لسان العرب فصل الغين المعجمة
غبض: اللَّيْثُ: التَّغْبِيضُ أَن يُرِيدَ الإِنسان الْبُكَاءَ فَلَا
تُجِيبُه الْعَيْنِ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا حَرْفٌ لَمْ أَجده
لِغَيْرِهِ، قَالَ: وأَرجو أَن يَكُونَ صَحِيحًا.
غرض: الغَرْضُ: حِزامُ الرَّحْلِ، والغُرْضةُ كالغَرْضِ، وَالْجُمَعِ
غُرْضٌ مِثْلِ بُسْرةٍ وبُسْرٍ وغُرُضٌ مِثْلَ كُتُبٍ. والغُرْضةُ،
بِالضَّمِّ: التَّصْدِيرُ، وَهُوَ للرحْل بِمَنْزِلَةِ الحِزامِ
للسَّرْج والبِطانِ، وَقِيلَ: الغَرْضُ البِطانُ للقَتَبِ، وَالْجَمْعِ
غُرُوضٌ مِثْلَ فَلْسٍ وفُلُوسٍ وأَغْراضٌ أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ
بَرِّيٍّ: وَيُجْمَعُ أَيضاً على أَغْرُضٍ مِثْلَ فَلْس وأَفْلُسٍ؛
قَالَ هِمْيانُ بْنُ قُحافة السَّعْدِيُّ:
يَغْتالُ طُولَ نِسْعِه وأَغْرُضِهْ ... بِنَفْخِ جَنْبَيْه، وعَرْضِ
رَبَضِهْ
(7/193)
وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: المُغَرَّضُ
موضعُ الغُرْضة، قَالَ: وَيُقَالُ لِلْبَطْنِ المُغَرَّضُ. وغَرَضَ
البعيرَ بالغَرْض والغُرْضةِ يَغْرِضُه غَرْضاً. شدَّه. وأَغْرَضْتُ
الْبَعِيرَ: شَدَدْت عَلَيْهِ الغَرْضَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا تُشَدُّ الرِّحالُ الغُرْضُ إِلا إِلى ثلاثةِ مَساجِدَ
، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. والمُغَرَّضُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يَقَعُ
عَلَيْهِ الغَرْضُ أَو الغُرْضةُ؛ قَالَ:
إِلى أَمُونٍ تَشْتَكي المُغَرَّضا
والمَغْرِضُ: المَحْزِمُ، وَهُوَ مِنَ الْبَعِيرِ بِمَنْزِلَةِ
الْمُحَزَّمِ مِنَ الدَّابَّةِ، وَقِيلَ: المَغْرِضُ جَانِبُ الْبَطْنِ
أسفَلَ الأَضْلاعِ الَّتِي هِيَ مَواضِع الغَرْضِ مِنْ بُطُونِهَا؛
قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ:
يَشْرَبْنَ حَتَّى يُنْقِضَ المَغارِضُ، ... لَا عائِفٌ مِنْهَا وَلَا
مُعارِضُ
وأَنشد آخَرُ لِشَاعِرٍ:
عَشَّيْت جابانَ حَتَّى اسْتَدَّ مَغْرِضُه، ... وكادَ يَهْلِكُ،
لَوْلَا أَنَّه اطَّافا «1»
أَي انسَدَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ مِنْ شِدَّةِ الِامْتِلَاءِ،
وَالْجَمْعُ المَغارِضُ. والمَغْرِضُ: رأْس الْكَتِفِ الَّذِي فِيهِ
المُشاشُ تحتَ الغُرْضُوفِ، وَقِيلَ: هُوَ بَاطِنٌ مَا بَيْنَ العَضُدِ
مُنْقَطَعِ «2» الشَّراسِيفِ. والغَرْضُ: المَلْءُ. والغَرْضُ:
النقصانُ عَنِ المِلْءِ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. وغَرَضَ الحوْضَ
والسِّقاءَ يَغْرِضُهما غَرْضاً: مَلأَهُما؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ:
وأَرى اللحياني حَكَى أَغْرَضَه؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
لَا تأْوِيا للحوْضِ أَن يَغِيضا، ... أَن تُغْرضا خَيْرٌ مِنْ أَن
تَغِيضا
والغَرْضُ: النقصانُ؛ قَالَ:
لَقَدْ فَدَى أَعْناقَهُنَّ المَحْضُ ... والدَّأْظُ، حَتَّى مَا
لَهُنَّ غَرْضُ
أَي كَانَتْ لَهُنَّ أَلبان يُقْرَى مِنْهَا فَفَدَتْ أَعناقَها مِنْ
أَن تَنْحَرَ. وَيُقَالُ: الغَرْضُ مَوْضِعُ مَاءٍ تَرَكْتَه فَلَمْ
تَجْعَلْ فِيهِ شَيْئًا؛ يُقَالُ: غَرِّضْ فِي سِقَائِكَ أَي لَا
تملأْه. وَفُلَانٌ بَحْرٌ لَا يُغَرَّضُ أَي لَا يُنْزَحُ؛ وَقِيلَ فِي
قَوْلِهِ:
والدَّأْظُ حَتَّى مَا لَهُنَّ غَرْضُ
إِن الغَرْضَ مَا أَخْلَيْتَه مِنَ الْمَاءِ كالأَمْتِ فِي السِّقَاءِ.
والغَرْضُ أَيضاً: أَن يَكُونَ الرَّجُلُ سَمِينًا فيُهْزَلَ فَيَبْقَى
فِي جَسَدِهِ غُرُوضٌ. وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ: الغَرْضُ أَن يَكُونَ
فِي جُلودها نُقْصانٌ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الغَرْضُ
التَّثَنِّي. والغَرَضُ: الضَّجَر والملالُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ
للحُمامِ بْنِ الدُّهَيْقِين:
لَمَّا رأَتْ خَوْلَةُ مِنِّي غَرَضا، ... قامَتْ قِياماً رَيِّثاً
لِتَنْهَضا
قَوْلُهُ: غَرَضا أَي ضجَراً. وغَرِضَ مِنْهُ غَرَضاً، فَهُوَ غَرِضٌ:
ضَجِرَ وقَلِقَ، وَقَدْ غَرِضَ بالمُقامِ يَغْرَضُ غَرَضاً وأَغْرَضَه
غَيْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ إِذا مَشَى عُرِفَ فِي مَشْيِه أَنه غَيْرُ غَرِضٍ
؛ الغَرِضُ: القَلِقُ الضَّجِرُ. وَفِي حَدِيثِ
عَديّ: فسِرْتُ حَتَّى نزلْت جَزِيرةَ الْعَرَبِ فأَقمت بِهَا حَتَّى
اشْتَدَّ غَرَضِي
أَي ضجَرِي ومَلالي. والغَرَضُ أَيضاً:
__________
(1) . استدَّ أَي انسدَّ.
(2) . قوله [بين العضد منقطع] كذا بالأَصل.
(7/194)
شِدَّةُ النِّزاعِ نَحْوَ الشَّيْءِ
والشوْقِ إِليه. وغَرِض إِلى لِقائِه يَغْرَضُ غَرَضاً، فَهُوَ غَرِضٌ:
اشتاقَ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمةَ:
إِنِّي غَرِضْتُ إِلى تَناصُفِ وجْهِها، ... غَرَضَ المُحِبِّ إِلى
الحَبِيبِ الغائِبِ
أَي مَحاسِنِ وجْهِها الَّتِي يُنْصِفُ بعضُها بَعْضًا فِي الْحُسْنِ؛
قَالَ الأَخفش: تَفْسِيرُهُ «1» غَرِضْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ إِليه لأَن
الْعَرَبَ تُوصِلُ بِهَذِهِ الْحُرُوفِ كُلِّهَا الْفِعْلَ، قَالَ
الْكِلَابِيُّ:
فَمَنْ يَكُ لَمْ يَغْرَضْ فإِنَّي وناقَتِي، ... بِحَجْرٍ، إِلى أَهلِ
الحِمَى غَرِضانِ
تَحِنُّ فَتُبْدي مَا بِها مِنْ صَبابةٍ، ... وأُخْفِي الَّذِي لوْلا
الأَسَى لَقَضاني
وَقَالَ آخَرُ:
يَا رُبَّ بَيْضاءَ، لَهَا زَوْجٌ حَرِضْ، ... تَرْمِيكَ بالطَّرْفِ
كَمَا يَرْمِي الغَرِضْ
أَي المُشْتاقُ. وغَرَضْنا البَهْمَ نَغْرِضُه غَرْضاً: فَصَلْناه عَنْ
أُمَّهاتِه. وغَرَضَ الشيءَ يَغْرِضُه غَرْضاً: كسَره كسْراً لَمْ
يَبِنْ. وانْغَرَضَ الغُصْن: تَثَنَّى وانكَسر انْكِساراً غَيْرَ
بَائِنٍ. والغَرِيضُ: الطَّرِيُّ مِنَ اللَّحْمِ وَالْمَاءِ
وَاللَّبَنِ وَالتَّمْرِ. يُقَالُ: أَطْعِمْنا لَحْمًا غَرِيضاً أَي
طَرِيًّا. وغَرِيضُ اللَّبَنِ وَاللَّحْمِ: طريُّه. وَفِي حَدِيثِ
الغِيبة:
فَقاءَتْ لَحْمًا غَرِيضاً
أَيْ طَريّاً؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
عُمَرَ: فيُؤْتى بالخبزِ لَيِّنًا وَبِاللَّحْمِ غَريضاً.
وغَرُضَ غِرَضاً، فَهُوَ غَريضٌ أَي طَرِيّ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ
الطَّائِيُّ يَصِفُ أَسداً:
يَظَلُّ مُغِبّاً عِنْدَه مِنْ فَرائِسٍ ... رُفاتُ عِظامٍ، أَو
غَرِيضٌ مُشَرْشَرُ
مُغِبّاً أَي غَابًّا. مُشَرْشَرٌ: مُقَطَّعٌ، وَمِنْهُ قِيلَ لِمَاءِ
الْمَطَرِ مَغْرُوضٌ وغَريضٌ؛ قَالَ الحادرةُ:
بَغَرِيضِ سارِيةٍ أَدَرَّتْه الصَّبا، ... مِنْ ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ
المُسْتَنْقَعِ
والمَغْرُوضُ: ماءُ الْمَطَرِ الطَّرِيّ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
تَذَكَّرَ شَجْوه، وتَقاذَفَتْه ... مُشَعْشَعةٌ بِمَغْرُوضٍ زُلالِ
وَقَوْلُهُمْ: وَرَدْتُ الْمَاءَ غارِضاً أَي مُبْكِراً. وغَرَضْناه
نَغْرِضُه غَرْضاً وغَرَّضْناه: جَنَيْناه طَريّاً أَو أَخذْناه
كَذَلِكَ. وغَرَضْتُ لَهُ غَريضاً: سَقَيْتُهُ لَبَنًا حَلِيبًا.
وأَغْرَضْتُ لِلْقَوْمِ غَريضاً: عَجَنْتُ لَهُمْ عَجِينًا
ابْتَكَرْتُه وَلَمْ أُطْعِمهم بائِتاً. ووِرْدٌ غارِضٌ: باكِرٌ.
وأَتَيْتُه غارِضاً: أَولَ النَّهَارِ. وغَرَضَتِ المرأَةُ سِقاءَها
تَغْرِضُه غَرْضاً، وَهُوَ أَن تَمْخَضَه، فإِذا ثَمَّرَ وَصَارَ
ثَميرة قَبْلَ أَن يَجْتَمِعَ زُبْدُهُ صبَّتْه فَسَقَتْهُ لِلْقَوْمِ،
فَهُوَ سقاءٌ مَغْرُوضٌ وغَريضٌ. وَيُقَالُ أَيضاً: غَرَضْنا السخْلَ
نَغْرِضُه إِذا فطَمْناه قَبْلَ إِناه. وغَرَّضَ إِذا تفَكَّه مِنَ
الفُكاهةِ وَهُوَ المِزاحُ. والغَرِيضةُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّوِيقِ،
يُصْرَمُ مِنَ الزَّرْعِ مَا يُرَادُ حَتَّى يَسْتَفْرِكَ ثُمَّ
يُشَهَّى، وتَشْهِيَتُه أَن يُسَخَّن عَلَى المِقْلى حَتَّى يَيْبَسَ،
وإِن شَاءَ جَعَلَ مَعَهُ عَلَى الْمِقْلَى حَبَقاً فَهُوَ أَطيب
لِطَعْمِهِ وَهُوَ أَطيب سَوِيقٍ. والغَرْض: شُعبة فِي الْوَادِي أَكبر
مِنَ الهَجيجِ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَلَا تَكُونُ شُعْبَةً
كَامِلَةً، والجمع
__________
(1) . قوله [تفسيره] ليس الغرض تفسير البيت، ففي الصحاح: وَقَدْ غَرِضَ
بِالْمُقَامِ يَغْرَضُ غرضاً، ويقال أَيضاً: غرضت إِليه بمعنى اشتقت
إِليه، قال الأَخفش تفسيره إلخ.
(7/195)
غِرْضانٌ وغُرْضانٌ. يُقَالُ: أَصابَنا
مَطَرٌ أَسالَ زَهادَ الغِرْضانِ [الغُرْضانِ] ، وزَهادُها صِغارُها.
والغُرْضانُ مِنَ الْفَرَسِ: مَا انْحَدَرَ مِنْ قَصَبَةِ الأَنف مِنْ
جَانِبَيْهَا وَفِيهَا عِرْق البُهْرِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فِي
الأَنف غُرْضانِ وَهُمَا مَا انْحَدَرَ مِنْ قَصَبَةِ الأَنف مِنْ
جَانِبَيْهِ جَمِيعًا؛ وأَما قَوْلُهُ:
كِرامٌ يَنالُ الماءَ، قَبْلَ شِفاهِهِمْ، ... لَهُمْ وارِداتُ
الغُرْضِ شُمُّ الأَرانِبِ
فَقَدْ قِيلَ: إِنه أَراد الغُرْضُوفَ الَّذِي فِي قَصَبَةِ الأَنف،
فَحَذَفَ الْوَاوَ وَالْفَاءَ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: لَهُمْ عارِضات
الوِرْد. وَكُلُّ مَنْ وَرَدَ الْمَاءَ باكِراً، فَهُوَ غارِضٌ،
وَالْمَاءُ غَرِيضٌ، وَقِيلَ: الْغَارِضُ مِنَ الأُنوف الطَّوِيلُ.
والغَرَضُ: هُوَ الهدَفُ الَّذِي يُنْصَبُ فَيُرْمَى فِيهِ،
وَالْجَمْعُ أَغْراضٌ. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ:
أَنه يدعُو شَابًّا مُمْتَلِئاً شَباباً فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ
فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيةَ الغَرَضِ
؛ الغَرَضُ هَاهُنَا: الهدَف، أَراد أَنه يَكُونُ بُعْدُ مَا بَيْنَ
القِطعتين بِقَدْرِ رَمْيةِ السَّهْمِ إِلى الْهَدَفِ، وَقِيلَ:
مَعْنَاهُ وَصْفُ الضَّرْبَةِ أَي تُصِيبُهُ إِصابةَ رميةِ الغرَض.
وَفِي حَدِيثِ
عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: تَخْتَلِفُ بَيْنَ هَذَيْنِ الغَرَضَيْنِ وأَنت
شَيْخٌ كَبِيرٌ.
وغَرَضُه كَذَا أَي حاجَتُه وبُغْيَتُه. وفَهمت غَرَضَكَ أَي قَصْدَك.
واغْتَرَضَ الشيءَ: جَعَلَهُ غَرَضَه. وغَرضَ أَنفُ الرَّجُلِ: شَرِبَ
فَنَالَ أَنفه الْمَاءَ مِنْ قِبَلِ شَفَتِهِ. والغَرِيضُ: الطَّلْع،
والإِغْريضُ: الطلْعُ والبرَدُ، وَيُقَالُ: كُلُّ أَبيض طَرِيٍّ،
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الإِغْريضُ مَا فِي جَوْفِ الطلْعة ثُمَّ شُبِّه
بِهِ البَرَدُ لَا أَنّ الإِغْريضَ أَصل فِي البَرَد. ابْنُ الأَعرابي:
الإِغْريضُ الطلْعُ حِينَ ينشقُّ عَنْهُ كافورُه؛ وأَنشد:
وأَبْيَضَ كالإِغْريضِ لَمْ يَتَثَلَّمِ
والإِغْريضُ أَيضاً: قَطْر جَلِيلٌ تَرَاهُ إِذا وَقَعَ كأَنه أُصول
نَبْل وَهُوَ مِنْ سَحَابَةٍ مُتَقَطِّعَةٍ، وَقِيلَ: هُوَ أَوّلُ مَا
يَسْقُطُ مِنْهَا؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
يَمِيحُ بِعُودِ الضِّرْوِ إِغْريضَ بَغْشةٍ، ... جَلا ظَلْمَه مَا
دُونُ أَن يَتَهَمَّما
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ الْكِسَائِيُّ الإِغْريضُ كُلُّ أَبيضَ
مثلِ اللَّبَنِ وَمَا يَنْشَقُّ عَنْهُ الطلْعُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ:
والغَرِيضُ أَيضاً كُلُّ غِناءٍ مُحْدَثٍ طريٍّ، وَمِنْهُ سُمِّيَ
المُغَني الْغَرِيضَ لأَنه أَتى بغِناءٍ مُحْدَث.
غضض: الغَضُّ والغَضِيضُ: الطَّرِيُّ. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنْ سَرَّه أَن يَقرأَ الْقُرْآنَ غَضّاً كَمَا أُنْزِلَ
فَلْيَسْمَعْه مِنِ ابنِ أُمّ عَبْدٍ
؛ الغَضُّ الطَّرِيُّ الَّذِي لَمْ يَتَغَيَّرْ، أَراد طَرِيقَهُ فِي
القِراءة وهيأَته فِيهَا، وَقِيلَ: أَراد الْآيَاتِ الَّتِي سَمِعَهَا
مِنْهُ مِنْ أَول سُورَةِ النِّسَاءِ إِلى قَوْلِهِ: فَكَيْفَ إِذا
جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ
شَهِيداً. وَمِنْهُ حَدِيثِ
عَلِيٍّ: هَلْ يَنْتَظِرُ أَهلُ غَضاضةِ الشَّبَابِ
أَي نَضارَتِه وطَراوَتِه. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَن رَجُلًا قَالَ: إِن تَزَوَّجْتُ فُلَانَةَ
حَتَّى أَكل الغَضِيض فَهِيَ طَالِقٌ
؛ الغَضِيضُ: الطَّرِيُّ، وَالْمُرَادُ بِهِ الطَّلْعُ، وَقِيلَ:
الثَّمَرُ أَوَّلَ مَا يَخْرُجُ. وَيُقَالُ: شَيْءٌ غَضٌّ بَضٌّ وغاضٌّ
باضٌّ، والأُنثى غَضّةٌ وغَضِيضةٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الغضّةُ
مِنَ النساءِ الرَّقيقةُ الجلدِ الظاهرةُ الدمِ، وَقَدْ غَضَّتْ
تَغِضُّ «2» وتَغَضُّ غَضاضةً وغُضُوضةً. وَنَبْتٌ غَضٌّ: ناعِمٌ؛
وَقَوْلُهُ:
فَصَبَّحَتْ والظِّلُّ غَضٌّ مَا زَحَلْ
أَي أَنه لَمْ تُدْرِكه الشمسُ فَهُوَ غَضٌّ كَمَا أَن النبت إِذا
__________
(2) . قوله [تغض] بكسر الغين على أنه من باب ضرب كما في المصباح
وبفتحها على أَنه من باب سمع كما في القاموس.
(7/196)
لَمْ تُدْرِكْهُ الشَّمْسُ كَانَ كَذَلِكَ.
وَتَقُولُ مِنْهُ: غَضِضْتَ وغَضَضْتَ غَضاضةً وغُضوضةً. وَكُلُّ ناضِر
غَضٌّ نَحْوَ الشَّابِّ وَغَيْرِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنكر
عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ غَضاضةً وَقَالَ: غَضٌّ بيِّن الغُضوضةِ لَا
غَيْرُ، قَالَ: وإِنما يُقَالُ ذَلِكَ فِيمَا يُغْتَضُّ مِنْهُ
ويُؤْنَفُ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ غَضَّ واغْتَضَّ أَي وضَع ونَقَصَ.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ قَالُوا بَضٌّ بيِّن البَضاضةِ
والبُضُوضةِ، قَالَ: وَهَذَا يُقَوِّي قَوْلَ الْجَوْهَرِيِّ فِي
الغَضاضة. التَّهْذِيبُ: وَاخْتُلِفَ فِي فَعَلْتَ مِنْ غَضّ، فَقَالَ
بَعْضُهُمْ: غَضِضْتَ تَغَضُّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: غَضَضْتَ تَغَضُّ.
والغضُّ: الحِبْنُ مِنْ حِينِ يَعْقِدُ إِلى أَن يَسْوَدّ ويَبْيَضَّ،
وَقِيلَ: هُوَ بَعْدَ أَن يَحْدِرَ إِلى أَن يَنْضَج. والغَضِيضُ
الطلْعُ حِينَ يَبْدُو. والغَضُّ مِنْ أَولاد الْبَقَرِ: الْحَدِيثُ
النِّتَاجِ، وَالْجَمْعُ الغِضاضُ؛ قَالَ أَبو حَيَّةَ النُّمَيْرِيُّ:
خَبَأْنَ بِهَا الغُنَّ الغِضاضَ فأَصْبَحَتْ ... لَهُنَّ مَراداً،
والسِّخالُ مَخابِئا
الأَصمعي: إِذا بَدَا الطَّلعُ فَهُوَ الغَضِيضُ، فإِذا اخْضَرَّ
قِيلَ: خَضَبَ النخلُ، ثُمَّ هُوَ الْبَلَحُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ
للطَّلْعِ الغِيضُ والغَضِيضُ والإِغْرِيضُ، وَيُقَالُ غَضَّضَ إِذا
أَكل الغَضَّ. والغَضاضةُ: الفُتُورُ فِي الطَّرَفِ؛ يُقَالُ: غَضَّ
وأَغْضى إِذا دَانَى بَيْنَ جَفْنَيْهِ وَلَمْ يُلاقِ؛ وأَنشد:
وأَحْمَقُ عِرِّيضٌ عَلَيْهِ غَضاضةٌ، ... تَمَرَّسَ بِي مِنْ حَيْنِه،
وأَنا الرَّقِمْ
قَالَ الأَزهري: عَلَيْهِ غَضاضةٌ أَي ذُلّ. وَرَجُلٌ غَضِيضٌ: ذَلِيلٌ
بَيِّنُ الغَضاضةِ مِنْ قَوْمٍ أَغِضّاءَ وأَغِضّةٍ، وَهُمُ
الأَذِلّاءُ. وغَضَّ طَرْفَه وبَصره يَغُضُّه غَضّاً وغَضاضاً وغِضاضاً
وغَضاضةً، فَهُوَ مَغْضُوضٌ وغَضِيضٌ: كفَّه وخَفَضَه وَكَسَرَهُ،
وَقِيلَ: هُوَ إِذا دَانَى بَيْنَ جُفُونِهِ وَنَظَرَ، وَقِيلَ:
الغَضِيضُ الطرْفِ المُسْتَرْخي الأَجفانِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ إِذا فَرِحَ غَضَّ طرْفَه
أَي كسَره وأَطرَق وَلَمْ يَفْتَحْ عَيْنَهُ، وإِنما كَانَ يَفْعَلُ
ذَلِكَ لِيَكُونَ أَبعد مِنَ الأَشَرِ والمَرَحِ. وَفِي حَدِيثِ
أُم سَلَمَةَ: حُمادَياتُ النساءِ غَضُّ الأَطرافِ
، فِي قَوْلِ الْقُتَيْبِيِّ؛ وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ:
وَمَا سُعادُ، غَداةَ الْبَيْنِ إِذ رَحَلُوا، ... إِلا أَغَنُّ
غَضِيضُ الطَّرْفِ، مَكْحُولُ
هُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعول، وَذَلِكَ إِنما يَكُونُ مِنَ الحَياءِ
والخَفَرِ، وغَضَّ مِنْ صَوْتِهِ، وكلُّ شَيْءٍ كَفَفْته، فَقَدْ
غَضَضْتَه، والأَمر مِنْهُ فِي لُغَةِ أَهل الْحِجَازِ: اغْضُضْ. وَفِي
التَّنْزِيلِ: وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ
، أَي اخْفِضِ الصَّوْتَ. وَفِي حَدِيثِ العُطاسِ:
إِذا عَطَسَ غَضَّ صوتَه
أَي خَفَضَه وَلَمْ يَرْفَعْهُ؛ وأَهل نَجْدٍ يَقُولُونَ: غُضَّ
طرْفَك، بالإِدْغامِ؛ قَالَ جَرِيرٌ:
فَغُضَّ الطرْف، إِنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ، ... فَلَا كَعْباً بَلَغْتَ،
وَلَا كِلابا
مَعْنَاهُ: غُضَّ طَرْفَكَ ذُلًّا ومَهانَة. وغَضَّ الطرْفَ أَي كَفَّ
البَصَرَ. ابْنُ الأَعرابي: بضَّضَ الرجلُ إِذا تَنَعَّمَ، وغَضَّضَ
صَارَ غَضّاً مُتَنَعِّماً، وَهِيَ الغَضُوضةُ. وغَضَّضَ إِذا أَصابته
غَضاضةٌ. وانْغِضاضُ الطرْفِ. انْغِماضُه. وَظَبْيٌ غَضِيضُ الطرْفِ
أَي فاتِرُه. وغَضُّ الطرْفِ: احتمالُ الْمَكْرُوهِ؛ وأَنشد أَبو
الْغَوْثِ:
(7/197)
وما كانَ غَضُّ الطرْفِ مِنَّا سَجِيَّةً،
... ولَكِنَّنا فِي مَذْحِجٍ غُرُبان
وَيُقَالُ: غُضَّ مِنْ بَصَرِكَ وغُضَّ مِنْ صَوْتِكَ. وَيُقَالُ: إِنك
لَغَضِيضُ الطرْفِ نَقِيُّ الظَّرْفِ؛ قَالَ: والظَّرْفُ وِعاؤه،
يَقُولُ: لسْتَ بِخَائِنٍ. وَيُقَالُ: غُضَّ مِنْ لِجَامِ فرَسك أَي
صَوِّبْه وانْقُص مِنْ غَرْبِه وحِدّتِه. وغَضَّ مِنْهُ يَغُضُّ أَي
وَضَعَ ونَقَصَ مِنْ قَدْرِهِ. وغَضَّه يَغُضُّه غَضّاً: نَقَصَه.
وَلَا أَغُضُّكَ دِرْهَماً أَي لَا أَنْقُصُكَ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: لَوْ غَضَّ الناسُ فِي الوصِيَّة مِنَ الثلُث
أَي نَقَصُوا وحَطُّوا؛ وَقَوْلُهُ:
أَيّامَ أَسْحَبُ لِمَّتي عَفَرَ المَلا، ... وأَغُضُّ كلَّ مُرَجَّلٍ
رَيّان
قِيلَ: يَعْنِي بِهِ الشَّعَر، فالمُرَجَّلُ عَلَى هَذَا المَمْشُوطُ،
والرّيانُ المُرْتَوِي بِالدُّهْنِ، وأَغُضُّ: أَكُفُّ مِنْهُ،
وَقِيلَ: إِنما يَعْنِي بِهِ الزِّقّ، فالمُرَجَّلُ عَلَى هَذَا
الَّذِي يُسْلَخُ مِنْ رِجْلٍ وَاحِدَةٍ، والرّيّانُ المَلآنُ. وَمَا
عَلَيْكَ بِهَذَا غَضاضةٌ أَي نَقْصٌ وَلَا انْكسارٌ وَلَا ذُلٌّ.
وَيُقَالُ: مَا أَرَدْت بِذَا غَضيضةَ فُلَانٍ وَلَا مَغَضَّتَه
كَقَوْلِكَ: مَا أَردت نَقِيصَتَهُ ومَنْقَصَته. وَيُقَالُ: مَا
غَضَضْتك شَيْئًا أَي مَا نَقَصْتُك شَيْئًا. والغَضْغَضةُ: النَّقْصُ.
وتَغَضْغَضَ الماءُ: نقَص. اللَّيْثُ: الغَضُّ وَزْعُ العَذْلِ؛
وأَنشد:
غُضّ المَلامةَ إِنِّي عَنْك مَشْغُولُ «1»
وغَضْغَضَ الماءَ والشيءَ فَغَضْغَضَ وتَغَضْغَضَ: نقَصه فنَقَصَ.
وَبَحْرٌ لَا يُغَضْغَضُ وَلَا يُغَضْغِضُ أَي لَا يُنْزَحُ. يُقَالُ:
فُلَانٌ بَحْرٌ لَا يُغَضْغَضُ؛ وَفِي الْخَبَرِ: إِن أَحد
الشُّعَرَاءِ الَّذِينَ اسْتَعانَتْ بِهِمْ سَلِيطٌ عَلَى جَرِيرٍ
لَمَّا سَمِعَ جَرِيرًا يُنْشِدُ:
يَتْرُكُ أَصْفانَ الخُصى جَلاجِلا
قَالَ: عَلِمْتُ أَنه بَحْرٌ لَا يُغَضْغَضُ أَو يُغَضْغِضُ؛ قَالَ
الأَحوص:
سَأَطْلُبُ بالشامِ الوَلِيدَ، فإِنَّه ... هوَ البَحْرُ ذُو
التَّيّارِ، لَا يَتَغَضْغَضُ
وَمَطَرٌ لَا يُغَضْغِضُ أَي لَا يَنْقَطِعُ. والغَضْغَضَةُ: أَن
يَتَكَلَّمَ الرجلُ فَلَا يُبِين. والغَضاضُ والغُضاضُ: مَا بَيْنَ
العِرْنينِ وقُصاصِ الشعَر، وَقِيلَ مَا بَيْنَ أَسفل رَوْثَةِ الأَنف
إِلى أَعْلاه، وَقِيلَ هِيَ الرَّوْثةُ نَفْسُهَا؛ قَالَ:
لَمَّا رَأَيْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفّا ... لِلشَّرِّ لَا يُعْطِي
الرِّجالَ النِّصْفا،
أَعْدَمْتُه غُضاضَه والكَفّا
وَرَوَاهُ يَعْقُوبُ فِي الأَلفاظ عُضاضَه، وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَقِيلَ:
هُوَ مُقَدَّمُ الرأْس وَمَا يَلِيهِ مِنَ الْوَجْهِ، وَيُقَالُ
لِلرَّاكِبِ إِذا سأَلته أَن يُعَرّج عَلَيْكَ قَلِيلًا: غُضّ سَاعَةً؛
وَقَالَ الْجَعْدِيُّ:
خَلِيلَيَّ غُضَّا سَاعَةً وتَهَجَّرا
أَي غُضّا مِنْ سَيرِكما وعَرّجا قَلِيلًا ثُمَّ رَوِّحَا
مُتَهَجِّرَيْنِ. وَلَمَّا مَاتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ
عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: هَنِيئاً لَكَ يَا ابْنَ عَوْفٍ خَرَجْتَ مِنَ
الدُّنْيَا بِبِطْنَتِكَ وَلَمْ يَتَغَضْغَضْ مِنْهَا شَيْءٌ؛ قَالَ
الأَزهري: ضَرَبَ البِطْنةَ مَثَلًا لِوُفُورِ أَجره الَّذِي
اسْتَوْجَبَهُ
__________
(1) . قوله [غض الملامة] كذا هو في الأَصل بضاد بدون ياء وفي شرح
القاموس بالياء خطاباً لمؤنث.
(7/198)
بِهِجْرَته وجِهادِه مَعَ النَّبِيِّ،
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَنه لَمْ يَتَلَبَّسْ بِشَيْءٍ
مِنْ وِلايةٍ وَلَا عَمَل يَنْقُصُ أُجُورَه الَّتِي وجَبَت لَهُ.
وَرَوَى ابْنُ الْفَرَجِ عَنْ بَعْضِهِمْ: غَضَضْتُ الغُصْنَ
وغَضَفْتُه إِذا كسرْته فَلَمْ تُنْعِم كَسْرَه. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ
فِي بَابِ مَوْتِ البَخِيلِ: ومالُه وافرٌ لَمْ يُعْطِ مِنْهُ شَيْئًا؛
مِنْ أَمثالهم فِي هَذَا: مَاتَ فُلَانٌ بِبِطْنَتِهِ لَمْ
يَتَغَضْغَضْ مِنْهَا شَيْءٌ، زَادَ غَيْرُهُ: كَمَا يُقَالُ مَاتَ
وَهُوَ عَرِيضُ الْبِطَانِ أَي سَمِينٌ من كثرة المال.
غمض: الغُمْضُ والغَماضُ والغِماضُ والتَّغْماضُ والتَّغْمِيضُ
والإِغْماضُ: النَّوْمُ. يُقَالُ: مَا اكتَحَلْتُ غَماضاً وَلَا
غِماضاً وَلَا غُمْضاً، بِالضَّمِّ، وَلَا تَغْمِيضاً وَلَا تَغْماضاً
أَي مَا نِمْتُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الغُمْضُ والغُمُوضُ والغِماضُ
مَصْدَرٌ لِفِعْلٍ لَمْ يُنْطَقْ بِهِ مِثْلُ القَفْر؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
أَرَّقَ عَيْنَيْكَ، عَنِ الغِماضِ، ... بَرْقٌ سَرَى فِي عارِضٍ
نَهَّاضِ
وَمَا اغْتَمَضَتْ عَيْنايَ وَمَا ذُقْتُ غُمْضا وَلَا غِماضاً أَي مَا
ذُقْتُ نَوْمًا، وَمَا غَمَضْتُ وَلَا أَغْمَضْتُ وَلَا اغْتَمَضْتُ
لُغَاتٌ كُلُّهَا؛ وَقَوْلُهُ:
أَصاحِ تَرى البَرْقَ لَمْ يَغْتَمِضْ، ... يَمُوتُ فُواقاً ويَشْرَى
فُواقا
إِنما أَراد لَمْ يَسْكُن لَمَعانُه فَعَبَّرَ عَنْهُ بيغتمِض لأَن
النَّائِمَ تسكُن حَرَكَاتُهُ. وأَغْمَضَ طرْفَه عنِّي وغَمَّضه:
أَغْلَقَه، وأَغْمَضَ الميِّتَ وغَمَّضَه إِغْماضاً وتَغْمِيضاً.
وتغميضُ الْعَيْنِ: إِغْماضُها. وغَمَّضَ عَلَيْهِ وأَغْمَضَ: أَغْلَقَ
عَيْنَيْهِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِحُسَيْنِ بْنِ مَطِيرٍ الأَسدي:
قَضَى اللهُ، يَا أَسماءُ، أَن لَسْتُ زائِلًا، ... أُحِبُّكِ حَتَّى
يُغْمِضَ العَيْنَ مُغْمِضُ
وغَمَّضَ عَنْهُ: تجاوَزَ. وسَمِعَ الأَمرَ فأَغْمَضَ عَنْهُ
وَعَلَيْهِ، يُكَنَّى بِهِ عَنِ الصَّبْرِ. وَيُقَالُ: سَمِعْتُ مِنْهُ
كَذَا وَكَذَا فأَغْمَضْتُ عَنْهُ وأَغْضَيْتُ إِذا تَغافَلْتَ عَنْهُ.
وأَغْمَضَ فِي السِّلْعة: اسْتَحَطَّ مِنْ ثَمَنِهَا لرداءتِها، وَقَدْ
يَكُونُ التَّغْمِيض مِنْ غَيْرِ نَوْمٍ. وَيَقُولُ الرَّجُلُ لبيِّعه:
أَغْمِضْ لِي فِي البِياعةِ أَي زِدْني لِمَكَانِ رَدَاءَتِهِ أَو
حُطَّ لِي مِنْ ثَمَنِهِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ أَغْمَضَ فِي
الْبَيْعِ يُغْمِضُ إِذا اسْتَزَادَهُ مِنَ المَبيعِ واستحطَّه مِنَ
الثَّمَنِ فَوَافَقَهُ عَلَيْهِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي طَالِبٍ:
هُما أَغْمَضا للقوْمِ فِي أَخَوَيْهِما، ... وأَيْدِيهِما مِنْ حُسْنِ
وصْلِهِما صِفْرُ
قَالَ: وَقَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ:
يَسُومُونَه أَن يُغْمِضَ النَّقْدَ عِنْدَها، ... وَقَدْ حاوَلُوا
شِكْساً عَلَيْهَا يُمارِسُ
وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ
تُغْمِضُوا فِيهِ
؛ يَقُولُ: أَنتم لَا تأْخذونه إِلا بِوَكْسٍ فَكَيْفَ تُعْطُونَهُ فِي
الصَّدَقةِ؟ قَالَهُ الزَّجَّاجُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَسْتُمْ
بِآخِذِيهِ إِلَّا عَلَى إِغْماضٍ أَو بِإِغْماضٍ، ويدُلّك عَلَى أَنه
جَزَاءٌ أَنك تَجِدُ الْمَعْنَى إِن أَغْمَضْتم بَعْدَ الإِغماض
أَخذتموه. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَمْ يأْخذه إِلا عَلَى إِغْماضٍ
؛ الإِغْماضُ: المُسامَحةُ والمُساهَلةُ. وغَمَضْتَ عَنْ فُلَانٍ إِذا
تَساهَلْتَ عَلَيْهِ فِي بَيْعٍ أَو شِرَاءٍ، وأَغْمَضْت. الأَصمعي:
أَتاني ذَاكَ عَلَى اغْتِماضٍ أَي عَفْواً بِلَا تَكَلُّفٍ وَلَا
مَشَقَّةٍ؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ:
(7/199)
والشِّعْرُ يأْتِيني عَلَى اغْتِماضِ، ...
كَرْهاً وطَوْعاً وَعَلَى اعْتِراضِ
أَي أَعْتَرِضُه اعتِراضاً فَآخُذُ مِنْهُ حَاجَتِي مِنْ غَيْرِ أَن
أَكون قَدَّمْتُ الروِيّة فِيهِ. والغَوامِض: صِغَارُ الإِبل،
وَاحِدُهَا غامِضٌ. والغَمْضُ والغامِضُ: الْمُطْمَئِنُّ الْمُنْخَفِضُ
مِنَ الأَرض. وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: الغَمْضُ أَشدّ الأَرض تَطامُناً
يَطمئِنُّ حَتَّى لَا يُرَى مَا فِيهِ، وَمَكَانٌ غَمْض، قَالَ:
وَجَمْعُهُ غُمُوضٌ وأَغماضٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
إِذا اعْتَسَفْنا رَهْوةً أَو غَمْضا
وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرُؤْبَةَ:
بلالِ، يا ابنَ الحَسَبِ الأَمْحاضِ، ... لَيْسَ بأَدْناسٍ وَلَا
أَغْماضِ
جَمْعُ غَمْض وَهُوَ خِلَافُ الْوَاضِحِ، وَهِيَ المَغامِضُ،
وَاحِدُهَا مَغْمَضٌ وَهُوَ أَشدُّ غُؤُوراً. وَقَدْ غَمَضَ المكانُ
وغَمُضَ وغَمَضَ الشيءُ وغَمُضَ يَغْمُضُ غُموضاً فِيهِمَا: خَفِيَ.
اللِّحْيَانِيُّ: غَمَض فُلَانٌ فِي الأَرض يَغْمُضُ ويَغْمِضُ غُموضاً
إِذا ذَهَبَ فِيهَا. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَغْمَضَتِ الفَلاةُ عَلَى
الشخُوص إِذا لَمْ تَظْهَرْ فِيهَا لتغْييبِ الآلِ إِيّاها
وتَغَيُّبِها فِي غُيوبِها؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
إِذا الشخْصُ فِيهَا هَزَّه الآلُ، أَغْمَضَتْ ... عَلَيْهِ كإِغْماضِ
المُغَضِّي هُجُولُها
أَي أَغْمَضَت هُجُولُها عَلَيْهِ. والهُجُولُ: جَمْعُ الهَجْل مِنَ
الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ غامِضاً فِي النَّاسِ
أَي مَغْموراً غَيْرَ مَشْهُورٍ. وَفِي حَدِيثُ
مُعَاذٍ: إِيّاكم ومُغَمِّضاتِ الأُمور
«2» ، وَفِي رِوَايَةٍ:
المُغَمِّضاتِ مِن الذُّنُوبِ
، قَالَ: هِيَ الأُمور الْعَظِيمَةُ الَّتِي يَرْكَبُها الرَّجُلُ
وَهُوَ يَعْرِفُهَا فكأَنه يُغَمِّضُ عَيْنَيْهِ عَنْهَا تَعامِياً
وَهُوَ يُبْصِرُها، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَرُبَّمَا رُوِيَ بِفَتْحِ
الْمِيمِ وَهِيَ الذُّنُوبُ الصِّغَارُ، سُمِّيَتْ مُغَمِّضاتٍ لأَنها
تَدِقُّ وَتَخْفَى فَيَرْكَبُهَا الإِنسان بِضَرْب مِنَ الشُّبْهة
وَلَا يَعْلَمُ أَنه مُؤاخذ بِارْتِكَابِهَا. وكلُّ مَا لَمْ يَتَّجِهْ
لَكَ مِنَ الأُمور، فَقَدْ غَمَضَ عَلَيْكَ. ومُغْمِضاتُ الليلِ:
دَياجِير ظُلَمِه، وغَمُضَ يَغْمُضُ غُمُوضاً وَفِيهِ غُمُوضٌ. قَالَ
اللِّحْيَانِيُّ: وَلَا يَكَادُونَ يَقُولُونَ فِيهِ غُموضةٌ.
والغامِضُ مِنَ الْكَلَامِ: خلافُ الواضحِ، وَقَدْ غَمُضَ غُموضةً
وغَمَّضْتُه أَنا تَغْمِيضاً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ فِيهِ
أَيضاً غَمَضَ، بِالْفَتْحِ، غُمُوضاً، قَالَ: وَفِي كَلَامِ ابْنِ
السَّرَّاجِ قَالَ: فتأَمله فإِنّ فِيهِ غُمُوضاً يَسِيراً. والغامِضُ
مِنَ الرِّجَالِ: الفاتِرُ عَنِ الحَمْلةِ؛ وأَنشد:
والغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِيٌّ فارِضُ، ... لَا يَسْتَطيعُ جَرَّه
الغَوامِضُ
وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الجيِّدِ الرأْي: قَدْ أَغْمَضَ النَّظَرَ. ابْنُ
سِيدَهْ: وأَغْمَضَ النَّظَرَ إِذا أَحْسَنَ النَّظَرَ أَو جَاءَ برأْي
جيِّد. وأَغْمَضَ فِي الرأْي: أَصابَ. ومسأَلة غامِضةٌ: فِيهَا نَظر
ودِقّةٌ. ودارٌ غامِضةٌ إِذا لَمْ تَكُنْ عَلَى شَارِعٍ، وَقَدْ
غَمَضَتْ تَغْمُضُ غُمُوضاً. وحَسَبٌ غامِض: غَيْرُ مَشْهُورٍ.
وَمَعْنًى غامِضٌ: لطِيف. وَرَجُلٌ ذُو غَمْضٍ أَي خَامِلٌ ذلِيل؛
قَالَ كَعْبُ بْنُ لُؤَيٍّ لأَخيه عَامِرِ بْنِ لؤيّ:
__________
(2) . قوله [ومغمضات الأَمور إلخ] هذا ضبط النهاية بشكل القلم وعليه
فمغمضات من غَمَّض بشد الميم، وفي القاموس مُغْمِضَات كمؤمنات من
أَغْمَضَ، واستشهد شارحه بهذا الحديث فلعله جاء بالوجهين.
(7/200)
لَئِنْ كنتَ مَثْلُوجَ الفُؤادِ، لَقَدْ
بَدَا ... لِجَمْعِ لُؤيٍّ منكَ ذِلَّةُ ذِي غَمْضِ
وأَمرٌ غامِض وَقَدْ غَمَضَ، وخَلْخالٌ غامِض: قَدْ غاصَ فِي السَّاق،
وَقَدْ غَمَضَ فِي السَّاق غُموضاً. وكعْبٌ غامِض: وَارَاهُ اللَّحْمُ.
وغَمَضَ في الأَرض يَغْمِضُ ويَغْمُضُ غُموضاً: ذهَب وَغَابَ؛ عَنِ
اللِّحْيَانِيِّ. وَمَا فِي هَذَا الأَمر غَمِيضةٌ وغُمُوضةٌ أَي
عَيْب. وغَمَّضَتِ الناقةُ إِذا رُدَّت عَنِ الحَوْض فحمَلَت عَلَى
الذَّائِدِ مُغمِّضة عَيْنَيْها فَوَرَدَت؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:
يُرْسِلُها التغْمِيضُ، إِنْ لَمْ تُرْسَلِ، ... خَوْصاء، تَرْمِي
باليَتِيمِ المُحْثَلِ
غنض: غَنَضَه يَغْنِضُه غَنْضاً: جهَده وشَقَّ عليه.
غيض: غاضَ الماءُ يَغِيضُ غَيْضاً ومَغِيضاً ومَغاضاً وانْغاضَ: نقَص
أَو غارَ فذهبَ، وَفِي الصِّحَاحِ: قَلَّ فنضَب. وَفِي حَدِيثِ
سَطيح: وغاضَت بُحَيْرةُ ساوَةَ
أَي غارَ مَاؤُهَا وذهَب. وَفِي حَدِيثِ
خُزيمة فِي ذِكْرِ السَّنة: وغاضَت لَهَا الدِّرّة
أَي نقصَ اللَّبنُ. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ تَصِف أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وغاضَ نَبْعَ
الرِّدَّةِ
أَي أَذْهَب مَا نَبَع مِنْهَا وظَهر. وغاضَه هُوَ وغَيَّضَه وأَغاضَه،
يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: غاضَه نقَصه
وفَجَّرَه إِلى مَغيض. والمَغِيضُ: الْمَكَانُ الَّذِي يَغِيضُ فِيهِ
الْمَاءُ. وأَغاضَه وغَيَّضَه وغِيضَ ماءُ الْبَحْرِ، فَهُوَ مَغِيضٌ،
مَفْعُولٌ بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: وغِيضَ الماءُ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ.
وغاضَه اللَّهُ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، وأَغاضَه اللَّهُ أَيضاً؛
فأَما قَوْلُهُ:
إِلى اللَّهِ أَشْكُو مِنْ خَلِيلٍ أَوَدُّه ... ثلاثَ خِلال، كلُّها
ليَ غائِضُ
قَالَ بَعْضُهُمْ: أَراد غَائِظُ، بِالظَّاءِ، فأَبدل الظَّاءَ ضَادًا؛
هَذَا قَوْلُ ابْنِ جِنِّي، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَيَجُوزُ عِنْدِي
أَن يَكُونَ غائِض غَيْرَ بَدَل وَلَكِنَّهُ مِنْ غاضَه أَي نَقصه،
وَيَكُونُ مَعْنَاهُ حِينَئِذٍ أَنه يَنْقُصُني ويَتَهَضَّمُني.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ
؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ مَا نقَص الحَمْل عَنْ تِسْعَةِ أَشهر
وَمَا زَادَ عَلَى التِّسْعَةِ، وَقِيلَ: مَا نقَص عَنْ أَن يَتِمَّ
حَتَّى يَموت وَمَا زَادَ حَتَّى يتمَّ الحمْل. وغَيَّضْت الدَّمع:
نَقَصْته وحَبَسْته. والتغْيِيضُ: أَن يأْخذ العَبْرة مِنْ عَيْنه
ويَقْذِف بِهَا؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ؛ وأَنشد:
غَيَّضْنَ مِنْ عَبَراتِهِنَّ وقُلْنَ لِي: ... مَاذَا لَقِيتَ مِنَ
الهَوَى ولَقِينا؟
مَعْنَاهُ أَنهنّ سَيَّلْنَ دُمُوعَهُنَّ حَتَّى نَزَفْنَها. قَالَ
ابْنُ سِيدَهْ: مَنْ هَاهُنَا لِلتَّبْعِيضِ، وَتَكُونُ زَائِدَةً
عَلَى قَوْلِ أَبي الْحَسَنِ لأَنه يَرَى زِيَادَةَ مِنْ فِي الواجِبِ.
وَحُكِيَ قَدْ كَانَ مِنْ مَطَرٍ أَي قَدْ كَانَ مطَر. وأَعطاه غَيْضاً
مِنْ فَيْضٍ أَي قَلِيلًا مِنْ كَثِيرٍ؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ فِي
قَوْلِهِمْ فُلَانٌ يُعْطِي غَيْضاً مِنْ فَيْضٍ: مَعْنَاهُ أَنه قَدْ
فَاضَ مَالُهُ ومَيْسَرَتُه فَهُوَ إِنّما يُعْطِي مِنْ قُلّه أَعظم
أَجراً»
. وَفِي حَدِيثِ
عُثْمَانَ بْنِ أَبي العاصي: لَدِرْهمٌ يُنْفِقُه أَحدكم مِنْ جَهْدِه
خيرٌ مِنْ عَشَرَةِ آلَافٍ ينفقُها أَحَدُنا غَيْضاً مِنْ فَيْضٍ
أَي قليلُ أَحدكم مَعَ فَقْرِه خَيْرٌ مِنْ كثيرِنا مَعَ غِنَانَا.
وغاضَ ثَمنُ السِّلْعة يَغِيضُ: نقَص، وغاضَه وغَيَّضَه.
الْكِسَائِيُّ: غاضَ ثمنُ السِّلْعة وغِضْتُه أَنا فِي بَابِ فعَلَ
الشيءُ وفعَلْته؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
لَا تأْويَا للحَوْضِ أَن يَفِيضَا، ... أَن تَغْرِضا خيرٌ من أَن
تَغِيضا
__________
(1) . كذا بالأَصل.
(7/201)
يَقُولُ أَنَ تَمْلآه خَيْرٌ مِنْ أَن تَنْقُصاه؛ وَقَوْلُ الأَسود
بْنُ يَعْفُرَ:
أَما تَرَيْني قَدْ فَنِيتُ، وغاضَني ... مَا نِيل مِنْ بَصَرِي،
وَمِنْ أَجْلادِي؟
مَعْنَاهُ نَقَصَني بَعْدَ تَمَامِي؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ
الأَعرابي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:
وَلَوْ قَدْ عَضَّ مَعْطِسَه جَرِيرِي، ... لقدْ لانَتْ عَرِيكَتُه
وَغَاضَا
فسَّره فَقَالَ: غاضَ أَثَّرَ فِي أَنفه حَتَّى يَذِلَّ. وَيُقَالُ:
غاضَ الكِرامُ أَي قَلُّوا، وفاضَ اللِّئام أَي كَثُرُوا. وَفِي
الْحَدِيثِ:
إِذا كَانَ الشِّتاء قَيْظاً وغاضَت الكِرام غَيْضاً
أَي فَنُوا وبادُوا. والغَيْضَةُ: الأَجَمةُ. وغَيَّضَ الأَسَدُ:
أَلِفَ الغَيْضَة. والغَيْضَة: مَغِيضُ ماءٍ يَجْتَمِعُ فيَنْبت فِيهِ
الشَّجَرُ، وَجَمْعُهَا غِياضٌ وأَغْياضٌ، الأَخيرة عَلَى طرْح
الزَّائِدِ، وَلَا يَكُونُ جَمْعَ جمعٍ لأَن جَمْعَ الْجَمْعِ مُطَّرح
مَا وُجِدَت عَنْهُ مَنْدوحة، وَلِذَلِكَ أَقَرَّ أَبو عَلِيٍّ
قَوْلَهُ
فَرُهُنٌ مقبُوضة
عَلَى أَنه جَمْعُ رَهْن كَمَا حَكَى أَهل اللُّغَةِ، لَا عَلَى أَنه
جَمْعُ رِهان الَّذِي هُوَ جَمْعُ رَهْن، فَافْهَمْ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: لَا تُنْزِلُوا الْمُسْلِمِينَ الغِياض
؛ الغِياضُ جَمْعُ غَيْضة وَهِيَ الشَّجَرُ المُلْتَفّ لأَنهم إِذا
نزَلُوها تَفَرَّقُوا فِيهَا فتمكَّن مِنْهُمُ الْعَدُوُّ. والغَيْضُ:
مَا كثُرَ مِنَ الأَغْلاثِ أَي الطَّرْفاء والأَثْل والحاجِ والعِكْرِش
واليَنْبُوت. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ مِنْبَر رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وسلم، مِنْ أَثْلِ
الْغَابَةِ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الْغَابَةُ غَيْضة ذَاتُ شَجَرٍ كَثِيرٍ وَهِيَ
عَلَى تِسْعَةِ أَميال مِنَ الْمَدِينَةِ. والغِيضُ: الطَّلْع،
وَكَذَلِكَ الغَضِيضُ والإِغْرِيض، وَاللَّهُ أَعلم. |