُ ضَرْبٌ مِنَ الْعَنَاكِبِ، قَالَ: وَلَيْسَ شَيْءٌ
مِنَ الدَّوَابِّ مِثْلَهُ فِي الحِذْقِ والخَتْلِ، وصوابِ الوَثْبَةِ
والتَّسْدِيدِ، وسرعةِ الخَطْفِ والمُدَاراة، لَا الكلبُ وَلَا عَناقُ
الأَرض، وَلَا الفهدُ وَلَا شَيْءٌ مِنْ ذَوَاتِ الأَربع، وإِذا عاينَ
الذبابَ سَاقِطًا لَطأَ بالأَرض، وسَكَّنَ جَوَارِحَهُ ثُمَّ جَمَعَ
نَفْسَهُ وأَخَّرَ الوَثْبَ إِلى وَقْتِ الغِرَّة، وَتَرَى مِنْهُ
شَيْئًا لَمْ ترَه فِي فَهْدٍ وإِن كَانَ مَوْصُوفًا بِالْخَتْلِ
لِلصَّيْدِ. ولايَثَهُ: زَايَلَهُ مُزَايَلَةَ اللَّيثِ. واللَّيْثُ:
الْعَنْكَبُوتُ، وَقِيلَ: الَّذِي يأْخذ الذُّبابَ، وَهُوَ أَصغر مِنَ
الْعَنْكَبُوتِ. ولايَثْتُ فُلَانًا: زَاوَلْتُهُ مُزَاوَلَةً، قَالَ
الشَّاعِرُ:
شَكِسٌ، إِذا لايَثْتَه، لَيْثِيُ
وَيُقَالُ: لايَثَه أَي عَامَلَهُ مُعَامَلَةَ اللَّيْثِ، أَو
فَاخَرَهُ بالشَّبه بِاللَّيْثِ. وَقَوْلُهُمْ: إِنه لأَشْجَعُ مِنْ
لَيْثِ عِفِرِّينَ، قَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ الأَسد، وَقَالَ الأَصمعي
هُوَ دَابَّةٌ مِثْلُ الحِرْباء تتعرَّض لِلرَّاكِبِ، نُسِبَ إِلى
عِفِرِّينَ: اسْمِ بَلَدٍ، قَالَ الشَّاعِرُ:
فَلَا تَعْذِلي فِي حُنْدُجٍ، إِنَّ حُنْدُجاً ... ولَيْثَ عِفِرِّينٍ،
عَليَّ، سَواءُ
(2/188)
وليثُ عِفِرِّينَ مَذْكُورٌ فِي موضعه. واللِّيثُ: نبات اشْتَعَلَ
وَرَقًا، وَقِيلَ: أَخرج زَهْرَهُ. واللَّيث: أَن يَكُونَ فِي الأَرض
يَبِيسٌ فَيُصِيبَهُ مَطَرٌ فَيَنْبُتَ، فَيَكُونَ نِصْفُهُ أَخضر
وَنِصْفُهُ أَصفر. وَمَكَانٌ مَلِيثٌ ومَلُوثٌ وَكَذَلِكَ الرأْس إِذا
كَانَ بَعْضُ شَعْرِهِ أَسود وَبَعْضُهُ أَبيض. واللِّيثُ،
بِالْكَسْرِ: نَبَاتٌ مُلْتَفٌّ، صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ
مَا قَبْلَهَا، وَقَدْ تقدَّم. واللَّيْثُ: وَادٍ مَعْرُوفٌ
بِالْحِجَازِ. وَبَنُو لَيْثٍ: بَطْنٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: حيٌّ مِنَ
كِنَانَةَ. وتَلَيَّثَ فُلَانٌ ولَيَّثَ ولُيِّثَ: صَارَ لَيْثِيَّ
الهَوَى والعَصَبِيَّةِ، قَالَ رُؤْبَةُ:
دُونك مَدْحاً مِنْ أَخٍ مُلَيَّثِ ... عَنْكَ، بِمَا أَوْلَيْتَ في
تَأَثُّثِ
متث: مَتْثَى أَبو يُونُسَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، سُرْيَانِيَّةٌ،
أَخبر بِذَلِكَ أَبو الْعَلَاءِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمَعْرُوفُ
مَتَّى، وقد تقدم. |