لسان العرب فصل الواو
وشظ: وشَظَ الفأْسَ والقَعْبَ وَشْظاً: شَدَّ فُرْجةَ خُرْبَتها بعُود
وَنَحْوِهِ يُضَيِّقُها بِهِ، وَاسْمُ ذَلِكَ الْعُودِ الوَشِيظةُ.
والوَشِيظةُ: قِطعة عَظْمٍ تَكُونُ زِيَادَةً فِي الْعَظْمِ الصَّمِيم؛
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا غَلَطٌ، والوَشيظةُ قِطعة خَشَبَةٍ
يُشْعَب بِهَا القَدح، وَقِيلَ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ دَخيلًا فِي
الْقَوْمِ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ صَمِيمهم: إِنه لوَشِيظة فِيهِمْ،
تَشْبِيهًا بِالْوَشِيظَةِ الَّتِي يُرْأَبُ بِهَا القَدَح. ووَشَظْتُ
الْعَظْمَ أَشِظُه وشْظاً أَي كَسَرْت مِنْهُ قِطعة. اللَّيْثُ:
الوَشِيظ مِنَ النَّاسِ لَفِيفٌ لَيْسَ أَصلهم وَاحِدًا، وَجَمْعُهُ
الوشائظُ. والوَشِيظةُ والوَشيظُ: الدُّخلاء فِي الْقَوْمِ لَيْسُوا
مِنْ صَميمهم؛ قَالَ:
عَلَى حِين أَن كانتْ عُقَيْلٌ وشَائظاً، ... وكانَت كِلابٌ، خامِرِي
أُمَّ عامِرِ
وَيُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ وَشِيظة فِي قَومهم أَي هُمْ حَشْوٌ فِيهِمْ؛
قَالَ الشَّاعِرُ:
همُ أَهْلُ بَطْحاوَيْ قُرَيْشٍ كِلَيْهِما، ... وهمْ صُلْبها، ليسَ
الوشائظُ كالصُّلْبِ
وَفِي حَدِيثِ
الشعْبيّ: كَانَتِ الأَوائل تَقُولُ: إِياكم والوَشائظَ
؛ هُمُ السَّفِلةُ، وَاحِدُهُمْ وَشيظ، والوشِيظُ:
(7/465)
الخَسيس، وَقِيلَ: الْخَسِيسُ مِنَ النَّاسِ. والوَشِيظُ: التَّابِعُ
والحِلْفُ، والجمع أَوشاظ:
وعظ: الوَعْظ والعِظةُ والعَظةُ والمَوْعِظةُ: النُّصْح والتذْكير
بالعَواقِب؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ تَذْكِيرُكَ للإِنسان بِمَا
يُلَيِّن قلبَه مِنْ ثَوَابٍ وعِقاب. وَفِي الْحَدِيثِ:
لأَجْعلنك عِظة
أَي مَوْعظة وعِبرة لِغَيْرِكَ، وَالْهَاءُ فِيهِ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ
الْمَحْذُوفَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ
رَبِّهِ
؛ لَمْ يَجِئْ بِعَلَامَةِ التأْنيث لأَنه غَيْرُ حَقِيقِيٍّ أَو لأَن
الموعِظة فِي مَعْنَى الوَعْظ حَتَّى كأَنه قَالَ: فَمَنْ جَاءَهُ
وَعْظٌ مِنْ رَبِّهِ، وَقَدْ وَعَظه وَعْظاً وعِظة، واتَّعَظَ هُوَ:
قَبِل الْمَوْعِظَةَ، حِينَ يُذكر الْخَبَرُ وَنَحْوُهُ. وَفِي
الْحَدِيثِ:
وَعَلَى رأْس السِّرَاطِ واعظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ
، يَعْنِي حُجَجه الَّتِي تَنْهاه عَنِ الدُّخول فِيمَا مَنَعَهُ
اللَّهُ مِنْهُ وحرَّمه عَلَيْهِ وَالْبَصَائِرُ الَّتِي جَعَلَهَا
فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثُ أَيضاً:
يأْتي عَلَى الناسِ زَمان يُسْتَحَلُّ فِيهِ الرِّبَا بِالْبَيْعِ
والقَتلُ بِالْمَوْعِظَةِ
؛ قَالَ: هُوَ أَن يُقتل البَريءُ ليتَّعِظَ بِهِ المُرِيب كَمَا قَالَ
الْحَجَّاجُ فِي خُطْبَتِهِ: وأَقْتلُ الْبَرِيءَ بالسَّقِيم.
وَيُقَالُ: السَّعِيدُ مَنْ وُعِظ بِغَيْرِهِ والشقيُّ مَنِ اتَّعَظ
بِهِ غَيْرُهُ. قَالَ: وَمِنْ أَمثالهم الْمَعْرُوفَةِ: لَا تَعِظيني
وتَعَظْعَظِي أَي اتَّعِظي وَلَا تَعِظيني؛ قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُهُ
وَتَعَظْعَظِي وإِن كَانَ كَمُكَرَّرِ الْمُضَاعَفِ فأَصله مِنَ
الْوَعْظِ كَمَا قَالُوا خَضْخَضَ الشيءَ فِي الْمَاءِ، وأَصله من
خَضَّ.
وَقَظَ: الوَقِيظُ: الْمُثْبِتُ الَّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَى النُّهوض
كالوَقِيذِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. الأَزهري: أَمّا الْوَقِيظُ فإِن اللَّيْثَ
ذَكَرَهُ فِي هَذَا الْبَابِ، قَالَ: وَزَعَمُوا أَنه حَوْض لَيْسَ
لَهُ أَعضاد إِلا أَنه يَجْتَمِعُ فِيهِ مَاءٌ كَثِيرٌ؛ قَالَ أَبو
مَنْصُورٍ: وَهَذَا خطأٌ مَحْضٌ وَتَصْحِيفٌ، وَالصَّوَابُ الوَقْط،
بِالطَّاءِ، وَقَدْ تقدَّم. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ إِذا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ وُقِطَ فِي رأْسه
أَي أَنه أَدركه الثقل فوضَع رأْسه. يُقَالُ: ضَرَبَهُ فوَقَطَه أَي
أَثْقلَه، وَيُرْوَى بِالظَّاءِ بِمَعْنَاهُ كأَن الظَّاءَ فِيهِ
عاقَبت الذَّالَ مِنْ وقَذْت الرجلَ أَقِذُه إِذا أَثْخَنْتَه
بِالضَّرْبِ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي سُفْيَانَ وأُمية بْنِ أَبي الصلْت: قَالَتْ لَهُ هِند عَنِ
النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يزعُم أَنه رَسُولُ
اللَّهِ قَالَ: فوَقَظَتْني
، قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ أَبو مُوسَى هَكَذَا جَاءَ فِي
الرِّوَايَةِ، قَالَ: وأَظن الصَّوَابَ فوَقَذَتْني، بِالذَّالِ، أَي
كسَرَتْني وهَدَّتني.
وَكَظَ: وكَظَ عَلَى الشَّيْءِ وواكَظَ: واظَبَ؛ قَالَ حُمَيْدٌ:
ووَكَظَ الجَهْدُ عَلَى أَكْظامِها
أَي دامَ وثَبَتَ. اللِّحْيَانِيُّ: فُلَانٌ مُواكِظٌ عَلَى كَذَا
وواكِظٌ ومُواظِبٌ وواظِبٌ ومُواكِبٌ وواكِبٌ أَي مُثابِر،
والمُواكَظةُ: المُداومَة عَلَى الأَمر. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا
مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً، قَالَ مُجَاهِدٌ: مُواكِظاً. ومَرَّ
يَكِظُه إِذا مَرَّ يطْرُد شَيْئًا مِنْ خَلْفِهِ. أَبو عُبَيْدَةَ:
الواكِظُ الدَّافع. ووَكظَه يَكِظُه وَكْظاً: دَفَعه وزَبَنه، فَهُوَ
مَوْكوظ. وتَوَكَّظ عَلَيْهِ أَمرُه: الْتَوَى كتَعَكَّظ وتَنَكَّظ،
كُلُّ ذَلِكَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ.
وَمَظَ: التَّهْذِيبُ: الوَمْظةُ الرُّمّانة البرّية. |