لسان العرب فصل القاف
قبع: قَبَعَ يَقْبَعُ قَبْعاً وقُبُوعاً: نَخَرَ، وقَبَعَ الخِنزيرُ
يَقْبَعُ قَبْعاً وقِباعاً كَذَلِكَ. وقِبِّيعةُ الْخِنْزِيرِ،
مَكَسُورَةُ الأَوّل مُشَدَّدَةُ الثَّانِي: فِنْطِيسَتُه، وَفِي
الصِّحَاحِ: قِبِّيعةُ الْخِنْزِيرِ وقِنْبِيعَتُه نُخْرةُ أَنفه.
والقَبْعُ: صَوْتٌ يَرُدُّه الفرَسُ مِنْ مَنْخَرَيْه إِلى حَلْقِه
وَلَا يَكَادُ يَكَوُنُ إِلا مِنْ نِفَارٍ أَو شَيْءٍ يَتَّقِيهِ
وَيَكْرَهُهُ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ الْعَبْسِيُّ:
إِذا وقَعَ الرِّماحُ بِمَنْكِبَيْه، ... تَوَلَّى قابِعاً فِيهِ
صُدُودُ
وَيُقَالُ لِصَوْتِ الْفِيلِ: القَبْعُ والنَّخْفةُ. والقَبْعُ:
الصِّياحُ. والقُبوعُ: أَن يُدْخِلَ الإِنسانُ رأْسه فِي قَمِيصِهِ أَو
ثَوْبِهِ، يُقَالُ: قَبَعَ يَقْبَعُ قُبوعاً. وانْقَبَعَ: أَدخل رأْسه
فِي ثَوْبِهِ. وقَبَعَ رأْسَه يَقْبَعُه: أَدخله هُنَاكَ. وجاريةٌ
قُبَعةٌ طُلَعةٌ: تَطَلَّعُ ثُمَّ تَقْبَعُ رأْسها أَي تُدْخِلُهُ،
وَقِيلَ: تَطْلُعُ مَرَّةً وتَقْبَعُ أُخرى، وَرُوِيَ عَنِ
الزِّبْرِقَانِ بْنِ بَدْرٍ السعْدِيّ أَنه قَالَ: أَبْغَضُ كَنائِنِي
إِليّ الطُّلَعةُ القُبَعةُ، وَهِيَ الَّتِي تُطْلِعُ رأْسها ثُمَّ
تَخْبَؤُه كأَنها قُنْفُذةٌ تَقْبَعُ رأْسها. والقُبَعُ: القُنْفُذُ
لأَنه يَخْنِسُ رأْسه، وَقِيلَ: لأَنه يَقْبَعُ رأْسَه بَيْنَ شَوْكِه
أَي يَخْبَؤُهُ، وَقِيلَ: لأَنه يَقْبَعُ رأْسه أَي يَرُدُّهُ إِلى
دَاخِلٍ؛ وَقَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ:
وَلَا أَطْرُقُ الْجَارَاتِ بالليلِ قابِعاً، ... قُبُوعَ القَرَنْبَى
أَخْطَأَتْه مَحاجِرُه
هُوَ مِنْ ذَلِكَ أَي يُدْخِلُ رأْسه فِي ثَوْبِهِ كَمَا يُدْخِلُ
الْقَرَنْبَى رأْسه فِي جِسْمِهِ. وَيُقَالُ لِلْقُنْفُذِ أَيضاً:
قُباعٌ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ: قاتَل اللَّهُ فُلَانًا، ضَبَحَ ضَبْحةَ
الثَّعْلَبِ وقَبَعَ قَبْعةَ القنفذِ
؛ قَبَعَ أَي أَدخَل رأْسه وَاسْتَخْفَى كَمَا يَفْعَلُ الْقُنْفُذُ:
والقَبْعُ: أَن يُطَأْطِئَ الرجلُ رأْسه فِي الرُّكُوعِ شَدِيدًا.
والقَبْعُ: تغطيةُ الرأْس بِاللَّيْلِ لِرِيبة. وقَنْبَعَتِ الشجرةُ
إِذا صَارَتْ زَهْرَتُهَا فِي قُنْبُعةٍ أَي غِطاءٍ. وقَبَعَ النجمُ:
ظَهَرَ ثُمَّ خَفِيَ. وامرأَة قَبْعاءُ: تَنْقَبِعُ إِسْكَتاها فِي
فَرْجِهَا إِذا نُكِحَتْ، وَهُوَ عَيْبٌ. وَيُقَالُ للمرأَة
الْوَاسِعَةِ الجَهازِ: إِنَّها لقُباعٌ. والقُبَعةُ: طُوَيْئِرٌ
صَغِيرٌ أَبْقَعُ مِثْلُ العُصفورِ يَكُونُ عِنْدَ جِحَرةِ الجِرْذان،
فإِذا فَزِعَ أَو رُمِيَ بِحَجَرٍ قَبَعَ فِيهَا أَي دخَلَها. وقَبَعَ
فُلَانٌ رأْس القِرْبةِ والمَزادة: وَذَلِكَ إِذا أَراد أَن يَسْقِيَ
فِيهَا فَيُدْخِلُ رأْسها فِي جَوْفِهَا لِيَكُونَ أَمكن لِلسَّقْيِ
فِيهَا، فإِذا قَلَبَ رأْسها عَلَى ظَاهِرِهَا قِيلَ: قَمَعَهُ،
بِالْمِيمِ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا حَفِظْتُ الْحَرْفَيْنِ عَنِ
الْعَرَبِ. وقَبَعَ السِّقاءَ يَقْبَعُه قَبْعاً: ثَنَى فَمَهُ
فَجَعَلَ بَشَرَتَهُ هِيَ الدَّاخِلَةَ ثُمَّ صَبّ فِيهِ لَبَنًا أَو
غَيْرَهُ، وخَنَثَ سِقاءَه: ثَنَى فَمَهُ فأَخرج أَدَمَته وَهِيَ
الدَّاخِلَةُ. واقْتَبَعْتُ السِّقاءَ إِذا أَدخلت خُرْبَتَه فِي
فَمِكَ فَشَرِبْتَ مِنْهُ، قَالَ ابْنُ الأَثير «2» : قَبَعْتُ
الجُوالِق إِذا ثَنَيْتَ أَطرافَه إِلى دَاخِلٍ أَو خَارِجٍ، يُرِيدُ
أَنه لَذُو قَعْرٍ. وقَبَعَ فِي الأَرض يَقْبَعُ قُبُوعاً: ذَهَبَ
فِيهَا. وقَبَعَ: أَعْيا وانْبَهَرَ.
__________
(2) . قوله [قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ قَبَعْتُ الجوالق إلى قوله وقبع في
الارض] أورده ابن الأثير عقب قوله الآتي فلقب به واشتهر؛ فقوله يريد أي
الْحَرْثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَالِي البصرة الآتي ذكره
(8/258)
والقابِعُ: المُنْبَهِرُ، يُقَالُ: عَدَا
حَتَّى قَبَعَ. وقَبَعَ عَنْ أَصحابه يَقْبَعُ قَبْعاً وقُبوعاً:
تخلَّف. وخَيْلٌ قَوابِعُ: مَسْبوقة؛ قَالَ:
يُثابِرُ، حَتَّى يَتْرُكَ الخَيْلَ خَلْفَه ... قَوابِعَ فِي غَمَّي
عَجاجٍ وعِثْيَرِ
والقُباعُ: الأَحْمَقُ. وقُباعُ بْنُ ضَبّة: رَجُلٌ كَانَ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ أَحْمَقَ أَهلِ زَمَانِهِ، يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ
لِكَلِّ أَحمق، وَفِي حَدِيثِ
قُتَيْبَةَ لَمَّا وَليَ خُراسانَ قَالَ لَهُمْ: إِنْ ولِيَكُم والٍ
رَؤوفٌ بِكُمْ قُلْتُمْ قُباعُ بْنُ ضَبَّةَ مِنْ ذَلِكَ.
وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: يَا ابْنَ قابعاءَ وَيَا ابنَ قُبعةَ إِذا
وُصِفَ بالحُمْقِ. والقُباعُ، بِالضَّمِّ: مِكْيَالٌ ضَخْمٌ.
والقُباعيُّ مِنَ الرِّجَالِ: العظيمُ الرأْسِ مأْخوذ مِنَ القُباع،
وَهُوَ المِكيالُ الْكَبِيرُ. ومِكيالٌ قُباعٌ: وَاسِعٌ. والقُباع:
والٍ أَحدَثَ ذَلِكَ المِكيالَ فَسُمِّيَ بِهِ. والقُباعُ: لقب
الْحَرْثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَالِي البصرة؛ قال الشاعر:
أَميرَ المُؤْمِنينَ، جُزِيتَ خَيْراً ... أَرِحْنا مِنْ قُباعِ بَني
المُغِيرِ
قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ لَهُ ذَلِكَ لأَنه وَلِيَ البصرة فَعَيَّرَ
مَكايِيلَهُم فَنَظَرَ إِلى مِكْيَالٍ صَغِيرٍ فِي مَرآةِ الْعَيْنِ
أَحاط بِدَقِيقٍ كَثِيرٍ فَقَالَ: إِنّ مِكْيالَكُم هَذَا لقُباعٌ،
فَلُقِّبَ بِهِ وَاشْتُهِرَ. قَالَ الأَزهري: وَكَانَ بِالْبَصْرَةِ
مِكيالٌ وَاسِعٌ لأَهلها فَمَرَّ وَالِيهَا بِهِ فَرَآهُ وَاسِعًا
فَقَالَ: إِنه لَقُباعٌ، فَلُقِّبَ ذَلِكَ الْوَالِي قُباعاً.
والقُبَعةُ: خِرقةٌ تُخَاطُ كالبُرْنُسِ يَلْبَسُهَا الصِّبْيَانُ.
والقابُوعةُ: المِحْرَضةُ. والقَبِيعةُ: الَّتِي عَلَى رأْس قَائِمِ
السَّيْفِ وَهِيَ الَّتِي يُدْخَلُ الْقَائِمُ فِيهَا، وَرُبَّمَا
اتُّخِذَتْ مِنْ فِضَّةٍ عَلَى رأْس السِّكِّينِ، وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَتْ قَبِيعةُ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وسلم. من
فضّةٍ
؛ هِيَ الَّتِي تَكُونُ عَلَى رأْس قَائمِ السيفِ، وَقِيلَ: هِيَ مَا
تَحْتَ شَارِبَيِ السيفِ مِمَّا يَكُونُ فَوْقَ الغِمْدِ فَيَجِيءُ
مَعَ قَائِمِ السَّيْفِ، والشارِبانِ أَنْفانِ طَوِيلَانِ أَسفل
الْقَائِمِ، أَحدهما مِنْ هَذَا الْجَانِبِ وَالْآخَرُ مِنْ هَذَا
الْجَانِبِ، وَقِيلَ: قَبِيعَةُ السَّيْفِ رأْسه الَّذِي فِيهِ
مُنْتَهَى الْيَدِ إِليه، وَقِيلَ: قَبِيعَتُهُ مَا كَانَ عَلَى طَرَف
مَقْبِضِه مِنْ فِضَّةٍ أَو حَدِيدٍ. الأَصمعي: القَوْبَعُ قَبِيعة
السَّيْفِ؛ وأَنشد لمُزاحِمٍ العُقَيْلي:
فصاحُوا صِياحَ الطَّيْرِ مِن مُحْزَئلَّةٍ ... عَبُورٍ، لهادِيها
سِنانٌ وقَوْبَعُ
والقَوْبَعة: دُويْبّةٌ صَغِيرَةٌ. وقُبَعٌ: دُويْبَّةٌ مِنْ دَوَابِّ
الْبَحْرِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:
يَقُودُ بِهَا دَلِيلُ القَوْمِ نَجْمٌ، ... كَعَينِ الكلْبِ فِي
هُبًّى قِباعِ
لَمْ يُفَسِّرْهُ. الرِّوَايَةُ قِباعٌ جَمْعُ قابِعٍ، يَصِفُ نُجُومًا
قَدْ قَبَعَتْ فِي الهَبْوة، وهُبًّى جَمْعُ هابٍ أَي الدَّاخِلُ فِي
الهَبْوةِ. وَفِي حَدِيثِ الأَذان:
أَنه اهْتَمَّ للصلاة كيف يَجْمَعُ لها الناسَ فَذُكِرَ لَهُ القُبْعُ
فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ
، يَعْنِي البُوقَ، رويت هذه اللفظة بِالْبَاءِ وَالتَّاءِ وَالثَّاءِ
وَالنُّونِ، وأَشهرها وأَكثرها النون؛ قال الْخَطَّابِيُّ: أَما
القُبَعُ، بِالْبَاءِ الْمَفْتُوحَةِ، فَلَا أَحسبه سُمِّيَ بِهِ إِلّا
لأَنه يَقْبَعُ فَمَ صَاحِبِهِ أَي يَسْتُرُهُ، أَو مِنْ قَبَعْتُ
الجُوالِقَ والجِرابَ إِذا ثَنَيْتَ أَطرافه إِلى دَاخِلٍ؛ قَالَ
الْهَرَوِيُّ: حَكَاهُ بَعْضُ أَهل الْعِلْمِ عَنْ أَبي عُمَرَ
الزَّاهِدِ
(8/259)
الْقُبْعُ، بالباءِ الْمُوَحَّدَةِ، قَالَ:
وَهُوَ البُوقُ، فَعَرَضْتُه عَلَى الأَزهري فَقَالَ: هَذَا بَاطِلٌ.
قتع: قَتَعَ يَقْتَعُ قُتُوعاً: انْقَمَعَ وذَلَّ. والقَتَعُ دُودٌ
حُمْرٌ تأْكل الْخَشَبَ؛ قَالَ:
غَداةَ غادَرْتهُمْ قَتْلى، كأَنَّهُمُ ... خُشْبٌ تَقَصَّفَ فِي
أَجْوافِها القَتَعُ
الْوَاحِدَةُ قَتَعةٌ، وَقِيلَ: القَتَعُ الأَرَضةُ، وَقِيلَ: الدُّودُ
مُطْلَقًا، ابْنُ الأَعرابي: هِيَ السُّرْفةُ والقَتَعَةُ
والهِرْنِصانةُ والحُطَيِّطةُ والبُطَيِّطةُ واليَسْرُوعُ والعَوانةُ
والطُّحْنةُ. وقاتَعه اللهُ: قاتَله وَقِيلَ: هُوَ عَلَى الْبَدَلِ
وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وَيُقَالُ: قاتَعه اللهُ وكاتَعهُ إِذا قَاتَلَهُ،
وَهِيَ المُقاتَعةُ. وَفِي حَدِيثِ الأَذان:
أَنه اهْتَمَّ للصلاة كيف يَجْمَعُ لَهَا النَّاسَ فذكِر لَهُ القُتْعُ
فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ
، فُسِّرَ فِي الْحَدِيثِ أَنه الشَّبُّورُ وَهُوَ البُوقُ، رُوِيَتْ
هَذِهِ اللَّفْظَةُ بِالْبَاءِ والتاء والنون، وأَشهرها وأَكثرها
النُّونِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ القَتَع، بِتَاءٍ
بِنُقْطَتَيْنِ مِنْ فَوْقٍ، هُوَ دُودٌ يَكُونُ فِي الْخَشَبِ،
الْوَاحِدَةُ قَتَعةٌ، قَالَ: وَمَدَارُ هَذَا الْحَرْفِ عَلَى
هُشَيْمٍ، وَكَانَ كثيرَ اللَّحْنِ وَالتَّحْرِيفِ عَلَى جَلالةِ
مَحَلِّهِ فِي الْحَدِيثِ.
قثع: لَمْ يُتَرْجِمْ عَلَيْهَا أَحد فِي الأُصول الْخَمْسَةِ غَيْرَ
أَنّا ذَكَرْنَاهَا لِمَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ الأَذان:
أَنه اهتم للصلاةِ كيف يَجْمَعُ لَهَا النَّاسَ فَذُكِرَ لَهُ القُثْعُ
فَلَمْ يُعْجِبْهُ
، فُسِّرَ فِي الْحَدِيثِ أَنه الشَّبُّور وَهُوَ الْبُوقُ، وَهَذِهِ
اللَّفْظَةُ رُوِيَتْ بِالْبَاءِ وَالتَّاءِ والثاء والنون، وأَشهرها
وأَكثرها النُّونُ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: سَمِعْتُ أَبا عُمَرَ
الزَّاهِدَ يَقُولُ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ وَلَمْ أَسمعه مِنْ
غَيْرِهِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ قَثَعَ فِي الأَرض قُثُوعاً إِذا
ذَهَبَ فَسُمِّيَ بِهِ لِذَهَابِ الصَّوْتِ مِنْهُ، وَقَدْ ذَكَرَ
كُلَّ لَفْظَةٍ مِنْ هَذِهِ الأَلفاظ الْمُخْتَلَفِ فِيهَا فِي
بَابِهِ.
قدع: القَدْعُ: الكَفُّ والمَنْعُ. قَدَعَه يَقْدَعُه قَدْعاً
وأَقْدَعَه فانْقَدَعَ وقَدِعَ إِذا كَفَّه عَنْهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
الْحَسَنِ: اقْدَعُوا هَذِهِ النُّفُوسَ فإِنها طُلَعةٌ.
وَفِي حَدِيثِ
الحَجَّاج: اقْدَعُوا هَذِهِ الأَنْفُسَ فَإِنَّهَا أَسْأَلُ شيءٍ إِذا
أُعْطِيَتْ وأَمْنَعُ شيءٍ إِذا سُئِلَتْ
، أَي كُفُّوها عَمَّا تَتَطَلَّعُ إِليه مِنَ الشَّهَوَاتِ. وقَدَعْتُ
فَرَسي أَقْدَعُه قَدْعاً: كَبَحْتُه وكَفَفْتُه. وَهُوَ فَرَسٌ
قَدُوعٌ: يَحْتَاجُ إِلى القَدْع ليَكُفَّ بَعْضَ جَرْيِهِ. وَفِي
حَدِيثِ
أَبي ذَرٍّ: فَذَهَبْتُ أُقبل بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَقَدَعَني بَعْضُ
أَصحابه
أَي كَفَّنِي. قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ قَدَعْتُه وأَقْدَعْتُه
قَدْعاً وإِقْداعاً، وَمِنْهُ حَدِيثُ
ابْنِ عَبَّاسٍ: فَجَعَلْتُ أَجِدُ بِي قَدَعاً «1» مِنْ مَسْأَلَتِه
أَي جُبْناً وانكِساراً، وَفِي رِوَايَةٍ:
أَجِدُني قَدِعْتُ عَنْ مسأَلته.
والقَدُوعُ: القادِعُ والمَقْدُوعُ جَمِيعًا: ضِدٌّ، فَعُولٌ بِمَعْنَى
مَفْعُولٍ. والقَدُوعُ: الفَحْل الَّذِي إِذا قَرُبَ مِنَ الناقةِ
ليَقْعُوَ عَلَيْهَا قُدِعَ وضُرِبَ أَنفه بِالرُّمْحِ أَو غَيْرِهِ
وحُمِلَ عَلَيْهَا غَيْرُهُ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:
إِذا مَا اسْتافَهُنَّ ضَرَبْنَ مِنْهُ ... مكانَ الرُّمْحِ مِنْ
أَنْفِ القَدُوعِ
وَفُلَانٌ لَا يَقْدَعُ أَي لَا يَرْتَدِعُ. وَهَذَا فَحْلٌ لَا
يُقْدَعُ أَي لَا يُضْرَبُ أَنفه وَذَلِكَ إِذا كَانَ كَرِيمًا. وَفِي
حَدِيثِ زواجِه خديجةَ:
قَالَ ورَقةُ بْنُ نَوْفَلٍ: مُحَمَّدٌ يَخْطُبُ خَدِيجَةَ، هُوَ
الفَحْلُ لَا يُقْدَعُ أَنفُه
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ قَدَعْتُ الْفَحْلَ وَهُوَ أَن يَكُونَ
غَيْرَ كَرِيمٍ فإِذا أَراد رُكُوبَ النَّاقَةِ الْكَرِيمَةِ ضُرِبَ
أَنفه
__________
(1) . قوله [أجد بي قدعاً] القدع، محركة: الجبن والانكسار
(8/260)
بِالرُّمْحِ أَو غَيْرِهِ حَتَّى
يَرْتَدِعَ ويَنْكَفَّ، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ
أَيضاً:
فإِن شَاءَ اللَّهُ أَن يَقْدَعَه بِهَا قَدَعَه.
وَفَرَسٌ قَدُوعٌ: يَكُفُّ بَعْضَ جَرْيِهِ. أَبو مَالِكٍ: يُقَالُ
مَرَّ بِهِ فَرَسُه يَقْدَعُ أَي يَعْدُو. وفرسٌ قَدِعٌ أَي هَيُوبٌ.
وَيُقَالُ: اقْدَعْ مِنْ هَذَا الشَّرَابِ أَي اقْطَع مِنْهُ أَي
اشْرَبْه قِطَعاً قِطَعاً. والمِقْدَعةُ: عَصاً يَقْدعُ بِهَا
ويَدْفَعُ بِهَا الإِنسانُ عَنْ نَفْسِهِ. وَرَجُلٌ قَدِعٌ، عَلَى
النَّسَبِ: يَنْقَدِعُ لِكُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ
الطُّفَيْلِ:
وإِنِّي سَوْفَ أَحْكُم غيرَ عادٍ، ... وَلَا قَدِعٍ، إِذا التُمِسَ
الجَوابُ
والقِدْعةُ مِنَ الثِّيَابِ: دُرَّاعةٌ قَصِيرَةٌ؛ قَالَ مُلَيْحٌ
الهُذَليُّ:
بِتِلْكَ عَلِقْت الشوْقَ، أَيامَ بِكْرُها ... قَصِيرُ الخُطى، فِي
قِدْعةٍ يَتَعَطَّفُ
وامرأَة قَدِعةٌ وقَدُوعٌ: كثيرةُ الحَياءِ قليلةُ الكلامِ. وامرأَة
قَدُوعٌ: تأْنَفُ كُلَّ شَيْءٍ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
وإِلَّا فَمَدْخُولُ الفِناءِ قَدُوعُ
قَدُوعٌ معنى المَقْدُوعِ هَاهُنَا. وانْقَدَع فُلَانٌ عَنِ الشَّيْءِ
إِذا استَحْيا مِنْهُ. وتَقَادَعَ الذُّبابُ فِي المَرَقِ إِذا
تَهافَتَ. والتَّقادُعُ: التَّتابُع وَالتَّهَافُتُ فِي الشَّرِّ،
وَفِي الصِّحَاحِ: فِي الشَّيْءِ: وتَقادَعَ الفَراشُ فِي النَّارِ:
تَساقَط كأَنّ كُلَّ وَاحِدٍ يَدْفَعُ صاحبَه أَن يَسْبِقَه. وأقْدَعَ
الرجلَ: شَتَمه. والمَقادِعُ: عِوارُ الكلامِ. وتَقَادَعَ القومُ
بالرّماحِ: تَطاعَنُوا. وَفِي الْحَدِيثِ:
يُحْمَلُ الناسُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتَتقادَعُ
بِهِمْ جَنَبَتا الصِّرَاطِ تَقادُعَ الفَراشِ فِي النَّارِ
أَي تُسقِطُهم فِيهَا بَعْضُهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ. وتَقادَعَ القومُ:
هَلَكَ بعضُهم فِي إِثْرِ بَعْضٍ فِي شَهْرٍ وَاحِدٍ أَو عَامٍ
وَاحِدٍ، وَقِيلَ: تَقادَعَ القومُ تَقادُعاً وتَعادَوْا تَعادِياً
مَاتَ بَعْضُهُمْ فِي إِثر بَعْضٍ فَلَمْ يُخَصَّ يومٌ وَلَا شَهْرٌ.
والتَّقادُعُ: التَّرَاجُعُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. ابْنُ الأَعرابي: القَدَعُ
انْسِلاقُ الْعَيْنِ مِنْ كَثْرَةِ الْبُكَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَدِعاً.
وَقَدْ قَدِعَ، فَهُوَ قَدِعٌ، وقَدِعَتْ عينُه تَقْدَعُ قَدَعاً:
ضَعُفَتْ مِنْ طُولِ النَّظَرِ إِلى الشَّيْءِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
كَمْ فيهمُ مِن هَجِينٍ أُمُّه أَمَةٌ، ... فِي عَيْنِها قَدَعٌ، فِي
رِجْلِها فَدَع
وقَدَعَ الْخَمْسِينَ: جاوَزها، بِفَتْحِ الدَّالِ؛ عَنِ ابْنِ
الأَعرابي. الأَزهري: قَدَعَ السِتِّينَ جازَها، قَالَ: فاحتمَلَ أَن
تُقْدَعَ فَتَقْدَعَ كَمَا تَقُولُ قَدَعْتُ الرَّجُلَ عَنِ الأَمر
فَقَدِعَ أَي كَفَفْتُه فكَفَّ وارْتَدَعَ. وقَدِعَتْ لَهُ
الْخَمْسُونَ: دَنَتْ؛ قَالَ المَرّارُ الفَقْعَسِيّ:
مَا يسْأَلُ الناسُ عَنْ سِنِّي، وَقَدْ قَدِعَتْ ... لِي
الأَرْبَعُونَ، وطالَ الوِرْدُ والصَّدَرُ
قل ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْجَرْمِيُّ رَوَاهُ ثَعْلَبٌ قُدِعَتْ عَنِ
ابْنِ الأَعرابي، بِضَمِّ الْقَافِ؛ وَقَالَ أَبو الطَّيِّبِ: الأَكثر
فِي الرِّوَايَةِ قَدِعَتْ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قُدِعَتْ لِي
أَربعون أَي أُمْضِيَتْ. يُقَالُ: قَدَعَها أَي أَمضاها كَمَا يَقْدَعُ
الرجلُ الشَّيْءَ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وقِدْعةُ اسْمُ عَنْزٍ؛
وأَنشد:
(8/261)
فَتَنازَعا شَطْراً لِقِدْعةَ واحِداً، ...
فَتَدارآ فِيهِ، فكانَ لِطامُ
قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: المِجْوَلُ الصُّدْرةُ وَهِيَ الصِّدارُ
والقِدْعةُ والعِدْقةُ.
قذع: القَذَعُ: الخَنى والفُحْشُ. قَذَعَه يَقْذَعُه قَذْعاً
وأَقْذَعَه وأَقْذَعَ لَهُ إِقْذاعاً: رَمَاهُ بالفُحْشِ وأَساء القولَ
فِيهِ. قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع قَذَعْتُ بِغَيْرِ أَلف لِغَيْرِ
اللَّيْثِ: وأَقْذَعَ القولَ: أَساءه. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنْ قَالَ فِي الإِسلام شِعْرًا مُقْذِعاً فَلِسَانُهُ هَدَرٌ.
والقَذَعُ: الفُحْشُ مِنَ الْكَلَامِ الَّذِي يَقْبُحُ ذِكْرُه. وَفِي
الْحَدِيثِ:
مَنْ رَوَى هِجاءً مُقْذِعاً فَهُوَ أَحد الشاتِمَيْنِ
؛ الهِجاءُ المُقْذِعُ: الَّذِي فِيهِ فُحْش وقَذْفٌ وسَبّ يَقْبُحُ
نَشْرُه أَي أَنَّ إِثمه كإِثم قَائِلِهِ الأَول. وأَقْذَعَ لَهُ:
أَفْحَشَ فِي شَتْمِه. والقَناذِعُ: الْكَلَامُ الْقَبِيحُ؛ قَالَ
أَدهم بْنُ أَبي الزَّعْرَاءِ:
بَني خَيْبَرِيٍّ نهْنِهُوا مِنْ قَناذِعٍ ... أَتَتْ مِنْ لَدَيْكُمْ،
وانْظُرُوا مَا شُؤُونُها
ومَنْطِقٌ قَذَعٌ وقَذِيعٌ وقَذِعٌ وأَقْذَعُ: فاحِشٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:
لَيَأْتِيَنَّكَ مِنِّي مَنْطِقٌ قَذَعٌ، ... باقٍ كَمَا دَنَّسَ
القُبْطِيَّةَ الوَدَكُ
وَقَالَ الْعَجَّاجُ:
يَا أَيُّها القائِلُ قَوْلًا أَقْذَعا
قِيلَ: أَقْذَعَ نَعْتٌ لِلْقَوْلِ كأَنه قَالَ قَوْلًا ذَا قَذَع،
وَقِيلَ: إِنه أَراد أَنه أَقْذَعَ فِي الْقَوْلِ. وأَقْذَعَه
بِلِسَانِهِ إِقْذاعاً: قَهَرَهُ بِلِسَانِهِ. وقَذَعَه بِالْعَصَا
يَقْذَعُه قَذْعاً: ضرَبه، وَقِيلَ: هُوَ بِالدَّالِ غَيْرَ
مُعْجَمَةٍ، وَكَذَلِكَ قَالَ الأَزهري، وَقَالَ: صَوَابُهُمَا
بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: قَذَعْته عَنِ الأَمر
إِذا كَفَفْتَهُ، وأَقْذَعْته إِذا شَتَمْتَهُ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ
الصَّحِيحُ. قَالَ الأَزهري: وقرأَت فِي نَوَادِرِ الأَعراب تَقَذَّعَ
لَهُ بِالشَّرِّ وَتَقَدَّعَ، بِالذَّالِ وَالدَّالِ، وتقذَّع وتقدَّع
إِذا اسْتَعَدَّ لَهُ بِالشَّرِّ. وَفِي حَدِيثِ
الْحَسَنِ: أَنه سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُعْطِي غَيْرَهُ الزَّكَاةَ
أَيُخْبِرُه بِهَا؟ فَقَالَ: يُرِيدُ أَن يُقْذِعَه بِهِ
أَي يُسْمِعَه مَا يَشُقّ عَلَيْهِ، فَسَمَّاهُ قَذعاً وأَجْراه مُجْرى
يَشْتُمُه وَيُؤْذِيهِ، وَلِذَلِكَ عدَّاه بِغَيْرِ لَامٍ. وَمَا
عَلَيْهِ قِذاعٌ أَي شَيْءٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، والأَعرف قِزاعٌ،
بالزاي.
قرع: القَرَعُ: قَرَعُ الرأْس وَهُوَ أَن يَصْلَعَ فَلَا يَبْقَى عَلَى
رأْسه شَعْرٌ، وَقِيلَ: هُوَ ذَهابُ الشَّعَرِ مِنْ داءٍ؛ قَرِعَ
قَرَعاً وَهُوَ أَقْرَعُ وامرأَة قَرْعاءُ. والقَرَعةُ: مَوْضِعُ
القَرَعِ مِنَ الرأْسِ، وَالْقَوْمُ قُرْعٌ وقُرْعانٌ. وقَرِعَتِ
النَّعامةُ قَرَعاً: سقَط ريشُ رأْسها مِنَ الكِبَرِ، والصِّفةُ
كالصِّفةِ؛ والحَيّةُ الأَقرع إِنما يَتَمَعَّطُ شَعْرُ رأْسه،
زَعَمُوا لِجَمْعِهِ السُّمَّ فِيهِ. يُقَالُ: شُجاعٌ أَقْرَعُ. وَفِي
الْحَدِيثِ:
يَجِيءُ كَنْزُ أَحدِكم يومَ القيامةِ شُجاعاً أَقْرَعَ لَهُ
زَبِيبَتانِ
؛ الأَقْرَعُ: الَّذِي لَا شَعْرَ لَهُ عَلَى رأْسه، يُرِيدُ حَيَّةً
قَدْ تمعَّط جِلْدُ رأْسه لِكَثْرَةِ سُمِّهِ وطُولِ عُمُره، وَقِيلَ:
سُمِّيَ أَقرع لأَنه يَقْرِي السُّمَّ وَيَجْمَعُهُ فِي رأْسه حَتَّى
تَتَمَعَّطَ مِنْهُ فَرْوةُ رأْسه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ
حَيَّةً:
قَرَى السَّمَّ، حَتَّى انْمازَ فَرْوةُ رأْسِه ... عَنِ العَظْمِ،
صِلٌّ فاتِكُ اللَّسْعِ مارِدُهْ
والتَّقْرِيعُ: قَصُّ الشعَر؛ عَنْ كُرَاعٍ. والقَرَعُ: بَثْرٌ أَبيض
يَخْرُجُ بالفُصْلانِ وحَشْوِ الإِبل يُسْقِطُ
(8/262)
وَبَرها، وَفِي التَّهْذِيبِ: يَخْرُجُ فِي
أَعْناق الفُصْلان وَقَوَائِمِهَا. وَفِي المثلِ: أَحَرُّ مِنَ
القَرَعِ. وَقَدْ قَرِع الفَصِيلُ، فَهُوَ قَرِعٌ، وَالْجَمْعُ قَرْعى.
وَفِي الْمَثَلِ: اسْتَنَّتِ الفِصالُ حَتَّى القَرْعَى أَي سَمِنَتْ؛
يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ تَعَدَّى طَوْرَه وَادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ.
ودواءُ القَرَع المِلْح وجُبابُ أَلبانِ الإِبل، فإِذا لَمْ يَجِدُوا
مِلْحاً نَتَفُوا أَوباره ونَضَحُوا جِلْدَهُ بِالْمَاءِ ثُمَّ
جَرُّوهُ عَلَى السَّبَخةِ. وتَقَرَّعَ جِلْدُهُ: تَقَوَّبَ عَنِ
القَرَعِ. وقُرِّعَ الفَصِيلُ تَقْرِيعًا: فُعِلَ بِهِ مَا يُفْعَلُ
بِهِ إِذا لَمْ يُوجَدِ الْمِلْحُ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ يَذْكَرُ
الْخَيْلَ:
لَدَى كلِّ أُخْدُودٍ يُغادِرْنَ دارِعاً، ... يُجَرُّ كَمَا جُرَّ
الفَصِيلُ المُقَرَّعُ
وَهَذَا عَلَى السَّلْبِ لأَنه يُنْزَعُ قَرَعُه بِذَلِكَ كَمَا
يُقَالُ: قَذَّيْتُ العينَ نَزَعْتُ قَذَاهَا، وقَرَّدْت الْبَعِيرَ.
وَمِنْهُ الْمَثَلُ: هُوَ أَحرّ مِنَ القَرَع، وَرُبَّمَا قَالُوا: هو
أَحرّ من القرْع، بِالتَّسْكِينِ، يَعْنُونَ بِهِ قَرْعَ المِيسَمِ
وَهُوَ المِكْواةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
كأَنَّ عَلَى كَبِدِي قَرْعةً، ... حِذاراً مِنَ البَيْنِ، مَا
تَبْرُدُ
وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ كَذَلِكَ بِتَسْكِينِ الرَّاءِ، تُرِيدُ بِهِ
القَرْعَ الَّذِي يُؤْكَلُ، وإِنما هُوَ بِتَحْرِيكِهَا. والفَصِيلُ
قَرِيعٌ وَالْجَمْعُ قَرْعى، مِثْلَ مَرِيضٍ ومَرْضَى. والقَرَعُ:
الجَرَبُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَراه يَعْنِي جَرَبَ الإِبل.
وقَرَّعَتِ الحَلُوبةُ رأْسَ فَصِيلها إِذا كانت كثيرة اللَّبَنِ،
فإِذا رَضِعَ الفصيلُ خِلْفاً قَطَرَ اللبَنُ مِنَ الخِلفِ الآخرِ
عَلَى رأْسه فَقَرَعَ رأْسَه؛ قَالَ لَبِيدٌ:
لَهَا حَجَلٌ قَدْ قَرَّعَتْ مِنْ رُؤُوسِه، ... لَهَا فَوْقَه مِمَّا
تَحَلَّبَ واشِلُ
سَمَّى الإِفالَ حَجلًا تَشْبِيهًا بِهَا لِصِغَرِهَا؛ وَقَالَ
الْجَعْدِيُّ:
لَهَا حَجَلٌ قُرْعُ الرُؤُوسِ تَحَلَّبَتْ ... عَلَى هامِها،
بالصَّيْفِ، حَتَّى تَمَوَّرا
وقَرِعَتْ كُرُوشُ الإِبل إِذا انْجَرَدَتْ فِي الْحَرِّ حَتَّى لَا
تَسْقِ «2» الماءَ فَيَكْثُرَ عَرَقُها وتَضْعُفَ بِذَلِكَ. والقَرَعُ:
قَرَعُ الكَرِش، وَهُوَ أَن يَذْهَبَ زِئْبَرُهُ ويَرِقَّ مِنْ شدَّة
الْحَرِّ. واسْتَقْرَعَ الكَرِش إِذا استَوْكَعَ. والأَكْراشُ يُقَالُ
لَهَا القُرْعُ إِذا ذَهَبَ خَمَلُها. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه لَمَّا أَتى عَلَى محسِّرٍ قَرَعَ رَاحِلَتَهُ
أَي ضرَبها بِسوْطِه. وقَرَعَ الشيءَ يَقْرَعُهُ قَرْعاً: ضَرَبَهُ.
الأَصمعي: يُقَالُ العَصا قُرِعَتْ لِذِي الحِلْمِ أَي إِذا نُبِّه
انْتَبَه؛ وَمَعْنَى قَوْلِ الْحَرْثِ بْنِ وعْلةَ الذُّهْليّ:
وزَعَمْتُمُ أَنْ لاحُلُومَ لَنَا، ... إِنَّ العَصا قُرِعَتْ لِذِي
الحِلْمِ
قَالَ ثَعْلَبٌ: الْمَعْنَى أَنكم زَعَمْتُمْ أَنَّا قَدْ أَخطأْنا
فَقَدْ أَخطأَ العلماءُ قَبْلَنَا، وَقِيلَ: مَعْنَى ذَلِكَ أَي أَنَّ
الْحَلِيمَ إِذا نُبِّهَ انْتَبَهَ، وأَصله أَنَّ حَكَماً مِنْ حُكَّام
الْعَرَبِ عَاشَ حَتَّى أُهْتِرَ فَقَالَ لِابْنَتِهِ: إِذا أَنكَرْتِ
مِنْ فَهْمِي شَيْئًا عِنْدَ الحُكْمِ فاقْرَعِي لِيَ المِجَنَّ
بِالْعَصَا لأَرتدع، وَهَذَا الْحَكَمُ هُوَ عَمْرو بْنُ حُمَمةَ
الدَّوْسِيّ قضَى بَيْنَ الْعَرَبِ ثَلَثَمِائَةِ سَنَةً، فَلَمَّا
كَبِرَ أَلزموه السَّابِعَ مِنْ وَلَدِهِ يَقْرَعُ الْعَصَا إِذا
غَلِطَ فِي حُكُومَتِهِ؛ قَالَ الْمُتَلَمِّسُ:
لِذِي الحِلْمِ قَبْلَ اليَوْمِ مَا تُقْرَعُ العَصا، ... وَمَا
عُلِّمَ الإِنسانُ إِلَّا ليَعْلَما
__________
(2) . قوله [لا تسق] كذا بالأَصل على هذه الصورة ولعله لا تستبقي الماء
أو ما في معناه.
(8/263)
ابْنُ الأَعرابي: وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
قَرَعْت ظَنابِيبَ الهَوَى، يومَ عاقِلٍ، ... ويومَ اللِّوَى حَتَّى
قَشَرْت الهَوَى قَشْرا
أَي أَذْلَلْته كَمَا تقرَع ظُنْبُوبَ بَعِيرِكَ لِيَتَنَوَّخَ لَكَ
فَتَرْكَبَهُ. وَفِي حَدِيثِ
عَمَّارٍ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى حِينَ
قِيلَ لَهُ مُحَمَّدٌ يَخْطُبُ خَدِيجَةَ قَالَ: نِعْمَ البُضْعُ «1»
لَا يُقْرَعُ أَنفه
؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:
قَالَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ: هُوَ الْفَحْلُ لَا يُقْرَعُ أَنفه
أَي أَنه كفءٌ كَرِيمٌ لَا يُرَدُّ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي تَرْجَمَةِ قدع
أَيضاً، وَقَوْلُهُ لَا يُقْرَعُ أَنفه كَانَ الرَّجُلُ يأْتي
بِنَاقَةٍ كَرِيمَةٍ إِلى رَجُلٍ لَهُ فَحْلٌ يسأَله أَن يُطْرِقَها
فحلَه، فإِن أَخرج إِليه فَحْلًا لَيْسَ بِكَرِيمٍ قَرَعَ أَنفه
وَقَالَ لَا أُريده. والمُقْرَعُ: الفحْلُ يُعْقَلُ فَلَا يُتْرَكُ أَن
يَضْرِبَ الإِبل رَغْبَةً عَنْهُ، وقَرَعْتُ البابَ أَقْرَعُه قَرْعاً.
وقَرَعَ الدابَّةَ وأَقرَع الدَّابَّةَ بِلِجَامِهَا يَقْرَعُ: كفَّها
بِهِ وكبَحَها؛ قَالَ سُحَيْمُ بْنُ وَثِيلٍ الرِّياحِي:
إِذا البَغْلُ لَمْ يُقْرَعْ لَهُ بلِجامِه، ... عَدا طَوْرَه فِي كلِّ
مَا يَتَعَوَّدُ
وَقَالَ رؤْبة:
أَقْرَعَه عَنِّي لِجامٌ يُلْجِمُه
وقَرَعْت رأْسه بالعَصا قَرْعاً مِثْلَ فَرَعْتُ، وقَرَعَ فُلَانٌ
سنَّه نَدَماً؛ وأَنشد أَبو نَصْرٍ:
وَلَوْ أَني أَطَعْتُكَ فِي أُمُورٍ، ... قَرَعْتُ نَدامةً مِنْ ذاكَ
سِنِّي
وأَنشد بَعْضُهُمْ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
مَتَى أَلْقَ زِنْباعَ بنَ رَوْحٍ ببَلْدةٍ ... ليَ النِّصْفُ مِنْهَا،
يَقْرَعِ السِّنَّ مِنْ نَدَمْ
وَكَانَ زِنْباعُ بْنُ رَوْحٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَنْزِلُ مَشارفَ
الشَّامِ، وَكَانَ يَعْشُرُ مَنْ مَرَّ بِهِ، فَخَرَجَ عُمَرُ فِي
تِجَارَةٍ إِلى الشَّامِ وَمَعَهُ ذَهَبةٌ جَعَلَهَا فِي دَبِيلٍ
وأَلقَمَها شارِفاً لَهُ، فَنَظَرَ إِليها زِنْباعٌ تَذْرِفُ
عَيْنَاهَا فَقَالَ: إِن لَهَا لَشَأْناً، فَنَحَرَهَا ووجَد الذهبَةَ
فَعَشَرَها، فَحِينَئِذٍ قَالَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، هَذَا
الْبَيْتُ.
وقَرَعَ الشاربُ بالإِناء جبهتَه إِذا اشتفَّ مَا فِيهِ يَعْنِي أَنه
شَرِبَ جَمِيعَ مَا فِيهِ؛ وأَنشد:
كأَنَّ الشُّهْبَ فِي الآذانِ مِنْهَا، ... إِذا قَرَعُوا بِحافَتِها
الجَبِينا
وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: أَنه أَخذ قَدَحَ سَوِيقٍ فَشَرِبَهُ حَتَّى قَرَعَ القَدَحُ
جبينَه
أَي ضرَبه، يَعْنِي شَرِبَ جَمِيعَ مَا فِيهِ؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ
يَصِفُ الْخَمْرَ:
تَمَزَّزْتُها صِرفاً، وقارَعْتُ دَنَّها ... بعُودِ أَراكٍ هَدَّه
فَتَرَنَّما
قارَعْتُ دَنَّها أَيْ نزَفْتُ مَا فِيهِ حَتَّى قَرِعَ، فإِذا ضُرِبَ
الدَّنُ بَعْدَ فَراغِه بِعُودٍ تَرَنَّمَ. والمِقْرعةُ: خَشَبَةٌ
تُضْرَبُ بِهَا البغالُ وَالْحَمِيرُ، وَقِيلَ: كلُّ مَا قُرِعَ بِهِ
فَهُوَ مِقْرعةٌ. الأَزهريُّ: المِقْرعةُ: الَّتِي تُضْرَبُ بِهَا
الدَّابَّةُ، والمِقْراعُ كالفأْس يُكْسَرُ بِهَا الْحِجَارَةُ؛ قَالَ
يَصِفُ ذَئْبًا:
يَسْتَمْخِرُ الرِّيحَ إِذا لَمْ يَسْمَعِ، ... بِمِثْلِ مِقْراعِ
الصَّفا المُوَقَّعِ «2»
والقِراعُ والمُقارَعةُ: المُضاربةُ بالسيوف، وقيل:
__________
(1) . قوله [البضع] هو الكفء كما في النهاية وبهامشها هو عقد النكاح
على تقدير مضاف أي صاحب البضع.
(2) . قوله [يستمخر إلخ] أنشده في مادة مخر: لم أسمع بدل لم يسمع.
(8/264)
مُضَارَبَةُ الْقَوْمِ فِي الْحَرْبِ،
وَقَدْ تَقارعُوا. وقَرِيعُك: الَّذِي يُقارِعُك. وَفِي حَدِيثِ
عَبْدِ الْمَلِكِ وَذِكْرِ سَيْفِ الزُّبَيْرِ:
بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِراعِ الكَتائِبِ
أَي قِتَالِ الْجُيُوشِ وَمُحَارَبَتِهَا. والإِقْراعُ: صَكُّ
الحَمِيرِ بعضُها بَعْضًا بحَوافِرِها؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
حَرًّا منَ الخَرْدلِ مَكْرُوهِ النَّشَقْ، ... أَو مُقْرَعِ مِن
رَكْضِها دامِي الزَّنَقْ
والمِقْراعُ: الساقُورُ. والأَقارِعُ: الشِّدادُ؛ عَنْ أَبي نَصْرٍ.
والقارِعةُ مِنْ شدائدِ الدهْرِ وَهِيَ الداهِيةُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
وخافَ صَدْعَ القارعاتِ الكُدَّهِ
قَالَ يَعْقُوبُ: القارِعةُ هُنَا كُلُّ هَنةٍ شديدةِ القَرْعِ، وَهِيَ
الْقِيَامَةُ أَيضاً؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَفِي التَّنْزِيلِ: وَما
أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ
؛ وَقَوْلُهُ:
وَلَا رَمَيْتُ عَلَى خَصْمٍ بقارِعةٍ، ... إِلَّا مُنِيتُ بِخَصْمٍ
فُرَّ لِي جَذَعا
يَعْنِي حُجّة، وَكُلُّهُ مِنَ القَرْع الَّذِي هُوَ الضرْبُ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما
صَنَعُوا قارِعَةٌ
؛ قِيلَ فِي التَّفْسِيرِ: سَرِيّةٌ مِنْ سَرايا رَسُولِ اللَّهِ،
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعْنَى الْقَارِعَةِ فِي
اللُّغَةِ النازلةُ الشَّدِيدَةُ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ بأَمر عَظِيمٍ،
وَلِذَلِكَ قِيلَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ الْقَارِعَةُ. وَيُقَالُ:
قَرَعَتْهم قَوارعُ الدهْرِ أَي أَصابتهم، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ
قَوارِعِ فُلَانٍ ولواذِعِه وقَوارِصِ لِسَانِهِ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي أُمامة: مَنْ لَمْ يَغْز أَو يُجَهِّزْ غازِياً أَصابه اللَّهُ
بقارعةٍ
أَي بداهيةٍ تُهْلِكُه. يُقَالُ: قَرَعَه أَمرٌ إِذا أَتاه فَجْأَةً،
وَجَمْعُهَا قَوارِعُ. الأَصمعي: يُقَالُ أَصابته قَارِعَةٌ يَعْنِي
أَمراً عَظِيمًا يَقْرَعُه. وَيُقَالُ: أَنزل اللَّهُ بِهِ قَرْعاءَ
وَقَارِعَةً ومُقْرِعةً، وأَنزل اللَّهُ بِهِ بَيْضاء ومُبَيِّضةً؛
هِيَ الْمُصِيبَةُ الَّتِي لَا تدَعُ مَالًا وَلَا غَيْرِهِ. وَفِي
الْحَدِيثِ:
أُقسم لَتَقْرَعَنّ بِهَا أَبا هُرَيْرَةَ
أَي لَتَفْجَأنَّه بِذِكْرِهَا كَالصَّكِّ لَهُ والضربْ. وقَرِعَ ماءُ
البئرِ: نَفِدَ فَقَرَعَ قَعْرَها الدَّلْوُ. وَبِئْرٌ قَرُوعٌ:
قَلِيلَةُ الْمَاءِ يَقْرَعُ قَعْرَها الدَّلْوُ لفَناءِ مائِها.
والقَرُوعُ مِنَ الرَّكايا: الَّتِي تُحْفَرُ فِي الْجَبَلِ مِنْ
أَعلاها إِلى أَسفلها. وأَقْرَعَ الغائصُ والمائِحُ إِذا انْتَهَى إِلى
الأَرض. والقَرَّاعُ: طَائِرٌ لَهُ مِنْقارٌ غَلِيظٌ أَعْقَفُ يأْتي
العُود الْيَابِسَ فَلَا يَزَالُ يَقْرَعُه حَتَّى يَدْخُلَ فِيهِ،
وَالْجَمْعُ قَرّاعاتٌ، وَلَمْ يُكَسَّرْ. والقَرّاعُ: الصُّلْبُ
الشَّدِيدُ. وتُرْسٌ أَقْرَعُ وقَرّاعٌ: صُلْبٌ شَدِيدٌ؛ قَالَ
الْفَارِسِيُّ: سُمِّيَ بِهِ لِصَبْرِهِ عَلَى القَرْعِ؛ قَالَ أَبو
قَيْسِ بْنُ الأَسْلتِ:
صَدْقٍ حُسامٍ وادِقٍ حَدُّه، ... ومُجْناءٍ أَسْمَرَ قَرَّاعِ
وَقَالَ الْآخَرُ:
فَلَمَّا فَنى مَا فِي الكَنائِنِ ضارَبُوا ... إِلى القُرعِ مِنْ
جِلْدِ الهِجانِ المُجَوَّبِ
أَي ضَرَبُوا بأَيديهم إِلى التِّرَسةِ لَمّا فَنِيَتْ سِهامُهم، وفَنى
بِمَعْنَى فَنِيَ فِي لُغَاتِ طيِءٍ. والقَرّاعُ: التُّرْسُ.
والقَرَّاعانِ: السيفُ والحَجَفةُ؛ هَذِهِ مِنْ أَمالي ابْنِ بَرِّيٍّ.
والقَرّاعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: الصُّلْبُ الأَسفلِ الضَّيِّقُ الْفَمِ.
واسْتَقْرَعَ حافِرُ الدَّابَّةِ إِذا اشْتَدَّ.
(8/265)
والقِراعُ: الضِّرابُ. وقَرَعَ الفحلُ
الناقةَ والثورُ يَقْرَعُها قَرْعاً وقِراعاً: ضَرَبَهَا. وَنَاقَةٌ
قَرِيعةٌ: يُكْثر الفحلُ ضِرابها ويُبْطِئ لَقاحُها. وَيُقَالُ: إِنَّ
نَاقَتَكَ لقَرِيعةٌ أَي مُؤَخَّرةُ الضَّبَعةِ. واسْتَقْرَعَت
الناقةُ: اشْتَهَتِ الضِّرابَ. الأَصمعي: إِذا أَسْرَعَتِ الناقةُ
اللَّقَحَ فَهِيَ مِقْراعٌ؛ وأَنشد:
تَرى كلَّ مِقْراعٍ سَرِيعٍ لَقاحُها، ... تُسِرُّ لَقاحَ الفحْلِ
ساعةَ تُقْرَعُ
وَفِي حَدِيثِ
هِشَامٍ يَصِفُ نَاقَةً: إِنها لَمِقْراعٌ
؛ هِيَ الَّتِي تَلْقَحُ فِي أَوَّل قَرْعةٍ يَقْرَعُها الفحلُ. وَفِي
حَدِيثِ
عَلْقَمَةَ: أَنه كَانَ يُقَرِّعُ غَنَمه ويَحْلُبُ ويَعْلِفُ
أَي يُنْزِي الفُحولَ عَلَيْهَا؛ هَكَذَا ذَكَرَهُ الزمخشري والهروي،
وَقَالَ أَبو مُوسَى: هُوَ بِالْفَاءِ، وَقَالَ: هُوَ مِنْ هَفَوَاتِ
الْهَرَوِيِّ. واسْتَقْرَعَتِ البقرُ: أَرادت الْفَحْلَ. الأُمَوِيُّ:
يُقَالُ للضأْن اسْتَوْبَلَتْ، وللمِعْزى اسْتَدَرَّتْ، وَلِلْبَقَرَةِ
اسْتَقْرَعَتْ، وَلِلْكَلْبَةِ اسْتَحْرَمَتْ. وقَرَعَ التيْسُ
العَنْزَ إِذا قَفَطها. وقرَّعَ القومَ: أَقْلَقَهم؛ قَالَ أَوس بْنُ
حَجَرٍ أَنشده الْفَرَّاءُ:
يُقَرِّعُ للرّجالِ، إِذا أَتَوْه، ... وللنِّسْوانِ، إِنْ جِئْنَ،
السَّلامُ
أَراد يُقَرِّعُ الرجالَ فزادَ اللَّامَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: قُلْ
عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ؛ وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ
بيُقَرِّع يَتَقَرَّعُ. والتقْرِيعُ: التأْنِيبُ والتعْنِيف. وَقِيلَ:
هُوَ الإِيجاعُ باللَّوْمِ. وقَرَّعْتُ الرجلَ إِذا وَبَّخْتَه
وعَذلْتَه، وَمَرْجِعُهُ إِلى مَا أَنشده الْفَرَّاءُ لأَوس بْنِ
حَجَرٍ. وَيُقَالُ: قَرَّعَني فُلَانٌ بلَوْمِه فَمَا ارْتَقَعْتُ بِهِ
أَي لَمْ أَكْتَرِثْ بِهِ. وَبَاتَ يتَقَرَّعُ ويُقَرِّعُ:
يَتَقَلَّبُ، وبِتُّ أَتَقَرَّعُ. والقُرْعةُ: السُّهْمةُ.
والمُقارَعةُ: المُساهَمةُ. وَقَدِ اقْتَرَعَ القومُ وتقارَعوا وقارَع
بَيْنَهُمْ، وأَقْرَعَ أَعْلى، وأَقْرَعْتُ بَيْنَ الشُّرَكَاءِ فِي
شَيْءٍ يَقْتَسِمُونَهُ. وَيُقَالُ: كَانَتْ لَهُ القُرْعةُ إِذا قرَع
أَصحابه. وقارَعه فقرَعَه يَقْرَعُه أَي أَصابته القُرْعةُ دُونَهُ.
وَرُوِيَ
عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه رُفِعَ
إِليه أَنَّ رَجُلًا أَعتق سِتَّةَ مَمالِيكَ لَهُ عِنْدَ مَوته لَا
مَالَ لَهُ غيرُهم، فأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ وأَعْتَق اثْنَيْنِ وأَرَقَّ
أَربعة
؛ وَقَوْلُ خِداشِ بْنِ زُهَيْر أَنشده ابْنُ الأَعرابي:
إِذا اصْطادُوا بُغاثاً شَيَّطُوه، ... فكانَ وفاءَ شاتِهِم القُرُوعُ
فَسَّرَهُ فَقَالَ: القُرُوعُ المُقارعَةُ، وإِنما وَصَفَ لُؤْمَهم،
يَقُولُ: إِنما يتَقارَعُون عَلَى البغاثِ لَا عَلَى الجُزُرِ
كَقَوْلِهِ:
فَمَا يَذْبَحُونَ الشاةَ إِلّا بمَيْسِرٍ، ... طَوِيلًا تَناجِيها
صِغاراً قُدُورُها
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا هَذَا الَّذِي قَالَهُ ابْنُ
الأَعرابي فِي هَذَا الْبَيْتِ، وَكَذَلِكَ لَا أَعرف كَيْفَ يَكُونُ
القُرُوعُ المُقارَعةَ إِلا أَن يَكُونَ عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ،
قَالَ: وَيُرْوَى شاتِهم القَرُوعِ، وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَاهُ
كَانَ البُغاثُ وَفَاءً مِنْ شَاتِهِمُ الَّتِي يتَقارَعون عَلَيْهَا
لأَنه لَا قُدْرَةَ لَهُمْ أَن يَتَقَارَعُوا عَلَى جُزُرٍ، فَيَكُونُ
أَيضاً كَقَوْلِهِ:
فَمَا يَذْبَحُونَ الشَّاةَ إِلا بِمَيْسِرٍ
قَالَ: وَالَّذِي عِنْدِي أَن هَذَا أَصح لقوَّة الْمَعْنَى بِذَلِكَ،
قَالَ: وأَيضاً فإِنه يَسْلَمُ بِذَلِكَ مِنَ الإِقْواءِ لأَن
الْقَافِيَةَ مَجْرُورَةٌ؛ وَقَبْلَ هَذَا الْبَيْتِ:
(8/266)
لَعَمْرُ أَبيكَ، لَلْخَيْلُ المُوَطّى ...
أَمامَ القَوْمِ للرَّخَمِ الوُقوعِ،
أَحَقُّ بِكُمْ، وأَجْدَرُ أَن تَصِيدُوا ... مِنَ الفُرْسانِ تَرْفُلُ
فِي الدُّروعِ
ابْنُ الأَعرابي: القَرَعُ والسَّبَقُ والنَّدَبُ الخَطَرُ الَّذِي
يُسْبَقُ عَلَيْهِ. والاقْتِراعُ: الاختيارُ. يُقَالُ: اقتُرِعَ
فُلَانٌ أَي اخْتِيرَ. والقَرِيعُ: الخيارُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. واقتَرَعَ
الشيءَ: اختارَه. وأَقْرَعوه خِيارَ مالهِم ونَهْبِهم: أَعْطَوه إِياه،
وَذُكِرَ فِي الصِّحَاحِ: أَقْرَعَه أَعْطاه خيرَ مالِه. والقَريعةُ
والقُرْعةُ: خيارُ المالِ. وقَرِيعةُ الإِبل: كَرِيمَتُهَا. وقُرْعةُ
كُلِّ شَيْءٍ: خِيَارُهُ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ قَرَعْناكَ
واقْتَرَعْناكَ وقَرَحْناكَ واقْتَرَحْناكَ ومَخَرْناكَ وامْتَخَرْناك
وانتَضَلْناك أَي اخْتَرْنَاكَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه رَكِبَ حِمارَ سعدِ ابن عُبادةَ وَكَانَ قَطوفاً فَرَدَّهُ وَهُوَ
هِمْلاجٌ قَرِيعٌ مَا يُسايَرُ
أَي فارِهٌ مختارٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ
وَلَوْ رُوِيَ فريغٌ، بِالْفَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَالْغَيْنِ
الْمُعْجَمَةِ، لَكَانَ مُطابقاً لفراغٍ، وَهُوَ الْوَاسِعُ الْمَشْيِ،
قَالَ: وَلَا آمَنُ أَن يَكُونَ تَصْحِيفًا. والقَرِيعُ: الْفَحْلُ،
سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه مُقْتَرَعٌ مِنَ الإِبل أَي مختارٌ. قَالَ
الأَزهري: وَالْقَرِيعُ الْفَحْلُ الَّذِي تَصَوَّى للضِّراب.
والقَرِيعُ مِنَ الإِبل: الَّذِي يأْخذ بِذِراعِ النَّاقَةِ فيُنيخُها،
وَقِيلَ: سُمِّيَ قَريعاً لأَنه يَقْرَعُ النَّاقَةَ؛ قَالَ
الْفَرَزْدَقُ:
وجاءَ قَرِيعُ الشوْلِ قَبْلَ إِفالِها ... يَزِفُّ، وجاءتْ خَلْفَه،
وهْي زُفَّفُ
وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
وَقَدْ لاحَ للسّارِي سُهَيْلٌ، كأَنّه ... قَرِيعُ هِجانٍ عارَضَ
الشوْلَ جافِرُ
وَيُرْوَى:
وَقَدْ عارَضَ الشِّعْرَى سُهَيْلٌ
وَجَمْعُهُ أَقْرِعة. والمَقْروعُ: كالقَريع الَّذِي هُوَ الْمُخْتَارُ
للفِحْلةِ؛ أَنشد يَعْقُوبُ:
ولَمَّا يَزَلْ يَسْتَسْمِعُ العامَ حوْلَه ... نَدى صَوْتِ مَقْروعٍ
عَنِ العَدْوِ عازِبِ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِلَّا أَني لَا أَعرف لِلْمَقْرُوعِ فِعْلًا
ثَانِيًا بِغَيْرِ زِيَادَةٍ، أَعني لَا أَعرف قَرَعَه إِذا اختارَه.
والقِراعُ: أَن يأْخُذَ الرجلُ الناقةَ الصعْبة فيُرَيِّضَها
لِلْفَحْلِ فيَبْسُرها. وَيُقَالُ: قَرِّعْ لِجَمَلِكَ «3» والمَقْروعُ
السيِّدُ. والقَريعُ: السيدُ. يُقَالُ: فُلَانٌ قريعُ دَهْرِه
وَفُلَانٌ قريعُ الكَتِيبةِ وقِرِّيعُها أَي رَئِيسُهَا. وَفِي حَدِيثِ
مسروق: إِنكَ قَرِيعُ القُرّاء
أَي رَئِيسُهُمْ. والقريعُ: المختارُ. وَالْقَرِيعُ: المَغْلوب.
والقَريعُ: الْغَالِبُ. واسْتَقْرَعَه جَمَلًا وأَقْرعَه إِياه أَي
أَعطاه إِياه لِيَضْرِبَ أَيْنُقَه. وَقَوْلُهُمْ أَلْفٌ أَقْرَعُ أَي
تَامٌّ. يُقَالُ: سُقْتُ إِليك أَلفاً أَقرَعَ مِنَ الْخَيْلِ
وَغَيْرِهَا أَي تَامَّا، وَهُوَ نَعْتٌ لِكُلِّ أَلفٍ، كَمَا أَنَّ
هُنَيْدة اسْمٌ لِكُلِّ مِائَةٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
قَتَلْنا، لَو أنَّ القَتْل يشْفي صُدورَنا، ... بِتَدْمُرَ، أَلْفاً
مِنْ قُضاعةَ أَقْرَعا
وَقَالَ الشَّاعِرُ:
وَلَوْ طَلَبُوني بالعَقوقِ، أَتيتُهم ... بأَلفٍ، أُؤَدِّيه إِلى
القَوْمِ، أَقْرَعا
__________
(3) . قوله [فيريضها] هو في الأصل بياء تحتية بعد الراء وفي القاموس
بموحدة. وقوله [قرع لجملك] قال شارح القاموس: نقله الصاغاني هكذا.
(8/267)
وقِدْحٌ أَقْرَعُ: وَهُوَ الَّذِي حُكَّ
بِالْحَصَى حَتَّى بَدَتْ سَفاسِقُه أَي طرائِقُه. وعُود أَقْرَعُ إِذا
قُرِعَ مِنْ لِحائِه. وقَرِعَ قَرَعاً، فَهُوَ قَرِعٌ: ارْتَدَعَ عَنِ
الشَّيْءِ. والقَرَعُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ قَرِعَ الرجلُ، فَهُوَ قَرِعٌ
إِذا كَانَ يَقْبَلُ المَشورةَ ويَرْتَدِعُ إِذا رُدِعَ. وَفُلَانٌ لَا
يُقْرَعُ إِقْراعاً إِذا كَانَ لَا يقْبَل المَشْوَرةَ وَالنَّصِيحَةَ.
وَفُلَانٌ لَا يَقْرَعُ أَي لَا يَرْتَدِعُ، فإِن كَانَ يَرْتَدِعُ
قِيلَ رَجُلٌ قَرِعٌ. وَيُقَالُ: أَقْرَعْتُه أَي كَفَفْتُهُ؛ قَالَ
رُؤْبَةُ:
دَعْني، فَقَدْ يُقْرَعُ للأَضَزِّ ... صَكِّي حِجاجَيْ رأْسِه،
وبَهْزي
أَبو سَعِيدٍ: فُلَانٌ مُقْرِعٌ ومُقْرِنٌ لَهُ أَي مُطيقٌ، وأَنشد
بَيْتَ رُؤْبَةَ هَذَا، وَقَدْ يَكُونُ الإِقْراعُ كَفًّا وَيَكُونُ
إِطاقة. ابْنُ الأَعرابي: أَقْرَعْتُه وأَقْرَعتُ لَهُ وأَقدَعْتُه
وقدَعْتُه وأَوزَعْتُه ووزَعْتُه وزُعْتُه إِذا كففتَه. وأَقرَعَ
الرجلُ عَلَى صَاحِبِهِ وانقَرَعَ إِذا كَفَّ. قَالَ الْفَارِسِيُّ:
قَرَعَ الشيءَ قَرْعاً سَكَّنَه، وقَرَعَه صرَفه. وقَوارِعُ القرآنِ
مِنْهُ: الآياتُ الَّتِي يقرؤُها إِذا فَزِعَ مِنَ الْجِنِّ والإِنس
فَيَأْمن، مِثْلَ آيَةِ الْكُرْسِيِّ وَآيَاتِ آخَرِ سُورَةِ
الْبَقَرَةِ وياسينَ لأَنها تَصْرِفُ الفَزعَ عَمَّنْ قرأَها كأَنها
تَقْرَعُ الشيطانَ. وأَقرَع الفَرسَ: كبَحَه. وأَقرَعَ إِلى الْحَقِّ
إِقراعاً: رَجَعَ إِليه وذَلّ. يُقَالُ: أَقرَعَ لِي فُلَانٌ؛ وأَنشد
لِرُؤْبَةَ:
دَعْني، فَقَدْ يُقْرَعُ للأَضَزِّ ... صَكِّي حِجاجَيْ رأْسِه،
وبَهْزي
أَي يُصْرَفُ صَكِّي إِليه ويُراضُ لَهُ ويَذِلُّ. وقرَعَه بِالْحَقِّ:
اسْتَبْدَلَه «1» وقَرِعَ المكانُ: خَلا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ غاشيةٌ
يَغْشَوْنَه. وقَرِعَ مَأْوى الْمَالِ ومُراحُه مِنَ الْمَالِ قَرَعاً،
فَهُوَ قَرِعٌ: هلكَت مَاشِيَتُهُ فَخَلَا؛ قَالَ ابْنُ أُذينة:
إِذا آداكَ مالُك فامْتَهِنْه ... لِجادِيهِ، وإِنْ قَرِعَ المُراحُ
وَيُرْوَى: صَفِرَ المُراحُ. آداكَ: أَعانك؛ وَقَالَ الْهُذَلِيِّ:
وخَوَّالٍ لِمَوْلاهُ إِذا مَا ... أَتاهُ عائِلًا، قَرِعَ المُراحُ
ابْنُ السِّكِّيتِ: قَرَّعَ الرجلُ مكانَ يدِه مِنَ المائدةِ تَقْريعاً
إِذا ترَك مكانَ يَدِهِ مِنَ الْمَائِدَةِ فَارِغًا. وَمِنْ
كَلَامِهِمْ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ قَرَعِ الفِناءِ وصَفَرِ الإِناء
أَي خُلُوِّ الدِّيَارِ مِنْ سُكانها والآنيةِ مِنْ مُسْتَوْدعاتها.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ قَرْعِ الفِناء،
بِالتَّسْكِينِ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَفِي الْحَدِيثِ
عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَرِعَ حَجُّكم
أَي خَلَتْ أَيام الْحَجِّ. وَفِي الْحَدِيثِ:
قَرِعَ أَهلُ الْمَسْجِدِ حِينَ أُصِيبَ أَصحاب النَّهر «2»
أَي قَلّ أَهلُه كَمَا يَقْرَعُ الرأْسُ إِذا قَلَّ شَعْرُهُ،
تَشْبِيهًا بالقَرعةِ، أَو هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ قَرِعَ المُراحُ إِذا
لَمْ تَكُنْ فِيهِ إِبل. والقَرْعةُ: سِمةٌ عَلَى أَيْبَس الساقِ،
وَهِيَ وَكزةٌ بطرَف المِيسَمِ، وَرُبَّمَا قُرِعَ مِنْهُ قَرْعةً أَو
قرْعَتين، وَبَعِيرٌ مَقْروعٌ وإِبل مُقَرَّعةٌ؛ وَقِيلَ: القُرْعةُ
سِمةٌ خَفِيَّةٌ عَلَى وَسَطِ أَنف الْبَعِيرِ وَالشَّاةِ. وقارِعةُ
الدارِ: ساحَتُها. وقارِعةُ الطريقِ: أَعلاه. وَفِي الْحَدِيثِ:
نَهى عَنْ الصلاةِ عَلَى قارعةِ الطَّرِيقِ
؛ هِيَ وَسَطُهُ، وَقِيلَ أَعلاه، وَالْمُرَادُ بِهِ هَاهُنَا نَفْسُ
الطَّرِيقِ وَوَجْهُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا تُحْدِثُوا فِي القَرَعِ فإِنه
__________
(1) . هكذا في الأصل، وربما هي محرفة عن استقبله. وفي أساس البلاغة:
رماه.
(2) . قوله [النهر] كذا بالأَصل وبالنهاية أيضاً، وبهامش الأصل: صوابه
النهروان.
(8/268)
مُصَلَّى الخافِينَ
؛ القَرَعُ، بِالتَّحْرِيكِ: هُوَ أَن يَكُونَ فِي الأَرض ذَاتِ
الكَلإِ مَوَاضِعُ لَا نباتَ فِيهَا كالقَرَعِ فِي الرأْس، والخافُون:
الجنُّ. وقَرْعاءُ الدَّارِ: ساحَتُها. وأَرض قَرِعةٌ: لَا تُنْبِتُ
شَيْئًا. وأَصبحت الرِّياضُ قُرْعاً: قَدْ جَرَّدَتْها المَواشِي
فَلَمْ تَتْرُكْ فِيهَا شَيْئًا مِنَ الكلإِ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ: أَن أَعرابيّاً سأَل النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، عن الصُّلَيْعاءِ والقُرَيْعاءِ
؛ القُرَيْعاءُ: أَرض لَعَنَهَا اللَّهُ إِذا أَنْبَتَتْ أَوْ زُرِعَ
فِيهَا نَبَتَ فِي حافَتَيْها وَلَمْ يَنْبُتْ فِي مَتْنِهَا شَيْءٌ.
وَمَكَانٌ أَقْرَعُ: شَدِيدٌ صُلْبٌ، وَجَمْعُهُ الأَقارِعُ؛ قَالَ ذُو
الرُّمَّةِ:
كَسا الأُكْمَ بُهْمَى غَضّةً حَبَشِيّةً ... قواماً، وَنُقْعَانُ
الظُّهُورِ الأَقارِعِ
وَقَوْلُ الرَّاعِي:
رَعَيْنَ الحَمْضَ حَمْضَ خُناصِراتٍ، ... بِمَا فِي القُرْعِ مِنْ
سَبَلِ الغَوادِي
قِيلَ: أَراد بالقُرْعِ غُدْراناً فِي صَلَابَةٍ مِنَ الأَرض.
والقَرِيعةُ: عَمُودُ البيتِ الَّذِي يُعْمَدُ بالزِّرِّ؛ والزِّرُّ
أَسْفَلَ الرُّمّانة وَقَدْ قَرَعَه بِهِ. وقَرِيعةُ البيتِ: خيْرُ
مَوْضِعٍ فِيهِ، إِن كَانَ فِي حَرٍّ فخِيارُ ظِلِّه، وإِن كَانَ فِي
قُرٍّ فخِيارُ كِنِّه، وَقِيلَ: قَرِيعَتُه سَقْفُه؛ وَمِنْهُ
قَوْلُهُمْ: مَا دَخَلْتُ لِفُلَانٍ قَرِيعةَ بَيْتٍ قَطّ أَي سَقْفَ
بَيْتٍ. وأَقْرَعَ فِي سِقائه: جَمَع؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي.
والمِقْرَعُ: السِّقاءُ يُخْبَأُ فِيهِ السمْن. والقُرْعةُ: الجِرابُ
الْوَاسِعُ يُلْقَى فِيهِ الطَّعَامُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: القُرْعةُ
الجِراب الصَّغِيرُ، وَجَمْعُهَا قُرَعٌ. والمِقْرَعُ: وِعاءٌ يُجْبَى
فِيهِ التمرُ أَي يُجْمَعُ. وتميم تَقُولُ: خُفّانِ مُقْرَعانِ أَي
مُثْقَلانِ. وأَقْرَعتُ نَعْلي وخُفِّي إِذا جَعَلْتُ عَلَيْهِمَا
رُقْعةً كَثِيفةً. والقَرّاعةُ: القَدّاحةُ الَّتِي يُقْتَدَحُ بِهَا
النارُ. والقَرْعُ: حمْل اليَقْطِين، الْوَاحِدَةُ قَرْعةٌ. وَكَانَ
النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، يُحِبُّ القَرْعَ، وأَكثر
مَا تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ الدُّبَّاء وَقَلَّ مَنْ يسْتعمل القَرْعَ.
قَالَ المَعَرِّيُّ: الْقَرْعُ الَّذِي يُؤْكَلُ فِيهِ لُغَتَانِ:
الإِسكان وَالتَّحْرِيكُ، والأَصل التَّحْرِيكُ؛ وأَنشد:
بِئْسَ إِدامُ العَزَبِ المُعْتَلِّ، ... ثَرِيدةٌ بقَرَعٍ وخَلِ
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ القَرَعُ، وَاحِدَتُهُ قَرَعَةٌ،
فَحَرَّكَ ثَانِيَهَا وَلَمْ يَذْكُرْ أَبو حَنِيفَةَ الإِسكان؛ كَذَا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ. والمَقْرَعةُ: مَنْبِتُه كالمَبْطَخَةِ
والمَقْثَأَةِ. يُقَالُ: أَرض مَقْرَعة. والقَرْعُ: حَمْلُ القِثّاء
مِنَ المَرْعَى. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ بالسَّوْءةِ القَرْعاءِ
والسوءةِ الصَّلْعاءِ أَي الْمُتَكَشِّفَةِ. وَيُقَالُ: أَقرَعَ
الْمُسَافِرُ إِذا دَنا مِنْ مَنْزِلِهِ، وأَقْرَع دارَه آجُرًّا إِذا
فَرَشَهَا بِالْآجُرِّ، وأَقرَعَ الشرُّ إِذا دامَ. ابْنُ الأَعرابي:
قَرِعَ فُلَانٌ فِي مِقْرَعِه، وقَلَدَ فِي مِقْلَدِه، وكَرَص فِي
مِكْرَصِه، وصرَب فِي مِصْرَبِه، كُلُّهُ: السِّقاءُ والزِّقُّ. ابْنُ
الأَعرابي: قَرِعَ الرجلُ إِذا قُمِرَ فِي النِّضالِ، وقَرِعَ إِذا
افْتَقَرَ، وقَرِعَ إِذا اتَّعَظَ. والقَرْعاء، بِالْمَدِّ: مَوْضِعٌ.
قَالَ الأَزهري: والقرعاء مَنْهَلٌ مِنْ مَناهِلِ طَرِيقِ مَكَّةَ بين
القادسية والعَقَبةِ والعُذَيْب. والأَقْرعانِ: الأَقرع بْنُ حَابِسٍ،
وأَخوه مَرْثَدٌ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقِ:
(8/269)
فإِنَّكَ واجِدٌ دُوني صَعُوداً، ...
جَراثِيمَ الأَقارِعِ والحُتاتِ
الحُتاتُ: هُوَ بِشْرُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَلْقَمَةَ، والأَقارِعةُ
والأَقارِعُ: آلُهُما عَلَى نَحْوِ المَهالِبةِ والمَهالِبِ؛
والأَقْرَعُ: هُوَ الأَشيم بْنُ مُعَاذِ بْنِ سِنان، سُمِّيَ بِذَلِكَ
لِبَيْتٍ قَالَهُ يَهْجُو مُعَاوِيَةَ بْنَ قَشِيرٍ:
مُعاوِيَ مَنْ يَرْقِيكُمُ إِنْ أَصابَكُمْ ... شَبا حَيّةٍ، مِمّا
عَدا القَفْرَ، أَقْرَع؟
ومقْروعٌ: لَقَبُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَناةَ بْنِ
تَمِيمٍ، وَفِيهِ يَقُولُ مازِنُ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
تَمِيمٍ فِي هَيْجُمانةَ بِنْتِ العَنْبر بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ:
حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ وأَنَّى لَكِ مَقْرُوعٌ. ومُقارِعٌ وقُرَيْعٌ:
اسْمَانِ. وبنو قُرَيْع: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ. الْجَوْهَرِيُّ: قُريع
أَبو بَطْنٌ مِنْ تَمِيمٍ رَهْطُ بَنِي أَنف النَّاقَةِ، وَهُوَ
قُرَيْعُ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ
بْنِ تَمِيمٍ، وَهُوَ أَبو الأَضبط.
قربع: المُقْرَنْبِعُ: الْمُجْتَمِعُ، واقْرَنْبَعَ الرَّجُلُ فِي
مَجْلِسِهِ أَي تَقَبَّضَ مِنَ الْبَرْدِ، قَالَ: وَمِثْلُهُ
اقْرَعَبَّ أَي انْقَبَضَ.
قرثع: القَرْثَعُ: هِيَ المرأَة الجَرِيئةُ الْقَلِيلَةُ الْحَيَاءِ،
وَقِيلَ: هِيَ البَذِيّةُ الفاحِشةُ، وَقِيلَ: هِيَ البَلْهاء الَّتِي
تَلْبَس قَمِيصَهَا أَو دِرْعَها مَقْلُوبًا وتَكْحَلُ إِحدى
عَيْنَيْهَا وتَدَعُ الأُخرى رُعُونةً، وَقَالَ الأَزهري: امرأَة
قَرْثَعٌ وقَرْدَعٌ وَهِيَ البَلْهاء. قَالَ ابْنُ الأَثير فِي صِفَةِ
المرأَة النَّاشِزِ: هِيَ كالقَرْثَعِ، قَالَ: هِيَ الْبَلْهَاءُ؛
وَمِنْهُ حَدِيثُ الواصِفِ أَو الواصفةِ:
وَمِنْهُنَّ الْقَرْثَعُ ضُرّي وَلَا تَنْفَعُ.
قَالَ
الأَزهري: وَجَاءَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه قَالَ: النِّسَاءُ أَربع:
فَمِنْهُنَّ رَابِعَةٌ تَرْبَع، وجامِعةٌ تَجْمَع، وَشَيْطَانٌ
سَمَعْمَع، وَمِنْهُنَّ القَرْثَع
؛ والقَرْثَعُ: الَّذِي يُدَنِّي وَلَا يُبالي مَا كَسَب. والقَرْثَعُ
والقَرْثَعةُ: وبَر صِغار تَكُونُ عَلَى الدَّابَّةِ، وَيُوصَفُ بِهِ
فِيقَالُ: صُوف قَرْثَعٌ، يُشْبه المرأَة لِضَعْفِهِ وَرَدَاءَتِهِ.
والقَرْثَعُ: الظَّليم، وقَرْثَعَتُه زَفُّه وَمَا عَلَيْهِ.
والقِرْثِعةُ: الحَسَنُ الخِيالةِ لِلْمَالِ وَلَكِنْ لَا يُسْتَعْمَلُ
إِلا مُضَافًا، يُقَالُ: هُوَ قِرْثِعةُ مَالٍ، بِالْكَسْرِ، وقِرْثِعُ
مالٍ إِذا كَانَ يُحْسِنُ رِعْيةَ المالِ وَيَصْلُحُ عَلَى يَدَيْهِ،
وَمِثْلُهُ تِرْعِيةُ مَالٍ. وقَرْثَعٌ: اسْمُ رَجُلٍ.
قردع: القُرْدُوعةُ: الزَّاوِيَةُ فِي شِعْب جبل أَو جَبَلٍ؛ قَالَ
الشَّاعِرُ:
مِنَ الثَّياتِلِ مَأْواها القَرادِيعُ
الْفَرَّاءُ: القَرْدَعةُ والقَرْدَحةُ الذلُّ. والقِرْدعُ، بِفَتْحِ
الدَّالِ، وَيُقَالُ بِكَسْرِهَا: قَمْلُ الإِبل كالقِرْطَع
والقِرْطِع، وَقِيلَ: هُوَ القِرْدَعُ، وَاحِدَتُهُ قِرْدَعةٌ
وقِردِعَة. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ هَرْنَعَ: الهُرْنُوعُ الْقَمْلَةُ
الصَّغِيرَةُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ القُرْدُوعُ.
قرسع: المُقْرَنْسِع: الْمُنْتَصِبُ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ
سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه المُقْرَنْشِعُ، بِالشِّينِ المعجمة.
قرشع: المُقْرَنْشِع: المتهيِء للسِّبابِ والمنْعِ؛ قَالَ:
إِنَّ الكَبِيرَ إِذا يُشافُ رأَيْتَه ... مُقْرَنْشِعاً، وإِذا يُهانُ
اسْتَزْمَرا
وَالْمُقْرَنْشِعُ، بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ: لِغْةٌ فِي
المُقْرَنْسِع، وَهُوَ الْمُنْتَصِبُ. أَبو عَمْرٍو: القِرْشِعُ
الْحَائِرُ وَهُوَ حَرٌّ يَجِدُهُ الرَّجُلُ فِي صَدْرِهِ وَحَلْقِهِ،
وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ أَنه قَالَ: إِذا ظَهَرَ بِجَسَدِ
الإِنسان شَيْءٌ أَبيض كالمِلْح فَهُوَ
(8/270)
القِرْشِع. قَالَ: والمُقْرَنْشِعُ
الْمُنْتَصِبُ الْمُسْتَبْشِرُ. واقْرَنْشَعَ إِذا سُرّ، وابْرَنْشَقَ
مِثْلُهُ.
قرصع: القَرْصعةُ: مِشْيةٌ. وَقِيلَ: مِشْيَةٌ قَبِيحَةٌ، وَقِيلَ:
مِشْيَةٌ فِيهَا تَقَارُبٌ. وَقَدْ قَرْصَعَتِ المرأَةُ قَرْصَعةً
وتقَرْصَعَتْ؛ قَالَ:
إِذا مَشَتْ سالَتْ، وَلَمْ تُقَرْصِعِ، ... هَزَّ القَناةِ لَدْنةِ
التَّهَزُّعِ
وقَرْصَعَ الكتابَ قَرْصَعَةً: قَرْمَطَه. والقَرْصَعةُ: أَكل ضَعِيفٌ.
والمُقَرْصِعُ: المُخْتَفي. والقَرْصَعةُ: الانقباضُ والاستِخْفاء،
وَقَدِ اقْرَنْصَعَ الرَّجُلُ. الأَزهري: يُقَالُ رأَيته مُقْرَنْصِعاً
أَي مُتَزَمِّلًا فِي ثِيَابِهِ؛ وقرصعتُه أَنا فِي ثِيَابِهِ. أَبو
عَمْرٍو: القَرْصَعُ مِنَ الأُيورِ الْقَصِيرُ المُعَجَّرُ؛ وأَنشد:
سَلُوا نِساءَ أَشْجَعْ: ... أَيُّ الأُيورِ أَنْفَعْ؟
أَأَلطَّوِيلُ النُّعْنُعْ؟ ... أَمِ القَصِيرُ القَرْصَعْ؟
وَقَالَ أَعرابي مِنْ بَنِي تَمِيمٍ: إِذا أَكل الرَّجُلُ وَحْدَهُ
مِنَ اللؤْمِ فَهُوَ مُقَرْصِعٌ.
قرطع: القِرْطَعُ: قَمْلُ الإِبل وهنّ حُمْر.
قرفع: تَقَرْعَفَ الرجلُ واقْرَعَفَّ وتَقَرْفَعَ: تَقَبَّضَ.
والقُرْفُعةُ: الاسْتُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَيُقَالُ: الفُرْقُعةُ،
بِتَقْدِيمِ الْفَاءِ، وَيُقَالُ لِلِاسْتِ القُنْفُعةُ والفُنْقُعةُ.
قزع: القَزَعُ: قِطَعٌ مِنَ السَّحَابِ رِقَاقٌ كأَنها ظِلٌّ إِذا
مَرَّتْ مِنْ تَحْتِ السَّحَابَةِ الْكَبِيرَةِ. وَفِي حَدِيثِ
الِاسْتِسْقَاءِ:
وَمَا فِي السَّمَاءِ قَزَعةٌ
أَي قِطْعةٌ مِنَ الْغَيْمِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:
مَقانِبُ بعضُها يبْري لبعضٍ، ... كأَنَّ زُهاءَها قَزَعُ الظِّلالِ
وَقِيلَ: القَزَعُ السَّحَابُ الْمُتَفَرِّقُ، وَاحِدَتُهَا قَزَعةٌ.
وَمَا فِي السَّمَاءِ قَزَعةٌ وقِزاعٌ أَي لَطْخةُ غَيْمٍ. وَفِي
حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، حِينَ ذكَر يَعْسُوبَ الدِّينِ
فَقَالَ: يَجْتَمِعُونَ إِليه كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَرِيفِ
، يَعْنِي قِطَعَ السَّحَابِ لأَنه أَوّل الشِّتَاءِ، والسحابُ يَكُونُ
فِيهِ مُتَفَرِّقًا غَيْرَ متراكِم وَلَا مُطْبِقٍ، ثُمَّ يَجْتَمِعُ
بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ بَعْدَ ذَلِكَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ
مَاءً فِي فَلَاةٍ:
تَرَى عُصَبَ القَطا هَمَلًا عَلَيْهِ، ... كأَنَّ رِعالَه قَزَعُ
الجَهامِ
والقَزَعُ مِنَ الصُّوفِ: مَا تَناتَفَ فِي الرَّبِيعِ فَسَقَطَ. وكبشٌ
أَقْزَعُ وَنَاقَةٌ قَزْعاء: سَقَطَ بعض صُوفُهَا وَبَقِيَ بَعْضٌ،
وَقَدْ قَزِعَ قَزَعاً. وقَزَعُ الوادِي: غُثاؤه، وقَزَعُ الجملِ:
لُغامُه عَلَى نُخْرَتِه. قَالَ أَبو تُرَابٍ حِكَايَةً عَنِ
الْعَرَبِ: أَقْزَعَ لَهُ فِي المَنْطِقِ وأَقْذَعَ وأَزْهَفَ إِذا
تَعَدَّى فِي الْقَوْلِ. وَفِي النَّوَادِرِ: القَزَعةُ ولَد الزِّنَا.
وقَزَعُ السَّهْمِ: مَا رقَّ مِنْ رِيشِهِ. وَالْقَزَعُ أَيضاً: أَصغر
مَا يَكُونُ مِنَ الرِّيشِ. وسَهْمٌ مُقَزَّعٌ: رِيشَ بِرِيشٍ صِغار.
ابْنُ السِّكِّيتِ: مَا عَلَيْهِ قِزاعٌ وَلَا قَزَعَةٌ أَي مَا
عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنَ الثِّيَابِ. والقُزَّعةُ والقُزْعةُ: خُصَلٌ مِنَ
الشَّعْرِ تُتْرَكُ عَلَى رأْس الصَّبِيِّ كالذَّوائبِ متفرِّقةً فِي
نَوَاحِي الرأْس. والقَزَعُ: أَن تَحْلِقَ رأْس الصَّبِيِّ وَتَتْرُكَ
فِي مواضعَ مِنْهُ الشَّعْرَ
(8/271)
مُتَفَرِّقًا، وَقَدْ نُهِيَ عَنْهُ.
وقَزَّعَ رأْسَه تَقْزِيعًا: حَلَقَ شَعْرَهُ وَبَقِيَتْ مِنْهُ
بَقَايَا فِي نَوَاحِي رأْسه. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه نَهَى عن القَزَعِ
؛ هُوَ أَن يُحْلَقَ رأْسُ الصَّبِيِّ وَيُتْرَكَ مِنْهُ مواضعُ
متفرِّقةٌ غيرُ مَحْلُوقَةٍ تَشْبِيهًا بِقَزَعِ السَّحَابِ.
والقَزَعُ: بَقَايَا الشَّعْرِ المُنْتَتِفِ، الْوَاحِدَةُ قَزَعَةٌ،
وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ قِطَعاً مُتَفَرِّقَةً، فَهُوَ
قَزَعٌ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِقِطَعِ السَّحَابِ فِي السَّمَاءِ قَزَعٌ.
وَرَجُلٌ مُقَزَّعٌ ومُتَقَزِّعٌ: رَقِيقُ شعرِ الرأْسِ متفرِّقُه لَا
يُرَى عَلَى رأْسه إِلا شعراتٌ مُتَفَرِّقَةٌ تَطايَرُ مَعَ الرِّيحِ.
والقَزَعةُ: مَوْضِعُ الشَّعْرِ المُتَقَزِّعِ مِنَ الرأْس.
وقَزَّعْتُه أَنا، فَهُوَ مُقَزَّعٌ. والمُقَزَّعُ مِنَ الْخَيْلِ:
الَّذِي تُنْتَفُ ناصِيَتُه حَتَّى تَرِقَّ؛ وأَنشد:
نَزائِعَ للصرِيحِ وأَعْوجِيٍّ ... مِنَ الجُرْدِ المُقَزَّعةِ
العِجالِ
وَقِيلَ: المُقَزَّعُ الرقيقُ الناصيةِ خِلْقةً، وَقِيلَ: هُوَ
المَهْلُوب الَّذِي جُزَّ عُرُفُه وَنَاصِيَتُهُ، وَقَالَ أَبو
عُبَيْدَةَ: هُوَ الْفَرَسُ الشَّدِيدُ الخَلْقِ والأَسْرِ. وقَزَّعَ
الشارِبَ: قَصَّهُ. والقَزَعُ: أَخذ بعض الشعر وترك بعضه. وَفِي
حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ: نهى رسول الله، عَنِ القَزَعِ
، يَعْنِي أَخذ بعض الشعر وترك بعضه. والمُقَزَّعُ: السَّرِيعُ
الْخَفِيفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ، لَيْسَ لَهُ، ... إِلا الضِّراءَ وإِلا
صَيْدَها، نَشَبُ
وبَشِيرٌ مُقَزَّع: جُرِّد لِلْبِشَارَةِ؛ قَالَ مُتَمِّمٌ:
وجِئْتَ بِهِ تَعْدُو بَشِيراً مُقَزَّعا
وَكُلُّ إِنسان جَرَّدْته لأَمر وَلَمْ تَشْغَلْه بِغَيْرِهِ، فَقَدَ
أَقْزَعْتَه. وقَزَعَ الفرسُ يَقْزَعُ قَزْعاً وقُزُوعاً: مَرّ مَرّاً
شَدِيدًا أَو مَهْلًا، وَقِيلَ: عَدا عَدْواً شَدِيدًا، وَكَذَلِكَ
الْبَعِيرُ والظَّبْي؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: قَوْزَعَ الدِّيكُ إِذا
غُلِبَ فهرَب أَو فَرَّ مِنْ صَاحِبِهِ. قَالَ يَعْقُوبُ: وَلَا تَقُلْ
قَنْزَعَ لأَنه لَيْسَ بمأْخوذ مِنْ قَنازِعِ النَّاسِ، وإِنما هُوَ
قَزَعَ يَقْزَعُ إِذا خَفَّ فِي عَدْوِه هَارِبًا الأَصمعي:
الْعَامَّةُ تَقُولُ إِذا اقْتَتَلَ الدِّيكَانِ فَهَرَبَ أَحدهما:
قَنْزَعَ الديكُ، وإِنما يُقَالُ قَوْزَعَ الديكُ إِذا غُلِبَ وَلَا
يُقَالُ قَنْزَعَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والأَصل فِيهِ قَزَعَ إِذا
عَدَا هَارِبًا، وقَوْزعَ فَوْعَلَ مِنْهُ. قَالَ البُشْتيّ: قَالَ
يَعْقُوبُ بْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ قَوْزَعَ الدِّيكُ وَلَا يُقَالُ
قَنْزَعَ، قَالَ الْبُشْتِيُّ: يَعْنِي تَنْفِيشَهُ بَرائِلَه وَهِيَ
قَنازِعُه؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ غَلِطَ فِي تَفْسِيرِ
قَوْزَعَ بِمَعْنَى تنفيشِه قَنازِعَه، وَلَوْ كَانَ كَمَا قَالَ
لَجَازَ قَنْزَعَ، وَهَذَا حَرْفٌ لَهِجَ بِهِ بَعْضُ عَوَامِّ أَهل
الْعِرَاقِ. يَقُولُ: قَنْزَعَ الديكُ إِذا فَرَّ مِنَ الديكِ الَّذِي
يُقَاتِلُهُ فَوَضَعَهُ أَبو حَاتِمٍ فِي بَابِ الْمُذَالِ
وَالْمُفْسَدِ وَقَالَ: صَوَابُهُ قَوْزَعَ، وَوَضَعَهُ ابْنُ
السِّكِّيتِ فِي بَابِ مَا يَلْحَنُ فِيهِ الْعَامَّةُ؛ قَالَ أَبو
مَنْصُورٍ: وَظَنَّ الْبُشْتِيُّ بِحَدْسِهِ وَقِلَّةِ مَعْرِفَتِهِ
أَنه مأْخوذ مِنَ الْقَنْزَعَةِ فأَخطأَ ظَنُّهُ. الأَصمعي: قَزَعَ
الْفَرَسُ يَعْدُو ومَزَعَ يَعْدُو إِذا أَحْضَر. والتقْزِيعُ:
الحُضْرُ الشَّدِيدُ. وقزَع قزْعاً ومزَع مَزْعاً: وَهُوَ مَشْيٌ
مُتَقَارِبٌ. وتقزَّعَ الفرسُ: تهيَّأَ لِلرَّكْضِ. وقَزَّعْتُه أَنا،
فَهُوَ مُقَزَّعٌ. والقَزَعُ: صِغار الإِبل. وَقَالَ ابْنُ
السِّكِّيتِ: مَا عَلَيْهِ قِزاعٌ أَي قِطْعَةُ خِرْقَةٍ. وقَوْزَعٌ:
اسْمُ الخِزْي وَالْعَارِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي:
قَلَّدْتُه قَلائِدَ قَوْزَعٍ، يَعْنِي الْفَضَائِحَ؛ وأَنشد
لِلْكُمَيْتِ بْنِ مَعْرُوفٍ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي هُوَ
لِلْكُمَيْتِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْفَقْعَسِيِّ:
(8/272)
أَبَتْ أُمُّ دِينارٍ فأَصْبَحَ فَرْجُها
... حَصاناً، وقُلِّدْتُمْ قَلائِد قَوْزَعا
خُذوا العَقلَ، إِن أَعطاكُم العَقْلَ قَوْمُكُمْ، ... وكُونوا كَمَنْ
سَنَّ الهَوانَ فأَرْبَعا
وَلَا تُكْثِرُوا فِيهِ الضِّجاجَ، فإِنَّه ... مَحا السَّيْفُ مَا
قَالَ ابْن دارةَ أَجْمَعا
فَمَهْما تَشَأْ مِنْهُ فَزارةُ تُعْطِكُمْ، ... ومَهْما تَشَأْ مِنْهُ
فَزارةُ تَمْنَعا
وَقَالَ مَرَّةً: قَلائِدَ بَوْزَعٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلى الْقَافِ. قَالَ
ابْنُ بَرِّيٍّ: والقَوْزَعُ الحِرْباء، وأَنشد هَذَا الْبَيْتَ
الَّذِي لِلْكُمَيْتِ. وقَزَعةُ وقُزَيْعةُ ومَقْزُوعٌ: أَسماء، وأَرى
ثَعْلَبًا قَدْ حَكَى فِي الأَسماء قَزْعةَ، بِسُكُونِ الزاي.
قشع: القَشْعُ والقَشْعةُ: بَيْتٌ مِنْ أَدَمٍ، وَقِيلَ: بَيْتٌ مِنْ
جِلْد، فإِن كَانَ مِنْ أَدَمٍ فَهُوَ الطِّراف؛ قَالَ مُتَمِّمُ بْنُ
نُوَيْرَةَ يَرْثِي أَخاه:
وَلَا برَم تُهْدِي النساءُ لِعِرْسِه، ... إِذا القَشْعُ مِنْ بَرْدِ
الشتاءِ تَقَعْقَعا
وَرُبَّمَا اتَّخَذَ مِنْ جُلُودِ الإِبل صِواناً لِمَا فِيهِ مِنَ
المتاعِ، وَالْجَمْعُ قِشْعٌ؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ:
فَخَيَّمَتْ فِي ذَنَبانٍ مُنْقَفِعْ، ... وَفِي رُفُوضِ كَلإٍ غيرِ
قَشِعْ
أَي رطْبٍ لَمْ يَقْشَعْ، والقَشِعُ: اليابسُ، والمُنْقَفِعُ:
المُتَقَبِّضُ. والقَشْعُ: الرَّجُلُ الْكَبِيرُ الَّذِي انْقَشَعَ
عَنْهُ لَحْمُهُ مِنَ الكِبَرِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: القَشْع الَّذِي
فِي بَيْتِ مُتَمَّمٍ هُوَ الشَّيْخُ الَّذِي انْقَشَعَ عَنْهُ
لَحْمُهُ مِنَ الكِبَرِ فَالْبَرْدُ يُؤْذِيهِ ويَضُرُّ بِهِ.
والقَشْعُ والقَشْعةُ: قِطْعة نِطَعٍ خَلَقٍ، وَقِيلَ: هُوَ النَّطْعُ
نَفْسُهُ. والقَشْعُ أَيضاً: الفَرْوُ الخلَقُ، وَجَمْعُ كُلِّ ذَلِكَ
قُشُوعٌ. والقَشْعةُ والقِشْعةُ: الْقِطْعَةُ الخلَقُ اليابسةُ مِنَ
الْجِلْدِ، وَالْجَمْعُ قِشَعٌ، وَقِيلَ: إِن وَاحِدَهُ قَشْعٌ عَلَى
غَيْرِ قِيَاسٍ لأَن قِيَاسَهُ قَشْعَةٌ مِثْلَ بَدْرةٍ وبِدَرٍ إِلا
أَنه هَكَذَا يُقَالُ. ابْنُ الأَعرابي: القِشَعُ الأَنْطاعُ
المُخْلِقةُ. وَفِي حَدِيثِ
سَلَمَةَ بْنِ الأَكوع فِي غُزَاةِ بَنِي فَزارةَ قَالَ: أَغرنا
عَلَيْهِمْ فإِذا امرأَة عَلَيْهَا قَشْعٌ لَهَا فأَخذتها فَقَدِمَتْ
بِهَا الْمَدِينَةِ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد بالقَشْع الفَرْوَ الخَلَق، وأَخرجه
الْهَرَوِيُّ عَنْ أَبي بَكْرٍ قَالَ: نَفَّلَنِي رسولُ الله، صلى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَارِيَةً عَلَيْهَا قَشْعٌ لَهَا.
وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا أَعْرِفَنَّ أَحدَكم يَحْمِلُ قَشْعاً مِنْ أَدَمٍ فينادِي: يَا
مُحَمَّدُ فأَقول: لَا أَملِك لَكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، قَدْ
بَلَّغْتُ
، يَعْنِي أَدِيماً أَو نِطَعاً، قَالَهُ فِي الغُلولِ، وَقَالَ ابْنُ
الأَثير: أَراد القِرْبةَ الْبَالِيَةَ وَهُوَ إِشارة إِلى الخيانةِ
فِي الغنيمةِ أَو غَيْرِهَا مِنَ الأَعمال؛ قِيلَ: مَاتَ رَجُلٌ
بِالْبَادِيَةِ فأَوصَى أَن ادْفِنُونِي فِي مَكَانِي وَلَا
تَنْقُلُونِي عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ:
لَا تَجْتَوِي القَشْعةُ الخَرْقاءُ مَبْناها؛ ... الناسُ ناسٌ، وأَرضُ
اللهِ سَوّاها
قَوْلُهُ مَبْنَاهَا: حيث تنبُتُ القَشْعةُ «3» ، والاجْتِواء: أَن لَا
يُوَافِقَكَ الْمَكَانُ وَلَا ماؤُه. وقَشِعَ الشيءُ قَشَعاً: جَفَّ
كَاللَّحْمِ الَّذِي يُسَمَّى الحُساسَ. والقُشاعُ: داءٌ يُؤْيِسُ
الإِنسانَ. والقِشاعُ: الرُّقْعةُ الَّتِي توضعُ عَلَى النِّجاش عِنْدَ
خَرْزِ الأَدِيمِ.
__________
(3) . قوله [حيث تنبت القشعة] لعل المراد بها الكشوثاء ففي القاموس
والقشعة الكشوثاء وإن كان شارحه استشهد به على القشعة بمعنى المرأَة
(8/273)
وانْقَشَعَ عَنْهُ الشيءُ وتَقشَّعَ:
غَشِيَه ثُمَّ انْجَلَى عَنْهُ كالظَّلام عَنِ الصُّبْحِ والهَمِّ عَنِ
القلبِ والسَّحابِ عَنِ الجوِّ. قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ للشَّمالِ
الجِرْبِياءُ وسَيْهَكٌ وقَشْعة لقَشْعِها السَّحاب. والقَشْعُ
والقِشْعُ: السحابُ الذاهبُ المُتَقَشِّعُ عَنْ وَجْهِ السَّمَاءِ،
والقَشْعةُ والقِشْعةُ: قِطْعةٌ مِنْهُ تَبْقَى فِي أُفُقِ السَّمَاءِ
إِذا تَقَشَّع الغيمُ. وَقَدِ انْقَشَع الغيمُ وأَقْشَعَ وتَقَشَّعَ
وقَشَعَتْه الريحُ أَي كَشَفَتْه فانقشَع؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: جاءَ
هَذَا مَعْكُوسًا مُخَالِفًا لِلْمُعْتَادِ وَذَلِكَ أَنك تَجِدُ
فِيهَا فعَل متعدِّياً وأَفعَل غَيْرَ مُتَعَدٍّ، وَمِثْلُهُ شَنَقَ
البعِيرَ وأَشنَقَ هُوَ، وأَجفَلَ الظَّلِيمُ وجَفَلَتْه الريحُ،
وَكُلُّ ذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي حَدِيثِ
الِاسْتِسْقَاءِ:
فَتَقَشَّعَ السحابُ
أَي تصدَّع وأَقلع، وَكَذَلِكَ أَقْشَعَ، وقَشَعَتْه الريحُ. وقَشَعْتُ
القومَ فأَقْشَعوا وتقشَّعوا وانقشَعوا: ذَهَبُوا وَافْتَرَقُوا.
وأَقشَعَ القومُ: تفرَّقوا. وأَقْشَعُوا عَنِ الْمَاءِ: أَقْلَعوا،
وَعَنْ مَجْلِسِهِمْ: ارْتَفَعُوا؛ هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي.
والقَشْعُ والقُشْعُ والقِشْعُ: كُناسةُ الحمَّامِ والحجَّامُ،
وَالْفَتْحُ أَعلى. والقَشْعةُ: الْعَجُوزُ الَّتِي انْقَطَعَ عَنْهَا
لَحْمُهَا مِنَ الكِبَرِ. والقُشاعُ: صَوْتُ الضَّبُعِ الأُنثى؛
وَقَالَ أَبو مِهْرَاسٍ:
كأَنَّ نِداءَهُنَّ قُشاعُ ضَبعٍ، ... تَفَقَّدُ مِنْ فَراعِلَةٍ
أَكِيلا
والقِشْعةُ: النُّخامةُ، وَجَمْعُهَا قِشَعٌ، وَبِهِ فُسِّرَ حَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ
مَا أَعلم لَرَمَيْتُمُونِي بالقِشَع
، وَرُوِيَ: بالقَشْعِ، وَقَالَ: القَشْعُ هَاهُنَا البُزاقُ؛ قَالَ
الْمُفَسِّرُ: أَي بَصَقْتُم فِي وَجْهِي تَفْنِيداً لِي؛ حَكَاهُ
الهَرَوِيُّ فِي الغَرِيبَيْنِ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ جَمْعُ
قَشْعٍ على غير قياس، وَقِيلَ: هِيَ جَمْعُ قَشْعةٍ وَهِيَ مَا يُقْشَع
عَنْ وَجْهِ الأَرض مِنَ المدَر وَالْحَجَرِ أَي يُقْلَعُ كبَدْرةٍ
وبِدَرٍ، وَقِيلَ: القِشْعةُ النُّخامة الَّتِي يَقْتَلِعُها الإِنسان
مِنْ صَدْرِهِ ويُخْرِجُها بِالتَّنَخُّمِ، أَي لَبَصَقْتُمْ فِي
وَجْهِي اسْتِخْفَافًا بِي وَتَكْذِيبًا لِقَوْلِي؛ وَيُرْوَى:
لَرَمَيْتُمُونِي بالقَشْعِ، عَلَى الإِفراد، وَهُوَ الجِلْد أَو مِنَ
القَشْعِ الأَحمق أَي لَجَعَلْتُمُونِي أَحمَق. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ
عَقِيبَ إِيراد هَذَا الْحَدِيثِ: القِشَعُ الجُلود الْيَابِسَةُ،
وَقَالَ: قَالَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ القَشْعةُ مَا تَقَلَّفَ مِنْ
يابِس الطينِ إِذا نَشَّتِ الغُدْرانُ وَجَفَّتْ، وَجَمْعُهَا قِشَعٌ.
والقَشْعُ: أَن تَيْبَسَ أَطرافُ الذّرةِ قَبْلَ إِناها، يُقَالُ:
قَشَعَت الذُّرةُ تَقْشَعُ قَشْعاً. القَشْع: الحِرْباءُ؛ وأَنشد:
وبَلْدةٍ مُغْبَرّةِ المَناكِبِ، ... القَشْعُ فِيهَا أَخضَرُ
الغَباغِبِ
وأَراكةٌ قَشِعةٌ: مُلْتَفّةٌ كَثِيرَةُ الْوَرَقِ. والمِقْشَعُ:
الناوُوس، يمانية.
قصع: القَصْعةُ: الضَّخْمةُ تشْبع الْعَشْرَةَ، وَالْجَمْعُ قِصاعٌ
وقِصَعٌ. والقَصْعُ: ابْتِلَاعُ جُرَعِ الْمَاءِ والجِرّة. وقَصَعَ
الماءَ قَصْعاً: ابْتَلَعَهُ جَرْعاً. وقَصَعَ الماءُ عطشَه يَقْصَعُه
قَصْعاً وقَصَّعَه: سكَّنه وقَتَلَه. وقَصَعَ العطْشانُ غُلَّتَه
بِالْمَاءِ إِذا سكَّنها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الْوَحْشَ:
فانْصاعَتِ الحُقْبُ لَمْ تَقْصَعْ صَرائرَها، ... وَقَدْ نَشَحْنَ
فَلَا رِيٌّ وَلَا هِيمُ
وسيفٌ مِقْصَلٌ ومِقْصَعٌ: قَطّاعٌ. والقَصِيعُ: الرَّحَى. والقَصْعُ:
قَتْل الصُّؤابِ والقَمْلةِ بَيْنَ الظُّفُرَيْنِ.
(8/274)
وَفِي الْحَدِيثِ:
نَهَى أَن تُقْصَعَ القَمْلةُ بالنَّواةِ
أَي تُقْتَلَ. والقَصْعُ: الدلْكُ بالظُفر، وإِنما خصَّ النَّوَاةَ
لأَنهم قَدْ كَانُوا يأْكلونها عِنْدَ الضَّرُورَةِ. وقَصَعَ الغلامَ
قَصْعاً: ضَرَبَهُ بِبُسْطِ كفِّه عَلَى رأْسه، وقَصَعَ هامَتَه
كَذَلِكَ، قَالُوا: وَالَّذِي يُفْعَلُ بِهِ ذَلِكَ لَا يَشِبُّ وَلَا
يَزْدادُ. وَغُلَامٌ مقصوعٌ وقَصِيعٌ: كَادِي الشَّبَابِ إِذا كَانَ
قَمِيئاً لَا يَشِبُّ وَلَا يَزْدادُ، وَقَدْ قَصُعَ وقَصِعَ قَصاعةً،
وجاريةٌ قَصِيعةٌ، بِالْهَاءِ؛ عَنْ كُرَاعٍ كَذَلِكَ، وقَصَعَ اللهُ
شبابَه: أَكْداه. وَيُقَالُ لِلصَّبِيِّ إِذا كَانَ بطيءَ الشَّبَابِ:
قَصِيعٌ، يُرِيدُونَ أَنه مُرَدَّدُ الخَلْقِ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ
فَلَيْسَ يَطُولُ. وقَصْعُ الجِرّةِ: شِدَّةُ المَضْغ وضمُّ الأَسنان
بَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ. وقَصَعَ البعيرُ بِجِرّته وَالنَّاقَةُ
بِجرّتها يَقْصَعُ قَصْعاً: مَضَغَها، وَقِيلَ: هُوَ بَعْدَ الدَّسْعِ
وقبْلَ المَضْغِ، والدَّسْعُ: أَن تَنْزِعَ الجِرّة مِنْ كَرِشِها
ثُمَّ القَصْعُ بَعْدَ ذَلِكَ والمضْغُ والإِفاضةُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن
يَرُدَّهَا إِلى جَوْفُهُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُخْرِجَهَا ويملأَ بِهَا
فَاهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه خَطَبَهُمْ عَلَى رَاحِلَتِهِ وإِنها لتَقْصَعُ بِجَرَّتِهَا
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَصْعُ الجِرّة شِدَّةُ المضْغِ وضمُّ بَعْضِ
الأَسنان عَلَى بَعْضٍ. أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ: قَصْعُ النَّاقَةِ
الجِرّةَ استِقامة خُروجِها مِنَ الْجَوْفِ إِلى الشِّدقِ غَيْرَ
متقطِّعة وَلَا نَزْرةٍ، ومتابَعةُ بعضِها بَعْضًا، وإِنما تَفْعَلُ
الناقةُ ذَلِكَ إِذا كَانَتْ مُطْمَئِنَّةً سَاكِنَةً لَا تَسِيرُ،
فإِذا خَافَتْ شَيْئًا قَطَعَتِ الجِرة وَلَمْ تُخْرِجْهَا، قَالَ:
وأَصل هَذَا مِنَ تَقْصِيعِ اليَرْبُوعِ، وَهُوَ إِخراجه تراب حجره
وقاصِعائِه، فَجَعَلَ هَذِهِ الْجِرَّةَ إِذا دَسَعَتْ بِهَا
النَّاقَةُ بِمَنْزِلَةِ التُّرَابِ الَّذِي يُخْرِجُهُ الْيَرْبُوعُ
مِنْ قَاصِعَائِهِ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: القَصْعُ ضَمُّكَ الشَّيْءَ
عَلَى الشَّيْءِ حَتَّى تَقْتُلَهُ أَو تَهْشِمَه، قَالَ: وَمِنْهُ
قصعُ الْقَمْلَةِ. ابْنُ الأَنباري: دَسَعَ البعيرُ «1» بِجرّته
وَقَصَعَ بِجِرَّتِهِ وكَظَمَ بِجِرَّتِهِ إِذا لَمْ يَجْتَرَّ. وَفِي
حَدِيثِ
عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا: مَا كَانَ لإِحدانا إِلا ثَوْبٌ
وَاحِدٌ تَحِيضُ فِيهِ فإِذا أَصابه شَيْءٌ مِنْ دَمٍ قَالَتْ
بِرِيقِهَا فَقَصَعَتْه
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير أَي مَصَعَتْه وَدَلَّكَتْهُ بِظُفُرِهَا،
وَيُرْوَى مَصَعَتْهُ، بِالْمِيمِ. وقَصَّعَ الجُرْحُ «2» : شَرِقَ
بِالدَّمِ. وتَقَصَّعَ الدُّمَّلُ بالصَّدِيدِ إِذا امتَلأَ مِنْهُ،
وقَصَّعَ مِثْلُهُ. وَيُقَالُ: قَصَعْتُه قَصْعاً وقَمَعْتُه قَمْعاً
بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وقَصَّعَ الرجلُ بَيْتَهُ إِذا لَزِمَهُ وَلَمْ
يَبْرَحْهُ؛ قَالَ ابْنُ الرُّقَيّاتِ:
إِنِّي لأُخْلي لَها الفِراشَ، إِذا ... قَصَّعَ فِي حِضْن عِرْسِه
الفَرِقُ
والقُصَعةُ والقُصَعاءُ والقاصِعاءُ: جُحْر يَحْفِره اليَرْبُوعُ،
فإِذا فَرَغَ وَدَخَلَ فِيهِ سَدَّ فَمَهُ لِئَلَّا يَدْخُلَ عَلَيْهِ
حَيَّةٌ أَو دَابَّةٌ، وَقِيلَ: هِيَ بَابُ جُحْرِه يَنْقُبُه بَعْدَ
الدامّاءِ فِي مَوَاضِعَ أُخر، وَقِيلَ: القاصِعاء والقُصَعةُ فَمُ
جُحْرِ الْيَرْبُوعِ أَوّل مَا يَبْتَدِئُ فِي حَفْرِهِ، ومأْخذه مِنَ
القَصْع وَهُوَ ضَمُّ الشَّيْءِ عَلَى الشَّيْءِ، وَقِيلَ: قاصِعاؤه
تُرَابٌ يُسَدُّ بِهِ بَابُ الْجُحْرِ، وَالْجَمْعُ قَواصِعُ، شبَّهوا
فاعِلاءَ بفاعِلةٍ وَجَعَلُوا أَلفي التأْنيث بِمَنْزِلَةِ الْهَاءِ.
وقَصَّعَ الضبُّ: سَدَّ بَابَ جُحْرِهِ، وَقِيلَ: كُلُّ سادٍّ
مُقَصِّع. وقَصَّعَ الضبُّ أَيضاً: دَخَلَ فِي قَاصِعَائِهِ؛
وَاسْتَعَارَهُ بَعْضِهِمْ لِلشَّيْطَانِ فَقَالَ:
إِذا الشَّيْطانُ قَصَّع فِي قَفاها، ... تَنَفَّقْناه بالحبْلِ
التُّؤامِ
قَوْلُهُ تَنَفَّقْنَاهُ أَيِ اسْتَخْرَجْنَاهُ كَاسْتِخْرَاجِ الضبِّ
مِنْ نافِقائه. ابْنُ الأَعرابي: قُصَعةُ اليَرْبُوعِ وقاصِعاؤه
__________
(1) . قوله [دسع البعير إلخ] بهامش الأصل: الظاهر أن في العبارة سقطاً.
(2) . قوله [وقصع الجرح] عبارة القاموس مع شرحه: وقصع الجرح بالدم
قصعاً: شرق به، عن ابن دريد، ولكنه شدّد قصع
(8/275)
أَن يَحْفِرَ حَفِيرةً ثُمَّ يَسُدُّ
بَابَهَا؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ يَهْجُو جَرِيرًا:
وإِذا أَخَذْتُ بقاصِعائِكَ، لَمْ تَجِدْ ... أَحَداً يُعِينُكَ غيرَ
مَنْ يَتَقَصَّعُ
يَقُولُ: إِنما أَنت فِي ضَعْفِكَ إِذا قَصَدْتُ لكَ كَبَنِي يَرْبُوعٍ
لَا يُعِينُكَ إِلا ضَعِيفٌ مِثْلُكَ، وإِنما شَبَّهَهُمْ بِهَذَا
لأَنه عَنَى جَرِيرًا وَهُوَ مِنْ بَنِي يَرْبُوعِ. وقَصَّعَ الزرْعُ
تَقْصيعاً أَي خَرَجَ مِنَ الأَرض، قَالَ: وإِذا صَارَ لَهُ شُعَبٌ
قِيلَ: قَدْ شعَّبَ. وقَصَّعَ أَوَّلُ الْقَوْمِ مِنْ نَقب الْجَبَلِ
إِذا طلَعوا. وقَصَعْتُ الرجلَ قَصْعاً: صَغَّرْتُه وحَقَّرْتُه. وَفِي
حَدِيثِ
مُجَاهِدٍ: كَانَ نَفَسُ آدمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَدْ آذَى أَهلَ
السَّمَاءِ فَقَصَعَه اللهُ قَصْعةً فاطمأَن
أَي دَفَعَهُ وَكَسَرَهُ. وَفِي حَدِيثِ
الزِّبْرِقَانِ: أَبغض صِبْيَانِنَا إِلينا الأُقَيْصِعُ الكَمَرةِ
، وَهُوَ تَصْغِيرُ الأَقْصعِ، وَهُوَ الْقَصِيرُ القُلْفةِ فَيَكُونُ
طَرَفَ كَمَرَتِهِ بَادِيًا، وَرَوَى الأُقَيْعِسُ الذكَرِ.
قصنصع: الأَزهري: القَصَنْصَعُ القصيرُ.
قضع: القَضْعُ: الْقَهْرُ. قَضَعَه قَضْعاً. والقَضْعُ والقُضاعُ:
تَقْطِيعٌ فِي الْبَطْنِ شَدِيدٌ. وَفِي بَطْنِهِ تَقْضِيعٌ أَي
تَقْطِيعٌ. وانْقَضَعَ القومُ وتقضَّعوا: تَفَرَّقُوا. وتَقضَّع عَنْ
قَوْمِهِ: تباعَدَ. وقُضاعةُ: اسْمُ كَلْبِ الْمَاءِ. وَفِي
التَّهْذِيبِ وَالصِّحَاحِ: القُضاعةُ اسْمُ كَلْبةِ الماءِ. وقُضاعةُ:
أَبو قَبِيلَةٍ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لانْقِضاعِه مَعَ أُمّه، وَقِيلَ:
هُوَ مِنَ الْقَهْرِ، وَقِيلَ: هُوَ أَبو حَيّ مِنَ الْيَمَنِ قُضاعةُ
بْنُ مالكِ بنِ حِمْيَر بْنِ سَبَإٍ، وَتَزْعُمُ نُسّابُ مُضَرَ أَنه
قُضاعةُ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنانَ، قَالَ: وَكَانُوا أَشِدَّاءَ
كَلِبِينَ فِي الْحُرُوبِ وَنَحْوَ ذلك.
قطع: القَطْعُ: إِبانةُ بَعْضِ أَجزاء الجِرْمِ مِنْ بعضٍ فَصْلًا.
قَطَعَه يَقْطَعُه قَطْعاً وقَطِيعةً وقُطوعاً؛ قَالَ:
فَمَا بَرِحَتْ، حَتَّى اسْتبانَ سُقَابُهَا ... قُطُوعاً لِمَحْبُوكٍ
مِنَ اللِّيفِ حادِرِ
والقَطْعُ: مَصْدَرُ قَطَعْتُ الحبْلَ قَطْعاً فانْقَطَع. والمِقْطَعُ،
بِالْكَسْرِ: مَا يُقْطَعُ بِهِ الشَّيْءُ. وقطَعه واقتطَعه فانقطَع
وتقطَّع، شدد للكثرة. وتقطَّعوا أَمرهم بَيْنَهُمْ زُبُراً أَي
تقَسَّمُوه. قَالَ الأَزهري: وأَما قَوْلُهُ: وتقطَّعوا أَمرهم
بَيْنَهُمْ زُبراً فإِنه وَاقِعٌ كَقَوْلِكَ قَطَّعُوا أَمرهم؛ قَالَ
لَبِيدٌ فِي الْوَجْهِ اللَّازِمِ:
وتَقَطَّعَتْ أَسْبابُها ورِمامُها
أَي انْقَطَعَتْ حِبالُ مَوَدَّتِها، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَى
قَوْلِهِ: وتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ*
؛ أَي تَفَرَّقُوا فِي أَمرهم، نَصَبَ أَمرهم بِنَزْعِ فِي مِنْهُ؛
قَالَ الأَزهري: وَهَذَا الْقَوْلُ عِنْدِي أَصوب. وَقَوْلُهُ
تَعَالَى: وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَ
؛ أَي قَطَعْنَها قَطْعاً بَعْدَ قَطْعٍ وخَدَشْنَها خَدْشًا كَثِيرًا
وَلِذَلِكَ شُدِّدَ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَطَّعْناهُمْ فِي
الْأَرْضِ أُمَماً
؛ أَي فرّقْناهم فِرَقاً، وَقَالَ: وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ
؛ أَي انْقَطَعَتْ أَسْبابُهم ووُصَلُهُم؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب:
كأَنّ ابْنةَ السَّهْمِيّ دُرَّةُ قامِسٍ ... لَهَا، بعدَ تَقْطِيعِ
النُّبُوح، وَهِيجُ
أَراد بَعْدَ انْقِطاعِ النُّبُوحِ، والنُّبُوحُ: الْجَمَاعَاتُ، أَراد
بَعْدَ الهُدُوِّ وَالسُّكُونِ بِاللَّيْلِ، قَالَ: وأَحْسَبُ
(8/276)
الأَصل فِيهِ القِطْع وَهُوَ طَائِفَةٌ
مِنَ اللَّيْلِ. وشيءٌ قَطِيعٌ: مقطوعٌ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: اتَّقُوا
القُطَيْعاءَ أَي اتَّقُوا أَن يَتَقَطَّعَ بعضُكم مِنْ بَعْضٍ فِي
الْحَرْبِ. والقُطْعةُ والقُطاعةُ: مَا قُطِعَ مِنَ الحُوّارَى مِنَ
النُّخالةِ. والقُطاعةُ، بِالضَّمِّ: مَا سقَط عَنِ القَطْعِ. وقَطَعَ
النخالةَ مِنَ الحُوّارَى: فَصَلَها مِنْهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ.
وتَقاطَعَ الشيءُ: بانَ بعضُه مِنْ بَعْضٍ، وأَقْطَعَه إِياه: أَذن
لَهُ فِي قَطْعِهِ. وقَطَعاتُ الشجرِ: أُبَنُها الَّتِي تَخْرُجُ
مِنْهَا إِذا قُطِعَت، الْوَاحِدَةُ قَطَعَةٌ. وأَقْطَعْتُه قُضْباناً
مِنَ الكَرْمِ أَي أَذِنْتُ لَهُ فِي قَطْعِها. والقَطِيع: الغُصْنُ
تَقْطَعُه مِنَ الشَّجَرَةِ، وَالْجَمْعُ أَقْطِعةٌ وقُطُعٌ وقُطُعاتٌ
وأَقاطِيعُ كحديثٍ وأَحاديثَ. والقِطْعُ مِنَ الشَّجَرِ: كالقَطِيعِ،
وَالْجَمْعُ أَقطاعٌ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب:
عَفا غيرُ نُؤْيِ الدارِ مَا إِنْ تُبِينُه، ... وأَقْطاعُ طُفْيٍ قَدْ
عَفَتْ فِي المَعاقِلِ
والقِطْعُ أَيضاً: السَّهْمُ يُعْمَلُ مِنَ القَطِيعِ والقِطْعِ
اللَّذَيْنِ هُمَا المَقْطُوعُ مِنَ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: هُوَ
السَّهْمُ العَرِيضُ، وَقِيلَ: القِطْعُ نَصْلٌ قَصِيرٌ عَرِيضُ
السَّهْمِ، وَقِيلَ: القِطْعُ النَّصْلُ الْقَصِيرُ، وَالْجَمْعُ
أَقْطُعٌ وأَقْطاعٌ وقُطُوعٌ وقِطاعٌ ومَقاطِيعُ، جَاءَ عَلَى غَيْرِ
وَاحِدِهِ نَادِرًا كأَنه إِنما جَمَعَ مِقْطاعاً، وَلَمْ يُسْمَعْ،
كَمَا قَالُوا مَلامِحَ ومَشابِهَ وَلَمْ يَقُولُوا مَلْمَحَةً وَلَا
مَشْبَهةً؛ قَالَ بَعْضُ الأَغفالِ يَصِفُ دِرْعاً:
لَهَا عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً، ... وتَهْزَأُ بالمَعابِلِ
والقِطاعِ
وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ:
وشَقَّتْ مَقاطِيعُ الرُّماةِ فُؤَادَه، ... إِذا يَسْمَعُ الصوتَ
المُغَرِّدَ يَصْلِدُ
والمِقْطَعُ والمِقْطاعُ: مَا قَطَعْتَه بِهِ. قَالَ اللَّيْثُ:
القِطْعُ القضيبُ الَّذِي يُقْطَعُ لبَرْيِ السِّهامِ، وَجَمْعُهُ
قُطْعانٌ وأَقْطُعٌ؛ وأَنشد لأَبي ذؤَيب:
ونَمِيمَةً مِنْ قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ، ... فِي كَفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ
وأَقْطُعُ
قَالَ: أَراد السِّهامَ، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا غَلَطٌ، قَالَ
الأَصمعي: القِطْعُ مِنَ النِّصالِ الْقَصِيرُ العريضُ، وَكَذَلِكَ
قَالَ غَيْرُهُ، سَوَاءٌ كَانَ النَّصْلُ مُرَكَّبًا فِي السَّهْمِ أَو
لَمْ يَكُنْ مُرَكَّبًا، سُمِّيَ قِطْعاً لأَنه مقطوعٌ مِنَ الحديد،
وَرُبَّمَا سَمَّوْه مَقْطُوعًا، والمَقاطِيعُ جَمْعُهُ؛ وَسَيْفٌ
قاطِعٌ وقَطَّاعٌ ومِقْطَعٌ. وَحَبْلٌ أَقْطاعٌ: مقطوعٌ كأَنهم
جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ قِطْعاً، وإِن لَمْ يُتَكَلَّمْ بِهِ،
وَكَذَلِكَ ثَوْبٌ أَقْطاعٌ وقِطْعٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ.
والمَقْطُوعُ مِنَ الْمَدِيدِ وَالْكَامِلِ والرَّجَزِ: الَّذِي حُذِفَ
مِنْهُ حَرْفَانِ نَحْوَ فَاعِلَاتُنْ ذَهَبَ مِنْهُ تُنْ فَصَارَ
مَحْذُوفًا فَبَقِيَ فَاعِلُنْ ثُمَّ ذَهَبَ مِنْ فاعِلن النُّونُ
ثُمَّ أُسكنت اللَّامُ فَنُقِلَ فِي التَّقْطِيعِ إِلى فعْلن،
كَقَوْلِهِ فِي الْمَدِيدِ:
إِنما الذَّلْفاءُ ياقُوتةٌ، ... أُخْرِجَتْ مِنْ كِيسِ دِهْقانِ
فَقَوْلُهُ قَانِي فعْلن، وَكَقَوْلِهِ فِي الْكَامِلِ:
وإِذا دَعَوْنَكَ عَمَّهُنَّ، فإِنَّه ... نَسَبٌ يَزِيدُكَ
عِنْدَهُنَّ خَبالا
(8/277)
فَقَوْلُهُ نَخَبالا فَعِلَاتُنْ وَهُوَ
مَقْطُوعٌ؛ وَكَقَوْلِهِ فِي الرَّجَزِ:
دَارٌ لِسَلْمَى، إِذ سُلَيْمَى جارةٌ، ... قَفْرٌ تُرى آيَاتُهَا
مِثْلَ الزُّبُرْ «1»
وَكَقَوْلِهِ فِي الرَّجَزِ:
القَلْبُ مِنْهَا مُسْتَرِيحٌ سالِمٌ، ... والقلبُ مِنِّي جاهِدٌ
مَجْهُودُ
فَقَوْلُهُ مَجْهُود مَفْعُولُنْ. وتَقْطِيعُ الشِّعْرِ: وَزْنه
بأَجزاء العَرُوضِ وتَجْزئته بالأَفعالِ. وقاطَعَ الرجُلانِ
بِسَيْفَيْهِمَا إِذا نَظَرَا أَيُّهما أَقْطَعُ؛ وقاطَعَ فُلَانٌ
فُلَانًا بِسَيْفَيْهِمَا كَذَلِكَ. وَرَجُلٌ لَطّاع قَطّاعٌ: يَقْطَعُ
نِصْفَ اللُّقْمةِ وَيَرُدُّ الثَّانِي، واللَّطّاعُ مَذْكُورٌ فِي
مَوْضِعِهِ. وكلامٌ قاطِعٌ عَلَى المَثَلِ: كَقَوْلِهِمْ نافِذٌ.
والأَقْطَعُ: المقطوعُ اليَدِ، وَالْجَمْعُ قُطْعٌ وقُطْعانٌ مِثْلَ
أَسْوَدَ وسُودانٍ. ويَدٌ قَطعاءُ: مقطوعةٌ، وَقَدْ قَطَعَ وقطِعَ
قَطعاً. والقَطَعَةُ والقُطْعةُ، بِالضَّمِّ، مِثْلُ الصَّلَعةِ
والصُّلْعةِ: مَوْضِعُ القَطْعِ مِنَ الْيَدِ، وَقِيلَ: بقيّةُ اليدِ
المقطوعةِ، وضربَه بقَطَعَتِه. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنَّ سارِقاً سَرَقَ فَقُطِعَ فَكَانَ يَسْرِقُ بقَطَعَتِه
، بِفَتْحَتَيْنِ؛ هِيَ الموضعُ المقطوعُ مِنَ الْيَدِ، قَالَ: وَقَدْ
تُضَمُّ الْقَافُ وَتُسَكَّنُ الطَّاءُ فَيُقَالُ: بقُطْعَتِه، قَالَ
اللَّيْثُ: يَقُولُونَ قُطِعَ الرجلُ وَلَا يَقُولُونَ قُطِعَ
الأَقْطَعُ لأَنَّ الأَقْطَعَ لَا يَكُونُ أَقْطَعَ حَتَّى يَقْطَعَه
غَيْرُهُ، وَلَوْ لَزِمَهُ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ لَقِيلَ قَطِعَ
أَو قَطُعَ، وقَطَعَ اللَّهُ عُمُرَه عَلَى المَثَلِ. وَفِي
التَّنْزِيلِ: فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا
؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ استُؤْصِلُوا مِنْ آخِرِهِمْ. ومَقْطَعُ
كُلِّ شيءٍ ومُنْقَطَعُه: آخِرُهُ حَيْثُ يَنْقَطِعُ كمَقاطِعِ
الرِّمالِ والأَوْدِيةِ والحَرَّةِ وَمَا أَشبهها. ومَقاطِيعُ
الأَوديةِ: مآخيرُها. ومُنْقَطَعُ كلِّ شيءٍ: حَيْثُ يَنْتَهي إِليه
طَرَفُه. والمُنْقَطِعُ: الشيءُ نفسُه. وشرابٌ لذيذُ المَقْطَعِ أَي
الآخِر والخاتِمَةِ. وقَطَعَ الماءَ قَطْعاً: شَقَّه وجازَه. وقطَعَ
بِهِ النهرَ وأَقْطَعَه إِياه وأَقطَعَه بِهِ: جاوَزَه، وَهُوَ مِنَ
الْفَصْلِ بَيْنَ الأَجزاء. وقَطَعْتُ النَّهْرَ قَطْعاً وقُطُوعاً:
عَبَرْتُ. ومَقاطِعُ الأَنهار: حَيْثُ يُعْبَرُ فِيهِ. والمَقْطَعُ:
غايةُ مَا قُطِعَ. يُقَالُ: مَقْطَعُ الثوبِ ومَقْطَعُ الرمْلِ
لِلَّذِي لَا رَمْلَ وَرَاءَهُ. والمَقْطَعُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي
يُقْطَعُ فِيهِ النَّهْرُ مِنَ المَعابرِ. ومَقاطِعُ القرآنِ: مواضعُ
الوقوفِ، ومَبادِئُه: مواضعُ الابتداءِ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ ذَكَر أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ: لَيْسَ فِيكُمْ مَنْ تَقَطَّعُ عَلَيْهِ «2»
الأَعْناقُ مثلَ أَبي بَكْرٍ
؛ أَراد أَن السابِقَ مِنْكُمُ الَّذِي لَا يَلْحَقُ شَأْوَه فِي
الْفَضْلِ أَحدٌ لَا يَكُونُ مِثْلًا لأَبي بَكْرٍ لأَنه أَسْبَقُ
السَّابِقِينَ؛ وَفِي النِّهَايَةِ: أَي لَيْسَ فِيكُمْ أَحدٌ سابقٌ
إِلى الخيراتِ تَقَطَّعُ أَعْناقُ مُسابقِيه حَتَّى لَا يَلْحَقَه
أَحدٌ مِثْلَ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. يُقَالُ للفرَس
الجَوادِ: تَقَطَّعَت أَعناقُ الخيْلِ عَلَيْهِ فَلَمْ تَلْحَقْه؛
وأَنشد ابْنُ الأَعرابي للبَعِيثِ:
طَمِعْتُ بِلَيْلى أَن تَرِيعَ، وإِنَّما ... تُقَطِّعُ أَعناقَ
الرِّجالِ المَطامِعُ
وبايَعْتُ لَيْلى فِي الخَلاءِ، وَلَمْ يَكُنْ ... شُهُودي عَلَى
لَيْلى عُدُولٌ مَقانِعُ
__________
(1) . قوله [دار لسلمى إلخ] هو موفور لا مقطوع فلا شاهد فيه كما لا
يخفى.
(2) . قوله [تقطع عليه] كذا بالأصل، والذي في النهاية: دونه
(8/278)
وَمِنْهُ حَدِيثُ
أَبي ذَرٍّ: فإِذا هِيَ يُقَطَّعُ دونَها السَّرابُ
أَي تُسْرِعُ إِسْراعاً كَثِيرًا تَقَدَّمَتْ بِهِ وَفَاتَتْ حَتَّى
إِنَّ السَّرَابَ يَظْهَرُ دُونِهَا أَي مِنْ وَرَائِهَا لِبُعْدِهَا
فِي الْبَرِّ. ومُقَطَّعاتُ الشَّيْءِ: طرائقُه الَّتِي يتحلَّلُ
إِليها ويَتَرَكَّبُ عَنْهَا كَمُقَطَّعاتِ الكلامِ، ومُقَطَّعاتُ
الشعْرِ ومَقاطِيعُه: مَا تَحَلَّل إِليه وترَكَّبَ عَنْهُ مِنْ
أَجْزائِه الَّتِي يُسَمِّيهَا عَرُوضِيُّو الْعَرَبِ الأَسْبابَ
والأَوْتادَ. والقِطاعُ والقَطاعُ: صِرامُ النخْلِ مِثْلُ الصِّرامِ
والصَّرامِ. وقَطَعَ النخلَ يَقْطَعُه قَطْعاً وقِطاعاً وقَطاعاً؛ عَنِ
اللِّحْيَانِيِّ: صرَمه. قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَطَعْتُه أَوْصَلْتُ
إِليه القَطْعَ وَاسْتَعْمَلْتُهُ فِيهِ. وأَقْطَعَ النخلُ إِقْطاعاً
إِذا أَصرَمَ وحانَ قِطاعُه. وأَقْطَعْتُه: أَذِنْتُ لَهُ فِي قِطاعه.
وانْقَطَعَ الشيءُ: ذهَب وقْتُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمُ: انْقَطَعَ
البَرْدُ والحرُّ. وانْقَطَع الكلامُ: وَقَفَ فَلَمْ يَمْضِ. وقَطَعَ
لِسَانَهُ: أَسْكَتَه بإِحسانِه إِليه. وانْقَطَعَ لِسَانُهُ: ذَهَبَتْ
سَلاطَتُه. وامرأَة قَطِيعُ الكلامِ إِذا لَمْ تَكُنْ سَلِيطةً. وَفِي
الْحَدِيثِ
لَمَّا أَنشده الْعَبَّاسُ ابن مِرْداسٍ أَبياته الْعَيْنِيَّةَ:
اقْطَعُوا عَنِّي لِسانه
أَي أَعْطُوه وأَرْضُوه حَتَّى يَسْكُتَ، فَكَنَّى باللسانِ عَنِ
الكلامِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
أَتاه رَجُلٌ فَقَالَ: إِني شَاعِرٌ، فَقَالَ: يَا بِلَالُ، اقْطَعْ
لِسَانَهُ فأَعطاه أَربعين دِرْهَمًا.
قَالَ الْخَطَابِيُّ: يُشْبِهُ أَن يَكُونَ هَذَا مِمَّنْ لَهُ حَقٌّ
فِي بَيْتِ الْمَالِ كَابْنِ السَّبِيلِ وَغَيْرِهِ فَتَعَرَّضَ لَهُ
بِالشِّعْرِ فأَعطاه لِحَقِّهِ أَو لِحَاجَتِهِ لَا لِشِعْرِهِ.
وأَقْطَعَ الرجلُ إِذا انْقَطَعَت حُجَّتُه وبَكَّتُوه بِالْحَقِّ
فَلَمْ يُجِبْ، فَهُوَ مُقْطِعٌ. وقَطَعَه قَطْعاً أَيضاً: بَكَّتَه،
وَهُوَ قَطِيعُ القولِ وأَقْطَعُه، وَقَدْ قَطِعَ وقَطُعَ قَطاعةً.
وأَقْطَعَ الشاعِرُ: انْقَطَعَ شِعْرُه. وأَقْطَعَت الدجاجةُ مِثْلَ
أَقَفَّت: انْقَطَعَ بيضُها، قَالَ الْفَارِسِيُّ: وَهَذَا كَمَا
عَادَلُوا بَيْنَهُمَا بأَصْفَى. وقُطِعَ بِهِ وانْقُطِعَ وأُقْطِعَ
وأَقْطَعَ: ضَعُفَ عَنِ النِّكَاحِ. وأُقْطِعَ بِهِ إِقْطاعاً، فَهُوَ
مُقْطَعٌ إِذا لَمْ يُرِدِ النساءَ وَلَمْ يَنْهَض عُجارِمُه.
وانْقُطِعَ بِالرَّجُلِ والبعيرِ: كَلَّا. وقُطِعَ بِفُلَانٍ، فَهُوَ
مَقْطُوعٌ بِهِ، وانْقُطِعَ بِهِ، فَهُوَ مُنْقَطَعٌ بِهِ إِذا عَجَزَ
عَنْ سَفَرِهِ مِنْ نَفَقَةٍ ذَهَبَتْ، أَو قامَت عَلَيْهِ راحِلَتُه،
أَو أَتاه أَمر لَا يَقْدِرُ عَلَى أَن يَتَحَرَّكَ مَعَهُ، وَقِيلَ:
هُوَ إِذا كَانَ مُسَافِرًا فأُبْدِعَ بِهِ وعَطِبَت رَاحِلَتُهُ
وذَهَبَ زادُه وَمَالُهُ. وقُطِعَ بِهِ إِذا انْقَطَعَ رَجاؤُهُ.
وقُطِعَ بِهِ قَطْعاً إِذا قُطِعَ بِهِ الطريقُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
فَخَشِينا أَن يُقْتَطَعَ دُونَنا
أَي يُؤْخَذَ ويُنْفَرَدَ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
وَلَوْ شِئْنَا لاقْتَطَعْناهم.
وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ إِذا أَراد أَن يَقْطَعَ بَعْثاً
أَي يُفْرِدَ قَوْمًا يبعثُهم فِي الغَزْوِ ويُعَيِّنَهُم مِنْ
غَيْرِهِمْ. وَيُقَالُ لِلْغَرِيبِ بِالْبَلَدِ: أُقْطِعَ عَنْ أَهله
إِقْطاعاً، فَهُوَ مُقْطَعٌ عَنْهُمْ ومُنْقَطِعٌ، وَكَذَلِكَ الَّذِي
يُفْرَضُ لِنُظَرَائِهِ وَيُتْرَكُ هُوَ. وأَقْطَعْتُ الشَّيْءَ إِذا
انْقَطَعَ عَنْكَ يُقَالُ: قَدْ أَقْطَعْتُ الغَيْثَ. وعَوْدٌ مُقْطَعٌ
إِذا انْقَطَعَ عَنِ الضِّراب. والمُقْطَعُ، بِفَتْحِ الطاءِ:
الْبَعِيرُ إِذا جَفَرَ عَنِ الضِّراب؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ
يَصِفُ امرأَته:
قامَت تَباكَى أَن سَبَأْتُ لِفِتْيةٍ ... زِقًّا وخابِيَةً بِعَوْدٍ
مُقْطَعِ
وَقَدْ أُقْطِعَ إِذا جَفَرَ. وناقةٌ قَطُوعٌ: يَنْقَطِعُ لَبَنُهَا
سَرِيعًا. والقَطْعُ والقَطِيعةُ: الهِجْرانُ ضِدُّ الْوَصْلِ،
وَالْفِعْلُ
(8/279)
كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ،
وَهُوَ عَلَى الْمَثَلِ. وَرَجُلٌ قَطُوعٌ لإِخْوانه ومِقْطاعٌ: لَا
يَثْبُتُ عَلَى مُؤاخاةٍ. وتَقَاطَعَ القومُ: تَصارَمُوا. وتَقَاطَعَتْ
أَرْحامُهُمْ: تَحاصَّتْ. وقَطَعَ رَحِمَه قَطْعاً وقَطِيعةً
وقَطَّعَها: عَقَّها وَلَمْ يَصِلْها، وَالِاسْمُ القَطِيعةُ. وَرَجُلٌ
قُطَعَةٌ وقُطَعٌ ومِقْطَعٌ وقَطَّاعٌ: يَقْطَعُ رَحِمَه. وَفِي
الْحَدِيثِ:
مَنْ زَوَّجَ كَرِيمَةً مِنْ فاسِقٍ فَقَدْ قَطَعَ رَحمها
، وَذَلِكَ أَن الفاسِقَ يُطَلِّقُهَا ثُمَّ لَا يُبَالِي أَن
يُضَاجِعَهَا. وَفِي حَدِيثِ صِلَةِ الرَّحِمِ:
هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ
؛ القَطِيعَةُ: الهِجْرانُ والصَّدُّ، وهيَ فَعِيلَةٌ مِنَ القَطْعِ،
وَيُرِيدُ بِهِ تَرْكَ الْبِرِّ والإِحسان إِلى الأَهل والأَقارب،
وَهِيَ ضِدّ صِلَة الرَّحمِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَنْ تُفْسِدُوا فِي
الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ
؛ أَي تعُودوا إِلى أَمر الْجَاهِلِيَّةِ فَتُفْسِدُوا فِي الأَرض
وتَئِدُوا البناتِ، وَقِيلَ: تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ
تَقْتُلُ قُرَيْشٌ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنُو هَاشِم قُرَيْشًا. ورَحِمٌ
قَطعاءُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ إِذا لَمْ تُوصَلْ. وَيُقَالُ: مَدّ
فُلَانٌ إِلى فُلَانٍ بِثَدْيٍ غَيْرِ أَقْطَعَ ومَتَّ، بِالتَّاءِ،
أَي تَوَسَّلَ إِليه بِقُرَابَةٍ قَرِيبَةٍ؛ وَقَالَ:
دَعاني فَلَمْ أُورَأْ بِه، فأَجَبْتُه، ... فَمَدّ بِثَدْيٍ بَيْنَنا
غَيْرِ أَقْطَعا
والأُقْطوعةُ: مَا تَبْعَثُهُ المرأَة إِلى صَاحِبَتِهَا عَلَامَةٌ
للمُصارَمةِ والهِجْرانِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: تَبْعَثُ بِهِ
الْجَارِيَةُ إِلى صَاحِبِهَا؛ وأَنشد:
وقالَتْ لِجارِيَتَيْها: اذْهَبا ... إِليه بأُقْطُوعةٍ إِذْ هَجَرْ
والقُطْعُ: البُهْرُ لقَطْعِه الأَنفاسَ. وَرَجُلٌ قَطِيعٌ: مَبْهُورٌ
بَيّنُ القَطاعةِ، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ. وَرَجُلٌ
قَطِيعُ الْقِيَامِ إِذا وُصِفَ بِالضَّعْفِ أَو السِّمَنِ. وامرأَة
قَطُوعٌ وقَطِيعٌ: فاتِرةُ القِيامِ. وَقَدْ قَطُعَتِ المرأَةُ إِذا
صَارَتْ قَطِيعاً. والقُطْعُ والقُطُعُ فِي الْفَرَسِ وَغَيْرِهِ:
البُهْرُ وانْقِطاعُ بَعْضِ عُرُوقِه. وأَصابه قُطْعٌ أَو بُهْر:
وَهُوَ النفَس الْعَالِي مِنَ السِّمَنِ وَغَيْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ: أَنه أَصابه قُطْعٌ أَو بُهْرٌ فَكَانَ يُطْبَخُ لَهُ
الثُّومُ فِي الحَسا فيأْكله
؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: القُطْعُ الدَّبَرُ «3» . وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ
لأَبي جُنْدُبٍ الْهُذَلِيِّ:
وإِنِّي إِذا مَا آنسٌ «4» ... مُقْبِلًا، ... يُعاوِدُني قُطْعٌ جَواه
طَوِيلُ
يَقُولُ: إِذا رأَيت إِنساناً ذَكَرْتُهُ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير:
القُطْعُ انْقِطاعُ النَّفَسِ وضيقُه. والقُطْعُ: البُهْرُ يأْخذ
الْفَرَسَ وَغَيْرَهُ. يُقَالُ: قُطِعَ الرجلُ، فَهُوَ مقطوعٌ،
وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذا انْقَطَعَ عِرْقٌ فِي بَطْنِهِ أَو شَحْمٌ:
مقطوعٌ، وَقَدْ قُطِعَ. واقْتَطَعْتُ مِنَ الشَّيْءِ قِطْعةً، يُقَالُ:
اقتَطَعْتُ قَطِيعاً مِنْ غَنَمِ فُلَانٍ. والقِطْعةُ مِنَ الشَّيْءِ:
الطائفةُ مِنْهُ. واقْتَطَعَ طَائِفَةً مِنَ الشَّيْءِ: أَخذها.
والقَطِيعةُ: مَا اقْتَطَعْتَه مِنْهُ. وأَقْطَعَني إِياها: أَذِنَ لِي
فِي اقْتِطاعِها. واسْتَقْطَعَه إِياها: سأَلَه أَن يُقْطِعَه إِياها.
وأَقْطَعْتُه قَطِيعةً أَي طَائِفَةً مِنْ أَرض الْخَرَاجِ. وأَقْطَعَه
نَهْرًا: أَباحَه لَهُ. وَفِي حَدِيثِ
أَبْيَضَ بن
__________
(3) . قوله [القطع الدبر] كذا بالأَصل. وقوله [لأَبي جندب] بهامش
الأَصل بخط السيد مرتضى صوابه:
وإني إذا ما الصبح آنست ضوءه ... يعاودني قطع علي ثقيل
والبيت لأَبي خراش الهذلي
(4) . كذا بياض بالأَصل ولعله:
وَإِنِّي إِذَا مَا آنِسٌ شمت مقبلًا،
(8/280)
حَمّالٍ: أَنه اسْتَقْطَعَه المِلْحَ
الَّذِي بِمَأْرِبَ فأَقْطَعَه إِياه
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: سأَله أَن يَجْعَلَهُ لَهُ إِقطاعاً يتملَّكُه
ويسْتَبِدُّ بِهِ وَيَنْفَرِدُ، والإِقطاعُ يَكُونُ تَمْلِيكًا
وَغَيْرَ تَمْلِيكٍ. يُقَالُ: اسْتَقْطَعَ فُلَانٌ الإِمامَ قَطيعةً
فأَقْطَعَه إِيّاها إِذا سأَلَه أَن يُقْطِعَها له ويبينها مِلْكاً
لَهُ فأَعطاه إِياها، والقَطائِعُ إِنما تَجُوزُ فِي عَفْوِ الْبِلَادِ
الَّتِي لَا مِلْكَ لأَحد عَلَيْهَا وَلَا عِمارةَ فِيهَا لأَحد
فيُقْطِعُ الإِمامُ المُسْتَقْطِعَ مِنْهَا قَدْرَ مَا يتهيَّأُ لَهُ
عِمارَتُه بإِجراء الْمَاءِ إِليه، أَو بِاسْتِخْرَاجِ عَيْنٍ مِنْهُ،
أَو بِتَحَجُّرٍ عَلَيْهِ لِلْبِنَاءِ فِيهِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ:
وَمِنَ الإِقْطاعِ إِقْطاعُ إِرْفاقٍ لَا تمليكٍ، كالمُقاعَدةِ
بالأَسواق الَّتِي هِيَ طُرُقُ الْمُسْلِمِينَ، فَمَنْ قَعَدَ فِي
مَوْضِعٍ مِنْهَا كَانَ لَهُ بِقَدْرِ مَا يَصْلُحُ لَهُ مَا كَانَ
مُقِيمًا فِيهِ، فإِذا فَارَقَهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَنْعُ غَيْرِهِ
مِنْهُ كأَبنية الْعَرَبِ وفساطِيطِهمْ، فإِذا انْتَجَعُوا لَمْ
يَمْلِكُوا بِهَا حَيْثُ نَزَلُوا، وَمِنْهَا إِقْطاعُ السُّكْنَى.
وَفِي الْحَدِيثِ
عَنْ أُمّ العلاءِ الأَنصارية قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ النبيُّ، صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، المدينةَ أَقْطَع الناسَ الدُّورَ فَطَارَ
سَهْمُ عثمانَ بْنِ مَظْعُونٍ علَيّ
؛ وَمَعْنَاهُ أَنزلهم فِي دُورِ الأَنصارِ يَسْكُنُونَهَا مَعَهُمْ
ثُمَّ يَتَحَوَّلُونَ عَنْهَا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
أَنه أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ نَخْلًا
، يُشْبِهُ أَنه إِنما أَعطاه ذَلِكَ مِنَ الخُمُسِ الَّذِي هُوَ
سَهْمُه لأَنَّ النَّخْلَ مالٌ ظاهِرُ الْعَيْنِ حاضِرُ النفْعِ فَلَا
يَجُوزُ إِقْطاعُه، وَكَانَ بَعْضُهُمْ يتأَوّل إِقْطاعَ النبيِّ،
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْمُهَاجِرِينَ الدُّورَ عَلَى
مَعْنَى العارِيّةِ، وأَما إِقْطاعُ المَواتِ فَهُوَ تَمْلِيكٌ. وَفِي
الْحَدِيثِ فِي الْيَمِينِ:
أَو يَقْتَطِعَ بِهَا مالَ امرئٍ مُسْلِمٍ
أَي يأْخذه لِنَفْسِهِ مُتَمَلِّكًا، وَهُوَ يَفْتَعِلُ مِنَ القَطْعِ.
وَرَجُلٌ مُقْطَعٌ: لَا دِيوانَ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانُوا أَهلَ دِيوانٍ أَو مُقْطَعِينَ
، بِفَتْحِ الطَّاءِ، وَيُرْوَى
مُقْتَطِعينَ
لأَن الْجُنْدَ لَا يَخْلُونَ مِنْ هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ. وقَطَعَ
الرجلُ بِحَبْلٍ يَقْطَعُ قَطْعاً: اخْتَنَقَ بِهِ. وَفِي
التَّنْزِيلِ: فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ
فَلْيَنْظُرْ
؛ قَالُوا: لِيَقْطَعْ أَي لِيَخْتَنِقْ لأَن المُخْتَنِقَ يَمُدّ
السَّبَبَ إِلى السَّقْفِ ثُمَّ يَقْطَعُ نفسَه مِنَ الأَرض حَتَّى
يَخْتَنِقَ، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا يَحْتَاجُ إِلى شَرْحٍ يَزِيدُ
فِي إِيضاحه، وَالْمَعْنَى، وَاللَّهُ أَعلم، مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَن
لَنْ يَنْصُرَ اللَّهُ مُحَمَّدًا حَتَّى يُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ
كُلِّهِ فَلْيَمُتْ غَيْظًا، وَهُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ فَلْيَمْدُدْ
بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ، والسببُ الْحَبْلُ يَشُدُّهُ الْمُخْتَنِقُ
إِلى سَقْفِ بَيْتِهِ، وسماءُ كُلِّ شَيْءٍ سَقْفِهِ، ثُمَّ لِيَقْطَعْ
أَي لِيَمُدَّ الْحَبْلَ مشدُوداً فِي عُنُقِهِ مَدًّا شَدِيدًا
يُوَتِّرُه حَتَّى يَنْقَطِعَ فَيَمُوتَ مُخْتَنِقًا؛ وَقَالَ
الْفَرَّاءُ: أَراد لِيَجْعَلْ فِي سَمَاءِ بَيْتِهِ حَبْلًا ثُمَّ
لِيَخْتَنِقْ بِهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ ثُمَّ لِيَقْطَعِ اخْتِنَاقًا.
وَفِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ: ثُمَّ لِيَقْطَعْهُ، يَعْنِي
السَّبَبَ وَهُوَ الْحَبْلُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لِيَمُدَّ الْحَبْلَ
الْمَشْدُودَ فِي عُنُقِهِ حَتَّى ينقطعَ نفَسُه فيموتَ. وثوبٌ
يَقْطَعُكَ ويُقْطِعُكَ ويُقَطِّعُ لَكَ تَقْطِيعاً: يَصْلُح عَلَيْكَ
قَمِيصًا ونحوَه. وَقَالَ الأَزهري: إِذا صَلَحَ أَن يُقْطَعَ
قَمِيصًا، قَالَ الأَصمعي: لَا أَعرف هَذَا ثَوْبٌ يَقْطَعُ وَلَا
يُقَطِّعُ وَلَا يُقَطِّعُني وَلَا يَقْطَعُني، هَذَا كُلُّهُ مِنْ
كَلَامِ الْمُوَلِّدِينَ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وَقَدْ حَكَاهُ أَبو
عُبَيْدَةَ عَنِ الْعَرَبِ. والقُطْعُ: وجَعٌ فِي الْبَطْنِ ومَغَسٌ.
والتقطِيعُ مَغَسٌ يَجِدُهُ الإِنسان فِي بَطْنِهِ وأَمْعائِه.
يُقَالُ: قُطِّعَ فُلَانٌ فِي بَطْنِهِ تَقْطِيعاً. والقَطِيعُ:
الطَّائِفَةُ مِنَ الْغَنَمِ وَالنِّعَمِ وَنَحْوِهِ، وَالْغَالِبُ
عَلَيْهِ أَنه مِنْ عَشْرٍ إِلى أَربعين، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ خَمْسَ
عَشْرَةَ إِلى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، وَالْجَمْعُ أَقْطاعٌ وأَقْطِعةٌ
وقُطْعانٌ وقِطاعٌ وأَقاطِيعُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَهُوَ مِمَّا
جُمِعَ عَلَى
(8/281)
غَيْرِ بِنَاءِ وَاحِدِهِ، وَنَظِيرُهُ
عِنْدَهُمْ حديثٌ وأَحاديثُ. والقِطْعةُ: كالقَطِيع. والقَطِيعُ:
السَّوْطُ يُقْطَعُ مِنْ جِلْدِ سَيْرٍ وَيُعْمَلُ مِنْهُ، وَقِيلَ:
هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ القَطِيعِ الَّذِي هُوَ المَقْطُوعُ مِنَ
الشَّجَرِ، وَقِيلَ: هُوَ المُنْقَطِعُ الطرَف، وعَمَّ أَبو عُبَيْدٍ
بالقَطِيعِ، وَحَكَى الْفَارِسِيُّ: قَطَعْتُه بالقَطِيع أَي
ضَرَبْتُهُ بِهِ كَمَا قَالُوا سُطْتُه بِالسَّوْطِ؛ قَالَ الأَعشى:
تَرى عَينَها صَغْواءَ فِي جَنْبِ مُوقِها، ... تُراقِبُ كَفِّي
والقَطِيعَ المُحَرَّما
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: السَّوْطُ المُحَرَّمُ الَّذِي لَمْ يُليَّن
بَعْد. اللَّيْثُ: القَطِيعُ السَّوْطُ المُنْقَطِعُ. قَالَ الأَزهري:
سُمِّيَ السَّوْطُ قَطِيعاً لأَنهم يأْخذون القِدّ المُحَرَّمَ
فيَقْطَعونه أَربعة سُيُور، ثُمَّ يَفْتِلونه ويَلْوُونه
وَيَتْرُكُونَهُ حَتَّى يَيْبَسَ فيقومَ قِياماً كأَنه عَصاً، سُمِّيَ
قَطِيعاً لأَنه يُقْطَعُ أَربع طَاقَاتٍ ثُمَّ يُلْوى. والقُطَّعُ
والقُطَّاعُ: اللُّصوص يَقْطَعون الأَرض. وقُطَّاعُ الطَّرِيقِ:
الَّذِينَ يُعارِضون أَبناءَ السَّبِيلِ فيَقْطَعون بِهِمُ السبيلَ.
وَرَجُلٌ مُقَطَّعٌ: مُجَرَّبٌ. وإِنه لحسَنُ التقْطِيع أَي القَدِّ.
وَشَيْءٌ حَسَنُ التقْطِيعِ إِذا كَانَ حَسَنَ القَدِّ. وَيُقَالُ:
فُلَانٌ قَطِيعُ فُلَانٍ أَي شَبيهُه فِي قَدِّه وخَلْقِه، وَجَمْعُهُ
أَقْطِعاءُ. ومَقْطَعُ الحقِّ: مَا يُقْطَعُ بِهِ الْبَاطِلُ، وَهُوَ
أَيضاً مَوْضِعُ التِقاءِ الحُكْمِ، وَقِيلَ: هُوَ حَيْثُ يُفْصَلُ
بَيْنَ الخُصومِ بِنَصِّ الْحُكْمِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:
وإِنَّ الحَقَّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ: ... يَمِينٌ أَو نِفارٌ أَو جَلاءُ
وَيُقَالُ: الصوْمُ مَقْطَعةٌ لِلنِّكَاحِ. والقِطْعُ والقِطْعةُ
والقَطِيعُ والقِطَعُ والقِطاعُ: طَائِفَةٌ مِنَ اللَّيْلِ تَكُونُ
مِنْ أَوّله إِلى ثُلُثِهِ، وَقِيلَ للفزاريِّ: مَا القِطْعُ مِنَ
اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: حُزْمةٌ تَهُورُها أَي قِطْعةٌ تَحْزُرُها وَلَا
تَدْرِي كمْ هِيَ. والقِطْعُ: ظُلْمَةُ آخِرِ اللَّيْلِ؛ وَمِنْهُ
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ*
؛ قَالَ الأَخفش: بِسَوَادٍ مِنَ اللَّيْلِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
افْتَحي الْبَابَ، فانْظُري فِي النُّجومِ، ... كَمْ عَلَيْنا مِنْ
قِطْعِ لَيْلٍ بَهِيمِ
وَفِي التَّنْزِيلِ: قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً
، وَقُرِئَ:
قِطْعاً
، والقِطْعُ: اسْمُ مَا قُطِعَ. يُقَالُ: قَطَعْتُ الشيءَ قَطْعاً،
وَاسْمُ مَا قُطِعَ فَسَقَطَ قِطْعٌ. قَالَ ثَعْلَبٌ: مَنْ قرأَ
قِطْعاً، جَعَلَ الْمُظْلِمَ مِنْ نَعْتِهِ، وَمَنْ قرأَ قِطَعاً
جَعَلَ الْمُظْلِمَ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ
لَهُ الْبَصْرِيُّونَ الْحَالُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَناً كقِطْعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ
؛ قِطْعُ الليلِ طائفةٌ مِنْهُ وقِطْعةٌ، وَجَمْعُ القِطْعةِ قِطَعٌ،
أَراد فِتْنَةً مُظْلِمَةً سوْداءَ تَعْظِيمًا لشأْنها. والمُقَطَّعاتُ
مِنَ الثيابِ: شِبْه الجِبابِ وَنَحْوِهَا مِنَ الخَزِّ وَغَيْرِهِ.
وَفِي التَّنْزِيلِ: قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ
؛ أَي خِيطَتْ وسُوِّيَتْ وجُعِلَتْ لَبوساً لَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي صِفَةِ نَخْلِ الْجَنَّةِ قَالَ: نَخْلُ الْجَنَّةِ
سَعَفُها كِسْوةٌ لأَهل الْجَنَّةِ مِنْهَا مُقَطَّعاتُهم وحُلَلُهم
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: لَمْ يَكُنْ يَصِفُها بالقِصَر لأَنه عَيْبٌ.
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَا يُقَالُ لِلثِّيَابِ القِصار
مُقَطَّعاتٌ، قَالَ شَمِرٌ: وَمِمَّا يقوِّي قَوْلَهُ حَدِيثِ ابْنِ
عَبَّاسٍ فِي وَصْفِ سَعَفِ الْجَنَّةِ لأَنه لَا يَصِفُ ثِيَابَ أَهل
الْجَنَّةِ بالقِصَرِ لأَنه عَيْبٌ، وَقِيلَ: المقطَّعات لَا وَاحِدَ
لَهَا فَلَا يُقَالُ للجُبّةِ الْقَصِيرَةِ مُقَطَّعةٌ، وَلَا
للقَمِيصِ
(8/282)
مُقَطَّعٌ، وإِنما يُقَالُ لِجُمْلَةِ
الثِّيَابِ الْقِصَارِ مُقَطَّعات، وَلِلْوَاحِدِ ثَوْبٌ. وَفِي
الْحَدِيثِ:
أَن رَجُلًا أَتى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَعَلَيْهِ مُقَطَّعاتٌ لَهُ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي ثِيَابٌ قِصَارٌ لأَنها قُطِعَتْ عَنْ
بُلُوغِ التَّمَامِ، وَقِيلَ: المُقَطَّع مِنَ الثِّيَابِ كلُّ مَا
يُفَصَّلُ ويُخاطُ مِنْ قميصٍ وجِبابٍ وسَراوِيلاتٍ وَغَيْرِهَا، وَمَا
لَا يُقْطَعُ مِنْهَا كالأَردية والأُزُر والمَطارِفِ والرِّياطِ
الَّتِي لَمْ تُقْطَعْ، وإِنما يُتَعَطَّفُ بِهَا مرَّة ويُتَلَفَّعُ
بِهَا أُخرى؛ وأَنشد شَمِرٌ لِرُؤْبَةُ يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا:
كأَنَّ نِصْعاً فَوْقَه مُقَطَّعا، ... مُخالِطَ التَّقْلِيصِ، إِذْ
تَدَرَّعا «1»
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يَقُولُ كأَنَّ عَلَيْهِ نِصْعاً مُقَلَّصاً
عَنْهُ، يَقُولُ: تَخَالُ أَنه أُلْبِسَ ثَوْبًا أَبيض مُقَلَّصًا
عَنْهُ لَمْ يبلغ كُراعَه لأَنها سُود لَيْسَتْ عَلَى لَوْنِهِ؛
وَقَوْلُ الرَّاعِي:
فَقُودُوا الجِيادَ المُسْنِفاتِ، وأَحْقِبوا ... عَلَى
الأَرْحَبِيّاتِ الحَديدَ المُقَطَّعا
يَعْنِي الدُّرُوعَ. والحديدُ المُقَطَّعُ: هُوَ الْمُتَّخَذُ
سِلَاحًا. يُقَالُ: قَطَعْنَا الْحَدِيدَ أَي صَنَعْنَاهُ دُروعاً
وَغَيْرَهَا مِنَ السِّلاح. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: مُقَطَّعاتُ
الثِّيَابِ والشِّعرْ قِصارُها. والمقطَّعات: الثِّيَابُ الْقِصَارُ،
والأَبياتُ القِصارُ، وَكُلُّ قصيرٍ مُقَطَّعٌ ومُتَقَطِّعٌ؛ وَمِنْهُ
حَدِيثُ
ابْنِ عَبَّاسٍ: وقتُ صلاةِ الضُّحى إِذا تقَطَّعتِ الظِّلالُ
، يَعْنِي قَصُرَتْ لأَنها تَكُونُ مُمْتَدَّةً فِي أَول النَّهَارِ،
فَكُلَّمَا ارْتَفَعَتِ الشمسُ تَقَطَّعَتِ الظِّلالُ وَقَصُرَتْ،
وَسُمِّيَتِ الأَراجيز مُقَطَّعاتٍ لِقِصَرِهَا، وَيُرْوَى أَن جَرِيرَ
بْنَ الخَطَفى كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رُؤْبَةُ اخْتِلَافٌ فِي شَيْءٍ
فَقَالَ: أَما وَاللَّهِ لَئِنْ سَهِرْتُ لَهُ لَيْلَةً لأَدَعَنَّه
وقلَّما تُغْنِي عَنْهُ مقطَّعاته، يَعْنِي أَبيات الرَّجَزِ.
وَيُقَالُ للرجُل الْقَصِيرِ: إِنه لَمُقَطَّعٌ مُجَذَّرٌ.
والمِقْطَعُ: مثالٌ يُقْطَعُ عَلَيْهِ الأَديم وَالثَّوْبُ وَغَيْرُهُ.
والقاطِعُ: كالمِقْطَعِ اسْمٌ كَالْكَاهِلِ والغارِبِ. وَقَالَ أَبو
الْهَيْثَمِ: إِنما هُوَ القِطاعُ لَا القاطِعُ، قَالَ: وَهُوَ مِثْلُ
لِحافٍ ومِلْحَفٍ وقِرامٍ ومِقْرَمٍ وسِرادٍ ومِسْرَدٍ. والقِطْعُ:
ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ المُوَشَّاةِ، وَالْجَمْعُ قُطوعٌ.
والمُقَطَّعاتُ: بُرود عَلَيْهَا وشْيٌ مُقَطَّعٌ. والقِطْعُ:
النُّمْرُقةُ أَيضاً. والقِطْعُ: الطِّنْفِسةُ تَكُونُ تَحْتَ
الرَّحْلِ عَلَى كَتِفَيِ الْبَعِيرِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ قَالَ
الأَعشى:
أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ فِي بُراها، ... تَكَشَّفُ عَنْ مَناكِبها
القُطوعُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ
بْنِ أَبي الْعَاصِ يَمْدَحُ مُعَاوِيَةَ وَيُقَالُ لِزيادٍ
الأَعْجَمِ؛ وَبَعْدَهُ:
بأَبيَضَ مِنْ أُمَيَّةَ مَضْرَحِيٍّ، ... كأَنَّ جَبِينَه سَيْفٌ
صَنِيعُ
وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ والجِنِّيِّ: فَجَاءَ وَهُوَ عَلَى القِطع فنَفَضَه
، وفُسِّرَ القِطْعُ بالطِّنْفِسةِ تَحْتَ الرَّحْلِ عَلَى كَتِفَيِ
الْبَعِيرِ. وقاطَعَه عَلَى كَذَا وَكَذَا مِنَ الأَجْرِ والعَمَلِ
وَنَحْوِهِ مُقاطعةً. قَالَ اللَّيْثُ: ومُقَطَّعةُ الشعَر هناتٌ صِغار
مِثْلُ شعَرِ الأَرانِبِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ
وأُراه إِنما أَراد مَا يُقَالُ للأَرْنَبِ السَّرِيعَةِ؛ وَيُقَالُ
للأَرنب السَّرِيعَةِ: مُقَطِّعةُ الأَسْحارِ ومقطِّعةُ النِّياطِ
__________
(1) . وقوله [كأن إلخ] سيأتي في نصع: تخال بدل كأن.
(8/283)
ومقطِّعةُ السحورِ كأَنها تَقْطَعُ عِرْقاً
فِي بَطْنِ طَالِبِهَا مِنْ شدّةِ العَدْوِ، أَو رِئاتِ مَنْ يَعْدُو
عَلَى أَثرها لِيَصِيدَهَا، وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ فِيهَا مُحَشِّئةُ
الكِلاب، وَمَنْ قَالَ النِّياطُ بُعْدُ المَفازةِ فَهِيَ تَقْطَعُه
أَيضاً أَي تُجاوِزُه؛ قَالَ يَصِفُ الأَرنب:
كأَنِّي، إِذْ مَنَنْتُ عليكَ خَيْري، ... مَنَنْتُ عَلَى مُقَطِّعةِ
النِّياطِ
وَقَالَ الشَّاعِرُ:
مَرَطى مُقَطِّعةٍ سُحُورَ بُغاتِها ... مِنْ سُوسِها التَّوْتِيرُ،
مَهْمَا تُطْلَبِ
وَيُقَالُ لَهَا أَيضاً: مُقَطِّعةُ الْقُلُوبِ؛ أَنشد ابْنُ
الأَعرابي:
كأَنِّي، إِذْ مَنَنْتُ عليكَ فَضْلي، ... مَنَنْتُ عَلَى مُقَطِّعةِ
القُلُوبِ
أُرَيْنِبِ [أُرَيْنِبُ] خُلّةٍ، باتَتْ تَغَشَّى ... أَبارِقَ، كلُّها
وَخِمٌ جَدِيب
وَيُقَالُ: هَذَا فَرَسٌ يُقَطِّعُ الجَرْيَ أَي يَجْرِي ضُرُوباً مِنَ
الجَرْيِ لِمَرحِه ونشاطِه. وقَطَّعَ الجَوادُ الخيلَ تَقْطِيعاً:
خَلَّفَها وَمَضَى؛ قَالَ أَبو الخَشْناءِ، وَنَسَبَهُ الأَزهري إِلى
الْجَعْدِيِّ:
يُقَطِّعُهُنَّ بِتَقْرِيبه، ... ويَأْوي إِلى حُضُرٍ مُلْهِبِ
وَيُقَالُ: جَاءَتِ الْخَيْلُ مُقْطَوْطِعاتٍ أَي سِراعاً بَعْضُهَا
فِي إِثر بَعْضٍ. وَفُلَانٌ مُنْقَطِعُ القَرِينِ فِي الْكَرَمِ
وَالسَّخَاءِ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُ مِثْلٌ، وَكَذَلِكَ مُنْقَطِعُ
العِقالِ فِي الشَّرِّ والخُبْثِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:
رأَيْتُ عَرابَةَ الأَوْسِيَّ يَسْمُو ... إِلى الخَيْراتِ، مُنْقَطِعَ
القَرِينِ
أَبو عُبَيْدَةَ فِي الشِّياتِ: وَمِنَ الغُرَرِ المُتَقَطِّعةُ وَهِيَ
الَّتِي ارْتَفَعَ بياضُها مِنَ المَنْخَرَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَ
الغُرَّةُ عَيْنَيْهِ دُونَ جَبْهته. وَقَالَ غَيْرُهُ: المُقَطَّعُ
مِنَ الحَلْي هُوَ الشَّيْءُ اليسيرُ مِنْهُ القليلُ، والمُقَطَّعُ
مِنَ الذَّهَبِ اليسِيرِ كالحَلْقةِ والقُرْطِ والشَّنْفِ والشَّذْرةِ
وَمَا أَشبهها؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ:
أَنه نَهى عَنِ لُبْسِ الذَّهَبِ إِلا مُقَطَّعاً
؛ أَراد الشَّيْءَ الْيَسِيرَ وَكَرِهَ الْكَثِيرَ الَّذِي هُوَ
عَادَةُ أَهل السَّرَفِ والخُيَلاء والكِبْر، واليسيرُ هُوَ مَا لَا
تَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُشْبِهُ أَن يَكُونَ
إِنما كَرِهَ اسْتِعْمَالَ الْكَثِيرِ مِنْهُ لأَن صَاحِبَهُ رُبَّمَا
بَخِلَ بإِخراج زَكَاتِهِ فيأْثم بِذَلِكَ عِنْدَ منْ أَوْجَب فِيهِ
الزكاةَ. وقَطَّعَ عَلَيْهِ العذابَ: لوَّنَه وجَزَّأَه ولَوَّنَ
عَلَيْهِ ضُرُوباً مِنَ الْعَذَابِ. والمُقَطَّعاتُ: الدِّيارُ.
والقَطِيعُ: شَبِيهٌ بِالنَّظِيرِ. وأَرض قَطِيعةٌ: لَا يُدْرى
أَخُضْرَتُها أَكثر أَم بياضُها الَّذِي لَا نَبَاتَ بِهِ، وَقِيلَ:
الَّتِي بِهَا نِقاطٌ مِنَ الكَلإِ. والقُطْعةُ: قِطْعةٌ مِنَ الأَرض
إِذا كَانَتْ مَفْروزةً، وَحُكِيَ عَنْ أَعرابي أَنه قَالَ: وَرِثْتُ
مِنْ أَبي قُطْعةً. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: مَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ
قُطِعَ مِنْ شَيْءٍ، فإِن كَانَ المقطوعُ قَدْ يَبْقى مِنْهُ الشَّيْءُ
ويُقْطَعُ قُلْتَ: أَعطِني قِطْعةً، وَمِثْلُهُ الخِرْقةُ، وإِذا أَردت
أَن تَجْمَعَ الشَّيْءَ بأَسره حَتَّى تُسَمِّيَ بِهِ قُلْتَ: أَعْطِني
قُطْعةً، وأَما الْمَرَّةُ مِنَ الفِعْل فَبِالْفَتْحِ قَطَعْتُ
قَطْعةً، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ
غَلَبَني فُلَانٌ عَلَى قُطْعةٍ مِنَ الأَرض، يُرِيدُ أَرضاً مَفْروزةً
مِثْلَ القِطْعةِ، فإِن أَردت بِهَا قِطْعةً مِنْ شَيْءٍ قُطِعَ مِنْهُ
قُلْتَ قِطْعةً. وَكُلُّ شَيْءٍ يُقْطَعُ مِنْهُ، فَهُوَ مَقْطَع.
والمَقْطَعُ: مَوْضِعُ القَطْعِ. والمَقْطعُ: مَصْدَرٌ كالقَطْعِ.
وقَطَّعْتُ الْخَمْرَ
(8/284)
بِالْمَاءِ إِذا مَزَجْتَه، وَقَدْ
تَقَطَّعَ فِيهِ الماءُ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
يُقَطِّعُ مَوْضُوعَ الحَدِيثِ ابْتِسامُها، ... تَقَطُّعَ ماءِ
المُزْنِ فِي نُزَفِ الخَمْر
موضوعُ الحديثِ: مَحْفُوظُه وَهُوَ أَن تخْلِطَه بالابْتِسام كَمَا
يُخْلَطُ الماءُ بالخَمْرِ إِذا مُزِجَ. وأَقطَعَ القومُ «2» إِذا
انْقَطَعَتْ مِياهُ السَّمَاءِ فرجَعوا إِلى أَعدادِ المياهِ؛ قَالَ
أَبو وَجْزةَ:
تَزُورُ بيَ القومَ الحَوارِيّ، إِنهم ... مَناهلُ أَعدادٌ، إِذا
الناسُ أَقْطَعوا
وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَتْ يهودُ قَوْمًا لَهُمْ ثِمارٌ لَا تُصِيبها قُطْعةٌ
أَي عَطَشٌ بانْقِطاعِ الماءِ عَنْهَا. يقال: أَصابت الناسَ قُطْعةٌ
أَي ذَهَبَتْ مِياهُ رَكاياهُم. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا جَفَّتْ
مِياهُهم قُطْعةٌ مُنْكَرةٌ. وَقَدْ قَطَعَ ماءُ قَلِيبِكُم إِذا ذهَب
أَو قَلَّ مَاؤُهُ. وقَطَعَ الماءُ قُطُوعاً وأَقْطَعَ؛ عَنِ ابْنِ
الأَعرابي: قلَّ وَذَهَبَ فانْقَطَعَ، وَالِاسْمُ القُطْعةُ. يُقَالُ:
أَصابَ الناسَ قُطْعٌ وقُطْعةٌ إِذا انْقَطَعَ ماءُ بِئْرِهِمْ فِي
الْقَيْظِ. وَبِئْرٌ مِقْطاعٌ: يَنْقَطِعُ مَاؤُهَا سَرِيعًا.
وَيُقَالُ: قَطَعْتُ الحوْضَ قَطْعاً إِذا مَلأْتَه إِلى نصْفِه أَو
ثُلثه ثُمَّ قَطَعْتَ الْمَاءَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ
يَذْكُرُ الإِبل:
قَطَعْنا لَهُنَّ الحوْضَ فابْتَلَّ شَطْرُه ... بِشِرْبٍ غشاشٍ، وهْوَ
ظَمْآنُ سائِرُهْ
أَي باقِيه. وأَقْطَعَت السَّمَاءُ بِمَوْضِعِ كَذَا إِذا انْقَطعَ
الْمَطَرُ هُنَاكَ وأَقْلَعَتْ. يُقَالُ: مَطَرَتِ السماءُ بِبَلَدِ
كَذَا وأَقْطَعَتْ بِبَلَدِ كَذَا. وقَطَعَتِ الطَّيْرُ قَطاعاً
وقِطاعاً وقُطوعاً واقْطوطعَت: انْحَدَرَت مِنْ بِلَادِ الْبَرْدِ إِلى
بِلَادِ الْحَرِّ. وَالطَّيْرُ تَقْطَعُ قُطُوعاً إِذا جَاءَتْ مِنْ
بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ فِي وَقْتِ حَرٍّ أَو بَرْدٍ، وَهِيَ قَواطِعُ.
ابْنُ السِّكِّيتِ: كَانَ ذَلِكَ عِنْدَ قَطاعِ الطَّيْرِ وقَطاعِ
الماءِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ قُطُوعِ الطَّيْرِ وقُطوعِ الْمَاءِ،
وقَطاعُ الطَّيْرِ: أَن يَجِيءَ مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ، وقَطاعُ
الْمَاءِ: أَن ينْقَطِعَ. أَبو زَيْدٍ: قطَعَتِ الغِرْبانُ إِلينا فِي
الشِّتَاءِ قُطُوعاً وَرَجَعَتْ فِي الصَّيْفِ رُجُوعاً، وَالطَّيْرُ
الَّتِي تُقِيمُ بِبَلَدٍ شِتاءَها وصَيْفها هِيَ الأَوابدُ،
وَيُقَالُ: جاءَت الطَّيْرُ مُقْطَوْطِعاتٍ وقَواطِعَ بِمَعْنًى
وَاحِدٍ. والقُطَيْعاءُ، مَمْدُودٌ مِثَالُ الغُبَيْراءِ: التَّمْرُ
الشِّهْرِيزُ، وَقَالَ كُرَاعٌ: هُوَ صِنْفٌ مِنَ التَّمْرِ فَلَمْ
يُحَلِّه؛ قَالَ:
باتُوا يُعَشُّونَ القُطَيْعاءَ جارَهُمْ، ... وعِنْدَهُمُ البَرْنيُّ
فِي جُلَلٍ دُسْمِ
وَفِي حَدِيثِ
وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ: تَقْذِفُونَ فِيهِ مِنَ القُطَيْعاءِ
، قَالَ: هُوَ نَوْعٌ مِنَ التَّمْرِ، وَقِيلَ: هُوَ البُسْرُ قَبْلَ
أَن يُدْرِكَ. وَيُقَالُ: لأَقْطَعَنَّ عُنُقَ دَابَّتِي أَي
لأَبيعنها؛ وأَنشد لأَعرابي تَزَوَّجَ امرأَة وَسَاقَ إِليها مَهْرَها
إِبلًا:
أَقُولُ، والعَيْساءُ تَمْشي والفُصُلْ ... فِي جِلّةٍ مِنْهَا
عَرامِيسٌ عُطُلْ:
قَطَّعَتِ الأَحْراحُ أَعناقَ الإِبلْ
ابْنُ الأَعرابي: الأَقْطَعُ الأَصم؛ قَالَ وأَنشدني أَبو
الْمَكَارِمِ:
إِنَّ الأُحَيْمِرَ، حِينَ أَرْجُو رِفْدَه ... عُمُراً، لأَقْطَعُ
سَيِءُ الإِصْرانِ
قَالَ: الإِصْرانُ جَمْعُ إِصْرٍ وَهُوَ الخِنَّابةُ، وَهُوَ شَمُ
__________
(2) . قوله [القوم] بهامش الأَصل صوابه: القرم.
(8/285)
الأَنْفِ. والخِنَّابَتانِ: مَجْرَيا
النفَسِ مِنَ المَنْخَرَيْنِ. والقُطْعَةُ فِي طَيِءٍ كالعَنْعَنة فِي
تَميمٍ، وَهُوَ أَن يَقُولَ: يَا أَبا الحَكا، يُرِيدُ يَا أَبا
الحَكَمِ، فيَقْطَعُ كَلَامَهُ. وَلَبَنٌ قاطِعٌ أَي حامِضٌ. وَبَنُو
قُطَيْعةَ: قَبِيلَةُ حيٌّ مِنَ الْعَرَبِ، وَالنِّسْبَةُ إِليهم
قُطَعِيٌّ. وَبَنُو قُطْعةَ: بَطْنٌ أَيضاً. قَالَ الأَزهري: فِي آخِرِ
هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: كُلُّ مَا مَرَّ فِي هَذَا الْبَابِ مِنْ هَذِهِ
الأَلفاظ فالأَصل وَاحِدٌ وَالْمَعَانِي مُتَقارِبةٌ وإِن اخْتَلَفَتِ
الأَلفاظ، وَكَلَامُ الْعَرَبِ يأْخذ بَعْضُهُ بِرِقَابِ بَعْضٍ،
وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنه أَوسع الأَلسنة.
قعع: القُعاعُ: ماءٌ مُرّ غَلِيظٌ. ماءٌ قُعٌّ وقُعاعٌ: مُرٌّ غَلِيظٌ،
وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا أَشدّ مُلُوحةً مِنْهُ تَحْتَرِقُ مِنْهُ
أَجْوافُ الإِبلِ، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِيهِ سَوَاءٌ. قَالَ ابْنُ
بَرِّيٍّ: ماءٌ قُعاعٌ وزُعاقٌ وحُراقٌ، وَلَيْسَ بَعْدَ الحُراقِ
شَيْءٌ، وَهُوَ الَّذِي يُحَرِّقُ أَوبار الإِبل، والأُجاجُ المِلْحُ
المُرّ أَيضاً. وأَقَعَّ القومُ إِقْعاعاً إِذا أَنْبَطُوه. يُقَالُ:
أَقَعَّ أَي أَنْبَطَ مَاءً قُعاعاً. وأَقَعَّتِ البئرُ: جَاءَتْ
بِهَذَا الضَّرْبِ مِنَ الْمَاءِ، ومِياهُ الإِمْلاحاتِ كلُّها قُعاعٌ.
والقَعْقَعةُ: حكايةُ أَصوات السِّلاحِ والتِّرَسةِ والجُلُودِ
الْيَابِسَةِ وَالْحِجَارَةِ والرَّعْدِ والبَكْرةِ والحُليِّ
وَنَحْوِهَا؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
يُسَهَّدُ مِنْ لَيْلِ التَّمامِ سَلِيمُها، ... لحَلْيِ النساءِ فِي
يَدَيهِ قَعاقِعُ
وَذَلِكَ أَن المَلْدُوغَ يُوضَعُ فِي يَدَيْهِ شَيْءٌ مِنَ الحَلْيِ
لِئَلَّا يَنامَ فيَدِبَّ السمُّ فِي جسَدِه فَيَقْتُلُهُ. وتَقَعْقَعَ
الشَّيْءُ: اضْطَرَبَ وَتَحَرَّكَ. وقَعْقَعْتُ القارُورةَ
وزَعْزَعْتُها إِذا أَرَغْتَ نَزْعَ صِمامِها مِنْ رأْسها.
وقَعْقَعْتُه وقَعْقَعْتُ بِهِ: حرَّكْته. وَفِي حَدِيثِ
أُم سَلَمَةَ: قَعْقَعُوا لَكَ بالسِّلاحِ فطارَ سِلاحُك «1»
وَفِي الْمَثَلِ: فلانٌ لَا يُقَعْقَعُ لَهُ بالشِّنانِ أَي لَا
يُخْدَعُ وَلَا يُرَوَّعُ، وأَصله مِنْ تَحْرِيكِ الْجِلْدِ الْيَابِسِ
لِلْبَعِيرِ ليَفْزَع؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لِلنَّابِغَةِ:
كأَنَّكَ مِنْ جِمالِ بَني أُقَيْشٍ، ... يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ
بِشَنِ
أَراد كأَنك جَمَلٌ فَحَذَفَ الْمَوْصُوفَ وأَبقى الصِّفَةَ كَمَا
قَالَ:
لَوْ قُلْتَ مَا فِي قَوْمِها لَمْ تِيثَمِ، ... يَفْضُلُها فِي حَسَبٍ
ومِيسَمِ
أَراد مَنْ يَفْضُلُهَا فَحَذَفَ الْمَوْصُولَ وأَبقى الصِّلَةَ.
والتَّقَعْقُعُ: التَّحَرُّكُ. وَقَالَ بَعْضُ الطَّائِيِّينَ: يُقَالُ
قَعَّ فُلَانٌ فُلَانًا يَقُعُّه قَعّاً إِذا اجْتَرأَ عَلَيْهِ
بِالْكَلَامِ. وتَقَعْقَعَ الشيءُ: صَوَّتَ عِنْدَ التَّحْرِيكِ.
وقَعْقَعْتُه قَعْقَعةً وقِعْقاعاً: حَرَّكْتُهُ، وَالِاسْمُ
القَعْقاعُ، بِالْفَتْحِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: القَعْقَعةُ
والعَقْعَقةُ والشَّخْشَخةُ والخَشْخَشةُ والخَفْخَفةُ والفَخْفَخةُ
والنَّشْنَشةُ والشَّنْشَنةُ، كُلُّهُ: حركةُ القِرْطاسِ والثوْبِ
الجديدِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنّ ابْنًا لِبِنْتِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
حُضِرَ فَدَخَلَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجيءَ
بالصبيّ ونفسُه تَقَعْقَعُ
أَي تَضْطَرِبُ؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبةَ: مَعْنَى قَوْلِهِ
نَفْسُهُ تَقَعْقَعُ أَي كلَّما صَدَرَتْ إِلى حَالٍ لَمْ تَلْبَثْ أَن
تَصِيرَ إِلى حَالٍ أُخرى تُقَرِّبُهُ مِنَ الْمَوْتِ لَا تَثْبُتُ
عَلَى حَالٍ وَاحِدَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:
آخُذُ بِحَلْقةِ الجنةِ فأُقَعْقِعُها
أَي أُحَرِّكُها. والقَعْقَعةُ: حكاية حركة
__________
(1) . قوله [سلاحك] كذا بالأَصل والنهاية أَيضاً، وبهامش الأصل صوابه:
فؤادك.
(8/286)
لِشَيْءٍ يُسْمَعُ لَهُ صوْتٌ، وَمِنْهُ
حَدِيثُ
أَبي الدَّرْدَاءِ: شَرُّ النِّسَاءِ السَّلْفَعةُ الَّتِي تُسْمَعُ
لأَسنانِها قَعْقَعةٌ.
وَرَجُلٌ قَعْقاعٌ وقُعْقُعانيّ: تَسْمَعُ لِمَفاصِلِ رِجْلَيْهِ
تَقَعْقُعاً إِذا مشَى، وَكَذَلِكَ العَيْرُ إِذا حَمَلَ عَلَى العانةِ
وتَقَعْقَعَ لَحْياه يُقَالُ لَهُ قُعْقُعانيٌّ. وحِمارٌ قُعْقُعانيُّ
الصوتِ، بِالضَّمِّ، أَي شَدِيدُ الصَّوْتِ، فِي صَوْتِهِ قَعْقَعَةٌ؛
قَالَ رُؤْبَةُ:
شاحِيَ لَحْيَيْ قُعْقُعانيّ الصَّلَقْ ... قَعْقَعةَ المِحْوَرِ
خُطَّافَ العَلَقْ
والأَسَدُ ذُو قَعاقِعَ أَي إِذا مشَى سَمِعْتَ لِمَفاصِله قَعْقَعةً.
والقَعْقَعةُ: تَتابُعُ صَوْتِ الرَّعْدِ فِي شدَّةٍ؛ وَجَمْعُهُ
القَعاقِعُ. وَرَجُلٌ قُعاقِعٌ: كَثِيرُ الصَّوْتِ؛ حَكَاهُ ابْنُ
الأَعرابي؛ وأَنشد:
وقُمْتُ أَدْعُو خَالِدًا ورافِعا، ... جَلْدَ القُوَى ذَا مِرَّةٍ
قُعاقِعا
وتَقَعْقَعَ بِنَا الزمانُ تَقَعْقُعاً: وَذَلِكَ مِنْ قِلَّةِ
الْخَيْرِ وجَوْرِ السلطانِ وضِيقِ السِّعْرِ. والمُقَعْقِعُ: الَّذِي
يُجِيلُ القِداحَ فِي الْمَيْسِرِ؛ قَالَ كُثيِّر يَصِفُ نَاقَتَهُ:
وتُعْرَفُ إِنْ ضَلَّتْ فَتُهْدَى لِرَبِّها ... لِمَوْضِعِ آلاتٍ مِنَ
الطَّلْحِ أَرْبَعِ
وتُؤْبَنُ مِنْ نَصِّ الهَواجِرِ والضُّحَى، ... بِقِدْحَيْنِ فَازَا
مِنْ قِداحِ المُقَعْقِعِ
عَلَيْهَا، ولَمَّا يَبْلُغا كلَّ جَهْدِها، ... وَقَدْ أَشْعَراها فِي
أَظَلَّ ومَدْمَعِ
الْآلَاتُ: خَشَبات تُبْنَى عَلَيْهَا الْخَيْمَةُ، وتُؤْبَنُ أَي
تُتَّهَمُ وتُزَنّ؛ يَقُولُ: هَزَلَتْ فكأَنها ضُرِبَ عَلَيْهَا
بالقِداحِ فَخَرَجَ المُعَلَّى والرَّقِيبُ فأَخذا لَحْمَهَا كُلَّهُ،
ثُمَّ قَالَ: وَلَمَّا يَبْلُغَا كُلَّ جَهْدِها أَي وَفِيهَا
بَقِيَّةٌ. وَقَوْلُهُ: قَدْ أَشْعَراها أَي وَهَذَانَ القِدْحانِ قَدِ
اتَّصَلَ عَمَلُهُمَا بالأَظَلِّ حَتَّى دَمِيَ فَنَقِبَ وَبِالْعَيْنِ
حَتَّى دَمَعَت مِنَ الإِعياء، وَالضَّمِيرُ فِي أَشْعَراها يَعُودُ
عَلَى الهواجِرِ، والسُّرَى عَلَى مَا قَالَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ إِن
الَّذِي وَقَعَ فِي شِعْرِ كثيِّر نَصِّ الهواجِرِ والسُّرَى؛ قَالَ:
وأَصله مِنْ إِشْعارِ الْبَدَنَةِ، وَهُوَ طَعْنُها فِي أَصل سَنامِها
بِحَدِيدَةٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَقُولُ أَثَرُ قَوَائِمِ هَذِهِ
النَّاقَةِ فِي الأَرض إِذا بَرَكَتْ كأَثَرِ عِيدَانٍ مِنَ الطلْحِ
فَيُسْتَدَلُّ عَلَيْهَا بِهَذِهِ الْآثَارِ؛ وَقَدْ نَسَبَ الأَزهريّ
قَوْلَهُ:
بِقِدْحَيْنِ فَازَا مِنْ قِداحِ المُقَعْقِعِ
إِلى ابْنُ مُقْبلٍ. وَيُقَالُ لِلْمَهْزُولِ: صَارَ عِظَامًا
يَتَقَعْقَعُ مِنْ هُزَالِهِ. وَكُلُّ شَيْءٍ يُسْمَعُ عِنْدَ دَقِّهِ
صَوْتٌ وَاحِدٌ فإِنكَ لَا تَقُولُ تَقَعْقَعَ، وإِذا قُلْتَ لِمِثْلِ
الأَدَمِ الْيَابِسَةِ والسِّلاح وَلَهَا أَصوات قُلْتَ تَتَقَعْقَعُ؛
قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُ النَّابِغَةِ:
يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنِ
يُخَالِفُ هَذَا الْقَوْلَ لأَنّ الشَّنَّ مِنَ الأَدَمِ وَقَدْ
تَقَدَّمَ. وقَعْقَعَ فِي الأَرض أَي ذَهَبَ. وتمرٌ قَعْقاعٌ أَي
يَابِسٌ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ البحرانِيِّينَ يَقُولُونَ للقَسْب
إِذا يبِسَ وتَقَعْقَع: تَمْرٌ سَحٌّ وتَمْرٌ قَعْقاعٌ. والقَعْقاعُ:
الحُمَّى النافِضُ تُقَعْقِعُ الأَضْراس، قَالَ مُزَرِّدٌ أَخو
الشَّمَّاخِ:
إِذا ذُكِرَتْ سَلْمَى عَلَى النَّأْي، عادَني ... ثُلاجِيّ قعْقاعٍ،
مِنَ الوِرْدِ، مُرْدِم
وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا كَانُوا نُزُولًا بِبَلَدٍ فَاحْتَمَلُوا
عَنْهُ: قَدْ
(8/287)
تَقَعْقَعَتْ عُمُدُهم أَي ارْتَحَلُوا؛
قَالَ جَرِيرٌ:
تَقَعْقَعَ نَحْوَ أَرْضِكُمُ عِمادي
وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ يَجْتَمِعُ تَتَقَعْقَعُ عُمُدُه، كَمَا
يُقَالُ: إِذا تَمَّ أَمْرٌ دنَا نَقْصُه، وَمَعْنَى من يجمع
تَتَقَعْقَعْ عُمُدُهُ أَي مَنْ غُبِطَ بِكَثْرَةِ العَدَدِ واتِّساقِ
الأَمر فَهُوَ بِعَرضِ الزَّوَالِ وَالِانْتِشَارِ؛ وَهَذَا كَقَوْلِ
لَبِيدٍ يَصِفُ تَغَيُّرَ الزَّمَانِ بأَهله:
إِنْ يُغْبَطُوا يَهْبِطُوا، وإِنْ أُمِرُوا ... يَوْماً، يَصِيرُوا
لِلْهُلْكِ والنَّكَدِ
والقُعْقُعُ، بِالضَّمِّ: طَائِرٌ أَبْلَقُ فِيهِ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ
ضَخْمٌ طَوِيلُ المِنْقارِ وَهُوَ مِنْ طَيْرِ الْبَرِّ، والقَعْقَعةُ
صَوْتُهُ. والقُعْقُعُ، بِضَمِّ الْقَافَيْنِ: العَقْعَقُ.
وقُعَيْقِعانُ: جَبَلٌ، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ كَانَتْ فِيهِ
حَرْبٌ بَيْنَ قَبِيلَتَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ، وَهُوَ اسْمٌ مَعْرِفَةٌ،
سُمِّيَ بِذَلِكَ لقَعْقَعةِ السِّلاح الَّذِي كَانَ بِهِ، وَقِيلَ:
سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنّ جُرْهُماً كَانَتْ تَجْعَلُ قِسيَّها وجِعابَها
ودَرَقَها فِيهِ فَكَانَتْ تُقَعْقِعُ وَتُصَوِّتُ، قَالَ ابْنُ
بَرِّيٍّ: وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه مَوْضِعُ سِلَاحِ تُبَّعٍ كَمَا
سُمِّيَ الْجَبَلُ الَّذِي كَانَ مَوْضِعَ خَيْلِهِ أَجْياداً.
وقُعَيقِعانُ أَيضاً: جَبَلٌ بالأَهواز فِي حِجَارَتِهِ رَخَاوَةٌ
تُنْحَتُ مِنْهُ الأَساطِينُ، وَمِنْهُ نُحِتَتْ أَساطين مَسْجِدِ
البَصْرةِ. وطريقٌ قَعْقاعٌ ومُتَقَعْقِعٌ: لَا يُسْلَكُ إِلا
بِمَشَقّةٍ وَذَلِكَ إِذا بَعُدَ واحْتاجَ السابِلُ فِيهِ إِلى
الجَدِّ، وَسُمِّيَ قَعْقاعاً لأَنه يُقَعْقِعُ الرِّكابَ
وَيُتْعِبُهَا؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ نَاقَةً:
عَمِل قَوائِمُها عَلَى مُتَقَعْقعٍ، ... عَتِبِ المَراقِبِ خارجٍ
مُتَنَشِّرِ
وقَرَبٌ قَعْقاعٌ: شديدٌ لَا اضْطِرابَ فِيهِ وَلَا فُتُورَ،
وَكَذَلِكَ خِمْسٌ قَعْقاعٌ وحَثْحاثٌ إِذا كَانَ بَعِيدًا والسيرُ
فِيهِ مُتْعِباً لَا وَتِيرةَ فِيهِ أَي لَا فُتُورَ فِيهِ، وسَيْرٌ
قَعْقاعٌ. والقَعْقاعُ: طَرِيقٌ يأْخذ مِنَ الْيَمَامَةِ إِلى
الْكُوفَةِ، وَقِيلَ إِلى مَكَّةَ، مَعْرُوفٌ. وقَعْقاعٌ: اسْمُ
رَجُلٍ؛ قَالَ:
وكُنْتُ جَلِيسَ قَعْقاعِ بنِ شَوْرٍ، ... وَلَا يَشْقَى بِقَعْقاعٍ
جَلِيسُ
وبالشُّرَيْفِ مِنْ بلادِ قَيْسٍ مواضعُ يُقَالُ لَهَا القَعاقِعُ.
وَقَالَ الأَصمعي: إِذا طَرَدْتَ الثَّوْرَ قُلْتَ لَهُ: قَعْ قَعْ،
وإِذا زَجَرْتَهُ قُلْتَ لَهُ: وحْ وَحْ «1» وَقَدْ قَعْقَعتُ
بِالثَّوْرِ قَعْقَعةً.
قفع: قَفِعَ قَفَعاً وتَقَفَّعَ وانْقَفَعَ؛ قَالَ:
حَوَّزَها مِنْ عَقبٍ إِلى ضَبُعْ ... فِي ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ
مُنْقَفِعْ،
وَفِي رُفُوضِ كَلإٍ غيرِ قَشِعْ
والقَفَعُ: انْزِواء أَعالي الأُذن وأَسافِلِها كأَنما أَصابتها نَارٌ
فانْزَوَتْ، وأُذُنٌ قَفْعاء، وَكَذَلِكَ الرِّجْلُ إِذا ارتدَّت
أَصابعها إِلى الْقَدَمِ فَتَزَوَّتْ عِلّةً أَو خِلْقةً، ورِجْلٌ
قَفْعاءُ، وَقَدْ قَفِعَتْ قَفَعاً. يُقَالُ: رجُل أَقْفَعُ وامرأَة
قَفْعاءُ بيِّنةُ القَفَعِ. وقَفَّعَ البَرْدُ أَصابِعَه: أَيْبَسَها
وقَبَّضَها، وَبِذَلِكَ سُمِّيَ المُقَفَّعُ؛ وَرَجُلٌ أَقْفَعُ
وامرأَة قَفْعاءُ وَقَوْمٌ قُفْعُ الأَصابع وَرَجُلٌ مُقَفَّعُ
الْيَدَيْنِ. وَنَظَرَ أَعرابي إِلى قُنْفُذةٍ وَقَدْ تَقَبَّضَتْ
فَقَالَ: أَتُرى الْبَرْدَ قَفَّعَها؟ أَي قَبَّضَها. والقُفاعُ: داءٌ
تَشَنَّجُ مِنْهُ الأَصابع، وَقَدْ تَقَفَّعَت هِيَ.
__________
(1) . قوله [وح وح] هو بهذا الضبط في الأصل، وفي القاموس وح، قال شارحه
بالتشديد مبنياً على الكسر،
(8/288)
والمِقْفَعةُ: خَشَبَةٌ تُضْرَبُ بِهَا
الأَصابع. وَفِي حَدِيثِ
الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرةَ: أَنّ غُلاماً مَرَّ بِهِ فَعَبَث بِهِ
فَتَنَاوَلَهُ القاسِمُ بمِقْفَعةٍ قَفْعةً شَدِيدَةً
أَي ضَرَبَهُ؛ المِقْفَعةُ: خَشَبَةٌ يُضْرَبُ بِهَا الأَصابع؛ قَالَ
ابْنُ الأَثير: وَهُوَ مِنْ قَفَعَه عَمَّا أَراد إِذا صَرَفَهُ
عَنْهُ. يُقَالُ قَفَعْتُه عَمَّا أَراد إِذا مَنَعْتَه فانْقَفَعَ
انقِفاعاً. والقَفْعُ: نَبْتٌ. والقُفّاعُ: نَبَاتٌ مُتَقَفِّعٌ كأَنه
قُرُونٌ صَلابةً إِذا يَبِسَ؛ قَالَ الأَزهري: يُقَالُ لَهُ كَفُّ
الكلْبِ. والقَفْعاءُ: حَشِيشةٌ ضَعِيفَةٌ خَوّارةٌ وَهِيَ مِنْ أَحرار
البُقُولِ، وَقِيلَ: هِيَ شَجَرَةٌ تَنْبُتُ فِيهَا حَلَقٌ كحَلَقِ
الخَواتِيمِ إِلا أَنها لَا تَلْتَقِي، تَكُونُ كَذَلِكَ مَا دَامَتْ
رَطْبة، فإِذا يَبِسَت سَقَطَ ذَلِكَ عَنْهَا؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ
زُهَيْرٍ يَصِفُ الدُّرُوعَ:
بِيضٌ سَوابِغُ قَدْ شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ، ... كأَنَّه حَلَقُ
القَفْعاء مَجْدُولُ
والقَفْعاءُ: شَجَرٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَفْعاءُ شَجَرَةٌ
خَضْرَاءُ مَا دَامَتْ رَطْبةً، وَهِيَ قُضْبانٌ قِصارٌ تَخْرُجُ مِنْ
أَصل وَاحِدٍ لَازِمَةٌ للأَرض وَلَهَا وُرَيْقٌ صَغِيرٌ؛ قَالَ
زُهَيْرٌ:
جُونيَّة كَحصاةِ القَسْمِ، مَرْتَعُها ... بالسِّيّ، مَا تُنْبتُ
القَفْعاءُ والحَسَكُ
قَالَ الأَزهري: القَفْعاءُ مِنْ أَحْرارِ البُقُولِ رأَيتها فِي
الْبَادِيَةِ وَلَهَا نَوْرٌ أَحمر وَذَكَرَهَا زُهَيْرٌ فِي شعره
فقال: جُونِيَّة؛ وقال اللَّيْثُ: القَفْعاءُ حشيشةٌ خَوّارةٌ مِنْ
نَبَاتِ الرَّبِيعِ خَشْناء الورَقِ، لَهَا نَور أَحمر مِثْلُ شَرَرِ
النَّارِ، وورَقُها تَراها مُسْتَعْلِياتٍ مِنْ فَوْقُ وَثَمَرُهَا
مُقَفَّعٌ مِنْ تَحْتُ؛ وَقَالَ بَعْضُ الرُّوَاةِ: القَفْعاء مِنْ
أَحرار الْبُقُولِ تَنْبُتُ مُسْلَنْطِحةً، وَرَقُهَا مِثْلُ وَرَقِ
اليَنْبُوتِ وقد تَفَقَّعَتْ هِيَ، والقَيْفُوعُ نَحْوُهَا، وَقِيلَ:
القَيْفُوعُ نِبْتةٌ ذَاتُ ثَمَرَةٍ فِي قرونٍ، وَهِيَ ذاتُ وَرَقٍ
وغِصنَةٍ تنبُتُ بِكُلِّ مَكَانٍ. وَشَاةٌ قَفْعاءُ: وَهِيَ القصِيرةُ
الذَّنَبِ وَقَدْ قَفِعَتْ قَفَعاً، وكَبْشٌ أَقْفَعُ، وَهُنَّ
الكِباشُ القُفْعُ؛؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
إِنَّا وَجَدْنا العِيسَ خَيراً بَقِيّةً ... مِنَ القُفْعِ أَذْناباً،
إِذا مَا اقْشَعَرَّتِ
قَالَ الأَزهريّ: كأَنه أَراد بالقُفْع أَذناباً المِعْزَى لأَنها
تَقْشَعِرُّ إِذا صَرِدَتْ، وأَما الضأْنُ فإِنها لَا تَقْشَعِرُّ مِنَ
الصَّرَدِ. والقَفْعاءُ: الفَيْشَلةُ. والقَفْعُ: جُنَنٌ كالمَكابِّ
مِنْ خَشَبٍ يَدْخُلُ تَحْتَهَا الرِّجَالُ إِذا مَشَوْا إِلى الحُصونِ
فِي الْحَرْبِ؛ قَالَ الأَزهري: هِيَ الدّبّاباتُ الَّتِي يُقاتَلُ
تَحْتَهَا، وَاحِدَتُهَا قَفْعةٌ. والقَفْعُ: ضَبْرٌ تُتَّخَذُ مِنْ
خشَبٍ يَمْشِي بِهَا الرجالُ إِلى الحُصونِ فِي الْحَرْبِ يَدْخُلُ
تَحْتَهَا الرِّجَالُ. والقُفّاعةُ: مِصْيَدةٌ للصيْدِ، قال ابن دري:
وَلَا أَحسبها عَرَبِيَّةً. والقَفعاتُ: الدُّوّاراتُ الَّتِي يَجْعَلُ
فِيهَا الدَّهَّانُونَ السِّمْسِمَ الْمَطْحُونَ يَضَعُونَ بَعْضَهُ
عَلَى بَعْضٍ ثُمَّ يَضْغَطُونَه حَتَّى يَسِيل مِنْهُ الدُّهْنُ.
والقَفَعةُ: جماعةُ الجرادِ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: أَنه ذُكِرَ عِنْدَهُ الْجَرَادُ فَقَالَ: لَيْتَ عِنْدَنَا
مِنْهُ قَفْعةً أَو قَفْعَتَيْن
؛ القَفْعةُ: هُوَ هَذَا الشَّبِيهُ بالزَّبِيل، وَقَالَ الأَزهري:
هُوَ شَيْءٌ كَالْقُفَّةِ يُتَّخَذُ واسعَ الأَسفل ضَيِّقَ الأَعلى،
حَشْوُها مكانَ الحلفاءِ عَراجِينُ تُدَقُّ، وَظَاهِرُهَا خُوص عَلَى
عمَلِ سِلالِ الْخُوصِ. وَفِي الْمُحْكَمِ: القَفْعةُ هَنةٌ تُتَّخَذُ
مِنْ خُوصٍ تُشْبِهُ
(8/289)
الزَّبِيلَ لَيْسَ بِالْكَبِيرِ، لَا عُرى
لَهَا، يُجْنى فِيهَا الثَّمَرُ وَنَحْوُهُ وَتُسَمَّى بالعِراق
القُفّة. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: القُفْعُ القِفافُ، وَاحِدَتُهَا
قَفْعةٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: القَفْعةُ الجُلّة بِلُغَةِ
الْيَمَنِ يُحْمَلُ فِيهَا الْقُطْنُ. وَيُقَالُ: أَقْفِعْ هَذَا أَي
أَوْعِه قَالَ: وَرَجُلٌ قَفّاع لِمَالِهِ إِذا كَانَ لَا يُنْفِقُه،
وَلَا يُبَالِي مَا وَقَعَ فِي قَفْعَتِه أَي فِي وِعائِه. وَحَكَى
الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: يُقَالُ أَحمر قُفاعِيّ، وَهُوَ الأَحمر
الَّذِي يَتَقَشَّر أَنفه مِنْ شِدَّةِ حُمْرته، وَقَالَ: لَمْ أَسمع
أَحمر قُفاعِيّ، الْقَافُ قَبْلَ الْفَاءِ، لِغَيْرِ اللَّيْثِ،
والمعْروفُ فِي بَابِ تأْكيد صِفَةِ الأَلوان أَصفر فاقعٌ وفُقاعِيٌّ،
وَقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ.
قفزع: امرأَة قَفَنْزَعةٌ: قصيرةٌ؛ عن كراع.
قلع: القلعُ: انْتِزاعُ الشَّيْءِ مِنْ أَصله، قَلَعَه يَقْلَعه
قَلْعاً وقَلَّعَه واقْتَلَعَه وانْقَلَعَ واقْتَلَعَ وتَقَلَّعَ.
قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَلَعْتُ الشيءَ حوَّلْتُه مِنْ مَوْضِعِهِ،
واقْتَلَعْتُه اسْتَلَبْتُه. والقُلاعُ والقُلاعةُ والقُلَّاعة،
بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ: قِشْرُ الأَرض الَّذِي يَرْتَفِعُ عَنِ
الكَمْأَةِ فَيَدُلُّ عَلَيْهَا وَهِيَ القِلْفَعةُ والقِلْفِعةُ.
والقُلاعُ أَيضاً: الطِّينُ الَّذِي يَنْشَقُّ إِذا نَضَبَ عَنْهُ
الماءُ، فَكُلُّ قِطْعةٍ مِنْهُ قُلاعةٌ. والقُلاعُ أَيضاً: الطِّينُ
الْيَابِسُ، وَاحِدَتُهُ قُلاعةٌ. والقُلاعةُ: المَدرةُ المُقْتَلَعةُ
أَو الْحَجَرُ يُقْتَلَعُ مِنَ الأَرض ويُرْمَى بِهِ. ورُمِيَ بقُلاعةٍ
أَي بحُجَّةٍ تُسْكِتُه، وَهُوَ عَلَى المَثَلِ. والقُلَّاعُ:
الحِجارةُ. والقُلَّاعُ: صُخُورٌ عِظامٌ مُتَقَلِّعَةٌ، وَاحِدَتُهُ
قُلَّاعَةٌ، وَالْحِجَارَةُ الضَّخْمةُ هِيَ القَلَعُ أَيضاً.
والقُلاعةُ: صَخْرَةٌ عَظِيمَةٌ وَسَطَ فَضَاءٍ سَهْلٍ. والقَلَعَةُ:
صخرةٌ عَظِيمَةٌ تَنْقَلِعُ عَنِ الْجَبَلِ صَعْبةُ المُرْتَقَى، قَالَ
الأَزهري: تُهالُ إِذا رأَيتَها ذاهِبةً فِي السَّمَاءِ، وَرُبَّمَا
كَانَتْ كَالْمَسْجِدِ الْجَامِعِ وَمِثْلُ الدَّارِ وَمِثْلُ
الْبَيْتِ، مُنْفَرِدَةٌ صَعْبَةٌ لَا تُرْتَقَى. والقَلْعَةُ:
الحِصْنُ الْمُمْتَنِعُ فِي جَبَلٍ، وَجَمْعُهَا قِلاعٌ وقَلَعٌ
وقِلَعٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: غَيْرُ الْجَوْهَرِيُّ يَقُولُ
القَلَعَةُ، بِفَتْحِ اللَّامِ، الْحِصْنُ فِي الْجَبَلِ، وَجَمْعُهُ
قِلاعٌ وقَلَعٌ وقِلَعٌ. وأَقْلَعُوا بِهَذِهِ الْبِلَادِ إِقْلاعاً:
بَنَوْهَا فَجَعَلُوها كالقَلَعةِ، وَقِيلَ: القَلْعَةُ، بِسُكُونِ
اللَّامِ، حِصْنٌ مُشْرِف، وَجَمْعُهُ قُلُوعٌ. والقَلْعة، بِسُكُونِ
اللَّامِ: النَّخْلَةُ الَّتِي تُجْتَثُّ مِنْ أَصلها قَلْعاً أَو
قَطعاً؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وقُلِعَ الْوَالِي قَلْعاً وقُلْعةً
فانْقَلَعَ: عُزِلَ. والمَقْلُوعُ: الأَميرُ المَعْزُولُ. وَالدُّنْيَا
دَارُ قُلْعَةٍ أَي انْقِلاعٍ. وَمَنْزِلُنَا مَنْزِلُ قُلْعَةٍ،
بِالضَّمِّ، أَي لَا نَمْلِكُهُ. وَمَجْلِسُ قُلْعَةٍ إِذا كَانَ
صَاحِبُهُ يَحْتَاجُ إِلى أَن يَقُومَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وَهَذَا
مَنْزِلُ قُلْعةٍ أَي لَيْسَ بِمُسْتَوْطَنٍ. وَيُقَالُ: هُمْ عَلَى
قُلْعةٍ أَي عَلَى رِحْلةٍ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أُحَذِّرُكُم الدُّنْيَا فإِنها
منزل قُلْعةٍ أَين تَحَوُّلٍ وارْتِحالٍ.
والقُلْعةُ مِنَ الْمَالِ: مَا لَا يَدُومُ. والقُلْعَةُ أَيضاً:
المالُ العارِيَّةُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
بِئْسَ المالُ القُلْعةُ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الْعَارِيَّةُ لأَنه غَيْرُ ثَابِتٍ فِي
يَدِ الْمُسْتَعِيرِ ومُنْقَلِعٌ إِلى مَالِكِهِ. والقُلْعةُ أَيضاً:
الرجُلُ الضَّعِيفُ. وقُلِعَ الرَّجُلُ قَلْعاً، وَهُوَ قَلِعٌ وقِلْعٌ
وقُلْعَةٌ وقَلَّاعٌ: لَمْ يَثْبُتْ فِي البَطْشِ وَلَا عَلَى السرْج.
والقِلْعُ: الَّذِي لَا يُثْبَتُ عَلَى الْخَيْلِ. وَفِي حَدِيثِ
جَرِيرٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِني رَجُلٌ قِلْعٌ فادْعُ اللهَ
لِي
؛ قَالَ الْهَرَوِيُّ: القِلْعُ الَّذِي لَا يُثْبَتُ عَلَى السَّرْجِ،
قَالَ: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِفَتْحِ الْقَافِ وَكَسْرِ اللَّامِ
بِمَعْنَاهُ، قَالَ: وسَماعِي القِلْعُ. والقَلَعُ:
(8/290)
مَصْدَرُ قَوْلِكَ قَلِعَ القَدَمُ،
بِالْكَسْرِ، إِذا كَانَتْ قَدَمُهُ لَا تَثْبُتُ عِنْدَ الصِّراعِ،
فَهُوَ قَلِعٌ. والقِلْعُ والقَلِعُ: الرَّجُلُ البَلِيدُ الَّذِي لَا
يَفْهَمُ. وَشَيْخٌ قَلِعٌ: يَتَقَلَّعُ إِذا قَامَ؛ عَنِ ابْنِ
الأَعرابي؛ وأَنشد:
إِنِّي لأَرْجُو مُحْرِزاً أَنْ يَنْفَعا ... إِيَّايَ، لَمَّا صِرْتُ
شَيْخاً قَلِعا
وتَقَلَّعَ فِي مَشْيَتِه: مشَى كأَنه يَنْحَدِرُ. وَفِي الْحَدِيثِ
فِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَنه كَانَ إِذا مَشَى تَقَلَّعَ.
وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ أَبي هَالَةَ: إِذا زالَ زالَ قَلْعاً
، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، قِيلَ: أَراد قُوَّةَ مَشْيِهِ وأَنه كَانَ
يَرْفَعُ رِجْلَيْهِ مِنَ الأَرض إِذا مَشَى رَفْعاً بَائِنًا
بِقُوَّةٍ، لَا كَمَنْ يَمْشِي اخْتِيالًا وتَنَعُّماً ويُقارِبُ خُطاه
فإِنّ ذَلِكَ مِنْ مَشْي النِّسَاءِ ويُوصَفْنَ بِهِ، وأَما إِذا زَالَ
زَالَ قَلْعًا فَيُرْوَى بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ، فَبِالْفَتْحِ هُوَ
مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الْفَاعِلِ أَي يَزُولُ قَالِعًا لِرِجْلِهِ مِنَ
الأَرض، وَهُوَ بِالضَّمِّ إِما مَصْدَرٌ أَو اسْمٌ وَهُوَ بِمَعْنَى
الْفَتْحِ، وَحَكَى ابْنُ الأَثير عَنِ الْهَرَوِيِّ قَالَ: قرأَت
هَذَا الْحَرْفَ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ لِابْنِ الأَنباري قَلِعاً
بِفَتْحِ الْقَافِ وَكَسْرِ اللَّامِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ قرأْته
بِخَطِّ الأَزهري وَهُوَ كَمَا جَاءَ، وَقَالَ الأَزهريّ: يُقَالُ هُوَ
كَقَوْلِهِ كأَنما يَنْحَطُّ فِي صَبَبٍ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير:
الانْحِدارُ مِنَ الصَّبَبِ، والتَّقَلُّعُ مِنَ الأَرض قَرِيبٌ
بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ، أَراد أَنه كَانَ يَسْتَعْمِلُ التَّثَبُّت
وَلَا يَبِينُ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْحَالِ اسْتعجال ومُبادرة
شَدِيدَةٌ. والقُلاعُ والخُراعُ وَاحِدٌ: وَهُوَ أَن يَكُونَ
الْبَعِيرُ صَحِيحًا فَيَقَعَ مَيِّتًا. وَيُقَالُ: انْقَلَعَ
وانْخَرَع. والقَلْعُ والقِلْعُ: الكِنْفُ يكونُ فِيهِ الأَدَواتُ،
وَفِي الْمُحْكَمِ: يَكُونُ فِيهِ زادُ الراعِي وتَوادِيه وأَصِرَّتُه.
وَفِي حَدِيثِ
سعدٍ قَالَ: لَمّا نُودِيَ: لِيَخْرُجْ مَنْ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا
آلَ رسولِ اللَّهِ وآلَ عَلِيٍّ، خَرَجْنَا مِنَ الْمَسْجِدِ نَجُرُّ
قِلاعَنا
أَي كِنْفَنَا «2» وَأَمْتِعَتَنَا، وَاحِدُهَا قَلْعٌ، بِالْفَتْحِ،
وَهُوَ الكِنْفُ يَكُونُ فِيهِ زادُ الرَّاعِي ومتاعُه؛ قَالَ أَبو
مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ:
يَا لَيْتَ أَني وقُشاماً نَلْتَقِي، ... وهْو عَلَى ظَهْرِ البَعِيرِ
الأَوْرَقِ،
وأَنا فَوْقَ ذاتِ غَرْبٍ خَيْفَقِ ... ثُمَّ اتَّقَى، وأَيَّ عَصْرٍ
يَتَّقِي
بعُلْبَةٍ وقَلْعهِ المُعَلَّقِ؟
أَي وأَيَّ زمانٍ يَتَّقي، وَجَمْعُهُ قِلَعةٌ وقِلاعٌ. وَفِي
الْمَثَلِ: شَحْمَتي فِي قَلْعي؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ حَصَّلَ مَا
يُرِيدُ. وَقِيلَ لِلذِّئْبِ: مَا تَقُولُ فِي غَنَمٍ فِيهَا
غُلَيِّمٌ؟ قَالَ: شَعْراء فِي إِبْطي أَخافُ إِحْدى حُظَيَّاتِه،
قِيلَ: فَمَا تَقُولُ فِي غَنَمٍ فِيهَا جُوَيْرِيةٌ فَقَالَ: شَحْمَتي
فِي قَلْعي؛ الشَّعْراءُ: ذُبابٌ يَلْسَعُ، وحُظَيّاتُه: سِهامُه،
تَصْغِيرُ حَظَواتٍ. والقَلَعُ: قِطَعٌ مِنَ السَّحاب كأَنها الجبالُ،
وَاحِدَتُهَا قَلَعةٌ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:
تَفَقَّأَ فَوْقَه القَلَعُ السَّواري، ... وجُنَّ الخازِبازُ بِهِ
جُنُونا
وَقِيلَ: القَلَعةُ مِنَ السّحابِ الَّتِي تأْخذ جَانِبَ السَّمَاءِ،
وَقِيلَ: هِيَ السَّحَابَةُ الضَّخْمةُ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ
قَلَعٌ. والقَلُوعُ: الناقةُ الضَّخْمةُ الجافِيةُ وَلَا يُوصَفُ بِهِ
الْجَمَلُ، وَهِيَ الدَّلُوحُ أَيضاً. والقَيْلَعُ: المرأَة الضخْمةُ
الجافِيةُ. قال الأَزهري:
__________
(2) . قوله [أي كنفنا] كذا بالأصل، والذي في النهاية: أي خرجنا ننقل
أمتعتنا
(8/291)
وَهَذَا كُلُّهُ مأْخوذ مِنَ القَلَعةِ،
وَهِيَ السَّحَابَةُ الضخْمةُ، وَكَذَلِكَ قَلْعةُ الجبَل
وَالْحِجَارَةِ. والقِلْعُ: شِراعُ السَّفِينةِ، وَالْجَمْعُ قِلاعٌ.
وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: كأَنه قِلْعُ دارِيٍ
؛ القِلْعُ، بِالْكَسْرِ: شِراعُ السَّفِينَةِ، والدّارِيُّ:
البَحَّارُ والمَلَّاحُ؛ وَقَالَ الأَعشى:
يَكُبُّ الخَلِيّةَ ذاتَ القِلاع، ... وَقَدْ كادَ جُؤْجُؤُها
يَنْحَطِمْ
وَقَدْ يَكُونُ القِلاعُ وَاحِدًا، وَفِي التَّهْذِيبِ: الْجَمْعُ
القُلُعُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى أَن كراعاً حَكَى قِلَعَ
السفينةِ عَلَى مِثَالِ قِمَعٍ. وأَقْلَعَ السفينةَ: عَمِلَ لَهَا
قِلاعاً أَو كَسَاهَا إِيّاه، وَقِيلَ: المُقْلَعةُ مِنَ السُّفُنِ
الْعَظِيمَةُ تُشَبُّهَ بالقِلَعِ مِنَ الجبالِ؛ قَالَ يَصِفُ
السُّفُنَ:
مَواخِرٌ فِي سَمَاءِ اليَمِّ مُقْلَعةٌ، ... إِذا عَلَوْا ظَهْرَ
مَوْجٍ ثُمَّتَ انْحَدَرُوا «1»
قَالَ اللَّيْثُ: شَبَّهَهَا بالقَلَعةِ أُقْلِعَتْ جُعِلَتْ كأَنها
قَلَعةٌ؛ قَالَ الأَزهري: أَخطأَ اللَّيْثُ التَّفْسِيرَ وَلَمْ
يُصِبْ، وَمَعْنَى السُّفُنِ المُقْلَعةِ الَّتِي مُدَّتْ عَلَيْهَا
القِلاعُ، وَهِيَ الشِّراعُ والجِلالُ الَّتِي تَسُوقُها الرِّيحُ
بِهَا؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَيْسَ فِي قَوْلِهِ مُقْلَعةٌ مَا
يَدُلُّ عَلَى السَّيْرِ مِنْ جِهَةِ اللَّفْظِ إِنما يُفْهَمُ ذَلِكَ
مِنْ فَحْوى الكلامِ، لأَنه قَدْ أَحاط الْعِلْمَ بأَن السَّفِينَةَ
مَتَى رُفع قِلْعُها فإِنها سَائِرَةٌ، فَهَذَا شَيْءٌ حَصَلَ مِنْ
جِهَةِ الْمَعْنَى لَا مِنْ جِهَةِ أَن اللَّفْظَ يَقْتَضِي ذَلِكَ،
وَكَذَلِكَ إِذا قُلْتَ أَقْلَعَ أَصحابُ السفُنِ وأَنت تُرِيدُ أَنهم
سَارُوا مِنْ مَوْضِعٍ مُتَوَجِّهِينَ إِلى آخَرَ، وإِنما الأَصل فِيهِ
أَقْلَعُوا سُفُنَهُمْ أَي رَفَعُوا قِلاعَها، وَقَدْ عُلِمَ أَنهم
مَتَى رَفَعُوا قِلاعَ سُفُنِهِمْ فإِنهم سَائِرُونَ مِنْ ذَلِكَ
الْمَوْضِعِ مُتَوَجِّهُونَ إِلى غَيْرِهِ، وإِلا فَلَيْسَ يُوجَدُ فِي
اللُّغَةِ أَنه يُقَالُ أَقْلَعَ الرَّجُلُ إِذا سَارَ، وإِنما يُقَالُ
أَقلع عَنِ الشَّيْءِ إِذا كَفَّ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي
الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ، هُوَ مَا رُفِعَ قِلْعُه
، والجَواري السُّفُنُ والمَراكِبُ، وسُفُنٌ مُقْلَعاتٌ. قَالَ ابْنُ
بَرِّيٍّ: يُقَالُ أَقْلَعْتُ السفينةَ إِذا رَفَعْت قِلْعَها عِنْدَ
الْمَسِيرِ، وَلَا يُقَالُ أَقْلَعَتِ السفينةُ لأَن الْفِعْلَ لَيْسَ
لَهَا وإِنما هُوَ لِصَاحِبِهَا. وقَوْسٌ قَلُوعٌ: تَنْفَلِتُ فِي
النَّزْعِ فَتَنْقَلِبُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
لَا كَزّةُ السَّهْمِ وَلَا قَلُوعُ، ... يَدْرُجُ تَحْتَ عَجْسِها
اليَرْبُوعُ
وَفِي التَّهْذِيبِ: القَلُوعُ القَوْسُ الَّتِي إِذا نُزِعَ فِيهَا
انْقَلَبَتْ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: الأَغراض الَّتِي تُرْمى أَوّلُها
غَرَضُ المُقالعةِ، وَهُوَ الَّذِي يَقْرُب مِنَ الأَرض فَلَا يحتاجُ
الرَّامي أَنْ يَمُدّ بِهِ اليدَ مَدًّا شَدِيدًا، ثُمَّ غَرَضُ
الفُقْرةِ. والإِقْلاعُ عَنِ الأَمر: الكَفُّ عَنْهُ. يُقَالُ:
أَقْلَعَ فُلَانٌ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ أَي كفَّ عَنْهُ. وَفِي
حَدِيثِ المَزادَتَيْن:
لَقَدْ أَقْلَعَ عَنْهَا
أَي كَفَّ وتَرَكَ. وأَقْلَع الشيءُ: انْجَلَى، وأَقْلَعَ السحابُ
كَذَلِكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَيا سَماءُ أَقْلِعِي
؛ أَي أَمْسِكي عَنِ الْمَطَرِ؛ وَقَالَ خَالِدُ بْنُ زُهَيْرٍ:
فأَقْصِرْ، وَلَمْ تأْخُذْكَ مِنِّي سَحابة، ... يُنَفِّرُ شاءَ
المُقْلَعِينَ خَواتُها
__________
(1) . قوله [سماء إلخ] في شرح القاموس: سواء بدل سماء، وقف بدل موج.
(8/292)
قِيلَ: عَنَى بالمُقْلَعِينَ الَّذِينَ
لَمْ تُصِبْهُم السحابةُ، كَذَلِكَ فَسَّرَهُ السُّكَّرِيُّ،
وأَقْلَعَتْ عَنْهُ الحُمَّى كَذَلِكَ، والقَلَعُ حِينُ إِقْلاعِها.
يُقَالُ: تَرَكْتُ فُلَانًا فِي قَلَعٍ وقَلْعٍ مِنْ حُمّاه، يُسَكَّنُ
وَيُحَرَّكُ، أَي فِي إِقْلاعٍ مِنْ حُمّاه. الأَصمعي: القَلَعُ الوقتُ
الَّذِي تُقْلِعُ فِيهِ الحُمَّى، والقُلُوعُ اسْمٌ مِنَ القُلاع؛
وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
كأَنَّ نَطاةَ خَيْبَرَ زَوَّدَتْه ... بُكُورَ الوِرْدِ رَيِّثَةَ
القُلُوعِ
والقِلْعةُ: الشِّقَّةُ، وجَمْعُها قِلَعٌ. والقالِعُ: دائِرَةٌ
بمَنْسَجِ الدابَّة يُتَشاءَمُ بِهَا، وَهُوَ اسْمٌ؛ قَالَ أَبو
عُبَيْدٍ: دَائِرَةُ القالِعِ وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ تَحْتَ اللِّبْدِ
وَهِيَ تُكره وَلَا تُسْتَحَبُّ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا يَدْخُلُ الجنةَ قَلَّاعٌ وَلَا دَيْبوبٌ
؛ القَلَّاعُ: الساعِي إِلى السلطانِ بالباطلِ فِي حقِّ الناسِ،
والقَلَّاعُ القَوَّادُ، والقَلَّاعُ النبَّاشُ، والقَلّاعُ الكذَّابُ.
ابْنُ الأَعرابي: القَلَّاعُ الَّذِي يَقَعُ فِي النَّاسِ عِنْدَ
الأُمَراء، سُمِّيَ قَلَّاعاً لأَنه يأْتي الرجلَ الْمُتَمَكِّنَ
عِنْدَ الأَمير، فَلَا يَزَالُ يشِي بِهِ حَتَّى يَقْلَعَه ويُزِيلَه
عَنْ مَرْتَبَتِهِ كَمَا يُقْلَعُ النباتُ مِنَ الأَرض ونحوُه؛
وَمِنْهُ حَدِيثُ
الْحَجَّاجِ: قَالَ لأَنس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لأَقْلَعَنَّكَ
قَلْعَ الصَّمْغةِ
أَي لأَسْتَأْصِلَنَّكَ كَمَا يَسْتَأْصِلُ الصَّمْغَةَ قالِعُها مِنَ
الشَّجَرَةِ. والدَّيْبوبُ: النَّمَّامُ القَتَّاتُ. والقُلاعُ،
بِالتَّخْفِيفِ: مِنْ أَدْواءِ الْفَمِ والحلْقِ مَعْرُوفٌ، وَقِيلَ:
هُوَ داءٌ يُصِيبُ الصِّبْيَانَ فِي أَفْواهِهم. وَبَعِيرٌ مَقْلُوعٌ
إِذا كَانَ بَيْنَ يَدَيْكَ قَائِمًا فَسَقَطَ مَيِّتًا، وَهُوَ
القُلاعُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقَدْ انْقَلَع. والقَوْلَعُ: طائرٌ
أَحمر الرِّجْلَيْنِ كأَنَّ ريشَه شَيْبٌ مَصْبُوغٌ، وَمِنْهَا مَا
يَكُونُ أَسودَ الرأْسِ وسائرُ خَلْقِه أغْبَرَ وَهُوَ يُوَطْوِطُ؛
حَكَاهَا كُرَاعٌ فِي بَابِ فَوْعَلَ. والقَلْعَةُ وقَلَعةُ
والقُلَيْعةُ، كُلُّهَا: مواضعُ. وسيفٌ قَلَعِيّ: مَنْسُوبٌ إِليه
لِعِتْقِه. وَفِي الْحَدِيثِ:
سيوفُنا قَلَعِيَّةٌ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: منسوبةٌ إِلى القَلَعةِ، بِفَتْحِ الْقَافِ
وَاللَّامِ، وَهِيَ مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ تُنْسَبُ السيوفُ إِليه؛
قَالَ الرَّاجِزُ:
مُحارَفٌ بالشَّاءِ والأَباعِرِ، ... مُبارَكٌ بالقَلَعيِّ الباتِرِ
والقَلْعيُّ: الرَّصاصُ الجَيِّدُ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ
الْبَيَاضِ. والقَلْعُ: اسْمُ المَعْدِنِ الَّذِي يُنْسَبُ إِليه
الرَّصَاصُ الْجَيِّدُ. والقَلْعانِ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ: صَلاءَةُ
وشُرَيْحٌ ابْنَا عَمْرو بْنِ خُوَيْلِفةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الْحَرِثِ بْنِ نُمَيْرٍ؛ وَقَالَ:
رَغِبْنا عَنْ دِماءِ بَني قُرَيْعٍ ... إِلى القَلْعَيْنِ، إِنَّهما
اللُّبابُ
وقُلْنا للدَّلِيلِ: أَقِمْ إِليهم، ... فَلَا تَلْغَى لغَيْرِهِمُ
كِلابُ
تَلْغَى: تَنْبَحُ. وقَلَّاعٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛
وأَنشد:
لبئْسَ مَا مارَسْتَ يَا قَلَّاعُ، ... جِئْتَ بِهِ فِي صَدْرِه
اخْتِضاعُ
ومَرْجُ القَلَعةِ، بِالتَّحْرِيكِ: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ، وَقَالَ
الفراءُ: مَرْجُ الْقَلْعَةِ، بِالتَّحْرِيكِ، القرْيةُ الَّتِي دُونَ
حُلْوان، وَلَا يُقَالُ القَلْعةُ. ابْنُ الأَعرابي القُلَّاع
(8/293)
نَبْتٌ مِنَ الجَنْبةِ، وَهُوَ نِعْمَ
المَرْتَعُ، رطْباً كَانَ أَو يَابِسًا. والمِقْلاعُ: الَّذِي يُرْمَى
بِهِ الحَجَرُ. والقَلَّاع: الشُّرَطِيُّ.
قلبع: قَلَوْبَعٌ: لُعْبةٌ.
قلفع: القِلْفِعُ، مِثَالُ الخِنْصِرِ: الطِّينُ الَّذِي إِذا نَضَبَ
عَنْهُ الماءَ يَبِسَ وتشقَّق، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَاللَّامُ
زَائِدَةٌ؛ أَنشد أَبو بَكْرِ بْنُ دُرَيْدٍ عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
عَنْ عَمِّهِ:
قِلْفَعِ رَوْضٍ شَرِبَ الدِّثاثَا، ... مُنْبَثَّةً تَفُزُّه
انْبِثاثا «1»
وَيُرْوَى: شَرِبَتْ دِثاثا. وَحَكَى السِّيرَافِيُّ: فِيهِ قِلْفَعٌ،
بِفَتْحِ الْفَاءِ، عَلَى مِثَالِ هِجْرَعٍ، وَلَيْسَ مِنْ شَرْحِ
الْكِتَابِ. وَقَالَ الأَزهري: القِلْفِع مَا تَقَشَّر عَنْ أَسافل
مِيَاهِ السُّيولِ مُتَشَقِّقاً بَعْدَ نُضُوبِها. والقِلْفِعةُ:
قِشْرَةُ الأَرض الَّتِي تَرْتَفِعُ عَنِ الكمأَة فتدُلُّ عَلَيْهَا.
والقِلْفِعةُ: الكَمْأَةُ.
قلمع: قَلْمَعَ رأْسَه قَلْمَعةً: ضَرَبَهُ فأَنْدَرَه. وقَلْمَعَ
الشيءَ: قَلَعَه مِنْ أَصله. وقَلْمَعةُ: اسْمٌ يُسَبُّ بِهِ.
والقَلْمَعةُ: السَّفِلةُ مِنَ النَّاسِ، الخَسِيسُ؛ وأَنشد:
أَقَلْمَعةُ بنَ صَلْفَعةَ بنِ فَقْعٍ ... لَهِنَّكَ، لَا أَبا لَكَ،
تَزْدَرِيني
وقَلْمَعَ رأْسَه وصَلْمَعَه إِذا حَلَقَه.
قمع: القَمْعُ: مَصْدَرُ قَمَعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً وأَقْمَعَه
فانْقَمَعَ قَهَرَه وذَلَّلَه فذَلَّ. والقَمْعُ: الذُّلُّ. والقَمْعُ:
الدخُولُ فِراراً وهَرَباً. وقمَعَ فِي بَيْتِهِ وانْقَمَعَ: دَخَلَهُ
مُسْتَخْفِياً. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ وَالْجَوَارِي اللَّاتِي كُنَّ يَلْعَبْنَ مَعَهَا: فإِذا
رأَين رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انْقَمَعْنَ
أَي تَغَيَّبْنَ ودَخَلْنَ فِي بَيْتٍ أَو مِنْ وراءِ سِتْرٍ؛ قَالَ
ابْنُ الأَثير: وأَصله مِنَ القِمَعِ الَّذِي عَلَى رأْس الثَّمَرَةِ
أَي يَدْخُلْنَ فِيهِ كَمَا تَدْخُلُ الثَّمَرَةُ فِي قَمْعِهَا. وَفِي
حَدِيثِ الَّذِي نَظَر فِي شَقِّ البابِ:
فَلَمَّا أَن بَصُرَ بِهِ انْقَمَعَ
أَي رَدَّ بصرَه ورجَع، كأَنَّ المَرْدُود أَو الراجعَ قَدْ دَخَلَ فِي
قِمَعِه. وَفِي حَدِيثِ
مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ: فَيَنْقَمِعُ العذابُ عِنْدَ ذَلِكَ
أَي يَرْجِعُ وَيَتَدَاخَلُ؛ وقَمَعةُ بْنُ إِلْياسَ مِنْهُ، كَانَ
اسْمُهُ عُمَيْراً فأُغِيرَ عَلَى إِبل أَبيه فانْقَمعَ فِي البيت
فَرَقاً، فسماه أَبوه قَمَعة، وَخَرَجَ أَخوه مُدْرِكةُ «2» بْنُ
إِلْياسَ لبِغاءِ إِبل أَبيه فأَدركها، وَقَعَدَ الأَخ الثَّالِثُ
يَطْبُخُ القِدْر فَسُمِّيَ طابِخةَ، وَهَذَا قَوْلُ النسَّابين.
وقَمَعَه قَمْعاً: رَدَعه وكَفَّه. وَحَكَى شَمِرٌ عَنْ أَعرابية أَنها
قَالَتْ: القَمْعُ أَن تَقْمَع آخَرَ بِالْكَلَامِ حَتَّى تتصاغرَ
إِليه نَفْسُه. وأَقْمَعَ الرجلَ، بالأَلف، إِذا طَلَعَ عَلَيْهِ
فَرَدَّه؛ وقَمَعه: قَهَره. وقَمَعَ البردُ النباتَ: رَدَّه
وأَحْرَقَه. والقَمَعةُ: أَعْلى السنامِ مِنَ البعيرِ أَو الناقةِ،
وَجَمْعُهَا قَمَعٌ، وَكَذَلِكَ القَنَعةُ، بِالنُّونِ؛ قَالَ
الشَّاعِرُ:
وَهُمْ يُطْعِمونَ الشَّحْمَ مِنْ قَمَعِ الذُّرى
وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلرَّاجِزِ:
تَتُوقُ بالليلِ لشَحْمِ القَمَعَهْ، ... تَثاؤُبَ الذِّئْبِ إِلى
جَنْب الضَّعَهْ
__________
(1) . ورد هذا البيت في مادة دثث وفيه يفزّها مكان تفزّه.
(2) . قوله [وخرج أخوه مدركة إلخ] كذا بالأَصل، ولعله وخرج أخوه الثاني
لِبِغَاءِ إِبِلِ أَبِيهِ فَأَدْرَكَهَا فسمي مدركة.
(8/294)
والقِمَعُ والقِمْعُ: مَا يُوضَعُ فِي فَمِ
السِّقَاءِ والزِّقِّ والوَطْبِ ثُمَّ يُصَبُّ فِيهِ الْمَاءُ
وَالشَّرَابُ أَو اللَّبَنُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِدُخُولِهِ فِي الإِناء
مِثْلُ نِطَعٍ ونِطْعٍ، وناسٌ يَقُولُونَ قَمْعٌ، بِفَتْحِ الْقَافِ
وَتَسْكِينِ الْمِيمِ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي
وَقَوْلُ سَيْفُ بْنُ ذِي يَزَن حِينَ قاتَلَ الْحَبَشَةَ:
قَدْ عَلِمَتْ ذاتُ امْنِطَعْ ... أَنِّي إِذا امْمَوْتُ كَنَعْ،
أَضْرِبُهم بِذا امْقَلَعْ، ... لَا أَتَوقَّى بامْجَزَعْ،
اقْتَرِبُوا قِرْفَ امْقِمَعْ
أَراد: ذاتُ النِّطَعِ، وإِذا الموْتُ كَنَع، وَبِذَا القَلَع، فأَبدل
مِنْ لَامِ المعرفة ميمياً وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَنَصَبَ قِرْفَ لأَنه
أَراد يَا قِرْفَ أَي أَنتم كَذَلِكَ فِي الوسَخ والذُّلِّ، وَذَلِكَ
أَنَّ قِمَعَ الوَطْبِ أَبداً وَسِخٌ مِمَّا يَلْزَقُ بِهِ مِنَ
اللَّبَنِ، والقِرْفُ مِنْ وَضَرِ اللَّبَنِ، وَالْجَمْعُ أَقْماعٌ.
وقَمَعَ الإِناءَ يَقْمَعُه: أَدْخَل فِيهِ القِمَعَ لِيَصُبَّ فِيهِ
لَبَنًا أَو مَاءً، وَهُوَ القَمْعُ، والقَمْعُ: أَن يُوضَعَ القِمْعُ
فِي فَمِ السِّقَاءِ ثُمَّ يُمْلأَ. وقَمَعْتُ القِرْبةَ إِذا ثَنَيْتَ
فَمَهَا إِلى خَارِجِهَا، فَهِيَ مقموعةٌ. وإِداوةٌ مقموعةٌ ومقنوعةٌ،
بِالْمِيمِ وَالنُّونِ، إِذا خُنِثَ رأْسُها. والاقْتماعُ: إِدخال رأْس
السِّقاء إِلى داخِلٍ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. واقْتَمَعْتُ
السِّقَاءَ: لُغَةٌ فِي اقْتَبَعْتُ. والقِمَعُ والقِمْعُ: مَا
الْتَزَقَ بأَسفل الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ وَنَحْوِهِمَا، وَالْجَمْعُ
كَالْجَمْعِ. والقِمَعُ والقِمْعُ: مَا عَلَى التَّمْرَةِ
وَالْبُسْرَةِ. وقَمَعَ البُسْرة: قَلَعَ قِمْعَها وَهُوَ مَا
عَلَيْهَا وَعَلَى التَّمْرَةِ. والقَمَعُ: مِثْلُ العَجاجةِ تثُورُ
فِي السَّمَاءِ وقَمَّعَتِ المرأَةُ بَنانَها بالحِنَّاء: خَضَبَت بِهِ
أَطرافَها فَصَارَ لَهَا كالأَقْماعِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
لَطَمَتْ وَرْدَ خَدِّها بِبنانٍ ... منْ لُجَيْنٍ، قُمِّعْنَ
بالعِقْيانِ
شَبَّهَ حُمْرةَ الحِنَّاء عَلَى الْبَنَانِ بحمرة العِقْيانِ، وَهُوَ
الذَّهَبُ لَا غَيْرُ. والقِمْعانِ: الأُذنانِ. والأَقْماعُ: الآذانُ
والأَسْماع. وَفِي الْحَدِيثِ:
وَيْل لأَقْماعِ القَوْلِ وَيْلٌ للمُصِرِّينَ
؛ قَوْلُهُ وَيْلٌ لأَقْماعِ القولِ يَعْنِي الَّذِينَ يَسْمَعُونَ
الْقَوْلَ وَلَا يَعْمَلُونَ بِهِ، جَمْعُ قِمَعٍ، شَبَّهَ آذانَهم
وكَثْرةَ مَا يَدْخُلُهَا مِنَ المواعِظِ، وَهُمْ مُصِرُّون عَلَى
تَرْكِ الْعَمَلِ بِهَا، بالأَقْماعِ الَّتِي تُفَرَّغُ فِيهَا
الأَشْرِبةُ وَلَا يَبْقى فِيهَا شَيْءٌ مِنْهَا، فكأَنه يَمُرُّ
عَلَيْهَا مَجَازًا كَمَا يَمُرُّ الشَّرَابُ فِي الأَقْماع
اجْتِيازاً. والقَمَعةُ: ذبابٌ أَزرقُ عَظِيمٌ يَدْخُلُ فِي أُنوفِ
الدَّوابِّ وَيَقَعُ عَلَى الإِبل والوَحْش إِذا اشتدَّ الْحَرُّ
فَيَلْسَعُها، وَقِيلَ: يَرْكَبُ رؤوسَ الدَّوَابِّ فَيُؤْذِيهَا،
وَالْجَمْعُ قَمَعٌ ومقَامِعُ؛ الأَخيرة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ قَالَ
ذُو الرُّمَّةِ:
ويَرْكُلْنَ عَنْ أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ، ... وأَذْنابِ زُعْرِ
الهُلْبِ زُرْقِ المَقامِعِ
وَمِثْلُهُ مَفاقِرُ مِنَ الفَقْر ومَحاسِنُ ونحوُهما. وقَمِعَتِ
الظبيةُ قَمَعاً وتَقَمَّعَتْ: لَسَعَتْها القَمَعَةُ ودَخَلت فِي
أَنفِها فحرَّكَتْ رأْسَها مِنْ ذَلِكَ. وتَقَمَّعَ الحِمارُ: حَرَّكَ
رأْسَه مِنَ القَمَعةِ ليَطْرُدَ النُّعَرةَ عَنْ وَجْهِهِ أَو مِنْ
أَنفه؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ:
أَلم تَرَ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ مُزْنةً، ... وعُفْرُ الظِّباءِ فِي
الكِناسِ تَقَمَّعُ؟
(8/295)
يعني تحرّك رؤوسها مِنَ القَمَعِ.
والقَمِيعة: الناتئةُ بَيْنَ الأُذنين مِنَ الدوابِّ، وَجَمْعُهَا
قَمائِعُ. والقَمَعُ: داءٌ وغِلَظٌ فِي إِحْدى رُكْبَتَيِ الْفَرَسِ،
فرسٌ قَمِعٌ وأَقْمَعُ. وقَمَعةُ العُرْقُوبِ: رأْسُه مِثْلُ قَمَعةِ
الذَّنَبِ. والقَمَعُ: غِلَظُ قَمَعةِ العُرْقُوبِ، وَهُوَ مِنْ عيوبِ
الخيلِ، وَيُسْتَحَبُّ أَن يَكُونَ الفرسُ حَدِيدَ طَرفِ الْعُرْقُوبِ،
وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ القَمَعَة الرأْسَ، وَجَمْعُهَا قَمَعٌ. وَقَالَ
قَائِلٌ مِنَ الْعَرَبِ: لأَجُزَّنَّ قَمَعَكم أَي لأَضْرِبَنَّ
رؤوسكم. وعُرْقُوبٌ أَقْمَعُ: غَلُظَ رأْسُه وَلَمْ يُحَدَّ.
وَيُقَالُ: عُرْقُوبٌ أَقْمَعُ إِذا غَلُظَتْ إِبْرته. وقَمَعةُ
الفرَس: مَا فِي جَوْفِ الثُّنَّةِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَا فِي
مؤخَّرِ الثنَّةِ مِنْ طرَف العُجايةِ مِمَّا لَا يُنْبِتُ الشعَر.
والقَمَعةُ: قُرْحةٌ تكون فِي الْعَيْنِ، وَقِيلَ: ورَمٌ يَكُونُ فِي
مَوْضِعِ الْعَيْنِ. والقَمَعُ: فسادٌ فِي مُوقِ الْعَيْنِ واحْمِرارٌ.
والقَمَعُ: كَمَدُ لَوْنِ لَحْمِ الْمُوقِ وورَمُه، وَقَدْ قَمِعَتْ
عينُه تَقْمَعُ قَمَعاً، فَهِيَ قَمِعةٌ؛ قَالَ الأَعشى:
وقَلَّبَتْ مُقْلةً لَيْسَتْ بمُقْرِفةٍ ... إِنسانَ عَيْنٍ، ومُوقاً
لَمْ يَكُنْ قَمِعا
وَقِيلَ: القَمِعُ الأَرْمَصُ الَّذِي لَا تَرَاهُ إِلا مُبْتلَّ
الْعَيْنِ. والقَمَعُ: بَثْرٌ يَخْرُجُ فِي أُصول الأَشفارِ، تَقُولُ
مِنْهُ: قَمِعَتْ عَيْنُهُ، بِالْكَسْرِ، وَفِي الصِّحَاحِ: والقَمَعُ
بَثْرةٌ تَخْرُجُ فِي أُصول الأَشفار، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ
أَن يَقُولَ: الْقَمَعُ بَثْرٌ، أَو يَقُولُ: والقَمَعَةُ بَثْرَةٌ.
والقَمَعُ: قِلَّةُ نَظَرِ الْعَيْنِ مِنَ العَمَشِ وقَمَعَ الرجلَ
يَقْمَعُه قَمْعاً: ضرَب أَعلى رأْسه والمقْمَعةُ: وَاحِدَةُ
المَقامِعِ مِنْ حَدِيدٍ كالمِحْجنِ يَضْرِبُ عَلَى رأْس الْفِيلِ.
والمِقْمَعُ والمِقْمَعةُ، كِلَاهُمَا: مَا قُمِعَ بِهِ. والمَقامِعُ:
الجِرَزةُ وأَعْمِدةُ الْحَدِيدِ مِنْهُ يُضْرَبُ بِهَا الرأْس. قَالَ
اللَّهُ تَعَالَى: وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ
، مِنْ ذَلِكَ. وقَمَعْتُه إِذا ضَرَبْتَهُ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ: ثُمَّ لَقِيَني ملَكٌ فِي يَدِهِ مِقْمَعةٌ مِنْ حَدِيدٍ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: المِقْمَعةُ وَاحِدَةُ المَقامِعِ وَهِيَ
سِياطٌ تُعْمَلُ مِنْ حَدِيدٍ رؤوسها مُعْوَجَّةٌ. وقَمَعةُ الشَّيْءِ:
خِيارُه، وخَصَّ كُرَاعٌ بِهِ خِيَارَ الإِبل، وَقَدِ اقْتَمَعَه،
وَالِاسْمُ القُمْعةُ. وإِبل مَقْمُوعةٌ: أُخِذَ خِيارُها، وَقَدْ
قَمَعْتُها قَمْعاً وتَقَمَّعْتُها إِذا أَخذْتَ قَمَعَتَها؛ قَالَ
الرَّاجِزُ:
تَقَمَّعوا قُمْعَتَها العَقائِلا
وقَمَعةُ الذَّنَبِ: طَرَفُه. والقَمِيعةُ: طَرَفُ الذَّنَبِ، وَهُوَ
مِنَ الْفَرَسِ مُنْقَطَعُ العَسِيبِ، وَجَمْعُهَا قَمائِعُ؛ وأَورد
الأَزهري هُنَا بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ عَلَى هَذِهِ الصِّيغَةِ:
ويَنْفُضْنَ عَنْ أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ، ... وأَذْنابِ حُصِّ
الهُلْبِ، زُعْرِ القَمائِعِ
ومُتَقَمَّعُ الدابةِ: رأْسُها وجحافِلُها، وَيُجْمَعُ عَلَى
المَقامِعِ، وأَنشد أَيضاً هُنَا بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ عَلَى هَذِهِ
الصِّيغَةِ:
وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ ضُخْمِ المَقامِعِ
قَالَ: يُرِيدُ أَنَّ رؤوسها شُهُودٌ «1» وقَمَعَ مَا فِي الإِناء
واقْتَمَعَه: شَرِبَهُ كُلَّهُ أَو أَخذه. وَيُقَالُ: خُذْ هَذَا
فاقْمَعْه فِي فَمِه ثُمَّ اكْلِتْه فِي فِيهِ. والقَمْعُ والإِقْماعُ:
أَن يَمُرّ الشرابُ فِي الحَلْقِ مَرًّا بغير
__________
(1) . قوله [شهود] كذا بالأَصل.
(8/296)
جَرْعٍ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
إِذا غَمَّ خِرْشاءَ الثُّمالةِ أَنْفُه، ... ثَنَى مِشْفَرَيْه
للصَّرِيحِ وأَقْمَعا
وَرِوَايَةُ الْمُصَنِّفِ: فأَقْنَعا. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَولُ مَن يُساقُ إِلى النارِ الأَقْماعُ الَّذِينَ إِذا أَكلوا لَمْ
يَشْبَعُوا وإِذا جَمَعُوا لَمْ يَسْتَغْنُوا
أَي كأَنَّ مَا يأْكلونه ويَجْمَعُونه يمرُّ بِهِمْ مُجْتازاً غَيْرَ
ثَابِتٍ فِيهِمْ وَلَا باقٍ عِنْدِهِمْ، وَقِيلَ: أَراد بِهِمْ أَهلَ
البَطالاتِ الَّذِينَ لَا همَّ لَهُمْ إِلا فِي تَزْجِيةِ الأَيامِ
بِالْبَاطِلِ، فَلَا هُمْ فِي عَمَلِ الدُّنْيَا وَلَا فِي عَمَلٍ
الْآخِرَةِ. والقَمَعُ والقَمَعَةُ: طَرَفُ الحُلْقُومِ، وَفِي
التَّهْذِيبِ: القَمَعُ طَبَقُ الحُلْقُومِ وَهُوَ مَجْرَى النَّفَسِ
إِلى الرِّئةِ. والأَقْماعِيُّ: عِنَبٌ أَبيضُ وإِذا انْتَهَى
مُنْتَهاهُ اصْفَرَّ فَصَارَ كالوَرْسِ، وَهُوَ مُدَحْرَجٌ مُكْتَنِزُ
العَناقِيدِ كَثِيرُ الْمَاءِ، وَلَيْسَ وراءَ عصيرِه شيءٌ فِي
الجَوْدةِ وَعَلَى زَبِيبِه المُعَوَّلُ؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنْ أَبي
حَنِيفَةَ، قَالَ: وَقِيلَ الأَقْماعِيُّ ضَرْبانِ: فارِسيٌّ وعَرَبيّ،
وَلَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ.
قنع: قَنِعَ بِنَفْسِهِ قَنَعاً وقَناعةً: رَضِيَ؛ وَرَجُلٌ قانِعٌ
مِنْ قَوْمٍ قُنَّعٍ، وقَنِعٌ من قوم قَنِيعِينَ، وقَنِيعٌ مِنْ قَوْمٍ
قَنِيعينَ وقُنَعاءَ. وامرأَة قَنِيعٌ وقَنِيعةٌ مِنْ نِسْوَةٍ
قَنائِعَ. والمَقْنَعُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ: العَدْلُ مِنَ الشُّهُودِ؛
يُقَالُ: فُلَانٌ شاهدٌ مَقْنَعٌ أَي رِضاً يُقْنَعُ بِهِ. وَرَجُلٌ
قُنْعانِيٌّ وقُنْعانٌ ومَقْنَعٌ، وَكِلَاهُمَا لَا يُثَنَّى وَلَا
يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّثُ: يُقْنَعُ بِهِ ويُرْضَى برأْيه وَقَضَائِهِ،
وَرُبَّمَا ثُنِّيَ وَجُمِعَ؛ قَالَ الْبُعَيْثُ:
وبايَعْتُ لَيْلى بالخَلاءِ، وَلَمْ يَكُنْ ... شُهُودي عَلَى لَيْلى
عُدُولٌ مَقانِعُ
وَرَجُلٌ قُنْعانٌ، بِالضَّمِّ، وامرأَة قُنْعانٌ اسْتَوى فِيهِ
الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالتَّثْنِيَةُ وَالْجَمْعُ أَي مَقْنَعٌ
رِضاً. قَالَ الأَزهري: رجالٌ مَقانِعُ وقُنْعانٌ إِذا كَانُوا
مَرْضِيِّينَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ المَقانِعُ مِنْ أَصحاب مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، يَقُولُونَ كَذَا
؛ المَقانِعُ: جَمْعُ مَقْنَعٍ بِوَزْنِ جَعْفَرٍ. يُقَالُ: فُلَانٌ
مَقْنَعٌ فِي الْعِلْمِ وَغَيْرِهِ أَي رِضاً، قَالَ ابْنُ الأَثير:
وَبَعْضُهُمْ لَا يُثَنِّيهِ وَلَا يَجْمَعُهُ لأَنه مَصْدَرٌ، وَمَنْ
ثَنَّى وَجَمَعَ نَظَرَ إِلى الِاسْمِيَّةِ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: رَجُلٌ
قُنْعانٌ مَنْهاةٌ يُقْنَعُ لرأْيه ويُنْتَهَى إِلى أَمره، وَفُلَانٌ
قُنْعانٌ مِنْ فُلَانٍ لَنَا أَي بَدَل مِنْهُ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي
الدَّمِ وَغَيْرِهِ؛ قَالَ:
فَبُؤْ بامْرِئٍ أُلْفِيتَ لَسْتَ كَمِثْلِه، ... وإِن كُنْتَ
قُنْعاناً لِمَنْ يَطْلُبُ الدَّما «2»
وَرَجُلٌ قُنْعانٌ: يَرْضَى بِالْيَسِيرِ. والقُنُوعُ: السؤالُ
والتذلُّلُ للمسأَلة. وقَنَعَ، بِالْفَتْحِ، يَقْنَعُ قُنُوعاً: ذَلَّ
لِلسُّؤَالِ، وَقِيلَ: سأَل. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَطْعِمُوا
الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ
؛ فَالْقَانِعُ الَّذِي يَسْأَلُ، والمُعْتَرُّ الَّذِي يَتَعَرَّضُ
وَلَا يسأَل؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:
لَمالُ المَرْءِ يُصْلِحُه فَيُغْني ... مَفاقِرَه أَعَفُّ مِنَ
القُنُوعِ
يَعْنِي مِنْ مسأَلةِ النَّاسِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَمِنَ
الْعَرَبِ مَنْ يُجِيزُ القُنُوعَ بِمَعْنَى القَناعةِ، وَكَلَامُ
الْعَرَبِ الْجَيِّدُ هُوَ الأَوَّل، وَيُرْوَى مِنَ الكُنُوعِ،
والكُنُوعُ التقَبُّضُ والتصاغُرُ، وَقِيلَ: القانِعُ السائلُ،
وَقِيلَ: المُتَعَفِّفُ، وكلٌّ يَصْلُحُ، والرجلُ قانِعٌ وقَنِيعٌ؛
__________
(2) . قوله [فبؤ إلخ] في هامش الأصل ومثله في الصحاح:
فَقُلْتُ لَهُ بُؤْ بِامْرِئٍ لست مثله
(8/297)
قَالَ عَدِيّ بْنُ زَيْدٍ:
وَمَا خُنْتُ ذَا عَهْدٍ وأُبْتُ بعَهْدهِ، ... وَلَمْ أَحْرِمِ
المُضْطَرَّ إِذ جاءَ قانِعا
يَعْنِي سَائِلًا؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ الَّذِي يَسأَلُكَ فَمَا
أَعْطَيْتَه قَبِلَه، وَقِيلَ: القُنُوعُ الطمَعُ، وَقَدِ اسْتُعْمِلَ
القُنُوعُ فِي الرِّضا، وَهِيَ قَلِيلَةٌ، حَكَاهَا ابْنُ جِنِّي؛
وأَنشد:
أَيَذْهَبُ مالُ اللهِ فِي غَيْرِ حَقِّه، ... ونَعْطَشُ فِي
أَطْلالِكم ونَجُوعُ؟
أَنَرْضَى بِهَذَا مِنكُمُ لَيْسَ غيرَه، ... ويُقْنِعُنا مَا ليسَ
فِيهِ قُنُوعُ؟
وأَنشد أَيضاً:
وَقَالُوا: قَدْ زُهِيتَ فقلتُ: كَلَّا ... ولكِنِّي أَعَزَّنيَ
القُنُوعُ
والقَناعةُ، بِالْفَتْحِ: الرِّضا بالقِسْمِ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
فمنْهُمْ سَعِيدٌ آخِذٌ بنَصِيبِه، ... ومنهمْ شَقِيٌّ بالمَعِيشةِ
قانِعُ
وَقَدْ قَنِعَ، بِالْكَسْرِ، يَقْنَعُ قَناعةً، فَهُوَ قَنِعٌ
وقَنُوعٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ قَنِعَ، فَهُوَ قانِعٌ
وقَنِعٌ وقَنِيعٌ وقَنُوعٌ أَي رَضِيَ، قَالَ: وَيُقَالُ مِنَ
القَناعةِ أَيضاً: تَقَنَّعَ الرجلُ؛ قَالَ هُدْبةُ:
إِذا القوْمُ هَشُّوا للفَعالِ تَقَنَّعا
وَقَالَ بَعْضُ أَهل الْعِلْمِ: إِن القُنُوعَ يَكُونُ بِمَعْنَى
الرِّضا، والقانِعُ بِمَعْنَى الرَّاضِي، قَالَ: وَهُوَ مِنَ الأَضداد؛
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: بَعْضُ أَهل الْعِلْمِ هُنَا هُوَ أَبو
الْفَتْحِ عُثْمَانُ بْنُ جِنِّي. وَفِي الْحَدِيثِ:
فأَكَلَ وأَطْعَمَ القانِعَ والمُعْتَرَّ
؛ هُوَ مِنَ القُنُوعِ الرِّضَا بِالْيَسِيرِ مِنَ العَطاء. وَقَدْ
قَنِعَ، بِالْكَسْرِ، يَقْنَعُ قُنُوعاً وقَناعةً إِذا رَضِيَ،
وقَنَعَ، بِالْفَتْحِ، يَقْنَعُ قُنُوعاً إِذا سأَل. وَفِي الْحَدِيثِ:
القَناعةُ كَنْزٌ لَا يَنْفَدُ
لأَنّ الإِنْفاقَ مِنْهَا لَا يَنْقَطِع، كلَّما تَعَذَّرَ عَلَيْهِ
شَيْءٌ مِنْ أُمورِ الدُّنْيَا قَنِعَ بِمَا دُونَه ورَضِيَ. وَفِي
الْحَدِيثِ:
عَزَّ مَن قَنِعَ وذَلَّ مَن طَمِعَ
، لأَنَّ القانِعَ لَا يُذِلُّه الطَّلَبُ فَلَا يَزَالُ عَزِيزًا.
ابْنُ الأَعرابي: قَنِعْتُ بِمَا رُزِقْتُ، مَكْسُورَةً، وقَنَعْتُ
إِلى فُلَانٍ يُرِيدُ خَضَعْتُ لَهُ والتَزَقْتُ بِهِ وانْقَطَعْتُ
إِليه. وَفِي الْمَثَلِ: خَيرُ الغِنَى القُنُوعُ وشَرُّ الفَقْرِ
الخُضُوعُ. وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ السَّائِلُ سُمِّيَ قَانِعًا لأَنه
يَرْضَى بِمَا يُعْطَى، قلَّ أَو كَثُرَ، ويَقْبَلُه فَلَا يَرُدُّهُ
فَيَكُونُ مَعْنَى الْكَلِمَتَيْنِ رَاجِعًا إِلى الرِّضا. وأَقْنَعَني
كَذَا أَي أَرْضاني. والقانِعُ: خادِمُ القومِ وأَجِيرُهم. وَفِي
الْحَدِيثِ:
لَا تجوزُ شهادةُ القانِعِ مِنْ أَهل البيتِ لَهُمْ
؛ القانِعُ الخادِمُ والتابِعُ تُرَدُّ شَهَادَتُهُ للتُّهَمةِ
بِجَلْبِ النفْعِ إِلى نفسِه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: والقانِعُ فِي
الأَصل السائِلُ. وَحَكَى الأَزهريّ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ: القانِعُ
الرَّجُلُ يَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ يَطْلُبُ فضلَه ولا يَسْأَلُه
معروفَ، وَقَالَ: قَالَهُ فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ لَا تَجُوزُ
شَهَادَةُ كَذَا وَكَذَا وَلَا شهادةُ القانِعِ مَعَ أَهل الْبَيْتِ
لَهُمْ. وَيُقَالُ: قَنَعَ يَقْنَعُ قُنُوعاً، بِفَتْحِ النُّونِ، إِذا
سأَل، وقَنِعَ يَقْنَعُ قَناعةً، بِكَسْرِ النُّونِ، رَضِيَ. وأَقْنَعَ
الرجلُ بِيَدَيْهِ فِي القُنوتِ: مَدَّهُمَا واسْتَرْحَم رَبَّه
مستقبِلًا بِبُطُونِهِمَا وجهَه لِيَدْعُوَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
تُقْنِعُ يَدَيْكَ فِي الدُّعَاءِ
أَي ترفعهُما. وأَقْنَعَ يَدَيْهِ فِي الصَّلَاةِ إِذا رفعَهما فِي
الْقُنُوتِ، قَالَ الأَزهريّ فِي تَرْجَمَةِ عَرَفَ: وَقَالَ الأَصمعي
فِي قَوْلِ الأَسود بْنِ يَعْفُرَ يَهْجُو عِقَالَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ
سُفين:
(8/298)
فتُدْخَلُ أَيْدٍ فِي حَناجِرَ أُقْنِعَتْ
... لِعادَتِها مِنَ الخَزِيرِ المُعَرَّفِ
قَالَ: أُقْنِعَتْ أَي مُدّتْ ورُفِعَتْ لِلْفَمِ. وأَقْنَعَ
رأْسَه وعنقَه: رفعَه وشَخَصَ بِبَصَرِهِ نَحْوَ الشَّيْءِ لَا
يصْرِفُه عَنْهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ
؛ المُقْنِعُ: الَّذِي يَرْفَعُ رأْسه يَنْظُرُ فِي ذلٍّ،
والإِقْناعُ: رَفْعُ الرأْس وَالنَّظَرُ فِي ذُلٍّ وخُشُوعٍ.
وأَقْنَعَ فُلَانٌ رأْسَه: وَهُوَ أَن يَرْفَعَ بَصَرَهُ
وَوَجْهَهُ إِلى مَا حِيالَ رأْسِه مِنَ السَّمَاءِ. والمُقْنِعُ:
الرافِعُ رأْسَه إِلى السَّمَاءِ؛ وَقَالَ رؤْبة يَصِفُ ثَوْرَ
وَحْشٍ:
أَشْرَفَ رَوْقاه صَلِيفاً مُقْنِعا
يَعْنِي عنُقَ الثوْرِ لأَن فِيهِ كالانْتصابِ أَمامَه. والمُقْنِع
رأْسَه: الَّذِي قَدْ رَفَعه وأَقْبَلَ بطرْفِه إِلى مَا بَيْنَ
يَدَيْهِ. وَيُقَالُ: أَقْنَعَ فُلَانٌ الصَّبِيَّ فَقَبَّلَه،
وَذَلِكَ إِذا وضَعَ إِحْدى يَدَيْهِ عَلَى فَأْسِ قَفاه وَجَعَلَ
الأُخرى تَحْتَ ذَقَنِه وأَمالَه إِليه فَقَبَّلَه. وَفِي
الْحَدِيثِ:
كَانَ إِذا ركَع لَا يُصَوِّبُ رأْسَه وَلَا يُقْنِعُه
أَي لَا يَرْفَعُه حَتَّى يكونَ أَعْلى مِنْ ظهرِه، وَقَدْ
أَقْنَعَه يُقْنِعُه إِقْناعاً. قَالَ: والإِقْناعُ فِي الصلاةِ
مِنْ تَمَامِهَا. وأَقنع حَلقه وَفَمَهُ: رَفَعَهُ لِاسْتِيفَاءِ
مَا يَشْرَبُهُ مِنْ مَاءٍ أَو لَبَنٍ أَو غَيْرِهِمَا؛ قَالَ:
يُدافِعُ حَيْزُومَيْه سُخْنُ صَرِيحِها ... وحَلْقاً تَراهُ
للثُّمالةِ مُقْنَعا
والإِقْناعُ: أَن يُقْنِعَ البَعيرُ رأْسَه إِلى الحَوْضِ
لِلشُّرْبِ، وَهُوَ مَدُّه رأْسَه. والمُقْنَعُ مِنَ الإِبل:
الَّذِي يَرْفَعُ رأْسه خِلْقةً؛ وأَنشد:
لِمُقْنَعٍ فِي رأْسِه جُحاشِر
والإِقْناعُ: أَن تَضَعَ الناقةُ عُثْنُونَها فِي الْمَاءِ
وتَرْفَع مِنْ رأْسِها قَلِيلًا إِلى الْمَاءِ لتَجْتَذِبَه
اجْتِذاباً. والمُقْنِعةُ مِنَ الشاءِ: المرتفِعةُ الضَّرْعِ
لَيْسَ فِيهِ تَصوُّبٌ، وَقَدْ قَنَعَتْ بضَرْعِها وأَقْنَعَتْ
وَهِيَ مُقْنِعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
نَاقَةٌ مُقْنِعةُ الضرْعِ
، الَّتِي أَخْلافُها تَرْتَفِعُ إِلى بَطْنِهَا. وأَقْنَعْتَ
الإِناءَ فِي النَّهْرِ: اسْتَقْبَلْتَ بِهِ جَرْيَتَه ليمتلئَ أَو
أَمَلْتَه لتصبَّ مَا فِيهِ؛ قَالَ يَصِفُ النَّاقَةَ:
تُقْنِعُ للجَدْولِ مِنْهَا جَدْولا
شبَّه حَلْقَهَا وَفَاهَا بِالْجَدْوَلِ تَسْتَقْبِلُ بِهِ
جَدْوَلًا إِذا شَرِبَتْ. وَالرَّجُلُ يُقْنِعُ الإِناءَ لِلْمَاءِ
الَّذِي يَسِيلُ مِنْ شِعْبٍ، ويُقْنِعُ رأْسَه نَحْوَ الشَّيْءِ
إِذا أَقْبَلَ بِهِ إِليه لَا يَصْرِفُه عَنْهُ. وقَنَعةُ الجبلِ
والسنامِ: أَعْلاهما، وَكَذَلِكَ قَمَعَتُهما. وَيُقَالُ: قَنَعْتُ
رأْس الْجَبَلِ وقَنَّعْتُه إِذا عَلَوْتَه والقَنَعةُ: مَا نَتَأَ
مِنْ رأْس الْجَبَلِ والإِنسان. وقَنَّعَه بِالسَّيْفِ والسوْطِ
والعَصا: عَلاه بِهِ، وَهُوَ مِنْهُ. والقَنُوعُ: بِمَنْزِلَةِ
الحَدُورِ مِنْ سَفْحِ الْجَبَلِ، مُؤَنَّثٌ. والقِنْعُ: مَا
بَقِيَ مِنَ الْمَاءِ فِي قُرْبِ الْجَبَلِ، وَالْكَافُ لُغَةٌ.
والقِنْعُ: مُستَدارُ الرَّمْلِ، وَقِيلَ: أَسْفَلُه وأَعْلاه،
وَقِيلَ: القِنْعُ أَرض سَهْلةٌ بَيْنَ رِمَالٍ تُنْبِتُ
الشَّجَرَ، وَقِيلَ: هُوَ خَفْضٌ مِنَ الأَرض لَهُ حَواجِبُ
يَحْتقِنُ فِيهِ الماءُ ويُعْشِبُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ وَوَصَفَ
ظُعُناً:
فَلَمَّا رأَينَ القِنْعَ أَسْفَى وأَخْلَفَتْ، ... مِنَ
العقْرَبِيّاتِ، الهُيُوجُ الأَواخِرُ
وَالْجَمْعُ أَقْناعٌ. والقِنْعةُ مِنَ القِنْعانِ: مَا جرَى
بَيْنَ
(8/299)
القُفِّ والسهْلِ مِنَ التُّرَابِ الكثيرِ
فإِذا نضَبَ عَنْهُ الماءُ صَارَ فَراشاً يابِساً، وَالْجَمْعُ
قِنْعٌ وقِنَعةٌ، والأَقْيَسُ أَن يَكُونَ قِنَعةٌ جَمْع قِنْعٍ.
والقِنْعانُ، بِالْكَسْرِ: مِنَ القِنْعِ وَهُوَ الْمُسْتَوِي
بَيْنَ أَكَمَتَينِ سَهْلَتَينِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ
الحُمُرَ:
وأَبْصرْنَ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطافُه ... فَراشاً، وأَنَّ
البَقْلَ ذاوٍ ويابِسُ
وأَقْنَعَ الرجلُ إِذا صادَف القِنْعَ وَهُوَ الرَّمْلُ
الْمُجْتَمِعُ. والقِنْعُ: مُتَّسَعُ الحَزْنِ حَيْثُ يَسْهُلُ،
وَيُجْمَعُ القِنْعُ قِنَعَةً وقِنْعاناً. والقَنَعَةُ مِنَ
الرَّمْلِ: مَا اسْتَوى أَسفلُه مِنَ الأَرض إِلى جَنْبِه، وَهُوَ
اللَّبَبُ، وَمَا اسْتَرَقَّ مِنَ الرَّمْلِ. وَفِي حَدِيثِ
الأَذان:
أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اهْتَمَّ
للصلاة كيف يَجْمَعُ لها الناسَ فَذُكِرَ لَهُ القُنْعُ فَلَمْ
يُعْجِبْهُ ذَلِكَ، ثُمَّ ذَكَرَ رؤْيا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ
فِي الأَذان
؛ جَاءَ تَفْسِيرُ القُنْعِ فِي بَعْضِ الرِّوايات أَنه
الشَّبُّورُ، والشَّبُّورُ البُوقُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَدْ
اخْتُلِفَ فِي ضَبْطِ لَفْظَةِ القُنْعِ هَاهُنَا فَرُوِيَتْ
بِالْبَاءِ وَالتَّاءِ وَالثَّاءِ والنون، وأَشهرها وأَكثرها
النون؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: سأَلت عَنْهُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ
أَهل اللُّغَةِ فَلَمْ يُثْبِتُوهُ لِي عَلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ، فإِن
كَانَتِ الرِّوَايَةُ بِالنُّونِ صَحِيحَةً فَلَا أَراه سُمِّيَ
إِلا لإِقْناعِ الصَّوْتِ بِهِ، وَهُوَ رَفْعُه، يُقَالُ: أَقْنَعَ
الرجلُ صوتَه ورأْسَه إِذا رَفَعَهُمَا، وَمَنْ يُرِيدُ أَن
يَنْفُخَ فِي الْبُوقِ يَرْفَعُ رأْسه وَصَوْتَهُ، قَالَ
الزَّمَخْشَرِيُّ: أَو لأَنَّ أَطرافَه أُقْنِعَتْ إِلى دَاخِلِهِ
أَي عُطِفَتْ؛ وأَما قَوْلُ الرَّاعِي:
زَجِلَ الحُداءِ، كأَنَّ فِي حَيْزُومِه ... قَصَباً ومُقْنَعةَ
[مُقْنِعةَ] الحَنِينِ عَجُولا
قَالَ عُمارةُ بْنُ عَقِيلٍ: زُعِمَ أَنه عَنى بمُقْنَعةِ الحنينِ
النَّايَ لأَن الزامِرَ إِذا زَمَرَ أَقْنَعَ رأْسه، فَقِيلَ لَهُ:
قَدْ ذَكَرَ القَصَبَ مَرَّةً، فَقَالَ: هِيَ ضُرُوبٌ، وَقَالَ
غَيْرُهُ: أَراد وصَوْتَ مُقْنَعةِ الْحَنِينِ فَحَذَفَ الصَّوْتَ
وأَقام مُقْنَعة مُقامَه، وَمَنْ رَوَاهُ مُقْنِعةَ الحَنِين أَراد
نَاقَةً رَفَعَتْ حَنِينَهَا. وإِداوةٌ مقموعةٌ ومقنوعةٌ،
بِالْمِيمِ وَالنُّونِ، إِذا خُنِثَ رأْسُها. والمِقْنَعُ
والمِقْنَعةُ؛ الأُولى عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: مَا تُغَطِّي بِهِ
المرأَةُ، رأْسَها، وَفِي الصِّحَاحِ: مَا تُقَنِّعُ بِهِ المرأَةُ
رأْسَها، وَكَذَلِكَ كلُّ مَا يُسْتَعْمَلُ بِهِ مَكْسورَ
الأَوَّلِ يأْتي عَلَى مِفْعَلٍ ومِفعَلة، وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه رأَى جَارِيَةً عَلَيْهَا
قِناعٌ فَضَرَبَهَا بالدِّرّة وَقَالَ: أَتَشَبَّهِين بالحَرائِر
؟ وَقَدْ كَانَ يَوْمَئِذٍ مِنْ لُبْسِهِنَّ. وَقَوْلُهُمْ:
الكُشْيَتان مِنَ الضبِّ شَحْمتان عَلَى خِلْقة لِسَانِ الْكَلْبِ
صَفراوانِ عَلَيْهِمَا مِقْنعة سوْداء، إِنما يُرِيدُونَ مِثْلَ
المِقْنعةِ. والقِناعُ: أَوْسَعُ مِنَ المِقْنعةِ، وَقَدْ
تَقَنَّعَتْ بِهِ وقَنَّعَتْ رأْسَها. وقَنَّعْتُها: أَلبستها
القِناعَ فتَقنَّعَتْ بِهِ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:
إِنْ تُغْدفي دُوني القِناعَ، فإِنَّني ... طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ
المُسْتَلْئِمِ
والقِناعُ والمِقْنَعةُ: مَا تتَقَنَّعُ بِهِ المرأَةُ مِنْ ثَوْبٍ
تُغَطِّي رأْسَها ومحاسِنَها. وأَلقى عَنْ وجْهه قِناعَ الحياءِ،
عَلَى الْمَثَلِ. وقَنَّعه الشيبُ خِمارَه إِذا عَلَاهُ الشيبُ؛
وَقَالَ الأَعشى:
وقَنَّعَه الشيبُ مِنْهُ خِمارا
وَرُبَّمَا سَمَّوُا الشَّيْبَ قِناعاً لِكَوْنِهِ موضعَ القِناعِ
مِنَ الرأْس؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
(8/300)
حَتَّى اكْتَسى الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا،
... أَمْلَحَ لَا آذَى وَلَا مُحَبَّبا
وَمِنْ كَلَامِ السَّاجِعِ: إِذا طَلَعَتِ الذِّراع، حَسَرتِ
الشمسُ القِناع، وأَشْعَلَتْ فِي الأُفُقِ الشُّعاع، وتَرَقْرَقَ
السّرابُ بكلِّ قَاعْ. اللَّيْثُ: المِقْنَعةُ مَا تُقَنِّعُ بِهِ
المرأَةُ رأْسَها؛ قَالَ الأَزهري: وَلَا فَرْقَ عِنْدَ الثِّقَاتِ
مِنْ أَهل اللُّغَةِ بَيْنَ القِناعِ والمِقْنَعةِ، وَهُوَ مِثْلُ
اللِّحافِ والمِلْحفةِ. وَفِي حَدِيثِ بدْرٍ:
فانْكَشَفَ قِناعُ قَلْبِهِ فَمَاتَ
؛ قِناعُ القلبِ: غِشاؤُه تَشْبِيهًا بقناعِ المرأَةِ وَهُوَ
أَكْبر مِنَ المِقْنعةِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَتاه رَجُلٌ مُقَنَّعٌ بِالْحَدِيدِ
؛ هُوَ المُتَغَطِّي بالسِّلاحِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي عَلَى
رأْسه بَيْضَةٌ وَهِيَ الخوذةُ لأَنَّ الرأْس مَوْضِعُ القِناعِ.
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه زارَ قبرَ أُمّه فِي أَلْفِ مُقَنَّعٍ
أَي فِي أَلف فَارِسٍ مُغطًّى بالسلاحِ. وَرَجُلٌ مُقَنَّعٌ،
بِالتَّشْدِيدِ، أَي عَلَيْهِ بَيضة ومِغْفَرٌ. وتَقَنَّعَ فِي
السِّلَاحِ: دخَل. والمُقَنَّع: المُغَطَّى رأْسُه؛ وَقَوْلُ
لَبِيدٍ:
فِي كلِّ يومٍ هامَتي مُقَرَّعَهْ ... قانِعةٌ، وَلَمْ تَكُنْ
مُقَنَّعَهْ
يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ هَذَا وَمِنَ الَّذِي قَبْلَهُ،
وَقَوْلُهُ قَانِعَةٌ يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَلَى تَوَهُّمِ طَرْحِ
الزَّائِدِ حَتَّى كأَنه قَدْ قِيلَ قَنَعَتْ، وَيَجُوزُ أَن
يَكُونَ عَلَى النسَبِ أَي ذَاتَ قِناعٍ وأُلحق فِيهَا الْهَاءُ
لِتَمَكُّنِ التأْنيث؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ أَحَد وُلاتِه كَتَبَ إِليه
كِتَابًا لَحَنَ فِيهِ فَكَتَبَ إِليه عُمَرُ أَنْ قَنِّعْ
كَاتِبَكَ سَوْطًا وإِنه لَلَئِيمُ القِنْعِ
، بِكَسْرِ الْقَافِ، إِذا كَانَ لَئِمَ الأَصْل. والقِنْعانُ:
الْعَظِيمُ مِنَ الوُعولِ. والقِنْعُ والقِناعُ: الطَّبَقُ مِنْ
عُسُبِ النخْلِ يُوضَعُ فِيهِ الطَّعَامُ، وَالْجَمْعُ أَقْناعٌ
وأَقْنِعةٌ. وَفِي حَدِيثِ
الرُّبَيِّعِ بِنْتِ المُعَوِّذ قَالَتْ: أَتيتُ النَّبِيَّ،
صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، بقِناعٍ مِنْ رُطَبٍ وأَجْرٍ
زُغْبٍ
؛ قَالَ: القِنْعُ والقِناعُ الطبَقُ الَّذِي يؤْكل عَلَيْهِ
الطعامُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: وَيُجْعَلُ فِيهِ الفاكِهةُ، وَقَالَ
ابْنُ الأَثير: يُقَالُ لَهُ القِنْعُ والقُنْع، بِالْكَسْرِ
وَالضَّمِّ، وَقِيلَ: القِناعُ جَمْعُهُ. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: إِن كَانَ لَيُهْدَى لَنَا
القِناعُ فِيهِ كَعْبٌ مِنْ إِهالةٍ فنَفْرَحُ بِهِ.
قَالَ: وَقَوْلُهُ وأجْرٍ زُغْبٍ يُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ. وَحَكَى
ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ: القِناعُ طَبَقُ الرُّطَبِ
خَاصَّةً، وَقِيلَ: القِنْعُ الطَّبَقُ الَّذِي تُؤْكَلُ فِيهِ
الْفَاكِهَةُ وَغَيْرُهَا، وَذَكَرَ الْهَرَوِيُّ فِي
الْغَرِيبَيْنِ: القُنْع الَّذِي يُؤْكَلُ عَلَيْهِ، وَجَمْعُهُ
أَقناعٌ مِثْلُ بُرْدٍ وأَبْرادٍ؛ وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ: أَخَذَتْ أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، غَشْيةٌ
عِنْدَ الْمَوْتِ فَقَالَتْ:
ومَنْ لَا يَزالُ الدَّمْعُ فِيهِ مُقَنَّعاً، ... فَلَا بُدَّ
يَوْماً أَنَّه مُهَراقُ
فَسَّرُوا المُقَنَّعَ بأَنه المحبوسُ فِي جوْفِه، وَيَجُوزُ أَن
يُرَادَ مَنْ كَانَ دَمْعُه مُغَطًّى فِي شُؤُونِه كامِناً فِيهَا
فَلَا بُدَّ أَن يُبْرِزَهُ الْبُكَاءُ. والقُنْعةُ: الكُوَّةُ فِي
الحائطِ. وقَنَعَتِ الإِبلُ والغنمُ، بِالْفَتْحِ: رجعَتْ إِلى
مَرْعاها ومالتْ إِليه وأَقبلت نَحْوَ أَهلها وأَقْنَعَتْ
لِمَأْواها، وأَقْنَعْتُها أَنا فِيهِمَا، وَفِي الصِّحَاحِ:
وَقَدْ قَنِعَتْ هِيَ إِذا مالتْ لَهُ. وقَنَعَتْ، بِالْفَتْحِ:
مَالَتْ لِمأْواها. وقَنَعةُ السنامِ: أَعْلاه، لُغَةٌ فِي
قَمَعَتِه. الأَصمعي: المُقْنَعُ الفَمُ الَّذِي يَكُونُ عطْفُ
أَسنانِه إِلى دَاخِلِ الْفَمِ وَذَلِكَ القَويّ الَّذِي يُقْطَعُ
لَهُ كلُّ شَيْءٍ، فإِذا كَانَ انصِبابُها إِلى خَارِجٍ فهو
أَرْفَقُ، وَذَلِكَ ضَعِيفٌ لَا خَيْرَ فِيهِ، وفَمٌ مُقْنَعٌ مِنْ
ذَلِكَ؛
(8/301)
قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ إِبلًا:
يُباكِرْنَ العِضاهَ بمُقْنَعاتٍ، ... نَواجِذُهُنَّ كالحَدَإِ
الوَقِيعِ
وَقَالَ ابْنُ مَيّادةَ يَصِفُ الإِبل أَيضاً:
تُباكِرُ العِضاهَ، قَبْلَ الإِشْراق، ... بمُقْنَعاتٍ كَقِعابِ
الأَوْراق
يَقُولُ: هِيَ أَفتاءٌ وأَسنانُها بِيضُ. وقَنَّعَ الدِّيكُ إِذا
رَدَّ بُرائِلَه إِلى رأْسه؛ وَقَالَ:
وَلَا يَزالُ خَرَبٌ مُقَنَّعُ ... بُرائِلاه،، والجَناحُ يَلْمَعُ
وقُنَيْعٌ: اسم رجل.
قنبع: القُنْبُعُ: الْقَصِيرُ الخَسيسُ. والقُنْبُعةُ: خِرْقة
تُخاطُ شَبِيهَةٌ بالبُرْنُسِ تَلْبَسُهَا الصِّبْيَانُ.
والقُنْبُعةُ: هَنةٌ تُخاطُ مِثْلَ المِقْنَعةِ تُغَطِّي
الْمَتْنَيْنِ، وَقِيلَ: القُنْبُعةُ مِثْلُ الخُنْبُعةِ إِلَّا
أَنها أَصغر، والقُنْبُعةُ: غِلافُ نَوْرِ الشَّجَرَةِ مِثْلَ
الخُنْبُعة؛، وَكَذَلِكَ القُنْبُعُ، بِغَيْرِ هَاءٍ. وقُنْبُعُ
النَّوْرِ وقُنْبُعَتُه: غِطاؤُه، وأُراه عَلَى الْمِثْلِ بِهَذِهِ
القُنْبعة. وقَنْبَعَتِ الشجرةُ: صَارَتْ ثَمَرَتُهَا أَو
زَهْرَتُهَا فِي قُنْبعة أَو غِطاء. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ:
القُنْبُعُ وِعاء السُّنْبُلةِ. وقَنْبَعَتْ: صَارَتْ فِي
القُنْبُعِ. وَيُقَالُ: قَنْبَعَت وبَرْهَمَتْ بُرْهومةً. قَالَ
الأَزهري: وَيُقَالُ قَنْبَعَ الرَّجُلُ فِي بَيْتِهِ إِذا تَوارى،
وأَصله قَبَعَ فَزِيدَتِ النُّونُ؛ قَالَهُ أَبو عَمْرٍو؛ وأَنشد:
وقَنْبَعَ الجُعْبوبُ فِي ثِيابِه، ... وهْو عَلَى مَا زَلَّ
مِنْهُ مُكْتَئِبْ
والقُنْبُعُ: وِعاءُ الحِنْطة فِي السنْبُل، وَقِيلَ:
الْقَنْبَعَةُ الَّتِي فِيهَا السنبلة.
قندع: قَالَ فِي تَرْجَمَةِ قنذع: القُنْذُوعُ والقُنْذُعُ
الدّيُّوثُ، سُرْيَانِيَّةٌ لَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ مَحْضَةٍ،
وَقَدْ يُقَالُ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ.
قنذع: القُنْذَعُ والقُنْذُعُ والقُنْذُوعُ، كُلُّهُ: الدّيُّوثُ،
سُرْيَانِيَّةٌ لَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ مَحْضَةٍ، قَالَ: وَقَدْ
يُقَالُ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ. وَفِي حَدِيثِ
وَهْبٍ: ذَلِكَ القُنْذُعُ
، هُوَ الدَّيُّوثُ الَّذِي لَا يَغارُ عَلَى أَهْلِه. ابْنُ
الأَعرابي: القَنازِعُ والقَناذِعُ القبيحُ مِنَ الْكَلَامِ،
فَاسْتَوَى عِنْدَهُمَا الزَّايُ وَالذَّالُ فِي الْقَبِيحِ مِنَ
الْكَلَامِ، فأَما فِي الشَّعَر فلم أَسمع إِلا القَنازِعَ. قَالَ
الأَزهريّ: وَهَذَا رَاجِعٌ فِي المَخازِي «3» والقَبائحِ. وَفِي
حَدِيثِ
أَبي أَيوب: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمْرَضُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
إِلَّا حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ خَطاياه وإِن بَلَغَتْ قُنْذُعَةَ
رأْسِه.
قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ مَا يَبْقَى مِنَ الشَّعْرِ مفرَّقاً
فِي نواحِي الرأْسِ كالقُنْزُعةِ، قَالَ: وَذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ
فِي الْقَافِ وَالنُّونِ عَلَى أَن النُّونَ أَصلية، وَجَعَلَ
الْجَوْهَرِيُّ النُّونَ مِنْهُ وَمِنَ القنزعة زائدة.
قنزع: القَنْزَعةُ والقُنْزُعُة؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: وَاحِدَةُ
القَنازِعِ، وَهِيَ الخُصْلةُ مِنَ الشعَر تُتْرَكُ عَلَى رأْس
الصَّبِيِّ، وَهِيَ كالذّوائِبِ فِي نُواحِي الرأْس. والقَنْزَعةُ:
الَّتِي تَتَّخِذُهَا المرأَة عَلَى رأْسها. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لأُم
سُلَيْمٍ: خَضِّلِي قَنازِعَكِ
أَي نَدِّيها ورَطِّلِيها بالدُّهْنِ لِيَذْهَبَ شَعَثُها،
وقَنازِعُها خُصَلُ شَعَرِها الَّتِي تَطايَرُ مِنَ الشَّعَثِ
وتَمَرَّطُ، فأَمرها بتَرْطِيلِها بالدُّهْن ليذهب شَعَثُه؛ وفي
خَبَرٍ آخَرَ:
أَن النَّبِيَّ،
__________
(3) . 1 قوله" راجع في المخازي" كذا بالأصل، ولعله ضمن معنى مستعمل
أو في بمعنى إِلى أو نحو ذَلِكَ.
(8/302)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى
عَنِ القَنازِعِ
؛ هُوَ أَن يُؤْخَذَ بَعْضُ الشَّعَرِ وَيُتْرَكَ مِنْهُ مَوَاضِعُ
مُتَفَرِّقَةٌ لَا تُؤْخَذُ كالقَزَعِ. وَيُقَالُ: لَمْ يَبْقَ
مِنْ شعَرِه إِلا قُنْزُعةٌ، والعُنْصُوةُ مِثْلُ ذَلِكَ، قَالَ:
وَهَذَا مِثْلُ نَهْيِهِ عَنِ القَزَعِ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ: سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ أَهَلَّ بعُمْرةٍ وَقَدْ لَبَّدَ
وَهُوَ يُرِيدُ الْحَجَّ فَقَالَ: خُذْ مِنْ قَنازِعِ رَأْسِكَ
أَي مِمَّا ارْتَفَعَ مِنْ شَعْرِكَ وَطَالَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
غَطِّي قَنازِعَكِ يَا أُمّ أَيْمَنَ
، وَقِيلَ: هُوَ الْقَلِيلُ مِنَ الشَّعَرِ إِذا كَانَ فِي وَسَطِ
الرأْس خَاصَّةً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ القَطا وفِراخَها:
يَنُؤْنَ، وَلَمْ يُكْسَيْنَ إِلَّا قَنازِعاً ... مِنَ الرِّيشِ،
تَنْواءَ الفِصالِ الهَزائِلِ
وَقِيلَ: هُوَ الشَّعَرُ حَوالَي الرأْس؛ قَالَ حُمَيْدٌ الأَرقط
يَصِفُ الصَّلَعَ:
كأَنَّ طَسًّا بَيْنَ قُنْزُعاتِه ... مَرْتاً، تَزِلُّ الكَفُّ
عَنْ قِلاته «4»
وَالْجَمْعُ قُنْزُعٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:
طَيَّر عَنْهَا قُنْزُعاً مِنْ قُنْزُعِ ... مَرُّ اللَّيالِي؛
أَبْطِئِي وأَسْرِعِي
وَيُرْوَى:
سُيِّرَ عَنْهُ قُنْزُعٌ عَنْ قُنْزُعِ
والقُنْزُعُ والقُنْزُعةُ: الرِّيشُ الْمُجْتَمِعُ فِي رأْس
الدِّيكِ. والقُنْزُعةُ: المرأَة الْقَصِيرَةُ. الأَزهري:
الْقُنْزُعَةُ المرأَة الْقَصِيرَةُ جِدًّا. والقَنازِعُ:
الدّواهِي. والقُنْزُعةُ: العَجْبُ. وقَنازِعُ الشَّعَرِ: خُصَلُه،
وَتُشَبَّهُ بِهَا قنازِعُ النصِيِّ والأَسْنِمةِ؛ قَالَ ذُو
الرُّمَّةِ:
قَنازِع أَسْنامٍ بِهَا وثُغام
والقَنَازِعُ مِنَ الشعَر: مَا تَبَقَّى فِي نَواحِي الرأْسِ
مُتَفَرِّقًا؛ وأَنشد:
صَيَّرَ مِنْكَ الرأْسَ قُنْزُعاتِ، ... واحْتَلَقَ الشَّعْرَ
عَلَى الهاماتِ
والقَنازِعُ فِي غَيْرِ هَذَا: القبيحُ مِنَ الْكَلَامِ؛ قَالَ
عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ:
فَلَمْ أَجْتَعِلْ فِيمَا أَتيْتُ مَلامةً، ... أَتيْتُ الجَمالَ،
واجْتَنَبْتُ القَنازعا
ابْنُ الأَعرابي: القَنازِعُ والقَناذِعُ القبيحُ مِنَ الْكَلَامِ،
فَاسْتَوَى عِنْدَهُمَا الزَّايُ وَالذَّالُ فِي الْقَبِيحِ مِنَ
الْكَلَامِ، فأَما في الشعَر فلم أَسمع إِلا القَنازِعَ. وَرَوَى
الأَزهري
عَنْ سَرْوَعةَ الوُحاظِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبي أَيوبَ فِي
غَزْوةٍ فرَأَى رَجُلًا مَرِيضًا فَقَالَ لَهُ: أَبشر مَا مِنْ
مُسْلِمٍ يَمْرَضُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا حَطّ اللَّهُ عَنْهُ
خَطاياه وَلَوْ بَلَغَتْ قُنْزُعةَ رأْسِه
، قَالَ: وَرَوَاهُ
بُنْدارٌ عَنْ أَبي داودَ عَنْ شُعْبةَ، قَالَ بُنْدارٌ: قُلْتُ
لأَبي دَاوُدَ: قُلْ قُنْزُعة، فَقَالَ: قُنْذُعة
، قَالَ شَمِرٌ: والمعروفُ فِي الشعَر القُنْزُعةُ والقَنازِعُ
كَمَا لَقَّنَ بُنْدَارٌ أَبا دَاوُدَ فَلَمْ يَلْقَنْه.
والقَنازِعُ: صِغارُ الناسِ. والقُنْزُعةُ: حَجر أَعظم مِنَ
الجَوْزةِ.
قنفع: القُنْفُعُ: القصيرُ الخسِيسُ. والقُنْفُعةُ: القُنْفُذةُ
الأُنثى، وتَقَنْفُعُها تَقَبُّضُها. والقُنْفُعةُ أَيضاً:
الفأْرةُ. الأَزهري: القُنفع الفأْرُ، الْقَافُ قَبْلَ الْفَاءِ.
وَقَالَ أَيضاً: مِنْ أَسماء الفأْر الفُنْقُعُ، الْفَاءُ قَبْلَ
الْقَافِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. والقُنْفُعةُ والفُنْقُعةُ
جميعاً: الاست؛
__________
(4) . قوله [قلاته] كذا بالأصل، وهو جمع القلت بالفتح: النُّقْرَةُ
فِي الْجَبَلِ يَسْتَنْقِعُ فيها الماء، وفي شرح القاموس: صفاته،
واحد الصفا بالفتح فيهما.
(8/303)
كِلْتَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ؛ وأَنشد
الأَزهري:
قَفَرْنِية كأَنَّ بِطَيْطَبَيْها ... وقُنْفُعِها، طِلاءَ
الأُرْجُوانِ «1»
والقَفَرْنِيةُ: المرأَة القصيرة.
قهع: رَوَى ابْنُ شُمَيْلٍ عَنْ أَبي خَيْرةَ قَالَ: يُقَالُ
قَهْقَعَ الدُّبُّ قِهْقاعاً، وَهُوَ حِكَايَةُ صَوْتِ الدُّبِّ
فِي ضَحِكِه؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهِيَ حِكَايَةٌ مؤلَّفةٌ.
قوع: قاعَ الفحلُ الناقةَ وَعَلَى النَّاقَةِ يَقُوعُها قَوْعاً
وقِياعاً واقْتاعَها وتَقَوَّعَها: ضرَبَها، وَهُوَ قَلْبُ قَعا.
واقْتاعَ الفحلُ إِذا هاجَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:
يَقْتاعُها كلُّ فَصِيلٍ مُكْرَمِ، ... كالحَبَشِيِّ يَرْتَقِي فِي
السُّلَّمِ
فَسَّرَهُ فَقَالَ: يقتاعُها يقَعُ عَلَيْهَا، وَقَالَ: هَذِهِ
نَاقَةٌ طَوِيلَةٌ وَقَدْ طَالَ فُصْلانُها فَرَكِبُوهَا.
وتَقَوَّعَ الحِرْباءُ الشجرةَ إِذا عَلاها كَمَا يَتَقَوّعُ
الفحلُ الناقةُ. والقَوَّاعُ: الذِّئبُ الصَّيّاحُ. والقَيّاعُ:
الخِنْزِيرُ الجَبانُ. والقاعُ والقاعةُ والقِيعُ: أَرض واسعةٌ
سَهْلة مُطَمْئِنَةٌ مُسْتَوِيَةٌ حُرّةٌ لَا حُزُونةَ فِيهَا
وَلَا ارْتِفاعَ وَلَا انْهِباطَ، تَنْفَرِجُ عَنْهَا الجبالُ
والآكامُ، وَلَا حَصَى فِيهَا وَلَا حجارةَ وَلَا تُنْبِتُ
الشَّجَرَ، وَمَا حَوالَيْها أَرْفَعُ مِنْهَا وَهُوَ مَصَبُّ
المِياهِ، وَقِيلَ: هُوَ مَنْقَعُ الْمَاءِ فِي حُرِّ الطِّينِ،
وَقِيلَ: هُوَ مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرض وصَلُبَ وَلَمْ يَكُنْ
فِيهِ نَبَاتٌ، وَالْجَمْعُ أَقواعٌ وأَقْوُعٌ وقِيعانٌ، صَارَتِ
الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا، وقِيعةٌ وَلَا نَظِيرَ
لَهُ إِلَّا جارٌ وجِيرةٌ، وَذَهَبَ أَبو عُبَيْدٍ إِلى أَن
القِيعةَ تَكُونُ لِلْوَاحِدِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الْقِيعَةُ مِنَ
الْقَاعِ وَهُوَ أَيضاً مِنَ الْوَاوِ. وَفِي التَّنْزِيلِ:
كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ
؛ الْفَرَّاءُ: القِيعةُ جَمْعُ القاعِ، قَالَ: والقاعُ مَا
انْبَسَطَ مِنَ الأَرض وَفِيهِ يَكُونُ السَّرابُ نِصْفَ
النَّهَارِ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: القاعُ الأَرض الحُرَّةُ
الطينِ الَّتِي لَا يُخَالِطُهَا رَمْلٌ فَيَشْرَبُ مَاءَهَا،
وَهِيَ مُسْتَوِيَةٌ لَيْسَ فِيهَا تَطامُنٌ وَلَا ارْتِفاعٌ،
وإِذا خَالَطَهَا الرَّمْلُ لَمْ تَكُنْ قَاعًا لأَنها تَشْرَبُ
الْمَاءَ فَلَا تُمْسِكُه، ويُصَغِّرُ قُوَيْعةً مَنْ أَنَّث،
وَمَنْ ذكَّر قَالَ قُوَيْعٌ، وَدَلَّتْ هَذِهِ الْوَاوُ أَنَ
أَلفها مَرْجِعُهَا إِلى الْوَاوِ. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ قاعٌ
وقِيعانٌ وَهِيَ طِينٌ حُرّ يُنْبِتُ السِّدْرَ؛ وَقَالَ ذُو
الرُّمَّةِ فِي جَمْعِ أَقْواعٍ:
ووَدَّعْنَ أَقْواعَ الشَّمالِيلِ، بَعْدَ ما ... ذَوى بَقْلُها،
أَحْرارُها وذُكورُها
وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لأُصَيْلٍ: كَيْفَ ترَكْتَ مَكَّةَ؟
قَالَ: ترَكْتُها قَدِ ابْيَضَّ قاعُها؛ القاعُ: المكانُ
الْمُسْتَوِي الواسعُ فِي وَطاءَةٍ مِنَ الأَرض يَعْلُوهُ مَاءُ
السَّمَاءِ فَيُمْسِكُهُ وَيَسْتَوِي نَبَاتُهُ، أَراد أَنَّ مَاءَ
الْمَطَرِ غسَله فابيضَّ أَو كَثُرَ عَلَيْهِ فَبَقِيَ كالغَدِير
الْوَاحِدِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِنما هِيَ قِيعانٌ أَمْسَكَتِ الماءَ.
قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيت قِيعانَ الصّمّانِ وأَقمتُ بِهَا
شَتْوَتَيْنِ، الْوَاحِدُ مِنْهَا قاعٌ وَهِيَ أَرض صُلْبةُ
القِفافِ حُرَّةُ طينِ القِيعانِ، تُمْسِكُ الْمَاءَ وتُنْبِتُ
العُشْبَ، ورُبَّ قاعٍ مِنْهَا يَكُونُ مِيلًا فِي مِيلٍ وأَقل
مِنْ ذَلِكَ وأَكثر، وحَوالَيِ القِيعانِ سُلْقانٌ وآكامٌ في رُؤوس
القِفافِ غليظةٌ تَنْصَبُّ مِياهُها فِي القِيعانِ، وَمِنْ
قِيعانِها مَا يُنْبِتُ الضالَ فتُرَى حَرجاتٍ، وَمِنْهَا مَا لَا
يُنْبِتُ وَهَى أَرض مَرِيَّةٌ، إِذا أَعْشَبَتْ رَبَّعَتِ
الْعَرَبُ أَجمع.
__________
(1) . قوله [قفرنية إلخ] كذا بالأصل.
(8/304)
والقَوْعُ: مِسْطَحُ التَّمْرِ أَو البُرِّ، عَبْدِيَّةٌ،
وَالْجَمْعُ أَقْواعٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَكَذَلِكَ
البَيْدَرُ والأَندَرُ والجَرينُ. والقاعةُ: موضعُ مُنْتَهى
السانِيةِ مِنْ مَجْذَبِ الدَّلْوِ. وقاعةُ الدارِ: ساحَتُها
مِثْلُ القاحةِ، وَجَمْعُهَا قَوَعاتٌ؛ قَالَ وَعْلةُ الجَرْمي:
وهَلْ تَرَكْت نِساءَ الحَيِّ ضاحِيةً، ... فِي قاعةِ الدارِ،
يَسْتَوْقِدْنَ بالغُبُطِ؟
وَكَذَلِكَ باحَتُها وصَرْحَتُها. والقُواعُ: الذَّكَرُ مِنَ
الأَرانِب. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: القُواعةُ الأَرنب الأُنثى.
|