لسان العرب فصل الدال المهملة
دأل: الدَّأْلُ: الخَتْل، وَقَدْ دَأَلَ يَدْأَلُ دَأْلًا ودَأَلاناً.
أَبو زَيْدٍ فِي الْهَمْزِ: دأَلْت للشَّيءِ أَدْأَلُ دَأْلًا
ودَأَلاناً، وَهِيَ مِشْيَة شَبِيهَةٌ بالخَتْل ومَشْيِ المُثْقَل،
وَذَكَرَ الأَصمعي فِي صِفَةِ مَشْيِ الْخَيْلِ: الدَّأَلان مَشْيٌ
يُقَارِبُ فِيهِ الْخَطْوَ وَيَبْغِي فِيهِ كأَنه مُثْقل مِنْ حَمْلٍ.
يُقَالُ: الذِّئْبُ يَدْأَل لِلْغَزَالِ ليأْكله، يَقُولُ يَخْتِله.
وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: المُدَاءَلَة بِوَزْنِ الْمُدَاعَلَةِ الخَتْل.
وَقَدْ دَأَلْتُ لَهُ ودَأَلْته وَقَدْ تَكُونُ فِي سُرْعَةِ
الْمَشْيِ. ابْنُ الأَعرابي: الدَّأَلانُ عَدْوٌ مُقارِب. ابْنُ
سِيدَهْ: دَأَلَ يَدْأَلُ دَأْلًا ودَأَلًا ودَأَلى، وَهِيَ مِشْية
فِيهَا ضَعْفٌ وعَجَلة، وَقِيلَ: هُوَ عَدْوٌ مُقارِب؛ أَنشد
سِيبَوَيْهِ فِيمَا تَضَعُهُ الْعَرَبُ عَلَى أَلسنة الْبَهَائِمِ
لضَبٍّ يُخَاطِبُ ابْنَهُ:
أَهَدَموا بَيْتَك، لَا أَبا لَكا ... وأَنا أَمشي الدَّأَلى حَوالَكا؟
وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ: الدَّأَلى مِشْية تُشبه مِشْية الذِّئب.
والدَّأَلانُ، بِالدَّالِ: مَشْيُ الَّذِي كأَنه يَبْغِي فِي مَشْيِهِ
مِنَ النَّشاط. ودَأَلَ لَهُ يَدْأَلُ دَأْلًا ودَأَلاناً: خَتَله.
والدَّأَلان، بِتَحْرِيكِ الْهَمْزَةِ أَيضاً: الذِّئْبُ؛ عَنْ كراع.
والدُّؤُولُ: دُوَيْبَّة صَغِيرَةٌ؛ عَنْهُ أَيضاً. قَالَ: وَلَيْسَ
ذَلِكَ بِمَعْرُوفٍ. والدُّئِل: دُويبَّة كَالثَّعْلَبِ، وَفِي
الصِّحَاحِ: دُوَيْبَّةٌ شَبِيهَةٌ بِابْنِ عِرْس؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ
مَالِكٍ:
جاؤُوا بجَيْشٍ، لَوْ قِيسَ مُعْرَسُه ... ما كان إِلَّا كمُعْرَس
الدُّئِل
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا هُوَ الْمَعْرُوفُ. قَالَ أَحمد بْنُ
يَحْيَى: لَا نَعْلَمُ اسْمًا جاءَ عَلَى فُعِل غَيْرَ هَذَا، يَعْنِي
الدُّئِل، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَدْ جاءَ رُئِم فِي اسْمِ الِاسْتِ؛
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ الأَخفش وإِلى الْمُسَمَّى بِهَذَا
الِاسْمِ نُسِبَ أَبو الأَسود الدُّؤَلي، إِلَّا أَنهم فَتَحُوا
الْهَمْزَةَ عَلَى مَذْهَبِهِمْ فِي النِّسْبَةِ اسْتِثْقَالًا
لِتَوَالِي الْكَسْرَتَيْنِ مَعَ ياءَي النَّسَبِ كَمَا يُنْسَبُ إِلى
نَمِر نَمَرِيّ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا أَبو الأَسود الدُّوَلِي،
قَلَبُوا الْهَمْزَةَ وَاوًا لأَن الْهَمْزَةَ إِذا انْفَتَحَتْ
وَكَانَتْ قَبْلَهَا ضَمَّةٌ فَتَخْفِيفُهَا أَن تَقْلِبَهَا وَاوًا
مَحْضَةً، كَمَا قَالُوا فِي جُؤَن جُوَن وَفِي مُؤَن مُوَن، وَقَالَ
ابْنُ الْكَلْبِيِّ: هُوَ أَبو الأَسود الدِّيلي، فَقَلَبَ الْهَمْزَةَ
يَاءً حِينَ انْكَسَرَتْ، فإِذا انْقَلَبَتْ يَاءً كُسِرَتِ
(11/233)
الدَّالُ لِتَسْلَمَ الْيَاءُ كَمَا
تَقُولُ قِيل وبِيع، قَالَ: وَاسْمُهُ ظَالِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ
سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حِلْس بْنِ نُفاثة بْنِ عَديّ بْنِ
الدُّئِل بْنِ بَكْرِ بْنِ كِنَانَةَ. قَالَ الأَصمعي: وأَخبرني عِيسَى
بْنُ عُمَرَ قَالَ الدِّيل بْنُ بَكْرٍ الْكِنَانِيُّ إِنما هُوَ
الدُّئِل، فَتَرَكَ أَهل الْحِجَازِ هَمْزه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ:
قَالَ أَبو سَعِيدٍ السِّيرَافِيُّ فِي شَرْحِ الْكِتَابِ فِي بَابِ
كَانَ عِنْدَ قَوْلُ أَبي الأَسود الدُّؤَلي: دَعِ الخَمْر يَشْرَبْها
الغُواة، قَالَ: أَهل الْبَصْرَةِ يَقُولُونَ الدُّؤَلي، وَهُوَ مِنَ
الدُّئِل بْنِ بَكْرِ بْنِ كِنَانَةَ، قَالَ: وَكَانَ ابْنُ حَبِيبٍ
يَقُولُ الدُّئِل بْنُ كِنَانَةَ، وَيَقُولُ الدُّئِل عَلَى مِثَالِ
فُعِل، الدُّئِل بْنُ مُحَلِّم بْنِ غَالِبِ بْنِ مُلَيح بْنِ الهُون
بْنُ خُزَيْمة بْنِ مُدْرِكة، وَرَوَى أَبو سَعِيدٍ بِسَنَدِهِ إِلى
مُحَمَّدِ بْنِ سَلَامِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ يُونُسُ: هُمْ
ثَلَاثَةٌ: الدُّول مِنْ حَنِيفَةَ بِسُكُونِ الْوَاوِ، والدِّيل مِنْ
قَيس سَاكِنَةَ الْيَاءِ، والدُّئِل فِي كِنَانَةَ رَهْطُ أَبي الأَسود
مَهْمُوزٌ، قَالَ: هَذَا قَوْلُ عِيسَى بْنِ عُمَرَ وَالْبَصْرِيِّينَ
وَجَمَاعَةٍ مِنَ النَّحْوِيِّينَ مِنْهُمُ الْكِسَائِيُّ، يَقُولُونَ
أَبو الأَسود الدِّيلي، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ
حَبِيبٍ الدُّئِل فِي كِنَانَةَ، بِضَمِّ الدَّالِ وَكَسْرِ
الْهَمْزَةِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ فِي الهُون بْنِ خُزَيْمَةَ أَيضاً،
والدِّيل فِي الأَزْد، بِكَسْرِ الدَّالِ وإِسكان الْيَاءِ، الدِّيل
بْنُ هَدَادِ بْنِ زَيْدِ مَنَاة، وَفِي إِيَاد بْنِ نِزَار مِثْلُهُ
الدِّيل بْنُ أُميَّة بْنِ حُذَافة، وَفِي عَبْدِ الْقَيْسِ كَذَلِكَ
الدِّيل بْنُ عَمْرِو بْنِ وَدِيعة، وَفِي تَغْلب كَذَلِكَ الدِّيل
بْنُ زَيْدِ بْنِ غَنْم بْنِ تَغْلِب، وَفِي رَبِيعة بْنِ نِزَار
الدُّول بْنُ حَنِيفة، بِضَمِّ الدَّالِ وإِسكان الْوَاوِ، وَفِي
عَنَزَة الدُّول بْنُ سَعْدِ بْنِ مَنَاة بْنِ غَامِدٍ مِثْلُهُ، وَفِي
ثَعْلَبَةَ الدُّول بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ضَبَّة، وَفِي
الرِّبَاب الدُّول بْنُ جَلِّ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ مَنَاة بْنِ
أُدٍّ مِثْلُهُ. ابْنُ سِيدَهْ: والدُّئِل حَيٌّ مِنْ كِنَانَةَ،
وَقِيلَ فِي بَنِي عَبْدِ الْقَيْسِ، وَالنَّسَبُ إِليه دُؤَليٌّ
ودُئِليٌّ؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ إِذ لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فُعِليٌّ؛
قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ أَبو الأَسود الدُّؤَلي مَفْتُوحُ
الْوَاوِ مَهْمُوزٌ مَنْسُوبٌ إِلى الدُّئِل مِنْ كِنَانَةَ، قَالَ:
والدُّول فِي حنيفة ينسب إِليهم الدُّولي، والدِّيل فِي عَبْدِ
الْقَيْسِ يُنْسَبُ إِليهم الدِّيلي. والدُّئِل عَلَى وَزْنِ الوُعِل:
دويبَّة شَبِيهَةٌ بِابْنِ عِرْس؛ وأَنشد الأَصمعي بَيْتَ كَعْبِ بْنِ
مَالِكٍ:
مَا كَانَ إِلا كمُعْرَس الدُّئِل
وَابْنُ دَأْلانَ: رَجُل، النِّسْبَةُ إِليه دَأْلانِيٌّ؛ حَكَاهُ
سِيبَوَيْهِ. والدُّؤْلول: الدَّاهِيَةُ، وَالْجَمْعُ الدّآلِيل.
وَوَقَعَ القومُ فِي دُؤْلُول أَي فِي اخْتِلَاطٍ مِنْ أَمرهم. أَبو
زَيْدٍ: وَقَعُوا مِنْ أَمرهم فِي دُولول أَي فِي شِدَّة وأَمر
عَظِيمٍ، قَالَ الأَزهري: جَاءَ بِهِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ. وَفِي حَدِيثِ
خُزَيْمَةَ: إِن الجَنَّة مَحْظُورٌ عَلَيْهَا بالدَّآلِيل
أَي بِالدَّوَاهِي وَالشَّدَائِدِ، وَهَذَا كَقَوْلِهِ:
حُفَّتْ بالمَكاره.
دبل: دَبَلَ الشيءَ يَدْبِلُهُ ويَدْبُلُهُ دَبْلًا: جَمعَه كَمَا
تَجْمَعُ اللُّقمة بأَصابعك. والتَّدْبِيل: تعظيمُ اللُّقمة
وازْدِرادُها. ودَبَلَ اللُّقمة يَدْبُلُها ويَدْبِلُها دَبْلًا
ودَبَّلَها: جَمَعها بأَصابعه وكَبَّرها؛ قَالَ:
دَبِّلْ أَبا الْجَوْزَاءِ أَو تَطِيحا
والدُّبَل: اللُّقَم مِنَ الثَّريد، الْوَاحِدَةُ دُبْلَة. ابْنُ
الأَعرابي: الدَّبَال والدَّمَال النَّقَّابات، والدُّبْلة مِثْلُ
الكُتْلة مِنَ الصَّمْغ وَغَيْرِهِ، تَقُولُ مِنْهُ: دَبَّلْت الشيءَ؛
قَالَ مُزَرِّد:
ودَبَّلْت أَمثال الأَثافي كأَنها ... رُؤوس نِقَاد قُطِّعَت، يومَ
تُجْمَع
وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: أَنه مَرَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى زِنْباغ بْنِ
(11/234)
رَوْحٍ وَكَانَ يَعْشُرُ مَنْ مَرَّ بِهِ
وَمَعَهُ ذَهَبةٌ فَجَعَلَهَا فِي دَبِيلٍ وأَلْقَمَه شَارِفًا لَهُ
؛ الدَّبِيل: مِنْ دَبَلَ اللُّقْمَةَ ودَبَّلَها إِذا جَمَعَهَا
وعَظَّمها، يُرِيدُ أَنه جَعَلَ الذَّهَبَةَ فِي عَجِينٍ وأَلْقَمه
النَّاقَةَ. والدِّبْل: الثُّكْلُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ
دُكَيْنٌ:
يَا دِبْلُ، مَا بِتُّ بِلَيْلٍ هاجِدا، ... وَلَا خَرَرْت الرَّكعتين
سَاجِدًا «4»
سَمَّاهَا بالثُّكْل؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنما خَاطَبَ بِذَلِكَ
ابْنَتَهُ، وبالَغُوا بِهِ فَقَالُوا: دِبْل دَابِلٌ ودَبِيل،
وَرُبَّمَا نُصِبَ عَلَى مَعْنَى الدُّعَاءِ، يُقَالُ: دَبَلَتْه
دَبُول. وَيُقَالُ: دِبْلٌ دَبِيل أَي ثُكْل ثاكل، ومنه سُمِّيَتِ
المرأَة دِبْلة. والدُّبْلة والدُّبَيْلَة: دَاءٌ يَجْتَمِعُ فِي
الْجَوْفِ. وَفِي حَدِيثِ
عَامِرِ بْنِ الطُّفَيل: فأَخَذَتْه الدُّبَيلة
؛ هِيَ خُرَاج ودُمَّل كَبِيرٌ تَظْهَرُ فِي الْجَوْفِ فَتَقْتُلُ
صَاحِبَهَا غَالِبًا، وَهِيَ تَصْغِيرُ دُبْلة. وكُلُّ شَيْءٍ جُمع
فَقَدْ دُبِلَ. والدُّبَيلة: الدَّاهِيَةُ، وَهِيَ مُصَغَّرة
لِلتَّكْبِيرِ، يُقَالُ: دَبَلَتْهم الدُّبَيْلَة أَي أَصابتهم
الدَّاهِيَةُ؛ حَكَاهَا الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. والدِّبْل:
الدَّاهِيَةُ، يُقَالُ دِبْلًا دَبِيلًا كَمَا يُقَالُ ثُكْلًا
ثَاكِلًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
طِعَانَ الكُمَاة وضَرْبَ الجِيَاد، ... وَقَوْلَ الحَواضِن دِبْلًا
دَبِيلا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ الأُموي أَن اسْمَ هَذَا الشَّاعِرِ
بَشَامة بْنُ الغَدِير النَّهْشَلي؛ وأَول الْقَصِيدِ:
نَأَتْك أُمامةُ نَأْياً طَوِيلًا، ... وحَمَّلك الحُبُّ وِقْراً
ثَقِيلا
وَيُقَالُ: دَبَلَتهم دُبَيْلة أَي هَلَكوا وصَلَّتْهم صالَّة. ودِبْل
دابِلٌ: وَهُوَ الهَوَان والخِزْيُ، وَيُقَالُ: ذِبْل ذَابل،
بِالذَّالِ. والدَّبْل: الطَّاعُونُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. ودَبْلُ الأَرض:
إِصلاحها بالسِّرجين وَنَحْوِهِ. والدَّبَال: السِّرْجينُ وَنَحْوُهُ.
ودَبَلَ الأَرضَ يَدْبُلُها دَبْلًا ودُبُولًا: أَصلحها بالسِّرجين
وَنَحْوِهِ لتَجُود. وأَرض مَدْبُولَة: أُصْلِحت بِالسِّرْجِينِ.
وَكُلُّ شَيْءٍ أَصلحته فَقَدْ دَبَلْته ودَمَلْته؛ وَمِنْهُ سُمِّيَتِ
الجَداول الدُّبُول لأَنها تُدْبَل أَي تُنَقَّى وتُصْلَح. ودَبِلَ
البعيرُ دَبَلًا، فَهُوَ دَبِلٌ، إِذا امتلأَ لَحْمًا وَشَحْمًا؛ قَالَ
الرَّاعِي:
تَدَارَكَ الغَضُّ مِنْهَا والعَتِيق، فَقَدْ ... لَاقَى المَرافقَ
مِنْهَا واردٌ دَبِلُ
أَراد بِالْوَارِدِ لَحْمًا اسْتَرْخَى عَلَى مَرافقها أَي امتلأَت
بِهِ المَرَافق، والدَّبْل: الجَدْوَل، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنه
يُصْلَح ويُجَهَّز، وَالْجَمْعُ دُبُول لأَنها تُدْبَل أَي تُصْلَح
وتُنَقَّى وتُجَهَّز. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ:
دَلَّه اللهُ عَلَى دُبُول
أَي جَداول مَاءٍ،
قَالَ «5» : إِن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
لَمَّا غَدَا إِلى النَّطاة دلَّه اللهُ عَلَى دُبُول كَانُوا
يَتَرَوَّوْن مِنْهَا فقَطَعها عَنْهُمْ حَتَّى أَعْطَوْا بأَيديهم.
والدَّوْبَل: وَلَدُ الْحِمَارِ، وَفِي الصِّحَاحِ: الدَّوْبَل
الحِمَار الصَّغِيرُ لَا يَكْبَرُ. وَكَتَبَ مُعَاوِيَةَ إِلى مَلِكِ
الرُّومِ: لأَرُدَّنَّك إِرِّيساً مِنَ الأَرَارِسة تَرْعَى
الدَّوَابِل هِيَ جَمْعُ دَوْبَل، وَهُوَ وَلَدُ الْخِنْزِيرِ
وَالْحِمَارِ، وإِنما خَصَّ الصِّغَار لأَن رَاعِيَهَا أَوضع مِنْ
رَاعِي الْكِبَارِ، وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ. ودَوْبَل: لَقَبُ الأَخْطَل،
وَمِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ جَرِيرٌ:
بَكَى دَوْبَلٌ، لَا يُرْقِئُ اللهُ دَمْعَه، ... أَلا إِنَّما يَبْكي
مِنَ الذُّلِّ دَوْبَل
__________
(4) . قوله [يا دِبْل] عبارة التهذيب: والدِّبْل الثكل، وَمِنْهُ
سُمِّيَتِ الْمَرْأَةٌ دِبْلَة.
(5) . قوله [قال] أي ابن الأثير
(11/235)
والدَّوْبَل: الذِّئب العَرِم.
والدَّوْبَل: ذَكَر الخَنَازِير، وَهُوَ الرّتُّ. اللَّيْثُ:
الدُّبْلَة كُتْلة مِنْ ناطِف أَو حَيْس أَو شَيْءٍ مَعْجُونٍ أَو
نَحْوِ ذَلِكَ. وَقَدْ دَبَّلْت الحَيْس تَدْبِيلًا أَي جَعَلْتُهُ
دُبَلًا. والدَّبِيل: الغَضَا يَكْثُرُ بِالْمَكَانِ. والدَّبِيل
أَيضاً: مَا انْتَثَر مِنْ وَرَق الأَرْطَى، وجَمْعها دُبُل. ودَبِيل:
مَوْضِعٌ، وَهِيَ الدُّبُل؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
جَادَ لَهَا بالدُّبُل الوَسْمِيُ
ودَبِيل ودُبَيْل: مَدِينَةٌ مِنْ مَدَائِنِ الشَّامِ، قَالَ
الْفَارِسِيُّ: دَبِيل بِالشَّامِ ودَيْبُل مَدِينَةً مِنْ مَدَائِنَ
السِّنَدِ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ:
سَيُصْبِح فَوْقِي أَقْتَمُ الرِّيش وَاقِعًا، ... بقَالِيقَلا أَو
مِنْ وَرَاءِ دَبِيل
قَالَ: فَلَمْ يَلْبَث هَذَا الشَّاعِرُ أَن صُلِب بِهَا. ودَبِيل:
مَوْضِعٌ يَلِي الْيَمَامَةَ؛ عَنْ كُرَاعٍ. التَّهْذِيبُ: والدَّبِيل
مَوْضِعٌ يُتَاخِم أَعراض الْيَمَامَةِ؛ وأَنشد:
لَوْلَا رَجَاؤُكُ مَا تَخَطَّتْ نَاقَتِي ... عَرْضَ الدَّبِيل، وَلَا
قُرى نجْران
وَيُجْمَعُ دُبُلًا؛ وأَنشد بَيْتَ الْعَجَّاجِ:
جَادَ لَهُ بالدُّبُل الوَسْمِيُ
دبكل: التَّهْذِيبُ فِي النَّوَادِرِ: كَمْهَلْت المالَ كَمْهَلة
وحَبْكَرْته حَبْكَرة ودَبْكَلْتُه دَبْكَلَة إِذا جمعه وَرَدَدْتَ
أَطراف مَا انْتَشَرَ مِنْهُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ حَبْحَبْته حَبْحَبةً
وزَمْزَمْته وصَرْصَرْته وكَرْكَرْته كَرْكَرةً.
دجل: الدُّجَيْل والدُّجَالة؛ القَطِران. والدَّجْل: شِدَّةُ طَلْي
الجَرْب بالقَطِران. ودَجَلَ البعيرَ: طَلاه بِهِ، وَقِيلَ: عَمَّ
جسمَه بالهِناء، وإِذا هُنِئَ جَسَدُ الْبَعِيرُ أَجمع فَذَلِكَ
التَّدْجِيل، فإِذا جَعَلْتَهُ فِي الْمَشَاعِرِ فَذَلِكَ الدَّسُّ.
وَالْبَعِيرُ المُدَجَّل: المَهْنوءُ بالقَطِران؛ وأَنشد، ابْنُ
بَرِّيٍّ لِذِي الرُّمَّةِ:
وشَوهاء تَعْدو بِي إِلى صَارِخِ الْوَغَى، ... بمُسْتَلْئمٍ مِثْلِ
الْبَعِيرِ المُدَجَّل
قَالَ: والدَّجْلة الَّتِي يُعَسِّل «1» . فِيهَا النَّحْل
الْوَحْشِيُّ. ودَجَلَ الشيءَ غَطَّاه. ودِجْلَة: اسْمُ نَهْرٍ، مِنْ
ذَلِكَ لأَنها غَطَّت الأَرض بِمَائِهَا حِينَ فَاضَتْ، وَحَكَى
اللِّحْيَانِيُّ فِي دِجْلة دَجْلة، بِالْفَتْحِ؛ غَيْرُهُ: دِجْلة
اسمٌ مَعْرِفَةٌ لِنَهْرِ الْعِرَاقِ، وَفِي الصِّحَاحِ: دِجْلة نَهْرُ
بَغْدَادَ، قَالَ ثَعْلَبٌ: تَقُولُ عَبَرْتُ دِجْلة، بِغَيْرِ أَلف
وَلَامٍ. ودُجَيل: نَهْرٌ صَغِيرٌ مُتَشَعِّبٌ مِنْ دِجْلة. ودَجَلَ
الرجلُ وسَرَج، وَهُوَ دَجَّال: كَذَب، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَن
الْكَذِبَ تَغْطِيَةٌ، وَبَيْنَهُمْ دَوْجَلَة وهَوْجَلة ودَوْجَرة
وسَرْوَجة: وَهُوَ كَلَامٌ يُتَناقل وَنَاسٌ مُخْتَلِفُونَ.
والدَّاجِل: المُمَوِّه الكَذَّاب، وَبِهِ سُمِّيَ الدَّجَّال.
والدَّجَّال: هُوَ الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ، وإِنما دَجْلُه سِحْره
وكَذِبُه. ابْنُ سِيدَهْ: الْمَسِيحُ الدَّجَّال رَجُلٌ مِنْ يَهُود
يَخْرُجُ فِي آخِرِ هَذِهِ الأُمة، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَدْجُل
الحَقَّ بِالْبَاطِلِ، وَقِيلَ: بَلْ لأَنه يُغَطِّي الأَرض بِكَثْرَةِ
جُمُوعِهِ، وَقِيلَ: لأَنه يُغَطِّي عَلَى النَّاسِ بِكُفْرِهِ،
وَقِيلَ: لأَنه يدَّعي الرُّبُوبِيَّةَ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَذِبِهِ،
وَكُلُّ هَذِهِ الْمَعَانِي متقارِب؛ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: لَيْسَ
أَحد فَسَّر الدَّجَّال أَحسن مِنْ تَفْسِيرِ أَبي عَمْرٍو قَالَ:
الدَّجَّال المُمَوِّه، يقال:
__________
(1) . قوله [والدَّجْلَة التي يعسل إلخ] ذكرها صاحب القاموس في ترجمة
دخل بالخاء المعجمة
(11/236)
دَجَلْت السيفَ مَوَّهته وطَلَيته بِمَاءِ
الذَّهَبِ، قَالَ: وَلَيْسَ أَحد جَمَعه إِلا مَالِكُ بْنُ أَنَس فِي
قَوْلِهِ هَؤُلَاءِ الدَّجَاجِلَة؛ ورأَيت هُنَا حَاشِيَةً قَالَ:
صَوَابُهُ أَن يَقُولَ لَمْ يَجْمَعْهُ عَلَى دَجَاجِلَة إِلا مَالِكُ
بْنُ أَنس، إِذ قَدْ جَمَعَهُ
النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فِي حَدِيثِهِ الصَّحِيحِ فَقَالَ:
يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُون
أَي كَذَّابون مُمَوِّهون،
وَقَالَ: إِنَّ بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ دَجَّالِين كَذَّابين
فَاحْذَرُوهُمْ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الدَّجَّال فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ الَّذِي
يَظْهَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَدَّعي الإِلهيَّة؛ وفَعَّال مِنْ
أَبنية الْمُبَالَغَةِ أَي يَكْثُرُ مِنْهُ الْكَذِبُ وَالتَّلْبِيسُ.
الأَزهري: كُلُّ كَذَّاب فَهُوَ دَجَّال، وَجَمْعُهُ دَجَّالون،
وَقِيلَ: سُمِّي بِذَلِكَ لأَنه يَسْتُرُ الْحَقَّ بِكَذِبِهِ.
والدَّجَّال والدَّجَّالَة: الرُّفقة الْعَظِيمَةُ. ورُفْقة دَجَّالَة:
عَظِيمَةٌ تُغَطِّي الأَرض بِكَثْرَةِ أَهلها، وَقِيلَ: هِيَ الرُّفْقة
تَحْمِلُ الْمَتَاعَ لِلتِّجَارَةِ؛ وأَنشد:
دَجَّالة مِنْ أَعظم الرِّفاق
وكُلُّ شَيْءٍ مَوَّهْته بماءٍ ذهبٍ وَغَيْرِهِ فَقَدَ دَجَّلته.
والدَّجَّال: الذَّهَبُ، وَقِيلَ: مَاءُ الذَّهَبِ؛ حَكَاهُ كُرَاعٌ
وأَنشد:
ووَقْع صَفَائِحَ مَخْشوبةٍ ... عَلَيْهَا يَدُ الدَّهْرِ دَجَّالها
وَهُوَ اسْمٌ كالقَذَّاف والجَبَّان؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ
الْجَعْدِيُّ:
ثُمَّ نَزَلْنا وكَسَّرْنا الرِّماحَ، و ... جَرْرَدْنا صَفِيحاً
كَسَتْه الرُّومُ دَجَّالا
ودَجَّلَ الشيءَ بالذَّهَب. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ لِمَاءِ الذَّهَبِ
دَجَّال وَبِهِ شُبِّه الدَّجَّال لأَنه يُظْهِر خِلَافَ مَا يُضْمِر؛
قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: سُمِّي الدَّجَّال دَجَّالًا لِضَرْبِهِ فِي
الأَرض وَقَطْعِهِ أَكثر نَوَاحِيهَا، وَيُقَالُ: قَدْ دَجَلَ الرجلُ
إِذا فَعَلَ ذَلِكَ. قَالَ: وَقَالَ مَرَّةً أُخرى سُمِّي دَجَّالًا
لِتَمْوِيهِهِ عَلَى النَّاسِ وَتَلْبِيسِهِ وَتَزْيِينِهِ الْبَاطِلَ،
يُقَالُ: قَدْ دَجَلَ إِذا مَوَّه ولَبَّس، وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خَطَب فاطمةَ، رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا، إِلى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِني وَعَدْتُها لِعَلِيٍّ ولستُ بدَجَّال
، أَي بخَدَّاع، وَلَا مُلَبِّس عَلَيْكَ أَمرَك. وأَصل الدَّجْلِ:
الخَلْطُ؛ يُقَالُ: دَجَلَ إِذا لَبَّس ومَوَّه. ودَجَلَ الرجلُ
المرأَةَ ودَجَاها إِذا جَامَعَهَا، وَهُوَ الدَّجْلُ والدَّجْوُ،
وَاللَّهُ أَعلم.
دحل: الدَّحْل: نَقْب ضيِّق فَمُه ثُمَّ يَتَّسِعُ أَسفله حَتَّى
يُمْشى فِيهِ، وَرُبَّمَا أَنبت السِّدْر، وَقِيلَ: هُوَ مَدْخَل
تَحْتَ الجُرُف أَو فِي عُرْض خَشَب الْبِئْرِ فِي أَسفلها وَنَحْوُ
ذَلِكَ مِنَ المَوارد والمَناهل، وَالْجَمْعُ أَدْحُل وأَدْحَالٌ
ودِحَال ودُحُول ودُحْلانٌ. وَقَدْ دَحَلْت فِيهِ أَدْحَلُ أَي دَخَلت
فِي الدَّحْل؛ ورُبَّ بيتٍ مِنْ بُيُوتِ الأَعراب يُجْعَلُ لَهُ دَحْل
تَدْخُلُ فِيهِ المرأَة إِذا دَخَل عَلَيْهِمْ دَاخِلٌ. قَالَ أَبو
عُبَيْدٍ: وَفِي حَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ادْحَلْ فِي كِسْر الْبَيْتِ
، أَي ادْخُل، مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن رَجُلًا سأَله فَقَالَ
لَهُ إِنِّي رَجُلٌ مِصْراد أَفأُدْخِل المِبْوَلة مَعِيَ فِي
الْبَيْتِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وادْحَل فِي الكِسْر
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الدَّحْل هُوَّة تَكُونُ فِي الأَرض وَفِي
أَسافل الأَودية يَكُونُ فِي رأْسها ضِيقٌ ثُمَّ يَتَّسِعُ أَسفلها،
وكِسْر الخِباء جانبُه؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فشَبَّه أَبو هُرَيْرَةَ
جَوَانِبَ الخِباء وَمَدَاخِلَهُ بالدَّحْل؛ قَالَ: هُوَ مأْخوذ مِنَ
الدَّحْل، أَي صِرْ فِي جَانِبِ الخِباء كَالَّذِي يَصِيرُ فِي
الدَّحْل، وَيُرْوَى: وادْحُ لَهَا فِي الْكِسْرِ أَي وَسِّع لَهَا
مَوْضِعًا فِي زَاوِيَةٍ مِنْهُ؛ قَالَ
(11/237)
الأَزهري: وَقَدْ رأَيت بالخَلْصاء
وَنَوَاحِي الدَّهْناء دُحْلاناً كَثِيرَةً، وَقَدْ دَخَلْت غَيْرَ
دَحْلٍ مِنْهَا، وَهِيَ خَلَائِقُ خَلَقها اللَّهُ تَعَالَى تَحْتَ
الأَرض، يَذْهَبُ الدَّحْل مِنْهَا سَكًّا فِي الأَرض قَامَةً أَو
قَامَّتَيْنِ أَو أَكثر مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ يَتَلَجَّف يَمِينًا أَو
شِمَالًا فمَرَّة يَضِيقُ وَمَرَّةً يَتَّسِعُ فِي صَفَاةٍ مَلْساء لَا
تَحِيك فِيهَا المَعاوِلُ المحدَّدة لِصَلَابَتِهَا، وَقَدْ دَخلت
مِنْهَا دَحْلًا فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلى الْمَاءِ إِذا جَوٌّ مِنَ
الْمَاءِ الرَّاكِدِ فِيهِ لَمْ أَقف عَلَى سَعته وعُمْقه وَكَثْرَتِهِ
لإِظلام الدَّحْل تَحْتَ الأَرض، فَاسْتَقَيْتُ أَنا مَعَ أَصحابي مِنْ
مَائِهِ فإِذا هُوَ عَذْب زُلال لأَنه مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ يَسِيلُ
إِليه مِنْ فَوْقُ وَيَجْتَمِعُ فِيهِ؛ قَالَ: وأَخبرني جَمَاعَةٌ مِنَ
الأَعراب أَن دُحْلانَ الخَلْصاء لَا تَخْلُو مِنَ الْمَاءِ، وَلَا
يُسْتَقَى مِنْهَا إِلّا للشِّفاء والخَبْل لِتَعَذُّرِ الِاسْتِقَاءِ
مِنْهَا وبُعْدِ الْمَاءِ فِيهَا مِنْ فَوْهَة الدَّحْل، قَالَ:
وَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ دَحَلَ فلانٌ الدَّحْلَ، بِالْحَاءِ، إِذا
دَخَله؛ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما مَا يَعْتَادُهُ الشُّعَرَاءُ مِنْ
ذِكْرِهِمُ الدَّحْلَ مَعَ أَسماء الْمَوَاضِعِ كَقَوْلِ ذِي
الرُّمَّةِ:
إِذا شئتُ أَبكاني لجَرْعاء مالكٍ، ... إِلى الدَّحْل، مسْتَبْدًى
لِمَيٍّ ومَحْضَرُ
فَقَدْ يَكُونُ سُمِّيَ الْمَوْضِعُ بِاسْمِ الْجِنْسِ، وَقَدْ يَجُوزُ
أَن يَكُونَ غَلَبَ عَلَيْهِ اسْمُ الْجِنْسِ كَمَا قَالُوا الزُّرْق
فِي بِرَك مَعْرُوفَةٍ، وإِنما سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِبَيَاضِ مَائِهَا
وَصَفَائِهَا. والدَّحْلة: الْبِئْرُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
نَهَيْتُ عَمْراً ويَزِيدَ والطَّمَع، ... والحِرْص يَضْطَرُّ
الْكَرِيمَ فيَقَع،
فِي دَحْلةٍ فَلَا يَكاد يُنْتَزَع
وَقَوْلُهُ: والطَّمَع، أَي نَهَيْتُهُمَا فَقَلَتْ لَهُمَا إِيّاكما
والطَّمَع، فَحُذِفَ لأَن قَوْلَهُ نَهَيْتُ عَمْراً ويَزِيدَ فِي
قُوَّةِ قَوْلِكَ قُلْت لَهُمَا إِيّاكما. والدَّحُول: الرَّكِيَّة
الَّتِي تُحْفَر فَيُوجَدُ ماؤُها تَحْتَ أَجْوَالها فَتُحْفَرُ حَتَّى
يُسْتَنْبَط مَاؤُهَا مِنْ تَحْتِ جَالِهَا. وبئرٌ دَحُولٌ: ذَاتُ
تَلَجُّف فِي نَوَاحِيهَا، وَقِيلَ: بِئْرٌ دَحُول وَاسِعَةُ
الْجَوَانِبِ. وَبِئْرٌ دَحُول أَي ذَاتُ تَلَجُّف إِذا أَكل الْمَاءُ
جَوانبها. ودَحَلْت الْبِئْرَ أَدْحَلها إِذا حَفَرت فِي جَوَانِبِهَا.
وَنَاقَةٌ دَحُولٌ: تُعارِض الإِبل مُتَنَحِّيةً عَنْهَا. والدَّحِل
مِنَ الرِّجَالِ: الْمُسْتَرْخِي، وَقِيلَ الْعَظِيمُ الْبَطْنِ. أَبو
عَمْرٍو: الدَّحِل والدَّحِن البَطِين الْعَرِيضُ البَطن. وَرَجُلٌ
دَحِلٌ بَيِّن الدَّحَل أَي سَمِينٌ قَصِير مُنْدَلِق الْبَطْنِ.
والدَّحِل: الدَّاهِيَةُ الخَدَّاع لِلنَّاسِ الْخَبِيثُ. الأَزهري:
الدَّحِل والدَّحِن الخَبُّ الْخَبِيثُ، وَقَدْ دَحِلَ دَحَلًا،
وَقِيلَ: الدَّحَل الدَّهاء فِي كَيْسٍ وحِذْق. قَالَ أَبو حَاتِمٍ:
وسأَلت الأَصمعي عَنْ قَوْلِ النَّاسِ فلانٌ دَحْلانِيٌّ، نَسَبُوهُ
إِلى قَرْيَةٍ بِالْمَوْصِلِ أَهلُها أَكراد لُصُوص. والدَّوَاحِيل:
خَشَبات عَلَى رؤُوسها خِرَقٌ كأَنها طَرَّادات قِصَارٌ تُرْكَز فِي
الأَرض لصَيْد الحُمُر والظِّباء، وَاحِدُهَا دَاحُول، وَقِيلَ:
الدَّاحُول مَا يَنْصِبُهُ صَائِدُ الظِّبَاءِ مِنَ الخَشَب، وَيُقَالُ
لِلَّذِي يَصِيدُ الظِّباء بالدَّوَاحِيل دَحَّال، وَرُبَّمَا نَصَب
الدَّحَّال حِبالَه بِاللَّيْلِ للظبِّاء ورَكَز دَوَاحِيلَه وأَوقد
لَهَا السُّرُج؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَذْكُرُ ذَلِكَ:
ويَشْرَبْن أَجْناً، والنُّجومُ كأَنها ... مَصَابِيحُ دَحَّالٍ
يُذَكِّي ذُبَالَها
وَيُقَالُ لِلصَّائِدِ دَحَّال، وَلَمْ يخصَّ صَائِدُ الظِّباء دُونَ
غَيْرِهِ.
(11/238)
الأَزهري: يُقَالُ دَحَل فُلَانٌ عَنِّي
وزَحَل أَي تَبَاعَدَ؛ وَرَوَى بَعْضُهُمْ قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ:
مِنَ العَضِّ بالأَفخاذ أَو حَجَباتها، ... إِذا رَابَهُ
اسْتِعْصَاؤُهَا ودِحَالُها
وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: وحِدَالها، وَهُمَا قَرِيبَا الْمَعْنَى مِنَ
السَّوَاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةٍ حَدَلَ. قَالَ شَمِرٌ:
سَمِعْتُ عَليَّ بْنَ مُصْعَب يَقُولُ لَا تَدْحَلْ، بالنَّبَطِيَّة،
أَي لَا تَخَفْ. الأَزهري: فُلَانٌ يَدْحَلُ عَنِّي أَي يَفِرُّ،
وأَنشد:
ورَجُل يَدْحَلُ عَنِّي دَحْلا، ... كدَحَلان البَكْر لاقَى الفَحْلا
قَالَ شَمِرٌ: فكأَن مَعْنَى لَا تَدْحَلْ لَا تَهْرُب. وَفِي حَدِيثِ
أَبي وَائِلٍ قَالَ: وَرَدَ عَلَيْنَا كِتَابُ عُمَرَ وَنَحْنُ
بخانِقِين إِذا قَالَ الرجلُ لِلرَّجُلِ لَا تَدْحَل فَقَدْ أَمَّنه
؛ يُقَالُ: دَحَلَ يَدْحَلُ إِذا فَرَّ وهَرَب، مَعْنَاهُ إِذا قَالَ
لَهُ لَا تَفِرَّ وَلَا تَهْرُبْ فَقَدْ أَعطاه بِذَلِكَ أَماناً.
ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الدَّاحِل الحَقُود، بِالدَّالِ.
النَّضِرُ: الدَّحِل مِنَ النَّاسِ عِنْدَ الْبَيْعِ مَنْ يُدَاحِل
النَّاسَ وَيُمَاكِسُهُمْ حَتَّى يَسْتمكن مِنْ حَاجَتِهِ، وإِنَّه
ليُدَاحِله أَي يخادعه.
دحقل: الأَزهري: الدَّحْقَلَة انْتِفَاخُ الْبَطْنِ. قَالَ الأَزهري:
هَذَا الْحَرْفُ فِي كِتَابِ الْجَمْهَرَةِ فِي حُرُوفٍ لَمْ أَجد
أَكثرها لأَحد مِنَ الثِّقَاتِ، وَسَبِيلُ النَّاظِرِ فِيهِ أَن
يَفْحَص عَنْهُ فَمَا وُجِدَ مِنْهَا لإِمام مَوْثُوقٍ بِهِ أَلحقه
بِالرُّبَاعِيِّ، وَمَا لَمْ يَجِدْ لثِقَة كَانَ مِنْهُ عَلَى رِيبة
وحَذَر.
دحمل: شَيْخٌ دَحْمَلٌ: مُسْتَرْخي الْجِلْدِ، والأُنثى بِالْهَاءِ.
والدُّحَامِل: الغَلِيظ المكتَنِز. اللَّيْثُ: الدَّحْمَلَة المرأَة
الضَّخْمَةُ التارَّة. ودَحْمَلْت الشيءَ إِذا دَحْرَجْتَهُ عَلَى وجه
الأَرض.
دخل: الدُّخُول: نَقِيضُ الْخُرُوجِ، دَخَل يَدْخُلُ دُخُولًا
وتَدَخَّلَ ودَخَلَ بِهِ؛ وَقَوْلُهُ:
تَرَى مَرَادَ نِسْعه المُدْخَلِّ، ... بَيْنَ رَحَى الحَيْزُوم
والمَرْحَلِّ،
مِثْلَ الزَّحاليف بنَعْفِ التَّلِ
إِنما أَراد المُدْخَلَ والمَرْحَل فشدَّد لِلْوَقْفِ، ثُمَّ احْتَاجَ
فأَجرى الْوَصْلَ مُجْرَى الْوَقْفِ. وادَّخَلَ، عَلَى افْتَعَل:
مِثْلَ دَخَل؛ وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ انْدَخَلَ وَلَيْسَ
بِالْفَصِيحِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
لَا خَطْوتي تَتَعاطى غَيْرَ مَوْضِعِهَا، ... وَلَا يَدي فِي حَمِيت
السَّكْن تَنْدَخِل
وتَدَخَّلَ الشيءُ أَي دَخَل قَلِيلًا قَلِيلًا، وَقَدْ تَدَاخَلَني
مِنْهُ شَيْءٌ. وَيُقَالُ: دَخَلْتُ الْبَيْتَ، وَالصَّحِيحُ فِيهِ أَن
تُرِيدَ دَخَلْت إِلى الْبَيْتِ وَحَذَفْتَ حَرْفَ الْجَرِّ
فَانْتَصَبَ انْتِصَابَ الْمَفْعُولِ بِهِ، لأَن الأَمكنة عَلَى
ضَرْبَيْنِ: مُبْهَمٌ وَمَحْدُودٌ، فَالْمُبْهَمُ نَحْوُ جِهَاتِ
الْجِسْمِ السِّتِّ خَلف وقُدَّام ويَمِين وشِمال وَفَوْقُ وَتَحْتُ،
وَمَا جَرَى مَجْرَى ذَلِكَ مِنْ أَسماء الْجِهَاتِ نَحْوِ أَمام
وَوَرَاءَ وأَعلى وأَسفل وَعِنْدَ ولَدُنْ ووَسَط بِمَعْنَى بَيْنَ
وقُبَالة، فَهَذَا وَمَا أَشبهه مِنَ الأَمكنة يَكُونُ ظَرْفًا لأَنه
غَيْرُ مَحْدُودٍ، أَلا تَرَى أَن خَلْفك قَدْ يَكُونُ قُدَّاماً
لِغَيْرِكَ؟ فأَما الْمَحْدُودُ الَّذِي لَهُ خِلْقة وَشَخْصٌ وأَقطار
تَحُوزه نَحْوَ الجَبَل وَالْوَادِي وَالسُّوقِ وَالْمَسْجِدِ
وَالدَّارِ فَلَا يَكُونُ ظَرْفًا لأَنك لَا تَقُولُ قَعَدْتُ
الدَّارَ، وَلَا صَلَّيْتُ الْمَسْجِدَ، وَلَا نِمْت الْجَبَلَ، وَلَا
قُمْتُ الْوَادِيَ، وَمَا جَاءَ مِنْ ذَلِكَ فإِنما هُوَ بِحَذْفِ
حَرْفِ الْجَرِّ نَحْوَ
(11/239)
دَخَلْتُ الْبَيْتَ وصَعَّدت الجَبَل
وَنَزَلْتُ الْوَادِيَ. والمَدْخَل، بِالْفَتْحِ: الدُّخول وَمَوْضِعُ
الدُّخول أَيضاً، تَقُولُ دَخَلْتُ مَدْخَلًا حَسَنًا ودَخَلْتُ
مَدْخَلَ صِدْقٍ. والمُدْخَل، بِضَمِّ الْمِيمِ: الإِدْخال
وَالْمَفْعُولُ مِنْ أَدْخَلَه، تَقُولُ أَدْخَلْته مُدْخَلَ صِدْقٍ.
والمُدَّخَل: شِبْهُ الْغَارِ يُدْخَل فِيهِ، وَهُوَ مُفْتَعَل مِنَ
الدُّخول. قَالَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ فُلَانٌ حَسَن المَدْخَل والمَخْرَج
أَي حَسَن الطَّرِيقَةِ محمودُها، وَكَذَلِكَ هُوَ حَسَن المَذْهَب.
وَفِي حَدِيثِ
الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ إِن مِنَ النِّفَاقِ اختلافَ المَدْخَل
والمَخْرَج واختلافَ السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةَ
؛ قَالَ: أَراد بِاخْتِلَافِ المَدْخَل والمَخْرَج سُوءَ الطَّرِيقَةِ
وسُوءَ السِّيرة. ودَاخِلَةُ الإِزار: طَرَفُه الدَّاخِلُ الَّذِي
يَلِي جَسَدَهُ وَيَلِي الْجَانِبَ الأَيمن مِنَ الرَّجُل إِذا
ائْتَزَرَ، لأَن المُؤْتَزِر إِنما يبدأُ بِجَانِبِهِ الأَيمن فَذَلِكَ
الطَّرَف يُبَاشِرُ جَسَدَهُ وَهُوَ الَّذِي يُغْسَل. وَفِي حَدِيثِ
الزُّهْرِيِّ فِي الْعَائِنِ: وَيُغْسَلُ دَاخِلَة إِزاره
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد يُغْسَلُ الإِزار، وَقِيلَ: أَراد
يَغْسِل العائنُ موضعَ داخِلة إِزاره مِنْ جَسَده لَا إِزارَه،
وَقِيلَ: داخِلَةُ الإِزار الوَرِك، وَقِيلَ: أَراد بِهِ مَذَاكِيرَهُ
فكَنَى بالدَّاخِلَة عَنْهَا كَمَا كُنِي عَنِ الفَرْج
بِالسَّرَاوِيلِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِذا أَراد أَحدكم أَن يَضْطَجِعَ عَلَى فِرَاشِهِ فليَنْزِع دَاخِلَة
إِزاره وليَنْفُض بِهَا فِرَاشَهُ فإِنه لَا يَدْرِي مَا خَلَفه عليه
؛ أَراد بِهَا طَرَف إِزاره الَّذِي يَلِي جَسدَه؛ قَالَ ابْنُ
الأَثير: دَاخِلَةُ الإِزار طَرَفُه وَحَاشِيَتُهُ مِنْ دَاخِلٍ،
وإِنما أَمره بداخِلَتِه دُونَ خارِجَتِه، لأَن المُؤْتَزِر يأْخذ
إِزارَه بِيَمِينِهِ وشِماله فيُلْزِق مَا بشِماله عَلَى جَسَده وَهِيَ
دَاخِلة إِزاره، ثُمَّ يَضَعُ مَا بِيَمِينِهِ فَوْقَ داخِلته، فَمَتَى
عاجَلَه أَمرٌ وخَشِي سُقُوطَ إِزاره أَمسكه بِشَمَالِهِ ودَفَع عَنْ
نَفْسِهِ بِيَمِينِهِ، فإِذا صَارَ إِلى فِرَاشِهِ فحَلَّ إِزاره
فإِنما يَحُلُّ بِيَمِينِهِ خَارِجَةَ الإِزار، وَتَبْقَى الدَّاخِلَةُ
مُعَلَّقة، وَبِهَا يَقَعُ النَّفْض لأَنها غَيْرُ مَشْغُولَةٍ
بِالْيَدِ. ودَاخِلُ كلِّ شَيْءٍ: باطنُه الدَّاخِلُ؛ قَالَ
سِيبَوَيْهِ: وَهُوَ مِنَ الظُّرُوفِ الَّتِي لَا تُسْتَعْمَل إِلّا
بِالْحَرْفِ يَعْنِي أَنه لَا يَكُونُ إِلّا اسْمًا لأَنه مُخْتَصٌّ
كَالْيَدِ وَالرَّجُلِ. وأَما دَاخِلَة الأَرض فخَمَرُها وغامِضُها.
يُقَالُ: مَا فِي أَرضهم دَاخِلةٌ مِنْ خَمَرٍ، وَجَمْعُهَا
الدَّوَاخِل؛ وَقَالَ ابْنُ الرِّقَاع:
فرَمَى بِهِ أَدبارَهُنَّ غلامُنا، ... لَمَّا اسْتَتَبَّ بِهَا وَلَمْ
يَتَدَخَّل
يَقُولُ: لَمْ يَدْخُل الخَمَرَ فيَخْتِلَ الصَّيْدَ وَلَكِنَّهُ
جَاهَرَهَا كَمَا قَالَ:
مَتَى نَرَهُ فإِنَّنا لَا نُخاتِلُه
وداخِلَةُ الرجلِ: باطِنُ أَمره، وَكَذَلِكَ الدُّخْلة، بِالضَّمِّ.
وَيُقَالُ: هُوَ عَالِمٌ بدُخْلَته. ابْنُ سِيدَهْ: ودَخْلة الرَّجُلِ
ودِخْلته ودَخِيلته ودَخِيله ودُخْلُله ودُخْلَلُه ودُخَيْلاؤه نيَّتُه
ومَذْهَبُه وخَلَدُه وبِطانَتُه، لأَن ذَلِكَ كلَّه يداخِله. وَقَالَ
اللِّحْيَانِيُّ: عَرَفْتُ داخِلته ودَخْلته ودِخْلته ودُخْلته ودَخيله
ودَخِيلته أَي بَاطِنَتَهُ الدَّاخِلة، وَقَدْ يُضَافُ كُلُّ ذَلِكَ
إِلى الأَمر كَقَوْلِكَ دُخْلة أَمره ودِخْلة أَمره، وَمَعْنَى كُلِّ
ذَلِكَ عَرَفْت جَمِيعَ أَمره. التَّهْذِيبُ: والدُّخْلة بِطَانَةُ
الأَمر، تَقُولُ: إِنه لعَفِيف الدُّخْلة وإِنه لخَبيث الدُّخْلة أَي
بَاطِنُ أَمره. ودَخيلُ الرَّجُلِ: الَّذِي يُدَاخِلُهُ فِي أُموره
كُلِّهَا، فَهُوَ لَهُ دَخِيل ودُخْلُل. ابْنُ السِّكِّيتِ: فُلَانٌ
دُخْلُل فُلَانٍ ودُخْلَلُه إِذا كَانَ بِطانتَه وصاحبَ سِرِّه، وَفِي
الصِّحَاحِ: دَخِيلُ الرّجُل ودُخْلُلُه الَّذِي
(11/240)
يُدَاخِله فِي أُموره وَيَخْتَصُّ بِهِ.
وَالدَّوْخَلَةُ: الْبِطْنَةُ. والدَّخِيل والدُّخْلُل والدُّخْلَل،
كُلُّهُ: المُداخِل الْمَبَاطِنُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ:
بَيْنَهُمَا دُخْلُلٌ ودِخْلَلٌ أَي خَاصٌّ يُدَاخِلُهم؛ قَالَ ابْنُ
سِيدَهْ: وَلَا أَعرف هَذَا. وداخِلُ الحُبِّ ودُخْلَلُه، بِفَتْحِ
اللَّامِ: صَفَاءُ دَاخِلِهِ. ودُخْلَة أَمره ودَخِيلته وداخِلَته:
بِطانتُه الدَّاخِلَةُ. وَيُقَالُ: إِنه عَالِمٌ بدُخْلة أَمره
وبدَخِيل أَمرهم. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: بَيْنَهُمْ دُخْلُل
ودُخْلَل أَي دَخَلٌ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد؛ وَقَالَ امْرُؤُ
الْقَيْسَ:
ضَيَّعَه الدُّخْلُلون إِذ غَدَروا
قَالَ: والدُّخْلُلون الخاصَّة هَاهُنَا. وإِذا ائْتُكِلَ الطَّعَامَ
سُمِّي مَدْخُولًا وَمَسْرُوفًا. والدَّخَل: مَا داخَل الإِنسانَ مِنْ
فَسَادٍ فِي عَقْلٍ أَو جِسْمٍ، وَقَدْ دَخِلَ دَخَلًا ودُخِلَ
دَخْلًا، فَهُوَ مَدْخُول أَي فِي عَقْلِهِ دَخَلٌ. وَفِي حَدِيثِ
قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ: وَكُنْتُ أَرى إِسْلامه مَدْخُولًا
؛ الدَّخَل، بِالتَّحْرِيكِ: الْعَيْبُ والغِشُّ والفَساد، يَعْنِي أَن
إِيمانه كَانَ فِيهِ نِفَاق. وَفِي حَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ: إِذا بَلَغ بَنُو الْعَاصِ ثَلَاثِينَ كَانَ دِينُ
اللَّهِ دَخَلًا
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَحَقِيقَتُهُ أَن يُدْخِلوا فِي دِينِ اللَّهِ
أُموراً لَمْ تَجْرِ بِهَا السُّنَّة. وداءٌ دَخِيل: دَاخِلٌ،
وَكَذَلِكَ حُبٌّ دَخِيل؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
فتُشْفَى حزازاتٌ وتَقْنَع أَنْفُسٌ، ... ويُشْفَى هَوًى، بَيْنَ
الضلوعِ، دَخِيلُ
ودَخِلَ أَمرُه دَخَلًا: فسَدَ دَاخِلُه؛ وَقَوْلُهُ:
غَيْبِي لَهُ وَشَهَادَتِي أَبداً ... كَالشَّمْسِ، لَا دَخِنٌ وَلَا
دَخْل
يَجُوزُ أَن يُرِيدَ وَلَا دَخِل أَي وَلَا فَاسِدَ فَخَفَّفَ لأَن
الضَّرْبَ مِنْ هَذِهِ الْقَصِيدَةِ فَعْلن بِسُكُونِ الْعَيْنِ،
وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ وَلَا ذُو دَخْل، فأَقام الْمُضَافَ إِليه مُقام
الْمُضَافِ. ونَخْلة مَدْخُولة أَي عَفِنة الجَوْف. والدَّخْل:
الْعَيْبُ والرِّيبة؛ وَمِنْ كَلَامِهِمْ:
تَرَى الفِتْيانَ كالنَّخْل، ... وَمَا يُدْريك بالدَّخْل
وَكَذَلِكَ الدَّخَل، بِالتَّحْرِيكِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَي تَرَى
أَجساماً تَامَّةً حَسَنة وَلَا تَدْرِي مَا باطنُهم. وَيُقَالُ: هَذَا
الأَمر فِيهِ دَخَل ودَغَلٌ بِمَعْنًى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ
هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يَعْنِي دَغَلًا وخَدِيعةً ومَكْراً، قَالَ:
وَمَعْنَاهُ لَا تَغْدِروا بِقَوْمٍ لقِلَّتهم وَكَثْرَتِكُمْ أَو
كَثْرَتِهِمْ وقِلَّتِكم وَقَدْ غَرَرْتُموهم بالأَيْمان فسَكَنوا
إِليها؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: تَتَّخِذون أَيمانكم دَخَلًا بَيْنَكُمْ
أَي غِشّاً بَيْنَكُمْ وغِلًّا، قَالَ: ودَخَلًا مَنْصُوبٌ لأَنه
مَفْعُولٌ لَهُ؛ وَكُلُّ مَا دَخَله عَيْبٌ، فَهُوَ مَدْخُول وَفِيهِ
دَخَلٌ؛ وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى
مِنْ أُمَّةٍ أَي لأَن تَكُونَ أُمَّة هِيَ أَغْنى مِنْ قَوْمٍ وأَشرف
مِنْ قَوْمٍ تَقْتَطعون بأَيمانكم حُقُوقًا لِهَؤُلَاءِ
فَتَجْعَلُونَهَا لِهَؤُلَاءِ. والدَّخَل والدَّخْل: الْعَيْبُ
الدَّاخِلُ فِي الحَسَب. والمَدْخُول: الْمَهْزُولُ والدَّاخِل فِي
جَوْفِهِ الهُزال، بَعِيرٌ مَدخول وَفِيهِ دَخَلٌ بَيِّن مِنَ الهُزال،
وَرَجُلٌ مَدْخُولٌ إِذا كَانَ فِي عَقْلِهِ دَخَلٌ أَو فِي حَسَبه،
وَرَجُلٌ مَدْخُولُ الحَسَب، وَفُلَانٌ دَخِيل فِي بَنِي فُلَانٍ إِذا
كَانَ مِنْ غَيْرِهِمْ فتَدخَّل فِيهِمْ، والأُنثى دَخِيل. وَكَلِمَةُ
دَخِيل: أُدْخِلت فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَلَيْسَتْ مِنْهُ،
اسْتَعْمَلَهَا ابْنُ دُرَيْدٍ كَثِيرًا فِي الْجَمْهَرَةِ؛
والدَّخِيل: الْحَرْفُ الَّذِي بَيْنَ
(11/241)
حَرْفِ الرَّوِيّ وأَلف التأْسيس
كَالصَّادِ مِنْ قَوْلِهِ:
كِلِيني لِهَمٍّ، يَا أُمَيْمة، نَاصِبِ
سُمِّي بِذَلِكَ لأَنه كأَنه دَخِيل فِي الْقَافِيَةِ، أَلا تَرَاهُ
يَجِيءُ مُخْتَلِفًا بَعْدَ الْحَرْفِ الَّذِي لَا يَجُوزُ
اخْتِلَافُهُ أَعني أَلف التأْسيس؟ والمُدْخَل: الدَّعِيُّ لأَنه
أُدْخِل فِي الْقَوْمِ؛ قَالَ:
فلئِن كَفرْتَ بَلَاءَهُمْ وجَحَدْتَهم، ... وجَهِلْتَ مِنْهُمْ
نِعْمةً لَمْ تُجْهَل
لَكذاك يَلْقى مَنْ تكَثَّر، ظَالِمًا، ... بالمُدْخَلين مِنَ
اللَّئِيمِ المُدْخَل
والدَّخْل: خِلَافُ الخَرْج. وَهُمْ فِي بَنِي فُلَانٍ دَخَلٌ إِذا
انْتَسَبُوا مَعَهُمْ في نسبهم وليس أَصله مِنْهُمْ؛ قَالَ ابْنُ
سِيدَهْ: وأُرى الدَّخَل هَاهُنَا اسْمًا لِلْجَمْعِ كالرَّوَح
والخَوَل. والدَّخِيل: الضَّيْفُ لِدُخُولِهِ عَلَى المَضيف. وَفِي
حَدِيثِ
مُعَاذٍ وذكرِ الحُور العِين: لَا تُؤذِيه فإِنما هُوَ دَخِيلٌ عندكِ
؛ الدَّخِيل: الضَّيْفُ والنَّزيل؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
عديٍّ: وَكَانَ لَنَا جَارًا أَو دَخِيلًا.
والدَّخْل: مَا دَخَل عَلَى الإِنسان مِنْ ضَيْعته خِلَافَ الخَرْج.
وَرَجُلٌ مُتَدَاخل ودُخَّل، كِلَاهُمَا: غَلِيظٌ، دَخَل بعضُه فِي
بَعْضٍ. وَنَاقَةٌ مُتَدَاخِلَة الْخَلْقِ إِذا تَلاحكت واكْتَنَزَت
واشتدَّ أَسْرُها. ودُخَّلُ اللَّحْمِ: مَا عَاذَ بِالْعَظْمِ وَهُوَ
أَطيب اللَّحْمِ. والدُّخَّل مِنَ اللَّحْمِ: مَا دَخَل العَصَب مِنَ
الْخَصَائِلِ. والدُّخَّل: مَا دَخَلَ مِنَ الكَلإِ فِي أُصول أَغصان
الشَّجَرِ ومَنَعه التفافُه عَنْ أَن يُرْعى وَهُوَ العُوَّذ؛ قَالَ
الشَّاعِرُ:
تَباشير أَحوى دُخَّل وجَمِيم
والدُّخَّل مِنَ الرِّيشِ. مَا دَخَلَ بَيْنَ الظُّهْران والبُطْنان؛
حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ قَالَ: وَهُوَ أَجوده لأَنه لَا تُصِيبُهُ
الشَّمْسُ وَلَا الأَرض؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
رُكِّب حَوْلَ فُوقِه المُؤَلَّل ... جوانحٌ سُوِّين غَيْرُ مُيَّل،
مِنْ مُسْتَطِيلَاتِ الْجَنَاحِ الدُّخَّل
والدُّخَّل: طَائِرٌ صَغِيرٌ أَغبر يَسْقُطُ عَلَى رُؤُوسِ الشَّجَرِ
وَالنَّخْلِ فَيَدْخُلُ بَيْنَهَا، وَاحِدَتُهَا دُخَّلة، وَالْجَمْعُ
الدَّخَاخِيل، ثَبَتَتْ فِيهِ الْيَاءُ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ.
والدُّخَّل والدُّخْلُل والدُّخْلَل: طَائِرٌ مُتدخِّل أَصغر مِنَ
الْعُصْفُورِ يَكُونُ بِالْحِجَازِ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ. وَفِي
التَّهْذِيبِ: الدُّخَّل صِغَارُ الطَّيْرِ أَمثال الْعَصَافِيرِ
يأْوِي الغِيرانَ والشجَر الملتفَّ، وَقِيلَ لِلْعُصْفُورِ الصَّغِيرِ
دُخَّل لأَنه يَعُوذُ بِكُلِّ ثَقْب ضَيِّق مِنَ الْجَوَارِحِ،
وَالْجَمْعُ الدَّخَاخِيل. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ:
دَخَلَت العُمْرةُ فِي الْحَجِّ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: مَعْنَاهُ سَقَطَ فَرْضُهَا بِوُجُوبِ الْحَجِّ
وَدَخَلَتْ فِيهِ، قَالَ: هَذَا تأْويل مَنْ لَمْ يَرَهَا وَاجِبَةً،
فأَما مَنْ أَوجبها فَقَالَ: إِن مَعْنَاهُ أَن عَمَلَ الْعُمْرَةِ
قَدْ دَخَل فِي عَمَلِ الْحَجِّ، فَلَا يَرَى عَلَى الْقَارِنِ أَكثر
مِنْ إِحرام وَاحِدٍ وَطَوَافٍ وَسَعْيٍ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنها
دَخَلَت فِي وَقْتِ الْحَجِّ وَشُهُورِهِ لأَنهم كَانُوا لَا
يَعْتَمِرُونَ فِي أَشهر الْحَجِّ فأَبطل الإِسلام ذَلِكَ وأَجازه.
وَقَوْلُ
عُمَرُ فِي حَدِيثِهِ: مِنْ دُخْلة الرَّحِم
؛ يُرِيدُ الْخَاصَّةَ وَالْقَرَابَةَ، وَتُضَمُّ الدَّالُ وَتُكْسَرُ.
ابْنُ الأَعرابي: الدَّاخِل والدَّخَّال والدُّخْلُل كُلُّهُ دَخَّال
الأُذن، وَهُوَ الهِرْنِصان. والدِّخَال فِي الوِرْد: أَن يَشْرَبَ
الْبَعِيرُ ثُمَّ يُرَدُّ مِنَ الْعَطَنِ إِلى الْحَوْضِ ويُدْخَل
بَيْنَ بَعِيرَيْنِ عَطْشَانَيْنِ
(11/242)
لِيَشْرَبَ مِنْهُ مَا عَسَاهُ لَمْ يَكُنْ
شَرِبَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ:
وَتُلْقِي البَلاعِيم فِي بَرْدِهِ، ... وَتُوفِي الدُّفُوفَ بِشُرْبِ
دِخَال
قَالَ الأَصمعي. إِذا ورَدَت الإِبل أَرسالًا فَشَرِبَ مِنْهَا رَسَل
ثُمَّ ورَدَ رَسَل آخرُ الحوضَ فأُدْخِل بعيرٌ قَدْ شَرِبَ بَيْنَ
بَعِيرَيْنِ لَمْ يَشْرَبَا فَذَلِكَ الدِّخَال، وإِنما يُفْعَل ذَلِكَ
فِي قِلَّةِ الْمَاءِ؛ وأَنشد غَيْرُهُ بَيْتَ لَبِيدٍ:
فأَوردها العِراك وَلَمْ يَذُدْها، ... وَلَمْ يُشْفِق عَلَى نَغَص
الدِّخَال
وَقَالَ اللَّيْثُ: الدِّخَال فِي وِرْد الإِبل إِذا سُقِيت قَطِيعاً
قَطِيعاً حَتَّى إِذا مَا شَرِبَتْ جَمِيعًا حُمِلت عَلَى الْحَوْضِ
ثَانِيَةً لِتَسْتَوْفِيَ شُرْبَهَا، فَذَلِكَ الدِّخَال. قَالَ أَبو
مَنْصُورٍ: والدِّخَال مَا وَصَفَهُ الأَصمعي لَا مَا قَالَهُ
اللَّيْثُ. ابْنُ سِيدَهْ: الدِّخَال أَن تُدْخِلَ بَعِيرًا قَدْ
شَرِبَ بَيْنَ بَعِيرَيْنِ لَمْ يَشْرَبَا؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ
زُهَيْرٍ:
ويَشْرَبْن مِنْ بَارِدٍ قَدْ عَلِمْن ... بأَن لَا دِخَال، وأَن لَا
عُطُونا
وَقِيلَ: هُوَ أَن تَحْمِلَهَا عَلَى الْحَوْضِ بمَرَّة عِراكاً.
وتَداخُلُ الْمَفَاصِلُ ودِخالُها: دخولُ بَعْضِهَا فِي بَعْضٍ.
اللَّيْثُ: الدِّخال مُداخَلة المَفاصل بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ؛ وأَنشد:
وطِرْفة شُدَّت دِخَالًا مُدْمَجا
وتَداخُلُ الأُمور: تَشابُهها والتباسُها ودخولُ بَعْضِهَا فِي بَعْضٍ.
والدِّخْلة فِي اللَّوْنِ: تَخْلِيطُ أَلوان فِي لَوْنٍ؛ وَقَوْلُ
الرَّاعِي:
كأَنَّ مَناط العِقْد، حَيْثُ عَقَدْنه، ... لَبانُ دَخِيلِيٍّ أَسِيل
المُقَلَّد
قَالَ: الدَّخِيليُّ الظبْي الرَّبيب يُعَلَّق فِي عُنُقِهِ الوَدَع
فشَبَّه الوَدَع فِي الرَّحْل بِالْوَدَعِ فِي عُنُق الظَّبْي،
يَقُولُ: جَعَلْنَ الوَدَع فِي مُقَدَّمِ الرَّحْلِ، قَالَ:
وَالظَّبْيُ الدَّخِيليُّ والأَهِيليُّ والرَّبيب وَاحِدٌ؛ ذُكِرَ
ذَلِكَ كُلُّهُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ:
الدَّخِيلِيُّ فِي بَيْتِ الرَّاعِي الفَرَسُ يُخَصُّ بالعَلَف؛ قَالَ:
وأَما قَوْلُهُ:
هَمَّانِ بَاتَا جَنْبَةً ودَخِيلا
فإِن ابْنَ الأَعرابي قَالَ: أَراد هَمّاً دَاخِلَ الْقَلْبِ وَآخَرَ
قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ كَالضَّيْفِ إِذا حَلَّ بِالْقَوْمِ فأَدْخَلُوه
فَهُوَ دَخِيل، وإِن حَلَّ بِفِنائهم فَهُوَ جَنْبة؛ وأَنشد:
وَلَّوْا ظُهورهم الأَسِنَّة، بعد ما ... كَانَ الزُّبَيْرُ مُجاوِراً
ودَخِيلا
والدِّخَال والدُّخَال: ذَوَائِبُ الْفَرَسِ لِتَدَاخُلِهَا.
والدَّوْخَلَّة، مُشَدَّدَةُ اللَّامِ: سَفِيفة مِنْ خُوصٍ يُوضَعُ
فِيهَا التَّمْرُ والرُّطَب وَهِيَ الدَّوْخَلَة، بِالتَّخْفِيفِ؛ عَنْ
كُرَاعٍ. وَفِي حَدِيثِ
صِلَة بْنِ أَشْيَم: فإِذا سِبٌّ فِيهِ دَوْخَلَّة رُطَب فأَكلت
مِنْهَا
؛ هِيَ سَفِيفة مِنْ خُوص كالزِّنْبِيل والقَوْصَرَّة يُتْرَكُ فِيهَا
الرُّطَب، وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ. والدَّخُول: موضع.
درل: دَرَوْلِيَّة ودِرَوْلِيَّة: اسْمُ بَلَدٍ فِي أَرض الرُّومِ.
دربل: الدَّرْبَلة: ضَرْبٌ مِنْ مَشْيِ الإِنسان فِيهِ ثِقَل. ابْنُ
الأَعرابي: دَرْبَل الرَّجلُ إِذا ضَرَب الطَّبْل.
درخبل: أَبو مَالِكٍ: هُوَ الدُّرَخْبِيل والدُّرَخْبِين الداهية.
درخمل: الدُّرَخْمِيل والدُّرَخْمِين: مِنْ أَسماء الدَّاهِيَةِ.
والدُّرَخْمِيل: الثَّقِيلُ مِنَ الرِّجَالِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ:
الدُّرَخْميل الْبَطِيءُ الثَّقِيلُ.
(11/243)
درقل: ابْنُ سِيدَهْ: الدِّرَقْل ثِيَابٌ
شِبْه الأَرْمِينِيَّة، وَقِيلَ: الدِّرَقْل ثِيَابٌ، وَلَمْ تُحَلَّ،
التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: الدِّرَقْل مِثال سِبَحْل ثِيَابٌ،
وَفِي الصِّحَاحِ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ. قَالَ شَمِرٌ: لَمْ أَسمع
الدِّرَقْل إِلَّا هُنَا. أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ الغَنَوي يَقُولُ
دَرْقَلَ القومُ دَرْقَلَةً ودَرْقَعوا دَرْقَعة إِذا مَرُّوا مَرّاً
سَرِيعًا. ودَرْقَلَ: رَقَص. قَالَ شَمِرٌ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسحق
قَدِمَ فِتْيةٌ مِنَ الحَبَشة عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُدَرْقِلون أَي يَرْقُصُونَ؛ قَالَ: والدَّرْقَلة
الرَّقْص. والدِّرَقْلة: لُعْبة لِلْعَجَمِ مُعَرَّبة.
دركل: الدِّرَكْلة: لُعْبة يَلْعَبُ بِهَا الصِّبْيَانُ، وَقِيلَ: هِيَ
لُعْبة لِلْعَجَمِ مُعَرَّب؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسبها حَبَشية
مُعَرَّبة، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الرَّقْص.
الأَزهري: قرأْت بِخَطِّ شَمِرٌ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبي عُبَيْدٍ
وأَنا شَاهِدٌ فِي حَدِيثِ
النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه مَرَّ عَلَى
أَصحاب الدِّرَكْلة فَقَالَ: جِدُّوا يَا بَنِي أرْفَدة حتى يَعْلم
اليهودُ وَالنَّصَارَى أَن فِي دِينِنَا فُسْحة
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا الْحَرْفُ يُرْوَى بِكَسْرِ الدَّالِ
وَفَتْحِ الرَّاءِ وَسُكُونِ الْكَافِ بِوَزْنِ الرِّبَحْلة، وَيُرْوَى
بِكَسْرِ الدَّالِ وَسُكُونِ الرَّاءِ وَكَسْرِ الْكَافِ وَفَتْحِهَا،
وَيُرْوَى بِالْقَافِ عَوَضَ الْكَافِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ قَالَ
شَمِرٌ: قَالَ أَبو عَدْنَانَ أَنشدت أَعرابيّاً مِنْ بَكْرِ بْنِ
وَائِلٍ.
أَسْقى الإِلهُ صَدَى لَيْلى ودِرْكِلَها، ... إِن الدَّرَاكِلَ
كالحَلْفاء فِي الأَجَم
فَقَالَ: إِن الدِّرْكِلة وَحْياً، فَانْظُرْ مَا هِيَه؛ قَالَ ثُمَّ
أَنشدت جَابِرَ بْنَ الأَزرق الْكِلَابِيَّ كَمَا أَنشدت هَذَا
الأَعرابي فَقَالَ: الدِّرْقِل لُغَةُ قَوْمٍ لَسْتُ أَعرفهم وأَزعم
أَن دَرَاقِلها أَولادُها، قَالَ: فَقُلْتُ كَلَّا إِنه قَدْ قَالَ:
لَوْ دَرْقَل الفيلُ مَا انْفَكَّتْ فَرِيصتُه ... تَنْزو، ويَحْبِقُ
مِنْ ذُعْرٍ وَمِنْ أَلَم
قَالَ: فَمَاذَا يُشَرِّدُه؟ لَا فَرَّج اللَّهُ عَنْهُ؛ قُلْتُ
وَقَالَ آخَرُ:
لَوْ دَرْكَلَ الليثُ لَمْ يَشْعُر بِهِ أَحدٌ، ... حَتَّى يَخِرَّ
عَلَى لَحْيَيه فِي طَرَق
فَقَالَ: أَبعده اللَّهُ اللَّهُمَّ لَا تَسْمَعْ لأَصحاب هَذَا
الْقَوْلِ، هَؤُلَاءِ لَعَّابون أَجمعون غُواة يَرْكَبُ أَحدهم
مِذْرَويْه، قَدْ لَهِج بِرَويٍّ يُضْحك بِهِ، قُلْتُ: فَمَا
مَعْنَاهُ؟ قَالَ: لا أَدري.
دعل: ابْنُ الأَعرابي: الدَّعَل المُخاتَلة بِالْعَيْنِ، وَهُوَ
يُداعِلُه أَي يُخاتله. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الدَّاعِل
الْهَارِبُ.
دعبل: الدِّعْبِل: النَّاقَةُ الشَّدِيدَةُ، وَقِيلَ الشَّارِفُ.
ودِعْبِل: اسْمُ رَجُلٍ، وَفِي الصِّحَاحِ: اسْمُ شَاعِرٍ مِنْ خُزاعة.
ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذا كَانَتْ فَتِيَّة شَابَّةً:
هِيَ القِرْطاس والدِّيباج والدِّعْبِلة والدِّعْبِل والعَيْطَمُوس.
دغل: الدَّغَل، بِالتَّحْرِيكِ: الْفَسَادُ مِثْلُ الدَّخَل.
والدَّغَل: دَخَلٌ فِي الأَمر مُفْسِدٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ
الْحَسَنِ: اتَّخَذوا كِتَابَ اللَّهِ دَغَلًا
أَي أَدغلوا فِي التَّفْسِيرِ. وأَدْغَلَ فِي الأَمر: أَدخل فِيهِ مَا
يُفْسِده وَيُخَالِفُهُ. وَرَجُلٌ مُدْغِل: مُخابٌّ مُفْسد. والدَّغَل:
الشَّجَرُ الْكَثِيرُ الملتفُّ، وَقِيلَ: هُوَ اشْتِبَاكُ النَّبْتِ
وَكَثْرَتُهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَعرف ذَلِكَ فِي الحَمْض إِذا
خَالَطَهُ الغِرْيَل، وَقِيلَ: الدَّغَل كُلُّ مَوْضِعٍ يُخَافُ
(11/244)
فِيهِ الِاغْتِيَالُ، وَالْجَمْعُ أَدْغَال
ودِغَال؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
سايَرْتُه سَاعَةً مَا بِي مَخافَتُه ... إِلا التَّلَفُّت حَوْلي،
هَلْ أَرى دَغَلا؟
وَقَدْ أَدْغَلَتِ الأَرضُ إِدْغالًا. ابْنُ شُمَيْلٍ: أَدْغالُ الأَرض
رِقَّتُها وبُطُونها والوَطاء مِنْهَا. وسِتْرُ الشَّجَرِ دَغَلٌ،
والقُفُّ الْمُرْتَفِعُ والأَكمة دَغَلٌ، وَالْوَادِي دَغَلٌ،
وَالْغَائِطُ الوَطيء دَغَلٌ، وَالْجِبَالُ أَدْغَال؛ قَالَ
الرَّاجِزُ:
عَنْ عَتَبِ الأَرض وَعَنْ أَدْغَالها
وَفِي الْحَدِيثِ:
اتَّخَذُوا دِينَ اللَّهِ دَغَلًا
أَي يَخْدَعون الناسَ. وأَصل الدَّغَل الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ الَّذِي
يَكْمُن أَهلُ الْفَسَادِ فِيهِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ
أَدْغَلْتُ فِي هَذَا الأَمر إِذا أَدخلت فِيهِ مَا يُخَالِفُهُ
وَيُفْسِدُهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بالمُدْغِل
؛ هُوَ اسْمُ فَاعِلٍ مَنْ أَدْغَلَ. وَمَكَانٌ دَغِلٌ ومُدْغِلٌ: ذُو
دَغَلٍ. وأَدْغَلَ: غَابَ فِي الدَّغَل. والمَدَاغِلُ: بُطُونُ
الأَودية إِذا كَثُر شجرُها. وأَدْغَلَ بِالرَّجُلِ: خَانَهُ
وَاغْتَالَهُ. وأَدْغَلَ بِهِ: وَشى، وَهُوَ مِنَ الأَول.
والدَّاغِلَة: القومُ يَلْتَمِسُونَ عَيْبَ الرَّجُلِ وَخِيَانَتَهُ،
ابْنُ شُمَيْلٍ: الدَّاغِل الَّذِي يَبْغي أَصْحابَه الشرَّ يُدْغِلُ
لَهُمُ الشَّرَّ أَي يَبْغيهم الشَّرَّ وَيَحْسُبُونَهُ يُرِيدُ لَهُمُ
الْخَيْرَ. والدَّاغِلَة: الحِقْدُ المُكْتَتَم. ودَغَلَ فِي
الشَّيْءِ: دَخَل فِيهِ دُخول المُرِيب كَمَا يَدْخُلُ الصَّائِدُ فِي
القُتْرة وَنَحْوِهَا ليَخْتِل الصَّيْد؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ
إِذا دَخَل مَدْخَل مُرِيب. أَبو عَمْرٍو: الدَّغَل مَا استترتَ بِهِ؛
قَالَ الْكُمَيْتُ:
لَا عَيْنُ نَارِكَ عَنْ سارٍ مُغَمَّضَةٌ، ... وَلَا مَحَلَّتُك
الطَّأْطاء والدَّغَلُ
وَمَكَانٌ دَاغِلٌ ودَغِلٌ ومُدْغِلٌ: خَفِيٌّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
أَوْطَنَ فِي الشجْراء بَيْتاً دَاغِلا
والدَّوَاغِل: الدَّواهي «2» لَا وَاحِدَ لَهَا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ
لعَتِيك بْنِ قَيْسٍ:
ويَنْقاد ذُو البأْس الأَبيُّ لحُكْمِه، ... فيَرْتَدُّ قَسْراً،
وَهُوَ جَمُّ الدَّوَاغِل
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الْحَكَمِ: وَلَا ذَا دَغَاوِل مَلَذاناً،
والدَّغَاوِل: الغَوائل؛ قَالَ أَبو صَخْر:
إِن اللَّئِيمَ، وَلَوْ تَخَلَّق، عَائِدٌ ... لِمَلاذَة من غِشِّه
ودَغَاوِل
دغفل: الدَّغْفَل: خِصْب الزَّمَانِ. والدَّغْفَل: الزَّمَن الخَصِيب.
والدَّغْفَل: ذَكَرُ الْعَنْكَبُوتِ. والدَّغْفَل: وَلَدُ الْفِيلِ.
والدَّغْفَل: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ دَغْفَل بْنُ حَنْظَلَةَ
النَّسَّابة أَحد بَنِي شَيْبَانَ. وَعَيْشٌ دَغْفَل ودَغْفَلِيٌّ أَي
وَاسِعٌ؛ عَنِ الأَصمعي. وعامٌ دَغْفَل أَي مُخْصِب؛ قَالَ
الْعَجَّاجُ:
وَقَدْ تَرَى إِذ الجَنَى جَنِيُّ، ... وإِذ زَمَانُ النَّاسِ
دَغْفَلِيُّ،
بِالدَّارِ إِذ ثوبُ الصِّبا يَدِيُ
قَوْلُهُ إِذ الجَنى جَنِيٌّ: كَمَا تَقُولُ إِذ الزَّمَانُ زَمَانٌ،
وجَنًى جَمْعُ جَناة مِثْلُ خَشَبة وخَشَب، ويَدِيٌّ أَي صَانِعٌ طويل
اليد.
دفل: الدِّفْلى: شَجَرٌ مُرٌّ أَخضر حَسَن المَنْظَر يَكُونُ فِي
الأَودية؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: زَنْد الدِّفْلى وَرِيَّة جَيِّدة،
وَلِذَلِكَ قَالَتِ الْعَرَبُ فِي أَمثالها: اقْدَحْ
__________
(2) . قوله [والدَّوَاغِل الدواهي إلخ] الذي في المحكم: الدَّغَاوِل،
ومثله في القاموس، قال: وغلط الجوهري فيه فقال الدَّوَاغِل، وغلط في
نسبته إِلى أَبي عبيد فإن أبا عبيد لم يقل إلا الدَّغَاوِل
(11/245)
بِدِفْلى أَو مَرْخ، ثُمَّ شُدَّ بَعْدُ
أَو أَرْخ؛ وَذَلِكَ إِذا حَمَلت رَجُلًا فَاحِشًا عَلَى رَجُلٍ
فَاحِشٍ؛ قَالَ: يُضْرب مَثَلًا لِلرَّجُلِ الْكَرِيمِ الَّذِي لَا
تَحْتَاجُ أَن تَكُدَّه وتُلِحَّ عَلَيْهِ، والدِّفْلى كَثِيرَةُ
النَّارِ، قَالَ: ونَوْرُ الدِّفْلى مُشْرَبٌ، وَلَا يأْكل الدِّفْلى
شَيْءٌ. ابْنُ الأَعرابي: مِنَ الشَّجَرِ الدِّفْلى وَهُوَ الآءُ
والأَلاءُ والحَبْن، وكُلُّه الدِّفْلى؛ قَالَ الأَزهري: هِيَ شَجَرَةٌ
مُرَّة وَهِيَ مِنَ السُّموم، وَفِي الصِّحَاحِ: نَبْتٌ مُرٌّ يَكُونُ
وَاحِدًا وَجَمْعًا يُنَوَّن وَلَا ينوَّن، فَمَنْ جَعَلَ الأَلف
للإِلحاق نَوَّنه فِي النَّكِرَةِ، وَمَنْ جَعَلَهَا للتأْنيث لَمْ
ينوِّنه. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الدِّفْل القَطِران.
دقل: الدَّقَل مِنَ التَّمر: مَعْرُوفٌ،، قِيلَ: هُوَ أَردأُ أَنواعه؛
وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ:
لَوْ كُنْتُمُ تَمْراً لَكُنْتُمْ دَقَلا، ... أَو كنتُمُ مَاءً
لَكُنْتُمْ وَشَلا
وَاحِدَتُهُ دَقَلة، وَقَدْ أَدْقَلَ النخلُ. والدَّقَل: مَا لَمْ
يَكُنْ مِنَ التَّمْرِ أَجناساً مَعْرُوفَةً. والدَّقَل أَيضاً: ضَرْبٌ
مِنَ النَّخْلِ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَالْجَمْعُ أَدْقال، وقيل: الدَّقَل
جِنْسٌ مِنَ النَّخْلِ الخِصاب. الأَصمعي: الدَّقَل مِنَ النَّخْلِ
يُقَالُ لَهَا الأَلوان وَاحِدُهَا لَوْن؛ قَالَ الأَزهري: وتَمْر
الدَّقَل رَدِيءٌ إِلا أَن الدَّقَل يَكُونُ مِيقَارًا، وَمِنَ
الدَّقَل مَا يَكُونُ تَمْرُهُ أَحمر، وَمِنْهُ مَا تَمْرُهُ أَسود
وجِرْمُ تمرِه صَغِيرٌ وَنَوَاهُ كَبِيرٌ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ مَسْعُودٍ: هَذًّا كهَذِّ الشِّعْر ونَثْراً كنَثْر الدَّقَل
؛ هُوَ رَدِيءُ التَّمْرِ وَيَابِسُهُ وَمَا لَيْسَ لَهُ اسْمٌ خَاصٌّ
فَتَرَاهُ ليُبْسِه ورَداءته لَا يَجْتَمِعُ وَيَكُونُ مَنْثُورًا.
وَشَاةٌ دَقْلة ودَقِلَة ودَقِيلة: ضاوِيَةٌ قَمِيئة، وَالْجَمْعُ
دِقالٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ وَعِنْدِي
أَن جَمْعَ دَقِيلة إِنما هُوَ دَقَائِل، إِلا أَن يَكُونَ عَلَى
طَرْحِ الزَّائِدِ، وَقَدْ أَدْقَلَت وَهِيَ مُدْقِل. والدَّقَل
والدَّوْقَل: خَشَبَةٌ طَوِيلَةٌ تُشَدُّ فِي وَسَطِ السَّفينة يُمَدُّ
عَلَيْهَا الشِّراع. وَفِي الْحَدِيثِ:
فَصَعِدَ القِرْدُ الدَّقَل
، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَتُسَمِّيهِ الْبَحْرِيَّةُ الصَّاري، وَقِيلَ:
الدَّقَل سَهْمُ السَّفِينَةِ وأَصله مِنْ ذَلِكَ الأَول الَّذِي هُوَ
ضَرْبٌ مِنَ النَّخْلِ. ابْنُ الأَعرابي: الدَّقْل ضَعَف جِسْمِ
الرَّجُلِ. والدَّوْقَل: مِنْ أَسماء رأْس الذَّكَرِ. والدَّوْقَلَة:
الكَمَرة الضَّخْمة. وَيُقَالُ: كَمَرة دَوْقَلَة ضَخْمة.
والدَّوْقَلَة: الأَكل وأَخذ الشَّيْءَ اخْتِصَاصًا يُدَوْقِلُه
لِنَفْسِهِ. ودَوْقَلَ الشيءَ: أَخَذَه وأَكله. وَيُقَالُ: دَوْقَلَ
فُلَانٌ إِذا اخْتَصَّ بشيءٍ مِنْ مأْكول. وَيُقَالُ: دَوْقَلَ فُلَانٌ
جَارِيَتَهُ دَوْقَلة إِذا أَوْلَجَ فِيهَا كَمَرته. وَفِي
النَّوَادِرِ: يُقَالُ دَوْقَلَتْ خُصْيَتا الرَّجُلِ إِذا خَرَجتا
مِنْ خَلْفه فَضَرَبتا أَدبار فَخِذَيْهِ واسْتَرْخَتا. ودَوْقَلْت
الجَرَّة: نَوَّطتها بِيَدِي. أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ مُبْتَكراً
يَقُولُ: دَقَل فُلَانٌ لَحْيَ الرَّجُلِ ودَقَمَه إِذا ضَرَبَ أَنفه
وَفَمَهُ. والدَّقْل لَا يَكُونُ إِلا فِي اللَّحْي وَالْقَفَا،
والدَّقْم فِي الأَنف وَالْفَمِ. ودَوْقَل: اسم.
دكل: الدَّكَلَة، بِالتَّحْرِيكِ: الطِّينُ الرَّقِيقُ. دَكَلَ
الطِّينَ يَدْكِلُه ويَدْكُلُه دَكْلًا: جَمَعه بِيَدِهِ ليُطَيِّن
بِهِ. والدَّكَلَة: الْقَوْمُ الَّذِينَ لَا يُجِيبون السُّلْطَانَ
مِنْ عِزِّهم. يُقَالُ: هُمْ يَتَدَكَّلُون عَلَى السُّلْطَانِ أَي
يَتَدلَّلون. وتَدَكَّلُوا عَلَيْهِ: اعْتَزُّوا وتَرَفَّعوا فِي
أَنفسهم، وَقِيلَ: كُلُّ مَنْ تَرَفَّع فِي نَفْسِهِ فَقَدْ تَدَكَّلَ.
وتَدَكَّلَ عَلَيْهِ: تَدَلَّل وَانْبَسَطَ.
(11/246)
أَبو زَيْدٍ: تَدَكَّلْت عَلَيْهِ
تَدَكُّلًا أَي تَدَلَّلت؛ وأَنشد:
يَا نَاقَتِي مَا لَكِ تَدْأَلِينا، ... عَلَيَّ بالدَّهْنا
تَدَكَّلِينا؟
وَقَالَ آخَرُ:
قَوْم لَهُمْ عَزَازةُ التَّدَكُّل
وأَنشد أَبو عَمْرٍو لأَبي حُيَيَّة الشَّيْبَانِيِّ:
تَدَكَّلتْ بَعْدِي وأَلْهَتها الطُّبَن، ... وَنَحْنُ نعْدُو فِي
الخَبار والجَرَن
يَعْنِي الجَرَل فأَبدل مِنَ اللَّامِ نُونًا؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر:
أَقول لكَنَّاز: تَدَكَّل فإِنه ... أَبًى، لَا أَظُنُّ الضأْنَ مِنْهُ
نواجِيا
وَيُرْوَى: تَرَكَّل، وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو:
عَليٌّ لَهُ فَضْلانِ: فَضْلُ قَرَابَةٍ، ... وفَضْلٌ بنَصْل السَّيْفِ
والسُّمُر الدُّكْل
قَالَ: الدُّكْل والدُّكْن وَاحِدٌ، يُرِيدُ لَوْنَ الرِّمَاحِ التي
فيها دُكْنة.
دلل: أَدَلَّ عَلَيْهِ وتَدَلَّلَ: انْبَسَطَ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ:
أَدَلَّ عَلَيْهِ وَثِق بِمَحَبَّتِهِ فأَفْرَط عَلَيْهِ. وَفِي
الْمَثَلِ: أَدَلَّ فأَمَلَّ، وَالِاسْمُ الدَّالَّة. وَفِي
الْحَدِيثِ:
يَمْشِي عَلَى الصِّرَاطِ مُدِلًّا
أَي مُنْبَسِطًا لَا خَوْفَ عَلَيْهِ، وَهُوَ مِنَ الإِدْلالِ
والدَّالَّةِ عَلَى مَنْ لَكَ عِنْدَهُ مَنْزِلَةٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده
ابْنُ الأَعرابي:
مُدِلّ لَا تُخَضِّبِي الْبَنَانَا
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مُدِلَّة هُنَا صِفَةً،
أَراد يَا مُدِلَّة فرَخَّم كَقَوْلِ الْعَجَّاجِ:
جارِيَ لَا تَسْتَنْكِري عَذِيري
أَراد يَا جَارِيَةُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُدلَّة اسْمَا فَيَكُونُ
هَذَا كَقَوْلِ هُدْبَةَ:
عُوجِي عَلَيْنا وارْبَعِي يَا فاطِما، ... مَا دُونَ أَن يُرى
الْبَعِيرُ قَائِمًا
والدَّالَّة: مَا تُدِلُّ بِهِ عَلَى حَمِيمك. ودَلُّ المرأَةِ
ودَلالُها: تَدَلُّلها عَلَى زَوْجِهَا، وَذَلِكَ أَن تُرِيه جَراءةً
عَلَيْهِ فِي تَغَنُّج وتَشَكُّل، كأَنها تُخَالِفُهُ وَلَيْسَ بِهَا
خِلاف، وَقَدْ تَدَلَّلت عَلَيْهِ. وامرأَة ذَاتٍ دَلٍّ أَي شَكْل
[شِكْل] تَدِلُّ بِهِ. وَرُوِيَ
عَنْ سَعْدٍ أَنه قَالَ: بَيْنا أَنا أَطوف بِالْبَيْتِ إِذ رأَيت
امرأَة أَعجبني دَلُّها، فأَردت أَن أَسأَل عَنْهَا فخِفْت أَن تَكُونَ
مَشْغُولةً، وَلَا يَضُرُّك جَمالُ امرأَة لَا تَعْرِفها
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: دَلُّها حُسْنُ هَيْئَتِهَا، وَقِيلَ حُسْنُ
حَدِيثِهَا. قَالَ شِمْرٌ: الدَّلال للمرأَة والدَّلُّ حُسْنُ
الْحَدِيثِ وَحُسْنُ المَزْح وَالْهَيْئَةِ؛ وأَنشد:
فإِن كَانَ الدَّلال فَلَا تَدِلِّي، ... وإِن كَانَ الْوَدَاعُ
فَبِالسَّلَامِ
قَالَ: وَيُقَالُ هِيَ تَدِلُّ عَلَيْهِ أَي تَجْتَرِئُ عَلَيْهِ،
يُقَالُ: مَا دَلَّك عَلَيَّ أَي مَا جَرَّأَك عليَّ، وأَنشد:
فإِن تكُ مَدْلولًا عليَّ، فإِنني ... لِعَهْدك لَا غُمْرٌ، ولستُ
بِفَانِي
أَراد: فإِن جَرَّأَك عليَّ حِلمي فإِني لَا أُقِرُّ بِالظُّلْمِ؛
قَالَ قَيْسُ بْنُ زُهَيْرٍ:
أَظُنُّ الحِلْم دَلَّ عليَّ قَوْمِي، ... وَقَدْ يُسْتَجْهَل الرجلُ
الحَليم
(11/247)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: دَلَّ
عَلَيَّ قَوْمِي أَي جَرَّأَهم؛ وَفِيهَا يَقُولُ:
وَلَا يُعْيِيك عُرْقُوبٌ للَأْيٍ، ... إِذا لَمْ يُعْطِك النَّصَفَ
الخَصِيمُ
وَقَوْلُهُ عُرْقُوب لِلأْيٍ يَقُولُ: إِذا لَمْ يُنْصِفك خَصْمُك
فأَدْخِل عله عُرْقوباً يَفْسَخُ حُجَّته. والمُدِلُّ بِالشَّجَاعَةِ:
الْجَرِيءُ. ابْنُ الأَعرابي: المُدَلِّل الَّذِي يَتَجَنَّى فِي
غَيْرِ مَوْضِعِ تَجَنٍّ. ودَلَّ فُلَانٌ إِذا هَدى. ودَلَّ إِذا
افْتَخَرَ. والدَّلَّة: المِنّة. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: دَلَّ يَدِلُّ
إِذا هَدى، ودَلَّ يَدِلُّ إِذا مَنَّ بِعَطَائِهِ. والأَدَلُّ:
المَنَّان بعَمَله. والدَّالَّة مِمَّنْ يُدِلُّ عَلَى مَنْ لَهُ
عِنْدَهُ مَنْزِلَةٌ شِبْهُ جَراءة مِنْهُ. أَبو الْهَيْثَمِ:
لِفُلَانٍ عَلَيْكَ دالَّة وتَدَلُّلٌ وإِدْلال. وَفُلَانٌ يُدِلُّ
عَلَيْكَ بِصُحْبَتِهِ إِدْلالًا ودَلالًا ودَالَّة أَي يَجْتَرِئُ
عَلَيْكَ، كَمَا تُدِلُّ الشابَّةُ عَلَى الشَّيْخِ الْكَبِيرِ
بجَمالها؛ وَحَكَى ثَعْلَبٌ أَن ابْنَ الأَعرابي أَنشد لِجَهْمِ بْنِ
شِبْلٍ يَصِفُ نَاقَتَهُ:
تَدَلَّلُ تَحْتَ السَّوْطِ، حَتَّى كأَنما ... تَدَلَّلُ تَحْتَ
السَّوْطِ خَودٌ مُغاضِب
قَالَ: هَذَا أَحسن مَا وُصِف بِهِ النَّاقَةُ. الْجَوْهَرِيُّ:
والدَّلُّ الغُنْج والشِّكْل. وَقَدْ دَلَّتِ المرأَة تَدِلُّ،
بِالْكَسْرِ، وتَدَلَّلت وَهِيَ حَسَنة الدَّلِّ والدَّلال. والدَّلُّ
قَرِيبُ الْمَعْنَى مِنَ الهَدْي، وَهُمَا مِنَ السَّكِينَةِ
وَالْوَقَارِ فِي الْهَيْئَةِ والمَنْظر وَالشَّمَائِلِ وَغَيْرِ
ذَلِكَ. وَالْحَدِيثُ الَّذِي جَاءَ:
فَقُلْنَا لِحُذَيْفَةَ أَخْبِرْنا بِرَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْت والهَدْي
والدَّلِّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
حَتَّى نَلْزَمه، فَقَالَ: مَا أَحد أَقرب سَمْتاً وَلَا هَدْياً وَلَا
دَلًّا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
حَتَّى يُوَارِيَهُ جِدارُ الأَرض مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ
؛ فسَّره الهَرَوي فِي الْغَرِيبَيْنِ فَقَالَ: الدَّلُّ والهَدْيُ
قريبٌ بعضُه مِنْ بَعْضٍ، وَهُمَا مِنَ السِّكِّينَةِ وحُسْن
المَنْظَر. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن أَصحاب ابْنِ مَسْعُودٍ كَانُوا يَرْحَلون إِلى عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ فَيَنْظُرُونَ إِلى سَمْتِه وهَدْيه ودَلِّه
فَيَتَشَبَّهُونَ بِهِ
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَما السَّمْت فإِنه يَكُونُ بِمَعْنَيَيْنِ:
أَحدهما حُسْن الْهَيْئَةِ والمَنْظَر فِي الدِّينِ وَهَيْئَةِ أَهل
الْخَيْرِ، وَالْمَعْنَى الثَّانِي أَن السَّمْت الطَّرِيقُ؛ يُقَالُ:
الْزَمْ هَذَا السَّمْت، وَكِلَاهُمَا لَهُ مَعْنًى، إِمَّا أَرادوا
هَيْئَةَ الإِسلام أَو طَرِيقَةَ أَهل الإِسلام؛ وَقَوْلُهُ إِلى
هَدْيِه ودَلِّه فإِن أَحدهما قَرِيبٌ مِنَ الْآخَرِ، وَهُمَا مِنَ
السَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ فِي الْهَيْئَةِ والمَنْظر وَالشَّمَائِلِ
وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الدَّلِّ فِي الْحَدِيثِ،
وهو والهَدْي والسمْت عِبَارَةٌ عَنِ الْحَالَةُ الَّتِي يَكُونُ
عَلَيْهَا الإِنسان مِنَ السَّكينة وَالْوَقَارِ وَحُسْنِ السِّيرَةِ
وَالطَّرِيقَةِ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ يَمْدَحُ امْرَأَةً
بِحُسْنِ الدَّلّ:
لَمْ تَطَلَّع من خِدْرها تَبْتَغي خِبْباً، ... وَلَا سَاءَ دَلُّها
فِي العِناقِ
وَفُلَانٌ يُدِلُّ عَلَى أَقرانه كَالْبَازِي يُدِلُّ عَلَى صَيْدِهِ.
وَهُوَ يُدِلُّ بِفُلَانٍ أَي يَثِق بِهِ. وأَدَلَّ الرجلُ عَلَى
أَقرانه: أَخذهم مِنْ فَوْقُ، وأَدَلَّ الْبَازِي عَلَى صَيْدِهِ
كَذَلِكَ. ودَلَّه عَلَى الشَّيْءِ يَدُلُّه دَلًّا ودَلالةً
فانْدَلَّ: سدَّده إِليه، ودَلَلْته فانْدَلَّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
مَا لَكَ، يَا أَحمقُ، لَا تَنْدَلُّ؟ ... وَكَيْفَ يَنْدَلُّ امْرُؤٌ
عِثْوَلُّ؟
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لِآخَرَ أَما
تَنْدَلُّ عَلَى الطَّرِيقِ؟ والدَّلِيل: مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ.
والدَّلِيل: الدَّالُّ.
(11/248)
وَقَدْ دَلَّه عَلَى الطَّرِيقِ يَدُلُّه
دَلالة ودِلالة ودُلولة، وَالْفَتْحُ أَعلى؛ وأَنشد أَبو عبيد:
إِنِّي امْرُءٌ بالطُّرْق ذُو دَلالات
والدَّلِيل والدِّلِّيلي: الَّذِي يَدُلُّك؛ قَالَ:
شَدُّوا المَطِيَّ عَلَى دَلِيلٍ دائبٍ، ... مِنْ أَهل كاظِمةٍ، بسيفِ
الأَبْحُر
قَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ بِدَلِيلٍ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ:
وَيَكُونُ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَي شَدُّوا المَطِيَّ عَلَى دَلالة
دَليل فَحَذَفَ الْمُضَافَ وقوِي حَذْفُه هُنَا لأَن لَفْظَ الدَّلِيل
يَدُلُّ عَلَى الدَّلالة، وَهُوَ كَقَوْلِكَ سِرْ عَلَى اسْمِ اللَّهِ،
وَعَلَى هَذِهِ حالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي سِرْ وشَدُّوا وَلَيْسَتْ
مَوْصُولَةً لِهَذَيْنِ الْفِعْلَيْنِ لَكِنَّهَا مُتَعَلِّقَةٌ
بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ كأَنه قَالَ: شَدُّوا المطيَّ مُعْتَمِدِين عَلَى
دَليل دَائِبٍ، فَفِي الظَّرْفِ دَليلٌ لِتَعَلُّقِهِ بِالْمَحْذُوفِ
الَّذِي هُوَ مُعْتَمِدِين، وَالْجَمْعُ أَدِلَّة وأَدِلَّاء،
وَالِاسْمُ الدِّلالة والدَّلالة، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ،
والدُّلُولة والدِّلِّيلى. قَالَ سِيبَوَيْهِ: والدِّلِّيلى عِلْمُه
بِالدَّلَالَةِ ورُسوخُه فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي صِفَةِ الصَّحَابَةِ، رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمْ: وَيَخْرُجُونَ مِنْ عِنْدِهِ أَدِلَّة
؛ هو جَمْعُ دَلِيل أَي بِمَا قَدْ عَلِمُوا فيَدُلُّونَ عَلَيْهِ
النَّاسَ، يَعْنِي يَخْرُجُونَ مِنْ عِنْدِهِ فُقَهَاء فَجَعَلَهُمْ
أَنفسهم أَدلَّة مُبَالَغَةً. ودَلَلْت بِهَذَا الطَّرِيقِ:
عَرَّفْتُهُ، ودَلَلْتُ بِهِ أَدُلُّ دَلالة، وأَدْلَلت بِالطَّرِيقِ
إِدْلالًا. والدَّلِيلَة: المَحَجَّة الْبَيْضَاءُ، وَهِيَ الدَّلَّى.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا
؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ تَنْقُصه قَلِيلًا قَلِيلًا. والدَّلَّال: الَّذِي
يجمع بين البَيِّعَيْن، وَالِاسْمُ الدَّلالة والدِّلالة، والدِّلالة:
مَا جَعَلْتَهُ للدَّليل أَو الدَّلَّال. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ:
الدَّلالة، بِالْفَتْحِ، حِرْفة الدَّلَّال. ودَليلٌ بَيِّن الدِّلالة،
بِالْكَسْرِ لَا غَيْرُ. والتَّدَلْدُل: كالتَّهَدُّل؛ قَالَ:
كأَنَّ خُصْيَيه مِنَ التَّدَلْدُل
وتَدَلْدَلَ الشيءُ وتَدَرْدَر إِذا تَحَرَّك مُتَدَلِّياً.
والدَّلْدَلة: تَحْرِيكُ الرَّجُلِ رأْسه وأَعضاءه فِي الْمَشْيِ.
والدَّلْدلة: تَحْرِيكُ الشَّيْءِ المَنُوط. ودَلْدَلَه دِلْدَالًا:
حَرَّكه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَالِاسْمُ الدَّلْدال. الْكِسَائِيُّ:
دَلْدَلَ فِي الأَرض وبَلْبَل وقَلْقَل ذَهَب فِيهَا. وَقَالَ
اللِّحْيَانِيُّ: دَلْدَلَهم وبَلْبَلَهم حَرَّكهم. وَقَالَ الأَصمعي:
تَدَلْدَلَ عَلَيْه فَوْقَ طَاقَتِهِ، والدَّلال مِنْهُ، والدَّلْدَال
الِاضْطِرَابُ. ابْنُ الأَعرابي: مِنْ أَسماء القُنْفذ الدُّلْدُل
والشَّيْهَم والأَزْيَب. الصِّحَاحُ: الدُّلْدُل عَظِيمُ القَنافِذ.
ابْنُ سِيدَهْ: الدُّلْدُل ضَرْبٌ مِنَ الْقَنَافِذِ لَهُ شَوْكٌ
طَوِيلٌ، وَقِيلَ: الدُّلْدُل شِبْهُ القُنْفذ وَهِيَ دَابَّةٌ
تَنْتَفض فَتَرْمِي بِشَوْكٍ كالسِّهام، وفَرْقُ مَا بَيْنَهُمَا
كَفَرْقِ مَا بَيْنَ الفِئَرة والجِرْذان والبَقَر وَالْجَوَامِيسِ
والعِرَاب والبَخَاتِيِّ. اللَّيْثُ: الدُّلْدُل شَيْءٌ عَظِيمٌ أَعظم
مِنَ القُنْفُذ ذُو شَوْكٍ طِوَالِ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ أَبي مَرْثَد: فَقَالَتْ عَنَاق البَغِيُّ: يَا أَهل الخِيَام
هَذَا الدُّلْدُل الَّذِي يَحْمِل أَسراركم
؛ الدُّلْدُل: القُنفُذ، وَقِيلَ: ذَكَر القَنافذ. قَالَ: يَحْتَمِلُ
أَنها شَبَّهَتْهُ بالقُنْفُذ لأَنه أَكثر مَا يَظْهَرُ بِاللَّيْلِ
ولأَنه يُخْفِي رأْسه فِي جَسَدِهِ مَا اسْتَطَاعَ. ودَلْدَلَ فِي
الأَرض: ذَهَب. ومَرَّ يُدَلْدِل ويَتَدَلْدَل فِي مَشْيِهِ إِذا
اضْطَرَبَ. اللِّحْيَانِيُّ: وَقَعَ الْقَوْمُ فِي دَلْدَال وبَلْبَال
إِذا اضْطَرَب أَمرهم وتَذَبْذَب. وَقَوْمٌ دَلْدَالٌ إِذا تَدَلْدَلوا
بَيْنَ أَمرين فَلَمْ يَسْتَقِيمُوا؛ وَقَالَ أَوْس:
(11/249)
أَمَنْ لِحَيٍّ أَضاعُوا بعضَ أَمْرهم، ...
بينَ القُسُوطِ وبينَ الدِّينِ دَلْدَال
ابْنُ السِّكِّيتِ: جَاءَ الْقَوْمُ دُلْدُلًا إِذا كَانُوا
مُذَبْذَبين لَا إِلى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلى هَؤُلَاءِ؛ قَالَ أَبو
مَعْدَان الْبَاهِلِيُّ:
جاء الحَزَائِمُ والزَّبايِنُ دُلْدُلًا، ... لَا سابِقِينَ وَلَا مَع
القُطَّانِ
فعَجِبْتُ مِنْ عَوْفٍ وَمَاذَا كُلِّفَتْ، ... وَتَجِيءُ عَوْفٌ آخِرَ
الرُّكْبانِ
قَالَ: والحَزِيمتانِ والزَّبِينتان مِنْ باهِلَة وَهُمَا حَزِيمة
وزَبِينة جَمَعهما الشاعرُ أَي يَتَدَلْدلون مَعَ النَّاسِ لَا إِلى
هَؤُلَاءِ وَلَا إِلى هَؤُلَاءِ. ودُلْدُل: اسْمُ بَغْلة سَيِّدِنَا
رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ودَلَّةُ
ومُدِلّةُ: بِنْتَا مَنْجِشانَ [مَنْجَشانَ] الحِمْيَرِيّ. ودِلْ،
بِالْفَارِسِيَّةِ: الفُؤاد، وَقَدْ تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ
وَسَمَّت بِهِ المرأَة فَقَالُوا دَلٌّ، فَفَتَحُوهُ لأَنهم لَمَّا
لَمْ يَجِدُوا فِي كَلَامِهِمْ دِلًّا أَخرجوه إِلى مَا فِي
كَلَامِهِمْ، وَهُوَ الدَّلُّ الَّذِي هُوَ الدَّلال والشَّكْل
والشِّكْل.
دمل: الدَّمَالُ: التَّمْرُ العَفِن الأَسود الَّذِي قَدْ قَدُم،
يُقَالُ: جَاءَ بِتَمْرٍ دَمَال، والدَّمَالُ فَسَادُ الطَّلْعِ قَبْلَ
إِدْراكه حَتَّى يَسْوَدّ. والدَّمَال: مَا رَمَى بِهِ البحرُ مِنَ
الصَّدَف والمناقِيف والنَّبَّاح. اللَّيْثُ: الدَّمال السِّرْقِينُ
ونحوُه، وَمَا رَمَى بِهِ البحرُ مِنْ خُشارة مَا فِيهِ مِنَ الخَلْق
مَيِّتاً نَحْوَ الأَصداف والمَناقِيف والنَّبَّاح، فَهُوَ دَمَال؛
وأَنشد:
دَمالُ البُحورِ وحِيتانُها
وَقَوْلُ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الهُذَلي:
خَيال لعَبْدَة قَدْ هاجَ لِي ... خَبالًا مِنَ الدَّاء، بعدَ
انْدِمالِ
قَالَ: الاندمالُ الذَّهابُ. انْدَمَلَ القَوْمُ إِذا ذَهَبُوا.
والدَّمال: مَا تَوَطَّأَتْهُ الدَّابَّةُ مِنَ الْبَعْرِ والوَأْلةِ
وَهِيَ الْبَعْرُ مَعَ التُّرَابِ؛ قَالَ:
فَصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقال، ... ومُظْلِماً لَيْسَ عَلَى دَمال
وَقَدْ فُسِّرَ هَذَا الْبَيْتُ فِي مَوْضِعِهِ. والدَّمال،
بِالْفَتْحِ: السِّرجين وَنَحْوُهُ. ودَمَلَ الأَرضَ يَدْمُلُها
دَمْلًا ودَمَلاناً وأَدْمَلَها: أَصْلَحها بالدَّمال، وَقِيلَ:
دَمَلَها أَصْلَحها، وأَدْمَلَها: سَرْقَنَها. والدَّمَّال: الَّذِي
يُدْمِل الأَرض يُسَرْقِنُها. وتَدَمَّلَتِ الأَرضُ: صَلَحت بالدَّمال؛
أَنشد يَعْقُوبُ:
وَقَدْ جَعَلَتْ منازِلُ آلِ لَيْلى، ... وأُخْرَى لَمْ تُدَمَّلْ
يَسْتَوِينا
وَفِي حَدِيثِ
سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاص: أَنه كَانَ يَدْمُل أَرْضه بالعُرَّة
؛ قَالَ الأَحمر: يَدْمُلُ أَرْضَه أَي يُصْلِحُها ويُحْسِن
مُعَالَجَتَهَا بِهَا وَهِيَ السِّرْجِين؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْجُرْحِ:
قَدِ انْدَمَلَ إِذا تَماثَل وصَلَح. ودَمَلَ بَيْنَ الْقَوْمِ
يَدْمُلُ دَمْلًا: أَصْلح. وتَدَامَلوا: تَصَالَحُوا؛ قَالَ
الْكُمَيْتُ:
رَأَى إِرَةً مِنْهَا تُحَشُّ لِفتْنة، ... وإِيقاد راجٍ أَن يَكُونَ
دَمَالَها
يَقُولُ: يَرْجُو أَن يَكُونَ سَبَبَ هَذِهِ الْحَرْبِ كَمَا أَن
الدَّمَالَ يَكُونُ سَبَبًا لإِشعال النَّارِ. والدُّمَّلُ: وَاحِدُ
دَمَامِيل القُروح. والدُّمَلُ: الخُرَاجُ
(11/250)
عَلَى التَّفاؤل بالصَّلاح، وَالْجَمْعُ
دَمَامِيلُ نَادِرٌ. ودَمِلَ جُرحُه وانْدَمَلَ بَرِئَ والتَحم
وتَماثَل؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ:
فكيفَ بِنَفْسٍ كُلَّما قلتُ: أَشْرَفَتْ ... عَلَى البُرْءِ مِنْ
دَهْماء، هِيضَ اندِمَالُها؟
ودَمَلَه الدَّواءُ يَدْمُلُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
وجُرْحُ السيفِ تَدْمُلُه فَيَبْرا، ... ويَبْقَى الدَّهْرَ، مَا جَرَح
اللِّسانُ «3»
. والانْدِمَال: التَّماثُل مِنَ الْمَرَضِ والجُرْحِ، وَقَدْ دَمَلَه
الدَّواءُ فانْدَمَلَ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي سَلمةَ: دَمِلَ جُرْحُه عَلَى بَغْيٍ وَلَا يَدْري بِهِ
أَي انخَتَم عَلَى فَسَادٍ وَلَا يُعْلَمُ بِهِ. والدُّمَّل:
مُسْتَعْمَلٌ بِالْعَرَبِيَّةِ يُجْمَعُ دَمَامِيل؛ وأَنشد:
وامْتَهَدَ الغارِبُ فِعْلَ الدُّمَّلِ «4»
. وَقِيلَ لِهَذِهِ القُرْحَة دُمَّل لأَنها إِلى البُرْء والانْدِمال
مَا هِيَ. وانْدَمَلَ الْمَرِيضُ: تماثَل، وانْدَمَلَ مِنْ وجَعه
كَذَلِكَ، وَمِنْ مرَضه إِذا ارْتَفَعَ مِنْ مرضِه وَلَمْ يَتِمَّ
بُرْؤه. والدَّمْل: الرِّفْق. ودَامَلَ الرجلَ: دَارَاهُ ليُصْلح مَا
بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ؛ قَالَ أَبو الأَسود:
شَنِئْتُ مِنَ الإِخْوان مَنْ لستُ زائِلًا ... أُدامِلُه دَمْلَ
السِّقاء المُخَرَّقِ
والمُدَامَلَةُ: كالمُداجاة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِابْنِ الطَّيْفان
الدارِمي والطَّيْفانُ أُمُّه:
ومَوْلًى كمَوْلى الزِّبْرِقان دَمَلْتُه، ... كَمَا اندَمَلَتْ ساقٌ
يُهاضُ بِهَا الكَسْر
وَيُقَالُ: ادْمُل القومَ أَي اطْوِهم عَلَى مَا فِيهِمْ، وَيُقَالُ
للسِّرْجين الدَّمَال لأَن الأَرض تُصْلَح به.
دمحل: الدُّمَحِلةُ مِنَ النِّسَاءِ: الضَّخْمة الْغَلِيظَةُ.
والدُّماحِل: المُتداخِل الْغَلِيظُ؛ قَالَ أَبو خِراش يَصِفُ تُرْساً:
وَذَا شَرَجٍ مِنْ جِلدِ ثَوْرٍ دُماحِل
ورَمْل دُماحِل: مُتَدَاخِلٌ؛ قَالَ:
عَقْد الرِّياحِ العَقَدَ [العَقِدَ] الدُّماحِلا
الْفَرَّاءُ: الدِّمْحَالُ الرجُل البَتَّرِيُّ.
دنل: دَانَالُ: اسْمٌ أَعجمي.
دهل: اللِّحْيَانِيُّ: مَضى دَهْلٌ مِنَ اللَّيْلِ أَي سَاعَةٌ،
وَقِيلَ أَي صَدْر؛ قَالَ:
مَضى مِنَ الليلِ دَهْلٌ، وَهِيَ واحِدةٌ، ... كأَنَّها طائِرٌ
بالدَّوِّ مَذْعُور
هَذِهِ رِوَايَةُ يَعْقُوبَ، وَرَوَاهُ اللِّحْيَانِيُّ: ذَهْل،
بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَهِيَ نَادِرَةٌ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو:
الدَّهْلُ الشَّيْءُ الْيَسِيرُ. ابْنُ الأَعرابي: الدَّاهِل
المُتَحيِّر، قَالَ الأَزهري: أَصله دالِهٌ. وَلَا دَهْل أَي لَا
تَخَفْ، نَبَطِيَّة معرَّبة؛ قَالَ بَشّار:
فَقُلْتُ لَهُ: لَا دَهْل مِن قَمْل بَعْدَ ما ... مَلا نَيْفَقَ
التُّبَّان مِنْهُ بعاذِر
قَالَ الأَزهري: وَلَيْسَ لَا دَهْل وَلَا قَمْل مِنْ كَلَامِ
الْعَرَبِ، إِنما هُمَا مِنْ كَلَامِ النَّبَط، يسمون الجَمل قَمْلًا.
__________
(3) . قوله [ويبقى الدهر] كذا في النسخ، والذي في المحكم وشرح القاموس:
وجرح الدهر
(4) . قوله
[وَامْتَهَدَ الْغَارِبُ فِعْلَ الدُّمَّل]
هكذا ضبط في التهذيب هنا وعدة نسخ من الصحاح، وتقدم لنا ضبطه في مهد
برفع اللام من فعل، ووقع في المحكم والتهذيب في مادة مهد بالنصب فيهما
(11/251)
دهبل: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي
دَهْبَل إِذا كَبَّر اللُّقَم ليسابِق في الأَكل.
دهكل: دَهْكَلٌ: مِنْ شَدَائِدِ الدهر.
دَوَلَ: الدَّوْلةُ والدُّولةُ: العُقْبة فِي الْمَالِ والحَرْب سَواء،
وَقِيلَ: الدُّولةُ، بِالضَّمِّ، فِي المال، والدَّوْلةُ، بالفتح، في
الْحَرْبِ، وَقِيلَ: هُمَا سَوَاءٌ فِيهِمَا، يُضَمَّانِ
وَيُفْتَحَانِ، وَقِيلَ: بِالضَّمِّ فِي الْآخِرَةِ، وَبِالْفَتْحِ فِي
الدُّنْيَا، وَقِيلَ: هُمَا لُغَتَانِ فِيهِمَا، وَالْجَمْعُ دُوَلٌ
ودِوَلٌ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: مَجِيءُ فُعْلَة عَلَى فُعَلٍ يُرِيكَ
أَنها كأَنها جَاءَتْ عِنْدَهُمْ مِنْ فُعْلة، فكأَن دَوْلة دُولة،
وَإِنَّمَا ذَلِكَ لأَن الْوَاوَ مِمَّا سَبِيلُهُ أَن يأْتي تَابِعًا
لِلضَّمَّةِ، وَهَذَا مِمَّا يُؤَكِّدُ عِنْدَكَ ضَعْفَ حُرُوفِ
اللِّينِ الثَّلَاثَةِ، وَقَدْ أَدَالَه. الْجَوْهَرِيُّ: الدَّوْلة،
بِالْفَتْحِ، فِي الْحَرْبِ أَن تُدال إِحدى الْفِئَتَيْنِ عَلَى
الأُخرى، يُقَالُ: كَانَتْ لَنَا عَلَيْهِمُ الدَّوْلة، وَالْجَمْعُ
الدُّوَلُ، والدُّولة، بِالضَّمِّ، فِي الْمَالُ؛ يُقَالُ: صَارَ
الْفَيْءُ دُولة بَيْنَهُمْ يَتَداوَلونه مَرَّة لِهَذَا وَمَرَّةً
لِهَذَا، وَالْجَمْعُ دُولات ودُوَلٌ. وقال أَبو عبيدة: الدُّولة،
بِالضَّمِّ، اسْمٌ لِلشَّيْءِ الَّذِي يُتَداوَل بِهِ بِعَيْنِهِ،
والدَّولة، بِالْفَتْحِ، الْفِعْلُ. وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ:
إِذا كَانَ المَغْنَم دُوَلًا
جَمْعُ دُولة، بِالضَّمِّ، وَهُوَ مَا يُتداوَل مِنَ الْمَالِ
فَيَكُونُ لِقَوْمٍ دُونَ قَوْمٍ. الأَزهري: قَالَ الْفَرَّاءُ فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى: كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ
مِنْكُمْ
؛ قرأَها النَّاسُ بِرَفْعِ الدَّالِ إِلا السُّلَمِيَّ فِيمَا أَعلم
فإِنه قرأَها بِنَصْبِ الدَّالِ، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا للدَّوْلة
بِمَوْضِعٍ، إِنما الدَّولة لِلْجَيْشَيْنِ يهزِم هَذَا هَذَا ثُمَّ
يُهْزَم الْهَازِمُ، فَتَقُولُ: قَدْ رَجَعَت الدَّوْلة عَلَى
هَؤُلَاءِ كأَنها المرَّة؛ قَالَ: والدُّولة، بِرَفْعِ الدَّالِ، فِي
المِلْك والسُّنن الَّتِي تغيَّر وتُبدَّل عَنِ الدَّهْرِ فَتِلْكَ
الدُّولَةُ والدُّوَلُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الدُّولة اسْمُ الشَّيْءِ
الَّذِي يُتداول، والدَّوْلةُ الْفِعْلُ وَالِانْتِقَالُ مِنْ حَالٍ
إِلى حَالٍ، فَمَنْ قرأَ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً
فَعَلَى أَن يَكُونَ عَلَى مَذْهَبِ الْمَالِ، كأَنه كَيْ لَا يَكُونَ
الْفَيْءُ دُولة أَي مُتداوَلًا؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: قَالَ
يُونُسُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ:
الدُّولة بِالضَّمِّ فِي الْمَالِ، والدَّولة بالفتح في الحرب، قَالَ:
وَقَالَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ: كِلْتَاهُمَا فِي الْحَرْبِ وَالْمَالِ
سَوَاءٌ؛ وَقَالَ يُونُسُ: أَمَّا أَنا فَوَاللَّهِ مَا أَدري مَا
بَيْنَهُمَا. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ:
حَدِّثْني بِحَدِيثٍ سمعتَه مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَتَدَاوَلْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ الرِّجال
أَي لَمْ يتناقَلْه الرِّجَالُ وتَرْويه وَاحِدًا عَنْ وَاحِدٍ، إِنما
تَرْوِيهِ أَنتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. اللَّيْثُ: الدَّوْلة والدُّولة لُغَتَانِ، وَمِنْهُ
الإِدالةُ الغَلَبة. وأَدَالَنا اللَّهُ مِنْ عَدُوِّنَا: مِنَ
الدَّوْلة؛ يُقَالُ: اللَّهُمَّ أَدِلْنِي عَلَى فُلَانٍ وَانْصُرْنِي
عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ ثَقِيفٍ:
نُدالُ عَلَيْهِمْ ويُدالون عَلَيْنَا
؛ الإِدالةُ: الغَلَبة، يُقَالُ: أُدِيل لَنَا عَلَى أَعدائنا أَي
نُصِرْنا عَلَيْهِمْ، وَكَانَتِ الدَّوْلة لَنَا، والدَّوْلة:
الِانْتِقَالُ مِنْ حَالِ الشدَّة إِلى الرَّخاء؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
أَبي سُفْيان وهِرَقْلَ: نُدالُ عَلَيْهِ ويُدالُ عَلَيْنَا
أَي نَغْلِبه مَرَّةً ويَغلبنا أُخرى. وَقَالَ الْحَجَّاجُ: يوشِك أَن
تُدال الأَرضُ مِنَّا كَمَا أُدِلْنا مِنْهَا أَي يُجعل لَهَا
الكَرَّةُ والدَّوْلة عَلَيْنَا فتأْكل لحومَنا كَمَا أَكلنا ثِمارها
وتَشرب دِمَاءَنَا كَمَا شَرِبْنَا مِيَاهَهَا. وتَداوَلْنا الأَمرَ:
أَخذناه بالدُّوَل. وَقَالُوا: دَوالَيْك أَي مُداوَلةً عَلَى الأَمر؛
قَالَ سِيبَوَيْهِ: وإِن شِئْتَ حَمَلْتَهُ عَلَى أَنه وَقَعَ فِي
هَذِهِ الْحَالِ. ودَالَت الأَيامُ أَي دَارَتْ، وَاللَّهُ يُداوِلها
بَيْنَ النَّاسِ. وتَداوَلَتْهُ الأَيدي: أَخذته هَذِهِ مرَّة وَهَذِهِ
مرَّة. ودَالَ الثوبُ يَدُولُ أَي بَلِي. وَقَدْ جَعَل ودُّه يَدُول
(11/252)
أَي يَبْلى. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ
حَجازَيْك ودَوَالَيْكَ وهَذاذَيك، قَالَ: وَهَذِهِ حُرُوفٌ خِلْقَتُها
عَلَى هَذَا لَا تُغيَّر، قَالَ: وحَجازيك أَمَرَه أَن يَحْجُزَ
بَيْنَهُمْ، وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ كُفَّ نَفْسَك، وأَمّا
هَذَاذَيْكَ فإِنه يأْمره أَن يَقْطَعَ أَمر الْقَوْمِ، ودَوَالَيْك
مِنْ تَداوَلوا الأَمر بَيْنَهُمْ يأْخذ هَذَا دَولة وَهَذَا دَولة،
وَقَوْلُهُمْ دَوالَيْك أَي تَداوُلًا بَعْدَ تَدَاوُلٍ؛ قَالَ عَبْدُ
بَنِي الحَسْحاس:
إِذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبُرْدِ مِثْلُه، ... دَوَالَيْكَ حَتَّى
لَيْسَ لِلْبُرْد لابِسُ»
. الْفَرَّاءُ: جَاءَ بالدُّوَلة والتوَلةِ وَهُمَا مِنَ الدَّواهي.
وَيُقَالُ: تَداوَلْنا العملَ والأَمر بَيْنَنَا بِمَعْنَى تعاوَرْناه
فعَمِل هَذَا مَرَّة وَهَذَا مَرَّةً؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي بَيْتَ
عَبْدِ بَنِي الحَسْحاس:
إِذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بُرْداك مِثله، ... دَوالَيْك حَتَّى مَا لِذا
الثَّوْبِ لابِسُ
قَالَ: هَذَا الرَّجُلُ شَقَّ ثِيَابَ امرأَة لِيَنْظُرَ إِلى
جَسَدِهَا فشَقَّت هِيَ أَيضاً عَلَيْهِ ثَوْبَهُ. وَقَالَ ابْنُ
بُزُرْج: رُبَّمَا أَدخلوا الأَلف وَاللَّامَ عَلَى دَوالَيْك فَجُعِلَ
كَالِاسْمِ مَعَ الْكَافِ؛ وأَنشد فِي ذَلِكَ:
وصاحبٍ صاحَبْتُه ذِي مَأْفَكَهْ، ... يَمْشي الدَّوالَيْكَ ويَعْدُو
البُنَّكَهْ
قَالَ: الدَّوالَيْك أَن يَتَحَفَّزَ فِي مِشيته إِذا حَاكَ،
والبُنَّكةُ يَعْنِي ثِقْله إِذا عَدَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ:
وَيُقَالُ دَوَالٍ؛ قَالَ الضِّبَابُ بْنُ سَبْع بْنِ عَوْفٍ
الْحَنْظَلِيُّ:
جَزَوْني بِمَا رَبَّيْتُهم وحَمَلْتهم، ... كَذَلِكَ مَا إِنَّ
الخُطوب دَوَال
والدَّوَلُ: النَّبْل المُتداوَل؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
يَلُوذُ بالجُودِ مِنَ النَّبْلِ الدَّوَلْ
وَقَوْلُ أَبي دُواد:
وَلَقَدْ أَشْهَدُ الرِّماحَ تُدالي، ... فِي صُدورِ الكُماةِ، طَعْنَ
الدَّرِيَّه
قَالَ أَبو عَلِيٍّ: أَراد تُداوِل فَقَلَبَ الْعَيْنَ إِلى مَوْضِعِ
اللَّامِ. وانْدال مَا فِي بَطْنِهِ مِنْ مِعًى أَو صِفاق: طُعِن
فَخَرَجَ ذَلِكَ. وانْدَالَ بطنُه أَيضاً: اتَّسَعَ وَدَنَا مِنَ
الأَرض. وانْدَالَ بطنُه: استَرْخى. وانْدَالَ الشَّيْءُ: ناسَ
وتَعَلَّق؛ أَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ:
فَياشِلٌ كالحَدَجِ المُنْدَال ... بَدَوْنَ مِن مُدَّرِعي أَسْمالِ
«2»
. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما السِّيرَافِيُّ فَقَالَ: مُنْدَال
مُنْفَعِل مِنَ التَّدَلِّي مَقْلُوبٌ عَنْهُ، فَعَلَى هَذَا لَا
يَكُونُ لَهُ مَصْدَرٌ لأَن الْمَقْلُوبَ لَا مَصْدَرَ لَهُ. واندالَ
القومُ: تَحَوَّلُوا مِنْ مَكَانٍ إِلى مَكَانٍ. والدُّوَلةُ: لغة في
التُّوَلة. يُقَالُ: جَاءَنَا بدُوَلاتِه أَي بدَواهِيه، وَجَاءَنَا
بالدُّوَلة أَي بالدَّاهية. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ وقَعوا مِنْ أَمرهم
فِي دُولُول أَي فِي شِدَّةٍ وأَمر عَظِيمٍ؛ قَالَ الأَزهري: جَاءَ
بِهِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ. والدَّوِيلُ: النَّبْتُ العامِيُّ اليابس، وخص
بعضهم
__________
(1) . قوله [حَتَّى لَيْسَ لِلْبُرْدِ لَابِسُ] قال في التكملة:
الرواية: إِذَا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبرد برقع دَوَالَيك حتى كلنا غير
لابس
(2) . قوله [مدّرعي] ضبط في مادة حدج بفتح العين على أنه مثنى، والصواب
كسرها كما ضبط في المحكم هنا
(11/253)
بِهِ يَبِيسَ النَّصِيِّ والسَّبَط؛ قَالَ الرَّاعي:
شَهْرَيْ رَبِيعٍ لَا تَذُوقُ لَبُونُهم ... إِلا حُموضاً وخْمَةً
ودَوِيلا
وَهُوَ فَعِيل. أَبو زَيْدٍ: الكَلأُ الدَّويل الَّذِي أَتت عَلَيْهِ
سَنتانِ فَهُوَ لَا خَيْرَ فِيهِ. ابْنُ الأَعرابي: الدالةُ الشُّهْرة
وَيَجْمَعُ الدَّالَ. يُقَالُ: تَرَكْنَاهُمْ دَالَةً أَي شُهْرة.
وَقَدْ دَالَ يَدُول دَالَةً ودَوْلًا إِذا صَارَ شُهْرة. والدَّوالي:
ضَرْب مِنَ الْعِنَبِ بِالطَّائِفِ أَسود يَضْرِبُ إِلى الحُمْرة،
وَرَوَى
الأَزهري بِسَنَدِهِ إِلى أُم الْمُنْذِرِ العَدَوِيَّة قالتْ: دَخَلَ
عَلَيْنَا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَهُ
عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ ناقِهٌ،
قَالَتْ: وَلَنَا دَوالٍ مُعلَّقة، قَالَتْ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ،
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَكل وَقَامَ عَلِيٍّ، رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، يأْكل فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه
وَسَلَّمَ: مَهْلًا فإِنك ناقِهٌ، فَجَلَسَ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، وأَكل مِنْهَا النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
ثُمَّ جُعِلَتْ لَهُمْ سِلْقاً وَشَعِيرًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ،
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِنْ هَذَا أَصِبْ فإِنه أَوْفقُ
لَكَ
؛ قَالَ: الدَّوالي جَمْعُ دَالِيَةٍ وَهِيَ عِذْقُ بُسْرٍ يُعلَّق
فإِذا أَرْطَب أُكل، وَالْوَاوُ فِيهِ مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الأَلف.
والدُّولُ: حَيٌّ مِنْ حَنِيفة يُنْسَبُ إِليهم الدُّوليُّ. والدِّيلُ:
في عبد الْقَيْسِ. ودَالانُ: مِنْ هَمْدانَ، غَيْرُ مَهْمُوزٍ.
والدَّال: حَرْفُ هِجَاءٍ وَهُوَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ يَكُونُ فِي
الْكَلَامِ أَصلًا وَبَدَلًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا
عَلَى أَلفها أَنها مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ لَمَّا قُدِّمَتْ فِي
أَخواتها مِمَّا عَيْنُهُ أَلف، وَاللَّهُ أَعلم.
دَيَلَ: الدِّيلُ: حيٌّ فِي عَبْدِ القَيْس يُنْسَبُ إِليهم
الدِّيليُّ، وَهُمَا دِيلانِ: أَحدهما الدِّيل بْنُ شَنّ بْنِ أَفْصى
بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ بْنِ أَفْصى، وَالْآخَرُ الدِّيل بْنُ عَمْرِو
بْنِ وَدِيعةَ بْنِ أَفصى بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ، مِنْهُمْ أَهلُ
عُمان. ابْنُ سِيدَهْ: وَبَنُو الدِّيل مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ
مناةَ بْنِ كِنانَة. غَيْرُهُ: وأَما الدُّئلُ، بِهَمْزَةٍ
مَكْسُورَةٍ، فَهُمْ حَيٌّ مِنْ كِنَانَةَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ،
وَيُنْسَبُ إِليهم أَبو الأَسود الدُّؤَلي، فَتَفْتَحُ الْهَمْزَةُ
اسْتِثْقَالًا لتوالي الكسرات. |