لسان العرب فصل الدال المهملة
دأم: دَأَمَ الحائطَ عَلَيْهِ دَأَماً: دَفَعَهُ. قَالَ اللَّيْثُ:
الدَّأْمُ إِذا دَفَعْتَ حائِطاً فَدَأَمْتَهُ بِمَرَّةٍ وَاحِدَةٍ
عَلَى شَيْءٍ فِي وَهْدَةٍ، تَقُولُ: دَأَمْتُهُ عَلَيْهِ. ودَأَمْتُ
الْحَائِطَ أَي رَفَعْتُهُ مِثْلُ دعَمْتُهُ. وتَداءَمَتْ عَلَيْهِ
الأُمور والأَهْوالُ والهمومُ والأَمواج، بِوَزْنِ تَفاعَلَتْ،
وتَدَأَّمَتْهُ؛ الأَخيرة مُعَدَّاةٌ بِغَيْرِ حَرْفٍ: تَرَاكَمَتْ
عَلَيْهِ وَتَزَاحَمَتْ وتَكَسَّرَ بعضُها عَلَى بَعْضٍ. وتَدَأّمَهُ
الماءُ: غَمَرَهُ، وَهُوَ تَفَعَّل؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ:
كَمَا هَوى فِرْعَوْنُ، إِذْ تَغَمْغَما، ... تَحْتَ ظِلال المَوْجِ،
إِذ تَدَأّما
الأَصمعي: تَداءَمَهُ الأَمرُ مِثْلُ تَداعَمَهُ إِذا تَرَاكَمَ
عَلَيْهِ وتكسَّر بعضُه فَوْقَ بَعْضٍ. وتَدَأّمَ الفحلُ الناقةَ أَي
تَجَلَّلها. والدَّأْمُ: مَا غَطَّاك مِنْ شَيْءٍ. وَجَيْشٌ مِدْأَمٌ:
يَرْكبُ كلَّ شَيْءٍ. أَبو زَيْدٍ: تَدَأّمْتُ الرَّجُلَ تَدَؤُّماً
إِذا وَثَبْت عَلَيْهِ فَرَكِبْتَهُ. أَبو عُبَيْدٍ: والدَّأْماء
الْبَحْرُ، عَلَى فَعْلاء؛ قَالَ الأَفوَهُ الأَوْديّ:
واللَّيْل كالدَّأَماءِ مُسْتَشْعِرٌ، ... مِنْ دُونِهِ، لَوْناً
كلَوْنِ السَّدُوس
دجم: دُجَمُ العِشْقِ وَالْبَاطِلِ: غَمَراتُه؛ يُقَالُ: انْقَشَعَتْ
دُجمُ الأَباطيل. وإِنه لَفِي دُجَمِ الهَوى أَي فِي غَمَراتِهِ
وظُلَمِهِ، الْوَاحِدَةُ دُجْمَةٌ. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ قِيلَ
دِجْمَةٌ ودِجَمٌ لِلْعَادَاتِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: دَجَمَ الليلُ
دُجْمَةً ودَجْماً أَظلم. والدِّجْمُ: الخُلُق. وَيُقَالُ: إِنك عَلَى
دِجْمٍ كَرِيمٍ أَي خُلُقٍ، ودجملٌ كَرِيمٌ مِثْلُهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
واعْتَلَّ أَدْيانُ الصِّبا ودِجَمُهْ
ودِجْمُ الرَّجُلِ: صَاحِبُهُ. ودَجِمَ الرجلُ ودُجِمَ: حَزِنَ،
والدَّجْمُ مِنَ الشَّيْءِ: الضَّرْبُ مِنْهُ؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ:
وكَلَّ مِنْ طُولِ النِّضالِ أَسْهُمُهْ، ... واعْتَلَّ أَدْيانُ
الصِّبا ودِجَمُهْ
قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: دِجَمُهُ أَخْدانُه وأَصحابه، الْوَاحِدُ
دِجْمٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا خطأٌ لأَن فِعْلًا لَا يُجْمَعُ
عَلَى فِعَلٍ إِلا أَن يَكُونَ إِسماً لِلْجَمْعِ، وَالْمَعْنَى أَن
الَّذِي كَانَ يُتَابِعُنِي فِي الصِّبا اعْتَلّ عَلَيَّ. وَتَقُولُ
الْعَرَبُ: أَمِنْ هَذَا الدَّجْمِ أَنت أَي مِنْ هَذَا الضَّرْبِ.
ابْنُ الأَعرابي: الدُّجُومُ وَاحِدُهُمْ دِجْمٌ، وَهُمْ خَاصَّةُ
(12/195)
الْخَاصَّةِ، وَمِثْلُهُ قِدْرٌ وقُدور،
والصَّاغِيَةُ والحُزانة والحُزابة مِثْلُهُ، والحُزانة: مَنْ حَزَنَهُ
أَمْرُهُ، والحُزابة: مَنْ حَزَبَهُ، وَفُلَانٌ مُداجِمٌ لِفُلَانٍ
ومُدامِجٌ لَهُ، وَمَا سَمِعْتُ لَهُ دَجْمَةً وَلَا دُجْمَةً أَي
كَلِمَةً. أَبو زَيْدٍ: هُوَ عَلَى تِلك الدُّجْمَةِ والدُّمْجَةِ أَي
الطريق.
دحم: الدَّحْمُ: الدَّفْعُ الشَّدِيدُ. ابْنُ الأَعرابي: دَحَمَهُ
دَحْماً إِذا دَفَعَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
مَا لَمْ يُبِجْ يَأْجُوجَ رَدْمٌ يَدْحَمُهْ
أَي يَدْفَعُهُ؛ وَمِنْهُ سُمِّي الرَّجُلُ دَحْمانَ ودُحَيْماً.
والدَّحْمُ: النِّكَاحُ. ودَحَمَ المرأَة يَدْحَمُها دَحْماً:
نَكَحَهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
أَبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَنه قِيلَ لَهُ أَنَطَأُ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ وَالَّذِي
نَفْسِي بيده دَحْماً دَحْماً، فإِذا قَامَ عَنْهَا رَجعَتْ
مُطَهَّرَةً بِكْراً
قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ النِّكَاحُ وَالْوَطْءُ بِدَفْعٍ وإِزعاج،
وَانْتِصَابُهُ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ أَي يَدْحَمُونَ دَحْماً
يُجَامِعُونَ، وَالتَّكْرِيرُ لِلتَّأْكِيدِ، هُوَ بِمَنْزِلَةِ
قَوْلِهِمْ لَقِيتُهُمْ رَجُلًا رَجُلًا، أَي دَحْماً بَعْدَ دَحْمٍ.
وَفِي حَدِيثِ:
أَبي الدَّرْدَاءِ: وَذَكَرَ أَهل الْجَنَّةِ فَقَالَ إِنما
يَدْحَمُونَهُنَّ دَحْماً.
وَهُوَ مِنْ دِحْمِ فُلَانٍ أَي مِنْ أَصله وشَجَرته؛ عَنْ كُرَاعٍ.
وَقَدْ سَمّتْ دَحْماً ودُحَيْماً ودَحْمانَ. ودَحْمَةُ: اسْمُ امرأَة؛
قَالَ أَبو النَّجْمِ:
لَمْ يَقْضِ أَن يَمْلِكَنا ابْنُ الدَّحَمَهْ
حَرَّكَ احْتِيَاجًا، يَعْنِي يَزيدَ بْنَ المُهَلَّبِ.
دحسم: اللَّيْثُ: الدُّحْسُمُ والدُّماحِسُ الْغَلِيظَانِ. ابْنُ
سِيدَهْ: الدُّحْسُمُ والدُّحْمُسُ والدُّماحِس والدُّحْسُمانيُّ
والدُّحْمُسانيُّ كُلُّ ذَلِكَ الْعَظِيمُ مَعَ سواد. الدُّماحِسُ:
السيِء الْخُلُقِ. والدُّحْسُمانيُّ والدُّحْمُسانيُّ: السَّمِينُ
الْحَادِرُ فِي أُدْمةٍ. الدُّحْسُمان، بِالضَّمِّ: قَلْبُ
الدُّحْمُسانِ، وَهُوَ الآدَمُ السَّمِينُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ يُبايِعُ الناسَ وَفِيهِمْ رجل دُحْسُمانٌ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الدُّحْسُمانُ والدُّحْمُسانُ الأَسود
الْغَلِيظُ، وَقِيلَ: السَّمِينُ الصَّحِيحُ الْجِسْمِ، وَقَدْ
يَلْحَقُ بِهِمَا يَاءُ النَّسَبِ كأحْمَرِيّ.
دحلم: الدَّحْلَمَةُ: دَهْوَرَتُك الشَّيْءَ مِنْ جَبَلٍ أَو بِئْرٍ؛
وأَنشد:
كَمْ مِنْ عَدُوّ زَالَ أَو تَدَحْلَمَا، ... كأَنه فِي هُوَّةٍ
تَقَحْذَمَا
تَدَحْلَمَ إِذا تَهَوَّرَ فِي بِئْرٍ أَو مِنْ جبل.
دخم: الدَّخْمُ: ضَرْبٌ مِنَ النِّكَاحِ، قِيلَ: هُوَ دَفْعٌ فِي
إِزعاج، دَخَمَها يَدْخَمُها دَخْماً، وَالْحَاءُ الْمُهْمَلَةُ
لُغَةٌ.
دخشم: دَخْشَمٌ: اسْمَ رَجُلٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والدَّخْشَم
الْقَصِيرُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
إِذا ثَنَتْ أَسْحَجَ غَيْرَ دَخْشَمِ، ... وأَرْجَفَتْهُ رَجَفانَ
الكَرْزَمِ
والكَرْزَمُ والكَرْزَنُ جَمِيعًا: الفأْس؛ عَنْ أَبي عمرو.
ددم: الدُّوادِمُ والدُّوَدِمُ، عَلَى وَزْنِ الهُدَبِدِ: شَيْءٌ
شِبْهُ الدَّمِ يَخْرُجُ مِنَ السَّمُرَةِ، وَخَاصَّتُهُ مَذْكُورَةٌ
فِي بَابِ الصُّموغِ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ الحُذالُ. يُقَالُ: قَدْ
حَاضَتِ السَّمُرَةُ إِذا خَرَجَ ذَلِكَ مِنْهَا، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ
آخَرَ: الدِّمْدِمُ مَا يَبِسَ مِنَ الكلإِ وَالشَّجَرِ، وَقِيلَ: هُوَ
الدِّنْدِنُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو زِيَادٍ الحُذالُ
شَيْءٌ آخَرُ غَيْرَ الدُّوَدِمِ
(12/196)
يُشْبِهُهُ، يَأْكُلُهُ مَنْ يَعْرِفُهُ
ومنْ لَا يَعْرِفُهُ يَظُنُّهُ دُوَدِماً.
درم: اللَّيْثُ: الدَّرَمُ اسْتِوَاءُ الْكَعْبِ وعَظْم الحاجِب
وَنَحْوِهِ إِذا لَمْ يَنْتَبِرْ فَهُوَ أَدْرَمُ، وَالْفِعْلُ دَرِمَ
يَدْرَمُ فَهُوَ دَرِمٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الدَّرَمُ فِي الْكَعْبِ أَن
يوازِيَهُ اللحمُ حَتَّى لَا يَكُونَ لَهُ حَجْمٌ. ابْنُ سِيدَهْ:
دَرِمَ الكعبُ والعُرْقوب وَالسَّاقُ دَرَماً، وَهُوَ أَدْرَمُ،
اسْتَوَى. وَمَكَانٌ أَدْرَمُ: مستوٍ، وَكَعْبٌ أَدْرَمُ؛ وأَنشد
الْجَوْهَرِيُّ:
قامَتْ تُرِيكَ، خَشْيَةً أَن تَصرِمَا، ... سَاقًا بَخَنْداةً،
وكَعْباً أَدْرَمَا
ومَرافقها دُرْمٌ؛ وَفِي حَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ أَن العَجَّاجَ أَنشده:
سَاقًا بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَمَا
قَالَ: الأَدْرَمُ الَّذِي لَا حَجْمَ لعِظامه؛ وَمِنْهُ الأَدْرَمُ
الَّذِي لَا أَسنان لَهُ، وَيُرِيدُ أَن كَعْبَهَا مُسْتَوٍ مَعَ
السَّاقِ لَيْسَ بِناتٍ، فإِن اسْتِوَاءَهُ دَلِيلُ السِّمَنِ،
ونُتُوُّهُ دليلُ الضَّعْفِ. ودَرِمَ العظمُ: لَمْ يَكُنْ لَهُ حَجْمٌ.
وامرأَة دَرْماء: لَا تَسْتَبِينَ كُعُوبُها وَلَا مَرافِقُها؛ وأَنشد
ابْنُ بَرِّيٍّ:
وَقَدْ أَلهُو، إِذا مَا شِئتُ، يَوْماً ... إِلى دَرْماءَ بَيْضاء
الكُعُوبِ
وَكُلُّ مَا غَطَّاهُ الشحمُ واللحمُ وَخَفِيَ حَجْمُهُ فَقَدْ دَرِمَ.
ودَرِمَ المِرْفَقُ يَدْرَمُ دَرَماً. ودِرْع دَرِمَةٌ: مَلْسَاءُ،
وَقِيلَ: لَيِّنَةٌ مُتَّسِقة؛ قَالَتْ:
يَا قائدَ الخَيْلِ، ومُجْتابَ ... الدِّلاصِ الدَّرِمَه
شَمِرٌ: والمُدَرَّمَةُ مِنَ الدُّرُوع اللينةُ المستويةُ؛ وأَنشد:
هاتِيكَ تَحْمِلُني وتَحْمِلُ شِكَّتي، ... ومُفاضَةً تَغْشَى البَنانَ
مُدَرَّمَهْ
وَيُقَالُ لَهَا الدَّرِمَةُ. ودَرِمَتْ أَسنانه: تحاتَّتْ، وَهُوَ
أَدْرَمُ. والأَدْرَمُ: الَّذِي لَا أَسنان لَهُ. وَدَرِمَ البعيرُ
دَرَماً، وَهُوَ أَدْرَمُ إِذا ذَهَبَتْ جِلْدَةُ أَسنانه وَدَنَا
وُقُوعُهَا. وأَدْرَمَ الصبيُّ: تَحَرَّكَتْ أَسنانه ليَسْتَخْلِفَ
أُخَرَ. وأَدْرَمَ الفصيلُ للإِجْذاعِ والإِثْناءِ، وَهُوَ مُدْرِمٌ،
وَكَذَلِكَ الأُنثى، إِذا سقطتْ رَواضِعُهُ. أَبو الجَرَّاح
العُقَيليّ: وأَدْرَمَت الإِبلُ للإِجْذاعِ إِذا ذَهَبَتْ رَوَاضِعُهَا
وَطَلَعَ غَيْرُهَا، وأَفَرَّتْ للإِثْناء، وأَهْضَمَتْ للإِرْباعِ
والإِسْداس جَمِيعًا؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ مِثْلَهُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ
الْغَنَمُ؛ قَالَ شَمِرٌ: مَا أَجودَ مَا قَالَ الْعُقَيْلِيُّ فِي
الإِدْرامِ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَيُقَالُ للقَعُود إِذا دَنا وقوعُ
سِنِّه فَذَهَبَ حِدَّةُ السِّنِّ الَّتِي تُرِيدُ أَن تَقَعَ: قَدْ
دَرِمَ، وَهُوَ قَعُودٌ دارِمٌ. ابْنُ الأَعرابي: إِذا أَثْنى الفرسُ
أَلقى رواضِعهُ، فَيُقَالُ أَثنى وأَدْرَمَ للإِثناء، ثُمَّ هُوَ
رَباعٌ، وَيُقَالُ: أَهْضَمَ للإِرْباعِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ:
الإِدْرامُ أَن تَسْقُطَ سِنُّ الْبَعِيرِ لِسِنٍّ نَبَتَتْ، يُقَالُ:
أَدْرَمَ للإِثْناء وأَدْرَمَ للإِرْباعِ وأَدْرَمَ للإِسْداسِ، فَلَا
يُقَالُ أَدْرَمَ للبُزول لأَن البازِلَ لَا يَنْبُتُ إِلا فِي مَكَانٍ
لَمْ يَكُنْ فِيهِ سِنٌّ قَبْلَهُ. ودَرَمَتِ الدابةُ إِذا دَبَّتْ
دَبيباً. والأَدْرَمُ مِنَ العَراقيب: الَّذِي عَظُمَتْ إِبْرَتُه.
ودَرَمَتِ الفأْرة والأَرنبُ والقُنْفُذُ تَدْرِمُ، بِالْكَسْرِ،
دَرْماً ودَرِمَتْ دَرَماً ودَرِماً ودَرَماناً ودَرامةً: قَارَبَتِ
الخَطْوَ فِي عَجَلَةٍ؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ دارِمُ بْنَ مَالِكِ بْنِ
(12/197)
حَنظَلَة بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَناةَ
بْنِ تَمِيمٍ، وَكَانَ يُسَمَّى بَحْراً، وَذَلِكَ أَن أَباه لَمَّا
أَتاه قوم فِي حَمالَةٍ فَقَالَ لَهُ: يَا بَحْرُ ائْتِني بخَريطة،
فَجَاءَهُ يَحْمِلُها وَهُوَ يَدْرِمُ تَحْتَهَا مِنْ ثِقْلِهَا
وَيُقَارِبُ الخَطْوَ، فَقَالَ أَبوه: قَدْ جَاءَكُمْ يُدارِمُ، فسمِّي
دارِماً لِذَلِكَ. والدَّرْماءُ: الأَرنب؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:
تَمَشَّى بِهَا الدَّرْماءُ تَسْحَبُ قُصْبَها، ... كأَنْ بَطْن حُبْلى
ذَاتِ أَوْنَيْنِ مُتْئِم
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَصِفُ رَوْضَةً كَثِيرَةَ النَّبَاتِ تَمْشِي
بِهَا الأَرنب سَاحِبَةً قُصْبها حَتَّى كأَن بَطْنَهَا بَطْنُ
حُبْلَى، والأَوْنُ: الثِّقْلُ، والدَّرِمَةُ والدَّرَّامَةُ: مِنْ
أَسماء الأَرنب والقُنفُذ. والدَّرَّامُ: الْقُنْفُذُ لدَرَمانه.
والدرَمانُ: مِشْيَةُ الأَرنب والفأْرِ والقُنْفُذِ وَمَا أَشبهه،
وَالْفِعْلُ دَرَمَ يَدْرِمُ. والدَّرَّامُ: الْقَبِيحُ المِشْيَةِ
والدَّرَامةِ. والدَّرَّامةُ مِنَ النِّسَاءِ: السَّيِّئَةُ الْمَشْيِ
القصيرةُ مَعَ صِغَرٍ؛ قَالَ:
مِنَ البِيضِ، لَا دَرَّامَةٌ قَمَلِيَّةٌ، ... تَبُذُّ نِساء النَّاسِ
دَلًّا ومِيسَمَا
والدَّرُومُ: كالدَّرَّامَةِ، وَقِيلَ: الدَّروم الَّتِي تَجِيءُ
وَتَذْهَبُ بِاللَّيْلِ. أَبو عَمْرٍو: الدَّرُومُ مِنَ النُّوق
الْحَسَنَةُ المِشْية. ابْنُ الأَعرابي: والدَّرِيمُ الْغُلَامُ
الفُرْهُدُ النَّاعِمُ. ودَرَمَتِ الناقةُ تَدْرِمُ دَرْماً إِذا
دَبَّت دَبيباً. والدَّرْماءُ: نَبَاتٌ سُهْليٌّ دسْتيّ، لَيْسَ
بِشَجَرٍ وَلَا عُشْب، يَنْبُتُ عَلَى هَيْئَةِ الكَبِد وَهُوَ مِنَ
الحَمْض؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَهَا وَرَقٌ أَحمر، تَقُولُ
الْعَرَبَ: كُنَّا فِي دَرْماء كأَنها النَّهَارُ. وَقَالَ مُرة:
الدَّرْماء تَرْتَفِعُ كأَنها حُمَةٌ، وَلَهَا نَوْرٌ أَحمر، وَرَقُهَا
أَخضر، وَهِيَ تُشْبِهُ الحَلَمَة. وَقَدْ أَدْرَمَتِ الأَرض.
والدَّارِمُ: شَجَرٌ شَبِيهٌ بالغَضَا، وَلَوْنُهُ أَسود يَسْتاك بِهِ
النِّسَاءُ فَيُحَمِّرُ لِثاتهن وشِفاهَهُنَّ تَحْمِيرًا شَدِيدًا،
وَهُوَ حِرِّيف، رَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد:
إِنما سَلّ فُؤادي ... دَرَمٌ بالشَّفَتين
والدَّرِمُ: شَجَرٌ تُتَّخَذُ مِنْهُ حِبَالٌ لَيْسَتْ بالقَويَّةِ.
ودارِمٌ: حيٌّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فِيهِمْ بَيْتُهَا وَشَرَفُهَا،
وَقَدْ قِيلَ: إِنه مُشْتَقٌّ مِنَ الدَّرَمان الَّذِي هُوَ
مُقَارَبَةُ الخطوِ فِي الْمَشْيِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. ودَرِمٌ،
بِكَسْرِ الرَّاءِ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ بَني شَيْبانَ. وَفِي الْمَثَلِ:
أَوْدَى دَرِم، وَذَلِكَ أَنه قُتِلَ فَلَمْ يُدْرَكْ بثَأْره فَصَارَ
مثلًا لِما يُدْرَكْ بِهِ؛ وَقَدْ ذَكَرَهُ الأَعشى فَقَالَ:
وَلَمْ يُودِ مَنْ كُنْتَ تَسْعَى لَهُ، ... كَمَا قِيلَ فِي
الْحَرْبِ: أَوْدى دَرِمْ
أَي لَمْ يَهْلِكْ مَن سَعَيْتَ لَهُ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ دَرِمُ
بْنُ دُبِّ «3» بْنِ ذُهْلِ بْنِ شَيْبانَ؛ وَقَالَ المؤَرِّج: فُقِدَ
كَمَا فُقدَ القارِظ العَنَزِي فَصَارَ مَثَلًا لِكُلِّ مَنْ فُقِدَ؛
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ ابْنُ حَبِيبٍ كَانَ دَرِمٌ هَذَا
هَرَبَ مِنَ النُّعْمانِ فَطَلَبَهُ فأُخِذَ فَمَاتَ فِي أَيديهم
قَبْلَ أَن يَصِلُوا بِهِ، فَقَالَ قَائِلُهُمْ: أَوْدَى دَرِمٌ،
فَصَارَتْ مَثَلًا. وعِزٌّ أَدْرَمُ إِذا كَانَ سَمِينًا غَيْرَ
مَهْزُولٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
يَهْوُونَ عَنْ أَركانِ عِزٍّ أَدْرَما
وَبَنُو الأَدْرَمِ: حَيٌّ مِنْ قُرَيْشٍ، وَفِي الصِّحَاحِ: وَبَنُو
الأَدْرَمِ قبيلة.
__________
(3) . قوله [ابن دب] هو هكذا في الأَصل بتشديد الباء، والذي في
التهذيب: درب، براء بعد الدال وبتخفيف الباء
(12/198)
درخم: الْجَوْهَرِيُّ: الدُّرَخْمِينُ
الدَّاهِيَةُ، بِوَزْنِ شُرَحْبِيلٍ؛ قَالَ دَلَمٌ وَكُنْيَتُهُ أَبو
زُغْبَةَ العَبْشَمِيّ:
أَنْعَتُ مِنْ حَيَّاتِ بُهْلٍ كشحين، ... صِلَّ صَفاً داهية
دُرَخْمِينْ
دردم: مَرَةٌ دِرْدِمٌ: تَذْهَبُ وَتَجِيءُ بِاللَّيْلِ.
الْجَوْهَرِيُّ: الدِّرْدِمُ الناقة المسنة.
درعم: الدِّرْعِمُ كالدِّعْرِمِ، وَسَيَأْتِي ذكره.
درقم: الدِّرْقِمُ: السَّاقِطُ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ أَسماء الرِّجَالِ،
مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ.
درهم: المُدْرَهِمُّ: السَّاقِطُ مِنِ الكِبَرِ، وَقِيلَ: هُوَ الكبيرُ
السِّنِّ أَيّاً كَانَ. وَقَدِ ادْرَهَمَّ يَدْرَهِمُّ ادْرِهْماماً
أَي سَقَطَ مِنِ الْكِبَرِ؛ وَقَالَ القُلاخُ:
أَنا القُلاخُ فِي بُغائي مِقْسَما، ... أَقْسمْتُ لَا أَسْأَمُ حَتَّى
يَسْأَما،
ويَدْرَهِمَّ هَرَماً وأَهْرَما
وادْرَهَمَّ بصرُه: أَظلم. والدِّرْهَمُ والدِّرْهِمُ: لُغَتَانِ،
فارِسِيّ مُعَرَّبٌ مُلْحَقٌ بِبِنَاءِ كَلَامِهِمْ، فدِرْهَمٌ
كهِجْرَعٍ، ودِرْهِمٌ، بِكَسْرِ الْهَاءِ، كحِفْرِدٍ، وَقَالُوا فِي
تَصْغِيرِهِ دُرَيْهِيم، شَاذَّةٌ، كأَنَّهم حَقَّرُوا دِرْهاماً، وإِن
لَمْ يَتَكَلَّمُوا بِهِ؛ هَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ، وَحَكَى
بَعْضُهُمْ دِرْهام، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا قَالُوا
دِرْهام؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
لَوْ أَنَّ عِنْدي مِائَتَيْ دِرْهامِ، ... لَجَازَ فِي آفاقِها
خَاتَامِي «1»
. وَجَمْعُ الدِّرْهَمِ دَراهِمُ؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَجَاءَ فِي
تَكْسِيرِهِ الدَّراهِيمُ؛ وَزَعَمَ سِيبَوَيْهِ أَن الدَّراهِيمَ
إِنما جَاءَ فِي قَوْلِ الْفَرَزْدَقِ:
تَنْفِي يَداها الحَصى فِي كلِّ هاجِرَةٍ، ... نَفْيَ الدَّراهِيمِ
تَنْقادُ الصَّياريفِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَبَّهَ خُرُوجَ الْحَصَى مِنْ تَحْتِ
مَناسِمِها بِارْتِفَاعِ الدَّرَاهِمِ عَنِ الأَصابع إِذا نُقِدَتْ.
وَرَجُلٌ مُدَرْهَمٌ، وَلَا فِعْلَ لَهُ، أَي كَثِيرُ الدَّراهِمِ؛
حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ، قَالَ: وَلَمْ يَقُولُوا دُرْهِمَ؛ قَالَ ابْنُ
جِنِّي: لَكِنَّهُ إِذا وُجِدَ اسْمُ الْمَفْعُولِ فَالْفِعْلُ حاصِلٌ.
ودَرْهَمَتِ الخُبَّازى: اسْتَدَارَتْ فَصَارَتْ عَلَى أَشكال
الدَّراهِمِ، اشْتَقُّوا مِنَ الدراهِمِ فِعْلًا وإِن كَانَ أَعجميّاً.
قَالَ ابْنُ جِنِّي: وأَما قَوْلُهُمْ دَرْهَمَتِ الخُبَّازى فَلَيْسَ
مِنْ قولهم رجل مُدَرْهَمٌ.
دسم: الدَّسَمُ: الوَدكُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: كُلُّ شَيْءٍ لَهُ ودَكٌ
مِنَ اللَّحْمِ وَالشَّحْمِ، وَشَيْءٌ دَسِمٌ وَقَدْ دَسِمَ،
بِالْكَسْرِ، يَدْسَمُ فَهُوَ دَسِمٌ وتَدَسّمَ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ
لِابْنِ مُقْبِلٍ:
وقِدْر ككَفِّ القِرْدِ لَا مُسْتَعِيرُها ... يُعارُ، وَلَا مَنْ
يَأْتِها يَتَدَسَّمُ
والدِّسَمُ: الوَضَرُ والدَّنَسُ؛ قال:
لاهُمَّ، إِنَّ عامِرَ بْنَ جَهْمِ ... أَوْذَمَ حَجّاً فِي ثِيابٍ
دُسْمِ
يَعْنِي أَنه حَجَّ وَهُوَ مُتَدَنِّسٌ بِالذُّنُوبِ، وأَوْذَمَ
الحَجَّ: أَوجبه. وتَدْسِيم الشَّيْءِ: جَعْلُ الدَّسَمِ عَلَيْهِ.
وَثِيَابٌ دُسْمٌ: وَسِخَةٌ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا تَدَنَّسَ
بمَذامِّ الأَخلاق: إِنه لَدَسِمُ الثوبِ، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ:
فُلَانٌ أَطْلَسُ الثوبِ. وفلان أَدْسَم
__________
(1) . قوله [لو أَن عندي إِلخ] في التكملة ما نصه: هذا الإِنشاد فاسد،
والرواية:
لَوْ أَن عِنْدِي مِائَتَيْ درهام ... لابتعت داراً في بني حرام
وعشت عيش الملك الهمام ... وسرت في الأَرض بلا خاتام
(12/199)
الثَّوْبِ ودَنِسُ الثَّوْبِ إِذا لَمْ
يَكُنْ زَاكِيًا؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ يَصِفُ سَيْحَ ماءٍ:
مُنْفَجِرَ الكَوْكَبِ أَو مَدْسُوما، ... فَخِمْنَ، إِذْ هَمَّ بأَنْ
يَخِيما
المُنْفَجِرُ: المُنْفَتِحُ الْكَثِيرُ الْمَاءِ، وكَوْكَبُ كلِّ
شَيْءٍ: مُعْظَمُهُ، والمَدْسُومُ: المَسْدُودُ، والدَّسْمُ: حَشْوُ
الْجَوْفِ. ودَسَمَ الشيءَ يَدْسُمُهُ، بِالضَّمِّ، دَسْماً: سَدَّهُ؛
قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ جُرْحاً:
إِذا أَرَدْنا دَسْمَهُ تَنَفَّقا، ... بناجِشات المَوْتِ، أَو
تَمطَّقا
وَيُرْوَى: إِذا أَرادوا دَسْمَهُ، وتَنَفَّقَ: تَشَقَّقَ مِنْ
جَوَانِبِهِ وعَمِل فِي اللَّحْمِ كَهَيْئَةِ الأَنْفاقِ، الْوَاحِدُ
نَفَقٌ، وَهُوَ كالسَّرَبِ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ نافِقاءُ اليَرْبُوع،
والناجِشاتُ: الَّتِي تُظْهِرُ الموتَ وَتَسْتَخْرِجُهُ، وناجِشُ
الصَّيد: مُسْتَخْرِجُهُ مِنْ مَوْضِعِهِ، والتَّمَطُّقُ:
التَّلَمُّظُ. والدِّسامُ: مَا دُسِمَ بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ:
الدِّسامُ، بِالْكَسْرِ، مَا تُسَدُّ بِهِ الأُذن وَالْجُرْحُ وَنَحْوُ
ذَلِكَ، تَقُولُ مِنْهُ: دَسَمْتُهُ أَدْسُمُهُ، بِالضَّمِّ، دَسْماً.
والدِّسامُ: السِّدادُ، وَهُوَ مَا يُسَد بِهِ رأْس الْقَارُورَةِ
وَنَحْوُهَا. وَفِي بَعْضِ الأَحاديث:
إِن لِلشَّيْطَانِ لَعُوقاً ودِساماً
؛ الدِّسامُ: مَا تُسَدُّ بِهِ الأُذن فَلَا تَعِي ذِكْراً وَلَا
مَوْعِظَةً، يَعْنِي أَن لَهُ سِداداً يَمْنَعُ بِهِ مِنْ رُؤْيَةِ
الْحَقِّ؛ وَكُلُّ شَيْءٍ سَدَدْتَهُ فَقَدْ دَسَمْتَهُ دَسْماً،
يَعْنِي أَن وَساوِسَ الشَّيْطَانِ مهْما وَجَدتْ مَنْفَذاً دخلتْ
فِيهِ. ودَسَمَ الْقَارُورَةَ دَسْماً: شدَّ رأْسها. والدُّسْمَةُ: مَا
يُشَدُّ بِهِ خَرْقُ السِّقاء. وَفِي حَدِيثِ
الْحَسَنِ فِي المُسْتَحاضة: تَغْتَسِلُ مِنَ الأُولى إِلى الأُولى
وتَدْسُمُ مَا تَحْتَهَا
، قَالَ أَي تَسُدّ فَرْجَها وَتَحْتَشِي مِنَ الدِّسامِ السِّدادِ.
والدُّسْمَةُ: غُبْرَةٌ إِلى السَّوَادِ، دَسِمَ وَهُوَ أَدْسَمُ.
ابْنُ الأَعرابي: الدُّسْمَةُ السَّوَادُ، وَمِنْهُ قِيلَ للحَبشيّ:
أَبو دُسْمَةَ. وَفِي حَدِيثِ
عُثْمَانَ: رأَى صَبِيّاً تأْخذه العينُ جَمالًا، فَقَالَ: دَسِّمُوا
نُونَتَهُ
أَي سَوِّدُوها لِئَلَّا تُصِيبَهُ الْعَيْنُ، قَالَ: ونُونَتُهُ
الدَّائِرَةُ المَليحةُ الَّتِي فِي حَنَكه، لِتَرُدَّ الْعَيْنَ
عَنْهُ. وَرُوِيَ عَنِ
النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه خَطَبَ وَعَلَى
رأْسه عِمَامَةٌ دَسْماء
أَي سَوْدَاءَ؛ وَفِي حَدِيثِ آخَرَ:
خَرَجَ وَقَدْ عَصَبَ رأْسه بِعِمَامَةٍ دَسِمَةٍ.
وَفِي حَدِيثِ
هِنْدٍ: قَالَتْ يَوْمَ الْفَتْحِ لأَبي سُفْيان اقْتُلُوا هَذَا
الدَّسِمَ الأَحْمَشَ
أَي الأَسود الدَّنِيءَ. والدُّسْمَةُ: الرَّديء مِنَ الرِّجَالِ،
وَقِيلَ: الدَّنيء مِنَ الرِّجَالِ، وَقِيلَ: الدُّسْمَةُ الرَّديء
الرَّذْلُ؛ أَنشد أَبو عَمْرٍو لِبَشِيرٍ الفِرَبْريّ:
شَنِئْتُ كلَّ دُسْمَةٍ قِرْطَعْنِ
ابْنُ الأَعرابي: الدَّسِيمُ القليلُ الذِّكْرِ، وَفِي حَدِيثِ
أَبي الدَّرْداء: أَرَضِيتمْ إِن شَبِعْتُمْ عَامًا لَا تَذْكرون
اللَّهَ إِلا دَسْماً
، يُرِيدُ ذِكْراً قَلِيلًا، مِنَ التَّدْسِيم وَهُوَ السَّوَادُ
الَّذِي يُجْعَلُ خَلْفَ أُذن الصبيِّ لِكَيْلَا تُصِيبَهُ الْعَيْنُ،
وَلَا يَكُونُ إِلا قَلِيلًا؛ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ مِنْ
دَسَمَ المطرُ الأَرْضَ إِذا لَمْ يَبْلُغْ أَن يَبُلَّ الثَّرَى.
والدَّسِيمُ: الْقَلِيلُ الذِّكْرِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ
لَا تَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا دَسْماً
؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يَكُونُ هَذَا مَدْحاً وَيَكُونُ ذَمًّا،
فإِذا كَانَ مَدْحًا فَالذِّكْرُ حَشْوُ قلوبِهِمْ وأَفواهِهِمْ، وإِن
كَانَ ذَمًّا فإِنما هُمْ يَذْكُرُونَ اللَّهَ ذِكْرًا قَلِيلًا مِنَ
التَّدْسِيم، قَالَ: وَمِثْلُهُ
أَن رَجُلًا ذُكِر بَيْنَ يَدَيْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ،
(12/200)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لَا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ
؛ يَكُونُ هَذَا أَيضاً مَدْحًا وَذَمًّا، فَالْمَدْحُ أَنه لَا
يَنَامُ اللَّيْلَ فَلَا يَتَوَسَّدُ فَيَكُونُ الْقُرْآنُ
مُتَوَسَّداً مَعَهُ، وَالذَّمُّ أَنه لا يَحْفَطُ مِنَ الْقُرْآنِ
شَيْئًا، فإِذا نَامَ لَمْ يَتَوَسَّدْ مَعَهُ الْقُرْآنُ، قَالَ
الأَزهري: وَالْقَوْلُ هُوَ الأَول، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا
يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا دَسْماً أَي مَا لَهُمْ هَمٌّ إِلا الأَكل
ودَسْم الأَجواف، قَالَ: وَنَصَبَ دَسْماً عَلَى الْخِلَافِ. ودَسَمَ
المطرُ الأَرضَ: بَلَّها وَلَمْ يُبالِغْ. وَيُقَالُ: مَا أَنت إِلَّا
دُسْمَةٌ أَي لَا خَيْرَ فِيهِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا غَشِيَ
جاريَتَهُ: قَدْ دَسَمها. ودَسَم المرأَة دَسْماً: نَكَحَهَا؛ عَنْ
كُرَاعٍ. ودُسْمانُ: مَوْضِعٌ. والدَّيْسَمُ: الثَّعْلَبُ، وَقِيلَ:
وَلَدُ الثَّعْلَبِ مِنَ الكَلْبَة. والدَّيْسَمُ: وَلَدُ الذئْب مِنَ
الْكَلْبَةِ، وَقِيلَ: وَلَدُ الدُّبِّ، وَقِيلَ: فَرْخُ النَّحْلِ «2»
، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الدَّيْسَمُ الدُّبُّ؛ وأَنشد:
إِذا سَمعَتْ صَوْتَ الوَبِيل، تَشَنَّعَتْ ... تَشَنُّعَ فُدْسِ
الغارِ، أَو دَيْسَمٍ ذَكَر
وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: الدَّيْسَمُ وَلَدُ الْكَلْبَةِ مِنَ الذِّئْبِ،
والسَّمْعُ وَلَدُ الضَّبْعِ مِنَ الذِّئْبِ. الْجَوْهَرِيُّ:
الدَّيْسَمُ وَلَدُ الدُّبِّ، قَالَ: وَقُلْتُ لأَبي الغَوْث يُقَالُ
إِنه وَلَدُ الذِّئْبِ مِنَ الْكَلْبَةِ فَقَالَ: مَا هُوَ إِلا وَلَدُ
الدُّبِّ. ودَسَمَ الأَثَرُ: مِثْلُ طَسَمَ. والدَّيْسَمُ: الظُّلْمةُ.
ودَيْسَم: اسْمٌ؛ أَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ:
أَخشى عَلَى دَيْسَمَ مِنْ بَردِ الثَّرَى، ... أَبى قَضاءُ اللَّهُ
إِلا مَا تَرَى
تَرَكَ صَرْفه لِلضَّرُورَةِ. وسُئِلَ أَبو الْفَتْحِ صاحِبُ قُطْرُبٍ،
وَاسْمُ أَبي الْفَتْحِ دَيْسَم، فَقَالَ: الدَّيْسَمُ «3» الذُّرَة.
وَفِي الصِّحَاحِ: الدَّيْسمَةُ الذرة. والدَّيْسَمُ: نبات.
دشم: الدُّشْمَةُ: الرَّجُلُ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ.
دعم: دَعَمَ الشيءَ يَدْعَمُه دَعْماً: مَالَ فأَقامه. والدِّعْمَةُ:
مَا دَعَمَهُ بِهِ. والدِّعامُ والدِّعامَةُ: كالدِّعْمَةِ؛ قَالَ:
لَمَّا رأَيْتُ أَنَّهُ لَا قامَهْ، ... وأَنَّني ساقٍ عَلَى
السَّآمَهْ،
نَزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعامَهْ
اللَّيْثُ: الدَّعْمُ أَن يميلَ الشَّيْءُ فَتَدْعَمَهُ بدِعامٍ كَمَا
تَدْعَمُ عُروشَ الكَرْمِ وَنَحْوِهِ، والدِّعامَةُ: اسْمُ الْخَشَبَةِ
الَّتِي يُدْعَمُ بِهَا، والمَدْعُومُ: الَّذِي يَمِيلُ فتَدْعَمُهُ
لِيَسْتَقِيمَ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي قَتَادَةَ: فَمَالَ حَتَّى كَادَ ينْجَفِلُ فأَتيته فَدَعَمْتُهُ
أَي أَسندته؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الدِّعَمُ والدَّعائِمُ الخُشُبُ
الْمَنْصُوبَةُ لِلتَّعْرِيشِ، وَالْوَاحِدُ كَالْوَاحِدِ. ابْنُ
شُمَيْلٍ دَعَمَ الرجلُ المرأَة بأَيْره يَدْعَمُها ودَحَمَها،
والدَّعْمُ والدَّحْمُ: الطَّعْنُ وإِيلاجُهُ أَجْمَعَ، ويُسَمَّى
السيدُ الدِّعامَةَ. ودِعامَةُ العَشيرة: سَيِّدُهَا، عَلَى المَثَلِ؛
وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:
فَتىً مَا أَضَلَّتْ بِهِ أُمُّهُ، ... مِنَ القَوْمِ، لَيْلةَ لَا
مُدَّعَمْ
لَا مُدَّعَم: لَا مَلْجَأَ وَلَا دِعامَة. والدِّعْمَتانِ
والدِّعامَتان: خَشَبَتَا البَكَرَةِ، فإِن كَانَتَا من
__________
(2) . قوله [فرخ النحل] بالحاء المهملة كما في القاموس والتكملة
والمحكم
(3) . قوله [ديسم فقال ديسم إِلخ] هكذا في الأَصل ومثله في التهذيب،
وعبارة التكلمة: وَاسْمُ أَبي الْفَتْحِ دَيْسَمٌ ما الديسم؟ فقال إِلخ
(12/201)
طين فهما زُرْنُوقانِ؛ وأَنشد:
لَمَّا رأَيتُ أَنَّهُ لَا قامَهْ، ... وأَنَّني مُوفٍ عَلَى
السَّآمَهْ،
نَزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعامَهْ
الْقَامَةُ: البَكَرَةُ، وَقِيلَ جَمْعُ قائِمٍ كحائكٍ وحاكَةٍ، أَي
لَا قَائِمِينَ عَلَى الْحَوْضِ فَيَسْتَقُونَ مِنْهُ. أَبو زَيْدٍ:
إِذا كَانَتِ زَرانِيقُ الْبِئْرِ مِنْ خَشَبٍ فَهِيَ دِعَمٌ.
والدَّعْمُ: الْقُوَّةُ وَالْمَالُ. يُقَالُ: لِفُلَانٍ دَعْمٌ أَي
مَالٌ كَثِيرٌ. والدُّعْمِيُّ: الْفَرَسُ الَّذِي فِي لَبَّتِه
بَيَاضٌ. أَبو عَمْرٍو: إِذا كَانَ فِي صَدْرِ الْفَرَسِ بَيَاضٌ
فَهُوَ أَدْعَمُ، فإِذا كَانَ فِي خَواصره فَهُوَ مُشَكَّلٌ.
والدُّعْمِيُّ: النَّجّارُ. والدُّعْمِيُّ: الشديد. يقال للشي
الشَّدِيدِ الدِّعامِ: إِنه لدُعْمِيٌّ؛ وأَنشد:
أَكْتَدَ دُعْمِيَّ الحَوامي جَسْرَبا
والدِّعامَةُ: عِمَادُ الْبَيْتِ الَّذِي يَقُومُ عَلَيْهِ. وَقَدْ
أَدعَمْتُ إِذا اتكأْت عَلَيْهَا، وَهُوَ افْتَعَلْتُ مِنْهُ. وَفِي
الْحَدِيثِ:
لِكُلِّ شَيْءٍ دِعامَةٌ.
وَفِي حَدِيثِ
عَنْبَسَةَ: يَدَّعِمُ عَلَى عَصاً لَهُ
؛ أَصله يَدْتَعِمُ، فأَدغم التَّاءَ فِي الدَّالِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ
الزُّهْرِيِّ: أَنه كَانَ يَدّعِمُ عَلَى عَسْرائه
أَي يَتَّكِئُ عَلَى يَدِهِ؛ العَسْراء تأْنيث الأَعْسَرِ؛ وَمِنْهُ
حَدِيثِ
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: وَصَفَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ
فَقَالَ: دِعامَةُ الضَّعِيفِ.
وَجَارِيَةٌ ذَاتُ دَعْمٍ إِذا كَانَتْ ذَاتَ شَحْمٍ وَلَحْمٍ. وَلَا
دَعْمَ بِفُلَانٍ إِذا لَمْ تَكُنْ بِهِ قُوَّةٌ وَلَا سِمَنٌ؛
وَقَالَ:
لَا دَعْمَ بِي، لكِنْ بلَيْلى دَعْمُ، ... جَارِيَةٌ فِي وَرِكَيْها
شَحْمُ
قَالَ: لَا دَعْمَ بِي أَي لَا سِمَنَ بِي يَدْعَمُني أَي يُقَوّيني.
ودُعْمِيُّ الطَّرِيقِ: مُعْظَمُهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ إِبلًا:
وصَدَرَتْ تَبْتَدِرُ الثَّنِيّا، ... تَرْكَبُ مِنْ دُعْمِيِّها
دُعْمِيّاً
دُعْمِيّها: وَسَطُهَا، دُعْمِيّاً أَي طَرِيقًا موطوءاً. ودُعْمِيٌّ:
اسْمُ أَبي حَيّ مِنَ رَبِيعَةَ. ودُعميٌّ: مِنْ إِيادٍ. ودُعْمِيٌّ:
مِنْ ثَقيفٍ. ودِعامَة ودِعام: اسْمَانِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ:
دُعْمِيٌّ قَبِيلَةٌ، وَهُوَ دُعْمِيُّ بْنِ جَديلةَ بْنِ أَسد بْنُ
رَبِيعَةَ بْنِ نِزارِ بْنِ مَعدٍّ.
دعرم: الدَّعْرَمَةُ: قِصَرُ الخَطْوِ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ عَجِلٌ.
والدِّعْرِمُ: الرَّدِيءُ البَذيّ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
إِذا الدِّعْرِم الدِّفْناسُ صَوَّى لِقاحَهُ، ... فإِنَّ لنا ذَوْداً
ضِخامَ المَحالِبِ
لهُنَّ فِصالٌ لَوْ تَكَلَّمْنَ لاشْتَكَتْ ... كُلَيْباً، وَقَالَتْ:
ليْتَنا لِابْنِ غالِبِ
والدِّعْرِمُ: الْقَصِيرُ الدَّميم؛ أَنشد أَبو عَدْنان:
قَرَّبَ رَاعِيهَا القَعُودَ الدِّعْرِمَا
وَقَالَ: الدِّعْرِمُ الْقَصِيرُ. والدَّعْرَمَةُ: لُؤْمٌ وخِبٌّ.
وقَعُود دِعْرِمٌ أَي تَرَبُوتٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
مُتَّكِئاً عَلَى القَعود الدِّعْرِمِ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الدِّرْعِمُ كالدِّعْرِمِ
دعسم: دَعْسَمٌ: اسم.
دغم: دَغَمَ الغيثُ الأَرض يَدْغَمُها وأَدْغَمَها إِذا غَشِيَهَا
وَقَهَرَهَا. والدَّغْمُ: كَسْرُ الأَنف إِلى بَاطِنِهِ
(12/202)
هَشْماً. دَغَمَ أَنفه دَغْماً: كَسَرَهُ
إِلى بَاطِنِهِ هَشْمًا. والدُّغْمَةُ والدَّغَمُ مِنْ أَلوان
الْخَيْلِ: أَن يَضْرِبَ وجْهُه وجَحافِلُهُ إِلى السَّوَادِ
مُخَالِفًا لِلَوْنِ سَائِرِ جَسَدِهِ، وَيَكُونُ وَجْهُهُ مِمَّا
يَلِي جَحافله أَشدّ سَوَادًا مِنْ سَائِرِ جَسَدِهِ، وَقَدِ
ادْغَامَّ، وَفَرَسٌ أَدْغَمُ، والأُنثى دَغْماءُ بَيِّنة الدَّغَمِ،
وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيهِ الأَعاجم دِيزَجْ. والدَّغْماءُ مِنَ
النِّعاج: الَّتِي اسْوَدَّتْ نُخْرتُها، وَهِيَ الأَرْنَبَةُ،
وحَكَمَتُها وَهِيَ الذَّقَنُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه ضَحَّى بِكَبْشٍ أَدْغَمَ
؛ هُوَ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ أَدنى سَوَادٍ وَخُصُوصًا فِي أَرْنَبَته
وَتَحْتَ حَنَكِه؛ وَقَالُوا فِي المَثَل: الذِّئْبُ أَدْغَمُ، لأَن
الذِّئْبَ وَلَغَ أَو لَمْ يَلَغْ فالدُّغْمَةُ لَازِمَةٌ لَهُ، لأَن
الذِّئاب دُغْمٌ، فَرُبَّمَا اتُّهِمَ بالوُلوغِ وَهُوَ جَائِعٌ،
يُضْرَبُ هَذَا مَثَلًا لِمَنْ يُغْبَطُ بِمَا لَمْ يَنَلْه.
والأَدْغَمُ: الأَسود الأَنف، وَجَمْعُهُ الدُّغْمانُ؛ قَالَ أَعرابي:
وضَبَّة الدُّغْمانِ، فِي رُوسِ الأَكَمْ، ... مُخْضَرَّةٌ أَعْيُنُها
مثلُ الرَّخَمْ
والدُّغْمانُ، بِالضَّمِّ: الأَسود، وَقِيلَ: الأَسود مَعَ عِظَمٍ.
وَرَجُلٌ راغِمٌ داغِمٌ: إِتباع، وَقَدْ أَرْغَمَهُ اللَّهُ
وأَدْغَمَهُ؛ وَقِيلَ: أَرْغَمَهُ اللَّهُ أَسخطه، وأَدْغَمَه سَوَّدَ
وجهَه. وَفِي الدُّعَاءِ: رَغْماً دَغْماً شِنَّغْماً، كلُّ ذَلِكَ
إِتباع. يُقَالُ: فَعَلْتُ ذَلِكَ عَلَى رَغْمِه ودَغْمِه وشَغْمِه،
وَيُقَالُ: شِنَّغْمِه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيُقَالُ وسِنَّغْمه،
بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ. وَفِي النَّوَادِرِ: الدُّغامُ والشُّوالُ
«1» وَجَعٌ يأْخذ فِي الحلَق. ودَغِمَهُم الحَرُّ والبَرْدُ
يَدْغَمُهُمْ دَغْماً ودَغَمَهُمْ دَغَماناً: غَشِيَهُمْ، زَادَ
الْجَوْهَرِيُّ: وأَدْغَمَهُمْ أَي غَشِيَهُمْ. وأَدْغَمَهُ الشيءُ:
سَاءَهُ وأَرْغَمَهُ. والإِدْغامُ: إِدخال حَرْفٍ فِي حَرْفٍ. يُقَالُ:
أَدْغَمْت الْحَرْفَ وادَّغَمْته، عَلَى افْتَعَلْتُه. والإِدْغامُ:
إِدخال اللِّجَامِ فِي أَفواه الدَّوابِّ. وأَدْغَمَ الفرسَ اللجامَ:
أَدخله فِي فِيهِ، وأَدْغَمَ اللِّجامَ فِي فَمِهِ كَذَلِكَ؛ قَالَ
ساعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ:
بمُقْرَباتٍ بأَيْدِيهِمْ أَعِنَّتُها ... خُوصٍ، إِذا فَزِعُوا
أُدْغِمْنَ باللُّجُمِ
قَالَ الأَزهري: وإِدغامُ الْحَرْفِ فِي الْحَرْفِ مأْخوذ مِنْ هَذَا؛
قَالَ بَعْضُهُمْ: وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ الإِدْغامِ في الحروف، وقيل:
بَلِ اشتقاقُ هَذَا مِنْ إِدْغامِ الحُروفِ، وَكِلَاهُمَا لَيْسَ
بعَتيق، إِنما هُوَ كَلَامٌ نَحْوِيّ. وأَدْغَمَ الرجلُ: بَادَرَ
القومَ مَخافَة أَن يَسْبِقُوهُ فأَكل الطعامَ بِغَيْرِ مَضْغٍ.
ودَغَمَ الإِناء دَغْماً: غَطَّاهُ. ودُغْمان ودُغَيْمٌ: اسمان.
دقم: الدَّقَمُ: الضَّزَزُ. دَقِمَ دَقَماً وَهُوَ أَدْقَمُ: ذَهَبَ
مُقَدَّمُ فيهِ. ودَقَمَهُ يَدْقُمُهُ ويَدْقِمُهُ دَقْماً
وأَدْقَمَهُ، مِثْلُ دَمَقَهُ عَلَى الْقَلْبِ، أَي كسَرَ أَسنانه.
أَبو زَيْدٍ: دَقَمْتُ فَاهُ ودَمَقْتُهُ دَقْماً ودَمْقاً إِذا
كَسَرْتَ أَسنانه. والدِّقِمُّ: الْمَكْسُورُ الأَسنان، وَزَعَمَ
كُرَاعٌ أَنه مِنَ الدَّقِّ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ؛ قَالَ ابْنُ
سِيدَهْ: وَهَذَا قَوْلٌ لَا يُلْتَفَتُ إِليه إِذ قَدْ ثَبَتَ
دَقَمْتُهُ. والدَّقْمُ: دفعكَ شَيْئًا مُفاجأَة، تَقُولُ: دَقَمْتُه
عَلَيْهِمْ دَقْماً. ودَقَمَهُ دَقْماً: دَفَعَ فِي صَدْرِهِ؛ أَنشد
يَعْقُوبُ:
مُمارِسُ الأَقْرانِ دَقْماً دَقْما
ودَقَمَتْ عَلَيْهِمُ الريحُ والخيلُ وانْدَقَمَتْ:
__________
(1) . قوله [والشوال] كذا هو بالأَصل وشرح القاموس، وَفِي نُسْخَةٍ
مِنَ التَّهْذِيبِ: الشواك
(12/203)
دخلتْ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
مَرّاً جَنُوباً وشَمالًا تَنْدَقِمْ
والدَّقْمُ: الْغَمُّ الشَّدِيدُ مِنَ الدَّيْنِ وَغَيْرِهِ.
والمُدْقِمَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي يَلْتَهِمُ فَرْجُها كُلَّ
شَيْءٍ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَسْمَعُ لِفَرْجِهَا صَوْتًا عِنْدَ
الْجِمَاعِ. ودُقَيْمٌ ودُقْمان: اسْمَانِ.
دكم: دَكَمَ الشيءَ يَدْكُمُه دَكْماً: كَسر بعضَه فِي إِثر بَعْضٍ،
وَقِيلَ: الدَّكْمُ دَوْسُ بعضِه عَلَى بعضٍ. الْجَوْهَرِيُّ: دَكَمَ
الشَّيْءَ دَكْماً جَمَعَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ. ودَكَمَ فَاهُ
دَكْماً: دَقَّهُ. ودَكَمَه دَكْماً: زَحَمَهُ. ودَكَمَهُ دَكْماً
ودَقَمَه دَقْماً إِذا دَفَعَ فِي صَدْرِهِ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن
كَافَهُ بَدَلٌ مِنْ قَافِ دَقَمَ. وانْدَكَمَ عَلَيْنَا فلانٌ
وانْدَقَمَ إِذا انْقَحَمَ. ورأَيتهم يَتَداكَمُون أَي يتدافعون.
دلم: الأَدلَمُ: الشَّدِيدُ السَّوَادِ مِنَ الرِّجَالِ والأُسْدِ
وَالْحَمِيرِ وَالْجِبَالِ والصَّخرِ فِي مُلُوسَةٍ، وَقِيلَ: هُوَ
الآدَمُ، وَقَدْ دَلِمَ دَلَماً. التَّهْذِيبُ: الأَدْلَمُ مِنَ
الرِّجَالِ الطويلُ الأَسْودُ، وَمِنَ الْجَبَلِ كَذَلِكَ فِي
مُلُوسَةِ الصَّخْر غَيْرُ جِدّ شَدِيدِ السَّوَادِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ
يَصِفُ فِيلًا:
كَانَ دَمْخاً ذَا الهِضابِ الأَدْلَمَا
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الأَدْلَمُ مِنَ الأَلوان الأَدْغَمُ.
وَقَالَ شِمْرٌ: رَجُلٌ أَدْلَمُ وَجَبَلٌ أَدْلَمُ، وَقَدْ دَلِمَ
دَلَماً، وَقَدِ ادْلامَّ الرجلُ وَالْحِمَارُ ادْلِيماماً؛ وَقَوْلُ
عَنْتَرَةَ:
وَلَقَدْ هَمَمْتُ بِغارةٍ فِي ليلةٍ ... سَوْداءَ حالِكةٍ، كلَوْنِ
الأَدْلَمِ
قَالُوا: الأَدْلَمُ هَاهُنَا الأَرَنْدَجُ. وَيُقَالُ لِلِحْيَةِ
الأَسود: أَدْلَمُ. وَيُقَالُ: الأَدْلامُ أَولاد الْحَيَّاتِ،
وَاحِدُهَا دُلْمٌ. وَمِنْ أَمثالهم: أَشدُّ مِنْ دَلَمٍ؛ يُقَالُ:
إِنه يشبه الحيَّة يكون بِنَاحِيَةِ الْحِجَازِ؛ الدَّلَمُ يُشَبِّهُ
الطَّبُّوعَ وَلَيْسَ بِالْحَيَّةِ. والدَّلْماءُ: لَيْلَةُ ثَلَاثِينَ
مِنَ الشَّهْرِ لِسَوَادِهَا. والدَّلامُ: السَّوَادُ؛ عَنِ
السِّيرَافِيِّ. والدَّلامُ: الأَسود؛ قَالَ: وإِياه عَنَى سِيبَوَيْهِ
بِقَوْلِهِ: انْعَتْ دَلاماً. ودَلَمٌ: مِنْ أَسماء شُعَرَائِهِمْ،
وَهُوَ دَلَمٌ أَبو زُغَيْبٍ، وإِليه عَزَا ابْنُ جِنِّيٍّ قَوْلَهُ:
حَتَّى يقولَ كلُّ رَاهٍ إِذْ راهْ: ... يَا وَيْحَهُ مِنْ جَمَلٍ، مَا
أَشْقاهْ!
أَراد إِذْ رَآه، فأَلقى «1» حَرَكَةَ الْهَمْزَةِ عَلَى الْهَاءِ
وَكَسَرَهَا لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَحَذَفَ الْهَمْزَةَ
البَتَّة كَقِرَاءَةِ مَنْ قرأَ:
أَنِ ارْضِعيه
، بِكَسْرِ النُّونِ وَوَصْلِ الأَلف، وَهُوَ شَاذٌّ. والدَّيْلَمُ:
الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ مِنَ النَّاسِ. والدَّيْلَمُ: الحَبَشِيّ
مِنَ النَّمْلِ، يَعْنِي الأَسود، وَقِيلَ الدَّيْلَمُ مُجْتَمَعُ
النَّمْلِ والقِرْدانِ فِي أَعْقارِ الحِياض وأَعْطان الإِبل، وَقِيلَ
هِيَ الْجَمَاعَةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، قَالَ:
يُعْطِي الهُنَيْداتِ ويُعْطِي الدَّيْلَمَا
اللَّيْثُ: الدَّيْلَمُ جيلٌ مِنَ النَّاسِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُمْ
مِنْ وَلَدِ ضَبَّةَ بْنَ أُدٍّ، وَكَانَ بَعْضُ مُلوك الْعَجَمِ
وضَعهم فِي تِلْكَ الْجِبَالِ فَرَبَلُوا بِهَا. ابْنُ الأَعرابي:
الدَّيْلَم النَّمْلُ والدَّيْلَمُ السُّودان. ابْنُ سِيدَهْ:
والدّيْلَمُ جِيلٌ مِنَ النَّاسِ مَعْرُوفٌ يُسَمَّى التُّرْكَ، عَنْ
كُرَاعٍ.
__________
(1) . 1 قوله «أَراد إذ رآه إِلى قوله البتة» هكذا في الأصل.
(12/204)
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَميرُكم رَجُلٌ طُوالٌ أَدْلَمُ
، الأَدْلمُ الأَسود الطَّوِيلُ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
فَجَاءَ رَجُلٌ أَدْلَمُ فاستأْذن عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه
عليه وَسَلَّمَ، قِيلَ: هُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ.
وَفِي حَدِيثِ
مُجَاهِدٍ فِي ذِكْرِ أَهل النَّارِ: لَسَعَتْهم عقارِبُ كأَمثال
البِغال الدُّلْمِ
أَي السُّودِ، جَمْعُ أَدْلَم. والدَّيْلَمُ: الإِبل، وأَما قَوْلُ
رُؤْبَةَ:
فِي ذِي قُدامَى مُرْجَحِنٍّ ديْلَمُه
فإِن أَبا عَمْرٍو قَالَ: كَثْرَته كَكَثْرةِ النَّمْلِ، وَهُوَ
الدَّيْلَمُ، قَالَ: وَيُقَالُ لِلْجَيْشِ الْكَثِيرِ دَيْلَم، أَراد
فِي جَيش ذِي قُدامَى، والمُرْجَحِنُّ: الثَّقِيلُ الْكَثِيرُ.
والدَّيْلَمُ: الأَعداء. والديْلَمُ: مَاءٌ مَعْرُوفٌ بأَقاصي
البَدْوِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الدَّيْلَمُ مَاءَةٌ لِبَنِي عَبْسٍ،
وَقَوْلُ عَنْتَرَةَ:
شَرِبَتْ بِمَاءِ الدُّحْرُضَيْنِ، فأَصْبَحَتْ ... زَوْراءَ، تَنْفِرُ
عَنْ حِياضِ الدَّيْلَمِ
يُفَسَّرُ بِجَمِيعِ ذَلِكَ، وَقِيلَ فِيهِ: عَنْ حِياض الأَعْداء،
وَقِيلَ: الدَّيْلَمُ حِيَاضٌ بالغَوْرِ، وَقِيلَ: عَنْ حِيَاضِ ماءٍ
لِبَنِي عَبْسٍ، وَقِيلَ: أَراد بالدَّيْلَمِ بَنِي ضَبَّة، سُمُّوا
دَيْلَماً لدُغْمَةٍ فِي أَلوانهم. يُقَالُ: هُمْ ضَبَّة لأَنهم أَو
عامَّتَهُمْ دُلْمٌ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: سأَل أَبو مُحَلّم بَعْضَ
الأَعراب عَنِ الدَّيْلَمِ فِي هَذَا الْبَيْتِ فَقَالَ: هِيَ حِياض
بالغَوْر، قَالَ: وَقَدْ أَورد بِهَا إِبلًا وأَراد بِذَلِكَ
تَخْطِئَةَ الأَصمعي، قَالَ: وَالصَّحِيحُ أَن الدَّيْلَمَ رَجُلٌ مِنْ
ضَبَّةَ، وَهُوَ الدَّيْلَمُ بن ناسِكِ ابن ضَبَّةَ، وَذَلِكَ أَنه
لَمَّا سَارَ ناسِك إِلى أَرض الْعِرَاقِ وأَرض فارِسَ اسْتَخْلَفَ
الدَّيْلَمَ ولَده عَلَى أَرض الْحِجَازِ، فَقَامَ بأَمر أَبيه
وحَوَّضَ الحِياض وحَمَى الأَحْماء، ثُمَّ إِن الدّيْلَمَ لَمَّا سَارَ
إِلى أَبيه أَوْحَشَتْ دَارُهُ وَبَقِيَتْ آثَارُهُ، فَقَالَ
عَنْتَرَةُ فِي ذَلِكَ مَا قَالَ. والدُّحْرُضانِ: هُمَا دُحْرُضٌ
ووَسِيعٌ مَاءَانِ: فدُحْرُضٌ لِآلِ الزِّبْرِقانِ بْنِ بَدْرٍ،
ووَسِيعٌ لِبَنِي أَنْف النَّاقةِ، وَقِيلَ: أَراد عَنْتَرَةُ
بِالْبَيْتِ أَن عَدَاوَتَهُمْ كَعَدَاوَةِ الدَّيْلَمِ مِنَ
الْعَدُوِّ لِلْعَرَبِ، وَلَمْ يُرِدِ النملَ وَلَا القِرْدان كَمَا
قال:
جاؤوا يَجُرُّونَ البُرُودَ جَرّا، ... صُهْبَ السِّبالِ يَبْتَغُون
الشَّرّا
أَراد أَن عَدَاوَتَهُمْ كَعَدَاوَةِ الرُّومِ لِلْعَرَبِ، والرُّومُ
صُهْبُ السِّبال وأَلوانُ الْعَرَبِ السُّمْرَةُ والأُدْمَةُ إِلّا
قَلِيلًا. والدّيْلَمُ: ذَكَر الدُّرّاج، عَنْ كُرَاعٍ. ودَلَمٌ
ودُلَمٌ ودُلامٌ ودُلامَةُ ودُلَيْمٌ كُلُّهَا: أَسماء، قَالَ:
إِن دُلَيْماً قَدْ أَلاحَ بعَشِي ... وَقَالَ: أَنْزِلْني، فَلَا
إِيضاع بِي
أَراد لَا قُوَّةَ بِي عَلَى الإِيضاع. وأَبو دُلامةَ: كُنْيَةُ
رَجُلٍ. وأَبو دُلامَة: اسْمُ الْجَبَلِ المُطِلِّ عَلَى الحَجُونِ،
وَقِيلَ: كَانَ الحَجُون هُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ أَبو دُلامَة.
والدّيْلَمُ: الدَّاهِيَةُ، أَنشد أَبو زَيْدٍ يَصِفُ سَهْماً،
وَقِيلَ: هُوَ للمَيْدانِ الفَقْعَسِيِّ، وَقِيلَ: هُوَ للكُمَيْتِ
بْنِ مَعْرُوفٍ، وَيُرْوَى لأَبيه:
أَنْعَتُ أَعْياراً رَعَيْنَ كِيرَا، ... مُسْتَبْطناتٍ قَصَباً
ضُمُورَا
يَحْمِلْنَ عَنْقاءَ وعَنْقَفِيرَا، ... وأُمَّ خَشَّافٍ وخَنْشَفيرَا،
والدَّلْوَ والدَّيْلَمَ والزَّفيرَا
(12/205)
وَكُلُّهَا دواهٍ، وأَعْيار النُّصُول هِيَ
النَّاتِئَةُ فِي وَسَطِهَا، ورَعْيُهنّ كِيرَ الحَدّادِ كونُهن فِي
النَّارِ ثُمَّ رُكِّبْنَ فِي قَصَبِ السِّهَامِ. والدَّيْلَمُ:
الْمَوْتُ، وَقَالَ ابْنُ السِّيرَافِيِّ: أَراد بالأَعْيارِ حُمُرَ
الْوَحْشِ، وكيرٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ، وأَراد بِقَوْلِهِ يَحْمِلْنَ
عَنْقاء وعنْقفيرا وَنَحْوَهَا مِنَ الدَّوَاهِي كَمَراً وجَرادينَ
تُهْدَى لامرأَة وأَنها تَصْلُحُ لَهَا، يَهْجُو بِذَلِكَ سالم بن
دارَةَ، ودارةُ أُمُّه، وَالَّذِي ذَكَرَهُ أَبو زَيْدٍ مِنْ أَنه
وَصَفَ سِهَامًا أَقرب وأَبين مِنْ هَذَا. التَّهْذِيبُ: ابْنُ
شُمَيْلٍ السَّلامُ شَجَرَةٌ تَنْبُتُ فِي الْجِبَالِ نُسَمِّيهَا
الدَّيْلَمَ.
دلثم: الدَّلْثَمُ والدَّلاثِمُ: السَّرِيعُ.
دلخم: نَوْمٌ دِلَّخْمٌ: خَفِيفٌ، وَقِيلَ: طَوِيلٌ، والدِّلَّخم:
الدَّاءُ الشَّدِيدُ، وَكُلُّ ثَقِيلٍ دِلَّخْمٌ. يُقَالُ: رَمَاهُ
اللَّهُ بالدِّلَّخْم. ابْنُ شُمَيْلٍ: القِلَّخْمُ والدِّلَّخْمُ،
اللَّامُ مِنْهُمَا شَدِيدَةٌ، وَهُمَا الْجَلِيلُ مِنَ الجِمال
الضَّخمُ العظيمُ؛ وأَنشد:
دِلَّخْمَ تِسْعِ حَجِيجٍ دَلَهْمَسَا «1» .
دلظم: الدَّلْظَمُ والدِّلَظْمُ: الهَرِمَةُ الفانيةُ، وَقِيلَ:
الدِّلَظْمُ الْجَمَلُ الْقَوِيُّ. وَرَجُلٌ دِلَظْمٌ: شَدِيدٌ قوي.
دلعثم: الدَّلَعْثَمُ: الْبَطِيءُ مِنَ الإِبل، وَرُبَّمَا قَالُوا
دِلِعْثام.
دلقم: امرأَة دِلْقِمٌ: هَرِمَةٌ، وَهِيَ مِنَ النُّوق الَّتِي
تَكَسَّرَتْ أَسنانها فَهِيَ تمجُّ الْمَاءَ مِثْلَ الدَّلُوقِ؛
وَاسْتَعْمَلَهُ بَعْضُهُمْ فِي الْمُذَكَّرِ فَقَالَ:
أَقْمَرُ نَهَّامٌ يُنَزِّي وفْرَتِجْ، ... لَا دِلْقِمُ الأَسنان،
بَلْ جَلدٌ فَتِجْ
قَالَ الأَصمعي: الدِّلْقِمُ النَّاقَةُ الَّتِي انْكَسَرَ فُوها
وَسَالَ مَرْغُها: وَيُقَالُ: الدِّلْقِمُ الَّتِي أَكلت أَسنانها مِنَ
الكِبَرِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي الْقَافِ.
دلهم: المُدْلَهِمُّ: الأَسود. وادْلَهَمَّ الليلُ وَالظَّلَامُ:
كَثُفَ واسْودّ. وَلَيْلَةٌ مُدْلَهِمَّة أَي مُظْلِمَةٌ. وأَسود
مُدْلَهِمّ: مُبالَغٌ بِهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفَلَاةٌ
مُدْلَهِمَّةٌ: لَا أَعْلام فِيهَا. ودَلْهَمٌ: اسم رجل.
دمم: دَمَّ الشيءَ يَدُمُّه دَمّاً: طَلَاهُ. والدَّمُّ والدِّمامُ مَا
دُمَّ بِهِ. ودُمَّ الشيءُ إِذا طُليَ. والدِّمامُ، بِالْكَسْرِ:
دَوَاءٌ تُطْلى بِهِ جبهةُ الصَّبِيِّ وظاهرُ عَيْنَيْهِ، وَكُلُّ
شَيْءٍ طُليَ بِهِ فَهُوَ دِمامٌ؛ وَقَالَ يَصِفُ سَهْماً:
وخَلَّقْتُهُ، حَتَّى إِذا تَمَّ واسْتَوَى، ... كمُخَّةِ ساقٍ أَو
كمتْنِ إِمامِ،
قَرَنْتُ بحِقْوَيْهِ ثَلَاثًا، فَلَمْ يَزِغْ ... عَنِ القَصْدِ،
حَتَّى بُصِّرَتْ بدِمامِ
يَعْنِي بالدِّمامِ الغِراءَ الَّذِي يُلَزَقُ بِهِ ريشُ السَّهْمِ،
وعَنى بِالثَّلَاثِ الرِّيشَاتِ الثَّلَاثَ الَّتِي تُرَكَّبُ عَلَى
السَّهْمِ، وَيَعْنِي بالحِقْو مُسْتَدَقَّ السَّهْمِ مِمَّا يَلِي
الرِّيشَ، وبُصِّرَتْ: يَعْنِي رِيشَ السَّهْمِ طُلِيَتْ بالبَصِيرةِ،
وَهِيَ الدَّمُ. والدِّمامُ: الطِّلاءُ بِحُمْرَةٍ أَو غَيْرِهَا؛
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُهُ فِي الْبَيْتِ الأَول وخَلَّقته:
مَلَّسْته، والإِمامُ الْخَيْطُ الَّذِي يُمَدُّ عَلَيْهِ البناءُ؛
وَقَالَ الطِّرِمَّاح فِي الدِّمامِ الطِّلاءِ أَيضاً:
كُلُّ مَشْكُوكٍ عَصافِيره، ... قَانِئُ اللَّوْنِ حَديث الدِّمام
__________
(1) . هذا الشطر مختلّ الوزن
(12/206)
وَقَالَ آخَرُ:
مِنْ كُلِّ حَنْكَلةٍ، كأَنَّ جَبِينها ... كَبِدٌ تَهَيَّأَ للبِرامِ
دِماما
وَفِي كَلَامُ الشَّافِعِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وتَطْلي
المُعْتَدَّةُ وَجْهَهَا بالدِّمامِ وَتَمْسَحُهُ نَهَارًا.
والدِّمامُ: الطِّلَاءُ؛ وَمِنْهُ دَمَمْتُ الثوبَ إِذا طَلَيْتَهُ
بالصِّبْغِ. ودَمَّ النبتَ: طَيَّنَهُ. ودَمَّ الشيءَ يَدُمُّهُ
دَمّاً: طَلَاهُ وجَصَّصَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: دَمَمْتُ الشيءَ
أَدُمُّهُ، بالضم، كذا طَلَيْتَهُ بأَيّ صِبْغٍ كَانَ. والمَدْمُومُ:
الأَحمر. وقِدْرٌ دَمِيمٌ ومَدْمومةٌ ودمِيمةٌ؛ الأَخيرة عَنِ
اللِّحْيَانِيِّ: مَطْلِيَّةٌ بالطِّحالِ أَو الكَبدِ أَو الدَّمِ.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: دَمَمْتُ القِدْرَ أَدُمُّها دَمّاً إِذا
طَلَيْتَهَا بِالدَّمِ أَو بالطِّحال بَعْدَ الجَبْرِ، وَقَدْ دُمَّت
الْقِدْرُ دَمّاً أَي طُيِّنت وجُصِّصَتْ. ابْنُ الأَعرابي: الدَّم
نَبَاتٌ، والدُّمُّ القُدور المَطْلِيَّةُ، والدُّمُّ الْقَرَابَةُ،
والدِّمَمُ الَّتِي تُسَد بِهَا خَصاصاتُ البِرامِ مِنْ دَمٍ أَو
لِبَإٍ. ودَمَّ العينَ الوَجِعةَ يَدُمُّها دَمّاً ودَمَّمها، الأَخيرة
عَنْ كُرَاعٍ: طَلَى ظَاهِرَهَا بدمامٍ. ودَمَّتِ المرأَة مَا حَوْلَ
عَيْنِهَا تَدُمُّهُ دَمّاً إِذا طَلَتْه بِصَبْرٍ أَو زَعْفران.
التَّهْذِيبُ: الدَّمُّ الْفِعْلُ مِنَ الدِّمامِ، وَهُوَ كُلُّ
دَوَاءٍ يُلْطَخُ عَلَى ظَاهِرِ الْعَيْنِ، وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
تَجْلُو، بقادِمَتَيْ حَمامَةِ أَيْكَةٍ، ... بَرَداً تُعَلُّ لِثاتُهُ
بدِمامِ
يعني النَّؤُور وَقَدْ طُلِيَتْ بِهِ حَتَّى رَشَّحَ. والمَدْمُومُ:
الْمُمْتَلِئُ شَحْماً مِنَ الْبَعِيرِ وَنَحْوِهِ. وَقَدْ دُمَّ
بالشَّحم أَي أُوقِرَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَخضر بْنِ هُبَيْرَةَ:
حَتَّى إِذا دُمَّتْ بِنِيٍّ مُرْتَكِمْ
والمدْموم: الْمُتَنَاهِي السِّمَنِ الْمُمْتَلِئُ شَحْمًا كأَنه
طُلِيَ بِالشَّحْمِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الْحِمَارَ:
حَتَّى انْجَلى البَرْدُ عَنْهُ، وَهُوَ مُحْتَفِرٌ ... عَرْضَ
اللِّوَى زَلِقُ المَتْنَيْنِ مَدْمُومُ
ودُمَّ وجهُهُ حُسْناً: كأَنه طُليَ بِذَلِكَ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي
المرأَة وَالرَّجُلِ وَالْحِمَارِ والثَّوْرِ وَالشَّاةِ وَسَائِرِ
الدوابِّ، وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ السَّمِينِ: كأَنَّما دُمَّ
بِالشَّحْمِ دَمّاً، وَقَالَ عَلْقَمَةُ:
كأَنه مِنْ دَمِ الأَجْواف مَدْمُومُ
ودُمَّ الْبَعِيرُ دَمّاً إِذا كَثُرَ شَحْمُهُ وَلَحْمُهُ حَتَّى لَا
يَجِدَ اللامِسُ مَسَّ حَجْم عَظْمٍ فِيهِ، ودَمَّ السَّفِينَةَ
يَدُمُّها دَمّاً: طَلَاهَا بِالْقَارِ. ودَمَّ الصَّدْعَ بِالدَّمِ
وَالشَّعْرِ المُحْرَقِ يَدُمُّه دَمّاً ودَمَّمَهُ بِهِمَا،
كِلَاهُمَا: جُمِعا ثُمَّ طُلِيَ بِهِمَا عَلَى الصَّدْعِ.
والدِّمَّةُ: مَرْبِضُ الْغَنَمِ كأَنه دُمَّ بِالْبَوْلِ وَالْبَعْرِ
أَي طُليَ بِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
إِبراهيم النَّخَعِيِّ: لَا بأْس بِالصَّلَاةِ فِي دِمَّةِ الْغَنَمِ
؛ قَالَ بَعْضُهُمْ؛ أَراد فِي دِمْنَةِ الْغَنَمِ، فَحَذَفَ النُّونَ
وَشَدَّدَ الْمِيمَ، وَفِي النِّهَايَةِ: فَقَلَبَ النُّونَ مِيمًا
لِوُقُوعِهَا بَعْدَ الْمِيمِ ثُمَّ أَدغم، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ:
هَكَذَا سَمِعْتُ الفَزاريّ يُحَدِّثه، وإِنما هُوَ فِي الْكَلَامِ
الدِّمْنَةُ بِالنُّونِ، وَقِيلَ: دِمَّةُ الْغَنَمِ مَربضُها كأَنه
دُمَّ بِالْبَوْلِ وَالْبَعْرِ أَي أُلْبِسَ وطُليَ. ودَمَّ الأَرضَ
يَدُمُّها دَمّاً: سَوَّاهَا. والمِدَمَّةُ: خَشَبَةٌ ذَاتُ أَسنان
تُدَمُّ بِهَا الأَرضُ بَعْدَ الكِرابِ. وَيُقَالُ لليَرْبُوعِ إِذا
سَدَّ فا جُحْرِهِ بنَبِثته: قَدْ دَمَّه يَدُمُّه دَمّاً، وَاسْمُ
الجُحْرِ الدَّامَّاء، مَمْدُودٌ، والدُّمَّاءُ والدُّمَّةُ
والدُّمَمَةُ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَيُقَالُ الدُّمَماءُ
والقُصَعاء فِي جُحْر اليَرْبوع. الْجَوْهَرِيُّ:
(12/207)
والدَّامَّاء إِحدى جِحَرَةِ اليَرْبوع
مِثْلُ الرَّاهِطاء؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَسماء جِحَرَة
الْيَرْبُوعِ سَبْعَةٌ: القاصِعاءُ والنافِقاءُ والراهِطاءُ
والدَّامَّاءُ والعانِقاءُ والحاثِياءُ واللُّغَزُ، وَالْجَمْعُ
دَوامُّ عَلَى فَواعِل، وَكَذَلِكَ الدُّمَّةُ والدُّمَمَةُ أَيضاً
عَلَى وَزْنِ الحُمَمَةِ. ودَمَّ اليربوعُ جُحْرَهُ أَي كَنَسَهُ؛
قَالَ الْكِسَائِيُّ: لَمْ أَسمع أَحداً يُثَقِّلُ الدَّمَ؛ وَيُقَالُ
مِنْهُ: قَدْ دَمِيَ الرجلُ أَو أُدْمِيَ. ابْنُ سِيدَهْ: ودَمَّ
اليَرْبوعُ الجُحْر يَدُمُّهُ دَمّاً غطَّاه وسوَّاه. والدُّمَمَةُ
والدّامَّاءُ: تُرَابٌ يَجْمَعُهُ الْيَرْبُوعُ ويُخْرِجُهُ مِنَ
الجُحْر فَيَدُمُّ بِهِ بَابَهُ أَي يُسَوِّيهِ، وَقِيلَ هُوَ تُرَابٌ
يَدُمُّ بِهِ بَعْضَ جِحَرَتهِ كَمَا تُدَمُّ العينُ بالدِّمامِ أَي
تُطْلى. ودَمَّ يَدُمُّ دَمّاً: أَسرع. والدِّمّةُ: القَمْلَةُ
الصَّغِيرَةُ أَو النَّمْلةُ. والدِّمَّةُ: الرَّجُلُ الْحَقِيرُ
الْقَصِيرُ، كَأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. وَرَجُلٌ دَمِيمٌ:
قَبِيحٌ، وَقِيلَ: حَقِيرٌ، وَقَوْمٌ دِمامٌ، والأُنثى دَمِيمةٌ،
وَجَمْعُهَا دَمائِمُ ودِمامٌ أَيضاً. وَمَا كَانَ دَمِيماً وَلَقَدْ
دَمَّ وَهُوَ يَدِمُّ دَمامةً، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: دَمَمْتَ
بَعْدِي تَدُمُّ دَمامَةً، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الدَّمِيمُ،
بِالدَّالِ، فِي قَدِّه، والذَّمِيمُ فِي أَخلاقه؛ وَقَوْلُهُ:
كضَرائرِ الحَسْناءِ قُلْنَ لِوجهِها، ... حَسَداً وبَغْياً: إِنَّه
لدَمِيمُ
إِنما يَعْنِي بِهِ الْقَبِيحَ، وَرَوَاهُ ثَعْلَبٌ لذَميم،
بِالذَّالِ، مِنَ الذَّمِّ الَّذِي هُوَ خِلَافُ الْمَدْحِ، فرُدَّ
ذَلِكَ عَلَيْهِ. وَقَدْ دَمَمْتَ تَدِمُّ وتَدُمُّ ودَمِمْتَ
ودُمِمْتَ دَمامة، فِي كُلِّ ذَلِكَ: أَسأْتَ. وأَدْمَمْتَ أَي
أَقْبَحْت الفعْلَ. اللَّيْثُ: يُقَالُ أَساء فُلَانٌ وأَدَمَّ أَي
أَقبح، وَالْفِعْلُ اللَّازِمُ دَمَّ يَدِمُّ. وَالدَّمِيمُ:
الْقَبِيحُ. وَقَدْ قِيلَ: دَمَمْتَ يَا فُلَانُ تَدُمُّ، قَالَ:
وَلَيْسَ فِي الْمُضَاعَفِ مِثْلُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: دَمَمْتَ يَا
فُلَانُ تَدِمُّ وتَدُمُّ دَمامة أَي صِرْت دَميماً؛ وأَنشد ابْنُ
بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ:
وإِني، عَلَى مَا تَزْدَري مِنْ دَمَامَتي، ... إِذا قيسَ ذَرعي
بالرِّجال أَطُولُ
قَالَ: وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ جِنِّي دَمِيمٌ مَنْ دَمُمْتَ عَلَى
فَعُلْتَ مِثْلُ لَبُبْتَ فأَنت لَبِيبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ
: كَانَ بأُسامة دَمامَةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ أَحْسَنَ بِنَا إِذ لَمْ يَكُنْ جارِيةً
؛ الدَّمامةُ، بِالْفَتْحِ: القِصَرُ والقُبْحُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
المُتْعَةِ: هُوَ قَرِيبٌ مِنَ الدَّمامةِ.
وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: لَا يُزَوِّجَنَّ أَحدُكم ابْنَتَهُ بدَميم.
ودَمَّ رأْسَه يَدُمُّهُ دَمّاً: ضَرَبَهُ فَشَدَخه وشَجَّهُ. وَقَالَ
اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ أَن تَضْرِبَهُ فتَشْدَخَهُ أَو لَا تَشْدَخهُ.
ودَمَمْتُ ظَهْرَهُ بآجُرَّةٍ أَدُمُّهُ دَمّاً: ضَرَبته. ودمَّ
الرَّجُلُ فُلَانًا إِذا عَذَّبه عَذَابًا تَامًّا، ودَمْدَمَ إِذا
عَذَّبَ عَذَابًا تَامًّا. والدَّيْمومةُ: الْمَفَازَةُ لَا مَاءَ
بِهَا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرُّمَّةِ:
إِذا التَخَّ الدَّياميمُ
والدَّيْمُومُ والدَّيْمومةُ: الْفَلَاةُ الْوَاسِعَةُ. ودَمْدَمْتُ
الشَّيْءَ إِذا أَلْزَقْتَهُ بالأَرض وطحْطحْته. ودَمَّهُمْ
يَدُمُّهُمْ دَمّاً: طَحَنَهُمْ فأَهلكهم، وَكَذَلِكَ دَمْدَمَهُمْ
ودَمْدَمَ عَلَيْهِمْ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَدَمْدَمَ
عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ
؛ أَي أَهلكهم، قَالَ: دَمْدَمَ أَرْجَفَ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَنباري:
دَمْدَمَ أَي غَضِب. وتَدَمْدَمَ الجرحُ: برأَ؛ قَالَ نُصَيْبٌ:
(12/208)
وإِن هَواها فِي فُؤَادِي لقُرْحَةٌ ...
دَوىً، مُنذُ كَانَتْ، قَدْ أَبَتْ مَا تَدَمدَمُ
الدَّمْدَمَةُ: الغَضَب. ودَمْدَمَ عَلَيْهِ: كَلَّمَه مُغْضَباً؛
قَالَ: وَتَكُونُ الدَّمْدَمَةُ الْكَلَامَ الَّذِي يُزْعج الرجلَ،
إِلَّا أَن أَكثر الْمُفَسِّرِينَ قَالُوا فِي دَمْدَمَ عَلَيْهِمْ أَي
أَرْجَفَ الأَرضَ بِهِمْ؛ وَقَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَى دَمْدَمَ
عَلَيْهِمْ أَي أَطبق عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ. يُقَالُ: دَمَمْتُ عَلَى
الشَّيْءِ «2» . أَي أَطبقت عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ دَمَمْت عَلَيْهِ
الْقَبْرَ وَمَا أَشبهه. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ يُدْفَنُ: قَدْ
دَمْدَمْتُ عَلَيْهِ أَي سوَّيت عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ يُقَالُ: نَاقَةٌ
مَدْمُومة أَي قَدْ أُلبِسَها الشحمُ، فَإِذَا كرّرتَ الإِطْباقَ
قُلْتَ دَمْدَمْتُ عَلَيْهِ. والدَّمْدامَةُ: عُشْبة لَهَا وَرَقَةٌ
خَضْرَاءُ مُدَوّرة صَغِيرَةٌ، وَلَهَا عِرْق وأَصل مِثْلُ الجَزَرة
أَبيض شَدِيدُ الْحَلَاوَةِ يأْكله النَّاسُ، وَيَرْتَفِعُ مِنْ
وَسَطِهَا قَصَبة قَدْرُ الشِّبْرِ، فِي رأْسها بُرْعُومةٌ مِثْلُ
بُرْعومة الْبَصَلِ فِيهَا حَبٌّ، وَجَمْعُهَا دَمْدامٌ؛ حَكَى ذَلِكَ
أَبو حَنِيفَةَ. والدُّمادِمُ: شَيْءٌ يُشْبِهُ القَطِرانَ يَسِيلُ
مِنَ السَّلَمِ والسَّمُرِ أَحمرُ، الْوَاحِدُ دُمَدِمٌ، وَهُوَ
حَيْضَةُ أُمِّ أَسْلَمَ يَعْنِي شجرَةً. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو:
الدِّمْدِمُ أُصول الصِّلِّيانِ المُحِيل فِي لُغَةِ بَنِي أَسَد،
وَهُوَ فِي لُغَةِ بَنِي تَمِيمٍ الدِّنْدِنُ. شِمْرٌ: أُمُّ
الدَّيْدَمِ هِيَ الظَّبْيَةُ؛ وأَنشد:
غَرَّاء بَيْضاء كأُمِّ الدَّيْدَمِ
والدُّمَّةُ: لُعْبَةٌ. والدُّمَّةُ: الطَّرِيقَةُ. والدِّمَّةُ،
بِالْكَسْرِ: الْبَعْرَةُ. والدُّمادِم مِنَ الأَرض: روابٍ سهلةٌ.
والمُدَمَّمُ: الْمَطْوِيُّ مِنَ الكِرارِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
تَرَبَّعُ بالفَأْوَيْنِ ثُمَّ مَصِيرُها ... إِلى كلِّ كَرّ، مِنْ
لَصاف، مُدَمَّمِ
دنم: الدِّنَّامَةُ والدِّنَّمَةُ: الْقَصِيرُ مِثْلُ الدِّنَّابَة
والدِّنَّبة؛ أَنشد يَعْقُوبُ لأَعرابي يَهْجُو امرأَة:
كأَنَّها غُصْنٌ ذَوَى مِنْ يَنَمَهْ، ... تُنْمَى إِلى كلِّ دَنيءٍ
دِنَّمَهْ
دندم: الدِّنْدِمُ: النَّبْتُ الْقَدِيمُ الْمُسْوَدُّ كالدِّنْدِنِ،
بِلُغَةِ بَنِي أَسَد؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَوْلَا أَنه قَالَ
بِلُغَةِ بَنِي أَسد لجَعَلْتُ مِيمَ الدِّنْدِمِ بَدَلًا مِنْ نُونِ
الدِّنْدِنِ.
دهم: الدُّهْمَةُ: السَّوَادُ. والأَدْهَمُ: الأَسْود، يَكُونُ فِي
الْخَيْلِ والإِبل وَغَيْرِهِمَا، فَرس أَدْهَمُ وَبَعِيرٌ أَدْهَمُ،
قَالَ أَبو ذؤيب:
أَمِنْكِ البَرْقُ أَرْقُبُهُ فهَاجَا، ... فبتُّ إِخالُهُ دُهْماً
خِلاجَا؟
وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مُلُوكُ الْخَيْلِ دُهْمُها، وَقَدِ ادْهامَّ،
وَبِهِ دُهْمَةٌ شَدِيدَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: ادْهَمَّ الفرسُ
إِدْهِماماً أَي صَارَ أَدْهَمَ، وادْهامَّ الشَّيْءُ ادْهيماماً أَي
اسْوَادَّ، وادْهامَّ الزَّرْعُ: عَلاه السَّوَادُ رِيّاً. وحديقةٌ
دَهْماءُ مُدْهامَّةٌ: خَضْرَاءُ تَضْرِب إِلى السَّوَادِ مِنْ
نَعْمَتِها ورِيِّها. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مُدْهامَّتانِ
أَي سَوْدَاوَانِ مِنْ شِدَّةِ الْخُضْرَةِ مِنَ الريِّ؛ يَقُولُ:
خَضْراوانِ إِلى السواد مِنَ الرِّيّ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: يَعْنِي
أَنهما خَضْراوان تَضْرِب خُضْرتُهما إِلى السَّوَادِ، وَكُلُّ نَبْتٍ
أَخضر فتَمامُ خِصْبِهِ ورِيِّهِ أَن يَضْرِبَ إِلى السَّوَادِ.
والدُّهْمةُ عِنْدَ الْعَرَبِ:
__________
(2) . قوله [دممت على الشيء إلخ] كذا بالأَصل، والذي في التهذيب: دمدمت
على الشيء ودمدمت عليه القبر. وفي التكملة: إن دمم ودمدم بمعنى واحد
(12/209)
السَّوَادُ، وإِنما قِيلَ للجَنَّة
مُدْهامَّة لِشِدَّةِ خُضْرَتِهَا. يُقَالُ: اسودَّت الْخُضْرَةُ أَي
اشتدَّت. وَفِي حَدِيثِ
قُسّ: ورَوْضة مُدْهامَّة
أَي شَدِيدَةُ الْخُضْرَةِ الْمُتَنَاهِيَةِ فِيهَا كأَنها سَوْدَاءُ
لِشِدَّةِ خُضْرَتِهَا، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِكُلِّ أَخضر أَسْودُ،
وَسَمِّيَتْ قُرَى الْعِرَاقِ سَوَادًا لِكَثْرَةِ خُضْرَتِهَا؛ وأَنشد
ابْنُ الأَعرابي فِي صِفَةِ نَخْلٍ:
دُهْماً كأَنَّ اللَّيْلَ فِي زُهَائِها، ... لَا تَرْهَبُ الذِّئْبَ
عَلَى أَطْلائها
يَعْنِي أَنها خُضْرٌ إِلى السَّوَادِ مِنَ الرِّيّ، وأَن
اجْتِمَاعَهَا يُرِي شُخوصَها سُودًا وزُهاؤها شُخُوصُهَا، وأَطلاؤها
أَولادها، يَعْنِي فُسْلانَها، لأَنها نَخْلٌ لَا إِبِلٌ. والأَدْهَمُ:
الْقَيْدُ لِسَوَادِهِ، وَهِيَ الأَداهِمُ، كسَّروه تَكْسِيرَ الأَسماء
وإِن كَانَ فِي الأَصل صِفَةً لأَنه غَلَبَ غَلَبةَ الِاسْمِ؛ قَالَ
جَرِيرٌ:
هُوَ القَيْنُ وَابْنُ القَيْنِ، لَا قَيْنَ مثلُهُ ... لبَطْحِ
المَساحي، أَو لِجَدْلِ الأَداهِمِ
أَبو عَمْرٍو: إِذا كَانَ القَيدُ مِنْ خَشب فَهُوَ الأَدْهَمُ
والفَلَقُ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ لِلْقَيْدِ الأَدْهَمُ؛ وَقَالَ:
أَوعَدَني، بالسِّجنِ والأَداهِمِ، ... رِجْلي، ورِجْلي شَثْنَةُ
المَناسِمِ
والدُّهْمَةُ مِنْ أَلوان الإِبل: أَن تَشْتَدَّ الوُرْقَةُ حَتَّى
يَذْهَبَ البياضُ. بَعِيرٌ أَدْهَمُ وَنَاقَةٌ دَهْماءُ إِذا
اشْتَدَّتْ وُرْقَتُهُ حَتَّى ذَهَبَ الْبَيَاضُ الَّذِي فِيهِ، فإِن
زَادَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى اشْتَدَّ السوادُ فَهُوَ جَوْنٌ، وَقِيلَ:
الأَدْهمُ مِنَ الإِبل نَحْوَ الأَصفر إِلا أَنه أَقلُّ سَوَادًا،
وَقَالُوا: لَا آتِيكَ مَا حَنَّت الدَّهْماء؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ،
وَقَالَ: هِيَ النَّاقة، لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ؛ وَقَالَ ابْنُ
سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه مِنَ الدُّهْمَةِ الَّتِي هِيَ هَذَا
اللَّوْنُ، قَالَ الأَصمعي: إِذا اشْتَدَّتْ وُرْقَةُ الْبَعِيرِ لَا
يُخَالِطُهَا شَيْءٌ مِنَ الْبَيَاضِ فَهُوَ أَدْهَمُ. وَنَاقَةٌ
دَهْماءُ وَفَرَسٌ أَدْهَمُ بَهِيمٌ إِذا كَانَ أَسود لَا شِيَةَ
فِيهِ. والوطأَةُ الدَّهْماءُ: الْجَدِيدَةُ، والغَبْراءُ: الدارِسَةُ؛
قَالَ ذُو الرُّمَّة:
سِوَى وَطْأَةٍ دَهْماءَ، مِنْ غَيْرِ جَعْدَةٍ، ... ثَنَى أُخْتَها
عَنْ غَرْزِ كَبْداء ضامِرِ
أَراد غَيْرَ جَعْدَة. وَقَالَ الأَصمعي: أَثَرٌ أَدْهَمُ جَديد، وأَثر
أَغْبرُ قَديم دارِسٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَثرٌ أَدْهَمُ قَدِيمٌ
دارِس. قَالَ: الوَطْأَة الدَّهْماءُ الْقَدِيمَةُ، وَالْحَمْرَاءُ
الْجَدِيدَةُ، فَهُوَ عَلَى هَذَا مِنَ الأَضداد؛ قَالَ:
وَفِي كلِّ أَرْضٍ جِئْتَها أَنت واجدٌ ... بِهَا أَثَراً منها جَديداً
وأَدْهَمَا
والدَّهْماءُ: لَيْلَةُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ. والدُّهْمُ ثَلَاثُ
لَيَالٍ مِنَ الشَّهْرِ لأَنها دُهْمٌ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَمْ يَمْنَعْ ضَوْءَ نُورِها ادْهِمامُ
سَجْفِ اللَّيْلِ المظلمِ
؛ الادْهِمامُ: مَصْدَرُ ادْهَمَّ أَي اسْوَدَّ. والادْهِيمامُ:
مَصْدَرُ ادْهامَّ كالاحْمرار والاحْمِيرار فِي احْمَرَّ واحْمارَّ.
والدَّهْماء مِنَ الضأْنِ: الحمراءُ الْخَالِصَةُ الحُمْرةِ.
اللَّيْثُ: الدَّهْمُ الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ. وَقَدْ دَهَمُونا أَي
جاؤونا بِمَرَّةٍ جَمَاعَةٌ. ودَهَمَهُمْ أَمرٌ إِذا غَشِيَهُمْ
فاشِياً؛ وأَنشد:
جِئْنا بدَهْمٍ يَدْهَمُ الدُّهُومَا
وَفِي حَدِيثِ
بَعْضِ الْعَرَبِ وسَبَقَ إِلى عَرَفَاتٍ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مِنْ
قَبْلِ أَن يَدْهَمَك الناسُ
أَي يَكْثُرُوا عَلَيْكَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَمِثْلُ هَذَا لَا
يَجُوزُ أَن يُسْتَعْمَلَ فِي الدعاء إِلَّا لمن يقول بِغَيْرِ
تَكَلُّفٍ. الأَزهري: وَلَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى: عَلَيْها
تِسْعَةَ عَشَرَ؛
(12/210)
قَالَ أَبو جَهْلٍ: مَا تَسْتَطِيعُونَ يَا
مَعشر قُرَيْشٍ، وأَنتم الدَّهْمُ، أَن يَغْلِبَ كلُّ عَشَرَةٍ
مِنْكُمْ وَاحِدًا مِنْهُمْ أَي وأَنتم الْعَدَدُ الْكَثِيرُ؛ وَجَيْشٌ
دَهْمٌ أَي كَثِيرٌ. وَجَاءَهُمْ دَهْمٌ مِنَ النَّاسِ أَي كَثِيرٌ.
والدَّهْمُ: الْعَدَدُ الْكَثِيرُ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
مُحَمَّدٌ فِي الدَّهْمِ بِهَذَا القَوْر
، وَحَدِيثُ
بَشير بْنِ سَعْد: فأَدركه الدَّهْمُ عِنْدَ اللَّيْلِ
، وَالْجَمْعُ الدُّهوم؛ وَقَالَ:
جئْنا بدَهْمٍ يَدْهَمُ الدُّهُوما ... مَجْرٍ، كأَنَّ فوقَهُ
النُّجوما
ودَهِمُوهُمْ ودَهَمُوهُمْ يَدْهَمُونَهُمْ دَهْماً: غَشُوهُمْ؛ قَالَ
بِشْرُ بْنُ أَبي خازِمٍ:
فَدَهَمْتُهُمْ دَهْماً بِكُلِّ طِمِرَّةٍ ... ومُقَطِّعٍ حَلَقَ
الرِّحالَة مِرْجَمِ
وَكُلُّ مَا غَشِيَكَ فَقَدْ دَهَمَكَ ودَهِمَكَ دَهْماً؛ أَنشد
ثَعْلَبٌ لأَبي مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِيِّ:
يَا سعدُ عَمَّ الماءَ وِرْدٌ يَدْهَمُهْ، ... يَوْمَ تَلاقَى شاؤُه
ونَعَمُهْ
ابْنُ السِّكِّيتِ: دَهِمَهم الأَمر يَدْهَمُهُمْ ودَهِمَتْهم
الْخَيْلُ، قَالَ: وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ ودَهَمَهُمْ، بِالْفَتْحِ،
يَدْهَمُهُمْ لُغَةً. وأَتتكم الدُّهَيْماءُ؛ يُقَالُ: أَراد
بالدُّهَيماء السَّوْدَاءِ الْمُظْلِمَةِ، وَيُقَالُ: أَراد بِذَلِكَ
الدَّاهِيَةَ يَذْهَبُ إِلى الدُّهَيْمِ اسْمُ نَاقَةٍ، وَفِي حَدِيثِ
حُذَيْفَةَ: وَذَكَرَ الْفِتْنَةَ فَقَالَ أَتتكم الدُّهَيْماءُ تَرْمي
بالنَّشَفِ ثُمَّ الَّتِي تَلِيهَا تَرْمِي بالرَّضْفِ
؛ وَفِي حَدِيثٍ
آخَرَ: حَتَّى ذكرَ فِتْنَةَ الأَحْلاس ثُمَّ فِتْنَةَ الدُّهَيْماءِ
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: قَوْلُهُ الدُّهَيْماءُ نَرَاهُ أَراد
الدَّهْماء فصَغَّرها، قَالَ شِمْرٌ: أَراد بالدَّهْماء الْفِتْنَةَ
السَّوْدَاءَ الْمُظْلِمَةَ وَالتَّصْغِيرُ فِيهَا لِلتَّعْظِيمِ،
وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ:
لتكونَنَّ فِيكُمْ أَربع فِتَنٍ الرَّقْطاءُ والمظْلِمةُ وَكَذَا
وَكَذَا
؛ فالمُظْلِمةُ مِثْلُ الدَّهْماءِ، قَالَ: وَبَعْضُ النَّاسِ يَذْهَبُ
بالدُّهَيْماء إِلى الدُّهَيْمِ وَهِيَ الدَّاهِيَةُ، وَقِيلَ
لِلدَّاهِيَةِ دُهَيْمٌ أَن نَاقَةً كَانَ يُقَالُ لَهَا الدُّهَيْمُ،
وَغَزَا قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ قَوْمًا فَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعَةُ
إِخْوة فحُمِلوا عَلَى الدُّهَيْمِ، فَصَارَتْ مَثَلًا فِي كُلِّ
داهيةٍ. قَالَ شِمْرٌ: وَسَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَرْوِي عَنِ
المُفَضَّل أَن هَؤُلَاءِ بَنُو الزَّبَّان بْنِ مُجالِدٍ، خَرَجُوا
فِي طَلَبِ إِبل لَهُمْ فَلَقِيَهُمْ كَثِيفُ بْنُ زُهَيْرٍ، فَضَرَبَ
أَعناقهم ثم حمل رؤوسهم فِي جُوالِقٍ وعَلَّقه فِي عُنق نَاقَةٍ
يُقَالُ لَهَا الدُّهَيْمُ، وَهِيَ نَاقَةُ عَمْرِو بْنِ الزَّبَّان،
ثُمَّ خَلّاها فِي الإِبل فَرَاحَتْ عَلَى الزَّبَّان فَقَالَ لَمَّا
رأَى الجُوالِقَ: أَظن بَنِيَّ صَادُوا بَيْضَ نَعام، ثُمَّ أَهوى
بِيَدِهِ فأَدخلها فِي الجُوالِقِ فإِذا رَأْسٌ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ:
آخِرُ البَزِّ عَلَى القَلُوصِ، فَذَهَبَتْ مَثَلًا، وَقِيلَ: أَثقل
مِنْ حِمْل الدُّهَيْمِ وأَشأَم مِنَ الدُّهَيْمِ؛ وَقِيلَ فِي
الدُّهَيمِ: اسْمُ نَاقَةٍ غَزَا عَلَيْهَا سِتَّةُ إِخوة فقُتِلُوا
عَنْ آخِرِهِمْ وحُمِلوا عَلَيْهَا حَتَّى رَجَعَتْ بِهِمْ، فَصَارَتْ
مَثَلًا فِي كُلِّ دَاهِيَةٍ، وَضَرَبَتِ الْعَرَبُ الدُّهَيْمَ
مَثَلًا فِي الشَّرِّ وَالدَّاهِيَةِ؛ وَقَالَ الرَّاعِي يَذْكُرُ
جَوْرَ السُّعَاةِ:
كتبَ الدُّهَيْمُ مِنَ العَداءِ لِمُسْرِفٍ ... عادٍ، يُريدُ مَخانةً
وغُلولا
وَقَالَ الْكُمَيْتُ:
أَهَمْدانُ مَهْلًا لَا يُصَبِّح بُيوتَكمْ ... بِجُرْمِكُمُ حِمْلُ
الدُّهَيْمِ، وَمَا تَزْبي
وَهَذَا الْبَيْتُ حَجَّةٌ لِمَا قَالَهُ الْمُفَضَّلُ. والدَّهْماء:
الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ
(12/211)
دَخَلْتُ فِي خَمَرِ النَّاسِ أَي فِي
جَمَاعَتِهِمْ وَكَثْرَتِهِمْ، وَفِي دَهْماء النَّاسِ أَيضاً
مِثْلُهُ؛ وَقَالَ:
فَقَدْناك فِقْدانَ الربِيع، وليْتَنا ... فَدَيْناكَ، مِنْ
دَهْمائِنا، بأُلوفِ
وَمَا أَدري أَيُّ الدَّهْمِ هُوَ وأَيُّ دَهْمِ اللَّهِ هُوَ أَي أَيّ
خَلْقِ اللَّهِ. والدَّهْماءُ: الْعَدَدُ الْكَثِيرُ. ودَهْماءُ
النَّاسِ: جَمَاعَتُهُمْ وَكَثْرَتُهُمْ. والدُّهَيْماءُ، تَصْغِيرُ
الدَّهْماء: الدَّاهِيَةُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لإِظْلامِها،
والدُّهَيْم أُمّ الدُّهَيْمِ الدَّواهي، وَفِي الْمُحْكَمِ:
الدَّاهِيَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنْ أَراد أَهل الْمَدِينَةِ بدَهْمٍ
أَي بِغَائِلَةٍ مِنْ أَمر عَظِيمٍ يَدْهَمُهُمْ أَي يَفْجَؤُهُمْ.
وَيُقَالُ: هَدَمَهُ ودَهْدَمَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
وَمَا سُؤالُ طَلَلٍ وأَرْسُمِ ... والنُّؤْيِ، بَعْدَ عَهْدِهِ
المُدَهْدَم
يَعْنِي الْحَاجِزَ حَوْلَ الْبَيْتِ إِذا تَهَدَّمَ؛ وَقَالَ:
غَيْرَ ثَلاثٍ فِي المَحَلِّ صُيَّمِ ... رَوائم، وهُنَّ مِثْلُ
الرُّؤَّمِ،
بَعْدَ البِلى، شِبْه الرَّمادِ الأَدْهَمِ
ورَبْعٌ أَدْهَمُ: حَدِيثُ الْعَهْدِ بالحَيِّ، وأَرْبُعٌ دُهْمٌ؛
وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ أَيضاً:
أَلِلأَرْبُعِ الدُّهْمِ اللَّواتي كأَنَّها ... بَقِيَّةُ وَحْيٍ فِي
بُطونِ الصَّحائف؟
الأَزهري: المُتَدَهَّمُ والمُتَدَأّمُ والمُتَدَثِّرُ هُوَ المَجْبوسُ
المأْبونُ. والدَّهْماءُ: القِدْرُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الدَّهْماء
السَّوْدَاءُ مِنَ القُدور، وَقَدْ دَهَّمَتْها النارُ. والدَّهْماء:
سَحْنَةُ الرَّجُلِ. وفَعَلَ بِهِ مَا أَدْهَمَهُ أَي ساءَه
وأَرْغَمَهُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والدَّهْماءُ: عُشْبَة ذَاتُ وَرَقٍ
وقُضُبٍ كأَنها القَرْنُوَةُ، وَلَهَا نَوْرَةٌ حَمْرَاءُ يُدْبَغُ
بِهَا، ومَنْبِتُها قِفافُ الرَّمْلِ. وَقَدْ سَمَّوْا داهِماً
ودُهَيْماً ودُهْماناً. والدُّهَيْم: اسْمُ نَاقَةٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ
ذِكْرُهَا. ودُهْمان: بَطْنٌ مِنْ هُذَيْلٍ؛ قَالَ صَخْرُ الغَيِّ:
ورَهْط دُهْمانَ ورَهْطُ عادِيَهْ والأَدْهَمُ: فَرَسُ عَنْتَرَةَ بْنِ
مُعاوية «3» ، صفة غالبة.
دهثم: الدَّهْثَمُ: الْمَكَانُ الوَطيءُ السَّهْلُ الدَّمِثُ. وأَرض
دَهْثَمَةٌ ودَهْثَمٌ: سَهْلَةٌ. وَرَجُلٌ دَهْثَم الخُلُقِ: سَهْلُهُ.
وامرأَة دَهْثَمَةٌ: سَهْلَةٌ دَمِثَةُ الأَخْلاق؛ قَالَ عُمَرُ بْنُ
لَجَإٍ:
ثُمَّ تَنَحَّتْ عَنْ مَقامِ الحُوَّمِ ... لِعَطَنٍ رَابِي المَقامِ،
دَهْثَمِ
وسُمّي الرَّجُلُ دَهْثَماً بِذَلِكَ. الأَصمعي: الْعَرَبُ تَقُولُ
للصَّقْرِ الزَّهْدَمُ، وَلِلْبَحْرِ الدَّهْثَمُ. والدَّهْثَمُ:
الرَّجُلُ السَّخِيُّ. ودَهْثَمٌ: اسْمٌ.
دهدم: دَهْدَم الشيءَ: قلَب بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ. وتَدَهْدَمَ
الحائطُ وتَجَرْجَمَ: سَقَطَ. وَيُقَالُ: دَهْدَمْتُ الْبِنَاءَ إِذا
كَسَرْتَهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
والنُّؤيِ، بَعْدَ عَهْده، المُدَهْدَمِ
دهقم: الدَّهْقَمَةُ: الكَيْسُ.
دهكم: الدَّهْكَمُ: الشَّيْخُ الْفَانِي. والتَّدَهْكُمُ:
الِاقْتِحَامُ فِي الأَمر الشَّدِيدِ. وتَدَهْكَمَ عَلَيْنَا:
تَدَرَّأَ.
دَوَمَ: دامَ الشيءُ يَدُومُ ويَدامُ؛ قَالَ:
يَا مَيّ لَا غَرْوَ وَلَا مَلامَا ... فِي الحُبِّ، إِن الحُبَّ لن
يَدامَا
__________
(3) . المشهور أَنه عنترة بن شدّاد
(12/212)
قَالَ كُرَاعٌ: دامَ يَدُومُ فَعِلَ
يَفْعُلُ، وَلَيْسَ بقَوِيّ، دَوْماً ودَواماً ودَيْمومَةً؛ قَالَ أَبو
الْحَسَنِ: فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ نَظَرٌ، ذَهَبَ أَهل اللُّغَةِ فِي
قَوْلِهِمْ دِمْتَ تَدُومُ إِلى أَنها نَادِرَةٌ كمِتَّ تَموتُ،
وفَضِلَ يَفْضُلُ، وحَضِرَ يَحْضُرُ، وَذَهَبَ أَبو بَكْرٍ إِلى أَنها
مُتَرَكِّبَةٌ فَقَالَ: دُمْتَ تَدُومُ كقُلْتَ تَقُولُ، ودِمْتَ
تَدامُ كخِفْتَ تَخافُ، ثُمَّ تَرَكَّبَتِ اللُّغَتَانِ فَظَنَّ قَوْمٌ
أَن تَدُومُ عَلَى دِمْتَ، وتَدامُ عَلَى دُمْتَ، ذَهَابًا إِلى
الشُّذُوذِ وإِيثاراً لَهُ، والوَجْه مَا تَقَدَّمَ مِنْ أَن تَدامُ
عَلَى دِمْتَ، وتَدُومُ عَلَى دُمْتَ، وَمَا ذَهَبُوا إِليه مِنْ
تَشْذيذ دِمْتَ تَدومُ أَخف مِمَّا ذَهَبُوا إِليه مِنْ تَسَوُّغِ
دُمْتَ تَدامُ، إِذ الأُولى ذَاتُ نَظَائِرَ، وَلَمْ يُعْرَفْ مِنْ
هَذِهِ الأَخيرة إِلَّا كُدْتَ تَكادُ، وَتَرْكِيبُ اللُّغَتَيْنِ
بَابٌ وَاسِعٌ كَقَنَطَ يَقْنَطُ ورَكَنَ يَرْكَنُ، فَيَحْمِلُهُ
جُهَّالُ أَهل اللُّغَةِ عَلَى الشُّذُوذِ. وأَدامَهُ واسْتَدامَهُ:
تأَنَّى فِيهِ، وَقِيلَ: طَلَبَ دوَامَهُ، وأَدْومَهُ كَذَلِكَ.
واسْتَدَمْتُ الأَمر إِذا تأَنَّيْت فِيهِ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ
للمَجْنون وَاسْمُهُ قَيسُ بْنُ مُعاذٍ:
وإِنِّي عَلَى لَيْلى لَزارٍ، وإِنَّني، ... عَلَى ذاكَ فِيمَا
بَيْنَنا، مُسْتَدِيمُها
أَي مُنْتَظِرٌ أَن تُعْتِبَني بِخَيْرٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد
ابْنُ خَالَوَيْهِ فِي مُسْتَديم بِمَعْنَى مُنْتَظِر:
تَرَى الشُّعراءَ مِنْ صَعِقٍ مُصابٍ ... بصَكَّتِه، وَآخَرَ
مُسْتَدِيمِ
وأَنشد أَيضاً:
إِذا أَوقَعْتُ صاعِقةً عَلَيْهِمْ، ... رأَوْا أُخْرَى تُحَرِّقُ
فاسْتَدامُوا
اللَّيْثُ: اسْتِدامَةُ الأَمرِ الأَناةُ؛ وأَنشد لقَيْسِ ابن زُهَيرٍ:
فَلَا تَعْجَلْ بأَمرِكَ واسْتَدِمْهُ، ... فَمَا صَلَّى عَصاكَ
كَمُسْتَدِيمِ
وتَصْلِيةُ الْعَصَا: إِدارتها عَلَى النَّارِ لِتَسْتَقِيمَ،
واسْتدامتها: التَّأَنِّي فِيهَا، أَي مَا أَحْكَمَ أَمْرَها
كالتَّأَنِّي. وَقَالَ شِمْرٌ: المُسْتَدِيمُ المُبالِغُ فِي الأَمر.
واسْتَدِمْ مَا عِنْدَ فُلَانٍ أَي انْتَظِرْهُ وارْقُبْهُ؛ قَالَ:
وَمَعْنَى الْبَيْتِ مَا قَامَ بِحَاجَتِكَ مثلُ مَنْ يُعْنى بِهَا
وَيُحِبُّ قَضَاءَهَا. وأَدامه غيرهُ، والمُداومَةُ عَلَى الأَمر:
الْمُوَاظَبَةُ عَلَيْهِ. والدَّيُّومُ: الدائِمُ مِنْهُ كَمَا قَالُوا
قَيُّوم. والدِّيمةُ: مَطَرٌ يَكُونُ مَعَ سُكُونٍ، وَقِيلَ: يَكُونُ
خَمْسَةَ أَيَّامٍ أَو سِتَّةً وَقِيلَ: يَوْمًا وَلَيْلَةً أَو أَكثر،
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ: الدِّيمةُ مِنَ الْمَطَرِ الَّذِي لَا
رَعْدَ فِيهِ وَلَا بَرْقَ تَدُومُ يَوْمَها، وَالْجَمْعَ دِيَمٌ،
غُيِّرَت الْوَاوُ فِي الْجَمْعِ لتَغَيُّرِها فِي الْوَاحِدِ. وَمَا
زَالَتِ السماءُ دَوْماً دَوماً ودَيْماً دَيْماً، الْيَاءُ عَلَى
الْمُعَاقَبَةِ، أَي دَائِمَةَ الْمَطَرِ؛ وَحَكَى بَعْضُهُمْ: دامَتِ
السماءُ تَدِيمُ دَيْماً ودَوَّمَتْ وديَّمَتْ؛ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي:
هُوَ مِنَ الْوَاوِ لِاجْتِمَاعِ الْعَرَبِ طُرّاً عَلَى الدَّوامِ،
وَهُوَ أَدْوَمُ مِنْ كَذَا، وَقَالَ أَيضاً: مِنَ التدريج في اللغة
قولهم دِيمةٌ ودِيَمٌ، وَاسْتِمْرَارُ الْقَلْبِ فِي الْعَيْنِ إِلى
الْكَسْرَةِ قَبْلَهَا «1» ، ثُمَّ تَجَاوَزُوا ذَلِكَ لَمَّا كَثُرَ
وَشَاعَ إِلى أَن قَالُوا دَوَّمَتِ السماءُ ودَيَّمَتْ، فأَما
دَوَّمَتْ فَعَلَى الْقِيَاسِ، وأَما دَيَّمَتْ فَلِاسْتِمْرَارِ
الْقَلْبِ فِي دِيمَةٍ ودِيَمٍ؛ أَنشد أَبو زَيْدٍ:
هُوَ الجَوادُ ابنُ الجَوادِ ابنِ سَبَل، ... إِنْ دَيَّمُوا جادَ،
وإِنْ جادُوا وَبَلْ
__________
(1) . قوله [إِلى الكسرة قبلها] هكذا في الأَصل
(12/213)
وَيُرْوَى: دَوَّمُوا. شِمْرٌ: يُقَالُ
دِيمةٌ ودِيْمٌ؛ قَالَ الأَغْلَبُ:
فَوارِسٌ وحَرْشَفٌ كالدِّيْمِ، ... لَا تَتَأَنَّى حَذَرَ الكُلُومِ
رُوِيَ عَنْ أَبي العَمَيْثَلِ أَنه قَالَ: دِيمَة وَجَمْعُهَا دُيومٌ
بِمَعْنَى الدِّيمةِ. وأَرض مَدِيمَةٌ ومُدَيَّمَةٌ: أَصابتها
الدِّيَمُ، وأَصلها الْوَاوُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى الْيَاءَ
مُعَاقِبَةً؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
عَقِيلَةُ رَمْلٍ دافعَتْ فِي حُقوفِهِ ... رَخاخَ الثَّرَى،
والأُقْحُوانَ المُدَيَّمَا
وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ فِي دَيَمَ. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنها سُئِلَتْ: هَلْ كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُفَضِّلُ بَعْضَ
الأَيام عَلَى بَعْضٍ؟
وَفِي رِوَايَةٍ:
أَنها ذكرَتْ عَمَل رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً
؛ شبهتْه بالدِّيمَةِ مِنَ الْمَطَرِ فِي الدَّوامِ وَالِاقْتِصَادِ.
وَرُوِيَ
عَنْ حُذَيْقَة أَنه ذَكَرَ الْفِتَنَ فَقَالَ: إِنها لآتِيَتُكُمْ
دِيَماً
، يَعْنِي أَنها تملأَ الأَرض مَعَ دَوامٍ؛ وأَنشد:
دِيمَةٌ هَطْلاءُ فِيهَا وَطَفٌ، ... طَبَّقَ الأَرْضَ، تَحَرَّى
وتَدُرّ
والمُدامُ: المَطر الدَّائِمُ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي. والمُدامُ
والمُدامَةُ: الْخَمْرُ، سُمِّيَتْ مُدامَةً لأَنه لَيْسَ شَيْءٌ
تُستطاع إِدامَةُ شُرْبِهِ إِلا هِيَ، وَقِيلَ: لإِدامتها فِي الدَّنِّ
زَمَانًا حَتَّى سكنتْ بعد ما فارَتْ، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ مُدامَةً
إِذا كَانَتْ لَا تَنْزِفُ مِنْ كَثْرَتِهَا، فَهِيَ مُدامَةٌ ومُدامٌ،
وَقِيلَ: سُمِّيَتْ مُدامَةً لِعتْقها. وَكُلُّ شَيْءٍ سَكَنَ فَقَدْ
دامَ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمَاءِ الَّذِي يَسْكن فَلَا يَجْرِي: دائِمٌ.
وَنَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن يُبالَ
فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ ثُمَّ يُتَوضَّأَ مِنْهُ
، وَهُوَ الْمَاءُ الرَّاكِدُ الساكنُ، مِنْ دامَ يَدُومُ إِذا طَالَ
زَمَانُهُ. ودامَ الشيءُ: سَكَنَ. وَكُلُّ شَيْءٍ سكَّنته فَقَدَ
أَدَمْتَه. وظلٌّ دَوْمٌ وَمَاءٌ دَوْمٌ: دَائِمٌ، وصَفُوهُما
بِالْمَصْدَرِ. والدَّأْماءُ: الْبَحْرُ لدَوامِ مَائِهِ، وَقَدْ
قِيلَ: أَصله دَوْماء، فإعْلاله عَلَى هَذَا شَاذٌّ. ودامَ البحرُ
يَدُومُ: سَكَنَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فَجَاءَ بِهَا مَا شِئْتَ مِنْ لَطَمِيَّةٍ، ... تَدُومُ البحارُ
فَوْقَهَا وتَمُوجُ
وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: يَدُومُ الفُراتُ، قَالَ: وَهَذَا غَلَطٌ لأَن
الدُّرَّ لَا يَكُونُ فِي الْمَاءِ الْعَذْبِ. والدَّيْمومُ
والدَّيْمومَةُ: الْفَلَاةُ يَدُومُ السَّيْرُ فِيهَا لِبُعْدِهَا؛
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ ذَكَرْتُ قَوْلَ أَبي عَلِيٍّ أَنها مِنَ
الدَّوامِ الَّذِي هُوَ السَّخُّ «1» . والدَّيْمُومةُ: الأَرض
الْمُسْتَوِيَةُ الَّتِي لَا أَعلام بِهَا وَلَا طَرِيقَ وَلَا مَاءَ
وَلَا أَنيس وإِن كَانَتْ مُكْلِئَةً، وهنَّ الدَّيامِيمُ. يُقَالُ:
عَلَوْنا دَيْمومةً بَعِيدَةَ الغَوْرِ، وعَلَوْنا أَرضاً دَيْمومة
مُنكَرةً. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الدَّيامِيمُ الصَّحاري المُلْسُ
الْمُتَبَاعِدَةُ الأَطرافِ. ودَوَّمَتِ الكلابُ: أَمعنت فِي
السَّيْرِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
حَتَّى إِذا دَوَّمَتْ فِي الأَرض راجَعَهُ ... كِبْرٌ، وَلَوْ شَاءَ
نَجّى نفسَه الهَرَبُ
أَي أَمعنت فِيهِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَدامَتْهُ،
وَالْمَعْنَيَانِ مُقْتَرِبَانِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الأَصمعي
دَوَّمَتْ خطأٌ مِنْهُ، لَا يَكُونُ التَّدْويم إِلا في
__________
(1) . قوله: السخَّ، هكذا في الأَصل
(12/214)
السَّمَاءِ دُونَ الأَرض؛ وَقَالَ الأَخفش
وَابْنُ الأَعرابي: دَوَّمَتْ أَبعدت، وأَصله مِنْ دامَ يَدُومُ،
وَالضَّمِيرُ فِي دَوَّمَ يَعُودُ عَلَى الْكِلَابِ؛ وَقَالَ عليُّ
بْنُ حَمْزَةَ: لَوْ كَانَ التَّدْويمُ لَا يَكُونُ إِلا فِي
السَّمَاءِ لَمْ يَجُزْ أَن يُقَالَ: بِهِ دُوامٌ كَمَا يُقَالُ بِهِ
دُوارٌ، وَمَا قَالُوا دُومَةُ الجَنْدَلِ وَهِيَ مُجْتَمِعَةٌ
مُسْتَدِيرَةٌ. وَفِي حَدِيثِ
الْجَارِيَةِ الْمَفْقُودَةِ: فَحَمَلني عَلَى خافيةٍ ثُمَّ دَوَّمَ
بِي فِي السُّكاك
أَي أَدارني فِي الْجَوِّ. وَفِي حَدِيثِ
قُسّ والجارُود: قَدْ دَوَّمُوا الْعَمَائِمَ
أَي أَداروها حول رؤوسهم. وَفِي التَّهْذِيبِ فِي بَيْتِ ذِي
الرُّمَّةِ: حَتَّى إِذا دَوَّمَتْ، قَالَ يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشيًّا
وَيُرِيدُ بِهِ الشَّمْسَ، قَالَ: وَكَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَن يَقُولَ
دَوَّتْ فدَوَّمَتْ اسْتِكْرَاهٌ مِنْهُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ:
ذَكَرَ الأَصمعي أَن التَّدْويمَ لَا يَكُونُ إِلا مِنَ الطَّائِرِ فِي
السَّمَاءِ، وَعَابَ عَلَى ذِي الرُّمَّةِ مَوْضِعَهُ؛ وَقَدْ قَالَ
رُؤْبَةُ:
تَيْماء لَا يَنْجو بِهَا مَنْ دَوَّما، ... إِذا عَلاها ذُو انْقِباضٍ
أَجْذَما
أَي أَسرع. ودَوَّمَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِد السَّمَاءِ. ودَوَّمَت
الشَّمْسُ: دَارَتْ فِي السَّمَاءِ. التَّهْذِيبُ: وَالشَّمْسُ لَهَا
تَدْويمٌ كأَنها تَدُورُ، وَمِنْهُ اشْتُقَّتْ دُوّامَةُ الصَّبِيِّ
الَّتِي تَدُورُ كدَوَرانها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ جُنْدَباً:
مُعْرَوْرِياً رَمَضَ الرَّضْراض يَرْكُضُهُ، ... والشَّمْسُ حَيْرى
لَهَا فِي الجَوّ تَدْوِيمُ
كأَنها لَا تَمْضِي أَي قَدْ رَكِبَ حَرَّ الرَّضْراض، والرَّمَضُ:
شِدَّةُ الْحَرِّ، مَصْدَرُ رَمِضَ يَرمَضُ رَمَضاً، ويركُضُهُ:
يَضْرِبُهُ بِرِجْلِهِ، وَكَذَا يَفْعَلُ الجُندَبُ. قَالَ أَبو
الْهَيْثَمِ: مَعْنَى قَوْلِهِ وَالشَّمْسُ حَيْرى تَقِفُ الشَّمْسُ
بالهاجِرَةِ عَلَى المَسير مِقْدَارُ سِتِّينَ فَرْسَخًا «1» . تَدُورُ
عَلَى مَكَانِهَا. وَيُقَالُ: تَحَيَّرَ الْمَاءُ فِي الرَّوْضَةِ إِذا
لَمْ يَكُنْ لَهُ جِهَةٌ يَمْضِي فِيهَا فَيَقُولُ كأَنها مُتَحَيِّرَة
لدَوَرانها، قَالَ: والتَّدْويمُ الدَّوَرانُ، قَالَ أَبو بَكْرٍ:
الدَّائِمُ مِنْ حُرُوفِ الأَضداد، يُقَالُ لِلسَّاكِنِ دَائِمٌ،
وللمتحرِّك دَائِمٌ. وَالظِّلُّ الدَّوْمُ: الدَّائِمُ؛ وأَنشد ابْنُ
بَرِّيٍّ للَقِيط بْنِ زُرارَةَ فِي يَوْمِ جَبَلَة:
يَا قَوْمِ، قدْ أَحْرَقْتُموني باللَّوْمْ، ... وَلَمْ أُقاتِلْ
عامِراً قبلَ اليَوْمْ
شَتَّانَ هَذَا والعِناقُ والنَّوْم، ... والمَشْرَبُ البارِدُ
والظِّلُّ الدَّوْم
وَيُرْوَى: فِي الظِّلِّ الدَّوْم. ودَوَّمَ الطَّائِرُ إِذا تَحَرَّكَ
فِي طَيَرانه، وَقِيلَ: دَوَّمَ الطَّائِرُ إِذا سَكَّنَ جَنَاحَيْهِ
كَطَيَرَانِ الحِدَإِ والرَّخَم. ودَوَّمَ الطائرُ واستدامَ: حَلَّقَ
فِي السَّمَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُدَوِّمَ فِي السَّمَاءِ فَلَا
يُحَرِّكُ جَنَاحَيْهِ، وَقِيلَ: أَن يُدَوِّمَ وَيَحُومَ؛ قَالَ
الْفَارِسِيُّ: وَقَدِ اخْتَلَفُوا فِي الْفَرْقِ بَيْنَ التَّدوِيمِ
والتَّدْوِيَةِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: التَّدْويمُ فِي السَّمَاءِ،
والتَّدْوِيَةُ فِي الأَرض، وَقِيلَ بِعَكْسِ ذَلِكَ، قَالَ: وَهُوَ
الصَّحِيحُ، قَالَ جَوَّاسٌ، وَقِيلَ هُوَ لِعَمْرِو بْنِ مِخْلاةِ
الحمارِ:
بيَوْمٍ تَرَى الرَّايَاتِ فِيهِ، كأَنها ... عَوافي طيورٍ مُسْتَديم
وواقِع
وَيُقَالُ: دَوَّم الطائرُ فِي السَّمَاءِ إِذا جَعَلَ يَدُور، ودَوَّى
فِي الأَرض، وَهُوَ مِثْلُ التَّدْويمِ فِي السَّمَاءِ.
الْجَوْهَرِيُّ: تَدْويمُ الطَّائِرِ تَحْلِيقُهُ فِي طَيَرانِهِ
لِيَرْتَفِعَ فِي السَّمَاءِ، قَالَ: وَجَعَلَ ذو الرمة التَّدْوِيمَ
__________
(1) . قوله [مقدار ستين فرسخاً] عبارة التهذيب مقدار ما تسير ستين
فرسخاً
(12/215)
فِي الأَرض بِقَوْلِهِ فِي صِفَةِ
الثَّوْرِ: حَتَّى إِذا دَوَّمَتْ في الأَرض «1» وأَنكر الأَصمعي
ذَلِكَ وَقَالَ: إِنما يُقَالُ دَوَّى فِي الأَرض ودَوَّمَ فِي
السَّمَاءِ، كَمَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ، قَالَ: وَكَانَ بَعْضُهُمْ
يُصَوِّبُ التَّدْويم فِي الأَرض وَيَقُولُ: مِنْهُ اشْتُقَّتِ
الدُّوَّامَةُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ، وَهِيَ فَلْكَةٌ يَرْمِيهَا
الصَّبِيُّ بِخَيْطٍ فتُدَوِّمُ عَلَى الأَرض أَي تَدُورُ، وَغَيْرُهُ
يَقُولُ: إِنما سُمِّيَت الدُّوَّامَةَ مِنْ قَوْلِهِمْ دَوَّمْتُ
القِدْرَ إِذا سكَّنْتَ غَلَيَانَهَا بِالْمَاءِ لأَنها مِنْ سُرْعَةِ
دَورَانها قَدْ سكنتْ وهَدَأَتْ. والتَّدْوامُ: مِثْلُ التَّدْويمِ؛
وأَنشد الأَحمر فِي نَعْتِ الْخَيْلِ:
فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائِداتِها، ... جُنْحَ النَّواصِي نحْوَ
أَلْوِياتها،
كَالطَّيْرِ تَبْقي مُتَداوِماتِها
قَوْلُهُ تَبْقي أَي تَنْظُرُ إِليها أَنت وتَرْقُبُها، وَقَوْلُهُ
مُتَداوِمات أَي مُدَوِّمات دَائِرَاتٍ عَائِفَاتٍ عَلَى شَيْءٍ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: تَدْويمُ الْكَلْبِ إِمعانُهُ فِي الهَرَبِ،
وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَيُقَالُ لِلطَّائِرِ إِذا صَفّ جَنَاحَيْهِ فِي
الْهَوَاءِ وسَكَّنهما فَلَمْ يُحَرِّكْهُمَا كَمَا تَفْعَلُ الحِدَأُ
والرَّخَمُ: قَدْ دَوَّمَ الطَّائِرُ تَدْوِيماً، وسُمِّي تَدْوِيمًا
لِسُكُونِهِ وَتَرْكِهِ الخَفَقان بِجَنَاحَيْهِ. اللَّيْثُ:
التَّدْويمُ تَحْلِيقُ الطَّائِرِ فِي الْهَوَاءِ ودَوَرانه. ودُوَّامة
الْغُلَامِ، بِرَفْعِ الدَّالِ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ: وَهِيَ الَّتِي
تَلْعَبُ بِهَا الصِّبْيَانُ فَتُدار، وَالْجَمْعُ دُوَّامٌ، وَقَدْ
دَوَّمْتُها. وَقَالَ شِمْرٌ: دُوَّامةٌ الصَّبِيِّ،
بِالْفَارِسِيَّةِ، دَوَابُّهُ وَهِيَ الَّتِي تَلْعَبُ بِهَا
الصِّبْيَانُ تُلَفُّ بِسَيْرٍ أَو خَيْطٍ ثُمَّ تُرْمى عَلَى الأَرض
فتَدور؛ قَالَ المُتَلَمِّسُ فِي عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ:
أَلَك السَّدِيرُ وبارِقٌ، ... ومَرابِضٌ، ولَكَ الخَوَرْنَقْ،
والقَصْرُ ذُو الشُّرُفاتِ مِنْ ... سِنْدادَ، والنَّخْلُ المُنَبَّقْ،
والقادِسِيَّةُ كلُّها، ... والبَدْوُ مِنْ عانٍ ومُطْلَقْ؟
وتَظَلُّ، فِي دُوَّامةِ ... المولودِ يُظْلَمُها، تَحَرَّقْ
فَلَئِنْ بَقيت، لَتَبْلُغَنْ ... أَرْماحُنا مِنْكَ المُخَنَّقْ
ابْنُ الأَعرابي: دامَ الشيءُ إِذا دَارَ، وَدَامَ إِذا وقَف، وَدَامَ
إِذا تَعِبَ. ودَوَّمَتْ عينُه: دَارَتْ حَدَقَتُهَا كأَنها فِي
فَلْكةٍ، وأَنشد بَيْتَ رُؤْبَةَ:
تَيْماء لَا يَنْجُو بِهَا مَنْ دَوَّمَا
والدُّوامُ: شِبْهُ الدُّوارِ فِي الرأْس، وَقَدْ دِيمَ بِهِ وأُدِيمَ
إِذا أَخذه دُوارٌ. الأَصمعي: أَخذه دُوَامٌ فِي رأْسه مِثْلُ
الدُّوارِ، وَهُوَ دُوارُ الرأْس. الأَصمعي: دَوّمَتِ الْخَمْرُ
شَارِبَهَا إِذا سَكِرَ فدارَ. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ: أَنها كَانَتْ تَصِفُ مِنَ الدُّوامِ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِنْ
عَجْوَةٍ فِي سَبْعِ غَدَواتٍ عَلَى الرِّيقِ
؛ الدُّوامُ، بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ: الدُّوارُ الَّذِي يَعْرِضُ
فِي الرأْس. ودَوَّمَ المرقةَ إِذا أَكثر فِيهَا الإِهالة حَتَّى
تَدُور فَوْقَهَا، وَمَرَقَةٌ داوِمة نَادِرٌ، لأَن حَقَّ الْوَاوِ فِي
هَذَا أَن تُقْلَبَ هَمْزَةً. ودَوَّمَ الشَّيْءَ: بَلَّةُ، قَالَ
ابْنُ أَحمر:
هَذَا الثَّناءُ، وأَجْدِرْ أَن أُصاحِبَهُ ... وَقَدْ يُدَوِّمُ ريقَ
الطامِعِ الأَمَلُ
__________
(1) . البيت
(12/216)
أَي يبلُّه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَقُولُ
هَذَا ثَنَائِي على النُّعْمان ابن بَشِيرٍ، وأَجْدر أَن أُصاحبه وَلَا
أُفارقه، وأَملي لَهُ يُبْقي ثَنَائِي عَلَيْهِ ويُدَوِّمُ رِيقِي فِي
فَمِي بِالثَّنَاءِ عَلَيْهِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: والتَّدْويمُ أَن
يَلُوكَ لسانَه لِئَلَّا يَيْبَسَ ريقُه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ
بَعِيرًا يَهْدِرُ فِي شِقْشِقتِه:
فِي ذَاتِ شامٍ تَضْرِبُ المُقَلَّدَا، ... رَقْشَاءَ تَنْتاخُ
اللُّغامَ المُزْبِدَا،
دَوَّمَ فِيهَا رِزُّه وأَرْعَدَا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُهُ فِي ذَاتِ شامٍ يَعْنِي فِي
شِقْشِقَةٍ، وشامٌ: جَمْعُ شامةٍ، تَضْرب المُقَلَّدَا أَي يُخْرِجُهَا
حَتَّى تَبْلُغَ صَفْحَةَ عُنُقِهِ؛ قَالَ: وتَنْتاخُ عِنْدِي مِثْلُ
قَوْلِ الرَّاجِزِ:
يَنْباعُ مِنْ ذِفْرَى غَضُوبٍ حُرَّةٍ
عَلَى إِشباع الْفَتْحَةِ، وأَصله تَنْتَخ وتَنْبَعُ، يُقَالُ: نَتَخَ
الشَّوْكَةَ مِنْ رِجْلِهِ إِذا أَخرجها، والمِنْتاخُ: المِنْقاش،
وَفِي شِعْرِهِ تَمْتاخ أَي تَخْرُجُ، والماتِخُ: الَّذِي يُخْرِجُ
الْمَاءَ مِنَ الْبِئْرِ. ودَوَّمَ الزعفرانَ: دافَهُ؛ قَالَ
اللَّيْثُ: تَدْوِيمُ الزَّعْفَرَانِ دَوْفُه وإِدارَتُه فِي دَوْفِه؛
وأَنشد:
وهُنَّ يَدُفْنَ الزَّعفران المُدَوَّمَا
وأَدامَ القِدْرَ ودَوَّمَها إِذا غَلَت فَنَضَحَهَا بِالْمَاءِ
الْبَارِدِ لِيَسْكُنَ غَلَيانها؛ وَقِيلَ: كَسَرَ غَلَيَانَهَا
بِشَيْءٍ وسكَّنَهُ؛ قَالَ:
تَفُورُ عَلَيْنَا قِدْرُهُمْ فنُدِيمُها، ... ونَفْثَؤُها عَنَّا إِذا
حَمْيها غَلَى
قَوْلُهُ نُدِيمُها: نُسَكِّنها، ونَفْثَؤُها: نَكْسِرُهَا بِالْمَاءِ؛
وَقَالَ جَرِيرٌ:
سَعَرْتُ عليكَ الحَربَ تَغلي قُدورُها، ... فهَلَّا غَداةَ
الصِّمَّتَيْنِ تُدِيمُها
يُقَالُ: أَدام القِدْرَ إِذا سكَّن غَلَيانها بأَن لَا يُوقدَ
تَحْتَهَا وَلَا يُنزِلَها، وَكَذَلِكَ دَوَّمَها. وَيُقَالُ لِلَّذِي
تُسَكَّنُ بِهِ الْقِدْرُ: مِدْوامٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ:
الإِدامةُ أَن تَتْرُكَ الْقِدْرَ عَلَى الأَثافيِّ بَعْدَ الْفَرَاغِ،
لَا يُنْزِلُهَا وَلَا يُوقِدُهَا. والمِدْوَمُ والمِدْوامُ: عُودٌ أَو
غَيْرُهُ يُسَكَّنُ بِهِ غَلَيَانُهَا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ.
واسْتَدامَ الرجلُ غَرِيمَهُ: رفَق بِهِ، واسْتَدْماهُ كَذَلِكَ
مَقْلُوبٌ مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا بأَنه
مَقْلُوبٌ لأَنَّا لَمْ نَجِدْ لَهُ مَصْدَرًا؛ واسْتَدْمَى مَوَدَّته:
تَرَقَّبَهَا مِنْ ذَلِكَ، وإِن لَمْ يَقُولُوا فِيهِ اسْتَدام؛ قَالَ
كُثَيِّرٌ:
وَمَا زِلْتُ أَسْتَدْمِي، وَمَا طَرَّ شارِبي، ... وِصالَكِ، حَتَّى
ضَرَّ نَفْسِي ضَمِيرُها
قَوْلُهُ وَمَا طَرَّ شارِبي جُمْلَةٌ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ. وَقَالَ
ابْنُ كَيْسانَ فِي بَابِ كَانَ وأَخواتها: أَما مَا دامَ فَمَا وَقتٌ،
تَقُولُ: قُمْ مَا دَامَ زيدٌ قَائِمًا، تُرِيدُ قُمْ مُدَّةَ
قِيَامِهِ؛ وأَنشد:
لَتَقْرَبَنَّ قَرَباً جُلْذِيَّا، ... مَا دَامَ فيهِنَّ فَصِيل
حَيَّا
أَي مدَّة حَيَاةِ فُصْلانها، قَالَ: وأَما صَارَ فِي هَذَا الْبَابِ
فإِنها عَلَى ضَرْبين: بُلُوغٌ فِي الْحَالِ، وَبُلُوغٌ فِي
الْمَكَانِ، كَقَوْلِكَ صَارَ زَيْدٌ إِلى عَمْرٍو، وَصَارَ زَيْدٌ
رَجُلًا، فإِذا كَانَتْ فِي الْحَالِ فَهِيَ مِثْلُ كَانَ فِي بَابِهِ،
فأَما قَوْلُهُمْ مَا دَامَ فَمَعْنَاهُ الدَّوامُ لأَن مَا اسْمُ
مَوْصُولٍ بدامَ وَلَا يُسْتَعْمَلُ إِلا ظَرْفاً كَمَا تُسْتَعْمَلُ
الْمَصَادِرُ
(12/217)
ظُرُوفًا، تَقُولُ: لَا أَجلس مَا دُمْتَ
قَائِمًا أَي دَوامَ قيامِكَ، كَمَا تَقُولُ: ورَدْتُ مَقْدَمَ
الْحَاجِّ. والدَّوْمُ: شَجَرُ المُقْلِ، وَاحِدَتُهُ دَوْمَةٌ،
وَقِيلَ: الدَّوْمُ شَجَرٌ مَعْرُوفٌ ثَمَرُهُ المُقْلُ. وَفِي
الْحَدِيثِ:
رأَيت النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي
ظِلِّ دَوْمة
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ وَاحِدَةُ الدَّوْمِ وَهُوَ ضِخَامُ
الشَّجَرِ، وَقِيلَ: شَجَرُ المُقْلِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ:
الدَّوْمَةُ تَعْبُلُ وتَسْمُو ولها خُوصٌ كخُوصِ النحل وتُخرِجُ
أَقْناءً كأَقْناء النَّخْلَةِ. قَالَ: وَذَكَرَ أَبو زِيَادٍ
الأَعرابي أَن مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُسَمِّي النَّبْقَ دَوْماً. قَالَ:
وَقَالَ عُمَارَةُ الدَّوْمُ العظامُ مِنَ السِّدْرِ. وَقَالَ ابْنُ
الأَعرابي: الدَّوْمُ ضِخام الشَّجَرِ مَا كَانَ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:
زَجَرْنَ الهِرَّ تَحْتَ ظِلَالِ دَوْمٍ، ... ونَقَّبْنَ العَوارِضَ
بالعُيونِ
وَقَالَ طُفَيْلٌ:
أَظُعْنٌ بِصَحْراء الغَبيطَينِ أَم نَخْلُ ... بَدَتْ لَكَ، أَمْ
دَومٌ بأَكمامِها حَمْلُ؟
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والدَّوْمُ شَجَرٌ يُشْبِهُ النَّخْلَ إِلَّا
أَنه يُثْمِر المُقْلَ، وَلَهُ لِيفٌ وخُوص مِثْلُ لِيفِ النَّخْلِ.
ودُومَةُ الجَنْدَلِ: مَوْضِعٌ، وَفِي الصِّحَاحِ: حِصْنٌ، بِضَمِّ
الدَّالِ، وَيُسَمِّيهِ أَهل الْحَدِيثِ دَوْمَة، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ
خطأٌ، وَكَذَلِكَ دُوماء الجَنْدَلِ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ:
دَوْمَةُ الجَنْدَلِ فِي غَائِطٍ مِنَ الأَرض خَمْسَةُ فراسِخَ، وَمِنْ
قِبَلِ مَغْرِبِهِ عَيْنٌ تَثُجُّ فَتَسْقِي مَا بِهِ مِنَ النَّخْلِ
وَالزَّرْعِ، قَالَ: ودَوْمَةُ ضاحِيَةٌ بَيْنَ غَائِطِهَا هَذَا،
وَاسْمُ حِصْنِهَا مارِدٌ، وَسُمِّيَتْ دَوْمَةَ الجَنْدَلِ لأَن
حِصْنَهَا مَبْنِيٌّ بِالْجَنْدَلِ، قَالَ: والضاحِيةُ مِنَ الضَّحْل
مَا كَانَ بَارِزًا مِنْ هَذَا الغَوْطِ والعينِ الَّتِي فِيهِ،
وَهَذِهِ الْعَيْنُ لَا تَسْقِي الضَّاحِيَةَ، وَقِيلَ: هُوَ دُومة،
بِضَمِّ الدَّالِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ وَرَدَتْ فِي
الْحَدِيثِ، وَتُضَمُّ دَالُهَا وَتُفْتَحُ، وَهِيَ مَوْضِعٌ؛ وَقَوْلُ
لَبِيدٍ يَصِفُ بَنَاتَ الدَّهْرِ:
وأَعْصَفْنَ بالدُّومِيِّ مِنْ رأْس حِصْنِهِ، ... وأَنْزَلْنَ
بالأَسباب ربَّ المُشَقَّرِ
يَعْنِي أُكَيْدِر، صَاحِبَ دُومَةِ الجَنْدَلِ. وَفِي حَدِيثِ قَصْرِ
الصَّلَاةِ:
وَذَكَرَ دَوْمِين
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ بِفَتْحِ الدَّالِ وَكَسْرِ الْمِيمِ،
قَرْيَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْ حِمْص. والإِدامَةُ: تَنْقيرُ السَّهْمِ عَلَى
الإِبْهام. ودُوِّمَ السَّهْمُ: فُتِل بالأَصابع؛ وأَنشد أَبو
الْهَيْثَمِ لِلْكُمَيْتِ:
فاسْتَلَّ أَهْزَعَ حَنَّاناً يُعَلِّلُهُ، ... عِنْدَ الإِدامَةِ،
حَتَّى يَرْنُوَ الطَّرِبُ
وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: قَالَتْ لليَهُود عَلَيْكُمُ
السامُ الدامُ
أَي الْمَوْتُ الدَّائِمُ، فَحَذَفَتِ الْيَاءَ لأَجل السَّامِ.
ودَوْمانُ: اسْمُ رَجُلٍ. ودَوْمانُ: اسْمُ قَبِيلَةٍ. ويَدُومُ:
جَبَلٌ؛ قَالَ الرَّاعِي:
وَفِي يَدُومَ، إِذا اغْبَرَّتْ مَناكِبُهُ، ... وذِرْوة الكَوْر عَنْ
مَرْوانَ مُعْتزل
وَذُو يَدُومَ: نَهْرٌ مِنْ بِلَادِ مُزَيْنَة يَدْفَعُ بِالْعَقِيقِ؛
قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
عَرَفْتُ الدَّارَ قَدْ أَقْوَتْ بِرِئْمٍ ... إِلى لأْيٍ، فمَدْفَعِ
ذِي يَدُومِ
وأَدام: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو المُثَلَّمِ:
لَقَدْ أُجْرِي لمصْرَعِهِ تَلِيدٌ، ... وساقَتْهُ المَنِيَّةُ مِنْ
أَداما
(12/218)
قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَكُونُ أَفْعَلَ مِنْ دامَ يَدُومُ فَلَا
يُصْرَفُ كَمَا لَا يُصْرَفُ أَخْزَمُ وأَحمر، وأَصله عَلَى هَذَا
أَدْوَم، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ مِنْ د م ي، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي
مَوْضِعِهِ، وَاللَّهُ أَعلم.
دَيَمَ: الديمةُ: الْمَطَرُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ رَعْد وَلَا بَرْقٌ،
أَقله ثُلْثُ النَّهَارِ أَو ثُلْثُ اللَّيْلِ، وأَكثره مَا بَلَغَ
مِنَ العِدَّة، وَالْجَمْعُ دِيَمٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
باتَتْ وأَسْبَلَ والِفٌ من دَيمَةٍ ... تَرْوي الخَمائِلَ، دَائِمًا
تَسْجامُها
ثُمَّ يُشَبَّه بِهِ غَيْرُهُ. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَسُئِلَتْ عَنِ عَمَلِ سيدنا رسول
الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِبَادَتِهِ فَقَالَتْ: كَانَ
عملُه دِيمةً
؛ الدِّيمةُ الْمَطَرُ الدَّائِمُ فِي سُكُونٍ، شَبَّهَتْ عَمَلَهُ فِي
دَوَامِهِ مَعَ الِاقْتِصَادِ بِدِيمَةِ الْمَطَرِ الدَّائِمِ، قَالَ:
وأَصله الْوَاوُ فَانْقَلَبَتْ يَاءً لِلْكَسْرَةِ قَبْلَهَا. وَفِي
حَدِيثِ
حُذَيْفَةَ: وَذَكَرَ الْفِتَنَ فَقَالَ إِنها لآتِيَتُكُم دِيَماً
دِيَماً
أَي أَنها تملأُ الأَرض فِي دَوامٍ، ودِيَمٌ جَمْعُ دِيمَةِ الْمَطَرُ،
وَقَدْ دَيَّمَت السماءُ تَدْيِيماً؛ قَالَ جَهْم بْنُ سَبَلٍ يَمْدَحُ
رَجُلًا بالسَّخاء:
أَنا الجَواد ابْنُ الجَواد ابْنِ سَبَلْ، ... إِن دَيَّمُوا جادَ،
وإِن جَادُوا وَبَل «2»
. والدَّيامِيمُ: المفاوِزُ. وَمَفَازَةٌ دَيْمومَةٌ أَي دَائِمَةُ
الْبُعْدِ. وَفِي حَدِيثِ
جُهَيْشِ بْنِ أَوْس: ودَيْمومَةٍ سَرْدَحٍ
؛ هِيَ الصَّحْرَاءُ الْبَعِيدَةُ، وَهِيَ فَعْلُولة مِنَ الدَّوامِ،
أَي بَعِيدَةُ الأَرْجاء يَدُومُ السَّيْرُ فِيهَا، وَيَاؤُهَا
مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ، وَقِيلَ: هِيَ فَيْعُولة مِنْ دَمَمْتُ
الْقِدْرَ إِذا طَلَيْتُهَا بِالرَّمَادِ أَي أَنها مُشْتَبِهَةٌ لَا
عَلَمَ بِهَا لِسَالِكِهَا. وَحَكَى أَبو حَنِيفَةَ عَنِ الْفَرَّاءِ:
مَا زَالَتِ السَّمَاءُ دَيْماً دَيْماً أَي دَائِمَةَ الْمَطَرِ،
قَالَ: وأَراها مُعَاقِبَةً لِمَكَانِ الْخِفَّةِ، فإِذا كَانَ هَذَا
لَمْ يُعْتَدّ بِهِ فِي الْيَاءِ، وَقَدْ رُوِيَ: دامَتِ السَّمَاءُ
تَديمُ مَطَرَتْ دِيمةً، فإِن صَحَّ هَذَا الْفِعْلُ اعْتُدَّ بِهِ فِي
الْيَاءِ. وأَرض مَديمةٌ ومُدَيَّمةٌ: أَصابتها الدِّيمةُ، وَقَدْ
ذُكِرَ فِي دَوَمَ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
رَبيبةُ رَمْلٍ دافعَتْ فِي حُقوفِهِ ... رَخاخَ الثَّرى، والأُقحُوانَ
المُدَيَّما
وَقَالَ كُرَاعٌ: اسْتَدامَ الرَّجُلُ إِذا طأْطأَ رأْسه يَقْطُرُ
مِنْهُ الدَّمُ، مَقْلُوبٌ عن اسْتَدْمى. |