لسان العرب فصل التاء المثناة
تأف: أَتَيْتُه عَلَى تَئِفّة ذَلِكَ: كتَفِئّةٍ، فَعِلَّةٌ عِنْدَ
سِيبَوَيْهِ، وتَفْعِلةٌ عِنْدَ أَبي عَلِيٍّ، أَي حِينَ ذَلِكَ لأَنَّ
الْعَرَبَ تَقُولُ: أَفَفْتُ عَلَيْهِ عَنْبرةَ الشِّتَاءِ أَي أَتيته
فِي ذَلِكَ الْحِينِ؛ وأَتيته عَلَى إفَّان ذَلِكَ وتِئِفّانه أَي
أَوَّلِه، فَهَذَا يَشْهَد بِزِيَادَتِهَا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ:
لَيْسَتِ التَّاءُ فِي تَفِئَّةٍ وتَئِفَّةٍ أَصليةً. والتَّئفّانُ:
النَّشاطُ.
(9/16)
تحف: التُّحْفةُ: الطُرْفةُ مِنَ
الْفَاكِهَةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الرَّياحين. والتُّحْفَةُ: مَا
أَتْحَفْتَ بِهِ الرجلَ مِنَ البِرِّ واللُّطْف والنَّغَص، وَكَذَلِكَ
التُّحَفَة، بِفَتْحِ الْحَاءِ، وَالْجَمْعُ تُحَفٌ، وَقَدْ أَتْحَفَه
بِهَا واتَّحَفَه؛ قَالَ ابْنُ هَرْمةَ:
واسْتَيْقَنَتْ أَنها مُثابِرةٌ، ... وأَنَّها بالنَّجاحِ مُتَّحِفَهْ
قَالَ صَاحِبُ الْعَيْنِ: تَاؤُهُ مُبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ إِلَّا
أَنَّها لازمةٌ لِجَمِيعِ تَصارِيف فِعْلِهَا إِلَّا فِي يَتَفَعل.
يُقَالُ: أَتْحَفْتُ الرَّجُلَ تُحْفَةً وَهُوَ يَتَوَحَّفُ، وكأَنهم
كَرِهُوا لزوم البدل هاهنا لِاجْتِمَاعِ المِثْلين فَرَدُّوهُ إِلَى
الأَصل، فَإِنْ كَانَ عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ فَهُوَ مَنْ وَحَفَ،
وَقَالَ الأَزهري: أَصل التُّحْفةِ وُحْفةٌ، وَكَذَلِكَ التُّهَمَةُ
أَصلها وُهَمَةٌ، وَكَذَلِكَ التُّخَمةُ، وَرَجُلٌ تُكَلةٌ، والأَصل
وُكَلة، وتُقاةٌ أَصلها وُقاةٌ، وتُراثٌ أَصله وُراثٌ. وَفِي
الْحَدِيثِ:
تُحْفَةُ الصائِم الدُّهْنُ والمِجْمَرُ
، يَعْنِي أَنه يُذْهِب عَنْهُ مَشَقَّةَ الصوْمِ وشِدَّتَه. وَفِي
حَدِيثِ
أَبي عَمْرةَ فِي صِفَةِ التَّمْرِ: تُحْفَةُ الكَبير وصُمْتةُ
الصَّغِيرِ.
وَفِي الْحَدِيثِ:
تُحْفَةُ المؤمنِ الموتُ
أَي مَا يُصِيبُ المؤْمنَ فِي الدُّنْيَا مِنَ الأَذى، وَمَا لَهُ
عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي لَا يَصِلُ إِلَيْهِ إِلَّا
بالموتِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَثير:
قَدْ قُلْت إِذْ مَدَحُوا الحياةَ وأَسْرَفُوا: ... فِي المَوْتِ
أَلْفُ فَضِيلةٍ لَا تُعْرَفُ
مِنْها أَمانُ عَذابِه بِلقائِه، ... وفِراقُ كلِّ مُعاشِرٍ لَا
يُنْصِفُ
وَيُشْبِهُهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ:
الموتُ راحةُ المؤمنِ.
ترف: الترَفُ: التَّنَعُّمُ، والتُّرْفةُ النَّعْمةُ، والتَّتْريفُ
حُسْنُ الغِذاء. وصبيٌّ مُتْرَفٌ إِذَا كَانَ مُنَعَّمَ البدنِ
مُدَلَّلًا والمُتْرَفُ: الَّذِي قَدْ أَبْطَرَتْه النعمةُ وسَعة
العيْشِ. وأَتْرَفَتْه النَّعْمةُ أَي أَطْغَتْه. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَوْهِ لفِراخِ محمدٍ مِنْ خَلِيفَةٍ يُسْتَخْلَفُ عِتْريفٍ مُتْرَفٍ
؛ المُتْرَفُ: المُتَنَعِّمُ المُتَوَسِّعُ فِي مَلاذِّ الدُّنْيَا
وشَهواتِها. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنَّ إِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فُرَّ بِهِ
مِنْ جَبَّارٍ مُتْرَفٍ.
وَرَجُلٌ مُتْرَفٌ ومُتَرَّفٌ: مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ. وتَرَّفَ الرجلَ
وأَتْرَفَه: دَلَّلَه ومَلَّكَه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا قالَ
مُتْرَفُوها*
؛ أَي أُولو الترفةِ وأَراد رؤساءَها وقادةَ الشَّرِّ مِنْهَا.
والتُّرْفةُ، بِالضَّمِّ: الطعامُ الطَّيِّبُ، وَكُلُّ طُرْفة تُرْفةٌ،
وأَتْرَفَ الرجلَ: أَعطاه شَهْوَتَه؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ.
وتَرِفَ النباتُ: تَرَوّى. والتُّرْفة، بِالضَّمِّ: الهَنةُ الناتئةُ
فِي وَسَطِ الشَّفةِ الْعُلْيَا خِلْقةً وَصَاحِبُهَا أَتْرَفُ.
والتُّرفة: مِسْقاةٌ يُشْرَبُ بها.
تفف: التُّفُّ: وسَخُ الأَظْفارِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: وسَخ بَيْنَ
الظُّفُرِ والأَنْمُلةِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَجْتَمِعُ تَحْتَ
الظُّفْرِ مِنَ الوسَخ؛ والأُفُّ: وسخُ الأُذن، والتَّتْفِيفُ مِنَ
التُّفِّ كالتَّأْفِيف مِنَ الأُفِّ. وَقَالَ أَبو طَالِبٍ: قَوْلُهُمْ
أُفٌّ وأُفَّةٌ وتُفٌّ وتُفّةٌ، فالأُفُّ وسخُ الأُذن، والتُّفُّ
وَسَخُ الأَظْفار، فَكَانَ ذَلِكَ يُقَالُ عند الشي يُسْتَقْذَرُ ثُمَّ
كَثُرَ حَتَّى صَارُوا يَسْتَعْمِلُونَهُ عِنْدَ كُلِّ مَا
يتَأَذَّوْنَ بِهِ، وَقِيلَ: أُفٌّ لَهُ مَعْنَاهُ قلَّةٌ لَهُ، وتُفٌّ
إِتْبَاعٌ مأْخوذ مِنَ الأَفَفِ، وَهُوَ الشَّيْءُ الْقَلِيلُ. ابْنُ
الأَعرابي: تَفْتَفَ الرجلُ إِذَا تَقَذَّرَ بَعْدَ تَنْظِيفٍ.
وَيُقَالُ: أَفَّ يَؤُفُّ ويَئِفُّ إِذَا
(9/17)
قَالَ أُفّ. وَيُقَالُ: أُفَّةٌ لَهُ
وتُفَّةٌ أَي تَضَجُّر. وَيُقَالُ: الأُفُّ بِمَعْنَى الْقِلَّةِ مِنَ
الأَفَفِ وَهُوَ الْقَلِيلُ. والتُفّة دُوَيْبَّةٌ تُشْبِهُ الفأْر؛
وَقَالَ الأَصمعي: هَذَا غَلَطٌ إِنَّمَا هِيَ دُوَيْبَّةٌ عَلَى شَكْل
جَرْو الْكَلْبِ يُقَالُ لَهَا عَناقُ الأَرض، قَالَ: وَقَدْ رأَيته.
وَفِي الْمَثَلِ: أَغْنى مِنَ التُّفّةِ عَنِ الرُّفّة، وَفِي
الْمُحْكَمِ: اسْتَغْنَتِ التُّفَّةُ عَنِ الرُّفَّةِ؛ والرُّفَّةُ:
دُقاقُ التِّبْن، وَقِيلَ: التِّبْنُ عَامَّةً، وَكِلَاهُمَا
بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ. والتُّفَفة: دُودة صَغِيرَةٌ تُؤَثِّرُ
فِي الْجِلْدِ. والتَّفَّافُ: الوَضِيعُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي
يَسْأَلُ الناسَ شَاةً أَو شَاتَيْنِ؛ قَالَ:
وصِرْمةٍ عِشْرِينَ أَو ثلاثينْ ... يُغْنِينَنا عَنْ مَكْسَبِ
التَّفافِينْ
تلف: اللَّيْثُ: التَّلَفُ الهَلاكُ والعَطَبُ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
تَلِفَ يَتْلَفُ تَلَفاً، فَهُوَ تَلِفٌ: هَلَكَ. غَيْرُهُ: تَلِفَ
الشيءُ وأَتْلَفَه غَيْرُهُ وذهَبت نفسُ فلانٍ تَلَفاً وظَلَفاً
بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَي هَدَراً. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: إِنَّ مِنَ
القَرَفِ التَّلَفَ، والقَرَفُ مُداناةُ الوَباء، والمَتَالِفُ
المَهالِكُ. وأَتْلَفَ فُلَانٌ مالَه إتْلَافاً إِذَا أَفناه إسْرافاً؛
قَالَ الْفَرَزْدَقُ:
وقَوْمٍ كِرامٍ قَدْ نَقَلْنا إليهمُ ... قِراهُمْ، فأَتْلَفْنا
المَنايا وأَتْلَفُوا
أَتْلَفْنا المَنايا أَي وجدْناها ذاتَ تَلَفٍ أَي ذاتَ إتْلافٍ
ووجدُوها كَذَلِكَ؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَتْلَفْنَا
الْمَنَايَا وأَتْلَفُوا أَي صَيَّرْنا المَنايا تَلَفاً لَهُمْ
وصَيَّرُوها لَنَا تلَفاً، قَالَ: وَيُقَالُ مَعْنَاهُ صادَفْناها
تُتْلِفُنا وصادَفُوها تُتْلِفُهم. وَرَجُلٌ مِتْلَفٌ ومِتْلافٌ:
يُتْلِفُ مالَه، وَقِيلَ: كَثِيرُ الإِتْلافِ. والمَتْلَفَةُ: مَهْواةٌ
مُشْرِفةٌ عَلَى تَلَفٍ. والمَتْلَفَة: القَفْر؛ قَالَ طَرَفَةُ أَو
غَيْرُهُ:
بمَتْلَفَةٍ ليْسَتْ بطَلْحٍ وَلَا حَمْضِ
أَراد لَيْسَتْ بمَنْبِت طَلْحٍ وَلَا حَمْض، لَا يَكُونُ إِلَّا عَلَى
ذَلِكَ لأَن المَتْلَفَةَ المَنْبِتُ، والطَّلْح وَالْحَمْضُ نَبْتانِ
لَا مَنْبِتانِ، والمَتْلَفُ المَفازةُ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
ومَتْلَفٍ مثْلِ فَرْقِ الرأْس تَخْلُجُهُ ... مَطارِبٌ زَقَبٌ،
أَمْيالُها فِيحُ
المَتْلفُ: القَفْرُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يُتْلِفُ سالِكَه فِي
الأَكثر. والتَّلْفةُ: الهَضْبةُ المَنِيعةُ الَّتِي يَغْشى مَن
تَعَاطَاهَا التَّلَفُ؛ عَنِ الهَجَريّ؛ وأَنشد:
أَلا لَكُما فَرْخانِ فِي رأْس تَلْفَةٍ، ... إِذَا رامَها الرَّامِي
تَطاوَلَ نِيقُها
تنف: التَّنُوفةُ: القَفْرُ مِنَ الأَرض وأَصل بِنائها التَّنَفُ،
وَهِيَ المَفازةُ، وَالْجَمْعُ تَنائفُ؛ وَقِيلَ: التَّنُوفةُ مِنَ
الأَرض المُتباعِدةُ مَا بَيْنَ الأَطْرافِ، وَقِيلَ: التَّنُوفَةُ
الَّتِي لَا مَاءَ بِهَا مِنَ الفَلواتِ وَلَا أَنِيسَ وَإِنْ كَانَتْ
مُعْشِبَةً، وَقِيلَ: التَّنُوفَةُ الْبَعِيدَةُ وَفِيهَا مُجْتَمَعُ
كلإٍ وَلَكِنْ لَا يُقدَرُ عَلَى رعْيِه لبُعْدِها. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه سَافَرَ رَجُلٌ بأَرضٍ تَنُوفَةٍ
؛ التَّنُوفَةُ: الأَرضُ القَفْرُ، وَقِيلَ البعيدةُ الْمَاءِ؛ قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ: التَّنُوفَةُ المَفازةُ، وَكَذَلِكَ التَّنُوفِيّةُ
كَمَا قَالُوا دَوٌّ ودَوِّيَّةٌ لأَنها أَرض مِثْلُهَا فنُسِبت
إِلَيْهَا؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:
(9/18)
كَمْ دَونَ لَيْلى مِنْ تَنُوفِيَّةٍ ... لَمَّاعةٍ، تُنْذَرُ فِيهَا
النُّذُرْ
وتَنُوفى: موضعٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
كأَنَّ دِثاراً حَلَّقَتْ بِلَبُونِه ... عُقابُ تَنُوفى، لَا عُقابُ
القَواعِلِ
وَهُوَ مِنَ المُثُل الَّتِي لَمْ يَذْكُرْها سِيبَوَيْهِ. قَالَ ابْنُ
جِنِّي: قُلْتُ مَرَّةً لأَبي عَلِيٍّ يَجُوزُ أَن تَكُونَ تَنُوفَى
مَقْصُورَةٌ مِنْ تَنوفاء بِمَنْزِلَةِ بَرُوكاء، فَسَمِعَ ذَلِكَ
وتَقَبَّلَه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَلف
تَنُوفَى إِشْبَاعًا لِلْفَتْحَةِ لَا سِيَّمَا وَقَدْ رَوَيْنَاهُ
مَفْتُوحًا وَتَكُونُ هَذِهِ الأَلف ملحَقةً مَعَ الإِشباع لإِقامة
الْوَزْنِ؛ أَلا تَرَاهَا مُقَابِلَةً لِيَاءِ مَفَاعِيلُنْ كَمَا أَن
الأَلف فِي قَوْلِهِ:
يَنْباعُ مِنْ ذِفْرى غَضُوبٍ جَسْرةٍ
إِنَّمَا هِيَ إشْباعٌ لِلْفَتْحَةِ طلَباً لإِقامة الْوَزْنِ، أَلا
تَرَى أَنه لَوْ قَالَ يَنْبَعُ مِنْ ذِفْرَى لَصَحَّ الْوَزْنُ إِلَّا
أَن فِيهِ زِحافاً، وَهُوَ الخَزْلُ، كَمَا أَنه لَوْ قَالَ تَنُوفَ
لَكَانَ الْجُزْءُ مَقْبوضاً فالإِشْباعُ إِذًا فِي الْمَوْضِعَيْنِ
إِنَّمَا هُوَ مخافةَ الزِّحاف الَّذِي هو جائز.
توف: مَا فِي أَمرهم تَوِيفةٌ أَي تَوانٍ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب:
مَا فِيهِ تُوفةٌ وَلَا تافةٌ أَي مَا فِيهِ عَيْبٌ. أَبو تُرَابٍ:
سَمِعْتُ عَراماً يقول تَاهَ بَصَرُ الرَّجُلِ وتافَ إِذَا نَظَرَ
إِلَى الشَّيْءِ فِي دَوَامٍ؛ وأَنشد:
فَمَا أَنْسَ مِ الأَشْياءِ لَا أَنْسَ نَظْرتي ... بمكةَ أَنِّي تائفُ
النَّظَراتِ
وتافَ عَنِّي بصَرُكَ وتاهَ إِذَا تَخَطَّى. |