لسان العرب فصل النون
نأش: التناؤُشُ، بِالْهَمْزِ: التأَخُّرُ والتباعدُ. ابْنُ سِيدَهْ:
نَأَشَ الشيءَ أَخَّرَه وانْتَأَشَ هُوَ تأَخَّرَ وتَباعدَ.
والنَّئِيشُ: الحركةُ فِي إِبْطاء. وَجَاءَ نَئِيشاً أَي بَطِيئاً؛.
أَنشد يَعْقُوبُ لنَهْشل بْنِ حَرِّيٍّ:
ومَوْلًى عَصانِي واستبَدَّ برَأْيِه، ... كَمَا لَمْ يُطَعْ فِيمَا
أَشارَ قَصِيرُ
فَلَمَّا رَأَى مَا غَبَّ أَمْرِي وأَمْرَه، ... وناءَتْ بأَعْجازِ
الأُمورِ صُدورُ،
تَمَنَّى نَئِيشاً أَن يكونَ أَطاعني، ... ويَحْدُث مِن بَعْدِ
الأُمورِ أُمُورُ
قَوْلُهُ تَمَنَّى نَئِيشًا أَي تَمَنَّى فِي الأَخير وَبَعْدَ الفَوْت
أَن لَوْ أَطاعني، وَقَدْ حَدَثَتْ أُمورٌ لَا يُسْتَدْرك بِهَا مَا
فَاتَ، أَي أَطاعني فِي وَقْتٍ لَا تَنْفَعُهُ فِيهِ الطَّاعَةُ.
وَيُقَالُ: فَعَلَه نَئِيشاً أَي أَخيراً، واتَّبَعَه نَئِيشاً إِذا
تأَخر عَنْهُ ثُمَّ اتَّبَعَه عَلَى عجَلةٍ شَفَقةَ أَن يَفُوتَه.
والنَّئِيشُ أَيضاً: البعيدُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والتناؤُشُ: الأَخذُ مِنْ
بُعْد، مَهْمُوزٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ قَالَ: فإِن كَانَ عَنْ قُرْب فَهُوَ
التَّناوُشُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ:
وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ؛ قُرِئَ بِالْهَمْزِ وَغَيْرِ الْهَمْزِ،
وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَنْ هَمَز فَعَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن
يَكُونَ مِنَ النِّئِيش الَّذِي هُوَ الْحَرَكَةُ فِي إِبطاء، والآخَر
أَن يَكُونَ مِنَ النَّوْش الَّذِي هُوَ التَّناوُلُ، فأَبدل مِنَ
الْوَاوِ هَمْزَةً لِمَكَانِ الضَّمَّةِ. التَّهْذِيبُ: وَيَجُوزُ همزُ
التَّناوُش وَهِيَ مِنْ نَشَتَ لِانْضِمَامِ الْوَاوِ مِثْلُ قَوْلِهِ:
وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمَعْنَى
الْآيَةِ أَنهم تناوَلُوا الشَّيْءَ مِنْ بُعْد وَقَدْ كَانَ تناوُلُه
مِنْهُمْ قَرِيبًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، فآمَنُوا حَيْثُ لَا
يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهم لأَنه لَا يَنْفع نَفْسًا إِيمانُها فِي
الْآخِرَةِ، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ النَّأْشِ، وَهُوَ
الطلبُ، أَي كَيْفَ يطلُبون مَا بَعُد وفاتَ بَعْدَ أَن كَانَ قَرِيبًا
مُمْكِنًا؟ والأَول
(6/349)
هُوَ الْوَجْهُ. وَقَدْ نَأَشْتُ الأَمرَ
أَنْأَشُه نَأْشاً: أَخَّرْته فانْتَأَشَ. ونَأَشَ الشيءَ يَنْأَشُه
نَأْشاً: باعَدَه. ونَأَشَه يَنْأَشُه: أَخَذَه فِي بطْش. ونَأَشَه
اللَّهُ نَأْشاً كنَعَشه أَي أَحْياه وَرَفَعَهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ:
والسابقُ إِليّ أَنه بَدَلٌ. وانْتَأَشَه اللَّه أَي انْتَزعه.
نبش: نَبَشَ الشَّيْءَ يَنْبُشُه نَبْشاً: اسْتَخْرَجَهُ بَعْدَ
الدَّفْن، ونَبْشُ الْمَوْتَى: استخراجُهم، والنبَّاشُ: الفاعلُ
لِذَلِكَ، وحِرْفَتُه النِّباشةُ. والنَّبْشُ: نَبْشُك عَنِ الْمَيِّتِ
وَعَنْ كُلِّ دَفِين. ونَبَشْتُ البقلَ والميّتَ أَنْبُشُ، بِالضَّمِّ،
نَبْشاً. والأُنْبُوشُ، بِغَيْرِ هَاءٍ: مَا نُبِشَ؛ عَنِ
اللِّحْيَانِيِّ. والأُنْبُوشُ والأُنْبُوشةُ: الشجرةُ يَقْتَلِعها
بِعُرُوقِهَا وأُصولها، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ النَّبَاتِ. وأَنابِيشُ
العُنْصُلِ: أُصولُه تَحْتَ الأَرض، وَاحِدَتُهَا أُنْبُوشةٌ.
والأُنْبُوشُ: أَصلْ الْبَقْلِ المَنْبُوش، وَالْجَمْعُ الأَنابِيشُ؛
قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
كأَن سِباعاً فِيهِ غَرْقى غُدَيّةً ... بأَرْجائِه القُصْوى،
أَنابِيشُ عُنْصُلِ
أَبو الْهَيْثَمِ: واحدُ الأَنابيش أُنْبُوش وأُنْبُوشةٌ وَهُوَ مَا
نَبَشَه المطرُ، قَالَ: وإِنما شبَّه غَرْقى السِّبَاعِ بالأَنابِيش
لأَن الشيءَ الْعَظِيمَ يُرَى صَغِيرًا مِنْ بَعِيدٍ، أَلا تَرَاهُ
قَالَ بأَرْجائِه القُصْوى أَي البُعْدَى؟ شَبَّهَهَا بَعْد ذُبُولها
ويُبْسها بِهَا. والأُنْبُوشُ أَيضاً: البُسْر الْمَطْعُونُ فِيهِ
بالشَّوك حَتَّى يَنضَج. والنِّبْش: شَجَرٌ يُشْبِهُ ورقُه ورقَ
الصنَوْبر وَهُوَ أَصغر مِنْ شَجَرِ الصَّنَوْبَرِ وأَشدّ اجْتِمَاعًا،
لَهُ خَشَبٌ أَحمر تُعْمل مِنْهُ مَخاصِرُ النَّجائب «3» وعكاكيزُ يَا
لَها مِنْ عكاكيزَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا كُلُّهُ عَنْ أَبي
حَنِيفَةَ. التَّهْذِيبُ: قَالَ أَبو تُرَابٍ سَمِعْتُ السُّلَمي
يَقُولُ: نَبَّشَ الرجلُ فِي الأَمر وفَنَّشَ إِذا اسْتَرْخَى فِيهِ؛
وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ:
إِن كُنْتَ غيرَ صائِدي فنَبِّشِ
قَالَ: وَيُرْوَى فبَنِّشِ أَي اقْعُدْ. ونُبْشة ونُبَاشة ونابِشٌ:
أَسماء. ونُبَيْشة، عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ: أَحدُ فُرْسانِهم
المذكورين.
نتش: النَّتَشُ: البياضُ الَّذِي يَظْهَرُ فِي أَصل الظُّفْرِ.
والنَّتْشُ: النَّتْف لِلَّحْمِ وَنَحْوِهِ. والمِنْتَاش: المِنْقاش.
اللَّيْثُ: النَّتْشُ: إِخراجُ الشَّوْكِ بالمِنْتاش وَهُوَ المِنْقاش
الَّذِي يُنْتف بِهِ الشعرُ، قَالَ: والنَّتْش جذبُ اللَّحْمِ
وَنَحْوُهُ قَرْصاً ونَهْشاً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْعَرَبُ
تَقُولُ للمِنْقاش مِنْتاخٌ ومِنْتاشٌ. ونتَشْتُ الشَّيْءَ بالمِنْتاشِ
أَي اسْتَخْرَجْتُهُ. وأَنْتَشَ النباتُ، وَذَلِكَ حين يخرج رؤوسه مِنَ
الأَرض قَبْلَ أَن يُعْرق، ونَتَشُه: مَا يَبْدُو مِنْهُ. وأَنْتَش
الحَبُّ: ابتلَّ فضَرب نَتَشَه فِي الأَرض بعد ما يَبْدُو مِنْهُ
أَوّلَ مَا يَنْبُتُ مِنْ أَسفل وَفَوْقَ، وَذَلِكَ النَّبَاتُ
النَّتَشُ. ونَتَشَ الجرادُ الأَرضَ يَنْتِشها نَتْشاً: أَكل نباتَها.
ونَتَشَ لأَهله يَنْتِش نَتْشاً: اكْتَسَبَ لَهُمْ واحْتال؛
اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ يكْدِشُ لِعِيَالِهِ ويَنْتِش ويَعْصِف
ويَصْرِف. الْفَرَّاءُ: النُّتَّاشُ النُّغَّاشُ والعَيَّارُون. وَفِي
حَدِيثِ
أَهل الْبَيْتِ: لَا يُحِبُّنا حامِلُ القِيْلةِ وَلَا النُّتَّاشُ
؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هُمُ النُّغَّاشُ وَالْعَيَّارُونَ، واحدُهم ناتِشٌ،
والنَّتْشُ والنَّتْف واحدٌ كأَنهم انتُتِفوا مِنْ جُمْلَةِ أَهل
الْخَيْرِ. وَمَا نَتَشَ مِنْهُ شَيْئًا يَنْتِشُ نَتْشاً أَي مَا
أَخذ. وَمَا
__________
(3) . قوله [النجائب] في شرح القاموس الجنائب.
(6/350)
أَخذ إِلا نَتْشاً أَي قَلِيلًا. ابْنُ
شُمَيْلٍ: نَتَشَ الرجلُ بِرِجْلِهِ الحجرَ أَو الشَّيْءَ إِذا
دَفَعَهُ بِرِجْلِهِ فَنَحَّاهُ نَتْشاً. ونَتَشَه بِالْعَصَا نَتَشات:
ضَرَبَهُ. ونُتَّاشُ النَّاسِ: رُذالُهم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي
الْحَدِيثِ:
جَاءَ فُلَانٌ فأَخذ خِيارَها، وَجَاءَ آخَرُ فأَخذ نُتَّاشَها
أَي شِرارَها.
نجش: نَجَشَ الحديثَ يَنْجُشُه نَجْشاً: أَذاعَه. ونَجَشَ الصيدَ وكلَّ
شَيْءٍ مَسْتُورٍ يَنْجُشُه نَجْشاً: اسْتَثَارَهُ وَاسْتَخْرَجَهُ.
والنَّجاشِيّ: المستخرجُ لِلشَّيْءِ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ، وَقَالَ
الأَخفش: هُوَ النَّجاشِيُّ والناجِشُ الَّذِي يُثِير الصيدَ ليمُرّ
عَلَى الصَّيَّادِ. والناجِشُ: الَّذِي يَحُوش الصَّيْدَ. وَفِي
حَدِيثِ
ابْنِ الْمُسَيَّبِ: لا تطلُع الشمسُ حَتَّى يَنْجُشَها ثَلَثُمِائَةٍ
وَسِتُّونَ ملَكاً
أَي يَسْتَثِيرها. التَّهْذِيبُ: النَّجاشِيُّ هُوَ الناجِشُ الَّذِي
يَنْجُش نَجْشاً فَيَسْتَخْرِجُهُ. شَمِرٌ: أَصلُ النَّجْشِ البحثُ
وَهُوَ اسْتِخْرَاجُ الشَّيْءِ. والنَّجْشُ: اسْتِثارةُ الشَّيْءِ؛
قَالَ رُؤْبَةُ:
والخُسْرُ قولُ الكَذِب المَنْجُوشِ
ابْنُ الأَعرابي: مَنْجُوشٌ مُفْتَعَلٌ مَكْذوب. ونَجشوا عَلَيْهِ
الصَّيْدَ كَمَا تَقُولُ حَاشُوا. وَرَجُلٌ نَجُوش ونجَّاش ومِنْجَشٌ
ومِنْجاشٌ، مُثِيرٌ لِلصَّيْدِ. والمِنْجَشُ والمِنْجاشُ: الوَقَّاعُ
فِي النَّاسِ. والنَّجْشُ والتَّناجُشُ: الزيادةُ فِي السِّلْعة أَو
المَهْرِ لِيُسْمَع بِذَلِكَ فيُزاد فِيهِ، وَقَدْ كُرِه، نَجَشَ
يَنْجُشُ نَجْشاً. وَفِي الْحَدِيثِ:
نَهى رسولُ اللَّه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّجْش
فِي الْبَيْعِ وَقَالَ: لَا تَناجَشُوا
، هُوَ تَفاعُل مِنَ النَّجْش؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ أَن يَزيدَ
الرجلُ ثمنَ السِّلعة وَهُوَ لَا يُرِيدُ شَرَاءَهَا، وَلَكِنْ
لِيَسْمَعَهُ غيرُه فيَزيد بِزِيَادَتِهِ، وَهُوَ الَّذِي يُرْوَى
فِيهِ عَنْ أَبي الأَوفى: الناجِشُ آكلُ رِباً خائنٌ. أَبو سَعِيدٍ:
فِي التَّناجُش شيءٌ آخرُ مُبَاحٌ وَهِيَ المرأَة الَّتِي تزوَّجت
وطُلِّقت مَرَّةً بَعْدَ أُخرى، أَو السِّلعةُ الَّتِي اشْتُرِيت
مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ ثُمَّ بِيعَتْ. ابْنُ شُمَيْلٍ: النَجْشُ أَن
تَمْدَحَ سِلعةَ غيرِك لِيَبِيعَهَا أَو تَذُمَّها لِئَلَّا تَنْفُق
عَنْهُ؛ رَوَاهُ ابْنُ أَبي الْخَطَّابِ. الْجَوْهَرِيُّ: النَّجْشُ
أَن تُزايدَ فِي الْبَيْعِ لِيَقَعَ غيرُك وَلَيْسَ مِنْ حَاجَتِكِ،
والأَصل فِيهِ تَنْفيرُ الْوَحْشِ مِنْ مَكَانٍ إِلى مَكَانٍ.
والنَّجْشُ: السَّوق الشَّدِيدُ. وَرَجُلٌ نَجَّاشٌ: سَوَّاقٌ؛ قَالَ:
فَمَا لَهَا، اللَّيلةَ، مِنْ إِنْفاشِ ... غيرَ السُّرَى وسائقٍ
نَّجَّاشِ
وَيُرْوَى: وَالسَّائِقِ النِّجَاشِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: النجَّاشُ
الَّذِي يَسُوقُ الرِّكابَ وَالدَّوَابَّ فِي السُّوق يَسْتَخْرِجُ مَا
عِنْدَهَا مِنَ السَّيْرِ. والنِّجَاشةُ: سرعةُ الْمَشْيِ، نَجَشَ
يَنْجُشُ نَجْشاً. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا أَعرف النِّجاشةَ فِي
الْمَشْيِ. ومَرَّ فُلَانٌ ينْجُش نَجْشاً أَي يُسْرع. وَفِي حَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: إِن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، لَقِيَه فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ وَهُوَ جُنُبٌ
قَالَ فانْتَجَشْتُ مِنْهُ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَدْ اختُلف فِي ضَبْطِهَا فرُوي بِالْجِيمِ
وَالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ مِنَ النَّجْش الإِسراعِ، ورُوِي فانْخَنَسْت
واخْتَنَسْت، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ، مِنَ
الخُنُوسِ التأَخُّرِ وَالِاخْتِفَاءُ. يُقَالُ: خَنَس وانخَنَس
واخْتَنَس. ونَجَشَ الإِبلَ يَنْجُشُها نجْشاً: جَمَعها بَعْدَ
تَفْرقة. والمِنْجاش: الخيطُ الَّذِي يَجْمَعُ بَيْنَ الأَدِيمَين
لَيْسَ بخَرْز جَيِّدٍ. والنَّجاشيّ والنِّجاشِيّ: كلمةٌ للحبَش تُسَمي
بِهَا مُلُوكَهَا: قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: هُو بالنَّبَطِيَّة
أَصْحَمَة أَي
(6/351)
عَطِيَّة. الْجَوْهَرِيُّ: النَّجَاشيّ،
بِالْفَتْحِ، اسْمُ مَلِكِ الْحَبَشَةِ وَوَرَدَ ذِكْرُهُ فِي
الْحَدِيثِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْيَاءُ
مُشَدَّدَةٌ، قَالَ: وقيل الصواب تخفيفها.
نحش: الأَزهري خَاصَّةً قَالَ: أَهمله اللَّيْثُ، قَالَ: وَقَالَ
شَمِرٌ فِيمَا قرأْت بِخَطِّهِ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ
الشِّظْفةُ والنَّحَاشةُ الْخُبْزُ الْمُحْتَرِقُ، وَكَذَلِكَ الجِلْفة
والقِرْقةُ.
نخش: نُخِشَ الرجلُ، فَهُوَ مَنْخُوشٌ إِذا هُزِل. وامرأَة مَنْخُوشةٌ:
لَا لَحْمَ عَلَيْهَا. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ الْجَعْفَرِيَّ
يَقُولُ نُخِشَ لَحْمُ الرَّجُلِ ونُخِسَ أَي قلَّ، قال: وقال غيره
نخَش، بفتح النون. وفي نوادر الْعَرَبِ: نَخَشَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذا
حَرَّكَهُ وَآذَاهُ. وَسَمِعْتُ نَخَشةَ الذئبِ أَي حِسَّه
وَحَرَكَتَهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي
الْعَارِمِ الْكِلَابِيِّ يَذْكُرُ خَبَرَهُ مَعَ الذِّئْبِ الَّذِي
رَمَاهُ فَقَتَلَهُ ثُمَّ اشْتَوَاهُ فأَكلَه: فَسَمِعْتُ نَخَشَتَه
وَنَظَرْتُ إِلى سَفِيفِ أُذنيه، وَلَمْ يُفسِّر سفيفَ أُذنيه. قَالَ
أَبو مَنْصُورٍ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ يَوْمَ الظَّعْن إِذا
ساقُوا حَمولَتَهم: أَلا وانخُشُوها نَخْشاً؛ مَعْنَاهُ حُثُّوها
وسُوقوها سَوْقًا شَدِيدًا. وَيُقَالُ: نَخَشَ البعيرَ بطرَف عَصاه
إِذا خَرَشه وساقَه. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ، رِضْوَانُ اللَّه عَلَيْهَا، أَنها قَالَتْ: كانَ لَنَا
جيرانٌ مِنَ الأَنصار، ونِعْم الجيرانُ كَانُوا يَمْنَحُونَنا شَيْئًا
مِنْ أَلبانهم وَشَيْئًا مِنْ شَعِيرٍ نَنْخُشُه
؛ قَالَ: قولُها نَنْخُشُه أَي نَقْشُرُه ونُنَحِّي عَنْهُ قُشورَه؛
وَمِنْهُ نُخِش الرجلُ إِذا هُزِل كأَن لحمَه أُخِذ عنه.
ندش: نَدَش عَنِ الشَّيْءِ يَنْدُشُ نَدْشاً: بحَثَ. والنَّدْشُ:
التَّناولُ الْقَلِيلُ. رَوَى أَبو تُرَابٍ عَنْ أَبي الْوَازِعِ:
نَدَفَ القُطن ونَدَشَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
فِي هَبَرات الكُرْسُفِ المَنْدُوشِ
نرش: نَرَشَ الشيءَ نرْشاً: تَناوَلَه بِيَدِهِ؛ حَكَاهُ ابْنُ
دُرَيْدٍ قَالَ: وَلَا أَحُقُّه.
نشش: نَشَّ الماءُ يَنِشُّ نَشًّا ونَشِيشاً ونَشَّشَ: صَوَّتَ عِنْدَ
الغلَيان أَو الصبِّ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَا سُمع لَهُ كَتِيت
كالنَّبِيذ وَمَا أَشبهه، وَقِيلَ: النَّشِيش أَولُ أَخْذِ الْعَصِيرِ
فِي الْغَلَيَانِ، والخَمرُ تَنِشُّ إِذا أَخذَت فِي الْغَلَيَانِ.
وَفِي الْحَدِيثِ:
إِذا نَشَّ فَلَا تَشرَبْ.
ونَشَّ اللحمُ نَشًّا ونَشِيشاً: سُمع لَهُ صَوْتٌ عَلَى المِقْلى أَو
فِي القِدْر. ونَشِيشُ اللحمِ: صوْتُه إِذا غَلَى. والقِدرُ تَنِشُّ
إِذا أَخذت تَغْلي. ونَشَّ الماءُ إِذا صبَبْته مِنْ صاخِرةٍ طَالَ
عهدُها بِالْمَاءِ. والنَّشِيشُ: صوْتُ الْمَاءِ وغيرِه إِذا غَلى.
وَفِي حَدِيثِ النَّبِيذِ:
إِذا نَشَّ فَلَا تَشْرَبْ
أَي إِذا غَلَى؛ يُقَالُ: نَشَّت الخمرُ تَنِشُّ نَشِيشاً؛ وَمِنْهُ
حَدِيثُ
الزُّهْرِيِّ: أَنه كرِه لِلْمُتَوَفَّى عَنْهَا زوجُها الدُّهْنَ
الَّذِي يُنَشُّ بالريْحان
أَي يُطيَّب بأَن يُغلى فِي الْقِدْرِ مَعَ الرَّيْحَانِ حَتَّى
يَنِشَّ. وسَبَخَةٌ نَشَّاشةٌ ونَشْناشةٌ: لَا يَجِفُّ ثَراها وَلَا
يَنْبُتُ مَرْعاها، وَقَدْ نَشَّت بالنَّزِّ تَنِشُّ. وسَبَخَةٌ
نَشَّاشةٌ: تَنِشُّ مِنَ النَّزّ، وَقِيلَ: سَبَخَةٌ نَشَّاشةٌ وَهُوَ
مَا يَظْهَرُ مِنْ مَاءِ السِّبَاخِ فيَنِشُّ فِيهَا حَتَّى يَعُودَ
مِلْحاً؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
الأَحنف: نَزَلْنا سَبَخَةً نَشَّاشةً
، يَعْنِي البَصْرة، أَي نَزَّازةً تَنِزٌّ بِالْمَاءِ لأَن السبَخَةَ
يَنِزُّ ماؤُها فيَنِشُّ وَيَعُودُ مِلْحاً، وَقِيلَ: النّشَّاشةُ
الَّتِي لَا يجِفُّ تُرْبُها وَلَا ينبُت مَرْعَاهَا. بَعْضُ
الكِلابيّين: أَشَّت الشَّجَّةُ ونَشَّت؛ قَالَ:
(6/352)
أَشَّت إِذا أَخذت تَحَلَّبُ، ونَشَّت إِذا
قطَرت، ونَشَّ الغَدِيرُ والحَوْضُ يَنِشُّ نَشّاً ونَشِيشاً: يَبِسَ
ماؤُهما ونَضَبَ، وَقِيلَ: نَشَّ الماءُ عَلَى وَجْهِ الأَرض نَشِفَ
وجفَّ، ونَشَّ الرُّطَبُ وذَوِيَ ذَهَبَ ماؤُه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
حَتَّى إِذا مَعْمَعانُ الصَّيْفِ هَبَّ لَهُ ... بأَجَّةٍ، نَشَّ
عَنْهَا الماءُ والرُّطَبُ
والنَّشُّ: وزنُ نَواة مِنْ ذَهَبٍ، وَقِيلَ: هُوَ وَزْنُ عِشْرِينَ
دِرْهَمًا، وَقِيلَ: وَزْنُ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ، وَقِيلَ: هُوَ رُبْعُ
أُوقيَّة والأُوقية أَربعون دِرْهَمًا. ونَشُّ الشَّيْءِ: نِصْفُه.
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يُصْدِق
امرأَةً مِنْ نِسَائِهِ أَكْثرَ مِنْ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّة
ونَشٍ
؛ الأُوقِيَّةُ أَربعون والنَّشُّ عِشْرُونَ فَيَكُونُ الجميعُ
خَمْسَمائة دِرْهَمٍ؛ قَالَ الأَزهري: وتصديقُه مَا رُوي عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سأَلت عَائِشَةُ، رَضِيَ اللَّه عَنْهَا:
كَمْ كَانَ صَداقُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
قَالَتْ: كَانَ صَداقُه اثنتَيْ عَشْرَةَ ونَشّاً، قَالَتْ: والنَّشُّ
نصفُ أُوقية.
ابْنُ الأَعرابي: النَّشُّ النِّصْفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وأَنشد:
مِنْ نِسوةٍ مُهورُهنَّ النَّشُ
الْجَوْهَرِيُّ: النَّشُّ عِشْرُونَ دِرْهَمًا وَهُوَ نِصْفُ أُوقية
لأَنهم يُسَمُّون الأَربعين دِرْهَمًا أُوقيةً، وَيُسَمُّونَ
الْعِشْرِينَ نَشّاً، وَيُسَمُّونَ الْخَمْسَةَ نَواةً. ونَشْنَشَ
الطائرُ رِيشَه بمِنْقارِه إِذا أَهْوى لَهُ إِهْواءً خَفِيفًا فنَتَف
مِنْهُ وطَيَّر بِهِ، وَقِيلَ: نتَفَه فأَلقاه؛ قَالَ:
رأَيتُ غُراباً واقِعاً فوقَ بانةٍ، ... يُنَشْنِشُ أَعلى رِيشِه
ويُطايِرهْ
وَكَذَلِكَ وضعْتُ لَهُ لَحْماً فنَشْنَشَ مِنْهُ إِذا أَكل بعَجَلة
وَسُرْعَةٍ؛ وَقَالَ أَبو الدَّرْدَاءِ لبَلْعَنْبر يَصِفُ حَيَّةً
نشَطَتْ فِرْسِنَ بَعِير:
فنَشْنَشَ إِحدى فِرْسِنَيْها بِنَشْطةٍ، ... رَغَتْ رَغْوَةً مِنْهَا،
وكادَتْ تُقَرْطِبُ
ونَشْنَشُوه: تَعْتَعُوه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه كَانَ يَنُشُّ النَّاسَ بَعْدَ
العِشاء بالدِّرَّة
أَي يَسُوقُهم إِلى بُيُوتِهِمْ. والنَّشُّ: السَّوْقُ الرَّفيق،
وَيُرْوَى بِالسِّينِ، وَهُوَ السَّوْق الشَّدِيدُ؛ قَالَ شَمِرٌ:
صَحَّ الشِّينُ عَنْ شُعْبَةَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ وَمَا أَراه إِلَّا
صَحِيحًا؛ وَكَانَ أَبو عُبَيْدٍ يَقُولُ: إِنما هُوَ يَنُسُّ أَو
يَنُوش. وَقَالَ شَمِرٌ: نَشْنَشَ الرجلُ الرجلَ إِذا دَفَعَهُ
وحَرَّكه. ونَشْنَش مَا فِي الوِعاء إِذا نَتَرَه وتناوَلَه؛ وأَنشد
ابْنُ الأَعرابي:
الأُقْحُوَانةُ إِذ يُثْنىَ بجانِبِها ... كالشَّيخ، نَشْنَشَ عَنْهُ
الفارِسُ السَّلَبا
وَقَالَ الْكُمَيْتُ:
فغادَرْتُها تَحْبُو عَقِيراً ونَشْنَشُوا ... حَقِيبَتها، بَيْنَ
التَّوَزُّع والنَّتْرِ
والنَّشْنَشَةُ: النَّفْض والنَّتْرُ. ونَشْنَشَ الشجرَ: أَخَذَ مِنْ
لِحائه. ونَشْنَشَ السَّلَب: أَخذه. ونَشَّشْت الْجِلْدَ إِذا أَسرعْت
سلْخَه وقطَعْته عَنِ اللَّحْمِ؛ قَالَ مُرَّةُ بْنُ مَحْكان:
أَمْطَيْتُ جازِرَها أَعْلى سَناسِنها، ... فَخِلْتُ جازِرَنا مِنْ
فوقِها قَتَبا
يُنَشْنِشُ الجِلْدَ عَنْهَا وَهْيَ بارِكةٌ، ... كَمَا يُنَشْنِشُ
كفَّا قاتِلٍ سَلَبا
أَمْطَيْتُه أَي أَمْكَنْتُه مِنْ مَطاها وَهُوَ ظَهْرُها أَي عَلا
عَلَيْهَا ليَنْتَزِع عَنْهَا جلْدَها لمَّا نُحِرَت. والسَّناسِنُ:
رؤُوسُ الفَقارِ، الواحدُ سِنْسِنٌ.
(6/353)
والقتَبُ: رَحْلُ الهَوْدج، وَيُرْوَى:
كفَّا فاتِلٍ سَلَبا، فالسَّلَبُ عَلَى هَذَا ضرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ
يُمَدُّ فَيَلِينُ بِذَلِكَ ثُمَّ يُفْتل مِنْهُ الحُزُم. وَرَجُلٌ
نَشْنَشِيُّ الذِّراعِ: خفيفُها رَحْبُها، وَقِيلَ: خَفِيفٌ فِي
عَمَلِهِ ومِرَاسِه؛ قَالَ:
فقامَ فَتًى نَشْنَشيُّ الذِّراع، ... فلَم يَتَلَبَّثْ وَلَمْ
يَهْمُمِ
وَغُلَامٌ نَشْنَشٌ: خفيفٌ فِي السَّفَرِ. ابْنُ الأَعرابي: النَّشُّ
السَوْق الرَّفِيقُ، والنَشُّ الخَلْط؛ وَمِنْهُ زَعْفرانٌ مَنْشُوش.
ورَوَى عبدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ
الفَأْرَةُ تَمُوت فِي السَّمْنِ الذائبِ أَو الدُّهْن، قَالَ: أَما
الدُّهن فيُنَشُّ ويُدَّهَنُ بِهِ إِن لَمْ تَقْذَرْه نفسُك؛ قلتُ:
لَيْسَ فِي نَفْسِكَ مِنْ أَن يأْثمَ إِذا نشَّ؟ قَالَ: لَا، قَالَ:
قلتُ فالسَّمْنُ يُنَشُّ ثُمَّ يؤْكل، قَالَ: لَيْسَ مَا يؤْكل بِهِ
كَهَيْئَةِ شيءٍ فِي الرأْس يُدَّهَنُ بِهِ، وَقَوْلُهُ يُنَشُّ
وَيُدَّهَنُ بِهِ إَن لَمْ تَقذَره نفسُك أَي يُخلط ويُداف. وَرَجُلٌ
نَشْناشٌ: وَهُوَ الكَمِيشةُ يَداه فِي عمَله. وَيُقَالُ: نَشْنَشَه
إِذا عَمِلَ عَملًا فأَسرع فِيهِ. والنَّشْنَشةُ: صَوْتُ حركةِ
الدُّرُوع والقرْطاسِ والثوبِ الْجَدِيدِ، والمَشْمَشةُ: تفريقُ
القُمَاش. والنِّشْنِشةُ: لغةٌ فِي الشِّنْشِنَةِ مَا كَانَتْ؛ قَالَ
الشَّاعِرُ:
بَاكَ حُيَيٌّ أُمَّه بَوكَ الفَرَسْ، ... نَشْنَشَها أَرْبعةً ثُمَّ
جَلَسْ
رأَيت فِي حَوَاشِي بَعْضِ الأُصول: البَوْكُ لِلْحِمَارِ والنَّيْك
للإِنسان. ونَشْنَشَ المرأَةَ ومَشْمَشها إِذا نكحَها. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، أَنه قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ فِي شيءٍ
شاوَرَه فِيهِ فأَعْجَبه كلامُه فَقَالَ: نِشْنِشةٌ أَعرِفُها مِنْ
أَخْشَن
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هَكَذَا حدَّثَ بِهِ سُفْيَانُ وأَما أَهل
الْعَرَبِيَّةِ فَيَقُولُونَ غيرَه، قَالَ الأَصمعي إِنما هُوَ:
شِنْشِنةٌ أَعْرِفُها مِنْ أَخْزَم
قَالَ: والنِّشْنِشةُ قَدْ تَكُونُ كالمُضْغة أَو كالقِطْعة تُقْطَعُ
مِنَ اللَّحْمِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: شِنْشِنة ونِشْنشة، قَالَ
ابْنُ الأَثير: نِشْنشةٌ مِنْ أَخْشَن أَي حجَرٌ مِنْ جَبَلٍ،
وَمَعْنَاهُ أَنه شبَّهه بأَبيه الْعَبَّاسِ فِي شَهامتِه ورأْيِه
وجُرْأَتِه عَلَى الْقَوْلِ، وَقِيلَ: أَراد أَن كَلِمَتَهُ مِنْهُ
حجرٌ مَنْ جَبَلٍ أَي أَن مِثْلَهَا يجيءُ مِنْ مِثْلِهِ، وَقَالَ
الْحَرْبِيُّ: أَراد شِنشِنةٌ أَي غَريزة وَطَبِيعَةً. ونَشْنَشَ
ونشَّ: ساقَ وطَرَدَ. والنَشْنَشةُ: كالخَشْخَشة؛ قَالَ:
للدِّرْع فَوْقَ مَنْكِبيه نَشْنَشَهْ
وَرَوَى الأَزهري عَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: الأَدْهان دُهْنانِ:
دُهْنٌ طيِّب مِثْلُ الْبانِ المَنْشُوشِ بالطِّيب، ودُهْنٌ لَيْسَ
بالطَّيِّب مِثْلُ سَلِيخة الْبان غَيْرُ مَنْشُوشٍ وَمِثْلُ
الشِّبْرِق. قَالَ الأَزهري: المَنْشوشُ المُرَبَّبُ بالطيْب إِذا
رُبِّب بالطِّيب فَهُوَ مَنْشُوش، والسَّلِيخةُ مَا اعْتُصر مِنْ ثمَر
الْبَانِ وَلَمْ يُرَبَّبْ بالطِّيب. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: النَّشّ
الخَلْط. ونَشَّةُ ونَشْناشٌ: اسْمَانِ. وأَبو النَّشْناش: كُنْيَةٌ؛
قَالَ:
ونائِية الأَرْجاءِ طامِية الصُّوى، ... خَدَتْ بأَبي النَّشْناشِ
فِيهَا ركائبُهْ
والنَّشْناشُ: مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد:
بِأَوْدِيَةِ النَّشْناشِ حَتَّى تتابَعَتْ ... رِهامُ الحَيا،
واعْتَمَّ بالزهَرِ البَقْلُ
نطش: النَطْشُ: شِدَّةُ جَبْلةِ الخَلْقِ. ورجلٌ نَطِيشُ جَبْلةِ
الظَّهْرِ: شديدُها. وقولُهم مَا بِهِ
(6/354)
نَطِيشٌ أَي مَا بِهِ حَراكٌ وقوَّة؛ قَالَ
رُؤْبَةُ:
بَعْدَ اعتمادِ الجَرَزِ النَّطِيشِ
وَفِي النَّوَادِرِ: مَا بِهِ نَطِيشٌ وَلَا حَويلٌ وَلَا حَبِيصٌ
وَلَا نَبِيصٌ أَي مَا بِهِ قُوَّةٌ. وعطْشان نَطْشان: إِتباع.
نعش: نَعَشَه اللَّهُ يَنْعَشُه نَعْشاً وأَنْعَشَه: رَفَعَه.
وانْتَعَشَ: ارْتَفَعَ. والانْتِعاشُ: رَفْعُ الرأْس. والنَّعْشُ:
سَريرُ الْمَيِّتِ مِنْهُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِارْتِفَاعِهِ، فإِذا
لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ مَيِّتٌ فَهُوَ سَرِيرٌ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير:
إِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ مَيِّتٌ مَحْمُولٌ فَهُوَ سَرِيرٌ.
والنَّعْشُ: شَبِيهٌ بالمِحَفَّة كَانَ يُحْمَل عَلَيْهَا المَلِكُ
إِذا مَرِض؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
أَلم تَرَ خَيْرَ الناسِ أَصْبَحَ نَعْشُه ... عَلَى فِتْيةٍ، قَدْ
جاوَزَ الحَيَّ سَائِرَا؟
ونَحْنُ لَدَيْه نسأَل اللَّه خُلْدَه، ... يُرَدُّ لَنَا مَلْكاً،
وللأَرض عامِرا
وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه لَيْسَ بِمَيِّتٍ، وَقِيلَ: هَذَا هُوَ
الأَصل ثُمَّ كَثُرَ فِي كَلَامِهِمْ حَتَّى سُمِّي سريرُ الْمَيِّتَ
نَعْشاً. وَمَيِّتٌ مَنْعُوشٌ: مَحْمُولٌ عَلَى النَعْش؛ قَالَ
الشَّاعِرُ:
أَمَحْمُولٌ عَلَى النَّعْشِ الهُمام؟
وَسُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى عَنْ قَوْلِ عَنْتَرَةَ:
يَتْبَعْن قُلَّةَ رأْسِه، وكأَنه ... حَرَجٌ عَلَى نَعْشٍ لهنَّ
مُخَيِّم
فحَكى عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: النَّعامُ مَنْخُوبُ الجَوف
لَا عَقل لَهُ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: إِنما وَصَفَ الرِّئالَ
أَنها تَتْبَعُ النعامةَ فَتَطْمَحُ بأَبصارها قُلَّة رأْسِها، وكأَن
قُلَّةَ رأْسها ميتٌ عَلَى سَرِيرٍ، قَالَ: وَالرِّوَايَةُ مخيِّم،
بِكَسْرِ الْيَاءِ؛ وَرَوَاهُ الباهِليّ:
وكأَنه زَوْجٌ عَلَى نَعْشٍ لَهُنَّ مخيَّم
بِفَتْحِ الْيَاءِ؛ قَالَ: وَهَذِهِ نَعَامٌ يُتْبَعْن. والمُخَيَّمُ:
الَّذِي جُعِل بِمَنْزِلَةِ الخَيْمة. والزَّوْجُ: النَّمطُ. وقُلَّةُ
رأْسه: أَعْلاهُ. يَتْبَعْن: يَعْنِي الرِّئالَ؛ قَالَ الأَزهري:
وَمَنْ رَوَاهُ حَرَجٌ عَلَى نَعْشٍ، فالحَرَجُ المَشْبَك الَّذِي
يُطْبَق عَلَى المرأَة إِذا وُضِعت عَلَى سَرِيرِ المَوْتى
وَتُسَمِّيهِ النَّاسُ النَّعْش، وإِنما النَّعْش السريرُ نفسُه،
سُمِّيَ حَرَجاً لأَنه مُشَبَّكٌ بعِيدان كأَنها حَرَجُ الهَوْدَج.
قَالَ: وَيَقُولُونَ النَّعْش الْمَيِّتُ والنَّعْش السَّرِيرُ.
وبَناتُ نَعْشٍ: سبعةُ كَواكبَ: أَربعة مِنْهَا نَعْش لأَنها مُربّعة،
وثلاثةٌ بَناتُ نَعْشٍ؛ الواحدُ ابنُ نَعْشٍ لأَن الْكَوْكَبَ
مُذَكَّرٌ فَيُذكِّرونه عَلَى تَذْكِيرِهِ، وإِذا قَالُوا ثَلَاثٌ أَوْ
أَربع ذَهَبُوا إِلى الْبَنَاتِ، وَكَذَلِكَ بَناتُ نَعْشٍ الصُّغْرى،
وَاتَّفَقَ سِيبَوَيْهِ وَالْفَرَّاءُ عَلَى تَرْكِ صرْف نعْش
لِلْمَعْرِفَةِ والتأْنيث، وَقِيلَ: شُبِّهَتْ بحَمَلة النَّعْشِ فِي
تَرْبيعها؛ وَجَاءَ فِي الشِّعْرِ بَنُو نَعْش، أَنشد سِيبَوَيْهِ
لِلنَّابِغَةِ الجَعْديّ:
وصَهْباء لَا يَخْفى القَذى وَهِيَ دُونَه، ... تُصَفَّقُ فِي
رَاوُوقِها ثُمَّ تُقْطَبُ
تمَزَّزْتُها، والدِّيكُ يَدْعُو صَباحَهُ، ... إِذا مَا بَنُو نَعْشٍ
دَنَوْا فتَصَوَّبُوا
الصَّهْباءُ: الخَمْرُ. وَقَوْلُهُ لَا يَخْفى القَذى وَهِيَ دُونَهُ
أَي لَا تَسْترُهُ إِذا وقَعَ فِيهَا لِكَوْنِهَا صَافِيَةً فالقَذى
يُرى فِيهَا إِذا وَقَعَ. وَقَوْلُهُ: وَهِيَ دُونَهُ يُرِيدُ أَن
القَذى إِذا حَصَلَ فِي أَسفل الإِناء رَآهُ الرَّائِي فِي الْمَوْضِعِ
الَّذِي فَوْقَه الخمرُ والخمرُ أَقْربُ إِلى الرَّائِي مِنَ الْقَذَى،
يُرِيدُ أَنها يُرى مَا وَرَاءَهَا. وتُصَفَّق:
(6/355)
تُدارُ مِنْ إِناء إِلى إِناء. وَقَوْلُهُ:
تمزَّزْتُها أَي شَرِبْتها قَلِيلًا قَلِيلًا. وتُقْطَب: تُمْزَج
بِالْمَاءِ؛ قَالَ الأَزهري: وَلِلشَّاعِرِ إِذا اضْطَرَّ أَن يَقُولَ
بَنُو نَعْش كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ، وأَنشد الْبَيْتَ، ووجْهُ الكلامِ
بَناتُ نَعْشٍ كَمَا قَالُوا بَناتُ آوَى وبناتُ عُرْس، والواحدُ
مِنْهَا ابنُ عُرْس وَابْنُ مِقْرَض «4» ، يُؤَنِّثُونَ جمْعَ مَا
خَلَا الْآدَمِيِّينَ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ:
تَؤُمُّ النَّواعِشَ والفَرْقَدَين، ... تَنْصِبُ للقَصْد مِنْهَا
الجَبينا
فإِنه يُرِيدُ بَنَاتَ نَعْش إِلا أَنه جَمَعَ الْمُضَافَ كَمَا أَنه
جُمِع سامُّ أَبْرَصَ الأَبارِصَ، فإِن قُلْتَ: فَكَيْفَ كَسَّر
فَعْلًا عَلَى فَواعِلَ وَلَيْسَ مِنْ بَابِهِ؟ قِيلَ: جَازَ ذَلِكَ
مِنْ حَيْثُ كَانَ نَعْشٌ فِي الأَصل مَصْدَرَ نَعَشَه نَعْشاً،
والمَصْدرُ إِذا كَانَ فَعْلًا فَقَدْ يُكسَّر عَلَى مَا يكسَّر
عَلَيْهِ فاعِل، وَذَلِكَ لمُشابهَةِ الْمَصْدَرِ لِاسْمِ الْفَاعِلِ
مِنْ حَيْثُ جازَ وقُوعُ كلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا موقعَ صَاحِبِهِ،
كَقَوْلِهِ قُمْ قَائِمًا أَي قُمْ قِيَامًا، وَكَقَوْلِهِ
سُبْحَانَهُ: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً.
ونَعَشَ الإِنسان يَنْعَشُه نَعْشاً: تَدارَكَه مِنْ هَلَكةٍ. ونَعَشَه
اللَّهُ وأَنْعَشَه: سَدَّ فَقْرَه؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
أَنْعَشَني مِنْهُ بسَيْبٍ مُقْعَثِ
وَيُقَالُ: أَقْعَثَني وَقَدِ انْتَعَشَ هُوَ. وَقَالَ ابْنُ
السِّكِّيتِ: نَعَشَه اللَّهُ أَي رَفَعَه، وَلَا يُقَالُ أَنْعَشه
وَهُوَ مِنْ كَلَامِ العامَّة، وَفِي الصِّحَاحِ: لَا يُقَالُ
أَنْعَشَه اللَّه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
لَا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا مَا تَخَوَّنَه ... داعٍ يُنادِيه، باسْمِ
الماءِ، مَبْغُوم
وانْتَعَشَ العاثرُ إِذا نَهَض مِنْ عَثْرَتِه. ونَعَّشْتُ لَهُ:
قَلْتَ: لَهُ نَعَشَك اللَّهُ؛ قَالَ رُؤْبَةَ:
وإِنْ هَوى العاثرُ قُلْنا: دَعْدَعا ... لَهُ، وعالَيْنا بتَنْعِيشٍ
لَعَا
وَقَالَ شَمِرٌ: النَّعْشُ البقاءُ وَالِارْتِفَاعُ. يُقَالُ: نَعَشَه
اللَّه أَي رَفَعَه اللَّهُ وجَبَره. قَالَ: والنَّعْشُ مِنْ هَذَا
لأَنه مُرْتَفِعٌ عَلَى السَّرِيرِ. والنَّعْشُ: الرفْعُ. ونَعَشْت
فُلَانًا إِذا جَبَرته بَعْدَ فَقْر أَو رَفَعْته بَعْدَ عَثْرة.
قَالَ: والنَعْشُ إِذا ماتَ الرجلُ فَهُمْ يَنْعَشُونه أَي يذكُرونه
ويَرْفَعون ذِكْرَه. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: انْتَعِشْ نَعَشَك اللَّهُ
؛ مَعْنَاهُ ارْتَفِعْ رفَعَك اللَّه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: تَعِسَ
فَلَا انْتَعَش، وشِيكَ فَلَا انْتَقَش؛ فَلَا انْتَعَش أَي لَا
ارْتَفَع وَهُوَ دُعاء عَلَيْهِ. وَقَالَتْ
عَائِشَةَ فِي صِفَة أَبيها، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: فانْتاشَ
الدِّينَ بنَعْشِه إِيّاه
أَي تَدارَكَه بإِقامته إِياه مِنْ مَصْرَعِه، وَيُرْوَى:
فانْتاشَ الدِّينَ فَنَعَشَه
، بِالْفَاءِ عَلَى أَنه فِعْل وَفِي حَدِيثِ
جَابِرٍ: فانْطَلَقْنا بِهِ نَنْعَشُه
أَي نُنْهِضه ونُقَوّي جأْشَه. ونَعَشْت الشجرةَ إِذا كَانَتْ
مَائِلَةً فأَقَمْتها. والرَّبِيعُ يَنْعَشُ الناسَ: يُعيشُهم
ويُخْصِبهم؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
وأَنتَ رَبِيعٌ يَنْعَشُ الناسَ سَيْبُه، ... وسَيفٌ، أُعِيرَتْه
المَنِيّةُ، قاطعُ
نغش: النَغْشُ والانْتِغاشُ والنَّغَشانُ: تحرُّكُ الشَّيْءِ فِي
مَكَانِهِ. تَقُولُ: دارٌ تَنْتَغِشُ صِبْياناً ورأْس تَنْتَغِشُ
صِئْباناً؛ وأَنشد اللَّيْثُ لِبَعْضِهِمْ فِي صِفَةِ القُراد:
إِذا سَمِعَتْ وطْءَ الرِّكابِ تَنَغَّشَتْ ... حُشاشَتُها، فِي غَيْرِ
لَحْم وَلَا دَم
__________
(4) . قوله [وَالْوَاحِدُ مِنْهَا ابْنُ عِرْسٍ وابن مقرض] هكذا في
الأَصل بدون ذكر ابن آوى وبدون تقدم بنات مقرض.
(6/356)
وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ:
مَنْ يَاْتِيني بخبَرِ سعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ؟ قَالَ محمدُ بْنُ
سلَمةَ: فرَأَيتُه وسَطَ القَتْلى صَريعاً فنادَيْتُه فَلَمْ يُجِبْ،
فقُلْت: إِن رَسُولَ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
أَرْسَلَني إِليك، فَتَنَغَّشَ كَمَا تَتَنَغّشُ الطيرُ
أَي تحرَّك حَرَكَةً ضَعِيفَةً. وانْتَغَشَت الدارُ بأَهلها والرأْسُ
بالقَمْل وتَنَغَّشَ: ماجَ. والتَّنَغُّشُ: دخولُ الشَّيْءِ بَعْضِهِ
فِي بَعْضٍ كتداخُلِ الدَّبَى ونحوِه. أَبو سَعِيدٍ: سُقِي فلانٌ
فتَنَغَّشَ تَنَغُّشاً. ونَغَشَ إِذا تحرَّك بَعْدَ أَن كَانَ غُشِي
عَلَيْهِ، وانْتَغَشَ الدُّودُ. ابْنُ الأَعرابي: النُّغَاشِيّون هُمُ
القِصارُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه رأَى نُغاشِيّاً فسجَدَ شُكْراً للَّه تَعَالَى.
والنُّغَاشُ: القَصِيرُ. وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ:
أَنه مرَّ بِرَجُل نُغَاشٍ فَخَرّ ساجِداً ثُمَّ قَالَ: أَسْأَلُ
اللَّهَ العافيةَ
، وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى:
مَرَّ بِرَجُلٍ نُغاشِيٍ
؛ النُّغَاشُ والنُّغاشِيُّ: القصيرُ أَقْصَر مَا يَكُونُ، الضَّعِيفُ
الْحَرَكَةِ النَّاقِصُ الخَلْق. ونغَشَ الْمَاءُ إِذا رَكِبَه البعيرُ
فِي غَدِير وَنَحْوِهِ، واللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَعلم.
نفش: النَفَشُ: الصُّوفُ. والنَّفْشُ: مَدُّكَ الصُّوفَ حَتَّى
يَنْتَفِشَ بَعْضُهُ عَنْ بَعْضٍ، وعِهْنٌ مَنْفُوشٌ، والتَّنْفِيشُ
مثلُه. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه نَهَى عن كسْب الأَمَةِ إِلَّا مَا عَمِلَت بيدَيْها نَحْوَ
الخَبْزِ والغَزْل والنَفْشِ
؛ هُوَ نَدْفُ القُطْن والصُّوفِ، وإِنما نَهَى عَنْ كَسْبِ الإِماء
لأَنه كَانَتْ عَلَيْهِنَّ ضَرائِبُ فَلَمْ يَأْمَن أَن يكونَ
مِنْهُنَّ الفُجورُ، وَلِذَلِكَ جَاءَ فِي رِوَايَةٍ:
حَتَّى يُعْلم مِنْ أَيْنَ هُو.
ونَفَشَ الصوفَ وَغَيْرَهُ يَنْفُشه نَفْشاً إِذا مَدّه حَتَّى
يتجوَّف، وَقَدِ انْتَفَش. وأَرْنَبةٌ مُنْتَفِشةٌ ومُتَنَفِّشةٌ:
مُنبَسطة عَلَى الْوَجْهُ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: وإِن أَتاكَ مُنْتَفِش المَنْخِرَين
أَي وَاسِعَ مَنْخِرَي الأَنفِ وَهُوَ مِنَ التَّفْرِيقِ. وتَنَفَّشَ
الضِّبْعانُ والطائرُ إِذا رأَيته مُتَنَفّشَ الشعَر والرِّيشِ كأَنه
يَخاف أَو يُرْعَد، وأَمَةٌ مُتَنَفِّشةُ الشعرِ كَذَلِكَ. وكلُّ
شَيْءٍ تَرَاهُ مُنْتَبِراً رِخْوَ الجَوْفِ، فَهُوَ مُتَنَفِّشٌ
ومُنْتَفِشٌ. وانْتَفَشَت الهِرّةُ وتَنَفَّشَت أَي ازْبَأَرّتْ. وَفِي
حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه أَتى عَلَى غُلام يَبِيعُ
الرَّطْبةَ فَقَالَ: انفُشْها فإِنه أَحْسنُ لَهَا
أَي فَرِّق مَا اجْتَمَعَ مِنْهَا لتَحْسُنَ فِي عَيْنِ الْمُشْتَرِي.
والنَّفَشُ: المتاعُ المُتفرّق. ابْنُ السِّكِّيتِ: النَّفْشُ أَن
تَنْتَشِر الإِبلُ بِاللَّيْلِ فتَرْعَى، وَقَدْ أَنْفَشْتها إِذا
أَرْسَلْتها فِي اللَّيْلِ فتَرْعَى، بِلا راعٍ. وَهِيَ إِبل نُفّاشٌ.
وَيُقَالُ نَفَشَت الإِبل تَنْفُش وتَنفِشُ ونَفِشَت تَنفَش إِذا
تَفَرَّقَتْ فرَعَتْ بِاللَّيْلِ مِنْ غَيْرِ عِلْم رَاعِيهَا، والاسمُ
النفَشُ، وَلَا يَكُونُ النَّفَشُ إِلا بِاللَّيْلِ، والهَمَلُ يَكُونُ
لَيْلًا وَنَهَارًا. وَيُقَالُ: بَاتَتْ غنمُه نَفَشاً، وَهُوَ أَن
تَفَرّقَ فِي الْمَرْعَى مِنْ غَيْرِ عِلْمِ صَاحِبِهَا. وَفِي حَدِيثِ
عَبْدِ اللَّه بْنِ عَمْرٍو: الحَبّةُ فِي الجنّةِ مثلُ كَرِشِ
الْبَعِيرِ يَبِيتُ نافِشاً
أَي رَاعِيًا بِاللَّيْلِ. وَيُقَالُ: نَفَشَت السائمةُ تَنْفِش
وتَنْفُشُ نُفُوشاً إِذا رَعَت لَيْلًا بِلَا راعٍ، وهَمَلَتْ إِذا
رَعَتْ نَهَارًا. ونَفَشَت الإِبلُ وَالْغَنَمُ تَنْفُش وتَنْفِش
نَفَشاً ونُفُوشاً: انْتَشَرَتْ لَيْلًا فَرَعَتْ، وَلَا يَكُونُ
ذَلِكَ بِالنَّهَارِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ دخولَ الْغَنَمِ فِي
الزَّرْعِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ
؛ وإبل نَفَشٌ ونُفَّشٌ ونُفّاشٌ ونَوافِشُ. وأَنْفَشَها راعِيها:
أَرْسَلَها لَيْلًا تَرْعَى ونامَ عَنْهَا، وأَنْفشْتها أَنا إِذا
تَرَكْتُهَا تَرْعَى بِلَا
(6/357)
رَاعٍ؛ قَالَ:
اجْرِشْ لَهَا يَا ابنَ أَبي كِباشِ ... «1» ، فَمَا لَهَا اللَّيْلةَ
مِنْ إِنْفاشِ،
إِلا السُّرَى وسائقٍ نَجّاشِ
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: إِلَّا بِمَعْنَى غَيْرَ السُّرى كَقَوْلِهِ
عَزَّ وَجَلَّ: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا؛
أَراد لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ غَيْرُ اللَّه لَفَسَدَتَا،
فَسُبْحَانَ اللَّه وَقَدْ يَكُونُ النَفْش فِي جَمِيعِ الدَّوَابِّ
وأَكثرُ مَا يَكُونُ فِي الْغَنَمِ، فأَما مَا يَخُصُّ الإِبل فَعَشَتْ
عَشْواً، وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي طَالِبٍ أَنه قَالَ
قَوْلَهُمْ: إِن لَمْ يَكُنْ شَحْمٌ فنَفَشٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ
الأَعرابي: مَعْنَاهُ إِن لَمْ يَكُنْ فِعْلٌ فرِياءٌ.
نقش: النَّقْشُ النَّقّاشُ «2» ، نَقَشَه يَنْقُشُه نَقْشاً
وانْتَقَشَه: نَمْنَمَه، فَهُوَ مَنْقُوشٌ، ونَقَّشَه تَنْقِيشاً،
والنَقّاشُ صانِعُه، وحِرْفتُه النِّقَاشةُ، والمِنقاشُ الآلةُ الَّتِي
يُنْقَش بها؛ أَنشد ثعلب:
فوا حَزَنَا إِنّ الفِراقَ يَرُوعُني ... بِمِثْلِ مَناقِيشِ الحُلِيّ
قِصَارِ
قَالَ: يَعْنِي الغِرْبان. والنَّقْشُ: النتْفُ بالمِنْقاشِ، وَهُوَ
كالنَتْشِ سَوَاءٌ. والمَنْقُوشةُ: الشجّةُ الَّتِي تُنْقَشُ مِنْهَا
العظامُ أَي تُستخرج؛ قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ الغَنوِيّ يَقُولُ:
المُنَقِّشةُ المُنَقِّلةُ مِنَ الشِّجَاج الَّتِي تَنَقَّل مِنْهَا
العظامُ. ونَقَشَ الشوكةَ يَنْقُشُها نَقْشاً وانْتَقَشها: أَخرجها
مِنْ رِجْله. وَفِي حَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ: عَثَرَ فَلَا انْتَعَش، وشِيكَ فَلَا انْتَقَش
أَي إِذا دَخَلت فِيهِ شوكةٌ لَا أَخْرَجها مِنْ مَوْضِعِهَا، وَبِهِ
سُمِّي المِنْقاشُ الَّذِي يُنْقَشُ بِهِ وَقَالُوا: كأَن وجهَه نُقِشَ
بقَتادةٍ أَي خُدِشَ بِهَا، وَذَلِكَ فِي الْكَرَاهَةِ والعُبُوس
والغضَب. وناقَشَه الحسابَ مُناقشةً ونِقاشاً: اسْتَقْصَاهُ. وَفِي
الْحَدِيثِ:
مَنْ نُوقِشَ الحسابَ عُذّبَ
أَي مِنَ استُقْصِي فِي مُحاسبته وحُوقِق؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهَا: مَنْ نُوقِشَ الحسابَ فَقَدْ هَلَك.
وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَجْمَع اللَّهُ الأَوّلين والآخرين
لنِقاشِ الحساب
؛ وهو مَصْدَرٌ مِنْهُ. وأَصل المُناقَشة مِنْ نقَش الشَّوْكَةَ إِذا
اسْتَخْرَجَهَا مِنْ جِسْمِهِ، وَقَدْ نَقَشَها وانْتَقَشها. أَبو
عُبَيْدٍ: المُناقَشةُ الِاسْتِقْصَاءُ فِي الْحِسَابِ حَتَّى لَا
يُتْرَك مِنْهُ شَيْءٌ. وانْتَقَش مِنْهُ جميعَ حقِّه وتَنَقَّشه:
أَخذه فَلَمْ يدَع مِنْهُ شَيْئًا؛ قَالَ الْحَرِثُ بْنُ حِلِّزة
اليَشْكُرِيّ:
أَو نَقَشْتم، فالنَقْشُ يَجْشَمُه الناسُ، ... وَفِيهِ الصِّحاحُ
والإِبْراءُ «3»
يَقُولُ: لَوْ كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ محاسبةٌ عَرَفْتُمُ
الصِّحَّةَ والبَراءَة؛ قَالَ: وَلَا أَحسَب نَقْش الشوكةِ مِنَ
الرِّجْل إِلا مِنْ هَذَا، وَهُوَ استخراجُها حَتَّى لَا يُترك مِنْهَا
شَيْءٌ فِي الْجَسَدِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:
لَا تَنْقُشَنّ برِجْل غَيْرِكَ شَوكةً، ... فتَقي بِرجْلِك رِجْلَ
مَنْ قَدْ شاكَها
وَالْبَاءُ أُقيمت مُقام عَنْ؛ يَقُولُ: لَا تَنْقُشَنّ عَنْ رِجْل
غَيْرِكَ شَوْكًا فَتَجْعَلُهُ فِي رِجْلِكَ؛ قَالَ: وإِنما سمِّي
المِنْقاشُ مِنْقاشاً لأَنه يُنْقَشُ بِهِ أَي يُسْتخرج بِهِ الشوكُ.
والانْتِقاشُ: أَن تَنْتَقِشَ عَلَى فَصِّك أَي تسأَل النقّاشَ أَن
يَنْقُش عَلَى فَصِّك؛ وأَنشد لِرَجُلٍ نُدِب
__________
(1) . قوله [اجرش] كذا في الأَصل بهمزة الوصل وبشين آخره وهي رواية ابن
السكيت، قال في الصحاح: والرواة على خلافه، يعني أَجرس بهمزة القطع
وسين آخره.
(2) . قوله [النقش النقاش] كذا ضبط في الأَصل.
(3) . في معلقة الحرث بن حلِّزة: الإِسقام بدل الصحاح.
(6/358)
لعمَلٍ وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ
صِدامٌ:
وَمَا اتَّخذْتُ صِداماً للمُكوثِ بِهَا، ... وَمَا انْتَقَشْتُك إِلا
للوَصَرَّاتِ
قَالَ: الوَصَرّةُ القَبالةُ بالدُّرْبةِ. وَقَوْلُهُ: مَا انْتَقَشْتك
أَي مَا اخْتَرْتك. وانْتَقَشَ الشيءَ: اخْتَارَهُ. وَيُقَالُ للرجُل
إِذا تَخَيَّرَ لِنَفْسِهِ شَيْئًا: جادَ مَا انْتَقَشَه لِنَفْسِهِ.
وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ خَادِمًا أَو غَيْرَهُ:
انْتَقَشَ لِنَفْسِهِ. وَفِي الْحَدِيثُ:
اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى خَيْرًا فإِنه مالٌ رَقِيقٌ وانْقُشُوا لَهُ
عَطنَهُ
؛ وَمَعْنَى النَّقْشِ تَنْقِيةُ مَرابِضِها مِمَّا يُؤذيها مِنْ
حِجَارَةٍ أَو شَوْكٍ أَو غَيْرِهِ. والنَّقْشُ: الأَثَرُ فِي الأَرض؛
قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: كَتَبْتُ عَنْ أَعرابي يَذْهبُ الرَّمادُ
حَتَّى مَا نَرَى لَهُ نَقْشاً أَي أَثراً فِي الأَرض. والمَنْقُوشُ
مِنَ البُسْرِ: الَّذِي يُطْعَن فِيهِ بِالشَّوْكِ ليَنْضَج ويُرْطِبَ.
أَبو عَمْرٍو: إِذا ضُرِب العِذْقُ بِشَوْكَةٍ فأَرْطَبَ فَذَلِكَ
المَنْقُوشُ،. والفِعْل مِنْهُ النَّقْشُ. وَيُقَالُ: نُقِشَ
الْعَذْقُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه، إِذا ظَهَرَ فِيهِ نُكَتٌ
مِنَ الإِرْطابِ. وَمَا نَقَشَ مِنْهُ شَيْئًا أَي مَا أَصابَ،
وَالْمَعْرُوفُ مَا نَتَشَ. ابْنُ الأَعرابي: أَنقش إِذا أَدام نَقْشَ
جاريتِه، وأَنْقَشَ إِذا اسْتَقْصى عَلَى غَرِيمه. وانْتَقَشَ البعيرُ
إِذا ضرَب بِيَدِهِ الأَرضَ لِشَيْءٍ يَدخل فِي رِجْلِهِ؛ وَمِنْهُ
قِيلَ: لَطَمَه لَطْمَ المُنْتَقِش؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ:
نَقْشاً ورَبّ الْبَيْتِ أَيّ نَقْشِ
قَالَ أَبو عَمْرٍو: يَعْنِي الجِماعَ.
نكش: النَّكْشُ: شِبْهُ الأَتْيِ عَلَى الشَّيْءِ وَالْفَرَاغِ مِنْهُ.
ونَكَشَ الشيءَ يَنْكِشُه ويَنْكُشُه نَكْشاً: أَتى عَلَيْهِ وَفَرَغَ
مِنْهُ. يَقُولُ: انتَهَوْا إِلى عُشْبٍ فنَكَشُوه، يَقُولُ: أَتَوْا
عَلَيْهِ وأَفْنَوْه. وبَحر لَا يُنْكَشُ: لَا يُنْزَف، وَكَذَلِكَ
الْبِئْرُ. ونَكَشْتُ الْبِئْرَ أَنْكِشُها، بِالْكَسْرِ، أَي
نَزفْتها؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: فُلَانٌ بَحْرٌ لَا يُنْكَشُ،
وَعِنْدَهُ شَجَاعَةٌ مَا تُنْكَشُ. وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِي
عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: عِنْدَهُ شَجَاعَةٌ
مَا تُنْكَشُ، فَاسْتَعَارَهُ فِي الشَّجَاعَةِ، أَي مَا تُسْتخرج
وَلَا تُنْزف لأَنها بعيدةُ الغايةِ، يُقَالُ: هَذِهِ بِئْرٌ مَا
تُنْكَش أَي مَا تُنْزح. وَتَقُولُ: حَفَرُوا بِئْراً فَمَا نَكَشُوا
مِنْهَا بَعِيدًا أَي مَا فرَغُوا مِنْهَا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ
يُجَوِّد الليثُ فِي تَفْسِيرِ النَّكش. والنّكْشُ: أَن تَسْتَقِيَ
مِنَ الْبِئْرِ حَتَّى تُنْزَحَ. وَرَجُلٌ مِنْكَشٌ: نَقّابٌ عَنِ
الأُمور.
نمش: النَّمَشُ: خُطوط النُّقوشِ مِنَ الوَشْي وغيرِه؛ وأَنشد:
أَذاكَ أَم نَمِشٌ بالوَشْي أَكْرُعُه، ... مُسَفَّعُ الخَدِّ عادٍ
ناشِطٌ شَبَبُ؟
والنَمَشُ، بِالتَّحْرِيكِ: نُقَطٌ بِيضٌ وسُود؛ وَمِنْهُ ثَوْرٌ
نَمِشٌ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَهُوَ الثَّوْرُ الْوَحْشِيُّ الَّذِي
فِيهِ نُقَطٌ. والنَّمَشُ: بياضٌ فِي أُصول الأَظفار يَذْهَبُ
وَيَعُودُ، والنَّمَشُ يقَعُ عَلَى الجِلْد فِي الْوَجْهِ يُخَالِفُ
لونَه، وَرُبَّمَا كَانَ فِي الخَيل، وأَكثرُ مَا يَكُونُ فِي
الشُّقْر، نَمِشَ نَمَشاً وَهُوَ أَنْمَشُ. ونَمَشَه يَنْمِشُه
نَمْشاً: نقَشَه ودَبَّجَه. ونَمِشٌ نعتٌ للأَكْرُعِ، أَراد بالشِّعْر:
أَذاك أَمْ ثَوْرٌ نَمِشٌ أَكْرُعُه. وَفِي الْحَدِيثِ:
فعَرَفْنا نَمَشَ أَيديهم فِي العُذوقِ.
والنَّمشُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِهَا: الأَثرُ، أَي أَثَرَ
أَيديهم فِيهَا، وأَصلُ النَّمَشِ نُقطٌ بِيضٌ وَسُودٌ فِي اللَّون.
وثَوْر نَمِشٌ، بِالْكَسْرِ. اللَّيْثُ: النَّمْشُ النميمةُ
والسِّرارُ، والنَّمْشُ الالتِقاطُ لِلشَّيْءِ كَمَا يَعْبَثُ الإِنسان
بِالشَّيْءِ
(6/359)
فِي الأَرض؛ وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ أَن
أَبا الْهَيْثَمِ أَنشده:
يَا مَنْ لقَوْمٍ رأْيُهمْ خُلْفٌ مَدَنْ، ... إِنْ يَسْمَعُوا
عَوْراءَ أَصْغَوْا فِي أَذَنْ،
ونَمَشُوا بكَلِمٍ غَيْرِ حَسَنْ
قَالَ: نَمَشُوا خَلَطُوا. وثورٌ نَمِشُ القوائِم: فِي قَوَائِمِهِ
خطوطٌ مُخْتَلِفَةٌ؛ أَرادَ: خَلَطُوا حَدِيثًا حسَناً بِقَبِيحٍ،
قَالَ: ويُرْوى نَمَّشُوا أَي أَسَرُّوا وَكَذَلِكَ هَمَشُوا. وعَنْز
نَمْشاءُ أَي رَقْطاء. وَيُقَالُ فِي الْكَذِبِ: نَمَشَ ومَشَنَ
وفَرَشَ ودَبَشَ. وَبَعِيرٌ نَمِشٌ ونَهِشٌ إِذا كَانَ فِي خُفِّه أَثر
يَتَبَيَّنُ فِي الأَرض مِنْ غَيْرِ إِثْرة. ونَمَشَ الكلامَ: كذَب
فِيهِ وزوّرَه؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
قَالَ لَهَا، وأُولِعَتْ بالنَّمْشِ: ... هَلْ لكِ يَا خَلِيلتي فِي
الطَّفْشِ؟
اسْتَعْمَلَ النَّمْشَ فِي الكَذِب والتَّزْوير؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ
رُؤْبَةُ:
عاذِلَ، قَدْ أُولِعْتِ بالتَّرْقُيشِ، ... إِليّ سِرّاً فاطْرُقي
ومِيشِي
يَعْنِي بِالتَّرْقِيشِ التزيينَ والتزويرَ. ونَمَشَ الدَّبى الأَرضَ
يَنْمُشُها نَمْشاً: أَكلَ مِنْ كَلَئِها وَتَرَكَ. والنَّمْشُ:
الالتِقاطُ والنَّمِيمةُ، وَقَدْ نَمشَ بَيْنَهُمْ، بِالتَّخْفِيفِ،
وأَنمَشَ. وَرَجُلٌ مُنْمِشٌ: مُفْسِد؛ قَالَ:
وَمَا كُنْت ذَا نَيْرَبٍ فيهمُ، ... وَلَا مُنْمِشٍ منهمُ مُنْمِل
جَرّ مُنْمِشاً عَلَى تَوَهُّمِ الْبَاءِ فِي قَوْلِهِ ذَا نَيْرَب
حَتَّى كأَنه قَالَ: وَمَا كُنْتُ بِذِي نَيْرَبٍ؛ ونظيرُه مَا أَنشده
سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِ زُهَيْرٍ:
بَدا لِيَ أَني لسْتُ مُدْرِكَ مَا مَضى، ... وَلَا سابقٍ شَيْئًا إِذا
كان جائيَا
نهش: نَهَشَ يَنْهَش ويَنْهِشُ نَهْشاً: تناوَل الشَّيْءَ بفَمِه
ليَعَضَّه فَيُؤَثِّرُ فِيهِ وَلَا يَجْرحه، وَكَذَلِكَ نَهْشُ
الحيّةِ، والفِعلُ كَالْفِعْلِ. اللَّيْثُ: النَّهْشُ دُونَ النَّهْسِ،
وَهُوَ تناوُلٌ بالفَمِ، إِلا أَن النَّهْشَ تناوُلٌ مِنْ بَعِيدٍ
كنَهْش الْحَيَّةِ، والنَّهْسُ الْقَبْضُ عَلَى اللَّحْمِ ونَتْفُه.
قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: النَهْشُ بإِطباق الأَسْنان، والنَّهْسُ
بالأَسْنان والأَضْراس. ونَهشَتْه الحيةُ: لسَعَتْه الأَصمعي:
نَهَشَتْه الحيةُ ونَهَسَتْه إِذا عضَّته؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي
قَوْلِ أَبي ذُؤَيْبٍ:
يَنْهَشْنَه ويَذُودُهُنّ ويَحْتَمِي
يَنْهَشْنَه: يَعْضَضْنَه؛ قَالَ: والنَّهْشُ قَرِيبٌ مِنَ النَّهْس؛
وَقَالَ رُؤْبَةُ:
كَمْ مِنْ خَليلٍ وأَخٍ مَنْهوشِ، ... مُنْتَعِشٍ بفَضْلِكم مَنْعُوشِ
قَالَ: المَنْهُوشُ الهَزيلُ. وَيُقَالُ: إِنه لمَنْهُوشُ
الْفَخِذَيْنِ، وَقَدْ نُهِشَ نَهْشاً. وسُئِل ابنُ الأَعرابي عَنْ
قَوْلِ
عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: كَانَ النبيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، مَنْهوشَ القَدَمَين
فَقَالَ كَانَ مُعَرَّقَ الْقَدَمَيْنِ. وَرَجُلٌ مَنْهوشٌ أَي
مَجْهودٌ مَهْزُولٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
وانْتَهَشَت أَعْضادُنا
أَي هُزِلَت. والنَّهْشُ: النَّهْسُ، وَهُوَ أَخْذ اللَّحْمِ بمقدَّم
الأَسنان؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
وغادَرْنا، عَلَى حُجْرِ بنِ عَمْرٍو، ... قَشاعِمَ يَنْتَهِشْنَ
ويَنْتَقِينا
يُرْوَى بِالشِّينِ وَالسِّينِ جَمِيعًا. ونَهْشُ السبعِ: تَناوُله
الطائفةَ مِنَ الدَّابَّةِ. ونهَشَه نَهْشاً: أَخَذَه بِلِسَانِهِ.
والمَنْهوشُ مِنَ الرِّجَالِ: القليلُ اللَّحْمِ وإِن سَمِنَ، وَقِيلَ:
هُوَ القليلُ اللَّحْمِ الخفيفُ، وَكَذَلِكَ النَّهْشُ والنَّهِشُ
والنَّهِيشُ والنَّهْشُ: قلةُ لَحْمِ الْفَخِذَيْنِ. وَفُلَانٌ نَهْشُ
اليدين أَي خفيفُ الْيَدَيْنِ فِي المَرِّ، قليلُ
(6/360)
اللَّحْمِ عَلَيْهِمَا. وَدَابَّةٌ نَهْشُ
الْيَدَيْنِ أَي خَفِيفٌ، كأَنه أُخذ مِنْ نَهْشِ الْحَيَّةِ؛ قَالَ
الرَّاعِي يَصِفُ ذِئْبًا:
مُتَوَضِّحَ الأَقْرابِ، فِيهِ شُكْلَةٌ، ... نَهْشَ الْيَدَيْنِ،
تَخالُه مَشْكولا
وَقَوْلُهُ تَخاله مَشْكولا أَي لَا يَسْتَقِيمُ فِي عَدْوِه كأَنه
قَدْ شُكِل بِشِكالٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاد هَذَا
الْبَيْتِ: نهشَ الْيَدَيْنِ، بِنَصْبِ الشِّينِ، لأَنه في صِفَةُ
ذِئْبٍ وَهُوَ مَنْصُوبٌ بِمَا قَبْلَهُ:
وقْع الرَّبيعِ وَقَدْ تَقارَبَ خَطْوُه، ... ورَأَى بعَقْوَتِه
أَزَلَّ نَسولا
وعَقْوَتُه: ساحتُه. والأَزَلُّ: الذِّئْبُ الأَرْسحُ، والأَرْسَحُ:
ضدُّ الأَسْته. والنَّسُولُ: مِنَ النَّسَلانِ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ
العَدْوِ؛ وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
يَعْدُو بِهِ نَهِش المُشَاشِ كأَنه ... صَدَعٌ سَلِيمٌ، رَجْعه لَا
يَظْلع
ابْنُ الأَعرابي: قَدْ نَهَشَه الدهرُ فَاحْتَاجَ. ابْنُ شُمَيْلٍ:
نُهِشَت عضدُه أَي دَقَّتْ. والمَنْهُوشُ مِنَ الأَحْراح: القليلُ
اللَّحْمِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنِ اكتَسَبَ مَالًا مِنْ نَهاوِشَ كأَنه نَهَشَ مِنْ هُنَا وَهُنَا
؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَلَمْ يُفَسِّرِ نَهَشَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ:
وَلَكِنَّهُ عِنْدِي أَخَذَ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: كأَنه أَخَذَه مِنْ
أَفواه الْحَيَّاتِ وَهُوَ أَن يكتِسِبَه مِنْ غَيْرِ حِلِّه؛ قَالَ
ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، بِالنُّونِ، وَهِيَ
المَظالمُ مِنْ قَوْلِهِ نهَشَه إِذا جهَدَه، فَهُوَ مَنْهوش،
وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الهَوْشِ الخَلْطِ، قَالَ: ويُقْضى
بِزِيَادَةِ النُّونِ وَيَكُونُ نظيرَ قَوْلِهِمْ تَباذِيرَ وتخارِيبَ
مِنَ التَبْذِير والخَرابِ. والمُنْتَهِشةُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي
تخْمِشُ وجهَها عِنْدَ الْمُصِيبَةِ، والنَّهْشُ: لَهُ أَن تأْخذَ
لحمَه بأَظفارِها. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن رَسُولَ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لعَنَ
المُنْتَهِشةَ والحالِقةَ
؛ وَمِنْ هَذَا قيل: نهَشَتْه الكِلابُ.
نوش: ناشَه بيدِه يَنُوشُه نَوْشاً: تناوَله؛ قَالَ دُرَيْدُ بْنُ
الصِّمَّةِ:
فَجِئْتُ إِليه، والرِّماحُ تَنُوشُه، ... كوَقْعِ الصَّياصي فِي
النَّسِيج المُمَدَّدِ
والانْتِياشُ مِثْلُهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
باتتْ تَنُوشُ العَنَقَ انْتِياشا
وتَناوَشَه كَنَاشَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَنَّى لَهُمُ
التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ
؛ أَي فَكَيْفَ لَهُمْ أَن يتناوَلوا مَا بعُد عَنْهُمْ مِنَ الإِيمان
وَامْتَنَعَ بعْد أَن كَانَ مَبْذُولًا لَهُمْ مَقْبُولًا مِنْهُمْ.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: التناوُش،. بِلَا هَمْزٍ، الأَخْذُ مِنْ قُرْب،
والتناؤشُ، بِالْهَمْزِ، مِنْ بُعْد، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ أَولَ
الْفَصْلِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: التناوُش بِالْوَاوِ مِنْ قُرْب.
قَالَ اللَّه تَعَالَى: وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ
بَعِيدٍ
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: التَّناوُشُ بِغَيْرِ هَمْزٍ التَّناوُلُ
والنَّوْشُ مِثْلُهُ، نُشْتُ أَنوشُ نَوْشاً. قَالَ الْفَرَّاءُ: وأَهل
الْحِجَازِ تَرَكُوا همْزَ التَّناوُشِ وجعَلوه مِنْ نُشْتُ الشَّيْءَ
إِذا تَناوَلْته. وَقَدْ تَناوشَ القومُ فِي القِتال إِذا تناوَلَ
بعضُهم بَعْضًا بِالرِّمَاحِ وَلَمْ يَتدانَوْا كلَّ التَّداني. وَفِي
حَدِيثِ
قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: كُنْتُ أُناوِشُهم وأُهاوِشُهم فِي
الْجَاهِلِيَّةِ
أَي أُقاتِلُهم؛ وقرأَ الأَعمش وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ
التَّنَاؤُشُ بالهمز، يجعلونه مِنْ نَأَشْت وَهُوَ البُطْء؛ وأَنشد:
وجِئْتَ نَئِيشاً بعْدَ ما فاتَك الخَبَرْ
أَي بَطيئاً متأَخراً، مَنْ هَمَزَ فَمَعْنَاهُ كيف لهم بالحركة فيما
لَا جَدْوى لَهُ، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ نأَش. قَالَ
الزَّجَّاجُ: التَّناوُشُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، التناوُلُ؛ الْمَعْنَى
وَكَيْفَ لَهُمْ أَن يَتَناوَلوا مَا كَانَ مَبْذُولًا لَهُمْ وَكَانَ
قَرِيبًا مِنْهُمْ فَكَيْفَ يَتَناوَلونه حِينَ بَعُدَ عَنْهُمْ،
يَعْنِي الإِيمان
(6/361)
باللَّه كانَ قَريباً فِي الْحَيَاةِ فضَيّعُوه، قَالَ: وَمَنْ هَمَز
فَهُوَ الْحَرَكَةُ فِي إِبْطاء، وَالْمَعْنَى مِنْ أَين لَهُمْ أَن
يَتَحَرَّكُوا فِيمَا لَا حِيلَة لَهُمْ فِيهِ؛ الْجَوْهَرِيُّ:
يَقُولُ أَنَّى لَهُمْ تَناولُ الإِيمانِ فِي الْآخِرَةِ وَقَدْ
كَفَرُوا بِهِ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: وَلَكَ أَن تَهْمِزَ الْوَاوَ
كَمَا يُقَالُ أُقِّتَتْ ووُقِّتَتْ، وَقُرِئَ بِهِمَا جَمِيعًا.
ونُشْتُ مِنَ الطَّعَامِ شَيْئًا: أَصَبْتُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
يَقُولُ اللَّهُ يَا مُحَمَّدُ نَوِّش العلماءَ اليومَ فِي ضِيافَتي
؛ التَّنْوِيشُ للدَّعْوةِ: الوَعْدُ وتَقْدِمَتُه، قَالَ ابْنُ
الأَثير: قَالَهُ أَبو مُوسَى. وناشَت الظَّبْية الأَراكَ: تناوَلَتْه؛
قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فَمَا أُمُّ خَشْفٍ بالعَلايَةِ شادِنٍ ... تَنُوشُ البَرِيرَ، حَيْثُ
طابَ اهتِصارُها
والناقةُ تَنُوشُ الحوضَ بفِيها كَذَلِكَ؛ قَالَ غَيْلانُ بْنُ حُرَيث:
فَهِيَ تَنُوشُ الْحَوْضَ نَوْشاً مِنْ عَلا، ... نَوْشاً بِهِ
تَقْطَعُ أَجْوازَ الفَلا
الضميرُ فِي قَوْلِهِ فَهِيَ للإِبل. وتَنُوشُ الْحَوْضَ: تَتَناوَل
مِلأَه. وقولُه مِنْ عَلَا أَي مِنْ فَوق، يُرِيدُ أَنها عاليةُ
الأَجسام طِوالُ الأَعْناقِ، وَذَلِكَ النّوْشُ الَّذِي تَنالُه هُوَ
الَّذِي يُعِينُها عَلَى قَطْع الفَلَوات، والأَجْوازُ جمعُ جَوْزٍ
وَهُوَ الْوَسَطُ، أَي تَتَناوَلُ ماءَ الحوضِ مِنْ فَوْقٍ وَتَشْرَبُ
شُرباً كَثِيرًا وَتَقْطَعُ بِذَلِكَ الشربِ فَلَواتٍ فَلَا تَحْتَاجُ
إِلى مَاءٍ آخَرَ. وانْتاشَتْه فِيهِمَا: كناشَتْه، قَالَ: وَمِنْهُ
المُناوَشةُ فِي الْقِتَالِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا تناوَلَ رجُلًا
ليأْخذ برأْسه ولِحْيَتِه: ناشَه يَنُوشُه نَوْشاً. وَرَجُلٌ نَوُوشٌ
أَي ذُو بَطشٍ. ونُشْتُ الرجلَ نَوْشاً: أَنَلْته خَيْرًا أَو شَرًّا.
وَفِي الصِّحَاحِ: نُشْتُه خَيْرًا أَي أَنَلْته. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام، وسُئِل عَنِ الوصيَّة فَقَالَ: الوَصيَّةُ
نَوْشٌ بِالْمَعْرُوفِ
أَي يَتَناوَلُ المُوصي المُوصى لَهُ بِشَيْءٍ مِنْ غَيْرِ أَن
يُجْحِفَ بمالِه. وَقَدْ ناشَه يَنُوشُه نَوْشاً إِذا تَناوَلَه
وأَخَذَه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
قُتَيلةَ أُخت النَّضْر بْنِ الْحَرْثِ:
ظَلَّتْ سُيوفُ بَني أَبيه تَنُوشُه، ... لِلَّهِ أَرْحامٌ هُنَاكَ
تُشَقَّقُ
أَي تَتَناوَلُه وتَأْخُذُه. وَفِي حَدِيثِ
عَبْدِ الملِك: لَمَّا أَراد الخروجَ إِلى مُصْعب بْنِ الزُّبير ناشَتْ
بِهِ امرأَته وبَكَتْ فبَكَتْ جَوارِيها
، أَي تَعَلَّقَتْ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ تصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: فانتاشَ الدِّينَ
بِنَعْشِه
أَي اسْتَدْرَكه واسْتَنْقَذَه وتنَاوَلَه وأَخذه مِنْ مَهْواتِه،
وَقَدْ يُهْمز مِنَ النَّئِيش وَهُوَ حركةٌ فِي إِبْطاء. يُقَالُ
نأَشْتُ الأَمر أَنْأَشُه وانْتأَشَ، قَالَ: والأَوّل أَوْجَهُ.
ونُشْتُ الشَّيْءَ نَوْشاً: طَلَبْتُه. وانْتَشْتُ الشيءَ:
استخْرَجْته؛ قَالَ:
وانْتاشَ عائنَه مِنْ أَهل ذِي قارِ
وَيُقَالُ: انْتاشَني فلانٌ مِنَ الهَلَكةِ أَي أَنْقَذَني، بِغَيْرِ
هَمْزٍ، بِمَعْنَى تَناوَلَني. وناوَشَ الشيءَ: خالَطَه؛ عَنِ ابْنِ
الأَعرابي؛ وَبِهِ فُسِّر قَوْلُ أَبي الْعَارِمِ وذكَر غَيْثاً قال:
فَمَا زِلْنا كَذَلِكَ حَتَّى ناوَشْنا الدَّوَّ أَي خالَطْناه.
وَنَاقَةٌ مَنُوشةُ اللحمِ إِذا كانت رقيقةَ اللحم. |