لسان العرب فصل الميم
مأد: المَأْدُ مِنَ النَّبَاتِ: اللَّيِّنُ الناعِم. قَالَ الأَصمعي:
قِيلَ لِبَعْضِ الْعَرَبِ: أَصِبْ لَنَا مَوْضِعًا، فَقَالَ رائِدُهم:
وَجَدْتُ مَكَانًا ثَأْداً مَأْداً. ومَأْد الشَّبَابِ: نَعْمَتُه.
ومَأَدَ العُودُ يَمْأَدُ مَأْداً إِذا امتلأَ مِنَ الرَّيِّ فِي أَول
مَا يَجْرِي الْمَاءُ فِي الْعُودِ فَلَا يَزَالُ مَائِدًا مَا كَانَ
رَطْبًا. والمَأْدُ مِنَ النَّبَاتِ: مَا قَدِ ارْتَوَى؛ يُقَالُ:
نَبَاتٌ مَأْدٌ. وَقَدْ مَأَدَ يَمْأَدُ، فَهُوَ مَأْدٌ. وأَمْأَدَه
الرَّيُّ وَالرَّبِيعُ وَنَحْوُهُ وَذَلِكَ إِذا جَرَى فِيهِ الْمَاءُ
أَيام الرَّبِيعِ. وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ التارَّة: إِنها لمأْدةُ
الشَّبَابِ وَهِيَ يَمؤُود ويَمؤُودة. وامتأَد فُلَانٌ خَيْرًا أَي
كَسَبَهُ. وَيُقَالُ لِلْغُصْنِ إِذا كَانَ نَاعِمًا يَهْتَزُّ: هُوَ
يَمْأَدُ مَأْداً حَسَنًا. ومَأَد النباتُ وَالشَّجَرُ يمأَدُ مأْداً:
اهتزَّ وتَرَوّى وَجَرَى فِيهِ الْمَاءُ، وَقِيلَ: تَنَعَّمَ وَلَانَ؛
وَقَدْ أَمْأَدَه الرَّيّ. وَغُصْنٌ مَأْدٌ ويَمؤُود أَي نَاعِمٌ،
وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ والأُنثى مَأْدَة ويَمْؤُودة شَابَّةٌ نَاعِمَةٌ،
وَقِيلَ: المَأْد النَّاعِمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ:
مَادُ الشَّبابِ عَيْشَها المُخَرْفَجا
غَيْرُ مَهْمُوزٍ. والمَأْدُ: النَّزُّ الَّذِي يَظْهَرُ فِي الأَرض
قَبْلَ أَن يَنْبُع، شامِيَّة؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:
وماكِدٍ تَمْأَدُه مِنْ بَحْرِه
فَسَّرَهُ فَقَالَ: تَمْأَدُه تأْخُذُه فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ.
ويَمْؤُودٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:
كأَنَّ سَحِيله، فِي كلِّ فَجْرٍ ... على أَحْساءِ يَمْؤودٍ، دُعاءُ
__________
(3) . قوله [فشبه الرياض إلخ] كذا بالأَصل.
(3/394)
ويَمؤُود: بِئْرٌ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:
غَدَوْنَ لَهَا صُعْرَ الخُدودِ كَمَا غَدَتْ، ... عَلَى ماءِ
يَمؤُودَ، الدِّلاءُ النَّواهِزُ
الجوهري: ويَمؤُودٌ مَوْضِعٌ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:
فَظَلَّتْ بِيَمؤُودٍ كأَنَّ عُيونَها ... إِلى الشمسِ، هَلْ تَدْنو
رِكيٌّ نواكزُ؟
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي قَوْلِ الشَّمَّاخِ:
عَلَى ماءِ يمؤودَ الدِّلاءُ النواهِزُ
قَالَ: جَعَلَهُ اسْمًا لِلْبِئْرِ فَلَمْ يَصْرِفْهُ؛ قَالَ: وَقَدْ
يَجُوزُ أَن يُرِيدَ الْمَوْضِعَ وَتَرَكَ صَرْفَهُ لأَنه عَنَى بِهِ
البُقْعَة أَو الشَّبَكة؛ قَالَ: أَعني بالشَّبَكةِ الآبارَ
المُقْتَرِبةَ بعضُها من بعض.
مبد: مأْبد: بَلَدٌ مِنَ السَّراة؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
يَمانِية، أَحْيا لهَا مَظَّ مَأْبِدٍ ... وآلِ قَراسٍ صَوْبُ
أَسْقِيةٍ كُحْلِ
وَيُرْوَى أَرْمِيةٍ؛ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْبَيْتُ مَظَّ مَائِدٍ،
وسيأْتي ذِكْرُهُ.
متد: ابْنُ دُرَيْدٍ: مَتَدَ بالمكانِ يَمْتُدُ، فَهُوَ ماتِدٌ إِذا
أَقام بِهِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَا أَحفظه لغيره.
مثد: مَثَدَ بَيْنَ الْحِجَارَةِ يَمْثُدُ: اسْتَتَرَ بِهَا وَنَظَرَ
بِعَيْنِهِ مِنْ خِلالها إِلى العَدُوّ يَرْبأُ لِلْقَوْمِ عَلَى
هَذِهِ الْحَالِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
مَا مَثَدَتْ بُوصانُ، إِلا لِعَمِّها، ... بخَيْلِ سُلَيْم فِي
الوَغَى كَيْفَ تَصْنَعُ
قَالَ: وَفَسَّرَهُ بِمَا ذَكَرْنَاهُ. أَبو عَمْرٍو: الماثِدُ
الدَّيدَبانُ وَهُوَ اللابدُ والمُخْتَبئُ والشَّيِّفة والرَّبيئةُ.
مجد: المَجْدُ: المُرُوءةُ والسخاءُ. والمَجْدُ: الكرمُ والشرفُ. ابْنُ
سِيدَهْ: الْمَجْدُ نَيْل الشَّرَفِ، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ إِلا
بالآباءِ، وَقِيلَ: المَجْدُ كَرَمُ الْآبَاءِ خَاصَّةً، وَقِيلَ:
المَجْدُ الأَخذ مِنَ الشَّرَفِ والسُّؤدَد مَا يَكْفِي؛ وَقَدْ مَجَدَ
يَمْجُدُ مَجْداً، فَهُوَ مَاجِدٌ. ومَجُد، بِالضَّمِّ، مَجادةً،
فَهُوَ مَجِيدٌ، وتَمَجَّد. والمجدُ: كَرَمُ فِعاله. وأَمجَدَه
ومَجَّده كِلَاهُمَا: عظَّمَه وأَثنى عَلَيْهِ. وتماجَدَ القومُ فِيمَا
بَيْنَهُمْ: ذكَروا مَجْدَهم. وماجَدَه مِجاداً: عارَضه بِالْمَجْدِ.
وماجَدْتُه فمَجَدتُه أَمْجُدُه أَي غَلَبْتُه بِالْمَجْدِ. قَالَ
ابْنُ السِّكِّيتِ: الشرفُ والمجدُ يَكُونَانِ بِالْآبَاءِ. يُقَالُ:
رَجُلٌ شَرِيفٌ ماجدٌ، لَهُ آباءٌ مُتَقَدِّمُونَ فِي الشَّرَفِ؛
قَالَ: وَالْحَسَبُ وَالْكَرَمُ يَكُونَانِ فِي الرَّجُلِ وإِن لَمْ
يَكُنْ لَهُ آبَاءٌ لَهُمْ شَرَفٌ. والتمجيدُ: أَن يُنْسب الرَّجُلُ
إِلى الْمَجْدِ. وَرَجُلٌ مَاجِدٌ: مِفضالٌ كَثِيرُ الْخَيْرِ شَرِيفٌ،
والمجيدُ، فَعِيلٌ، مِنْهُ لِلْمُبَالَغَةِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْكَرِيمُ
الْمِفْضَالُ، وَقِيلَ: إِذا قارَن شَرَفُ الذاتِ حُسْنَ الفِعال
سُمِّيَ مَجْداً، وفعِيلٌ أَبلغ مِنْ فاعِل فكأَنه يَجْمع مَعْنَى
الْجَلِيلِ والوهَّابِ وَالْكَرِيمِ. والمجيدُ: مِنْ صفاتِ اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ذُو الْعَرْشِ
الْمَجِيدُ
. وَفِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى: الماجدُ. والمَجْد فِي كَلَامِ
الْعَرَبِ: الشَّرَفُ الْوَاسِعُ. التَّهْذِيبِ: اللَّهُ تَعَالَى هُوَ
المجِيدُ تَمَجَّد بِفعاله ومَجَّده خَلْقُهُ لِعَظَمَتِهِ. وَقَوْلُهُ
تَعَالَى: ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: خَفَضَهُ يَحيى وأَصحابه كَمَا قَالَ:
بَلْ هُوَ قرآنٌ مجيدٌ
، فَوَصَفَ الْقُرْآنَ بالمَجادة. وَقِيلَ يقرأُ:
بَلْ هُوَ قرآنُ مجيدٍ
، وَالْقِرَاءَةُ قرآنٌ مجيدٌ. وَمَنْ قرأَ: قرآنُ مجيدٍ، فَالْمَعْنَى
بَلْ هُوَ قرآنُ ربٍّ مجيدٍ. ابْنُ الأَعرابي: قرآنٌ مجيدٌ، المجيدُ
الرَّفِيعُ. قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: مَعْنَى الْمَجِيدِ الْكَرِيمُ،
فَمَنْ خَفَضَ الْمَجِيدَ فَمِنْ صِفَةِ الْعَرْشِ،
(3/395)
وَمِنْ رَفَعَ فَمِنْ صِفَةِ ذُو.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ
؛ يُرِيدُ بِالْمَجِيدِ الرفيعَ الْعَالِيَ. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: ناوِلِيني المجيدَ
أَي المُصْحَف؛ هُوَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ
مَجِيدٌ
. وَفِي حَدِيثِ قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ:
مَجَّدَني عَبْدي
أَي شرَّفني وعَظَّمني. وَكَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ يَقُولُ:
اللهمَّ هَبْ لِي حَمْداً ومَجْداً، لَا مَجْد إِلا بِفعال وَلَا فِعال
إِلا بِمَالٍ؛ اللَّهُمَّ لَا يُصْلِحُني وَلَا أَصْلُحُ إِلا عَلَيْهِ
«1» .
ابْنُ شُمَيْلٍ: الماجدُ الحَسَن الخُلُق السَّمْحُ. وَرَجُلٌ مَاجِدٌ
وَمَجِيدٌ إِذا كَانَ كَرِيمًا مِعْطاءً. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عَنْهُ: أَمَّا نَحْنُ بَنُو هَاشِمٍ فأَنجادٌ
أَمْجادٌ
أَي شِراف كِرام، جَمْعُ مجِيد أَو مَاجِدٍ كأَشهاد فِي شَهيد أَو
شَاهِدٍ. ومَجَدَتِ الإِبل تَمْجُدُ مُجُوداً، وَهِيَ مواجِدُ ومُجَّد
ومُجُدٌ، وأَمْجَدَتْ: نَالَتْ مِنَ الكلإِ قَرِيبًا مِنَ الشَّبَعِ
وَعُرِفَ ذَلِكَ فِي أَجسامها، ومَجَّدْتُها أَنا تَمْجِيدًا
وأَمجَدَها رَاعِيهَا وَقَدْ أَمجَدَ القومُ إِبلهم، وَذَلِكَ فِي أَول
الرَّبِيعِ. وأَما أَبو زَيْدٍ فَقَالَ: أَمجَدَ الإِبلَ مَلأَ
بُطُونَهَا عَلَفًا وأَشبعها، وَلَا فِعْلَ لَهَا هِيَ فِي ذَلِكَ،
فإِن أَرعاها فِي أَرض مُكْلِئَةٍ فَرَعَتْ وشبِعت. قَالَ: مَجَدَتْ
تَمْجُدُ مَجْداً ومُجوداً وَلَا فِعْلَ لَكَ فِي هَذَا، وأَما أَبو
عُبَيْدٍ فَرَوَى عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ أَن أَهل الْعَالِيَةِ
يَقُولُونَ مَجَد الناقةَ مُخَفَّفًا إِذا عَلَفَهَا مِلءَ بُطُونِهَا،
وأَهل نَجْدٍ يَقُولُونَ مَجَّدها تَمْجِيدًا، مشدَّداً، إِذا
عَلَفَهَا نِصْفَ بُطُونِهَا. ابْنُ الأَعرابي: مَجَدَتِ الإِبل إِذا
وَقَعَتْ فِي مَرْعًى كَثِيرٍ وَاسِعٍ؛ وأَمجَدَها الرَّاعِي
وأَمجَدْتُها أَنا. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: إِذا شَبِعَتِ الْغَنَمُ
مَجُدَت الإِبل تَمجُد، وَالْمَجْدُ نَحْوٌ مِنْ نِصْفِ الشَّبَعِ؛
وَقَالَ أَبو حَيَّةَ يَصِفُ امرأَة:
ولَيْسَت بماجِدةٍ للطعامِ وَلَا الشَّرَابِ
أَي لَيْسَتْ بِكَثِيرَةِ الطَّعَامِ وَلَا الشَّرَابِ. الأَصمعي:
أَمجَدْتُ الدابةَ علَفاً أَكثرت لَهَا ذَلِكَ. وَيُقَالُ: أَمجَدَ
فُلَانٌ عطاءَه ومَجَّده إِذا كثَّره؛ وَقَالَ عَدِيٌّ:
فَاشْتَرَانِي وَاصْطَفَانِي نعْمةً، ... مَجَّدَ الهِنْءَ وأَعطاني
الثَّمَنْ
وَفِي الْمَثَلِ: فِي كُلِّ شَجَر نَارٌ، واسْتَمْجَدَ المَرْخُ
والعَفار؛ اسْتَمْجَدَ اسْتَفْضَلَ أَي اسْتَكْثَرا مِنَ النَّارِ
كأَنهما أَخذا مِنَ النَّارِ مَا هُوَ حَسْبُهُمَا فَصَلَحَا
لِلِاقْتِدَاحِ بِهِمَا، وَيُقَالُ: لأَنهما يُسْرعانِ الوَرْيَ
فَشُبِّهَا بِمَنْ يُكْثِر مِنَ الْعَطَاءِ طَلَبًا لِلْمَجْدِ.
وَيُقَالُ: أَمجَدَنا فُلَانٌ قِرًى إِذا آتَى مَا كَفَى وَفَضَلَ.
ومَجْدٌ ومُجَيْدٌ وماجِدٌ: أَسماء. ومَجْد بِنْتُ تَمِيمِ بْنِ عامرِ
بنِ لُؤَيٍّ: هِيَ أُم كِلَابٍ وَكَعْبٍ وَعَامِرٍ وكُلَيْب بَنِي
رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ؛ وَذَكَرَهَا لَبِيدٌ فَقَالَ
يَفْتَخِرُ بِهَا:
سَقَى قَوْمي بَني مَجْدٍ، وأَسْقى ... نُمَيْراً، والقبائلَ مِنْ
هِلالِ
وبَنو مَجْد: بَنُو رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَمَجْدُ:
اسْمُ أُمهم هَذِهِ الَّتِي فَخَرَ بِهَا لبيد في شعره.
مدد: المَدُّ: الجَذْب والمَطْلُ. مَدَّه يَمُدُّه مَدّاً ومدَّ بِهِ
فامتَدّ ومَدَّدَه فَتَمَدَّد، وتَمَدَّدناه بَيْنَنَا: مَدَدْناه.
وَفُلَانٌ يُمادُّ فُلَانًا أَي يُماطِلُه ويُجاذِبه. والتَّمَدُّد:
كَتَمَدُّدِ السِّقاء، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ تَبْقَى فِيهِ سَعَةُ
المَدِّ. والمادَّةُ: الزِّيَادَةُ الْمُتَّصِلَةُ. ومَدَّه فِي غَيِّه
أَي أَمهلَه وطَوَّلَ لَهُ. ومادَدْتُ الرَّجُلَ مُمادَّةً ومِداداً:
مَدَدْتُه ومَدَّني؛ هَذِهِ عن
__________
(1) . قوله [اللَّهُمَّ لَا يُصْلِحُنِي وَلَا أصلح إلخ] كذا بالأَصل
(3/396)
اللِّحْيَانِيِّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ
؛ مَعْنَاهُ يُمْهِلُهم. وطُغْيانُهم: غُلُوُّهم فِي كُفْرِهِمْ.
وَشَيْءٌ مَدِيد: مَمْدُودٌ. وَرَجُلٌ مَدِيد الْجِسْمِ: طَوِيلٌ،
وأَصله فِي الْقِيَامِ؛ سِيبَوَيْهِ، وَالْجَمْعُ مُدُدٌ، جَاءَ عَلَى
الأَصل لأَنه لَمْ يُشْبِهِ الْفِعْلَ، والأُنثى مَدِيدة. وَفِي
حَدِيثِ
عُثْمَانَ: قَالَ لِبَعْضِ عُمَّالِهِ: بَلَغَنِي أَنك تَزَوَّجْتَ
امرأَة مَدِيدَةً
أَي طَوِيلَةً. وَرَجُلٌ مَدِيدُ الْقَامَةِ: طَوِيلُ الْقَامَةِ.
وطِرافٌ مُمدَّد أَي ممدودٌ بالأَطناب، وشُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ.
وتَمَدَّد الرَّجُلُ أَي تَمطَّى. والمَدِيدُ: ضَرْبٌ مِنَ العَرُوض،
سُمِّيَ بِذَلِكَ لِامْتِدَادِ أَسبابه وأَوتاده؛ قَالَ أَبو إِسحاق:
سُمِّيَ مَدِيدًا لأَنه امتَدَّ سَبَبَاهُ فَصَارَ سَبَب فِي أَوله
وَسَبَبٌ بَعْدَ الوَتِدِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فِي عَمَدٍ
مُمَدَّدَةٍ
، فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مَعْنَاهُ فِي عَمَد طِوال. ومَدَّ
الْحَرْفَ يَمُدُّه مَدّاً: طَوَّلَه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مدَّ
اللهُ الأَرضَ يَمُدُّها مَدًّا بَسَطَهَا وسَوَّاها. وَفِي
التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ
؛ وَفِيهِ: وَالْأَرْضَ مَدَدْناها*
. وَيُقَالُ: مَدَدْت الأَرض مَدًّا إِذا زِدت فِيهَا تُرَابًا أَو
سَماداً مِنْ غَيْرِهَا لِيَكُونَ أَعمر لَهَا وأَكثر رَيْعاً
لِزَرْعِهَا، وَكَذَلِكَ الرِّمَالُ، والسَّمادُ مِداد لَهَا؛ وَقَوْلُ
الْفَرَزْدَقُ:
رَأَتْ كَمَرًا مِثْلَ الجَلاميدِ فَتَّحَتْ ... أَحالِيلَها، لمَّا
اتْمَأَدَّتْ جُذورُها
قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: اتْمَأَدَّتْ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا
أَدري كَيْفَ هَذَا، اللَّهُمَّ إِلا أَن يُرِيدَ تَمادَّت فَسَكَّنَ
التَّاءَ وَاجْتَلَبَ لِلسَّاكِنِ أَلِفَ الْوَصْلِ، كَمَا قَالُوا:
ادَّكَرَ وادّارَأْتُمْ فِيهَا، وَهَمَزَ الأَلف الزَّائِدَةَ كَمَا
هَمَزَ بَعْضُهُمْ أَلف دابَّة فَقَالَ دأَبَّة. ومدَّ بصَرَه إِلى
الشَّيْءِ: طَمَح بِهِ إِليه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا
تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى مَا
. وأَمَدَّ لَهُ فِي الأَجل: أَنسأَه فِيهِ. ومَدَّه فِي الغَيّ
وَالضَّلَالِ يَمُدُّه مَدًّا ومَدَّ لَهُ: أَمْلَى لَهُ وَتَرَكَهُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ
يَعْمَهُونَ
؛ أَي يُمْلِي ويُلِجُّهم؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ مدَّ اللَّهُ لَهُ فِي
الْعَذَابِ مَدًّا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَنَمُدُّ لَهُ
مِنَ الْعَذابِ مَدًّا
. قَالَ: وأَمَدَّه فِي الْغَيِّ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ. وَقَوْلُهُ
تَعَالَى: وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِ
؛ قِرَاءَةُ أَهل الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ
يَمُدُّونَهم
، وقرأَ أَهل الْمَدِينَةِ
يُمِدُّونَهم.
والمَدُّ: كَثْرَةُ الْمَاءِ أَيامَ المُدُود وَجَمْعُهُ مُدُود؛
وَقَدْ مَدَّ الماءُ يَمُدُّ مَدًّا، وامْتَدَّ ومَدَّه غَيْرُهُ
وأَمَدَّه. قَالَ ثَعْلَبٌ: كُلُّ شَيْءٍ مَدَّه غَيْرُهُ، فَهُوَ
بأَلف؛ يُقَالُ: مَدَّ البحرُ وامتَدَّ الحَبْل؛ قَالَ اللَّيْثُ:
هَكَذَا تَقُولُ الْعَرَبُ. الأَصمعي: المَدُّ مَدُّ النَّهْرِ.
والمَدُّ: مَدُّ الْحَبْلِ. والمَدُّ: أَن يَمُدّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ
فِي غيِّه. وَيُقَالُ: وادِي كَذَا يَمُدُّ فِي نَهْرِ كَذَا أَي
يَزِيدُ فِيهِ. وَيُقَالُ مِنْهُ: قلَّ ماءُ رَكِيَّتِنا فَمَدَّتها
ركيةٌ أُخرى فَهِيَ تَمُدُّها مَدّاً. والمَدُّ: السَّيْلُ. يُقَالُ:
مَدَّ النهرُ ومدَّه نَهْرٌ آخَرُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
سَيْلٌ أَتِيٌّ مَدَّه أَتِيُّ ... غِبَّ سمَاءٍ، فَهُوَ رَقْراقِيُ
ومَدَّ النَّهرُ النهرَ إِذا جَرَى فِيهِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ:
يُقَالُ لِكُلِّ شَيْءٍ دَخَلَ فِيهِ مِثْلُهُ فَكَثَّرَه: مدَّه
يَمُدُّه مَدًّا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالْبَحْرُ
يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ
؛ أَي يَزِيدُ فِيهِ مَاءً مِنْ خلْفِه تجرُّه إِليه وتُكثِّرُه.
ومادَّةُ الشَّيْءِ: مَا يمدُّه، دَخَلَتْ فِيهِ الْهَاءُ
لِلْمُبَالَغَةِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَوْضِ:
يَنْبَعِثُ فِيهِ مِيزابانِ مِدادُهما أَنهار الْجَنَّةِ
أَي يَمُدُّهما أَنهارُها. وَفِي الْحَدِيثِ:
وأَمَدَّها خَواصِر
أَي أَوسعها وأَتَمَّها. والمادَّة: كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ مَدَداً
لِغَيْرِهِ. وَيُقَالُ: دعْ فِي الضَّرْع
(3/397)
مادَّة اللَّبَنِ، فَالْمَتْرُوكُ فِي
الضَّرْعِ هُوَ الداعِيَةُ، وَمَا اجْتَمَعَ إِليه فَهُوَ المادَّة،
والأَعْرابُ مادَّةُ الْإِسْلَامِ. وَقَالَ الفراءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ
وَجَلَّ: وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ
؛ قَالَ: تَكُونُ مِداداً كالمِدادِ الَّذِي يُكتب بِهِ. وَالشَّيْءُ
إِذا مدَّ الشَّيْءَ فَكَانَ زِيَادَةً فِيهِ، فَهُوَ يَمُدُّه؛
تَقُولُ: دِجْلَةُ تَمُدُّ تَيَّارنا وأَنهارنا، وَاللَّهُ يَمُدُّنا
بِهَا. وَتَقُولُ: قَدْ أَمْدَدْتُك بأَلف فَمُدَّ. وَلَا يُقَاسُ
عَلَى هَذَا كُلُّ مَا وَرَدَ. ومَدَدْنا القومَ: صِرْنا لَهُمْ
أَنصاراً ومدَدَاً وأَمْدَدْناهم بِغَيْرِنَا. وَحَكَى
اللِّحْيَانِيُّ: أَمَدَّ الأَمير جُنْدَهُ بِالْخَيْلِ وَالرِّجَالِ
وأَعانهم، وأَمَدَّهم بِمَالٍ كَثِيرٍ وأَغاثهم. قَالَ: وَقَالَ
بَعْضُهُمْ أَعطاهم، والأَول أَكثر. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ:
وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ
. والمَدَدُ: مَا مدَّهم بِهِ أَو أَمَدَّهم؛ سِيبَوَيْهِ، وَالْجَمْعُ
أَمْداد، قَالَ: وَلَمْ يُجَاوِزُوا بِهِ هَذَا الْبِنَاءَ،
واستَمدَّه: طلَبَ مِنْهُ مَدَداً. والمَدَدُ: العساكرُ الَّتِي تُلحَق
بالمَغازي فِي سَبِيلِ اللَّهِ. والإِمْدادُ: أَنْ يُرْسِلَ الرَّجُلُ
لِلرَّجُلِ مَدَداً، تَقُولُ: أَمْدَدْنا فُلَانًا بِجَيْشٍ. قال الله
تعالى: يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ
. وَقَالَ فِي الْمَالِ: أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ
مالٍ وَبَنِينَ
؛ هَكَذَا قُرِئَ نُمِدُّهُمْ
، بِضَمِّ النُّونِ. وَقَالَ: وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ
، فالمَدَدُ مَا أَمْدَدْتَ بِهِ قَوْمَكَ فِي حرْب أَو غَيْرِ ذَلِكَ
مِنَ طَعَامٍ أَو أَعوان. وَفِي حَدِيثِ
أُويس: كَانَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِذا أَتَى أَمْدادُ أَهل
الْيَمَنِ سأَلهم: أَفيكم أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟
الأَمداد: جَمْعُ مَدَد وَهُمُ الأَعوان والأَنصار الَّذِينَ كَانُوا
يَمُدُّون الْمُسْلِمِينَ فِي الْجِهَادِ. وَفِي حَدِيثِ
عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ: خَرَجْتُ مَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فِي
غَزْوَةِ مُؤْتَة ورافَقَني مَدَدِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ
؛ وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى المدَد. وَقَالَ يُونُسُ: مَا كَانَ مِنَ
الْخَيْرِ فإِنك تَقُولُ أَمْدَدْته، وَمَا كَانَ مِنَ الشَّرِّ فَهُوَ
مدَدْت. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: هُمْ أَصلُ الْعَرَبِ ومادَّة الإِسلام
أَي الَّذِينَ يُعِينونهم ويَكُثِّرُون جُيُوشَهُمْ ويُتَقَوَّى بزكاةِ
أَموالهم. وَكُلُّ مَا أَعنت بِهِ قَوْمًا فِي حَرْبٍ أَو غَيْرِهِ،
فَهُوَ مادَّة لَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ الرَّمْيِ:
مُنْبِلُه والمُمِدُّ بِهِ
أَي الَّذِي يَقُومُ عِنْدَ الرَّامِي فَيُنَاوِلُهُ سَهْمًا بَعْدَ
سَهْمٍ، أَو يَرُدُّ عَلَيْهِ النَّبْلَ مِنَ الهَدَف. يُقَالُ:
أَمَدَّه يُمِدُّه، فَهُوَ مُمِدٌّ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: قَائِلُ كلمةِ الزُّورِ وَالَّذِي
يَمُدُّ بِحَبْلِهَا فِي الإِثم سواءٌ
؛ مَثَّل قَائِلَهَا بالمائِح الَّذِي يملأُ الدَّلْوَ فِي أَسفل
الْبِئْرِ، وحاكِيَها بالماتِحِ الَّذِي يَجْذِبُ الْحَبْلَ عَلَى رأْس
الْبِئْرِ ويَمُدُّه؛ وَلِهَذَا يُقَالُ: الراويةُ أَحد الكاذِبَيْنِ.
والمِدادُ: النِّقْس. والمِدادُ: الَّذِي يُكتب بِهِ وَهُوَ مِمَّا
تَقَدَّمَ. قَالَ شَمِرٌ: كُلُّ شَيْءٍ امتَلأَ وَارْتَفَعَ فَقَدْ
مَدَّ؛ وأَمْدَدْتُه أَنا. ومَدَّ النهارُ إِذا ارْتَفَعَ. ومَدَّ
الدَّواةَ وأَمَدَّها: زَادَ فِي مائِها ونِقْسِها؛ ومَدَّها
وأَمَدَّها: جَعَلَ فِيهَا مِداداً، وَكَذَلِكَ مَدَّ القَلم
وأَمَدَّه. واسْتَمَدَّ مِنَ الدواةِ: أَخذ مِنْهَا مِداداً؛ والمَدُّ:
الاستمدادُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَسْتَمِدَّ مِنْهَا مَدّة
وَاحِدَةً؛ قَالَ ابْنُ الأَنباري: سُمِّيَ المِدادُ مِداداً لإِمداده
الكاتِب، مِنْ قَوْلِهِمْ أَمْدَدْت الْجَيْشَ بمَدد؛ قَالَ الأَخطل:
رَأَوْا بارِقاتٍ بالأَكُفِّ كأَنّها ... مَصابيحُ سُرْجٌ، أُوقِدَتْ
بِمِدادِ
أَي بِزَيْتٍ يُمِدُّها. وأَمَدَّ الجُرْحُ يُمِدُّ إِمْداداً: صَارَتْ
فِيهِ مَدَّة؛ وأَمْدَدْت الرَّجُلَ مُدَّةً. وَيُقَالُ: مُدَّني يَا
غلامُ مُدَّة مِنَ الدَّوَاةِ، وإِن قُلْتَ: أَمْدِدْني مُدّة، كَانَ
جَائِزًا، وَخَرَجَ عَلَى مَجْرَى المَدَدِ بِهَا وَالزِّيَادَةِ.
والمُدَّة أَيضاً: اسْمُ مَا اسْتَمْدَدْتَ بِهِ مِنَ
(3/398)
المِدادِ عَلَى الْقَلَمِ. والمَدّة،
بِالْفَتْحِ: الْوَاحِدَةُ مِنْ قَوْلِكَ مَدَدْتُ الشيءَ. والمِدّة،
بِالْكَسْرِ: مَا يَجْتَمِعُ فِي الجُرْح مِنَ الْقَيْحِ. وأَمْدَدْتُ
الرَّجُلَ إِذا أَعطيته مُدّة بِقَلَمٍ؛ وأَمْدَدْتُ الْجَيْشَ
بِمَدَد. والاستمدادُ: طلبُ المَدَدِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: مَدَدْنا
الْقَوْمَ أَي صِرنا مَدَداً لَهُمْ وأَمْدَدْناهم بِغَيْرِنَا
وأَمْدَدْناهم بِفَاكِهَةٍ. وأَمَدّ العَرْفَجُ إِذا جَرَى الماءُ فِي
عُودِهِ. ومَدَّه مِداداً وأَمَدَّه: أَعطاه؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
نُمِدُّ لهمْ بالماءِ مِن غيرِ هُونِه، ... ولكِنْ إِذا مَا ضاقَ أَمرٌ
يُوَسَّعُ
يَعْنِي نَزِيدُ الْمَاءَ لِتَكْثُرَ الْمَرَقَةُ. وَيُقَالُ:
سُبْحَانَ اللَّهِ مِدادَ السموات ومِدادَ كلماتِه ومَدَدَها أَي
مِثْلَ عدَدِها وَكَثْرَتِهَا؛ وَقِيلَ: قَدْرَ مَا يُوازيها فِي
الْكَثْرَةِ عِيارَ كَيْلٍ أَو وَزْنٍ أَو عدَد أَو مَا أَشبهه مِنْ
وُجُوهِ الْحَصْرِ وَالتَّقْدِيرِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا
تَمْثِيلٌ يُرَادُ بِهِ التَّقْدِيرُ لأَن الْكَلَامَ لَا يَدْخُلُ فِي
الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ وإِنما يَدْخُلُ فِي الْعَدَدِ. والمِدادُ:
مَصْدَرٌ كالمَدَد. يُقَالُ: مَدَدْتُ الشيءَ مَدًّا ومِداداً وَهُوَ
مَا يَكْثُرُ بِهِ وَيُزَادُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِن المؤَذِّنَ يُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِه
؛ الْمَدُّ: الْقَدْرُ، يُرِيدُ بِهِ قَدْرَ الذُّنُوبِ أَي يُغْفَرُ
لَهُ ذَلِكَ إِلى مُنْتَهَى مَدِّ صَوْتِهِ، وَهُوَ تَمْثِيلٌ لِسَعَةِ
الْمَغْفِرَةِ كقوله الْآخَرِ: وَلَوْ لَقِيتَني بِقُراب [بِقِراب]
الأَرض «2» خَطايا لِقيتُك بِهَا مَغْفِرَةً؛ وَيُرْوَى مَدَى صَوْتِهِ
وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَبَنَوْا بُيُوتَهُمْ عَلَى مِدادٍ
وَاحِدٍ أَي عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ. وَيُقَالُ: جَاءَ هَذَا عَلَى
مِدادٍ وَاحِدٍ أَي عَلَى مِثَالٍ وَاحِدٍ؛ وَقَالَ جَنْدَلٌ:
لَمْ أُقْوِ فِيهِنَّ، وَلَمْ أُسانِدِ ... عَلَى مَدادٍ ورويٍّ واحِدِ
والأَمِدّةُ، والواحدةُ مِدادٌ: المِساكُ فِي جَانِبَيِ الثوبِ إِذا
ابْتدِئَ بعَملِه. وأَمَدَّ عُودُ العَرْفَجِ والصِّلِّيانِ
والطَّرِيفَةِ: مُطِرَ فَلانَ. والمُدَّةُ: الْغَايَةُ مِنَ الزَّمَانِ
وَالْمَكَانِ. وَيُقَالُ: لِهَذِهِ الأُمّةُ مُدَّة أَي غَايَةٌ فِي
بَقَائِهَا. وَيُقَالُ: مَدَّ اللَّهُ فِي عُمُرك أَي جَعَلَ لعُمُرك
مُدة طَوِيلَةً. ومُدَّ فِي عُمُرِهِ: نُسِئَ. ومَدُّ النهارِ:
ارتفاعُه. يُقَالُ: جِئْتُكَ مَدَّ النَّهَارِ وَفِي مَدِّ النَّهَارِ،
وَكَذَلِكَ مَدَّ الضُّحَى، يَضَعُونَ الْمَصْدَرَ فِي كُلِّ ذَلِكَ
مَوْضِعَ الظَّرْفِ. وامتدَّ النهارُ: تَنَفَّس. وامتدَّ بِهِمُ
السَّيْرُ: طَالَ. ومَدَّ فِي السَّيْرِ: مَضَى. والمَدِيدُ: مَا
يُخْلَطُ بِهِ سَوِيقٌ أَو سِمْسمٌ أَو دَقِيقٌ أَو شَعِيرٌ جَشٌّ؛
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الَّذِي لَيْسَ بحارٍّ ثُمَّ يُسقاه
الْبَعِيرُ وَالدَّابَّةُ أَو يُضْفَرُه، وَقِيلَ: المَدِيدُ العَلَفُ،
وَقَدْ مَدَّه بِهِ يَمُدُّه مَدًّا. أَبو زَيْدٍ: مَدَدْتُ الإِبلَ
أَمُدُّها مَدًّا، وَهُوَ أَن تَسْقِيَهَا الْمَاءَ بِالْبِزْرِ أَو
الدَّقِيقِ أَو السِّمْسِمِ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: المَدِيدُ
شَعِيرٌ يُجَشُّ ثُمَّ يُبَلُّ فَيُضْفَرُ البَعِيرَ. وَيُقَالُ:
هُنَاكَ قِطْعَةٌ مِنَ الأَرض قَدْرُ مَدِّ الْبَصَرِ أَي مَدَى
الْبَصَرِ. ومَدَدْتُ الإِبِلَ وأَمْدَدْتُها بِمَعْنًى، وهو أَن
تَنْثِرَ [تَنْثُرَ] لَهَا عَلَى الماءِ شَيْئًا مِنَ الدَّقِيقِ
وَنَحْوِهِ فَتَسْقِيَها، وَالِاسْمُ المَدِيدُ. والمِدّانُ
والإِمِدّانُ: الْمَاءُ المِلْح، وَقِيلَ: الْمَاءُ الْمِلْحُ الشديدُ
المُلُوحة؛ وَقِيلَ: مِياهُ السِّباخِ؛ قَالَ: وَهُوَ إِفِعْلانٌ.
بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ؛ قَالَ زَيْدُ الْخَيْلِ، وَقِيلَ هُوَ لأَبي
الطَّمَحان:
فأَصْبَحْنَ قَدْ أَقْهَينَ عَنِّي كَمَا أَبَتْ، ... حِياضَ
الإِمِدَّانِ، الظِّباءُ القوامِحُ
__________
(2) . قوله [بقراب الأَرض] بهامش نسخة من النهاية يوثق بها يجوز فيه ضم
القاف وكسرها، فمن ضمه جعله بمنزلة قريب يقال قريب وقراب كما يقال كثير
وكثار، ومن كسر جعله مصدراً من قولك قاربت الشيء مقاربة وقراباً فيكون
معناه مثل ما يقارب الأَرض.
(3/399)
والإِمِدّانُ أَيضاً: النَّزُّ. وَقِيلَ:
هُوَ الإِمِّدانُ؛ بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ وَتَخْفِيفِ الدَّالِ.
والمُدُّ: ضَرْبٌ مِنَ المكايِيل وَهُوَ رُبُع صَاعٍ، وَهُوَ قَدْرُ
مُدِّ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، والصاعُ: خَمْسَةُ أَرطال؛ قال:
لم يَغْدُها مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ، ... وَلَا تُمَيْراتٌ وَلَا
تَعْجِيفُ
وَالْجَمْعُ أَمدادٌ ومِدَدٌ ومِدادٌ كَثِيرَةٌ ومَدَدةٌ؛ قَالَ:
كأَنَّما يَبْرُدْنَ بالغَبُوقِ ... كَيْلَ مِدادٍ، مِنْ فَحاً
مَدْقوقِ
الْجَوْهَرِيُّ: المُدُّ، بِالضَّمِّ، مِكْيَالٌ وَهُوَ رِطْلٌ
وَثُلْثٌ عِنْدَ أَهل الْحِجَازِ وَالشَّافِعِيِّ، وَرِطْلَانِ عِنْدَ
أَهل الْعِرَاقِ وأَبي حَنِيفَةَ، وَالصَّاعُ أَربعة أَمداد. وَفِي
حَدِيثِ فَضْلِ الصَّحَابَةِ:
مَا أَدْرَك مُدَّ أَحدِهم وَلَا نَصِيفَه
؛ وَالْمُدُّ، فِي الأَصل: رُبُعُ صَاعٍ وإِنما قَدَّره بِهِ لأَنه
أَقلُّ مَا كَانُوا يَتَصَدَّقُونَ بِهِ فِي الْعَادَةِ. قَالَ ابْنُ
الأَثير: وَيُرْوَى بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَهُوَ الْغَايَةُ؛ وَقِيلَ:
إِن أَصل الْمُدِّ مقدَّر بأَن يَمُدَّ الرَّجُلُ يَدَيْهِ فيملأَ
كَفَّيْهِ طَعَامًا. ومُدَّةٌ مِنَ الزَّمَانِ: بُرْهَةٌ مِنْهُ. وَفِي
الْحَدِيثِ:
المُدَّة الَّتِي مادَّ فِيهَا أَبا سُفْيَانَ
؛ المُدَّةُ: طَائِفَةٌ مِنَ الزَّمَانِ تَقَعُ عَلَى الْقَلِيلِ
وَالْكَثِيرِ، ومادَّ فِيهَا أَي أَطالَها، وَهِيَ فاعَلَ مِنَ
الْمَدِّ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:
إِن شاؤُوا مادَدْناهم.
ولُعْبة لِلصِّبْيَانِ تُسَمَّى: مِدادَ قَيْس؛ التَّهْذِيبِ: ومِدادُ
قَيْس لُعْبة لَهُمْ. التَّهْذِيبِ فِي تَرْجَمَةِ دمم: دَمدَمَ إِذا
عَذَّبَ عَذَابًا شَدِيدًا، ومَدْمَدَ إِذا هَرَبَ. ومُدٌّ: رَجُلٌ
مِنْ دارِم؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ الدَّارِمِيُّ يَهْجُو
خُنْشُوشَ بْنَ مُدّ:
جَزَى اللهُ خُنْشُوشَ بنَ مُدٍّ مَلامةً، ... إِذا زَيَّنَ الفَحْشاءَ
للناسِ مُوقُها
مذد: فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ المَذاد، وَهُوَ بِفَتْحِ الْمِيمِ: وَادٍ
بَيْنَ سَلْعٍ وخَنْدَقِ الْمَدِينَةِ الَّذِي حَفَرَهُ النَّبِيُّ،
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في غَزْوة الخَنْدق.
مرد: المارِدُ: الْعَاتِي. مَرُدَ عَلَى الأَمرِ، بِالضَّمِّ، يَمْرُدُ
مُروُداً ومَرادةً، فَهُوَ ماردٌ ومَريدٌ، وتَمَرَّدَ: أَقْبَلَ وعَتا؛
وتأْويلُ المُرُود أَن يَبْلُغَ الْغَايَةَ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ
جُمْلَةِ مَا عَلَيْهِ ذَلِكَ الصِّنْف. والمِرِّيدُ: الشديدُ
المَرادةِ مِثْلُ الخِمِّير والسِّكِّير. وَفِي حَدِيثِ
العِرْباض: وَكَانَ صاحبُ خَيْبَرَ رجُلًا مارِداً مُنْكراً
؛ الماردُ مِنَ الرِّجَالِ: الْعَاتِي الشَّدِيدُ، وأَصله مِنْ مَرَدة
الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ رَمَضَانَ:
وتُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدة الشَّيَاطِينِ
، جَمْعُ مَارِدٍ. والمُرُودُ عَلَى الشيءِ: المُرُونُ عَلَيْهِ.
ومَرَدَ عَلَى الْكَلَامِ أَي مَرَنَ عَلَيْهِ لَا يَعْبَأُ بِهِ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى
النِّفاقِ
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يُرِيدُ مَرَنُوا عَلَيْهِ وجُرِّبُوا كَقَوْلِكَ
تَمَرَّدُوا. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: المَرْدُ التَّطَاوُلُ بالكِبْر
وَالْمَعَاصِي؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ
أَي تَطاوَلوا. والمَرادةُ: مَصْدَرُ المارِدِ، والمَرِيدُ: مِنْ
شَيَاطِينِ الإِنس وَالْجِنِّ. وَقَدْ تَمَرَّدَ عَلَيْنَا أَي عَتا.
ومَرَدَ عَلَى الشرِّ وتَمَرَّد أَي عَتَا وطَغَى. والمَرِيدُ: الخبيثُ
الْمُتَمَرِّدُ الشِّرِّير. وَشَيْطَانٌ مارِد ومَرِيد وَاحِدٍ. قَالَ
ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمَرِيدُ يَكُونُ مِنَ الْجِنِّ والإِنس وَجَمِيعِ
الْحَيَوَانِ؛ وَقَدِ اسْتُعْمِلَ ذَلِكَ فِي المَواتِ فَقَالُوا:
تَمَرَّدَ هَذَا البَثْق أَي جَاوَزَ حَدَّ مِثْلِهِ، وَجَمْعُ
الْمَارِدِ مَرَدة، وَجَمْعُ المَريدِ مُرَداء؛ وَقَوْلُ أَبي
زُبَيْدٍ:
(3/400)
مُسْنفات كأَنَّهُنَّ قَنا الهِنْدِ، ...
ونَسَّى الوَجِيفُ شَغْبَ المَرودِ «1»
. قَالَ: الشَّغْبُ المَرَحُ. والمَرُودُ والمارِدُ: الَّذِي يَجِيءُ
ويَذْهَبُ نَشاطاً؛ يَقُولُ: نَسَّى الوَجِيفُ المارِدَ شَغْبَه. ابْنُ
الأَعرابي: المَرَدُ نَقاءُ الْخَدَّيْنِ مِنَ الشَّعْرِ ونَقاء
الغُصْن مِنَ الوَرَق، والأَمْرَدُ: الشابُّ الَّذِي بلغَ خُرُوجَ
لِحْيته وطَرَّ شَارِبُهُ وَلَمْ تَبْدُ لِحْيَتُهُ. ومَرِدَ مَرَداً
ومُروُدة وتَمَرَّد: بَقِيَ زَمَانًا ثُمَّ الْتَحَى بَعْدَ ذَلِكَ
وَخَرَجَ وَجْهَهُ. وَفِي حَدِيثِ
مُعَاوِيَةَ: تَمَرَّدْتُ عِشْرِينَ سَنَةً وجَمَعْت عِشْرِينَ
ونَتَفْت عِشْرِينَ وخَضَبت عِشْرِينَ وأَنا ابْنُ ثَمَانِينَ
أَي مَكَثْتُ أَمرد عِشْرِينَ سَنَةً ثُمَّ صِرْتُ مُجْتَمِعَ
اللِّحْيَةِ عشرين سنة. ورملة مَرْادء: مُتَسَطِّحَةٌ لَا تُنْبِت،
وَالْجَمْعُ مَرادٍ، غَلَبَتِ الصِّفَةُ غلَبَة الأَسماء. والمَرادِي:
رِمال بِهَجَر مَعْرُوفَةٌ، وَاحِدَتُهَا مَرْداء؛ قَالَ ابْنُ
سِيدَهْ: وأُراها سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِقِلَّةِ نَبَاتِهَا؛ قَالَ
الرَّاعِي:
فَلَيْتَكَ حالَ الدَّهْرُ دُونَكَ كلُّه، ... ومَنْ بالمَرادِي مِنْ
فَصِيحٍ وأَعْجَما
الأَصمعي: أَرض مَرادءُ، وَجَمْعُهَا مَرادٍ، وَهِيَ رِمَالٌ
مُنْبَطِحَةٌ لَا يُنْبَتُ فِيهَا؛ وَمِنْهَا قِيلَ لِلْغُلَامِ
أَمْرَدُ. ومَرْداء هَجَرَ: رَمْلَةٌ دُونَهَا لَا تُنْبِتُ شَيْئًا؛
قَالَ الرَّاجِزُ:
هَلَّا سَأَلْتُمْ يَوْمَ مَرْداءِ هَجَرْ
وأَنشد الأَزهري بَيْتَ الرَّاعِي:
ومَنْ بالمَرادِي مِنْ فَصِيحٍ وأَعْجَما
وَقَالَ: المَرادِي جَمْعُ مَرْداءِ هَجَرَ؛ وَقَالَ: جَاءَ بِهِ ابْنُ
السِّكِّيتِ: وامرأَة مَرْداء: لَا إِسْبَ لَهَا، وَهِيَ شِعْرَتُها.
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَهل الْجَنَّةِ جُرْد مُرْد.
وَشَجَرَةٌ مَرْداء: لَا وَرَقَ عَلَيْهَا، وَغُصْنٌ أَمْرَد كَذَلِكَ.
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: شَجَرَةٌ مَرْداء ذَهَبَ وَرَقُهَا أَجمع.
والمَرْدُ: التَّمْلِيسُ. ومَرَدْتُ الشيءَ ومَرَّدْتُه: لَيَّنْتَهُ
وَصَقَلْتَهُ. وَغُلَامٌ أَمْرَدُ بَيِّن المَرَد، بِالتَّحْرِيكِ،
وَلَا يُقَالُ جَارِيَةٌ مَرْداء. وَيُقَالُ: تَمَرَّدَ فُلَانٌ
زَمَانًا ثُمَّ خَرَجَ وَجْهُهُ وَذَلِكَ أَن يَبْقَى أَمْرَدَ حِينًا.
وَيُقَالُ: شَجَرَةٌ مَرْداء وَلَا يُقَالُ غُصْنٌ أَمْرَدُ. وَقَالَ
الْكِسَائِيُّ: شَجَرَةٌ مَرْداء وَغُصْنٌ أَمْردُ لَا وَرَقَ
عَلَيْهِمَا. وَفَرَسٌ أَمْرَدُ: لَا شَعْرَ عَلَى ثُنَّتِه.
والتَّمْرِيدُ: التَّمليسُ والتَّسْوِيةُ والتَّطْيِينُ. قَالَ أَبو
عُبَيْدٍ: المُمَرَّد بِناء طَوِيلٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمِنْهُ
قوله تعالى: رْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ
؛ وَقِيلَ: الممرَّد الْمُمَلَّسُ. وتَمريد الْبِنَاءِ: تَمْلِيسُهُ.
وتمريدُ الْغُصْنِ: تَجْرِيدُهُ مِنَ الْوَرَقِ. وَبِنَاءٌ مُمَرَّدٌ:
مُطَوَّلٌ. وَالْمَارِدُ: الْمُرْتَفِعُ. والتِّمْرادُ: بَيْتٌ صَغِيرٌ
يُجْعَلُ فِي بَيْتِ الحَمام لِمبْيَضِه فإِذا جُعِلَتْ نَسَقًا
بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ فَهِيَ التَّمارِيدُ؛ وَقَدْ مَرَّدها
صَاحِبُهَا تَمْريداً وتِمْراداً والتِّمْراد الِاسْمُ، بِكَسْرِ
التَّاءِ. ومَرَدَ الشيءَ: لَيَّنَهُ. الصِّحَاحُ: والمَرادُ،
بِالْفَتْحِ، العُنُق. والمرَدُ: الثَّرِيدُ. ومَرَدَ الْخُبْزَ
وَالتَّمْرَ فِي الماءِ يَمْرُده مَرْداً أَي ماثَه حَتَّى يَلِينَ؛
وَفِي الْمُحْكَمِ: أَنْقَعَه وَهُوَ المَريد؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
ولمَّا أَبى أَن يَنْقُصَ القَوْدُ لَحمَه، ... نزَعْنا المَرِيذَ
والمَريدَ لِيَضْمُرا
والمَرِيذُ: التَّمْرُ يُنْقَعُ فِي اللَّبَنِ حَتَّى يَلِينَ.
الأَصمعي: مَرَذَ فُلَانٌ الْخُبْزَ فِي الماءِ أَيضاً، بِالذَّالِ
المعجمة، ومَرَثه.
__________
(1) . قوله [مسنفات] في الصحاح: أسنف الفرس تَقَدَّمَ الْخَيْلَ،
فَإِذَا سَمِعْتَ فِي الشِّعْرِ مُسْنِفَةً، بِكَسْرِ، فَهِيَ مِنْ
هَذَا وَهِيَ الْفَرَسُ تَتَقَدَّمُ الْخَيْلَ فِي سَيْرِهَا، وَإِذَا
سَمِعْتَ مُسْنَفَةً، بِفَتْحِ النُّونِ، فَهِيَ النَّاقَةُ مِنَ
السِّنَافِ أَيْ شُدَّ عليها ذلك
(3/401)
الأَصمعي: مَرَثَ خُبْزَهُ فِي الماءِ
ومَرَدَه إِذا ليَّنَه وفَتَّتَه فِيهِ. وَيُقَالُ لِكُلِّ شيءٍ دُلِكَ
حَتَّى اسْتَرْخَى. مَرِيدٌ. وَيُقَالُ لِلتَّمْرِ يُلْقى فِي
اللَّبَنِ حَتَّى يَلِينَ ثُمَّ يُمْرَد بِالْيَدِ: مَرِيدٌ. ومَرَذَ
الطعان، بِالذَّالِ، إِذا مَاثَهُ حَتَّى يَلِينَ؛ قَالَ أَبو
مَنْصُورٍ: وَالصَّوَابُ مَرَثَ الخُبْزَ ومَرَدَه، بِالدَّالِ، إِلا
أَن أَبا عُبَيْدٍ جَاءَ بِهِ فِي الْمُؤَلَّفِ مَرَثَ فُلَانٌ
الْخُبْزَ ومَرَذَه، بِالثَّاءِ وَالذَّالِ، وَلَمْ يُغَيِّرْهُ
شَمِرٌ؛ قَالَ: وَعِنْدِي أَنهما لُغَتَانِ. قَالَ أَبو تُرَابٍ:
سَمِعْتُ الخَصيبي يَقُولُ: مَرَدَه وهَرَدَه إِذا قطَعه وهَرَطَ
عِرْضَه وهَرَدَه؛ ومَرَدَ الصبيُّ ثَدْيَ أُمّه مَرْداً. والمَرْدُ:
الغَضُّ مِنْ ثَمر الأَراك، وَقِيلَ: هُوَ النَّضِيجُ مِنْهُ، وَقِيلَ:
المَرْدُ هَنواتٌ مِنْهُ حُمْر ضَخْمة؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ:
كِنانِيَّةٌ أَوتادُ أَطنابِ بَيْتِها، ... أَراكٌ، إِذا صافَتْ بِهِ
المَرْدُ، شَقَّحا
وَاحِدَتُهُ مَرْدةٌ. التَّهْذِيبِ: البَريرُ ثَمر الأَراك، فالغَضُّ
مِنْهُ المَرْد والنضيجُ الكَباثُ. والمَرْدُ: السَّوْقُ الشديدُ.
والمُرْدِيُّ: خَشَبة يَدْفَعُ بِهَا المَلَّاحُ السفينةَ، والمَرْدُ:
دَفْعُهَا بالمُرْدِيِّ، وَالْفِعْلُ يَمْرُد. ومارِدٌ: حِصْنُ دُومةِ
الْجَنْدَلِ؛ الْمُحْكَمِ: ومارِدٌ حِصْن مَعْرُوفٌ غَزَاهُ بَعْضُ
الْمُلُوكِ فَامْتَنَعَ عَلَيْهِ، فَقَالُوا فِي الْمَثَلِ: تَمرَّدَ
ماردٌ وعَزَّ الأَبْلَقُ، وَهُمَا حِصْنَانِ بِالشَّامِ؛ وَفِي
التَّهْذِيبِ: وَهُمَا حِصْنَانِ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ غَزَتْهُمَا
الزَّبَّاءُ؛ قَالَ الْمُفَضَّلُ: كَانْتِ الزَّبَّاءُ سَارَتْ إِلى
مَارِدٍ حِصْن دُومة الْجَنْدَلِ وإِلى الأَبْلَق، وَهُوَ حِصْنُ
تَيْماءَ، فَامْتَنَعَا عَلَيْهَا فَقَالَتْ هَذَا الْمَثَلَ، وَصَارَ
مَثَلًا لِكُلِّ عَزيز مُمْتَنع. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ مُرَيْد،
وَهُوَ بِضَمِّ الْمِيمِ مصغَّراً: أُطُمٌ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ
وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ مَرْدانَ، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ
الرَّاءِ، وَهِيَ ثَنِيَّةٌ بِطَرِيقِ تَبُوكَ وَبِهَا مسجدٌ
لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومُرادٌ: أَبو
قَبِيلَةٍ مِنَ الْيَمَنِ، وَهُوَ مُرَادُ بْنِ مَالِكِ بْنُ زَيْدِ
بْنِ كَهْلان بْنِ سَبَا وَكَانَ اسْمُهُ يُحابِر فَتَمَرَّد فَسُمِّيَ
مُراداً، وَهُوَ فُعال عَلَى هَذَا الْقَوْلِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ:
ومُرادٌ حَيٌّ هُوَ الْيَوْمَ فِي الْيَمَنِ، وَقِيلَ: إِن نَسَبَهُمْ
فِي الأَصل مِنْ نِزَارٍ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
كَسَيْفِ المرادِيِّ لَا ناكِلًا ... جَباناً، وَلَا حَيْدَرِيّاً
قَبيحا
قِيلَ: أَراد سَيْفَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُلْجَم قاتِلِ عَلِيٍّ،
رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: أَراد كأَنه سَيْفُ يَمَانٍ فِي
مَضَائِهِ فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ الْوَزْنُ، فَقَالَ كَسَيْفِ
المُرادِيِّ. ومارِدُون ومارِدِين: مَوْضِعٌ، وَفِي النَّصْبِ
وَالْخَفْضِ ماردين.
مرخد: امْرَخَدَّ الشَّيْءُ: اسْتَرْخَى.
مزد: مَا وجَدْنا لَهَا العامَ مَزْدةً كَمَصْدةٍ أَي لَمْ نَجِدْ
لَهَا بَرْداً، أُبْدِل الزَّايُ مِنَ الصَّادِ.
مسد: المسَدُ، بِالتَّحْرِيكِ: اللِّيف. ابْنُ سِيدَهْ: المَسَدُ
حَبْلٌ مِنْ ليفٍ أَو خُوص أَو شَعْرٍ أَو وبَر أَو صُوفٍ أَو جُلُودِ
الإِبل أَو جُلُودٍ أَو مِنْ أَيّ شَيْءٍ كَانَ؛ وأَنشد:
يَا مَسَدَ الخوصِ تَعَوَّذْ مِنِّي، ... إِنْ تَكُ لَدْناً لَيِّناً،
فإِني
مَا شِئْتَ مِن أَشْمَطَ مُقْسَئِنِ
قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ مِنْ جُلُودِ الإِبل أَو مِنْ أَوبارِها؛ وأَنشد
الأَصمعي لِعُمَارَةَ بْنِ طَارِقٍ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ
لِعُقْبَةَ الهُجَيْمِي:
فاعْجَلْ بِغَرْبٍ مِثْلِ غَرْبِ طارِقِ، ... ومَسَدٍ أُمِرَّ مِنْ
أَيانِقِ،
لَيْسَ بأَنْيابٍ وَلَا حَقائِقِ
(3/402)
يَقُولُ: اعْجَلْ بدَلْوٍ مثلِ دلْو طارِقٍ
ومَسَدٍ فُتِلَ مِنْ أَيانق، وأَيانِقُ: جَمْعُ أَيْنُق وأَينق جَمْعُ
نَاقَةٍ، والأَنْيابُ جَمْعُ نَابٍ، وَهِيَ الهَرِمةُ، وَالْحَقَائِقُ
جَمْعُ حِقَّة، وَهِيَ الَّتِي دَخَلَتْ فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ
وَلَيْسَ جِلْدُهَا بِالْقَوِيِّ؛ يُرِيدُ لَيْسَ جِلْدُهَا مِنَ
الصَّغِيرِ وَلَا الْكَبِيرِ بَلْ هُوَ مِنْ جِلْدِ ثَنِيَّةٍ أَو
رَباعِية أَو سَديس أَو بازِل؛ وَخَصَّ بِهِ أَبو عُبَيْدٍ الْحَبْلَ
مِنَ اللِّيفِ، وَقِيلَ: هُوَ الْحَبْلُ الْمَضْفُورُ الْمُحْكَمُ
الْفَتْلِ مِنْ جَمِيعِ ذَلِكَ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ
عَزَّ وَجَلَّ: فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ
؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنها سِلْسِلَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ
ذِرَاعًا يَسْلُكُ بِهَا فِي النَّارِ، وَالْجَمْعُ أَمساد ومِسادٌ؛
وَفِي التَّهْذِيبِ: هِيَ السلسلة الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهِ، عَزَّ
وَجَلَّ، فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً؛ يَعْنِي،
جَلَّ اسْمُهُ، أَنّ امرأَة أَبي لَهَبٍ تسْلك فِي سِلْسِلَةٍ طُولُهَا
سَبْعُونَ ذِرَاعًا. حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ؛ أَي حَبْلٌ مُسِدَ أَيَّ
مَسْدٍ أَي فُتِل فلُوي أَي أَنها تُسْلَكُ فِي النَّارِ أَي فِي
سلسلةِ مَمْسُودٍ. الزَّجَّاجُ: الْمَسَدُ فِي اللُّغَةِ الْحَبْلُ
إِذا كَانَ مِنْ لِيفِ المُقْل وَقَدْ يُقَالُ لِغَيْرِهِ. وَقَالَ
ابْنُ السِّكِّيتِ: المَسْدُ مَصْدَرُ مَسَدَ الْحَبَلَ يَمْسُدُه
مَسْداً، بِالسُّكُونِ، إِذا أَجاد فَتْلَهُ، وَقِيلَ: حَبْلٌ مَسَدٌ
أَي مَمْسُودٌ قَدْ مُسِدَ أَي أُجِيدَ فَتْلُهُ مَسْداً، فالمَسْدُ
الْمَصْدَرُ، والمَسَدُ بِمَنْزِلَةِ المَمْسُود كَمَا تَقُولُ نفَضْت
الشَّجَرَ نَفْضاً، وَمَا نُفض فَهُوَ نَفَضٌ، وَدَلَّ قَوْلُهُ عَزَّ
وَجَلَّ: حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ
، أَن السلسلة التي ذكرها الله فُتِلت مِنَ الْحَدِيدِ فَتْلًا
مُحْكَمًا، كأَنه قِيلَ فِي جيدِها حَبْلُ حَدِيدٍ قَدْ لُوي لَيّاً
شَدِيدًا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:
أُقَرِّبُها لِثَرْوةِ أَعْوَجِيٍّ ... سَرَنداةً، لَهَا مَسَدٌ مُغارُ
فَسَّرَهُ فَقَالَ: أَي لَهَا ظَهْرٌ مُدْمَج كالمَسَد المُغار أَي
الشَّدِيدِ الْفَتْلِ. ومَسَدَ الحبلَ يَمْسُدُه مَسْداً: فَتَلَهُ.
وَجَارِيَةٌ مَمْسُودةٌ: مَطْويّةٌ مَمْشوقةٌ. وامرأَة مَمْسُودةُ
الخَلْق إِذا كَانَتْ مُلتفّة الخَلْق لَيْسَ فِي خلْقها اضْطِرَابٌ.
وَرَجُلٌ مَمْسُود إِذا كَانَ مَجْدُولَ الخَلْق. وَجَارِيَةٌ
مَمْسُودَةٌ إِذا كَانَتْ حَسَنة طَيّ الْخَلْقِ. وَجَارِيَةٌ حسَنةُ
المَسْد والعَصْب والجَدْل والأَرْم، وَهِيَ مَمْسُودَةٌ وَمَعْصُوبَةٌ
وَمَجْدُولَةٌ ومأْرومة، وبَطْن مَمْسُودٌ: لَيِّن لطيفٌ مُسْتَوٍ لَا
قُبْح فِيهِ؛ وَقَدْ مُسِدَ مسْداً. وساقٌ مَسْداءُ: مُسْتَوِيَةٌ
حَسَنَةٌ. والمَسَدُ: المِحْوَرُ إِذا كَانَ مِنْ حَدِيدٍ. وَفِي
الْحَدِيثِ:
حَرَّمْتُ شَجَرَ المدينةِ إِلَّا مَسَدَ مَحالة
؛ المسَد: الْحَبْلُ الْمَمْسُودُ أَي الْمَفْتُولُ مِنْ نَبَاتٍ أَو
لِحاء شَجَرَةٍ «2» ؛ وَقِيلَ: المَسَدُ مِرْوَدُ البَكَرَةِ الَّذِي
تَدُورُ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه أَذنَ فِي قطْع المَسَدِ والقائِمتيْن.
وَفِي حَدِيثِ
جَابِرٍ: أَنه كادَ «3» . رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
لَيَمْنَعُ أَنْ يُقْطَعَ المَسَدُ.
والمسَدُ: اللِّيفُ أَيضاً، وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فِي
جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ
، فِي قَوْلٍ. ومَسَدَ يَمْسُد مَسْداً: أَدْأَب السَّيْرَ فِي
اللَّيْلِ؛ وأَنشد:
يُكابِدُ الليلَ عَلَيْهَا مَسْدَا
والمَسْدُ: إِدْآبُ السَّيْرِ فِي اللَّيْلِ؛ وَقِيلَ: هُوَ السَّيْرُ
الدائمُ، لَيْلًا كَانَ أَو نَهَارًا؛ وَقَوْلُ الْعَبْدِيِّ يَذْكُرُ
نَاقَةً شَبَّهَهَا بِثَوْرٍ وَحْشِيٍّ:
كأَنها أَسْفَعُ ذُو جُدَّةٍ، ... يَمْسُدُه القَفْرُ وليلٌ سَدِي
كأَنما يَنْظُرُ فِي بُرْقُعٍ، ... مِنْ تَحْتِ رَوْقٍ سَلِبٍ مِذْوَدِ
__________
(2) . قوله [أو لحاء شجرة] كذا بالأَصل والذي في نسخة من النهاية يظن
بها الصحة لحاء شجر ونحوه
(3) . قوله [أنه كاد إلخ] في نسخة النهاية التي بيدنا إن كان ليمنع
بحذف الضمير وبنون بدل الدال، وعليها فاللام لام الجحود والفعل بعدها
منصوب
(3/403)
قَوْلُهُ: يَمْسُدُه يَعْنِي الثَّوْرَ أَي
يَطْوِيهِ لَيْلٌ. سَدِيٌّ أَي نَدِيٌّ وَلَا يَزَالُ الْبَقْلُ فِي
تَمَامٍ مَا سَقَطَ النَّدى عَلَيْهِ؛ أَراد أَنه يأْكل الْبَقْلَ
فَيُجَزِّئُهُ عَنِ الْمَاءِ فَيَطْوِيهِ عَنْ ذَلِكَ، وَشَبَّهَ
السُّفعة الَّتِي فِي وَجْهِ الثَّوْرِ بِبُرْقُعٍ. وَجَعَلَ اللَّيْثُ
الدَّأَبَ مَسْداً لأَنه يَمْسُد خَلْقَ مَنْ يَدْأَبُ فَيطْوِيه
ويُضَمِّرُه. والمِسادُ: عَلَى فِعالٍ: لُغَةٌ فِي المِسابِ، وَهُوَ
نِحْي السَّمْن وسِقاء العَسل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي ذؤَيب:
غَدَا فِي خافةٍ مَعَهُ مِسادٌ ... فأَضْحَى يَقْتَرِي مَسَداً بِشِيقِ
وَالْخَافَةُ: خَرِيطَةٌ يَتَقَلَّدُهَا المُشْتارُ لِيَجْعَلَ فِيهَا
الْعَسَلَ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الْمِسَادُ، غَيْرُ مَهْمُوزٍ،
الزِّقُّ الأَسود. وَفِي النَّوَادِرِ: فُلَانٌ أَحسَنُ مِسَادَ شِعْرٍ
مِنْ فُلَانٍ؛ يُرِيدُ أَحْسَنَ قِوامَ شِعْرٍ مِنْ فُلَانٍ؛ وَقَوْلُ
رُؤْبَةُ:
يَمْسُدُ أَعْلى لَحْمِه ويَأْرِمُهْ، ... جادَتْ بِمَطْحُونٍ لَهَا
لَا تَأْجِمُهْ،
تَطْبُخُه ضُروُعُها وتَأْدِمُهْ
يَصِفُ رَاعِيًا جَادَتْ لَهُ الإِبل باللبَن، وَهُوَ الَّذِي
طَبَخَتْهُ ضُرُوعُهَا؛ وَقَوْلُهُ بِمَطْحُونٍ أَي بلبَن لَا يَحْتاج
إِلى طَحْنٍ كَمَا يُحتاج إِلى ذَلِكَ فِي الْحَبِّ، والضُّروُع هِيَ
الَّتِي طَبَخَتْهُ، وَقَوْلُهُ لَا تَأْجِمُه أَي لَا تَكرهه،
وتأْدِمُه: تَخْلِطُهُ بأُدْم، وأَراد بالأُدم مَا فِيهِ مِنَ الدّسَم؛
وَقَوْلُهُ يَمْسُدُ أَعلى لَحْمِهِ أَي اللَّبَنُ يَشُدُّ لَحْمَه
وَيُقَوِّيهِ؛ يَقُولُ: إِن الْبَقْلَ يُقَوِّي ظَهْرَ هَذَا الحِمار
وَيَشُدُّهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَيْسَ يَصِفُ حِمَارًا كَمَا
زَعَمَ الْجَوْهَرِيُّ فإِنه قَالَ: إِن الْبَقْلَ يُقَوِّي ظهر هذا
الحمار ويشده.
مصد: المَصْدُ والمَزْدُ والمَصادُ: الهَضْبةُ الْعَالِيَةُ
الْحَمْرَاءُ، وَقِيلَ: هِيَ أَعْلى الجَبَل؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
إِذا أَبْرَزَ الرَّوْعُ الكَعابَ فإِنَّهُمْ ... مَصادٌ، لِمَنْ
يَأْوِي إِليهم، ومَعْقِلُ
وَالْجَمْعُ أَمْصِدةٌ ومُصدانٌ. الأَصمعي: المُصْدانُ أَعالي
الجِبالِ، وَاحِدُهَا مَصادٌ. قَالَ الأَزهري: مِيمُ مَصادٍ مِيمُ
مَفْعَلٍ وجُمِع عَلَى مُصْدانٍ كَمَا قَالُوا مَصِيرٌ ومُصْرانٌ،
عَلَى تَوَهُّمِ أَن الْمِيمَ فَاءُ الفِعل. والمَصْدُ: البَرْد؛ وَمَا
وَجَدْنَا لَهَا العامَ مَصْدةً ومَزْدةً، عَلَى الْبَدَلِ، تُبْدَلُ
الصَّادُ زَايًا، يَعْنِي الْبَرْدَ؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: يَعْنِي شِدَّةَ
البرْد وَشِدَّةَ الْحَرِّ، ضِدٌّ. وَمَا أَصابتنا العامَ مَصْدة أَي
مَطْرة. والمَصْد: الرَّعْد. والمَصْد: الْمَطَرُ. قَالَ أَبو زَيْدٍ:
يُقَالُ: مَا لَهَا مَصْدَة أَي مَا للأَرض قُرٌّ وَلَا حَرٌّ. ومَصَدَ
الرِّيقَ: مصَّه. ابْنُ الأَعرابي: المَصْدُ المَصُّ؛ مَصَدَ
جَارِيَتَهُ ورَفَّها ومَصَّها ورَشَفها بِمَعْنًى وَاحِدٍ. اللَّيْثُ:
المَصْدُ: ضَرْب مِنَ الرَّضَاعِ، يُقَالُ: قَبَّلَها فمصَدَها.
والمَصْدُ: الْجِمَاعُ. يُقَالُ: مَصَد الرَّجُلُ جَارَيْتَهُ وعَصَدها
إِذا نَكَحَهَا؛ وأَنشد:
فَأَبِيتُ أَعْتَنِقُ الثُّغُورَ، وأَتَّقي ... عَنْ مَصْدِها،
وشِفاؤُها المَصْدُ
قَالَ الرِّيَاشِيُّ: المَصْدُ البَرْد، وَرَوَاهُ وأَنتفي عَنْ مصدها
أَي أَتَّقي.
مضد: المَضْدُ: لُغَةٌ فِي ضَمْدِ الرأْس، يَمَانِيَةٌ. اللَّيْثُ:
نَضَدَ ومَضَدَ إِذا جَمَعَ.
معد: المَعْدُ: الضَّخْم. وَشَيْءٌ مَعْدٌ: غَلِيظٌ. وتَمَعْدَدَ:
غَلُظ وسَمِن؛ عَنِ اللِّحْيَانِي، قَالَ:
رَبَّيْتُه حَتَّى إِذا تمَعدَدَا
والمَعِدَةُ والمِعْدَةُ: مَوْضِعُ الطَّعَامِ قَبْلَ أَن يَنحدر إِلى
الأَمعاء؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الَّتِي تَسْتَوْعِبُ الطعامَ مِنَ
الإِنسان. وَيُقَالُ: المَعِدةُ للإِنسان بِمَنْزِلَةِ الْكَرِشِ
(3/404)
لِكُلِّ مُجْتَرٍّ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ:
بِمَنْزِلَةِ الكرِش لِذَوَاتِ الأَظْلافِ والأَخْلافِ، وَالْجَمْعُ
مَعِدٌ ومِعَدٌ، تُوُهِمَتْ فِيهِ فِعَلَة. وأَما ابْنُ جِنِّيٍّ
فَقَالَ فِي جَمْعِ مَعِدَة: مِعَدٌ، قَالَ: وَكَانَ القِياس أَن
يَقُولُوا مَعِدٌ كَمَا قَالُوا فِي جَمْعِ نَبِقة نَبِقٌ، وَفِي
جَمْعِ كلِمةٍ كَلِمٌ، فَلَمْ يَقُولُوا ذَلِكَ وَعَدَلُوا عَنْهُ إِلى
أَن فَتَحُوا الْمَكْسُورَ وَكَسَرُوا الْمَفْتُوحَ. قَالَ: وَقَدْ
عَلِمْنَا أَن مِنْ شَرْطِ الْجَمْعِ بِخَلْعِ الهاءِ أَن لَا
يُغَيَّرُ مِنْ صِيغَةِ الْحُرُوفِ وَالْحَرَكَاتِ شَيْءٌ وَلَا
يُزَادُ عَلَى طَرْحِ الْهَاءِ نَحْوَ تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ وَنَخْلَةٍ
وَنَخْلٍ، فَلَوْلَا أَن الْكَسْرَةَ وَالْفَتْحَةَ عِنْدَهُمْ
تَجْرِيَانِ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ لَمَا قَالُوا مَعِدٌ، ونَقِمٌ في
جمع مِعْدَةٍ ونِقْمَةٍ وَقِيَاسُهُ نِقْم ومِعْدٌ وَلَكِنَّهُمْ
فَعَلُوا هَذَا لِقُرْبِ الْحَالَيْنِ عَلَيْهِمْ ولِيُعْلِموا رأْيهم
فِي ذَلِكَ فَيُؤْنِسُوا بِهِ ويوطِّئوا بِمَكَانِهِ لِمَا وَرَاءَهُ.
ومُعِدَ الرجلُ، فَهُوَ مَمْعودٌ: ذَرِبت مَعِدَتُه فَلَمْ
يَسْتَمْرِئْ مَا يأْكله. ومَعَدَه: أَصاب مَعِدتَه. والمَعْدُ:
الْبَقْلُ الرخْص. والمَعْدُ: الغَضُّ مِنَ الثِّمَارِ. والمَعْدُ:
ضَرْب مِنَ الرُّطَب. ورُطَبَة مَعْدَة ومُتَمَعِّدة: طَرِيَّةٌ؛ عَنِ
ابْنِ الأَعرابي. وَبُسْرٌ ثَعْدٌ مَعْدٌ أَي رخْص؛ وَبَعْضُهُمْ
يَقُولُ: هُوَ إِتباع لَا يُفْرَدُ. والمَعْدُ: الفسادُ. ومَعَدَ
الدَّلْوَ مَعْداً ومَعَدَ بِهَا وامْتَعَدَها: نَزَعَهَا وأَخرجها
مِنَ الْبِئْرِ، وَقِيلَ: جدبها. والمَعْدُ: الجَذْبُ؛ مَعَدْتُ
الشَّيْءَ: جَذَبْتُه بِسُرْعَةٍ. وذِئْبٌ مِمْعَدٌ وماعِدٌ إِذا كَانَ
يَجْذِبُ العَدْو جَذْباً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَذْكُرُ صَائِدًا
شَبَّهَهُ فِي سُرْعَتِهِ بِالذِّئْبِ:
كأَنَّما أَطْمارُه، إِذا عَدَّا، ... جُلِّلْنَ سِرحانَ فَلاةٍ
مِمْعَدا
ونَزْعٌ مَعْدٌ: يُمَدُّ فِيهِ بالبكْرة؛ قَالَ أَحمد بْنُ جَنْدَلٍ
السَّعْدِيُّ:
يَا سَعْدُ، يَا ابنَ عُمَرٍ، يَا سعدُ ... هَلْ يُرْوِيَنْ ذَوْدَكَ
نَزْعٌ مَعْدُ،
وساقِيانِ: سَبِطٌ وجَعْدُ؟
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: نَزْعٌ مَعْدٌ سَريع، وَبَعْضٌ يَقُولُ:
شَدِيدٌ، وكأَنه نَزْعٌ مِنْ أَسفل قَعْرِ الرَّكِيَّةِ؛ وَجُعِلَ أَحد
السَّاقِيَيْنِ جَعْداً وَالْآخَرُ سَبطاً لأَن الْجَعْدَ مِنْهُمَا
أَسودُ زنْجِيٌّ وَالسَّبْطَ رُوميّ، وإِذا كَانَا هَكَذَا لَمْ
يَشْتَغِلَا بِالْحَدِيثِ عَنْ ضَيْعَتِهِمَا. وامْتَعَدَ سَيْفَه مِنْ
غِمْدِه: اسْتَلَّه واخْتَرَطَه. ومَعَدَ الرمْحَ مَعْداً وامْتَعَدَه:
انْتَزَعَهُ مِنْ مَرْكَزِهِ، وَهُوَ مِنَ الِاجْتِذَابِ. وَقَالَ
اللِّحْيَانِي: مَرَّ بِرُمْحِهِ وَهُوَ مَرْكُوز فامْتَعَدَه ثُمَّ
حَمَل: اقْتَلَعَهُ. ومَعَدَ الشيءَ مَعْداً وامْتَعَدَ: اخْتَطَفَه
فَذَهَبَ بِهِ، وَقِيلَ: اخْتَلَسَهُ؛ قَالَ:
أَخْشَى عَلَيْهَا طَيِّئاً وأَسَدَا، ... وخارِبَيْنِ خَرَباً
فَمَعَدَا،
لَا يَحْسَبَانِ اللهَ إِلا رَقَدَا
أَي اخْتَلساها واخْتَطفاها. ومَعَدَ فِي الأَرض يَمْعَدُ مَعْداً
ومُعُوداً إِذا ذَهب؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِي. والمُتَمَعْدِدُ:
البَعِيدُ. وتَمَعْدَدَ: تباعَد؛ قَالَ مَعْنُ بْنُ أَوس:
قِفا إِنَّها أمْسَتْ قِفاراً ومَنْ بِها، ... وإِن كانَ مِنْ ذِي
ودِّنا، قد تَعَمْدَدا
أَي تَباعَدَ. قال شَمِرٌ: قَوْلُهُ المُتَمَعْدِدُ الْبَعِيدُ لَا
أَعلمه إِلا مِنَ مَعَدَ فِي الأَرض إِذا ذَهَبَ فِيهَا، ثُمَّ
صَيَّرَهُ تَفَعْلَلَ مِنْهُ. وَبَعِيرٌ مَعْد أَي سَرِيعٌ؛ قَالَ
الزَّفَيانُ:
لمَّا رأَيتُ الظُّعْنَ شَالَتْ تُحْدَى، ... أَتْبَعْتُهُنَّ
أَرْحَبِيًّا مَعْدا
(3/405)
ومَعَدَ بِخُصْيَيه مَعْداً: ذَهَبَ
بِهِمَا، وَقِيلَ: مَدَّهُمَا. وَقَالَ اللِّحْيَانِي: أَخذ فُلَانٌ
بِخُصْيَيْ فُلَانٍ فَمَعَدَهُمَا وَمَعَدَ بِهِمَا أَي مَدَّهُمَا
وَاجْتَبَذَهُمَا. والمَعَدّ، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ: اللَّحْمُ الَّذِي
تَحْتَ الْكَتِفِ أَو أَسفل مِنْهَا قَلِيلًا، وَهُوَ مِنْ أَطيب
لَحْمِ الْجَنْبِ؛ قَالَ الأَزهري: وَتَقُولُ الْعَرَبُ فِي مَثَلٍ
يَضْرِبُونَهُ: قَدْ يَأْكُلُ المَعَدِّيُّ أَكلَ السُّوءِ؛ قَالَ:
هُوَ فِي الِاشْتِقَاقِ يَخْرُجُ عَلَى مَفْعَل وَيَخْرُجُ عَلَى
فَعَلٍّ عَلَى مِثَالِ عَلَدٍّ، وَلَمْ يشتقُّ مِنْهُ فِعْل.
والمَعَدّان: الْجَنْبَانِ مِنَ الإِنسان وَغَيْرِهِ، وَقِيلَ: هُمَا
مَوْضِعُ رِجْلَي الرَّاكِبِ مِنَ الْفَرَسِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ
الأَعرابي:
أُقَيْفِدُ حَفَّادٌ عَلَيْه عَبَاءَةٌ، ... كَسَاها مَعَدَّيْهِ
مُقَاتَلة الدَّهْرِ
أَخبر أَنه يُقَاتِلُ الدَّهْرَ مِنْ لؤْمه؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ
الأَعرابي. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْمَعَدُّ الْجَنْبُ فأَفرده.
والمَعَدّان مِنَ الْفَرَسِ: مَا بَيْنَ رؤُوس كَتِفَيْهِ إِلى مؤَخر
مَتْنِهِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يُخَاطِبُ امرأَته:
فإِمَّا زالَ سَرْجِي عَنْ مَعَدٍّ، ... وأَجْدِرْ بالحَوادث أَن
تَكُونا
يَقُولُ: إِن زَالَ عَنْكِ سَرْجِي فَبِنْتِ بِطَلَاقٍ أَو بِمَوْتٍ
فَلَا تَتَزَوَّجِي هَذَا الْمَطْرُوقَ؛ وَهُوَ قَوْلُهُ:
فَلَا تَصِلِي بِمَطْروُق، إِذا مَا ... سَرَى فِي القَوْمِ أَصبَحَ
مُسْتَكِينا
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَعْنَاهُ إِن عُرِّي فَرَسِي مِنْ سَرْجِي
وَمُتُّ:
فَبَكِّي، يَا غَنِيُّ بِأَرْيَحِيٍّ، ... مِنَ الفِتْيانِ، لَا يُمْسي
بَطِينا
وَقِيلَ: المَعَدَّان مِنَ الْفَرَسِ مَا بَيْنَ أَسفل الْكَتِفِ إِلى
مُنْقَطِعِ الأَضلاع وَهُمَا اللَّحْمُ الْغَلِيظُ الْمُجْتَمِعُ
خَلْفَ كَتِفَيْهِ، وَيُسْتَحَبُّ نُتُوءُهُما لأَن ذَلِكَ الْمَوْضِعَ
إِذا ضَاقَ ضغطَ الْقَلْبَ فَغَمَّه. والمَعَدُّ: مَوْضِعٌ عَقِبَ
الْفَارِسِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِي: هُوَ مَوْضِعُ رِجْلِ الْفَارِسِ
مِنَ الدَّابَّةِ، فَلَمْ يَخُصَّ عَقِبًا مِنْ غَيْرِهَا، وَمِنَ
الرَّجُل مِثْلُهُ؛ وأَنشد شَمِرٌ فِي الْمَعَدِّ مِنَ الإِنسان:
وكأَنَّما تَحْتَ المَعَدِّ ضَئِيلةٌ، ... يَنْفِي رُقادَك سَمُّها
وسمَاعُها
يَعْنِي الْحَيَّةَ. والمَعْدُ والمَغْدُ، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ:
النَّتْفُ. والمَعَدُّ: عِرْقٌ فِي مَنْسِجِ الْفَرَسِ. والمَعَدُّ:
الْبَطْنُ؛ عَنْ أَبي عَلِيٍّ، وأَنشد:
أَبْرأْت مِنِّي بَرَصاً بِجِلْدِي، ... مِنْ بَعْدِ مَا طَعَنْتَ فِي
مَعَدِّي
ومَعَدٌّ: حَيٌّ سُمِّيَ بأَحد هَذِهِ الأَشياء وَغَلَبَ عَلَيْهِ
التَّذْكِيرُ، وَهُوَ مِمَّا لَا يُقَالُ فِيهِ مِنْ بَنِي فُلَانٍ،
وَمَا كَانَ عَلَى هَذِهِ السورة فالتذكير فيه أَغلبَ، وَقَدْ يَكُونُ
اسْمًا لِلْقَبِيلَةِ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ:
ولَسْنا إِذا عُدَّ الحَصَى بِأَقَلِّهِ، ... وإِنَّ مَعَدَّ اليومَ
مُؤْذٍ ذَلِيلُها
وَالنَّسَبُ إِليه مَعَدِّيٌّ. فأَما قَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ:
تَسْمَعُ بالمُعَيْدِي لَا أَن تَرَاهُ؛ فَمُخَفَّفٌ عَنِ الْقِيَاسِ
اللَّازِمِ فِي هَذَا الضَّرْبِ؛ وَلِهَذَا النَّادِرِ فِي حَدِّ
التَّحْقِيرِ ذَكَرْتُ الإِضافة «1» إِليه مُكَبَّرًا وإِلا فَمَعَدِّي
عَلَى الْقِيَاسِ؛ وَقِيلَ فِيهِ: أَن تَسْمَعَ بالمُعَيْدي خَيْرٌ
مِنْ أَن تَرَاهُ، وَقِيلَ فِيهِ: تَسْمَعُ بِالْمُعَيْدِيِّ خَيْرٌ
مِنْ أَن تَرَاهُ، وَقِيلَ: الْمُخْتَارُ الأَول. قَالَ: وإِن شِئْتَ
قُلْتَ: لأَنْ تسمعَ بِالْمُعَيْدِيِّ خَيْرٌ مِنْ أَن تَرَاهُ؛
وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَرَى التَّشْدِيدَ فِي الدَّالِ فَيَقُولُ:
بالمُعَيدِّيِّ، وَيَقُولُ إِنما هُوَ تَصْغِيرُ رَجُلٍ مَنْسُوبٌ إِلى
مُعَدٍّ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ خَبَرُه خَيْرٌ مِنْ مَرْآتِه؛
وَكَانَ غَيْرُ الْكِسَائِيِّ يُخَفِّفُ الدَّالَ ويشدد
__________
(1) . قوله [ذكرت الإضافة إلخ] كذا بالأَصل.
(3/406)
يَاءَ النِّسْبَةِ، وَقَالَ ابْنُ
السِّكِّيتِ: هُوَ تَصْغِيرُ مُعَدِّيِّ إِلا أَنه إِذا اجْتَمَعَتْ
تَشْدِيدَةُ الْحَرْفِ وَتَشْدِيدَةُ يَاءِ النسبة خفت يَاءُ
النِّسْبَةِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:
ضَلَّتْ حُلُومُهُمُ عنهمْ، وغَرَّهُمُ ... سَنُّ المُعَيديِّ فِي
رَعْيٍ وتَعْزِيبِ
. يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ الَّذِي لَهُ صِيتٌ وَذِكْرٌ، فَإِذَا رأَيته
ازْدَرَيْتَ مَرْآتَه، وَكَأَنَّ تأْويلُه تأْويلَ أَمْرٍ كأَنه قَالَ:
اسْمَعْ بِهِ وَلَا تَرَهُ. والتَّمَعْدُدُ: الصَّبْرُ عَلَى عَيْشٍ
مَعَدٍّ، وَقِيلَ: التَّمَعْدُدُ التشَظُّف، مُرْتَجَل غَيْرُ
مُشْتَقٍّ. وتَمَعْدَدَ: صَارَ فِي مَعَدّ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ:
اخْشَوْشِنُوا وتَمَعْدَدُوا
؛ هَكَذَا رُوِيَ مِنْ كَلَامٍ عُمَرَ، وَقَدْ رَفَعَهُ
الطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ عَنِ أَبي حَدْرَدٍ الأَسلمي عَنِ
النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ:
فِيهِ قَوْلَانِ، يُقَالُ: هُوَ مِنَ الْغِلَظِ، وَمِنْهُ قِيلَ
لِلْغُلَامِ إِذا شَبَّ وَغَلُظَ: قَدْ تَمَعْدَدَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
رَبَّيْتُه حَتَّى إِذا تَمَعْدَدا
وَيُقَالُ: تَمَعْدَدُوا تَشَبَّهُوا بِعَيْشِ مَعَدّ بْنِ عَدْنَانَ
وَكَانُوا أَهل قَشَف وغِلَظ فِي المَعاش؛ يَقُولُ: فَكُونُوا
مِثْلَهُمْ ودَعُوا التَّنَعُّمَ وزِيَّ الْعَجَمِ؛ وَهَكَذَا هُوَ فِي
حديث الْآخَرِ:
عَلَيْكُمْ باللِّبْسةِ المَعَدِّية
أَي خُشُونةِ اللِّباس. وَقَالَ اللَّيْثُ: التَّمَعْدُدُ الصَّبْرُ
عَلَى عَيْشٍ مَعَدّ فِي الْحَضَرِ وَالسِّفْرِ. قَالَ: وإِذا ذَكَرْتَ
أَن قَوْمًا تَحَوَّلُوا عَنْ معدٍّ إِلى الْيَمَنِ ثُمَّ رَجَعُوا
قُلْتَ: تَمَعْدَدُوا. ومَعْدِيٌّ ومَعْدانُ: اسْمَانِ. ومَعْديكَرِبَ:
اسْمٌ مُرَكَّبٌ؛ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ إِعرابه فِي آخِرِهِ
وَمِنْهُمْ مَنْ يُضِيفُ مَعْدِي إِلى كَرِبَ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي:
مَعْدِيكَرِبَ فِيمَنْ رَكَّبَهُ وَلَمْ يُضِفْ صَدْرَهُ إِلى عَجُزِهِ
يُكْتَبُ مُتَّصِلًا، فإِذا كَانَ، يُكْتَبُ كَذَلِكَ مَعَ كَوْنِهِ
اسْمًا، وَمِنْ حُكْمِ الأَسماء أَنْ تُفْرَد وَلَا توصل بغيرها لقوتها
وتمكنها فِي الْوَضْعِ، فالفِعْلُ فِي قَلَّما وَطَالَمَا
لِاتِّصَالِهِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْمَوَاضِعِ بِمَا بَعْدَهُ نَحْوَ
ضَرَبْتُ وَضَرَبْنَا ولتُبلَوُنَّ، وَهُمَا يَقُومَانِ وَهُمْ
يَقْعُدُونَ وأَنتِ تَذْهَبِينَ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى
شِدَّةِ اتِّصَالِ الْفِعْلِ بِفَاعِلِهِ، أَحْجَى بِجَوَازِ خَلْطِهِ
بِمَا وُصِلَ بِهِ فِي طَالَمَا وَقَلَّمَا؛ قَالَ الأَزهري فِي آخِرِ
هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: المَدْعِيُّ المُتَّهَمُ فِي نَسَبِهِ، قَالَ
كأَنه جَعَلَهُ مِنَ الدِّعْوة فِي النَّسَبِ، وَلَيْسَتِ الْمِيمُ
بأَصلية.
مغد: الإِمْغادُ: إِرْضاعُ الْفَصِيلِ وَغَيْرِهِ. وَتَقُولُ المرأَة:
أَمْغَدْتُ هَذَا الصبيَّ فَمَغَدَني أَي رَضَعَني. وَيُقَالُ وجَدْتُ
صَرَبَةً فَمَغَدْتُ جَوْفَها أَي مَصِصْتُه لأَنه قَدْ يَكُونُ فِي
جَوْفِ الصرَبَة شَيْءٌ كأَنه الغِراءُ والدِّبْسُ. والصرَبَةُ: صَمْغُ
الطلْحِ وَتُسَمَّى الصربةُ مَغْداً، وَكَذَلِكَ صَمْغُ سِدْرِ
الْبَادِيَةِ؛ قال جزء بن الحرث:
وأَنْتُمْ كَمَغْدِ السدْرِ يُنْظَرُ نحوَه، ... وَلَا يُجْتَنَى إِلا
بِفأْسٍ ومِحْجَنِ
. أَبو سَعِيدٍ: المغْدُ صَمْغٌ يَخْرُجُ مِنَ السِّدْرِ. قَالَ:
ومَغْدٌ آخَرُ يُشْبِهُ الْخِيَارَ يؤْكل وَهُوَ طَيِّبٌ. ومَغَدَ
الفَصِيلُ أُمَّه يَمْغَدُها مَغْداً: لَهَزَها ورَضَعَها، وَكَذَلِكَ
السَّخْلَةُ. وَهُوَ يَمْغَدُ الضرْعَ مَغْداً أَي يَتَنَاوَلُهُ.
وَبَعِيرٌ مَغْدُ الجِسْمِ: تارٌّ لَحِيم؛ وَقِيلَ: هُوَ الضَّخْم مِنْ
كُلِّ شيءٍ كالمَعْدِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. ومَغَدَ مَغْداً ومَغِدَ
مَغَداً: كِلَاهُمَا امتَلأَ وسَمِنَ. ومَغَدَ فُلَانًا عيشٌ ناعمٌ
يَمْغَدُه مَغْداً إِذا غَذاه عَيْشٌ نَاعِمٌ. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ:
مَغَدَ الرجلُ والنباتُ وكلُّ شيءٍ إِذا طَالَ؛ ومَغَدَ فِي عَيْشٍ
ناعمٍ يَمْغَدُ مَغْداً. وشابٌّ مَغْدٌ: ناعمٌ. والمَغْدُ: الناعِمُ؛
قَالَ إِياس الْخَيْبَرِيُّ:
حَتَّى رَأَيْتُ العَزَبَ السِّمَغْدا، ... وَكَانَ قَدْ شَبَّ شَباباً
مَغْدا
(3/407)
والسِّمَغْد «2» : الطويلُ. وعَيْشٌ
مَغْدٌ: نَاعِمٌ. قَالَ أَبو زَيْدٍ وَابْنُ الأَعرابي: مَغَدَ الرجلَ
عيشٌ ناعِمٌ يمْغَدُه مَغْداً أَي غَذَاه عيشٌ ناعِمٌ؛ وقال النضر:
مَغَدَه الشبابُ وَذَلِكَ حِينَ اسْتَقَامَ فِيهِ الشَّبَابُ وَلَمْ
يَتناهَ شَبَابُهُ كُلُّهُ، وإِنه لَفِي مَغْدِ الشَّبَابِ؛ وأَنشد:
أَراهُ فِي مَغْدِ الشبابِ العُسْلُجِ
والمَغْدُ: النَّتْفُ. ومَغَدَ: امْتَلأَ شَبَابًا. ومغَدَ شَعَرَه
يَمْغَدُه مَغْداً: نَتَفَهُ. والمَغْدُ فِي الغُرَّة: أَن يَنْتَتِفَ
موضعُها حَتَّى يَشْمَط؛ قَالَ:
تُبارِي قُرْحةً مِثْلَ الْوَتِيرَةِ، ... لَمْ تَكُنْ مَغْدا
وأُراه وُضِعَ الْمَصْدَرُ مَوْضِعَ الْمَفْعُولِ. والمَغْدَةُ فِي
غُرَّةِ الْفَرَسِ كأَنها وَارِمَةٌ لأَن الشَّعْرَ يُنْتَفُ
لِيُنْبِتَ أَبيضَ. الوَتِيرةُ: الوَرْدةُ البَيْضاء؛ أَخبر أَن
غُرَّتها جِبِلّة لَمْ تَحْدُثْ عَنْ عِلاج نَتْف. والمَغْدُ فِي
النَّاصِيَةِ: كالحَرْق. ومَغَدَ الرجلُ جاريتَه يَمْغَدُها إِذا
نكَحها. والمَغْدُ والمَغَدُ: الباذَنْجانُ، وَقِيلَ: هُوَ شَبِيهٌ
بِهِ يَنْبُتُ فِي أَصل العِضَةِ، وَقِيلَ: هُوَ اللُّفَّاحُ، وَقِيلَ:
هُوَ اللُّفَّاحُ البَرِّيُّ، وَقِيلَ: هُوَ جنَى التُّنْضُب. وَقَالَ
أَبو حَنِيفَةَ: المَغْدُ شَجَرٌ يتلَوَّى عَلَى الشَّجَرِ أَرقُّ مِنَ
الكَرْم، ووَرَقُه طِوالٌ دقاقٌ نَاعِمَةٌ ويُخْرِجُ جِراءً مِثْلَ
جِراءِ المَوْز إِلا أَنها أَرقُّ قِشْراً وأَكثر مَاءً، وَهِيَ
حُلْوَةٌ لَا تُقْشَرُ، وَلَهَا حَبٌّ كَحَبِّ التُّفَّاح وَالنَّاسُ
يَنْتَابُونَهُ وَيَنْزِلُونَ عَلَيْهِ فيأْكلونه، ويبدأُ أَخضر ثُمَّ
يَصْفَرُّ ثُمَّ يَخْضَرُّ إِذا انْتَهَى؛ قَالَ رَاجِزٌ مَنْ بَنِي
سُواءَة:
نحنُ بَنُو سُواءَةَ بنِ عامِرِ، ... أَهْلُ اللَّثَى والمَغْدِ
والمَغافِرِ
وَاحِدَتُهُ مَغْدَةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَسمع مَغَدَةً؛
قَالَ: وَعَسَى أَن يَكُونَ المَغَدُ، بِالْفَتْحِ، اسْمًا لِجَمْعِ
مَغْدَةٍ، بالإِسكان، فَيَكُونُ كَحَلْقةٍ وحَلَق وفَلْكةٍ وفَلَك.
وأَمْغَدَ الرجلُ إِمْغاداً إِذا أَكثر مِنَ الشُّرْبِ؛ قَالَ أَبو
حَنِيفَةَ: أَمْغَدَ الرجلُ أَطال الشرْب. ومَغْدانُ: لُغَةٌ فِي
بَغْدانَ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِن كَانَ بَدَلًا
فَالْكَلِمَةُ رُبَاعِيَّةٌ.
مقد: مَقَدٌ: مِنْ قُرَى البَثَنِيَّةِ. والمَقدِيَّة، خَفِيفَةُ
الدَّالِ: قَرْيَةٌ بِالشَّامِ مِنْ عَمَلِ الأُرْدُنّ، والشرابُ
مَنْسُوبٌ إِليها. غَيْرُهُ: المَقَدِي، مُخَفَّفُ الدَّالِ: شَرَابٌ
مَنْسُوبٌ إِلى قَرْيَةٍ بِالشَّامِ يُتَّخَذُ مِنَ الْعَسَلِ؛ وَقَالَ
الشَّاعِرُ:
عَلِّلِ القَوْمَ، قَلِيلًا، ... بابنِ بِنْتِ الفارِسِيَّة
إِنَّهُمْ قد عاقَرُوا، اليَوْمَ، ... شَراباً مَقَدِيَّهْ
وأَنشد اللَّيْثُ:
مَقَدِيًّا أَحَلَّهُ اللَّهُ للناسِ ... شَراباً، وَمَا تَحِلُّ
الشَّمُولُ
وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ قَالَ: رأَيت
مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يشربُ الطِّلاءَ المَقَدِيَّ الأَصفر، كَانَ
يَرْزُقُهُ إِياه عَبْدُ الْمَلِكِ، وَكَانَ فِي ضِيَافَتِهِ يرْزُقه
الطِّلاءَ وأَرطالًا مِنْ لَحْمٍ. قَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبا عَبِيدٍ
يَرْوِي عَنْ أَبي عَمْرٍو: المَقَدِيُّ ضَرْب مِنَ الشَّرَابِ،
بِتَخْفِيفِ الدَّالِ؛ قَالَ: وَالصَّحِيحُ عِنْدِي أَن الدَّالَ
مُشَدَّدَةٌ؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ رَجَاءَ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ
المَقَدِّيُّ، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ، الطِّلاءُ المُنَصَّف مُشَبَّهٌ
بِمَا قُدَّ بِنِصْفَيْنِ؛
__________
(2) . قوله [والسمغد] هو بهذا الضبط هنا ويؤيده صريح القاموس في س م غ
د قال سمغد كحضجر وقال شارحه عقب قوله والسمغد كحضجر الطويل الشديد
الأَركان والأَحمق والمتكبر، هكذا في النسخ والصواب فيه سمغدّ كقرشبّ
كما هو بخط الصاغاني
(3/408)
قَالَ: وَيُصَدِّقُهُ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ
مَعْدِيكَرِبَ:
وهُمْ تَرَكُوا ابْنَ كَبْشَةَ مُسلَحِبّاً، ... وهُمْ شغَلوه عَنْ
شُرْبِ المَقَدِّ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُنشد بِغَيْرِ يَاءٍ، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن
يَكُونَ أَراد المَقَدّي فَحَذَفَ الْيَاءِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ:
وَجَعَلَ الْجَوْهَرِيُّ المَقَدي مُخَفَّفًا، وَهُوَ الْمَشْهُورُ
عِنْدَ أَهل اللُّغَةِ، وَقَدْ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ
مُشَدَّدَ الدَّالِ، رَوَاهُ ابْنُ الأَنباري وَاسْتَشْهَدَ عَلَى
صِحَّتِهِ بِبَيْتِ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكَرِبَ، حَكَى ذَلِكَ عَنْ
أَبيه عَنْ أَحمد بْنِ عُبَيْدِ، وأَن المَقَدِّيّ مَنْسُوبٌ إِلى
مَقَدّ، وَهِيَ قَرْيَةٌ بِدِمَشْق فِي الْجَبَلِ الْمُشْرِفِ عَلَى
الغَوْر؛ وَقَالَ أَبو الطَّيِّبِ اللُّغَوِيُّ: هُوَ بِتَخْفِيفِ
الدَّالِ لَا غَيْرُ مَنْسُوبٌ إِلى مَقَد؛ قَالَ: وإِنما شَدَّدَهُ
عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ لِلضَّرُورَةِ؛ قَالَ: وَكَذَا يَقْتَضِي
أَن يَكُونَ عِنْدَهُ قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ الرِّقَاعِ فِي تَشْدِيدِ
الدَّالِ أَنه لِلضَّرُورَةِ وَهُوَ:
فَظَلْتُ كأَنِّي شارِبٌ، لَعِبَتْ بِهِ ... عُقارٌ، ثَوَتْ فِي
سِجْنِها حِجَجاً تِسْعَا
مَقَدِّيَّةٌ صَهْباءُ باكَرْتُ شُرْبَها، ... إِذا مَا أَرادُوا أَن
يَرُوحوا بِهَا صَرْعَى
قَالَ: وَالَّذِي يَشْهَدُ بِصِحَّةِ قَوْلِ أَبي الطَّيِّبِ أَنها
مَنْسُوبَةٌ إِلى مَقَدٍ، بِالتَّخْفِيفِ، قَوْلُ الأَحوص:
كأَنَّ مُدامَةً مِمَّا ... حَوَى الحانُوتُ مِنْ مَقَدِ،
يُصَفَّقُ صَفْوُها بالمِسْكِ ... والكافُورِ والشَّهَدِ
قَالَ: وَكَذَلِكَ قَوْلُ الْعَرَجِيِّ:
كأَنَّ عُقاراً قَرْقَفاً مَقَدِيَّةً، ... أَبى بَيْعَها خَبٌّ مِنَ
التَّجْرِ خادِعُ
وَكَذَلِكَ قَوْلُ الْآخَرِ:
مَقَدِيّاً أَحَلَّه اللَّهُ لِلنَّاسِ
قَالَ: زَعَمَ قَائِلُ هَذَا الْبَيْتِ أَنّ المَقَدِيَّة شَرَابٌ مِنَ
الْعَسَلِ كَانَتِ الْخُلَفَاءُ مَنْ بَنِي أُمَيَّة تَشْرَبُهُ.
والمَقَدِيّ: ضَرْبٌ من الثياب.
مكد: مَكَدَ بِالْمَكَانِ يَمْكُدُ مُكُوداً: أَقام بِهِ؛ وثَكَمَ
يَثْكُم مِثْلُهُ، ورَكَدَ رُكوداً. وماءٌ ماكِدٌ: دائمٌ؛ قَالَ:
وماكِد تَمْأَدُه مِنْ بَحْرِهِ، ... يَضْفُو ويُبْدِي تارَةً عَنْ
قَعْرِهِ
تَمْأَدُه: تأْخذه فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. ويَضْفُو: يَفِيضُ ويُبْدِي
تَارَةً عَنْ قَعْرِهِ أَي يُبْدِي لَكَ قَعْرَهُ مِنْ صَفَائِهِ.
اللَّيْثُ: مَكَدَتِ الناقةُ إِذا نقصَ لبنُها مِنْ طُولِ الْعَهْدِ؛
وأَنشد:
قَدْ حارَدَ الخُورُ وَمَا تُحاردُ، ... حَتَّى الجِلادُ دَرُّهُنَّ
ماكِدُ
وَنَاقَةٌ مَكُودٌ وَمَكْداءُ إِذا ثبت غُزرُها وَلَمْ يَنْقص مِثْلَ
نَكْداءَ. وناقةٌ ماكِدةٌ ومَكُودٌ: دَائِمَةُ الغُزْر، وَالْجَمْعُ
مُكُدٌ؛ وإِبِل مَكائِدُ؛ وأَنشد:
إِنْ سَرَّكَ الغُزْرُ المَكُودُ الدَّائِمُ، ... فاعْمِدْ بَراعِيسَ،
أَبُوها الرَّاهِمُ
وَنَاقَةٌ بِرْعِيسٌ إِذا كَانَتْ غَزِيرَةً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ:
وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ لَا مَا قَالَهُ اللَّيْثُ؛ وإِنما اعْتَبَرَ
اللَّيْثُ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
حَتَّى الجِلادُ دَرُّهُنَّ ماكِدُ
فظنَّ أَنه بِمَعْنَى النَّاقِصِ وَهُوَ غَلَطٌ، وَالْمَعْنَى حَتَّى
الجِلاد اللَّوَاتِي دَرُّهُنَّ مَاكِدٌ أَي دَائِمٌ قَدْ حارَدْن
أَيضاً. والجِلادُ: أَدْسَمُ الإِبل لَبَنًا فَلَيْسَتْ فِي
الْغَزَارَةِ كالخُورِ وَلَكِنَّهَا دَائِمَةُ الدُّرِّ، وَاحِدَتُهَا
جَلْدَةٌ، والخُور
(3/409)
فِي أَلبانِهِنَّ رِقّة مَعَ الْكَثْرَةِ؛
وَقَوْلُ السَّاجِعِ:
مَا دَرُّها بِماكِدِ
أَي مَا لَبَنُهَا بِدَائِمٍ، وَمِثْلُ هَذَا التَّفْسِيرِ الخطإِ
الَّذِي فَسَّرَهُ اللَّيْثُ فِي مَكَدَتِ الناقةُ مِمَّا يَجِبُ عَلَى
ذَوِي الْمَعْرِفَةِ تَنْبِيهُ طَلَبَةِ هَذَا الشأْن لَهُ، لِئَلَّا
يَتَعَثَّرُ فِيهِ مَنْ لَا يَحْفَظُ اللُّغَةَ تَقْلِيدًا. اللَّيْثُ:
وَبِئْرٌ ماكدةٌ ومكُود: دَائِمَةٌ لَا تَنْقَطِعُ مادَّتها.
ورَكِيَّةٌ ماكِدةٌ إِذا ثَبت مَاؤُهَا لَا يَنْقُصُ عَلَى قَرْن
وَاحِدٍ لَا يتَغَيَّر؛ والقَرْنُ قَرْنُ الْقَامَةِ. وَوُدٌّ ماكِدٌ:
لَا يَنْقَطِعُ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ
أَبي صُرَد لِعُيَيْنَة بْنِ حِصْنٍ وَقَدْ وَقَعَ فِي سُهْمَتِه
عَجُوزٌ مِنْ سَبْيِ هَوازِنَ: أَخذَ عُيَيْنة بْنُ حِصْن مِنْهُمْ
عَجُوزًا، فَلَمَّا ردَّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، السَّبَايَا أَبى عُيَيْنَةُ أَن يردَّها فَقَالَ لَهُ أَبو
صُرَدٍ: خُذْهَا إِليك فَوَاللَّهِ مَا فُوها ببارِد، وَلَا ثَدْيُها
بناهِد، وَلَا دَرُّها بماكِد، وَلَا بَطْنُها بوالِد، وَلَا شَعْرُها
بوارِد، وَلَا الطَّالِبُ لَهَا بِوَاجِدٍ.
وَشَاةٌ مَكود وناقةٌ مَكود: قَلِيلَةُ اللَّبن، وَهُوَ مِنَ الأَضداد؛
وَقَدْ مَكَدَتْ تَمْكُد مُكُوداً. ودَرٌّ ماكِدٌ: بَكيءٌ.
ملد: المَلَدُ: الشَّبابُ ونَعْمَتُه. والمَلَدُ: مَصْدرُ الشَّباب
الأَمْلَد، وَهُوَ الأَمْلَدُ؛ وأَنشد:
بَعْدَ التَّصابي والشَّبابِ الأَمْلَدِ
والمَلَدُ: الشَّبَابُ النَّاعِمُ، وَجَمْعُهُ أَمْلادٌ، وَهُوَ
الأَملَدُ والأُملُدُ والأُملُودُ والإِملِيدُ والأُملُدانُ
والأُملُدانِيُّ. وَرَجُلٌ أُمْلُودٌ. وامرأَة أُمْلُودٌ وأُمْلُودة
وأُملُدانيَّة ومَلْدانِيَّةٌ ومَلْداء: نَاعِمَةٌ. والأُملُودُ مِنَ
النِّسَاءِ: النَّاعِمَةُ المستويةُ القامةِ؛ وَقَالَ شَبانةُ
الأَعرابي: غُلَامٌ أُمْلُود وأُفْلُودٌ إِذا كَانَ تَماماً مُحْتلِماً
شَطْباً؛ وَقَوْلُ أَبي زُبَيْدٍ:
فإِذا مَا اللَّبُونُ شَقَّتْ رَمادَ النَّارِ، ... قَفْراً،
بالسَّمْلَقِ الإِمْلِيدِ
قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الإِمْلِيدُ مِنَ الصَّحارى الإِمْلِيسُ،
وَاحِدٍ، وَهُوَ الَّذِي لَا شَيْءَ فِيهِ. وشابٌّ أَمْلَدُ
وَجَارِيَةٌ مَلْداءُ بَيِّنا المَلَد. وتَمْلِيدُ الأَدِيمِ:
تَمرينُه. والمَلَدانُ: اهْتِزَازُ الغُصْن ونَعْمَتُه. وَغُصْنٌ
أُملُودٌ وإِمْلِيدٌ: نَاعِمٌ؛ وَقَدْ مَلَّدَه الرّيُّ تَمْلِيداً.
قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَمْزَةُ أُمْلُودٍ وإِمْلِيد مُلْحَقَةٌ
بِبِنَاءِ عُسْلُوجٍ وقِطْمِير بِدَلِيلِ مَا انْضَافَ إِليها مِنْ
زِيَادَةِ الْوَاوِ وَالْيَاءِ مَعَهَا.
مندد: التَّهْذِيبُ: مَنْدَدٌ «1» اسْمُ مَوْضِعٍ، ذَكَرَهُ تَمِيمِ
بْنِ أَبي مُقْبِلٍ «2» . فَقَالَ:
عَفَا الدّارَ مِنْ دَهْماءَ، بَعْدَ إِقامةٍ، ... عَجاجٌ، بِخَلْفَيْ
مَنْدَدٍ، مُتناوِحُ
خَلْفاها: نَاحِيَتَاهَا مِنْ قَوْلِهِمْ فأْس لَهَا خَلْفان.
ومَنْدَدٌ: موضع.
مهد: مَهَدَ لِنَفْسِهِ يَمْهَدُ مَهْداً: كسَبَ وعَمِلَ. والمِهادُ:
الفِراش. وَقَدْ مَهَدْتُ الفِراشَ مَهْداً: بَسَطْتُه ووَطَّأْتُه.
يُقَالُ للفِراشِ: مِهاد لِوِثارَتِه. وَفِي التَّنْزِيلِ: لَهُمْ مِنْ
جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ
؛ وَالْجَمْعُ أَمْهِدةٌ ومُهُدٌ. الأَزهري: المِهادُ أَجمع مِنَ
المَهْد كالأَرض جَعَلَهَا اللَّهُ مِهاداً لِلْعِبَادِ، وأَصل المَهْد
التَّوْثِيرُ؛ يُقَالُ: مَهَدْتُ لنَفْسي ومَهَّدت أَي جَعَلْتُ لَهَا
مَكَانًا وَطيئاً سَهْلًا. ومَهَدَ لِنَفْسِهِ خَيْرًا وامْتَهَدَه:
هَيّأَه وتَوَطَّأَه؛ ومنه قوله
__________
(1) . قوله [مندد] قال ياقوت بالفتح ثم السكون وفتح الدال وضبط في
القاموس وشرحه بضم الميم
(2) . قوله [تَمِيمِ بْنِ أَبي مُقْبِلٍ] كذا بالأَصل، والذي في شرح
القاموس وكذا في معجم ياقوت ابن أبيّ بن مقبل
(3/410)
تَعَالَى: فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ
؛ أَي يُوَطِّئُون؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:
وامْتَهَدَ الغارِب فِعْلُ الدُّمَّلِ
والمَهْد: مَهْدُ الصَّبِيِّ. ومَهْدُ الصَّبِيِّ: مَوْضِعُهُ الَّذِي
يُهَيّأُ لَهُ ويُوَطَّأُ لِيَنَامَ فِيهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: مَنْ
كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا
؛ وَالْجَمْعُ مُهُود. وسَهْدٌ مَهْدٌ: حسَن، إِتباع. وتَمْهِيدُ
الأُمُورِ: تَسْوِيَتُهَا وإِصلاحها. وتَمْهِيدُ العُذْر: قَبُوله
وبَسْطُه. وامْتِهاد السَّنامِ: انْبِسَاطُهُ وَارْتِفَاعُهُ.
والتمَهُّدُ: التَّمَكُّن. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ مَا امْتَهَدَ فُلَانٌ
عِنْدِي يَداً إِذا لَمْ يُولِكَ نِعْمة وَلَا مَعْرُوفًا. وَرَوَى
ابْنُ هَانِئٍ عَنْهُ: يُقَالُ مَا امْتَهَدَ فُلَانٌ عِنْدِي مَهْد
ذَاكَ، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْهَاءِ، يَقُولُهَا يَطْلُبُ
إِليه المَعْروف بِلَا يَدٍ سَلَفَتْ مِنْهُ إِليه، وَيَقُولُهَا
أَيضاً للمسِيءِ إِليه حِينَ يَطْلُبُ مَعْرُوفَهُ أَو يَطْلُبُ لَهُ
إِليه. والمَهِيدُ: الزُّبْدُ الْخَالِصُ، وَقِيلَ: هِيَ أَزْكاه
عِنْدَ الإِذابة وأَقله لَبَنًا. والمُهْدُ: النَّشْزُ مِنَ الأَرض؛
عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد:
إِنَّ أَباكَ مُطْلَقٌ مِنْ جَهْدِ، ... إِنْ أَنْتَ كَثَّرْتَ قُتورَ
المُهْدِ
النَّضِرُ: المُهْدةُ مِنَ الأَرض مَا انْخَفَضَ فِي سُهُولةٍ
واسْتِواء. ومَهْدَد: اسْمُ امرأَة، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما
قَضَيْتُ عَلَى مِيمِ مَهْدد أَنها أَصل لأَنها لَوْ كَانَتْ زَائِدَةً
لَمْ تَكُنِ الْكَلِمَةُ مَفْكُوكَةً وَكَانَتْ مُدْغَمَةً كمَسَدٍّ
ومَرَدٍّ، وَهُوَ فَعْلَلٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: الْمِيمُ مِنْ نَفْسِ
الْكَلِمَةِ وَلَوْ كَانَتْ زَائِدَةً لأُدغم الْحَرْفُ مِثْلَ مَفَرّ
ومَرَدّ فَثَبَتَ أَن الدَّالَ مُلْحَقَةٌ وَالْمُلْحَقُ لَا يدغم.
ميد: مَادَ الشَّيْءُ يَميد: زَاغَ وَزَكَا؛ ومِدْتُه وأَمَدْتُه:
أَعْطَيْتُه. وامْتَادَه: طَلَبَ أَن يَمِيدَه. ومادَ أَهْلَه إِذَا
غارَهم ومارَهم. ومادَ إِذا تَجِرَ، ومادَ: أَفْضَلَ. والمائِدةُ:
الطَّعَامُ نَفْسُه وإِن لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ خِوانٌ؛ مُشْتَقٌّ مِنْ
ذَلِكَ؛ وَقِيلَ: هِيَ نَفْسُ الخِوان؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: لَا
تُسَمَّى مَائِدَةً حَتَّى يَكُونَ عَلَيْهَا طَعَامٌ وإِلا فَهِيَ
خِوان؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ:
أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ
؛ المائِدةُ فِي الْمَعْنَى مُفَعْوِلَةٌ وَلَفْظُهَا فَاعِلَةٌ،
وَهِيَ مِثْلُ عِيشةٍ راضيةٍ بِمَعْنَى مَرْضِيّةٍ، وَقِيلَ: إِن
المائدةَ مِنَ الْعَطَاءِ. والمُمْتادُ: الْمَطْلُوبُ مِنْهُ
الْعَطَاءُ مُفْتَعَلٌ؛ وأَنشد لرؤبة:
تُهْدَى رُؤُوس المُتْرَفِينَ الأَنْداد، ... إِلى أَمير المؤمنينَ
المُمْتاد
أَي الْمُتَفَضِّلِ عَلَى النَّاسِ، وَهُوَ المُسْتَعْطَى المسؤولُ؛
وَمِنْهُ الْمَائِدَةُ، وَهِيَ خِوَانٌ عَلَيْهِ طَعَامٌ. ومادَ زَيْدٌ
عَمراً إِذا أَعطاه. وَقَالَ أَبو إِسحاق: الأَصل عِنْدِي فِي
مَائِدَةٍ أَنها فَاعِلَةٌ مِنْ مادَ يَمِيدُ إِذا تَحَرَّكَ فكأَنها
تَمِيدُ بِمَا عَلَيْهَا أَي تَتَحَرَّكُ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ:
سُمِّيَتِ الْمَائِدَةَ لأَنها مِيدَ بِهَا صاحِبُها أَي أُعْطِيها
وتُفُضِّل عَلَيْهِ بِهَا. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مادَني فُلَانٌ
يَمِيدُني إِذا أَحسن إِليّ؛ وقال الْجَرْمِيُّ: يُقَالُ مائدةٌ
ومَيْدةٌ؛ وأَنشد:
ومَيْدة كَثِيرة الأَلْوانِ، ... تُصْنَعُ للإِخْوانِ والجِيرانِ
ومادهُمْ يَمِيدُهُم إِذا زادَهم «3» وإِنما سُمِّيَتِ المائدةُ
مَائِدَةً لأَنه يُزَادُ عَلَيْهَا. والمائدةُ: الدائرةُ مِنَ الأَرض.
ومادَ الشيءُ يَمِيدُ مَيْداً: تَحَرَّكَ وَمَالَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الأَرضَ جعلتْ تمِيدُ فَأَرْساها بِالْجِبَالِ.
وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: فدَحَا اللَّهُ الأَرضَ من تحتها
__________
(3) . قوله [إذا زادهم] في القاموس زارهم.
(3/411)
فمادَتْ.
وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ: فَسَكَنَتْ مِنَ المَيَدانِ بِرُسُوبِ الْجِبَالِ
، وَهُوَ بِفَتْحِ الْيَاءِ، مَصْدَرُ مادَ يَميدُ. وَفِي حَدِيثُهُ
أَيضاً يَذُمُّ الدُّنْيَا:
فَهِيَ الحَيُودُ المَيُودُ
، فَعُولٌ مِنْهُ. ومادَ السَّرابُ: اضطَرَبَ: ومادَ مَيْداً:
تَمَايَلَ. ومادَ يَمِيدُ إِذا تَثَنَّى وتَبَخْتَرَ. وَمَادَتِ
الأَغْصانُ: تَمَايَلَتْ. وَغُصْنٌ مائدٌ وميَّاد: مَائِلٌ. والمَيْدُ:
مَا يُصِيبُ مِنَ الحَيْرةِ عَنِ السُّكْر أَو الغَثَيانِ أَو رُكُوبِ
الْبَحْرِ، وَقَدْ مَادَ، فَهُوَ مَائِدٌ، مِنْ قَوْمٍ مَيْدى
كَرَائِبَ ورَوْبى. أَبو الهيثم: الْمَائِدُ الَّذِي يَرْكَبُ
الْبَحْرَ فَتَغْثي نَفسُه مِنْ نَتْن مَاءِ الْبَحْرِ حَتَّى يُدارَ
بِهِ، ويَكاد يُغْشَى عَلَيْهِ فَيُقَالُ: مادَ بِهِ البحرُ يَمِيدُ
بِهِ مَيْداً. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ فِي قَوْلِهِ: أَنْ تَمِيدَ
بِكُمْ*
، فَقَالَ: تَحَرَّكَ بِكُمْ وتَزَلْزَلَ. قَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ
الْعَرَبَ تَقُولُ: المَيْدى الَّذِينَ أَصابهم المَيْدُ مِنَ
الدُّوارِ. وَفِي حَدِيثِ
أُمّ حَرامٍ: المائدُ فِي الْبَحْرِ لَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ
؛ هُوَ الَّذِي يُدارُ برأْسه مِنْ رِيحِ الْبَحْرِ وَاضْطِرَابِ
السَّفِينَةِ بالأَمواج. الأَزهري: وَمِنَ الْمَقْلُوبِ الموائِدُ
والمآوِدُ الدَّواهي. ومادَتِ الحنظلةُ تَمِيدُ: أَصابها نَدًى أَو
بَلَل فَتَغَيَّرَتْ، وَكَذَلِكَ التَّمْرُ. وفَعَلْتُه مَيْدَ ذَاكَ
أَي مِنْ أَجله وَلَمْ يُسْمَعْ مِنْ مَيْدى ذَلِكَ. ومَيْدٌ:
بِمَعْنَى غَيْرٍ أَيضاً، وَقِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى عَلَى كَمَا
تَقَدَّمَ فِي بَيْد. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعَسَى مِيمُهُ أَن
تَكُونَ بَدَلًا مِنَ بَاءِ بَيْد لأَنها أَشهر. وَفِي تَرْجَمَةٍ
مَأَدَ يُقَالُ لِلْجَارِيَةِ التارَّة: إِنها لمأْدةُ الشَّبَابِ؛
وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ:
مادُ الشَّبابِ عَيْشَها المُخَرْفَجا
غَيْرُ مَهْمُوزٍ. ومِيداءُ الطَّرِيقِ: سَنَنُه. وبَنَوْا بُيُوتَهُمْ
عَلَى مِيداءٍ وَاحِدٍ أَي عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
إِذا ارْتَمى لم يَدْرِ ما مِيداؤُه
وَيُقَالُ: لَمْ أَدر مَا مِيداءُ ذَلِكَ أَي لَمْ أَدر مَا مَبْلَغُه
وقِياسُه، وَكَذَلِكَ مِيتاؤُه، أَي لَمْ أَدر مَا قَدْرُ جَانِبَيْهِ
وبُعْده؛ وأَنشد:
إِذا اضْطَمَّ مِيداءُ الطَّريقِ عَلَيْهِمَا، ... مَضَتْ قُدُماً
مَوْجُ الجِبالِ زَهوقُ
وَيُرْوَى مِيتاءُ الطريقِ. والزَّهُوقُ: المُتَقَدِّمة مِنَ النُّوق.
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما حَمَلْنَا مِيداء وَقَضَيْنَا بأَنها
يَاءٌ عَلَى ظَاهِرِ اللَّفْظِ مَعَ عَدَمِ [مَ وَدَ] . وَدَارِي
بِمَيْدى دارِه، مَفْتُوحُ الْمِيمِ مَقْصُورٌ، أَي بِحِذَائِهَا؛ عَنْ
يَعْقُوبَ. ومَيّادةُ: اسْمُ امرأَة. وابنُ مَيّادةَ: شَاعِرٌ؛
وَزَعَمُوا أَنه كَانَ يَضْرِبُ خَصْرَي أُمّه وَيَقُولُ:
اعْرَنْزِمي مَيّادَ لِلْقَوافي
والمَيْدانُ: وَاحِدُ المَيادينِ؛ وَقَوْلُ ابْنِ أَحمر:
........ وصادَفَتْ ... نَعِيماً ومَيْداناً مِنَ العَيْشِ أَخْضَرَا
يَعْنِي بِهِ نَاعِمًا. ومادَهُم يَمِيدُهُم: لُغَةٌ فِي مارَهُم مِنَ
الْمِيرَةِ؛ والمُمْتادُ مُفْتَعَلٌ [مُفْتَعِلٌ] ، مِنْهُ؛ ومائِدٌ
فِي شِعْرِ أَبي ذؤَيب:
يَمانِية، أَحْيا لَها، مَظَّ مائِدٍ ... وآلِ قَراسٍ، صَوْبُ
أَرْمِيةٍ كُحْلِ «1»
اسْمُ جَبَلٍ. والمَظُّ: رُمَّان البَرّ. وقُراسٌ: جَبَلٌ بارِدٌ
مأْخوذ مِنَ القَرْسِ، وهو الَردُ. وآلُه: مَا حَوْلَهُ، وَهِيَ
أَجْبُلٌ بارِدَة. وأَرْمِيةٌ: جَمْعُ رَمِيٍّ، وَهِيَ السَّحَابَةُ
الْعَظِيمَةُ القَطْر، وَيُرْوَى: صَوْبُ أَسْقِيةٍ، جَمْعُ سَقِيٍّ،
وَهِيَ بِمَعْنَى أَرْمِية. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده
مَأْبِد، بِالْبَاءِ المعجمة بواحدة،
__________
(1) . قوله [مائد] هو بهمزة بعد الأَلف، وقراس، بضم القاف وفتحها، كما
في معجم ياقوت واقتصر المجد على الفتح
(3/412)
وَقَدْ ذُكِرَ فِي مُبْدٍ. ومَيْد: لُغَةٌ فِي بَيْدَ بِمَعْنَى
غَيْرٍ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُمَا عَلَى أَنّ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنا أَفْصَحُ العَرَبِ مَيْدَ أَنِّي مِنْ قُرَيْشٍ ونشَأْتُ فِي
بَنِي سعدِ بنِ بَكْر
؛ وَفَسَّرَهُ بَعْضُهُمْ: مِنْ أَجْلِ أَني. وَفِي الْحَدِيثِ:
نَحْنُ الآخِرون السابِقون مَيْدَ أَنَّا أُوتينا الكِتابَ مِنْ
بَعْدِهِم. |