لسان العرب فصل الذال المعجمة
ذرود: ذِرْوَدٌ: اسْمُ جَبَلٍ.
ذود: الذَّوْد: السَّوق وَالطَّرْدُ وَالدَّفْعُ. تَقُولُ: ذُدْتُه
عَنْ كَذَا، وَذَادَهُ عَنِ الشيءِ ذَوْداً وذِياداً، وَرَجُلٌ ذَائِدٌ
أَي حَامِي الْحَقِيقَةِ دَفَّاعٌ، مِنْ قَوْمٍ ذُوَّدٍ وذُوَّادٍ؛
وذَادَه وأَذاده: أَعانه عَلَى الذِّيادِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَوْضِ:
إِني لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ عَنْهُ لأَهل الْيَمَنِ
أَي أَطردهم وأَدفعهم؛ وَفِي الْحَدِيثِ:
لَيُذادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي
أَي ليُطْرَدَنَّ، وَيُرْوَى
فَلَا تُذادُنَ
أَي لَا تَفْعَلُوا فِعْلًا يُوجِبُ طَرْدَكُمْ عنه؛ قال ابن أَثير:
والأَول أَشبه، وَفِي الْحَدِيثِ:
وأَما إِخواننا بَنُو أُمية فَقَادَةٌ ذادَةٌ
؛ الذادة جمع
__________
(2) . قوله [الدوادي آثار إلخ] عبارة القاموس وشرحه الدوداة الجلبة
والأرجوحة وقيل: هي صوت الأرجوحة فقول الشاعر فوق دوداة أي أرجوحة.
(3) . قوله [وفي حديث سفيان إلخ] المناسب ذكره في باب الذال المعجمة
كما ذكره في النهاية والقاموس إلا أن يكون روي بالدالين المهملتين.
(3/167)
ذَائِدٍ وَهُوَ الْحَامِي الدَّافِعُ؛
قِيلَ: أَراد أَنهم يَذُودُونَ عَنِ الْحُرَمِ. والمِذْوَدُ: اللسانُ
لأَنه يُذَادُ بِهِ عَنِ العِرض؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:
سيأْتيكمُ مِنِّي، وإِن كُنْتُ نَائِيًا، ... دخانُ العَلَنْدى دُونَ
بَيْتِي، ومِذودي
قَالَ الأَصمعي: أَراد بِمِذْوَدِهِ لِسَانَهُ، وَبِبَيْتِهِ شَرَفَه؛
وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ:
لِسَانِي وَسَيْفِي صَارِمَانِ كِلَاهُمَا، ... وَيَبْلُغُ مَا لَا
يَبْلُغُ السيفُ مِذْوَدِي
ومِذْوَدُ الثَّوْرِ: قَرْنُهُ؛ وَقَالَ زُهَيْرُ يَذْكُرُ بَقَرَةً:
ويَذُبُّها عَنْهَا بأَسْحَمَ مِذْوَدِ
وَيُقَالُ: ذُدت فَلَانًا عَنْ كَذَا أَذُودُه أَي طَرَدْتُهُ فأَنا
ذَائِدٌ وَهُوَ مَذُود. ومَعْلَفُ الدَّابَّةِ: مِذْوَدُه؛ قَالَ ابْنُ
الأَعرابي: المَذادُ والمَراد المَرْتَع؛ وأَنشد:
لَا تَحْبِسا الحَوْساءَ فِي المَذادِ
وذُدت الإِبل أَذودها ذَوْذاً إِذا طَرَدْتُهَا وَسُقْتُهَا،
وَالتَّذْوِيدُ مِثْلُهُ، والمُذِيدُ: المُعِين لَكَ عَلَى مَا
تَذُودُ، وَهَذَا كَقَوْلِكَ: أَطلبت الرَّجُلَ إِذا أَعنته على ما
طِلْبَتِهِ، وأَحلبته أَعنته عَلَى حَلْبِ نَاقَتِهِ؛ قَالَ
الشَّاعِرُ:
ناديتُ فِي الْقَوْمِ: أَلا مُذِيدا؟
والذَّوْدُ: لِلْقَطِيعِ مِنَ الإِبل الثَّلَاثِ إِلى التِّسْعِ،
وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الثَّلَاثِ إِلى الْعَشْرِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ:
وَنَحْوَ ذَلِكَ حَفِظْتُهُ عَنِ الْعَرَبِ، وَقِيلَ: مِنْ ثَلَاثٍ
إِلى خَمْسَ عَشْرَةَ، وَقِيلَ: إِلى عِشْرِينَ وفُوَيقَ ذَلِكَ،
وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الثَّلَاثِ إِلى الثَّلَاثِينَ، وَقِيلَ: مَا
بَيْنَ الثِّنْتَيْنِ وَالتِّسْعِ، وَلَا يَكُونُ إِلّا مِنَ الإِناث
دُونَ الذُّكُورِ؛ وَقَالَ
النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لَيْسَ فِيمَا دُونَ
خَمْسِ ذَوْدٍ مِنَ الإِبل صَدَقَةٌ
، فأَنثها فِي قَوْلِهِ خُمْسِ ذَوْدٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الذَّود
مؤَنث وَتَصْغِيرُهُ بِغَيْرِ هَاءٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ تَوَهَّمُوا
بِهِ الْمَصْدَرَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
ذَوْدُ صَفايا بَيْنَهَا وَبَيْنِي، ... مَا بَيْنَ تِسْعٍ وإِلى
اثْنَتَيْنِ،
يُغْنِينَنا مِنْ عَيْلة ودَين
وَقَوْلُهُمُ: الذَّوْدُ إِلى الذَّود إِبل يَدُلُّ عَلَى أَنها فِي
مَوْضِعِ اثْنَتَيْنِ لأَن الثِّنْتَيْنِ إِلى الثِّنْتَيْنِ جَمْعٌ؛
قَالَ: والأَذوادُ جَمْعُ ذَوْدٍ، وَهِيَ أَكثر مِنَ الذَّوْدِ ثَلَاثَ
مَرَّاتٍ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: قَدْ جَعَلَ النَّبِيُّ، صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قَوْلِهِ
لَيْسَ فِي أَقل مِنْ خُمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ
، جَعَلَ النَّاقَةَ الْوَاحِدَةَ ذَوْدًا؛ ثُمَّ قَالَ: وَالذَّوْدُ
لَا يَكُونُ أَقل مِنْ نَاقَتَيْنِ؛ قَالَ: وَكَانَ حَدُّ خَمْسِ
ذَوْدٍ عَشْرًا مِنَ النُّوقِ وَلَكِنَّ هَذَا مِثْلُ ثَلَاثَةِ فِئَةٍ
يَعْنُونَ بِهِ ثَلَاثَةً، وَكَانَ حَدُّ ثَلَاثَةِ فِئَةٍ أَن يَكُونَ
جَمْعًا لأَن الْفِئَةَ جَمْعٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُوَ مِثْلُ
قَوْلِهِمْ: رأَيت ثَلَاثَةَ نَفَرٍ وَتِسْعَةَ رَهْطٍ وَمَا أَشبهه؛
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَالْحَدِيثُ عَامٌّ لأَن مَنْ مَلَكَ خَمْسَةً
مِنَ الإِبل وَجَبَتْ عَلَيْهِ فِيهَا الزَّكَاةُ ذُكُورًا كَانَتْ أَو
إِناثاً، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الذَّوْدِ فِي الْحَدِيثِ،
وَالْجَمْعُ أَذواد؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
وَمَا أَبْقَت الأَيامُ مِ المالِ عِنْدَنا، ... سوى حِذْم أَذواد
مُحَذَّفَة النَّسل
مَعْنَى مُحَذَّفَةِ النَّسْلِ: لَا نَسْلَ لَهَا يَبْقَى لأَنهم
يَعْقِرُونَهَا وَيَنْحَرُونَهَا، وَقَالُوا: ثَلَاثُ أَذواد وَثَلَاثُ
ذَوْد، فأَضافوا إِليه جَمِيعَ أَلفاظ أَدنى الْعَدَدِ جَعَلُوهُ
بَدَلًا مِنْ أَذواد؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ:
ثلاثةُ أَنُفسٍ وثلاثُ ذَوْدٍ، ... لَقَدْ جَارَ الزمانُ عَلَى
عِيَالِي
وَنَظِيرُهُ: ثَلَاثَةُ رَحْلَة جَعَلُوهُ بَدَلًا مِنْ أَرحال؛ قَالَ
ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا كُلُّهُ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ وَلَهُ نَظَائِرُ.
وَقَدْ
(3/168)
قَالُوا: ثَلَاثُ ذَوْدٍ يَعْنُونَ ثَلَاثَ أَينق؛ قَالَ
اللُّغَوِيُّونَ: الذَّوْدُ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ
كَالنَّعَمِ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الذَّوْدُ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ. وَفِي
الْمَثَلِ: الذَّوْدُ إِلى الذَّوْدِ إِبِلٌ، وَقَوْلُهُمْ إِلى
بِمَعْنَى مَعَ أَي الْقَلِيلُ يُضَمُّ إِلى الْقَلِيلِ فَيَصِيرُ
كَثِيرًا. وذَيَّاد وَذَوَّادٌ: اسْمَانِ. والمَذَاد: مَوْضِعٌ
بِالْمَدِينَةِ. وَالذَّائِدُ: اسْمُ فَرَسٍ نَجِيبٍ جِدًّا مِنْ
نَسْلِ الحَرُون؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ الذَّائِدُ بْنُ بُطَينِ بْنِ
بِطَانَ بن الحَرُون. |