لسان العرب فصل الفاء
فخذ: الفَخِذُ: وَصْلُ مَا بَيْنَ السَّاقِ وَالْوَرِكِ، أُنثى،
وَالْجَمْعُ أَفخاذ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يُجَاوِزُوا بِهِ هَذَا
الْبِنَاءَ، وَقِيلَ: فَخْذ وفِخْذ أَيضاً، بِكَسْرِ الْفَاءِ. وفُخِذَ
فَخْذاً، فَهُوَ مَفْخُوذٌ: أُصيبت فَخْذُهُ. وَرَمَيْتُهُ فَفَخَذْتُه
أَي أَصبت فَخْذَهُ. وفَخَّذَ الرجلَ: نَفَّرَه مِنْ حَيِّهِ الَّذِينَ
هُمْ أَقرب عَشِيرَتِهِ إِليه، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ وَهُوَ أَقل
مِنَ الْبَطْنِ، وأَولها الشَّعْبُ ثُمَّ الْقَبِيلَةُ ثُمَّ الفَصِيلة
ثُمَّ العِمَارة ثُمَّ
(3/501)
البَطْن ثُمَّ الْفَخِذُ؛ قَالَ ابْنُ
الْكَلْبِيِّ: الشَّعْبُ أَكبر مِنَ الْقَبِيلَةِ ثُمَّ الْقَبِيلَةُ
ثُمَّ الْعِمَارَةُ ثُمَّ الْبَطْنُ ثُمَّ الْفَخِذُ. قَالَ أَبو
مَنْصُورٍ: وَالْفَصِيلَةُ أَقرب مِنَ الْفَخِذِ، وَهِيَ الْقِطْعَةُ
مِنْ أَعضاء الْجَسَدِ. وَالتَّفْخِيذُ: المُفاخَذَة. وأَما الَّذِي
فِي الْحَدِيثِ:
أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا أَنزل
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ
الْأَقْرَبِينَ؛ بَاتَ يُفَخِّذُ عشريته
أَي يَدْعُوهُمْ فَخِذًا فَخِذًا. يُقَالُ: فَخَّذَ الرجلُ بَنِي
فُلَانٍ إِذا دَعَاهُمْ فَخِذًا فَخِذًا. وَيُقَالُ: فَخَّذْتُ القومَ
عَنْ فُلَانٍ أَي خَذَّلْتَهُمْ. وفَخَّذْتُ بَيْنَهُمْ أَي فرَّقت
وخذلت.
فذذ: الفَذُّ: الفَرْد، وَالْجَمْعُ أَفذاذ وفُذوذ. وأَفَذَّت الشَّاةُ
إِفْذاذاً، وَهِيَ مُفِذُّ: وَلَدَتْ وَلَدًا وَاحِدًا، وإِن وَلَدَتِ
اثْنَيْنِ، فَهِيَ مُتْئِمٌ، وإِن كَانَ مِنْ عَادَتِهَا أَن تَلِدَ
وَاحِدًا، فَهِيَ مِفْذَاذ، وَلَا يُقَالُ لِلنَّاقَةِ مُفِذٌّ لأَنها
لَا تُنْتِجُ إِلا وَاحِدًا. وَيُقَالُ: ذَهَبَا فَذَّين. وَفِي
الْحَدِيثِ:
هَذِهِ الْآيَةُ الفَاذَّة
أَي الْمُنْفَرِدَةُ فِي مَعْنَاهَا. والفذُّ: الْوَاحِدُ، وَقَدْ
فَذَّ الرَّجُلُ عَنْ أَصحابه إِذا شذَّ عَنْهُمْ وَبَقِيَ فَرْدًا.
والفَذُّ: الأَوّل مِنْ قِدَاحِ الْمَيْسِرِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ:
وَفِيهِ فَرْضٌ وَاحِدٌ وَلَهُ غُنْمُ نَصِيبٍ وَاحِدٍ، إِن فَازَ،
وَعَلَيْهِ غُرْمُ نَصِيبٍ وَاحِدٍ، إِن خَابَ وَلَمْ يَفُزْ؛
وَالثَّانِي التَّوْأَمُ وَسِهَامُ الْمَيْسِرِ عَشَرَةٌ: أَولها
الْفَذُّ ثُمَّ التوأَم ثُمَّ الرَّقِيبُ ثُمَّ الحِلْسُ ثُمَّ
النَّافِسُ ثُمَّ المُسْبِل ثُمَّ المعَلَّى، وَثَلَاثَةٌ لَا أَنصباء
لَهَا وَهِيَ: السَّفِيحُ والمَنيح والوَغْدُ. وَتَمْرٌ فَذٌّ:
مُتَفَرِّقٌ لَا يَلْزَقُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي،
وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الضَّادِ لأَنهما لُغَتَانِ. وَكَلِمَةُ فَذَّةٌ
وَفَاذَّةٍ: شَاذَّةٌ. أَبو مَالِكٍ: مَا أَصبت مِنْهُ أَفَذَّ وَلَا
مَرِيشاً؛ الأَفَذُّ القِدْحُ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ رِيشٌ،
والمَرِيشُ الَّذِي قَدْ رِيشَ؛ قَالَ: وَلَا يَجُوزُ غَيْرُ هَذَا
أَلْبَتَّةَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ قَالَ غَيْرُهُ: مَا أَصبت
مِنْهُ أَقَذَّ وَلَا مَرِيشاً، بِالْقَافِ. الأَزهري: ذَفْذَفَ إِذا
تَبَخْتَرَ، وفذْفَذَ إِذا تَقَاصَرَ ليَخْتِلَ وَهُوَ يَثِبُ، وَفِي
مَوْضِعٍ آخَرَ: إِذا تَقَاصَرَ ليثب خاتلًا.
فلذ: فَلَذَ لَهُ مِنَ الْمَالِ يَفْلِذُ فَلْذاً: أَعطاه مِنْهُ
دَفْعَةً، وَقِيلَ: قَطَعَ لَهُ مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ الْعَطَاءُ
بِلَا تأْخير وَلَا عِدَةٍ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُكْثِرَ لَهُ مِنَ
الْعَطَاءِ. وافْتَلَذْتُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ الْمَالِ افْتِلَاذًا
إِذا اقْتَطَعْتَهُ. وَافْتَلَذْتُهُ المالَ أَي أَخذت مِنْ مَالِهِ
فِلْذَةً؛ قَالَ كُثَيِّرٌ:
إِذا الْمَالُ لَمْ يُوجِبْ عَلَيْكَ عطاءَه ... صنيعةُ قُرْبَى، أَو
صديقٍ تُوَامِقُه،
منَعْتَ، وبعضُ المنعِ حَزمٌ وقوةٌ، ... وَلَمْ يَفْتَلِذْكَ المالَ
إِلا حقائِقُه
والفِلْذُ: كَبِدُ الْبَعِيرِ، والجمعُ أَفْلاذٌ. والفِلذَةُ:
الْقِطْعَةُ مِنَ الْكَبِدِ وَاللَّحْمِ وَالْمَالِ وَالذَّهَبِ
وَالْفِضَّةِ، وَالْجَمْعُ أَفلاذ عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ، وَعَسَى
أَن يَكُونَ الفِلْذُ لُغَةً فِي هَذَا فَيَكُونُ الْجَمْعُ عَلَى
وَجْهِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن فَتًى مِنَ الأَنصار دَخَلَتْهُ خَشْيَةٌ مِنَ النَّارِ
فَحَبَسَتْهُ فِي الْبَيْتِ حَتَّى مَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن الفَرَقَ مِنَ النَّارِ فَلَذَ
كَبِدَه
أَي خَوفَ النَّارِ قَطَعَ كَبِدَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي أَشراط
السَّاعَةِ:
وَتَقِيءُ الأَرض أَفْلاذَ كَبِدِهَا
، وَفِي رِوَايَةٍ:
تُلْقِي الأَرض بأَفلاذها
، وَفِي رِوَايَةٍ:
بأَفلاذ كَبِدِهَا
أَي بِكُنُوزِهَا وأَموالها. قَالَ الأَصمعي: الأَفلاذ جَمْعُ
الفِلْذَة وَهِيَ الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ تُقْطَعُ طُولًا. وضَرَبَ
أَفلاذَ الْكَبِدِ مَثَلًا لِلْكُنُوزِ أَي تُخْرِجُ الأَرض كُنُوزَهَا
المدفونةَ تَحْتَ الأَرض، وَهُوَ اسْتِعَارَةٌ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ
تَعَالَى: وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها؛ وَسُمِّي مَا فِي الأَرض
قِطَعًا تَشْبِيهًا وَتَمْثِيلًا وَخَصَّ الْكَبِدَ لأَنها مِنْ أَطايب
(3/502)
الْجَزُورِ، وَاسْتَعَارَ الْقَيْءَ للإِخراج، وَقَدْ تُجمع الفِلْذةُ
فِلْذاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
تَكْفِيهِ حُزَّةُ فِلْذٍ إِنْ أَلَمَّ بِهَا
الْجَوْهَرِيُّ: جَمْعُ الفِلْذة فِلَذٌ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ:
هَذِهِ مَكَّةُ قَدْ رَمَتْكُمْ بأَفلاذ كَبِدِهَا
؛ أَراد صَمِيمَ قُرَيْشٍ ولُبابَها وأَشرافها، كَمَا يُقَالُ: فُلَانٌ
قَلْبُ عَشِيرَتِهِ لأَن الْكَبِدَ مِنْ أَشرف الأَعضاء. والفِلْذَةُ
مِنَ اللَّحْمِ: مَا قُطِعَ طُولًا. وَيُقَالُ: فَلَّذْتُ اللَّحْمَ
تَفْلِيذًا إِذا قَطَعْتَهُ. التَّهْذِيبُ: والفُولاذُ مِنَ الْحَدِيدِ
مَعْرُوفٌ، وَهُوَ مُصَاصُ الْحَدِيدِ الْمُنَقَّى مِنْ خَبَثِه.
وَالْفُولَاذُ وَالْفَالَوْذُ: الذُّكْرَةُ مِنَ الْحَدِيدِ تُزَادُ
فِي الْحَدِيدِ. وَالْفَالَوْذُ مِنَ الحَلْوَاءِ: هُوَ الَّذِي
يُؤْكَلُ، يسوَّى مِنْ لُبِّ الْحِنْطَةِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ.
الْجَوْهَرِيُّ: الْفَالَوْذُ والفالوذَقُ مُعَرَّبَانِ؛ قَالَ
يَعْقُوبُ: وَلَا يُقَالُ الْفَالَوْذَجُ.
فنذ: الْفَانِيذُ: ضَرْبٌ مِنَ الْحَلْوَاءِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. |