لسان العرب فصل اللام
لحظ: لحَظَه يَلْحَظُه لَحْظاً ولَحَظاناً ولَحَظَ إِليه: نَظَرَهُ
بمؤخِرِ عينِه مِنْ أَيّ جَانِبَيْهِ كَانَ، يَمِينًا أَو شِمَالًا،
وَهُوَ أَشدّ الْتِفَاتًا مِنَ الشزْر؛ قَالَ:
لَحَظْناهُمُ حَتَّى كأَنَّ عُيونَنا ... بِهَا لَقْوةٌ، مِنْ شدّةِ
اللَّحَظانِ
وَقِيلَ: اللحْظة النظْرة مِنْ جَانِبِ الأُذن؛ وَمِنْهُ قَوْلُ
الشَّاعِرِ:
فلمَّا تَلَتْه الخيلُ، وَهُوَ مُثابِرٌ ... عَلَى الرَّكْبِ، يُخْفي
نَظرةً ويُعيدُها
الأَزهري: الماقُ والمُوقُ طرَف الْعَيْنِ الَّذِي يَلِي الأَنف،
واللِّحاظُ مؤخِر الْعَيْنِ مِمَّا يَلِي الصُّدْغَ، وَالْجَمْعُ
لُحُظٌ. وَفِي حَدِيثِ
النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جُلُّ نَظره
المُلاحَظةُ
؛ الأَزهري: هُوَ أَن يَنْظُر الرَّجُلُ بلَحاظِ عَيْنِهِ إِلى
الشَّيْءِ شَزْراً، وَهُوَ شِقُّ الْعَيْنِ الَّذِي يَلِي الصُّدْغَ.
واللَّحاظ، بِالْفَتْحِ: مُؤخر الْعَيْنِ. واللِّحاظ، بِالْكَسْرِ:
مَصْدَرُ لَاحَظْتَهُ إِذا راعَيْتَه. والمُلاحَظَةُ:
(7/458)
مُفاعلة مِنَ اللَّحْظ، وَهُوَ النَّظَرُ
بشِقِّ الْعَيْنِ الَّذِي يَلِي الصُّدْغَ، وأَمّا الَّذِي يَلِي
الأَنف فالمُوقُ والماقُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَشْهُورُ فِي
لِحَاظِ الْعَيْنِ الْكَسْرُ لَا غَيْرَ، وَهُوَ مُؤخرها مِمَّا يَلِي
الصُّدْغَ. وَفُلَانٌ لَحِيظُ فُلَانٍ أَي نَظِيرُه. ولِحاظُ السَّهم:
مَا وَلي أَعْلاه مِنَ القُذَذِ، وَقِيلَ: اللّحاظُ مَا يَلِي أَعلى
الفُوق مِنَ السَّهْمَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: اللِّحاظُ اللِّيطةُ
الَّتِي تَنْسَحِي مِنَ العَسِيب مَعَ الرِّيش عَلَيْهَا مَنْبِتُ
الرِّيشِ؛ قَالَ الأَزهري: وأَما قَوْلُ الْهُذَلِيِّ يَصِفُ سِهاماً:
كَساهُنَّ أَلآماً كأَنَّ لِحاظَها، ... وتَفْصِيلَ مَا بَيْنَ
اللِّحاظ، قَضِيمُ
أَراد كَساها رِيشًا لُؤاماً. ولِحاظُ الرِّيشةِ: بطنُها إِذا أُخذت
مِنَ الجَناح فقُشرت فأَسْفَلُها الأَبيض هُوَ اللِّحاظ، شبَّه بَطْنَ
الرِّيشة المَقْشورة بِالْقَضِيمِ، وَهُوَ الرَّقُّ الأَبيض يُكتب
فِيهِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: اللِّحاظ مِيسَم فِي مُؤخِر الْعَيْنِ إِلى
الأُذن، وَهُوَ خَطٌّ مَمْدُودٌ، وَرُبَّمَا كَانَ لِحاظان مِنْ
جَانِبَيْنِ، وَرُبَّمَا كَانَ لِحاظ وَاحِدٌ مِنْ جَانِبٍ وَاحِدٍ،
وَكَانَتْ سِمةَ بَنِي سَعْدٍ. وَجَمَلٌ مَلْحُوظ بلِحاظَين، وَقَدْ
لَحَظْت الْبَعِيرَ ولَحَّظْته تَلْحِيظاً؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ:
تَنْضَحُ بَعْدَ الخُطُم اللِّحاظا
واللِّحاظُ والتَّلْحِيظُ: سِمة تَحْتَ الْعَيْنِ؛ حَكَاهُ ابْنُ
الأَعرابي؛ وأَنشد:
أَمْ هَلْ صَبَحْتَ بَني الدَّيّانِ مُوضِحةً، ... شَنْعاءَ باقِيةَ
التَّلْحِيظِ والخُبُطِ «2»
جَعَلَ ابْنُ الأَعرابي التلْحِيظَ اسْمًا للسِّمة، كَمَا جَعَلَ أَبو
عُبَيْدٍ التحْجِينَ اسْمًا لِلسِّمَةِ فَقَالَ: التحْجِينُ سِمة
مُعْوَجَّة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنّ كُلَّ وَاحِدٍ
مِنْهُمَا إِنما يُعنى بِهِ الْعَمَلُ وَلَا أُبْعِد مَعَ ذَلِكَ أَن
يَكُونَ التفْعيل اسْمًا، فإِن سِيبَوَيْهِ قَدْ حَكَى التَّفْعِيلَ
فِي الأَسماء كالتنْبِيت، وَهُوَ شَجَرٌ بِعَيْنِهِ، والتمْتِين،
وَهُوَ خُيوط الفُسْطاط، ويقوِّي ذَلِكَ أَنَّ هَذَا الشَّاعِرَ قَدْ
قَرنه بالخُبُط وَهُوَ اسْمٌ. ولِحاظُ الدارِ: فِناؤها؛ قَالَ
الشَّاعِرِ:
وهلْ بلِحاظِ الدَّار والصحْن مَعْلَمٌ، ... وَمِنْ آيِها بِينُ
العراقِ تَلُوحُ؟
البِينُ، بِالْكَسْرِ: قِطعة مِنَ الأَرض قَدْرُ مَدِّ الْبَصَرِ.
ولَحْظةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِي:
سَقَطُوا على أَسَدٍ، بلَحْظةَ، مَشْبُوحِ ... السَّواعِدِ باسِلٍ
جَهْمِ
الأَزهري: ولَحْظةُ مأْسَدةٌ بتِهامةَ؛ يُقَالُ: أُسد لَحْظةَ كَمَا
يُقَالُ أُسْدُ بِيشةَ، وأَنشد بَيْتَ الجعدي.
لظظ: لَظَّ بِالْمَكَانِ وأَلَظَّ بِهِ وَألَظَّ عَلَيْهِ: أَقام بِهِ
وأَلَحَّ. وأَلظَّ بِالْكَلِمَةِ: لَزِمها. والإِلْظاظُ: لزُوم
الشَّيْءِ والمُثابرةُ عَلَيْهِ. يُقَالُ: أَلْظظت بِهِ أُلِظُّ
إِلْظاظاً. وأَلظَّ فُلَانٌ بِفُلَانٍ إِذا لَزِمه. ولَظَّ
بِالشَّيْءِ: لَزِمَهُ مِثْلُ أَلظَّ بِهِ، فعَل وأَفْعل بِمَعْنًى.
وَمِنْهُ حَدِيثِ
النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلِظُّوا فِي
الدُّعَاءِ بِيَا ذَا الْجَلَالِ والإِكرام
؛ أَلظوا أَي الْزَمُوا هَذَا واثبتُوا عَلَيْهِ وأَكثِروا مِنْ
قَوْلِهِ والتلفُّظ بِهِ فِي دُعَائِكُمْ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
بعَزْمةٍ جَلَّت غُشا إِلْظاظها
وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ اللَّظِيظُ. وَفُلَانٌ مُلِظٌّ بفلان
__________
(2) . قوله [التلحيظ] تقدم للمؤلف في مادة خبط التلحيم بالميم بدل
الظاء.
(7/459)
أَي مُلازِم لَهُ وَلَا يُفارِقه؛ وأَنشد
ابْنُ بَرِّيٍّ:
أَلَظَّ بِهِ عَباقِيةٌ سَرَنْدَى، ... جرِيء الصدْرِ مُنْبَسِطُ
القَرِينِ
واللَّظِيظُ: الإِلْحاحُ. وَفِي حَدِيثِ رَجْم الْيَهُودِيِّ.
فَلَمَّا رَآهُ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، أَلَظَّ بِهِ
النِّشْدةَ
أَي أَلَحَّ فِي سُؤَالِهِ وأَلزَمَه إِياه. والإِلظاظُ: الإِلحاح؛
قَالَ بِشْرٌ:
أَلَظَّ بهِنَّ يَحْدُوهُنَّ، حَتَّى ... تبَيَّنتِ الحِيالُ مِنَ
الوِساقِ
والمُلاظّةُ فِي الحَرب: المُواظبةُ وَلُزُومُ القِتال مِنْ ذَلِكَ.
وَقَدْ تلاظٌّوا مُلاظَّة ولِظاظاً، كِلَاهُمَا: مَصْدَرٌ عَلَى غَيْرِ
بِنَاءِ الْفِعْلِ. وَرَجُلٌ لَظٌّ كَظٌّ أَي عَسِر مُتشَدِّدٌ،
ومِلَظٌّ ومِلْظاظٌ: عسِر مُضيَّق مُشدَّد عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ
سِيدَهْ: وأَرى كَظّاً إِتباعاً. وَرَجُلٌ مِلظاظ: مِلْحاح، ومِلَظٌّ:
مِلَحٌّ شَدِيدُ الإِبلاغ بِالشَّيْءِ يُلح عَلَيْهِ؛ قَالَ أَبو
مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ:
جارَيْتُه بسابِحٍ مِلْظاظِ، ... يَجْري عَلَى قَوائمٍ أَيْقاظِ
وَقَالَ الرَّاجِزُ:
عَجِبْتُ والدَّهْرُ لَهُ لَظِيظُ
وأَلظَّ المطرُ: دامَ وأَلحَّ. ولَظْلَظَت الْحَيَّةُ رأْسَها:
حرَّكته، وتلَظْلَظَت هِيَ: تحرَّكت. والتَّلَظْلُظُ واللظْلظةُ مِنْ
قَوْلِهِ: حية تَتَلَظْلَظُ، وهو تَحْرِيكُهَا رأْسها مِنْ شِدَّةِ
اغْتِياظها، وَحَيَّةٌ تَتَلَظَّى مِنْ توقُّدها وخُبْثِها، كأَنَّ
الأَصل تتلظَّظُ، وأَمَّا قَوْلُهُمْ فِي الْحَرِّ يتلظَّى فكأَنه
يَلْتَهِبُ كَالنَّارِ مِنَ اللَّظَى. واللظْلاظُ: الفَصِيح.
وَاللَّظْلَظَةُ: التَّحْرِيكُ؛ وَقَوْلُ أَبي وجْزَة:
فأَبْلِغْ بَني سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ مُلِظَّةً، ... رسولَ امْرِئٍ بادِي
المَودَّةِ ناصِح
قِيلَ: أَراد بالمُلِظَّة الرسالةَ، وَقَوْلُهُ رَسُولَ امْرِئٍ أَراد
رسالة امرئٍ.
لعظ: ابْنُ الْمُظَفَّرِ: جَارِيَةٌ مُلَعَّظة طَوِيلَةُ سَمِينَةٌ؛
قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع هَذَا الْحَرْفَ مُسْتَعْمَلًا فِي كَلَامِ
الْعَرَبِ لِغَيْرِ ابْنِ الْمُظَفَّرِ.
لعمظ: اللَّعْمظةُ واللِّعْماظُ: انْتِهاسُ الْعَظْمِ مِلْء الْفَمِ.
وَقَدْ لَعْمَظَ اللحمَ لَعْمَظةً: انتهسَه. وَرَجُلٌ لَعْمَظٌ
ولُعْمُوظٌ: حَريص شَهْوان. واللَّعْمَظةُ: التطْفِيلُ. وَرَجُلٌ
لُعْمُوظٌ وامرأَة لُعموظة: متطفِّلان. الْجَوْهَرِيُّ: اللِّعْمَظةُ
الشرَهُ. وَرَجُلٌ لَعْمظ ولُعْموظةٌ ولُعموظ: وَهُوَ النَّهِمُ
الشَّرِهُ، وَقَوْمٌ لَعامِظةٌ ولَعامِيظُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
أَشْبِهْ، وَلَا فَخْرَ، فإِنَّ الَّتِي ... تُشْبِهُها قَوْمٌ
لَعامِيظ
ابْنُ بَرِّيٍّ: اللُّعْموظ الَّذِي يَخدم بطَعام بطنِه مِثْلَ
العُضْرُوط؛ قَالَ رَافِعُ بْنُ هُزَيْمٍ:
لَعامِظةً بَيْنَ العَصا ولِحائِها، ... أَدِقَّاء نَيّالِينَ مِنْ
سَقَطِ السَّفْرِ
لَعْمَظْت اللَّحْمَ: انْتَهَسْتُه عَنِ الْعَظْمِ، وَرُبَّمَا قَالُوا
لَعْظَمْته، عَلَى الْقَلْبِ. الأَزهري: رَجُلٌ لَعْمَظة ولَمْعَظة
وَهُوَ الشَّرِهُ الحَرِيصُ؛ وأَنشد الأَصمعي لِخَالِهِ:
أَذاكَ خَيْرٌ أَيُّها العَضارِطُ، ... وأَيُّها اللَّعمَظةُ
العَمارِطُ
(7/460)
قَالَ: وَهُوَ الحَرِيص اللَّحّاسُ.
لغظ: اللَّغَظ: مَا سَقَطَ فِي الغَدِير مِنْ سَفْيِ الرّيح، زعموا.
لفظ: اللَّفْظُ: أَن تَرْمِي بِشَيْءٍ كَانَ فِي فِيكَ، وَالْفِعْلُ
لَفَظ الشيءَ. يُقَالُ: لفَظْتُ الشَّيْءَ مِنْ فَمِي أَلفِظُه لَفْظاً
رَمَيْتُهُ، وَذَلِكَ الشَّيْءُ لُفاظةٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ
يَصِفُ حِمَارًا:
يُوارِدُ مَجْهُولاتِ كلِّ خَمِيلةٍ، ... يَمُجُّ لُفاظَ البقْلِ فِي
كلِّ مَشْرَبِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَاسْمُ ذَلِكَ المَلْفوظ لُفاظة ولُفاظ
ولَفِيظٌ ولفْظ. ابْنُ سِيدَهْ: لَفَظ الشيءَ وَبِالشَّيْءِ يَلْفِظُ
لَفْظاً، فَهُوَ مَلْفُوظ ولَفِيظ: رَمَى. وَالدُّنْيَا لافِظة تَلفِظ
بِمَنْ فِيهَا إِلى الْآخِرَةِ أَي تَرْمِي بِهِمْ. والأَرض تلفِظ
الْمَيِّتَ إِذا لَمْ تَقْبَلُهُ ورمَتْ بِهِ. وَالْبَحْرُ يلفِظ
الشَّيْءَ: يَرمي بِهِ إِلى السَّاحِلِ، والبحرُ يلفِظ بِمَا فِي
جَوْفِه إِلى الشُّطوط. وَفِي الْحَدِيثِ:
ويَبْقى فِي كُلِّ أَرض شِرارُ أَهلِها تَلفِظُهم أَرَضُوهم
أَي تَقْذِفُهم وترْمِيهم مِنْ لفَظ الشيءَ إِذا رَماه. وَفِي
الْحَدِيثِ:
ومَن أَكل فَمَا تخَلَّل فَلْيَلْفِظْ
أَي فلْيُلْقِ مَا يُخْرِجُه الخِلال مِنْ بَيْنِ أَسنانه. وَفِي
حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنه سُئل عَمَّا لَفَظ
الْبَحْرُ فنَهى عَنْهُ
؛ أَراد مَا يُلقِيه الْبَحْرُ مِنَ السَّمَكِ إِلى جَانِبِهِ مِنْ
غَيْرِ اصْطِياد. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فقاءتْ أُكُلَها ولَفَظَت خَبيئها
أَي أَظهرت مَا كَانَ قَدِ اختبأَ فِيهَا مِنَ النَّبَاتِ وَغَيْرِهِ.
واللَّافِظةُ: الْبَحْرُ. وَفِي الْمَثَلِ: أَسْخى مِنْ لافِظةٍ؛
يَعْنُونَ الْبَحْرَ لأَنه يلفِظ بِكُلِّ مَا فِيهِ مِنَ العَنبر
وَالْجَوَاهِرِ، وَالْهَاءُ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ، وَقِيلَ: يَعْنُونَ
الدِّيكَ لأَنه يلفظ بما فِيهِ إِلى الدَّجَاجِ، وَقِيلَ: هِيَ الشاةُ
إِذا أَشْلَوْها تَرَكَتْ جِرَّتَها وأَقبلت إِلى الحَلْب لكَرَمِها،
وَقِيلَ: جُودها أَنها تُدْعى للحَلَب وَهِيَ تَعْتَلِف فتُلْقي مَا
فِي فِيهَا وتُقبل إِلى الْحَالِبِ لتُحْلَب فرَحاً مِنْهَا
بِالْحَلَبِ، وَيُقَالُ: هِيَ الَّتِي تَزُقُّ فرْخَها مِنَ الطَّيْرِ
لأَنها تُخْرِجُ مَا فِي جَوْفها وتُطعمه؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
تَجُودُ فَتُجْزِل قَبْلَ السُّؤال، ... وكفُّكَ أَسْمَحُ مِنْ لافِظَه
وَقِيلَ: هِيَ الرَّحى سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها تَلْفِظُ مَا
تطحَنُه. وكلُّ مَا زَقَّ فَرْخَهُ لافِظة. واللُّفاظُ: مَا لُفِظ بِهِ
أَي طُرِحَ؛ قَالَ:
والأَزْدُ أَمْسى شِلْوُهُم لُفاظا
أَي مَتْرُوكًا مَطْروحاً لَمْ يُدْفَن. ولفَظ نفسَه يَلْفِظُها
لَفْظاً: كأَنه رَمَى بِهَا، وَكَذَلِكَ لفَظ عَصْبَه إِذا ماتَ،
وعَصْبُه: رِيقُه الَّذِي عصَب بِفِيهِ أَي غَرِي بِهِ فَيَبِس.
وَجَاءَ وَقَدْ لَفَظَ لِجامَه أَي جَاءَ وَهُوَ مَجْهُودٌ مِنَ العَطش
والإِعْياء. ولفَظ الرجلُ: مَاتَ. ولفَظ بِالشَّيْءِ يَلْفِظُ لَفظاً:
تَكَلَّمَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ
إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ
. ولَفَظْت بِالْكَلَامِ وتلَفَّظْت بِهِ أَي تَكَلَّمْتُ بِهِ.
واللَّفْظ: وَاحِدُ الأَلْفاظ، وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ.
لمظ: التَّلمُّظ والتمطُّق: التذَوُّقُ. واللمْظ والتلمُّظُ: الأَخذ
بِاللِّسَانِ مَا يَبْقى فِي الْفَمِ بَعْدَ الأَكل، وَقِيلَ: هُوَ
تَتَبُّع الطُّعْم والتذوُّق، وَقِيلَ: هُوَ تَحْرِيكُ اللِّسَانِ فِي
الْفَمِ بَعْدَ الأَكل كأَنه يَتَتَبَّع بَقِيَّةً مِنَ الطَّعَامِ
بَيْنَ أَسنانه، وَاسْمُ مَا بَقِيَ فِي الْفَمِ اللُّماظةُ. والتمطُّق
بالشفَتين: أَن تُضَمَّ إِحداهما بالأُخرى مَعَ
(7/461)
صَوْتٍ يَكُونُ مِنْهُمَا، وَمِنْهُ مَا يَسْتَعْمِلُهُ الكَتَبة فِي
كَتْبهم فِي الدِّيوَانِ: لَمَّظْناهم شَيْئًا يَتلمَّظُونه قَبْلَ
حُلول الْوَقْتِ، وَيُسَمَّى ذَلِكَ اللُّماظة، واللُّماظة،
بِالضَّمِّ: مَا يَبقى فِي الْفَمِ مِنَ الطَّعَامِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ
الشَّاعِرِ يَصِفُ الدُّنْيَا:
لُماظةُ أَيامٍ كأَحلامِ نائمٍ
وَقَدْ يُستعار لِبَقِيَّةِ الشَّيْءِ الْقَلِيلِ؛ وأَنشد: لُماظة
أَيام. والإِلْماظُ الطعْن الضَّعِيفُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
يُحْذِيه طَعْناً لَمْ يَكُنْ إِلْماظا
وَمَا عِنْدَنَا لَماظٌ أَي طَعَامٌ يُتلمَّظُ. وَيُقَالُ: لَمِّظْ
فُلَانًا لُماظة أَي شَيْئًا يتلمَّظُه. الْجَوْهَرِيُّ: لمَظَ
يَلمُظُ، بِالضَّمِّ، لَمْظاً إِذا تَتَبَّع بِلِسَانِهِ بقيّةَ
الطَّعَامِ فِي فَمِهِ أَو أَخرج لِسَانَهُ فَمَسَحَ بِهِ شَفتيه،
وَكَذَلِكَ التلمُّظُ. وتلمَّظَتِ الحيةُ إِذا أَخرجت لِسَانَهَا
كتلمُّظ الأَكل. وَمَا ذُقت لَماظاً، بِالْفَتْحِ. وَفِي حَدِيثِ
التحْنِيكِ:
فَجَعَلَ الصبيُّ يتلمَّظ
أَي يُدِيرُ لِسَانَهُ فِي فِيهِ ويحرِّكُه يتَتبَّع أَثر التَّمْرِ،
وَلَيْسَ لَنَا لَمَاظ أَي مَا نَذُوقُه فنَتلمَّظُ بِهِ. ولَمَّظْناه:
ذوَّقْناه ولَمَّجْناه. والتمَظَ الشيءَ: أَكله. ومَلامِظُ الإِنسان:
مَا حَوْلَ شَفَتَيْه لأَنه يَذُوقُ بِهِ. ولَمَظ الماءَ: ذاقَه بطَرف
لِسَانِهِ، وَشَرِبَ الْمَاءَ لَماظاً: ذَاقَهُ بطرَف لِسَانِهِ.
وأَلمَظَه: جَعَلَ الْمَاءَ عَلَى شَفَتِهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ
فَاسْتَعَارَهُ لِلطَّعْنِ:
يُحْميه طعْناً لَمْ يَكُنْ إِلْماظا «1»
أَي يُبَالِغُ فِي الطَّعْنِ لَا يُلْمِظُهم إِياه. واللَّمَظُ
واللُّمْظةُ: بَيَاضٌ فِي جَحْفلة الْفَرَسِ السُّفْلى مِنْ غَيْرِ
الغُرّة، وَكَذَلِكَ إِن سَالَتْ غُرَّتُه حَتَّى تَدْخُلَ فِي فَمِهِ
فيَتَلَمَّظ بِهَا فَهِيَ اللُّمظة؛ وَالْفَرَسُ أَلْمَظُ، فإِن كَانَ
فِي العُليا فَهُوَ أَرْثَمُ، فإِذا ارْتَفَعَ الْبَيَاضُ إِلى الأَنف
فَهُوَ رُثْمَةٌ، وَالْفَرَسُ أَرْثَمُ، وَقَدِ الْمَظَّ الْفَرَسُ
الْمِظاظاً. ابْنُ سِيدَهْ: اللَّمَظ شَيْءٌ مِنَ الْبَيَاضِ فِي
جَحفلة الدَّابَّةِ لَا يُجاوز مَضَمَّها، وَقِيلَ: اللُّمظة
الْبَيَاضُ عَلَى الشَّفَتَيْنِ فَقَطْ. واللُّمْظة: كالنُّكْتة مِنَ
الْبَيَاضِ، وَفِي قَلْبِهِ لُمظة أَي نُكتة. وَفِي الْحَدِيثِ:
النِّفاق فِي الْقَلْبِ لُمْظة سَوْدَاءُ، والإِيمانُ لُمظة بَيْضَاءُ،
كُلَّمَا ازْداد ازْدادتْ.
وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: الإِيمان يَبْدُو لُمظةً فِي
الْقَلْبِ، كُلَّمَا ازْدَادَ الإِيمان ازْدَادَتِ اللُّمظة
، قَالَ الأَصمعي: قَوْلُهُ لُمظة مِثْلُ النُّكْتة وَنَحْوِهَا مِنَ
الْبَيَاضِ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: فَرَسٌ أَلمظ إِذا كَانَ بجَحْفلته شَيْءٌ
مِنْ بَيَاضٍ. ولَمَظه مِنْ حقِّه شَيْئًا ولمَّظه أَي أَعْطاه.
وَيُقَالُ للمرأَة: أَلْمِظِي نَسْجَكِ أَي أَصْفِقِيه. وأَلْمَظ
الْبَعِيرُ بذَنَبه إِذا أَدْخله بين رِجْليه.
لمعظ: أَبو زَيْدٍ: اللَّمْعَظُ الشَّهْوانُ الحَريصُ، وَرَجُلٌ
لُمْعُوظ ولُمْعُوظة مِنْ قَوْمٍ لَماعِظةٍ، وَرَجُلٌ لَعْمَظة
ولَمْعَظة: وَهُوَ الشَّرِهُ الحَريص. |