لسان العرب

فصل الراء
ربص: التَّرَبُّصُ: الانْتِظارُ. رَبَصَ بِالشَّيْءِ رَبْصاً وتَرَبَّصَ بِهِ: انْتَظَرَ بِهِ خَيْرًا أَو شَرًّا، وتَربّصَ بِهِ الشَّيْءُ: كَذَلِكَ. اللَّيْثُ: التَّرَبُّصُ بِالشَّيْءِ أَن تَنْتَظِرَ بِهِ يَوْمًا مَا، وَالْفِعْلُ تَرَبَّصْت بِهِ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ
؛ أَي إِلا الظَّفَرَ وإِلّا الشَّهادةَ، وَنَحْنُ نتَربّصُ بِكُمْ أَحَدَ الشَّرَّيْنِ: عَذَابًا مِنَ اللَّهِ أَو قَتْلًا بأَيْدِينا، فَبَيْنَ مَا نَنْتَظِرُه وتَنْتَظِرونه فَرْقٌ كَبِيرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِنما يُريدُ أَن يَتَرَبّص بِكُمُ الدَّوائِرَ
؛ التربُّصُ: المُكْثُ والانتظارُ.

(7/39)


وَلِي عَلَى هَذَا الأَمر رُبْصةٌ أَي تلبّثٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ أَقامت المرأَة رُبْصَتَها فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَهُوَ الْوَقْتُ الَّذِي جُعِل لِزَوْجِهَا إِذا عُنِّنَ عَنْهَا، قَالَ: فإِن أَتاها وإِلَّا فُرِّقَ بَيْنَهُمَا. والمُتَرَبِّصُ: المُحْتَكِرُ. وَلِي فِي مَتَاعِي رُبْصةٌ أَي لِي فِيهِ تَرَبّصٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تَرَبَّصَ فِعْلٌ يَتَعَدَّى بإِسقاط حَرْفِ الْجَرِّ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ:
تَرَبَّصْ بِهَا رَيْبَ المَنُونِ لَعَلَّهَا ... تُطَلَّقُ يَوْمًا، أَو يَمُوتُ حَلِيلُها
رخص: الرَّخْصُ: الشَّيْءُ النَّاعِمُ اللَّيِّنُ، إِن وَصَفْت بِهِ المرأَة فرُخْصانُها نَعْمَةُ بَشَرتها ورِقّتُها وَكَذَلِكَ رَخاصةُ أَنامِلها لِينُها، وإِن وَصَفْت بِهِ النَّبَات فرَخاصَتُه هَشاشَتُه. وَيُقَالُ: هُوَ رَخْصُ الْجَسَدِ بَيِّن الرُّخُوصةِ والرَّخاصةِ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. ابْنُ سِيدَهْ: رَخُصَ رَخاصةً ورُخوصةً فَهُوَ رَخْصٌ ورَخِيصٌ تنَعّم، والأُنثى رَخْصةٌ ورَخِيصةٌ، وَثَوْبٌ رَخْصٌ ورَخِيص: نَاعِمٌ كَذَلِكَ. أَبو عَمْرٍو: الرَّخِيصُ الثَّوْبُ النَّاعِمُ. والرُّخْصُ: ضِدُّ الغلاءِ، رَخُصَ السِّعْر يَرْخُص رُخْصاً، فَهُوَ رَخِيصٌ. وأَرْخَصَه: جَعَلَهُ رَخِيصاً. وارْتَخَصْت الشَّيْءَ: اشْتَرَيْتُهُ رَخِيصاً، وارْتَخَصَه أَي عَدَّه رَخِيصاً، واسْتَرْخَصَه رَآهُ رَخِيصاً، وَيَكُونُ أَرْخَصَه وجَدَه رَخِيصاً؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي أَرْخَصْته أَي جَعَلْتُهُ رَخِيصاً:
نُغالي اللَّحْمَ للأَضْيافِ نِيّاً، ... ونُرْخِصُه إِذا نَضِجَ القُدورُ
يَقُولُ: نُغْلِيه نِيّاً إِذا اشْتَرَيْناه ونُبِيحُه إِذا طَبَخْناه لأَكله، ونُغالي ونُغْلي واحدٌ. التَّهْذِيبُ: هِيَ الخُرْصة والرُّخْصة وَهِيَ الفُرْصة والرُّفْصة بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ورَخَّصَ لَهُ فِي الأَمر: أَذِنَ لَهُ فِيهِ بَعْدَ النَّهْيِ عَنْهُ، وَالِاسْمُ الرُّخْصةُ. والرُّخُصةُ والرُّخْصةُ: تَرْخِيصُ اللَّهِ لِلْعَبْدِ فِي أَشياءَ خَفَّفَها عَنْهُ. والرُّخْصةُ فِي الأَمر: وَهُوَ خِلَافُ التَّشْدِيدِ، وَقَدْ رُخِّصَ لَهُ فِي كَذَا ترْخِيصاً فترَخَّصَ هُوَ فِيهِ أَي لَمْ يَسْتَقْصِ. وَتَقُولُ: رَخَّصْت فُلَانًا فِي كَذَا وَكَذَا أَي أَذِنْت لَهُ بَعْدَ نَهْيِي إِيّاه عَنْهُ. ومَوْت رَخِيصٌ: ذَرِيع. ورُخاصُ: اسْمُ امرأَة.
رصص: رَصَّ البُنْيانَ يَرُصّه رَصّاً، فَهُوَ مَرْصُوصٌ ورَصِيصٌ، ورَصّصَه ورَصْرَصَه: أَحْكَمَه وجَمَعه وضم بعضَه إِلى بَعْضٍ. وكلُّ مَا أُحْكِمَ وضُمَّ، فَقَدْ رُصَّ. ورَصَصْتُ الشَّيْءَ أَرُصّهُ رَصّاً أَي أَلْصَقْتُ بعضَه بِبَعْضٍ، وَمِنْهُ: بُنْيان مَرْصوصٌ، وَكَذَلِكَ التَّرْصِيصُ، وَفِي التَّنْزِيلِ: كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ
. وتَراصَّ القومُ: تضامُّوا وتلاصَقُوا، وتَراصُّوا: تصافُّوا فِي الْقِتَالِ وَالصَّلَاةِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
تَراصُّوا فِي الصُّفوف لَا تَتَخَلّلُكم الشياطِينُ كأَنها بَنَاتُ حَذَفٍ
، وَفِي رِوَايَةٍ:
تَراصُّوا فِي الصَّلَاةِ
أَي تلاصَقُوا. قَالَ الْكِسَائِيُّ: التَّراصُّ أَن يَلْصَقَ بعضُهم ببعضٍ حَتَّى لَا يَكُونَ بَيْنَهُمْ خَلَلٌ وَلَا فُرَجٌ، وأَصله تراصَصُوا مِنْ رَصّ البِناء يَرُصُّه رَصّاً إِذا أَلْصَقَ بعضَه بِبَعْضٍ فأُدْغِم؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
لَصُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ صَبّاً ثم لَرُصَّ عَلَيْكُمْ رَصّاً.
وَمِنْهُ حَدِيثُ
ابْنِ صَيّاد: فرَصَّه رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَي ضَمَّ بَعْضَهُ إِلى بَعْضٍ
، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ
؛ أَي أُلْصِقَ البعضُ بِالْبَعْضِ.

(7/40)


وبَيْضٌ رَصِيصٌ: بعضُه فَوْقَ بَعْضٍ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
عَلَى نِقْنِقٍ هَيْقٍ لَهُ ولِعرْسِه، ... بِمُنْخَدَعِ الوَعْساءِ، بَيْضُ رَصِيص
ورَصْرَصَ إِذا ثَبَتَ بِالْمَكَانِ. والرَّصَصُ والرِّصاص والرَّصاصُ: مَعْرُوفٌ مِنَ المَعْدِنِيّات مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ لِتَداخُلِ أَجزائِه، والرَّصاصُ أَكثر مِنَ الرِّصاصِ، والعامةُ تَقُولُهُ بِكَسْرِ الرَّاءِ؛ وَشَاهِدُ الرَّصاص بِالْفَتْحِ قَوْلُ الرَّاجِزِ:
أَنا ابنُ عَمْروٍ ذِي السَّنا الوَبّاصِ ... وابنُ أَبيه مُسْعطُ الرَّصاصِ
وأَول مَنْ أَسْعطَ بالرَّصاصِ مِنْ مُلُوكِ الْعَرَبِ ثعلبةُ بْنُ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَازِنِ بْنِ الأَزد. وَشَيْءٌ مُرَصَّصٌ: مَطْليٌّ بِهِ. والتَّرْصِيصُ: تَرْصِيصُك الكُوزَ وغيرَه بالرَّصاصِ. والرَّصَّاصةُ والرَّصْراصَةُ: حجارةٌ لَازِمَةٌ لِمَا حَوَالَيِ الْعَيْنِ الْجَارِيَةِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ:
حِجارة قَلْتٍ بِرَصْراصَةٍ، ... كُسِينَ غِشاءً مِنَ الطُّحْلُبِ
وَيُرْوَى: بِرَضْراضَةٍ، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. والرَّصَصُ فِي الأَسنان: كاللَّصَصِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ؛ رَجُلٌ أَرَصُّ وامرأَة رَصّاءُ. والرَّصّاءُ والرَّصُوصُ مِنَ النِّسَاءِ: الرَّتْقاءُ. ورَصَّصَت المرأَةُ إِذا أَدْنَت نِقابَها حَتَّى لَا يُرَى إِلا عَيْناها، أَبو زَيْدٍ: النِّقابُ عَلَى مارِنِ الأَنف. والتَّرْصِيصُ: هُوَ أَن تَنْتَقِبَ المرأَة فَلَا يُرَى إِلا عَيْنَاهَا، وَتَمِيمٌ تَقُولُ: هُوَ التَّوْصِيصُ، بِالْوَاوِ، وَقَدْ رصَّصَتْ ووَصَّصَتْ. الْفَرَّاءُ: رَصَّصَ إِذا أَلَحَّ فِي السُّؤَالِ، ورَصّصَ النِّقاب أَيضاً. أَبو عَمْرٍو: الرَّصِيصُ نِقَابُ المرأَة إِذا أَدْنَته مِنْ عَيْنَيْها، وَاللَّهُ أَعلم.
رعص: الارْتِعاصُ: الاضطرابُ؛ رعَصَه يَرْعَصُه رَعْصاً: هَزّه وَحَرَّكَهُ. قَالَ اللَّيْثُ: الرَّعْصُ بِمَنْزِلَةِ النَّفْض. وارْتَعَصَت الشجرةُ: اهْتَزَّت. ورَعَصَتْها الرِّيحُ وأَرْعَصَتْها: حَرّكتها. ورَعَصَ الثَّوْرُ الكلبَ رَعْصاً: طعنَه فاحْتَمَلَه عَلَى قَرنِه وهزَّه ونفَضه. وضرَبه حَتَّى ارْتَعَص أَي الْتَوى مِنْ شِدَّةِ الضَّرْب. وارْتَعَصَت الْحَيَّةُ: الْتَوت؛ قَالَ الْعَجَّاجِ:
إِنيَ لَا أَسْعَى إِلى داعِيّهْ، ... إِلا ارْتِعاصاً كارْتِعاصِ الحَيّهْ
وارْتَعَصَتِ الحيّةُ إِذا ضُرِبَت فلَوَتْ ذَنَبَها مِثْلُ تَبَعْصَصَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ:
فضربَتْها بيدِها عَلَى عَجُزِها فارْتَعَصَت
أَي تَلَوَّتْ وارْتَعَدتْ. وارْتَعَصَ الجَدْيُ: طفَرَ مِنَ النَّشاطِ، وارْتَعَص الفرسُ كَذَلِكَ. وارْتَعَصَ البَرْق: اضْطَرَبَ، وارْتَعَصَ السُّوق إِذا غَلا؛ هَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِهِ لأَبي زَيْدٍ، وَالَّذِي رَوَاهُ شَمِرٌ ارْتَفَصَ، بِالْفَاءِ. قَالَ: وَقَالَ شَمِرٌ لَا أَدْري مَا ارْتَفَصَ؛ قَالَ الأَزهري: وارْتَفَصَ السُّوقُ، بِالْفَاءِ، إِذا غَلَا صَحِيحٌ. وَيُقَالُ: رَعَصَ عَلَيْهِ جلدُه يَرْعَصُ وارتَعَصَ واعْتَرَصَ إِذا اخْتَلَجَ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي ذَرٍّ: خَرَجَ بِفَرَسٍ لَهُ فَتَمَعَّكَ ثُمَّ نَهَضَ ثُمَّ رَعَصَ فَسَكّنَه، وَقَالَ: اسْكُنْ فَقَدْ أُجِيبَتْ دَعْوتُك
، يُرِيدُ أَنه لَمَّا قَامَ مِنْ مَراغِه انتفض وارتعد.
رفص: الرُّفْصةُ: مَقْلُوبٌ عَنِ الفُرْصة الَّتِي هِيَ النَّوْبة. وترافَصُوا عَلَى الْمَاءِ مِثْلُ تَفَارَصوا. الأُموي: هِيَ

(7/41)


الفُرْصةُ والرُّفْصةُ النَّوْبةُ تَكُونُ بَيْنَ الْقَوْمِ يَتَناوَبُونها عَلَى الْمَاءِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
كأَوْبِ يدَيْ ذِي الرُّفْصةِ المُتَمَتِّحِ
الصِّحَاحُ: الرُّفْصةُ الْمَاءُ يَكُونُ بَيْنَ الْقَوْمِ، وَهُوَ قَلْبُ الفُرْصةِ.، هم يَترافَصُون الماءَ أَي يَتَناوَبُونه. وارْتَفَصَ السعْرُ ارتِفاصاً، فَهُوَ مُرْتَفِصٌ إِذا غَلَا وَارْتَفَعَ، وَلَا تَقُلِ ارْتَقَص. قَالَ الأَزهري: كأَنه مأْخوذ مِنَ الرُّفْصةِ وَهِيَ النَّوْبة. وَقَدِ ارْتَفَصَ السُّوقُ بِالْغَلَاءِ، وَقَدْ رُوِي ارْتَعَص، بِالْعَيْنِ، وَقَدْ تقدم.
رقص: الرَّقْصُ والرَّقَصانُ: الخَبَبُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: ضَرْبٌ مِنَ الخَبَب، وَهُوَ مَصْدَرُ رَقَصَ يَرْقُص رَقْصاً؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، وأَرْقَصَه. وَرَجُلٌ مِرْقَصٌ: كَثِيرُ الْخَبَبِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِغَادِيَةَ الدُّبَيْرِيَّةِ:
وَزَاغَ بالسَّوْطِ عَلَنْدىً مِرْقَصا
ورَقَصَ اللَّعَّابُ يَرْقُص رَقْصاً، فَهُوَ رقَّاصٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ يُقَالُ رَقَصَ يَرْقُص رَقَصاً، وَهُوَ أَحد الْمَصَادِرِ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى فَعَلَ فَعَلًا نَحْوَ طَرَدَ طَرَداً وحَلَبَ حَلَباً؛ قَالَ حَسَّانُ:
بِزُجاجةٍ رَقَصَت بِمَا فِي قَعْرِها، ... رَقَصَ القَلُوصِ بِراكبٍ مُسْتَعْجِلِ
وَقَالَ مَالِكُ بْنُ عَمَّارٍ الفُرَيْعِيّ:
وأَدْبَرُوا، ولَهُمْ مِنْ فَوْقِها رَقَصٌ، ... والموتُ يَخْطُرُ، والأَرْواحُ تَبْتَدِرُ
وَقَالَ أَوس:
نَفْسي الفِداءُ لِمَنْ أَدّاكُمُ رَقَصاً، ... تَدْمَى حَراقِفُكم فِي مَشْيِكم صَكَكُ
وَقَالَ الْمُسَاوِرُ:
وإِذا دَعا الداعِي عَلَيّ رَقَصتُمُ ... رَقَصَ الخَنافِس مِنْ شِعابِ الأَخْرَم
وَقَالَ الأَخطل:
وقَيْس عَيْلانَ حَتَّى أَقْبَلُوا رَقَصاً، ... فبايَعُوك جِهاراً بَعدما كَفَرُوا
ورَقَصَ السَّرابُ والحَبابُ: اضْطَرَبَ. وَالرَّاكِبُ يُرقِصُ بَعِيرَهُ: يُنَزِّيه ويَحْمِلُه عَلَى الخَبَبِ، وَقَدْ أَرْقَصَ بَعِيرَه. وَلَا يُقَالُ يَرْقُص إِلا لِلّاعِب والإِبلِ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فإِنه يُقَالُ: يَقْفِزُ ويَنْقُزُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: رَقَصَ البعيرُ يَرْقُصُ رَقَصاً، مُحرك الْقَافِ، إِذا أَسرع فِي سَيْرِهِ؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ:
فَمَا أَرَدْنا بِهَا مِنْ خَلَّةٍ بدَلًا، ... وَلَا بِهَا رَقَصَ الواشِين نَسْتَمِعُ
أَراد: إِسراعهم فِي هَتِّ النَّمائم. وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا رَقَصَ فِي عَدْوِه: قَدِ الْتَبَطَ وَمَا أَشدَّ لَبْطَتَه. وأَرْقَصَت المرأَة صبِيَّها ورَقَّصَته: نَزَّتْه. وارْتَقَصَ السِّعْرُ: غَلَا؛ حَكَاهَا أَبو عُبَيْدٍ. ورَقَصَ الشرابُ: أَخَذَ فِي الغَلَيَانِ. التَّهْذِيبُ: والشرابُ يَرْقُصُ، والنبِيذُ إِذا جاشَ رَقَصَ؛ قَالَ حَسَّانُ:
بِزُجاجةٍ رقَصَتْ بِمَا فِي قَعْرِها، ... رَقَصَ القَلُوصِ براكبٍ مُسْتَعْجِل
وَقَالَ لَبِيد فِي السَّرَابِ:
فبِتِلْكَ إِذ رَقَصَ اللوامِعُ بالضُّحَى

(7/42)


قَالَ أَبو بَكْرٍ: والرَّقَصُ فِي اللُّغَةِ الِارْتِفَاعُ وَالِانْخِفَاضُ. وَقَدْ أَرْقَصَ القومُ فِي سَيْرِهم إِذا كَانُوا يَرْتَفِعُون ويَنْخَفِضُون؛ قَالَ الرَّاعِي:
وإِذا ترَقَّصَت المَفازةُ غادَرَتْ ... رَبِذاً يُبَغِّلُ خَلْفَها تَبْغِيلا
مَعْنَى تَرَقَّصَت ارْتَفَعَتْ وَانْخَفَضَتْ وإِنما يَرْفَعُهَا وَيَخْفِضُهَا السرابُ: والرَّبِذُ: السريعُ الْخَفِيفُ، وَاللَّهُ أَعلم.
رمص: الرَّمَصُ فِي الْعَيْنِ: كالغَمَصِ وَهُوَ قَذًى تَلْفِظ بِهِ، وَقِيلَ: الرَّمَصُ مَا سالَ، والغَمَص مَا جَمَد، وَقِيلَ: الرَّمَصُ صِغَرُها ولزُوقُها، رَمِصَ رَمَصاً وَهُوَ أَرْمَصُ، وقد أَرْمَصَه الداء، أَنشد ثَعْلَبٌ لأَبي مُحَمَّدٍ الحَذْلَمي:
مُرْمَصة مِنْ كِبَرٍ مآقِيه
الصِّحَاحُ: الرَّمَصُ، بِالتَّحْرِيكِ، وسخٌ يَجْتَمِعُ فِي المُوق، فإِن سَالَ فَهُوَ غَمَصٌ، وإِن جَمد فَهُوَ رَمَصٌ، وَقَدْ رَمِصَت عَيْنُهُ، بِالْكَسْرِ، وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: كانَ الصبيانُ يُصْبِحون غُمْصاً رُمْصاً ويُصْبِحُ رسولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَقِيلًا دَهِيناً
أَي فِي صِغَره. يُقَالُ: غَمِصَت العينُ ورَمِصَت مِنَ الغَمَص والرَّمَص، وَهُوَ الْبَيَاضُ الَّذِي تَقْطَعُه الْعَيْنُ وَيَجْتَمِعُ فِي زَوَايَا الأَجْفانِ، والرَّمَصُ: الرَّطْب مِنْهُ، والغَمَص: اليابِسُ، والغُمْصُ والرُّمْصُ: جمعُ أَغْمَصَ وأَرْمَصَ، وَانْتَصَبَا عَلَى الْحَالِ لَا عَلَى الْخَبَرِ لأَن أَصبح تَامَّةٌ، وَهِيَ بِمَعْنَى الدُّخُولِ فِي الصَّبَاحِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
فَلَمْ تَكْتَحِلْ حَتَّى كَادَتْ عَيْناها تَرْمَصانِ
، وَيُرْوَى بِالضَّادِ، مِنَ الرَّمْضاء وشدَّة الْحَرِّ. وَفِي حَدِيثِ
صَفِيَّة: اشْتَكَتْ عينَها حَتَّى كَادَتْ تَرْمَصُ
، فَإِنْ رُوِيَ بِالضَّادِ أَراد حَتَّى كَادَتْ تَحْمَى. والشِّعْرَى الرُّمَيْصاءُ: أَحدُ كَوكَبي الذِّرَاعِ، مُشْتَقٌّ مِنْ رَمَصِ الْعَيْنِ وغَمَصِها، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِصِغَرِهَا وَقِلَّةِ ضَوْئِهَا. ورَمَص اللَّهُ مُصِيبَتَه يَرْمُصُها رَمْصاً: جَبَرَها. ورَمَصَ بَيْنَ الْقَوْمِ يَرْمُص رَمْصاً: أَصلَحَ. ورَمَصَ الشيءَ: طلَبَه ولَمَسه. ورَمَصَ الرجلُ لأَهله رَمْصاً: اكْتَسَبَ. ورَمَصَت الدجاجةُ: ذَرَقَتْ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ قَبَّح اللَّه أُمّاً رَمَصَت بِهِ أَي وَلَدَتْه. والرَّمَصُ والرَّمِيصُ: مَوْضِعَانِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَهمل الْجَوْهَرِيُّ مِنْ هَذَا الْفَصْلِ الرَّمِيصَ، وَهُوَ بَقْلٌ أَحمر، قَالَ عَدِيٌّ:
أَحْمَرَ مَطْموثاً كماءِ الرَّمِيص
رهص: الرَّهْصُ: أَن يُصِيبَ الحجرُ حَافِرًا أَو مَنْسِماً فيَذْوَى باطنُه، تَقُولُ: رَهَصه الحجرُ وَقَدْ رُهِصَت الدَّابة رَهْصاً ورَهِصَت وأَرْهَصَه اللَّهُ، وَالِاسْمُ الرَّهْصةُ. الصِّحَاحُ: والرَّهْصةُ أَن يَذْوَى باطِنُ حافِر الدَّابة مِنْ حَجَرٍ تَطؤُه مِثْلُ الوَقْرة؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
يُساقطُها تَتْرَى بِكُلِ خَمِيلة، ... كبَزْغِ البِيَطْرِ الثَّقفِ رَهْص الكَوادِنِ
والثَّقْفُ: الحاذِقُ. والكَوادِنُ: البَراذِين. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ مِنْ رَهْصةٍ أَصابَتْه.
قَالَ ابْنُ الأَثير: أَصلُ الرَّهْصِ أَن يُصِيبَ باطنَ حَافِرِ الدَّابَّةِ شيءٌ يُوهِنُه أَو يُنْزِلُ فِيهِ الماءَ مِنَ الإِعْياء، وأَصل الرَّهْصِ

(7/43)


شدَّةُ العَصْر؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
فرَمَيْنا الصيدَ حَتَّى رَهَصْناه
أَي أَوْهَنَّاه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
مَكْحُولٍ: أَنه كَانَ يَرْقِي مِنَ الرَّهْصةِ: اللَّهُمَّ أَنت الْوَاقِي وأَنت الْبَاقِي وأَنت الشَّافِي.
والرَّواهِصُ: الصخورُ المُتراصِفةُ الثَّابِتَةُ. ورَهِصَت الدابةُ، بِالْكَسْرِ، رَهْصاً وأَرْهَصَها اللهُ: مِثْلُ وَقِرَت وأَوْقَرَها اللَّهُ، وَلَمْ يَقُلْ «3» رُهِصَت، فَهِيَ مَرْهوصة ورَهِيصٌ، وَدَابَّةٌ رَهِيصٌ ورَهِيصةٌ: مَرْهوصة، وَالْجَمْعُ رَهْصَى. والرَّواهِصُ مِنَ الْحِجَارَةِ: الَّتِي تَرْهُصُ الدَّابَّةَ إِذا وطِئَتْها، وَقِيلَ: هِيَ الثَّابِتَةُ المُلْتزِقةُ المُتراصِفةُ، واحدتُها راهِصةٌ. والرَّهْصُ: شِدَّةُ الْعَصْرِ. أَبو زَيْدٍ: رَهِصَت الدابةُ ووَقِرَت مِنَ الرَّهْصة والوَقْرةِ. قَالَ ثَعْلَبٌ: رَهِصَت الدَّابَّةُ أَفصح مِنْ رُهِصَت؛ وَقَالَ شِمْرٌ فِي قَوْلِ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ فِي صِفَةِ جَمَلٍ:
شَدِيد وَهْصٍ قَليل الرَّهْصِ مُعْتَدل، ... بصَفْحَتَيه مِنَ الأَنْساع أَنْدابُ
قَالَ: الوَهْصُ الوطءُ والرَّهْصُ الغَمزُ والعِثَار. ورَهَصَه فِي الأَمر رَهْصاً: لامَه: وَقِيلَ: اسْتَعْجَلَه. ورَهَصَنِي فُلَانٌ فِي أَمر فُلَانٍ أَي لامَنِي، ورَهَصَني فِي الأَمر أَي اسْتَعْجَلَنِي فِيهِ، وَقَدْ أَرْهَصَ اللَّهُ فُلَانًا للخَير أَي جَعَلَهُ مَعْدِناً لِلْخَيْرِ ومَأْتىً. وَيُقَالُ: رَهَصَنِي فلانٌ بِحَقِّه أَي أَخَذني أَخْذاً شَدِيدًا. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ رَهَصَه بِدَينِه رَهْصاً وَلَمْ يُعَتِّمْه أَي أَخذه بِهِ أَخذاً شَدِيدًا عَلَى عُسرة ويُسْرة فَذَلِكَ الرَّهْص. وَقَالَ آخَرُ: مَا زِلْتُ أُراهصُ غَريمي مذُ الْيَوْمِ أَي أَرْصدُهُ. ورَهَصْت الحائطَ بِمَا يُقيمه إِذا مالَ. قَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: لِلْفَرَسِ عرْقان فِي خَيْشومِه وَهُمَا النَّاهِقَانِ، وإِذا رَهَصَهُما مَرِضَ لَهُمَا. ورُهِصَ الحائطُ: دُعِمَ. والرِّهْص، بِالْكَسْرِ: أَسْفلُ عِرْقٍ فِي الْحَائِطِ. والرِّهْصُ: الطِّين الَّذِي يُجْعل بعضُه عَلَى بَعْضٍ فيُبْنى بِهِ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَدري مَا صِحَّتُه غَيْرَ أَنهم قَدْ تَكَلَّمُوا بِهِ. والرِّهَّاص: الَّذِي يَعْمَلُ الرِّهْصَ. والمَرْهَصةُ، بِالْفَتْحِ: الدرجةُ وَالْمَرْتَبَةُ. والمَراهِصُ: الدَّرَجُ؛ قَالَ الأَعشى:
رَمَى بِكَ فِي أُخراهمُ تَرْكُكَ العُلى، ... وفُضِّل أَقوامٌ عَلَيْكَ مراهِصَا
وَقَالَ الأَعشى أَيضاً فِي الرَّوَاهِصِ:
فعَضَّ حَديدَ الأَرضِ، إِن كُنْتَ ساخِطاً، ... بِفِيكَ وأَحْجارَ الكُلابِ الرَّواهِصا
والإِرْهاصُ: الإِثْبات، وَاسْتَعْمَلَهُ أَبو حَنِيفَةَ فِي الْمَطَرِ فَقَالَ: وأَما الفَرْغُ المُقدّم فإِنّ نَوْءَه مِنَ الأَنواءِ الْمَشْهُورَةِ المذكورةِ الْمَحْمُودَةِ النَّافِعَةِ لأَنه إِرْهاصٌ للْوَسْمِيّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه يُرِيد أَنه مُقدِّمة لَهُ وإِيذانٌ بِهِ. والإِرْهاصُ عَلَى الذَّنب: الإِصْرارُ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
وإِنّ ذنْبَه لَمْ يَكُنْ عَنْ إِرْهاصٍ
أَي عَنْ إِصْرارٍ وإِرْصادٍ، وأَصله مِنَ الرَّهْصِ، وَهُوَ تأْسِيسُ البُنْيانِ. والأَسَدُ الرَّهِيصُ: مِنْ فُرْسان العرب معروف.
روص: التَّهْذِيبُ: راصَ الرجلُ إِذا عَقَلَ بَعْدَ رُعُونةٍ.