لسان العرب

فصل العين المهملة
عبس: عَبَسَ يَعْبِسُ عَبْساً وعَبَّس: قَطَّبَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَرَجُلٌ عابِسٌ مِنْ قَوْمٍ عُبُوسٍ. وَيَوْمٌ عابِسٌ وعَبُوسٌ: شديدٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
قُس: يَبْتَغِي دَفْعَ باسِ يَومٍ عَبُوسٍ
؛ هُوَ صِفَةٌ لأَصحاب الْيَوْمِ أَي يَوْمٌ يُعَبَّسُ فِيهِ فأَجراه صِفَةً عَلَى الْيَوْمِ كَقَوْلِهِمْ لَيْلٌ نَائِمٌ أَي يُنام فِيهِ. وعَبَّسَ تَعْبِيساً، فَهُوَ مُعَبِّسٌ وعَبَّاسٌ إِذا كَرَّه وَجْهَهُ، شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ، فإِن كَشَر عَنْ أَسنانه فَهُوَ كالِحٌ، وَقِيلَ: عَبَّسَ كَلَحَ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: لَا عابِسٌ وَلَا مُفْنِدٌ «2» ؛ العابسُ: الكريهُ المَلْقى الجَهْمُ المُحَيَّا. والتَّعَبُّسُ: التَّجَهُّم. وعَنْبَسٌ وعَنْبَسَةُ وعَنابِسٌ والعَنْبَسيُّ: مِنْ أَسماء الأَسد أُخذ مِنَ العُبُوسِ، وَبِهَا سُمِّي الرَّجُلُ؛ وَقَالَ الْقَطَّامِيُّ:
وَمَا غَرَّ الغُواةَ بَعَنْبَسِيٍّ، ... يُشَرِّدُ عَنْ فَرائِسِه السِّباعا
__________
(2) . قوله [ولا مفند] بهامش النهاية ما نصه: كسر النون من مفند أَولى لأَن الفتح شمله قولها أَي أم معبد ولا هذر، وأَما الكسر ففيه أَنه لا يفند غيره بدليل أَنه كان لا يقابل أَحداً في وجهه بما يكره ولأنه يدل على الخلق العظيم.

(6/128)


وَفِي الصِّحَاحِ: والعَنْبَسُ الأَسد، وَهُوَ فَنْعَلٌ مِنَ العُبوس. والعَبَسُ: مَا يَبِسَ عَلَى هُلْبِ الذَّنَب مِنَ الْبَوْلِ وَالْبَعْرِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:
كأَنَّ فِي أَذْنابِهِنَّ الشُّوَّلِ، ... مِنْ عَبَسِ الصَّيف، قرونَ الأُيَّلِ
وأَنشده بَعْضُهُمُ: الأُجَّلِ، عَلَى بَدَلِ الْجِيمَ مِنَ الْيَاءِ الْمُشَدَّدَةِ؛ وَقَدْ عَبِسَتِ الإِبلُ عَبَساً وأَعْبَسَتْ: عَلَاهَا ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه نَظَرَ إِلى نَعَمِ بَنِي المُصْطَلِق وَقَدْ عَبِسَتْ فِي أَبوالها وأَبعارها مِنَ السِّمَنِ فَتَقَنَّعَ بِثَوْبِهِ وقرأَ: وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى مَا مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: عَبِسَتْ فِي أَبوالها يَعْنِي أَن تَجِفَّ أَبوالُها وأَبعارُها عَلَى أَفخاذها وَذَلِكَ إِنما يَكُونُ مِنَ الشَّحْمِ، وَذَلِكَ العَبَسُ، وإِنما عَدَّاهُ بِفِي لأَنه فِي مَعْنَى انْغَمَسَتْ؛ قَالَ جَرِيرٌ يَصِفُ رَاعِيَةً:
تَرى العَبَسَ الحَوْليَّ جَوْناً بِكُوعِها، ... لَهَا مَسَكاً مِن غَيرِ عاجٍ وَلَا ذَبْلِ
والعَبَسُ: الوَذَحُ أَيضاً. وعَبِسَ الوَسَخُ عَلَيْهِ وَفِيهِ عَبَساً: يَبِسَ. وعَبِسَ الثوبُ عَبَساً: يَبِسَ عَلَيْهِ الوَسَخُ. وَفِي حَدِيثِ
شُرَيْحٍ: أَنه كَانَ يَرُدُّ مِنَ العَبَس
؛ يَعْنِي العَبْدَ البَوَّال فِي فِرَاشِهِ إِذا تعوَّده وَبَانَ أَثره عَلَى بَدَنِهِ وَفِرَاشِهِ. وعَبِسَ الرجلُ: اتَّسَخَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
وقَيِّمُ الماءِ عَليْهِ قَدْ عَبِسْ
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما هُوَ قَدْ عَبَسَ مِنَ العُبوسِ الَّذِي هُوَ القُطُوبُ؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ:
ولَقَدْ شَهِدْتُ الماءَ لَمْ يَشْرَبْ بِهِ، ... زَمَنَ الرَّبيعِ إِلى شُهور الصَّيِّفِ،
إِلا عَوابسُ كالمِراطِ مُعِيدَةٌ، ... بالليلِ، مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ
قَالَ يَعْقُوبُ: يَعْنِي بِالْعَوَابِسِ الذِّئَابَ الْعَاقِدَةَ أَذنابها، وَبِالْمِرَاطِ السِّهَامَ الَّتِي قَدْ تَمَرَّط رِيشُهَا؛ وَقَدْ أَعْبَسَه هُوَ. والعَبْوَسُ: الْجَمْعُ الْكَثِيرُ. والعَبْسُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ، يُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ سِيسَنْبَر. وعَبْسٌ: قَبِيلَةٍ مِنْ قَيْسِ عَيْلانَ، وَهِيَ إِحدى الجَمَراتِ، وَهُوَ عَبْسُ بنُ بَغِيضِ بْنِ رَيْث بْنِ غَطَفان بْنِ سَعْد بْنِ قَيس بْنِ عَيْلان. والعَنابِسُ مِنْ قُرَيْشٍ: أَولاد أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ الأَكبر وَهُمْ سِتَّةٌ: حَرْبٌ وأَبو حَرْبٍ وَسُفْيَانُ وأَبو سُفْيَانَ وَعَمْرٌو وأَبو عَمْرٍو، وسُمُّوا بالأُسْد، وَالْبَاقُونَ يُقَالُ لَهُمُ الأَعْياصُ. وعابِسٌ وعَبَّاس وَالْعَبَّاسُ اسْمٌ عَلَمٌ، فَمَنْ قَالَ عَبَّاسٌ فَهُوَ يُجْرِيهِ مُجْرَى زَيْدٍ، وَمَنْ قَالَ الْعَبَّاسُ فإِنما أَراد أَن يَجْعَلَ الرَّجُلَ هُوَ الشَّيْءَ بِعَيْنِهِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: الْعَبَّاسُ وَمَا أَشبهه مِنَ الأَوصاف الْغَالِبَةِ إِنما تَعَرَّفَتْ بِالْوَضْعِ دُونَ اللَّامِ، وإِنما أُقرت اللَّامُ فِيهَا بَعْدَ النَّقْلِ وَكَوْنُهَا أَعلاماً مُرَاعَاةً لِمَذْهَبِ الْوَصْفِ فِيهَا قَبْلَ النَّقْلِ. وعَبْسٌ وعَبَسٌ وعُبَيْسٌ: أَسماء أَصلها الصِّفَةُ، وَقَدْ يَكُونُ عُبَيْسٌ تَصْغِيرَ عَبْسٍ وعَبَسٍ، وَقَدْ يَكُونُ تَصْغِيرَ عَبَّاسٍ وعابِسٍ تَصْغِيرَ التَّرْخِيمِ. ابْنُ الأَعرابي: العَبَّاسُ الأَسد الَّذِي تَهْرُبُ مِنْهُ الأُسْدُ؛ وَبِهِ سُمِّي الرَّجُلُ عَبَّاساً. وَقَالَ أَبو تُرَابٍ: هُوَ جِبْسٌ عِبْس لِبْسٌ إِتباعٌ. والعَبْسانِ: اسْمُ أَرض؛ قَالَ الرَّاعِي:
أَشاقَتْكَ بالعَبْسَيْنِ دارٌ تَنَكَّرَتْ ... مَعارِفُهاْ إِلا البِلادَ البَلاقِعا؟

(6/129)


عبقس: عَبْقَسٌ: مِنْ أَسماء الداهية. والعَبَنْقَسُ: السَّيِءُ الخُلُق. والعَبَنْقَس: النَّاعِمُ الطَّوِيلُ مِنَ الرِّجَالِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
شَوْق العَذارى العارِمَ العَبَنْقَسا
والعَبَنْقَسُ: الَّذِي جَدَّتاه مِنْ قِبَل أَبيه وأُمه أَعجميتان، وَقَدْ قِيلَ إِنه بِالْفَاءِ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: العَبَنْقَسُ الَّذِي جَدَّتاه مِنْ قِبَلِ أَبيه وأُمه عَجَمِيَّتَانِ وامرأَته عَجَمِيَّةٌ، والفَلَنْقَسُ الَّذِي هُوَ عَرَبِيٌّ لِعَرَبِيَّيْنِ وَجَدَّتَاهُ مِنْ قِبَلِ أَبويه أَمتان وامرأَته عربية.
عترس: العَتْرَسَةُ: الغَصْب والغَلَبَة والأَخذ بشدِّة وعُنْفٍ وجَفاء وغِلْظَةٍ، وَقِيلَ: الغَلَبَةُ والأَخْذُ غَصْباً. يُقَالُ: أَخَذَ مالَه عَتْرَسَةً. وعَتْرَسَه مالَه، مُتَعَدٍّ إِلى مَفْعُولَيْنِ: غَصَبَهُ إِياه وَقَهَرَهُ. وعَتْرَسَهُ: أَلزقه بالأَرض، وَقِيلَ: جَذَبَهُ إِليها وضَغَطَهُ ضَغْطاً شَدِيدًا. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُرِقَتْ عَيْبَةٌ لِي وَمَعَنَا رَجُلٌ يُتَّهَمُ فاسْتَعْدَيْتُ عَلَيْهِ عُمَرَ وَقُلْتُ: لَقَدْ أَردتُ أَن آتِيَ بِهِ مَصْفُوداً، فَقَالَ: تأْتيني بِهِ مَصْفُودًا تُعَتْرِسُه؟
أَي تَقْهَرُه مِنْ غَيْرِ حُكْمٍ أَوجب ذَلِكَ؛ وَقَالَ الأَزهري فِي الْحَدِيثِ:
إِن رَجُلًا جَاءَ إِلَى عُمَرَ بَرْجُلٍ قَدْ كَتَفَهُ فَقَالَ: أَتُعَتْرِسُه؟
يَعْنِي أَتَقْهَرُه وَتَظْلِمُهُ دُونَ حُكْمِ حاكمٍ؛ قَالَ شَمِرٌ: وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَرْفُ مصحَّفاً عَنْ عُمَرَ، فَقَالَ:
قَالَ عُمَرُ بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ
، وَهِيَ تَصْحِيفُ تُعَتْرِسُه؛ قَالَ: وَهَذَا مُحَالٌ لأَنه لَوْ أَقام عَلَيْهِ الْبَيِّنَةَ لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْحُكْمِ أَن يُكَتِّفَهُ. وَفِي حَدِيثِ
عَبْدِ اللَّه: إِذا كَانَ الإِمامُ تَخاف عَتْرَسَتَه فقل: اللهم رَبَّ السموات السَّبْعِ ورَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ كُنْ لِي جَارًا مِنْ فُلَانٍ.
والعَتْرَسُ والعَتَرَّسُ والعِتْريسُ، كُلُّهُ: الضَّابِطُ الشَّدِيدُ، وَقِيلَ: هُوَ الجَبَّار الغَضْبان. والعِتْريسُ والعَنْتَريسُ: الدَّاهِيَةُ. والعِتْريسُ: الذَّكَرُ مِنَ الغِيلانِ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ لِلشَّيْطَانِ. والعَنْتَريسُ: النَّاقَةُ الصُّلْبَةُ الوثيقةُ الشَّدِيدَةُ الكثيرةُ اللَّحْمِ الْجَوَادُ الْجَرِيئَةُ، وَقَدْ يُوصَفُ بِهِ الْفَرَسُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ مِنْ العَتْرَسَةِ الَّتِي هِيَ الشِّدَّةُ، لَمْ يَحْكِ ذَلِكَ غَيْرهُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: النُّونُ زَائِدَةٌ لأَنه مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَتْرَسَةِ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلدِّيكِ العُتْرُسانُ والعِتْرِسُ، وَقِيلَ: العِتْرِسُ الرَّجُلُ الحادِرُ الخَلْقِ العظيمُ الجْسمِ العَبْلُ المفاصلِ، وَمِثْلُهُ الْعَرْدَسُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
ضَخْم الخُباساتِ إِذا تَخَبَّسا ... عَصْباً، وإِن لَاقَى الصِّعابَ عَتْرَسا
يُقَالُ: عَتْرَسَ أَخذ بِجَفَاءٍ وخُرْقٍ. والعَنْتَريسُ: الشُّجَاعُ؛ وأَنشد قَوْلِ أَبي دُواد يَصِفُ فَرَسًا:
كلُّ طِرْفٍ مُوَثَّقٍ عَنْتَريسٍ، ... مُسْتَطِيلِ الأَقْرابِ والبُلْعُومِ
وَعَنَى بِالْبُلْعُومِ جَحْفَلَتَه، أَراد بَيَاضًا سائلًا على جَحْفَلَتِه.
عجس: العَجْسُ: شِدَّةُ القَبْضِ عَلَى الشَّيْءِ. وعَجْسُ القوسِ وعِجْسُها وعُجْسُها ومَعْجِسُها وعُجْزُها: مَقْبِضُها الَّذِي يَقْبِضُهُ الرَّامِي مِنْهَا، وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعُ السَّهْمِ مِنْهَا. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: عَجْسُ القَوس أَجلُّ مَوْضِعٍ فِيهَا وأَغلظه. وَكُلُّ عَجْزٍ عَجْسٌ، وَالْجَمْعُ أَعْجاس؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
ومَنْكِبا عِزٍّ لَنَا وأَعْجاس
وعُجْسُ السَّهْمِ: ما دون ريشه. و [العِجْسُ] العُجْسُ: آخِرُ الشَّيْءِ. وعَجِيساءُ اللَّيْلِ وعَجاساؤُه. ظُلْمَتُهُ. والعَجاساءُ:

(6/130)


الظُّلْمَةُ. وعَجَسَتِ الدَّابَّةُ تَعْجِسُ عَجَساناً: ظَلَعَتْ. والعَجاساءُ: الإِبلُ العِظامُ المَسانُّ، الواحِدُ والجمعُ عَجاساءُ؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ إِبلًا وَحَادِيَهَا:
إِذا سَرَحَتْ مِنْ مَنْزِلٍ نَامَ خَلْفَها، ... بِمَيْثاءَ، مِبْطانُ الضُّحى غَيْرَ أَرْوَعا
وإِن بَرَكَتْ مِنْهَا عَجاساءُ جِلَّةٌ ... بِمَحْنِيَّةٍ، أَشْلَى العِفاسَ وبَرْوَعَا
مِبْطانُ الضُّحى: يَعْنِي رَاعِيًا يُبَادِرُ الصَّبُوح فَيَشْرَبُ حَتَّى يَمْتَلِئَ بَطْنُهُ مِنَ اللَّبَنِ. والأَرْوَعُ: الَّذِي يَرُوعُك جَمَاله، وَهُوَ أَيضاً الَّذِي يُسْرِعُ إِليه الِارْتِيَاعُ. وَالْمَيْثَاءُ: الأَرض السَّهْلَةُ. وبَرَكَتْ: مِنَ البُرُوك. والعِفاسُ وبَرْوَعٌ: اسْمَا نَاقَتَيْنِ؛ يَقُولُ: إِذا استأْخرت مِنْ هَذِهِ الإِبل عَجاسَاءُ دَعَا هَاتَيْنِ النَّاقَتَيْنِ فَتَبِعَهُمَا الإِبل، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهُوَ فِي شِعْرِهِ خَذَلَتْ أَي تَخَلَّفَتْ. والجِلَّةُ: المَسَانُّ مِنَ الإِبل، وَاحِدُهَا جليلٌ مِثْلُ صَبِيٍّ وصِبْيَةٍ، وَقِيلَ: هِيَ الْقِطْعَةُ الْعَظِيمَةُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هِيَ النَّاقَةُ الْعَظِيمَةُ الثَّقِيلَةُ الحَوْساءُ، الْوَاحِدَةُ عَجاساءُ، وَالْجَمْعُ عَجاسَاءُ، قَالَ: وَلَا تَقُلْ جَمَلٌ عَجاساءُ، والعَجاساءُ يُمَدُّ وَيُقْصَرُ؛ وأَنشد:
وطافَ بالحَوْضِ عَجاسا حُوسُ
الحُوسُ: الْكَثِيرَةُ الأَكل. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: لَا يُعْرَفُ العَجاسا مَقْصُورَةً. والعَجُوسُ: آخِرُ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ. والعُجُوسُ: إِبطاء مَشْيِ العَجاسَاءِ، وَهِيَ النَّاقَةُ السَّمِينَةُ تتأَخر عَنِ النُّوقِ لِثِقَلِ قَتَالِها، وقَتالُها شَحْمُها وَلَحْمُهَا. والعَجِيساء: مِشْيَةٌ فِيهَا ثِقَلٌ. وعَجَّسَ: أَبْطَأَ. وَلَا آتِيكَ سَجِيسَ عُجَيْسٍ أَي طُولَ الدَّهْرِ، وَهُوَ مِنْهُ لأَنه يَتَعَجَّسُ أَي يُبْطِئُ فَلَا يَنْفَدُ أَبداً. وَلَا آتِيكَ عُجَيْسَ الدهرِ أَي آخِرَهُ؛ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَحمر:
فأَقْسَمْتُ لَا آتِي ابْنَ ضَمْرَةَ طَائِعًا، ... سَجِيسَ عُجَيْسٍ، مَا أَبانَ لِساني
عُجَيْس مُصَغَّرٌ، أَي لَا آتِيهِ أَبداً، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ لَا آتِيكَ الأَزْلَمَ الجَذَعَ، وَهُوَ الدَّهْرُ. وتَعَجَّسَت بِيَ الراحلةُ وعَجَسَتْ بِيَ إِذا تَنَكَّبَتْ عَنِ الطَّرِيقِ مِنْ نَشَاطِهَا؛ وأَنشد لِذِي الرُّمَّةِ:
إِذا قالَ حَادِينا: أَيا عَجَسَتْ بِنا ... صُهابِيَّةُ الأَعْرافِ عُوجُ السَّوالِفِ
وَيُرْوَى: عَجَّسَتْ بِنَا، بِالتَّشْدِيدِ. والعَجاسا، بالقَصْرِ: التَّقَاعُسُ. وعَجَسَهُ عَنْ حَاجَتِهِ يَعْجِسُهُ وتَعَجَّسَهُ: حَبَسَهُ؛ وعَجَسَتْنِي عَجَاساءُ الأُمور عَنْكَ. وَمَا مَنَعَكَ، فَهُوَ العَجاسَاءُ. وعَجَسَني عَنْ حَاجَتِي عَجْساً: حَبَسَنِي. وتَعَجَّسَتْني أُمورٌ: حَبَسَتْني. وتَعَجَّسَه: أَمَرَه أَمْراً فَغَيَّرَهُ عَلَيْهِ. وفَحْلٌ عَجِيسٌ وعَجِيساءُ وعَجاسَاءُ: عَاجِزٌ عَنِ الضِّراب، وَهُوَ الَّذِي لَا يُلْقِحُ. وعَجِيساءُ: مَوْضِعٌ. والعَيْجُوسُ: سَمَكٌ صِغَارٌ يُمَلَّحُ؛ وأَما قَوْلُ الرَّاجِزِ:
وفِتْيَةٍ نَبَّهْتُهُمْ بالعَجْسِ
فَهُوَ طَائِفَةٌ مِنْ وَسَطِ اللَّيْلِ كأَنه مأْخوذ مِنْ عَجْسِ القَوسِ؛ يُقَالُ: مَضَى عَجْسٌ مِنَ اللَّيْلِ. والعُجْسَةُ: السَّاعَةُ مِنَ اللَّيْلِ، وَهِيَ الهُتْكَةُ والطَّبِيقُ؛ وَرَوَى ابْنُ الأَعرابي بَيْتَ زُهَيْرٍ:
بَكَرْنَ بُكُوراً واسْتَعَنَّ بِعُجْسَةٍ
قَالَ: وأَراد بعُجْسَةٍ سَوادَ اللَّيْلِ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن مَنْ رَوَاهُ: واسْتَحَرْنَ بِسُحْرَةٍ، لَمْ يُرِدْ تَقْدِيمَ

(6/131)


البُكور عَلَى الاسْتِحارِ. وتَعَجَّسْتُ أَمر فُلَانٍ إِذا تَعَقَّبْتَهُ وَتَتَبَّعْتَهُ. وَفِي حَدِيثِ
الأَحنف: فَيَتَعَجَّسُكُمْ فِي قُرَيْشٍ
أَي يَتْبَعُكُمْ. وَيُقَالُ: تَعَجَّسَتِ الأَرضَ غُيُوثٌ إِذا أَصابها غَيْثٌ بَعْدَ غَيثٍ فَتَثَاقَلَ عَلَيْهَا. ومَطَرٌ عَجُوسٌ أَي مُنْهَمِرٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
أَوْطَف يَهْدِي مُسْبِلًا عَجُوسا
وتَعَجَّسَهُ عِرْقُ سَوْءٍ وتَعَقَّلَه وتَثَقَّلَه إِذا قَصَّرَ بِهِ عَنِ الْمَكَارِمِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
يَتَعَجَّسُكُمْ عِنْدَ أَهل مَكَّةَ
؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ يُضَعِّفُ رَأْيَكُمْ عِنْدَهُمْ. وعِجِّيسَى مِثْلُ خِطِّيبَى: اسْمُ مِشْيَة بَطِيئَةٍ؛ وَقَالَ أَبو بَكْرِ بْنُ السَّرَّاج: عَجِيساءُ، بِالْمَدِّ، مثال قَرِيثَاءَ.
عجنس: العَجَنَّسُ: الجملُ الشديدُ الضَّخْمُ؛ السِّيرَافِيُّ: هُوَ مَعَ ثِقَلٍ وبُطءٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ، وَقِيلَ جُرَيٌّ الكاهِليُّ:
يَتْبَعْنَ ذَا هَداهِدٍ عَجَنَّسَا، ... إِذا الغُرابانِ بِهِ تَمَرَّسَا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: نَسَبَ الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ لِلْعَجَّاجِ وَهُوَ لِجَرِيٍّ الْكَاهِلِيِّ. وَالْهُدَاهِدُ: جَمْعُ هَدْهَدَةٍ لِهَدِيرِ الْفَحْلِ؛ وأَنشد الأَزهري لِلْعَجَّاجِ:
عَصْباً عِفِرَّى جُخْدُباً عَجَنَّسا
وَقَالَ: عِفِرَّى عَظِيمُ الْعُنُقِ غَلِيظُهُ. عَصْباً: غَلِيظًا. الجُخْدُبُ: الضَّخْمُ. والعَجَنَّسُ: الشَّدِيدُ، وَالْجَمْعُ عَجَانِسُ، وَتُحْذَفُ التَّثْقِيلَةُ لأَنها زَائِدَةٌ. والعَجَنَّسُ: الضَّخْمُ مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ.
عدس: العَدْسُ، بِسُكُونِ الدَّالِ: شِدَّةُ الْوَطْءِ عَلَى الأَرض والكَدْح أَيضاً. وعَدَس الرجلُ يَعْدِسُ عَدْساً وعَدَساناً وعُدُوساً وعَدَسَ وحَدَسَ يَحْدِسُ: ذَهَبَ فِي الأَرض؛ يُقَالُ: عَدَسَتْ بِهِ المَنِيَّةُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
أُكَلِّفُها هَوْلَ الظلامِ، وَلَمْ أَزَلْ ... أَخا اللَّيلِ مَعْدُوساً إِليَّ وعادِسا
أَي يَسَارٌ إِليَّ بِاللَّيْلِ. وَرَجُلٌ عَدُوسُ اللَّيْلِ: قَوِيٌّ عَلَى السُّرَى، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ، يَكُونُ فِي النَّاسِ والإِبل؛ وَقَوْلُ جَرِيرٌ:
لقَدْ وَلدَتْ غَسَّانَ ثالِثَةُ الشَّوى، ... عَدُوسُ السُّرى، لَا يَقْبَلُ الكَرْمَ جِيدُها
يَعْنِي بِهِ ضَبُعاً. وَثَالِثَةُ الشَّوَى: يَعْنِي أَنها عَرْجَاءُ فكأَنها عَلَى ثَلَاثِ قَوَائِمَ، كأَنه قَالَ: مَثْلُوثَة الشَّوَى، وَمَنْ رَوَاهُ ثالِبَة الشَّوَى أَراد أَنها تأْكل شَوَى القَتْلى مِنَ الثَّلْبِ، وَهُوَ الْعَيْبُ، وَهُوَ أَيضاً فِي مَعْنَى مَثْلُوبَةٍ. والعَدَسُ: مِنَ الحُبوب، وَاحِدَتُهُ عَدَسَة، وَيُقَالُ لَهُ العَلَسُ والعَدَسُ والبُلُسُ. والعَدَسَةُ: بَثْرَةٌ قَاتِلَةٌ تَخْرُجُ كَالطَّاعُونِ وَقَلَّمَا يُسْلَمُ مِنْهَا، وَقَدْ عُدِسَ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي رَافِعٍ: أَن أَبا لَهَبٍ رَمَاهُ اللَّه بالعَدَسَةِ
؛ هِيَ بَثْرَةٌ تُشْبِهُ العَدَسَة تَخْرُجُ فِي مَوَاضِعَ مِنَ الْجَسَدِ مِنْ جِنْسِ الطَّاعُونِ تَقْتُلُ صَاحِبَهَا غَالِبًا. وعَدَسْ وحَدَسْ: زَجْرٌ لِلْبِغَالِ، والعامَّة تَقُولُ: عَدْ؛ قَالَ بَيْهَس بنُ صُرَيمٍ الجَرْمِيُّ:
أَلا لَيْتَ شِعْري، هَلْ أَقُولَنْ لِبَغْلَتي: ... عَدَسْ بَعْدَ ما طالَ السِّفارُ وكَلَّتِ؟
وأَعربه الشَّاعِرُ لِلضَّرُورَةِ فَقَالَ وَهُوَ بِشْرُ بنُ سُفْيَانَ الرَّاسِبيُّ:
فاللَّهُ بَيْني وبَيْنَ كلِّ أَخٍ ... يَقولُ: أَجْذِمْ، وقائِلٍ: عَدَسا

(6/132)


أجذم: زَجْرٌ لِلْفَرَسِ، وعَدَس: اسْمٌ مِنْ أَسماء الْبِغَالِ؛ قَالَ:
إِذا حَمَلْتُ بِزَّتي عَلَى عَدَسْ، ... عَلَى الَّتِي بَيْنَ الحِمارِ والفَرَسْ،
فَلَا أُبالي مَنْ غَزا أَو مَنْ جَلَسْ
وَقِيلَ: سَمَّتِ الْعَرَبُ الْبَغْلَ عَدَساً بالزَّجْرِ وسَببهِ لَا أَنه اسْمٌ لَهُ، وأَصلُ عَدَسْ فِي الزَّجْرِ فَلَمَّا كَثُرَ فِي كَلَامِهِمْ وَفَهِمَ أَنه زَجْرٌ لَهُ سُمِّيَ بِهِ، كَمَا قِيلَ لِلْحِمَارِ: سَأْسَأْ، وَهُوَ زَجْرٌ لَهُ فَسُمِّيَ بِهِ؛ وَكَمَا قَالَ الْآخَرُ:
وَلَوْ تَرى إِذ جُبَّتي مِنْ طاقِ، ... ولِمَّتي مِثلُ جَناحِ غاقِ،
تَخْفِقُ عندَ المَشْيِ والسِّباقِ
وَقِيلَ: عَدَسْ أَو حَدَسْ رَجُلٌ كَانَ يَعْنُف عَلَى البغالِ فِي أَيام سُلَيْمَانَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَكَانَتْ إِذا قِيلَ لَهَا حَدَسْ أَو عَدَس انْزَعَجَتْ، وَهَذَا مَا لَا يُعْرَفُ فِي اللُّغَةِ. وَرَوَى الأَزهري عَنِ ابْنِ أَرقم حَدَسْ مَوْضِعَ عَدَسْ قَالَ: وَكَانَ الْبَغْلُ إِذا سَمِعَ بَاسِمِ حَدَسْ طَارَ فَرَقاً فَلَهِجَ النَّاسُ بِذَلِكَ، وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَ النَّاسِ عَدَسْ؛ قَالَ: وَقَالَ يَزيدُ بنُ مُفَزِّغٍ فَجَعَلَ الْبَغْلَةَ نَفْسَهَا عَدَساً فَقَالَ:
عَدَسْ، مَا لِعَبَّادٍ عَلَيْكِ إِمارَةٌ، ... نَجَوْتِ وَهَذَا تَحْمِلينَ طَلِيقُ
فإِنْ تَطْرُقي بابَ الأَمِيرِ، فإِنَّني ... لِكُلِّ كريمٍ ماجِدٍ لَطَرُوقُ
سَأَشْكُرُ مَا أُولِيتُ مِنْ حُسْنِ نِعْمَةٍ، ... ومِثْلي بِشُكْرِ المُنْعِمِينَ خَلِيقُ
وعَبَّادٌ هَذَا: هُوَ عَبَّادُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبي سُفْيَانَ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ قَدْ وَلَّاهُ سِجِسْتانَ وَاسْتَصْحَبَ يَزِيدَ بنَ مُفَرِّغٍ مَعَهُ، وَكَرِهَ عُبَيْدُ اللَّه أَخو عَبَّادٍ اسْتِصْحَابَهُ لِيَزِيدَ خَوْفًا مِنْ هِجَائِهِ، فَقَالَ لِابْنِ مفرَّغ: أَنا أَخاف أَن يشتغلَ عَنْكَ عبادٌ فَتَهْجُوَنا فأُحِبُّ أَن لَا تَعْجَل عَلَى عَبَّادٍ حَتَّى يَكْتُبَ إِليَّ، وَكَانَ عبادٌ طَوِيلُ اللِّحْيَةِ عَرِيضُهَا، فَرَكَبَ يَوْمًا وَابْنُ مُفَرَّغٍ فِي مَوْكِبِه فهَبَّتِ الرِّيحُ فنَفَشَتْ لِحْيَتُهُ، فَقَالَ يَزِيدُ بْنُ مُفَرِّغٍ:
أَلا لَيْتَ اللِّحى كانتْ حَشِيشاً، ... فنَعْلِفَها خيولَ المُسْلِمِينا
وَهَجَاهُ بأَنواع مِنَ الْهِجَاءِ، فأَخذه عُبَيْدُ اللَّه بْنُ زِيَادٍ فَقَيَّدَهُ، وَكَانَ يَجْلِدُهُ كُلَّ يَوْمٍ وَيُعَذِّبُهُ بأَنواع الْعَذَابِ وَيَسْقِيهِ الدَّوَاءَ المُسْهِل وَيَحْمِلُهُ عَلَى بَعِيرٍ ويَقْرُنُ بِهِ خِنْزيرَة، فإِذا انْسَهَلَ وَسَالَ عَلَى الْخِنْزِيرَةِ صاءَتْ وَآذَتْهُ، فَلَمَّا طَالَ عَلَيْهِ الْبَلَاءُ كَتَبَ إِلى مُعَاوِيَةَ أَبياتاً يَسْتَعْطِفُهُ بِهَا وَيَذْكُرُ مَا حَلَّ بِهِ، وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّه أَرسل بِهِ إِلى عَبَّادٍ بِسِجِسْتَانَ وَبِالْقَصِيدَةِ الَّتِي هَجَاهُ بِهَا، فَبَعَثَ خَمْخَامَ مولاه على الزَّنْدِ وَقَالَ: انْطَلَقَ إِلى سِجِسْتَانَ وأَطلق ابْنُ مُفَرَّغٍ وَلَا تستأْمر عَبَّادًا، فأَتى إِلى سِجِسْتَانَ وسأَل عَنِ ابْنِ مُفَرَّغٍ فأَخبروه بِمَكَانِهِ فَوَجَدَهُ مُقَيَّدًا، فأَحضر قَيْناً فكَّ قُيُودَهُ وأَدخله الْحَمَّامَ وأَلبسه ثِيَابًا فَاخِرَةً وأَركبه بَغْلَةً، فَلَمَّا رَكِبَهَا قَالَ أَبياتاً مِنْ جُمْلَتِهَا: عَدَسْ مَا لِعَبَّادٍ. فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ قَالَ لَهُ: صَنَعَ بِي مَا لَمْ يَصْنَعْ بأَحدٍ مِنْ غَيْرِ حَدَثٍ أَحدثته، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: وأَيّ حَدَث أَعظم مِنْ حَدَثٍ أَحدثته فِي قَوْلِكَ:
أَلا أَبْلِغْ مُعاويةَ بنَ حَرْبٍ ... مُغَلْغَلَةً عَنِ الرجُل اليَماني
أَتَغْضَبُ أَن يُقال: أَبُوكَ عَفٌّ، ... وتَرْضى أَنْ يقالَ: أَبُوكَ زاني؟

(6/133)


قأَشْهَدُ أَنَّ رَحْمَك مِنْ زِيادٍ ... كَرَحْمِ الفِيلِ مِنْ ولَدِ الأَتانِ
وأَشْهَدُ أَنها حَمَلَتْ زِياداً، ... وصَخْرٌ مِنْ سُمَيَّةَ غيرُ دَانِي
فَحَلَفَ ابْنُ مُفَرِّغَ لَهُ أَنه لَمْ يَقُلْهُ وإِنما قَالَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ أَخو مَرْوَانَ فَاتَّخَذَهُ ذَرِيعَةً إِلى هِجَاءِ زِيَادٍ، فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ وَقَطَعَ عَنْهُ عَطَاءَهُ. وَمِنْ أَسماء الْعَرَبِ: عُدُسٌ وحُدُسٌ وعُدَسٌ. وعُدُسٌ: قَبِيلَةٌ، فَفِي تَمِيمٍ بِضَمِّ الدَّالِ، وَفِي سَائِرِ الْعَرَبِ بِفَتْحِهَا. وعَدَّاسٌ وعُدَيسٌ: اسْمَانِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وعُدَسٌ مِثْلُ قُثَمٍ اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ زُرارَةُ بنُ عُدَسٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ عُدُسٌ، بِضَمِّ الدَّالِّ. رَوَى ابْنُ الأَنباري عَنْ شُيُوخِهِ قَالَ: كُلُّ مَا فِي الْعَرَبِ عُدَسٌ فإِنه بِفَتْحِ الدَّالِ، إِلا عُدُسَ بْنَ زَيْدٍ فإِنه بِضَمِّهَا، وَهُوَ عُدُسُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْنِ دارِمٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي فِي زُرارة بْنِ عُدَسٍ بِالضَّمِّ لأَنه مِنْ وَلَدِ زَيْدٍ أَيضاً. قَالَ: وَكُلُّ مَا فِي الْعَرَبِ سَدُوس، بِفَتْحِ السِّينِ، إِلَّا سُدُوسَ بْنَ أَصْمَعَ فِي طَيِءٍ فإِنه بِضَمِّهَا.
عدبس: جَمَلٌ عَدْبَسٌ وعَدَبَّسٌ: شَدِيدٌ وثِيقُ الخَلْقِ عَظِيمٌ، وَقِيلَ: هُوَ السَّيءُ الخُلُقِ. ورجلٌ عَدَبَّسٌ: طَوِيلٌ. والعَدَبَّسُ: اسْمٌ. والعَدَبَّسَةُ: الكُتْلَةُ مِنَ التَّمْرِ. والعدَبَّسُ: الْقَصِيرُ الْغَلِيظُ. والعدَبَّس مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا: الشَّدِيدُ الموَثَّق الخَلْق، وَالْجَمْعُ العَدابِسُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ صَائِدًا:
حَتَّى غَدا، وغَدا لَهُ ذُو بُرْدَةٍ ... شثْنُ البَنانِ، عَدبَّسُ الأَوْصالِ
وَمِنْهُ سُمِّيَ العَدَبَّسُ الأَعرابي الكِنانيُّ.
عدمس: العُدامسُ: اليَبِيسُ الْكَثِيرُ الْمُتَرَاكِبُ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ.
عرس: العَرَسُ، بِالتَّحْرِيكِ: الدَّهَشُ. وعَرِسَ الرَّجُلُ وعَرِشَ، بِالْكَسْرِ وَالسِّينِ وَالشِّينِ، عَرَساً، فَهُوَ عَرِسٌ: بَطِرَ، وَقِيلَ: أَعْيَا ودَهِشَ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
حَتَّى إِذا أَدْرَكَ الرَّامِي، وَقَدْ عَرِسَتْ ... عَنْهُ الكِلابُ؟ فأَعْطاها الَّذِي يَعِدُ
عَدَّاهُ بِعَنْ لأَن فِيهِ مَعْنَى جَبُنَتْ وتأَخرت، وأَعطاها أَي أَعطى الثَّوْرُ الكِلابَ مَا وَعَدَهَا مِنَ الطَّعْن، ووَعْدُه إِياها، كأَنْ يتهيَّأَ وَيَتَحَرَّفَ إِليها ليطعُنها. وعَرِسَ الشيءُ عَرَساً: اشتَدَّ. وعَرِسَ الشَّرُّ بَيْنَهُمْ: لزِمَ ودامَ. وعَرِسَ بِهِ عَرَساً: لَزِمَه. وعَرِسَ عَرَساً، فَهُوَ عَرِسٌ: لَزِمَ القتالَ فَلَمْ يَبْرَحْه. وعَرِسَ الصَّبِيُّ بأُمه عَرَساً: أَلِفَها وَلَزِمَهَا. والعُرْسُ والعُرُس: مِهْنَةُ الإِملاكِ والبِناء، وَقِيلَ: طَعَامُهُ خَاصَّةً، أُنثى تُؤَنِّثُهَا الْعَرَبُ وَقَدْ تُذَكَّرُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
إِنَّا وجَدْنا عُرُسَ الحَنَّاطِ ... لَئِيمَةً مَذْمُومَةَ الحُوَّاطِ،
نُدْعى مَعَ النَّسَّاجِ والخَيَّاطِ
وَتَصْغِيرُهَا بِغَيْرِ هَاءٍ، وَهُوَ نَادِرٌ، لأَن حَقَّهُ الْهَاءُ إِذ هُوَ مُؤَنَّثٌ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحرف. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ: أَن امرأَة قَالَتْ لَهُ: إِن ابْنَتِي عُرَيِّسٌ وَقَدْ تَمَعَّطَ شَعْرُهَا
؛ هِيَ تَصْغِيرُ العَرُوس، وَلَمْ تَلْحَقْهُ تَاءُ التأْنيث وإِن كَانَ مُؤَنَّثًا لِقِيَامِ الْحَرْفِ الرَّابِعِ مَقامه، وَالْجَمْعُ أَعْراسٌ وعُرُسات مِنْ قَوْلِهِمْ: عَرِسَ الصَّبِيُّ بأُمه، عَلَى التَّفاؤل. وَقَدْ أَعْرَسَ فُلَانٌ أَي اتَّخَذَ عُرْساً. وأَعْرَسَ بأَهله

(6/134)


إِذا بَنَى بِهَا وَكَذَلِكَ إِذا غَشِيَهَا، وَلَا تَقُلْ عَرَّسَ، وَالْعَامَّةُ تَقَوَّلُهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ حِمَارًا:
يُعْرِسُ أَبْكاراً بِهَا وعُنَّسا، ... أَكْرَمُ عِرْسٍ بَاءَةً إِذْ أَعْرَسا
وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: أَنه نَهَى عَنْ مُتعة الْحَجِّ، وَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عليه وَسَلَّمَ، فعَله وَلَكِنِّي كَرِهْتُ أَن يَظَلوا مُعْرِسين بِهِنَّ تَحْتَ الأَراكِ، ثُمَّ يُلَبُّونَ بالحج تَقْطُرُ رؤوسهم
؛ قَوْلُهُ مُعْرِسِين أَي مُلِمِّين بِنِسَائِهِمْ، وَهُوَ بِالتَّخْفِيفِ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن إِلْمام الرَّجُلِ بأَهله يُسَمَّى إِعراساً أَيام بِنَائِهِ عَلَيْهَا، وَبَعْدَ ذَلِكَ، لأَن تَمَتُّعَ الْحَاجِّ بامرأَته يَكُونُ بَعْدَ بِنَائِهِ عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيثِ
أَبي طَلْحَةَ وأُم سُليم: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَعْرَسَ الرَّجُلُ، فَهُوَ مُعْرِسٌ إِذا دَخَلَ بامرأَته عند بنائها، وأَراد به هَاهُنَا الْوَطْءَ فَسَمَّاهُ إِعْراساً لأَنه مِنْ تَوَابِعِ الإِعْراس، قَالَ: وَلَا يُقَالُ فِيهِ عَرَّسَ. والعَرُوسُ: نَعْتٌ يَسْتَوِي فِيهِ الرَّجُلُ والمرأَة، وَفِي الصِّحَاحِ: مَا دَامَا فِي إِعْراسهما. يقال: رَجُلٌ عَرُوس فِي رِجَالٍ أَعْراس وعُرُس، وامرأَة عَرُوس فِي نِسْوَةٍ عَرائِس. وَفِي الْمَثَلِ: كَادَ العَرُوس يَكُونُ أَميراً. وَفِي الْحَدِيثِ:
فأَصبح عَرُوساً.
يُقَالُ لِلرَّجُلِ عَرُوسٌ كَمَا يُقَالُ للمرأَة، وَهُوَ اسْمٌ لَهُمَا عِنْدَ دُخُولِ أَحدهما بِالْآخَرِ. وَفِي حَدِيثِ
حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّه كَانَ إِذا دُعِيَ إِلى طَعام قَالَ أَفي خُرْسٍ أَو عُرْس أَو إِعْذارٍ؟
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ عُرْس: يَعْنِي طَعَامَ الْوَلِيمَةِ وَهُوَ الَّذِي يُعْمَلُ عِنْدَ العُرْس يُسَمَّى عُرْساً بِاسْمِ سَبَبِهِ. قَالَ الأَزهري: العُرُس اسْمٌ مِنْ إِعْراسِ الرَّجُلِ بأَهله إِذا بَنى عَلَيْهَا وَدَخَلَ بِهَا، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الزَّوْجَيْنِ عَرُوس؛ يُقَالُ لِلرَّجُلِ: عَرُوس وعُرُوس وللمرأَة كَذَلِكَ، ثُمَّ تُسَمَّى الْوَلِيمَةُ عُرْساً. وعِرْسُ الرَّجُلِ: امرأَته؛ قَالَ:
وحَوْقَل قَرَّبَهُ مِنْ عِرْسِهِ ... سَوْقي، وَقَدْ غابَ الشِّظاظُ فِي اسْتِهِ
أَراد: أَن هَذَا المُسِنَّ كان على الرجل فَنَامَ فحَلَم بأَهله، فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ قرَّبه مِنْ عِرْسِهِ لأَن هَذَا الْمُسَافِرَ لَوْلَا نومُه لَمْ يَرَ أَهله، وَهُوَ أَيضاً عِرْسُها لأَنهما اشْتَرَكَا فِي الِاسْمِ لِمُوَاصَلَةِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ وإِلفِهِ إِياه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
أَزْهَر لَمْ يُولَدْ بِنَجْمٍ نَحْسِ، ... أَنْجَب عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ
أَي أَنجب بَعْلٌ وامرأَة، وأَراد أَنجب عِرس وعِرْس جُبلا، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن مَا عُطِفَ بِالْوَاوِ بِمَنْزِلَةِ مَا جَاءَ فِي لَفْظٍ وَاحِدٍ، فكأَنه قَالَ: أَنجب عِرْسَيْن جُبِلا، لَوْلَا إِرادة ذَلِكَ لَمْ يَجُزْ هَذَا لأَن جُبِلا وَصْفٌ لَهُمَا جَمِيعًا وَمُحَالٌ تَقْدِيمُ الصِّفَةِ عَلَى الْمَوْصُوفِ، وكأَنه قَالَ: أَنْجَبُ رَجُلٌ وامرأَة. وَجَمْعُ العِرْس الَّتِي هِيَ المرأَة وَالَّذِي هُوَ الرَّجُلُ أَعْراسٌ، وَالذَّكَرُ والأُنثى عِرْسانِ؛ قَالَ عَلْقَمَةُ يَصِفُ ظَلِيماً:
حَتَّى تَلافَى، وقَرْنُ الشَّمسِ مُرْتَفِعٌ، ... أُدْحِيَّ عِرْسَيْنِ فِيهِ البَيْضُ مَرْكُومُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تَلَافَى تَدَارَكَ. والأُدْحِيُّ: مَوْضِعُ بيضِ النعامةِ. وأَراد بالعِرْسَينِ الذَّكَرَ والأُنثى، لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عِرْسٌ لِصَاحِبِهِ. والمَرْكُوم: الَّذِي رَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضًا. ولَبُوءَة الأَسد: عِرْسُه؛ وَقَدِ اسْتَعَارَهُ الْهُذَلِيُّ للأَسد فَقَالَ:
لَيْثٌ هِزَبْرٌ مُدِلٌّ حَوْلَ غابَتِه ... بالرَّقْمَتَيْنِ، لَهُ أَجْرٍ وأَعْراسُ

(6/135)


قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِمَالِكِ بْنِ خُوَيْلد الخُناعي؛ وَقَبْلَهُ:
يَا مَيُّ لَا يُعْجِز الأَيامَ مُجْتَرِئٌ، ... فِي حَوْمَةِ المَوْتِ، رَزَّامٌ وفَرَّاسُ
الرَّزَّام: الَّذِي لَهُ رَزيم، وَهُوَ الزَّئِيرُ. والفَرَّاس: الَّذِي يَدُقَ عُنُقَ فَريسَتِه، وَيُسَمَّى كُلُّ قَتْل فَرْساً. وَالْهِزَبْرُ: الضخْم الزُّبْرَة. وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ عِوَضَ حَوْلَ غابَتِهِ: عِنْدَ خيسَتِه، وخيسةُ الأَسدِ: أَجَمَتُه. ورقْمَةُ الْوَادِي: حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْمَاءُ. وَيُقَالُ: الرَّقْمَةُ الرَّوْضَةُ. وأَجْرٍ: جَمْعُ جَرْوٍ، وَهُوَ عِرْسُها أَيضاً؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُهُمْ للظَّليم وَالنَّعَامَةِ فَقَالَ:
كبَيْضَةِ الأُدْحِيِّ بَيْنَ العِرْسَيْنْ
وَقَدْ عَرَّسَ وأَعْرَسَ: اتَّخَذَهَا عِرْساً وَدَخَلَ بِهَا، وَكَذَلِكَ عَرَّس بِهَا وأَعْرَس. والمُعْرِسُ: الَّذِي يُغَشِّي امرأَته. يُقَالُ: هِيَ عِرْسُه وطَلَّتُه وقَعيدتُه؛ وَالزَّوْجَانِ لَا يسمَّيان عَروسَيْن إِلا أَيام الْبِنَاءِ وَاتِّخَاذِ العُرْسِ، والمرأَة تُسَمَّى عِرْسَ الرَّجُلِ فِي كُلِّ وَقْتٍ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: لَا مَخْبَأَ لِعِطْرٍ بَعْدَ عَرُوسٍ؛ قَالَ المفضَّل: عَرُوسٌ هَاهُنَا اسْمُ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امرأَة، فَلَمَّا أُهديت لَهُ وَجَدَهَا تَفِلَةً، فَقَالَ: أَين عِطْرُك؟ فَقَالَتْ: خَبَأْتُه، فَقَالَ: لَا مخبأَ لِعِطْرٍ بَعْدَ عَرُوسٍ، وَقِيلَ: إِنها قَالَتْهُ بَعْدَ مَوْتِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن رَسُولَ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِذا دُعي أَحدكم إِلى وَلِيمَةِ عُرْس فليُجِب.
والعِرِّيسَة والعِرِّيس: الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ، وَهُوَ مأْوى الأَسد فِي خِيسه؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
أَغْيالَه والأَجَمَ العِرِّيسا
وَصَفَ بِهِ كأَنه قَالَ: والأَجم الْمُلْتَفُّ أَو أَبدله لأَنه اسْمٌ: وَفِي الْمَثَلِ:
كمُبْتَغي الصَّيدِ فِي عِرِّيسَةِ الأَسَدِ
وَقَالَ طرَفة:
كَلُيُوثٍ وسْطَ عِرِّيسِ الأَجَمْ
فأَما قوله جَرِيرٍ:
مُسْتَحْصِدٌ أَجَمِي فِيهِمْ وعِرِّيسي
فإَنه عَنَى مَنْبِتَ أَصله فِي قَوْمِهِ. والمُعَرِّسُ: الَّذِي يَسِيرُ نَهَارَهُ ويُعَرِّسُ أَي يَنْزِلُ أَول اللَّيْلِ، وَقِيلَ: التَعْريسُ النُّزُولُ فِي آخِرِ اللَّيْلِ. وعَرَّس الْمُسَافِرُ: نَزَلَ فِي وَجْهِ السَّحَر، وَقِيلَ: التَعريسُ النُّزُولُ فِي المَعْهَد أَيَّ حِين كَانَ مِنْ لَيْلٍ أَو نَهَارٍ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:
وعَرَّسُوا سَاعَةً فِي كَثْبِ أَسْنُمَةٍ، ... ومنهمُ بالقَسُومِيَّاتِ مُعْتَرَكُ
وَيُرْوَى:
ضَحَّوْا قَلِيلًا قَفا كُثْبانِ أَسْنُمَةٍ
وَقَالَ غَيْرُهُ: والتَّعْريسُ نُزُولُ الْقَوْمِ فِي السَّفَرِ مِنْ آخَرِ اللَّيْلِ، يَقَعُون فِيهِ وقْعَةً لِلِاسْتِرَاحَةِ ثُمَّ يُنيخون وَيَنَامُونَ نَوْمَةً خَفِيفَةً ثُمَّ يَثُورون مَعَ انْفِجَارِ الصُّبْحِ سَائِرِينَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ:
قَلَّما عَرَّسَ حَتَّى هِجْتُه ... بالتَّباشِيرِ مِنَ الصُّبْحِ الأُوَلْ
وأَنشدت أَعرابية مِنْ بَنِي نُمير:
قَدْ طَلَعَتْ حَمْراء فَنْطَلِيسُ، ... لَيْسَ لرَكْبٍ بَعْدَها تَعْريسُ
وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ إِذا عَرَّسَ بِلَيْلٍ تَوسَّد لَبِنَةً، وإِذا عَرَّسَ عِنْدَ الصُّبح نَصَبَ ساعدَه نَصْبًا وَوَضَعَ رأْسه فِي كَفِّهِ.
وأَعْرَسُوا: لُغَةٌ فِيهِ قَلِيلَةٌ، وَالْمَوْضِعُ: مُعَرَّسٌ ومُعْرَسٌ. والمُعَرَّسُ: مَوْضِعُ التَعْريس،

(6/136)


وَبِهِ سُمِّيَ مُعَرَّسُ ذِي الحُليفة، عَرَّس بِهِ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَلَّى فِيهِ الصُّبْحَ ثُمَّ رَحَلَ. والعَرَّاسُ والمُعَرِّسُ والمِعْرَسُ بَائِعُ الأَعراسِ، وَهِيَ الفُصلان الصِّغار، وَاحِدُهَا عَرْسٌ وعُرْسٌ. قَالَ: وَقَالَ أَعرابي بِكَمِ البَلْهاء وأَعْراسُها؟ أَي أَولادها. والمِعْرَسُ: السَّائِقُ الْحَاذِقُ بِالسِّيَاقِ، فإِذا نَشِط الْقَوْمُ سَارَ بِهِمْ، فإِذا كَسِلوا عَرَّسَ بِهِمْ والمِعْرَسُ: الْكَثِيرُ التَّزْوِيجِ. والعَرْس: الإِقامة فِي الفرحِ. والعَرَّاس بَائِعُ العُرُسِ، وَهِيَ الْحِبَالُ، وَاحِدُهَا عَريسٌ. والعَرْسُ: الْحَبْلُ. والعَرْسُ: عَمُودٌ فِي وسط [الفِسطاطِ] الفُسطاطِ. واعْتَرَسوا عَنْهُ: تفرَّقوا؛ وَقَالَ الأَزهري: هَذَا حَرْفٌ مُنْكَرٌ لَا أَدري مَا هُوَ. وَالْبَيْتُ المُعَرَّسُ: الَّذِي عُمِلَ لَهُ عَرْسٌ، بِالْفَتْحِ. والعَرْسُ: الْحَائِطُ يُجْعَلُ بَيْنَ حَائِطَيِ الْبَيْتِ لَا يُبلغ بِهِ أَقصاه ثُمَّ يُوضَعُ الْجَائِزُ مِنْ طَرف ذَلِكَ الْحَائِطِ الدَّاخِلِ إِلى أَقصى الْبَيْتِ ويسقَف الْبَيْتُ كُلُّهُ، فَمَا كَانَ بَيْنَ الْحَائِطَيْنِ فَهُوَ سَهوة، وَمَا كَانَ تحتَ الجائِز فَهُوَ المُخْدع، وَالصَّادُ فِيهِ لُغَةٌ، وَسَيُذْكَرُ. وعَرَّسَ البيتَ: عِمل لَهُ عَرْساً. وَفِي الصِّحَاحِ: العَرْسُ، بِالْفَتْحِ، حَائِطٌ يُجْعَلُ بَيْنَ حَائِطَيِ الْبَيْتِ الشَّتْوي لَا يُبلغ بِهِ أَقصاه، ثُمَّ يسقَف لِيَكُونَ الْبَيْتُ أَدْفَأَ، وإِنما يُفعل ذَلِكَ فِي الْبِلَادِ الْبَارِدَةِ، وَيُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ بِيجَهْ، قَالَ: وَذَكَرَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي تَفْسِيرِهِ شَيْئًا غَيْرَ هَذَا لَمْ يَرْتَضِهِ أَبو الْغَوْثِ. وعَرَسَ البعيرَ يَعْرِسُه ويَعْرُسُه عَرْساً: شَدَّ عنُقه مَعَ يَدَيْهِ جَمِيعًا وَهُوَ بَارِكٌ. والعِراسُ: مَا عُرِسَ بِهِ؛ فإَذا شَد عنقه إِلى إِحدى يديه فَهُوَ العَكْسُ، وَاسْمُ ذَلِكَ الْحَبْلِ العِكاسُ. واعْتَرَسَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ: أَبركها للضِّراب. والإِعْراس: وَضْعُ الرَّحَى عَلَى الأُخرى؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
كأَنَّ عَلَى إِعْراسِه وبِنائِه ... وئِيدَ جِيادٍ قُرَّحٍ، ضَبَرَتْ ضَبْراً
أَراد عَلَى مَوْضِعِ إِعْراسه. وابنُ عِرْسٍ: دُوَيْبَّة مَعْرُوفَةٌ دُونَ السِّنَّوْر، أَشْتَرُ أَصْلَمُ أَصَكُّ لَهُ نَابٌ، وَالْجَمْعُ بَنَاتُ عِرْسٍ، ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى، مَعْرِفَةٌ وَنَكِرَةٌ تَقُولُ: هَذَا ابْنُ عِرْسٍ مُقْبلًا وَهَذَا ابْنُ عِرْسٍ آخَرَ مُقْبِلٌ، وَيَجُوزُ فِي الْمَعْرِفَةِ الرَّفْعُ وَيَجُوزُ فِي النَّكِرَةِ النُّصْبُ؛ قَالَهُ الْمُفَضَّلُ وَالْكِسَائِيُّ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَابْنُ عِرْسٍ دُوَيْبَّة تُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ رَاسُو، وَيُجْمَعُ عَلَى بَنَاتِ عِرْسٍ، وَكَذَلِكَ ابْنُ آوَى وَابْنُ مَخاض وَابْنُ لَبُون وَابْنُ مَاءٍ؛ تَقُولُ: بَنَاتُ آوَى وَبَنَاتُ مَخَاضٍ وَبَنَاتُ لَبُونٍ وَبَنَاتُ مَاءٍ، وَحَكَى الأَخفش: بَنَاتُ عِرْسٍ وَبَنُو عِرْسٍ، وَبَنَاتُ نَعْش وَبَنُو نَعْشٍ. والعِرْسِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ الصِّبغ، سُمِّيَ بِهِ للونهِ كأَنه يُشْبِهُ لونَ ابْنِ عِرْس الدَّابَّةِ. والعَرُوسِي: ضَرْبٌ مِنَ النَّخْلِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. والعُرَيْساء: مَوْضِعٌ. والمَعْرَسانيَّاتُ: أَرض؛ قَالَ الأَخطل:
وبالمَعْرَسانِيَّاتِ حَلَّ، وأَرْزَمَتْ، ... بِرَوْضِ القَطا مِنْهُ، مَطافِيلُ حُفَّلُ
وَذَاتُ العَرائِسِ: مَوْضِعٌ. قَالَ الأَزهري: ورأَيت بِالدَّهْنَاءِ جِبَالًا مِنْ نقْيان رِمَالِهَا يُقَالُ لَهَا العَرائِسُ، وَلَمْ أَسمع لَهَا بِوَاحِدٍ.
عربس: العِرْبِسُ والعَرْبَسِيسُ: مَتْنٌ مُسْتَوٍ مِنَ الأَرض وَيُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ: أَرض عَرْبَسِيسٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
أَوْ فِي فَلًا قَفْرٍ مِنَ الأَنِيسِ، ... مُجْدِبَةٍ حَدْباءَ عَرْبَسِيسِ

(6/137)


وأَنشد الأَزهري للطِّرِمَّاحِ:
تُراكِلُ عَرْبَسِيسَ المَتْنِ مَرْتاً، ... كظَهْرِ السَّيْحِ، مُطَّرِدَ المُتُونِ
قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ عِرْبَسِيس، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، اعْتِبَارًا بالعِرْبِسِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا وهَم لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِهِمْ عَلَى مِثَالِ فِعْلَلِيلٍ، بِكَسْرِ الْفَاءِ، اسْمٌ؛ وأَما فَعْلَلِيل فَكَثِيرٌ مِنْ نَحْوِ مَرْمَرِيس ودَرْدَبِيس وخَمْجَرير وَمَا أَشبهها. ابْنُ سِيدَهْ: العَرْبَسِيسُ الدَّاهِيَةُ؛ عن ثعلب.
عردس: العَرَنْدَسُ: الأَسد الشَّدِيدُ، وَكَذَلِكَ الْجَمَلُ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ:
سَلِّ الهُمُومَ بكُلِّ مُعْطِي رَأَسِه، ... ناجٍ مُخالِطِ صُهْبَةٍ مُتَعَيِّسِ
مُغْتالِ أَحْبِلَةٍ مُبِينٍ عُنْقَهُ، ... فِي مَنْكِبٍ زَيْنِ المَطِيِّ عَرَنْدَس
والأُنثى مِنْ ذَلِكَ بِالْهَاءِ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ:
والرَّأْس مِنْ خُزَيْمَةَ العَرَنْدَسا
أَي الشَّدِيدَةُ. وَنَاقَةٌ عَرَنْدَسَة أَي قَوِيَّةٌ طَوِيلَةُ الْقَامَةِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
أَطْوِي بهِنَّ سُهُوبَ الأَرض مُنْدَلِثاً، ... عَلَى عَرَنْدَسَةٍ لِلخَلْقِ مِسْبارِ «3»
بَعِيرٌ عَرَنْدَسٌ وَنَاقَةٌ عَرَنْدَسَة: شَدِيدٌ عَظِيمٌ؛ وَقَالَ:
حَجِيجًا عَرَنْدَسا
وعِزٌّ عَرَنْدَسٌ: ثَابِتٌ. وحيُّ عَرَنْدَسٌ إِذا وُصفوا بِالْعِزِّ والمَنعة. الأَزهري: يُقَالُ أَخذه فَعَرْدَسَه ثُمَّ كَرْدَسَه، فأَما عَرْدَسَهُ فَمَعْنَاهُ صَرَعه، وأَما كردسه فأَوثقه.
عرطس: عَرْطَسَ الرجلُ: تَنَحَّى عَنِ الْقَوْمِ وَذَلَّ عَنْ مُنَازَعَتِهِمْ ومُناوأَتهم، قَالَ الأَزهري: وَفِي لُغَةٍ إِذا ذَلَّ عَنِ الْمُنَازَعَةِ؛ وأَنشد:
وَقَدْ أَتاني أَنَّ عَبْداً طِمْرِسا ... يُوعِدُني، وَلَوْ رَآنِي عَرْطَسا
الْجَوْهَرِيُّ: عَرْطَسَ الرجلُ مِثْلُ عَرْطَزَ إِذا تَنَحَّى عَنِ القوم.
عرفس: العِرْفاسُ: النَّاقَةُ الصَّبُورُ على السير.
عركس: عَرْكَسَ الشيءُ واعْرَنْكَسَ: تراكَبَ. وَلَيْلَةٌ مُعْرَنْكِسَةٌ: مُظْلِمَةٌ. وشَعَرٌ عَرَنْكَسٌ ومُعْرَنْكِس: كَثِيرٌ مُتراكِب. والاعْرِنكاس: الِاجْتِمَاعُ. يُقَالُ: عَرْكَسْتُ الشيءَ إِذا جمعتَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ. واعْرَنْكَسَ الشيءُ إِذا اجْتَمَعَ بعضُه عَلَى بَعْضٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
واعْرَنْكَسَتْ أَهْوالُه واعْرَنْكَسَا
وَقَدِ اعْرَنْكَسَ الشعَر أَي اشتدَّ سَوَادُهُ. قَالَ: وعَرْكَسَ أَصل بناء اعْرَنْكَسَ.
عرمس: العِرْمِسُ: الصَّخْرَةُ. والعِرْمِسُ: النَّاقَةُ الصُّلْبَة الشَّدِيدَةُ، وَهُوَ مِنْهُ، شُبِّهَت بِالصَّخْرَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:
رُبَّ عَجُوزٍ عِرْمِس زَبُون
لَا أَدري أَهو مِنْ صِفَاتِ الشَّدِيدَةِ أَم هُوَ مُسْتَعَارٌ فِيهَا، وَقِيلَ: العِرْمِسُ مِنَ الإِبل الأَديبَة الطَّيِّعة القِيادِ، والأَول أَقرب إِلى الِاشْتِقَاقِ أَعني أَنها الصُّلبة الشديدة.
عرنس: العِرْناسُ والعُرْنُوسُ: طَائِرٌ كَالْحَمَامَةِ لَا تَشْعُرُ بِهِ حَتَّى يطيرَ مِنْ تَحْتِ قَدَمِكَ فَيُفْزِعَكَ. والعِرْناسُ: أَنْفُ الجبَل.
__________
(3) . قوله [للخلق مسبار] هكذا بالأَصل، وفي الصحاح: للخرق مسبار، والخرق الأَرض الواسعة، وفي شرح القاموس: للخرق مسيار.

(6/138)


عسس: عسَّ يَعُسُّ عَسَساً وعَسّاً أَي طَافَ بِاللَّيْلِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه كَانَ يَعُسُّ بِالْمَدِينَةِ
أَي يَطُوفُ بِاللَّيْلِ يَحْرُسُ الناسَ وَيَكْشِفُ أَهل الرِّيبَة؛ والعَسَسُ: اسْمٌ مِنْهُ كالطَّلَب؛ وَقَدْ يَكُونُ جَمْعًا لعاسٍّ كحارِسٍ وحَرَسٍ. والعَسُّ: نَفْضُ الليل من أَهل الرِّيبَةِ. عَسَّ يَعُسُّ عَسّاً واعْتَسَّ. وَرَجُلٌ عاسٌّ، وَالْجُمَعُ عُسَّاسٌ وعَسَسَة ككافِر وكُفَّار وكَفَرة. والعَسَسُ: اسْمٌ لِلْجَمْعِ كرائِحٍ ورَوَحٍ وخادِمٍ وخَدَمٍ، وَلَيْسَ بتكسيرٍ لأَن فَعَلًا لَيْسَ مِمَّا يُكسَّرُ عَلَيْهِ فاعِل، وَقِيلَ: العَسَسُ جَمْعُ عاسٍّ، وَقَدْ قِيلَ: إِن العاسَّ أَيضاً يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ، فإِن كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ اسْمٌ لِلْجَمْعِ أَيضاً كَقَوْلِهِمُ الحاجُّ والدَّاجُّ. وَنَظِيرُهُ مِنْ غَيْرِ المُدغَم: الجامِلُ والباقِرُ؛ وإِن كَانَ عَلَى وَجْهِ الْجِنْسِ فَهُوَ غَيْرُ مُتَعَدًّى بِهِ لأَنه مُطَّرِدٌ كَقَوْلِهِ:
إِنْ تَهْجُري يَا هِندُ، أَو تَعْتَلِّي، ... أَو تُصْبِحي فِي الظَّاعِنِ المُوَلِّي
وعَسَّ يَعُسُّ إِذا طَلَبَ. واعْتَسَّ الشيءَ: طلَبه لَيْلًا أَو قَصَدَهُ. واعْتَسَسْنا الإِبلَ فَمَا وَجَدْنَا عَساساً وَلَا قَساساً أَي أَثراً. والعَسُوسُ والعَسِيسُ: الذِّئْبُ الْكَثِيرُ الْحَرَكَةِ. وَالذِّئْبُ العَسُوسُ: الطَّالِبُ لِلصَّيْدِ. وَيُقَالُ لِلذِّئْبِ: العَسْعَسُ والعَسْعاسُ لأَنه يَعُسُّ اللَّيْلَ ويَطْلُبُ، وَفِي الصِّحَاحِ: العَسوسُ الطَّالِبُ لِلصَّيْدِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
واللَّعْلَعُ المُهْتَبِل العَسوس
وَذِئْبٌ عَسْعَسٌ وعَسْعاسٌ وعَسَّاسٌ: طَلوب لِلصَّيْدِ بِاللَّيْلِ. وَقَدْ عَسْعَسَ الذئبُ: طَافَ بِاللَّيْلِ، وَقِيلَ: إِن هَذَا الِاسْمَ يَقَعُ عَلَى كُلِّ السِّبَاعِ إِذا طَلَبَ الصَّيْدَ بِاللَّيْلِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَتَقارّ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
مُقْلِقَةٌ للمُسْتَنِيح العَسْعاسْ
يَعْنِي الذِّئْبَ يَسْتَنِيحُ الذِّئَابَ أَي يَسْتَعْوِيهَا، وَقَدْ تَعَسْعَسَ. والتَّعَسْعُسُ: طلب الصيد بالليل، وقيل: العَسْعاسُ الْخَفِيفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وعَسْعَسَ الليلُ عَسْعَسَة: أَقبل بِظَلَامِهِ، وَقِيلَ عَسعَسَتُه قَبْلَ السَّحَر. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ
؛ قِيلَ: هُوَ إِقباله، وَقِيلَ: هُوَ إِدباره؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَجمع الْمُفَسِّرُونَ عَلَى أَن مَعْنَى عَسْعَسَ أَدْبَرَ، قَالَ: وَكَانَ بَعْضُ أَصحابنا يَزْعُمُ أَن عَسْعَسَ مَعْنَاهُ دَنَا مِنْ أَوله وأَظلم؛ وَكَانَ أَبو الْبِلَادِ النَّحْوِيُّ يُنْشِدُ:
عَسْعَسَ حَتَّى لَوْ يَشاءُ ادَّنا، ... كَانَ لَهُ مِن ضَوْئِه مَقْبَسُ
وَقَالَ ادَّنا إِذ دَنَا فأَدغم؛ قَالَ: وَكَانُوا يَرَوْن أَن هَذَا الْبَيْتَ مَصْنُوعٌ، وَكَانَ أَبو حَاتِمٍ وَقُطْرُبٌ يَذْهَبَانِ إِلى أَن هَذَا الْحَرْفَ مِنَ الأَضداد. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه قَامَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ لِيُصَلِّيَ فَقَالَ: وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ
؛ عَسْعَسَ اللَّيْلُ إِذا أَقبل بِظَلَامِهِ وإِذا أَدبر، فَهُوَ مِنَ الأَضداد؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
قُسّ: حَتَّى إِذا اللَّيْلُ عَسْعَسَ
؛ وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَقُولُ: عَسْعَس اللَّيْلُ أَقبل وعَسْعَسَ أَدبر؛ وأَنشد:
مُدَّرِعات اللَّيْلِ لَمَّا عَسْعَسا
أَي أَقبل: وَقَالَ الزِّبْرِقان:
ورَدْتُ بأَفْراسٍ عِتاقٍ، وفتْيَةٍ ... فَوارِطَ فِي أَعْجازِ ليلٍ مُعَسْعِسِ
أَي مُدْبرٍ مُولٍّ. وَقَالَ أَبو إِسحق بْنُ السَّرِيِّ: عَسْعَسَ اللَّيْلُ إِذا أَقبل وعَسْعَسَ إِذا أَدبر، وَالْمَعْنَيَانِ يَرْجِعَانِ إِلى شَيْءٍ وَاحِدٍ وَهُوَ ابْتِدَاءُ الظَّلَامِ فِي أَوله وإِدبارُه فِي آخِرَةٍ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العَسْعَسَةُ

(6/139)


ظُلْمَةُ اللَّيْلِ كُلِّهِ، وَيُقَالُ إِدباره وإِقباله. وعَسْعَس فُلَانٌ الأَمر إِذا لبَّسَه وعَمَّاه، وأَصله مِنْ عَسْعَسَة اللَّيْلِ. وعَسْعَسَتِ السَّحَابَةُ: دَنَتْ مِنَ الأَرض لَيْلًا؛ لَا يُقَالُ ذَلِكَ إِلا بِاللَّيْلِ إِذا كَانَ فِي ظُلْمَةٍ وَبَرْقٍ. وأَورد ابْنُ سِيدَهْ هُنَا مَا أَورده الأَزهري عَنْ أَبي الْبِلَادِ النَّحْوِيِّ، وَقَالَ فِي مَوْضِعِ قَوْلِهِ يَشَاءُ إِدَّنا: لَوْ يَشَاءُ إِذ دَنَا وَلَمْ يُدْغِمْ، وَقَالَ: يَعْنِي سَحَابًا فِيهِ بَرْقٌ وَقَدْ دَنَا مِنَ الأَرض؛ والمَعَسُّ: المَطْلَب، قَالَ: وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ. وَكَلْبٌ عَسُوسٌ: طَلُوبٌ لِمَا يأْكل، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ؛ وأَنشد للأَخطل:
مُعَفَّرة لَا يُنْكِه السَّيفُ وَسْطَها، ... إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهَا مَعَسُّ لِحالِبِ
وَفِي الْمَثَلِ فِي الْحَثِّ عَلَى الْكَسْبِ: كَلْبٌ اعْتَسَّ خَيْرٌ مِنْ كلبٍ رَبَضَ، وَقِيلَ: كَلْبٌ عَاسٌّ خَيْرٌ مِنْ كَلْبٍ رابِض، وَقِيلَ: كَلْبٌ عَسَّ خَيْرٌ مِنْ كَلْبٍ رَبَضَ؛ والعاسُّ: الطَّالِبُ يَعْنِي أَنَّ مَنْ تصرَّف خَيْرٌ مِمَّنْ عَجَزَ. أَبو عَمْرٍو: الاعتِساس والاعْتِسامُ الِاكْتِسَابُ والطلَب. وَجَاءَ بِالْمَالِ مِنْ عَسِّه وبَسِّه، وَقِيلَ: مِنْ حَسِّه وعَسِّه، وَكِلَاهُمَا إِتباع وَلَا يَنْفَصِلَانِ، أَي مِنْ جَهْده وطلَبه، وحقيقتُهما الطَّلَبُ. وجِئْ بِهِ مِنْ عَسِّك وبَسِّك أَي مِنْ حَيْثُ كَانَ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مِنْ حَيْثُ كَانَ وَلَمْ يَكُنْ. وعَسَّ عَليَّ يَعُسُّ عَسّاً: أَبطأَ، وَكَذَلِكَ عَسَّ عليَّ خَبَرَهُ أَي أَبطأَ. وإِنه لَعسُوس بيِّن العُسُس أَي بَطِيءُ؛ وَفِيهِ عُسُسٌ، بِضَمَّتَيْنِ، أَي بُطْءٌ. أَبو عَمْرٍو: العَسُوسُ مِنَ الرِّجَالِ إِذا قَلَّ خَيْرُهُ، وَقَدْ عَسَّ عليَّ بِخَيْرِهِ. والعَسُوسُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تَرْعَى وَحْدَهَا مِثْلُ القَسُوسِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا تَدِرُّ حَتَّى تَتباعَدَ عَنِ النَّاسِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَضجَر ويسوءُ خلُقها وَتَتَنَحَّى عَنِ الإِبل عِنْدَ الحَلْب أَو فِي الْمَبْرَكِ، وَقِيلَ: العَسُوسُ الَّتِي تُعْتَسُّ أَبِها لَبَن أَم لَا، تُرازُ وَيُلْمَسُ ضَرعها؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ لِابْنِ أَحمر الْبَاهِلِيِّ:
وراحتِ الشُّولُ، وَلَمْ يَحْبُها ... فَحْلٌ، وَلَمْ يَعْتَسَّ فِيهَا مُدِرْ
قَالَ الْهُجَيْمِيُّ: لَمْ يَعْتَسَّها أَي لَمْ يَطْلُبْ لبَنها، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَن المَعَسَّ المَطْلَبُ، وَقِيلَ: العَسُوسُ الَّتِي تَضْرِبُ بِرِجْلِهَا وتصُب اللَّبَنَ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي إِذا أُثيرتْ للحَلْب مَشَتْ سَاعَةً ثُمَّ طَوَّفَتْ ثُمَّ دَرَّت. وَوَصَفَ أَعرابي نَاقَةً فَقَالَ: إِنها لعَسُوسٌ ضَروسٌ شَمُوسٌ نَهُوسٌ؛ فَالْعَسُوسُ: مَا قَدْ تَقَدَّمَ، والضَّروس والنَّهوس: الَّتِي تَعَضُّ، وَقِيلَ: العَسوس الَّتِي لَا تَدِرَ وإِن كَانَتْ مُفيقاً أَي قَدِ اجْتَمَعَ فُواقها فِي ضَرْعِهَا، وَهُوَ مَا بَيْنَ الْحَلْبَتَيْنِ، وَقَدْ عَسَّت تَعُسُّ فِي كُلِّ ذَلِكَ. أَبو زَيْدٍ: عَسَسْتُ الْقَوْمَ أَعُسُّهم إِذا أَطعمتَهم شَيْئًا قَلِيلًا، وَمِنْهُ أُخذ العَسُوس مِنِ الإِبل. والعَسُوسُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي لَا تُبالي أَن تَدنُوَ مِنَ الرِّجَالِ. والعُسُّ: الْقَدَحُ الضَّخْمُ، وَقِيلَ: هُوَ أَكبر مِنَ الغُمَرِ، وَهُوَ إِلى الطُّولِ، يَرْوِي الثَّلَاثَةَ والأَربعة والعِدَّة، والرِّفْد أَكبر مِنْهُ، وَالْجَمْعُ عِساس وعِسَسَة. والعُسُسُ: الْآنِيَةُ الْكِبَارُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه كَانَ يَغْتَسِلُ فِي عُسٍّ حَزْرَ ثَمَانِيَةِ أَرطال أَو تِسْعَةٍ
، وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي جَمْعِهِ: أَعْساسٌ أَيضاً؛ وَفِي حَدِيثِ
المِنْحة: تَغْدو بِعُسٍّ وتَرُوحُ بِعُسٍّ.
والعَسْعَسُ والعَسْعَاسُ: الْخَفِيفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ السَّرَابَ:
وبلَدٍ يَجري عَلَيْهِ العَسعاسْ، ... مِنَ السَّراب والقَتامِ المَسْماسْ

(6/140)


أَراد السَّمْسام وَهُوَ الْخَفِيفُ فقلبَه. وعَسْعَسُ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ: بَلْدَةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: عَسْعَسُ مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ مَعْرُوفٌ. والعُسُس: التُّجَّار الحُرصاء. والعُسُّ: الذكَر: وأَنشد أَبو الْوَازِعِ:
لاقَتْ غُلَامًا قَدْ تَشَظَّى عُسُّه، ... مَا كَانَ إِلا مَسُّه فدَسُّهُ
قَالَ: عُسُّه ذكَره. وَيُقَالُ: اعْتَسَسْتُ الشَّيْءَ واحْتَشَشْتُهُ واقْتَسَسْتُه واشْتَمَمْتُه واهْتَمَمْتُه واخْتَشَشْتُه، والأَصل فِي هَذَا أَن تَقُولَ شَمَمْت بَلَدَ كَذَا وخَشَشْتُه أَي وَطِئْتُهُ فَعَرَفْتُ خَبره؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: التَّعَسْعُسُ الشَّم؛ وأَنشد:
كَمُنْخُرِ الذِّئْبِ إِذا تَعَسْعَسا
وعَسْعَسٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
وعَسْعَسٌ نِعم الْفَتَى تَبَيَّاهْ
أَي تعتمدُه. وعُساعِسُ: جَبَلٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
قَدْ صبَّحَتْ مِنْ لَيْلِها عُساعِسا، ... عُساعِساً ذَاكَ العُلَيْمَ الطَّامِسا،
يَتْرُك يَرْبُوعَ الفَلاةِ فاطِسا
أَي مَيْتًا؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
أَلمَّا عَلَى الرَّبْعِ القديمِ بِعَسْعَسا، ... كأَني أُنادِي أَو أُكَلِّم أَخرَسا
وَيُقَالُ لِلْقَنَافِذِ العَساعِسُ لِكَثْرَةِ تَرَدُّدِهَا بالليل.
عسطس: العَسَطُوسُ: رأَس النَّصَارَى، رُوميَّة، وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ يُشبه الخيزُران، وَقِيلَ: هُوَ الخيزُران، وَقِيلَ: هِيَ شَجَرَةٌ تَكُونُ بِالْجَزِيرَةِ ليِّنة الأَغصان، وَقَال كُرَاعٌ: هُوَ العَسَّطُوسُ فِيهِمَا؛ وأَنشد لِذِي الرُّمَّةِ:
عَلَى أَمْرِ مُنْقَدِّ العِفاءِ كأَنه ... عَصَا عَسَّطُوسٍ، لِينها واعْتِدالها
أَي وَرَدَتِ الحُمر عَلَى أَمر حِمَارٍ. مُنْقَدٍّ عِفاؤه أَي مُتَطَايِرٌ. والعِفاء: جَمْعُ عِفْو، وَهُوَ الوبَر الَّذِي عَلَى الْحِمَارِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالْمَشْهُورُ فِي شِعْرِهِ: عَصا قَسِّ قُوسٍ. والقَسُّ: القِسِّيس، والقُوسُ: صَوْمَعَتُه؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الخَيزُران والعَسَطُوسُ والجُنَهِيُّ.
عضرس: العِضْرِسُ: شَجَرُ الخِطْميّ. والعَضْرَسُ [العِضْرَسُ] : نَبَاتٌ فِيهِ رَخاوة تَسودّ مِنْهُ جَحافل الدَّوَابِّ إِذا أَكلته؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
والعَيْرُ يَنفُخُ فِي المَكْنانِ، قَدْ كَتِنَتْ ... مِنْهُ جَحافِلُه، و [العَضْرَسُ] العِضْرَسِ الثُّجَرِ
وقيل: [العَضْرَسُ] العِضْرَسُ شَجَرَةٌ لَهَا زَهْرَةٌ حَمْرَاءُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
فصَبَّحَهُ عِنْدَ الشُّرُوق، غُدَيَّة، ... كِلابُ ابنِ مُرٍّ أَو كلابُ ابنِ سِنْبِسِ
مُغَرَّثَةً زُرْقاً كأَنَّ عُيونَها، ... مِنَ الدَّمِّ والإِيسادِ، نُوَّارُ [عَضْرَسِ] عِضرَسِ
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: [العَضْرَسُ] العِضْرَسُ عُشْب أَشهبُ إِلى الخُضرة يَحْتَمِلُ النَّدى احْتِمَالًا شَدِيدًا، ونَوْرُه قانئُ الْحُمْرَةِ، ولون [العَضْرَس] العِضْرَس إِلى السَّوَادِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ العَير:
عَلَى إِثْرِ شَحَّاجٍ لَطِيفٍ مَصيرُه، ... يُمُجُّ لُعاعَ العَضْرَسِ الجَوْنِ ساعِلُه
قَالَ وَقَالَ ابْنُ أَحمر:
يَظَلُّ بالعَضْرَسِ حِرْباؤها، ... كأَنه قَرْمٌ مُسامٍ أَشِرْ

(6/141)


وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: العَضْرَس مِنَ الذُّكُورِ أَشد البَقل كُلِّهِ رُطُوبَةً. والعَضْرَسُ: البَرَدُ، وَهُوَ حَب الْغَمَامِ؛ وَاسْتَشْهَدَ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذَا بِقَوْلِ الشَّاعِرِ يَصِفُ كِلَابَ الصَّيْدِ:
مُحَرَّجَةٌ حُصٌّ كأَن عُيونَها، ... إِذا أَذَّن القَنَّاص بالصَّيد، عَضْرَسُ
قَالَ: وَيُرْوَى مُغَرَّثَةً حُصّاً، هَكَذَا فِي الصِّحَاحِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ للبَعِيث وَصَوَابُهُ: محرَّجة حصٌّ، وَفِي شِعْرِهِ: إِذا أَيَّهَ القَنَّاص، قَالَ: والعَضْرَسُ هَاهُنَا نَبَاتٌ لَهُ لَوْنٌ أَحمر تشبَّه بِهِ عُيُونُ الْكِلَابِ لأَنها حُمْر؛ قَالَ: وَلَيْسَ هُوَ هُنَا حَبَّ الْغَمَامِ كَمَا ذكَر إِنما ذَلِكَ فِي بَيْتٍ غَيْرِ هَذَا وَهُوَ:
فَباتَتْ عَلَيْهِ لَيْلَةً رُجَّبِيَّة، ... تُحَيِّي بقَطر كالجُمان وعَضْرَسِ
وَقِيلَ بَيْتُ البَعِيث:
فصبَّحَهُ عِنْدَ الشُّرُوقِ، غُدَيَّةً، ... كلابُ ابنِ عَمَّارٍ عِطافٌ وأَطْلَسُ
وَالْهَاءُ فِي صَبَّحَهُ تَعُودُ عَلَى حِمَارِ وَحْشٍ. ومُحَرَّجَة: مُقلَّدة بالأَحراج، جَمْعُ حِرْجٍ للْوَدَعَة. وحُصٌّ: قَدِ انْحَصَّ شَعْرُهَا، وأَيَّهَ القَانِصُ بالكلْب: زَجَرَه؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ، وَقَدْ ذُكِرَ آنِفًا. وَفِي الْمَثَلِ: أَبْرد مِنْ عَضْرَس، وَكَذَلِكَ العُضارس، بِالضَّمِّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
تضحَك عَنْ ذِي أُشُرٍ عُضارِسِ
وَالْجَمْعُ عَضارِس مِثْلُ جُوالِق وجَوالق، وَقِيلَ: العَضْرَس الجَلِيد. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعَضْرَس والعُضارِس الْمَاءُ الْبَارِدُ الْعَذْبُ؛ وَقَوْلُهُ:
تَضْحَكُ عَنْ ذِي أُشُرٍ عُضارِس
أَراد عَنْ ثَغْر عَذْبٍ، وَهُوَ الغُضارِس؛ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، وَسَنَذْكُرُهُ. والعَضْرَس: حمار الوحش.
عطس: عَطَسَ الرَّجُلُ يَعْطِس، بِالْكَسْرِ، ويَعْطُس، بِالضَّمِّ، عَطْساً وعُطاساً وعَطْسة، وَالِاسْمُ العُطاس. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ يُحِب العُطاس وَيَكْرَهُ التَّثاؤب.
قَالَ ابْنُ الأَثير: إِنما أَحبَّ العُطاس لأَنه إِنما يَكُونُ مَعَ خِفَّةِ الْبَدَنِ وَانْفِتَاحِ المسامِّ وَتَيْسِيرِ الْحَرَكَاتِ، وَالتَّثَاؤُبِ بِخِلَافِهِ، وَسَبَبُ هَذِهِ الأَوصاف تخفيفُ الْغِذَاءِ والإِقلال مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ. والمَعْطِس والمَعْطَس: الأَنف لأَن العُطاس مِنْهُ يَخْرُجُ. قَالَ الأَزهري: المَعْطِسُ، بِكَسْرِ الطَّاءِ لَا غَيْرَ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن اللُّغَةَ الْجَيِّدَةَ يَعْطِسُ، بِالْكَسْرِ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: لَا يُرْغِم اللَّهُ إِلا هَذِهِ المَعاطس
؛ هِيَ الأُنوف. والعاطُوس: مَا يُعْطَسُ مِنْهُ، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. وعَطَسَ الصُّبح: انْفَلَقَ. والعاطِس: الصُّبْحُ لِذَلِكَ، صفةٌ غَالِبَةٌ، وَقَالَ اللَّيْثُ: الصُّبْحُ يُسَمَّى عُطاساً. وَظَبْيٌ عاطِس إِذا اسْتَقْبَلَكَ مِنْ أَمامِك. وعَطَسَ الرَّجُلُ: مَاتَ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: تَقُولُ الْعَرَبُ لِلرَّجُلِ إِذا مَاتَ: عَطَسَتْ بِهِ اللُّجَمُ؛ قَالَ: واللُّجْمة مَا تطيَّرْت مِنْهُ، وأَنشد غَيْرُهُ:
إِنَّا أُناس لَا تزالُ جَزُورُنا ... لَها لُجَمٌ، مِن المنيَّة، عاطِسُ
وَيُقَالُ لِلْمَوْتِ: لُجَمٌ عَطُوس؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
وَلَا تَخافُ اللُّجَمَ العَطُوسا
ابْنُ الأَعرابي: العاطُوس دَابَّةٌ يُتَشاءَم بِهَا؛ وأَنشد غَيْرُهُ لِطَرَفَةَ بْنِ الْعَبْدِ:
لَعَمْري لَقَدْ مَرَّتْ عَواطِيسُ جَمَّةٌ، ... وَمَرَّ قُبيلَ الصُّبح ظَبي مُصَمَّعُ

(6/142)


والعَطَّاس: اسْمُ فَرَسٍ لِبَعْضِ بَنِي المَدان؛ قَالَ:
يَخُبُّ بيَ العَطَّاسُ رافِعَ رَأْسِهِ
وأَما قَوْلُهُ:
وَقَدْ أَغْتَدي قبلَ العُطاسِ بِسابِحٍ
فإِن الأَصمعي زَعَمَ أَنه أَراد: قَبْل أَنْ أَسمع عُطاس عاطِس فأَتطيّر مِنْهُ وَلَا أَمضي لِحَاجَتِي، وَكَانَتِ الْعَرَبُ أَهل طِيَرَة، وَكَانُوا يتطيَّرُون مِنَ العُطاس فأَبطل النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، طِيَرَتَهم. قَالَ الأَزهري: وإِن صَحَّ مَا قَالَهُ اللَّيْثُ إِن الصُّبْحَ يُقَالُ لَهُ العُطاس فإِنه أَراد قَبْلَ انْفِجَارِ الصُّبْحِ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع الَّذِي قَالَهُ لِثِقَةٍ يُرجع إِلى قَوْلِهِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ عَطْسَة فُلَانٍ إِذا أَشبهه فِي خَلْقه وخُلُقه.
عطلس: العَطَلَّس: الطويل.
عطمس: العُطْمُوس والعَيْطَمُوس: الْجَمِيلَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الطَّوِيلَةُ التَّارَّة ذاتُ قِوَامٍ وأَلواح، وَيُقَالُ ذَلِكَ لَهَا فِي تِلْكَ الْحَالِ إِذا كَانَتْ عَاقِرًا. الْجَوْهَرِيُّ: العَيْطَمُوس مِنَ النِّسَاءِ التامَّة الْخَلْقِ وَكَذَلِكَ مِنَ الإِبل. والعَيْطَمُوس مِنَ النُّوق أَيضاً: الفتِيَّةُ الْعَظِيمَةُ الْحَسْنَاءُ. الأَصمعي: العَيْطَموس النَّاقَةُ التامَّة الخلْق. ابْنُ الأَعرابي: العَيْطَمُوس النَّاقَةُ الهَرِمة، وَالْجَمْعُ العَطامِيس، وَقَدْ جَاءَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ عَطامِس؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
يَا رُبَّ بَيْضَاءَ مِنَ العَطامِس، ... تَضْحَكُ عَنْ ذِي أُشُرٍ عُضارِس
وَكَانَ حَقُّهُ أَن يَقُولَ عَطامِيس لأَنك لَمَّا حَذَفْتَ الْيَاءَ مِنَ الْوَاحِدَةِ بَقِيَتْ عَطَمُوس مِثْلَ كَرَدُوس، فَلَزِمَ التَّعْوِيضُ لأَن حَرْفَ اللِّينِ رَابِعٌ كَمَا لَزِمَ فِي التَّحْقِيرِ، وَلَمْ تُحْذَفِ الْوَاوُ لأَنك لَوْ حَذَفْتَهَا لَاحْتَجْتَ أَيضا إِلى أَن تُحْذَفُ الْيَاءُ فِي الْجَمْعِ أَو التَّصْغِيرِ، وإِنما تُحْذَفُ مِنَ الزِّيَادَتَيْنِ مَا إِذا حَذَفْتَهَا اسْتَغْنَيْتَ عَنْ حذف الأُخرى.
عفس: العَفْس: شِدَّة سَوق الإِبل. عَفَس الإِبلَ يَعْفِسُها عَفْساً: سَاقَهَا سَوْقاً شَدِيدًا؛ قَالَ:
يَعْفِسُها السَّوّاق كلَّ مَعْفَسِ
والعَفْسُ: أَن يردَّ الرَّاعِي غَنَمَهُ يَثْنِيها وَلَا يدعُها تَمْضِي عَلَى جِهَاتِهَا. وعَفَسَه عَنْ حَاجَتِهِ أَي ردَّه. وعَفَسَ الدَّابَّةَ وَالْمَاشِيَةَ عَفْساً: حبَسها عَلَى غَيْرِ مَرْعًى وَلَا عَلَف؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ بَعِيرًا:
كأَنه مِنْ طُولِ جَذْعِ العَفْسِ، ... ورَمَلانِ الخِمْسِ بَعْدَ الخِمْسِ،
يُنْحَتُ مِنْ أَقطارِه بِفَأْسِ
والعَفْسُ: الْكَدُّ والإِتعاب والإِذالة وَالِاسْتِعْمَالُ. والعَفْس: الحَبْس والمَعْفُوس: الْمَحْبُوسُ والمُبتذَل، وعَفَس الرجلَ عَفْساً، وَهُوَ نَحْوُ المَسْجون، وَقِيلَ: هُوَ أَن تَسْجُنه سَجْناً. والعَفْسُ: الامتهانُ لِلشَّيْءِ. والعَفْسُ: الضَّباطة فِي الصِّراع. والعَفْس: الدَّوْس. واعْتَفَس القومُ: اصْطَرَعُوا. وعَفَسَه يَعْفِسه عَفْساً: جذَبه إِلى الأَرض وضغَطَه ضَغْطاً شَدِيدًا فَضَرَبَ بِهِ؛ يُقَالُ مِنْ ذَلِكَ: عَفَسْتُه وعَكَسْتُه وعَتْرَسْتُه. وَقِيلَ لأَعرابي: إِنك لَا تُحسِن أَكلَ الرأْس قَالَ: أَما واللَّهِ إِني لأَعْفِسُ أُذُنيه وأَفُكُّ لَحْيَيْه وأَسْحى خَدَّيه، وأَرْمي بالمُخِّ إِلى مَنْ هُوَ أَحوجُ مِني إِليه قَالَ الأَزهري: أَجاز ابْنُ الأَعرابي السِّينَ وَالصَّادَ فِي هَذَا الْحَرْفِ. وعَفَسَه: صَرَعَه. وعَفَسه أَيضاً: أَلزقَه بِالتُّرَابِ. وعَفَسَه عَفْساً: وطِئَه؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
والشَّيبُ حِينَ أَدْرَك التَّقْويسا، ... بَدَّلَ ثَوْبَ الحِدَّةِ الملبُوسا،

(6/143)


والحِبْرَ مِنْهُ خَلَقاً مَعْفُوسا
وَثَوْبٌ مُعَفَّس: صَبور عَلَى الدَّعْك. وعَفَسْتُ ثَوْبِي: ابْتَذَلْتُهُ. وعَفَسَ الأَديمَ يَعْفِسُه عَفْساً: دلكَه فِي الدِّباغ. والعَفْس: الضَّرْبُ عَلَى العَجُز. وعَفَسَ الرجلُ المرأَة بِرِجْلِهِ يَعْفِسها: ضربَها عَلَى عَجِيزَتِهَا يُعافِسُها وتُعافِسُه، وعافَسَ أَهله مُعافَسَة وعِفاساً، وَهُوَ شَبِيهٌ بالمُعالجة. والمُعافَسَة: المُداعَبة والمُمارَسَة؛ يُقَالُ: فُلَانٌ يُعافِس الأُمور أَي يُمارِسُها ويُعالجها. والعِفاس: العِلاج. والمُعافَسة: المُعَالجَة. وَفِي حَدِيثِ
حَنْظَلَةَ الأُسَيْدي: فإِذا رجَعْنا عافَسْنا الأَزواج والضَّيْعَة
؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
عَلِيٍّ: كُنْتُ أُعافِس وأُمارِس
، وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ:
يَمنَع مِنَ العِفاس خوفُ الْمَوْتِ وذُكْرُ الْبَعْثِ وَالْحِسَابِ.
وتَعافسَ القومُ: اعتلَجوا فِي صِرَاعٍ وَنَحْوِهِ. وانعَفَس فِي الْمَاءِ: انغَمَسَ. والعَفَّاس: طَائِرٌ يَنْعَفِس فِي الْمَاءِ. والعِفاسُ: اسْمُ نَاقَةٍ ذَكَرَهَا الرَّاعِي فِي شِعره، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العِفاس وبَرْوَع اسْمُ نَاقَتَيْنِ لِلرَّاعِي النُّمَيْرِيِّ؛ قَالَ:
إِذا بَرَكَتْ مِنْهَا عَجاساءُ جِلَّةٌ ... بمَحْنِيَةٍ، أَشْلَى العِفاسَ وبَرْوَعا
عفرس: العَفْرس: السَّابق السَّرِيعُ. والعَفْرَسِيُّ: المُعْيِي خُبثاً. والعَفاريس: النَّعام. وعِفْرِس: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ. والعِفْراس والعَفَرْنَس، كِلَاهُمَا: الأَسد الشَّدِيدُ العُنق الغليظُه، وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ لِلْكَلْبِ والعِلْج.
عفقس: العَفَنقَس: الَّذِي جَدَّتَاهُ لأَبيه وأُمه وامرأَته عَجَمِيَّاتٌ. والعَفَنقس والعَقَنْفَس، جَمِيعًا: السَّيِّءُ الْخُلُقِ المُتَطاوِل عَلَى النَّاسِ. وَقَدْ عَفْقَسَه وعقْفَسَه: أَساءَ خُلُقَه. والعَفَنْقَس: العسِر الأَخلاق، وَقَدِ اعْفَنقس الرجلُ، وخُلُق عَفَنْقَس؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
إِذا أَراد خُلُقاً عَفَنْقَسا، ... أَقرَّه النَّاسُ، وإِنْ تَفَجَّسا
قَالَ: عَفَنْقَسٌ خُلق عَسِيرٌ لَا يَسْتَقِيمُ، سلَّم لَهُ ذَلِكَ «4» . وَيُقَالُ: مَا أَدري مَا الَّذِي عَفْقَسه وعَقْفَسه أَي مَا الَّذِي أَساء خُلقه بعد ما كَانَ حَسَنَ الخلُق. وَيُقَالُ: رَجُلٌ عَفَنْقَس فَلَنْقَس، وَهُوَ اللئيم.
عقس: الأَعْقَسُ مِنَ الرِّجَالِ: الشَّدِيدُ الشَّكَّة فِي شِرَائِهِ وَبَيْعِهِ؛ قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا مَذْمُومًا لأَنه يَخَافُ الغبْن، وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ فِي بَعْضِهِمْ:
عَقِس لَقِس.
وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: فِي خُلقه عَقَس أَي الْتِوَاءٌ. والعَقَس: شُجَيْرَةٌ تَنْبُتُ فِي الثُّمام والمَرْخ والأَراك تَلْتَوي. والعَوْقَسُ: ضرْب مِنَ النبْت، ذَكَرَهُ ابْنُ دُرَيْدٍ وَقَالَ: هُوَ العَشَق.
عقبس: العَقابِيسُ: بَقَايَا الْمَرَضِ والعِشْق كالعَقابيل. والعَقابيسُ: الشَّدَائِدُ مِنَ الأُمور؛ هَذِهِ عَنِ اللحياني.
عقرس: عَقْرَسُ: حيٌّ مِنَ اليمن.
عقفس: العَقَنْفَس والعَفَنْقَس، جَمِيعًا: السيء الْخُلُقِ. وَقَدْ عَقْفَسَه وعَفْقَسَه: أَساء خُلُقَهُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ مُسْتَوْفًى.
عكس: عَكَسَ الشَّيْءَ يَعْكِسُه عَكْساً فانْعَكَسَ: رَدَّ آخِرَهُ عَلَى أَوّله؛ وأَنشد اللَّيْثُ:
وهُنَّ لَدَى الأَكْوارِ يُعْكَسْنَ بالبُرَى، ... عَلَى عَجَلٍ مِنْهَا، وَمِنْهُنَّ يُكْسَعُ
وَمِنْهُ عَكْسُ البلِيَّة عِنْدَ الْقَبْرِ لأَنهم كَانُوا يَرْبِطُونها مَعْكُوسَةَ الرأْس إِلى مَا يَلِي كَلْكَلَها وبَطنَها،
__________
(4) . هكذا في الأَصل.

(6/144)


وَيُقَالُ إِلى مُؤَخَّرِهَا مِمَّا يَلي ظَهْرَهَا وَيَتْرُكُونَهَا عَلَى تِلْكَ الْحَالِ حَتَّى تَمُوتَ. وعَكَسَ الدابةَ إِذا جَذَب رأْسها إِليه لِتَرْجِعَ إِلى وَرَائِهَا القَهْقَرَى. وعَكَس الْبَعِيرَ يَعْكِسُه عَكْساً وعِكاساً: شدَّ عُنقه إِلى إِحدى يديه وَهُوَ بَارِكٌ، وَقِيلَ: شدَّ حَبْلًا فِي خَطْمه إِلى رُسْغِ يَدَيْهِ لِيَذِلَّ؛ والعِكاس: مَا شدَّه بِهِ. وعَكَسَ رَأْسَ الْبَعِيرِ يعكِسه عَكْساً: عَطَفَه؛ قَالَ الْمُتَلَمِّسُ:
جاوَزْتُها بِأَمُونٍ ذَاتٌ مَعْجَمَةٍ، ... تَنْجُو بكَلْكَلِها، والرأْسُ مَعْكُوسُ
والعَكْس أَيضاً: أَن تعكِس رأْسَ الْبَعِيرِ إِلى يدِه بِخِطام تُضيِّق بِذَلِكَ عَلَيْهِ. وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: العَكْس أَن يَجْعَلَ الرجلُ فِي رأْس الْبَعِيرِ خِطاماً ثُمَّ يَعْقِده إِلى رُكْبَتِهِ لِئَلَّا يَصُول. وَفِي حَدِيثِ
الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيم: اعكِسُوا أَنفسكم عَكْس الْخَيْلِ باللُّجُم
؛ مَعْنَاهُ اقدَعُوها وكُفُّوها ورُدُّوها. وَقَالَ أَعرابي مِنْ بَنِي نُفَيْل: شَنَقْتُ البعيرَ وعَكَسته إِذا جذَبتَ مِنْ جَريرِه ولَزِمْت مِنْ رأْسه فَهَمْلَج. وعَكَس الشيءَ: جذَبه إِلى الأَرض. وتَعَكَّسَ الرجلُ: مَشَى مَشْيَ الأَفْعَى، وَهُوَ يتعَكَّس تعكُّساً كأَنه قَدْ يَبِسَت عُرُوقُهُ. وَرُبَّمَا مَشَى السَّكْرَانُ كَذَلِكَ. وَيُقَالُ: مِنْ دُونِ ذَلِكَ عِكاس ومِكاس، وَهُوَ أَن تأْخذ بِنَاصِيَتِهِ ويأْخذ بِنَاصِيَتِكَ. وَرَجُلٌ متَعَكِّس: مُتَثَنِّي غُضُونِ الْقَفَا؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
وأَنتَ امرُؤٌ جَعْدُ القَفا مُتَعَكِّسٌ، ... مِنَ الأَقِطِ الحَوْلِيِّ شَبْعانُ كانِبُ
وعَكَسَه إِلى الأَرض: جَذَبَهُ وضَغَطه ضَغْطاً شَدِيدًا. والعَكيس مِنَ اللَّبن: الحَلِيبُ تُصَبُّ عَلَيْهِ الإِهالة والمَرَق ثُمَّ يُشْرَبُ، وَقِيلَ: هُوَ الدَّقِيقُ يُصَبُّ عَلَيْهِ الْمَاءُ ثُمَّ يُشْرَبُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ الأَسدي:
فلمَّا سَقَيناها العَكِيسَ تَمَدَّحَتْ ... خَواصِرُها، وازْدادَ رَشْحاً ورِيدُها
وَيُقَالُ مِنْهُ: عَكَسْت أَعكِسُ عَكْساً، وَكَذَلِكَ الِاعْتِكَاسُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
جَفْؤُكَ ذَا قِدْرَك للضِّيفانِ، ... جَفْأً عَلَى الرُّغْفانِ فِي الجِفانِ،
خيرٌ مِنَ العَكِيسِ بالأَلْبانِ
والعَكْسُ: حَبْسُ الدَّابَّةِ عَلَى غَيْرِ عَلَفٍ. والعُكاس: ذكَر العَنْكبوت؛ عَنْ كُرَاعٍ. والعَكِيسُ: القَضِيبُ مِنَ الحَبَلَة يُعْكَسُ تَحْتَ الأَرض إِلى مَوْضِعٍ آخر.
عكبس: كلُّ شَيْءٍ تَرَاكَبَ: عُكابِس وعُكَبِس؛ وَقَالَ يَعْقُوبُ: بَاؤُهَا بَدَلٌ مِنَ الْمِيمِ فِي عُكامِس وعُكَمِس، وَقَالَ كُرَاعٌ: إِذا صُبَّ لَبن عَلَى مَرَق، كَائَنًا مَا كَانَ، فَهُوَ عُكَبِس؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِنما هُوَ العَكِيسُ بِالْيَاءِ، وَقَدْ ذُكر. وعَكْبَس البعيرَ: شدَّ عُنقه إِلى إِحدى يَدَيْهِ وَهُوَ بارِك؛ وإِبل عُكابِس وعُكامِس وعُكَمِس وعُكَبِس إِذا كَثُرَتْ، وَقِيلَ: إِذا قَارَبَتِ الأَلفَ.
عكمس: العُكَمِسُ والعُكامِس: الْقَطِيعُ الضَّخْم مِنَ الإِبل. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِبل عُكامِس وعُكابِس وعُكَمِس وعُكَبِس إِذا كَثُرَتْ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: إِذا قَارَبَتِ الإِبلُ الأَلف فَهِيَ عُكامِس. وَكُلُّ شَيْءٍ تَرَاكَبَ وَتَرَاكَمَ وكثُر حَتَّى يُظْلِم مِنْ كَثْرَتِهِ، فَهُوَ عُكامِس وعُكَمِس؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
عُكامِسٌ كالسُّنْدُسِ المَنْشُورِ
وليلٌ عُكامِس: مُظلِم متراكبُ الظلْمة شديدُها. وَقَدْ عَكْمَسَ الليلُ عَكْمَسَةً إِذا أَظلم وتَعَكْمَس.

(6/145)


علس: العَلْسُ: سَواد اللَّيْلِ. والعَلْسُ: الشُّرْب. وعَلَسَ يَعْلِس عَلْساً: شرِب، وَقِيلَ: أَكل. وعَلَسَتِ الإِبلُ تَعْلِس إِذا أَصابت شَيْئًا تأْكله. والعَلْسُ: الأَكل، وقَلَّما يُتكلم بِغَيْرِ حَرْفِ النَّفْيِ. وَمَا ذَاقَ عَلُوساً أَي ذَواقاً، وَمَا ذَاقَ عَلُوساً وَلَا أَلُوساً، وَفِي الصِّحَاحِ وَلَا لوُوساً أَي مَا ذَاقَ شَيْئًا. وعَلَّس دَاؤُهُ أَي اشتدَّ وبرَّح. وَمَا عَلَسَ عِنْدَهُ عَلُوساً أَي مَا أَكل. وَقَالَ ابْنُ هَانِئٍ: مَا أَكلت الْيَوْمَ عُلاساً. وَمَا عَلَّسُوا ضيفَهم بِشَيْءٍ أَي مَا أَطعموه. والعَلَس: شِواءٌ مَسْمُونٌ. وَشِوَاءٌ مَعْلُوس: أُكل بالسَّمْن. والعَلِيسُ: الشِّواء السَّمين؛ هَكَذَا حَكَاهُ كُرَاعٌ. والعَلِيسُ: الشِّواء مَعَ الجِلْد. والعَليس: الشِّوَاءُ المُنْضَج. وَرَجُلٌ مُجَرَّس ومُعَلَّس ومُنَقَّح ومُقَلَّح أَي مُجرَّب. والعَلَس: حَبٌّ يؤْكل، وَقِيلَ: هُوَ ضرْب مِنَ الحِنطة، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العَلَسُ ضرْب مِنَ البُرِّ جَيِّدٌ غَيْرَ أَنه عَسِرُ الاستِنْقاء، وَقِيلَ: هُوَ ضرْب مِنَ القَمْح يَكُونُ فِي الكِمام مِنْهُ حَبَّتان، يَكُونُ بِنَاحِيَةِ الْيَمَنِ، وَهُوَ طَعَامُ أَهل صَنْعاء. ابْنُ الأَعرابي: العَدَس يُقَالُ لَهُ العَلَس. والعَلَسِيّ: شجرة المَقِرِ [المَقْرِ] ، وَهُوَ نَبَاتُ الصَّبرِ وَلَهُ نَوْر حَسن مِثْلُ نَوْرِ السَّوْسَنِ الأَخضر؛ قَالَ أَبو وَجْزَة السَّعدي:
كأَن النُّقْدَ والعَلَسيّ أَجْنى، ... ونَعَّم نَبْتَه وادٍ مَطِيرُ
وَرَجُلٌ مُعَلَّس: مُجرَّب. وعَلَس يَعْلِسُ عَلْساً وعَلَّس: صَخِبَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
قَدْ أَعْذُبُ العاذِرَة المَؤُوسا ... بالجِدّ، حَتَّى تَخْفِضَ التَّعْلِيسا
والعَلَس: القُراد، وَيُقَالُ لَهُ العَلُّ والعَلَس، وَجَمْعُهُ أَعْلالٌ وأَعْلاسٌ. والعَلَسَة: دُوَيْبَّة شَبِيهَةٌ بالنَّملة أَو الحَلَمَةُ. وعَلَسٌ وعُلَيْس: اسْمَانِ. وَبَنُو عَلَسٍ: بَطْن مِنْ بَنِي سَعْد، والإِبل العَلَسِيَّة مَنْسُوبَةٌ إِليهم؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
فِي عَلَسِيَّاتٍ طِوال الأَعْناقْ
ورجل وجمل عَنَسِيّ أَي شَدِيدٌ؛ قَالَ الْمَرَّارُ:
إِذا رَآهَا العَلَسِيُّ أَبْلَسا، ... وعَلَّقَ القومُ إِداوى يُبَّسا
علطس: العِلْطَوْسُ، مِثَالُ الفِرْدَوْسِ: النَّاقَةُ الخِيار الفارِهَة، وَقِيلَ: هِيَ المرأَة الْحَسْنَاءُ، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ.
علطبس: العَلْطَبِيسُ: الأَمْلَسُ الْبَرَّاقُ؛ وأَنشد الرَّجَز الَّذِي يأْتي في علطمس بعدها.
علطمس: العَلْطَمِيسُ: النَّاقَةُ الضَّخْمَةُ ذَاتُ أَقطار وسَنام. والعَلْطَمِيس: الضَّخْم الشَّدِيدُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
لَمَّا رأَتْ شَيْبَ قَذالي عِيسا، ... وهامَتي كالطَّسْتِ عَلْطَمِيسا،
لَا يَجِدُ القمْلُ بِهَا تَعْريسا
وَهَذِهِ التَّرْجَمَةُ فِي الصِّحَاحِ علطبس، بِالْبَاءِ، وَقَالَ: العَلْطَبِيسُ الأَمْلَسُ البَرَّاق، وأَنشد هَذَا الرَّجَزَ بِعَيْنِهِ، وَفِيهِ:
وهامَتِي كالطَّسْتِ عَلْطَبِيسا
بِالْبَاءِ.

(6/146)


علكس: لَيْلَةً مُعْلَنْكِسَة: كَمُعْرَنْكِسَة. وَشَعَرٌ عِلَّكْسٌ وعَلَنْكَس ومُعْلَنْكِس: كَثِيرٌ متراكِب، وَكَذَلِكَ الرَّمل ويَبِيسُ الكَلإِ. واعْلَنْكَسَت الإِبلُ فِي الْمَوْضِعِ: اجتمعتْ. وعَلْكَسَ البَيضُ واعْلَنْكَس: اجْتَمَعَ. واعْلَنْكَس الشعَر: اشْتَدَّ سَوَادُهُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: شعَر مُعْلَنْكِس ومُعْلَنْكِكٌ الكَثِيف الْمُجْتَمِعُ الأَسود. قَالَ الأَزهري: عَلْكَس أَصل بِنَاءِ اعْلَنْكَسَ الشعَر إِذا اشْتَدَّ سَوَادُهُ وَكَثُرَ؛ قَالَ الْعَجَّاجِ:
بِفاحِمٍ دُووِيَ حَتَّى اعْلَنْكَسا
وَيُقَالُ: اعْلَنْكَس الشيءُ أَي تردَّد. والمُعَلْكِسُ والمُعْلَنْكِس مِنَ اليَبِيسِ: مَا كثُر وَاجْتَمَعَ. وعَلْكَسٌ: اسْمُ رجُل مِنْ أَهل الْيَمَنِ.
علندس: الأَزهري: العَلَنْدَسُ والعَرَنْدَسُ: الصُّلب الشديد.
عمس: حَرْبٌ عَماسٌ: شَدِيدَةٌ، وَكَذَلِكَ لَيْلَةٌ عَماس. وَيَوْمٌ عَماس: مُظلِم؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
إِذا كَشَف اليومُ العَماسُ عَنِ اسْتِهِ، ... فَلَا يَرْتَدي مِثْلي وَلَا يَتَعَمَّمُ
وَالْجَمْعُ عُمُس؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
ونَزَلُوا بالسَّهْلِ بَعْدَ الشَّأْسِ، ... ومُرِّ أَيامٍ مَضَيْنَ عُمْسِ
وَقَدْ عَمِسَ [عَمُسَ] عَمَساً وعَمْساً وعُمُوساً وعَماسَة وعُمُوسَة؛ وأَمْرٌ عَمْسٌ وعَمُوس وعَماس ومُعَمَّس: شَدِيدٌ مُظلم لَا يُدرَى مِنْ أَين يُؤْتى لَهُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: أَتانا بأُمور مُعَمَّسات ومُعَمِّسات، بِنَصْبِ الْمِيمِ وَجَرِّهَا، أَي مَلْوِيَّات عَنْ جِهَتِها مُظْلِمَةٍ. وأَسَدٌ عَماسٌ: شَدِيدٌ؛ وَقَالَ:
قَبِيلَتانِ كالحَذَفِ المُنَدَّى، ... أَطافَ بِهِنّ ذُو لِبَدٍ عَماسُ
والعَمَسُ: كالحَمَس، وَهِيَ الشِّدَّة؛ حَكَاهَا ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد:
إِنَّ أَخْوالي، جَمِيعاً مِنْ شَقِرْ، ... لَبِسُوا لِي عَمَساً جِلْدَ النَّمِرْ
وعَمَسَ عَلَيْهِ الأَمرَ يَعْمِسُه وعَمَّسَه: خَلَّطه ولبَّسه وَلَمْ يُبيِّنه. والعَمَاس: الدَّاهِية. وكلُّ مَا لَا يهتدَى لَهُ: عَمَاسٌ. والعَمُوسُ: الَّذِي يَتعَسَّف الأَشياء كَالْجَاهِلِ. وتَعَامَسَ عَنِ الأَمر: أَرى أَنه لَا يَعْلَمه. والعَمْس: أَن تُرِي أَنك لَا تعرِف الأَمر وأَنت عارِفٌ. بِهِ وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ: أَلا وإِنَّ مُعَاوِيَةَ قادَ لِمَّةً مِنَ الغُواة وعَمَسَ عَلَيْهِمُ الخَبَر
، مِنْ ذَلِكَ، وَيُرْوَى بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ. وتَعامس عَنْهُ: تَغَافَلَ وَهُوَ بِهِ عَالِمٌ. قَالَ الأَزهري: وَمَنْ قَالَ يَتَغامَس، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، فَهُوَ مُخْطِئٌ. وتَعامَس عَلَيّ: تَعامَى فَتَرَكَنِي فِي شُبهة مِنْ أَمره. والعَمْسُ: الأَمر المغطَّى. وَيُقَالُ: تَعامَسْت عَلَى الأَمر وتعامَشْت وتَعامَيْت بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وعامَسْت فُلَانًا مُعامَسَة إِذا ساترتَه وَلَمْ تُجاهِرْه بالعَداوة. وامرأَة مُعامِسَة: تَتَسَتَّرُ فِي شَبِيبَتِها وَلَا تَتَهَتَّك؛ قَالَ الرَّاعِي:
إِنْ الحَلالَ وخَنْزَراً ولَدَتْهُما ... أُمٌّ مُعامِسَة عَلَى الأَطْهارِ
أَي تأْتي مَا لَا خَيْرَ فِيهِ غَيْرَ مُعالنة بِهِ. والمُعامَسَة: السِّرار. وَفِي النَّوَادِرِ: حَلَف فُلَانٌ عَلَى العَمِيسَة والعُمَيْسَة؛

(6/147)


أَي عَلَى يَمِينٍ غَيْرِ حَقٍّ. وَيُقَالُ: عَمَسَ الكِتابُ أَي دَرَس. وَطَاعُونُ عَمْواس: أَوَّل طَاعُونٍ كَانَ فِي الإِسلام بِالشَّامِ. وعُمَيْس: اسْمُ رَجُلٍ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْر عَمِيس، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَكَسْرِ الْمِيمِ، وَهُوَ وَادٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ نَزَلَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي ممرِّه إِلى بَدْرٍ.
عمرس: العَمَرَّس، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ: الشَّرِس الخُلق القوِيّ الشَّدِيدُ. وَيَوْمٌ عَمَرَّس: شَدِيدٌ. وَسَيْرٌ عَمَرَّس: شَدِيدٌ، وَشَرٌّ عَمَرَّس: كَذَلِكَ. والعُمْرُوس: الجَمَل إِذا بَلَغَ النَّزْوَ. وَيُقَالُ لِلْجُمَلِ إِذا أَكل واجتَرَّ فَهُوَ فُرْفُور وعُمْرُوس. والعُمرُوس: الجَدْيُ، شامِيَّة، وَالْجَمْعُ العمارِس، وَرُبَّمَا قِيلَ لِلْغُلَامِ الحادِر عُمْرُوس؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو. الأَزهري: العُمْرُوس والطُّمْرُوس الْخَرُوفُ؛ وَقَالَ حُمَيد بْنُ ثَوْرٍ يَصِفُ نِسَاءً نشأْن بِالْبَادِيَةِ:
أُولئك لَمْ يَدْرِينَ مَا سَمَك القُرَى، ... وَلَا عُصُباً فِيهَا رِئات العَمارِس
وَيُقَالُ لِلْغُلَامِ الشَّائِلِ: عُمْرُوس. وَفِي حَدِيثُ
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوان: أَين أَنت مِنْ عُمْرُوسٍ راضِعٍ؟
العُمْرُوس، بِالضَّمِّ: الْخَرُوفُ أَو الجَدي إِذا بَلَغَا العَدْوَ، وَقَدْ يَكُونُ الضعيفَ، وَهُوَ مِنَ الإِبل مَا قَدْ سَمِنَ وشَبِعَ وَهُوَ رَاضِعٌ بَعْدُ. والعَمَرَّس والعَمَلَّس وَاحِدٌ إِلا أَن العَمَلَّس يقال للذئب.
عملس: العَمْلَسَة: السُّرعة. والعَمَلَّس: الذِّئْبُ الْخَبِيثُ والكَلْب الْخَبِيثُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ كِلَابَ الصَّيْدِ:
يُوزِع بالأَمْراسِ كلَّ عَمَلَّس، ... مِنَ المُطعِمات الصَّيْدِ غَيْرِ الشَواحِنِ
يُوزِعُ: يَكُفُّ، وَيُقَالُ يُغْرِي كُلَّ عَمَلَّسٍ كُلَّ كَلْبٍ كأَنه ذِئْبٌ. والعَمَلَّس: القوِيّ الشَّدِيدُ عَلَى السَّفَرِ، والعَمَلَّط مِثْلُهُ، وَقِيلَ النَّاقص، وَقِيلَ العَمَلَّس: الْجَمِيلُ. والعَمَلَّس: اسْمٌ. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: هُوَ أَبرّ مِنَ العَمَلّس؛ هُوَ اسْمُ رَجُلٍ كَانَ يحجُّ بأُمّه عَلَى ظَهْرِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: العَمَرَّس مِثْلُ العَملَّس القَوِيّ عَلَى السَّيْرِ السَّرِيعُ؛ وأَنشد:
عَمَلَّس أَسْفارٍ، إِذا اسْتَقْبَلَتْ لَهُ ... سَمُومٌ كحرِّ النارِ، لَمْ يَتَلَثَّمِ
قَالَ ابْنُ برِّي: الشِّعر لِعَدِيِّ بْنِ الرِّقَاع يَمْدَحُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ وَقَبْلَهُ:
جَمَعْتَ اللَّواتي يحمَد اللَّهُ عبدَه ... عليهنَّ، فَلْيَهْنئْ لَكَ الخيرُ واسْلَمِ
فأَوَلُهنّ البِرُّ، والبِرُّ غالِبٌ، ... وَمَا بكَ مِنْ غَيْبِ السَّرائر يُعْلَمِ
وَثَانِيَةٌ كَانَتْ مِنَ اللَّه نِعْمَةً ... عَلَى الْمُسْلِمِينَ، إِذ وَلِي خيرُ مُنْعِمِ
وَثَالِثَةٌ أَنْ لَيْسَ فِيكَ هَوَادَةٌ ... لِمَنْ رامَ ظُلماً، أَو سَعَى سَعْيَ مجْرمِ
ورابعةٌ أَنْ لَا تزالَ مَعَ التُّقَى ... تَخُبُّ بِمَيْمُونٍ، مِنَ الأَمْرِ، مُبْرَمِ
وَخَامِسَةٌ فِي الحُكْمِ أَنَّك تُنصِفُ الضَّعِيف، ... وَمَا مَنْ عَلَّمَ اللَّهُ كالعَمِي
وَسَادِسَةٌ أَنَّ الَّذِي هُوَ رَبُّنا اصْطَفَاك، ... فمَنْ يَتْبَعْك لَا يَتَنَدَّمِ
وَسَابِعَةٌ أَنَّ المَكارِم كلَّها، ... سبَقْتَ إِليها كلَّ ساعٍ ومُلْجِمِ

(6/148)


وَثَامِنَةٌ فِي مَنْصِبِ النَّاس أَنَّه ... سَمَا بكَ منهمْ مُعْظَمٌ فَوق مُعْظَمِ
وَتَاسِعَةٌ أَن البَرِيَّة كُلّها ... يَعُدُّون سَيباً مِنْ إِمامٍ مُتَمِّمِ
وَعَاشِرَةٌ أَنَّ الحُلُومَ تَوَابِعٌ ... لحِلْمِكَ، فِي فصْل مِنَ القول مُحْكَمِ
عنس: عَنَسَتِ المرأَة تَعْنُس، بِالضَّمِّ، عُنُوساً وعِناساً وتَأَطَّرَتْ، وَهِيَ عَانِسٌ، مِنْ نِسوة عُنَّسٍ وعَوَانِسَ، وعَنَّسَتْ، وَهِيَ مُعَنِّس، وعَنَّسَها أَهلُها: حَبَسُوها عَنِ الأَزواج حَتَّى جَازَتْ فَتَاءَ السِّن ولمَّا تَعْجِزْ [تَعْجُزْ] . قَالَ الأَصمعي: لَا يُقَالُ عَنَسَتْ وَلَا عَنَّسَت وَلَكِنْ يُقَالُ عُنِّسَت، عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فاعلُه، فَهِيَ مُعَنَّسَة، وَقِيلَ: يُقَالُ عَنَسَت، بِالتَّخْفِيفِ، وعُنِّسَتْ وَلَا يُقَالُ عَنَّسَت؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي ذَكَّرَهُ الأَصمعي فِي خَلْق الإِنسان أَنه يُقَالُ عَنَّسَت المرأَة، بِالْفَتْحِ مَعَ التَّشْدِيدِ، وعَنَسَت، بِالتَّخْفِيفِ، بِخِلَافِ مَا حَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا عانِسٌ وَلَا مُفَنِّدٌ؛ العانِس مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ: الَّذِي يَبقى زَمَانًا بَعْدَ أَن يُدْرِك لَا يَتَزَوَّجُ، وأَكثر مَا يُستعمل فِي النِّسَاءِ. يُقَالُ: عَنَسَتِ المرأَة، فَهِيَ عانِس، وعُنِّسَت، فَهِيَ مُعَنَّسَة إِذا كَبِرَت وعَجَزَتْ فِي بَيْتِ أَبويها. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: عَنَسَتِ الْجَارِيَةُ تَعْنُس إِذا طَالَ مُكْثُهَا فِي مَنْزِلِ أَهلها بَعْدَ إِدْراكها حَتَّى خرجتْ مِنْ عِداد الأَبكار، هَذَا مَا لَمْ تَتَزَوَّجْ، فإِن تَزَوَّجَتْ مرَّة فَلَا يُقَالُ عَنَسَت؛ قَالَ الأَعشى:
والبِيضُ قَدْ عَنَسَتْ وطالَ جِراؤُها، ... ونَشَأْنَ فِي فَنَنٍ وَفِي أَذْوادِ
وَيُرْوَى: والبيضِ، مَجْرُورًا بِالْعَطْفِ عَلَى الشَّرْب فِي قَوْلِهِ:
وَلَقَدْ أُرَجِّل لِمَّتي بِعَشِيَّةٍ ... للشَّرْبِ، قبلَ حَوادثِ المُرْتادِ
وَيُرْوَى: سَنابِك، أَي قَبْلَ حَوَادِثِ الطَّالِب؛ يَقُولُ: أُرَجِّلُ لِمَّتي للشَّرْب وَلِلْجَوَارِي الحِسان اللَّوَاتِي نشَأْن فِي فَنَنٍ أَي فِي نِعْمَةٍ. وأَصلها أَغصان الشَّجَرِ؛ هَذِهِ رِوَايَةُ الأَصمعي، وأَما أَبو عُبَيْدَةَ فإِنه رَوَاهُ: فِي قِنٍّ، بِالْقَافِ، أَي فِي عَبِيدٍ وخَدَم. وَرَجُلٌ عانِس، وَالْجُمَعُ العانِسُون؛ قَالَ أَبو قَيْسِ بْنُ رَفَاعَةَ:
مِنَّا الَّذِي هُوَ مَا إِنْ طَرَّ شارِبُه، ... والعانِسُون، ومِنَّا المُرْدُ والشِّيبُ
وَفِي حَدِيثِ
الشَّعْبِيِّ: سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَدخل بالمرأَة عَلَى أَنها بِكْرٌ فَيَقُولُ لَمْ أَجدها عَذْراء، فَقَالَ: إِن العُذْرة قد يُذهِبها التَعْنيسُ والحَيْضَة
، وَقَالَ اللَّيْثُ: عَنَسَت إِذا صَارَتْ نَصَفاً وَهِيَ بِكْرٌ وَلَمْ تتزوَّج. وَقَالَ الفَرَّاء: امرأَة عَانِسٌ الَّتِي لم تَتَزَوَّجُ وَهِيَ تَتَرَقَّبُ ذَلِكَ، وَهِيَ المُعَنَّسة. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: العَانِس فَوْقَ المُعْصِر؛ وأَنشد لِذِي الرُّمَّةِ:
وعِيطاً كأَسْراب الخُروج تَشَوَّفَتْ ... مَعاصِيرُها، والعاتِقاتُ العَوانِسُ
العِيطُ: يَعْنِي بِهَا إِبلًا طِوال الأَعناق، الْوَاحِدَةُ مِنْهَا عَيْطاء. وَقَوْلُهُ كأَسراب الْخُرُوجِ أَي كَجَمَاعَةِ نِسَاءٍ خرجْن مُتَشَوِّفَاتٍ لأَحد العِيدين أَي مُتَزَيِّنَاتٍ، شبَّه الإِبل بهنَّ. والمُعْصِر: الَّتِي دَنَا حَيْضُهَا. والعاتِقُ: الَّتِي فِي بَيْتِ أَبويها وَلَمْ يَقَعْ عَلَيْهَا اسْمُ الزَّوْجِ، وَكَذَلِكَ العانِس. وَفُلَانٌ لَمْ تَعْنُس السِّنُّ وَجهَه أَي لَمْ تُغَيِّرْهُ إِلى الكِبَرِ؛ قَالَ سُوَيْدٌ الْحَارِثِيُّ:

(6/149)


فَتى قَبَلٌ لَمْ تَعْنُس السنُّ وجهَهُ، ... سِوى خُلْسَةٍ فِي الرأْس كالبَرْقِ فِي الدُّجى
وَفِي التَّهْذِيبِ: أَعْنَس الشيبُ رأْسَه إِذا خَالَطَهُ؛ قَالَ أَبو ضَبٍّ الْهُذَلِيُّ:
فَتى قَبَلٌ لَمْ يَعْنُسِ الشَّيبُ رأْسَه، ... سِوى خُيُطٍ فِي النُّورِ أَشرَقْنَ فِي الدُّجى
وَرَوَاهُ المُبَرِّد: لَمْ تعْنُس السِّنُّ وَجهه؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ أَجود. والعُنَّسُ مِنَ الإِبلِ فَوْقَ البَكارة أَي الصِّغار. قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: جَعل الفحلُ يَضْرِبُ فِي أَبكارِها وعُنَّسِها؛ يَعْنِي بالأَبكار جَمْعَ بَكْر، والعُنَّس المتوسِّطات الَّتِي لَسْن بأَبكار. والعَنْسُ: الصَّخرة. والعَنْسُ: النَّاقَةُ القويَّةُ، شُبِّهَتْ بِالصَّخْرَةِ لِصَلَابَتِهَا، وَالْجَمْعُ عُنْسٌ وعُنُوس وعُنَّس مِثْلُ بازِل وبُزْلٍ وبُزَّل؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
يُعْرِسُ أَبكاراً بِهَا وعُنَّسا
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العَنْس البازِل الصُّلبة مِنَ النُّوق لَا يُقَالُ لِغَيْرِهَا، وَجَمْعُهَا عِناس، وعُنُوس جَمْعُ عِناس؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي وأَظنه وهَماً مِنْهُ لأَن فِعالًا لَا يُجْمَعُ عَلَى فُعُول، كَانَ وَاحِدًا أَو جَمْعًا، بَلْ عُنُوس جَمْعُ عَنْس كعِناس. قَالَ اللَّيْثُ: تُسمّى عَنْساً إِذا تَمَّتْ سِنّها وَاشْتَدَّتْ قوَّتها ووفَر عِظَامُهَا وأَعضاؤُها؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
كَمْ قَدْ حَسَرْنا مِنْ عَلاةٍ عَنْسِ
وَنَاقَةٌ عانِسَة وَجُمَلٌ عانِس: سَمِينٌ تَامُّ الخَلق؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ:
بعانِساتٍ هَرِماتِ الأَزْمَلِ، ... جُشٍّ كبَحْريّ السَّحاب المُخْيِلِ
والعَنْس: العُقاب. وعَنَسَ العودَ: عَطَفَه، وَالشِّينُ أَفصح. واعْنَوْنَسَ ذنَب الناقةٍ، واعْنِيناسُه: وفُورُ هُلْبِه وطولُه؛ قَالَ الطِّرِمَّاح يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا:
يَمْسَحُ الأَرض بمُعْنَوْنِسٍ، ... مِثل مِئْلَاةِ النِّياح القِيام
أَي بِذَنْبٍ سَابِغٍ. وعَنْسٌ: قَبِيلَةٌ، وَقِيلَ: قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ؛ وأَنشد:
لَا مَهْلَ حَتى تَلْحَقي بعَنْسِ، ... أَهلِ الرِّياطِ البِيضِ والقَلَنْسِ
قَالَ: وَلَمْ يَقُلِ القَلَنْسُو لأَنَه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ اسْمٌ آخِرُهُ وَاوٌ قَبْلَهَا حَرْفٌ مَضْمُومٌ، وَيَكْفِيكَ مِنْ ذَلِكَ أَنهم قَالُوا: هَذِهِ أَدْلي زِيرٍ. والعِناسُ: الْمِرْآةُ. والعُنُس: الْمَرَايَا؛ وأَنشد الأَصمعي:
حَتَّى رَأَى الشَّيْبَة فِي العِناسِ، ... وعادمَ الجُلاحبِ العَوَّاسِ
وعُنَيِّس: اسْمُ رَمْل مَعْرُوفٌ؛ وَقَالَ الرَّاعِي:
وأَعْرَضَ رَمْلٌ مِنْ عُنَيِّس، تَرْتَعِي ... نِعاجُ المَلا، عُوذاً بِهِ ومَتالِيا
أَراد: تَرْتَعِي بِهِ نعاجُ الْمَلَا أَي بَقَرُ الْوَحْشِ. عُوذًا: وضَعَتْ حَدِيثاً، ومَتَاليَ: يَتْلُوهَا أَولادها. وَالْمَلَا: مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرض، ونَصَب عُوذاً على الحال.
عنبس: العَنْبَس: مِنْ أَسماء الأَسد، إِذا نَعَتَّه قُلْتَ عَنْبَس وعُنابِس، وإِذا خَصَصْتَهُ بِاسْمٍ قُلْتَ عَنْبَسَة كَمَا يُقَالُ أُسامة وسَاعدة. أَبو عُبَيْدٍ: العَنْبَس الأَسَد

(6/150)


لأَنه عَبُوس. أَبو عَمْرٍو: العَنبَسُ «5» الأَمة الرَّعْناء. ابْنُ الأَعرابي: تَعَنْبَس الرَّجُلُ إِذا ذلَّ بِخِدْمَةٍ أَو غَيْرِهَا، وعَنْبَس إِذا خرَج، وسُمِّي الرَّجُلُ العَنْبَس بَاسِمِ الأَسَد، وَهُوَ فَنْعَلٌ مِنَ العُبُوس. والعَنابِس مِنْ قُرَيْش: أَولادُ أُمَيَّة بنِ عَبْدِ شَمْسٍ الأَكبر وَهُمْ سِتَّةٌ: حَرْبٌ وأَبو حَرْبٍ وسُفْيان وأَبو سُفيان وعَمرو وأَبو عَمْرٍو وسُمُّوا بالأَسد وَالْبَاقُونَ يُقَالُ لهم الأَعْياصُ.
عنفس: رجُل عِنْفِس: قَصِيرٌ لئيم؛ عن كراع.
عنقس: الأَزهري: العَنْقَس مِنَ النِّسَاءِ الطَّوِيلَةُ المُعْرِقة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ:
حَتَّى رُمِيت بِمِزاقٍ عَنْقَسِ، ... تَأْكلُ نِصفَ المُدِّ لَمْ تَلَبَّقِ
ابْنُ دُرَيْدٍ: العَنْقَس الدَّاهي الخَبيث.
عوس: العَوْس والعَوَسان: الطَّوْف بِاللَّيْلِ. عاسَ عَوْساً وعَوَساناً: طَافَ بِاللَّيْلِ. والذئبُ يَعُوس: يطلُب شَيْئًا يأْكله. وَعَاسَ الذئبُ: اعْتَسَّ. وعاسَ الشيءَ يَعُوسُه: وَصَفَه؛ قَالَ:
فعُسْهم أَبا حسَّان، مَا أَنت عائِسُ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَا، هُنَا، زَائِدَةٌ كأَنه قَالَ: عُسْهم أَبا حَسَّانَ أَنت عَائِسٌ أَي فأَنت عائِس. وَرَجُلٌ أَعْوَسُ: وصَّاف. قَالَ الأَزهري: قَالَ اللَّيْثَ الأَعوس الصَّيْقل، ثُمَّ قَالَ: قَالَ وَيُقَالُ لِكُلِّ وَصَّاف لِشَيْءٍ هُوَ أَعْوَسُ وصَّاف؛ قَالَ جَرِيرٌ يَصِفُ السُّيُوفَ:
تَجْلُوا السُّيُوفَ وغيرُكم يَعْصى بِهَا، ... يَا ابْنَ القُيُون، وَذَاكَ فِعْلُ الأَعْوَسِ
قَالَ الأَزهري: رابَني مَا قَالَهُ فِي الأَعْوَسِ وَتَفْسِيرُهُ وإِبداله قَافِيَةَ هَذَا الْبَيْتِ بِغَيْرِهَا، وَالرِّوَايَةُ: وَذَاكَ فِعْلُ الصَّيْقَلِ، وَالْقَصِيدَةُ لِجَرِير مَعْرُوفَةٌ وَهِيَ لَامِيَّةٌ طَوِيلَةٌ، قَالَ: وَقَوْلُهُ الأَعْوَس الصَّيْقَل لَيْسَ بِصَحِيحٍ عِنْدِي، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَعْوَسُ الصَيْقَل. وعاسَ مالَه عَوْساً وعِيَاسة وساسَة سِياسَة: أَحسن القِيام عَلَيْهِ. وَفِي الْمَثَلِ «6» : لَا يَعْدَمُ عائِسٌ وَصْلاتٍ؛ يُضرَب لِلرَّجُلِ يُرْمِل مِنَ الْمَالِ وَالزَّادِ فيلقَى الرجلَ فيَنال مِنْهُ الشيءَ ثُمَّ الْآخَرَ حَتَّى يَبْلُغ أَهله. وَيُقَالُ: هُوَ عائِس مالٍ. وَيُقَالُ: هُوَ يَعُوس عِياله ويَعُولهم أَي يَقُوتهم؛ وأَنشد:
خَلَّى يَتامَى كَانَ يُحْسِنُ عَوْسَهم، ... ويَقُوتُهم فِي كلِّ عامٍ جاحِدِ
وَيُقَالُ: إِنه لَسائِس مالٍ وعائِس مَالٍ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وعاسَ عَلَى عِيَالِهِ يَعُوس عَوْساً إِذا كَدَّ وكَدَح عَلَيْهِمْ. والعُواسَة: الشَّربة مِنَ اللَّبَن وَغَيْرِهِ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَوَكَ: عُسْ مَعاشَك وعُكْ معاشَك مَعاساً ومَعاكاً، والعَوْس: إِصلاح الْمَعِيشَةِ. عاسَ فُلَانٌ مَعاشه عَوْساً ورَقَّحَهُ وَاحِدٌ. والعَواساءُ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ: الْحَامِلُ مِنَ الْخَنَافِسِ؛ قَالَ:
بِكْراً عَواساءَ تَفاسَى مُقْرِبا
__________
(5) . قوله [أَبو عَمْرٍو: الْعَنْبَسُ الأَمة إلخ] عبارة شرح القاموس في هذه المادة: وأَورد صاحب اللسان هنا العنبس الأَمة الرعناء عن أَبي عمرو، وكذلك تَعَنْبَسَ الرَّجُلُ إِذَا ذَلَّ بخدمة أَو غيرها، قلت: والصواب أنهما البعنس وبعنس، بتقديم الموحدة، وقد ذكر في محله فليتنبه لذلك.
(6) . قوله [وفي المثل إلخ] أَورده الميدانيّ في أَمثاله: لا يعدم عائش وصلات، بالشين، وَقَالَ فِي تَفْسِيرِهِ: أَيْ ما دام للمرء أجل فهو لا يعدم ما يتوصل به، يضرب للرجل إلى آخر ما هنا.

(6/151)


أَي دَنَا أَن تَضَعَ. والعَوَس: دُخُولُ الخَدَّين حَتَّى يَكُونَ فِيهِمَا كالهَزْمتين، وأَكثر مَا يَكُونُ ذَلِكَ عِنْدَ الضحِك. رَجُلٌ أَعْوَس إِذا كَانَ كَذَلِكَ، وامرأَة عَوْساء، والعَوَسُ الْمَصْدَرُ مِنْهُ. والعُوسُ: الْكِبَاشُ البِيض؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العُوس، بِالضَّمِّ، ضَرْبٌ مِنَ الْغَنَمِ، يُقَالُ: كَبْشٌ عُوسِيّ.
عيس: العَيْسُ: مَاءُ الفَحْل؛ قَالَ طَرَفَةُ:
سأَحْلُب عَيْساً صَحْن سُمّ
قَالَ: والعَيْس يَقْتُلُ لأَنه أَخبث السُّم؛ قَالَ شِمْرٌ: وأَنشدنيه ابْنُ الأَعرابي: سأَحلب عَنْسًا، بِالنُّونِ، وَقِيلَ: العَيْس ضِراب الْفَحْلِ. عَاسَ الفحلُ الناقةَ يَعِيسُها عَيْساً: ضَرَبها. والعِيَس والعِيسَة: بَيَاضٌ يُخالِطُه شَيْءٌ مِنْ شُقْرة، وَقِيلَ: هُوَ لَوْنٌ أَبيضُ مُشْرَب صَفاءً فِي ظُلمة خفِية، وَهِيَ فُعْلَة، عَلَى قِيَاسِ الصُّهبة والكُمْتة لأَنه لَيْسَ فِي الأَلوان فِعْلَة، وإِنما كُسِرت لِتَصِحَّ الْيَاءُ كَبَيْضٍ. وجَمل أَعْيَس وَنَاقَةٌ عَيْساء وظَبْيٌ أَعْيَس: فِيهِ أُدْمَة، وَكَذَلِكَ الثَّور؛ قَالَ:
وعانَقَ الظِّلَّ الشَّبُوبُ الأَعْيَسُ
وَقِيلَ: العِيس الإِبل تَضْرِبُ إِلى الصُّفرة؛ رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي وَحْدَهُ. وَفِي حَدِيثِ
طَهْفَةَ: تَرْتَمِي بِنَا العِيس
؛ هِيَ الإِبل الْبِيضُ مَعَ شُقرة يَسِيرَةٍ، وَاحِدُهَا أَعْيَس وعَيْساء؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
سَوادِ بنِ قَارِبٍ:
وشدَّها العِيسُ بأَحْلاسِها
ورجُل أَعْيَس الشَّعَر: أَبيضه. ورَسْم أَعْيَس: أَبيض. والعَيْساء: الجَرادَة الأُنثى. وعَيْساء: اسْمُ جَدَّةِ غَسَّان السَّلِيطي؛ قَالَ جَرِيرٌ:
أَساعِية عَيْساء، والضَّأْن حُفَّلٌ، ... كَمَا حاولَتْ عَيساء أَمْ مَا عَذِيرُها؟
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العِيس، بِالْكَسْرِ، جَمْعُ أَعْيَس. وعَيْساء: الإِبلُ البِيض يُخالِطُ بياضَها شَيْءٌ مِنَ الشُّقرة، وَاحِدُهَا أَعْيَس، والأُنثى عَيْساء بَيِّنا العِيس. قَالَ الأَصمعي: إِذا خَالَطَ بَيَاضَ الشعَر شُقْرة فَهُوَ أَعْيَس؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
أَقول لِخارِبَيْ هَمْدان لمَّا ... أَثارَا صِرْمةً حُمراً وعِيسَا
أَي بِيضًا. وَيُقَالُ: هِيَ كَرَائِمُ الإِبل. وعِيسَى: اسْمُ الْمَسِيحِ، صَلَوَاتُ اللَّه عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: عِيسَى فِعْلَى، وَلَيْسَتْ أَلفه للتأْنِيث إِنما هُوَ أَعجمي وَلَوْ كَانَتْ للتأْنيث لَمْ يَنْصَرِفْ فِي النَّكِرَةِ وَهُوَ يَنْصَرِفُ فِيهَا، قَالَ: أَخبرني بِذَلِكَ مَنْ أَثِق بِهِ، يَعْنِي بصَرْفِه فِي النَّكِرَةِ، وَالنَّسَبُ إِليه عِيْسِيٌّ، هَذَا قَوْلُ ابْنِ سِيدَهْ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: عِيسى اسْمٌ عِبْرانيّ أَو سُرياني، وَالْجَمْعُ العِيسَوْن، بِفَتْحِ السِّينِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: العِيسُون، بِضَمِّ السِّينِ، لأَن الْيَاءَ زَائِدَةٌ «1» ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَتَقُولُ مَرَرْتُ بالعِيسَيْنَ ورأَيت العِيسَيْنَ، قَالَ: وأَجاز الْكُوفِيُّونَ ضَمَّ السِّينَ قَبْلَ الْوَاوِ وَكَسْرَهَا قَبْلَ الْيَاءِ، وَلَمْ يُجِزْهُ البَصريون وَقَالُوا: لأَن الأَلف لَمَّا سَقَطَتْ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ وجَب أَن تَبْقَى السِّينُ مَفْتُوحَةً عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ، سَوَاءٌ كَانَتِ الأَلف أَصلية أَو غَيْرَ أَصلية، وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَفْرق بَيْنَهُمَا وَيَفْتَحُ فِي الأَصلية فيقول
__________
(1) . قوله [لأَن الياء زائدة] أطلق عليها ياء باعتبار أنها تقلب ياء عند الإِمالة، وكذا يقال فيما بعده.

(6/152)


مُعْطَوْنَ، وَيَضُمُّ فِي غَيْرِ الأَصلية فَيَقُولُ عِيسُون، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي مُوسَى، والنسبةُ إِليهما عِيسَويّ ومُوسَويّ، بِقَلْبِ الْيَاءِ وَاوًا، كَمَا قُلْتَ فِي مَرْمًى مَرْمَوِيّ، وإِن شِئْتَ حَذَفْتَ الْيَاءَ فَقُلْتَ عِيسِيّ وموسِيّ، بِكَسْرِ السِّينِ، كَمَا قُلْتَ مَرْميّ ومَلْهيّ؛ قَالَ الأَزهري: كأَن أَصل الْحَرْفِ مِنَ العَيَس، قَالَ: وإِذا اسْتَعْمَلْتَ الْفِعْلَ مِنْهُ قُلْتَ عَيِس يَعْيَس أَو عَاسَ يَعِيس، قَالَ: وعِيسى شبه قِعْلى، قَالَ الزَّجَّاجُ: عِيسَى اسْمٌ عَجَمِيّ عُدِلَ عَنْ لَفْظِ الأَعجمية إِلى هَذَا الْبِنَاءِ وَهُوَ غَيْرُ مَصْرُوفٍ فِي الْمَعْرِفَةِ لِاجْتِمَاعِ العُجمة وَالتَّعْرِيفِ فيه، ومَنال اشْتِقَاقِهِ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ أَن عِيسَى فِعْلى فالأَلف تصلُح أَن تَكُونَ للتأْنيث فَلَا يَنْصَرِفُ فِي مَعْرِفَةٍ وَلَا نَكِرَةٍ، وَيَكُونُ اشْتِقَاقُهُ مِنْ شَيْئَيْنِ: أَحدهما العَيَس، وَالْآخَرُ مِنَ العَوْس، وَهُوَ السِّياسة، فَانْقَلَبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، فأَما اسْمُ نَبِيِّ اللَّه فَمَعْدُولٌ عَنْ إِيسُوع، كَذَا يَقُولُ أَهل السُّرْيَانِيَّةِ، قَالَ الْكِسَائِيُّ: وإِذا نَسَبْتَ إِلى مُوسَى وعيسى وما أَشبهها مِمَّا فِيهِ الْيَاءُ زَائِدَةً قُلْتَ مُوسِيّ وَعِيسِيٌّ، بِكَسْرِ السِّينِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَعْيَس الزرعُ إِعْياساً إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهِ رَطْبٌ، وأَخْلَس إِذا كَانَ فِيهِ رَطْب ويابِس.