لسان العرب فصل الزاي
زأج: التَّهْذِيبِ: شَمِرٌ: زَأَجَ بَيْنَ الْقَوْمِ وزَمَجَ إِذا
حَرَّشَ.
زبج: أَخذ الشَّيْءَ بزَأْبَجِهِ وزَأْمَجِهِ أَي بِجَمِيعِهِ إِذا
أَخذه كُلَّهُ؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: وَقَدْ هُمِزَ، وَلَيْسَ
بِصَحِيحٍ، قَالَ: أَلا تَرَى إِلى سِيبَوَيْهِ كَيْفَ أَلزم مَنْ
قَالَ: إِن الأَلف فِيهِ أَصل لِعَدَمِ مَا يَذْهَبُ فِيهِ أَن
يَجْعَلَهُ كَجَعْفَرٍ؟ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْهَمْزَةُ فيهما غير
أَصلية.
زبرج: الزِّبْرِجُ: الوَشْيُ. والزِّبْرِجُ: الذَّهَبُ؛ وأَنشد:
يَغْلي الدِّماغُ بِهِ كَغَلْيِ الزِّبْرِجِ
والزِّبْرِج: زِينَةُ السِّلَاحِ. والزِّبرِج: السَّحَابُ الرَّقِيقُ
فِيهِ حُمْرَةٌ. والزِّبرِج: السَّحَابُ النَّمِرُ بِسَوَادٍ
وَحُمْرَةٍ فِي وَجْهِهِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
سَفْرَ الشَّمالِ الزِّبْرِجَ المُزَبْرَجا
وَقِيلَ: هُوَ الْخَفِيفُ الَّذِي تَسْفِرُه الرِّيحُ؛ وَقِيلَ: هُوَ
الأَحمر مِنْهُ؛ وَسَحَابٌ مُزَبْرَجٌ. الْفَرَّاءُ: الزِّبْرِجُ
السَّحَابُ الرَّقِيقُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ.
وَالسَّحَابُ النَّمِرُ: مُخَيِّلٌ لِلْمَطَرِ، وَالرَّقِيقُ لَا مَاءَ
فِيهِ. وزِبْرِجُ الدُّنْيَا: غُرورها وَزِينَتُهَا. والزِّبرِجُ:
النَّقْشُ. وزَبْرَجَ الشيءَ: حَسَّنَه. وكلُّ شَيْءٍ حَسَنٍ:
زِبْرِجٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد:
ونَجا ابنُ حَمْراء العِجانِ حُوَيْرِثٌ، ... غَلَيَانُ أُمِّ دِماغِهِ
كالزِّبْرِجِ
الْجَوْهَرِيُّ: الزِّبْرِجُ، بِالْكَسْرِ: الزِّينَةُ مِنْ وَشْيٍ أَو
جَوْهَرٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ: يُقَالُ: زِبْرِجٌ مُزَبْرَجٌ أَي مزيَّن؛
وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: حَلِيَتِ الدُّنْيَا فِي أَعينهم
وَراقَهُمْ زِبْرِجُها.
زبردج: الزَّبَرْجَدُ والزَّبَرْدَجُ: الزُّمُرُّذُ؛ قَالَ ابْنُ
جِنِّي: إِنما جَاءَ الزَّبَرْدَج مَقْلُوبًا فِي ضَرُورَةِ شِعْرٍ،
وَذَلِكَ فِي الْقَافِيَةِ خَاصَّةً، وَذَلِكَ لأَن الْعَرَبَ لَا
تَقْلِبُ الخماسي.
زجج: الزُّجُّ: زُجُّ الرُّمْحِ والسَّهم. ابْنُ سِيدَهْ: الزُّجُّ
الْحَدِيدَةُ الَّتِي تُرَكَّبُ فِي أَسفل الرمح، والسِّنانُ
__________
(1) . ومثله الرهجوج، كعصفور، كما في القاموس.
(2) . قوله [والأوارجة إلى آخر المادة] هذه العبارة قد ذكرها المؤلف في
مادة أرج وهو محل ذكره لا هنا كما نبه عليه شارح القاموس.
(2/285)
يُرَكَّبُ عاليَتَه؛ والزُّجُّ تُرْكَزُ
بِهِ الرُّمْح فِي الأَرض، والسِّنانُ يُطْعَنُ بِهِ، وَالْجَمْعُ
أَزْجاجٌ وأَزِجَّةٌ وزِجاجٌ وزِجَجَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: جَمْعُ زُجّ
الرُّمْحُ زِجاجٌ، بِالْكَسْرِ، لَا غَيْرُ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: وَلَا
تَقُلْ أَزِجَّة. وأَزَجَّ الرُّمْحَ وزَجَّجَه وزَجَّاه، عَلَى
الْبَدَلِ: ركَّبَ فِيهِ الزُّجَّ وأَزْجَجْتُه، فَهُوَ مُزَجٌّ؛ قَالَ
أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ:
أَصَمَّ رُدَيْنِيّاً، كأَنَّ كُعُوبَهُ ... نَوى القَضْبِ، عَرَّاضاً
مُزَجّاً مُنَصَّلا
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَيُقَالُ أَزَجَّهُ إِذا أَزال مِنْهُ
الزُّجَّ؛ وَرُوِيَ عَنْهُ أَيضاً أَنه قَالَ: أَزْجَجْتُ الرُّمح
جَعَلْتُ لَهُ زُجّاً، ونَصَلْتُه: جَعَلْتُ لَهُ نَصْلًا،
وأَنْصَلْتُه: نَزَعْتُ نَصْلَه؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ أَزْجَجْتُه
إِذا نَزَعْتَ زُجَّه؛ قَالَ: وَيُقَالُ لنَصْل السَّهْم زُجٌّ؛ قَالَ
زُهَيْرٌ:
ومَنْ يَعْصِ أَطرافَ الزِّجاجِ، فإِنه ... يُطِيعُ العَوالي،
رُكِّبَتْ كلَّ لَهْذَمِ
قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يَقُولُ: مَنْ عَصَى الأَمر الصَّغِيرَ صَارَ
إِلى الأَمر الْكَبِيرِ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هَذَا مَثَلٌ.
يَقُولُ: إِن الزُّجَّ لَيْسَ يُطْعَنُ بِهِ، إِنما الطَّعْنُ
بِالسِّنَانِ، فَمَنْ أَبى الصُّلْحَ، وَهُوَ الزجُّ الَّذِي لَا
طَعْنَ بِهِ، أُعطي الْعَوَالِيَ، وَهِيَ الَّتِي بِهَا الطَّعْنُ.
قَالَ: ومَثل الْعَرَبُ: الطَّعْنُ يَظْأَرُ أَي يَعْطِفُ عَلَى
الصُّلْحِ. قَالَ خَالِدُ بْنُ كُلْثُومٍ: كَانُوا يَسْتَقْبِلُونَ
أَعداءهم إِذا أَرادوا الصُّلْحَ بأَزجة الرِّمَاحِ؛ فإِذا أَجابوا
إِلى الصُّلْحِ، وإِلا قَلَبُوا الأَسنة وَقَاتَلُوهُمْ. ابْنُ
الأَعرابي: زَجَّ إِذا طَعَنَ بالعَجَلَةِ. وزَجَّه يَزُجُّه زَجّاً:
طَعَنَهُ بالزُّجِّ وَرَمَاهُ بِهِ، فَهُوَ مَزْجُوج. والزِّجاجُ:
الأَنياب. وزِجاجُ الْفَحْلِ: أَنيابه؛ وأَنشد:
لَهَا زِجاجٌ ولَهاة فارِضُ
وزُجُّ المِرْفَقِ: طَرَفُه المحدَّدُ، كُلُّهُ عَلَى التَّشْبِيهِ.
الأَصمعي: الزُّجُّ طَرَفُ الْمِرْفَقِ الْمُحَدَّدِ وإِبرة الذراع
التي يَذْرَعُ الذارع مِنْ عِنْدِهَا. والمِزَجُّ، بِكَسْرِ الْمِيمِ:
رُمْحٌ قَصِيرٌ كالمِزْراقِ فِي أَسفله زُجٌّ. وزَجَّ بِالشَّيْءِ مِنْ
يَدِهِ يَزُجُّ زَجّاً: رَمَى بِهِ. والزَّجُّ: رَمْيُكَ بِالشَّيْءِ
تَزُجُّ بِهِ عَنْ نَفْسِكَ. والزُّجُجُ: الحِرابُ المُنَصَّلَة.
والزُّجُجُ أَيضاً: الْحَمِيرُ المُقْتَتِلَةُ. والزَّجَّاجَةُ:
الِاسْتُ، لأَنها تَزُجُّ بالضَّرْطِ وَالزَّبْلِ. وزَجَّ الظلِيمُ
بِرِجْلِهِ زَجّاً: عَدَا فَرَمَى بِهَا. وَظَلِيمٌ أَزَجُّ: يَزُجُّ
بِرِجْلَيْهِ؛ وَيُقَالُ لِلظَّلِيمِ إِذا عَدا: زَجَّ بِرِجْلَيْهِ.
والزَّجَجُ فِي النَّعَامَةِ: طولُ سَاقَيْهَا وَتَبَاعُدُ خَطْوها؛
يُقَالُ: ظَلِيم أَزَجُّ وَرَجُلٌ أَزَجُّ طَوِيلُ السَّاقَيْنِ.
والأَزَجُّ مِنَ النَّعَامِ: الَّذِي فَوْقَ عَيْنِهِ رِيشٌ أَبيض،
وَالْجَمْعُ الزُّجُّ. والزُّجُّ: النَّعَامُ، الْوَاحِدَةُ زَجَّاءُ،
وأَزَجُّ لِلذَّكَرِ، وَهُوَ الْبَعِيدُ الخَطْوِ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
يَطْرُدُ الزُّجَّ، يُبارِي ظِلَّهُ ... بِأَسِيلٍ كالسِّنانِ
المُنْتَخَلْ
يَقُولُ: رأْس هَذَا الْفَرَسِ مَعَ رأْس الزُّجِّ يُبَارِيهِ بخدِّه.
والزُّج هَاهُنَا: السِّنَانُ. بأَسِيل: بِخَدٍّ طَوِيلٍ. وظَلِيمٌ
أَزَجُّ: بعيدُ الخَطْوِ. وَنَعَامَةٌ زَجَّاءُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ
يَصِفُ نَاقَةً:
جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سَنادٌ، يَشُلُّها ... وَظِيفٌ أَزَجُّ الخَطْوِ،
ظَمْآنُ سَهْوَقُ
جُماليَّةٌ أَي عَظِيمَةُ الْخَلْقِ كأَنها جَمَلٌ. وحَرْفٌ:
قَوِيَّةٌ. وسَناد: مُشْرِفَة. وأَزَجُّ الخطوِ: وَاسْعُهُ.
وَالْوَظِيفُ:
(2/286)
عَظْمُ السَّاقِ. والسَّهْوَقُ:
الطَّوِيلُ. ويَشُلُّها: يَطْرُدُهَا. والزَّجَجُ فِي الإِبل: رَوَحٌ
فِي الرَّجْلَيْنِ وَتَحْنِيبٌ. والزَّجَجُ: رِقَّة مَحَطِّ
الْحَاجِبَيْنِ ودِقَّتُهُما وَطُولُهُمَا وسُبُوغُهما
واسْتِقْواسُهُما؛ وَقِيلَ: الزَّجَجُ دِقَّة فِي الْحَاجِبَيْنِ
وطُولٌ؛ وَالرَّجُلُ أَزَجُّ، وَحَاجِبٌ أَزَجُّ ومُزَجَّجٌ.
وزَجَّجَتِ المرأَةُ حَاجِبَهَا بالمِزَجِّ: دَقَّقَتْهُ
وَطَوَّلَتْهُ؛ وَقِيلَ: أَطالته بالإِثمد؛ وَقَوْلُهُ:
إِذا مَا الْغَانِيَاتُ بَرَزْنَ يَوْماً، ... وزَجَّجْنَ الحواجبَ
والعُيونا
إِنما أَراد: وَكَحَّلْنَ العيونَ؛ كَمَا قَالَ:
شَرّابُ أَلْبانٍ وتَمْرٍ وأَقِطْ
أَراد: وَآكِلُ تمرٍ وأَقِط، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:
عَلَفْتُها تِبْناً وَمَاءً بَارِدًا، ... حَتَّى شَتَتْ، هَمَّالَةً،
عَيْناها
أَي وَسَقَيْتُهَا مَاءً بَارِدًا. يُرِيدُ أَن مَا جَاءَ مِنْ هَذَا
فإِنما يَجِيءُ عَلَى إِضمار فِعْلٍ آخَرَ يَصِحُّ الْمَعْنَى
عَلَيْهِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ:
يَا لَيْتَ زَوْجَكِ، قَدْ غَدا ... مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحا
تَقْدِيرُهُ: وَحَامِلًا رُمْحًا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ
الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَ بَيْتٍ عَلَى: زَجَّجَتِ المرأَة حَاجِبَيْهَا،
وَهُوَ:
وزَجَّجْنَ الحواجبَ وَالْعَيُونَا
قَالَ: هُوَ لِلرَّاعِي وَصَوَابُهُ يُزَجِّجْنَ؛ وَصَدْرُهُ:
وهِزَّةِ نِسْوَةٍ مِنْ حَيِّ صِدْقٍ، ... يُزَجِّجْنَ الحواجبَ
والعُيونا
وَبَعْدِهِ:
أَنَخْنَ جِمالَهُنَّ بذاتِ غِسْلٍ، ... سَراةَ اليَوْمِ، يَمْهَدْنَ
الكُدُونا
ذَاتُ غِسْل: مَوْضِعٌ. ويَمْهَدْنَ: يُوَطِّئْنَ. وَالْكُدُونُ:
جَمْعُ كِدْنٍ، وَهُوَ مَا تُوَطِّئُ بِهِ المرأَة مَرْكَبَهَا مِنْ
كِسَاءٍ وَنَحْوِهِ. وَفِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
أَزَجُّ الْحَوَاجِبِ
؛ الزَّجَجُ: تَقَوُّسٌ فِي النَّاصِيَةِ مَعَ طُولٍ فِي طَرَفِهِ
وامتدادٍ. والمِزَجَّةُ: مَا يُزَجَّجُ بِهِ الحاجبُ. والأَزَجُّ:
الحاجبُ، اسْمٌ لَهُ فِي لُغَةِ أَهل الْيَمَنِ. وَفِي حَدِيثِ الَّذِي
اسْتَسْلَفَ أَلف دِينَارٍ فِي بَنِي إِسرائيل:
فأَخذ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا وأَدخل فِيهَا أَلف دِينَارٍ وَصَحِيفَةً،
ثُمَّ زَجَّجَ مَوْضِعَها
أَي سَوَّى مَوْضِعَ النَّقْرِ وأَصلحه؛ مِن تَزْجِيجِ الْحَوَاجِبِ،
وَهُوَ حَذْفُ زَوَائِدِ الشِّعْرِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيَحْتَمِلُ
أَن يَكُونَ مأْخوذاً مِنَ الزُّجِّ النَّصْلِ، وَهُوَ أَن يَكُونَ
النَّقْرُ فِي طَرَفِ الْخَشَبَةِ، فَتَرَكَ فِيهِ زُجّاً لِيُمْسِكَهُ
وَيَحْفَظَ مَا فِي جَوْفِهِ. وازْدَجَّ النبتُ: اشْتَدَّتْ خُصاصُه.
وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ قَالَتْ: صَلَّى النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، لَيْلَةً
فِي رَمَضَانَ فَتَحَدَّثُوا بِذَلِكَ فأَمسى الْمَسْجِدُ مِنَ
اللَّيْلَةِ الْمُقْبِلَةِ زَاجًّا
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْجَرْمِيُّ أَظنه جأْزاً أَي غَاصًّا
بِالنَّاسِ، فَقُلِبَ، مِنْ قَوْلِهِمْ: جَئِزَ بِالشَّرَابِ جَأَزاً
إِذا غُصَّ بِهِ؛ قَالَ أَبو مُوسَى: وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ
رَاجًّا، بِالرَّاءِ؛ أَراد أَنَّ لَهُ رَجَّةً مِنْ كَثْرَةِ
النَّاسِ. والزُّجاجُ والزَّجاجُ والزِّجاجُ: الْقَوَارِيرُ،
وَالْوَاحِدَةُ مِنْ ذَلِكَ زُجاجَةٌ، بِالْهَاءِ، وأَقلها الْكَسْرُ.
اللَّيْثُ: والزُّجاجَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: القِنْديلُ. وأَجماد
الزِّجاج: بالصَّمَّان؛ ذَكَرَهُ ذُو الرُّمَّةِ:
فَظَلَّتْ، بأَجْمادِ الزِّجاجِ، سَواخِطاً ... صِياماً، تُغَنِّي،
تَحْتَهُنَّ، الصفائحُ
(2/287)
يَعْنِي الْحَمِيرَ سَخِطت عَلَى
مَرْتَعِهَا لِيُبْسِهِ. أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ للقَدَحِ: زُجاجَة،
مَضْمُومَةُ الأَول، وإِن شِئْتَ مَكْسُورَةٌ، وإِن شِئْتَ
مَفْتُوحَةٌ، وَجَمْعُهَا زِجاجٌ وزُجاج وزَجاجٌ. والزَّجَّاجُ:
صَانِعُ الزُّجاج، وَحِرْفَتُهُ الزِّجاجَةُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ:
وأُراها عِراقِيَّة. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ زُجِّ لاوَةَ، وَهُوَ
بِضَمِّ الزَّايِ وَتَشْدِيدِ الْجِيمِ: مَوْضِعٌ نَجْدِيٌّ بَعَثَ
إِليه رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الضحاكَ
بْنَ سُفْيَانَ يَدْعُو أَهله إِلى الإِسلام. وزُجٌّ أَيضاً: ماءُ
أَقطعه رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، العَدَّاءَ بْنَ خالد.
زرج: الزَّرْجُ: جَلَبَةُ الْخَيْلِ وأَصواتها؛ قَالَ الأَزهري: وَلَا
أَعرفه. وزَرَجَه بِالرُّمْحِ يَزْرُجُه زَرْجاً: زَجَّه؛ قَالَ ابْنُ
دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بِاللُّغَةِ الْعَالِيَةِ. وَذَكَرَ الأَزهري فِي
هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: الزَّرْجُون الْخَمْرُ، وسيأْتي ذِكْرُهُ
مُسْتَوْفًى فِي تَرْجَمَةِ زرجن.
زرنج: زَرَنْجُ: كُورَةٌ أَو مَدِينَةٌ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ ابنُ
الرُّقَيَّاتِ:
جَلَبُوا الخَيْلَ منْ تِهامَةَ، حَتَّى ... وَرَدَتْ خَيْلُهُمْ
قُصُورَ زَرَنْجِ
زعج: الإِزْعاجُ: نقيضُ الْإِقْرَارِ؛ تَقُولُ أَزْعَجْتُه مِنْ
بِلَادِهِ فَشَخَصَ، وانْزَعَج قَلِيلًا؛ قَالَ: وَلَوْ قِيلَ
انْزَعَجَ وازْدَعَجَ لَكَانَ قِيَاسًا، وَلَا يَقُولُونَ أَزْعَجْتُه
فزَعَج؛ وَالِاسْمُ: الزَّعَجُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: يُقَالُ
زَعَجَهُ وأَزعجه إِذا أَقلقه. والزَّعَجُ: القَلَقُ. وَقَدْ أَزْعَجَه
الأَمر إِذا أَقلقه. وَفِي حَدِيثِ
أَنس: رأَيت عُمَرَ يُزْعِجُ أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ،
إِزْعاجاً يَوْمَ السَّقِيفَةِ
أَي يُقيمه وَلَا يَدَعُهُ يَسْتَقِرُّ حَتَّى بَايَعَهُ. وَفِي
حَدِيثِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: الحَلِفُ يُزْعِجُ السِّلْعَةَ
ويَمْحَقُ البَرَكَةَ
؛ قَالَ الأَزهري: فَسَّرَهُ، فَقَالَ: يُزعِج السِّلْعَة يَحُطُّهَا؛
وَقَالَ ابْنُ الأَثير: أَي يُنَفِّقُها وَيُخْرِجُهَا مِنْ يَدِ
صَاحِبِهَا ويُقْلِقُها. والمِزْعاجُ: المرأَة الَّتِي لَا تَسْتَقِرُّ
فِي مَكَانٍ.
زعبج: الزَّعْبَجُ «3» : الغَيْمُ الأَبيضُ، قَالَهُ الأَزهري؛ وَقَالَ
ابْنُ سِيدَهْ: الزَّعْبَجُ سَحَابٍ رَقِيقٍ وَلَيْسَ بِثَبَتٍ؛ قَالَ
الأَزهري: والزَّعْبَجُ الزيتون.
زعلج: الزَّعْلَجَةُ: سُوءُ الخُلُق.
زغنج: الزَّغْنَج «4» : ثَمَرُ العُتْمِ وَهُوَ زَيْتُونُ الْجِبَالِ،
وَهُوَ مِثْلُ النَّبْقِ الصِّغَارِ، يَكُونُ أَخضر ثُمَّ يبيضُّ ثُمَّ
يسودُّ فَيَحْلُو فِي مَرَارَةٍ، وعَجَمَتُه مِثْلُ عَجَمَةِ
النَّبْقِ، يُؤْكَلُ وَيُطْبَخُ وَيُصَفَّى مَاؤُهُ حَتَّى يَكُونَ
رُبًّا كَرُبِّ العِنَب.
زلج: الزَّلْجُ والزَّلَجانُ: سَيْرٌ لَيِّنٌ. والزَّلْجُ: السُّرْعَةُ
فِي الْمَشْيِ وَغَيْرِهِ؛ زَلَجَ يَزْلِجُ «5» زَلْجاً وزَلَجاناً
وزَلِيجاً، وانْزَلَجَ؛ وأَنشد الأَزهري:
وَكَمْ هَجَعَتْ، وَمَا أَطْلَقْتُ عَنْهَا ... وَكَمْ زَلَجَتْ،
وظِلُّ اللَّيلِ دَاني
وَنَاقَةٌ زَلَجَى وزَلوجٌ: سَرِيعَةٌ فِي السَّيْرِ؛ وَقِيلَ:
سَرِيعَةُ الفَراغِ عِنْدَ الحَلْبِ. والزَّلِيجَةُ: النَّاقَةُ
السَّرِيعَةُ. اللَّيْثُ: الزَّلَجُ سرعة
__________
(3) . قوله [الزعبج] كجعفر وزبرج كما في القاموس.
(4) . قوله [الزغنج] كذا بالأَصل بالنون بعد الغين المعجمة، وفي
القاموس بالباء الموحدة بدل النون، كما نبه على ذلك شارحه.
(5) . قوله [زلج يزلج] بابه ضرب خلافاً لمقتضى إطلاق القاموس.
(2/288)
ذَهَابِ الْمَشْيِ وَمُضِيُّهُ. يُقَالُ:
زَلَجَتِ الناقةُ تَزْلِجُ زَلْجاً إِذا مَضَتْ مُسْرِعَةً كأَنها لَا
تُحَرِّكُ قَوَائِمَهَا مِنْ سُرْعَتِهَا؛ وأَما قَوْلُ ذِي
الرُّمَّةِ:
حَتَّى إِذا زَلَجَتْ عَنْ كلِّ حَنْجَرَةٍ ... إِلى الغَلِيلِ، وَلِمَ
يَقْصَعْنَهُ، نُغَبُ
فإِنه أَراد: انْحَدَرَتْ فِي حَنَاجِرِهَا مُسْرِعَةً لِشِدَّةِ
عَطَشِهَا. اللِّحْيَانِيُّ: سِرْنا عَقَبَةً زَلوجاً وزَلوقاً أَي
بَعِيدَةً طَوِيلَةً. والزَّلَجانُ: التَّقَدُّمُ فِي السُّرْعَةِ
وَكَذَلِكَ الزَّبَجانُ. وَمَكَانٌ زَلْجٌ وزَلِيجٌ أَي دَحْضٌ. أَبو
زَيْدٍ: زَلَجَتْ رِجْلُه وزَبَجَتْ؛ وأَنشد:
قَامَ عَنْ مَرْتَبَةٍ زَلْجٍ فَزَلّ
ومَرَّ يَزْلِجُ، بِالْكَسْرِ، زَلْجاً وزَلِيجاً إِذا خَفَّ عَلَى
الأَرض. وقِدْحٌ زَلوجٌ: سَرِيعُ الِانْزِلَاجِ مِنَ الْقَوْسِ؛ قَالَ:
فَقِدْحُه زَجْلٌ زَلوج
والزِّلاجُ والمِزْلاجُ: مِغْلَاقُ الْبَابِ، سمِّي بِذَلِكَ
لِسُرْعَةِ انْزِلَاجِهِ. وَقَدْ أَزْلَجْتُ البابَ أَي أَغلقته.
والمِزْلاجُ: المِغْلاق إِلَّا أَنه يَنْفَتِحُ بِالْيَدِ،
وَالْمِغْلَاقُ لَا يُفْتَحُ إِلا بِالْمِفْتَاحِ. غَيْرُهُ:
المِزْلاجُ: كَهَيْئَةِ الْمِغْلَاقِ وَلَا يَنْغَلِقُ، وَإِنَّهُ
يُغْلَقُ بِهِ الْبَابُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: مَزالِيجُ أَهل الْبَصْرَةِ،
إِذا خَرَجَتِ المرأَة مِنْ بَيْتِهَا وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ رَاقِبٌ
تَثِقُ بِهِ خَرَجَتْ فَرَدَّتْ بَابَهَا، وَلَهَا مِفْتَاحٌ أَعْقَفُ
مِثْلُ مَفَاتِيحِ الْمَزَالِيجِ مِنْ حَدِيدٍ، وَفِي الْبَابِ ثَقْبٌ
فَتُزْلِجُ فِيهِ الْمِفْتَاحُ فَتُغْلِقُ بِهِ بَابَهَا. وَقَدْ
زَلَجَتْ بَابَهَا زَلْجاً إِذا أَغلقته بِالْمِزْلَاجِ. وَمَكَانٌ
زَلْجٌ وزَلَجٌ أَيضاً، بِالتَّحْرِيكِ، أَي زَلَقٌ. والتَّزَلُّجُ:
التزلُّقُ. ابْنُ الأَثير فِي تَرْجَمَةِ زَلَخَ، بِالْخَاءِ
الْمُعْجَمَةِ: فِي حَدِيثِ الْمُحَارِبِيِّ الَّذِي أَراد أَن
يَفْتِكَ بِالنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ
الْخَطَّابِيُّ: رَوَاهُ بَعْضُهُمْ
فزَلَجَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ
، يَعْنِي بِالْجِيمِ، قَالَ: وَهُوَ غَلَطٌ. وَالسَّهْمُ يَزْلِجُ
عَلَى وَجْهِ الأَرض وَيَمْضِي مَضاءً زَلْجاً، فإِذا وَقَعَ السَّهْمُ
بالأَرض وَلَمْ يَقْصِدْ إِلى الرَّمِيَّةِ، قُلْتَ: أَزْلَجْتَ
السَّهْمَ يَا هَذَا. وزَلَجَ السهمُ يَزْلِجُ زُلوجاً وزَلِيجاً:
وَقَعَ عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَلَمْ يَقْصِدِ الرَّمِيَّةَ؛ قَالَ
جَنْدَلُ بْنُ المُثَنَّى:
مُرُوق نَبْلِ الغَرَضِ الزَّوالِجِ
وَسَهْمٌ زَلْجٌ: كأَنه وُصِفَ بِالْمَصْدَرِ، وَقَدْ أَزْلَجْتُه.
قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الزَّالِجُ مِنَ السِّهَامِ إِذا رَمَاهُ
الرَّامِي فَقَصَّرَ عَنِ الهَدف، وأَصاب صَخْرَةً إِصابةً صُلْبَةً،
فاستقلَّ مِنْ إِصابة الصَّخْرَةِ إِياه، فَقَوِيَ وَارْتَفَعَ إِلى
القِرْطاسِ، فَهُوَ لَا يُعَدُّ مُقَرْطِساً، فَيُقَالُ لِصَاحِبِهِ
الحِتْنِيِّ: لَا خَيْرَ فِي سَهْمٍ زَلْجٍ وَسَهْمٌ زالِجٌ:
يَتَزَلَّجُ عَنِ الْقَوْسِ؛ وَفِي نُسْخَةٍ: يَنْزَلِجُ عَنِ
الْقَوْسِ. والمِزْلاجُ مِنَ النِّسَاءِ: الرَّسْحاءُ. والمُزَلَّجُ:
الْبَخِيلُ. والمُزَلَّجُ مِنَ العَيْش: المُدافَعُ بالبُلْغَةِ؛ قَالَ
ذُو الرُّمَّةِ:
عتْقُ النَّجاءِ، وعَيْشٌ فِيهِ تَزْلِيجُ
والمُزَلَّجُ: الدُّون مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وحُبٌّ مُزَلَّجٌ: فِيهِ
تَغْرِيرٌ؛ وَقَالَ مُلَيْحٌ:
وَقَالَتْ: أَلا قَدْ طالَ مَا قَدْ غَرَرْتَنا ... بِخَدْعٍ، وَهَذَا
مِنْكَ حُبٌّ مُزَلَّجُ
والمُزَلَّجُ: الَّذِي لَيْسَ بتامِّ الحَزْمِ؛ قَالَ:
مَخارِمُ الليلِ لَهُنَّ بَهْرَجُ، ... حينَ يَنامُ الوَرَعُ
المُزَلَّجُ
(2/289)
وَقِيلَ: هُوَ الناقصُ الدُّونُ الضعيفُ؛
وَقِيلَ: هُوَ النَّاقِصُ الخَلْقِ؛ وَقِيلَ: المُزَلَّجُ المُلْزَقُ
بِالْقَوْمِ وَلَيْسَ مِنْهُمْ؛ وَقِيلَ: الدَّعِيُّ. وعَطاءٌ
مُزَلَّجٌ: مُدَبَّقٌ لَمْ يَتِمَّ. وَكُلُّ مَا لَمْ تُبَالِغْ فِيهِ
وَلَمْ تَحْكُمْهُ، فَهُوَ مُزَلَّجٌ. وَعَطَاءٌ مُزَلَّجٌ أَي وَتِحٌ
قَلِيلٌ. وزَلَّجَ فُلَانٌ كَلَامَهُ تَزْلِيجاً إِذا أَخرجه
وسَيَّرَهُ؛ وَقَالَ ابن مقبل:
وصالِحَةِ العَهْدِ زَلَّجْتُها ... لِواعِي الفُؤَادِ، حَفِيظِ
الأُذُنْ
يَعْنِي قَصِيدَةً أَو خُطْبَةً. وتَزَلَّجَ النبيذَ والشرابَ: أَلَحَّ
فِي شُرْبِهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِي، كَتَسَلَّجَه. والزَّالِجُ: الَّذِي
يَشْرَبُ شُرْبًا شَدِيدًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَتَرَكْتُ فُلَانًا
يَتَزَلَّجُ النَّبِيذَ أَي يُلِحُّ في شربه. والزَّالِجُ: النَّاجِي
مِنَ الغَمَراتِ؛ يُقَالُ زَلَجَ يَزْلِجُ فِيهِمَا جَمِيعًا. ابْنُ
الأَعرابي: الزُّلُجُ السِّراحُ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانِ.
والزُّلُجُ: الصُّخُورُ المُلْسُ.
زمج: زَمَجَ قِرْبَتَه وسِقاءَه زَمْجاً إِذا ملأَهما، لُغَةً فِي
جَزَمَها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنه مَقْلُوبٌ،
وَالْمَصْدَرُ يأْبى ذَلِكَ. وزَمَجَ الرجلُ زَمْجاً: دَخَلَ عَلَى
الْقَوْمِ بِغَيْرِ دَعْوَةٍ فأَكل؛ ابْنُ الأَعرابي: زَمَجَ عَلَى
الْقَوْمِ ودَمَقَ ودَمَرَ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والزَّمَجُ،
بِالتَّحْرِيكِ: الغَضَبُ، وَقَدْ زَمِجَ، بِالْكَسْرِ. الأَصمعي:
قَالَ سَمِعْتُ رَجُلًا مَنْ أَشْجَعَ يَقُولُ: مَا لِي أَراك
مُزْمَئِجّاً؟ أَي غَضْبَانَ. والزِّمِجَّى: مَنْبِتُ ذَنَبِ
الطَّائِرِ مِثْلُ الزِّمِكَّى. والزُّمَّجُ: طَائِرٌ دُونَ العُقاب
يُصَادُ بِهِ؛ وَقِيلَ: هُوَ ذَكَرُ العِقْبانِ، وَقَدْ يُقَالُ:
زُمَّجَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: زَعَمَ الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي
حَاتِمٍ أَنه معرَّب، قَالَ: وَذَكَرَ سِيبَوَيْهِ الزَّمَّجَ فِي
الصِّفَاتِ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ السِّيرَافِيُّ؛ قَالَ: والأَعرف أَنه
الزُّمَّحُ، بِالْحَاءِ. والزُّمَّجُ، مِثْلُ الخُرَّدِ: اسْمُ طَيْرٍ
يُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ «1» : دَهْ بِرادَرانْ. التَّهْذِيبِ:
الزُّمَّجُ طَائِرٌ دُونَ الْعِقَابِ فِي قِمَّتِهِ حُمْرةٌ غالبة،
تسميه العجم دو بِرادَرانْ، وَتَرْجَمَتُهُ أَنه إِذا عَجَزَ عَنْ
صَيْدِهِ أَعانه أَخوه عَلَى أَخذه. ابْنُ سِيدَهْ: يُقَالُ: رَجُلٌ
زُمَّجٌ وزُماجٌ، وَهُوَ الْخَفِيفُ الرِّجْلَيْنِ. وَجَاءَنِي
الْقَوْمُ بِزَأْمَجِهمْ، مَهْمُوزٌ، أَي بأَجمعهم. وأَخذ الشيءَ
بِزَأْمَجِه وزَأْبَجِهِ وزَأْبَرِهِ إِذا أَخذه كُلَّهُ، وَلَمْ
يَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا؛ وَحَكَاهُ سِيبَوَيْهِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ عِنْدَ
ذِكْرِ الْعَالِمِ وَالنَّاصِرِ وَقَدْ هُمِزَا؛ وَقِيلَ: الهمزة فيهما
أَصلية. وازْمَأَجَّتِ الرُّطَبَةُ: انْتَفَخَتْ مِنْ حَرٍّ أَو نَدًى
أَو انْتِهَاءٍ؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ. شَمِرٌ: زَأَجَ بَيْنَ الْقَوْمِ
وزَمَجَ إِذا حَرَّشَ.
زنج: الزِّنْجُ والزَّنْجُ، لُغَتَانِ: جِيلٌ مِنَ السُّودانِ وَهُمُ
الزُّنُوجُ، وَاحِدُهُمْ زِنْجِيٌّ وزَنْجِيٌّ؛ حكاه ابن السكيت وأَبو
عُبَيْدٍ مِثْلُ رُومِيٍّ ورُومٍ وفارِسِيٍّ وفُرْسٍ، لأَن يَاءَ
النَّسب عَدِيلَةُ هَاءِ التأْنيث فِي السُّقُوطِ؛ قَالَ ابْنُ
سِيدَهْ: فأَما قَوْلُهُ:
تَرَاطُن الزِّنجِ بِزَجْلِ الأَزْنُجِ
فَزَعَمَ الْفَارِسِيُّ أَنه كُسر عَلَى إِرادة الطَّوَائِفِ
والأَبْطُنِ. وَيُقَالُ فِي النِّدَاءِ: يَا زَنَاجِ للزِّنْجِيِّ،
صَرَّحَ الْفَارِسِيُّ بِفَتْحِ أَوله وكسر آخره.
__________
(1) . قوله [يقال له بالفارسية إلخ] هذه عبارة الجوهري، ولكونه وهم في
فارسيته أَتى بعبارة التهذيب التي هي الصواب، وذلك لأن ده معناها عشرة
وهو لا يوافق قولهم: وترجمته أَنه إلخ. ودو معناها اثنان وهو الموافق
كما أفاده شارح القاموس.
(2/290)
والزَّنَجُ: شِدَّةُ الْعَطَشِ. وزنِجَت
الإِبل زَنَجاً: عَطِشَتْ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ فَضَاقَتْ
بُطُونُهَا؛ وَكَذَلِكَ زنِج الرجلُ مَنْ تَرَكَ الشُّرْبَ؛ عَنْ
كُرَاعٍ. التَّهْذِيبِ: زَنِجَ زَنَجاً وصَرَّ صَريراً وصَرِيَ
وصَدِيَ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. أَبو عَمْرٍو: الزِّنَاجُ المُكافَأَةُ
بِخَيْرٍ أَو شَرٍّ. ابْنُ بُزُرْجَ: الزَّنَجُ والحَجَزُ وَاحِدٌ.
يُقَالُ: حَجِزَ الرجلُ وزَنِجَ، وَهُوَ أَن تَقَبَّضَ أَمعاء
الرَّجُلِ وَمَصَارِينُهُ مِنَ الظمإِ، فَلَا يَسْتَطِيعُ أَن يُكْثِرَ
الشُّرْبَ أَو الطُّعْمَ. ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ
زِيَادٍ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ السَّائِبِ: فَزَنَجَ شيءٌ
أَقْبَلُ طويلُ العُنُقِ، فَقُلْتُ: مَا أَنت؟ فَقَالَ: أَنا
النَّقَّاد ذُو الرَّقَبَةِ
؛ قَالَ: لَا أَدري مَا زَنَجَ، لَعَلَّهُ بِالْحَاءِ؛ والزَّنْحُ:
الدَّفْعُ كأَنه يُرِيدُ هُجُومَ هَذَا الشَّخْصِ وإِقباله؛ قَالَ:
وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ زَلَجَ، بِاللَّامِ، وَهُوَ سُرْعَةُ ذَهَابِ
الشَّيْءِ ومضيه، وقيل: هو بالحاء بِمَعْنَى سَنَحَ وعَرَضَ.
وتَزَنَّجَ عليَّ فلانٌ: تَطاوَلَ.
زنفلج: الزَّنْفَلِيجَةُ والزِّنْفِلِيجَةُ: الكِنْفُ. الْجَوْهَرِيُّ:
والزِّنْفِيلَجَةُ، بِكَسْرِ الزَّايِ وَالْفَاءِ وَفَتْحِ اللَّامِ:
شَبِيهٌ بالكِنْفِ؛ قَالَ: وَهُوَ معرَّب، وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ:
زِين بِيلَهْ، فإِن قَدَّمْتَ اللَّامَ عَلَى الْيَاءِ كَسَرْتَهَا
وَفَتَحْتَ مَا قبلها، فقلت: الزَّنْفَلِيجَة.
زهرج: التَّهْذِيبِ: فِي تَرْجَمَةِ سَمْهَجَ مِنْ أَبيات:
تَسْمَعُ للجنِّ بِهَا زَهَارجا
يَعْنِي حكاية عَزِيفِ الجن.
زهلج: التَّهْذِيبِ فِي النَّوَادِرِ: زَهْلَجَ لَهُ الحديثَ
وزَهْلَقَهُ وزَهْمَجَه.
زهمج: التَّهْذِيبِ فِي النَّوَادِرِ: زَهْلَجَ لَهُ الْحَدِيثَ
وزَهْلَقَه وزَهْمَجَه.
زوج: الزَّوْجُ: خِلَافُ الفَرْدِ. يُقَالُ: زَوْجٌ أَو فَرْدٌ، كَمَا
يُقَالُ: خَساً أَو زَكاً، أَو شَفْعٌ أَو وِتْرٌ [وِتَرٌ] ؛ قَالَ
أَبو وَجْزَة السَّعْدِيُّ:
مَا زِلْنَ يَنْسُبْنَ، وَهْناً، كلَّ صادِقَةٍ، ... باتَتْ تُباشِرُ
عُرْماً غَيْرَ أَزْوَاجِ
لأَن بَيْضَ القَطَا لَا يَكُونُ إِلَّا وِتْراً. وَقَالَ تَعَالَى:
وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ
؛ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَيضاً يُسَمَّى زَوْجاً، وَيُقَالُ:
هُمَا زَوْجان لِلِاثْنَيْنِ وَهُمَا زَوْجٌ، كَمَا يُقَالُ: هُمَا
سِيَّانِ وَهُمَا سَواءٌ؛ ابْنُ سِيدَهْ: الزَّوْجُ الفَرْدُ الَّذِي
لَهُ قَرِينٌ. وَالزَّوْجُ: الِاثْنَانِ. وَعِنْدَهُ زَوْجَا نِعالٍ
وَزَوْجَا حَمَامٍ؛ يَعْنِي ذَكَرَيْنِ أَو أُنثيين، وَقِيلَ: يَعْنِي
ذَكَرًا وأُنثى. وَلَا يُقَالُ: زَوْجُ حَمَامٍ لأَن الزَّوْجَ هُنَا
هُوَ الْفَرْدُ، وَقَدْ أُولعت بِهِ الْعَامَّةُ. قَالَ أَبو بَكْرٍ:
الْعَامَّةُ تُخْطِئُ فَتَظُنُّ أَن الزَّوْجَ اثْنَانِ، وَلَيْسَ
ذَلِكَ مِنْ مَذَاهِبِ الْعَرَبِ، إِذ كَانُوا لَا يَتَكَلَّمُونَ
بالزَّوْجِ مُوَحَّداً فِي مِثْلِ قَوْلِهِمْ زَوْجُ حَمامٍ،
وَلَكِنَّهُمْ يُثَنُّونَهُ فَيَقُولُونَ: عِنْدِي زَوْجَانِ مِنَ
الْحَمَامِ، يَعْنُونَ ذَكَرًا وأُنثى، وَعِنْدِي زَوْجَانِ مِنَ
الْخِفَافِ يَعْنُونَ الْيَمِينَ وَالشِّمَالَ، وَيُوقِعُونَ
الزَّوْجَيْنِ عَلَى الْجِنْسَيْنِ الْمُخْتَلِفَيْنِ نَحْوَ الأَسود
والأَبيض وَالْحُلْوِ وَالْحَامِضِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَيَدُلُّ
عَلَى أَن الزَّوْجَيْنِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ اثْنَانِ قَوْلَ
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ
وَالْأُنْثى
؛ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا كَمَا تَرَى زَوْجٌ، ذَكَرًا كَانَ أَو
أُنثى. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ
زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ
. وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَمِنْ كُلِّ
شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ
؛ قَالَ: السَّمَاءُ زَوْج، والأَرض
(2/291)
زَوْجٌ، وَالشِّتَاءُ زَوْجٌ، وَالصَّيْفُ
زَوْجٌ، وَاللَّيْلُ زَوْجٌ، وَالنَّهَارُ زَوْجٌ، وَيُجْمَعُ
الزَّوْجُ أَزْوَاجاً وأَزَاوِيجَ؛ وَقَدِ ازْدَوَجَتِ الطَّيْرُ:
افْتِعالٌ مِنْهُ؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ*
؛ أَراد ثَمَانِيَةَ أَفراد، دَلَّ عَلَى ذَلِكَ؛ قَالَ: وَلَا تَقُولُ
لِلْوَاحِدِ مِنَ الطَّيْرِ زَوْجٌ، كَمَا تقول للاثنين زوجان، بل
يَقُولُونَ لِلذَّكَرِ فَرْدٌ وللأُنثى فَرْدَةٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
خَرَجْنَ اثْنَتَيْنِ واثْنَتَيْنِ وفَرْدَةً، ... ينادُونَ تَغْلِيساً
سِمالَ المَدَاهِنِ
وَتُسَمِّي الْعَرَبُ، فِي غَيْرِ هَذَا، الِاثْنَيْنِ زَكاً، والواحدَ
خَساً؛ وَالِافْتِعَالُ مِنْ هَذَا الْبَابِ: ازْدَوَجَ الطيرُ
ازْدواجاً، فَهِيَ مُزْدوِجَةٌ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي ذَرٍّ: أَنه سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، يَقُولُ: مَنْ أَنفق زَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ ابْتَدَرَتْه حَجَبَة الْجَنَّةِ؛ قُلْتُ: وَمَا زَوْجَانِ
مِنْ مَالِهِ؟ قَالَ: عَبْدَانِ أَو فرَسان أَو بَعِيرَانِ مِنْ إِبله
، وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: دِينَارَيْنِ وَدِرْهَمَيْنِ
وَعَبْدَيْنِ وَاثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ شيءٍ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ:
الزَّوْجُ اثْنَانِ، كلُّ اثْنَيْنِ زَوْجٌ؛ قَالَ: وَاشْتَرَيْتُ
زَوْجَين مِنْ خِفَافٍ أَي أَربعة؛ قَالَ الأَزهري: وأَنكر
النَّحْوِيُّونَ مَا قَالَ، والزَّوجُ الفَرْدُ عِنْدَهُمْ. وَيُقَالُ
لِلرَّجُلِ والمرأَة: الزَّوْجَانِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ*
؛ يُرِيدُ ثَمَانِيَةَ أَفراد؛ وَقَالَ: احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ
زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ
؛ قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ. يُقَالُ للمرأَة: إِنها لَكَثِيرَةُ
الأَزْواج والزَّوَجَةِ؛ والأَصل فِي الزَّوْجِ الصِّنْفُ والنَّوْعُ
مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَكُلُّ شَيْئَيْنِ مُقْتَرِنَيْنِ، شَكْلَيْنِ
كَانَا أَو نَقِيضَيْنِ، فَهُمَا زَوْجَانِ؛ وكلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا
زَوْجٌ. يُرِيدُ فِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَنفق صِنْفَيْنِ مِنْ مَالِهِ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَجَعَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبي
ذَرٍّ قَالَ: وَهُوَ مِنْ كَلَامِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَرَوَى مِثْلَهُ أَبو هُرَيْرَةَ عَنْهُ. وَزَوْجُ
المرأَة: بَعْلُهَا. وَزَوْجُ الرَّجُلِ: امرأَته؛ ابْنُ سِيدَهْ:
وَالرَّجُلُ زَوْجُ المرأَة، وَهِيَ زَوْجُهُ وَزَوْجَتُهُ، وأَباها
الأَصمعي بِالْهَاءِ. وَزَعَمَ الْكِسَائِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ
مَعْنٍ أَنه سَمِعَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ بِغَيْرِ هَاءٍ،
وَالْكَلَامُ بِالْهَاءِ، أَلا تَرَى أَن الْقُرْآنَ جَاءَ
بِالتَّذْكِيرِ: اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ؟ *
هَذَا كلُّه قَوْلُ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ:
أَما الزَّوْجُ فأَهل الْحِجَازِ يَضَعُونَهُ لِلْمُذَكَّرِ والمؤَنث
وَضْعًا وَاحِدًا، تَقُولُ المرأَة: هَذَا زَوْجِي، وَيَقُولُ
الرَّجُلُ: هَذِهِ زَوْجِي. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اسْكُنْ
أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ*
وأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ
؛ وَقَالَ: وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ
؛ أَي امرأَة مَكَانَ امرأَة. وَيُقَالُ أَيضاً: هِيَ زَوْجَتُهُ؛
قَالَ الشَّاعِرُ:
يَا صاحِ، بَلِّغ ذَوِي الزَّوْجاتِ كُلَّهُمُ: ... أَنْ لَيْسَ وصْلٌ،
إِذا انْحَلَّتْ عُرَى الذَّنَبِ
وَبَنُو تَمِيمٍ يَقُولُونَ: هِيَ زَوْجَتُهُ، وأَبى الأَصمعي فَقَالَ:
زَوْجٌ لَا غَيْرَ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ:
اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ*
؛ فَقِيلَ لَهُ: نَعَمْ، كَذَلِكَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى، فَهَلْ
قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: لَا يُقَالُ زَوْجَةٌ؟ وَكَانَتْ مِنَ الأَصمعي
فِي هَذَا شدَّة وَعُسْرٌ. وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنه إِنما تَرَكَ
تَفْسِيرَ الْقُرْآنِ لأَن أَبا عُبَيْدَةَ سَبَقَهُ بِالْمَجَازِ
إِليه، وَتَظَاهَرَ أَيضاً بِتَرْكِ تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ وَذِكْرِ
الأَنواء؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقِ:
وإِنَّ الَّذِي يَسعَى يُحَرِّشُ زَوْجَتِي، ... كَسَاعٍ إِلى أُسْدِ
الشَّرَى يَسْتَبِيلُها
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ أَيضاً: هِيَ زَوْجَتُهُ، وَاحْتُجَّ بِبَيْتِ
الْفَرَزْدَقِ.
وَسُئِلَ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ الْجَمَلِ مِنْ
(2/292)
قَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى يَلِجَ
الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ؛ فَقَالَ: هُوَ زَوْجُ النَّاقَةِ
؛ وَجَمْعُ الزَّوْجِ أَزواج وزِوَجَةٌ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ*
. وَقَدْ تَزَوَّج امرأَة وزَوَّجَهُ إِياها وَبِهَا، وأَبى بَعْضُهُمْ
تَعْدِيَتَهَا بِالْبَاءِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَتَقُولُ الْعَرَبُ:
زوَّجته امرأَة. وَتَزَوَّجْتُ امرأَة. وَلَيْسَ مِنْ كَلَامِهِمْ:
تزوَّجت بامرأَة، وَلَا زوَّجْتُ مِنْهُ امرأَةً. قَالَ: وَقَالَ
اللَّهُ تَعَالَى: وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ*
، أَي قرنَّاهم بِهِنَّ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: احْشُرُوا الَّذِينَ
ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ
، أَي وقُرَناءهم. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: تَزوجت بامرأَة، لُغَةٌ فِي
أَزد شَنُوءَةَ. وتَزَوَّجَ فِي بَنِي فُلَانٍ: نَكَحَ فِيهِمْ.
وتَزَاوجَ القومُ وازْدَوَجُوا: تَزَوَّجَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا؛ صَحَّتْ
فِي ازْدَوَجُوا لِكَوْنِهَا فِي مَعْنَى تَزاوجُوا. وامرأَة
مِزْوَاجٌ: كَثِيرَةُ التَّزَوُّجِ والتزاوُج؛ قَالَ: والمُزاوَجَةُ
والازْدِواجُ، بِمَعْنًى. وازْدَوَجَ الكلامُ وتَزَاوَجَ: أَشبه
بَعْضُهُ بَعْضًا فِي السَّجْعِ أَو الْوَزْنِ، أَو كَانَ لإِحدى
القضيتين تعلق بالأُخرى. وزَوَّج الشيءَ بِالشَّيْءِ، وزَوَّجه إِليه:
قَرَنَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ*
؛ أَي قَرَنَّاهُمْ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ:
وَلَا يَلْبَثُ الفِتْيانُ أَنْ يَتَفَرَّقُوا، ... إِذا لَمْ
يُزَوَّجْ رُوحُ شَكْلٍ إِلى شَكْلِ
وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: احْشُرُوا الَّذِينَ
ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ
؛ مَعْنَاهُ: وَنُظَرَاءَهُمْ وَضُرَبَاءَهُمْ. تَقُولُ: عِنْدِي مِنْ
هَذَا أَزواج أَي أَمْثال؛ وَكَذَلِكَ زَوْجَانِ مِنَ الْخِفَافِ أَي
كُلُّ وَاحِدٍ نَظِيرُ صَاحِبِهِ؛ وَكَذَلِكَ الزَّوْجُ المرأَة،
وَالزَّوْجُ الْمَرْءُ، قَدْ تَنَاسَبَا بِعَقْدِ النِّكَاحِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً
؛ أَي يَقْرُنُهم. وَكُلُّ شَيْئَيْنِ اقْتَرَنَ أَحدهما بِالْآخَرِ:
فَهُمَا زَوْجَانِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يَجْعَلُ بَعْضَهُمْ بَنِينَ
وَبَعْضَهُمْ بَنَاتٍ، فَذَلِكَ التَّزْوِيجُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ:
أَراد بِالتَّزْوِيجِ التَّصْنِيفَ؛ والزَّوْجُ: الصِّنْفُ.
وَالذَّكَرُ صِنْفٌ، والأُنثى صِنْفٌ. وَكَانَ الأَصمعي لَا يُجِيزُ
أَن يُقَالَ لِفَرْخَيْنِ مِنَ الْحَمَامِ وَغَيْرِهِ: زَوْجٌ، وَلَا
لِلنَّعْلَيْنِ زَوْجٌ، وَيُقَالُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ: زَوْجَانِ
لِكُلِّ اثْنَيْنِ. التَّهْذِيبِ: وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
عَجِبْتُ مِنَ امْرَاةٍ حَصَانٍ رَأَيْتُها، ... لَها ولَدٌ مِنْ
زَوْجِها، وَهْيَ عَاقِرُ
فَقُلْتُ لَها: بُجْراً، فقَالتْ مُجِيبَتِي: ... أَتَعْجَبُ مِنْ
هَذَا، وَلِي زَوْجٌ آخَرُ؟
أَرادت مِنْ زَوْجِ حَمَامٍ لَهَا، وَهِيَ عَاقِرٌ؛ يَعْنِي للمرأَة
زَوْجُ حَمَامٍ آخَرُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هَاجَ المُكَّاءُ
للزَّواج؛ يَعني بِهِ السِّفادَ. والزَّوْجُ: الصِّنْفُ مِنْ كُلِّ
شَيْءٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ
؛ قِيلَ: مِنْ كُلِّ لَوْنٍ أَو ضَرْبٍ حَسَنٍ مِنَ النَّبَاتِ.
التَّهْذِيبِ: والزَّوْجُ اللَّوْنُ؛ قَالَ الأَعشى:
وكلُّ زَوْجٍ مِنَ الدِّيباجِ، يَلْبَسُهُ ... أَبو قُدَامَةَ،
مَحْبُوًّا بذاكَ مَعَا
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ
؛ قَالَ: مَعْنَاهُ أَلوان وأَنواع مِنَ الْعَذَابِ، وَوَصَفَهُ
بالأَزواج، لأَنه عَنَى بِهِ الأَنواع مِنَ الْعَذَابِ والأَصناف
مِنْهُ. والزَّوْجُ: النَمَطُ، وَقِيلَ: الدِّيبَاجُ. وَقَالَ لَبِيدٌ:
مِنْ كلِّ مَحْفُوفٍ، يُظِلُّ عِصِيَّهُ ... زَوْجٌ، عَلَيْهِ كِلَّةٌ
وقِرامُها
قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الزَّوْجُ هُنَا النَّمَطُ يُطْرَحُ عَلَى
الْهَوْدَجِ؛ وَيُشْبِهُ أَن يَكُونَ سمِّي بِذَلِكَ لِاشْتِمَالِهِ
عَلَى مَا تَحْتَهُ اشْتِمَالُ الرَّجُلِ عَلَى المرأَة، وَهَذَا
لَيْسَ بِقَوِيٍّ. والزَّاجُ: مَعْرُوفٌ؛ اللَّيْثُ: الزَّاجُ، يُقَالُ
لَهُ: الشَّبُّ الْيَمَانِيُّ، وَهُوَ مِنَ الأَدوية، وَهُوَ مِنْ
أَخلاط الحِبْرِ،
(2/293)
فارسي معرَّب.
زيج: الزِّيجُ: خَيْطُ البَنَّاءِ وَهُوَ المِطْمَرُ، فَارِسِيٌّ
مُعَرَّبٌ؛ قَالَ الأَصمعي: لَسْتُ أَدري أَعربي هُوَ أَم مُعَرَّبٌ؟ |