لسان العرب فصل الراء
رأز: الرَّأْزُ: مِنْ آلَاتِ الْبَنَّائِينَ، وَالْجُمَعُ رَأْزَةٌ؛
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ، قَالَ: وَعِنْدِي
اسم للجمع.
ربز: التَّهْذِيبُ: أَبو زَيْدٍ الرَّبيزُ والرَّمِيزُ مِنَ الرِّجَالِ
الْعَاقِلُ الثَّخِين، وَقَدْ رَبُزَ رَبازَةً وأَرْبَزْتُهُ
إِرْبازاً. قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَمِيز، بِالْمِيمِ.
ورَبُزَ رَبازَةً ورَمُزَ رَمازَةً بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفُلَانٌ
رَبيزٌ ورَمِيزٌ إِذَا كَانَ كَثِيرًا «3» فِي فَنِّه، وَهُوَ
مُرْتَبِزٌ ومُرْتَمِزٌ. وكَبْشٌ رَبِيزٌ أَي مُكْتَنِز أَعْجَزُ
مِثْلُ رَبِيسٍ. ورَبَّزَ القربةَ ورَبَّسَها: ملأَها. وَفِي حَدِيثِ
عَبْدِ اللَّه ابن بِشْر: جَاءَ رَسُولَ اللَّه، صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلى دَارِي فَوَضَعْنَا لَهُ قَطِيفَةً رَبيزَةً
أَي ضَخْمة، مِنْ قَوْلِهِمْ: كِيس رَبيزٌ وصُرَّة رَبيزَةٌ.
رجز: الرَّجَزُ: دَاءٌ يُصِيبُ الإِبل فِي أَعجازها. والرَّجَز: أَن
تَضْطَرِبَ رِجْلُ الْبَعِيرِ أَو فَخِذَاهُ إِذا أَراد الْقِيَامَ أَو
ثارَ سَاعَةً ثُمَّ تَنْبَسِطَ. والرَّجَزُ: ارْتعادٌ يُصِيبُ
الْبَعِيرَ وَالنَّاقَةَ فِي أَفخاذهما وَمُؤَخَّرِهِمَا عِنْدَ
الْقِيَامِ، وَقَدْ رَجِزَ رَجَزاً، وَهُوَ أَرْجَزُ، والأُنثى
رَجْزاء، وَقِيلَ: نَاقَةٌ رَجْزاء ضعيفةُ العَجُزِ إِذَا نَهَضَتْ
مِنْ مَبْرَكها لَمْ تَسْتَقِلَّ إِلا بَعْدَ نَهْضتين أَو ثَلَاثٍ،
قَالَ أَوس بْنُ حَجَر يَهْجُو الحكَم بْنَ مَرْوانَ بْنِ زِنْباع:
هَمَمْتَ بِخَيْرٍ ثُمَّ قَصَّرْتَ دونَه ... كَمَا ناءَتِ الرَّجْزاءُ
شُدَّ عِقالُها
مَنَعْتَ قَلِيلًا نَفْعُه، وحَرَمْتَنِي ... قَلِيلًا، فهَبْها
بَيْعَةً لَا تُقالُها
وَيُرْوَى: عَثْرَةً، وَكَانَ وَعَدَه بِشَيْءٍ ثُمَّ أَخلفه،
وَالَّذِي فِي شِعْره: هممتَ بِباعٍ، وَهُوَ فِعْلُ خَيْرٍ يُعْطِيهِ.
قَالَ: وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
يَلْحَقُني مِنْكُنَّ أَطْوَلُكُنَّ بَاعًا
، فَلَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبُ، رَضِيَ اللَّه عَنْهَا، عَلِمْنَ
__________
(1) . قوله [يغبى إلخ] كذا بالأصل بغين معجمة وباء موحدة، ومثله في
الجوهري. قال شارح القاموس والذي بخط الأزهري: يعيا بعين مهملة بعدها
مثناة تحتية، وكل صحيح المعنى.
(2) . قوله [قال وهنزمز معرب] كذا بالأَصل.
(3) . قوله" إذا كان كثيراً" كذا بالأصل بالمثلثة، وفي القاموس كبيراً
بالموحدة.
(5/349)
أَنها هِيَ، يَقُولُ: لَمْ تُتِمَّ مَا
وَعَدْتَ، كَمَا أَن الرَّجْزاء أَرادت النُّهوضَ فَلَمْ تَكَد تَنْهَض
إِلَّا بَعْدَ ارْتِعَادٍ شَدِيدٍ، وَمِنْهُ سُمِّيَ الرَّجَزُ مِنَ
الشِّعْرِ لِتَقَارُبِ أَجزائه وَقِلَّةِ حُرُوفِهِ، وَقَوْلُ
الرَّاعِي يَصِفُ الأَثافِيَّ:
ثَلاث صَلَيْنَ النَّارَ شَهْراً، وأَرْزَمَتْ ... عليهِنَّ رَجْزاءُ
القِيام هَدُوجُ
يَعْنِي رِيحًا تَهْدِج لَهَا رَزَمَةٌ أَي صَوْتٌ. وَيُقَالُ: أَراد
برَجزاءِ القِيام قِدْراً كَبِيرَةً ثَقِيلَةً. هَدُوجٌ: سَرِيعَةُ
الغَلَيان، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ، وَقَالَ أَبو النَّجْمِ:
حَتَّى تَقُوم تَكَلُّفَ الرَّجْزاءِ
وَيُقَالُ لِلرِّيحِ إِذا كَانَتْ دَائِمَةً: إِنها لَرَجْزاءُ، وَقَدْ
رَجَزَتْ رَجْزاً، والرَّجْزُ: مَصْدَرُ رَجَز يَرْجُز، قَالَ ابْنُ
سِيدَهْ: والرَّجَزُ شِعْرٌ ابْتِدَاءُ أَجزائه سَبَبان ثُمَّ وَتِدٌ،
وَهُوَ وَزْنٌ يَسْهُلُ فِي السَّمْع وَيَقَعُ فِي النَّفْس،
وَلِذَلِكَ جَازَ أَن يَقَعَ فِيهِ المَشْطور وَهُوَ الَّذِي ذَهَبَ
شَطْره، والمَنْهوك وَهُوَ الَّذِي قَدْ ذَهَبَ مِنْهُ أَربعة أَجزائه
وَبَقِيَ جُزْآنِ نَحْوُ:
يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعْ ... أَخُبُّ فِيهَا وأَضَعْ
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِيهِ فَزَعَمَ قَوْمٌ أَنه لَيْسَ بشِعْر وأَن
مَجازه مَجازُ السَّجْع، وَهُوَ عِنْدَ الْخَلِيلِ شِعْر صَحِيحٌ،
وَلَوْ جَاءَ مِنْهُ شَيْءٌ عَلَى جُزْءٍ وَاحِدٍ لَاحْتَمَلَ
الرَّجَزُ ذَلِكَ لِحُسْنِ بِنَائِهِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَزَعَمَ
الْخَلِيلُ أَنَّ الرَّجَزَ لَيْسَ بشِعْر وإِنما هُوَ أَنْصافُ أَبيات
وأَثْلاث، وَدَلِيلُ الْخَلِيلِ فِي ذَلِكَ مَا رُوِيَ عَنِ
النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قَوْلِهِ:
سَتُبْدِي لَكَ الأَيَّامُ مَا كنتَ جاهِلًا ... ويأْتيك مَنْ لَمْ
تُزَوِّد بالأَخْبار
قَالَ الْخَلِيلُ: لَوْ كَانَ نِصْفُ الْبَيْتِ شِعْرًا مَا جَرَى
عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
سَتُبْدِي لَكَ الأَيَّامُ مَا كنْتَ جاهِلًا
وَجَاءَ بِالنِّصْفِ الثَّانِي عَلَى غَيْرِ تأْليف الشِّعْر، لأَن
نِصْفَ الْبَيْتِ لَا يُقَالُ لَهُ شِعْر، وَلَا بَيْتٌ، وَلَوْ جَازَ
أَن يُقَالَ لِنِصْف الْبَيْتِ شِعْر لَقِيلَ لِجُزْءٍ مِنْهُ شِعْر،
وَقَدْ جَرَى عَلَى لسان
النبي، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ،
أَنا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ
" قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنما هُوَ لَا كَذِبَ بِفَتْحِ الْبَاءِ عَلَى
الْوَصْلِ، قَالَ الْخَلِيلُ: فَلَوْ كَانَ شِعْراً لَمْ يَجْر عَلَى
لسان النبي، صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ اللَّه تَعَالَى:
وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ، أَي وَمَا
يَتَسَهَّلُ لَهُ، قَالَ الأَخفش: قَوْلُ الْخَلِيلِ إِن هَذِهِ
الأَشياء شِعْر، قَالَ: وأَنا أَقول إِنها لَيْسَتْ بشِعْر، وَذَكَرَ
أَنه هُوَ أَلْزَمَ الخليلَ مَا ذَكَرْنَا وأَن الخليلَ اعْتَقَدَهُ.
قَالَ الأَزهري: قَوْلُ الْخَلِيلِ الَّذِي كَانَ بَنَى عَلَيْهِ أَن
الرَّجَزَ شِعْرٌ وَمَعْنَى قَوْلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: وَما
عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ، أَي لَمْ نُعَلِّمه
الشِّعْر فَيَقُولَهُ وَيَتَدَرَّب فِيهِ حَتَّى يُنْشِئ مِنْهُ
كُتُباً، وَلَيْسَ فِي إِنشاده، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
الْبَيْتَ وَالْبَيْتَيْنِ لِغَيْرِهِ مَا يُبْطِلُ هَذَا لأَن
الْمَعْنَى فِيهِ إِنا لَمْ نَجْعَلْهُ شَاعِرًا، قَالَ الْخَلِيلُ:
الرَّجَزُ المَشْطُور والمَنْهوك لَيْسَا مِنَ الشِّعْرِ، قَالَ:
والمَنْهُوك كَقَوْلِهِ:
أَنا النَّبيّ لَا كَذِبْ.
والمَشْطُور: الأَنْصاف المُسَجَّعة. وَفِي حَدِيثِ
الْوَلِيدِ بْنِ المُغِيرة حِينَ قالت قُرَيْشٍ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وسلم: إِنه شاعِرٌ، فَقَالَ: لَقَدْ عَرَفْتُ
الشِّعْرَ ورَجَزَه وهَزَجَه وقَرِيضَه فَمَا هُوَ بِهِ.
والرَّجَز: بَحْرٌ مِنْ بُحُورِ الشِّعْر مَعْرُوفٌ ونوعٌ مِنْ أَنواعه
يَكُونُ كُلُّ مِصْراع مِنْهُ مُفْرَدًا، وَتُسَمَّى قَصَائِدُهُ
أَراجِيزَ، وَاحِدَتُهَا أُرْجُوزَةٌ، وَهِيَ كَهَيْئَةِ السَّجْع إِلا
أَنه فِي
(5/350)
وَزْنِ الشِّعْر، وَيُسَمَّى قَائِلُهُ
رَاجِزًا كَمَا يُسَمَّى قَائِلُ بُحُورِ الشِّعْر شَاعِرًا. قَالَ
الْحَرْبِيُّ: وَلَمْ يَبْلُغْنِي أَنه جَرَى عَلَى لِسَانِ
النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ ضُرُوبِ الرَّجَز
إِلَّا ضَرْبَانِ: المَنْهُوك والمَشْطُور، وَلَمْ يَعُدَّهما
الْخَلِيلُ شِعْراً، فالمَنْهُوك كَقَوْلِهِ فِي رِوَايَةِ
الْبَرَاءِ إِنه رأَى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ يَقُولُ: أَنا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ، أَنا
ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِب.
والمَشْطُور كَقَوْلِهِ فِي رِوَايَةِ
جُنْدب: إِنه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَمِيَتْ إِصبَعُه
فَقَالَ: " هَلْ أَنتِ إِلا إِصْبَعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللَّه مَا
لَقِيتِ
" وَيُرْوَى أَن الْعَجَّاجَ أَنشد أَبا هُرَيْرَةَ:
سَاقًا بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَما
فَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
يُعْجِبه نَحْوُ هَذَا مِنَ الشِّعر. قَالَ الْحَرْبِيُّ: فأَما
الْقَصِيدَةُ فَلَمْ يَبْلُغْنِي أَنه أَنشد بَيْتًا تَامًّا عَلَى
وَزْنِهِ إِنما كَانَ يُنْشِدُ الصَّدْرَ أَو العَجُز، فإِن أَنشده
تَامًّا لَمْ يُقِمْه عَلَى وَزْنِهِ، إِنما أَنشد صَدْرَ بَيْتِ
لَبِيدٍ:
أَلا كُلُّ شيْءٍ مَا خَلا اللَّهَ باطِلُ
وَسَكَتَ عَنْ عَجُزه وَهُوَ:
وكلُّ نَعِيمٍ لَا مَحالَةَ زَائِلُ
وأَنشد عَجُزَ بَيْتِ طَرَفَة:
ويأْتيك مَنْ لَمْ تُزَوِّد بالأَخْبار
وصَدْره:
سَتُبْدِي لَكَ الأَيامُ مَا كنتَ جاهِلًا
وأَنشد:
أَتَجْعَلُ نَهْبي ونَهْبَ العُبَيْدِ ... بَيْنَ الأَقْرَعِ
وعُيَيْنَة
فَقَالَ النَّاسُ: بَيْنَ عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ، فأَعادها: بَيْنَ
الأَقرع وَعُيَيْنَةَ، فَقَامَ أَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ،
فَقَالَ: أَشهد أَنك رَسُولُ اللَّهِ! ثُمَّ قرأَ: وَما عَلَّمْناهُ
الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ، قَالَ: والرَّجَز لَيْسَ بشِعْرٍ
عِنْدَ أَكثرهم. وَقَوْلُهُ:
أَنا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِب
، لَمْ يَقُلْهُ افْتِخَارًا بِهِ لأَنه كَانَ يَكْرَهُ الِانْتِسَابَ
إِلى الْآبَاءِ الْكُفَّارِ، أَلا تَرَاهُ لَمَّا قَالَ لَهُ
الأَعرابي: يَا ابن عبد المطلب، قال: قَدْ أَجَبْتُك
وَلَمْ يَتَلَفَّظْ بالإِجابة كَرَاهَةً مِنْهُ لِمَا دَعَاهُ بِهِ،
حَيْثُ لَمْ يَنْسُبْه إِلَى مَا شَرَّفَهُ اللَّه بِهِ مِنَ
النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ، وَلَكِنَّهُ أَشار بِقَوْلِهِ:
أَنا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ
، إِلَى رُؤْيَا كَانَ رَآهَا عبدُ الْمُطَّلِبِ كَانَتْ مَشْهُورَةً
عِنْدَهُمْ رأَى تَصْدِيقَهَا فَذَكَّرهم إِياها بِهَذَا الْقَوْلِ.
وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: مَنْ قرأَ القرآن في أَقَلَّ
من ثَلَاثٍ فَهُوَ راجزٌ
، إِنما سَمَّاهُ رَاجِزاً لأَن الرَّجَزَ أَخف عَلَى لِسَانِ
المُنْشِدِ، وَاللِّسَانُ بِهِ أَسْرَعُ مِنَ القَصيد. قَالَ أَبو
إِسحاق. إِنما سُمِّيَ الرَّجَز رَجَزا لأَنه تَتَوَالَى فِيهِ فِي
أَوَّله حَرَكَةٌ وَسُكُونٌ ثُمَّ حَرَكَةٌ وَسُكُونٌ إِلى أَن
تَنْتَهِيَ أَجزاؤه، يُشَبَّهُ بالرَّجَز فِي رِجْل النَّاقَةِ
ورِعْدَتها، وَهُوَ أَن تَتَحَرَّكَ وَتَسْكُنَ ثُمَّ تَتَحَرَّكَ
وَتَسْكُنَ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لِاضْطِرَابِ أَجزائه
وَتَقَارُبِهَا، وَقِيلَ: لأَنه صُدُورٌ بِلَا أَعْجاز، وَقَالَ ابْنُ
جِنِّي: كُلُّ شِعْرٍ تَرَكَّبَ تَرْكِيبَ الرَّجَز سُمِّيَ رَجَزاً،
وَقَالَ الأَخفش مَرَّةً: الرَّجَز عِنْدَ الْعَرَبِ كُلُّ مَا كَانَ
عَلَى ثَلَاثَةِ أَجزاء، وَهُوَ الَّذِي يَتَرَنَّمون بِهِ فِي
عَمَلِهِمْ وسَوْقهم ويَحْدُون بِهِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ
رَوَى بعضُ مَنْ أَثِقُ بِهِ نحوَ هَذَا عَنِ الْخَلِيلِ، قَالَ ابْنُ
جِنِّي: لَمْ يَحْتَفِل الأَخفش هَاهُنَا بِمَا جَاءَ مِنَ الرَّجَز
عَلَى جزأَين نَحْوُ قَوْلِهِ: يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَع، قَالَ:
وَهُوَ لَعَمْرِي، بالإِضافة إِلى مَا جَاءَ مِنْهُ عَلَى ثَلَاثَةِ
أَجزاء، جُزْءٌ لَا قَدْرَ لَهُ لِقِلَّته، فَلِذَلِكَ لَمْ يَذْكُرْهُ
الأَخفش فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، فإِن قُلْتَ: فإِن
(5/351)
الأَخفش لَا يَرَى مَا كَانَ عَلَى
جُزْأَين شِعْرا، قِيلَ: وَكَذَلِكَ لَا يَرَى مَا هُوَ عَلَى
ثَلَاثَةِ أَجْزاء أَيضاً شِعْراً، وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ ذَكَرَهُ
الْآنَ وَسَمَّاهُ رَجَزاً، وَلَمْ يَذْكُرْ مَا كَانَ مِنْهُ عَلَى
جُزْأَين وَذَلِكَ لِقِلَّته لَا غَيْرُ، وَإِذَا كَانَ إِنما سُمِّيَ
رَجَزًا لِاضْطِرَابِهِ تَشْبِيهًا بالرَّجَزِ فِي النَّاقَةِ، وَهُوَ
اضْطِرَابُهَا عِنْدَ الْقِيَامِ، فَمَا كَانَ عَلَى جُزْأَين
فَالِاضْطِرَابُ فِيهِ أَبلغ وأَوكد، وَهِيَ الأُرْجُوزَةُ
لِلْوَاحِدَةِ، والجمعُ الأَرَاجِيزُ. رَجَز الرَّاجِزُ يَرْجُزُ
رَجْزاً وارْتَجَز الرَّجَّاز ارْتجازاً: قَالَ أُرْجُوزَةً.
وتَراجَزُوا وارتَجَزُوا: تَعاطَوْا بَيْنَهُمُ الرَّجَزَ، وَهُوَ
رجَّازٌ ورَجَّازَةٌ وراجزٌ. والارْتِجازُ: صَوْتُ الرَّعْد
المُتَدارِك. وارْتَجَزَ الرعدُ ارْتِجازاً إِذا سَمِعْتَ لَهُ صَوْتًا
مُتَتَابِعًا. وتَرَجَّزَ السحابُ إِذا تَحَرَّكَ تَحَرُّكًا بَطِيئاً
لِكَثْرَةِ مَائِهِ، قَالَ الرَّاعِي:
ورَجَّافاً تَحِنُّ المُزْنُ فِيهِ ... تَرَجَّزَ مِنْ تِهامَةَ
فاسْتَطارا
وَغَيْثٌ مُرْتَجِز: ذُو رَعْدٍ، وَكَذَلِكَ مُتَرَجِّز، قَالَ: أَبو
صَخْرٍ:
وَمَا مُتَرَجِّزُ الآذِيِّ جَوْنٌ ... لَهُ حُبُكٌ يَطُمُّ عَلَى
الْجِبَالِ
والمُرْتَجِزُ: اسْمُ فَرَسِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِجَهارة صَهيله وحُسنه،
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
اشْتَرَاهُ مِنَ الأَعرابي وَشَهِدَ لَهُ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ،
وَرَدَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ. وتَرَاجَزَ الْقَوْمُ: تَنَازَعُوا.
والرِّجْز: القَذَر مِثْلُ الرِّجْس. والرِّجْز: الْعَذَابُ. والرِّجْز
والرُّجْز: عِبَادَةُ الأَوثان، وَقِيلَ: هُوَ الشِّرْك مَا كَانَ
تأْويله أَن مَنْ عبدَ غَيْرَ اللَّه تَعَالَى فَهُوَ عَلَى رَيْب مِنْ
أَمره وَاضْطِرَابٍ مِنَ اعْتِقَادِهِ، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ، أَيْ
عَلَى شَكٍّ وَغَيْرِ ثِقَةٍ وَلَا مُسْكة وَلَا طمأْنينة. وَقَوْلُهُ
تَعَالَى: وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ
، قَالَ قَوْمٌ: هُوَ صَنَمٌ وَهُوَ قَوْلُ مُجَاهِدٍ، واللَّه أَعلم.
قَالَ أَبو إِسحق: قرىء
والرِّجْزَ
وَالرُّجْزَ
، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ، وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ، وَهُوَ الْعَمَلُ
الَّذِي يُؤَدِّي إِلى الْعَذَابِ، وَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: لَئِنْ
كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ
، أَي كَشَفْتَ عَنَّا الْعَذَابَ. وَقَوْلُهُ: رِجْزاً مِنَ
السَّماءِ*
، هُوَ الْعَذَابُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن مُعاذاً، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَصابه الطَّاعُون فَقَالَ
عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: لَا أُراه إِلّا رِجْزاً وطُوفاناً، فَقَالَ
مُعَاذٌ: لَيْسَ بِرِجْزٍ وَلَا طُوفان،
هُوَ بِكَسْرِ الرَّاءِ، العذابُ والإِثمُ والذنبُ. وَيُقَالُ فِي
قَوْلِهِ: وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ
، أَي عبادةَ الأَوثان. وأَصل الرَّجَزِ فِي اللُّغَةِ: تَتَابُعُ
الحركاتِ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: نَاقَةٌ رَجْزاءُ إِذَا كَانَتْ
قَوَائِمُهَا ترتعدُ عِنْدَ قِيَامِهَا، وَمِنْ هَذَا رَجَزُ الشعرِ
لأَنه أَقصرُ أَبياتِ الشعرِ والانتقالُ مِنْ بَيْتٍ إِلى بَيْتٍ سريعٌ
نَحْوُ قَوْلِهِ: «4»
صَبْراً بَنِي عَبْدِ الدَّارْ
وَكَقَوْلِهِ:
مَا هاجَ أَحْزاناً وشَجْواً قَدْ شَجا
قَالَ أَبو إِسحاق: وَمَعْنَى الرِّجْزِ فِي القرآنِ هُوَ العذابُ
المقَلْقِل لِشِدَّتِهِ، وَلَهُ قلقلةٌ شديدةٌ مُتَتَابِعَةً.
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ
، قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: هُوَ وساوسُه وخطاياهُ، وَذَلِكَ أَن
الْمُسْلِمِينَ كَانُوا فِي رَمْل تَسُوخُ فِيهِ الأَرجلُ، وأَصابت
بعضَهم الجنابةُ فَوَسْوَسَ إِليهم الشيطانُ بأَن عدوَّهم يَقْدِرُونَ
عَلَى الْمَاءِ وَهُمْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ، وخَيَّل إِليهم أَن
ذلك
__________
(4) . قوله" نحو قوله إلخ" أورده في متن الكافي شاهداً على العروض
الموقوفة المنهوكة من المنسرح.
(5/352)
عَوْنٌ مِنَ اللَّه تَعَالَى
لِعَدُوِّهِمْ، فأَمطر اللَّه تَعَالَى المكانَ الَّذِي كَانُوا فِيهِ
حَتَّى تطهَّروا مِنَ الْمَاءِ، وَاسْتَوَتِ الأَرضُ الَّتِي كَانُوا
عَلَيْهَا، وَذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ. ووَسواسُ
الشَّيْطَانِ رِجْزٌ. وتَرَّجَزَ الرَّجُلُ إِذا تَحَرَّكَ تَحَرُّكًا
بَطِيئًا ثَقِيلًا لِكَثْرَةِ مَائِهِ. والرِّجَازَةُ: مَا عُدِل بِهِ
مَيْلُ الحِمْلِ والهَوْدَجِ، وَهُوَ كساءٌ يُجْعَلُ فِيهِ حجارةٌ
وَيُعَلَّقُ بأَحد جَانِبَيِ الْهَوْدَجِ ليَعْدِله إِذا مَالَ،
سُمِّيَ بِذَلِكَ لِاضْطِرَابِهِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: هُوَ شَيْءٌ
مِنْ وِسَادَةٍ وأَدَم إِذَا مَالَ أَحدُ الشِّقين وُضِعَ فِي الشِّق
الْآخَرِ لِيَسْتَوِيَ، سُمِّيَ رِجازَة المَيْل. والرِّجازَةُ:
مَرْكَبٌ لِلنِّسَاءِ دُونَ الْهَوْدَجِ. والرِّجازَة: مَا زُيِّنَ
بِهِ الهودجُ مِنْ صُوفٍ وَشَعْرٍ أَحمَر، قَالَ الشَّمَّاخ:
وَلَوْ ثَقِفاها ضُرِّجَتْ بدِمائها ... كَمَا جَلَّلَتْ نِضْوَ
القِرامِ الرَّجائزُ
قَالَ الأَصمعي: هَذَا خطأٌ إِنما هِيَ الجزائزُ، الواحدة جَزيزة،
وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا. والرجائزُ: مراكبُ أَصغرُ مِنَ
الْهَوَادِجِ، وَيُقَالُ: هُوَ كِسَاءٌ تُجْعَلُ فِيهِ أَحجار
تُعَلَّقُ بأَحد جَانِبَيِ الْهَوْدَجِ إِذا مَالَ. والرَّجَّاز: وادٍ
مَعْرُوفٌ، قَالَ بَدْرُ بْنُ عَامِرٍ الْهُذَلِيُّ:
أَسَدٌ تَفِرُّ الأُسْدُ مِنْ عُرَوائه ... بِمَدَافِعِ الرَّجَّازِ
أَو بعُيونِ
وَيُرْوَى: بِمَدَامِعِ الرَّجَّازِ، واللَّه أَعلم.
رخبز: رَخْبَزٌ: اسم.
رزز: رَزَّ الشيءَ فِي الأَرض وَفِي الْحَائِطِ يَرُزُّه رَزًّا
فارْتَزَّ: أَثبته فَثَبَتَ. والرَّزُّ: رَزُّ كلِّ شيءٍ تَثَبُّتُهُ
فِي شَيْءٍ مِثْلَ رَزَّ السِّكينَ فِي الْحَائِطِ يَرُزُّهُ
فَيَرْتَزُّ فِيهِ؛ قَالَ يُونُسُ النَّحْوِيُّ: كُنَّا مَعَ رُؤْبَةَ
فِي بَيْتِ سَلَمَةَ بنِ عَلْقَمة السَّعدي فَدَعَا جَارِيَةً لَهُ
فَجَعَلَتْ تَباطأُ عَلَيْهِ فأَنشد يَقُولُ:
جاريةٌ عِنْدَ الدُّعاءِ كَزَّه ... لَوْ رَزَّها بالقُرْبُزِيِّ
رَزَّه
جَاءَتْ إِليه رَقَصاً مُهْتَزَّه
ورَزَّزْتُ لَكَ الأَمر تَرْزيزاً أَي وطَّأْتُه لَكَ. وَرَزَّت
الجرادةُ ذَنَبَها فِي الأَرض تَرِزُّه [تَرُزُّه] رَزًّا وأَرَزَّتْه:
أَثْبَتَتْه لِتَبِيضَ، وَقَدْ رَزَّ الجرادُ يَرُزُّ رَزًّا. وَقَالَ
اللَّيْثُ: يُقَالُ أَرَزَّت الْجَرَادَةُ إِرزازاً بِهَذَا
الْمَعْنَى، وَهُوَ أَن تُدْخِلَ ذَنَبَها فِي الأَرض فَتُلْقِيَ
بَيضَها. ورَزّةُ الْبَابِ: مَا ثَبَتَ فِيهِ مِنْ «1» ... وَهُوَ
مِنْهُ. والرَّزَّة: الْحَدِيدَةُ الَّتِي يُدْخَل فِيهَا القُفْلُ،
وَقَدْ رَزَزْتُ الْبَابَ أَي أَصلحتُ عَلَيْهِ الرَّزَّة. وتَرْزِيزُ
البياضِ: صَقْلُه، وَهُوَ بَيَاضٌ مُرَزَّز. والرَّزِيزُ: نَبتٌ
يُصْبَغُ بِهِ. والرِّزُّ، بِالْكَسْرِ: الصوتُ، وَقِيلَ: هُوَ
الصَّوْتُ تَسْمَعُهُ مِنْ بَعِيدٍ، وَقِيلَ: هُوَ الصَّوْتُ
تَسْمَعُهُ وَلَا تَدْرِي مَا هُوَ. يُقَالُ: سمعتُ رِزَّ الرَّعْدِ
وَغَيْرِهِ وأَرِيزَ الرَّعْدِ. والإِرْزِيزُ: الطويلُ الصَّوْتِ.
والرَّز: أَن يَسْكُتَ مِنْ سَاعَتِهِ. ورِزُّ الأَسدِ ورِزُّ الإِبل:
الصوتُ تَسْمَعُهُ وَلَا تَرَاهُ يَكُونُ شَدِيدًا أَو ضَعِيفًا،
والجِرْسُ مِثْلُهُ. ورِزُّ الرَّعْدِ ورَزيزه: صَوْتُهُ. وَوُجَدْتُ
فِي بَطْنِي رِزًّا ورِزِّيزَى، مِثَالُ خِصِّيصَى: وَهُوَ الْوَجَعُ.
وَفِي حَدِيثِ
عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: مَنْ وَجَدَ فِي
بَطْنِهِ رِزًّا فَلْيَنْصَرِفْ وليتوضأْ
؛ الرِّزُّ فِي الأَصل: الصَّوْتُ الخفيُّ؛ قَالَ الأَصمعي: أَراد
بالرِّزِّ الصوتَ فِي الْبَطْنِ من القَرْقَرَةِ ونحوها.
__________
(1) . كذا بياض بالأصل
(5/353)
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَكَذَلِكَ كُلُّ
صَوْتٍ لَيْسَ بِالشَّدِيدِ فَهُوَ رِزٌّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ
بَعِيرًا يَهْدُر فِي الشِّقْشِقَةِ:
رَقْشاء تَنْتاحُ اللُّغامَ المُزبِدا ... دَوَّمَ فِيهَا رِزُّهُ
وأَرْعَدَا
وَقَالَ أَبو النَّجْمِ:
كأَنَّ، فِي رَبابِهِ الكِبارِ ... رِزَّ عِشَارٍ جُلْنَ فِي عِشَارِ
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ وَغَيْرُهُ فِي قَوْلِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، مَنْ وَجَدَ رِزًّا فِي بَطْنِهِ
: إِنه الصَّوْتُ يَحْدُثُ عِنْدَ الْحَاجَةِ إِلى الْغَائِطِ، وَهَذَا
كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ:
أَنه يُكْرَهُ لِلرَّجُلِ الصَّلَاةُ وَهُوَ يدافعُ الأَخْبَثَيْنِ
، فأَمره بِالْوُضُوءِ لِئَلَّا يُدَافِعَ أَحد الأَخبثين، وإِلا
فَلَيْسَ بِوَاجِبٍ إِن لَمْ يُخْرِجِ الْحَدَثَ، قَالَ: وَهَذَا
الْحَدِيثُ هَكَذَا جاءَ فِي كُتُبِ الْغَرِيبِ عَنْ عَلِيٍّ نَفْسِهِ،
وأَخرجه الطَّبَرَانِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: الرِّزُّ غَمْزُ
الحَدَثِ وحَرَكَتُه فِي الْبَطْنِ لِلْخُرُوجِ حَتَّى يَحْتَاجَ
صاحبُه إِلى دُخُولِ الْخَلَاءِ، كَانَ بقَرْقَرَةٍ أَو بِغَيْرِ
قَرْقَرَةٍ، وأَصل الرِّزِّ الوجعُ يَجِدُهُ الرَّجُلُ فِي بَطْنِهِ.
يُقَالُ: إِنه لَيَجِدُ رِزًّا فِي بَطْنِهِ أَي وَجَعًا وغَمْزاً
لِلْحَدَثِ؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ يَذْكُرُ إِبلًا عِطاشاً:
لَوْ جُرَّ شَنٌّ وَسْطَها، لَمْ تَجْفُلِ ... مِنْ شَهْوَةِ الماءِ،
ورِزٍّ مُعْضِلِ
أَي لَوْ جُرَّتْ قِرْبَةٌ يَابِسَةٌ وَسَطَ هَذِهِ الإِبل لَمْ
تَنْفِرْ مِنْ شِدَّةِ عَطَشِهَا وذُبُولها وَشِدَّةِ مَا تَجِدُهُ فِي
أَجوافها مِنْ حَرَارَةِ الْعَطَشِ بِالْوَجَعِ فَسَمَّاهُ رِزًّا.
ورِزُّ الفَحْلِ: هَدِيره. والإِرْزِيزُ: الصوتُ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ:
هُوَ البَرَدُ، والإِرْزِيزُ، بِالْكَسْرِ: الرِّعْدَةُ؛ وأَنشد بَيْتَ
الْمُتَنَخِّلُ:
قَدْ حالَ بَيْنَ تَراقِيهِ ولَبَّتِه ... مِنْ جُلْبَةِ الجُوعِ،
جَيَّارٌ وإِرْزيزُ
والإِرْزِيزُ: بَرَدٌ صغار شبيه بالثلج. والإِرْزِيزُ: الطَّعْنُ
الثَّابِتُ. ورَزَّهُ رَزَّةً أَي طَعَنَهُ طَعْنَةً. وارْتَزَّ السهمُ
فِي القِرطاس أَي ثَبَتَ فِيهِ. وارْتَزَّ البَخيلُ عِنْدَ المسأَلة
إِذا بَقِيَ ثَابِتًا وبَخِلَ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي الأَسود: إِن سُئِلَ ارْتَزَّ
أَي ثَبَتَ وَبَقِيَ مَكَانَهُ وخَجِلَ وَلَمْ يَنْبَسِطْ، وَهُوَ
افْتَعَلَ، مِنْ رَزَّ إِذا ثَبَتَ، وَيُرْوَى: أَرَزَ،
بِالتَّخْفِيفِ، أَي تقبَّض. والرُّزُّ والرُّنْزُ: لُغَةٌ فِي
الأُرْزِ، الأَخيرة لِعَبْدِ الْقَيْسِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما
ذَكَرْتُهَا هَاهُنَا لأَن الأَصل رُزٌّ فَكَرِهُوا التَّشْدِيدَ
فأَبدلوا مِنَ الزَّايِ الأُولى نُونًا كَمَا قَالُوا إِنْجاصٌ فِي
إِجَّاصٍ، وإِن لَمْ تَكُنِ النُّونُ مُبْدَلَةً فَالْكَلِمَةُ
ثُلَاثِيَّةٌ. وَطَعَامٌ مُرَزَّزٌ: فِيهِ رُزٌّ. قَالَ الْفَرَّاءُ:
وَلَا تَقُلْ أُرْز، وَقَالَ غَيْرُهُ: رُزٌّ ورُنْزٌ وأُرْزٌ وأَرُزٌ
وأُرُزٌ.
رطز: التَّهْذِيبِ: أَهمله اللَّيْثُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي
كِتَابِ الْيَاقُوتِ: الرَّطَزُ الضَّعِيفُ، قَالَ: وشَعَرٌ رَطَزٌ أَي
ضعيف.
رعز: المِرْعِزُّ والمِرْعِزَّى والمِرْعِزاءُ والمَرْعِزَّى
والمَرْعِزَاءُ: مَعْرُوفٌ، وَجَعَلَ سِيبَوَيْهِ المِرْعِزَّى صِفَةً
عَنَى بِهِ اللَّيِّنَ مِنَ الصُّوفِ. قَالَ كُرَاعٌ: لَا نَظِيرَ
للمِرْعِزَّى وَلَا للمِرْعِزاءِ. وَثَوْبٌ مُمَرْعَزٌ: مِنْ بَابِ
تَمَدْرَعَ وتَمَسْكَنَ، وإِن شدَّدت الزَّايَ مِنَ المِرْعِزَّى
قَصَرْتَ، وإِن خَفَّفْتَ مَدَدْتَ، وَالْمِيمُ وَالْعَيْنُ
مَكْسُورَتَانِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَحَكَى الأَزهري: المِرْعِزَّى
كَالصُّوفِ يَخْلُصُ مِنْ بَيْنِ شَعَرِ العَنْزِ.
(5/354)
وَثَوْبٌ مِرْعِزَّى عَلَى وَزْنِ
شِفْصِلَّى، قَالَ: وَيُقَالُ مَرْعِزاءُ، فَمِنْ فَتَحَ الْمِيمَ
مَدَّهُ وَخَفَّفَ الزَّايَ، وإِذا كَسَرَ الْمِيمَ كَسَرَ الْعَيْنَ
وَثَقَّلَ الزَّايَ وَقَصَرَ. الْجَوْهَرِيُّ: المِرْعِزَّى الزَّغَبُ
الَّذِي تَحْتَ شَعَرِ الْعَنْزِ، وَهُوَ مَفْعِلَّى، لأَن فَعْلِلَّى
لَمْ يَجِئْ وإِنما كَسَرُوا الْمِيمَ إِتْبَاعًا لِكَسْرَةِ
الْعَيْنِ، كَمَا قَالُوا مِنْخِر ومِنْتِن، وَكَذَلِكَ المِرْعِزاءُ
إِذا خَفَّفْتَ مَدَدْتَ، وإِن شَدَّدْتَ قَصَرْتَ، وإِن شِئْتَ
فَتَحْتَ الْمِيمَ، وَقَدْ تَحْذِفُ الأَلف فَتَقُولُ مِرْعِزٌّ،
وَهَذِهِ ذَكَرَهَا الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ.
رفز: قَالَ اللَّيْثُ: قرأْت فِي بَعْضِ الْكُتُبِ شِعْرًا لَا أَدري
مَا صِحَّتُهُ، وَهُوَ:
وبَلْدَة للدَّاء فِيهَا غامِزُ ... مَيْتٌ بِهَا العِرْقُ الصَّحيحُ
الرافِزُ
قَالَ: هَكَذَا كَانَ مُقَيِّداً وَفَسَّرَهُ: رَفَزَ العِرْقُ إِذا
ضَرَبَ. وإِن عِرْقَهُ لَرَفَّاز أَي نَبَّاضٌ. قَالَ الأَزهري: وَلَا
أَعرف الرَّفَّازَ بِمَعْنَى النَّبَّاضِ، وَلَعَلَّهُ راقِزٌ،
بِالْقَافِ، قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يبحث عنه.
رقز: التَّهْذِيبُ: الْعَرَبُ تَقُولُ: رَقَزَ ورَقَصَ، وَهُوَ رَقَّاز
ورَقَّاصٌ؛ وأَنشد:
وَبَلْدَةٌ لِلدَّاءِ فِيهَا غَامِزٌ ... مَيْتٌ بِهَا الْعِرْقُ
الصَّحِيحُ الرَّاقِزُ
وَقَالَ: الرَّاقِزُ الضَّارِبُ. يُقَالُ: مَا يَرْقِزُ مِنْهُ عِرْقٌ
أَي ما يضرب.
ركز: الرَّكْزُ: غَرْزُكَ شَيْئًا مُنْتَصِبًا كَالرُّمْحِ وَنَحْوِهِ
تَرْكُزُه رَكْزاً فِي مَرْكَزِه، وَقَدْ رَكَزَه يَرْكُزُه ويَرْكِزُه
رَكْزاً ورَكَّزَه: غَرَزَه فِي الأَرض؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
وأَشْطانُ الرِّماحِ مُرَكَّزاتٌ ... وحَوْمُ النَّعْمِ والحَلَقُ
الحُلُولُ
والمَراكِزُ: مَنَابِتُ الأَسنان. ومَرْكَزُ الجُنْدِ: الْمَوْضِعُ
الَّذِي أُمروا أَن يَلْزَمُوهُ وأُمروا أَن لَا يَبرَحُوه. ومَرْكَزُ
الرَّجُلِ: موضعُه. يُقَالُ: أَخَلَّ فلانٌ بِمَرْكَزِه. وارْتَكَزْتُ
عَلَى الْقَوْسِ إِذا وَضَعْتَ سِيَتَها بالأَرض ثُمَّ اعْتَمَدْتَ
عَلَيْهَا. ومَرْكَزُ الدَّائِرَةِ: وَسَطُها. والمُرْتَكِزُ الساقِ
مِنْ يَابِسِ النَّبَاتِ: الَّذِي طَارَ عَنْهُ الْوَرَقُ.
والمُرْتَكِزُ مِنْ يَابِسِ الْحَشِيشِ: أَن تَرَى سَاقًا وَقَدْ
تَطَايَرَ عَنْهَا وَرَقُهَا وأَغصانها. ورَكَزَ الحَرُّ السَّفا
يَرْكُزه رَكْزاً: أَثبته فِي الأَرض؛ قَالَ الأَخطل:
فَلَمَّا تَلَوَّى فِي جَحافِلِه السَّفا ... وأَوْجَعَه مَرْكُوزُه
وذَوابِلُهْ
وَمَا رأَيت لَهُ رِكْزَةَ عَقْلٍ أَيْ ثَباتَ عَقْلٍ. قَالَ
الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ بَعْضَ بَنِي أَسد يَقُولُ: كَلَّمْتُ فُلَانًا
فَمَا رأَيت لَهُ رِكْزَةً؛ يُرِيدُ لَيْسَ بِثَابِتِ الْعَقْلِ.
والرِّكْزُ: الصوتُ الخفيُّ، وَقِيلَ: هُوَ الصَّوْتُ لَيْسَ
بِالشَّدِيدِ. قَالَ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَوْ تَسْمَعُ
لَهُمْ رِكْزاً
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الرِّكْزُ الصَّوْتُ، والرِّكْز: صَوْتُ الإِنسان
تَسْمَعُهُ مِنْ بَعِيدٍ نَحْوُ رَكَزَ الصَّائِدُ إِذا ناجَى كلابَهُ؛
وأَنشد:
وَقَدْ تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ نَدُسٌ ... بنَبْأَةِ الصَّوْتِ،
مَا فِي سَمْعِه كَذِب
وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ،
قَالَ: هُوَ رِكْز النَّاسِ
، قَالَ: الرِّكْزُ
(5/355)
الحِسُّ وَالصَّوْتُ الْخَفِيُّ فَجَعَلَ
القَسْوَرَةَ نَفْسَهَا رِكْزاً لأَن الْقَسْوَرَةَ جَمَاعَةُ
الرِّجَالِ، وَقِيلَ: هُوَ جَمَاعَةُ الرُّماة فَسَمَّاهُمْ بِاسْمِ
صَوْتِهِمْ، وَأَصْلُهَا مِنَ القَسْرِ، وَهُوَ القَهْرُ
وَالْغَلَبَةُ، وَمِنْهُ قِيلَ للأَسد قَسْوَرَةٌ. والرِّكازُ: قِطَعُ
ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ تَخْرُجُ مِنَ الأَرض أَو الْمَعْدِنِ. وَفِي
الْحَدِيثِ:
وَفِي الرِّكازِ الخُمْسُ.
وأَرْكَزَ المَعْدِنُ: وُجِدَ فِيهِ الرِّكاز؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي.
وأَرْكَزَ الرجلُ إِذا وَجد رِكازاً. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: اخْتَلَفَ
أَهل الْحِجَازِ وَالْعِرَاقِ، فَقَالَ أَهل الْعِرَاقِ: فِي الرِّكاز
المعادنُ كلُّها فَمَا اسْتَخْرَجَ مِنْهَا مِنْ شَيْءٍ
فَلِمُسْتَخْرِجِهِ أَربعة أَخماسه وَلِبَيْتِ الْمَالِ الْخُمُسُ،
قَالُوا: وَكَذَلِكَ المالُ العادِيُّ يُوجَدُ مَدْفُونًا هُوَ مِثْلُ
الْمَعْدِنِ سَوَاءٌ، قَالُوا: وإِنما أَصل الرِّكَازِ المعدنُ والمالُ
العادِيُّ الَّذِي قَدْ مَلَكَهُ النَّاسُ مُشَبَّه بِالْمَعْدِنِ،
وَقَالَ أَهل الْحِجَازِ: إِنما الرِّكَازُ كُنُوزُ الْجَاهِلِيَّةِ،
وَقِيلَ: هُوَ الْمَالُ الْمَدْفُونُ خَاصَّةً مِمَّا كَنَزَهُ بَنُو
آدَمَ قَبْلَ الإِسلام، فأَما الْمَعَادِنُ فَلَيْسَتْ بِرِكَازٍ
وإِنما فِيهَا مِثْلُ مَا فِي أَموال الْمُسْلِمِينَ مِنَ الرِّكَازِ،
إِذا بَلَغَ مَا أَصاب مِائَتَيْ دِرْهَمٍ كَانَ فِيهَا خَمْسَةُ
دَرَاهِمَ وَمَا زَادَ فَبِحِسَابِ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ الذَّهَبُ إِذا
بَلَغَ عِشْرِينَ مِثْقَالًا كَانَ فِيهِ نِصْفُ مِثْقَالٍ، وَهَذَانِ
الْقَوْلَانِ تَحْتَمِلُهُمَا اللُّغَةُ لأَن كُلًّا مِنْهُمَا
مَرْكُوزٌ فِي الأَرض أَي ثَابِتٌ. يُقَالُ: رَكَزَهُ يَرْكُزُهُ
رَكْزاً إِذا دَفَنَهُ، وَالْحَدِيثُ إِنما جاءَ عَلَى رأْي أَهل
الْحِجَازِ، وَهُوَ الْكَنْزُ الْجَاهِلِيُّ، وإِنما كَانَ فِيهِ
الْخُمُسُ لِكَثْرَةِ نَفْعِهِ وَسُهُولَةِ أَخذه. وَرَوَى الأَزهري
عَنِ الشَّافِعِيِّ أَنه قَالَ: الَّذِي لَا أَشك فِيهِ أَن الرِّكاز
دَفِينُ الْجَاهِلِيَّةِ، وَالَّذِي أَنا وَاقِفٌ فِيهِ الرِّكَازُ فِي
الْمَعْدِنِ والتِّبْر الْمَخْلُوقِ فِي الأَرض. وَرُوِيَ عَنْ
عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ أَن عَبْدًا وَجَدَ رِكْزَةً عَلَى عَهْدِ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فأَخذها مِنْهُ عُمَرُ
؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الرِّكازُ مَا أَخْرَجَ المعدنُ وَقَدْ
أَرْكَزَ المعدنُ وأَنالَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: أَرْكَزَ صاحِبُ
الْمَعْدِنِ إِذا كَثُرَ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ لَهُ مِنْ فِضَّةٍ
وَغَيْرِهَا. والرِّكازُ: الِاسْمُ، وَهِيَ القِطَع العِظام مِثْلُ
الْجَلَامِيدِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ تَخْرُجُ مِنَ
الْمَعَادِنِ، وَهَذَا يُعَضِّدُ تَفْسِيرَ أَهل الْعِرَاقِ. قَالَ:
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا أَصاب فِي الْمَعْدِنِ
البَدْرَةَ الْمُجْتَمِعَةَ: قَدْ أَرْكَزَ. وَقَالَ أَحمد بْنُ
خَالِدٍ: الرِّكازُ جَمْعٌ، وَالْوَاحِدَةُ رِكْزَةٌ، كأَنه رُكِزَ فِي
الأَرض رَكْزاً، وَقَدْ جاءَ فِي مُسْنَدِ أَحمد بْنُ حَنْبَلٍ فِي
بَعْضِ طُرُقِ هَذَا الْحَدِيثِ:
وَفِي الرَّكائزِ الخُمْسُ
، كأَنها جَمْعُ رَكِيزَة أَو رِكازَةٍ. والرَّكِيزة والرِّكْزَةُ:
القطعةُ مِنْ جَوَاهِرِ الأَرض المركوزةُ فِيهَا. والرِّكْزُ:
الرَّجُلُ الْعَاقِلُ الْحَلِيمُ السَّخِيُّ. والرِّكْزَة: النَّخْلَةُ
الَّتِي تُقْتلَعُ عَنِ الجِذْعِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. قَالَ شَمِرٌ:
وَالنَّخْلَةُ الَّتِي تَنْبُتُ فِي جِذْعِ النَّخْلَةِ ثُمَّ تحوَّل
إِلى مَكَانٍ آخَرَ هِيَ الرِّكْزَة. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَذَا رِكْزٌ
حَسَنٌ وَهَذَا وَدِيٌّ حَسَنٌ وَهَذَا قَلْعٌ حَسَنٌ. وَيُقَالُ:
رِكْزُ الوَدِيِّ والقَلْعِ. ومَرْكُوزٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ
الرَّاعِي:
بأَعْلامِ مَرْكُوزٍ فَعَنْزٍ فَغُرَّبٍ ... مَغانِيُّ أُمّ الوَرْدِ،
إِذْ هِيَ مَا هِيَا
رمز: الرَّمْزُ: تَصْوِيتٌ خَفِيٌّ بِاللِّسَانِ كالهَمْس، وَيَكُونُ
تحريكَ الشَّفَتَيْنِ بِكَلَامٍ غَيْرِ مَفْهُومٍ بِاللَّفْظِ مِنْ
غَيْرِ إِبانة بِصَوْتٍ إِنما هُوَ إِشارة بِالشَّفَتَيْنِ، وَقِيلَ:
الرَّمْزُ إِشارة وإِيماء بِالْعَيْنَيْنِ وَالْحَاجِبَيْنِ
وَالشَّفَتَيْنِ وَالْفَمِ. والرَّمْزُ فِي اللُّغَةِ كُلُّ مَا أَشرت
إِليه مِمَّا يُبانُ بِلَفْظٍ بأَي شيءٍ أَشرت إِليه بِيَدٍ أَو
بِعَيْنٍ، ورَمَزَ يَرْمُزُ ويَرْمِزُ رَمْزاً. وَفِي التَّنْزِيلِ
الْعَزِيزِ فِي قِصَّةِ زَكَرِيَّا، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَلَّا
تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً.
(5/356)
ورَمَزَتْه المرأَة بِعَيْنِهَا تَرْمِزُه
رَمْزاً: غَمَزَتْه. وَجَارِيَةٌ رَمَّازَةٌ: غَمَّازَةٌ، وَقِيلَ:
الرَّمَّازَة الْفَاجِرَةُ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ أَيضاً، وَيُقَالُ
لِلْجَارِيَةِ الْغَمَّازَةِ بِعَيْنِهَا: رَمَّازَةٌ أَي تَرْمُزُ
بِفِيهَا وتَغْمِزُ بِعَيْنِهَا؛ وَقَالَ الأَخطل فِي الرَّمَّازة مِنَ
النِّسَاءِ وَهِيَ الْفَاجِرَةُ:
أَحاديثُ سَدَّاها ابنُ حَدْراءَ فَرْقَد ... ورَمَّازَةٍ مالتْ لِمَنْ
يَسْتَمِيلُها
قَالَ شَمِرٌ: الرَّمَّازَةُ هَاهُنَا الْفَاجِرَةُ الَّتِي لَا
تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ، وَقِيلَ لِلزَّانِيَةِ رَمَّازَة لأَنها تَرْمُزُ
بِعَيْنِهَا. وَرَجُلٌ رَمِيزُ الرأْي ورَزِينُ الرأْي أَي جَيِّدُ
الرأْي أَصيلُه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وَغَيْرِهِ. والرَّمِيزُ:
الْعَاقِلُ الثَّخِين الرَّزِينُ الرأْي بَيِّنُ الرَّمَازَة، وَقَدْ
رَمَزَه. والرَّامُوزُ: البحرُ. وارْتَمَزَ الرجلُ وتَرَمَّزَ:
تَحَرَّكَ. وإِبل مَرامِيزُ: كَثِيرَةُ التحرُّك؛ أَنشد ابْنُ
الأَعرابي:
سَلاجِمُ الأَلْحِي مَرامِيزُ الهامْ
قَوْلُهُ سَلَاجِمُ الأَلحي مِنْ بَابِ أَشْفَى الْمِرْفَقِ، إِنما
أَراد طُولَ الأَلْحِي فأَقام الِاسْمَ مَقَامَ الصِّفَةِ، وأَشباهه
كَثِيرَةٌ. وَمَا ارْمَأَزَّ مِنْ مَكَانِهِ أَي مَا بَرِحَ.
وارْمَأَزَّ عَنْهُ: زَالَ. وارْتَمَزَ مِنَ الضَّرْبَةِ أَي اضْطَرَبَ
مِنْهَا؛ وَقَالَ:
خَرَرْتُ مِنْهَا لقَفايَ أَرْتَمِزْ
وتَرَمَّزَ مِثْلُهُ. وَضَرَبَهُ فَمَا ارْمَأَزَّ أَي مَا تحرَّك.
وَكَتِيبَةٌ رَمَّازَةٌ إِذا كَانَتْ تَرْتَمِزُ مِنْ نَوَاحِيهَا
وَتَمُوجُ لِكَثْرَتِهَا أَي تَتَحَرَّكُ وَتَضْطَرِبُ. والرَّمْزُ
والتَّرَمُّزُ فِي اللُّغَةِ: الحَزْمُ والتحرُّك. والمُرْمَئِزُّ:
اللازمُ مَكَانَهُ لَا يَبْرَحُ؛ أَنشد ابْنُ الأَنباري:
يُرِيحُ بعدَ الجِدِّ والتَّرْمِيزِ ... إِراحَةَ الجِدايَةِ
النَّفُوزِ
قَالَ: التَّرْمِيزُ مِنْ رَمَزَت الشَّاةُ إِذا هُزِلَتْ، وَارْتَمَزَ
الْبَعِيرُ: تَحَرَّكَتْ أَرْآدُ لَحْيِه عِنْدَ الِاجْتِرَارِ.
والتُّرامِزُ مِنَ الإِبل: الَّذِي إِذا مَضَغَ رأَيت دِمَاغَهُ
يَرْتَفِعُ ويَسْفُلُ. وَقِيلَ: هُوَ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ، وَهُوَ
مِثَالٌ لَمْ يَذْكُرْهُ سِيبَوَيْهِ، وَذَهَبَ أَبو بَكْرٍ إِلى أَن
التَّاءَ فِيهَا زَائِدَةٌ، وأَما ابْنُ جِنِّي فَجَعَلَهُ
رُبَاعِيًّا. والرَّامِزَتانِ: شَحْمتان فِي عَيْنِ الرُّكْبَةِ.
ورَمُزَ الشيءُ يَرْمُزُ وارْمَأَزَّ: انْقَبَضَ. وارْمَأَزَّ: لَزِمَ
مَكَانَهُ. والرَّمَّازَةُ: الاسْتُ لِانْضِمَامِهَا، وَقِيلَ: لأَنها
تَمُوجُ، وتَرَمَّزَتْ: ضَرطَتْ ضَرطاً خَفِيًّا. والرَّمِيزُ:
الْكَثِيرُ الْحَرَكَةِ، والرَّمِيزُ: الْكَبِيرُ. يُقَالُ: فُلَانٌ
رَبِيز ورَمِيزٌ إِذا كَانَ كَبِيرًا فِي فَنِّهِ، وَهُوَ مُرْتَبِزٌ
ومُرْتَمِزٌ. ورَمَزَ فلانٌ غَنَمَه وإِبله: لَمْ يَرْضَ رِعْيَةَ
رَاعِيهَا فَحَوَّلَهَا إِلى رَاعٍ آخَرَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
إِنَّا وجَدْنا ناقَةَ العَجُوزِ ... خَيْرَ النِّياقاتِ عَلَى
التَّرْمِيزِ
رنز: الرُّنْزُ، بِالضَّمِّ: لُغَةٌ فِي الأُرْزِ، وَقَدْ يَكُونُ مِنْ
بَابِ إِنْجاصٍ وإِجَّاصٍ، وَهِيَ لعبدِ القيسِ، والأَصل فِيهَا رُزٌّ
فَكَرِهُوا التَّشْدِيدَ فأَبدلوا مِنَ الزَّايِ الأُولى نُونًا، كَمَا
قَالُوا إِنْجاصٌ في إِجَّاص.
رهز: الرَّهْزُ: الْحَرَكَةُ. وَقَدْ رَهَزَها المُباضِع يَرْهَزُها
رَهْزاً ورَهَزاناً فارْتَهَزَتْ: وَهُوَ تَحَرُّكُهُمَا جَمِيعًا
عِنْدَ الإِيلاج مِنَ الرجل والمرأَة.
(5/357)
روز: الرَّوْزُ: التَّجْربَةُ، رَازَهُ يَروزُه رَوْزاً: جَرَّبَ مَا
عِنْدَهُ وخَبَرَه. وَفِي حَدِيثِ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي
الصَّدَقاتِ؛ قَالَ: يَروزُكَ ويسأَلك.
والرَّوْزُ: الِامْتِحَانُ وَالتَّقْدِيرُ. يُقَالُ: رُزْتُ مَا عِنْدَ
فُلَانٍ إِذا اخْتَبَرْتُهُ وَامْتَحَنْتُهُ، الْمَعْنَى يَمْتَحِنُكَ
ويذوق أَمرك هل تخاف لَائِمَتَهَ أَم لَا، وَمِنْهُ حَدِيثُ البُراق:
فَاسْتَصْعَبَ فَرازَهُ جبريلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، بإِذنه أَي
اخْتَبَرَهُ.
وَيُقَالُ: رُزْ فُلَانًا ورُزْ مَا عِنْدَ فُلَانٍ. قَالَ أَبو
بَكْرٍ: قَوْلُهُمْ قَدْ رُزْتُ مَا عِنْدَ فُلَانٍ أَي طَلَبْتُهُ
وأَردته؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ الْبَقَرَ وَطَلَبَهَا الكُنُسَ
من الحَرِّ:
إِذ رازَتِ الكُنْسَ إِلى قُعُورها ... واتَّقَتِ اللافِحَ مِنْ
حَرُورِها
يَعْنِي طَلَبَتِ الظِّلَّ فِي قُعُور الكُنُسِ. ورَازَ الحَجَرَ
رَوْزاً: رَزَنَه لِيَعْرِفَ ثِقْلَهُ. والرَّازُ: رأْسُ البنَّائين،
قَالَ: أُراه لأَنه يَرُوزُ الْحَجَرَ واللَّبِنَ ويُقَدِّرُهما؛
وَالْجَمْعُ الرَّازَةُ، وَحِرْفَتُهُ الرِّيازَةُ، قَالَ: وَقَدْ
يُسْتَعْمَلُ ذَلِكَ لرأْس كُلِّ صِنَاعَةٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ:
كأَنه جَعَلَ الرازَ وَهُوَ البَنَّاء مِنْ رَازَ يَروزُ إِذا
امْتَحَنَ عَمَله فَحَذَقَه وَعَاوَدَ فِيهِ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ:
يُقَالُ رازَ الرجلُ صَنْعَتَهُ إِذا قَامَ عَلَيْهَا وأَصلحها؛
وَقَالَ فِي قَوْلِ الأَعشى:
فَعَادَا لَهُنَّ ورَازَا لَهُنَّ ... واشْتَركا عَمَلًا وائْتِمارا
قَالَ: يُرِيدُ قَامَا لَهُنَّ. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ رَازَ سَفِينَةِ نُوحٍ جبريلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ،
وَالْعَامِلُ نوحٌ
يَعْنِي رئيسَها ورأْسَ مُدَبِّريها. الْفَرَّاءُ: المَرَازَانِ
الثَّدْيان وَهُمَا النَّجْدانِ؛ وأَنشد غَيْرُهُ:
فَرَوِّزَا الأَمْرَ الَّذِي تَرُوزَان
ابْنُ الأَعرابي: رَازَى فلانٌ فُلَانًا إِذا اخْتَبَرَهُ؛ قَالَ أَبو
مَنْصُورٍ: قَوْلُهُ رَازاه إِذا اخْتَبَرَهُ مَقْلُوبٌ أَصله
رَاوَزَهُ فأَخَّر الْوَاوَ وَجَعَلَهَا أَلفاً سَاكِنَةً، وإِذا
نَسَبُوا إِلى الرَّيِّ قَالُوا رَازِيٌّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذو
الرُّمَّةِ:
ولَيْلٍ كأَثْناءِ الرُّوَيْزِيِّ جُبْتُه
أَراد بِالرُّوَيْزِيِّ ثَوْبًا أَخضر مِنْ ثِيَابِهِمْ شَبَّهَ
سَوَادَ اللَّيْلِ بِهِ، وَاللَّهُ أَعلم. |