لسان العرب فصل الواو
وَبَغَ: وَبَغَ الرجلَ: عابَه وطَعَنَ عَلَيْهِ. قَالَ الأَزهري: وَلَا
أَعرفه. والوَبَغُ: دَاءٌ يأْخذ الإِبل فيُرَى فَسادُه فِي أَوْبارِها،
وَقِيلَ: الوَبَغُ هِبْرِيةُ الرأْس ونُبَّاغَتُه الَّتِي تَتَناثر
مِنْهُ. والأَوْبَغُ: مَوْضِعٌ. والوَبّاغةُ: الاسْتُ، بِالْغَيْنِ
وَالْعَيْنِ جَمِيعًا. يُقَالُ: كذَبَتْ وَبّاغَتُكَ ووبّاعَتُكَ إذا
ضَرطَ.
وتغ: الوَتَغُ، بِالتَّحْرِيكِ: الهَلاكُ. وَتِغَ يَوْتَغُ وتَغاً:
فسَدَ وهلَكَ وأَثِمَ، وأَوْتَغَه هُوَ. والمَوْتَغةُ: المَهْلَكَةُ.
وَفِي حَدِيثِ الإِمارةِ:
حَتَّى يكونَ عَمَلُه هُوَ الَّذِي يُطْلِقُه أَو يُوتِغُه
أَي يُهْلِكُه. وَفِي الْحَدِيثِ:
فإِنه: لَا يُوتِغُ إِلَّا نَفْسَه.
ووَتِغَ وَتَغاً: وجِعَ. وأَوْتَغَه: أَوْجَعَه. والوَتَغُ: الوَجَعُ.
تَقُولُ: وَاللَّهِ لأُوتِغَنَّكَ أَي لأُوجِعَنَّكَ. وأَتْغاه
يُتْغِيه بِمَعْنَى أَوْتَغَه. وأَوْتَغَه اللَّهُ أَي أَهْلَكَه.
ووَتِغَ فِي حُجَّته وتَغاً: أَخْطأَ، وَالِاسْمُ الوَتِيغةُ.
وأَوْتَغَه عِنْدَ السُّلْطَانِ: لَقَّنه مَا يَكُونُ عَلَيْهِ لَا
لَهُ. والوَتَغُ: الإِثمُ وفَسادُ الدِّين. وَقَدْ أَوْتَغَ دِينَه
بالإِثْمِ وقَوْله، وَقِيلَ: الوَتَغُ قِلَّةُ الْعَقْلِ فِي
الْكَلَامِ، يُقَالُ: أَوْتَغْتُ القولَ؛ وأَنشد:
يَا أُمَّتَا، لَا تَغْضَبي إِن شِئْتِ، ... وَلَا تَقُولي وَتَغاً،
إنْ فِئْتِ
الْكِسَائِيُّ: وَتِغَ الرجلُ يَوْتَغُ وَتَغاً، وَهُوَ الْهَلَاكُ فِي
الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وأَنتَ أَوْتَغْتَه. ووَتِغَتِ المرأَةُ
تَيْتَغُ وَتَغاً، فَهِيَ وَتِغةٌ: ضَيَّعَتْ نَفْسَهَا فِي فَرْجِهَا،
ووَتِغَ الرَّجُلُ كذلك.
(8/458)
وثغ: الوَثِيغةُ: الدُّرْجةُ الَّتِي
تُتَّخَذُ لِلنَّاقَةِ تُدْخَلُ فِي حَيائها إِذا أَرادوا أَن
يَظْأَرُوها عَلَى وَلَدِ غَيْرِهَا؛ وَقَدْ وَثَغَها الظائِرُ
يَثِغُها وَثْغاً أَي اتَّخَذَ لَهَا وَثِيغةً. وَفِي النَّوَادِرِ:
يُقَالُ لِمَا اخْتَلَطَ والتفَّ مِنْ أَجناس العُشْبِ الغَضِّ وثِيغةٌ
ووَثِيخةٌ، بالغين والخاء.
وزغ: الوَزَغُ: دُوَيْبَّةٌ. التَّهْذِيبُ: الوَزَغُ سَوامُّ أَبْرَصَ.
ابْنُ سِيدَهْ: الوَزَغةُ سامُّ أَبرصَ، وَالْجَمْعُ وَزَغٌ وأَوْزاغٌ
ووِزْغانٌ ووُزْغانٌ وإزْغانٌ، عَلَى الْبَدَلِ؛ أَنشد ابْنُ
الأَعرابي:
فَلَمَّا تَجاذَبْنا تَفَرْقَعَ ظَهْرُهُ، ... كَمَا تُنْقِضُ
الوِزْغانُ زُرْقاً عُيُونُها
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه أَمر بِقَتْلِ الأَوْزاغِ.
وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: لَمَّا احْتَرَقَ بَيْتُ
المَقْدِسِ كَانَتِ الأَوْزاغُ تَنْفُخُه.
وَفِي حَدِيثِ
أُم شَرِيك: أَنها استأْمَرَتِ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فِي قَتْلِ الوِزْغانِ فأَمرها بِذَلِكَ
؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن الوِزْغانَ إِنما هُوَ جَمْعُ
وَزَغ الَّذِي هُوَ جَمْعُ وزَغَة كوَرَلٍ ووِرْلانٍ لأَن الجمع إِذَا
طَابَقَ الْوَاحِدَ فِي الْبِنَاءِ وَكَانَ ذَلِكَ الْجَمْعُ مِمَّا
يُجْمَعُ جُمِعَ عَلَى مَا جُمِعَ عَلَيْهِ ذَلِكَ الْوَاحِدُ،
وَلَيْسَ بِجَمْعِ وزَغةٍ لأَن مَا فِيهِ الْهَاءُ لَا يُجْمَعُ عَلَى
فِعْلانِ. ووُزِّغَ الجَنِينُ تَوْزِيغاً: صُوِّرَ فِي الْبَطْنِ
فتَبَيَّنَت صُورَتُه وتحرَّك. أَبو عُبَيْدَةَ: إِذا تَبَيَّنَتْ
صُورَةُ المُهْر فِي بَطْنِ أُمه فَقَدْ وُزِّغَ تَوْزِيغاً.
والإِيزاغُ: إِخْراجُ البولِ دُفْعةً دُفْعةً. وأَوزَغَت الناقةُ
ببَوْلها وأَزْغَلَت بِهِ: قَطَّعَتْه دُفَعاً دُفَعاً؛ قَالَ ذُو
الرُّمَّةِ:
إِذا مَا دَعاها أَوْزَغَتْ بَكَراتُها، ... كإِيزاغِ آثارِ المُدى فِي
التَّرائِبِ
وَكَذَلِكَ الفرسُ والدلْوُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
قَدْ أَنْزِعُ الدَّلْوَ تَقَطَّى بالمَرَسْ، ... تُوزِغُ مِنْ مَلْءٍ
كإيزاغِ الفَرَسْ.
يَعْنِي أَنها تَفِيضُ مِنَ المَلْءِ فيَجْري ذَلِكَ الْمَاءُ،
والحوامِلُ مِنَ الإِبل تُوزِغُ بأَبْوالِها، والطَّعْنةُ تُوزِعُ
بِالدَّمِ؛ وَقَالَ مَالِكُ بْنُ زُغْبةَ:
بِضَرْبٍ كآذانِ الفِراء فُضُولُه، ... وطَعنٍ كإيزاغِ المخَاضِ
تَبُورُها
أَي تبورُها وتَخْتَبِرُها. ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ:
الوَزَغُ الارْتِعاشُ والرِّعْدةُ. وَيُقَالُ: بِفُلَانٍ وَزَغٌ إِذا
كَانَ يَرْتَعِشُ كَقَوْلِكَ بِهِ رِعْشةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ
عَنْ هِنْدِ بْنِ خديجةَ زَوْجِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه
وَسَلَّمَ، قَالَ: مَرّ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، بالحكَمِ أَبي مَرْوان قَالَ: فَجَعَلَ الحكَمُ يَغْمِزُ
بِالنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بإِصْبَعهِ
فالتَفَتَ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
اللَّهُمَّ اجْعَلْ بِهِ وَزَغاً، قَالَ: فرَجَفَ مكانَه وارْتَعَشَ.
وَجَاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ:
أَن الحكَم بْنِ أَبي الْعَاصِ حاكَى رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ خَلْفِه فَعَلِمَ بِذَلِكَ وَقَالَ: كَذَا
فَلْتَكن، فأَصابه وَزْغٌ لَمْ يُفارِقْه
أَي رِعْشةٌ، وَهِيَ سَاكِنَةُ الزَّايِ، قال: والوَزْغُ الارْتِعاشُ.
وشغ: الوَشُوغُ: مَا يُجْعَلُ مِنَ الدَّوَاءِ فِي الفَم، وَقَدْ
أَوْشَغَه. وَشَيْءٌ وَشْغ، بِالتَّسْكِينِ، أَي قَلِيلٌ وَتْحٌ.
والوَشِيغُ: الْقَلِيلُ كالوَتْحِ. وَقَدْ أَوْشَغَ عَطِيَّتَه أَي
أَوْتَحَها؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
(8/459)
ليْسَ كإِيشاغِ القَلِيلِ المُوشَغِ ...
بِمَدفَقِ الغَرْبِ، رَحيبِ المَفْرَغِ
والوَشْغُ: الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ وَجَمْعُهُ
وُشُوغٌ. وتَوَشَّغَ فُلَانٌ بالسَّوء إِذَا تَلَطَّخَ بِهِ؛ قَالَ
القُلاخُ:
إِنِّي امْرُؤٌ لَمْ أَتَوَشَّغْ بالكَذِبْ
ابْنُ الأَعرابي: أَوْشَغَتِ الناقةُ ببَولها وأَوْزَغَتْ وأَزْغَلَتْ
إِذَا قَطَّعَتْه فَرمت به زُغْلَة. واسْتَوْشَغَ فُلَانٌ إِذَا
اسْتَقى بِدَلْوٍ واهِيةٍ، وَهُوَ الاسْتِنْشاغُ.
وَلَغَ: الوَلْغُ: شُرْبُ السِّباع بأَلْسِنتها. ولَغَ السبُعُ والكلبُ
وكلُّ خَطْمٍ، ووَلِغَ يَلَغُ فِيهِمَا وَلْغاً: شَرِبَ مَاءً أَو
دَمًا؛ وأَنشد ابْنُ برِّيّ لِحَاجِزِ الأَزْدِيّ اللِّصِّ:
بِغَزْوٍ مِثْلِ الذِّئْب حَتى ... يَثُوبَ بِصاحِبي ثأْرٌ مُنِيمُ
وَقَالَ آخَرُ:
بِغَزْوٍ كَولْغِ الذِّئْبِ، غادٍ وَرائحٍ، ... وسَيْرٍ كَنَصْل
السَّيْفِ لَا يَتَعَوَّجُ
ولْغُ الذِّئْبِ: نَسَقٌ لَا يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا «3» فَتْرَةٌ كعَدِّ
الْحَاسِبِ. قَالَ: وولَغَ الْكَلْبُ فِي الإِناءِ يَلَغُ وَلُوغاً أَي
شَرِبَ فِيهِ بأَطراف لِسَانِهِ. وَحَكَى أَبو زَيْدٍ: وَلَغَ الكلبُ
بِشَرابِنا وَفِي شَرَابِنَا وَمِنْ شَرَابِنَا. وَيُقَالُ: أَوْلَغْتُ
الكلبَ إِذا جعلتَ لَهُ مَاءً أَو شَيْئًا يَوْلَغُ فِيهِ. وَفِي
الْحَدِيثِ:
إِذَا وَلَغَ الكلبُ فِي إِناء أَحدكم فَلْيَغْسِلْه سَبْع مرَّات
، أَي شَرِبَ مِنْهُ بِلِسَانِهِ، وأَكثر مَا يَكُونُ الوُلُوغُ فِي
السِّباع قَالَ الشَّاعِرُ: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ هُوَ ابْنُ هَرْمةَ
وَنَسَبُهُ الْجَوْهَرِيُّ لأَبي زُبَيْد الطَّائِيِّ:
مُرْضِعُ شِبْلَيْن فِي مَغارِهما، ... قَدْ نَهَزا لِلْفِطامِ أَوْ
فُطِما
مَا مرَّ يَوْمٌ إِلَّا وعِنْدهما ... لَحْمُ رِجالٍ، أَو يُولَغانِ
دَما
وَفِي التَّهْذِيبِ: وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ يالَغُ، أَرادوا
بَيَانَ الْوَاوِ فَجَعَلُوا مَكَانَهَا أَلفاً؛ قَالَ ابْنُ
الرُّقَيَّاتِ:
مَا مَرَّ يومٌ إِلَّا وَعِنْدَهُمَا ... لحمُ رِجَالٍ، أَو يالَغانِ
دَمَا
اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ وَلَغَ الْكَلْبُ وَوَلِغَ يَلِغُ فِي
اللُّغَتَيْنِ مَعًا، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ وَلِغَ يَوْلَغُ
مثلُ وجِلَ يَوْجَلُ. وَيُقَالُ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الطُّيُورِ يَلَغُ
غيرَ الذُّبابِ. والمِيلغُ والمِيلغةُ: الإِناء الَّذِي يَلَغُ فِيهِ
الْكَلْبُ. وَفِي الصِّحَاحِ: والمِيلغُ الإِناء الَّذِي يَلِغُ فِيهِ
فِي الدَّمِ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَه لِيَدِيَ قَوْمًا قَتَلهم خالِد بْنُ
الْوَلِيدِ فأَعطاهم مِيلَغَة الْكَلْبِ
، هِيَ الإِناء الذي يَلَغُ فيه الْكَلْبُ، يَعْنِي أَعطاهم قِيمةَ
كلِّ مَا ذَهَبَ لَهُمْ حَتَّى قيمَةَ المِيلغةِ. وَرَجُلٌ
مُسْتَوْلِغٌ: لَا يُبالي ذَمًّا وَلَا عَارًا، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ
لِرُؤْبَةَ:
__________
(3) . قوله [لا يفصل بينهما] كذا بالأَصل.
(8/460)
فَلَا تَقِسْني بامْرِئٍ مُسْتَولِغ
واسْتعار بَعْضُهُمُ الوُلُوغَ للدَّلْو فَقَالَ:
دَلْوُكَ دَلْوٌ يَا دُلَيْحُ سابِغَهْ، ... فِي كلِّ أَرْجاء
القَلِيبِ والِغَهْ
والوَلْغةُ: الدَّلْو الصَّغيرة؛ قَالَ:
شَرُّ الدِّلاء الوَلْغةُ المُلازِمهْ، ... والبَكَراتُ، شَرُّهُنَّ
الصائِمهْ
يَعْنِي الَّتِي لَا تَدُورُ وإِنما كَانَتْ مُلازِمةً لأَنك لَا
تَقْضِي حاجَتك بِالِاسْتِقَاءِ بِهَا لِصِغَرِهَا.
وَمَغَ: ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الوَمْغَةُ الشعرةُ
الطَّوِيلَةُ.
(8/461)
|