لسان العرب

فصل الصاد المهملة
صأبل: الْكِسَائِيُّ: الضِّئْبل الدَّاهِيَةُ ولُغَةُ بَنِي ضَبَّةَ الصِّئْبِل، قَالَ: وَالضَّادُ أَعرف، وأَبو عُبَيْدَةَ رَوَاهُ الضِّئْبِل، بِالضَّادِ، قَالَ: وَلَمْ أَسمعه بِالصَّادِ إِلا مَا جَاءَ بِهِ أَبو تُراب.
صأصل: الصَّأْصَلُ والصَّوْصَلاءُ، زَعَمَ بَعْضُ الرُّواة أَنهما شَيْءٌ وَاحِدٌ: وَهُوَ مِنَ العُشْب؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَلَمْ أَرَ من يعرفه.
صحل: صَحِل الرَّجُلُ، بِالْكَسْرِ، وصَحِلَ صوتُه يَصْحَل صَحَلًا، فَهُوَ أَصْحَلُ وصَحِلٌ: بَحَّ؛ وَيُقَالُ: فِي صَوْتِهِ صَحَلٌ أَي بُحُوحة؛ وَفِي
صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ وصَفَتْه أُمّ مَعْبَد: وَفِي صَوْتِهِ صَحَلٌ
؛ هُوَ بِالتَّحْرِيكِ، كالبُحَّة وأَن لَا يَكُونَ حَادًّا؛ وَحَدِيثِ
رُقَيْقَة: فإِذا أَنا بهاتفٍ يَصْرُخُ بِصَوْتٍ صَحِل
؛ وَحَدِيثُ
ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يَرْفَع صوتَه بالتَّلْبية حَتَّى يَصْحَل
أَي يَبَحَّ. وَحَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ فِي نَبْذِ الْعَهْدِ فِي الحَجِّ: فكُنْت أُنادي حَتى صَحِلَ صوتي
؛ قال الراجز:
__________
(2) . قوله [وبالًا عليها] هكذا في التهذيب، والذي في الصحاح والقاموس: عليهم

(11/377)


فَلَمْ يَزَلْ مُلَبِّياً وَلَمْ يَزَلْ، ... حتَّى عَلَا الصَّوتَ بُحوحٌ وصَحَل،
وكُلَّما أَوْفى عَلَى نَشْزٍ أَهَلْ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ صَحِلَ حَلْقُه أَيضاً، قَالَ الشَّاعِرُ:
وَقَدْ صَحِلَتْ مِنَ النَّوْحِ الحُلُوقُ
والصَّحَلُ: حِدَّة الصَّوْتِ مَعَ بَحَحٍ؛ وَقَالَ فِي صِفَةِ الْهَاجِرَةِ:
تُصْحِلُ صَوْتَ الجُنْدُب المُرَنِّم
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الصَّحَلُ مِنَ الصِّياح، قَالَ: والصَّحَل أَيضاً انْشقاق الصَّوْتِ وأَن لَا يَكُونَ مُسْتَقِيمًا يَزِيدُ مَرَّة ويَسْتقيم أُخْرى، قَالَ: والصَّحَل أَيضاً أَن يَكُونَ فِي صَدْره حَشْرَجَة.
صدل: الصَّيْدَلانُ: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ:
ضَبابِيَّةً مُرِّيَّةً حابسِيَّةً، ... مُنِيفاً بنَعْفِ الصَّيْدَلَيْن وَضيعُها
والصَّيْدَلانِيُّ: مَعْرُوفٌ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّب، والجمع صَيادِلة.
صطبل: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَذْكُرِ الْجَوْهَرِيُّ الإِصْطَبْل لأَنه أَعجمي، وَقَدْ تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ؛ قَالَ أَبو نُخَيلة:
لوْلا أَبو الفَضْلِ ولوْلا فَضْلُه، ... لسُدَّ بابٌ لَا يُسَنَّى قُفْلُه،
ومِنْ صَلاح راشِدٍ إِصْطَبْلُه
صطفل: فِي حَدِيثِ
مُعَاوِيَةَ: كَتَب إِلى مَلِك الرُّوم ولأَنْزِعَنَّك مِنَ المُلْك نَزْعَ الإِصْطَفْلينة
أَي الجَزَرة، قَالَ: وَذَكَرَهَا الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الْهَمْزَةِ، وَغَيْرُهُ فِي الصَّادِ عَلَى أَصلية الْهَمْزَةِ وَزِيَادَتِهَا. وَفِي حَدِيثِ
الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمَرة: إِنَّ الْوَالِيَ ليَنْحِتُ أَقاربُه أَمانَتَه كَمَا تَنْحِتُ القَدُوم الإِصْطَفْلِينة حَتَّى تَخْلُص إِلى قَلْبها
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: لَيْسَتِ اللَّفْظَةُ بِعَرَبِيَّةٍ مَحْضَةٍ لأَن الصَّادَ وَالطَّاءَ لَا يَكَادَانِ يَجْتَمِعَانِ إِلا قَلِيلًا.
صعل: الصَّعْلة مِنَ النَّخْل: الَّتِي فِيهَا عَوَجٌ وَهِيَ جَرْداء أُصولِ السَّعَف؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ أَبي عَمْرٍو؛ وأَنشد:
لَا تَرْجُوَنَّ بِذِي الآطامِ حامِلَةً، ... مَا لَمْ تَكُن صَعْلَةً صَعْباً مَراقِيها
وَيُقَالُ لِلنَّخْلَةِ إِذا دَقَّتْ صَعْلة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والصَّعْلة مِنَ النَّخْلِ الطَّوِيلَةُ؛ قَالَ: وَهِيَ مَذْمُومَةٌ لأَنها إِذا طَالَتْ رُبَّمَا تَعْوَجُّ؛ قَالَ ذَكْوان العجْلي:
بعِيدة بيْن الزَّرْع لَا ذَاتَ حُشْوَةٍ ... صِغارٍ، وَلَا صَعْلٍ سَريعٍ ذَهابُها
قَالَ: والجَمْع صَعْلٌ. والصَّعْلُ والأَصْعَلُ: الدَّقيق الرأْس وَالْعُنُقِ، والأُنثى صَعْلة وصَعْلاء، يَكُونُ فِي النَّاسِ وَالنَّعَامِ وَالنَّخْلِ، وَقَدْ صَعِلَ صَعَلًا واصْعالَّ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يصفُ دَقَل السَّفِينَةِ وَهُوَ الَّذِي يُنْصَب فِي وَسَطه الشِّراع:
ودَقَلٌ أَجْرَدُ شَوْذَبيُّ، ... صَعْلٌ مِنَ السَّاجِ ورُبَّانِيُ
أَراد بالصَّعْل الطَّوِيل، وإِنما يَصِفُ مَعَ طُولِهِ اسْتِوَاءَ أَعلاه بِوَسَطِهِ وَلَمْ يَصِفْه بدِقَّة الرأْس. رأَيت فِي حَاشِيَةِ نُسْخَةٍ مِنَ التَّهْذِيبِ عَلَى قَوْلِهِ صَعْل مِنَ السَّاجِ، قَالَ: صَوَابُهُ مِنَ السَّامِ، بِالْمِيمِ، شَجَرٌ يُتَّخَذُ مِنْهُ دَقَلُ السُّفُن. وَفِي حَدِيثِ
عليٍّ: اسْتَكْثِروا مِنَ

(11/378)


الطَّواف بِهَذَا الْبَيْتِ قَبْلَ أَن يَحُولَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مِنَ الحَبَشة رَجُلٌ أَصْعَلُ أَصْمَع
؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ لَهُ:
كأَنِّي برَجُلٍ مِنَ الحَبَشة أَصْعَلَ أَصْمَعَ قاعدٍ عَلَيْهَا وَهِيَ تُهْدَم
؛ قَالَ الأَصمعي: قَوْلُهُ أَصْعَل هَكَذَا يُرْوَى، فأَما كَلَامُ الْعَرَبِ فَهُوَ صَعْلٌ، بِغَيْرِ أَلف، وَهُوَ الصَّغِيرُ الرأْس. وَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيثِ آخَرَ فِي هَدْم الْكَعْبَةِ:
كأَنِّي بِهِ صَعْلٌ يَهْدِم الكعبةَ
، وأَصحاب الْحَدِيثِ يَرْوونه أَصْعَل. وَفِي حَدِيثِ
أُمِّ مَعْبَد فِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ تُزْرِ بِهِ صَعْلةٌ
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الصَّعْلة صِغَرُ الرأْس، وَيُقَالُ: هِيَ أَيضاً الدِّقّة والنُّحول والخِفَّة فِي الْبَدَنِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ عَيْراً:
نَفى عَنْهَا المَصِيفَ وصارَ صَعْلًا
يَقُولُ: خَفَّ جِسْمُه وضَمُر؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ:
جاريَةٌ لاقتْ غُلاماً عَزَبا، ... أَزَلَّ صَعْلَ النَّسَوَيْن أَرْقَبا
وَفِي صِفَةِ الأَحْنف: كَانَ صَعْلَ الرأْس. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: الأَصْعَلُ الصَّغِيرُ الرأْس، وَقَالَ غَيْرُهُ: الصَّعَل الدِّقَّة فِي العُنُق وَالْبَدَنِ كُلِّه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي ذَكَرَهُ الأَصمعي رجُلٌ صَعْلٌ وامرأَة صَعْلَةٌ لَا غَيْرُ؛ قَالَ: وحَكى غَيْرُهُ وامرأَة صَعْلاءُ، وَالرَّجُلُ عَلَى هَذَا أَصْعَلُ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ صَعْلُ الرأْس إِذا كَانَ صَغِيرَ الرأْس، وَلِذَلِكَ يُقَالُ للظَّلِيم صَعْلٌ لأَنه صَغِيرُ الرأْس. والصَّعْلة: النَّعامة؛ عَنْ يَعْقُوبَ، وَلَمْ يُعَيِّنْ أَيّ نَعَامَةٍ هِيَ. والصَّاعِل: النَّعَامُ الْخَفِيفُ. وَقَالَ شَمِر: الصَّعْل مِنَ الرِّجال الصغيرُ الرأْس الطويلُ العُنُق الدَّقِيقُهُما. وحِمارٌ صَعْلٌ: ذاهِبُ الوَبَر؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
بِهَا كُلُّ خَوّارٍ إِلى كُلِّ صَعلةٍ ... ضَهُولٍ، ورَفْضِ المُذْرِعاتِ القَرَاهِب
وَهَذَا الْبَيْتُ اسْتَشْهَدَ الْجَوْهَرِيُّ بِصَدْرِهِ كَمَا ذَكَرْنَاهُ عَلَى قَوْلِهِ. وحِمَار صَعْلٌ: ذَاهِبُ الوَبَر. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّعْلة فِي بَيْتِهِ النَّعَامة، والخَوَّارُ: الثَّورُ الْوَحْشِيُّ الَّذِي لَهُ خُوَارٌ وَهُوَ صَوْتُهُ، وضَهُول: تَذْهَب وتَرْجَع، والمُذْرِعات مِنَ الْبَقَرِ: الَّتِي مَعَهَا أَولادُها، يُقَالُ: ذَرَعٌ، وجَمْعُه ذِرْعانٌ. والصَّعَلُ: الدِّقَّة؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
رَهْطٌ مِنَ الهِنْدِ فِي أَيدِيهِمُ صَعَلُ «1»
صعقل: فِي تَرْجَمَةِ صَعْفَقَ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رأَيت بخطِّ أَبي سَهْل الهَرَوي عَلَى حَاشِيَةِ كِتَابٍ: جَاءَ عَلَى فَعْلُول صَعْفُوق وصَعْقُول لضَرْبٍ مِنَ الكَمْأَة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَثناء كَلَامِهِ: أَما الصَّعْقُول لضَرْبٍ مِنَ الكَمْأَة فَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ، وَلَوْ كَانَ مَعْرُوفًا لذَكَره أَبو حَنِيفَةَ فِي كِتَابِ النَّبَاتِ؛ قَالَ: وأَظُنُّه نَبَطِيًّا أَو أَعجميّاً.
صغل: الصَّغِلُ: لغةٌ فِي السَّغِل وهو السَّيِءُ الغِذاء، وَالسِّينُ فِيهِ أَكثر مِنَ الصَّادِ. والصِّيَّغْل: التَّمْرُ الَّذِي يَلْتَزِق بَعْضُهُ بِبَعْضٍ ويَكْتَنِز، فإِذا فُلِق أَو قُلِع رؤي فِيهِ كَالْخُيُوطِ، وقَلَّما يَكُونُ ذَلِكَ فِي غَيْرِ البَرْنِيِّ؛ قَالَ:
يُغَذَّى بصِيَّغْلٍ كَنِيزٍ مُتارِزٍ، ... ومَحْضٍ مِنَ الأَلْبان غَيْرِ مَخِيض
قَالَ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ اسمٌ عَلَى فِيَّعْلٍ غيره. وفي
__________
(1) . قوله [في أيديهم] كذا أنشده الجوهري، قال في التكملة: والرواية في أبدانهم، وصدر البيت:
إِذا هُمُ ثَارُوا، وإِنْ هُمْ أَقْبلوا ... أَقْبَلَ مِسْماحٌ أَرِيبٌ مِصْقَلُ
فَسَّره فَقَالَ: إِنما أَراد مِصْلَق فقَلَب، وَهُوَ الْخَطِيبُ الْبَلِيغُ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ.
صقعل: الصِّقْعَلُ، عَلَى وَزْنِ السِّبَحْل: التَّمْرُ الْيَابِسُ يُنْقَع فِي المَخْض؛ وأَنشد:
تَرَى لَهُم حَوْلَ الصِّقْعَلِ عِثْيَره
صلل: صَلَّ يَصِلُّ صَلِيلًا وصَلْصَلَ صَلْصَلَةً ومُصَلْصَلًا؛ قَالَ:
كأَنَّ صَوْتَ الصَّنْجِ فِي مُصَلْصَلِه
وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَوْضِعًا للصَّلْصَلَة. وصَلَّ اللِّجامُ: امْتَدَّ صوتُه، فإِن تَوَهَّمْت تَرْجيعَ صَوْتٍ قُلْتَ صَلْصَلَ وتَصَلْصَلَ؛ اللَّيْثُ: يُقَالُ صَلَّ اللِّجامُ إِذا تَوَهَّمْتَ فِي صَوْتِهِ حِكَايَةَ صَوْت صَلْ، فإِن تَوَهَّمْت تَرْجيعاً قُلْتَ صَلْصَلَ اللِّجامُ، وَكَذَلِكَ كُلُّ يَابِسٍ يُصَلْصِلُ. وصَلْصَلَةُ اللِّجامُ: صوتُه إِذا ضُوعِف. وحِمَارٌ صُلْصُلٌ وصُلاصِلٌ وصَلْصَالٌ ومُصَلْصِلٌ: مُصَوِّت؛ قَالَ الأَعشى:
عَنْترِيسٌ تَعْدُو، إِذا مَسَّها الصَّوْتُ، ... كَعَدْوِ المُصَلْصِلِ الجَوَّال
وفَرس صَلْصَالٌ: حَادُّ الصَّوْتِ دَقيقُه. وفي الحديث:
__________
(1) . قوله [شيبان] هكذا في الأَصل، وفي المحكم: سفيان

(11/379)


أَتُحِبُّون أَن تَكُونُوا مِثْلَ الحَمِير الصَّالَّة؟
قَالَ أَبو أَحمد الْعَسْكَرِيُّ: هُوَ بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ فَرَوَوْه بِالْمُعْجَمَةِ، وَهُوَ خطأٌ، يُقَالُ للحِمار الْوَحْشِيِّ الْحَادِّ الصَّوْتِ صالٌّ وصَلْصَالٌ، كأَنه يُرِيدُ الصَّحِيحَةَ الأَجساد الشَّدِيدَةَ الأَصوات لقُوَّتِها ونَشاطها. والصَّلْصَلَةُ: صَفاءُ صَوْت الرَّعْد، وقد صَلْصَلَ وتَصَلْصَلَ الحَلْيُ أَي صَوَّت، وَفِي صِفَةِ الْوَحْيِ: كأَنَّه صَلْصَلَةٌ عَلَى صَفْوانٍ؛ الصَّلْصَلَةُ: صَوْت الْحَدِيدِ إِذا حُرِّك، يُقَالُ: صَلَّ الحديدُ وصَلْصَلَ، والصَّلْصَلَة: أَشدُّ مِنَ الصَّلِيل. وَفِي حَدِيثِ حُنَين:
أَنَّهم سَمِعُوا صَلْصَلَةً بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض.
والصَّلْصَالُ مِنَ الطِّين: مَا لَمْ يُجْعَل خَزَفاً، سُمِّي بِهِ لتَصَلْصُله؛ وكلُّ مَا جَفَّ مِنْ طِينٍ أَو فَخَّار فَقَدْ صَلَّ صَلِيلًا. وطِينٌ صلَّال ومِصْلالٌ أَي يُصَوِّت كَمَا يصوِّت الخَزَفُ الْجَدِيدُ؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ:
فإِنَّ صَخْرَتَنا أَعْيَتْ أَباكَ، فَلَا ... يَأْلُوها مَا اسْتَطاعَ، الدَّهْرَ، إِخْبالا
«1» رَدَّتْ مَعَاوِلَهُ خُثْماً مُفَلَّلةً، ... وصادَفَتْ أَخْضَرَ الجالَيْن صَلَّالا
يَقُولُ: صادَفَتْ «2» نَاقَتِي الحَوْضَ يَابِسًا، وَقِيلَ: أَراد صَخْرَةً فِي مَاءٍ قَدِ اخْضَرَّ جَانِبَاهَا مِنْهُ، وعَنى بالصَّخرة مَجْدَهم وشَرَفَهم فَضَرَبَ الصخرةَ مَثَلًا. وجاءَت الخيلُ تَصِلُّ عَطَشاً، وَذَلِكَ إِذا سَمِعْتَ لأَجوافها صَلِيلًا أَي صَوْتًا. أَبو إِسحاق: الصَلْصَالُ الطِّينُ الْيَابِسُ الَّذِي يَصِلُّ مِنْ يُبْسِه أَي يُصَوِّت. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ
؛ قَالَ: هُوَ صَلْصَالٌ مَا لَمْ تُصِبْه النارُ، فإِذا مَسَّته النارُ فَهُوَ حِينَئِذٍ فَخَّار، وَقَالَ الأَخفش نحوَه، وَقَالَ: كُلُّ شيءٍ لَهُ صَوْتٌ فَهُوَ صَلْصَالٌ مِنْ غَيْرِ الطِّينِ؛ وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ الصَّلْصَال: هُوَ الصَّالُّ الْمَاءُ الَّذِي يَقَعُ عَلَى الأَرض فَتَنْشَقُّ فيَجِفُّ فَيَصِيرُ لَهُ صَوْتٌ فَذَلِكَ الصَّلْصال
، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الصَّلْصالُ حَمَأٌ مَسْنون، قَالَ الأَزهري: جَعَله حَمأ مَسْنُونًا لأَنه جَعَله تَفْسِيرًا للصَّلْصَال ذَهَب إِلى صَلَّ أَي أَنْتَن؛ قَالَ:
وصَدَرَتْ مُخْلِقُها جَدِيدُ، ... وكُلُّ صَلّالٍ لَهَا رَثِيدُ
يَقُولُ: عَطِشَتْ فَصَارَتْ كالأَسْقِيَة الْبَالِيَةِ وصَدَرَتْ رِواءً جُدُداً، وَقَوْلُهُ وكُلُّ صَلَّالٍ لَهَا رَثِيد أَي صَدَقَت الأَكلَ بَعْدَ الرِّيِّ فَصَارَ كُلُّ صَلَّالٍ فِي كَرِشها رَثِيداً بِمَا أَصابت مِنَ النَّبَاتِ وأَكَلَت. الْجَوْهَرِيُّ: الصَّلْصالُ الطِّينُ الحُرُّ خُلِط بِالرَّمْلِ فَصَارَ يَتَصَلْصَل إِذا جَفَّ، فإِذا طُبِخ بِالنَّارِ فَهُوَ الفَخَّار. وصَلَّ البَيْضُ صَلِيلًا: سَمِعت لَهُ طَنِيناً عِنْدَ مُقَارَعة السُّيوف. الأَصمعي: سَمِعت صَلِيلَ الْحَدِيدِ يَعْنِي صوتَه. وصَلَّ المِسْمارُ يَصِلُّ صَلِيلًا إِذا ضُرِب فأُكْرِه أَن يَدْخل فِي شَيْءٍ، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَن يَدْخُلَ فِي القَتِير فأَنت تَسْمع لَهُ صَوْتًا؛ قَالَ لَبِيدٌ:
أَحْكَمَ الجُنْثِيّ مِنْ عَوْرَاتِها ... كُلَّ حِرْباءٍ، إِذا أُكْرِهَ صَلّ «3»
. الجُنْثِيّ بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ، فَمَنْ قَالَ الجُنْثِيُّ بِالرَّفْعِ جَعَله الحَدَّاد أَو الزَّرَّاد أَي أَحْكَمَ صَنْعَة هذه
__________
(1) . قوله [فلا يألولها] في التكملة: فلن يألوها.
(2) . قوله [يقول صادفت إلخ] قال الصاغاني في التكملة: والضمير في صادفت للمعاول لا للناقة، وتفسير الجوهري خطأ
(3) . قوله [عوراتها] هي عبارة التهذيب، وفي المحكم: صنعتها

(11/382)


الدِّرْع، وَمَنْ قَالَ الجُنْثِيَّ بِالنَّصْبِ جَعَله السيفَ؛ يَقُولُ: هَذِهِ الدِّرْعُ لجَوْدة صَنْعَتِهَا تَمْنَع السيفَ أَن يَمْضي فيها، وأَحْكَم هُنَا: رَدَّ؛ وَقَالَ خَالِدُ بْنُ كُلْثُومٍ فِي قَوْلِ ابْنِ مُقْبِلٍ:
لِيَبْكِ بَنُو عُثْمانَ، مَا دَامَ جِذْمُهم، ... عَلَيْهِ بأَصْلالٍ تُعَرَّى وتُخْشَب
الأَصْلالُ: السُّيوفُ القاطعة، الواحد صِلُّ. وصَلَّت الإِبل تَصِلُّ صَلِيلًا: يَبِست أَمْعاؤها مِنَ العَطَش فَسمِعْت لَهَا صَوْتًا عِنْدَ الشُّرب؛ قَالَ الرَّاعِي:
فَسَقَوْا صَوادِيَ يَسْمعون عَشيَّةً، ... لِلْماء فِي أَجْوافِهِنَّ، صَلِيلًا
التَّهْذِيبُ: سَمِعت لِجَوْفِهِ صَلِيلًا مِنَ الْعَطَشِ، وَجَاءَتِ الإِبل تَصِلُّ عَطَشاً، وَذَلِكَ إِذا سَمِعْتَ لأَجوافها صَوْتاً كالبُحَّة؛ وَقَالَ مُزاحِم العُقَيْلي يَصِفُ القَطَا:
غَدَتْ مِنْ عَلَيْه، بَعْدَ ما تَمَّ ظِمْؤُها، ... تَصِلُّ، وَعَنْ قَيْضٍ بزَيْزاءَ مَجْهَل
قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ مِنْ عَلَيْه: مِنْ فَوْقِه؛ يَعْنِي مِنْ فَوْقِ الفَرْخ، قَالَ: وَمَعْنَى تَصِلُّ أَي هِيَ يَابِسَةٌ مِنَ الْعَطَشِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مَعْنَى قَوْلِهِ مِنْ عَلَيْه مِنْ عِنْدِ فَرْخها. وصَلَّ السِّقاءُ صَليلًا: يَبِس. والصَّلَّة: الجِلُد الْيَابِسُ قَبْلَ الدِّباغ. والصَّلَّة: الأَرضُ الْيَابِسَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الأَرض الَّتِي لَمْ تُمْطَر «1» بَيْنَ أَرضيْن مَمْطورتين، وَذَلِكَ لأَنها يَابِسَةٌ مُصَوِّتة، وَقِيلَ: هِيَ الأَرض مَا كَانَتْ كالسَّاهِرة، وَالْجَمْعُ صلالٌ. أَبو عُبَيْدٍ: قَبَرَهُ فِي الصَّلَّة وَهِيَ الأَرض. وخُفٌّ جَيِّد الصَّلَّة أَي جَيّد الْجِلْدِ، وَقِيلَ أَي جَيِّدُ النَّعْل، سُمِّي بِاسْمِ الأَرض لأَن النَّعْلَ لَا تُسمّى صَلَّةً؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن النَّعْل تُسَمّى صَلَّة ليُبْسها وَتَصْوِيتِهَا عِنْدَ الْوَطْءِ، وَقَدْ صَلَلْتُ الخُفَّ. والصِّلالة: بِطانة الخُفِّ. والصَّلَّة: المَطْرة الْمُتَفَرِّقَةُ الْقَلِيلَةُ، وَالْجَمْعُ صِلالٌ. وَيُقَالُ: وقَع بالأَرض صِلالٌ مِنْ مَطَرٍ؛ الْوَاحِدَةُ صَلَّة وَهِيَ القِطَعُ مِنَ الأَمطار الْمُتَفَرِّقَةِ يَقَعُ مِنْهَا الشيءُ بَعْدَ الشَّيْءِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
سَيَكْفِيك الإِلهُ بمُسْنَماتٍ، ... كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّردُ الصِّلالا
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ:
كجندَل لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا
قَالَ: أَراد الصَّلاصِلَ وَهِيَ بَقايا تَبْقى مِنَ الْمَاءِ، قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وغَلِطَ إِنما هِيَ صَلَّة وصِلالٌ، وَهِيَ مَواقع الْمَطَرِ فِيهَا نَبَاتٌ فالإِبل تَتْبَعُهَا وَتَرْعَاهَا. والصَّلَّة أَيضاً: القِطْعة الْمُتَفَرِّقَةُ مِنَ الْعُشْبِ سُمِّي بِاسْمِ الْمَطَرِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وصَلَّ اللحمُ يَصِلُّ، بِالْكَسْرِ، صُلولًا وأَصَلَّ: أَنتنَ، مَطْبُوخًا كَانَ أَو نَيْئًا؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ:
ذَاكَ فَتًى يَبْذُل ذَا قِدْرِهِ، ... لَا يُفْسِدُ اللحمَ لَدَيْهِ الصُّلول
وأَصَلَّ مِثْلُهُ، وَقِيلَ: لَا يُسْتَعْمَلُ ذَلِكَ إِلا فِي النِّيء؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَما قَوْلُ الْحُطَيْئَةِ الصُّلول فإِنه قَدْ يُمْكِنُ أَن يُقَالَ الصُّلُّول وَلَا يُقَالَ صَلَّ، كَمَا يُقَالُ العَطاء مِنْ أَعْطى، والقُلوع مِنْ أَقلَعَتِ الحُمَّى؛ قَالَ الشماخ:
__________
(1) . قوله [وَقِيلَ هِيَ الْأَرْضُ الَّتِي لَمْ تُمْطَرْ إلخ] هذه عبارة المحكم، وفي التكملة؛ وقال ابن دريد الصَّلَّة الأرض الممطورة بين أرضين لم يمطرن

(11/383)


كأَنَّ نَطاةَ خَيْبَر زَوَّدَتْه ... بَكُورَ الوِرْدِ، رَيِّثَةَ القُلوع
وصَلَّلْت اللِّجامَ: شُدِّد لِلْكَثْرَةِ. وَقَالَ الزَّجّاج: أَصَلَّ اللحمُ وَلَا يُقَالُ صَلَّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَقَالُوا أَاذَا صَلَلْنا فِي الأَرض؛ قَالَ أَبو إِسحاق: مَنْ قرأَ صَلَلنا بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ فَهُوَ عَلَى ضَرْبَيْنِ: أَحدهما أَنْتَنَّا وتَغَيَّرْنا وتَغَيَّرَت صُوَرُنا مِنْ صَلَّ اللحمُ وأَصَلَّ إِذا أَنتن وتغَير، وَالضَّرْبُ الثَّانِي صَلَلْنا يَبِسْنا مِنَ الصَّلَّة وَهِيَ الأَرض الْيَابِسَةُ. وَقَالَ الأَصمعي: يُقَالُ مَا يَرْفَعه مِنَ الصَّلَّة مِنْ هَوَانِهِ عَلَيْهِ، يَعْنِي مِنَ الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ:
كلْ مَا رَدَّت عَلَيْكَ قوسُك مَا لَمْ يَصِلَ
أَي مَا لَمْ يُنْتِنْ، وَهَذَا عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِحْبَابِ فإِنه يَجُوزُ أَكل اللَّحْمِ الْمُتَغَيِّرِ الرِّيحِ إِذا كَانَ ذكِيًّا؛ وَقَوْلُ زُهَيْرٍ:
تُلَجْلِجُ مُضْغةً فِيهَا أَنِيضٌ ... أَصَلَّتْ، فهْيَ تحتَ الكَشْحِ داءُ
قِيلَ: مَعْنَاهُ أَنتنَتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه يُسْتَعْمَلُ فِي الطَّبِيخِ والشِّواء، وَقِيلَ: أَصَلَّتْ هُنَا أَثقَلَتْ. وصَلَّ الماءُ: أَجَنَ. وماءٌ صَلَّالٌ: آجِنٌ. وأَصَلَّه القِدَمُ: غَيَّره. والصَّلْصَلةُ والصُّلْصُلةُ والصُّلْصُل: بَقِيّة الماء في الإِدارة وَغَيْرِهَا مِنَ الْآنِيَةِ أَو فِي الْغَدِيرِ. والصَّلاصِل: بَقايا الْمَاءِ؛ قَالَ أَبو وَجزة:
وَلَمْ يَكُنْ مَلَكٌ للقَوْمِ يُنْزِلُهم ... إِلا صَلاصِلُ، لَا تُلْوى عَلَى حَسَب
وَكَذَلِكَ الْبَقِيَّةُ مِنَ الدُّهْن والزَّيت؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
كأَنَّ عَيْنَيه مِنَ الغُؤُورِ ... قَلْتانِ، فِي لَحْدَيْ صَفاً مَنْقُورِ،
صِفْرانِ أَو حَوْجَلَتا قارُورِ، ... غَيَّرَتا، بالنَّضْحِ والتَّصْبير،
صَلاصِلَ الزَّيْتِ إِلى الشُّطور
وأَنشده الْجَوْهَرِيُّ: صَلاصِلُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ صَلاصِلَ، بِالْفَتْحِ، لأَنه مَفْعُولٌ لغَيَّرَتا، قَالَ: وَلَمْ يُشَبِّههما بالجِرار وإِنما شَبَّههما بالقارورتَين، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: شَبَّه أَعيُنَها حِينَ غارَتْ بالجِرار فِيهَا الزيتُ إِلى أَنصافها. والصُّلْصُل: نَاصِيَةُ الْفَرَسِ، وَقِيلَ: بَيَاضٌ فِي شَعْرِ مَعْرَفة الْفَرَسِ. أَبو عَمْرٍو: هِيَ الجُمَّة والصُّلْصُلة للوَفْرة. ابْنُ الأَعرابي: صَلْصَلَ إِذا أَوْعَد، وصَلْصَلَ إِذا قَتَل سَيِّدَ الْعَسْكَرِ. وَقَالَ الأَصمعي: الصُّلْصُل القَدَح الصَّغِيرُ؛ الْمُحْكَمُ: والصُّلْصُل مِنَ الأَقداح مِثْلُ الغُمَر؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ابْنُ الأَعرابي: الصُّلْصُل الرَّاعِي الحاذِق؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الصُّلْصُل طَائِرٌ تُسَمِّيهِ الْعَجَمُ الفاخِتة، وَيُقَالُ: بَلْ هُوَ الَّذِي يُشْبهها، قَالَ الأَزهري: هَذَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ موسحة «1» ابْنُ الأَعرابي: الصَّلاصِلُ الفَواخِتُ، وَاحِدُهَا صُلْصُل. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الصُّلْصُلَة والعِكْرِمة والسَّعْدانةُ الحَمامة. الْمُحْكَمُ: والصُّلْصُل طَائِرٌ صَغِيرٌ. ابْنُ الأَعرابي: المُصَلِّلُ الأَسْكَفُ وَهُوَ الإِسكافُ عِنْدَ الْعَامَّةِ؛ والمُصَلِّل أَيضاً: الخالصُ الكَرَم والنَّسَب؛ والمُصَلِّل: الْمَطَرُ الجَوْد. الْفَرَّاءُ: الصَّلَّة بَقِيّة الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ، والصَّلَّة الْمَطْرَةُ الْوَاسِعَةُ. والصَّلَّة الجِلد الْمُنْتِنُ، والصَّلَّة الأَرض الصُّلبة، والصَّلَّة صوتُ الْمِسْمَارِ إِذا أُكْرِه. ابن
__________
(1) . قوله [موسحة] كذا في الأصل من غير نقط

(11/384)


الأَعرابي: الصَّلَّة المطْرة الْخَفِيفَةُ، والصَّلَّة قُوارةُ الخُفِّ الصُّلبة. والصِّلُّ: الْحَيَّةُ الَّتِي تَقْتُل إِذا نَهَشتْ مِنْ سَاعَتِهَا. غَيْرُهُ: والصِّلُّ، بِالْكَسْرِ، الْحَيَّةُ الَّتِي لَا تَنْفَعُ فِيهَا الرُّقْية، وَيُقَالُ: إِنها لَصِلُّ صُفِيٍّ إِذا كَانَتْ مُنْكَرة مِثْلَ الأَفعى، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ داهِياً مُنْكَراً: إِنه لصِلُّ أَصْلالٍ أَي حَيّة مِنَ الْحَيَّاتِ؛ مَعْنَاهُ أَي داهٍ مُنْكَرٌ فِي الْخُصُومَةِ، وَقِيلَ: هُوَ الدَّاهِي المُنْكَر فِي الْخُصُومَةِ وَغَيْرِهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
إِن كُنْتَ داهَيةً تُخْشى بَوائقُها، ... فَقَدْ لَقِيتَ صُمُلًّا صِلَّ أَصْلالِ
ابْنُ سِيدَهْ: والصِّلُّ والصّالَّة الدَّاهِيَةُ. وصَلَّتْهم الصّالَّة تَصُلُّهم، بِالضَّمِّ، أَي أَصابتهم الدَّاهِيَةُ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ إِنه لصِلُّ أَصْلالٍ وإِنه لهِتْرُ أَهْتارٍ؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ ذِي الدَّهاء والإِرْب، وأَصْلُ الصِّلِّ مِنَ الْحَيَّاتِ يُشَبَّه الرَّجُلُ بِهِ إِذا كَانَ دَاهِيَةً؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ:
مَاذَا رُزِئْنا بِهِ مِنْ حَيَّةٍ ذَكَرٍ، ... نَضْناضةٍ بالرَّزايا صِلِّ أَصْلال
وصَلَّ الشَّرابَ يَصُلُّه صَلًّا: صَفَّاه. والمِصَلَّة: الإِناء الَّذِي يُصَفَّى فِيهِ، يَمانِية، وَهُمَا صِلَّانِ أَي مِثْلان؛ عَنْ كُرَاعٍ. والصِّلُّ واليَعْضِيدُ والصِّفْصِلُّ: شَجَرٌ، والصِّلُّ نبْتٌ؛ قَالَ:
رَعَيْتُها أَكْرَمَ عُودٍ عُودا، ... الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضِيدا
والصِّلِّيانُ: شَجَرٌ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الصِّلِّيانُ مِنَ الطَّريفة وَهُوَ يَنْبُت صُعُداً وأَضْخَمهُ أَعجازُه، وأُصولُه عَلَى قَدْرِ نَبْت الحَليِّ، ومَنابتُه السُّهول والرِّياضُ. قَالَ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو الصِّلِّيانُ مِنَ الجَنْبة لغِلَظه وَبَقَائِهِ، وَاحِدَتُهُ صِلِّيانةٌ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ تَقُولُ لِلرَّجُلِ يُقْدم عَلَى اليَمين الْكَاذِبَةِ وَلَا يَتَتَعْتَعُ فِيهَا: جَذَّها جَذَّ العَيْرِ الصِّلِّيانة؛ وَذَلِكَ أَن العَيْر إِذا كَدَمَها بِفِيه اجْتَثَّها بأَصلها إِذا ارْتَعَاها، وَالتَّشْدِيدُ فِيهَا عَلَى اللَّامِ، والياءُ خَفِيفَةٌ، فَهِيَ فِعْلِيانة مِنَ الصَّلْيِ مِثْلُ حِرْصِيانَةٍ مِنَ الحَرْص، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الصِّلِّ، والياءُ وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ. التَّهْذِيبُ: والصِّلِّيانُ مِنْ أَطيب الكَلإِ، وَلَهُ جِعْثِنةٌ ووَرَقُه رَقِيقٌ. ودارَةُ صُلْصُل: موضع؛ عن كراع.
صمل: الصَّمْلُ: اليُبْسُ والشِّدَّة. والصُّمُلُّ: الشَّدِيدُ الخَلْق مِنَ الناسِ والإِبلِ والجِبال، والأُنثى صُمُلَّةٌ. وَقَدْ صَمَلَ يَصْمُلُ صُمُولًا إِذا صَلُب واشْتَدَّ واكْتَنَزَ، يُوصَفُ بِهِ الجَمَل والجَبَل والرَّجُل؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ:
عَنْ صامِل عاسٍ إِذا مَا اصْلَخْمَما
يَصِف الجَبَل. والصُّمُلُّ: الشَّدِيدُ الخَلْق الْعَظِيمُ. واصْمَأَلَّ الشيءُ، بِالْهَمْزِ، اصْمِئْلالًا أَي اشْتَدَّ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنت رجُلٌ صُمُلٌ
، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ، أَي شَدِيدُ الخَلْق. واصْمَأَلَّ النباتُ إِذا الْتَفَّ. وَصَمَلَ الشجرُ إِذا عَطِشَ فخَشُن ويَبِسَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
مُعَاوِيَةَ: إِنها صَمِيلةٌ
أَي فِي سَاقِهَا يُبْس وخُشُونة. وصَمَلَ السِّقاءُ والشجرُ صَمْلًا، فَهُوَ صَمِيلٌ وصامِلٌ: يَبِسَ، وَقِيلَ: صَمَلَ إِذا لَمْ يَجِدْ رِيّاً فخَشُن؛ قَالَ العُجَير السَّلُولي، وَيُرْوَى لِزَيْنَبَ أُخت يَزِيد بْنِ الطَّثَرِيَّةِ:
تَرى جازِرَيْه يُرْعَدانِ، وَنَارُهُ ... عَلَيْهَا عَدامِيلُ الهَشِيمِ وصامِلُه

(11/385)


والعُدْمُول: الْقَدِيمُ؛ يَقُولُ: عَلَى النَّارِ حَطَب يابسٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي السَّوْدَاءِ العِجْلي:
ويَظَلُّ ضَيْفُك، يَا ابْنَ رَمْلَةَ، صامِلًا ... مَا إِنْ يَذُوقُ، سِوى الشَّراب، عَلُوسا
اللَّيْثُ: الصَّمِيل السِّقاء اليابسُ، والصَّامِل الخَلَق؛ وأَنشد:
إِذا ذَادَ عَنْ مَاءِ الفُراتِ، فَلَن تَرى ... أَخا قِرْبةٍ يَسْقي أَخاً بصَمِيل
وَيُقَالُ: صَمَلَ بدنُه وبَطْنُه، وأَصْمَلَه الصِّيامُ أَي أَيْبَسَه. أَبو عَمْرٍو: صَمَلَه بالعَصا صَمْلًا إِذا ضَرَبَه؛ وأَنشد:
هِراوةٌ فِيهَا شِفاء العَرِّ، ... صَمَلْتُ عُقْفانَ بِهَا فِي الجَرِّ،
فبُجْتُه وأَهْلَه بشرِّ
الجَرُّ: سَفْحُ الجَبَل، بُجْتُه: أَصَبْتُه بِهِ. السُّلَمي: صَقَلَه بالعَصا وصَمَلَه إِذا ضَرَبَه بِهَا. والصِّمْلِيلُ: الضَّعِيف البِنْيَة. والصِّمليل: ضَرْبٌ مِنَ النَّبْت؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَقفُ عَلَى حَدِّه وَلَمْ أَسمعه إِلا مِنْ رَجُلٍ مِنْ جَرْمٍ قَدِيماً. والمُصْمَئِلُّ: الْمُنْتَفِخُ مِنَ الغَضَب. أَبو زَيْدٍ: المُصْمَئِلُّ الشَّدِيدُ، وَيُقَالُ لِلدَّاهِيَةِ مُصْمَئِلَّة؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ:
وَلَمْ تَتَكَأّدْهُمُ المُعْضِلات، ... وَلَا مُصْمَئِلَّتُها الضِّئْبِلُ
والمُصْمَئِلَّةُ: الداهيةُ. والصَّوْمَلُ: شجرة بالعالية.
صنبل: الصُّنْبُل والصِّنْبِل: الخَبِيثُ المُنْكَر. وصِنْبِلٌ: اسْمٌ؛ قَالَ مُهَلْهِل:
لَمَّا تَوَقَّلَ فِي الكُراعِ هَجِينُهُم، ... هَلْهَلْتُ أَثْأَرُ مالِكاً أَو صِنْبِلا «2»
. وَابْنَ صِنْبِلٍ: رَجُلٌ مِنْ أَهل الْبَصْرَةِ أَحْرَقَ جاريةُ ابْنَ قُدامةَ، وَهُوَ مِنْ أَصحاب عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، خَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ أَهل الْبَصْرَةِ في داره.
صنتل: التَّهْذِيبُ: الصِّنْتِل النَّاقَةُ الضَّخْمة، عَلَى فِعْلِل بِكَسْرِ أَوّله وَثَالِثِهِ؛ قَالَ: رَوى هَذَا الحرفَ الفراءُ، قَالَ: وَلَا أَدري أَصحيح أَم لَا، وَهُوَ صِنْتِلُ الْهَادِي أَي طويلُه، قَالَ: وقرأْته فِي نَوَادِرِ أَبي عَمْرٍو.
صندل: الصَّنْدَل: خَشَبٌ أَحمر وَمِنْهُ الأَصفر، وَقِيلَ: الصَّنْدَل شَجَرٌ طَيِّب الرِّيحِ. وحِمارٌ صَنْدَلٌ وصُنادِلٌ: عظيمٌ شديدٌ ضَخْم الرأْس، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ. وصَنْدَلَ البعيرُ: ضَخُم رَأْسُه. التَّهْذِيبُ: الصَّنْدَلُ مِنَ الحُمُر الشَّدِيدُ الخَلْق الضَّخْم الرأْس؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
أَنْعَتُ عَيْراً صَنْدَلًا صُنادِلا
الْجَوْهَرِيُّ: الصَّنْدَل الْبَعِيرُ الضَّخْم الرأْس؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
رأَت لِعَمْروٍ، وابْنِه الشَّرِيسِ، ... عَنادِلًا صَنادِلَ الرُّؤُوس
والصَّيْدَلانِيُّ: لُغَةٌ فِي الصَّيْدَناني؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّيْدَلانيُّ والصَّيْدنَانيُّ العَطَّار مَنْسُوبٌ إِلى الصَّيْدَل والصَّيْدَن، والأَصل فِيهِمَا حِجَارَةُ الفِضَّة، فشُبِّه بِهَا حِجَارَةَ العَقاقِير؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الأَعشى يَصِفُ نَاقَةً شَبَّه زَوْرَها بصَلاءة العَطَّار:
__________
(2) . قوله [لما توقل] هكذا في المحكم، وفي القاموس: توغل، بالغين المعجمة، وفي التكملة توعر، بالمهملة والراء

(11/386)


وزَوْراً تَرى فِي مِرْفَقَيه تَجانُفاً ... نَبِيلًا، كَدوْكِ الصَّيْدَنانيِّ، دامِكا
وَيُرْوَى: الصَّيْدَلانيِّ دَامِكَا. والدُّوكُ: الصَّلاءةُ، وَيُقَالُ للحَجَر الَّذِي يُطْحَن بِهِ الطِّيب، والدَّامِكُ: المُرْتفع.
صنطل: المُصَنْطِل: الَّذِي يَمْشي ويُطأْطِئ رأْسه.
صهل: الصَّهَلُ: حِدَّةُ الصَّوْتِ مَعَ بَحَح كالصَّحَل. يُقَالُ: فِي صَوْتِهِ صَهَلٌ وصَحَلٌ، وَهُوَ بُحَّة فِي الصَّوْتِ، والصَّهِيلُ لِلْخَيْلِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الصَّهِيل والصُّهَال صَوْتُ الْفَرَسِ مِثْلُ النَّهِيق والنُّهاق. وَفِي حَدِيثِ
أُمِّ زَرْع: فَجَعَلَني فِي أَهْل صَهِيلٍ وأَطِيطٍ
؛ تُرِيدُ أَنها كَانَتْ فِي أَهل قِلَّة فَنَقَلها إِلى أَهل كَثْرة وثَرْوة، لأَن أَهل الْخَيْلِ والإِبل أَكثر مِنْ أَهل الغَنم. ابْنُ سِيدَهْ: الصَّهِيل مِنْ أَصوات الْخَيْلِ، صَهَلَ الفرسُ يَصْهَل ويَصْهِلُ صَهِيلًا. وفَرَس صَهَّالٌ: كَثِيرُ الصَّهِيل. وَفِي حَدِيثِ
أُمِّ مَعْبَد: فِي صَوْتِهِ صَهَلٌ
؛ حِدَّةٌ وصَلابة مِنْ صَهِيلِ الْخَيْلِ وَهُوَ صَوْتُهَا. ورجُل ذُو صَاهِل: شَدِيدُ الصِّياح والهِياج. والصَّاهِلُ مِنَ الإِبل: الَّذِي يَخْبِط بِيَدِهِ وَرِجْلِهِ وَتَسْمَعُ لجَوْفه دَوِيّاً مِنْ عِزَّة نَفْسِهِ. النَّضْرُ: الصَّاهِل مِنَ الإِبل الَّذِي يَخْبِط ويَعَضُّ وَلَا يَرْغُو بِوَاحِدَةٍ مِنْ عِزَّة نَفْسِهِ. يُقَالُ: جَمَلٌ صَاهِلٌ وَذُو صاهِلٍ وناقةٌ ذاتُ صَاهِل؛ وأَنشد:
وَذُو صَاهِلٍ لَا يَأْمَن الخَبْطَ قائدُه
وَجُعِلَ ابنُ مُقْبل الذِّبَّانَ صَوَاهِلَ فِي العُشْب، يُريد غُنَّةَ طَيرانها وصَوْتَه، فَقَالَ:
كأَنَّ صَواهِلَ ذِبَّانِه، ... قُبَيْلَ الصَّباحِ، صَهِيلُ الحُصُن
وَجَعَلَ أَبو زُبَيدٍ الطَّائِيُّ أَصواتِ المَساحِي صَواهلَ فَقَالَ:
لَهَا صَواهِلُ فِي صُمِّ السِّلام، كَمَا ... صَاحَ القَسِيَّاتُ فِي أَيدي الصَّيارِيف
والصَّوَاهِلُ: جَمْعُ الصَّاهِلَة، مَصْدَرٌ عَلَى فاعِلَة بِمَعْنَى الصَّهِيل، وَهُوَ الصَّوْتُ كَقَوْلِكَ سَمِعْتُ رواغِيَ الإِبل. وصَاهِلَةُ: اسمٌ. وبَنُو صَاهِلةَ: بطنٌ.
صول: صَالَ عَلَى قِرْنِه صَوْلًا وصِيالًا وصُؤُولًا وصَوَلاناً وَصَالًا ومَصالةً: سَطا؛ قَالَ:
وَلَمْ يَخْشَوْا مَصالَتَهُ عَلَيْهِمْ، ... وتَحْتَ الرَّغْوَةِ اللَّبَنُ الصَّريحُ
والصَّؤُول مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يَضْرب الناسَ ويَتَطاول عَلَيْهِمْ؛ قَالَ الأَزهري: الأَصل فِيهِ تَرْكُ الْهَمْزِ وكأَنه هُمِز لِانْضِمَامِ الْوَاوِ، وَقَدْ هَمَزَ بَعْضُ القُرَّاء:
وإِن تَلْؤُوا
، بِالْهَمْزِ، أَو تُعْرِضوا لِانْضِمَامِ الْوَاوِ. وصَالَ عَلَيْهِ إِذا اسْتطال. وصَالَ عَلَيْهِ: وَثَبَ صَوْلًا وصَوْلةً، يُقَالُ: رُبَّ قَوْلٍ أَشَدّ مِنْ صَوْل. والمُصَاوَلَةُ: المُواثَبة، وَكَذَلِكَ الصِّيالُ والصِّيالة. والفَحْلان يَتَصَاوَلانِ أَي يَتَواثَبانِ. اللَّيْثُ: صالَ الجَمَلُ يَصُولُ صِيالًا وصُوالًا وَهُوَ جَمَلٌ صَؤُولٌ، وَهُوَ الَّذِي يأْكل راعيَه ويُواثِبُ الناسَ فيأْكلهم. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ:
بِكَ أَصُول
، وَفِي رِوَايَةٍ:
أُصاوِل
أَي أَسْطُو وأَقْهَر. والصَّولة: الوَثْبة. وصَالَ الفَحْلُ عَلَى الإِبل صَوْلًا، فهو صَؤُول: قاتَلَها وقَدَّمَها. أَبو زَيْدٍ: صَؤُل الْبَعِيرُ يَصْؤُل، بِالْهَمْزِ، صَآلَةً إِذا صَارَ يَشُلُّ النَّاسَ ويَعْدُو

(11/387)


عليهم، فهو صَؤُول. وصِيلَ لَهُمْ كَذَا أَي أُتِيح لَهُمْ؛ قَالَ خُفاف بْنُ نُدْبَة:
فَصِيلَ لهُم قَرْمٌ كأَنَّ بكَفِّه ... شِهاباً، بَدَا فِي ظُلْمة اللَّيل يَلْمَع
وصالَ العَيْرُ عَلَى العانةِ: شَلَّها وحَمَلَ عَلَيْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِنَّ هَؤُلَاءِ الحَيَّيْنِ مِنَ الأَوْس والخَزْرج كَانَا يتصاوَلانِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَصَاوُلَ الفَحْلين
أَي لَا يَفْعَلُ أَحدُهما مَعَهُ شَيْئًا إِلا فَعَلَ الْآخَرُ مِثْلَهُ. وَفِي حَدِيثِ
عُثْمَانَ: فَصامِتٌ صَمْتُه أَنْفَذُ مِنْ صَوْلِ غَيْرِهِ
أَي إِمْساكُه أَشَدُّ مِنْ تَطاوُل غَيْرِهِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:
لَا خَيْرَ فِيهِ غَيْر أَن لَا يَهْتَدي، ... وأَنَّه ذُو صَوْلَةٍ فِي المِزْوَدِ،
وأَنَّه غيرُ ثَقِيل فِي اليَدِ
قَوْلُهُ ذُو صَوْلَة فِي المِزْوَد، يَقُولُ: إِنه ذُو صَوْلةٍ عَلَى الطَّعَامِ يأْكله ويَنْهَكه ويُبالِغ فِيهِ، فكأَنه إِنما يَصُولُ عَلَى حَيَوان مَّا، أَو يَصُول عَلَى أَكِيله لذَوْدِه إِيَّاهم ومُدافَعَته لَهُمْ؛ وَقَوْلُهُ وأَنه غَيْرُ ثقيلٍ فِي الْيَدِ، يَقُولُ: إِذا بَلِلْتَ بِهِ لَمْ يَصِرْ فِي يَدِكَ مِنْهُ خَيْر تَثْقُل بِهِ يَدُك لأَنه لَا خَيْرَ عِنْدَهُ. ابْنُ الأَعرابي: المِصْوَلة المِكْنَسة الَّتِي يُكْنَس بِهَا نَوَاحِي البَيْدَر. أَبو زَيْدٍ: المِصْوَل شَيْءٌ يُنْقَع فِيهِ الحَنْظَل لتَذْهَب مَرارتُه، والصِّيلة، بِالْكَسْرِ: عُقْدة العَذَبة. وصُولٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ حُنْدُج ابن حُنْدُج المُرِّي:
فِي لَيْلِ صُولٍ تَناهى العَرْضُ والطُّولُ، ... كأَنما لَيْلُه باللَّيل مَوْصولُ
لِساهِرٍ طالَ فِي صُولٍ تَمَلْمُلُه، ... كأَنه حَيَّة بالسَّوْط مَقْتولُ