لسان العرب فصل الغين المعجمة
غبص: غَبِصَت عينُه غَبَصاً: كَثُرَ الرَّمَصُ فِيهَا مِنْ إِدامَةِ
الْبُكَاءِ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: أَخذْتُه مُغافَصةً ومُغابَصةً
ومُرافصةً أَي أَخذته مُعازّةً؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ أَجد فِي غَبص
غيرَ قَوْلِهِمْ أَخذته مُغَابَصَةً أَي مُعَازَّةً.
غصص: الْغُصَّةُ: الشَّجَا. وَقَالَ اللَّيْثُ: الغُصّةُ شَجاً يُغَصُّ
بِهِ فِي الحَرْقَدة، وغَصصْت بِاللُّقْمَةِ وَالْمَاءِ، وَالْجَمْعُ
الغُصَصُ. والغَصَصُ، بِالْفَتْحِ: مصدرُ قَوْلِكَ غَصِصْت يَا رَجُلُ
تَغَصُّ، فأَنت غاصٌّ بِالطَّعَامِ وغصّانُ. وغَصَصْت وغَصِصْت أَغَصُّ
وأَغُصُّ بِهَا غَصّاً وغَصَصاً: شَجِيت، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ
الْمَاءَ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: خالِصاً سائِغاً
لِلشَّارِبِينَ، قِيلَ:
إِنه مِنْ بَينِ الْمَشْرُوبَاتِ لَا يَغَصُّ بِهِ شارِبُه.
يُقَالُ: غَصِصْت بِالْمَاءِ أَغَصُّ غَصَصاً إِذا شَرِقْت بِهِ أَو
وَقفَ فِي حَلْقِكَ فَلَمْ تكدْ تُسِيغُه. وَرَجُلٌ غَصّانُ: غاصٌّ؛
قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ:
(7/60)
لَوْ بِغَيْرِ الماءِ حَلْقِي شَرِقٌ، ...
كنْتُ كالغَصّانِ بِالْمَاءِ اعْتِصارِي
وأَغْصَصْته أَنا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: غَصَصْت لُغَةُ الرِّباب.
والغُصّةُ: مَا غَصِصْت بِهِ، وغُصَصُ الموتِ مِنْهُ. وغَصَّ المكانُ
بأَهْله: ضاقَ. والمنزلُ غاصٌّ بِالْقَوْمِ أَي مُمْتَلِئٌ بِهِمْ.
وأَغَصَّ فلانٌ الأَرضَ عَلَيْنَا أَي ضَيّقها فغَصَّت بِنَا أَي
ضَاقَتْ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
أَغَصَّتْ عَلَيْكَ الأَرضَ قَحْطانُ بالقَنا، ... وبالهُنْدُوانِيّات
والقُرَّحِ الجُرْدِ
وَذُو الغُصّة: لقبُ رَجُلٌ مِنْ فُرْسان الْعَرَبِ. والغَصْغَصُ:
ضرْبٌ مِنَ النبات.
غفص: غافَصَ الرجلَ مُغافَصةً وغِفاصاً: أَخذه عَلَى غرّةٍ فَركِبَه
بمَساءة. والغافِصةُ: مِنْ أَوازِم الدَّهْرِ؛ وأَنشد:
إِذا نَزَلَت إِحْدَى الأُمورِ الغَوافِص
وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: أَخذْتُه مُغافَصةً ومُغابَصةً ومُرافَصةً
أَي أَخذْتُه مُعازّة.
غلص: الغَلْصُ: قَطْعُ الغَلْصَمةِ.
غمص: غَمَصَه وغَمِصَه يَغْمِصُه ويَغْمَصُه غَمْصاً واغْتَمَصَه:
حَقَّرَه واسْتَصْغَره وَلَمْ يَرَهُ شَيْئًا، وَقَدْ غَمِصَ فلانٌ
يَغْمَصُ غَمَصاً، فَهُوَ أَغْمَصُ. وَفِي حَدِيثِ
مَالِكِ بْنِ مُرَارة الرَّهَاوِيّ: أَنه أَتى النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِني أُوتِيتُ مِنَ الجَمالِ مَا تَرى
فَمَا يسُرُّني أَن أَحداً يَفْضُلني بشِرَاكي فَمَا فَوْقَهَا فَهَلْ
ذَلِكَ مِنَ البَغْي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنما ذَلِكَ مَنْ سَفِهَ الحقَّ وغَمَطَ الناس
، وفي بعض الرواية:
وغَمَصَ الناسَ
أَي احْتَقَرهم وَلَمْ يَرَهم شَيْئًا. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ أَنه قَالَ لقَبِيصة بْنِ جَابِرٍ حِينَ اسْتَفْتاه فِي قَتْلِه
الصيدَ وَهُوَ مُحْرِم قَالَ: أَتَغْمِصُ الفُتْيا وتقْتُل الصيدَ
وأَنتَ مُحْرم؟
أَي تَحْتَقِرُ الْفُتْيَا وتَسْتَهِينُ بِهَا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ
وَغَيْرُهُ: غَمَصَ فُلَانٌ النَّاسَ وغَمَطهم وَهُوَ الِاحْتِقَارُ
لَهُمْ والازْدِراءُ بِهِمْ، وَمِنْهُ غَمْصُ النِّعْمَةِ. وَفِي
حَدِيثِ
عَلِيٍّ: لَمَّا قَتَلَ ابنُ آدمَ أَخاه غَمَصَ اللهُ الخلقَ،
أَراد نَقَصَهم مِنَ الطُّولِ وَالْعَرْضِ وَالْقُوَّةِ والبَطْش
فَصَغَّرَهُمْ وحقَّرهم. وغَمَصَ النِّعْمَةَ غَمْصاً: تهاوَنَ بِهَا
وكفَرَها وازْدَرَى بِهَا. واغْتَمَصْت فُلَانًا اغْتِماصاً:
احْتَقَرْتَهُ. وغَمَصَ عَلَيْهِ قَوْلًا قَالَهُ: عابَه عَلَيْهِ.
وَفِي حَدِيثِ الإِفك:
إِن رأَيتُ مِنْهَا أَمْراً أَغْمِصُه عَلَيْهَا
أَي أَعِيبُها بِهِ وأَطْعَنُ بِهِ عَلَيْهَا. ورجلٌ غَمِصٌ عَلَى
النَّسَبِ: عَيّاب. وَرَجُلٌ مَغْموص عَلَيْهِ فِي حَسبَه أَو فِي
دِينِه ومَغْموزٌ أَي مَطْعُونٌ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ تَوْبَةِ
كَعْبٍ:
إِلَّا مَغْموصاً عَلَيْهِ بالنِّفَاق
أَي مَطْعُونًا فِي دِينه متَّهماً بِالنِّفَاقِ. والغَمَصُ فِي
الْعَيْنِ: كالرَّمَص. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ الصِّبْيَانُ يُصْبِحُون غُمْصاً رُمْصاً
ويُصْبِح رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَقِيلًا
دَهِيناً
يَعْنِي فِي صِغَره؛ وَقِيلَ: الغَمَصُ مَا سالَ والرَّمَصُ مَا
جَمَدَ، وَقِيلَ: هُوَ شَيْءٌ تَرْمِي بِهِ العينُ مِثْلُ الزَّبَدِ،
وَالْقِطْعَةُ مِنْهُ غَمَصة، وَقَدْ غَمِصَت عينُه، بِالْكَسْرِ،
غَمَصاً. ابْنُ شُمَيْلٍ: الغَمَصُ الَّذِي يَكُونُ مِثْلَ الزَّبَدِ
أَبيض يَكُونُ فِي نَاحِيَةِ الْعَيْنِ، والرَّمَصُ الَّذِي يَكُونُ
فِي أُصول الهُدْب. وَقَالَ: أَنا مُتَغَمِّصٌ مِنْ هَذَا الْخَبَرِ
ومتوصِّمٌ ومُمْدَئِلٌّ ومرنّحٌ ومُغَوثٌ، وَذَلِكَ إِذا كَانَ خَبَرًا
يسُرّه وَيَخَافُ أَن لَا يَكُونَ حَقًّا أَو يَخَافُهُ وَيَسُرُّهُ.
(7/61)
والشِّعْرَى الغَمُوص والغُمَيْصاء
وَيُقَالُ الرُّمَيْصَاءُ: مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ، وَهِيَ فِي
الذِّرَاعِ أَحد الْكَوْكَبَيْنِ، وأُخْتُها الشِّعْرَى العَبُور،
وَهِيَ الَّتِي خَلْف الجوزاءِ، وإِنما سُمِّيَتِ الغُمَيْصاء بِهَذَا
الِاسْمِ لصِغرَها وَقِلَّةِ ضَوْئِهَا مِنْ غَمَصِ الْعَيْنِ، لأَن
الْعَيْنَ إِذا رَمِصَت صَغُرت. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: تَزْعُمُ
الْعَرَبُ فِي أَخبارها أَن الشِّعْرَيَين أُخْتا سُهَيْلٍ وأَنها
كَانَتْ مُجْتَمِعَةً، فانحدَرَ سُهَيْلٌ فَصَارَ يَمَانِيًّا،
وتَبِعَتْه الشِّعْرَى الْيَمَانِيَةُ فعَبَرت البحرَ فسُمِّيت
عبُوراً، وأَقامت الغُمَيصاءُ مكانَها فبَكَتْ لِفَقْدِهما حَتَّى
غَمِصت عينُها، وَهِيَ تَصْغِيرُ الغَمْصاء، وَبِهِ سُمِّيَتْ أُم
سَلِيمٍ الغَمْصاء، وَقِيلَ: إِن العَبُور تَرَى سُهَيلًا إِذا طلَع
فكأَنّها تَسْتَعْبر، والغُمَيصاء لَا تَرَاهُ فَقَدْ بَكتْ حَتَّى
غَمِصت، وَتَقُولُ الْعَرَبُ أَيضاً فِي أَحاديثها: إِن الشِّعْرَى
العَبور قَطَعَتِ المَجَرَّةَ فَسُمِّيَتْ عَبُوراً، وَبَكَتِ الأُخرى
عَلَى إِثْرها حَتَّى غَمِصَت فَسُمِّيَتِ الغُمَيصاء. وَفِي
الْحَدِيثِ فِي ذِكْرِ الغُمَيصاء:
هِيَ الشِّعْرَى الشاميّةُ وأَكبرُ كَوْكَبَيِ الذِّرَاعِ
الْمَقْبُوضَةِ.
والغُمَيْصاءُ: مَوْضِعٌ بِنَاحِيَةِ الْبَحْرِ. وَقَالَ
الْجَوْهَرِيُّ: الغُمَيْصاء اسْمُ مَوْضِعٍ، وَلَمْ يُعَيّنْه. قَالَ
ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ وَلَّادٍ فِي الْمَقْصُورِ وَالْمَمْدُودِ
فِي حَرْفِ الْغَيْنِ: والغُمَيْصاء مَوْضِعٌ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ
الَّذِي أَوْقَعَ فِيهِ خالدُ بنُ الْوَلِيدِ ببَني جَذِيمةَ مِنْ
بَنِي كِنَانَةَ؛ قَالَتِ امرأَة مِنْهُمْ:
وكائِنْ تَرى يَوْمَ الغُمَيْصاء مِنْ فَتىً ... أُصِيبَ، وَلَمْ
يَجْرَحْ، وَقَدْ كَانَ جَارِحَا
وأَنشد غَيْرُهُ فِي الغُمَيْصاء أَيضاً:
وأَصبحَ عَنِّي بالغُمَيْصاء جَالِسًا ... فَرِيقانِ: مسؤولٌ، وآخَرُ
يَسْأَلُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفِي إِعرابه إِشكال وَهُوَ أَن قَوْلَهُ
فَرِيقَانِ مرفوع بالابتداء ومسؤول وَمَا بَعْدَهُ بَدَلٌ مِنْهُ وخبرُ
الْمُبْتَدَأِ قولهُ بالغُمَيْصاء وَعَنِّي مُتَعَلِّقٌ بيسأَل
وَجَالِسًا حَالٌ وَالْعَامِلُ فِيهِ يسأَل أَيضاً، وَفِي أَصبح
ضَمِيرُ الشأْن وَالْقِصَّةِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فَرِيقَانِ اسمَ
أَصبح وَبِالْغُمَيْصَاءِ الْخَبَرَ، والأَول أَظهر. والغُمَيْصاءُ:
اسم امرأَة.
غنص: أَبو مَالِكٍ عَمْرُو بْنُ كِرْكِرَة: الغَنَصُ ضِيقُ الصَّدْرِ.
يُقَالُ: غَنَصَ صَدْرُه غُنوصاً.
غوص: الغَوْصُ: النُّزولُ تَحْتَ الْمَاءِ، وَقِيلَ: الغَوْصُ الدخولُ
فِي الْمَاءِ، غاصَ فِي الْمَاءِ غَوْصاً، فَهُوَ غائصٌ وغَوّاصٌ،
وَالْجَمْعُ غاصَة وغَوّاصُون. اللَّيْثُ: والغَوْصُ مَوْضِعٌ يُخْرَج
مِنْهُ اللُّؤْلُؤُ. والغَوّاصُ: الَّذِي يَغُوصُ فِي الْبَحْرِ عَلَى
اللُّؤْلُؤِ، والغاصةُ مُسْتخرجُوه، وَفِعْلُهُ الغِياصة. قَالَ
الأَزهري: يُقَالُ لِلَّذِي يَغُوصُ عَلَى الأَصداف فِي الْبَحْرِ
فَيَسْتَخْرِجُهَا غائصٌ وغَوّاصٌ، وَقَدْ غاصَ يغُوصُ غَوْصاً،
وَذَلِكَ الْمَكَانُ يُقَالُ لَهُ المَغاصُ، والغَوْصُ فِعْلُ
الْغَائِصِ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع الغَوْصَ بِمَعْنَى المَغاصِ إِلا
لِلَّيْثِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِنه نَهَى عَنْ ضَرْبةِ الْغَائِصِ
، هُوَ أَن يَقُولَ لَهُ أَغُوصُ فِي الْبَحْرِ غَوْصةً بِكَذَا، فَمَا
أَخْرَجْتُه فَهُوَ لَكَ، وإِنما نَهَى عَنْهُ لأَنه غَرَرٌ.
والغَوْصُ: الْهُجُومُ عَلَى الشَّيْءِ، والهاجِمُ عَلَيْهِ غائصٌ.
وَالْغَائِصَةُ: الحائضُ الَّتِي لَا تُعْلِم أَنها حَائِضٌ.
والمُتَغَوِّصةُ: الَّتِي لَا تَكُونُ حَائِضًا فَتُخْبِرُ زَوْجَهَا
أَنها حَائِضٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لُعِنَت الغائصةُ والمُتَغَوِّصة
، وَفِي رِوَايَةٍ:
والمُغَوِّصة
، فَالْغَائِصَةُ الْحَائِضُ الَّتِي لَا تُعْلِم زَوْجَها أَنها
حَائِضٌ ليجتَنِبَها فيُجامِعُها وَهِيَ حَائِضٌ، والمُغَوِّصة الَّتِي
لَا تَكُونُ حَائِضًا فتكذِبُ فَتَقُولُ لزوجها إِني حائض.
(7/62)
|