لسان العرب

فصل السين المهملة
سبك: سَبَك الذهبَ وَالْفِضَّةَ وَنَحْوَهُ مِنَ الذَّائِبِ يسبُكهُ ويسبِكُه سَبْكاً وسَبَّكه: ذَوَّبه وَأَفْرَغَهُ فِي قالبٍ. والسَّبِيكَةُ: القِطْعة المُذوَّبة مِنْهُ، وَقَدِ انسبَكَ. اللَّيْثُ: السَّبْكُ تَسْبِيكُ السَّبيكَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ يُذابُ ويُفْرَغُ فِي مَسْبَكة مِنْ حَدِيدٍ كأَنها شِقُّ قَصَبَة، وَالْجَمْعُ السَّبائِكُ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ: لَوْ شِئْتُ لمَلأْت الرِّحابَ صَلائق وسبَائك
أَيْ مَا سُبِكَ مِنَ الدَّقِيقِ ونُخِلَ فأُخذ خَالِصُهُ يَعْنِي الحُوَّارى، وَكَانُوا يسمون الرُّقاقَ السَّبائك.
سحك: المُسْحَنْكِكُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: الشَّدِيدُ السَّوَادِ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا مَزِيدًا، وَفِي حَدِيثِ
خُزَيْمَةَ والعِضاه مُسْحَنْكِكاً.
واسْحَنْكك الليلُ إِذَا اشْتَدَّتْ ظُلْمَتُهُ، وَيُرْوَى
مُسْتَحْنِكاً
أَيْ مُنْقَلِعاً مِنْ أَصله. وشعَر مُسْحَنْكِك أَي شَدِيدُ السَّوَادِ. وَشَعْرٌ سُحْكوك: أَسْوَدُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى هَذَا اللَّفْظَ عَلَى هَذَا الْبِنَاءِ لَمْ يُسْتَعْمَلْ إِلَّا فِي الشِّعْرِ؛ قَالَ:
تَضْحَكُ مِنِّي شَيْخةٌ ضَحُوكُ ... واسْتَنْوَكَتْ، وللشَّبابِ نُوكُ،
وَقَدْ يَشِيبُ الشَّعَرُ السُّحْكوكُ
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أسودُ سُحْكوك وحُلْكوكٌ. قال الأَزهري: ومُسْحَنْكِك مُفْعَنْلِلٌ مِنْ سَحَك. واسْحَنْكَك الليلُ أَي أَظلم. وَفِي حَدِيثِ
المُحْرَقِ: إِذَا مُتُّ فاسْحَكوني أَو قَالَ اسْحَقوني
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ وَهُمَا بِمَعْنًى، وَقَالَ بَعْضُهُمْ:
اسْهَكوني
بِالْهَاءِ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ؛ الأَزهري: أَصل هَذَا الْحَرْفِ ثُلَاثِيٌّ صَارَ خُمَاسِيًّا بِزِيَادَةِ نُونٍ وَكَافٍ، وَكَذَلِكَ مَا أَشْبَهَهُ مِنْ الأَفعال.

(10/438)


سدك: سَدِكَ بِهِ، بِالْكَسْرِ، سَدْكاً وسَدَكاً، فَهُوَ سَدِكٌ ولَكِيَ بِهِ لَكًى: لَزِمَهُ. والسَّدِكُ: المُولَعُ بِالشَّيْءِ، طَائِيَّةٌ؛ قَالَ بَعْضُ محرِّمي الْخَمْرِ عَلَى نَفْسِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ:
ووَزَّعْتُ القِداحَ، وَقَدْ أَراني ... بِهَا سَدِكاً، وَإِنْ كانَتْ حَراما
أَراد بِالْقَدَّاحِ هُنَا جَمْعَ القَدَح الْمَشْرُوبِ بِهِ. وَرَجُلٌ سَدِكٌ: خَفِيفُ الْيَدَيْنِ فِي الْعَمَلِ. وَرَجُلٌ سَدكٌ بالرُّمح: طَعَّان بِهِ رَفيق سريع. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ سَدَّك فلانٌ جِلالَ التَّمْرِ تَسْديكاً إذا نَضَّدَ بعضَها فَوْقَ بَعْضٍ، فَهِيَ مُسَدَّكة.
سرك: السَّرْوَكَةُ: رَدَاءَةُ الْمَشْيِ وَإِبْطَاءٌ فِيهِ مِنْ عَجَف أَو إِعْيَاءٍ، وَقَدْ سَرْوَكَ. ابْنُ الأَعرابي: سَرِكَ الرجلُ إِذَا ضَعُفَ بَدَنُهُ بَعْدَ قوَّة. ابْنُ السِّكِّيتِ: تَسارَكْتُ فِي الْمَشْيِ وتَسَرْوَكْتُ وسَرْوَكْتُ، وَهُمَا رَدَاءَةُ الْمَشْيِ مِنْ عَجَفٍ وإعياء.
سفك: السَّفْكُ: صَبُّ الدَّمِ ونَثْرُ الْكَلَامِ. وسَفَك الدمَ والدمعَ والماءَ يَسْفِكُه سَفْكاً، فَهُوَ مَسْفوك وسَفِيك: صَبَّهُ وهَراقَه، وكأَنه بِالدَّمِ أَخص. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن يَسْفكُوا دماءَهم
؛ السَّفْك: الإِراقة والإِجراء لِكُلِّ مَائِعٍ، وَقَدِ انْسَفَك؛ وَرَجُلٌ سَفَّاك لِلدِّمَاءِ سَفَّاك لِلْكَلَامِ. والسَّفَّاك: السَّفَّاح وَهُوَ الْقَادِرُ عَلَى الْكَلَامِ. وسَفَكَ الْكَلَامَ يَسْفِكه سَفْكاً: نَثَره. وَرَجُلٌ مِسْفَك: كَثِيرُ الْكَلَامِ. وَخَطِيبٌ سَفَّاك: بَلِيغٌ كَسهَّاك؛ كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ. وَرَجُلٌ سَفَّاك بِالْكَلَامِ وسَفُوك: كذَّاب. والسُّفْكَة: مَا يُقَدَّم إِلَى الضَّيْفِ مِثْلُ اللُّمْجة، يُقَالُ: سَفِّكُوه ولَمِّجُوه. وَمِنْ أَسْمَاءِ النَّفْسِ: السَّفُوك وَالْجَائِشَةُ والطَّموح.
سكك: السَّكَكُ: الصَّمَمُ، وَقِيلَ: السَّكَك صِغَر الأُذن وَلُزُوقُهَا بالرأْس وقِلَة إِشْرَافِهَا، وَقِيلَ: قِصَرها وَلُصُوقُهَا بالخُشَشاء، وَقِيلَ: هُوَ صِغر قُوفِ الأُذن وضيقُ الصِّماخ، وَقَدْ وُصِفَ بِهِ الصَّمَمُ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْآدَمِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ، وَقَدْ سَكَّ سَكَكاً وَهُوَ أَسَكُّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
ليلةُ حَكّ لَيْسَ فِيهَا شَكُّ، ... أَحُكُّ حَتَّى ساعِدي مُنْفَكُّ،
أَسْهَرَنِي الأُسَيْوِدُ الأَسَكُ
يَعْنِي الْبَرَاغِيثَ، وأَفرده عَلَى إِرَادَةِ الْجِنْسِ. والنَّعامُ كلُّها سُكٌّ وَكَذَلِكَ الْقَطَا؛ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْقَطَاةِ حَذَّاءُ لِقصَر ذَنَبِهَا، وسَكَّاءُ لأَنه لَا أُذن لَهَا، وأَصل السَّكَك الصَّمَمُ؛ وأَنشد:
حَذَّاءُ مُدْبِرَةً، سَكَّاءُ مُقْبِلَةً، ... لِلْمَاءِ فِي النَّحْرِ مِنْهَا نَوْطَةٌ عَجَبُ
وَقَوْلُهُ:
إنَّ بَني وَقْدانَ قومٌ سُكُّ ... مثلُ النَّعامِ، والنعامُ صُكُ
سُكٌّ أَي صُمٌّ. اللَّيْثُ: يُقَالُ ظَلِيمٌ أَسَكُّ لأَنه لَا يَسْمَعُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:
أَسَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنينِ أَجْنَى، ... لَهُ بالسِّيّ تَنُّومٌ وآءُ «2»
. واسْتَكَّتْ مَسَامِعُهُ إِذَا صَمَّ. وَيُقَالُ: مَا اسْتَكَّ فِي مَسامِعي مثلُه أَي مَا دَخَلَ. وَمَا سَكَّ سَمْعي مثلُ ذَلِكَ الْكَلَامِ أَي مَا دَخَلَ. وأُذن سَكَّاء أَيْ صَغِيرَةٌ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ سُكاكة لِصَغِيرِ الأُذن، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ أَسَكّ. ابن سيدة: والسُّكاكة الصَّغِيرُ الأُذنين؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
__________
(2) . وروي في ديوان زهير: أصكّ بدل أسكّ

(10/439)


يَا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدافى واسِجِ، ... سُكاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفَانِجِ
وَيُقَالُ: كلُّ سَكَّاءَ تَبِيضُ وَكُلُّ شَرْفاء تَلِدُ، فالسَّكَّاء: الَّتِي لَا أُذن لَهَا، والشَّرْفاء: الَّتِي لَهَا أُذن وَإِنْ كَانَتْ مَشْقُوقَةً. وَيُقَالُ: سَكَّه يَسُكّه إِذَا اصطَلم أُذنيه. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه مَرَّ بِجَدي أَسَكَ
أَي مُصْطَلِم الأُذنين مَقْطُوعِهِمَا. واسْتَكَّتْ مَسامِعُه أَي صَمَّت وَضَاقَتْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ:
أَتاني، أَبَيْتَ اللَّعْنَ أَنك لُمْتَني، ... وتِلْكَ الَّتِي تَسْتَكُّ مِنْهَا المَسامِعُ
وَقَالَ عَبيدُ بْنُ الأَبرص:
دَعا مَعاشِرَ فاسْتَكَّتْ مَسامِعُهم، ... يَا لَهْفَ نفْسيَ، لَوْ يَدْعُو بَنِي أَسَدِ
وَفِي حَدِيثِ
الخُدْرِي: أَنَّهُ وضَع يَدَيْهِ عَلَى أُذنيه وَقَالَ اسْتَكَّتا إِنْ لَمْ أَكن سَمِعْتُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: الذهبُ بِالذَّهَبِ
، أَي صَمَّتا. والاسْتِكاكُ: الصَّمَمُ وَذَهَابُ السَّمْعِ. وسَكَّ الشيءَ يَسُكُّه سَكّاً فاسْتَكَّ: سَدَّه فانسَدَّ. وَطَرِيقٌ سُكُّ: ضَيِّق مُنْسَدّ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَبِئْرٌ سَكٌّ وسُكٌّ: ضَيِّقَةُ الْخَرْقِ، وَقِيلَ: الضَّيِّقَةُ المَحْفِر مِنْ أَولها إِلَى آخِرِهَا؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
مَاذَا أُخَشَّى مِنْ قَلِيبٍ سُكِّ، ... يَأْسَنُ فِيهِ الوَرَلُ المُذَكِّي؟
وَجَمْعُهَا سِكَاكٌ. وَبِئْرٌ سَكُوك: كَسُكِّ. الأَصمعي: إِذَا ضَاقَتِ الْبِئْرُ فَهِيَ سُكٌّ؛ وأَنشد:
يُجْبَى لَها عَلَى قَلِيبٍ سُكِ
الْفَرَّاءُ: حَفَرُوا قَلِيبًا سُكّاً، وَهِيَ الَّتِي أُحْكِم طَيُّها في ضيق. والسُّكُّ مِنَ الرَّكايا: المستويةُ الجِرَاب وَالطَّيِّ. والسُّكُّ، بِالضَّمِّ: الْبِئْرُ الضَّيِّقَةُ مِنْ أَعلاها إِلَى أَسفلها؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. والسُّكُّ: جُحْر الْعَقْرَبِ وجُحْرُ الْعَنْكَبُوتِ لِضِيقِهِ. واسْتَكَّ النبتُ أَي الْتَفَّ وانْسَدَّ خَصاصُه. الأَصمعي: اسْتَكَّتِ الرياضُ إِذَا الْتَفَّتْ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ عَيْراً:
صُنْتُعُ الحاجِبَيْنِ، خَرَّطَه البَقْلُ ... بَديّاً، قَبْل اسْتِكاكِ الرِّياضِ
والسَّكُّ: تَضْبِيبُك البابَ أَو الخشبَ بِالْحَدِيدِ، وَهُوَ السَّكِّيُّ والسَّكُّ. والسَّكِّيّ: المسمارُ؛ قَالَ الأَعشى:
وَلَا بُدَّ مِنْ جارٍ يُجِيرُ سَبِيلَها، ... كَمَا سَلَكَ السَّكِّيَّ فِي البابِ فَيْتَقُ
وَيُرْوَى السِّكِّيّ بالكسرِ، وَقِيلَ: هُوَ الْمِسْمَارُ، وَقِيلَ الدِّينَارُ، وَقِيلَ البَرِيدُ، والفَيْتَقُ النَّجَّارُ، وَقِيلَ الحَدَّاد، وَقِيلَ البوَّاب، وَقِيلَ المَلِكُ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه خَطَبَ النَّاسَ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ وَهُوَ غَيْرُ مَسْكُوك
أَي غَيْرُ مُسمَّرٍ بِمَسَامِيرِ الْحَدِيدِ، وَيُرْوَى بِالشِّينِ، وَهُوَ الْمَشْدُودُ؛ وَقَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّة يَصِفُ دِرْعًا:
بَيْضَاءُ لَا تُرْتَدَى إِلَّا إِلَى فَزَعٍ، ... مِنْ نَسْجِ داودَ، فِيهَا السَّكُّ مَقْتُورُ
والمَقْتُور: المُقَدَّر، وَجَمْعُهُ سُكُوك وسِكَاك. والسُّكُّ: الدِّرع الضَّيِّقَةُ الحَلَقِ. ودِرْعٌ سُكٌّ وسَكَّاءُ: ضَيِّقَةُ الحَلَق. والسِّكَّةُ: حَدِيدَةٌ قَدْ كُتِبَ عَلَيْهَا يُضْرَبُ عَلَيْهَا الدَّرَاهِمُ وَهِيَ الْمَنْقُوشَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ
عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه نَهَى عَنْ كَسْرِ سِكَّةِ الْمُسْلِمِينَ الْجَائِزَةِ بَيْنَهُمْ إلَّا مِنْ بأْس
؛ أَراد بالسِّكَّة الدينارَ والدرهمَ الْمَضْرُوبِينَ، سُمِّيَ كُلُّ

(10/440)


وَاحِدٍ مِنْهُمَا سِكَّة لأَنه طُبِعَ بِالْحَدِيدَةِ المُعَلِّمة لَهُ، وَيُقَالُ لَهُ السَّكُّ، وَكُلُّ مِسْمَارٍ عِنْدَ الْعَرَبِ سَكٌّ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ دِرْعًا:
ومَشْدُودَةَ السَّكِّ مَوْضُونَةً، ... تَضَاءَلُ فِي الطَّيِّ كالمِبْرَدِ
قَوْلُهُ وَمَشْدُودَةَ مَنْصُوبٌ لأَنه مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ:
وأَعْدَدتُ لِلْحَرْبِ وَثّابةً، ... جَوادَ المَحَثَّةِ والمِرْوَدِ
وسِكَّةُ الحَرَّاثِ: حديدةُ الفَدَّانِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَا دَخَلتِ السِّكَّةُ دارَ قَوْمٍ إلَّا ذَلُّوا.
والسَّكَّة فِي هَذَا الْحَدِيثِ: الْحَدِيدَةُ الَّتِي يُحْرَثُ بِهَا الأَرض، وَهِيَ السِّنُّ واللُّؤَمَةُ، وَإِنَّمَا قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّهَا لَا تَدْخُلُ دَارَ قَوْمٍ إِلَّا ذَلُّوا
كَرَاهَةَ اشْتِغَالِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْمُسْلِمِينَ عَنْ مُجَاهَدَةِ الْعَدُوِّ بِالزِّرَاعَةِ وَالْخَفْضِ، وَإِنَّهُمْ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ طُولِبُوا بِمَا يَلْزَمُهُمْ مِنْ مَالِ الفَيْء فَيَلْقَوْنَ عَنَتاً مِنْ عُمَّال الْخَرَاجِ وَذُلًّا مِنَ الإِلزامات، وَقَدْ عَلِمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، مَا يَلْقَاهُ أَصْحَابُ الضِّيَاعِ وَالْمَزَارِعِ مِنْ عَسْفِ السُّلْطَانِ وإِيجابه عَلَيْهِمْ بِالْمُطَالَبَاتِ، وَمَا يَنَالُهُمْ مِنَ الذلِّ عِنْدَ تُغَيِّرُ الأَحوال بَعْدَهُ، وَقَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ:
العِزُّ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ وَالذُّلُّ فِي أَذناب الْبَقَرِ
، وَقَدْ ذُكِرَتِ السِّكَّة في ثلاثة أَحاديث بثلاثة مَعَانٍ مُخْتَلِفَةٍ. والسِّكَّةُ والسِّنَّةُ: المَأْنُ الذي تحرث بِهِ الأَرض. ابْنُ الأَعرابي: السُّكُّ لُؤْمُ الطَّبْعِ. يُقَالُ: هُوَ بسُكِّ طَبْعِه يَفْعَلُ ذَلِكَ. وسَكَّ إِذَا ضَيَّق، وسَكَّ إِذَا لَؤُمَ. والسِّكَّة: السَّطْرُ الْمُصْطَفُّ مِنَ الشَّجَرِ وَالنَّخِيلِ، وَمِنْهُ الحديثُ المأْثورُ:
خَيْرُ الْمَالِ سِكَّةٌ مأْبُورَةٌ ومُهْرَةٌ مأْمُورة
؛ المأْبورة: المُصْلَحة المُلْقَحَة مِنَ النَّخْلِ، والمأْمورة: الْكَثِيرَةُ النِّتاجِ وَالنَّسْلِ، وَقِيلَ: السِّكَّة المأْبورة هِيَ الطَّرِيقُ الْمُسْتَوِيَةُ الْمُصْطَفَّةُ مِنَ النَّخْلِ، والسكَّة الزُّقاقُ، وَقِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَتِ الأَزِقَّةُ سِكَكاً لِاصْطِفَافِ الدُّور فِيهَا كَطَرَائِقِ النَّخْلِ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: كَانَ الأَصمعي يَذْهَبُ فِي السِّكَّةِ الْمَأْبُورَةِ إِلَى الزَّرْعِ وَيَجْعَلُ السِّكَّةَ هُنَا سِكَّةَ الحرَّاث كأَنه كَنَّى بِالسِّكَّةِ عَنِ الأَرض الْمَحْرُوثَةِ، وَمَعْنَى هَذَا الْكَلَامِ خَيْرُ الْمَالِ نِتَاجٌ أَوْ زَرْعٌ، والسِّكَّة أَوسع مِنَ الزُّقاقِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِاصْطِفَافِ الدُّورِ فِيهَا عَلَى التَّشْبِيهِ بالسِّكَّةِ مِنَ النَّخْلِ. والسِّكَّةُ: الطَّرِيقُ الْمُسْتَوِي، وَبِهِ سُمِّيَتْ سِكَكُ البَرِيدِ؛ قَالَ الشَّمَّاخ:
حَنَّتْ عَلَى سِكَّةِ السَّارِي فَجاوَبها ... حمامةٌ مِنْ حمامٍ، ذاتُ أَطواقِ
أَي عَلَى طَرِيقِ السَّارِيِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
نَضْرِبُهم إذ أَخذُوا السَّكائِكا
الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَصِفُ دَحْلًا دَحَله فَقَالَ: ذَهَبَ فَمُهُ سَكّاً فِي الأَرض عَشْرَ قِيَمٍ ثُمَّ سَرَبَ يَمِينًا؛ أَراد بِقَوْلِهِ سَكّاً أَي مُسْتَقِيمًا لَا عِوَجَ فِيهِ. والسِّكَّةُ: الطَّرِيقَةُ المُصْطَفَّة مِنَ النَّخْلِ. وَضَرَبُوا بيوتَهم سِكاكاً أَيْ صَفًّا وَاحِدًا؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، ويُقال بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَأَدْرَكَ الأَمْرَ بِسِكَّتِهِ أَي فِي حِينِ إِمْكَانِهِ. واللُّوحُ والسُّكاكُ والسُّكاكَةُ: الهواءُ بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض، وَقِيلَ: الَّذِي لَا يُلَاقِي أعْنان السَّمَاءِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَا أَفْعَلُ ذَلِكَ وَلَوْ نَزَوْتَ فِي السُّكاكِ أَي فِي السَّمَاءِ. وَفِي حَدِيثِ الصَّبِيَّةِ الْمَفْقُودَةِ.
قَالَتْ فَحَمَلَنِي عَلَى خَافِيَةٍ مِنْ خَوافِيه ثُمَّ دَوَّمَ بِي فِي السُّكاكِ
؛ السُّكاك والسُّكاكة: الجَوُّ وَهُوَ مَا بَيْنَ

(10/441)


السَّمَاءِ والأَرض؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: شَقَّ الأَرجاءَ وسَكائِكَ الْهَوَاءِ
؛ السَّكَائِكُ جَمْعُ السُّكاكَةِ وَهِيَ السُّكاكُ كذاؤبة وَذَوَائِبَ. والسُّكُكُ: القُلُصُ الزَّرَّاقَةُ يَعْنِي الحُبَاريَات. ابْنُ شُمَيْلٍ: سَلْقَى بناءَه أَيْ جَعَلَهُ مُسْتَلْقِياً وَلَمْ يَجْعَلْهُ سَكَكاً، قال: والسَّكُّ الْمُسْتَقِيمُ مِنَ الْبِنَاءِ والحَفْرِ كَهَيْئَةِ الْحَائِطِ. والسُّكَاكَةُ مِنَ الرِّجَالِ: المسْتَبِدُّ برأْيه وَهُوَ الَّذِي يُمْضِي رأْيه وَلَا يُشَاوِرُ أَحداً وَلَا يُبَالِي كَيْفَ وَقَعَ رأْيه، وَالْجَمْعُ سُكاكَاتٌ وَلَا يُكَسَّر. والسُّكُّ: ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ يُرَكَّبُ مِنْ مِسْك ورَامَكٍ، عربيٌّ. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ: كُنَّا نُضَمِّدُ جِباهَنا بالسُّكِّ المُطَيَّب عِنْدَ الإِحرام
؛ هُوَ طِيبٌ مَعْرُوفٌ يُضَافُ إِلَى غَيْرِهِ مِنَ الطِّيبِ وَيُسْتَعْمَلُ. وسَكَّ النعامُ سَكًّا: أَلقى مَا فِي بَطْنِهِ كسَجَّ. وسَكَّ بسَلْحِه سَكّاً: رَمَاهُ رَقِيقًا. يُقَالُ: سَكَّ بسَلْحه وسَجَّ وهَكَّ إِذَا حذَف بِهِ. الأَصمعي: هُوَ يَسُكُّ سَكّاً ويَسُجُّ سَجّاً إِذَا رَقَّ مَا يَجِيءُ مِنْ سَلْحه. أَبو عَمْرٍو: زَكَّ بسَلْحه وسَكَّ أَيْ رَمَى بِهِ يزُكُّ ويَسُكُّ. وَأَخَذَهُ ليلَته سَكٌّ إِذَا قَعَدَ مَقاعِدَ رِقاقاً، وَقَالَ يَعْقُوبُ: أَخذه سَكٌّ فِي بَطْنِهِ وسَجٌّ إِذَا لانَ بطنُه، وَزَعَمَ أَنَّهُ مُبَدَّلٌ وَلَمْ يُعْلَمْ أَيُّهما أُبدل مِنْ صَاحِبِهِ. وَهُوَ يَسُكُّ سَكّاً إِذَا رَقَّ مَا يَجِيءُ بِهِ مِنَ الْغَائِطِ. وَسَكَّاءُ: اسْمُ قَرْيَةٍ؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ إِبِلًا لَهُ:
فَلَا رَدَّها رَبِّي إِلَى مَرْجِ راهِطٍ، ... وَلَا بَرِحَتْ تَمْشي بسَكَّاءَ فِي وَحل
والسَّكْسَكَةُ: الضَّعْفُ. وسَكْسَكُ بنُ أَشْرَشَ: مِنْ أَقْيال الْيَمَنِ. والسَّكاسِكُ والسَّكاسِكَةُ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ أَبوهم ذَلِكَ الرجلُ. والسَّكاسِكُ: أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْيَمَنِ، وَهُوَ السَّكاسِكُ بنُ وائلَة بنِ حِمْيَر بْنِ سَبَأ، وَالنِّسْبَةُ إِليهم سَكْسَكِيٌّ.
سكرك: أَبو عُبَيْدٍ: وَمِنَ الأَشربة السُّكُرْكَةُ؛ قَالَ
أَبو مُوسَى الأَشعري فِي حديثِ السُّكُرْكَةِ: هُوَ خَمْرُ الْحَبَشَةِ وَهُوَ مِنَ الذُّرَةِ يُسْكِرُ
، وَهِيَ لَفْظَةٌ حَبَشِيَّةٌ وَقَدْ عُرِّبَتْ فَقِيلَ السُّقُرْقُع. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنَّهُ سُئِلَ عن الغُبَيْراء فَقَالَ: لَا خَيْرَ فِيهَا، وَنَهَى عَنْهَا
؛ قَالَ مَالِكٌ: فَسَأَلَتْ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ: مَا الْغُبَيْرَاءُ؟ فَقَالَ: هي السُّكُرْكَةُ بضم السين وَالْكَافِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، نَوْعٌ مِنَ الْخُمُورِ يُتَّخَذُ مِنَ الذرة.
سلك: السُّلُوك: مَصْدَرُ سَلَكَ طَرِيقًا؛ وسَلَكَ المكانَ يَسْلُكُه سَلْكاً وسُلُوكاً وسَلَكَه غَيْرَه وَفِيهِ وأَسْلكه إِيَّاهُ وَفِيهِ وَعَلَيْهِ؛ قَالَ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ رِبْعٍ الهُذَلِيُّ:
حَتَّى إِذَا أَسْلَكُوهُمْ فِي قُتائِدَةٍ ... شَلًّا، كَمَا تَطْرُدُ الجَمَّالةُ الشُّرُدَا
وَقَالَ ساعِدَة بنُ العَجْلان:
وهمْ مَنَعُوا الطَّرِيقَ وأَسْلَكوهُمْ ... عَلَى شَمَّاءَ، مَهْواها بَعيدُ
والسَّلْكُ، بِالْفَتْحِ: مَصْدَرُ سَلَكْتُ الشَّيْءَ فِي الشَّيْءِ فانْسَلَك أَي أَدخلته فِيهِ فَدَخَلَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ:
تَعَلَّماها، لَعَمْرُ اللَّهِ، ذَا قَسَما، ... وافْصِدْ بِذَرْعِكَ، وانظُرْ أَين تَنْسَلِكُ
وَقَالَ عديُّ بْنُ زَيْدٍ:
وكنتُ لِزازَ خَصْمِكَ لَمْ أُعَرّدْ، ... وهمْ سَلَكُوكَ فِي أَمْرٍ عَصِيبِ
وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ

(10/442)


الْمُجْرِمِينَ، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى: أَسْلَكْتُهُ فِيهِ. وَاللَّهُ يُسْلِكُ الكفَّارَ فِي جَهَنَّمَ أَيْ يُدْخِلُهُمْ فِيهَا، وَأَنْشَدَ بَيْتَ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ رِبْعٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ
، أَيْ أَدخله يَنَابِيعَ فِي الأَرض. يُقَالُ: سَلَكْتُ الخَيْطَ فِي المِخْيَطِ أَي أَدخلته فِيهِ. أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَصْحَابِهِ: سلَكْتُه فِي المَكانِ وأَسْلَكْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ابْنُ الأَعرابي: سَلَكْتُ الطريقَ وسَلَكْتُه غَيْري، قَالَ: وَيَجُوزُ أَسْلَكْتُه غَيْرِي. وسَلَكَ يَدَه فِي الجَيْب والسِّقاء وَنَحْوِهِمَا يَسْلُكها وأَسْلَكَها: أَدخلها فِيهِمَا. والسَّلْكَةُ: الخَيْطُ الَّذِي يُخاط بِهِ الثوبُ، وَجَمْعُهُ سِلْكٌ وأَسْلاكٌ وسُلُوكٌ؛ كِلَاهُمَا جَمْعُ الْجَمْعِ. والمَسْلَكُ: الطَّرِيقُ. والسَّلْكُ: إِدخالُ شَيْءٍ تَسْلُكه فِيهِ كَمَا تَطْعُنُ الطاعنَ فتَسْلُكُ الرمح فيه إذا طعنته تِلْقاءَ وَجْهِهِ عَلَى سَجيحته؛ وأَنشد قَوْلَ امْرِئِ الْقَيْسِ:
نَطْعُنُهُمْ سُلْكى ومَخْلُوجَةً، ... كَرَّكَ لأْمَيْنِ عَلَى نابِلِ
وَرُوِيَ: كرَّ كلامَيْنِ، قَالَ: وصَفَه بِسُرْعَةِ الطَّعْنِ وَشَبَّهَهُ بِمَنْ يَدْفَعُ الرِّيشَةَ إِلَى النَّبَّال فِي السُّرْعَةِ، وَإِنَّمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي السُّرْعَةِ وَالْخِفَّةِ لأَن الغِراء إِذَا بَرَدَ لَمْ يَلْزَقْ فَيُسْتَعْمَلُ حَارًّا. والسُّلْكى: الطعنةُ الْمُسْتَقِيمَةُ تلقاءَ وَجْهِهِ، والمَخْلوجَةُ الَّتِي فِي جَانِبٍ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو بْنِ الْعَلَاءِ أَنه قَالَ: ذَهَبَ مَنْ كَانَ يُحْسِنُ هَذَا الْكَلَامَ، يَعْنِي سُلْكى ومَخْلُوجَةً. ابْنُ السِّكِّيتِ: يقال الرأْيُ مَخْلُوجةٌ وَلَيْسَ بسُلْكى أَي لَيْسَ بِمُسْتَقِيمٍ. وأَمْرُهُمْ سُلْكى: عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ؛ وقولُ قَيْسِ بْنِ عَيْزارَةَ:
غَداةَ تَنادَوْا، ثُمَّ قامُوا فأَجْمَعُوا ... بقَتْلِيَ سُلْكى، لَيْسَ فِيهَا تنَازُعُ
أَراد عَزِيمَةً قَوِيَّةً لَا تَنَازُعَ فِيهَا. وَرَجُلٌ مُسَلَّكٌ: نَحِيفٌ وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ. والسُّلَكُ: فرخُ القَطا، وَقِيلَ فَرْخُ الحَجَلِ، وَجَمْعُهُ سِلْكانٌ، لَا يُكَسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِثْلَ صُرَدٍ وصِرْدانٍ، والأُنثى سُلَكَةٌ وسِلْكانةٌ، الأَخيرة قَلِيلَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
تَظَلُّ بِهِ الكُدْرُ سِلْكانُها
والسُّلَكَةُ والسُّلَيْكَةُ: اسْمَانِ. وسُليْكٌ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ سُلَيْكٌ السَّعْدِيّ وَهُوَ مِنَ العَدَّائين، كَانَ يُقَالُ لهُ سلَيْك المقانِبِ، وَاسْمُ أُمِّهِ سُلَكَةُ؛ وَقَالَ قُرَّانُ الأَسدي:
لَخُطَّابُ ليْلى يالَ بُرْثُنَ مِنْكُمُ، ... عَلَى الهَوْلِ، أَمْضى مِنْ سُلَيْك المَقانِبِ
سمك: السَّمَكُ: الحُوتُ مِنْ خَلْق الْمَاءِ، وَاحِدَتُهُ سَمَكَة، وجمعُ السَّمَكِ سِماكٌ وسُمُوكٌ. والسَّمَكَةُ: بُرْجٌ فِي السَّمَاءِ مِنْ بُرُوج الفَلَك؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراد عَلَى التَّشْبِيهِ لأَنه بُرْجٌ ماوِيٌّ، وَيُقَالُ لَهُ الحُوتُ. وسَمَكَ الشَّيْءَ يَسْمُكُه سَمْكاً فَسَمَكَ: رَفَعَهُ فَارْتَفَعَ. والسِّمَاكُ: مَا سُمِكَ بِهِ الشيءُ، وَالْجَمْعُ سُمُكٌ. التهذيب: والسِّماكُ مَا سَمَكْتَ حَائِطًا أَو سَقْفاً. والسِّماكانِ: نَجْمَانِ نَيِّرانِ أَحَدُهُمَا السِّماك الأَعْزَل وَالْآخَرُ السِّماكُ الرامِحُ، وَيُقَالُ إِنَّهُمَا رِجْلَا الأَسد، وَالَّذِي هُوَ مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ الأَعْزَلُ وَبِهِ يَنْزِلُ الْقَمَرُ وَهُوَ شَآمٍ، وَسُمِّيَ أَعزلَ لأَنه لَا شَيْءَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ

(10/443)


الْكَوَاكِبِ كالأَعْزَل الَّذِي لَا رُمْحَ مَعَهُ، وَيُقَالُ: سُمِّيَ أَعْزَلَ لأَنه إِذَا طَلَعَ لَا يَكُونُ فِي أَيامه رِيحٌ وَلَا بَرْدٌ وَهُوَ أَعزل مِنْهَا، وَالرَّامِحُ وَلَيْسَ هُوَ مِنَ الْمَنَازِلِ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ نظر فإذا بالسِّماكِ فَقَالَ: قَدْ دَنَا طُلُوعُ الْفَجْرَ فَأَوْتَرَ بِرَكْعَةٍ
؛ السِّماكُ: نَجْمٌ مَعْرُوفٌ، وَهُمَا سِماكانِ: رَامِحُ وَأَعْزَلُ، وَالرَّامِحُ لا نَؤْءَ لَهُ وَهُوَ إِلَى جِهَةِ الشَّمالِ، والأَعْزَلُ مِنْ كواكبِ الأَنْواءِ وَهُوَ إِلَى جِهَةِ الجَنُوبِ، وَهُمَا فِي بُرْجِ الْمِيزَانِ، وطلوعُ السِّماكِ الأَعزل مَعَ الْفَجْرِ يَكُونُ فِي تَشْرِين الأَول. وسَمْكُ الْبَيْتِ: سَقْفُه. والسَّمْكُ: السَّقْف، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ أَعلى الْبَيْتِ إِلَى أَسفله. والسَّمْكُ: القامَة مِنْ كُلِّ شَيْءٍ بِعِيدٍ طَوِيلِ السَّمْكِ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
نَجائِبَ مِنْ نِتاجِ بَنِي عُزَيْرٍ، ... طِوالَ السَّمْكِ مُفْرِعةً نِبالا
وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ
عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ رَبَّ المُسْمَكاتِ السبْع ورَبَّ المَدْحِيَّاتِ السَّبْعِ
؛ وَهِيَ المَسْمُوكاتُ والمَدْحوَّاتُ فِي قَوْلِ الْعَامَّةِ، وَقَوْلُ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، صَوَابٌ. والسَّمْك يَجِيءُ فِي مَوَاضِعَ بِمَعْنَى السَّقْفِ. وَالسَّمَاءُ مَسْمُوكة أَيْ مَرْفُوعَةٌ كالسَّمْكِ. وَجَاءَ فِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَيْضًا: اللَّهُمَّ بارئَ المَسْمُوكاتِ السَّبْعِ ورَبَّ المَدْحُوَّاتِ
؛ فالمسموكات السموات السَّبْعُ، والمَدْحُوَّات الأَرَضُون. وَرُوِيَ عَنْ
عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: وسَمَكَ اللَّهُ السَّمَاءَ سَمْكاً رَفَعَهَا.
وسَمَكَ الشَّيْءَ سُمُوكاً: ارْتَفَعَ. والسَّامِكُ: الْعَالِي الْمُرْتَفِعُ. وَبَيْتٌ مُسْتَمِكٌ ومُنْسَمِكٌ: طَوِيلُ السَّمْك؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
صَعَّدَكم فِي بَيْتِ مَجْدٍ مُسْتَمِكْ
وَيُرْوَى مُنْسَمِك. وسنَام سامِكٌ وتامِكٌ: تارٌّ مرْتفع عالٍ. وسَمَكَ يَسْمُك سُمُوكاً: صَعِدَ. وَيُقَالُ: اسْمُكْ فِي الرَّيْم أَي اصْعَدْ فِي الدَّرَجةِ. والسُّمَيْكاء: الحُساسُ، والحُساسُ هِيَ الأَرَضَةُ. والمِسْماكُ: عَمُودٌ مِنْ أَعمدة الْخِبَاءِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: يَكُونُ فِي الْخِبَاءِ يُسْمَك بِهِ الْبَيْتُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
كأَنَّ رِجْلَيْهِ مِسْماكانِ مِنْ عُشَرٍ ... سَقْبانِ، لَمْ يَتَقَشَّرْ عَنْهُمَا النَّجَبُ
عَنَى بِالرِّجْلَيْنِ السَّاقَيْنِ، وَفِي الصِّحَاحِ صَقْبَانُ، بِالصَّادِ، وَصَقْبَانُ بَدَلٌ من مسماكين.
سنك: ابْنُ الأَعرابي: السُّنُكُ المَحاجُّ اللَّيِّنَةُ «3» ، قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع السُّنُكَ لِغَيْرِ ابْنِ الأَعرابي، وَهُوَ ثِقَةٌ.
سنبك: السُّنْبُك: طرَفُ الحافِرِ وَجَانِبَاهُ مِنْ قُدُمٍ، وجمعهُ سنَابِكُ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ،، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تُخْرِجُكم الرُّومُ مِنْهَا كَفْراً كَفْراً إِلَى سُنْبُكٍ مِنَ الأَرض، قِيلَ: وَمَا ذَاكَ السُّنْبُكُ؟ قَالَ: حِسْمَى جُذامَ
، وأَصله مِنْ سُنْبُكِ الْحَافِرِ فَشَبَّهَ الأَرض الَّتِي يَخْرُجُونَ إِلَيْهَا بالسُّنْبُك فِي غِلَظه وَقِلَّةِ خَيْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه كَرِهَ أَن يُطْلَب الرزقُ فِي سنَابك الأَرض
أَي أَطرافها كَأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُسَافِرَ السَّفَرَ الطَّوِيلَ فِي طَلَبِ الْمَالِ. وسُنْبُكُ السَّيْفِ: طَرَفُ حِلْيته، وَفِي التَّهْذِيبِ: طَرَفُ نَعْلِهِ. والسُّنْبُك: ضَرْبٌ مِنَ العَدْو؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤيَّةَ يَصِفُ أُرْوِيَّةً:
وظَلَّتْ تَعَدَّى مِنْ سَرِيعٍ وسُنْبُك، ... تَصَدَّى بأَجْوازِ اللُّهُوبِ وتَرْكُدُ
__________
(3) . قوله [المحاج اللينة] كذا في الأَصل باللام، والذي في القاموس: البينة، بالباء، قال شارحه: هو كذا في العباب

(10/444)


والسُّنْبُك: حِسْمَى جُذامَ. وسُنْبُكُ كُلِّ شَيْءٍ: أَوّلُه. يُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ عَلَى سُنْبُك فلانٍ أَيْ عَلَى عَهْدِ وِلَايَتِهِ وأَوَّلها. وأَصابنا سُنْبُكُ السَّمَاءِ: أَوَّلُ غَيْثَتها؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعفُرَ:
وَلَقَدْ أُرَجِّل لِمَّتي بعَشِيَّةٍ ... للشَّرْبِ، قَبْلَ سَنابِكِ المُرْتادِ
ابْنُ الأَعرابي: السُّنْبُكُ الخراجُ.
سهك: السَّهَكُ: رِيحٌ كَرِيهَةٌ تَجِدُهَا مِنَ الإِنسان إِذَا عَرِقَ، تقول: إِنَّهُ لَسَهِكُ الرِّيحَ، وَقَدْ سَهِكَ سَهَكاً، وَهُوَ سَهِكٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
سهَكِينَ مِنْ صَدَإِ الْحَدِيدِ كَأَنَّهُمْ، ... تَحْتَ السَّنَوَّرِ، جِنَّةُ البَقَّارِ «1»
. وَلَوْلَا لبسهم الدروع التي صَدِئَتْ مَا وَصَفَهُمْ بالسَّهَكِ. والسَّهَكُ والسُّهَكَةُ: قبحُ رَائِحَةِ اللَّحْمِ إِذَا خَنِزَ. وسَهِكَتِ الريحُ، وسَهَكَت الدابةُ سُهُوكاً: جَرَتْ جَرْياً خَفِيفًا، وَقِيلَ سهوكُها استِنانُها يَمِينًا وَشِمَالًا، وأَساهيكها ضُروب جَرْيِهَا واستِنانِها، أَنشد ثَعْلَبٌ:
أَذْرَى أَساهِيكَ عَتِيقٍ أَلِ
أَراد ذِي أَلٍّ وَهُوَ السُّرْعَةُ، وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ إِنَّهُ وَصَفَهُ بِالْمَصْدَرِ. والمَسْهَكُ: مَمَرُّ الرِّيحِ. وَفَرَسٌ مَسْهَكٌ أَيْ سَرِيعُ الْجَرْيِ. الجوهري: والسَّهَكُ، بِالتَّحْرِيكِ، رِيحُ السَّمَكِ وصَدَأ الْحَدِيدِ. يُقَالُ: يَدِي مِنَ السَّمَكِ وصَدَإ الْحَدِيدِ سَهِكة، كَمَا يُقَالُ يَدِي مِنَ اللَّبَنِ والزُّبْد وَضِرةٌ، وَمِنَ اللَّحْمِ غَمِرة. وسَهْوَكْتُه فَتَسَهْوَك أَي أَدبر وَهَلَكَ. وسَهَكه يَسْهَكه: لُغَةٌ فِي سَحقَه. وسَهَك الشَّيْءَ يَسْهَكه سَهْكاً: سَحقه، وَقِيلَ: السَّهْك الكَسْر والسَّحْق بَعْدَ السَّهْك. وسَهَكَتِ الريحُ الترابَ عَنْ وَجْهِ الأَرض تَسْهَكه سَهْكاً: كَسَحَقَتْهُ، وَذَلِكَ التُّرَابُ سَيْهَكٌ. وَيُقَالُ: سَهَكَتِ الريحُ إِذَا أَطارتْ ترابَها؛ قَالَ الكُمَيْت:
رَماداً أَطارَتْهُ السَّواهِكُ رِمْدَدا
وَرِيحٌ ساهِكة وسَهُوك وسَيْهَكٌ وسَيْهُوكٌ وسَهُوج وسَيْهجٌ وسَيْهُوجٌ ومَسْهَكة: عَاصِفٌ قَاشِرَةٌ شَدِيدَةُ الْمُرُورِ؛ وأَنشد:
بساهكاتِ دُقَقٍ وجَلْجال
وَقَالَ النَّمِر بْنُ تَوْلَبٍ:
وبَوارحُ الأَرْواحِ كلَّ عَشِيَّةٍ، ... هَيْفٌ تَرُوحُ وسَيْهَكٌ تَجْرِي
وسَهَكَتِ الرِّيحُ أَي مَرَّتْ مَرّاً شَدِيدًا، والمَسْهكةُ: مَمَرُّها؛ قَالَ أَبو كَبير الهُذَليّ:
ومَعابِلًا صُلْعَ الظُّباتِ، كأَنها ... جَمْرٌ بمَسْهَكَةٍ تُشَبُّ لمُصْطَلي
وَفِي الصِّحَاحِ: بِمَعَابِلَ صُلْعِ الظباتِ. وبعَيْنِه ساهكٌ مثلُ الْعَائِرِ أَي رَمَد وَحَكَّةٌ، وَلَا فِعْلَ لَهُ أَنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ الْكَاهِلِ وَالْغَارِبِ. وخَطيب سَهَّاك: بَلِيغٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والسَّهُوكُ: العُقابُ. والسَّهْوَكَة: الصَّرْعُ، وَقَدْ تَسَهْوَكَ. وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ سُهاكَةٌ مِنْ خَبَرٍ وَلُهاوَة أَي تَعِلَّة كالكَذِب. وَتَقُولُ: سَهَكْتُ العِطْرَ ثُمَّ سَحَقْتُه، فالسَّهْكُ كَسْرُكُ إِيَّاهُ بالفِهْر ثُمَّ تَسْحَقه؛ وَقَوْلُ الأَعشى:
وحَثَثْنَ الجِمالَ، يَسْهَكن بالباغِزِ ... والأُرْجُوانِ خَمْلَ القَطيفِ
__________
(1) . قوله [جنة البقار] تقدم إنشاده في س ن ر: جبة البقاربالباء بدل النون وبضم الجيم بدل كسرها، وهو تحريف والصواب ما هنا جمع جنِّي. والبقار: اسم موضع كما في الديوان. وفي ياقوت: وقنة البقار، بضم القاف: جبيل لبني أسد، وينشد تحت السنور قنة البقار. ورواية البيت هنا تتفق وروايته في ديوان النابغة

(10/445)


أَراد أَنهن يَطَأْنَ خَمْلَ الْقَطَائِفِ حَتَّى يَتَحات الخَمْلُ.
سوك: السَّوْكُ: فِعلُك بالسِّواك والمِسْواكِ، وَسَاكَ الشيءَ سَوكاً: دَلَكه، وَسَاكَ فَمَه بالعُود يَسُوكه سَوْكاً؛ قَالَ عدِيُّ بْنُ الرِّقاع:
وكأَنَّ طَعْمَ الزَّنْجَبيلِ وَلَذَّةً ... صَهْباءَ، ساكَ بِهَا المُسَحِّرُ فَاهَا
ساكَ وسَوَّك واحدٌ، والمُسَحِّرُ: الَّذِي يَأتيها بسَحُورها، واسْتاكَ: مُشْتَقٌّ مِنْ ساكَ، وَإِذَا قُلْتَ اسْتاك أَو تَسَوَّك فَلَا تَذْكُرُ الْفَمَ. واسمُ العُود: المِسْواكُ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وَقِيلَ: السِّواك تُؤَنِّثُهُ الْعَرَبُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
السِّواكُ مَطْهَرَة لِلْفَمِ
، بِالْكَسْرِ، أَي يُطَهِّرُ الفمَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَا سَمِعْتُ أَن السِّوَاكَ يُؤَنَّثُ، قَالَ: وَهُوَ عِنْدِي مِنْ غُدَدِ اللَّيْثِ، وَالسِّوَاكُ مُذَكَّرٌ. وَقَوْلُهُ مَطْهَرة كَقَوْلِهِمُ الولدُ مَجْبَنة مَجْهَلَة مَبْخَلة. وقولهم الْكُفْرُ مَخْبَثَة، قَالَ: والسِّواك مَا يُدْلَكُ بِهِ الْفَمُ مِنَ الْعِيدَانِ. والسِّواكُ: كالمِسْواك، وَالْجَمْعُ سُوُكٌ؛ وأَخرجه الشَّاعِرُ عَلَى الأَصل فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ:
أَغَرُّ الثَّنايا أَحَمُّ اللِّثاتِ، ... تَمْنَحُه سُوُك الإِسْحِلِ
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: رُبَّمَا هُمِزَ فَقِيلَ سُؤك. وَقَالَ أَبُو زيد يجمع السِّواكَ سُوُكٌ عَلَى فُعُلٍ مِثْلِ كِتَابٍ وَكُتُبٍ، وأَنشد الْخَلِيلُ بَيْتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ سُؤك الإِسحل، بِالْهَمْزِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَا يَلْزَمُ هَمْزَهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَمِثْلُهُ لِعَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ:
وَفِي الأَكُفِّ اللامِعاتِ سُوُرْ
التَّهْذِيبُ: رجل قَؤُول مِنْ قَوْمٍ قُوُلٍ وقُوْلٍ مِثْلُ سُوُك وسُوْكٍ؛ وسَوَّك فَاهُ تَسْويكاً. والسِّواكُ والتَّسَاوُكُ: السَّيْرُ الضَّعِيفُ، وَقِيلَ: رَداءة الْمَشْيِ مِنْ إِبْطَاءٍ أَو عَجَفٍ؛ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الحُرِّ الجُعْفِي:
إِلَى اللَّهِ أَشْكُو مَا أَرَى بجيادِنا، ... تَسَاوَكُ هَزْلَى، مُخُّهُنَّ قلِيلُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْآمِدِيُّ الْبَيْتُ لِعُبَيْدَةَ بْنِ هِلَالٍ الْيَشْكُرِيِّ؛ قَالَ وَمِثْلُهُ لِكَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
حَرْفٌ تَوارَثها السِّفَارُ فجِسْمُها ... عارٍ تَساوَك، والفُؤادُ خَطِيفُ
وَجَاءَتِ الإِبل، وَفِي الْمُحْكَمِ: وَجَاءَتِ الْغَنَمُ مَا تَساوَكُ أَي ما تُحَرِّك رؤوسَها مِنَ الْهُزَالِ. قَالَ الأَزهري: تَقُولُ الْعَرَبُ جاءَت الْغَنَمُ هَزْلَى تَساوَكُ أَيْ تَتمايل مِنَ الْهُزَالِ وَالضَّعْفِ فِي مَشْيِهَا، قَالَ: وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ جَبَلة عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ. وَفِي حَدِيثِ
أُمِّ مَعْبَدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا ارْتَحَلَ عَنْهَا جَاءَ زَوْجُهَا أَبو مَعْبَدٍ يَسُوق أَعْنُزاً عِجافاً مَا تَساوَكُ هُزالًا
؛ ابْنُ السِّكِّيتِ: تَساوَكت فِي الْمَشْيِ وتَسَرْوكَت وَهُمَا رَداءَة الْمَشْيِ والبُطْءُ فِيهِ مِنْ عَجَفٍ أَو إِعْيَاءٍ. وَيُقَالُ: تَساوكَت الإِبل إِذَا اضْطَرَبَتْ أَعْنَاقُهَا مِنَ الهُزال؛ أَراد أَنها تَتَمَايَلُ مِنْ ضَعْفِهَا. وَرُوِيَ حَدِيثُ
أُمِّ مَعْبَدٍ: فَجَاءَ زَوْجُهَا يَسُوقُ أَعْنُزًا عجافاً تَساوَك هُزالًا.