لسان العرب فصل الجيم
جأز: الجَأْزُ، بِالتَّسْكِينِ: الغَصَصُ فِي الصَّدْرِ، وَقِيلَ: هُوَ
الغَصَصُ بِالْمَاءِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
يَسْقِي العِدَى غَيْظاً طَوِيلَ الجأْزِ
أَي طَوِيلُ الغَصَصِ لأَنه ثَابِتٌ فِي حُلُوقِهِمْ. وجَئِزَ
بِالْمَاءِ يَجْأَزُ جَأَزاً إِذا غَصَّ بِهِ، فَهُوَ جَئزٌ وجَئِيزٌ،
عَلَى مَا يَطَّرِدُ عَلَيْهِ هَذَا النَّحْوُ في لغة قوم.
جبز: الجِبْزُ مِنَ الرِّجَالِ: الكَزُّ الْغَلِيظُ. والجِبْزُ،
بِالْكَسْرِ: اللَّئِيمُ الْبَخِيلُ، وَقِيلَ: الضَّعِيفُ؛ وَقَدْ
ذَكَرَهُ رُؤْبَةُ فِي قَصِيدَتِهِ الزَّائِيَّةِ:
وكُرَّزٍ يَمْشي بَطِينَ الكُرْزِ ... أَجْرَدَ، أَو جَعْدَ اليَدَيْنِ
جِبْزِ
والجَبِيز: الخُبْزُ الْيَابِسُ. وَجَاءَ بِخَبْزَتِهِ جَبِيزاً أَي
فَطِيراً. وأَكلت خُبْزًا جَبِيزاً أَي يَابِسًا قَفاراً. وجَبَزَ لَهُ
مِنْ مَالِهِ جَبْزَةً: قَطَعَ لَهُ مِنْهُ قِطْعَةً؛ عَنِ ابْنِ
الأَعرابي.
جرز: جَرَزَ يَجْرُزُ جَرْزاً: أَكل أَكلًا وَحِيًّا. والجَرُوزُ:
الأَكُولُ، وَقِيلَ: السَّرِيعُ الأَكل، وإِن كان قسا «6» ...
وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الإِبل، والأُنثى جَرُوزٌ أَيضاً. وَقَدْ جَرُزَ
جَرَازَةً. وَيُقَالُ: امرأَة جَرُوزٌ إِذا كَانَتْ أَكولًا. الأَصمعي:
نَاقَةٌ جَرُوزٌ إِذا كانت أَكولًا تأْكل شَيْءٍ. وإِنسان جَرُوزٌ إِذا
كَانَ أَكولًا. والجَرُوزُ: الَّذِي إِذا أَكل لَمْ يَتْرُكْ عَلَى
الْمَائِدَةِ شَيْئًا، وَكَذَلِكَ المرأَة. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ:
إِنها لجُرازُ الشَّجَرِ تأْكله وَتَكْسِرُهُ.
__________
(6) . كذا بالأصل مع بياض
(5/316)
وأَرض مَجْرُوزَةٌ وجُرُزٌ وجُرْزٌ
وجَزْرٌ: لَا تُنْبِتُ كأَنها تأْكل النَّبْتَ أَكلًا، وَقِيلَ: هِيَ
الَّتِي قَدْ أُكل نَبَاتُهَا، وَقِيلَ: هِيَ الأَرض الَّتِي لَمْ
يُصِبْهَا مَطَرٌ؛ قَالَ:
تُسَرُّ أَن تَلْقَى البِلادَ فِلًّا ... مَجْرُوزَةً نَفاسَةً وعلَّا
وَالْجَمْعُ أَجْرازٌ. وَرُبَّمَا قَالُوا: أَرض أَجْرازٌ. وجَرِزَتْ
جَرَزاً وأَجْرَزَتْ: صَارَتْ جُرُزاً. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الجُرُزُ أَن تَكُونَ الأَرضُ لَا نَبَاتَ
فِيهَا؛ يُقَالُ: قَدْ جُرِزَتِ الأَرضُ، فَهِيَ مَجْرُوزَةٌ، جَرَزَها
الجَرادُ والشَّاءُ والإِبل وَنَحْوُ ذَلِكَ؛ وَيُقَالُ: أَرض جُرُزٌ
وأَرَضُونَ أَجْرازٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنا هُوَ
يَسِيرُ إِذ أَتَى عَلَى أَرضٍ جُرُزٍ مُجْدِبَةٍ مِثْلِ الأَيّمِ
الَّتِي لَا نَبَاتَ بِهَا.
وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: وذَكَرَ الأَرضَ ثُمَّ قَالَ لَتُوجَدَنَّ
جُرُزاً لَا يَبْقَى عَلَيْهَا مِنَ الْحَيَوَانِ أَحد. وسَنَةٌ جُرُزٌ
إِذا كَانَتْ جَدْبَةً. والجُرُزُ: السَّنَةُ المُجْدِبَةُ؛ قَالَ
الرَّاجِزُ:
قَدْ جَرَفَتْهُنَّ السِّنُون الأَجْرازْ
وَقَالَ أَبُو إِسحاق: يَجُوزُ الجَرْزُ والجَرَزُ كُلُّ ذَلِكَ قَدْ
حُكِيَ. قَالَ: وَجَاءَ فِي تَفْسِيرِ الأَرض الجُرُزِ أَنها أَرض
الْيَمَنِ، فَمَنْ قَالَ الجُرْزُ فَهُوَ تَخْفِيفُ الجُرُزِ، وَمَنْ
قَالَ الجَرْزُ والجَرَزُ فَهُمَا لُغَتَانِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ
جَرْزٌ مَصْدَرًا وُصِفَ بِهِ كأَنها أَرض ذَاتُ جَرْزٍ أَي ذَاتُ أَكل
لِلنَّبَاتِ. وأَجْرَزَ القومُ: وَقَعُوا فِي أَرض جُرُز.
الْجَوْهَرِيُّ: أَرض جُرُزٌ لَا نَبَاتَ بِهَا كأَنه انْقَطَعَ
عَنْهَا أَو انْقَطَعَ عَنْهَا الْمَطَرُ، وَفِيهَا أَربع لُغَاتٍ:
جُرْزٌ وجُرُزٌ مِثْلُ عُسْرٍ وعُسُرٍ، وجَرْزٌ وجَرَزٌ مِثْلُ نَهْرٍ
ونَهَرٍ، وَجَمْعُ الجُرْزِ جِرَزَةٌ مِثْلَ جُحْرٍ وجِحَرةٍ، وَجَمْعُ
الجَرَزِ أَجْرازٌ مِثْلُ سَبَبٍ وأَسباب، تَقُولُ مِنْهُ: أَجْرَزَ
القومُ كَمَا تَقُولُ أَيْبَسُوا، وأَجْرَزَ القومُ: أَمْحَلُوا. وأَرض
جارِزَةٌ: يَابِسَةٌ غَلِيظَةٌ يَكْتَنِفُهَا رَمْلٌ أَو قَاعٌ،
وَالْجَمْعُ جَوارِزُ، وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي جَزَائِرِ
الْبَحْرِ. وامرأَة جارِزٌ: عاقِر. والجَرَزَةُ: الهَلاكُ. وَيُقَالُ:
رَمَاهُ اللَّهُ بِشَرَزَةٍ وجَرَزَةٍ، يُرِيدُ بِهِ الْهَلَاكَ.
وأَجْرَزَتِ النَّاقَةُ، فَهِيَ مُجْرِزٌ إِذا هُزِلَتْ. والجُرْزُ:
مِنَ السِّلَاحِ، وَالْجَمْعُ الجِرَزَةُ والجُرْزُ. والجُرُزُ:
الْعَمُودُ مِنَ الْحَدِيدِ، مَعْرُوفٌ عَرَبِيٌّ، وَالْجَمْعُ
أَجْرازٌ وجِرَزَةٌ، ثَلَاثَةُ جِرَزَة مِثْلِ جُحْر وجِحَرَةٍ؛ قَالَ
يَعْقُوبُ: وَلَا تَقُلْ أَجْرِزَةٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
والصَّقْعُ مِنْ خابِطَةٍ وجُرْزِ
وجَرَزَهُ يَجْرُزُه جَرْزاً: قَطَعَهُ. وَسَيْفٌ جُرازٌ، بِالضَّمِّ:
قَاطِعٌ، وَكَذَلِكَ مُدْيَةٌ جُرازٌ كَمَا قَالُوا فِيهِمَا جَمِيعًا
هُذامٌ. وَيُقَالُ: سَيْفٌ جُرازٌ إِذا كَانَ مستأْصلًا. والجُرازُ
مِنَ السُّيُوفِ: الْمَاضِي النَّافِذُ. وَقَوْلُهُمْ: لَمْ تَرْضَ
شانِئةٌ إِلا بِجَرْزَةٍ أَي أَنها مِنْ شِدَّةِ بَغْضائِها لَا
تَرْضَى لِلَّذِينِ تُبْغِضُهم إِلا بِالِاسْتِئْصَالِ؛ وَقَوْلُهُ:
كُلُّ عَلَنْداةٍ جُرازٍ للشَّجَرْ
إِنما عَنَى بِهِ نَاقَةً شَبَّهَهَا بالجُرازِ مِنَ السُّيُوفِ أَي
أَنها تَفْعَلُ فِي الشَّجَرِ فِعْلَ السُّيُوفِ فِيهَا. والجِرزُ،
بِالْكَسْرِ: لِبَاسُ النِّسَاءِ مِنَ الوَبَرِ وَجُلُودِ الشَّاءِ،
وَيُقَالُ: هُوَ الفَرْوُ الْغَلِيظُ، وَالْجَمْعُ جُرُوزٌ.
والجُرْزَةُ: الحُزْمَةُ مِنَ القَتِّ وَنَحْوِهِ. وإِنه لَذُو جَرَزٍ
أَي قوَّة وخُلُق شَدِيدٍ يَكُونُ لِلنَّاسِ والإِبل. وَقَوْلُهُمْ:
إِنه لَذُو جَرَزٍ، بِالتَّحْرِيكِ، أَي غِلَظٍ؛
(5/317)
وَقَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ حَيَّةً:
إِذا طَوَى أَجْرازَهُ أَثْلاثَا ... فَعادَ بَعْدَ طَرْقَةٍ ثَلاثَا
أَي عَادَ ثلاثَ طَرَقٍ بَعْد ما كَانَ طَرَقَةً وَاحِدَةً. وجَرَزُ
الإِنسان: صدرُه، وَقِيلَ وسَطُه. ابْنُ الأَعرابي: الجَرَزُ لَحْمُ
ظَهْرِ الْجَمَلِ، وَجَمْعُهُ أَجْرازٌ، وأَنشد لِلْعَجَّاجِ فِي
صِفَةِ جَمَلٍ سَمِينٍ فَضَخَه الحِمْلُ:
وانْهَمَّ هامُومُ السَّدِيفِ الوارِي ... عَنْ جَرَزٍ مِنْهُ وجَوْزٍ
عارِي
أَراد الْقَتْلَ كالسُّم الجُرازِ وَالسَّيْفِ الجُراز. والجَرَزُ:
الجِسْمُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
بَعْدَ اعتمادِ الجَرَزِ البَطِيشِ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا حُكِيَ فِي تَفْسِيرِهِ، قَالَ: وَيَجُوزُ
أَن يَكُونَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ الْقُوَّةِ وَالصَّدْرِ. والجارِزُ
مِنَ السُّعال: الشديدُ. وجَرَزَه يَجْرُزُه جَرْزاً: نَخَسَه؛ ابْنُ
سِيدَهْ: وَقَوْلُ الشَّمَّاخِ يَصِفُ حُمُرَ الْوَحْشِ:
يُحَشْرِجُها طَوْراً، وطَوْراً كأَنها ... لَهَا بالرُّغامَى
والخَياشِيمِ جارِزُ
يَجُوزُ أَن يَكُونَ السُّعال وأَن يَكُونَ النَّخْسَ، وَاسْتَشْهَدَ
الأَزهري بِهَذَا الْبَيْتِ عَلَى السُّعال خَاصَّةً، وَقَالَ:
الرُّغَامَى زِيَادَةُ الْكَبِدِ، وأَراد بِهَا الرِّئَةَ وَمِنْهَا
يَهِيجُ السُّعال، وأَورد ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْبَيْتُ أَيضاً
وَقَالَ: الضَّمِيرُ فِي يُحَشْرِجُهَا ضَمِيرُ الْعِيرِ وَالْهَاءُ
الْمَفْعُولَةُ ضَمِيرُ الأُتن أَي يَصِيحُ بأُتنه تَارَةً حَشْرَجَةً،
وَالْحَشْرَجَةُ: تَرَدُّدُ الصَّوْتِ فِي الصَّدْرِ، وَتَارَةً
يَصِيحُ بِهِنَّ كأَن بِهِ جارِزاً وَهُوَ السُّعَالُ. والرُّغامَى:
الأَنْفُ وَمَا حَوْلَهُ. القُتَيْبِيُّ: الجُرُزُ الرَّغِيبَةُ
الَّتِي لَا تَنْشَفُ مَطَرًا كَثِيرًا. وَيُقَالُ: طَوَى فلانٌ
أَجْرازَه إِذا تَرَاخَى. وأَجْرازٌ: جَمْعُ الجَرْزِ، والجَرْزُ:
القَتْلُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
حَتَّى وَقَمْنا كَيْدَهُ بالرِّجْزِ ... والصَّقْعُ مِنْ قاذِفَةٍ
وجَرْزِ
قَالَ: أَراد بالجَرْزِ القَتْلَ. وجَرَزَه بالشَّتْمِ: رَمَاهُ بِهِ.
والتَّجارُزُ: يَكُونُ بِالْكَلَامِ وَالْفِعَالِ. والجَرازُ: نَبَاتٌ
يَظْهَرُ مِثْلَ القَرْعَةِ بِلَا وَرَقٍ يَعْظُمُ حَتَّى يَكُونَ
كأَنه النَّاسُ القُعُودُ فإِذا عَظُمَتْ دقت رؤُوسها ونَوَّرَتْ
نَوْراً كَنَوْرِ الدِّفْلَى حَسَناً تَبْهَجُ مِنْهُ الْجِبَالُ وَلَا
يُنْتَفَعُ بِهِ فِي شَيْءٍ مِنْ مَرْعًى وَلَا مأْكل؛ عَنْ أَبي
حَنِيفَةَ.
جربز: جَرْبَزَ الرجلُ: ذَهَبَ أَو انقبضَ. والجُرْبُزُ: الخِبُّ مِنَ
الرِّجَالِ، وَهُوَ دَخِيلٌ. وَرَجُلٌ جُرْبُزٌ، بِالضَّمِّ: بَيِّنُ
الجَرْبَزَةِ، بِالْفَتْحِ، أَي خِبّ، [خَبّ] قَالَ: وَهُوَ القُرْبُزُ
أَيضاً وَهُمَا مُعَرَّبانِ «7»
جَرْمَزَ: جَرْمَزَ واجْرَمَّزَ: انْقَبَض وَاجْتَمَعَ بَعْضُهُ إِلى
بَعْضٍ. والمُجْرَنْمِزُ: المُجْتَمِعُ. قَالَ الأَزهري: وإِذا أَدغمت
النُّونُ فِي الْمِيمِ قُلْتَ مُجْرَمِّزٌ. وجَرْمَزَ الشيءُ
واجْرَنْمَزَ أَي اجْتَمَعَ إِلى نَاحِيَةٍ. والجَرْمَزَةُ:
الِانْقِبَاضُ عَنِ الشَّيْءِ. قَالَ: وَيُقَالُ ضَمَّ فلانٌ إِليه
جَرامِيزَهُ إِذا رَفَعَ مَا انْتَشَرَ مِنْ ثِيَابِهِ ثُمَّ مَضَى.
وجَرامِيزُ الوَحْشِيِّ: قَوَائِمُهُ وجَسَدُه؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي
عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ حِمَارًا:
وأَسْحَمَ حامٍ جَرامِيزَهُ ... حَزابِيَةٍ حَيَدَى بالدِّحالِ
وإِذا قلتَ للثّوْرِ: ضَمَّ جَرامِيزَه، فَهِيَ قوائمه، والفعل
__________
(7) . قوله [وهما معربان] أي عن كربز، بالكاف الفارسية كما في القاموس
وشرحه.
(5/318)
مِنْهُ اجْرَمَّزَ إِذا انْقَبَضَ فِي
الكِناسِ؛ وأَنشد:
مُجْرَمِّزٌ كضَجْعَةِ المأْسُورِ
وَرَمَاهُ بِجَرامِيزِه أَي بِنَفْسِهِ. أَبو زَيْدٍ: رَمَى فلانٌ
الأَرض بِجَرامِيزِه وأَرْواقِهِ إِذا رَمى بنفْسه. وجَرامِيزُ
الرَّجُلِ أَيضاً: جَسَدُه وأَعضاؤه. وَيُقَالُ: جَمَعَ جَرامِيزَه
إِذا تَقَبَّضَ لِيَثِبَ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه كَانَ يَجْمَعُ جَرامِيزَه
ويَثِبُ عَلَى الْفَرَسِ
، قِيلَ: هِيَ الْيَدَانِ وَالرِّجْلَانِ، وَقِيلَ: هِيَ جُمْلَةُ
الْبَدَنِ. وتَجَرْمَزَ إِذا اجْتَمَعَ. وَمِنْهُ حَدِيثِ
الْمُغِيرَةِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَمَّا بُعِثَ إِلى ذِي
الْحَاجِبَيْنِ قَالَ: قلتُ فِي نَفْسِي لَوْ جمعتَ جَرامِيزَكَ
ووَثَبْتَ فَقَعَدْتَ مَعَ العِلْج.
وَفِي حَدِيثِ
عِيسَى بْنِ عُمَرَ: أَقْبَلْتُ مُجْرَمِّزاً حَتَّى اقْعَنْبَيْتُ
بَيْنَ يَدَي الحَسَنِ
أَي تَجَمَّعْتُ وانْقَبَضْتُ؛ والاقْعِنْباءُ: الجلوسُ. وأَخَذَ
الشيءَ بِجَرامِيزِه وحَذافِيرِه أَي بِجَمِيعِهِ. وَيُقَالُ: جَمَعَ
فلانٌ لِفُلَانٍ جَرامِيزَه إِذا اسْتَعَدَّ لَهُ وَعَزَمَ عَلَى
قَصْدِهِ. وتَجَرْمَزَ إِذا ذَهَبَ. وتَجَرْمَزَ الليلُ: ذَهَبَ؛ قَالَ
الرَّاجِزُ:
لَمَّا رأَيتُ الليلَ قَدْ تَجَرْمَزَا ... وَلَمْ أَجِدْ عَمَّا
أَمامي مَأْرِزَا
وجَرْمَزَ الرجلُ: نَكَصَ، وَقِيلَ أَخطأَ. وَفِي حَدِيثِ
الشَّعْبيِّ وَقَدْ بَلَغَهُ عَنْ عِكْرِمَةَ فُتْيا فِي طَلَاقٍ
فَقَالَ: جَرْمَزَ مَوْلى ابنِ عَبَّاسٍ
أَي نَكَصَ عَنِ الْجَوَابِ وفَرَّ مِنْهُ وَانْقَبَضَ عَنْهُ.
وتَجَرْمَزَ واجْرَمَّزَ: ذَهَبَ. وتَجَرْمَزَ عَلَيْهِمْ: سَقَطَ.
أَبو دَاوُدَ عَنِ النَّضْرِ قَالَ: قَالَ المُنْتَجِعُ يُعْجِبُهُم
كلُّ عامٍ مُجْرَمِّزِ الأَوّلِ أَي لَيْسَ فِي أَوّله مَطَرٌ.
والجُرْمُوزُ: حوضٌ، قِيلَ: هُوَ الْحَوْضُ الصَّغِيرُ؛ قَالَ أَبو
مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيُّ:
كأَنها، والعَهْد مُذْ أَقْياظِ ... أُسُّ جَرامِيزَ عَلَى وِجاذِ
قَالَ: وَالضَّمِيرُ فِي كأَنها يَعُودُ عَلَى أَثافيَّ ذَكَرَهَا
قَبْلَ الْبَيْتِ وَهِيَ حِجَارَةُ القِدْرِ، شَبَّهَهَا بأُسِّ
أَحْواضٍ عَلَى وِجاذٍ، وَهِيَ جَمْعُ وَجْذٍ لنُقْرَةٍ فِي الْجَبَلِ
تُمْسِكُ الْمَاءَ. وَقَوْلُهُ: وَالْعَهْدُ مُذْ أَقياظ أَي فِي
وَقْتِ القَيْظ فَلَيْسَ فِي الوِجاذِ وَلَا الأَحواض مَاءٌ؛ وَقَالَ
ذُو الرُّمَّةِ:
ونَشَّتْ جَرامِيزُ اللِّوَى والمَصانِع
اللَّيْثُ: الجُرمُوزُ حَوْضٌ مُتَّخَذٌ فِي قَاعٍ أَوْ روضةٍ
مُرْتَفِع الأَعْضادِ فَيَسِيلُ مِنْهُ الْمَاءُ ثُمَّ يَفْرُغُ بَعْدَ
ذَلِكَ، وَقِيلَ: الجُرْمُوزُ الْبَيْتُ الصَّغِيرُ. وَبَنُو
جُرْمُوزٍ: بَطْنٌ. وَابْنُ جُرْمُوزٍ: قاتلُ الزُّبَيْرِ، رحمه الله.
جَزَزَ: الجَزَزُ: الصُّوفُ لَمْ يستعمل بعد ما جُزَّ، تَقُولُ: صُوفٌ
جَزَزٌ. وجَزَّ الصوفَ وَالشَّعْرَ وَالنَّخْلَ وَالْحَشِيشَ يَجُزُّهُ
جَزّاً وجِزَّةً حَسَنَةً؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، فَهُوَ
مَجْزُوزٌ وجَزِيزٌ، واجْتَزَّه: قَطَعَهُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ
وَالْكِسَائِيُّ لِيَزِيدَ بْنِ الطَّثَرِيَّةِ:
وقلتُ لصاحِبي: لَا تَحْبِسَنَّا ... بنَزْعِ أُصُولِهِ، واجْتَزَّ
شِيحَا
وَيُرْوَى: واجْدَزَّ، وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ أَن البيت ليزيد ابن
الطَّثَرَيَّةَ، وَذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ وَلَمْ يَنْسُبْهُ لأَحد
بَلْ قَالَ: وأَنشد ثَعْلَبٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَيْسَ هُوَ
لِيَزِيدَ وإِنما هُوَ لمُضَرِّسِ بْنِ رِبْعِيٍّ الأَسَدِي؛
وَقَبْلَهُ:
وفِتْيانٍ شَوَيْتُ لَهُمْ شِواءً ... سَرِيعَ الشَّيِّ، كُنْتُ بِهِ
نَجِيحا
(5/319)
فَطِرْتُ بِمُنْصُلٍ فِي يَعْمَلاتٍ ...
دَوامي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَّرِيحا
وَقُلْتُ لِصَاحِبِي: لَا تحبسنَّا ... بِنَزْعِ أُصوله، واجتزَّ
شِيحًا
قَالَ: وَالْبَيْتُ كَذَا فِي شِعْرِهِ وَالضَّمِيرُ فِي بِهِ يَعُودُ
عَلَى الشَّيْءِ. والنَّجِيحُ: المُنْجِحُ فِي عَمَلِهِ.
وَالْمُنَصَّلُ: السَّيْفُ. وَالْيَعْمَلَاتُ: النُّوقُ.
وَالدَّوَامِي: الَّتِي قَدْ دَمِيَتْ أَيديها مِنْ شِدَّةِ السَّيْرِ.
وَالسَّرِيحُ: خِرَقٌ أَو جُلُودٌ تُشَدُّ عَلَى أَخفافها إِذا
دَمِيَتْ. وَقَوْلُهُ لَا تَحْبِسَنَّا بِنَزْعِ أُصوله، يَقُولُ: لَا
تَحْبِسَنَّا عَنْ شَيِّ اللَّحْمِ بأَن تَقْلَعَ أُصول الشَّجَرِ بَلْ
خُذْ مَا تَيَسَّرَ مِنْ قُضْبانِهِ وَعِيدَانِهِ وأَسْرِع لَنَا فِي
شَيِّه، وَيُرْوَى: لَا تَحْبِسانا، وَقَالَ فِي مَعْنَاهُ: إِن
الْعَرَبَ رُبَّمَا خَاطَبَتِ الْوَاحِدَ بِلَفْظِ الِاثْنَيْنِ، كَمَا
قَالَ سُوَيْدُ بْنُ كُراعٍ العُكْلِيُّ وَكَانَ سُوَيْدٌ هَذَا هَجَا
بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَارِمٍ فاسْتَعْدَوْا عَلَيْهِ سعيدَ بْنَ
عُثْمَانَ فأَراد ضَرْبَهُ فَقَالَ سُوَيْدٌ قَصِيدَةً أَوّلها:
تَقُولُ ابْنَةُ العَوْفيّ لَيْلى: أَلا تَرى ... إِلى ابْنِ كُراعٍ
لَا يَزالُ مُفَزَّعا؟
مَخافَةُ هَذَيْنِ الأَمِيرَيْنِ سَهَّدَتْ ... رُقادِي، وغَشَّتْني
بَياضاً مُقَزَّعا
فإِن أَنتما أَحْكَمْتُمانيَ، فازْجُرَا ... أَراهِطَ تُؤْذِيني مِنَ
الناسِ رُضَّعا
وإِن تَزْجُراني يَا ابنَ عفَّانَ أَنْزَجِرْ ... وإِن تَدَعاني أَحْمِ
عِرْضاً مُمَنَّعَا
قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه خَاطَبَ اثْنَيْنِ سَعِيدَ بْنَ
عُثْمَانَ وَمَنْ يَنُوبُ عَنْهُ أَو يَحْضُر مَعَهُ. وَقَوْلُهُ: فإِن
أَنتما أَحكمتماني دَلِيلٌ أَيضاً عَلَى أَنه يُخَاطِبُ اثْنَيْنِ.
وَقَوْلُهُ أَحكمتماني أَي مَنَعْتُمَانِي مِنْ هِجَائِهِ، وأَصله مِنْ
أَحْكَمْتُ الدَّابَّةَ إِذا جعلتَ فِيهَا حَكَمَةَ اللِّجَامِ؛
وَقَوْلُهُ:
وإِن تَدَعَانِي أَحم عِرضاً ممنَّعا
أَي إِن تَرَكْتُمَانِي حَمَيْتُ عِرْضِي مِمَّنْ يُؤْذِينِي، وإِن
زَجَرْتُمَانِي انْزَجَرْتُ وَصَبَرْتُ. والرُّضَّعُ: جَمْعُ رَاضِعٍ،
وَهُوَ اللَّئِيمُ، وَخَصَّ ابْنُ دُرَيْدٍ بِهِ الصُّوف؛ والجَزَزُ
والجُزَازُ والجُزَازَةُ والجِزَّةُ: مَا جُزَّ مِنْهُ. وَقَالَ أَبو
حَاتِمٍ: الجِزَّةُ صُوفُ نَعْجَةٍ أَو كَبْشٍ إِذا جُزَّ فَلَمْ
يُخَالِطْهُ غَيْرُهُ، وَالْجَمْعُ جِزَزٌ وجَزائِزُ؛ عَنِ
اللِّحْيَانِيِّ، وَهَذَا كَمَا قَالُوا ضَرَّةٌ وضَرائِرُ، وَلَا
تَحْتَفِلْ بِاخْتِلَافِ الْحَرَكَتَيْنِ. وَيُقَالُ: هَذِهِ جِزَّةُ
هَذِهِ الشَّاةِ أَي صُوفُها المجزوزُ عَنْهَا. وَيُقَالُ: قَدْ
جَزَزْتُ الكَبْشَ والنعجةَ، وَيُقَالُ فِي العَنْزِ والتَّيْسِ:
حَلَقْتُهما وَلَا يُقَالُ جَزَزْتُهما. والجِزَّةُ: صوفُ شاةٍ فِي
السَّنَةِ. يُقَالُ: أَقْرِضْني جِزَّةً أَو جِزَّتَيْنِ فَتُعْطِيَهُ
صوفَ شَاةٍ أَو شَاتَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ
حَمَّادٍ فِي الصَّوْمِ: وإِن دَخَلَ حَلْقَك جِزَّةٌ فَلَا تَضُرُّكَ
؛ الجِزة، بِالْكَسْرِ: مَا يُجَزُّ مِنْ صُوفِ الشَّاةِ فِي كُلِّ
سَنَةٍ وَهُوَ الَّذِي لَمْ يستعمل بعد ما جُزَّ،؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
قَتَادَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي الْيَتِيمِ: تَكُونُ لَهُ
مَاشِيَةٌ يَقُومُ وَلَيُّهُ عَلَى إِصلاحها ويُصِيبُ مِنْ جِزَزها
ورِسْلِها.
وجُزازَةُ كُلِّ شَيْءٍ: مَا جُزَّ مِنْهُ. والجَزُوزُ، بِغَيْرِ
هَاءٍ: الَّذِي يُجَزُّ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والمِجَزُّ: مَا يُجَزُّ بِهِ.
والجَزُوزُ والجَزُوزَةُ مِنَ الْغَنَمِ: الَّتِي يُجَزُّ صُوفُهَا؛
قَالَ ثَعْلَبٌ: مَا كَانَ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ اسْمًا فإِنه لَا
يُقَالُ إِلا بِالْهَاءِ كالقَتُوبَةِ والرَّكُوبَةِ والحَلُوبَةِ
والعَلُوفَةِ، أَي هِيَ مِمَّا يُجَزُّ، وأَما اللِّحْيَانِيُّ
فَقَالَ: إِن هَذَا الضَّرْبَ مِنَ الأَسماء يُقَالُ بِالْهَاءِ
وَبِغَيْرِ الْهَاءِ، قَالَ: وجَمْع ذَلِكَ كُلِّهِ عَلَى فُعُلٍ
وفَعائِلَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن فُعُلًا إِنما هُوَ
لِمَا كَانَ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ بِغَيْرِ هَاءٍ كَرَكُوبٍ
(5/320)
ورُكُبٍ، وأَن فَعَائِلَ إِنما هُوَ لِمَا
كَانَ بِالْهَاءِ كَرَكوبة وَرَكَائِبَ. وأَجَزَّ الرجلَ: جَعَلَ لَهُ
جِزَّةَ الشاةِ. وأَجَزَّ القومُ: حَانَ جِزَازُ غَنَمِهِمْ. وَيُقَالُ
لِلرَّجُلِ الضَّخْمِ اللِّحْيَةِ: كأَنه عاضٌّ عَلَى جِزَّةٍ أَي
عَلَى صُوفِ شَاةٍ جُزَّتْ. والجَزُّ: جَزُّ الشَّعْرِ وَالصُّوفِ
وَالْحَشِيشِ وَنَحْوِهِ. وجَزَّ النَّخْلَةَ يَجُزُّها جَزّاً
وجِزازاً وجَزازاً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: صَرَمها. وجَزَّ النخلُ
وأَجَزَّ: حانَ أَن يُجَزَّ أَي يُقْطع ثَمَرُهُ ويُصْرم؛ قَالَ
طَرَفَةُ:
أَنْتُمُ نَخْلٌ نُطِيفُ بِهِ ... فإِذا مَا جَزَّ نَجْتَرِمُهْ
وَيُرْوَى: فإِذا أَجَزَّ. وجَزَّ الزرعُ وأَجَزَّ: حَانَ أَن
يُزْرَعَ. والجِزازُ والجَزازُ: وَقْتُ الجَزّ. والجِزازُ: حِينَ
تُجَزُّ الْغَنَمُ. والجِزازُ والجَزازُ أَيضاً: الحَصاد. اللَّيْثُ:
الْجِزَازُ كالحَصاد وَاقِعٌ عَلَى الحِينِ والأَوانِ. يُقَالُ:
أَجَزَّ النخلُ وأَحْصَد البرُّ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: جَاءَنَا وَقْتُ
الجِزاز والجَزاز أَي زَمَنُ الحَصاد وصِرامِ النَّخْلِ. وأَجَزَّ
النخلُ وَالْبُرُّ وَالْغَنَمُ أَي حانَ لَهَا أَن تُجَزّ. وأَجَزَّ
القومُ إِذا أَجَزَّت غَنَمُهُمْ أَو زَرْعُهُمْ. واسْتَجَزَّ البرُّ
أَي اسْتَحْصَد. واجْتَزَزْتُ الشِّيحَ وغيرَه واجْدَزَزْتُه إِذا
جَزَزْتَه. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنَا إِلى جِزازِ النَّخْلِ
؛ هَكَذَا وَرَدَ بِزَايَيْنِ، يُرِيدُ بِهِ قَطْعَ التَّمْرِ، وأَصله
مِنَ الجَزّ وَهُوَ قَصُّ الشَّعْرِ وَالصُّوفِ، وَالْمَشْهُورُ فِي
الرِّوَايَاتِ بِدَالَيْنِ مُهْمَلَتَيْنِ. وجِزَازُ الزَّرْعِ:
عَصْفُه. وجُزازُ الأَديم: مَا فَضَل مِنْهُ وَسَقَطَ مِنْهُ إِذا
قُطِع، وَاحِدَتُهُ جُزازَةٌ. وجَزَّ التمرُ يَجِزّ، بِالْكَسْرِ،
جُزُوزاً: يَبِسَ، وأَجَزَّ مِثْلُهُ. وَتَمْرٌ فِيهِ جُزُوز أَي
يُبْس. وخَرَزُ الجَزِيز: شَبِيهٌ بالجَزْعِ، وَقِيلَ: هُوَ عِهْن
كَانَ يُتَّخَذُ مَكَانَ الخَلاخِيل. وَعَلَيْهِ جَزَّة مِنْ مَالٍ:
كَقَوْلِكَ ضَرَّة مِنْ مَالٍ. وجَزَّةُ: اسْمُ أَرض يَخْرُجُ مِنْهَا
الدَّجَّال. والجِزْجِزَةُ: خُصْلة مِنْ صُوفٍ تُشَدُّ بِخُيُوطٍ
يُزَيَّنُ بِهَا الهَوْدج. والجَزاجِزُ: خُصَل العِهْن والصوفِ
الْمَصْبُوغَةِ تُعَلَّقُ عَلَى هَوَادِجِ الظَّعَائِنِ يَوْمَ
الظَّعْنِ، وَهِيَ الثُّكَن والجَزائِزُ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:
هوادِجُ مَشْدُودٌ عَلَيْهَا الجَزائِزُ
وَقِيلَ: الجَزِيزُ ضَرْبٌ مِنَ الخَرَزِ تُزَيَّنُ بِهِ جَوَارِي
الأَعراب؛ قَالَ النَّابِغَةُ يَصِفُ نِسَاءً شَمَّرن عَنْ
أَسْؤُقِهِنَّ حَتَّى بَدَتْ خَلاخِيلُهُن:
خَرَزُ الجَزِيزِ مِنَ الخِدَامِ خَوارِجٌ ... مِنْ فَرْجِ كُلِّ
وَصِيلَةٍ وإِزارِ
الْجَوْهَرِيُّ: الجَزِيزَة خُصْلة مِنْ صُوفٍ، وَكَذَلِكَ
الجِزْجِزَة، وَهِيَ عِهْنة تُعَلَّقُ عَلَى الهَوْدج؛ قَالَ
الرَّاجِزُ:
كالقَرِّ ناسَتْ فَوْقَه الجَزاجِزُ
والجَزاجِز: المَذاكير؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
ومُرْقَصَةٍ كَفَفْتُ الخَيْل عَنْهَا ... وَقَدْ هَمَّتْ بإِلْقاءِ
الزِّمام
فَقُلْتُ لَهَا: ارْفَعِي مِنْهُ وسِيرِي ... وَقَدْ لَحِقَ الجَزاجِزُ
بالحِزامِ
قَالَ ثَعْلَبٌ: أَي قُلْتُ لَهَا سِيرِي وَلَا تُلْقي بِيَدِكِ
وَكُونِي آمِنَةً، وَقَدْ كَانَ لَحِقَ الحزامُ بِثِيلِ الْبَعِيرِ
مِنْ شِدَّةِ سَيْرِهَا، هَكَذَا رُوِيَ عَنْهُ، والأَجود أَن يَقُولَ:
وَقَدْ كَانَ لَحِقَ ثِيلُ الْبَعِيرِ بِالْحِزَامِ عَلَى موضوع
الْبَيْتِ، وإِلا فَثَعْلَبٌ إِنما فَسَّرَهُ عَلَى الْحَقِيقَةِ لأَن
الْحِزَامَ هُوَ الَّذِي يَنْتَقِلُ فَيَلْحَقُ بالثِّيلِ، فأَما
الثِّيلُ فَمُلَازِمٌ لِمَكَانِهِ لَا يَنْتَقِلُ.
(5/321)
جَعِزَ: الجَعْز والجَأْز: الغَصَص، كأَنه
أُبدل مِنَ الْهَمْزِ عَيْنًا. جَعِزَ جَعَزاً كجَئِزَ: غَصَّ.
جَفَزَ: الجَفْز: سُرْعَةُ الْمَشْيِ؛ يَمَانِيَّةٌ حَكَاهَا ابْنُ
دُرَيْدٍ، قَالَ: وَلَا أَدري مَا صحتها.
جَلَزَ: الجَلْز: الطَّيُّ وَاللَّيُّ. جَلَزْتُه أَجْلِزُه جَلْزاً.
وَكُلُّ عِقْدٍ عَقَدْتَهُ حَتَّى يَستدير، فَقَدْ جَلَزْتَه.
والجَلْزُ والجِلازُ: العَقَب الْمَشْدُودُ فِي طَرَفِ السَّوْطِ.
الأَصْبَحيّ: والجَلْز شِدَّةُ عَصْب العَقَب. وكلُّ شَيْءٍ يُلْوَى
عَلَى شَيْءٍ، فَفِعْله الجَلْز، وَاسْمُهُ الجِلاز. وجلائِزُ
الْقَوْسِ: عَقَب تُلْوَى عَلَيْهَا فِي مَوَاضِعَ، وَكُلُّ وَاحِدَةٍ
مِنْهَا جِلازَة، والجِلاز أَعم، أَلا تَرَى أَن العِصابة اسْمُ
الَّتِي للرأْس خَاصَّةً؟ وكلُّ شَيْءٍ يُعْصَبُ بِهِ شَيْءٌ، فَهُوَ
العِصابُ، وإِذا كَانَ الرَّجُلُ مَعْصوب الخَلْق وَاللَّحْمِ قُلْتَ:
إِنه لَمَجْلُوز اللحمِ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ: نَاقَةٌ جَلْسٌ، السِّينُ
بَدَلٌ مِنَ الزَّايِ، وَهِيَ الْوَثِيقَةُ الخَلْق. وجَلَزَ السكينَ
وَالسَّوْطَ يَجْلِزُه جَلْزاً: حَزَم مَقْبِضه وشدَّه بِعِلْباءِ
الْبَعِيرِ؛ وَكَذَلِكَ التَّجْلِيز، وَاسْمُ ذَلِكَ العِلْباء:
الجِلاز، بِالْكَسْرِ. وَالْجَلَائِزُ: عَقَبات تُلْوَى عَلَى كُلِّ
مَوْضِعٍ مِنَ الْقَوْسِ، وَاحِدُهَا جِلاز وجِلازَة؛ قَالَ
الشَّمَّاخُ:
مُدِلّ بِزُرْقٍ، لَا يُداوَى رَمِيُّها ... وصَفْراءَ مِنْ نَبْعٍ،
عَلَيْهَا الجَلائِزُ
وَلَا تَكُونُ الجَلائز إِلا مِنْ غَيْرِ عَيْبٍ. وجَلَز رأْسه
بِرِدائِه جَلْزاً: عَصَبه؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
يَحُثّ الحُداةَ جالِزاً بِرِدائِه
أَراد: جَالِزًا رأْسه بِرِدَائِهِ. وجَلْزُ السِّنان: الْحَلْقَةُ
الْمُسْتَدِيرَةُ فِي أَسفله، وَقِيلَ: جَلْزه أَعلاه، وَقِيلَ:
مُعْظمه. وَيُقَالُ لأَغْلَظ السِّنَانِ: جَلْز، والجَلْز والجَلِيز
والتَّجْلِيز: الذَّهَابُ فِي الأَرض والإِسراع؛ قَالَ:
ثُمَّ مَضى فِي إِثْرِها وجَلَّزا
وَقَدْ جَلَّز فَذَهَبَ. وقَرْضٌ مَجْلُوز: يُجْزى بِهِ مَرَّةً وَلَا
يُجْزَى بِهِ أُخرى، وَهُوَ مِنَ الذَّهَابِ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ
الْهُذَلِيُّ:
هَلْ أَجْزِيَنَّكما يَوْمًا بقَرْضِكما؟ ... والقَرْض بالقَرْضِ
مَجْزيٌّ ومَجْلُوز
والجِلَّوْزُ: الْبُنْدُقُ؛ عَرَبِيٌّ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ:
التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ شَكَرَ: والجِلَّوْز نَبْتٌ لَهُ حَبٌّ
إِلى الطُّول مَا هُوَ وَيُؤْكَلُ مُخُّه شِبْه الْفُسْتُقِ.
والجِلَّوْز: الضخم الشجاع. وَقَالَ النَّضْرُ: جَلَزَ شَيْئًا إِلى
شَيْءٍ أَي ضَمَّه إِليه؛ وأَنشد:
قَضَيْت حُوَيْجَةً وجَلَزْتُ أُخْرى ... كَمَا جَلَزَ الفُشاغُ عَلَى
الغُصُونِ
وَقَدْ سَمَّتْ جالِزاً ومِجْلَزاً وكَنَّت بأَبي مِجْلَز، وَكَانَ
أَبو عُبَيْدَةَ يَقُولُ أَبو مَجْلِزِ، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ
اللَّامِ؛ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ أَبو مِجْلز، قَالَ: وَالْعَامَّةُ
تَقُولُ مَجْلِز وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ جَلْز السَّوْطِ وَهُوَ
مَقْبِضه عِنْدَ قَبِيعته. وَتَقُولُ: هَذَا أَبو مِجْلَز قَدْ جَاءَ،
بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ أَيضاً مِنْ جَلْز السِّنَانِ
وَهُوَ أَغلظه. وَفِي الْحَدِيثِ:
قَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِني أُحب أَن أَتَجَمَّل بِجِلازِ سَوْطي
؛ الجِلاز: السَّيْرُ الَّذِي يُشَدُّ فِي طَرَفِ السَّوْطِ؛ قَالَ
الْخَطَّابِيُّ: رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ جِلان، بِالنُّونِ،
وَهُوَ غَلَطٌ. والجِلْواز: الثُّؤْرُور، وَقِيلَ: هُوَ الشُّرَطِيّ،
وجَلْوَزَتُه: خِفَّته بَيْنَ يَدَيِ الْعَامِلِ فِي ذَهَابِهِ
وَمَجِيئِهِ، وَالْجَمْعُ الجَلاوِزَة.
(5/322)
وجَمَلٌ جَلَنْزى: غَلِيظٌ شَدِيدٌ.
الْفَرَّاءُ: الجِلْئِزُ مِنَ النِّسَاءِ الْقَصِيرَةُ؛ وأَنشد أَبو
ثَرْوَانَ:
فَوْقَ الطَّوِيلة وَالْقَصِيرَةِ شَبْرُها ... لَا جِلْئِزٌ كُنُدٌ
وَلَا قَيْدُود
قَالَ: هِيَ الفِنْئِلُ أَيضاً، وَيُقَالُ فِي نَزْعِ الْقَوْسِ إِذا
أَغْرَق فِيهِ حَتَّى بَلَغ النَّصْل؛ قَالَ عَدِيٌّ:
أَبْلِغْ أَبا قابُوس، إِذ جَلَّزَ النَّزْعَ ... وَلَمْ يُؤْخَذْ
لِخَطِّي يَسَرْ
جَلْبَزَ: ابْنُ دُرَيْدٍ: جَلْبَزٌ وجُلابِز صلب شديد.
جَلْحَزَ: رَجُلٌ جَلْحَزٌ وجِلْحاز: ضيِّق بَخِيلٌ؛ قَالَ الأَزهري:
هَذَا الْحَرْفُ فِي كِتَابِ الْجَمْهَرَةِ لِابْنِ دُرَيْدٍ مَعَ حروف
غيره لَمْ أَجد أَكثرها لأَحد مِنَ الثِّقَاتِ وَيَجِبُ الْفَحْصُ
عَنْهَا، فَمَا وُجِدَ لإِمام مَوْثُوقٍ بِهِ أُلحق بِالرُّبَاعِيِّ
وإِلا فَلْيُحْذَرْ منها.
جَلْفَزَ: الجَلْفَزُ والجُلافِزُ: الصُّلْبُ. وَنَاقَةٌ جَلْفَزِيزٌ:
صُلْبَةٌ غَلِيظَةٌ، مِنْ ذَلِكَ. والجَلْفَزِيزُ: الْعَجُوزُ
المُتَشَنّجة وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ عَمُول. ونابٌ جَلْفَزِيز: هَرِمَة
عَمُول حَمُول، وَقِيلَ: الجَلْفَزِيز مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي
أَسَنَّتْ وَفِيهَا بَقِيَّةٌ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ؛ وأَنشد ابْنُ
السِّكِّيتِ يَصِفُ امرأَة أَسَنَّتْ وَهِيَ مَعَ سِنِّها ضَعِيفَةُ
الْعَقْلِ:
السِّنُّ مِنْ جَلْفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خَلَقٍ ... والحِلْمُ حِلْم صَبيٍّ
يَمْرُثُ الوَدَعَه
وَيُقَالُ: دَاهِيَةٌ جَلْفَزِيز؛ وَقَالَ:
إِني أَرى سَوْداءَ جَلْفَزِيزَا
وَيُقَالُ: جَعَلَهَا اللَّهُ الجَلْفَزِيزَ إِذا صَرَم أَمره
وَقَطَعَهُ. والجَلْفَزِيز: الثَّقِيلُ؛ عَنِ السيرافي.
جَلَنْزَ: ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ جَمَلٌ جَلَنْزَى وبَلَنْزى إِذا
كان غليظاً شديداً.
جَلْهَزَ: الجَلْهَزَة: إِغضاؤك عَنِ الشَّيْءِ وكَتْمك لَهُ وأَنت
عالم به.
جمز: جَمَزَ الإِنسانُ والبعيرُ والدابةُ يَجْمِزُ جَمْزاً وجَمَزَى:
وَهُوَ عَدْوٌ دُونَ الحُضْر الشَّدِيدِ وَفَوْقَ العَنَق، وَهُوَ
الجَمْز، وَبَعِيرٌ جَمَّاز مِنْهُ. والجَمَّاز: الْبَعِيرُ الَّذِي
يَرْكَبُهُ المُجَمِّزُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
أَنا النَّجاشِيّ عَلَى جَمَّاز ... حادَ ابنُ حَسَّان عَنِ ارْتِجازي
وَحِمَارٌ جَمَزَى: وَثَّاب سَرِيعٌ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ
الْهُذَلِيُّ:
كأَني ورَحْلي، إِذا رُعْتُها ... عَلَى جمَزَى جازِئٍ بالرّمالِ
وأَصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه ... حَزابِيَةٍ حَيَدَى بالدِّحالِ
شَبَّهَ نَاقَتَهُ بِحِمَارِ وَحْشٍ وَوَصَفَهُ بِجَمَزَى، وَهُوَ
السَّرِيعُ، وَتَقْدِيرُهُ عَلَى حِمَارٍ جَمَزَى. الْكِسَائِيُّ:
النَّاقَةُ تَعْدُو الجَمَزَى وَكَذَلِكَ الفَرَس. وحَيَدَى بالدِّحال:
خطأٌ لأَن فَعَلى لَا يَكُونُ إِلا لِلْمُؤَنَّثِ. قَالَ الأَصمعي:
لَمْ أَسمع بفَعَلى فِي صِفَةِ الْمُذَكَّرِ إِلا فِي هَذَا الْبَيْتِ،
يَعْنِي أَن جَمَزَى وبَشَكى وزَلَجى ومَرَطى وَمَا جَاءَ عَلَى هَذَا
الْبَابِ لَا يَكُونُ إِلا مِنَ صِفَةِ النَّاقَةِ دُونَ الْجَمَلِ،
قَالَ: وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي لَنَا: [حَيَدٌ بالدِّحال] يُرِيدُ
عَنِ الدِّحال. قَالَ الأَزهري: ومَخْرج مَنْ رَوَاهُ جَمَزَى عَلَى
عَيْرٍ ذِي جَمَزَى أَي ذِي مِشْيَةٍ جَمَزَى، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ:
نَاقَةٌ وَكَرَى أَي ذَاتُ مِشْيَة وكَرى. وَفِي حَدِيثِ
مَاعِزٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَلَمَّا أَذْلَقَتْه الْحِجَارَةُ
جَمَزَ
أَي أَسرع هَارِبًا مِنَ الْقَتْلِ؛
(5/323)
وَمِنْهُ حَدِيثُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: مَا كَانَ إِلا الجَمْزُ
؛ يَعْنِي السَّيْرُ بِالْجَنَائِزِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
يَرُدُّونهم عَنْ دِينِهِمْ كُفَّاراً جَمَزَى
، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وجَمَزَ فِي الأَرض جَمْزاً: ذَهَبَ؛ عَنْ
كُرَاعٍ. والجُمَّازَة: دُرَّاعَة مِنْ صُوفٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، توضأَ فَضَاقَ
عَنْ يَدَيْهِ كُمَّا جُمَّازَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ فأَخرج يَدَيْهِ
مِنْ تَحْتِهَا
؛ الجُمَّازة، بِالضَّمِّ: مِدْرعة صُوفٍ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ؛
وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
يَكْفِيكَ، مِنْ طاقٍ كَثِيرِ الأَثْمانْ ... جُمَّازَةٌ شُمِّرَ
مِنْهَا الكُمَّانْ
وَقَالَ أَبو وَجْزَةَ:
دَلَنْظى يَزِلُّ القَطْر عَنْ صَهَواتِهِ ... هُوَ اللَّيْثُ فِي
الجُمَّازَةِ المُتَوَرِّدُ
ابْنُ الأَعرابي: الجَمْز الِاسْتِهْزَاءُ. والجُمْزانُ: ضَرْبٌ مِنَ
التَّمْرِ وَالنَّخْلِ وَالْجُمَّيْزِ. والجُمْزَةُ: الكُتْلَةُ مِنَ
التَّمْرِ والأَقِطِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ جُمَز. والجُمْزَةُ:
بُرْعُوم النَّبْتِ الَّذِي فِيهِ الْحَبَّةُ؛ عَنْ كُرَاعٍ،
كالقُمْزة، وَسَنَذْكُرُهَا فِي مَوْضِعِهَا. والجَمْز: مَا بَقِيَ
مِنْ عُرْجون النَّخْلَةِ، وَالْجَمْعُ جُمُوز. والجُمَّيز
والجُمَّيْزَى: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ يُشْبِهُ حَمْلُهُ التِّين
ويَعْظم عِظَم الفِرْصاد، وتِينُ الجُمَّيْز مِنْ تِينِ الشَّامِ أَحمر
حُلْوٌ كَبِيرٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: تِينُ الجُمَّيز رَطْب لَهُ
مَعَالِيقُ طِوال ويُزَبَّب، قَالَ: وَضَرْبٌ آخَرُ مِنَ الجُمَّيْز
لَهُ شَجَرٌ عِظَامٌ يَحْمِلُ حَمْلًا كَالتِّينِ فِي الْخِلْقَةِ
وَرَقَتُها أَصغر مِنْ ورَقَة التِّينِ الذَّكَرِ، وتينُها صِغار أَصفر
وأَسود يَكُونُ بالغَوْرِ يُسَمَّى التِّينَ الذَّكَرَ، وَبَعْضُهُمْ
يُسَمِّي حَمْلَهُ الْحَمَا «8» ، والأَصفر مِنْهُ حُلْوٌ، والأَسود
يُدْمي الْفَمَ، وَلَيْسَ لتِينها عِلاقة، وَهُوَ لَاصِقٌ بالعُود،
الْوَاحِدَةُ مِنْهُ جُمَّيْزَةٌ وجُمَّيْزَى، والله أَعلم.
جنز: جَنَزَ الشيءَ يَجْنِزُه جَنْزاً: سَتَرَهُ. وَذَكَرُوا أَن
النَّوَار لَمَّا احْتُضِرَت أَوْصَت أَن يُصَلِّيَ عَلَيْهَا
الْحَسَنُ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ:
إِذا جَنَزْتُموها فآذِنُوني.
والجِنَازَة والجَنَازة: الْمَيِّتُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: زَعَمَ
قَوْمٌ أَن اشْتِقَاقَهُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا
أَدري مَا صِحَّتُهُ، وَقَدْ قِيلَ: هُوَ نَبَطِيّ. والجِنازة:
وَاحِدَةُ الجَنائز، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ الجَنازة، بِالْفَتْحِ،
وَالْمَعْنَى الْمَيِّتُ عَلَى السَّرِيرِ، فإِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ
الْمَيِّتُ فَهُوَ سَرِيرٌ ونَعْش. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن رَجُلًا كَانَ لَهُ امرأَتان فَرُمِيَتْ إِحداهما فِي جِنَازَتِهَا
أَي مَاتَتْ. تَقُولُ الْعَرَبُ إِذا أَخْبَرَتْ عَنْ مَوْتِ إِنسان:
رُمِيَ فِي جِنازته لأَن الجِنازَة تَصِيرُ مَرْمِيًّا فِيهَا،
وَالْمُرَادُ بِالرَّمْيِ الحَمْل والوَضْع. والجِنازة، بِالْكَسْرِ:
الْمَيِّتُ بِسَرِيرِه، وَقِيلَ: بِالْكَسْرِ السّرِير، بالفتح
الْمَيِّتُ. ورُمِيَ فِي جَنَازته أَي مَاتَ، وطُعِن فِي جِنازته أَي
مَاتَ. ابْنُ سِيدَهْ: الجَنَازَة، بِالْفَتْحِ، الْمَيِّتُ،
والجِنازة، بِالْكَسْرِ: السَّرِيرُ الَّذِي يُحْمل عَلَيْهِ
الْمَيِّتُ؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: لَا يُسَمَّى جِنَازة حَتَّى يَكُونَ
عَلَيْهِ مَيِّتٌ، وإِلا فَهُوَ سَرِيرٌ أَو نَعْشٌ؛ وأَنشد
الشَّمَّاخُ:
إِذا أَنْبَضَ الرَّامون فِيهَا تَرَنَّمَتْ ... تَرَنُّمَ ثَكْلى
أَوْجَعَتْها الجَنائِزُ
وَاسْتَعَارَ بَعْضُ مُجَّان الْعَرَبِ الجِنَازة لِزِقِّ الْخَمْرِ
فَقَالَ وَهُوَ عَمْرُو بْنِ قِعَاسٍ:
وكنتُ إِذا أَرى زِقًّا مَرِيضاً ... يُناحُ عَلَى جِنازَته، بَكَيْتُ
وإِذا ثَقُلَ عَلَى الْقَوْمِ أَمر أَو اغْتَمُّوا به، فهو جِنَازة
__________
(8) . قوله [يسمى حمله الحما] كذا بالأَصل
(5/324)
عَلَيْهِمْ؛ قَالَ:
وَمَا كنتُ أَخْشى أَن أَكُونَ جِنازَةً ... عَلَيْكَ، ومَنْ يَغْتَرُّ
بالحَدَثان؟
اللَّيْثُ: الجِنازة الإِنسان الْمَيِّتُ وَالشَّيْءُ الَّذِي قَدْ
ثَقُل عَلَى قَوْمٍ فاغْتَمُّوا بِهِ. قَالَ اللَّيْثُ: وَقَدْ جَرَى
فِي أَفواه النَّاسِ جَنازة، بِالْفَتْحِ، والنَّحارير يُنْكِرُونَهُ،
وَيَقُولُونَ: جُنِزَ الرجلُ، فَهُوَ مَجْنوز إِذا جُمِعَ. الأَصمعي:
الجِنَازة، بِالْكَسْرِ، هُوَ الْمَيِّتُ نَفْسُهُ وَالْعَوَامُّ
يَقُولُونَ إِنه السَّرِيرُ. تَقُولُ الْعَرَبُ: تَرَكْتُهُ جِنَازة
أَي مَيِّتًا. النَّضْرُ: الجِنَازة هُوَ الرَّجُلُ أَو السَّرِيرُ
مَعَ الرَّجُلِ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ: سُمِّيَتِ
الجِنَازة لأَن الثِّيَابَ تُجْمع والرجلُ عَلَى السَّرِيرِ، قَالَ:
وجُنِزوا أَي جُمِعوا. ابْنُ شُمِيلٍ: ضُرِب الرجُل حَتَّى تُرِك
جِنازةً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَذْكُرُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَيًّا وَمَيِّتًا:
كانَ مَيْتاً جِنازَةً خَيْرَ مَيْتٍ ... غَيَّبَتْه حَفائِرُ
الأَقْوام
جهز: جَهاز العَرُوس وَالْمَيِّتِ وجِهازهما: مَا يَحْتَاجَانِ إِليه،
وَكَذَلِكَ جِهَازُ الْمُسَافِرِ، يُفْتَحُ وَيُكْسَرُ؛ وَقَدْ
جَهَّزَه فَتَجَهَّز وجَهَّزْتُ العروسَ تَجْهِيزاً، وَكَذَلِكَ
جَهَّزت الْجَيْشَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنْ لَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُجَهِّزْ غَازِيًا
؛ تَجْهِيزُ الْغَازِي: تَحْمِيله وإِعداد مَا يَحْتَاجُ إِليه فِي
غَزْوِهِ، وَمِنْهُ تَجْهِيزُ الْعَرُوسِ: وتَجْهِيز الْمَيِّتِ.
وجَهَّزت الْقَوْمَ تَجْهِيزاً إِذا تكلَّفت لَهُمْ بِجهازِهِمْ
لِلسَّفَرِ، وَكَذَلِكَ جِهَاز الْعَرُوسِ وَالْمَيِّتِ، وَهُوَ مَا
يُحْتَاجُ لَهُ فِي وَجْهِهِ، وَقَدْ تَجَهَّزُوا جَهازاً. قَالَ
اللَّيْثُ: وَسَمِعْتُ أَهل الْبَصْرَةِ يخطئُون الجِهَازَ،
بِالْكَسْرِ. قَالَ الأَزهري: وَالْقُرَّاءُ كُلُّهُمْ عَلَى فَتْحِ
الْجِيمِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ
؛ قَالَ: وجِهَاز، بِالْكَسْرِ، لُغَةٌ رَدِيئَةٌ؛ قَالَ عُمَرَ بْنِ
عَبْدِ الْعَزِيزِ:
تَجَهَّزي بِجهازٍ تَبْلُغِينَ بِهِ ... يَا نَفْسُ، قَبْلَ الرَّدَى،
لَمْ تُخْلَقي عَبَثا
وجَهاز الرَّاحِلَةِ: مَا عَلَيْهَا. وجَهَاز المرأَة: حَياؤُها،
وَهُوَ فَرْجها. وَمَوْتٌ مُجْهِز أَي وَحِيٌّ. وجَهَزَ عَلَى
الْجَرِيحِ وأَجْهَزَ: أَثْبَت قَتْله. الأَصمعي: أَجْهَزْتُ عَلَى
الْجَرِيحِ إِذا أَسرعت قَتْلَهُ وَقَدْ تَمَّمت عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ
سِيدَهْ: وَلَا يُقَالُ «1» أَجاز عَلَيْهِ إِنما يُقَالُ أَجازَ عَلَى
اسْمِهِ أَي ضَرَب. وَمَوْتٌ مُجْهِز وجَهِيز أَي سَرِيعٌ. وَفِي
الْحَدِيثِ:
هَلْ تَنْظُرون إِلا مَرَضًا مُفْسداً أَو مَوْتًا مُجْهِزاً
أَي سَرِيعًا. وَمِنْهُ حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: لَا يُجْهَز عَلَى جَريحهم
أَي مَنْ صُرِع مِنْهُمْ وكُفِيَ قِتالُه لَا يُقْتل لأَنهم مُسْلمون،
وَالْقَصْدُ مِنْ قِتَالِهِمْ دَفْعُ شَرِّهِمْ، فإِذا لَمْ يَكُنْ
ذَلِكَ إِلا بِقَتْلِهِمْ قُتِلوا. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه أَتى عَلَى أَبي جَهْلٍ
وَهُوَ صَرِيع فأَجْهَزَ عَلَيْهِ.
وَمِنْ أَمثالهم فِي الشَّيْءِ إِذا نَفَر فَلَمْ يَعُدْ: ضَرَب فِي
جَهَازه، بِالْفَتْحِ، وأَصله فِي الْبَعِيرِ يَسْقُطُ عَنْ ظَهْرِهِ
القَتَب بأَداته فَيَقَعُ بَيْنَ قَوَائِمِهِ فَيَنْفِرُ عَنْهُ حَتَّى
يَذْهَبَ فِي الأَرض، وَيُجْمَعُ عَلَى أَجْهِزَة؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
يَبِتْنَ يَنْقُلْنَ بأَجْهِزاتِها
قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ ضَرَب البعيرُ فِي جَهازِه إِذا جَفَلَ
فَنَدَّ فِي الأَرض والْتَبَط حَتَّى طَوَّحَ مَا عَلَيْهِ مِنْ أَداة
وحِمْل. وضَرَبَ فِي جَهازٍ البعيرُ إِذا شَرَدَ. وجَهَّزت فُلَانًا
أَي هَيَّأْتَ جَهاز سَفَرِهِ. وتَجَهَّزْت
__________
(1) . قَوْلُهُ [قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَلَا يقال إلخ] عبارة القاموس
وشرحه في مادة ج وز: وأجزت على الجريح لغة في أجهزت، وأنكره ابن سيدة
فقال ولا يقال إلخ
(5/325)
لأَمْرِ كَذَا أَي تهيأَت لَهُ. وَفَرَسٌ
جَهِيز: خَفِيفٌ. أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ جَهِيز الشَّدِّ أَي سَرِيعُ
الْعَدْوِ، وأَنشد:
ومُقَلِّص عَتَد جَهِيز شَدُّهُ ... قَيْد الأَوَابِدِ فِي الرِّهانِ
جَواد
وجَهِيزَةُ: اسْمُ امرأَة رَعْناءَ تُحَمَّق. وَفِي الْمَثَلِ:
أَحْمَقُ مِنْ جَهِيزَةَ؛ قِيلَ: هِيَ أُم شبِيبٍ الخَارجي، كَانَ أَبو
شَبِيبٍ مِنْ مُهاجِرَة الْكُوفَةِ اشْتَرَى جَهِيزَةَ مِنَ السَّبي،
وَكَانَتْ حَمْرَاءَ طَوِيلَةً جَمِيلَةً فأَرَادَها عَلَى الإِسلام
فَأَبَتْ، فَوَاقَعَهَا فَحَمَلَتْ فَتَحَرَّكَ الْوَلَدُ فِي
بَطْنِهَا، فَقَالَتْ: فِي بَطْني شَيْءٌ يَنْقُز، فَقِيلَ: أَحمق مِنْ
جَهِيزَة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ مِنْ هَذَا
الْمَثَلِ: أَحمق مِنْ جَهِيزَةَ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ، وَذَكَرَ
الْجَاحِظُ أَنه أَحمق مِنْ جَهِيزَةٍ، بِالصَّرْفِ. والجَهِيزَة:
عِرْسُ الذِّئْبِ يَعْنون الذِّئْبَةَ، وَمِنْ حُمْقها أَنها تَدَعُ
ولدَها وتُرْضع أَولاد الضَّبُعِ كَفِعْلِ النَّعَامَةِ بِبَيْض
غَيْرِهَا؛ وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ ابنِ جِذْلِ الطَّعَانِ:
كَمُرْضِعَةٍ أَولادَ أُخرى، وضَيَّعَتْ ... بَنِيها، فَلَمْ تَرْقَعْ
بِذَلِكَ مَرْقَعا
وَكَذَلِكَ النَّعَامَةُ إِذا قَامَتْ عَنْ بَيْضها لِطَلَبِ قُوتِها
فَلَقِيَتْ بَيْضَ نَعَامَةٍ أُخرى حَضَنَتْه فَحُمِّقَتْ بِذَلِكَ؛
وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ ابْنِ هرمة:
إِنِّي وتَرْكي نَدى الأَكْرَمِينَ ... وقَدْحي بِكَفَّيّ زَنْداً
شَحاحا
كتارِكَةٍ بَيْضها بالعَراء ... ومُلْبِسَةٍ بَيْض أُخرى جَناها
قَالُوا: وَيَشْهَدُ لِمَا بَيْنَ الذِّئْبِ وَالضَّبُعِ مِنَ
الأُلْفَةِ أَن الضَّبُعَ إِذا صِيدَتْ أَو قُتِلت فإِن الذِّئْبَ
يَكْفُل أَولادها ويأْتيها بِاللَّحْمِ؛ وأَنشدوا فِي ذَلِكَ
لِلْكُمَيْتِ:
كَمَا خامَرَتْ فِي حِضْنِها أُمُّ عامِر ... لِذِي الحَبْل، حَتَّى
عَالَ أَوْسٌ عِيالَها «1»
وَقِيلَ فِي قَوْلِهِمْ أَحمق مِنْ جَهِيزَةَ: هِيَ الضَّبُعُ
نَفْسُهَا، وَقِيلَ: الجَهِيزَةُ جِرْوُ الدُّبِّ والجِبْسُ أُنْثاه،
وَقِيلَ: الجَهِيزة الدُّبَّةُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: كَانَتْ جَهِيزَة
امرأَة خَلِيقَةً فِي بَدَنِهَا رَعْناء يُضْرَبُ بِهَا الْمَثَلُ فِي
الْحُمْقِ؛ وأَنشد:
كأَنَّ صَلا جَهِيزَة، حِينَ قامتْ ... حِبابُ الْمَاءِ حَالًا بَعْدَ
حالِ
جوز: جُزْتُ الطريقَ وجازَ الموضعَ جَوْزاً وجُؤُوزاً وجَوازاً
ومَجازاً وجازَ بِهِ وجاوَزه جِوازاً وأَجازه وأَجاز غيرَه وجازَه:
سَارَ فِيهِ وَسَلَكَهُ، وأَجازَه: خَلَّفه وَقَطَعَهُ، وأَجازه:
أَنْفَذَه؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
خَلُّوا الطريقَ عَنْ أَبي سَيَّارَه ... حَتَّى يُجِيزَ سَالِمًا
حِمارَه
وَقَالَ أَوسُ بْنُ مَغْراءَ:
وَلَا يَرِيمُونَ للتَّعْريف مَوْضِعَهم ... حَتَّى يُقال: أَجِيزُوا
آلَ صَفْوانا
يَمْدَحُهُمْ بأَنهم يُجيزُون الْحَاجَّ، يَعْنِي أَنْفِذوهم.
والمَجازُ والمَجازَةُ: الْمَوْضِعُ. الأَصمعي: جُزْت الْمَوْضِعَ
سِرْتُ فِيهِ، وأَجَزْته خَلَّفْته وَقَطَعْتُهُ، وأَجَزْتُه
أَنْفَذْته؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
فَلَمَّا أَجَزْنا ساحَةَ الحَيِّ، وانْتَحى ... بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ
ذِي قفافٍ عَقَنْقَلِ
وَيُرْوَى: ذِي حِقاف. وجاوَزْت الْمَوْضِعَ جِوازاً:
__________
(1) . قوله [لِذِي الْحَبْلِ] أَيْ لِلصَّائِدِ الَّذِي يُعَلِّقُ
الْحَبْلَ فِي عرقوبها.
(5/326)
بِمَعْنَى جُزْتُه. وَفِي حَدِيثِ
الصِّرَاطِ:
فأَكون أَنا وأُمَّتي أَوّلَ مَنْ يُجِيزُ عَلَيْهِ
؛ قَالَ: يُجِيزُ لُغَةٌ فِي يجُوز جازَ وأَجازَ بِمَعْنًى؛ وَمِنْهُ
حَدِيثُ الْمَسْعَى:
لَا تُجِيزوا البَطْحاء إِلَّا شَدَّا.
و [الاجْتِيازُ] : السُّلُوكُ. والمُجْتاز: مُجْتابُ الطَّرِيقِ
ومُجِيزه. والمُجْتاز أَيضاً: الَّذِي يُحِبُّ النَّجاءَ؛ عَنِ ابْنِ
الأَعرابي؛ وأَنشد:
ثُمَّ انْشَمَرْتُ عَلَيْهَا خَائِفًا وجِلًا ... والخائفُ الواجِلُ
المُجْتازُ يَنْشَمِر
وَيُرْوَى: الوَجِلُ. والجَواز: صَكُّ الْمُسَافِرِ. وتجاوَز بِهِمُ
الطَّرِيقَ، وجاوَزَه جِوازاً: خَلَّفه. وَفِي التَّنْزِيلِ
الْعَزِيزِ: وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ*
. وجَوَّز لَهُمْ إِبِلَهم إِذا قَادَهَا بَعِيرًا بَعِيرًا حَتَّى
تَجُوزَ. وجَوائِزُ الأَمثال والأَشْعار: مَا جازَ مِنْ بَلَدٍ إِلى
بَلَدٍ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
ظَنِّي بِهم كَعَسى، وهُمْ بِتَنُوفَةٍ ... يَتَنازَعُون جَوائِزَ
الأَمْثال
قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يَقُولُ الْيَقِينَ مِنْهُمْ كَعَسى، وعَسى
شَكٌّ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ:
يَتَنَازَعُونَ جَوَائِزَ الأَمثال
أَي يُجِيلُونَ الرأْي فِيمَا بَيْنَهُمْ ويَتَمَثَّلُون مَا
يُرِيدُونَ وَلَا يَلْتَفِتُونَ إِلى غَيْرِهِمْ مِنْ إِرخاء إِبلهم
وَغَفْلَتِهِمْ عَنْهَا. وأَجازَ لَهُ البيعَ: أَمْضاه. وَرُوِيَ عَنْ
شُرَيْحٍ: إِذا بَاعَ المُجِيزان فَالْبَيْعُ للأَول، وإِذا أَنْكح
المُجِيزان فَالنِّكَاحُ للأَول؛ المُجِيز: الْوَلِيُّ؛ يُقَالُ:
هَذِهِ امرأَة لَيْسَ لَهَا مُجِيز. والمُجِيز: الْوَصِيُّ. والمُجِيز:
القَيّم بأَمر الْيَتِيمِ. وَفِي حَدِيثِ نِكَاحِ الْبِكْرِ:
فإِن صَمَتَتْ فَهُوَ إِذنها، وإِن أَبَتْ فَلَا جَوازَ عَلَيْهَا
أَي لَا وِلَايَةَ عَلَيْهَا مَعَ الِامْتِنَاعِ. والمُجِيز: الْعَبْدُ
المأْذون لَهُ فِي التِّجَارَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن رَجُلًا خَاصَمَ إِلى شُرَيْحٍ غُلَامًا لِزِيَادٍ فِي بِرْذوْن
بَاعَهُ وكَفَلَ لَهُ الغلامُ، فَقَالَ شُرَيْحٌ: إِن كَانَ مُجيزاً
وكَفَلَ لَكَ غَرِم، إِذا كَانَ مأُذوناً لَهُ فِي التِّجَارَةِ.
ابْنُ السِّكِّيتِ: أَجَزْت عَلَى [اسْمِهِ إِذا جَعَلْتُهُ جَائِزًا]
. وجَوَّزَ لَهُ مَا صَنَعَهُ وأَجازَ لَهُ أَي سَوَّغ لَهُ ذَلِكَ،
وأَجازَ رأْيَه وجَوَّزه: أَنفذه. وَفِي حَدِيثِ
الْقِيَامَةِ وَالْحِسَابِ: إِني لَا أُجِيزُ اليومَ عَلَى نَفْسي
شَاهِدًا إِلا مِنِّي
أَي لَا أُنْفِذ وَلَا أُمْضِي، مِنْ أَجازَ أَمره يُجِيزه إِذا أَمضاه
وَجَعَلَهُ جَائِزًا. وَفِي حَدِيثِ
أَبي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَبْلَ أَن تُجِيزُوا عليَ
أَي تَقْتُلُونِي وتُنْفِذُوا فيَّ أَمْرَكم. وتَجَوَّزَ فِي هَذَا
الأَمر مَا لَمْ يَتَجَوَّز فِي غَيْرِهِ: احْتَمَلَهُ وأَغْمَض فِيهِ.
والمَجازَةُ: الطَّرِيقُ إِذا قَطَعْتَ مِنْ أَحد جَانِبَيْهِ إِلى
الْآخَرِ. والمَجازَةُ: الطَّرِيقُ فِي السَّبَخَة. والجائِزَةُ:
الْعَطِيَّةُ، وأَصله أَن أَميراً واقَفَ عَدُوًّا وَبَيْنَهُمَا
نَهْرٌ فَقَالَ: مَنْ جازَ هَذَا النَّهْرَ فَلَهُ كَذَا، فكلَّما
جَازَ مِنْهُمْ واحدٌ أَخذ جائِزَةً. أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ
أَجازَ السُّلْطَانُ فُلَانًا بجائِزَةٍ: أَصل الجائزَة أَن يُعْطِيَ
الرجلُ الرجلَ مَاءً ويُجِيزه لِيَذْهَبَ لِوَجْهِهِ، فَيَقُولُ
الرَّجُلُ إِذا وَرَدَ مَاءً لقَيِّمِ الْمَاءِ: أَجِزْني مَاءً أَي
أَعطني مَاءً حَتَّى أَذهب لِوَجْهِي وأَجُوز عَنْكَ، ثُمَّ كَثُرَ
هَذَا حَتَّى سَمَّوا الْعَطِيَّةَ جائِزَةً. الأَزهري: الجِيزَة مِنَ
الْمَاءِ مِقْدَارُ مَا يَجُوزُ بِهِ الْمُسَافِرُ مِنْ مَنْهَلٍ إِلى
مَنْهَلٍ، يُقَالُ: اسْقِني جِيزة وَجَائِزَةً وجَوْزة. وَفِي
الْحَدِيثِ:
الضِّيافَةُ ثَلَاثَةُ أَيام وجائِزَتُه يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ وَمَا زَادَ
فَهُوَ صَدَقَةٌ
، أَي يُضافُ ثلاثَةَ أَيام فَيَتَكَلَّفُ لَهُ فِي الْيَوْمِ الأَوّل
مِمَّا اتَّسَعَ لَهُ مِنْ بِرٍّ
(5/327)
وإِلْطاف، وَيُقَدِّمُ لَهُ فِي الْيَوْمِ
الثَّانِي وَالثَّالِثِ مَا حَضَره وَلَا يَزِيدُ عَلَى عَادَتِهِ،
ثُمَّ يُعْطِيهِ مَا يَجُوزُ بِهِ مسافَةَ يومٍ وَلَيْلَةٍ، وَيُسَمَّى
الجِيزَةَ، وَهِيَ قَدْرُ مَا يَجُوز بِهِ الْمُسَافِرُ مِنْ مَنْهَل
إِلى مَنْهَلٍ، فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ
وَمَعْرُوفٌ، إِن شَاءَ فَعَلَ، وإِن شَاءَ تَرَكَ، وإِنما كُرِهُ لَهُ
المُقام بَعْدَ ذَلِكَ لِئَلَّا تَضِيقَ بِهِ إِقامته فَتَكُونُ
الصَّدَقَةُ عَلَى وَجْهِ المَنِّ والأَذى. الْجَوْهَرِيُّ: أَجازَه
بِجائِزَةٍ سَنِيَّةٍ أَي بِعَطَاءٍ. وَيُقَالُ: أَصل الجَوائِز أَنَّ
قَطَنَ بْنَ عَبْدِ عَوْف مِنْ بَنِي هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ
صَعْصَعَةَ ولَّى فَارِسَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، فَمَرَّ بِهِ
الأَحنف فِي جَيْشِهِ غَازِيًا إِلى خُراسان، فَوَقَفَ لَهُمْ عَلَى
قَنْطرة فَقَالَ: أَجيزُوهم، فَجَعَلَ يَنْسِبُ الرَّجُلَ فَيُعْطِيهِ
عَلَى قَدْرِ حَسَبه؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
فِدًى للأَكْرَمِينَ بَنِي هِلالٍ ... عَلَى عِلَّاتِهم، أَهْلي
وَمَالِي
هُمُ سَنُّوا الجَوائز فِي مَعَدٍّ ... فَصَارَتْ سُنَّةً أُخْرى
اللَّيالي
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَجِيزُوا الوَفْد بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهم بِهِ
أَي أَعْطوهم الجِيزَة. والجائِزَةُ: الْعَطِيَّةُ مِنْ أَجازَه
يُجِيزُه إِذا أَعطاه. وَمِنْهُ حَدِيثُ
الْعَبَّاسِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلا أَمْنَحُك، أَلا أَجِيزُك
؟ أَي أُعطيك، والأَصل الأَوّل فَاسْتُعِيرَ لِكُلِّ عَطَاءٍ؛ وأَما
قَوْلُ الْقُطَامِيِّ:
ظَلَلْتُ أَسأَل أَهْلَ الْمَاءِ جائِزَةً
فَهِيَ الشَّرْبة مِنَ الْمَاءِ. والجائزُ مِنَ الْبَيْتِ: الْخَشَبَةُ
الَّتِي تَحْمِل خَشَبَ الْبَيْتِ، وَالْجَمْعُ أَجْوِزَةٌ وجُوزان
وجَوائِز؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ، والأُولى نَادِرَةٌ، وَنَظِيرُهُ وادٍ
وأَوْدِيَة. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن امرأَة أَتت النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَالَتْ: إِني رأَيت فِي الْمَنَامِ كأَن جائِزَ بَيْتِي قَدِ
انْكَسَرَ فَقَالَ: خَيْرٌ يَرُدّ اللَّهُ غائِبَكِ، فَرَجَعَ
زَوْجُهَا ثُمَّ غَابَ، فرأَت مِثْلَ ذَلِكَ فأَتت النَّبِيَّ، صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ تَجِدْهُ ووجَدَتْ أَبا بَكْرٍ،
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فأَخْبَرَتْه فَقَالَ: يَمُوتُ زوجُكِ، فذكرَتْ
ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَالَ: هَلْ قَصَصْتِها عَلَى أَحد؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: هُوَ
كَمَا قِيلَ لَكِ.
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ فِي كَلَامِهِمُ الْخَشَبَةُ الَّتِي
يُوضَعُ عَلَيْهَا أَطراف الْخَشَبِ فِي سَقْفِ الْبَيْتِ.
الْجَوْهَرِيُّ: الجائِزَة الَّتِي يُقَالُ لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ
تِير، وَهُوَ سَهْمُ الْبَيْتِ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي الطُّفَيْل وَبِنَاءِ الْكَعْبَةِ: إِذا هُمْ بِحَيَّة مِثْلِ
قِطْعَةِ الجائِز.
والجائزَةُ: مَقام السَّاقي. وجاوَزْتُ الشَّيْءَ إِلى غَيْرِهِ
وتجاوَزْتُه بِمَعْنًى أَي أَجَزْتُه. وتَجاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ أَي
عَفَا. وَقَوْلُهُمْ: اللَّهُمَّ تَجَوَّز عَنِّي وتَجاوَزْ عَنِّي
بِمَعْنًى. وَفِي الْحَدِيثِ:
كُنْتُ أُبايِع الناسَ وَكَانَ مِنْ خُلُقي الجَواز
أَي التَّسَاهُلُ وَالتَّسَامُحُ فِي الْبَيْعِ والاقْتِضاء. وجاوَزَ
اللَّهُ عَنْ ذَنْبه وتَجاوَز وتَجَوَّز؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ: لَمْ
يُؤَاخِذْهُ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِن اللَّهَ تَجاوز عَنْ أُمَّتي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَها
أَي عَفَا عَنْهُمْ، مِنْ جازَهُ يَجُوزُه إِذا تعدَّاه وعَبَرَ
عَلَيْهِ، وأَنفسها نُصِبَ عَلَى الْمَفْعُولِ وَيَجُوزُ الرَّفْعُ
عَلَى الْفَاعِلِ. وجازَ الدّرْهَمُ: قُبِل عَلَى مَا فِيهِ مِنَ
خَفِيّ الدَّاخِلَةِ أَو قَلِيلِها؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
إِذا وَرَقَ الفِتْيانُ صَارُوا كأَنَّهم ... دراهِمُ، مِنْهَا
جائِزاتٌ وزُيَّفُ
اللَّيْثُ: التَّجَوُّز فِي الدَّرَاهِمِ أَن يَجُوزَها. وتَجَوَّز
الدراهمَ: قَبِلَها عَلَى مَا بِهَا. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: لَمْ
أَر النَّفَقَةَ تَجُوزُ بمكانٍ كَمَا تَجُوز بِمَكَّةَ، وَلَمْ
يُفَسِّرْهَا، وأَرى مَعْنَاهَا: تَزْكو أَو تُؤْثِرُ فِي الْمَالِ أَو
تَنْفُق؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى هَذِهِ الأَخيرة هِيَ
الصَّحِيحَةَ.
(5/328)
وتَجاوَزَ عَنِ الشَّيْءِ: أَغْضى.
وتَجاوَزَ فِيهِ: أَفْرط. وتَجاوَزْتُ عَنْ ذَنْبِهِ أَي لَمْ آخُذْهُ.
وتَجَوَّز فِي صِلَاتِهِ أَي خَفَّف؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
أَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فأَتَجوَّزُ فِي صَلَاتِي
أَي أُخففها وأُقللها. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
تَجَوَّزُوا فِي الصَّلَاةِ
أَي خَفِّفُوهَا وأَسرعوا بِهَا، وَقِيلَ: إِنه مِنَ الجَوْزِ القَطْعِ
والسيرِ. وتَجَوَّز فِي كَلَامِهِ أَي تَكَلَّمَ بالمَجاز.
وَقَوْلُهُمْ: جَعَل فلانٌ ذَلِكَ الأَمرَ مَجازاً إِلى حَاجَتِهِ أَي
طَرِيقًا ومَسْلكاً؛ وَقَوْلُ كُثَيِّر:
عَسُوف بأَجْوازِ الفَلا حِمْيَريَّة ... مَرِيس بِذِئْبان السَّبِيبِ
تَلِيلُها
قَالَ: الأَجْواز الأَوساط. وجَوْز كُلِّ شَيْءٍ: وَسَطُهُ،
وَالْجَمْعُ أجْواز؛ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يُكَسَّر عَلَى غَيْرِ أَفْعال
كَرَاهَةَ الضَّمَّةِ عَلَى الْوَاوِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:
مُقْوَرَّة تَتَبارى لَا شَوارَ لَهَا ... إِلا القُطُوع عَلَى
الأَجْوازِ والوُرُكِ
وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه قَامَ مِنْ جَوْز اللَّيْلِ
يُصَلِّي
؛ جَوْزُهُ: وَسَطُهُ. وَفِي حَدِيثِ
حُذَيْفَةَ: رَبَطَ جَوْزَهُ إِلى سَمَاءِ الْبَيْتِ أَو إِلى جائِزِه.
وَفِي حَدِيثِ
أَبي الْمِنْهَالِ: إِن فِي النَّارِ أَودِيَةً فِيهَا حَيَّات أَمثال
أَجْوازِ الإِبل أَي أَوساطها.
وجَوْز اللَّيْلِ: مُعْظمه. وُشَاةٌ جَوْزاءُ ومُجَوّزة: سَوْدَاءُ
الْجَسَدِ وَقَدْ ضُرب وسطُها بِبَيَاضٍ مِنْ أَعلاها إِلى أَسفلها،
وَقِيلَ: المُجَوّزة مِنَ الْغَنَمِ الَّتِي فِي صَدْرِهَا تَجْويز،
وَهُوَ لَوْنٌ يُخَالِفُ سَائِرَ لَوْنِهَا. والجَوْزاء: الشَّاةُ
يَبْيَضّ وسطُها. والجَوْزاءُ: نَجْم يُقَالُ إِنه يَعْتَرِضُ فِي
جَوْز السَّمَاءِ. والجَوْزاءُ: مِنْ بُرُوج السَّمَاءِ. والجَوْزاء:
اسْمُ امرأَة سُمِّيَتْ بِاسْمِ هَذَا البُرْجِ؛ قَالَ الرَّاعِي:
فقلتُ لأَصحابي: هُمُ الحَيُّ فالحَقُوا ... بِجَوْزاء فِي أَتْرابِها
عِرْس مَعْبدِ
والجَوازُ: الْمَاءُ الَّذِي يُسْقاه الْمَالُ مِنَ الْمَاشِيَةِ
والحَرْث وَنَحْوِهِ. وَقَدِ اسْتَجَزْتُ فُلَانًا فأَجازَني إِذا
سَقَاكَ مَاءً لأَرْضِك أَو لِماشِيَتك؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ:
وَقَالُوا: فُقَيمٌ قَيِّمُ الماءِ فاسْتَجِزْ ... عُبادَةَ، إِنَّ
المُسْتَجِيزَ عَلَى قُتْرِ
قَوْلُهُ: عَلَى قُتْر أَي عَلَى نَاحِيَةٍ وَحَرْفٍ، إِما أَن يُسْقى
وَإِمَّا أَن لا يُسْقى. وجَوَّز إِبلَه: سَقَاهَا. والجَوْزَة:
السَّقْية الْوَاحِدَةُ، وَقِيلَ: الجَوْزَة السَّقْية الَّتِي يَجُوز
بِهَا الرجلُ إِلى غَيْرِكَ. وَفِي الْمَثَلِ: لِكُلِّ جابِهٍ جَوْزَةٌ
ثُمَّ يُؤَذَّنُ أَي لِكُلِّ مُسْتَسْقٍ وَرَدَ عَلَيْنَا سَقْيَةٌ
ثُمَّ يُمْنَعُ مِنَ الْمَاءِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: ثُمَّ تُضْرَبُ
أُذُنه إِعلاماً أَنه لَيْسَ لَهُ عِنْدَهُمْ أَكثرُ مِنْ ذَلِكَ.
وَيُقَالُ: أَذَّنْتُه تَأْذِيناً أَي رَدَدْته. ابْنُ السِّكِّيتِ:
الجَواز السَّقْي. يُقَالُ: أَجِيزُونا، والمُسْتَجِيز: المُسْتَسْقي؛
قَالَ الرَّاجِزُ:
يَا صاحِبَ الماءِ، فَدَتْكَ نَفْسي ... عَجِّل جَوازي، وأَقِلَّ
حَبْسي
الْجَوْهَرِيُّ: الجِيزَةُ السَّقْية؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
يَا ابْنَ رُقَيْعٍ، ورَدَتْ لِخِمْسِ ... أَحْسِنْ جَوَازِي، وأَقِلَّ
حَبْسي
يُرِيدُ أَحْسِنْ سَقْيَ إِبلي. والجَواز: الْعَطَشُ. والجائِزُ:
الَّذِي يَمُرُّ عَلَى قَوْمٍ وَهُوَ عَطْشَانُ، سُقِي أَو لَمْ يُسْق
فَهُوَ جائِزٌ؛ وَأَنْشَدَ:
مَنْ يَغْمِس الجائِزَ غَمْسَ الوَذَمَه ... خَيْرُ مَعَدٍّ حَسَباً
ومَكْرُمَه
(5/329)
والإِجازَة فِي الشِّعْر: أَن تُتِم
مِصْراع غَيْرِكَ، وَقِيلَ: الإِجازَة فِي الشِّعْر أَن يَكُونَ الحرفُ
الَّذِي يَلِي حرفَ الرَّوِي مَضْمُومًا ثُمَّ يُكْسَرُ أَو يُفْتَحُ
وَيَكُونُ حَرْفُ الرَّوِيِّ مُقَيّداً. والإِجازَة فِي قَوْلِ
الْخَلِيلِ: أَن تَكُونَ الْقَافِيَةُ طَاءً والأُخرى دَالًا وَنَحْوُ
ذَلِكَ، وَهُوَ الإِكْفاء فِي قَوْلِ أَبي زَيْدٍ، وَرَوَاهُ
الْفَارِسِيُّ الإِجارَة، بِالرَّاءِ غيرَ مُعْجَمَةٍ. والجَوْزة:
ضَرْبٌ مِنِ الْعِنَبِ لَيْسَ بِكَبِيرٍ، وَلَكِنَّهُ يَصْفَرُّ جِدًّا
إِذا أَيْنَع. والجَوْز: الَّذِي يُؤْكَلُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ،
وَاحِدَتُهُ جَوْزة وَالْجَمْعُ جَوْزات. وأَرض مجَازَة: فِيهَا أَشجار
الجَوزْ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: شَجَرُ الجَوْز كَثِيرٌ بأَرض
الْعَرَبِ مِنْ بِلَادِ الْيَمَنِ يُحمَل ويُرَبَّى، وبالسَّرَوَات
شَجَرُ جَوْز لَا يُرَبَّى، وأَصل الجَوْز فَارِسِيٌّ وَقَدْ جَرَى فِي
كَلَامِ الْعَرَبِ وأَشعارها، وخشبُه مَوْصُوفٌ عِنْدَهُمْ
بِالصَّلَابَةِ وَالْقُوَّةِ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ:
كأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفِه ... إِلى طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ
لُطِمْن بتُرْس شَدِيدِ الصِّفَاقِ ... مِنْ خَشَب الجَوْز لَمْ
يُثْقَبِ
وَقَالَ الْجَعْدِيُّ أَيضاً وَذَكَرَ سَفِينَةَ نُوحٍ، عَلَى
نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَزَعَمَ
أَنها كَانَتْ مِنْ خَشَبِ الجَوْز، وإِنما قَالَ ذَلِكَ لِصَلَابَةِ
خَشَبِ الجَوْزِ وجَوْدته:
يَرْفَعُ بالقَارِ والحَدِيدِ مِنَ الجَوْزِ ... طِوَالًا جُذُوعُها
عُمُما
وَذُو المَجاز: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
وراحَ بِهَا مِنْ ذِي المَجاز عَشِيَّةً ... يُبادر أُولى السَّابِقاتِ
إِلى الحَبْل
الْجَوْهَرِيُّ: ذُو المَجاز مَوْضِعٌ بِمِنًى كَانَتْ بِهِ سُوقٌ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ؛ قَالَ الْحَرِثُ بْنُ حِلِّزة:
وَاذْكُرُوا حِلْفَ ذِي المَجازِ، وَمَا ... قُدِّمَ فِيهِ العُهُودُ
والكُفَلاءُ
وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْر ذِي المَجاز، وَقِيلَ فِيهِ: إِنه
مَوْضُعٌ عِنْدَ عَرَفات، كَانَ يُقام فِيهِ سُوقٌ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ، وَالْمِيمُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِهِ
لأَن إِجازَةَ الْحَاجِّ كَانَتْ فِيهِ. وَذُو المَجازَة: مَنْزِلٌ
مِنْ مَنَازِلِ طَرِيقِ مَكَّةَ بَيْنَ ماوِيَّةَ ويَنْسُوعَةَ عَلَى
طَرِيقِ البَصْرَة. والتَّجَاوِيز: بُرودٌ مَوْشِيَّة مِنْ بُرُودِ
الْيَمَنِ، وَاحِدُهَا تِجْواز؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
حَتَّى كأَنَّ عِراصَ الدارِ أَرْدِيَةٌ ... مِنَ التَّجاوِيز، أَو
كُرَّاسُ أَسْفار
والمَجازَة: مَوْسم من المواسم.
جيز: الجِيزَةُ: النَّاحِيَةُ وَالْجَانِبُ، وَجَمْعُهَا جِيزٌ
وجِيَزٌ. وعِبْرُ [عَبْرُ] النَّهْرِ: جِيزَتُه. وجِيزَةُ: قَرْيَةٌ
مِنْ قُرَى مِصْرَ إِليها يُنْسَبُ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ
الجِيزي. والجِيزُ: جَانِبُ الْوَادِي وَقَدْ يُقَالُ فِيهِ الجِيزَةُ،
وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الجِيزة، وَهِيَ بِكَسْرِ
الْجِيمِ وَسُكُونِ الْيَاءِ: مَدِينَةٌ تِلْقَاءَ مِصْرَ عَلَى
النِّيلِ الْمُبَارَكِ. والجِيزَةُ: النَّاحِيَةُ مِنَ الْوَادِي
وَنَحْوِهِ. الأَزهري: الجِيزَة مِنَ الْمَاءِ مِقْدَارُ مَا يَجُوزُ
بِهِ الْمُسَافِرُ مِنْ مَنْهل إِلى مَنْهَلٍ. يُقَالُ: اسْقِنِي
جِيزَةً وجائِزَةً وجَوْزَةً. والجِيزُ: الْقَبْرُ؛ قَالَ
الْمُتَنَخِّلُ:
يَا لَيْتَه كَانَ حَظِّي مِنْ طَعَامِكُمَا ... أَنِّي أَجَنّ سَوَادي
عَنْكما الجِيزُ
وَقَدْ فُسِّر بأَنه جَانِبُ الْوَادِي، وَفَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ بأَنه
الْقَبْرُ، والله تعالى أَعلم.
(5/330)
|