لسان العرب

فصل النون
نبخ: رَجُلٌ نابِخَة: جَبَّار؛ قَالَ سَاعِدَةُ الْهُذَلِيُّ:
تُخْشَى عَلَيْهِ مِنَ الأَمْلاكِ نَابِخَةٌ ... مِنَ النَّوابِخِ، مثلُ الحادِرِ الرَّزِم
وَيُرْوَى نَابِجَةٌ «1» مِنَ النَّوابِجِ مِنَ النَّبَجة، وَهِيَ الرَّابِيَةُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده بِالْيَاءِ لأَن فِيهِ ضَمِيرًا يَعُودُ عَلَى ابْنِ جُعْشُم فِي بَيْتٍ قَبْلَهُ وَهُوَ:
يَهْدي ابنُ جُعْشُمٍ الأَنْباءَ نحوَهُم، ... لَا مُنْتَأَى عَنْ حِياضِ الموتِ والحُمَم
ابْنُ جُعْشُم هَذَا: هُوَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بن جعشم من بَنِي مُدْلِجٍ. وَالْحُمَمُ جَمْعُ حُمَّة، وَهِيَ القَدَر. والحادِر: الغَلِيظ وأَراد بِهِ الأَسد. وَالرُّزَمُ: الَّذِي قَدْ رَزَمَ بِمَكَانِهِ. وَرَجُلٌ أَنْبَخُ إِذا كَانَ جَافِيًا. ونَبَخَ العجينُ ينبُخُ نُبُوخاً: انتَفَخَ واخْتَمَرَ؛ وَعَجِينٌ أَنْبَخانٌ وأَنْبَخانيٌّ: مُنْتَفِخٌ مُخْتَمِرٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْفَاسِدُ الْحَامِضُ. وأَنْبَخَ: عَجَن عَجِينًا أَنْبَخانيًّا، وَهُوَ الْمُسْتَرْخِي؛ وخُبْز أَنْبَخَانيَّة كأَنها كُوَرُ الزَّنَابِيرِ؛ وَقِيلَ: خُبْزَة أَنْبَخَانِيَّة؛ وَقِيلَ: الأَنْبَخَانُ الْعَجِينُ النَّبَّاخُ يَعْنِي الفاسدَ الْحَامِضَ. أَبو مَالِكٍ: ثَرِيدٌ أَنْبَخَانِيٌّ إِذا كَانَ لَهُ بُخَارٌ وَسُخُونَةٌ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: ثَرِيدٌ أَنبخانيّ إِذا سُوِّيَ مِنَ الْكَعْكِ وَالزَّيْتِ فَانْتَفَخَ حِينَ صُبَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ وَاسْتَرْخَى؛ وَفِي حَدِيثُ
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ: خُبْزَةٌ أَنبخانية
أَي لَيِّنَةٌ هَشَّةٌ. يُقَالُ: نَبَخَ العجينُ ينبُخُ إِذا اخْتَمَرَ. وَعَجِينٌ أَنبخان: لَيِّنٌ مُخْتَمِرٌ، وَقِيلَ: حَامِضٌ، وَالْهَمْزَةُ زَائِدَةٌ. والنَّبْخُ: ما نفَطَ من اليد عَنِ الْعَمَلِ فَخَرَجَ عَلَيْهِ شِبْهُ قَرْحٍ مُمْتَلِئٍ مَاءً، فإِذا تَفَقَّأَ أَو يَبِسَ مجَلَت اليَدُ فَصُلِبَتْ عَلَى الْعَمَلِ، وَكَذَلِكَ مِنَ الجُدَريّ، وَقِيلَ: هُوَ الجُدَريّ، وَقِيلَ: هُوَ جُدَريُّ الْغَنَمِ، وَقِيلَ: النَّبْخُ الْجُدَرِيُّ وَكُلُّ مَا يَتَنَفَّطُ وَيَمْتَلِئُ مَاءً؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ:
تحَطَّمَ عَنْهَا قَيْضُها عَنْ خَراطِمٍ، ... وَعَنْ حَدَقٍ كالنَّبْخِ لَمْ تَتَفَتَّقِ
يَصِفُ حَدَقَةَ الرأْلِ أَو حَدَقَةَ فَرْخِ الْقِطَّا، الْوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ نبْخة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِزُهَيْرِ بْنُ أَبي سُلمى يَصِفُ فِرَاخَ النَّعَامِ وَقَدْ تحطَّم عَنْهَا بَيْضُهَا وَظَهَرَتْ خَرَاطِمُهَا وَظَهَرَتْ أَعينها كالنَّبْخِ وَهِيَ غَيْرُ مُفَتَّحَةٍ؛ وَقِيلَ: النَّبْخُ، بِسُكُونِ الْبَاءِ: الْجُدَرِيُّ؛ والنَّبَخُ، بِفَتْحِ الْبَاءِ: ما نَفِطَ من اليد عَنِ الْعَمَلِ؛ والنَّبَخُ: آثَارُ النَّارِ فِي الْجَسَدِ. والنَّبْخَة والنَّبَخَة: بَرْدِيّ يُجْعَلُ بَيْنَ كُلِّ لَوْحَيْنِ مِنْ أَلواح السَّفِينَةِ؛ الْفَتْحُ عَنْ كُرَاعٍ. ابْنُ الأَعرابي: أَنْبَخَ الرجلُ إِذا أَكلَ النَّبْخَ، وَهُوَ أَصل البَرْدِيّ يؤْكل فِي الْقَحْطِ؛ وَيُقَالُ لِلْكَبْرِيتَةِ الَّتِي تَثْقُبُ بِهَا النَّارَ: النَّبَخَة والنَّبْخَة والنُّبْخَة كَالنُّكْتَةِ. وَتُرَابٌ أَنْبَخ: أَكدر اللَّوْنِ كَثِيرٌ. والنَّبْخَاء: الأَكمة أَو الأَرض الْمُرْتَفِعَةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنَةِ الخُسّ حِينَ قِيلَ لَهَا: مَا أَحسنُ شيءٍ؟ فَقَالَتْ: غَادِيَةٌ فِي إِثْرِ سَارِيَةٍ فِي نَبْخاءَ قَاوِيَة؛ وإِنما اخْتَارَتِ النَّبْخَاءَ لأَن الْمَعْرُوفَ أَن النَّبَاتَ فِي الْمَوْضِعِ الْمُشْرِفِ أَحسن. وَقَدْ قِيلَ: فِي نَفْخَاءَ رَابِيَةٍ أَي ليس
__________
(1) . قوله [نابجة إلخ] كذا في الأَصل، وهو المناسب لقوله من النبجة إلخ. وفي الصحاح ويروى بائجة من البوائج انتهى وهو الأَولى، فإنه قال في القاموس: والنابجة الداهية. قال شارحه والصواب أنه البائجة، وقد تقدم في الموحدة فإني لم أجده في الأمهات.

(3/58)


فِيهَا رَمْلٌ وَلَا حِجارة، وسيأْتي ذِكْرُهُ. وَرَوَى اللِّحْيَانِيُّ: فِي مَيْثَاءَ رَابِيَةٍ؛ والمَيْثاء: الأَرض السَّهْلَةُ اللَّيِّنة. وأَنْبَخَ: زَرَعَ فِي أَرض نَبْخاءَ، وَهِيَ الرَّخْوَةُ؛ والنَّبْخاءُ مِنَ الأَرض: الْمَكَانُ الرَّخْوُ، وَلَيْسَ مِنَ الرَّمْلِ وَهُوَ مِنْ جِلْدِ الأَرض ذِي الْحِجَارَةِ.
نتخ: النَّتْخ: النَّزْع والقلْع؛ نَتَخَ البازيُّ ينتِخُ نَتْخاً: نسرَ اللَّحمَ بمنْسَره، وَكَذَلِكَ النَّسْرُ، وَكَذَلِكَ الْغُرَابُ ينتِخُ الدَّبَرة عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
يَنْتِخُ أَعيُنها الغربانُ والرَّخَمُ
والنَّتْخُ: إزالةُ الشَّيْءِ عَنْ مَوْضِعِهِ. ونَتَخ الضرسَ والشوكَة ينتِخُها: اسْتَخْرَجَهَا؛ وَقِيلَ: النتْخُ الِاسْتِخْرَاجُ عامَّة. والمِنْتَاخ: الْمِنْقَاشُ؛ الأَزهري: والنتْخُ إِخراجُكَ الشَّوكَ بالمنْتَاخَيْن، وَهُمَا الْمِنْقَاشُ ذُو الطَّرَفَيْنِ. والنتْخ: النسْج؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِن فِي الْجَنَّةِ بِسَاطًا مَنْتُوخاً بِالذَّهَبِ
أَي مَنْسُوجًا. وَالنَّاتِخُ: النَّاسِجُ. ونَتَخْته: نَتَفْتُهُ. ونتَخْته: نَقَشْتُهُ. ونتَخْته: أَهنته. ونتَّخَ بِالْمَكَانِ تَنْتيخاً: كتَنَّخَ؛ وَفِي حَدِيثِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ: أَنه آمَنُ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ يَهُودَ فتَنَّخُوا عَلَى الإِسلام
أَي ثَبَتُوا وأَقاموا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُرْوَى بِتَقْدِيمِ النُّونِ عَلَى التَّاءِ، أَي رَسَخُوا.
نجخ: النَّجْخُ: نَجْخُ السيلِ، وَهُوَ أَن ينْجَخَ فِي سَنَدِ الْوَادِي فَيُحَرِّفُهُ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ؛ وأَنشد:
ذُو ناجِخٍ يَضربُ ضَوْحَيْ مَخْرِم
وَقَالَ آخَرُ:
مُفْعَوْعِمٌ يَنْجَخُ فِي أَمواجِهِ
قَالَ: ونجيخُه صَوْتُهُ وَصَدْمُهُ. وَسَيْلٌ ناجِخٌ: شَدِيدُ الجَرْية الَّذِي يَحْفِرُ الأَرض حَفْرًا شَدِيدًا. وناجِخَةُ الْمَاءِ ونجيخُه: صَوْتُهُ. وَالنَّاجِخُ والنَّجوخ: الْبَحْرُ الْمُصَوِّتُ؛ قَالَ:
أَظَلُّ مِنْ خوفِ النَّجُوخِ الأَخضرْ، ... كأَنني فِي هُوَّةٍ أُحَدَّرْ
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الناجِخُ صَوْتُ اضْطِرَابِ الْمَاءِ عَلَى السَّاحِلِ، اسمٌ كَالْغَارِبِ وَالْكَاهِلِ. وتناجَخَت الأَمواج إِذا اضْطَرَبَتْ فِي أُصول الأَجراف حَتَّى تُؤَثِّرَ فِيهَا. وأَصبَحَ ناجِخاً ومُنَجِّخاً إِذا غلُظ صَوْتُهُ مِنْ زُكَامٍ أَو سُعَالٍ. وامرأَة نَجَّاخة: وَهِيَ الرشَّاحة الَّتِي تَمْسَحُ الِابْتِلَالَ؛ قَالَ: وامرأَة نَجَّاخة لحيائِها صَوْتٌ عِنْدَ الْجِمَاعِ؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا تَشْبَعُ مِنَ الْجِمَاعِ. والنَّجْخ: أَن يُسمع فِي حَيَائِهَا صَوْتُ دَفْعٍ مِنَ الْمَاءِ إِذا جُومِعَتْ. والنَّجْخُ: أَن تَدْفَعَ بِالْمَاءِ. ونَجَخات الْمَاءِ: دُفَعُه. والنجَّاخة مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي يَنْتَجخ سُرْمُها كَانْتِجَاخِ بَطْنِ الدَّابَّةِ إِذا صوّتَ. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: مَرَرْنَا بِبَعِيرٍ وَقَدْ شَبَّكَتْ نَجَخاتُ السِّماكِ بَيْنَ ضُلُوعِهِ؛ يَعْنِي مَا أَنبت اللَّهُ عَنْ إِمطار نَوْءِ السِّماكِ. ونَجَخَ البعيرُ نَجَخاً، فَهُوَ نجِخٌ: بشمَ، وَيُقْتَاسُ مِنْ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ فَيُقَالُ: نَجَخَ عَلَى مِثَالِ ضَرَبَ. والنَّجْخُ فِي مَخْضِ السِّقَاءِ، كالنَّخْج. ومُنْجِخٌ ومَنْجِخ: جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الدَّهْنَاءِ.
نخخ: النَّخَّة والنُّخَّة: اسْمٌ جَامِعٌ للحُمُر؛ وَقِيلَ: النُّخَّة الْبَقَرُ الْعَوَامِلُ، والنَّخَّة: الرَّقِيقُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، يَعْنِي بِالرَّقِيقِ الْمَمَالِيكَ. والنَّخة، بِالْفَتْحِ: أَن يأْخذ الْمُصَدِّقُ دِينَارًا لِنَفْسِهِ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الصَّدَقَةِ؛ قَالَ:

(3/59)


عَمِّي الَّذِي مَنَعَ الدينارَ ضاحِيةً، ... دينارَ نَخَّةِ كلبٍ، وَهُوَ مَشْهُودُ
وَقِيلَ: النَّخَّة الدِّينَارُ الَّذِي يأْخذه وَبِكُلِّ ذلك فُسِّرَ
قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ فِي النَّخَّة صَدَقَةٌ.
وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَقُولُ: إِنما هُوَ النُّخة، بِالضَّمِّ، وَهُوَ الْبَقَرُ الْعَوَامِلُ. قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ النَّخَّةُ الرَّقِيقُ؛ قَالَ: وَقَالَ قَوْمٌ: الْحَمِيرُ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الصَّوَابُ هُوَ الْبَقَرُ الْعَوَامِلُ لأَنه مِنَ النَّخّ، وَهُوَ السَّوْقُ الشَّدِيدُ؛ وَقَالَ قَوْمٌ: النخَّة الرِّبَا؛ وَقَالَ قَوْمٌ: النَّخَّةُ الرِّعَاءُ؛ وَقَالَ قَوْمٌ: النخَّة الجمَّالون؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يُقَالُ لَهَا فِي الْبَادِيَةِ النُّخة، بِضَمِّ النُّونِ؛ وَاخْتَارَ ابْنُ الأَعرابي مِنْ هَذِهِ الأَقاويل: النُّخة الْحَمِيرُ؛ قَالَ: وَيُقَالُ لَهَا الكُسْعة؛ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ؛ كُلُّ دَابَّةٍ اسْتُعْمِلَتْ مِنْ إِبل وَبَقَرٍ وَحَمِيرٍ وَرَقِيقٍ، فَهِيَ نَخَّة ونُخة، وإِنما نَخَّخَها اسْتِعْمَالُهَا؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ حَادِيَيْنِ للإِبل:
لَا تضرِبَا ضَرْباً ونُخَّا نخَّا، ... مَا تَرَكَ النَّخُّ لَهُنَّ مُخَّا
قَالَ: وإِذا قَهَرَ الرَّجُلُ قَوْمًا فاستأْداهم ضَرِيبَةً صَارُوا نُخَّة لَهُ؛ قَالَ وَقَوْلُهُ:
دينارَ نخَّةِ كَلْبٍ، وَهْوَ مَشْهُودُ
كَانَ أَخذ الضَّرِيبَةِ مِنْ كَلْبٍ نَخًّا لَهُمْ أَي اسْتِعْمَالًا. والنَّخُّ: أَن تَنَاخَ النِّعَمُ قَرِيبًا مِنَ المُصَدّق حَتَّى يُصَدِّقَهَا، وَقَدْ نخَّها ونَخَّ بِهَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
أَكرمْ أَمير الْمُؤْمِنِينَ النَّخَّا
والنَّخُّ: سَوْقُ الإِبل وَزَجْرُهَا واحتثاثُها، وَقَدْ نَخَّهَا ينُخُّها؛ قَالَ همَيانُ بْنُ قُحَافَةَ:
إِن لَهَا لَسَائِقًا مِزَخَّا، ... أَعجمَ إِلا أَنْ ينُخَّ نخَّا،
والنخُّ لَمْ يَتْرُكْ لَهُنَّ مُخَّا
المِزَخُّ: الَّذِي يَدْفَعُ الإِبل فِي سَيْرِهَا. والأَعجم: الَّذِي لَا يُحْسِنُ الْحِدَاءَ. وَالنَّخُّ: السَّيْرُ الْعَنِيفُ؛ وَاسْتَعْمَلَ بَعْضُهُمُ النَّخَّ فِي الإِنسان فَقَالَ؛
إِذا مَا نَخَخْتَ العامريَّ وجدتَه، ... إِلى حَسَبٍ، يَعْلُو عَلَى كُلِّ فَاخِرٍ
وَكَذَلِكَ النَّخْنَخَةُ، وَقَدْ نَخْنَخَهَا فَتَنَخْنَخَتْ: زَجَرَهَا فَقَالَ لَهَا: إِخْ إِخْ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ. ونَخْنَخْت الناقةَ فَتَنَخْنَخَتْ: أَبركتها فبركَت؛ قَالَ:
وَلَوْ أَنخْنا جَمْعَهُمْ تَنَخْنَخُوا
التَّهْذِيبُ: وَالنَّخُّ أَن تَقُولَ لسيِّقتِكَ وأَنت تَحُثُّهَا: إِخْ إِخْ، فَهَذَا النَّخُّ. قَالَ أَبو مَسْعُودٍ: وَسَمِعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ: نَخْنِخْ بالإِبل أَي ازْجُرْهَا بِقَوْلِكَ إِخْ إِخْ حَتَّى تَبْرُكَ. قَالَ اللَّيْثُ: النَّخْنَخَة مِنْ قَوْلِكَ أَنخت الإِبل فَاسْتَنَاخَتْ أَي بَرَكَتْ ونَخْنَخْتها فَتَنَخْنَخَتْ مِنَ الزَّجْرِ. وأَما الإِناخة، فَهُوَ الإِبراك لَمْ يُشْتَقَّ مِنْ حِكَايَةِ صَوْتٍ، أَلا تَرَى أَن الْفَحْلَ يَسْتَنِيخُ النَّاقَةَ فَتَنَخْنَخُ لَهُ؟ والنخُّ مِنَ الزَّجْرِ: مِنْ قَوْلِكَ إِخْ؛ يُقَالُ: نخَّ بِهَا نَخًّا شَدِيدًا وَنُخَّةً شَدِيدَةً، وَهُوَ النائخُ أَيضاً. ابْنُ الأَعرابي: نَخْنَخَ إِذا سَارَ سَيْرًا شَدِيدًا. وتنَخْنَخَ الْبَعِيرُ: بَرَكَ ثُمَّ مكَّن لثَفِناتِه مِنَ الأَرض. وتنَخْنَخَت النَّاقَةُ إِذا رَفَعَتْ صَدْرَهَا عَنِ الأَرض وَهِيَ بَارِكَةٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: هَذِهِ نَخَّة بَنِي فُلَانٍ أَي عَبْدُ بَنِي فُلَانٍ. وَيُقَالُ: هَذَا مِنْ نُخِّ قَلْبِي ونُخَاخةِ قَلْبِي وَمِنْ مُخَّة قَلْبِي وَمِنْ مُخّ قَلْبِي أَي مِنْ صَافِيهِ.

(3/60)


والنَّخيخَة: زُبْد رَقِيقٌ يَخْرُجُ مِنَ السِّقَاءِ إِذا حُمل عَلَى بَعِيرٍ بَعْدَ مَا خَرَجَ زُبده الأَوّل فَيَمْخُضُ فيخرج منه زبد رقيق. والنُّخُّ: بِسَاطٌ طُولُهُ أَكثر مِنْ عَرْضِهِ، وَهُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَجَمْعُهُ نِخَاخٌ، وَاللَّهُ أَعلم.
ندخ: رَجُلٌ مُنَدَّخٌ: لَا يُبَالِي مَا قَالَ مِنَ الْفُحْشِ وَلَا مَا قِيلَ لَهُ. وتنَدَّخَ الرَّجُلُ: تشبَّع بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ، وَاللَّهُ أَعلم.
نسخ: نَسَخَ الشيءَ ينسَخُه نَسْخاً وانتسَخَه واستنسَخَه: اكْتَتَبَهُ عَنْ مَعَارِضِهِ. التَّهْذِيبُ: النَّسْخ اكْتِتَابُكَ كِتَابًا عَنْ كِتَابٍ حَرْفًا بِحَرْفٍ، والأَصل نُسخةٌ، وَالْمَكْتُوبُ عَنْهُ نُسخة لأَنه قَامَ مَقَامَهُ، وَالْكَاتِبُ نَاسِخٌ وَمُنْتَسِخٌ. وَالِاسْتِنْسَاخُ: كَتْبُ كِتَابٍ مِنْ كِتَابٍ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
؛ أَي نَسْتَنْسِخُ مَا تَكْتُبُ الْحَفَظَةُ فَيَثْبُتُ عِنْدَ اللَّهِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: أَي نأْمر بِنَسْخِهِ وإِثباته. والنَّسْخ: إِبطال الشَّيْءِ وإِقامة آخَرَ مَقَامَهُ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها
؛ وَالْآيَةُ الثَّانِيَةُ نَاسِخَةٌ والأُولى مَنْسُوخَةٌ. وقرأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ: مَا نُنسخ، بِضَمِّ النُّونِ، يَعْنِي مَا نَنْسَخُكَ مِنْ آيَةٍ، والقراءَة هِيَ الأُولى. ابْنُ الأَعرابي: النَّسْخُ تَبْدِيلُ الشَّيْءِ مِنَ الشَّيْءِ وَهُوَ غَيْرُهُ، ونَسْخ الْآيَةِ بِالْآيَةِ: إِزالة مِثْلَ حُكْمِهَا. وَالنَّسْخُ: نَقْلُ الشَّيْءِ مِنْ مَكَانٍ إِلى مَكَانٍ وَهُوَ هُوَ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: حَضَرْتُ أَبا الْعَبَّاسِ يَوْمًا فَجَاءَ رَجُلٌ مَعَهُ كِتَابُ الصَّلَاةِ فِي سَطْرٍ حُرٍّ وَالسَّطْرُ الْآخَرُ بَيَاضٌ، فَقَالَ لِثَعْلَبٍ: إِذا حَوَّلْتَ هَذَا الْكِتَابَ إِلى الْجَانِبِ الْآخَرِ أَيهما كِتَابُ الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ ثَعْلَبٌ: كِلَاهُمَا جَمِيعًا كِتَابُ الصَّلَاةِ، لَا هَذَا أَولى بِهِ مِنْ هَذَا وَلَا هَذَا أَولى بِهِ مِنْ هَذَا. الْفَرَّاءُ وأَبو سَعِيدٍ: مَسَخه اللَّهُ قِرْدًا وَنَسَخَهُ قِرْدًا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَنَسَخَ الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ ينسَخه وَانْتَسَخَهُ: أَزاله بِهِ وأَداله؛ وَالشَّيْءُ يَنْسَخُ الشَّيْءَ نَسْخاً أَي يُزِيلُهُ وَيَكُونُ مَكَانَهُ. اللَّيْثُ: النسْخ أَن تُزَايِلَ أَمراً كَانَ مِنْ قبلُ يُعْمَل بِهِ ثُمَّ تَنْسَخُهُ بِحَادِثِ غَيْرِهِ. الْفَرَّاءُ: النَّسْخُ أَن تَعْمَلَ بِالْآيَةِ ثُمَّ تَنْزِلَ آيَةٌ أُخرى فَتَعْمَلَ بِهَا وَتَتْرُكَ الأُولى. والأَشياء تَناسَخ: تَداوَل فَيَكُونُ بَعْضُهَا مَكَانَ بَعْضٍ كالدوَل والمُلْك؛ وَفِي الْحَدِيثِ:
لَمْ تَكُنْ نبوّةٌ إِلَّا تَناسَخَت
أَي تَحَوَّلَتْ مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ؛ يَعْنِي أَمر الأُمة وَتَغَايُرَ أَحْوَالِهَا وَالْعَرَبُ تَقُولُ: نسَخَت الشمسُ الظِّلَّ وَانْتَسَخَتْهُ أَزالته، وَالْمَعْنَى أَذهبت الظِّلَّ وَحَلَّتْ مَحَلَّهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
إِذا الأَعادي حَسَبونا، نَخْنَخوا ... بالحَدْرِ والقَبْضِ الذي لا يُنْسَخ
أَي لَا يَحُول. ونسَخَت الرِّيحُ آثَارَ الدِّيَارِ: غَيَّرَتْهَا. والنُّسخة، بِالضَّمِّ: أَصل الْمُنْتَسَخِ مِنْهُ. وَالتَّنَاسُخُ فِي الْفَرَائِضِ وَالْمِيرَاثِ: أَن تَمُوتَ وَرَثَةٌ بَعْدَ وَرَثَةٍ وأَصل الْمِيرَاثِ قَائِمٌ لَمْ يُقَسَّمْ، وَكَذَلِكَ تَنَاسُخُ الأَزمنة وَالْقَرْنِ بَعْدَ القرن.
نضخ: نضَخَ عَلَيْهِ الماءَ يَنْضَخ نَضْخاً، وَهُوَ دُونَ النَّضْحِ؛ وَقِيلَ: النَّضْخُ مَا كَانَ عَلَى غَيْرِ اعْتِمَادٍ، وَالنَّضْحُ مَا كَانَ عَلَى اعْتِمَادٍ؛ قَالَ الأَصمعي: مَا كَانَ مِنَ فَعَلَ الرجلُ، فَهُوَ بِالْحَاءِ غيرَ مُعْجَمَةٍ؛ وأَصابه نَضْخٌ مِنْ كَذَا، بِالْخَاءِ مُعْجَمَةً، وَهُوَ أَكثر مِنَ النَّضْح؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهُوَ أَعجب إِليّ مِنْ الْقَوْلِ الأَول وَلَا يُقَالُ مِنْهُ فَعِل وَلَا يَفْعِل. والنَّضْخ: شِدَّةُ فَوْرِ الْمَاءِ فِي جَيَشانه وَانْفِجَارِهِ مِنْ يَنْبوعه؛ قَالَ أَبو عَلَى: مَا كَانَ مِنَ سُفْل إِلى علْو، فَهُوَ نَضْخ.

(3/61)


وَعَيْنٌ نضَّاخة: تَجيش بِالْمَاءِ. وفي التنزيل: يهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ
أَي فَوَّارَتَانِ. التَّهْذِيبُ: والنَّضْخ مِنْ فَوْرِ الْمَاءِ مِنَ الْعَيْنِ وَالْجَيْشَانِ، ينضَخان بِكُلِّ خَيْرٍ؛ وَفِي قصيد كَعْبٍ:
مِن كُل نضَّاخة الذِّفْرَى إِذا عَرِقَتْ
يُقَالُ: عَيْنٌ نَضَّاخَةٌ أَي كَثِيرَةُ الْمَاءِ فَوَّارَةٌ؛ أَراد أَن ذِفْرَى النَّاقَةِ كَثِيرُ النَّضْخِ بالعرق. وانضَجَّ الماءُ وَانْضَاخَ: انْصَبَّ؛ وَقَالَ ابْنِ الزُّبَيْرِ: إِنَّ الْمَوْتَ تغشَّاكم سَحَابُهُ، فَهُوَ مُنضاخ عَلَيْكُمْ بِوَابِلِ الْبَلَايَا؛ قَالَ: حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. والنَّضْخ: الرَّدْع واللَّطْخ يَبْقَى فِي الْجَسَدِ أَو الثَّوْبِ مِنَ الطِّيبِ وَنَحْوِهِ. والنَّضْخُ: كاللَّطْخ مِمَّا يَبْقَى لَهُ أَثر؛ وَنَضَخَ ثَوْبَهُ بِالطِّيبِ. أَبو عَمْرٍو: النَّضْخ مَا كَانَ مِنَ الدَّمِ وَالزَّعْفَرَانِ وَالطِّينِ وَمَا أَشبهه، وَالنَّضْخُ بِالْمَاءِ وَبِكُلِّ مَا رقَّ مِثْلَ الْخَلِّ وَمَا أَشبهه؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لِجَرِيرٍ:
ثِيابُكُمُ ونَضْخ دمِ الْقَتِيلِ
أَبو عُثْمَانَ التَّوَّزِيُّ: النَّضْخُ: الأَثر يَبْقَى فِي الثَّوْبِ وَغَيْرِهِ، والنَّضْحُ، بِالْحَاءِ غَيْرَ مُعْجَمَةٍ، الْفِعْلُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
ينضَخ البحرُ ساحِلَه
؛ النَّضْخ: قَرِيبٌ مِنَ النَّضْحِ وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي أَيهما أَكثر، والأَكثر أَنه بِالْمُعْجَمَةِ أَقل مِنَ الْمُهْمَلَةِ؛ وَقِيلَ: هُوَ بِالْمُعْجَمَةِ الأَثر يَبْقَى فِي الثَّوْبِ وَالْجَسَدِ، وَبِالْمُهْمَلَةِ الْفِعْلُ نَفْسُهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ بِالْمُعْجَمَةِ مَا فُعِلَ تَعَمُّدًا، وَبِالْمُهْمَلَةِ مِنْ غَيْرِ تَعَمُّدٍ؛ وَفِي حَدِيثِ
النَّخَعِيِّ: لَمْ يَكُنْ يَرَى بنَضْخ الْبَوْلِ بأْساً
يَعْنِي نَشْرَه وَمَا تَرَشَّشَ مِنْهُ، ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ والنِّضاخ: المُناضَخَةُ. ونضَخْناهُم بِالنَّبْلِ: لُغَةٌ فِي نضَحْناهم إِذا فَرَّقُوهَا فِيهِمْ. وانْتَضَخَ الماءُ: ترشَّشَ. أَبو زَيْدٍ: النَّضْخ الرَّشُّ مِثْلُ النَّضْحِ، وَهُمَا سَوَاءٌ، تَقُولُ: نضَخْت أَنْضَخ، بِالْفَتْحِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
به من نَضاخ الشَّوْلِ رَدْعٌ، كأَنَّه ... نُقاعَةُ حِنَّاءٍ بِمَاءِ الصَّنَوْبَرِ
وَقَالَ الْقَطَامِيُّ:
وإِذا تَضَيَّفُني الهُمومُ، قَرَيْتُها ... سُرُحَ اليَدَيْن تُخالسُ الخَطَرانا
حرَجاً كأَنَّ مِنَ الكُحَيلِ صُبابَةً، ... نُضخَتْ مَغابنُها بِها نَضَخَانَا
وَفِي الْحَدِيثِ:
الْمَدِيِنَةُ كَالْكِيرِ تَنْفي خَبَثَها ويَنْضَخُ طِيبُها
، بِالضَّادِ وَالْخَاءِ الْمُعْجَمَتَيْنِ وَبِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، مِنَ النَّضْخ، وَهُوَ رَشُّ الْمَاءِ. وغَيثٌ نَضَّاخٌ: غَزِيرٌ؛ وَقَالَ جِران العَوْد:
ومِنْهُ عَلَى قَصْرَيْ عُمانَ سَخيفَةٌ، ... وبالخَطِّ نضَّاخُ العَثَانين واسعُ
السَّخِيفَةُ: الْمَطَرَةُ الشَّدِيدَةُ. وعُثْنونَ المَطر: أَوله. والنَّضْخَة: المَطرة. يُقَالُ: وَقَعَتْ نضْخة بالأَرض أَي مَطَرَةٌ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو:
لَا يَفْرَحُون إِذا مَا نَضْخَةٌ وقَعَتْ، ... وهُمْ كرامٌ إِذا اشْتَدَّ المَلازيبُ
جمعِ ملْزابٍ، وَهِيَ الشِّدَّةُ؛ وأَنشد أَيضاً:
فقلتُ: لعلَّ اللَّهَ يُرْسِلُ نَضْخَةً، ... فَيُضْحِي كِلانا قَائِماً يَتَذَمَّرُ
وأَكثر مَا وَرَدَ فِي هَذَا الْبَابِ بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ نَضَحَ فِي بَابِهِ مُسْتَوْفًى.
نفخ: النَّفْخ: مَعْرُوفٌ، نَفَخ فِيهِ فانْتَفَخ. ابْنُ سِيدَهْ: نَفَخ بِفَمِهِ يَنْفُخ نَفْخاً إِذا أَخرج مِنْهُ الرِّيحَ يَكُونُ ذَلِكَ فِي الِاسْتِرَاحَةِ وَالْمُعَالَجَةِ وَنَحْوِهِمَا؛ وَفِي الخَبر:
فإِذا هُوَ مُغْتاظٌ يَنْفُخُ
؛ ونَفخ النارَ وَغَيْرَهَا ينفُخها

(3/62)


نَفْخاً ونَفِيخاً. والنَّفيخُ: الْمُوَكَّلُ بنَفْخ النَّارِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
فِي الصبْح يَحْكي لَوْنَهُ زَخِيخُ، ... مِنْ شُعْلَةٍ، ساعَدَها النَّفيخُ
قَالَ: صَارَ الَّذِي ينفُخ نَفيخاً مِثْلَ الْجَلِيسِ وَنَحْوِهِ لأَنه لَا يَزَالُ يتعهدُه بِالنَّفْخِ. وَالْمِنْفَاخُ: كِيرُ الْحَدَّادِ. والمِنْفاخ: الَّذِي يُنْفَخ بِهِ فِي النَّارِ وَغَيْرِهَا. وَمَا بالدَّارِ نافخُ ضَرْمَةٍ أَي مَا بِهَا أَحد. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: ودَّ مُعَاوِيَةُ أَنه مَا بَقِيَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ نافِخُ ضَرْمَةٍ
أَي أَحد لأَن النَّارَ يَنْفُخُهَا الصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ وَالذَّكَرُ والأُنثى؛ وَقَوْلُ أَبِي النَّجْمِ:
إِذا نَطَحْنَ الأَخْشَبَ المَنْطُوحا، ... سَمِعْت لِلمَرْوِ بهِ ضَبِيحا،
يَنْفَحْنَ مِنْهُ لَهَباً مَنْفُوحا
إِنَّمَا أَراد مَنْفُوخًا فأَبدل الْحَاءَ مَكَانَ الْخَاءِ، وَذَلِكَ لأَن هَذِهِ الْقَصِيدَةَ حَائِيَّةٌ وأَوّلها:
يَا ناقُ، سِيري عَنَقاً فَسيحا ... إِلى سُلَيْمَانَ، فَنَسْتَرِيحا
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه نَهَى عَنِ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ
؛ إِنما هُوَ مِنْ أَجل مَا يَخَافُ أَن يبدُرَ مِنْ رِيقِهِ فَيَقَعَ فِيهِ فَرُبَّمَا شَرِبَ بَعْدَهُ غَيْرُهُ فيتأَذى بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
رأَيت كأَنه وُضع فِي يَديَّ سِوارانِ مِنْ ذَهَبٍ فأُوحي إِليّ أَنِ انْفُخْهُما
أَي ارْمهما وأَلقهما كَمَا تنفُخ الشيءَ إِذا دَفَعْتَهُ عَنْكَ، وإِن كَانَتْ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، فَهُوَ مِنْ نَفَحْتُ الشَّيْءَ إِذا رَمَيته؛ ونفَحَت الدابةُ إِذا رَمَحَتْ بِرِجلها. وَيَرْوِي حَدِيثَ
الْمُسْتَضْعَفِينَ: فَنَفَخَت بِهِمُ الطَّرِيقُ
، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، أَي رَمَتْ بِهِمْ بَغْتَةً مِنْ نَفَخَت الرِّيحُ إِذا جاءَت بَغْتَةً. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ: السُّعوط مكانَ النَّفْخِ
؛ كَانُوا إِذا اشْتَكَى أَحدهم حَلْقَه نَفَخوا فِيهِ فَجَعَلُوا السُّعُوطَ مكانَه. ونفَخ الإِنسانُ فِي الْيَرَاعِ وَغَيْرِهِ. والنفْخة: نفخةُ يومِ الْقِيَامَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ*
. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ
. وَيُقَالُ: نُفخ الصورُ ونُفخ فِيهِ، قَالَهُ الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ؛ وَقِيلَ: نَفَخَهُ لُغَةٌ فِي نَفَخَ فِيهِ، قَالَ الشَّاعِرُ:
لَوْلَا ابنُ جَعْدَةَ لَمْ يُفْتَحْ قُهُنْدُزُكُمْ، ... وَلَا خُراسانُ، حَتَّى يُنْفَخَ الصُورُ «2»
. وَقَوْلُ الْقُطَامِيِّ:
أَلم يُخْزِ التفَرُّقُ جُنْدَ كِسْرَى، ... ونُفْخوا فِي مدائِنهمْ فَطاروا
هـ أَراد: وَنُفِخُوا فَخَفَّفَ. ونَفخ بِهَا: ضَرَط؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النفْخة الرَّائِحَةُ الْخَفِيفَةُ الْيَسِيرَةُ، وَالنَّفْخَةُ: الرَّائِحَةُ الْكَثِيرَةُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَر أَحداً وَصَفَ الرَّائِحَةَ بِالْكَثْرَةِ وَلَا الْقِلَّةِ غَيْرَ أَبي حَنِيفَةَ. قَالَ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو بْنُ الْعَلَاءِ دَخَلْتُ مِحْرَابًا مِنْ مَحَارِيبِ الْجَاهِلِيَّةِ فنَفَخ المسكُ فِي وَجْهِي. والنفْخة والنُّفَّاخ: الورَم. وَبِالدَّابَّةِ نَفَخٌ: وَهُوَ رِيحٌ تَرِمُ مِنْهُ أَرساغُها فإِذا مَشَت انْفَشَّت. والنُّفْخة: دَاءٌ يُصِيبُ الْفَرَسَ تَرِمُ مِنْهُ خُصْياه؛ نُفِخَ نَفَخاً، وَهُوَ أَنْفَخُ. وَرَجُلٌ أَنفخ بَيِّنُ النفْخ: لِلَّذِي فِي خُصْيَيه نَفْخ؛ التَّهْذِيبُ: النُّفَّاخ نفْخة الْوَرَمِ مِنْ دَاءٍ يأْخذ حَيْثُ أَخَذَ. والنفْخَة: انْتِفَاخُ البَطن من طعام
__________
(2) . قوله [قهندزكم] بضم القاف والهاء والدال المهملة كذا في القاموس. وفي معجم البلدان لياقوت: قهندز بفتح أوله وثانيه وسكون النون وفتح الدال وزاي: وَهُوَ فِي الأَصل اسْمُ الحصن أو القلعة في وسط المدينة، وهي لغة كأنها لأَهل خراسان وما وراء النهر خاصة. وأكثر الرواة يسمونه قُهندز يعني بالضم إلخ. ثم قَالَ: وَلَا يُقَالُ فِي القلعة إذا كانت مفردة في غير مدينة مشهورة، وهو في مواضع كثيرة منها سمرقند وبخارا وبلخ ومرو ونيسابور

(3/63)


وَنَحْوِهِ. ونَفَخه الطَّعَامُ ينفُخه نفْخاً فانتفَخ: مَلأَه فامتَلأَ. يُقَالُ: أَجِدُ نُفْخَة ونَفْخة ونِفْخة إِذا انْتَفَخَ بَطْنُهُ. وَالْمُنْتَفِخُ أَيضاً: الْمُمْتَلِئُ كِبراً وَغَضَبًا. وَرَجُلٌ ذُو نَفْخ وَذُو نَفْجٍ، بِالْجِيمِ، أَي صَاحِبُ فَخْرٍ وكِبْر. والنفْخ: الكبْر فِي قَوْلِهِ: أَعوذ بِكَ مِنْ هَمْزهِ ونَفْثه ونَفْخهِ، فنَفْثُه الشِّعْرُ، ونَفْخُه الكبْرُ، وهمزُه المُوتَةُ لأَن الْمُتَكَبِّرَ يَتَعَاظَمُ وَيَجْمَعُ نفْسَه ونفَسَه فَيَحْتَاجُ أَنْ ينفُخ. وَفِي حَدِيثِ
أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: انتفاخُ الأَهلَّه
أَي عِظمها وَقَدِ انتُفخ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ: نافخٌ حِضْنَيه
أَي منتَفخ مُسْتَعِدٌّ لأَن يَعْمَلَ عَمَلَهُ مِنَ الشَّرِّ. وَمِنْ مَسَائِلِ الْكِتَابِ: وقصدتُ قصدَه إِذ انتَفَخ عَلَيَّ أَي لايَنْتُه وخادَعْتُه حِينَ غَضِبَ عَلَيَّ. وَانْتَفَخَ النَّهَارُ: عَلَا قَبْلَ الِانْتِصَافِ بِسَاعَةٍ؛ وَانْتَفَخَ الشيءُ. وَالنَّفْخُ: ارْتِفَاعُ الضُّحى. ونفْخَة الشَّبَابِ: مُعْظَمُهُ، وَشَابٌّ نُفُخ وَجَارِيَةٌ نُفُخٌ: ملأَتهما نَفْخَةُ الشَّبَابِ. وأَتانا فِي نَفْخَةِ الرَّبِيعِ أَي حِينَ أَعشب وأَخصب. أَبو زَيْدٍ: هَذِهِ نُفخة الرَّبِيعِ، ونِفْخته: انْتِهَاءُ نَبْتِهِ. والنُّفُخ: لِلْفَتَى الْمُمْتَلِئِ شَبَابًا، بِضَمِّ النُّونِ وَالْفَاءِ، وَكَذَلِكَ الْجَارِيَةُ بِغَيْرِ هَاءٍ. وَرَجُلٌ مُنْتَفِخٌ وَمَنْفُوخٌ أَي سَمِينٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وَرَجُلٌ مَنْفُوخٌ وأُنْفُخان وإِنْفِخان والأُنثى أُنْفُخانة وإِنْفِخانة: نفَخَهما السِّمَن فَلَا يَكُونُ إِلَّا سِمَناً فِي رَخَاوَةٍ. وَقَوْمٌ مَنْفُوخُونَ، وَالْمَنْفُوخُ: الْعَظِيمُ الْبَطْنِ، وَهُوَ أَيضاً الْجَبَانُ عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ لأَنه انتفَخَ سَحْرُه. والنُّفَّاخة: هنَةٌ مُنْتَفِخَةٌ تَكُونُ فِي بَطْنِ السَّمَكَةِ وَهُوَ نِصَابُهَا فِيمَا زَعَمُوا وَبِهَا تَسْتَقِلُّ فِي الْمَاءِ وَتُرَدَّدُ. والنُّفَّاخة: الْحَجَاةُ الَّتِي تَرْتَفِعُ فَوْقَ الْمَاءِ. والنَّفْخاء مِنَ الأَرض: مِثْلُ النَّبْخاء؛ وَقِيلَ: هِيَ أَرض مُرْتَفِعَةٌ مَكْرُمَةٌ لَيْسَ فِيهَا رَمْلٌ وَلَا حِجَارَةٌ تُنْبِتُ قَلِيلًا مِنَ الشَّجَرِ، وَمِثْلُهَا النَّهْداء غَيْرَ أَنها أَشد اسْتِوَاءً وتَصَوُّباً فِي الأَرض؛ وَقِيلَ: النَّفخاء أَرض لَيِّنَةٌ فِيهَا ارْتِفَاعٌ؛ وَقِيلَ لِابْنَةِ الخُسّ: أَيُّ شَيْءٍ أَحسن؟ فَقَالَتْ: أَثَرُ غاديَة «1» ، فِي إِثْرِ سارِيَة، فِي بِلَادٍ خَاوِيَةٍ، فِي نَفْخاء رَابِيَةٍ؛ وَقِيلَ: النفْخاء مِنَ الأَرضين كالرَّخَّاء وَالْجَمْعُ النَّفاخَى، كُسِّرَ تَكْسِيرَ الأَسماء لأَنها صِفَةٌ غَالِبَةٌ. والنفْخاء: أَعلى عَظْمِ الساق.
نقخ: النُّقَاخ «2» : الضَّرْبُ عَلَى الرأْس بِشَيْءٍ صُلْبٍ؛ نَقَخ رأْسه بِالْعَصَا وَالسَّيْفِ يَنْقَخُه نَقْخاً: ضَرَبَهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الضَّرْبُ عَلَى الدِّمَاغِ حَتَّى يَخْرُجَ مُخُّهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
نَقْخاً عَلَى الهامِ وبَخًّا وخْضا
والنُّقاخ: اسْتِخْرَاجُ الْمُخِّ. ونَقَخَ المخَّ مِنَ الْعَظْمِ وَانْتَقَخَهُ: اسْتَخْرَجَهُ. أَبو عَمْرٍو: ظَليمٌ أَنقخ قَلِيلُ الدِّمَاغِ؛ وأَنشد لِطَلْقِ بْنِ عَدِيٍّ:
حَتَّى تَلاقَى دَفُّ إِحدى الشُّمَّخ، ... بالرُّمح مِنْ دُونِ الظَّليم الأَنْقَخ،
فانْجَدَلَتْ كالرُّبَع المُنَوَّخ
وَالنَّقْخُ: النَّقْفُ وَهُوَ كَسْرُ الرأْس عَنِ الدِّمَاغِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
لَعَلِمَ الأَقوامُ أَني مِفْنَخُ ... لِهامِهمْ، أَرُضُّه وأَنْقَخُ
بِفَتْحِ الْقَافِ. والنُّقاخُ: الْمَاءُ الْبَارِدُ الْعَذْبُ الصَّافِي الْخَالِصُ الَّذِي يَكَادُ يَنْقَخُ الفؤَاد بِبَرَدِهِ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الْمَاءُ الطَّيِّبُ فَقَطْ؛ وأَنشد للعَرْجي وَاسْمُهُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَنُسِبَ إِلى العَرْج وَهُوَ مَوْضِعٌ ولد به:
__________
(1) . قوله [أثر غادية إلخ] تقدم في نبخ غادية في إثر إلخ
(2) . يقول الشيخ إبراهيم اليازجي: الصواب في هذه اللفظة: النقخ على مثال الضرب كما ذكره صاحب الصحاح

(3/64)


فإِن شِئْتُ أَحْرَمْتُ النساءَ سواكُمُ، ... وإِن شِئْتُ لَمْ أَطْعَمْ نُقاخاً وَلَا بَرْدا
وَيُرْوَى: حرَّمت النِّسَاءَ أَي حَرَّمْتُهُنَّ عَلَى نَفْسِي. وَالْبَرْدُ هُنَا: الرِّيقُ. التَّهْذِيبُ: والنُّقاخ الْخَالِصُ وَلَمْ يُعَيِّنْ شَيْئًا. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ هَذَا نُقاخ الْعَرَبِيَّةِ أَي خَالِصُهَا؛ وَرُوِيَ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ: النُّقاخ الْمَاءُ الْعَذْبُ؛ وأَنشد شَمِرٌ:
وأَحْمَقَ مِمَّنْ يلْعَق الماءَ قَالَ لِي: ... دَعِ الْخَمْرَ واشْرَبْ مِنْ نُقاخ مُبَرَّدِ
قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: النُّقاخُ النَّوْمُ فِي الْعَافِيَةِ والأَمن. ابْنُ شُمَيْلٍ: النُّقاخ الْمَاءُ الْكَثِيرُ يَنْبِطُه الرَّجُلُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي لَا مَاءَ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه شَرِبَ مِنْ رُومة فَقَالَ: هَذَا النُّقاخ
؛ هُوَ الْمَاءُ الْعَذْبُ الْبَارِدُ الَّذِي ينقَخ الْعَطَشَ أَي يَكْسِرُهُ بِبَرْدِهِ، وَرُومَةُ: بِئْرٌ مَعْرُوفَةٌ بِالْمَدِينَةِ.
نكخ: نكخَه فِي حَلْقِهِ نكْخاً: لهَزَه، يمانية.
نوخ: أَنَخْتُ البعيرَ فَاسْتَنَاخَ ونوَّخته فتنوَّخ وأَناخَ الإِبلَ: أَبركها فَبَرَكَتْ، وَاسْتَنَاخَتْ: بَرَكَتْ. والفحلُ يَتَنَوَّخُ الناقةَ إِذا أَراد ضِرَابَهَا. وَاسْتَنَاخَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ وتنوَّخها: أَبركها ثُمَّ ضَرَبَهَا. والمُناخ: الْمَوْضِعُ الَّذِي تُناخ فِيهِ الإِبل. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ تنوَّخ البعيرُ وَلَا يُقَالُ نَاخَ وَلَا أَناخ. وَقَوْلُهُمْ: نَوَّخ اللَّهُ الأَرض طروقَةً لِلْمَاءِ أَي جَعَلَهَا مِمَّا تُطِيقُهُ. والنَّوْخة: الإِقامة. وتَنُوخُ: حيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، وَلَا تُشَدِّدُ النُّونَ.