لسان العرب

فصل الخاء المعجمة
خبس: خَبَسَ الشيءَ يَخْبُسُه خَبْساً وتَخَبَّسَه واخْتَبَسَه: أَخذه وغَنِمَه. والخُباسَةُ: الْغَنِيمَةُ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ جُوَيْنٍ أَو امْرُؤ الْقَيْسِ:
فَلَمْ أَرَ مثلَها خُباسَةَ واجدٍ، ... ونَهْنَهْتُ نَفْسي بعد ما كِدتُ أَفْعَلَهْ
نَصْبٌ عَلَى إِرادة أَن، لأَن الشُّعَرَاءَ يَسْتَعْمِلُونَ أَن هَاهُنَا مُضْطَرِّينَ كَثِيرًا. والخُباساء: كالخُباسَة، والخُباسَة، بِالضَّمِّ، المَغْنَمُ. الأَصمعي: الخُباسَةُ مَا تَخَبَّسْتَ مِنْ شَيْءٍ أَي أَخذته وَغَنِمْتَهُ، وَمِنْهُ يُقَالُ: رَجُلٌ خَبَّاسٌ أَي غَنَّام. والاخْتِباسُ: أَخذ الشيءِ مُغالَبَةً. وأَسَدٌ خَبُوس وخَبَّاسٌ وخابِسٌ وخُنابِسٌ: يَخْتَبِسُ الفَريسَة. وخَبَسه: أَخذه، وأَسَدٌ خُوابِسٌ؛ وأَنشد أَبو مَهْدِي لأَبي زُبَيْدٍ الطَّائِيِّ وَاسْمُهُ حَرْمَلة بْنُ الْمُنْذِرِ:
فَمَا أَنا بالضَّعِيفِ فَتَزْدَرُوني، ... وَلَا حَقِّي اللَّفاءُ وَلَا الخَسِيسُ
وَلَكِنِّي ضُبارِمَةٌ جَمُوحٌ، ... عَلَى الأَقْران، مُجْتَرئٌ خَبُوسُ
اللَّفاءُ: الشَّيْءُ الْيَسِيرُ الْحَقِيرُ. يُقَالُ: رَضِيتُ مِنَ الْوَفَاءِ باللَّفاء. وَيُقَالُ: اللَّفاءُ مَا دُونَ الحَقِّ. والضُّبارِمَة: المُوَثَّقُ الخَلْقِ مِنَ الأُسْدِ وَغَيْرِهَا. وجَمُوحٌ: مَاضٍ راكبٌ رأْسَه. والخَبْسُ والاخْتباسُ: الظُّلْمُ؛ خَبَسه مالَه واخْتَبَسَه إِياه. والخُباسَة: الظُّلامَةُ.
خرس: الخَرَسُ: ذَهَابُ الْكَلَامِ عِيّاً أَو خِلْقَةً، خَرِسَ خَرَساً وَهُوَ أَخْرَسُ. والخَرَسُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْمَصْدَرُ، وأَخْرَسَه اللَّه. وَجَمَلٌ أَخْرَسُ: لَا ثَقب لشِقْشِقَتِه يَخْرُج مِنْهُ هَدِيرُه فَهُوَ يُردِّدُه فِيهَا، وَهُوَ يُستحب إِرسالُه فِي الشَّوْلِ لأَنه أَكثر مَا يَكُونُ مِئْناثاً. وعَلَم أَخْرَسُ: لَا يُسْمَعُ فِي الْجَبَلِ لَهُ صَدًى، يَعْنِي العَلَم الَّذِي يُهْتَدَى بِهِ؛ قَالَ الأَزهري وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَنْشُدُ:
وأَيْرَمٌ أَخْرَسُ فَوْقَ عَنْزِ
والأَيْرَمُ: العَلَم فَوْقَ القارَةِ يُهْتَدى بِهِ. والأَحْرَس: الْقَدِيمُ «1» الْعَادِيُّ مأْخوذ مِنَ الحَرْس، وَهُوَ الدهْرُ. وَالْعَنْزُ: الْقَارَّةُ السَّوْدَاءُ؛ قَالَ وأَنشدنيه أَعرابي آخَرُ:
وأَرَمٌ أَعْيَسُ فَوق عَنْزِ
قَالَ: والأَعْيَسُ الأَبيض. والعَنْزُ: الأَسْوَدُ مِنَ القُور، قَارَةٌ عَنْزٌ: سَوْدَاءُ. وَنَاقَةٌ خَرْساء: لَا يُسْمَعُ لَهَا رُغاء. وَكَتِيبَةٌ خَرْساء إِذا صَمَتَتْ مِنْ كَثْرَةِ الدُّرُوعِ أَي لَمْ يَكُنْ لَهَا قَعاقِعُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا تَسْمَعُ لَهَا صَوْتًا مِنْ وَقارِهِمْ فِي الْحَرْبِ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلَّبَنِ الْخَاثِرِ: هَذِهِ لَبَنَة خَرْساء لَا يُسْمَعُ لَهَا صَوْتٌ إِذا أُريقت. الْمُحْكَمُ: وَشَرْبَةٌ خَرْساء وَهِيَ الشَّرْبَةُ الْغَلِيظَةُ مِنَ اللَّبَنِ. وَلَبَنٌ أَخْرَسُ أَي خَاثِرٌ لَا يُسْمَعُ لَهُ فِي الإِناء صَوْتٌ لِغِلَظِهِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: عَيْنٌ خَرْساء وَسَحَابَةٌ «2» خَرْساء لَا رَعْدَ فِيهَا وَلَا بَرْقَ وَلَا يُسْمَعُ لَهَا صَوْتُ رَعْدٍ. قَالَ: وأَكثر مَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي الشِّتَاءِ لأَن شِدَّةَ الْبَرْدِ تُخْرِسُ البَرَدَ وتُطفئ البَرْقَ. الفراء: يقال
__________
(1) . قوله [والأَحرس القديم إلخ] كذا بالأَصل ولعل هنا سقطاً وكأَنه قال ويروى الأَحرس بالحاء المهملة وهو إلخ وقد تقدم الاستشهاد بالبيت على ذلك في ح ر س وليس الخرس بالمعجمة من معاني الدهر أَصلًا.
(2) . قوله [عين خرساء وسحابة إلخ] كذا بالأَصل. ولو قال كما قال شارح القاموس: وعين خرساء لا يسمع لجريها صوت، وسحابة إلخ لكان أحسن.

(6/62)


وَلَّاني عُرْضاً أَخْرَسَ أَمْرَسَ؛ يُرِيدُ أَعْرَضَ عَنِّي وَلَا يُكَلِّمُنِي. والخَرْساء: الدَّاهِيَةُ. والعِظامُ الخُرْسُ: الصُّمُّ، قَالَ: حَكَاهُ ثَعْلَبٌ. والخَرْساءُ مِنَ الصُّخُورِ: الصَّمَّاء؛ أَنشد الأَخفش قَوْلَ النَّابِغَةِ:
أَواضِعَ البيتِ فِي خَرْساءَ مُظْلِمَةٍ ... تُقَيِّدُ العَيْرَ، لَا يَسْري بِهَا السَّاري
وَيُرْوَى: تُقَيِّدُ الْعَيْنَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والخُرْسُ والخِراسُ: طَعَامُ الْوِلَادَةِ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، هَذَا الأَصل ثُمَّ صَارَتِ الدَّعْوَةُ لِلْوِلَادَةِ خُرْساً وخِراساً؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
كلُّ طعامٍ تَشْتَهي رَبيعَهْ: ... الخُرْسُ والإِعْذارُ والنَّقِيعَهْ
وخَرَّسْتُ عَلَى المرأَة تَخْريساً إِذا أَطعمت فِي وِلَادَتِهَا. والخُرْسَةُ: الَّتِي تُطْعِمُها النُّفَساءُ نَفْسَها أَو مَا يُصْنع لَهَا مِنْ فَريقَةٍ وَنَحْوِهَا. وخَرَسَها يَخْرُسُها؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وخَرَّسَها خُرْسَتَها وخَرَّسَ عَنْهَا، كِلَاهُمَا: عَمِلَهَا لَهَا؛ قَالَ:
وللَّه عَيْنا مَنْ رَأَى مثلَ مِقْيَسِ، ... إِذا النُّفَساء أَصْبَحَتْ لَمْ تُخَرَّسِ
وَقَدْ خُرِّسَتْ هِيَ أَي يجعلُ لَهَا الخُرْسُ؛ قَالَ الأَعْلم الهُذَليُّ يَصِفُ جَدْبَ الزَّمَانِ وعَدَمَ الْكَسْبِ حَتَّى إِن المرأَة النُّفَسَاءَ لَا تُخَرَّسُ والفَطِيم لَا يُسْكَتُ بِحِتْرٍ، وَهُوَ الشَّيْءُ الْيَسِيرُ مِنَ الطَّعَامِ وَغَيْرِهِ:
إِذا النُّفَساءُ لَمْ تُخَرَّسْ بِبِكْرِها ... غُلاماً، وَلَمْ يُسْكَتْ بِحِتْرٍ فَطِيمُها
الحِتْرُ: الشَّيْءُ الْقَلِيلُ الْحَقِيرُ، أَي لَيْسَ لَهُمْ شَيْءٌ يُطْعِمُون الصَّبِيَّ مِنْ شِدَّةِ الأَزْمَةِ. وَقَوْلُهُ غُلَامًا مُنْتَصِبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ فَيَكُونُ بَيَانًا للبِكْر، لأَن البِكْر يَكُونُ غُلَامًا وَجَارِيَةً، وأَراد أَن المرأَة إِذا أَذْكَرَتْ كَانَتْ فِي النُّفُوسِ آثَر والعنايَةُ بِهَا آكَدَ، فإِذا اطُّرِحَتْ دَلَّ ذَلِكَ عَلَى شِدَّةِ الجَدْب وَعُمُومِ الجَهْدِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ التَّمْرِ: هِيَ صُمْتَةُ الصَّبِيِّ وخُرْسَةُ مَرْيَمَ؛ الخُرْسَة: مَا تَطْعَمُه المرأَةُ عِنْدَ وِلادِها. وخَرَّسْتُ النُّفَسَاءَ: أَطعمتها الخُرْسَة. وأَراد قَوْلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا. والخُرْسُ، بِلَا هَاءٍ: الطَّعَامُ الَّذِي يُدْعَى إِليه عِنْدَ الْوِلَادَةِ. وَفِي حَدِيثِ
حَسَّان: كَانَ إِذا دُعِيَ إِلى طَعَامٍ قَالَ: إِلى عُرْس أَم خُرْس أَم إِعْذارٍ؟ فإِن كَانَ فِي وَاحِدٍ مِنْ ذَلِكَ أَجاب، وإِلا لَمْ يُجِبْ
؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ يَصِفُ قَوْمًا بِقِلَّةِ الْخَيْرِ:
شَرُّكُمْ حاضِرٌ وخَيْرُكُمُ دَرُّ ... خَرُوسٍ، مِنَ الأَرانِبِ، بِكْرِ
فَيُقَالُ: هِيَ البِكْرُ فِي أَوّل حَمْلِهَا، وَيُقَالُ: هِيَ الَّتِي يُعْمَلُ لَهَا الخُرْسَةُ. وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ: تَخَرّسي لَا مُخَرِّسَةَ لَكِ. وَقَالَ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ فِي صِفَةِ التَّمْرِ: تُحْفَةُ الْكَبِيرِ، وصُمْتَةُ الصَّغِيرِ، وتَخْرِسَةُ مَرْيم. كأَنه سَمَّاهُ بِالْمَصْدَرِ وَقَدْ تَكُونُ اسْمًا كالتَّنْهِيَةِ والتَّوْديَةِ. وتَخَرَّسَت المرأَةُ: عَمِلَتْ لِنَفْسِهَا خُرْسَة. والخَرُوسُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي يُعْمَلُ لَهَا شَيْءٌ عِنْدَ الْوِلَادَةِ. والخَرُوس أَيضاً: البِكْر فِي أَول بَطْنٍ تَحْمِلُهُ. وَيُقَالُ للأَفاعي: خُرْسٌ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:
عَلَيْهِمْ كلُّ مُحْكَمَةٍ دِلاصٍ، ... كأَن قَتِيرَها أَعْيانُ خُرْسِ
والخَرْسُ والخِرْسُ: الدَّنُّ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ، وَالصَّادُ فِي هَذِهِ الأَخيرة لُغَةٌ. والخَرَّاسُ: الَّذِي يَعْمَلُ

(6/63)


الدِّنانَ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ:
جَوْنٌ كَجَوْنِ الخَمَّارِ حَرَّدَه الْخَرَّاسُ، ... لَا ناقِسٌ وَلَا هَزِمُ
النَّاقِسُ: الْحَامِضُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
وخَرْسه المُحْمَرُّ فِيهِ مَا اعْتُصِرْ
قَالَ الأَزهري: وقرأْت فِي شِعْرِ الْعَجَّاجِ الْمَقْرُوءِ عَلَى شَمِرٍ:
مُعَلِّقِينَ فِي الكلالِيبِ السُّفَرْ، ... وخَرْسه المُحْمَرُّ فِيهِ مَا اعْتُصِرْ
قَالَ: الخَرْسُ الدَّنُّ، قَيَّدَهُ بِالْخَاءِ. والخَرَّاس أَيضاً: الخَمَّار. وخُراسانُ: كُورَةٌ، النَّسَبُ إِليها خُراسانيٌّ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَهُوَ أَجود، وخُراسِيٌّ وخُرْسِيٌّ، وَيُقَالُ: هُمْ خُرْسانٌ كَمَا يُقَالُ هُمْ سُودانٌ وبِيضانٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَشَّار:
فِي الْبَيْتِ مِنْ خُرْسان لَا تُعابُ
يَعْنِي بَنَاتَهُ، وَيُجْمَعُ عَلَى الخُرَسِينَ، بِتَخْفِيفِ يَاءِ النِّسْبَةِ كَقَوْلِكَ الأَشْعَرين؛ وأَنشد:
لَا تُكْرِيَنَّ بَعْدَهَا خُرَسِيَا.
خربس: الخَرْبَسِيسُ: الشَّيْءُ الْيَسِيرُ، وَهِيَ فِي النَّفْيِ بِالصَّادِ.
خرمس: لَيْلٌ خِرْمِسٌ: مُظْلِمٌ. واخْرَنْمَسَ الرَّجُلُ: ذَلَّ وَخَضَعَ، وَقِيلَ: سَكَتَ؛ وَقَدْ وَرَدَتْ بِالصَّادِ عَنْ كُرَاعٍ وَثَعْلَبٍ. والاخْرِنْماسُ: السُّكُوتُ. والمُخَرْمِسُ: السَّاكِتُ. الفراء: اخْرَمَّسَ واخْرَمَّصَ: سكت. واخْرَمَّسَ الرَّجُلُ إِذا ذَلَّ وخَضَع.
خسس: الخَساسَةُ: مصدرُ الرَّجُلِ الخَسِيس البَيِّن الخَساسَة. والخَسِيسُ: الدَّنِيءُ. وخَسَّ الشيءُ يَخَسُّ ويَخِسُّ خِسَّةً وخَساسَةً، فَهُوَ خسِيسٌ: رَذُلَ. وَشَيْءٌ خَسِيسٌ وخُساسٌ ومَخْسُوسٌ: تَافِهٌ. وَرَجُلٌ مَخْسُوسٌ: مَرْذُول. وَقَوْمٌ خِساسٌ: أَرذال. وخَسِسْتَ وخَسَسْتَ تَخِسُّ خَساسة وخُسُوسَةً وخِسَّة: صِرْتَ خَسِيساً. وأَخْسَسْتَ: أَتيت بخَسِيس. وخَسِسْتَ بَعْدِي، بِالْكَسْرِ، خِسَّةً وخَساسةً إِذا كَانَ فِي نَفْسِهِ خَسِيساً. وخَسَّ نصيبَه يَخُسُّه، بِالضَّمِّ، أَي جَعَلَهُ خَسِيساً، وأَخْسَسْتُه: وَجَدْتُهُ خَسِيساً. واسْتَخسَّه أَي عدَّه خَسِيساً. وخَسَّ الحظُّ خَسّاً، فَهُوَ خَسِيسٌ، وأَخَسَّه، كِلَاهُمَا: قَلَّله وَلَمْ يُوَفِّرْه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْعَرَبُ تَقُولُ أَخَسَّ اللَّهُ حَظَّه وأَخَتَّه، بالأَلف، إِذا لَمْ يَكُنْ ذَا جَدٍّ وَلَا حَظٍّ فِي الدُّنْيَا وَلَا شيءٍ مِنَ الْخَيْرِ. وأَخسَّ فُلَانٌ إِذا جَاءَ بخَسِيس مِنَ الأَفعال. وَقَدْ أَخْسَسْتَ فِي فِعْلِكَ وأَخْسَسْتَ إِخْساساً إِذا فعلتَ فِعْلًا خَسِيسًا. وامرأَة مُسْتَخِسَّة [مُسْتَخَسَّة] وخَسَّاءُ: قَبِيحَةُ الْوَجْهِ، اشْتُقَّتْ مِنَ الخَسِيس؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: امرأَة مُسْتَخِسَّة إِذا كَانَتْ دَمِيمَةَ الْوَجْهِ ذَرِبَةً، مُشْتَقٌّ مِنَ الخِسَّة، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي النُّجُومَ الَّتِي لَا تَعْزُبُ نَحْوُ بَنَاتِ نَعْش والفَرْقَدَيْن والجَدْيِ والقُطْب وَمَا أَشْبه ذَلِكَ: الخُسَّان. والخَسُّ، بِالْفَتْحِ: بَقْلَةٌ مَعْرُوفَةٌ مِنْ أَحرار الْبُقُولِ عَرِيضَةُ الْوَرَقِ حُرَّة لَيِّنة تَزِيدُ فِي الدَّمِ. والخُسُّ: رَجُلٌ مِنْ إِياد مَعْرُوفٌ. وابنةُ الخُسّ الإِيادِيَة: الَّتِي جَاءَتْ عَنْهَا الأَمثال، وَاسْمُهَا هِنْد، وَكَانَتْ مَعْرُوفَةً بِالْفَصَاحَةِ. وَيُقَالُ: رَفَعْتُ مِنْ خَسِيسَتِه إِذا فَعَلْتُ بِهِ فِعْلًا يَكُونُ فِيهِ رِفْعَتُه. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ رَفَعَ اللَّه خَسِيسَةَ فُلَانٍ إِذا رَفَعَ حَالَهُ بَعْدَ انْحِطَاطِهَا. وَفِي

(6/64)


حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَن فَتَاةً دَخَلَتْ عَلَيْهَا فَقَالَتْ: إِن أَبي زوَّجني مِنِ ابْنِ أَخيهِ وأَراد أَن يَرْفَعَ بِي خَسِيسَته؛ الخَسِيسُ: الدَّنِيءُ. والخَساسَةُ: الْحَالَةُ الَّتِي يَكُونُ عَلَيْهَا الخَسِيسُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَحنف: إِن لَمْ يَرْفَع خَسِيسَتنا. التَّهْذِيبُ: الخَسِيسُ الْكَافِرُ. وَيُقَالُ: هُوَ خَسِيسٌ خَتِيتٌ. وخَسِيسةُ النَّاقَةِ: أَسنانها دُونَ الإِثْناءِ. يُقَالُ: جَاوَزَتِ الناقةُ خَسِيسَتَها وَذَلِكَ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ إِذا أَلقت ثَنِيَّتَها، وَهِيَ الَّتِي تَجُوزُ فِي الضحايا والهَدْي.
خفس: خَفَسَ يَخْفِسُ خَفْساً وأَخْفَسَ الرجلُ: قَالَ لِصَاحِبِهِ أَقْبَحَ مَا يَكُونُ مِنَ الْقَوْلِ وأَقبَح مَا قدَرَ عَلَيْهِ. يُقَالُ لِلرَّجُلِ: خَفَسْتَ يَا هَذَا وأَخْفَسْتَ وَهُوَ مِنْ سُوءِ الْقَوْلِ. وشَرابٌ مُخْفِسٌ: سَرِيعُ الإِسكار، وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ القُبْح لأَنه يَخْرُجُ بِهِ مِنْ سُكْرِه إِلى الْقَبِيحِ مِنَ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ. وخَفَسَ لَهُ يَخْفِس: قَلّل لَهُ مِنَ الْمَاءِ فِي شَرَابِهِ، يُقَالُ: اخْفِسْ لَهُ مِنَ الْمَاءِ أَي قَلِّل الماءَ وأَكثر النَّبِيذَ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هَذَا مِنْ كَلَامِ المُجَّانِ، وَالصَّوَابُ: أَعْرِقْ لَهُ، يُرِيدُ أَقْلِلْ لَهُ مِنَ الْمَاءِ فِي الكأْس حَتَّى يَسْكَرَ. وأَخْفَسَ الشرابَ وأَخْفَسَ لَهُ مِنْهُ: أَكثر مَزْجَه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخفس لَهُ إِذا أَقَلَّ الْمَاءَ وأَكثر الشرابَ أَو اللَّبَنَ أَو السَّوِيقَ؛ وَكَانَ أَبو الْهَيْثَمِ يُنْكِرُ قَوْلَ الْفَرَّاءِ فِي الشَّرَابِ الخَفِيس إِنه الَّذِي أُكثر نَبِيذُهُ وأُقلَّ مَاؤُهُ. أَبو عَمْرٍو: الخَفْسُ الِاسْتِهْزَاءُ. والخَفْسُ: الأَكل الْقَلِيلُ.
خلس: الخَلْسُ: الأَخذ فِي نُهْزَةٍ ومُخاتلة؛ خَلَسَه يَخلِسُه خَلْساً وخَلَسَه إِياه، فَهُوَ خالِسٌ وخَلَّاس؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:
يَا مَيُّ، إِن تَفْقِدي قَوْمًا وَلدْتِهم ... أَو تَخْلِسِيهم، فإِن الدَّهْرَ خَلَّاس
الْجَوْهَرِيُّ: خَلَسْتُ الشَّيْءَ واخْتَلَسْته وتَخَلَّسْته إِذا اسْتَلبته. والتَّخالُسُ: التَّسالُبُ. والاخْتلاسُ كالخَلْسِ، وَقِيلَ: الاخْتلاسُ أَوْحى مِنَ الخَلْسِ وأَخص. والخُلْسَة، بِالضَّمِّ: النُّهْزةُ. يُقَالُ: الفُرْصَةُ خُلْسَةٌ. والقرْنانِ إِذا تَبَارَزَا يَتَخالسان أَنفسَهما: يُناهِزُ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَتْل صَاحِبِهِ. الأَزهري: الخَلْسُ فِي الْقِتَالِ والصِّراع. وَهُوَ رَجُلٌ مُخالِسٌ أَي شُجَاعٌ حَذِرٌ. وتَخالسَ القِرْنانِ وتخالَسا نَفْسَيْهما: رَامَ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا اخْتِلاسَ صَاحِبِهِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فَتَخَالَسا نَفْسَيْهما بنَوافِذٍ، ... كنَوافِذِ العُبْطِ الَّتِي لَا تُرْقَعُ
وخالَسَه مُخالَسَةً وخِلاساً؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
نَظَرْتُ إِلى مَيٍّ خِلاساً عَشِيَّةً، ... عَلَى عَجَلٍ، والكاشِحُونَ حُضُورُ
كَذَا مثلَ طَرْفِ العينِ، ثُمَّ أَجَنَّها ... رِواقٌ أَتى مِنْ دونِها وسُتُورُ
وطَعْنة خَليسٌ إِذا اخْتَلَسَها الطاعنُ بِحِذْقِه. وأَخذه خِلِّيسَى أَي اخْتِلَاسًا. وَرَجُلٌ خَلِيسٌ وخَلَّاسٌ: شجاعٌ حَذِرٌ. ورَكَبٌ مَخْلوس: لَا يُرَى مِنْ قِلَّةِ لَحْمِهِ. وأَخْلَسَ الشَّعْرُ، فَهُوَ مُخْلِسٌ وخَلِيسٌ: اسْتَوَى سَوَادُهُ وَبَيَاضُهُ، وَقِيلَ: هُوَ إِذا كَانَ سَوَادِهِ أَكثر مِنْ بَيَاضِهِ؛ قَالَ سُوَيدٌ الْحَارِثِيُّ:
فَتًى قَبَلٌ لَمْ تُعْنِسِ السِّنُّ وَجْهَه، ... سِوَى خُلْسَةٍ فِي الرَّأْسِ كالبَرْقِ فِي الدُّجَى
أَبو زَيْدٍ: أَخْلَسَ رأْسُه، فَهُوَ مُخلِسٌ وخَلِيس إِذا

(6/65)


ابْيَضَّ بَعْضُهُ، فإِذا غَلَبَ بَيَاضُهُ سَوَادَهُ، فَهُوَ أَغْثَم. والخَلِيسُ: الأَشْمط. وأَخْلَسَتْ لِحْيَتُهُ إِذا شَمَطَتْ. الْجَوْهَرِيُّ: أَخْلَسَ رأْسُه إِذا خَالَطَ سوادُه البياضَ، وَكَذَلِكَ النَّبْتُ إِذا كَانَ بَعْضُهُ أَخْضَر وَبَعْضُهُ أَبيض، وَذَلِكَ فِي الهَيْج، وخَص بَعْضُهُمْ بِهِ الطَّرِيقَةَ والصِّلِّيانَ والهَلْتَى والسَحَمَ. وأَخْلَسَ الحَلِيُّ: خَرَجَتْ فِيهِ خُضْرَةٌ طَرِيَّة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَخْلَسَت الأَرضُ والنباتُ: خَالَطَ يبيسُهما رَطْبَهما، والخُلْسَةُ الِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ. وأَخْلَست الأَرضُ أَيضاً: أَطْلَعَتْ شَيْئًا مِنَ النَّبَاتِ. والخَليسُ: النَّبَاتُ الْهَائِجُ بعضُه أَصفر وبعضُه أَخضر، وَكَذَلِكَ الخَلِيطُ يُسَمَّى خَلِيسًا. والخِلاسِيُّ: الْوَلَدُ بَيْنَ أَبيض وَسَوْدَاءَ أَو بَيْنَ أَسود وَبَيْضَاءَ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلْغُلَامِ إِذا كَانَتْ أُمّه سَوْدَاءَ وأَبوه عَرَبِيًّا آدَمَ فَجَاءَتْ بِوَلَدٍ بَيْنَ لَوْنَيْهِمَا: غُلَامٌ خِلاسِيٌّ، والأُنثى خِلاسِيَّة؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
سِرْ حَتَّى تأْتي فَتَياتٍ قُعْساً، وَرِجَالًا طُلْساً، وَنِسَاءً خُلْساً
؛ الخُلْسُ: السُّمْرُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
نَهَى عَنْ الخلِيسَة
، وَهِيَ مَا تُسْتَخلَصُ مِنَ السَّبْعِ فَتَمُوتُ قَبْلَ أَن تُذَكَّى، مِنْ خَلَسْتُ الشَّيْءَ واخْتَلَسْته إِذا سَلَبْتُهُ، وَهِيَ فَعِيلة بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
لَيْسَ فِي النُّهْبَة وَلَا الخَلِيسة قَطْعٌ
، وَفِي رِوَايَةٍ:
وَلَا فِي الخُلْسَة
أَي مَا يُؤْخَذُ سَلْباً ومُكابَرَةً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
بادِرُوا بالأَعمال مَرَضاً حَابِسًا أَو مَوْتًا خالِساً
أَي يَخْتَلِسُكم عَلَى غَفْلَةٍ. والخِلاسِيُّ مِنَ الدِّيَكَةِ: بَيْنَ الدَّجاج الهِنْدِية وَالْفَارِسِيَّةِ. الْخَلِيلُ: مِنَ الْمَصَادِرِ المُخْتَلَس والمُعْتَمَدُ: فالمُخْتَلَسُ مَا كَانَ عَلَى حَذْوِ الْفِعْلِ نَحْوَ انصرَف انْصِرَافًا وَرَجَعَ رُجُوعًا، وَالْمُعْتَمَدُ مَا اعْتَمَدَتْ عَلَيْهِ فَجَعَلَتْهُ اسْمًا لِلْمَصْدَرِ نَحْوَ الْمَذْهَبِ والمَرْجِعِ، وَقَوْلُكَ أَجَبْتُه إِجابةً، وَهُوَ الْمُعْتَمَدُ عَلَيْهِ وَلَا يُعْرَفُ الْمُعْتَمَدَ إِلا بالسَّماع. ومُخالِسٌ: اسْمُ حِصَانٍ مِنْ خَيْلِ الْعَرَبِ مَعْرُوفٍ؛ قَالَ مزاحِمٌ:
يَقُودانِ جُرْداً مِنْ بناتِ مُخالِسٍ، ... وأَعْوَجَ يُقْفَى بالأَجِلَّةِ والرُّسْلِ
وَقَدْ سَمَّتْ خَلَّاساً ومُخالِساً.
خلبس: خَلْبَسَه وخَلْبَسَ قَلْبَهُ أَي فَتَنَهُ وَذَهَبَ بِهِ، كَمَا يُقَالُ خَلَبه، وَلَيْسَ يَبْعُدُ أَن يَكُونَ هُوَ الأَصل لأَن السِّينَ مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَاتِ، والخُلابِسُ، بِضَمِّ الْخَاءِ: الْحَدِيثُ الرَّقِيقُ، وَقِيلَ: الْكَذِبُ؛ قَالَ الكُمَيْت:
بِمَا قَدْ أَرَى فِيهَا أَوانِسَ كالدُّمَى ... وأَشْهَدُ منهنَّ الحديثَ الخُلابِسا
والخَلابيسُ: الكَذِبُ. وأَمرٌ خَلابِيسُ: عَلَى غَيْرِ اسْتِقَامَةٍ، وَكَذَلِكَ خَلْقٌ خَلابِيسُ، وَالْوَاحِدُ خِلْبيسٌ وخِلْباسٌ، وَقِيلَ: لَا وَاحِدَ لَهُ. والخَلابِيسُ: أَن تَرْوَى الإِبلُ فَتَذْهَبُ ذِهَابًا شَدِيدًا فَتُعَنِّي رَاعِيَهَا. يُقَالُ: أَكفِيكَ الإِبلَ وخَلابِيسَها، والخَلابِيسُ: المتفرّقون.
خمس: الخمسةُ: مِنْ عَدَدِ الْمُذَكَّرِ، والخَمْسُ: مِنْ عَدَدِ المؤَنث مَعْرُوفَانِ؛ يُقَالُ: خَمْسَةُ رِجَالٍ وَخَمْسُ نِسْوَةٍ، التَّذْكِيرُ بِالْهَاءِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ صُمْنا خَمْساً مِنَ الشَّهْرِ فَيُغَلِّبُون اللَّيَالِيَ عَلَى الأَيام إِذا لَمْ يَذْكُرُوا الأَيام، وإِنما يَقَعُ الصِّيَامُ عَلَى الأَيام لأَن لَيْلَةَ كُلِّ يَوْمٍ قَبْلَهُ، فإِذا أَظهروا الأَيام قَالُوا صُمْنَا خَمْسَةَ أَيام، وَكَذَلِكَ أَقمنا عِنْدَهُ عَشْرًا بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ؛ غَلَّبُوا التأْنيث، كَمَا قَالَ الْجَعْدِيُّ:

(6/66)


أَقامتْ ثَلَاثًا بينَ يومٍ وليلةٍ، ... وَكَانَ النَّكِيرُ أَن تُضِيفَ وتَجْأَرا
وَيُقَالُ: لَهُ خَمْسٌ مِنَ الإِبل، وَإِنْ عَنَيْتَ جِمالا، لأَن الإِبل مُؤَنَّثَةٌ؛ وَكَذَلِكَ لَهُ خَمْس مِنَ الْغَنَمِ، وإِن عَنَيْتَ أَكْبُشاً، لأَن الْغَنَمَ مُؤَنَّثَةٌ. وَتَقُولُ: عِنْدِي خمسةُ دَرَاهِمَ، الهاءُ مَرْفُوعَةٌ، وإِن شِئْتَ أَدغمت لأَن الْهَاءَ مِنْ خَمْسَةٍ تَصِيرُ تَاءً فِي الْوَصْلِ فَتُدْغَمُ فِي الدَّالِ، وإِن أَدخلت الأَلف وَاللَّامَ فِي الدَّرَاهِمِ قُلْتَ: عِنْدِي خَمْسَةُ الدَّرَاهِمِ، بِضَمِّ الْهَاءِ، وَلَا يَجُوزُ الإِدغام لأَنك قَدْ أَدغمت اللَّامَ فِي الدَّالِ، وَلَا يَجُوزُ أَن تُدْغَمَ الْهَاءُ مِنْ خَمْسَةٍ وَقَدْ أَدغمت مَا بَعْدَهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
مَا زالَ مُذْ عَقدَتْ يَدَاهُ إِزارَهُ، ... فسَمَا وأَدْرَكَ خمسَةَ الأَشْبارِ
وَتَقُولُ فِي الْمُؤَنَّثِ: عِنْدِي خَمْسُ القُدُور، كَمَا قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
وَهَلْ يَرْجِعُ التسليمَ أَو يَكْشِفُ العَمَى ... ثلاثُ الأَثافي، والرُّسُومُ البَلاقِعُ؟
وَتَقُولُ: هَذِهِ الْخَمْسَةُ دَرَاهِمَ، وإِن شِئْتَ رَفَعْتَ الدَّرَاهِمَ وَتُجْرِيهَا مَجْرَى النَّعْتِ، وَكَذَلِكَ إِلى الْعَشَرَةِ. والمُخَمَّسُ مِنَ الشِّعْرِ: مَا كَانَ عَلَى خَمْسَةِ أَجزاء، وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي وَضْعِ العَرُوض. وَقَالَ أَبو إِسحاق: إِذا اخْتَلَطَتِ الْقَوَافِي، فَهُوَ المُخَمَّسُ. وَشَيْءٌ مُخَمَّسٌ أَي لَهُ خَمْسَةُ أَركان. وخَمَسَهم يَخْمِسُهم خَمْساً: كَانَ لَهُمْ خَامِسًا. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ خَامِسًا وَخَامِيًا؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ للحادِرَة وَاسْمُهُ قُطْبةُ بْنُ أَوس:
كَمْ للمَنازِلِ مِنْ شَهْرٍ وأَعْوامِ ... بالمُنْحَنَى بَيْنَ أَنْهارٍ وآجامِ
مَضَى ثلاثُ سِنينَ مُنْذُ حُلَّ بها، ... وعامُ حُلَّتْ وَهَذَا التَّابِعُ الخامِي
وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: هَذِي ثَلَاثُ سِنِينَ قَدْ خَلَوْنَ لَهَا. وأَخْمَسَ القومُ: صَارُوا خَمْسَةً. ورُمْح مَخْمُوسٌ: طُولُهُ خَمْسُ أَذرع. وَالْخَمْسُونَ مِنَ الْعَدَدِ: مَعْرُوفٌ. وَكُلُّ مَا قِيلَ فِي الْخَمْسَةِ وَمَا صُرِّفَ مِنْهَا مَقُولٌ فِي الْخَمْسِينَ وَمَا صُرِّفَ مِنْهَا؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
عَلامَ قَتْلُ مُسْلِمٍ تَعَمُّدا؟ ... مُذْ سَنَةٌ وخَمِسونَ عَدَدا
بِكَسْرِ الْمِيمِ فِي خَمِسُونَ، احْتَاجَ إِلى حَرَكَةِ الْمِيمِ لإِقامة الْوَزْنِ، وَلَمْ يَفْتَحْهَا لِئَلَّا يُوهِمَ أَن الْفَتْحَ أَصلها لأَن الْفَتْحَ لَا يُسَكَّنُ، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ حَرَّكَهَا عَنْ سُكُونٍ لأَن مِثْلَ هَذَا السَّاكِنِ لَا يُحَرَّكُ بِالْفَتْحِ إِلا فِي ضَرُورَةٍ لَا بُدَّ مِنْهُ فِيهَا، وَلَكِنَّهُ قَدَّرَ أَنها فِي الأَصل خَمَسُون كَعَشَرَةٍ ثُمَّ أَسكن، فَلَمَّا احْتَاجَ رَدَّه إِلى الأَصل وآنَسَ بِهِ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ عَشَرة؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: كَسَرَ الْمِيمَ مِنْ خَمِسُون وَالْكَلَامُ خَمْسُون كَمَا قَالُوا خَمْسَ عَشِرَةَ، بِكَسْرِ الشِّينِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: رَوَاهُ غَيْرُهُ خَمَسون عَدَدًا، بِفَتْحِ الْمِيمِ، بَنَاهُ عَلَى خَمَسَة وخَمَساتٍ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي عَنْ أَبي مَرْجَحٍ: شَرِبْتُ هَذَا الكوزَ أَي خَمَسَة بِمِثْلِهِ. والخِمْسُ، بِالْكَسْرِ: مِنْ أَظْماء الإِبل، وَهُوَ أَن تَرِدَ الإِبلُ الماءَ اليومَ الخامسَ، وَالْجَمْعُ أَخْماس. سِيبَوَيْهِ: لَمْ يُجَاوَزُ بِهِ هَذَا البناءَ. وَقَالُوا ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسِ إِذا أَظهر أَمراً يُكْنى عَنْهُ بِغَيْرِهِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْعَرَبُ تَقُولُ لِمَنْ خاتَلَ: ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسٍ؛ وأَصل ذَلِكَ أَن شَيْخًا كَانَ فِي إِبله وَمَعَهُ أَولاده، رِجَالًا يَرْعَوْنها قَدْ طَالَتْ غُرْبَتُهُمْ عَنْ أَهلهم، فَقَالَ لَهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ: ارْعَوْا إِبلكم رِبْعاً، فَرَعَوْا

(6/67)


رِبْعاً نحوَ طَرِيقِ أَهلهم، فَقَالُوا لَهُ: لَوْ رَعَيْنَاهَا خِمْساً، فَزَادُوا يَوْمًا قِبَلَ أَهلهم، فَقَالُوا: لَوْ رَعَيْنَاهَا سِدْساً، ففَطَنَ الشيخُ لِمَا يُرِيدُونَ، فَقَالَ: مَا أَنتم إِلَّا ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسٍ، مَا هِمَّتُكم رَعْيُها إِنما هِمَّتُكم أَهلُكم؛ وأَنشأَ يَقُولُ:
وَذَلِكَ ضَرْبُ أَخْماسٍ، أُراهُ، ... لأَسْداسٍ، عَسى أَن لَا تَكُونَا
وأَخذ الكمَيْتُ هَذَا البيتَ لأَنه مَثَل فَقَالَ:
وَذَلِكَ ضَرْبُ أَخماس، أُريدَتْ، ... لأَسْداسٍ، عَسَى أَن لَا تَكُونَا
قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي هَذَا الْبَيْتِ: قَالَ أَبو عَمْرٍو هَذَا كَقَوْلِكَ ششْ بَنْجْ، وَهُوَ أَن تُظْهر خَمْسَةً تُرِيدُ سِتَّةً. أَبو عُبَيْدَةَ: قَالُوا ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسٍ، يُقَالُ لِلَّذِي يُقَدِّمُ الأَمرَ يُرِيدُ بِهِ غَيْرَهُ فيأْتيه مِنْ أَوّله فَيَعْمَلُ رُوَيْداً رُوَيْداً. الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمْ فُلَانٌ يَضْرِبُ أَخماساً لأَسداس أَي يَسْعَى فِي الْمَكْرِ وَالْخَدِيعَةِ، وأَصله مِنْ أَظماء الإِبل، ثُمَّ ضُرِبَ مَثَلًا لِلَّذِي يُراوِغُ صَاحِبَهُ وَيُرِيهِ أَنه يُطِيعُهُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لِرَجُلٍ مِنْ طيء:
اللَّهُ يَعْلَمُ لَوْلَا أَنني فَرِقٌ ... مِنَ الأَميرِ، لعاتَبْتُ ابنَ نِبْراسِ
فِي مَوْعِدٍ قَالَهُ لِي ثُمَّ أَخْلَفَه، ... غَداً غَداً ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسِ
حَتَّى إِذا نَحْنُ أَلْجَأْنا مَواعِدَه ... إِلى الطَّبِيعَةِ، فِي رِفْقٍ وإِيناسِ
أَجْلَتْ مَخِيلَتُه عَنْ لَا، فقلتُ لَهُ: ... لَوْ مَا بَدَأْتَ بِهَا مَا كَانَ مِنْ باسِ
وَلَيْسَ يَرْجِعُ فِي لا، بَعْدَ ما سَلَفَتْ ... مِنْهُ نَعَمْ طَائِعًا، حُرٌّ مِنَ الناسِ
وَقَالَ خُرَيْمُ بْنُ فاتِكٍ الأَسَدِيُّ:
لَوْ كَانَ لِلْقَوْمِ رأْيٌ يُرْشَدُونَ بِهِ، ... أَهلَ العِراق رَمَوْكُم بِابْنِ عَبَّاسِ
للَّه دَرُّ أَبيهِ أَيُّما رجلٍ، ... مَا مثلهُ فِي فِصالِ القولِ فِي الناسِ
لَكِنْ رَمَوْكم بشيخٍ مِنْ ذَوي يَمَنٍ، ... لَمْ يَدْرِ مَا ضَرْبُ أَخْماسٍ لأَسْداسِ
يَعْنِي أَنهم أَخطأُوا الرأْي فِي تَحْكِيمِ أَبي مُوسَى دُونَ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَمَا أَحسن
مَا قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَقَدْ سأَله عُتْبَةُ بْنُ أَبي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ فَقَالَ: مَا مَنَعَ عَلِيًّا أَن يَبْعَثَكَ مَكَانَ أَبي مُوسَى؟ فَقَالَ: مَنَعَهُ واللَّه مِنْ ذَلِكَ حاجزُ القَدَرِ ومِحْنَةُ الِابْتِلَاءِ وقِصَرُ الْمُدَّةِ، واللَّه لَوْ بَعَثَنِي مَكَانَهُ لاعْتَرَضْتُ فِي مَدارِج أَنفاس مُعَاوِيَةَ ناقِضاً لِمَا أَبْرَمَ، ومُبْرِماً لِمَا نَقَضَ، وَلَكِنْ مَضَى قَدَرٌ وَبَقِيَ أَسَفٌ والآخرةُ خَيْرٌ لأَمير الْمُؤْمِنِينَ؛ فَاسْتَحْسَنَ عُتْبَةُ بْنُ أَبي سُفْيَانَ كَلَامَهُ
، وَكَانَ عُتْبَةُ هَذَا مِنْ أَفصح النَّاسِ، وَلَهُ خُطْبَةٌ بَلِيغَةٌ فِي نَدْبِ النَّاسِ إِلى الطَّاعَةِ خَطَبَهَا بِمِصْرَ فَقَالَ: يَا أَهل مِصْرَ، قَدْ كُنْتُمْ تُعْذَرُون بِبَعْضِ الْمَنْعِ مِنْكُمْ لبعضِ الجَوْرِ عَلَيْكُمْ، وَقَدْ وَلِيَكم مَنْ يَقُولُ بفِعْلٍ وَيَفْعَلُ بقَوْلٍ، فإِن دَرَرْتُم لَهُ مَراكم بِيَدِهِ، وإِن اسْتَعْصَيْتُمْ عَلَيْهِ مَرَاكُمْ بِسَيْفِهِ، ورَجا فِي الْآخَرِ مِنَ الأَجْر مَا أَمَّلَ فِي الأَوَّل مِنَ الزَّجْر؛ إِن البَيْعَة متابَعَةٌ، فَلَنَا عَلَيْكُمُ الطَّاعَةُ فِيمَا أَحببنا، وَلَكُمْ عَلَيْنَا العَدلُ فِيمَا وَلَيْنَا، فأَينا غَدَرَ فَلَا ذِمَّةَ لَهُ عِنْدَ صَاحِبِهِ، واللَّه مَا نطقتْ بِهِ أَلسنتُنا حَتَّى عَقَدَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُنَا، وَلَا طَلَبْنَاهَا مِنْكُمْ حَتَّى بَذَلْنَاهَا لَكُمْ نَاجِزًا بِنَاجِزٍ فَقَالُوا: سَمْعاً سَمْعاً فأَجابهم: عَدْلًا عَدْلًا. وَقَدْ خَمَسَت الإِبلُ وأَخْمَسَ صَاحِبُهَا: وَرَدَتْ إِبله خِمْساً، وَيُقَالُ

(6/68)


لِصَاحِبِ الإِبل الَّتِي تَرِدُ خِمْساً: مُخْمِسٌ؛ وأَنشد أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ لِامْرِئِ الْقَيْسِ:
يُثِيرُ ويُبْدِي تُرْبَها ويُهِيلُه، ... إِثارَةَ نَبَّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ
غَيْرُهُ: الخِمْسُ، بِالْكَسْرِ، مِنْ أَظماء الإِبل أَن تَرْعَى ثَلَاثَةَ أَيام وتَرِدَ الْيَوْمَ الرَّابِعَ، والإِبل خامسَة وخَوامِسُ. قَالَ اللَّيْثُ: والخِمْسُ شُرْبُ الإِبل يَوْمَ الرَّابِعِ مِنْ يَوْمِ صَدَرَتْ لأَنهم يَحْسُبون يَوْمَ الصَّدَر فِيهِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا غَلَطٌ لَا يُحْسَبُ يومُ الصَّدَرِ فِي وِرْدِ النَّعم، والخِمْسُ: أَن تَشْرَبَ يَوْمَ وِرْدِها وتَصْدُرَ يَوْمَهَا ذَلِكَ وتَظَلّ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ فِي المَرْعى ثَلَاثَةَ أَيام سِوَى يَوْمِ الصَّدَرِ، وتَرد الْيَوْمَ الرَّابِعَ، وَذَلِكَ الخِمْس. قَالَ: وَيُقَالُ فَلَاةٌ خِمْسٌ إِذا انْتَاطَ وِرْدُها حَتَّى يَكُونَ وِرْدُ النَّعَمِ اليومَ الرَّابِعَ سِوَى الْيَوْمِ الَّذِي شَرِبَتْ وَصَدَرَتْ فِيهِ. وَيُقَالُ: خِمْسٌ بَصْباصٌ وقَعْقاع وحَثْحاتٌ إِذا لَمْ يَكُنْ فِي سَيْرِهَا إِلى الْمَاءِ وَتِيرَة وَلَا فُتُور لبُعده. غَيْرُهُ: الخِمْسُ الْيَوْمُ الْخَامِسُ مِنْ صَدَرها يَعْنِي صَدَر الْوَارِدَةِ. والسِّدْسُ: الوِرْدُ يَوْمَ السَّادِسِ. وَقَالَ راويةُ الْكُمَيْتِ: إِذا أَراد الرجلُ سَفَرًا بَعِيدًا عَوّد إِبله أَن تَشْرَبَ خِمْساً ثُمَّ سِدْساً حَتَّى إِذا دَفَعَتْ فِي السَّيْرِ صَبَرَتْ؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ:
وإِن طُوي مِنْ قَلِقاتِ الخُرْتِ ... خِمْسٌ كحَبلِ الشَّعَر المُنْحَتِّ،
مَا فِي انْطِلاقِ رَكْبه مِنْ أَمْتِ
أَراد: وإِن طُوي مِنْ إِبل قَلِقاتِ الخُرْتِ خِمْسٌ. قَالَ: وَالْخِمْسُ ثَلَاثَةُ أَيام فِي الْمَرْعَى وَيَوْمُ فِي الْمَاءِ، وَيُحْسَبُ يَوْمُ الصَّدَر. فإِذا صَدَرَت الإِبل حُسِبَ ذَلِكَ الْيَوْمُ فيُحْسَب يومُ تَرِدُ ويومُ تَصْدُرُ. وَقَوْلُهُ كَحَبْلِ الشَّعَرِ الْمُنْحَتِّ، يُقَالُ: هَذَا خِمْسٌ أَجْرَدُ كَالْحَبْلِ المُنْجَرِدِ. مِنْ أَمت: مِنِ اعْوِجَاجٍ. والتَخْمِيسُ فِي سَقْيِ الأَرض: السَّقْيَةُ الَّتِي بَعْدَ التَّرْبِيعِ. وخَمَسَ الحَبْلَ يَخْمِسُه خَمْساً: فَتَلَهُ عَلَى خَمْسِ قُوًى. وحَبْلٌ مَخْموسٌ أَي مِنْ خَمْس قُوًى. ابْنُ شُمَيْلٍ: غُلَامٌ خُماسِيٌّ ورُباعِيٌّ: طَالَ خمسَة أَشبار وأَربعة أَشبار، وإِنما يُقَالُ خُماسِيٌّ وَرُبَاعِيٌّ فِيمَنْ يَزْدَادُ طُولًا، وَيُقَالُ فِي الثَّوْبِ سُباعيٌّ. قَالَ اللَّيْثُ: الخُماسيُّ والخُماسِيَّةُ مِنَ الْوَصَائِفِ مَا كَانَ طُولُهُ خَمْسَةَ أَشبار؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ سُداسِيٌّ وَلَا سُباعي إِذا بَلَغَ سِتَّةَ أَشبار وَسَبْعَةً، قَالَ: وَفِي غَيْرِ ذَلِكَ الخُماسيُّ مَا بَلَغَ خَمْسَةً، وَكَذَلِكَ السُّداسِيُّ والعُشارِيُّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَغُلَامٌ خُماسيٌّ طوله خمسة أَشبار؛ قال:
فوقَ الخُماسِيِّ قَلِيلًا يَفْضُلُهُ، ... أَدْرَكَ عَقْلًا، والرِّهانُ عَمَلُهْ
والأُنثى خُماسِيَّةٌ. وَفِي حَدِيثِ
خَالِدٍ: أَنه سأَل عَمَّنْ يَشْتَرِي غُلَامًا تَامًّا سَلَفاً فإِذا حَلَّ الأَجلُ قَالَ خُذْ مِنِّي غُلَامَيْنِ خُماسِيَّين أَو عِلْجاً أَمْرَدَ، قَالَ: لَا بأْس
؛ الخُماسِيَّان طولُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا خَمْسَةُ أَشبار وَلَا يُقَالُ سُدَاسِيٌّ وَلَا سُبَاعِيٌّ وَلَا فِي غَيْرِ الْخَمْسَةِ لأَنه إِذا بَلَغَ سَبْعَةَ أَشبار صَارَ رَجُلًا. وثَوب خُماسِيٌّ وخَمِيسٌ ومَخْموسٌ: طُولُهُ خَمْسَةٌ؛ قَالَ عُبَيْدٌ يَذْكُرُ نَاقَتَهُ:
هاتِيكَ تَحْمِلُني وأَبْيَضَ صارِماً، ... ومُذَرِّباً فِي مارِنٍ مَخْموسِ
يَعْنِي رُمْحاً طولُ مارِنه خَمْسُ أَذرع. وَمِنْهُ حَدِيثُ
مُعَاذٍ: ائْتُونِي بخَمِيسٍ أَو لَبِيسٍ آخُذُهُ مِنْكُمْ فِي الصَّدَقَةِ
؛ الخَمِيسُ: الثَّوْبُ الَّذِي طُولُهُ خَمْسُ أَذرع،

(6/69)


كأَنه يَعْنِي الصَّغِيرَ مِنَ الثياب مثل جريح وَمَجْرُوحٍ وَقَتِيلٍ وَمَقْتُولٍ، وَقِيلَ: الخَمِيسُ ثَوْبٌ مَنْسُوبٌ إِلى مَلِكٍ كَانَ بِالْيَمَنِ أَمر أَن تُعْمَلَ هَذِهِ الأَردية فَنُسِبَتْ إِليه. والخِمْسُ: ضَرْبٌ مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ؛ قَالَ الأَعشى يَصِفُ الأَرض:
يَوْمًا تَراها كشِبْهِ أَرْدِيَةِ الْخِمْسِ، ... وَيَوْمًا أَدِيمَها نَغِلا
وَكَانَ أَبو عَمْرٍو يَقُولُ: إِنما قِيلَ لِلثَّوْبِ خَمِيسٌ لأَن أَول مَنْ عَمِلَهُ مَلِكٌ بِالْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ الخِمْسُ، بِالْكَسْرِ، أَمر بِعَمَلِ هَذِهِ الثِّيَابِ فَنُسِبَتْ إِليه. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَجَاءَ فِي الْبُخَارِيِّ خَمِيصٌ، بِالصَّادِّ، قَالَ: فإِن صَحَّتِ الرِّوَايَةُ فَيَكُونُ مُذَكَّرَ الخَمِيصَةٍ، وَهِيَ كِسَاءٌ صَغِيرٌ فَاسْتَعَارَهَا لِلثَّوْبِ. وَيُقَالُ: هُمَا فِي بُرْدَةٍ أَخْماسٍ إِذا تَقَارَنَا وَاجْتَمَعَا وَاصْطَلَحَا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:
صَيَّرَني جُودُ يَدَيْهِ، ومَنْ ... أَهْواه، فِي بُرْدَةِ أَخْماسِ
فَسَّرَهُ فَقَالَ: قَرَّبَ بَيْنَنَا حَتَّى كأَني وَهُوَ فِي خَمْسِ أَذرع. وَقَالَ فِي التَّهْذِيبِ: كأَنه اشْتَرَى لَهُ جَارِيَةً أَو سَاقَ مَهْرَ امرأَته عَنْهُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ فِي مَثَلٍ: لَيْتَنا فِي بُرْدَةٍ أَخْماسٍ أَي لَيْتَنَا تَقارَبْنا، وَيُرَادُ بأَخماس أَي طولُها خَمْسَةُ أَشبار، والبُرْدَة: شَمْلَة مِنْ صُوفٍ مُخَطَّطَة، وَجَمْعُهَا البُرَدُ. ابْنُ الأَعرابي: هُمَا فِي بُرْدَةٍ أَخماس، يَفْعَلَانِ فِعْلًا وَاحِدًا يَشْتَبِهَانِ فِيهِ كأَنهما فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ لِاشْتِبَاهِهِمَا. والخَمِيسُ: مِنْ أَيام الأُسبوع مَعْرُوفٌ، وإِنما أَرادوا الخامِسَ وَلَكِنَّهُمْ خَصوه بِهَذَا الْبِنَاءِ كَمَا خَصُّوا النَّجْمَ بالدَّبَرانِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: كَانَ أَبو زَيْدٍ يَقُولُ مَضى الخميسُ بِمَا فِيهِ فَيُفْرَدُ وَيُذَكَّرُ، وَكَانَ أَبو الجرَّاح يَقُولُ: مَضَى الْخَمِيسُ بِمَا فِيهِنَّ فَيَجْمَعُ ويؤَنث يُخْرِجُهُ مَخْرَجَ الْعَدَدِ، وَالْجَمْعُ أَخْمِسة وأَخْمِساء وأَخامِسُ؛ حُكِيَتِ الأَخيرة عَنِ الْفَرَّاءِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وخُماسَ ومَخْمَس كما يقال تُناءَ ومَثْنى ورُباعَ ومَرْبَع. وَحَكَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: لَا تَكُ خَمِيساً أَي مِمَّنْ يَصُومُ الْخَمِيسَ وَحْدَهُ. والخُمْسُ والخُمُسُ والخِمْسُ: جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ يَطَّرِدُ ذَلِكَ فِي جَمِيعِ هَذِهِ الْكُسُورِ عِنْدَ بَعْضِهِمْ، وَالْجَمْعُ أَخْماس. والخَمْسُ: أَخذك وَاحِدًا مِنْ خَمْسَةٍ، تَقُولُ: خَمَسْتُ مَالَ فُلَانٍ. وخَمَسَهم يَخْمُسُهم بِالضَّمِّ خَمْساً: أَخذ خُمْسَ أَموالهم، وخَمَسْتُهم أَخْمِسُهم، بِالْكَسْرِ، إِذا كنتَ خامِسَهم أَو كَمَّلْتَهُمْ خَمْسَةً بِنَفْسِكَ. وَفِي حَدِيثِ
عَدِيّ بْنِ حَاتِمٍ: رَبَعْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وخَمَسْتُ فِي الإِسلام
، يَعْنِي قُدْتُ الجيشَ فِي الْحَالَيْنِ لأَن الأَمير فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ يأْخذ الرُّبُع مِنَ الْغَنِيمَةِ، وجاءَ الإِسلامُ فجعله الخُمْسَ وَجَعَلَ لَهُ مَصَارِفَ، فيكون حينئد مِنْ قَوْلِهِمْ رَبَعْتُ الْقَوْمَ وخَمَسْتُهم مَخَفَّفًا إِذا أَخذت رُبْع أَموالهم وخُمْسَها، وَكَذَلِكَ إِلى الْعَشَرَةِ. والخَمِيسُ: الجَيْشُ، وَقِيلَ: الْجَيْشُ الجَرَّارُ، وَقِيلَ: الجَيْشُ الخَشِنُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الجَيْشُ يَخْمِسُ مَا وَجَدَه، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه خَمْسُ فِرَقٍ: الْمُقَدِّمَةُ وَالْقَلْبُ وَالْمَيْمَنَةُ وَالْمَيْسَرَةُ والساقةُ؛ أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ الشَّاعِرِ:
قَدْ يَضْرِبُ الجيشَ الخَمِيسَ الأَزْوَرا
فَجَعَلَهُ صِفَةً. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ:
محمدٌ والخَمِيس
أَي وَالْجَيْشُ، وَقِيلَ: سُمِّيَ خَمِيساً لأَنه تُخَمَّس فِيهِ الْغَنَائِمُ، وَمُحَمَّدٌ خَبَرُ مبتدإٍ أَي هَذَا مُحَمَّدٌ. وَمِنْهُ حَدِيثُ
عَمْرِو بْنِ مَعَدِيكَرِبَ: هُمْ أَعْظَمُنا خَمِيساً
أَي جَيْشًا. وأَخْماسُ البَصْرة خَمْسَةٌ: فالخُمْس

(6/70)


الأَول الْعَالِيَةُ، والخُمْسُ الثَّانِي بَكْر بْنُ وَائِلٍ، والخُمْسُ الثَّالِثُ تَمِيمٌ، والخُمْسُ الرَّابِعُ عَبْدُ الْقَيْسِ، والخُمْسُ الْخَامِسُ الأَزْدُ. والخِمْسُ: قَبِيلَةٌ؛ أَنشد ثعلب:
عادَتْ تميمُ بأَحْفى الخِمْسِ، إِذ لَقِيَتْ ... إِحْدى القَناطِرِ لَا يُمْشى لَهَا الخَمَرُ
وَالْقَنَاطِرُ: الدَّوَاهِي. وَقَوْلُهُ: لَا يُمْشَى لَهَا الْخَمَرُ يَعْنِي أَنهم أَظهروا لَهُمُ الْقِتَالَ. وابنُ الخِمْسِ: رَجُلٌ؛ وأَما قَوْلُ شَبِيبِ بْنِ عَوانَة:
عَقِيلَةُ دَلَّاهُ لِلَحْدِ ضَريحِه، ... وأَثوابُه يَبْرُقْنَ والخِمْسُ مائجُ
فعقيلةُ والخِمسُ: رَجُلَانِ، وَفِي حَدِيثِ
الْحَجَّاجِ: أَنه سأَل الشَعْبيَّ عَنِ المُخَّمَسَة، قَالَ: هِيَ مسأَلة من الفرائض اختلفت فِيهَا خَمْسَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ: عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَزَيْدٌ وَابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ، وَهِيَ أُم وأُخت وجد.
خنس: الخُنُوس: الانقباضُ وَالِاسْتِخْفَاءُ. خَنَسَ مِنْ بَيْنِ أَصحابه يَخْنِسُ ويَخْنُسُ، بِالضَّمِّ، خُنُوساً وخِناساً وانْخَنَس: انْقَبَضَ وتأَخر، وَقِيلَ: رَجَعَ. وأَخْنَسَه غَيْرُهُ: خَلَّفَه ومَضَى عَنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
الشَّيْطَانُ يُوَسْوِسُ إِلى الْعَبْدِ فإِذا ذكَرَ اللَّه خَنَسَ
أَي انْقَبَضَ مِنْهُ وتأَخر. قَالَ الأَزهري: وَكَذَا قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ
؛ قَالَ: إِبليس يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، فإِذا ذُكِرَ اللَّه خَنَسَ، وَقِيلَ: إِن لَهُ رأْساً كرأْس الْحَيَّةِ يَجْثُمُ عَلَى الْقَلْبِ، فإِذا ذَكَرَ اللَّه الْعَبْدُ تَنَحَّى وخنَسَ، وإِذا تَرَكَ ذِكْرَ اللَّه رَجَعَ إِلى الْقَلْبِ يُوَسْوِسُ، نَعُوذُ باللَّه مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ
جَابِرٍ: أَنه كَانَ لَهُ نَخْلٌ فَخَنَسَت النخلُ
أَي تأَخرت عَنْ قَبُولِ التَّلْقِيحِ فَلَمْ يُؤَثِّرْ فِيهَا وَلَمْ تَحْمِلْ تِلْكَ السَّنَةِ. وَفِي حَدِيثِ
الْحَجَّاجِ: إِنَّ الإِبل ضُمَّزٌ خُنَّسٌ مَا جُشِّمَتْ جَشِمَتْ
؛ الخُنَّسُ جَمْعُ خَانِسٍ أَي متأَخر، والضُمَّزٌ جَمْعُ ضَامِزٍ، وَهُوَ الْمُمْسِكُ عَنِ الجِرَّة، أَي أَنها صَوَابِرُ عَلَى الْعَطَشِ وَمَا حَمَّلْتَها حَمَلَتْه؛ وَفِي كِتَابِ الزَّمَخْشَرِيِّ: حُبُسٌ، بِالْحَاءِ وَالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ بِغَيْرِ تَشْدِيدٍ. الأَزهري: خَنَسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ يَكُونُ لَازِمًا وَيَكُونُ مُتَعَدِّيًا. يُقَالُ: خَنَسْتُ فُلَانًا فَخَنَسَ أَي أَخرته فتأَخر وَقَبَضْتُهُ فَانْقَبَضَ وخَنَسْته أَكثر. وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الْفَرَّاءِ والأُمَوِيِّ: خَنَسَ الرَّجُلُ يَخْنِسُ وأَخْنَسْتُه، بالأَلف، وَهَكَذَا قَالَ
ابْنُ شُمَيْلٍ فِي حَدِيثِ رَوَاهُ: يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فَتَخْنِسُ بِالْجَبَّارِينَ فِي النَّارِ
؛ يُرِيدُ تَدَخُلُ بِهِمْ فِي النَّارِ وَتَغَيِّبُهُمْ فِيهَا. يُقَالُ: خَنَسَ بِهِ أَي وَارَاهُ. وَيُقَالُ: يَخْنِسُ بِهِمْ أَي يَغِيبُ بِهِمْ. وخَنَسَ الرَّجُلُ إِذا تَوَارَى وَغَابَ. وأَخنسته أَنا أَي خَلَّفْتُه؛ قَالَ الرَّاعِي:
إِذا سِرْتُمُ بَيْنَ الجُبَيْلَيْنِ لَيْلَةً، ... وأَخْنَسْتُمُ مِنْ عالِجٍ كَدَّ أَجْوَعا
الأَصمعي: أَخنستم خَلَّفْتُم، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: جُزْتم، وَقَالَ: أَخَّرْتُمْ. وَفِي حَدِيثِ
كَعْبٍ: فتَخْنِسُ بِهِمُ النارُ.
وَحَدِيثُ
ابْنِ عَبَّاسٍ: أَتيتُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُصَلِّي فأَقامني حِذَاءَهُ فَلَمَّا أَقبل عَلَى صِلَاتِهِ انْخَنَسْتُ.
وَفِي حَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَقِيَهُ فِي بَعْضِ طُرُق الْمَدِينَةِ قَالَ: فانْخَنَسْتُ مِنْهُ
، وَفِي رِوَايَةٍ:
اخْتَنَسْتُ
، عَلَى الْمُطَاوَعَةِ بِالنُّونِ وَالتَّاءِ، وَيُرْوَى:
فانْتَجَشْتُ
، بِالْجِيمِ وَالشِّينِ. وَفِي حَدِيثِ
الطُّفَيْل: فَخَنَسَ عَنِّي أَو حَبَسَ
، قَالَ: هَكَذَا جَاءَ بِالشَّكِّ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَخْنَسْتُ عَنْهُ بعضَ حَقِّهِ، فَهُوَ مُخنَسٌ، أَي أَخَّرْته؛ وَقَالَ البعِيثُ:

(6/71)


وصَهْباء مِنْ طُولِ الكَلالِ زَجَرْتُها، ... وَقَدْ جَعَلَتْ عَنْهَا الأَخرَّةُ تَخْنِسُ
قَالَ الأَزهري: وأَنشدني أَبو بَكْرٍ الإِيادي لِشَاعِرٍ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَنشده مِنْ أَبيات:
وإِن دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعفُ تَكَرُّماً، ... وإِن خَنَسُوا عَنْكَ الحديثَ فَلَا تَسَلْ
وَهَذَا حجَّة لِمَنْ جَعَلَ خَنَس وَاقِعًا. قَالَ: وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذِهِ اللُّغَةِ
مَا رُوَّينَاهُ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا، وخَنَسَ إِصْبَعَه فِي الثَّالِثَةِ
أَي قَبَضَها يُعَلِّمُهُمْ أَن الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ فِي أَخْنَسَ وَهِيَ اللُّغَةُ الْمَعْرُوفَةُ:
إِذا مَا القَلاسي والعَمائِمُ أُخْنِسَتْ، ... فَفِيهِنَّ عَنْ صَلْعِ الرجالِ حُسُورُ
الأَصمعي: سَمِعْتُ أَعرابيّاً مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ يَقُولُ لِخَادِمٍ لَهُ كَانَ مَعَهُ فِي السَّفَرِ فَغَابَ عَنْهُمْ: لِمَ خَنَسْتَ عَنَّا؟ أَراد: لِمَ تأَخرت عَنَّا وَغِبْتَ ولِمَ تواريْت؟ والكواكبُ الخُنَّسُ: الدَّراري الخمسةُ تَخْنُسُ فِي مَجْراها وَتَرْجِعُ وتَكْنِسُ كَمَا تَكْنِسُ الظِّبَاءُ وَهِيَ: زُحَلٌ والمُشْتَرِي والمِرِّيخ والزُّهَرَة وعُطارِدُ لأَنها تَخْنِس أَحياناً فِي مَجْراها حَتَّى تَخْفَى تَحْتَ ضَوْءِ الشَّمْسِ وتَكْنِسُ أَي تَسْتَتِرُ كَمَا تَكْنِسُ الظِّباء فِي المَغارِ، وَهِيَ الكِناسُ، وخُنُوسها اسْتِخْفَاؤُهَا بِالنَّهَارِ، بَيْنَا نَرَاهَا فِي آخِرِ الْبُرْجِ كَرَّتْ رَاجِعَةً إِلى أَوّله؛ وَيُقَالُ: سُمِّيَتْ خُنَّساً لتأَخرها لأَنها الْكَوَاكِبُ الْمُتَحَيِّرَةُ الَّتِي تَرْجِعُ وَتَسْتَقِيمُ؛ وَيُقَالُ: هِيَ الْكَوَاكِبُ كُلُّهَا لأَنها تَخْنِسُ فِي المَغِيب أَو لأَنها تَخْفَى نَهَارًا؛ وَيُقَالُ: هِيَ الْكَوَاكِبُ السَّيَّارة مِنْهَا دُونَ الثَّابِتَةِ. الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ
؛ قَالَ: أَكثر أَهل التَّفْسِيرِ فِي الخُنَّسِ أَنها النُّجُومُ وخُنُوسُها أَنها تَغِيبُ وتَكْنِسُ تَغِيبُ أَيضاً كَمَا يَدْخُلُ الظَّبْيُ فِي كناسِهِ. قَالَ: والخُنَّسُ جَمْعُ خَانِسٍ. وَفَرَسٌ خَنُوسٌ: وَهُوَ الَّذِي يَعْدِلُ، وَهُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي حُضْرِه، ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ، وَالْجَمْعُ خُنُسٌ وَالْمَصْدَرُ الخَنْسُ، بِسُكُونِ النُّونِ. ابْنُ سِيدَهْ: فَرَسٌ خَنُوس يَسْتَقِيمُ فِي حُضْره ثُمَّ يَخْنِسُ كأَنه يَرْجِعُ الَقهْقَرى. والخَنَسُ فِي الأَنف: تأَخره إِلى الرأْس وَارْتِفَاعُهُ عَنِ الشَّفَةِ وَلَيْسَ بِطَوِيلٍ وَلَا مُشْرِف، وَقِيلَ: الخَنَسُ قَرِيبٌ مِنَ الفَطَسِ، وَهُوَ لُصُوق القَصَبة بالوَجْنَةِ وضِخَمُ الأَرْنَبَةِ، وَقِيلَ: انقباضُ قَصَبَة الأَنف وعِرَض الأَرنبة، وَقِيلَ: الخَنَسُ فِي الأَنف تأَخر الأَرنبة فِي الْوَجْهِ وقِصَرُ الأَنف، وَقِيلَ: هُوَ تأَخر الأَنف عَنِ الْوَجْهِ مَعَ ارْتِفَاعٍ قَلِيلٍ فِي الأَرنبة؛ وَالرَّجُلُ أَخْنَسُ والمرأَة خَنْساءُ، وَالْجَمْعُ خُنْسٌ، وَقِيلَ: هُوَ قِصَرُ الأَنف وَلُزُوقُهُ بِالْوَجْهِ، وأَصله فِي الظِّبَاءِ وَالْبَقَرِ، خَنِسَ خَنَساً وَهُوَ أَخْنَسُ، وَقِيلَ: الأَخْنس الَّذِي قَصُرَتْ قَصَبته وارتدَّت أَرنبته إِلى قَصَبَتِهِ، وَالْبَقَرُ كُلُّهَا خُنْسٌ، وأَنف الْبَقَرِ أَخْنَسُ لَا يَكُونُ إِلا هَكَذَا، وَالْبَقَرَةُ خَنْساءُ، والتُّرك خُنْسٌ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:
تُقَاتِلُونَ قَوْمًا خُنْسَ الآنُفِ
، وَالْمُرَادُ بِهِمُ التُّرْكُ لأَنه الْغَالِبُ عَلَى آنَافِهِمْ وَهُوَ شِبْهُ الفَطَسِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
أَبي المِنْهال فِي صِفَةِ النَّارِ: وَعَقَارِبُ أَمثال الْبِغَالِ الخُنُسِ.
وَفِي حَدِيثُ
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ: واللَّه لفُطْسٌ خُنْسٌ، بزُبْدٍ جَمْسٍ، يَغِيبُ فِيهَا الضَّرْسُ
؛ أَراد بالفُطْسِ نَوْعًا مِنَ التَّمْرِ تَمْرِ الْمَدِينَةِ وَشُبَّهَهُ فِي اكْتِنَازِهِ وَانْحِنَائِهِ بالأُنوف الخُنْسِ

(6/72)


لأَنها صِغَارُ الْحَبِّ لاطِئَة الأَقْماعِ؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُهُمْ للنَّبْل فَقَالَ يَصِفُ دِرْعًا:
لَهَا عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً، ... وتهْزَأُ بالمَعابِلِ والقِطاعِ
ابْنُ الأَعرابي: الخُنُسُ مأْوى الظِّبَاءِ، والخُنُسُ: الظِّبَاءُ أَنفُسُها. وخَنَسَ مِنْ مَالِهِ: أَخذَ. الْفَرَّاءُ: الخِنَّوسُ، بِالسِّينِ، مِنْ صِفَاتِ الأَسد فِي وَجْهِهِ وأَنفه، وَبِالصَّادِ وَلَدُ الْخِنْزِيرِ. وَقَالَ الأَصمعي: وَلَدُ الْخِنْزِيرِ يُقَالُ لَهُ الخِنَّوْسُ؛ رَوَاهُ أَبو يَعْلَى عَنْهُ. والخَنَسُ فِي الْقَدَمِ: انْبِسَاطُ الأَخْمَصِ وَكَثْرَةُ اللَّحْمِ، قَدَمٌ خَنْساء. والخُناسُ: دَاءٌ يُصِيبُ الزَّرْعَ فَيَتَجَعثَنُ مِنْهُ الحَرْثُ فَلَا يَطُولُ. وخَنْساءُ وخُناسُ وخُناسى، كُلُّهُ: اسْمُ امرأَة. وخُنَيْس: اسْمٌ. وَبَنُو أَخْنَس: حَيّ. وَالثَّلَاثُ الخُنَّس: مِنْ لَيَالِي الشَّهْرِ، قِيلَ لَهَا ذَلِكَ لأَن الْقَمَرَ يَخْنِسُ فِيهَا أَي يتأَخر؛ وأَما قَوْلُ دُرَيْد بْنِ الصِّمَّة:
أَخُناسُ، قَدْ هامَ الفؤادُ بكُمْ، ... وأَصابه تَبْلٌ مِنَ الحُبِ
يَعْنِي بِهِ خَنْساء بِنْتَ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيد فغيَّره لِيَسْتَقِيمَ له وزْنُ الشعر.
خنبس: الخُنابِسُ: الْقَدِيمُ الشَّدِيدُ الثَّابِتُ؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ:
وَقَالُوا: عليكَ ابنَ الزُّبَيْرِ فَلُذْ بِهِ، ... أَبَى اللَّهُ أَن أُخْزَى وعِزٌّ خُنابِسُ
كَانَ الْقَطَامِيُّ هَجَا قَوْمًا مِنَ الأَزْدِ فَخَافَ مِنْهُمْ فَقَالَ لَهُ مَنْ يُشِيرُ عَلَيْهِ: اسْتَجِرْ بِابْنِ الزُّبَيْرِ وَخُذْ مِنْهُ ذِمَّةً تأْمن بِهَا مَا تَخَافَهُ مِنْهُمْ، فَقَالَ مُجِيبًا لِمَنْ أَشار عَلَيْهِ بِهَذَا: أَبَى اللَّه أَن أُذلّ نَفْسِي وأُهينها وعِزُّ قَوْمِي قَدِيمٌ ثَابِتٌ. وأَسد خُنابِسٌ: جَرِيءٌ شَدِيدٌ، والأُنثى خُنابِسَةٌ. وَيُقَالُ: خُنابِسٌ غَلِيظٌ وخَنْبَسَتُه ترارَتُه، وَيُقَالُ: مِشْيَتُه، والخُنابِسَة الأُنثى، وَهِيَ الَّتِي اسْتَبَانَ حَمْلُهَا. والخُنابِسُ مِنَ الرِّجَالِ: الضَّخْمُ الَّذِي تَعْلُوهُ كَرَاهَةٌ مِنْ رِجَالٍ خُنابِسِين؛ وأَنشد الإِياديّ:
ليثٌ يَخافُكَ خَوْفَه، ... جَهْمٌ ضُبارِمَةٌ خُنابِسْ
والخُنابِسُ: الْكَرِيهُ المَنْظَرِ. وَلَيْلٌ خُنابِسٌ: شَدِيدُ الظُّلْمَةِ. والخَنَّبُوسُ: الحجر القَدَّاح.
خنبلس: الأَزهري فِي الْخُمَاسِيِّ: الخَنْبَلُوسُ حَجَرُ القَدَّاحِ.
خندرس: تَمْرٌ خَنْدَرِيسٌ: قَدِيمٌ، وَكَذَلِكَ حِنْطَة خَنْدَرِيس. والخَنْدَرِيسُ: الْخَمْرُ الْقَدِيمَةُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسبه مُعَرَّبًا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِقِدَمِهَا؛ وَمِنْهُ حِنْطَة خَنْدَريسٌ للقديمة.
خندلس: نَاقَةٌ خَنْدَلِسٌ: كَثِيرَةُ اللحم.
خنعس: الخَنْعَسُ: الضَّبُعُ؛ قَالَ:
وَلَوْلَا أَمِيري عاصِم لتَثَوَّرَتْ، ... مَعَ الصُّبحِ عَنْ قُورِ ابن عَيْساءَ، خَنْعَسُ
خنفس: خَنْفَس عَنِ الأَمر: عَدَلَ. أَبو زَيْدٍ: خَنْفَسَ الرَّجُلُ خَنْفَسَةً عَنِ الْقَوْمِ إِذا كَرِهَهُمْ وَعَدَلَ عَنْهُمْ. والخُنْفَسُ، بِالْفَتْحِ، والخُنْفَساء، بِفَتْحِ الْفَاءِ مَمْدُودٌ: دُوَيْبَة سَوْدَاءُ أَصغر مِنَ الجُعَل مُنْتِنَةُ الرِّيحِ، والأُنثى خُنْفَسَة وخُنْفَساء وخُنْفَساءة، وَضَمُّ الفاءِ فِي كُلِّ ذَلِكَ

(6/73)


لُغَةٌ. والخُنْفَسُ: الْكَبِيرُ مِنَ الخَنافِس. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: هَؤُلَاءِ ذَوَاتُ خُنْفَسٍ قَدْ جَاءَنِي، إِذا جَعَلْتُ خُنْفَساً اسْمًا لِلْجِنْسِ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، قَالَ: وأُراه لَقَبًا لِرَجُلٍ. غَيْرُهُ: الخُنْفَساءُ دُوَيبَّة سَوْدَاءُ تَكُونُ فِي أُصول الْحِيطَانِ. وَيُقَالُ: هُوَ أَلَحُّ مِنَ الخُنْفُساء لِرُجُوعِهَا إِليك كُلَّمَا رَمَيْتَ بِهَا، وَثَلَاثُ خُنْفُسَاواتٍ. أَبو عَمْرٍو: هُوَ الخُنْفَس لِلذَّكَرِ مِنَ الخَنافِس، وَهُوَ العُنْظُبُ والحُنْظُبُ. الأَصمعي: لَا يُقَالُ خُنْفُساءة بِالْهَاءِ: وَقَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: إِذا كَانَتْ أَلف التأْنيث خَامِسَةً حُذِفَتْ إِذا لَمْ تَكُنْ مَمْدُودَةً فِي التَّصْغِيرِ كَقَوْلِكَ خُنْفُساء وخُنَيْفِساء، قَالَ: وَالَّذِي أُسقط مِنْ ذَلِكَ حُبارى تَقُولُ حُبَيْر كأَنك صَغَّرْتَ حُبار، قَالَ: وَرُبَّمَا عوَّضوا مِنْهَا الْهَاءَ فَقَالُوا حُبَيْرَة، ذَكَرَهُ فِي بَابِ التَّصْغِيرِ، وَيُقَالُ: خِنْفِسٌ للخُنْفُساء لُغَةُ أَهل الْبَصْرَةِ؛ قال الشاعر:
والخِنْفِسُ الأَسْوَدُ من تَجُرُّه ... مَوَدَّةُ العَقْرَبِ فِي السِّرِّ
وَقَالَ ابْنُ دارَةَ:
وَفِي البَرِّ مِنْ ذئبٍ وسِمْعٍ وعَقْرَبٍ، ... وثُرْمُلَةٍ تَسْعَى وخِنْفِسَةٍ تَسْري
خوس: التَخْوِيسُ: التَّنْقِيصُ. وَهُوَ أَيضاً ضُمُر الْبَطْنِ. والمُتَخَوِّسُ مِنَ الإِبل: الَّذِي ظَهَرَ شَحْمُه مِنَ السِّمَنِ. ابْنُ الأَعرابي: الخَوْسُ طَعْنُ الرِّمَاحِ وِلاءً وِلاء، يُقَالُ: خاسَه يَخُوسُه خَوْساً.
خيس: الخَيْسُ، بِالْفَتْحِ: مَصْدَرُ خاسَ الشيءُ يَخِيسُ خَيْساً تَغَيَّرَ وفَسَد وأَنْتَن. وخاسَتِ الْجِيفَةُ أَي أَرْوَحَتْ. وخاسَ الطعامُ وَالْبَيْعُ خَيْساً: كَسَدَ حَتَّى فَسَدَ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ كأَنه كَسَدَ حَتَّى فَسَدَ. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ لِلشَّيْءِ يَبْقَى فِي مَوْضِعٍ فيَفْسُد وَيَتَغَيَّرُ كَالْجَوْزِ وَالتَّمْرِ: خائسٌ، وَقَدْ خاسَ يَخِيسُ، فإِذا أَنتن، فَهُوَ مَغِلٌ، قَالَ: وَالزَّايُ فِي الْجَوْزِ وَاللَّحْمِ أَحسن مِنَ السِّينِ. وخَيَّسَ الشيءَ: لَيَّنَه. وخيَّسَ الرجلَ وَالدَّابَّةَ تَخْيِيساً وخاسَهما: ذَلَّلَهُمَا. وخاسَ هُوَ: ذَلَّ وَيُقَالُ: إِنْ فَعَلَ فُلَانٌ كَذَا فإِنه يُخاسُ أَنْفُه أَي يُذَلُّ أَنفه. والتَّخْيِيس: التَّذْلِيلُ. اللَّيْثُ: خُوسَ المُتَخَيِّسُ وَهُوَ الَّذِي قَدْ ظَهَرَ لَحْمُهُ وَشَحْمُهُ مِنَ السِّمَنِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الإِنسان يُخَيَّسُ فِي المُخَيَّسِ حَتَّى يَبْلُغَ شِدَّةَ الْغَمِّ والأَذَى وَيُذَلَّ وَيُهَانَ، يُقَالُ: قَدْ خاسَ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن رَجُلًا سَارَ مَعَهُ عَلَى جَمَلٍ قَدْ نَوَّقَه وخَيَّسه
؛ أَي رَاضَهُ وَذَلَّلَهُ بِالرُّكُوبِ. وَفِي حَدِيثِ
مُعَاوِيَةَ: أَنه كَتَبَ إِلى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّه عَلَيْهِ: إِني لَمْ أَكِسْك وَلَمْ أَخِسْك
أَي لَمْ أُذِلَّكَ وَلَمْ أُهِنْكَ وَلَمْ أُخْلِفْكَ وَعْداً. وَمِنْهُ المُخَيَّسُ وَهُوَ سِجْنٌ كَانَ بِالْعِرَاقِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والمُخَيِّسُ السِّجْنُ لأَنه يُخَيِّسُ الْمَحْبُوسِينَ وَهُوَ مَوْضِعُ التَّذْلِيلِ، وَبِهِ سُمِّيَ سجن الحجاج مُخَيَّساً [مُخَيِّساً] ، وَقِيلَ: هُوَ سِجْنٌ بِالْكُوفَةِ بَنَاهُ أَمير الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، رِضْوَانُ اللَّه عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ: أَنه بَنَى حَبْساً وَسَمَّاهُ المُخَيَّسَ؛ وَقَالَ:
أَما تَراني كَيِّساً مُكَيّسا، ... بَنَيْتُ بَعْدَ نافِعٍ مُخَيَّسا
بَابًا كَبِيرًا وأَمِيناً كَيِّسا
نَافِعٌ: سِجْنٌ بِالْكُوفَةِ كَانَ غَيْرَ مُسْتَوْثِقِ الْبِنَاءِ، وَكَانَ مِنْ قَصَب فَكَانَ الْمَحْبُوسُونَ يَهْرُبُون مِنْهُ، وَقِيلَ: إِنه نُقِبَ وأُفْلِتَ مِنْهُ المُحَبَّسون فَهَدَمَهُ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وَبَنَى المُخَيَّسَ لَهُمْ مِنْ مَدَرٍ. وَكُلُّ سِجْنٍ مُخَيَّسٌ ومُخَيِّسٌ أَيضاً؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

(6/74)


فَلَمْ يَبْقَ إِلا داخِرٌ فِي مُخَيَّسٍ، ... ومُنْجَحِرٌ فِي غيرِ أَرْضِكَ فِي جُحْرِ
والإِبل المُخَيَّسَةُ: الَّتِي لَمْ تُسَرَّحْ، وَلَكِنَّهَا خُيِّسَتْ لِلنَّحْرِ أَو القَسْم؛ وأَنشد لِلنَّابِغَةِ:
والأُدْمُ قَدْ خُيِّسَتْ فُتْلًا مَرافِقُها، ... مَشدودةً برحالِ الحِيرَةِ الجُدُدِ
وَقَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ: دَعْ فُلَانًا يَخِيسُ، مَعْنَاهُ دَعْهُ يَلْزَمْ مَوْضِعَهُ الَّذِي يُلَازِمُهُ، وَالسِّجْنُ يُسَمَّى مُخَيَّساً لأَنه يُخَيَّسُ فِيهِ النَّاسُ ويُلْزَمُون نُزُولَهُ. والمُخَيَّسُ، بِالْفَتْحِ: مَوْضِعُ التَّخْيِيسِ، وَبِالْكَسْرِ: فَاعِلُهُ. وَخَاسَ الرجلَ خَيْساً: أَعطاه بسِلْعَتِه ثَمَنًا مَا ثُمَّ أَعطاه أَنقص مِنْهُ، وَكَذَلِكَ إِذا وَعَدَهُ بِشَيْءٍ ثُمَّ أَعطاه أَنقص مِمَّا وَعَدَهُ بِهِ. وخاسَ عَهْدَه وَبِعَهْدِهِ: نَقَضَهُ وَخَانَهُ. وخاسَ فلانٌ مَا كَانَ عَلَيْهِ أَي غَدَرَ بِهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: خاسَ فلانٌ بِوَعْدِهِ يَخِيسُ إِذا أَخلف، وخاسَ بِعَهْدِهِ إِذا غَدَر ونَكَثَ. الْجَوْهَرِيُّ: خاسَ بِهِ يَخِيسُ ويَخُوس أَي غَدَرَ بِهِ، وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا أَخِيسُ بِالْعَهْدِ
؛ أَي لَا أَنقضه. والخَيْسُ: الْخَيْرُ. يُقَالُ: مَا لَه قَلَّ خَيْسُه. والخَيْسُ: الْغَمُّ، يُقَالُ لِلصَّبِيِّ: مَا أَظرفه قَلَّ خَيْسُه أَي قَلَّ غَمُّهُ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَى قَلَّ خَيْسُه قَلَّتْ حَرَكَتُهُ، قَالَ: وَلَيْسَتْ بِالْعَالِيَةِ. والخِيْسُ: الدَّرُّ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَرَوَى عَمْرٌو عَنْ أَبيه فِي قَوْلِ الْعَرَبِ أَقَلَّ اللَّهُ خِيسَه أَي دَرَّه، وعُرِضَ عَلَى الرِّيَاشِيِّ يَدْعُو العربُ بعضُهم لِبَعْضٍ فَيَقُولُ: أَقَلَّ اللَّه خِيسَكَ أَي لَبَنَكَ، فقال: نَعَمِ الْعَرَبُ تَقُولُ هَذَا إِلا أَن الأَصمعي لَمْ يَعْرِفْهُ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي سَعِيدٍ أَنه قَالَ: قَلَّ خَيسُ فُلَانٍ أَي قَلَّ خَطَؤُه. وَيُقَالُ: أَقْلِلْ مِنْ خَيسِك أَي مِنْ كَذِبِكَ. والخِيسُ،. بِالْكَسْرِ، والخِيسَةُ: الشَّجَرُ الْكَثِيرُ الْمُلْتَفُّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخِيسُ والخِيسَةُ الْمُجْتَمَعُ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ. وَقَالَ مُرَّةُ: هُوَ الْمُلْتَفُّ مِنَ القَصَبِ والأَشاء والنَخْلِ؛ هَذَا تَعْبِيرُ أَبي حَنِيفَةَ، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ خيْساً حَتَّى تَكُونَ فِيهِ حَلْفاء. والخِيسُ: مَنْبِتُ الطَّرْفاء وأَنواع الشَّجَرِ. وخِيسٌ أَخْيَسُ: مستحكِم؛ قَالَ:
أَلْجأَهُ لَفْحُ الصِّبا وأَدْمَسا، ... والطَّلُّ فِي خِيسِ أَراطى أَخْيَسا
وجَمْعُ الخِيسِ أَخْياسٌ. وَمَوْضِعُ الأَسد أَيضاً: خِيسٌ، قَالَ الصَّيْداويُّ: سأَلت الرِّياشي عَنِ الخِيسة فَقَالَ: الأَجَمَة؛ وأَنشد:
لِحاهُمُ كأَنها أَخْياسُ
وَيُقَالُ: فُلَانٌ فِي عِيصٍ أَخْيَسَ أَوْ عددٍ أَخْيَسَ أَي كَثِيرِ الْعَدَدِ؛ وَقَالَ جَنْدَل:
وإِنَّ عِيصي عِيصُ عِزٍّ أَخْيَسُ، ... أَلَفُّ تَحْمِيهِ صَفاةٌ عِرْمِسُ
أَبو عُبَيْدٍ: الخِيسُ الأَجَمَة، والخِيسُ: مَا تَجَمَّع فِي أُصول النَّخْلَةِ مَعَ الأَرض، وَمَا فَوْقَ ذَلِكَ الرَّكَائِبُ. ومُخَيَّس: اسْمُ صنم لبني القَيْنِ.