وَلَكِنَّهَا شُبِّهَتْ بِمَرِيضَةٍ،
وَقَدْ يُقْتَاسُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ. الأَزهري عَنْ أَبي زَيْدٍ
قَالَ: إِذا أَضمره الكَلالُ والإِعياءُ قِيلَ: طَلَحَ يَطْلَحُ
طَلْحاً، قَالَ وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ سَارَ عَلَى النَّاقَةِ
حَتَّى طَلَحَها وطَلَّحَها. وَحُكِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: إِنه
لَطَلِيحُ سَفَرٍ وطِلْحُ سَفَرٍ ورجيعُ سفر ورَذِيَّةُ سَفَرٍ
بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ وَقَالَ اللَّيْثُ: بَعِيرٌ طَلِيح
وَنَاقَةٌ طَلِيح. الأَزهري: أَطلحته أَنا وطَلَّحته حَسَرْتُه؛
وَيُقَالُ: نَاقَةٌ طَلِيحُ أَسفار إِذا جَهَدَها السيرُ وهَزَلها؛
وإِبل طُلَّحٌ وطَلائحُ. وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ: راكبُ
النَّاقَةِ طَلِيحانِ أَي والناقةُ، لَكِنَّهُ حَذَفَ الْمَعْطُوفَ
لأَمرين: أَحدهما تَقَدُّمُ ذِكْرِ النَّاقَةِ، وَالشَّيْءُ إِذا
تَقَدَّمَ دَلَّ عَلَى مَا هُوَ مِثْلُهُ؛ ومثلُه مِنْ حَذْفِ
الْمَعْطُوفِ قولُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَقُلْنَا اضْرِبْ
بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ أَي فَضَرَبَ
فَانْفَجَرَتْ، فَحَذَفَ فَضَرَبَ، وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى
قَوْلِهِ فَقُلْنَا؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ التَّغْلَبي:
إِذا مَا الماءُ خالَطَها سَخِينا
أَي فَشَرِبْناها سَخِيناً، فإِن قُلْتَ: فَهَلَّا كَانَ
التَّقْدِيرُ عَلَى حَذْفِ الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ أَي الناقةُ
وراكبُ الناقةِ طَليحانِ، قِيلَ لبُعْدِ ذَلِكَ مِنْ وَجْهَيْنِ:
أَحدهما أَن الْحَذْفَ اتِّسَاعٌ، وَالِاتْسَاعُ بَابُهُ آخِرُ
الْكَلَامِ وأَوسطُه، لَا صَدْرُهُ وأَوّله، أَلا تَرَى أَن مَنْ
اتَّسَعَ بِزِيَادَةٍ كَانَ حَشْوًا أَو آخِرًا لَا يُجِيزُ
زِيَادَتَهَا أَوّلًا؛ وَالْآخَرُ أَنه لو كان تقديره [النَّاقَةُ
وَرَاكِبُ النَّاقَةِ طَلِيحَانِ] لَكَانَ قَدْ حُذِفَ حَرْفُ
الْعَطْفِ وبَقَاء المعطوفِ بِهِ، وَهَذَا شَاذٌّ، إِنما حَكَى
مِنْهُ أَبو عُثْمَانَ: أَكلت خُبْزًا سَمَكًا تَمْرًا؛ وَالْآخَرُ
أَن يَكُونَ الْكَلَامُ مَحْمُولًا عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَي
رَاكِبُ النَّاقَةِ أَحَدُ طَليحين، فَحَذَفَ الْمُضَافَ وأَقام
الْمُضَافَ إِليه مَقَامَهُ. الأَزهري: المُطَّلِحُ فِي الْكَلَامِ
البَهَّاتُ. والمُطَّلِحُ فِي الْمَالِ: الظالِمُ. والطِّلْحُ:
القُرادُ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَهْزُولُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
وَقَدْ لَوَى أَنْفَه، بِمشْفَرِها، ... طِلْحٌ قَراشِيمُ، شَاحِبٌ
جَسَدُهْ
وَيُرْوَى: قَرَاشِينُ؛ وَقِيلَ: الطِّلْح الْعَظِيمُ مِنَ
القِردان. الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا قِيلَ للقُراد طِلْح
وطَلِيح؛ وَفِي قصيد كعب:
وجِلْدُها مِنْ أَطُومٍ لَا يُؤَيِّسُه ... طِلْحٌ، بضاحِيَةِ
المَتْنَيْنِ، مَهزُولُ
أَي لَا يُؤَثِّرُ القُرادُ فِي جِلْدِهَا لمَلاسَته؛ وَقَوْلُ
الْحُطَيْئَةِ:
إِذا نامَ طِلْحٌ أَشْعَثُ الرأْسِ خَلْفَها، ... هَداه لَهَا
أَنفاسُها وزَفِيرُها
قِيلَ: الطِّلحُ هُنَا القُرادُ؛ وَقِيلَ: الرَّاعِي المُعْيي؛
يَقُولُ: إِن هَذِهِ الإِبل تَتَنَفَّسُ مِنَ البِطْنَة تَنَفُّساً
شَدِيدًا فَيَقُولُ: إِذا نَامَ رَاعِيهَا عَنْهَا ونَدَّت
تَنَفَّسَتْ فَوَقَعَ عَلَيْهَا وإِن بَعُدَتْ. الأَزهري:
والطُّلُح التَّعِبون. والطُّلُح: الرُّعاةُ. الْجَوْهَرِيُّ:
والطِّلْحُ، بِالْكَسْرِ، المُعْيِي مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا
يَسْتَوي فِيهِ الذَّكَرُ والأُنثى، وَالْجَمْعُ أَطلاح؛ وأَنشد
بَيْتَ الْحُطَيْئَةِ، وَقَالَ: قَالَ الْحُطَيْئَةُ يَذْكُرُ
إِبلًا وَرَاعِيَهَا [إِذا نَامَ طِلحٌ أَشعثُ الرأْسِ] وَفِي
حَدِيثِ إِسلام عُمَرَ:
فَمَا بَرِحَ يقاتلُهم حَتَّى طَلَح
أَي أَعيا؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ سَطِيح عَلَى جَمَلٍ طَلِيح أَي
مُعْيٍ. والطَّلَحُ، بِالْفَتْحِ: النِّعْمةُ «3» ؛ قَالَ الأَعشى:
كَمْ رأَينا مِنْ أُناسٍ هَلَكوا، ... ورأَينا المَلْكَ عَمْراً
بِطَلَحْ
__________
(3) . قوله [والطلح، بالفتح: النعمة] عبارة المختار والقاموس
والطلح، بالتحريك: النعمة.
(2/531)
قَاعِدًا يُجْبَى إِليه خَرْجُه، ... كلُّ
مَا بينَ عُمَانٍ فالمَلَحْ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُرِيدُ بِعَمْرٍو هَذَا عَمْرَو بْنَ
هِنْدٍ؛ حَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ أَيضاً قَالَ:
قِيلَ طَلَحٌ فِي بَيْتِ الأَعشى مَوْضِعٌ. قَالَ وَقَالَ
غَيْرُهُ: أَتى الأَعشى عَمْرًا وَكَانَ مَسْكَنُهُ بِمَوْضِعٍ
يُقَالُ لَهُ ذُو طَلَحٍ، وَكَانَ عَمْرٌو مَلِكًا نَاعِمًا
فاجتزأَ الشَّاعِرُ بِذِكْرِ طَلَحٍ دَلِيلًا عَلَى النِّعْمَةِ،
وَعَلَى طَرْح ذِي مِنْهُ، قَالَ: وَذُو طَلَح هُوَ الْمَوْضِعُ
الَّذِي ذَكَرَهُ الْحُطَيْئَةُ، فَقَالَ وَهُوَ يُخَاطِبُ عُمَرَ
بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
مَاذَا تَقُولُ لأَفْراخٍ بِذِي طَلَحٍ، ... حُمْرِ الحواصِلِ، لَا
ماءٌ وَلَا شجرُ؟
أَلْقَيْتَ كاسِبَهم فِي قَعْرِ مُظْلِمةٍ، ... فاغْفِرْ، عَلَيْكَ
سلامُ اللَّهِ، يَا عُمَرُ
والطَّلْحُ، مَا بَقِيَ فِي الْحَوْضِ مِنَ الماءِ الكَدِرِ.
والطَّلْحُ: شَجَرَةٌ حِجَازِيَّةٌ جَناتها كجَناةِ السَّمُرَةِ،
وَلَهَا شَوْك أَحْجَنُ وَمَنَابِتُهَا بُطُونُ الأَودية؛ وَهِيَ
أَعظم العِضاه شَوْكًا وأَصْلَبُها عُوداً وأَجودها صَمْغاً؛
الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ: الطَّلْحُ شجرُ أُمِّ غَيْلانَ
وَوَصَفَهُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ، وَقَالَ: قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ:
الطَّلْحُ شَجَرَةٌ طَوِيلَةٌ لَهَا ظِلٌّ يَسْتَظِلُّ بِهَا
النَّاسُ والإِبل، وَوَرَقُهَا قَلِيلٌ وَلَهَا أَغصان طِوالٌ
عِظامٌ تُنَادِي السَّمَاءَ مِنْ طُولِهَا، وَلَهَا شَوْكٌ كَثِيرٌ
مِنْ سُلَّاء النَّخْلِ، وَلَهَا سَاقٌ عَظِيمَةٌ لا تلتقي عليه
يَدَا الرَّجُلِ، تأْكل الإِبل مِنْهَا أَكلًا كَثِيرًا، وَهِيَ
أُم غَيْلانَ تَنْبُتُ فِي الْجَبَلِ، الْوَاحِدَةُ طَلْحَة؛
وأَنشد:
يَا أُمَّ غَيْلانَ لَقِيتِ شَرَّا، ... لَقَدْ فَجَعْتِ أَمِناً
مُغْبَرَّا،
يَزُورُ بيتَ اللهِ فِيمَنْ مَرَّا، ... لاقَيْتِ نَجَّاراً
يَجُرُّ جَرَّا،
بالفأْسِ لَا يُبْقِي عَلَى مَا اخْضَرَّا
يُقَالُ: إِنه لَيَجُرُّ بفأْسه جَرًّا إِذا كَانَ يَقْطَعُ كُلَّ
شَيْءٍ مَرَّ بِهِ، وإِن كَانَ وَاضِعَهَا عَلَى عُنُقِه؛ وَقَالَ:
يَا أُمَّ غَيْلانَ، خُذِي شَرَّ القومْ، ... ونَبِّهِيهِ
وامْنَعِي مِنْهُ النَّوْم
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الطَّلْح أَعظم العِضاه وأَكثره وَرَقًا
وأَشدَّه خُضْرة، وَلَهُ شَوْكٌ ضِخامٌ طِوالٌ وَشَوْكُهُ مِنْ
أَقل الشَّوْكِ أَذًى، وَلَيْسَ لِشَوْكَتِهِ حَرَارَةٌ فِي
الرِّجْل، وَلَهُ بَرَمَةٌ طَيِّبَةُ الرِّيحِ، ليس فِي العِضاه
أَكثر صَمْغًا مِنْهُ وَلَا أَضْخَمُ، وَلَا يَنْبُتُ الطَّلْحُ
إِلا بأَرض غَلِيظَةٍ شَدِيدَةٍ خِصبَة، وَاحِدَتُهُ طَلْحَة،
وَبِهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وجَمْعُها،
عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، طلُوح كصَخْرة وصُخُور، وطِلاحٌ؛ قَالَ:
شَبَّهُوهُ بقصْعَة وقِصاع يَعْنِي أَنَّ الْجَمْعَ الَّذِي هُوَ
عَلَى فِعال إِنما هُوَ لِلْمَصْنُوعَاتِ كالجِرار والصِّحافِ،
وَالِاسْمُ الدَّالُّ عَلَى الْجَمْعِ أَعني الَّذِي لَيْسَ
بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاحِدِهِ إِلا هَاءُ التأْنيث إِنما هُوَ
لِلْمَخْلُوقَاتِ نَحْوَ النَّخْلِ وَالتَّمْرِ، وإِن كَأَنَّ
كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الحَيِّزَيْنِ دَاخِلًا عَلَى الْآخَرِ؛ قَالَ:
إِني زَعِيمٌ يَا نُوَيْقةُ، ... إِن نَجَوْتِ مِنَ الزَّوَاحْ
أَن تَهْبِطِينَ بلادَ قَوْمٍ، ... يَرْتَعُونَ مِنَ الطِّلاحْ
وأَن هَاهُنَا يَجُوزُ أَن تَكُونَ أَن النَّاصِبَةَ لِلِاسْمِ
مُخَفَّفَةً مِنْهَا غَيْرَ أَنه أَولاها الْفِعْلَ بِلَا فَصْلٍ.
وجمعُ الطَّلح أَطْلاحٌ. وأَرض طَلِحَة: كَثِيرَةُ الطَّلْح عَلَى
النَّسَبِ.
(2/532)
وإِبل طِلاحِيَّة وطُلاحِيَّة: تَرْعَى
الطَّلْح. وطَلاحَى وطَلِحَة: تَشْتَكِي بطونَها مِنْ أَكل
الطَّلْح؛ وَقَدْ طَّلِحَت طَلَحاً «1» ؛ قَالَ الأَزهري: وَرَجُلٌ
نِباطِيٌّ ونُباطِيّ: مَنْسُوبٌ إِلى النَّبَط؛ وأَنشد:
كَيْفَ تَرَى وَقْعَ طِلاحِيَّاتِها ... بالغَضَوِيَّاتِ، عَلَى
عِلَّاتِها؟
وَيُرْوَى بالحَمَضِيَّاتِ؛ وأَنكر أَبو سَعِيدٍ: إِبل طَلاحَى
إِذا أَكلت الطَّلْح؛ قَالَ: والطَّلاحَى هِيَ الكالَّةُ
المُعْيِيَةُ؛ قَالَ: وَلَا يُمْرِضُ الطَّلْحُ الإِبلَ لأَن
رَعْيَ الطَّلْح ناجعٌ فِيهَا، قَالَ: والأَراكُ لَا تَمْرَضُ
عَنْهُ الإِبلُ؛ ابْنُ سِيدَهْ: والطَّلْحُ لُغَةٌ فِي الطَّلْع،
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ
؛ فُسِّرَ بأَنه الطَّلْعُ وفُسِّرَ بأَنه المَوْزُ، قَالَ:
وَهَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي اللُّغَةِ. الأَزهري: قَالَ أَبو
إِسْحَاقَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ
؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنه شَجَرُ الْمَوْزِ، قَالَ:
والطَّلْحُ شَجَرُ أُمِّ غَيْلان أَيضاً، قَالَ: وَجَائِزٌ أَن
يَكُونَ عَنَى بِهِ ذَلِكَ الشَّجَرَ لأَن لَهُ نَوْراً طَيِّبَ
الرَّائِحَةِ جِدًّا، فَخُوطِبُوا بِهِ ووُعِدُوا بِمَا يُحِبُّونَ
مِثْلَهُ، إِلا أَن فَضْلَهُ عَلَى مَا فِي الدُّنْيَا كَفَضْلِ
سَائِرِ مَا فِي الْجَنَّةِ عَلَى سَائِرِ مَا فِي الدُّنْيَا،
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: أَعْجَبَهم طَلْحُ وَجٍّ وحُسْنُه، فَقِيلَ
لَهُمْ: وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ
. والطِّلاحُ: نَبْتٌ. وطَلْحَةُ الطَّلَحات: طَلْحَةُ ابن
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ الخُزاعي؛ ورأَيت فِي بَعْضِ
حَوَاشِي نُسَخِ الصِّحَاحِ بِخَطِّ مَنْ يُوثَقُ بِهِ: الصَّوَابُ
طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ؛
ذَكَرَ ابْنُ الأَعرابي فِي طَلْحةَ هَذَا أَنه إِنما سمِّي طَلْحة
الطَّلَحَاتِ بِسَبَبِ أُمه، وَهِيَ صَفِيَّة بِنْتُ الْحَرْثِ
بْنِ طَلْحَةَ بْنِ أَبي طَلْحَةَ؛ زَادَ الأَزهري: ابْنُ عَبْدِ
مَنَافٍ، قَالَ: وأَخوها أَيضاً طَلْحَةُ بْنُ الْحَرْثِ فَقَدْ
تكَنَّفَه هَؤُلَاءِ الطَّلَحَاتُ كَمَا تَرَى وَقَبْرُهُ
بسِجِسْتانَ؛ وَفِيهِ يَقُولُ ابْنُ قَيس الرُّقَيَّاتِ:
رَحِمَ اللهُ أَعْظُماً دَفَنُوها ... بسِجِسْتانَ: طَلْحَةَ
الطَّلَحاتِ
ابْنُ الأَثير قَالَ: وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ ذِكْرُ طَلْحَةِ
الطَّلحات، قَالَ: هُوَ رَجُلٌ مِنْ خُزاعة اسْمُهُ طَلْحَةَ بْنَ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ، قَالَ: وَهُوَ غَيْرُ طَلْحَةَ بْنَ
عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيّ الصَّحَابِيِّ، قِيلَ: إِنه جَمَعَ
بَيْنَ مِائَةِ عَرَبِيٍّ وَعَرَبِيَّةٍ بالمَهْر وَالْعَطَاءِ
الْوَاسِعَيْنِ فَوُلِدَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَلَدٌ
فَسُمِّيَ طَلْحَةَ فأُضيف إِليهم. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنَ
الطَّلَحات طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ
الزُّهْرِيّ وَقَبْرُهُ بِالْمَدِينَةِ، وَمِنْهُمْ طَلْحَةُ بْنُ
عُمَرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ التَّيْمِيُّ،
وَيُقَالُ لَهُ طَلْحَةُ الجُودِ، وَمِنْهُمْ طَلْحَةُ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ،
رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، وَيُقَالُ لَهُ طَلْحَةُ
الدَّرَاهِمِ؛ وَمَدَحَ سَحْبانُ وائلٍ الباهليُّ طلحةَ
الطَّلَحاتِ، فَقَالَ:
يَا طَلْحُ، أَكرمَ مَنْ مَشَى ... حَسَباً، وأَعْطاهُمْ لِتالِدْ
منكَ العَطاءُ، فأَعْطِنِي، ... وعليَّ مَدْحُك فِي المَشاهِدْ
فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ: احْتَكِمْ، فَقَالَ: بِرْذَوْنَكَ الوَرْدَ
وغُلامَكَ الخَبَّازَ وقَصْرَك الَّذِي بِمَكَانِ «2» كَذَا
وَعَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ؛ فَقَالَ طَلْحَةُ: أفٍّ لَكَ سأَلتني
على قدرك لم تسأَلني عَلَى قَدْرِي، لَوْ سأَلتني كُلَّ عَبْدٍ
وَكُلَّ دَابَّةٍ وَكُلَّ قَصْرٍ لِي لأَعطيتك، وأَما طَلْحَةَ
بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ من الصحابة فتَيْمِيٌّ؛
__________
(1) . قوله [وقد طلحت طلحاً] كفرح فرحاً وزاد في القاموس كعنى
أَيضاً.
(2) . قوله [وقصرك الذي بمكان إلخ] عبارة شرح القاموس: وقصرك الذي
بزرنج، إِلى أَن قال: وإِنما سألتني على قدرك وقدر قبيلتك باهلة.
والله لو سألتني كل فرس وقصر وغلام لي لأَعطيتكه. ثم أمر له بما
سأل، وقال: والله ما رأيت مسألة محتكم ألأَم منها.
(2/533)
حَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي
قَالَ: كَانَ يُقَالُ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: طَلْحَةُ
الْخَيْرِ، وَكَانَ مِنْ أَجواد الْعَرَبِ وَمِمَّنْ
قَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ
أُحُد: إِنه قَدْ أَوجَبَ.
رَوَى
الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبيه قَالَ:
سَمَّانِي النبي، صلى الله عليه وسلم، يَوْمَ أُحد: طَلْحَةَ
الخَيْر، وَيَوْمَ غَزْوَةِ ذَاتِ العُشَيْرةِ: طَلْحَةَ
الفَيَّاض، وَيَوْمَ حُنَيْن: طَلْحَةَ الجودِ.
والطُّلَيْحَتانِ: طُلَيْحَة بْنِ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ وأَخُوه.
وطَلْحٌ وَذُو طَلَحٍ وَذُو طُلُوح: أَسماء مواضع.
طلفح: الطَّلَنْفَحُ: الْخَالِي الجَوْف، وَيُقَالُ: المُعْيي
التَّعِبُ؛ وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الحِرْمازِ:
ونُصْبِحُ بالغَداةِ أَتَرَّ شيءٍ، ... ونُمْسِي بالعَشِيِّ
طَلَنْفَحِينا
وَفِي حَدِيثِ
عَبْدِ اللَّهِ: إِذا ضَنُّوا عَلَيْكَ بالمُطَلْفَحَة فكُلْ
رغيفَكَ
أَي إِذا بَخِلَ الأُمراء عَلَيْكَ بالرُّقاقة الَّتِي هِيَ مِنْ
طَعَامِ المُتْرَفِين والأَغنياء، فاقْنَعْ بِرَغِيفِكَ. يُقَالُ:
طَلْفَحَ الخُبْزَ وفَلْطَحَه إِذا رَقَّقَه وبَسَطه، وَقَالَ
بَعْضُ المتأَخرين: أَراد بالمُطَلْفحَة الدراهمَ، والأَوّل أَشبه
لأَنه قَابَلَهُ بالرغيف.
طمح: طَمَحَت المرأَة تَطْمَحُ طِماحاً، وَهِيَ طامحٌ: نَشَزَت
بِبَعْلِهَا. والطِّماحُ مِثْلُ الجِماحِ. وطَمَحَت المرأَة مِثْلُ
جَمَحَتْ، فَهِيَ طَامِحٌ، أَي تَطْمَح إِلى الرجال. في حَدِيثِ
قَيْلَةَ: كُنْتُ إِذا رأَيت رَجُلًا ذَا قِشْرٍ طَمَحَ بَصَرِي
إِليه
أَي امتدَّ وَعَلَا. وَفِي الْحَدِيثِ:
فَخَرَّ إِلى الأَرض فَطَمَحَت عَيْنَاهُ
«1» . الأَزهري عَنْ أَبي عَمْرٍو الشَّيباني: الطامحُ مِنَ
النِّسَاءِ الَّتِي تُبْغِضُ زوجَها وَتَنْظُرُ إِلى غَيْرِهِ؛
وأَنشد:
بَغَى الوُدَّ مِنْ مَطْروفةِ العينِ طامِح
قَالَ: وطَمَحَت بِعَيْنِهَا إِذا رَمَتْ بِبَصَرِهَا إِلى
الرَّجُلِ، وإِذا رَفَعَتْ بَصَرَهَا يُقَالُ: طَمَحَت. وامرأَة
طَمَّاحة: تَكُرُّ بِنَظَرِهَا يَمِينًا وَشِمَالًا إِلى غَيْرِ
زَوْجِهَا. وطَمَحَ بِبَصَرِهِ يَطْمَحُ طَمْحاً: شَخَصَ، وَقِيلَ:
رَمَى بِهِ إِلى الشَّيْءِ. وأَطْمَحَ فلانٌ بَصَرَهُ: رَفَعَهُ.
وَرَجُلٌ طَمّاح: بِعِيدُ الطَّرْفِ، وَقِيلَ: شَرِهٌ. وطَمَحَ
بَصَرُه إِلى الشَّيْءِ: ارْتَفَعَ. وَفَرَسٌ طامِح الطَّرْفِ
طامِحُ البَصر، وطَمُوحه مُرْتَفَعُهُ؛ يُقَالُ: فَرَسٌ فِيهِ
طِماحٌ؛ وأَنشد الأَزهري لأَبي دُوادٍ:
طويلٌ طامِحُ الطَّرْفِ، ... إِلى مِقْرَعةِ الكلبِ
وطَمَحَ الفرسُ يَطْمَحُ طِماحاً وطُمُوحاً: رَفَعَ يَدَيْهِ؛
الأَزهري: يُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذا رَفَعَ يَدَيْهِ قَدْ طَمَّحَ
تَطْميحاً. وَكُلُّ مُرْتَفَعٍ مُفْرِط فِي تَكَبُّر: طامحٌ،
وَذَلِكَ لِارْتِفَاعِهِ. والطَّماحُ: الكِبْرُ والفخرُ
لِارْتِفَاعِ صَاحِبِهِ. وبَحْر طَمُوح الْمَوْجِ: مُرْتَفِعُهُ.
وَبِئْرٌ طَمُوح الْمَاءِ: مرتفعةُ الجُمَّة، وَهُوَ مَا اجْتَمَعَ
مِنْ مَائِهَا؛ أَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ بِئْرٍ:
عادِيَّة الجُولِ طَمُوح الجَمِّ، ... جِيبَتْ بجَوْفِ حَجَرٍ
هِرْشَمِّ،
تُبْذَلُ للجارِ وَلِابْنِ العَمِّ، ... إِذا الشَّرِيبُ كَانَ
كالأَصَمِّ،
وعَقَدَ اللِّمَّةَ كالأَجَمِ
__________
(1) . قوله [فطمحت عيناه] زاد في النهاية إلى السماء.
(2/534)
وطَمَّح بَوْلَه: بَالَهُ فِي الهواء.
وطَمَّحَ ببوله وبالشيء: رَمَى بِهِ فِي الْهَوَاءِ؛ الأَزهري:
إِذا رَمَيْتَ بِشَيْءٍ فِي الْهَوَاءِ قُلْتَ طَمَّحْتُ بِهِ
تَطْميحاً. وطَمَح بِهِ: ذَهَب بِهِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
قُوَيْرِحُ أَعْوامٍ، رَفيعٌ قَذالُه، ... يَظَلُّ بِبَزِّ
الكَهْلِ والكَهْلِ يَطْمَحُ
قَالَ: يَطْمَحُ أَي يَجْرِي وَيَذْهَبُ بِالْكَهْلِ وبَزِّه.
وطَمَح الرجلُ فِي السَّوْم إِذا اسْتَامَ بسِلْعَته وَتَبَاعَدَ
عَنِ الْحَقِّ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وطَمَح أَي أَبْعَدَ فِي
الطَّلَبِ. وطَمَحاتُ الدَّهْرِ: شَدَائِدُهُ؛ قَالَ الأَزهري:
وَرُبَّمَا خُفِّفَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
بَاتَتْ هُمومي فِي الصَّدْرِ تَخْطاها ... طَمْحاتُ دَهْرٍ، مَا
كنتُ أَدراها
سَكَّنَ الْمِيمَ ضَرُورَةً؛ قَالَ الأَزهري: مَا هَاهُنَا صِلَةٌ.
وَبَنُو الطَّمَحِ: بُطَيْنٌ. والطَّمَّاحُ: مِنْ أَسماء
الْعَرَبِ. والطَّمّاحُ: اسْمُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسد بَعَثُوهُ
إِلى قَيْصَرَ فَمَحَلَ بِامْرِئِ الْقَيْسِ حَتَّى سُمَّ؛ قَالَ
الكُمَيْتُ:
وَنَحْنُ طَمَحْنا لِامْرِئِ القَيْسِ، بَعْدَ ما ... رَجا
المُلْكَ بالطَّمّاحِ، نَكْباً عَلَى نَكْبِ
وأَبو الطَّمَحان القَيْنِيُّ: اسم شاعر.
طنح: طَنِحَت الإِبلُ طَنَحاً وطَنِخَتْ: بَشِمَتْ؛ وَقِيلَ:
طَنِحَتْ، بِالْحَاءِ، سَمِنَتْ وطَنِخَتْ، بِالْخَاءِ مُعْجَمَةً،
بَشِمَتْ؛ حَكَى ذَلِكَ الأَزهري عَنِ الأَصمعي، وَقَالَ:
وَغَيْرُهُ يجعلهما واحداً.
طوح: طاحَ يَطُوحُ ويَطِيحُ طَوْحاً: أَشرف عَلَى الْهَلَاكِ،
وَقِيلَ: هَلَكَ وَسَقَطَ أَو ذَهَبَ، وَكَذَلِكَ إِذا تَاهَ فِي
الأَرض. وَالطَّائِحُ: الْهَالِكُ المُشْرِفُ عَلَى الْهَلَاكِ؛
وَكُلُّ شَيْءٍ ذَهَبَ وفَنيَ: فَقَدْ طاحَ يَطِيحُ طَوْحاً
وطَيْحاً، لُغَتَانِ. وطَوَّحَه هُوَ وطَوَّحَ بِهِ: تَوَّهَه
وَذَهَبَ بِهِ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، فَتَطوَّح فِي الْبِلَادِ إِذا
رَمَى بِنَفْسِهِ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، أَو حَمَلهُ عَلَى رُكُوبِ
مَفَازَةٍ يُخافُ فِيهَا هلاكُه؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:
يُطَوِّحُ الْهَادِي بِهِ تَطْوِيحا
والطَّيْحُ: الْهَلَاكُ. والمُطَوَّحُ: الَّذِي طُوِّحَ بِهِ فِي
الأَرض أَي ذُهِبَ بِهِ. وطَوَّحَه: بُعِثَ بِهِ إِلى أَرض لَا
يَرْجِعُ مِنْهَا؛ قَالَ:
ولكنَّ البُعُوث جَرَتْ عَلَيْنَا، ... فَصِرْنا بَيْنَ تَطْوِيحٍ
وغُرْمِ
وتَطَوَّحَ إِذا ذَهَبَ وَجَاءَ فِي الْهَوَاءُ؛ قَالَ ذُو
الرُّمَّةِ يَصِفُ رَجُلًا عَلَى الْبَعِيرِ، فِي النَّوْمِ
يتطوَّح أَي يَجِيءُ وَيَذْهَبُ فِي الْهَوَاءِ:
ونَشْوانَ مِنْ كأْسِ النُّعاسِ كأَنه، ... بحَبْلَينِ فِي
مَشْطونَةٍ، يَتَطَوَّحُ
قَالَ سِيبَوَيْهِ فِي طاحَ يَطِيحُ: إِنه فَعِل يَفْعِل لأَن
فَعَل يَفْعِلُ لا يكون في بنات الواو، كراهية الِالْتِبَاسِ
بِبَنَاتِ الْيَاءِ، كَمَا أَن فَعَلَ يَفْعُل لَا يَكُونُ فِي
بَنَاتِ الْيَاءِ، كَرَاهِيَةَ الِالْتِبَاسِ بِبَنَاتِ الْوَاوِ
أَيضاً، فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ عَدَماً البَتَّةَ، وَوَجَدُوا
فَعِل يَفْعِلُ فِي الصَّحِيحِ كَحَسِبَ يَحْسِبُ وأَخواتها، وَفِي
الْمُعْتَلِّ كَوَلي يَلي وأَخواته حَمَلُوا طاح يَطِيحُ عَلَى
ذَلِكَ، وَلَهُ نَظَائِرُ كَتَاهَ يَتِيه وماهَ يَمِيهُ، وَهَذَا
كُلُّهُ فِيمَنْ لَمْ يَقُلْ إِلَّا طَوَّحه وتَوَّهَه، وماهَتِ
الرَّكِيَّة مَوْهاً، وأَما مَن قَالَ طَيَّحَه وتَيَّهه وماهَتِ
الرَّكِيَّةُ مَيْهاً فَقَدَ كُفِينا القولَ فِي لُغَتِهِ، لأَن
طاحَ يَطِيحُ وأَخواته عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ مِنْ بَنَاتِ
الْيَاءِ، كبَاع يَبيعُ وَنَحْوِهَا.
(2/535)
وطَوَّحَ بِثَوْبِهِ: رَمَى بِهِ فِي مَهْلَكة؛ وطَيَّح بِهِ
مِثْلُهُ؛ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ طَيَّحْتُه وطَوَّحْتُه وتَضَوَّعَ
رِيحُه وتَضَيَّع، والمَياثِقُ والمواثِقُ. وطاحَ بِهِ فرسُه إِذا
مَضَى يَطِيحُ طَيْحاً وَذَلِكَ كَذَهَابِ السَّهْمِ بِسُرْعَةٍ.
وَيُقَالُ: أَين طُيِّحَ بِكَ؟ أَي أَين ذُهب بِكَ؟ قَالَ الجَعْدي
يَذْكُرُ فَرَسًا:
يَطِيحُ بالفارِس المُدَجَّج، ذي الْقَوْنَسِ، ... حَتَّى يَغِيبَ
فِي القَتَمِ القَتَمُ
الغُبار. أَبو سَعِيدٍ: أَصابت الناسَ طَيْحةٌ أَي أُمورٌ فَرَّقت
بَيْنَهُمْ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي زَمَنِ الطَّيْحةِ. ابْنُ
الأَعرابي: أَطاحَ مالَه وطَوَّحه أَي أَهلكه. وطَوَّحَ
بِالشَّيْءِ: أَلقاه فِي الْهَوَاءِ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ فِي يَوْمِ اليَرْمُوك: فَمَا رُؤِيَ مَوْطِنٌ
أَكثرُ قِحْفاً سَاقِطًا وَكَفًّا طَائِحَةً
أَي طَائِرَةً مِنْ مِعْصَمها. وطوَّحَ نفسَه: تَوَّهها. وتَطاوَح:
تَرامَى. وطاوَحه: راماه؛ قَالَ:
فأَمَّا واحدٌ فكفَاكَ مِنِّي، ... فمَنْ لِيَدٍ تُطاوِحُها
أَيادي؟
تُطاوِحُها أَي تُرَامِي بِهَا. والأَيادي: جَمْعُ أَيْدٍ الَّتِي
هِيَ جُمَعُ يَدٍ أَي أَكفيك وَاحِدًا فإِذا كَثُرَتِ الأَيادِي
فَلَا طَاقَةَ لِي بِهَا. وتَطاوحت بِهِمُ النَّوَى أَي تَرَامَتْ.
والمَطاوِحُ: المَقاذِفُ. وطَوَّحَتْه الطَّوائِح: قَذَفَتْه
القَواذِفُ. وَلَا يُقَالُ المُطَوِّحاتُ، وَهُوَ مِنَ النَّوادر
كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ؛ عَلَى
أَحد التأْويلين. وطَوَّح الشيءَ وطَيَّحه: ضيَّعه.
طيح: طاحَ طَيْحاً: تَاهَ، وطَيَّح نفْسَه. وطاحَ الشيءُ طَيْحاً:
فَنيَ وَذَهَبَ. وأَطاحَه هُوَ: أَفناه وأَذهبه؛ أَنشد ابْنَ
الأَعرابي:
نَضْرِبُهمْ، إِذا اللِّواءُ رَنَّقا، ... ضَرْباً يُطِيحُ
أَذْرُعاً وأَسْوُقا
وأَنشد سِيبَوَيْهِ:
لِيُبْكَ يزيدٌ ضارِعٌ لخُصُومةٍ، ... ومُخْتبِطٌ مِمَّا تُطِيحُ
الطَّوائِحُ
وَقَالَ: الطَّوَائِحُ، عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ أَو عَلَى
النَّسَبِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَوَّل الْبَيْتِ مَبْنِيٌّ عَلَى
اطِّراح ذِكْرِ الْفَاعِلِ، فإِن آخِرَهُ قَدْ عُووِدَ فِيهِ
الحديثُ عَلَى الْفَاعِلِ لأَن تَقْدِيرَهُ فِيمَا بعدُ ليَبْكِه
مُخْتَبِطٌ مِمَّا تُطِيحُ الطَّوَائِحُ، فَدَلَّ قَوْلُهُ
لِيُبْكَ عَلَى مَا أَراد مِنْ قَوْلِهِ لِيَبْكِ. والطَّائِحُ:
المُشرِفُ عَلَى الْهَلَاكِ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ.
وطَوَّحَتْهم طَيْحاتٌ: أَهلكتهم خُطوبٌ. وَذَهَبَتْ أَموالُهم
طَيْحاتٍ أَي مُتَفَرِّقَةً بَعِيدَةً. والمُطَيَّحُ: الْفَاسِدُ.
وطَيَّحَ بِثَوْبِهِ: رمى به.