لسان العرب فصل الطاء المهملة
طحم: طَحْمَةُ السيلِ وطُحْمَتُه، بِفَتْحِ الطَّاءِ وَضَمِّهَا:
دُفَّاعُ مُعْظَمِه، وَقِيلَ: دُفْعَتُه الأُولى ومُعْظَمُه،
وَكَذَلِكَ طُحْمَة الليلِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لعُمارة بنِ
عُقَيْلٍ:
أَجالتْ حَصاهُنَّ الدَّوادي، وحَيَّضَتْ ... عليهنَّ حَيْضاتُ
السُّيول الطَّواحِمِ.
وأَتَتْنا طُحْمةٌ مِنَ النَّاسِ وطَحْمةٌ أَي جَمَاعَةٌ، وَفِي
الْمُحْكَمِ: أَي دُفْعَةٌ، وَهُمْ أَكْثَرُ مِنَ القادِيةَ،
والقادِيَةُ أَوَّلُ مَنْ يطرأْ عَلَيْكَ، وَقِيلَ: طُحْمَةُ النَّاسِ
جَماعتُهم. وطَحْمَةُ الفِتْنة: جَوْلَةُ الناسِ عِنْدَهَا. وَرَجُلٌ
طُحَمة مِثَالُ هُمَزة: شديدُ العِراكِ. وَقَوْسٌ طَحُومٌ: سَرِيعَةُ
السَّهْمِ. الأَصمعي: الطَّحُوم والطَّحُورُ الدَّفُوعُ. وَقَوْسٌ
طَحُومٌ وطَحُورٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والطَّحْمَةُ: ضَرْبٌ مِنَ
النَّبْتِ، وَهِيَ الطَّحْماءُ؛ وقال أَبو حَنِيفَةَ: الطَّحْمَةُ مِنَ
الحَمْض وَهِيَ عَرِيضَةُ الْوَرَقِ كَثِيرَةُ الْمَاءِ. والطَّحْماءُ:
نَبْتةٌ سُهْلِيَّةٌ حَمْضِيَّةٌ، قَالَ: والطَّحْماء أَيضاً
النَّجِيل، وَهُوَ خَيْر الحَمْض كُلِّه، وَلَيْسَ لَهُ حَطبٌ وَلَا
خَشَبٌ إِنَّمَا يَنْبُتُ نَبَاتًا تأْكله الإِبل. الأَزهري:
الطَّحْماء نَبْتٌ مَعْرُوفٌ.
طحرم: مَا عَلَيْهِ طِحْرِمَة أَي خِرْقة كطِحْرِيةٍ. وَمَا فِي
السَّمَاءِ طِحْرِمَةٌ كطِحْرِيةٍ أَي لَطْخٌ مِنْ غَيْمٍ. وطَحْرَمَ
السِّقاءَ: مَلأَه. طَحْرَمْتُ السِّقاءَ وطَحْمَرْتُه بِمَعْنًى أَي
مَلأْتُه، وَكَذَلِكَ الْقَوْسُ إِذَا وَتَّرْتَها.
طحلم: ماءٌ طُحْلُوم: آجِنٌ.
طخم: الأَطْخَمُ: مُقَدَّمُ الخُرْطومِ فِي الإِنسان وَالدَّابَّةِ؛
وأَنشد:
وَمَا أَنْتُمُ إِلَّا ظَرابيُّ قَصَّةٍ ... تَفاسَى، وتَسْتَنْشِي
بآنُفِها الطُّخْمِ «3»
. قَالَ: يَعْنِي لَطْخاً مِنْ قَذَرٍ. والطُّخْمَةُ: سوادٌ فِي
مُقَدَّمِ الأَنف ومُقَدَّمِ الخَطْمِ. وكَبْشٌ أَطْخَمُ: أَسْوَدُ
الرأْسِ وَسَائِرُهُ أَكْدَرُ: ولَحْمٌ أَطْخَمُ وطَخِيمٌ: جافٌّ
يَضْرِبُ لَوْنُه إِلَى السَّوَادِ، وَقَدِ اطْخَمَّ. والأَطْخَمُ:
كالأَدْغَمِ، وَقِيلَ: هُوَ لُغَةٌ فِي الأَدْغَمِ. ابْنُ السِّكِّيتِ:
يُقَالُ أَطْخَمُ أَخْضَرُ أَدْغَمُ، وَهُوَ الدَّيْزَجُ. وفَرَسٌ
أَطْخَمُ: لُغَةٌ فِي الأَدْغَمِ. وطَخَمَ الرجلُ وطَخُمَ: تَكَبَّرَ.
والطَّخْمَةُ: جَمَاعَةُ المَعَزِ. التَّهْذِيبِ: الطُّخُومُ بِمَعْنَى
التُّخومِ، وَهِيَ الحُدودُ بَيْنَ الأَرَضِينَ، قَلَبَتِ التَّاءَ
طَاءً لِقُرْبِ مخرجيهما.
طرم: الطِّرْمُ، بِالْكَسْرِ: العسَلُ عَامَّةً، وَقِيلَ: الطِّرْمُ
والطَّرْمُ والطِّرْيَمُ العسَلُ إِذَا امتَلأَتِ البيوتُ خَاصَّةً.
والطَّرْمُ والطِّرْمُ: الشَّهْدُ، وَقِيلَ: الزُّبْدُ؛ قَالَ
الشَّاعِرُ يَصِفُ النِّسَاءَ:
فمِنْهُنَّ مَنْ يُلْفَى كصابٍ وعَلْقَمٍ، ... ومنهنَّ مِثْلُ
الشَّهْدِ قَدْ شِيبَ بالطِّرْمِ
أَنشده الأَزهري وَقَالَ: الصَّوَابُ:
ومنهنَّ مثلُ الزُّبْدِ قَدْ شِيبَ بالطِّرْم
وَحُكِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: يُقَالُ للنَّحْل إِذَا مَلأَ
__________
(3) . قوله [
وَمَا أَنْتُمُ إِلَّا ظَرَابِيُّ قصة
إلخ] أنشده الجوهري في مادة ظرب: وَهَلْ أَنْتُمْ إِلَّا ظَرَابِيُّ
مذحج
(12/360)
أَبْنِيَتَه مِنَ العَسَلِ: قَدْ خَتَمَ،
فَإِذَا سَوَّى عَلَيْهِ قِيلَ: قَدْ طَرِمَ، وَلِذَلِكَ قِيلَ
للشَّهْدِ طَرْمٌ وطِرْمٌ. والطَّرَمُ: سَيَلانُ الطِّرْمِ مِنَ
الخَلِيَّةِ، وَهُوَ الشَّهْدُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ
الطِّرْمِ العَسَلِ قولُ الشَّاعِرِ:
وَقَدْ كنتِ مُزْجاةً زَمَانًا بخَلَّةٍ، ... فأَصبَحتِ لَا تَرْضَينَ
بالزَّغدِ والطِّرْمِ
قَالَ: والزَّغْدُ الزُّبْدُ؛ وأَنشد لِآخَرَ:
فأُتينا بزَغْبَدٍ وحَتِيّ، ... بَعْدَ طِرْمٍ وتامِكٍ وثُمالِ
قَالَ: الزَّغْبَدُ الزُّبْدُ، والحَتِيُّ سَويقُ المُقْلِ، والتامِكُ
السَّنامُ، والثُّمالُ رَغوَةُ اللبنِ. والطِّرْيَمُ: السحابُ الكثيفُ؛
قَالَ رُؤْبَةُ:
فاضْطَرَّه السَّيْلُ بوادٍ مُرْمِثِ ... فِي مُكْفَهِرِّ الطِّرْيَمِ
الشَّرَنْبَثِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَمْ يَجِئِ الطِّرْيَمُ السحابُ إِلَّا فِي
رَجَزِ رُؤْبَةَ؛ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ، قَالَ: والطِّرْيَمُ العسلُ
أَيضاً. والطِّرْيَمُ: الطويلُ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. ومَرَّ طِرْيَمٌ
مِنَ اللَّيْلِ أَيْ وقتٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والطُّرْمَةُ
والطُّرْمُ: الْكَانُونُ. والطُّرامةُ: الرِّيق اليابسُ عَلَى الْفَمِ
مِنَ الْعَطَشِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يجِفُّ عَلَى فَمِ الرَّجُلِ مِنَ
الرِّيقِ مِنْ غَيْرِ أَن يُقيد بِالْعَطَشِ. والطُّرامَةُ، بِالضَّمِّ
أَيضاً: الخُضْرَة تَرْكَبُ عَلَى الأَسنان وَهُوَ أشَفُّ مِنَ
القَلَح، وَقَدْ أَطْرَمَتْ أَسنانُه إطْراماً؛ قَالَ:
إِنِّي قَنِيتُ خَنِينَها، إذْ أَعْرَضَتْ، ... ونَواجِذاً خُضْراً
مِنَ الإِطْرام
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الطُّرامَةُ بَقِيَّةُ الطَّعَامِ بَيْنَ
الأَسنان. واطَّرَمَ فُوه: تغيَّر. والطُّرْمَة والطَّرْمَة
والطِّرْمَةُ: نُتُوءٌ فِي وَسَطِ الشَّفَةِ العُليا، وَهِيَ فِي
السُّفْلى التُّرْفَةُ، فَإِذَا جَمَعُوا قَالُوا طُرْمتين، فغَلَّبوا
لَفْظَ الطُّرْمة عَلَى التُّرْفَة. والطُّرْمَةُ: بَثْرَةٌ تَخْرُجُ
فِي وسَطِ الشَّفَةِ السُّفْلَى. والطَّرْمة، بِفَتْحِ الطَّاءِ:
الْكَبِدُ. والطارِمَةُ: بيتٌ مِنْ خَشَب كَالْقُبَّةِ، وَهُوَ دَخِيلٌ
أَعجمي مُعَرَّبٌ. وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ طَرَنَ: طَرْيَنُوا
وطَرْيَمُوا إِذَا اخْتَلَطوا مِنَ السُّكْر. ابْنُ بَرِّيٍّ:
الطَّرْمُ اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الأَعز بْنُ مأْنوس:
طَرَقَتْ فُطَيْمَةُ أَرْحُلَ السَّفْرِ، ... بالطَّرْم باتَ خيالُها
يَسْرِي
ورأَيت حَاشِيَةً بِخَطِّ الشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّينِ الشَّاطِبِيِّ
رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: الطَّرْمُ، بِفَتْحِ أَوله وَإِسْكَانِ
ثَانِيهِ، مَدِينَةُ وَهْشُوذانَ الَّذِي هَزَمَه عَضُدُ الدَّوْلَةِ
فَنَّاخُسْرو؛ قَالَ: قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ الْبَكْرِيُّ فِي مُعْجم
مَا اسْتَعْجَمَ.
طرثم: الطَّرْثَمَةُ والثَّرْطَمَةُ: الإِطْراق مِنْ غَضبٍ أَو
تَكَبُّرٍ.
طرحم: الطُّرْحُومُ نَحْوُ الطُّرْموحِ: وَهُوَ الطويلُ؛ قَالَ ابْنُ
دُرَيْدٍ: أَحْسَبُهُ مقلوباً.
طرخم: الاطْرِخمامُ: الِاضْطِجَاعُ. والمُطْرَخِمُّ: المُضْطجِعُ،
وَقِيلَ: الْغَضْبَانُ المُتَطاوِلُ، وَقِيلَ: المُتَكَبِّرُ، وَقِيلَ:
المُنْتَفِخ مِنْ التُّخَمَة. واطْرَخَمَّ الليلُ: اسْوَدَّ
كاطْرَهَمَّ. واطْرَخَمَّ أَي شَمَخَ بأَنفه وتعَظَّمَ اطْرِخْماماً،
واطْرَخَمَّ الرجلُ، وَهُوَ عَظَمَةُ الأَحْمَق؛ وأَنشد:
والأَزْدُ دعْوى النُّوكِ، واطْرَخَمُّوا
(12/361)
يَقُولُ: ادَّعَوا النُّوك ثُمَّ
تَعَظَّمُوا. الأَصمعي: إِنَّهُ لمُطْرَخِمُّ ومُطْلَخِمٌّ أَي
مُتَكَبِّرٌ مُتَعَظِّمٌ، وَكَذَلِكَ مُسْلَخِمٌّ. واطْرَخَمَّ الرجلُ
إِذَا كلَّ بَصَرُه. وشابٌّ مُطْرَخِمٌّ أَي حَسَنٌ تامٌّ؛ قَالَ
الْعَجَّاجُ:
وجامِعِ القُطْرَيْنِ مُطْرَخِمِّ، ... بَيَّضَ عَيْنَيْه العَمَى
المُعَمِّي
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجَزُ لِرُؤْبَةَ؛ وَبَعْدَهُ:
مِنْ نَحَمانِ حَسَدٍ نِحَمِ
أَي رُبَّ جَامِعٍ قُطْرَيه عَنِّي مُتَكبر عليَّ بَيَّضَ عَيْنَيْهِ
حَسَدُهُ فَهُوَ يَنْحِمُ. وشَبابٌ مُطْرَهِمٌّ ومُطْرَخِمٌّ بِمَعْنًى
وَاحِدٍ.
طرسم: طَرْسَمَ الليلُ وطَرْمَسَ: أَظلم، وَيُقَالُ بِالشِّينِ
الْمُعْجَمَةِ. وطَرْسَم الطريقُ: مِثْلُ طَمَسَ ودَرَسَ. وطَرْسم
الرجلُ: سَكَتَ مِنْ فَزَع. الأَصمعي: طَرْسَمَ طَرْسَمَةً وبَلْسَمَ
بَلْسَمة إِذَا فَرِقَ أَطْرَقَ وسَكَتَ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا
نَكَصَ هَارِبًا: قَدْ سَرْطَم وطَرْمَسَ. الْجَوْهَرِيُّ: طَرْسَمَ
الرجلُ أَطْرَق، وطَلْسَمَ مثلُه.
طرشم: طَرْشَمَ وطَرْمَشَ: أَظلم، والسين أَعلى.
طرغم: المُطْرَغِمُّ: الْمُتَكَبِّرُ. واطْرَغَمَّ إِذَا تَكَبَّرَ.
والاطْرِغْمامُ: التَّكَبُّرُ؛ وأَنشد:
أَوْدَحَ لَمَّا أَن رَأَى الجَدَّ حَكَمْ، ... وكنتُ لَا أنْصِفُه
إِلَّا اطْرَغَمْ
والإِيداحُ: الإِقرارُ بِالْبَاطِلِ، قَالَ الأَزهري: واطْرَخَمَّ
مِثْلُ اطْرَغَمَّ.
طرهم: المُطْرَهِمُّ: الشَّبابُ الْمُعْتَدِلُ التَّامُّ؛ قَالَ ابْنُ
أَحمر:
أُرَجِّي شَباباً مُطْرَهِمّاً وصِحَّةً، ... وكيفَ رجاءُ المَرءْ مَا
لَيْسَ لاقِيا؟
والمُطْرَهِمُّ: الشابُّ الحَسَنُ، وَقِيلَ: الطَّوِيلُ الحَسن، قَالَ
ابْنُ بَرِّيٍّ: يُرِيدُ أَن الإِنسان يَأْمُلُ أَن يَبْقَى شبابُه
وصِحَّتُه، وَهَذَا مَا لَا يَصِحُّ لأَحد، فَعَجِبَ مِنْ تَأْمِيلهِ
ذَلِكَ. وشَبابٌ مُطْرَهِمٌّ ومُطْرَخِمٌّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ.
والمُطْرَهِمُّ: الْمُتَكَبِّرُ. واطْرَهَمَّ الليلُ: اسْوَدَّ، وَقَدْ
فَسَّرَ يعقوبُ بِهِ قَوْلَ ابْنِ أَحمر:
أرجِّي شبابا مطرهما وَصِحَّةً
قَالَ: وَلَا وَجْهَ لَهُ إِلَّا أَن يَعْنِيَ بِهِ اسْوِدَادَ
الشَّعَرِ. ابْنُ الأَعرابي: المُطْرَهِمُّ المُمْتَلئ الحَسَنُ.
الأَصمعي: هُوَ المُتْرَفُ الطويلُ، وَقَدِ اطْرَهَمَّ اطْرِهْماماً
واطْرَخَمَّ. والمُطْرَهِمُّ: فَحْلُ الضِّرابِ.
طسم: طَسَمَ الشيءُ والطريقُ وطَمَسَ يَطْسِمُ طُسُوماً: دَرَسَ.
وطَسَمَ الطريقُ: مِثْلُ طَمَسَ، عَلَى الْقَلْبِ؛ وأَنشد ابْنُ
بَرِّيٍّ لِعُمَرَ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ:
رَثَّ حَبْلُ الوَصْلِ فانْصَرَمَا ... مِنْ حَبِيبٍ هاجَ لِي سَقَما
كِدْتُ أَقْضِي، إذْ رأَيْتُ لَه ... مَنْزِلًا بالخَيْفِ قَدْ طَسَمَا
وَجَاءَ بِهِ الْعَجَّاجُ متعدِّياً؛ فَقَالَ:
ورَبِّ هَذَا الأَثَرِ المُقَسَّمِ، ... مِنْ عَهْدِ إبراهيمَ لَمَّا
يُطْسَمِ
(12/362)
يَعْنِي بالأَثَر المُقَسَّم مَقامَ
إِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ وَقَوْلُهُ:
مَا أَنا بالغادِي وأَكْبَرُ هَمِّه ... جَمامِيسُ أَرْضٍ، فَوْقَهُنَّ
طُسُومُ
فَسَّرَهُ أَبو حَنِيفَةَ فَقَالَ: الطُّسُومُ هُنَا الطَّامِسَةُ أَي
فَوْقَهُنَّ أَرضٌ طامِسَةٌ تُحْوِجُ إِلَى التَّفْتِيش والتَّوَسُّم.
وطَسِمَ الرجلُ: اتَّخَمَ، قَيْسِيَّةٌ. والطَّسَمُ: الظَّلامُ،
والغَسَمُ والطَّسَمُ عِنْدَ الإِمْساء، وَفِي السَّمَاءِ غَسَمٌ مِنْ
سَحَابٍ وأَغْسامٌ وأَطْسامٌ مِنْ سَحابٍ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب:
رأَيته فِي طُسَامِ الْغُبَارِ وطَسَامِه وطَسَّامه وطَيْسانِه،
يُرِيدُ فِي كَثِيرِهِ. وأُطْسُمَّةُ الشَّيْءِ: مُعْظَمُه
ومُجْتَمَعُه؛ حَكَاهُ السِّيرَافِيُّ وَلَمْ يَذْكُرْ سِيبَوَيْهِ
إِلا أُسْطُمَّة. وأُسْطُمَّةُ الحَسَب: وَسَطُه ومُجْتَمَعُه، قَالَ:
والأُطْسُمَّةُ مثلُه عَلَى الْقَلْبِ. قَالَ العُمَانِيُّ الرَّاجِزُ،
وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ ذُؤَيْبٍ الفُقَيْمِيُّ لَقَّبَهُ
بالعُمَانيّ دُكَيْنٌ الراجزُ لَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ مُصْفَرَّ الوجهِ
مَطْحُولًا، فَقَالَ: مَن هَذَا العُمانِيُّ؟ فَلَزِمَهُ ذَلِكَ، لأَن
عُمَانَ وبِئَةٌ وأَهْلُها صُفْرٌ مَطْحُولُونَ، يُخاطب بِهِ
العُمانِيُّ الرَّشيدَ:
مَا قاسِمٌ دونَ مَدَى ابْنِ أُمِّهِ، ... وقَدْ رَضِيناهُ فقُمْ
فَسَمِّهِ
يَا لَيْتَها قَدْ خَرَجَتْ منْ فُمِّهِ، ... حتَّى يَعُودَ المُلْكُ
فِي أُطْسُمِّهِ
أَي فِي أَهله وحَقِّه، وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الرَّجَزُ
لِجَرِيرٍ قَالَهُ فِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَعَبْدِ
الْعَزِيزِ، وَهُوَ:
إِن الإِمامَ بعدَه ابنُ أُمِّهِ، ... ثُمَّ ابْنُهُ وَلِيُّ عَهْدِ
عَمِّه
قَدْ رَضِيَ الناسُ بِهِ فَسَمِّهِ، ... يَا لَيْتَها قَدْ خَرَجَتْ
منْ فُمِّهِ
حَتَّى يَعُودَ المُلْكُ فِي أُسْطُمِّه، ... أَبْرِزْ لَنَا يَمينَه
مِنْ كُمِّهِ
والطَّواسيمُ والطَّواسينُ: سُوَرٌ فِي القرآنِ جُمِعَتْ عَلَى غَيْرِ
قِيَاسٍ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ:
حَلَفْتُ بالسَّبْعِ اللَّواتَي طُوِّلَتْ، ... وبِمِئينٍ بَعْدَها
قَدْ أُمْئيتْ،
وبمَثَانٍ ثُنِّيَتْ وكُرّرَتْ، ... وبالطَّواسيم الَّتِي قَدْ
ثُلِّثَتْ
وبالْحَوامِيمِ الَّتِي قَدْ سُبّعَتْ، ... وبالمُفَصَّلِ اللَّواتي
فُصِّلَتْ
قَالَ: وَالصَّوَابُ أَن تُجْمَعَ بِذَوَاتٍ وتضافَ إِلَى وَاحِدٍ
فَيُقَالُ: ذواتُ طسم، وذواتُ حم. وطَسْمٌ: حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ
انْقَرَضُوا. الْجَوْهَرِيُّ: طَسْمٌ قَبِيلَةٌ مِنْ عَادٍ كَانُوا
فَانْقَرَضُوا، وَفِي حَدِيثِ مَكَّةَ:
وسُكَّانها طَسْمٌ وجَدِيسٌ
، وَهُمَا قَوْمٌ مِنْ أَهل الزَّمَانِ الأَوّل، وَقِيلَ: طَسْمٌ حَيٌّ
مِنْ عادٍ، والله أَعلم.
طعم: الطَّعامُ: اسمٌ جامعٌ لِكُلِّ مَا يُؤكَلُ، وَقَدْ طَعِمَ
يَطْعَمُ طُعْماً، فَهُوَ طاعِمٌ إِذَا أَكَلَ أَو ذاقَ، مِثَالُ
غَنِمَ يَغْنَمُ غُنْماً، فَهُوَ غانِمٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَإِذا
طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا
. وَيُقَالُ: فُلَانٌ قَلَّ طُعْمُه أَي أَكْلُه. وَيُقَالُ: طَعِمَ
يَطْعَمُ مَطْعَماً وَإِنَّهُ لَطَيّبُ المَطْعَمِ كَقَوْلِكَ طَيِّبُ
المَأْكَلِ. وَرُوِيَ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ فِي زَمْزَمَ: إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ
وشِفاءُ سُقْمٍ
أَي يَشْبَعُ الإِنسانُ إِذَا شَرب ماءَها كَمَا
(12/363)
يَشْبَعُ مِنَ الطَّعَامِ. وَيُقَالُ:
إنِّي طاعِمٌ عَنْ طَعامِكُمْ أَي مُسْتَغْنٍ عَنْ طَعامكم. وَيُقَالُ:
هَذَا الطَّعامُ طَعامُ طُعْمٍ أَي يَطْعَمُ مَنْ أَكله أَي يَشْبَعُ،
وَلَهُ جُزْءٌ مِنَ الطَّعامِ مَا لَا جُزْءَ لَهُ. وَمَا يَطْعَم
آكِلُ هَذَا الطَّعَامَ أَي مَا يَشْبَعُ، وأَطْعَمْته الطَّعَامَ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ
مَتاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ
؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: اخْتُلِفَ فِي طَعَامِ الْبَحْرِ فَقَالَ
بَعْضُهُمْ: هُوَ مَا نَضَب عَنْهُ الْمَاءُ فأُخِذَ بِغَيْرِ صَيْدٍ
فَهُوَ طَعامُه، وَقَالَ آخَرُونَ: طعامُه كُلُّ مَا سُقِي بِمَائِهِ
فَنَبَتَ لأَنه نَبَتَ عَنْ مَائِهِ؛ كلُّ هَذَا عَنْ أَبي إِسحاق
الزَّجَّاجِ، وَالْجَمْعُ أَطْعِمَةٌ، وأَطْعِماتٌ جَمْعُ الْجَمْعِ،
وَقَدْ طَعِمَه طَعْماً وطَعاماً وأَطْعَم غيرَه، وأَهلُ الْحِجَازِ
إِذَا أطْلَقُوا اللفظَ بالطَّعامِ عَنَوْا بِهِ البُرَّ خَاصَّةً،
وَفِي حَدِيثِ
أَبي سَعِيدٍ: كُنَّا نُخْرِجُ صدقةَ الفطرِ عَلَى عهدِ رَسُولِ
اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَاعًا مِنْ طَعامٍ أَو
صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ
؛ قِيلَ: أَراد بِهِ البُرَّ، وَقِيلَ: التَّمْرُ، وَهُوَ أَشبه لأَن
البُرَّ كَانَ عِنْدَهُمْ قَلِيلًا لَا يَتَّسِعُ لإِخراج زَكَاةِ
الْفِطْرِ؛ وَقَالَ الْخَلِيلُ: الْعَالِي فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَن
الطَّعامَ هُوَ البُرُّ خَاصَّةً. وَفِي حَدِيثِ المُصَرَّاةِ:
مَنِ ابتاعَ مُصَرَّاةً فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، إنْ شَاءَ
أَمْسَكها، وَإِنْ شَاءَ رَدَّها ورَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ طَعامٍ
لَا سَمْراء.
قَالَ ابْنُ الأَثير: الطَّعامُ عامٌّ فِي كلِّ مَا يُقْتات مِنَ
الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالتَّمْرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَحَيْثُ
اسْتَثْنى مِنْهُ السَّمْراء، وَهِيَ الْحِنْطَةُ، فَقَدْ أَطْلَق
الصاعَ فِيمَا عَدَاهَا مِنَ الأَطعمة، إلَّا أَن الْعُلَمَاءَ خَصُّوه
بِالتَّمْرِ لأَمرين: أَحدهما أَنه كَانَ الغالبَ عَلَى أَطْعمتهم،
وَالثَّانِي أَن مُعْظَم رِوَايَاتِ هَذَا الْحَدِيثِ إِنَّمَا جَاءَتْ
صَاعًا مِنْ تَمْرٍ
، وَفِي بَعْضِهَا قَالَ
صَاعًا مِنْ طَعَامٍ
، ثُمَّ أَعقبه بِالِاسْتِثْنَاءِ فَقَالَ
لَا سَمْراء
، حَتَّى إِنَّ الْفُقَهَاءَ قَدْ ترَدَّدُوا فِيمَا لَوْ أَخرج بَدَلَ
التَّمْرِ زَبِيبًا أَو قُوتًا آخَرَ، فَمِنْهُمْ مَنْ تَبِعَ
التَّوقِيفَ، وَمِنْهُمْ مَنْ رَآهُ فِي مَعْنَاهُ إِجْرَاءً لَهُ
مُجْرى صَدَقةِ الْفِطْرِ، وَهَذَا الصاعُ الَّذِي أَمَرَ برَدِّه مَعَ
المُصَرّاة هُوَ بَدَلٌ عَنِ اللَّبَنِ الَّذِي كَانَ فِي الضَّرْع
عِنْدَ العَقْد، وإِنما لَمْ يَجِبْ رَدُّ عينِ اللبنِ أَو مثلِه أَو
قِيمَتِهِ لأَنَّ عينَ اللَّبَنِ لَا تَبْقى غَالِبًا، وَإِنْ بَقِيَتْ
فتَمْتَزِجُ بآخرَ اجْتَمع فِي الضَّرْعِ بَعْدَ الْعَقْدِ إِلَى
تَمَامِ الحَلْب، وأَما المِثْلِيَّةُ فلأَن القَدْرَ إِذَا لَمْ
يَكُنْ مَعْلُومًا بمِعْيار الشرعِ كَانَتِ المُقابلةُ مِنْ بَابِ
الرِّبَا، وَإِنَّمَا قُدِّرَ مِنَ التَّمْرِ دُونَ النَّقْد لفَقْدِه
عِنْدَهُمْ غَالِبًا، ولأَن التَّمْرَ يُشارك اللبنَ فِي المالِيَّة
والقُوتِيَّة، وَلِهَذَا الْمَعْنَى نَصَّ الشَّافِعِيِّ، رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، أَنه لَوْ رَدَّ المُصَرَّاة بعَيْبٍ آخرَ سِوَى
التَّصْرِيَةِ رَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ لأَجل اللَّبَنِ.
وقولُه تَعَالَى: مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ
يُطْعِمُونِ
؛ مَعْنَاهُ مَا أُريدُ أَن يَرْزُقُوا أَحداً مِنْ عِبَادِي وَلَا
يُطْعِمُوه لأَني أَنا الرَّزَّاقُ المُطْعمُ. وَرَجُلٌ طاعِمٌ: حَسَنُ
الْحَالِ فِي المَطْعمِ؛ قَالَ الحُطَيْئَةُ:
دَعِ المَكارِمَ لَا تَرْحَلْ لبُغْيَتِها، ... واقْعُدْ فإنَّك أَنتَ
الطاعِمُ الْكَاسِي
وَرَجُلٌ طاعِمٌ وطَعِمٌ عَلَى النَّسَبِ؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، كَمَا
قَالُوا نَهِرٌ. والطَّعْمُ: الأَكْلُ. والطُّعْم: مَا أُكِلَ. وَرَوَى
الباهِليُّ عَنِ الأَصمعي: الطُّعْم الطَّعام، والطَّعْمُ الشَّهْوةُ،
وَهُوَ الذَّوْقُ؛ وأَنشد لأَبي خِرَاشٍ الهُذَلي:
أَرُدُّ شُجاعَ الجُوعِ قَدْ تَعْلَمِينَه، ... وَأُوثِرُ غَيْري مِنْ
عِيالِك بالطُّعْم
أَي بالطعامِ، وَيُرْوَى: شُجاعَ البَطْنِ، حَيَّةٌ
(12/364)
يُذْكَرُ أَنها فِي البَطْنِ وتُسَمَّى
الصَّفَر، تُؤْذي الإِنسانَ إِذَا جَاعَ؛ ثُمَّ أَنشد قَوْلَ أَبي
خِراش فِي الطَّعْمِ الشَّهْوة:
وأَغْتَبِقُ الماءَ القَراحَ فأَنْتَهي، ... إِذَا الزادُ أَمْسى
للمُزَلَّجِ ذَا طَعْمِ
ذَا طَعْمٍ أَي ذَا شَهْوَةٍ، فأَراد بالأَول الطعامَ، وَبِالثَّانِي
مَا يُشْتَهى مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَنَى عَنْ شِدَّةِ الجُوع
بشُجاعِ البَطْنِ الَّذِي هُوَ مِثْلُ الشُّجاع. وَرَجُلٌ ذُو طَعْمٍ
أَي ذُو عَقْلٍ وحَزْمٍ؛ وأَنشد:
فَلَا تَأْمُري، يَا أُمَّ أَسماءَ، بِالَّتِي ... تُجِرُّ الفَتى ذَا
الطَّعْمِ أَن يتَكَلَّما
أَي تُخْرِسُ، وأَصله مِنَ الإِجْرارِ، وَهُوَ أَن يُجْعَلَ فِي فَمِ
الفَصيل خشَبةٌ تَمْنَعُهُ مِنَ الرَّضاعِ. وَيُقَالُ: مَا بِفُلَانٍ
طَعْمٌ وَلَا نَويصٌ أَي لَيْسَ لَهُ عَقْل وَلَا بِهِ حَراكٌ. قَالَ
أَبو بَكْرٍ: قولُهم لَيْسَ لِمَا يَفْعَلُ فلانٌ طَعْمٌ، مَعْنَاهُ
لَيْسَ لَهُ لَذَّة وَلَا مَنْزِلَةٌ مِنَ الْقَلْبِ، وَقَالَ فِي
قَوْلِهِ للمُزَلَّجِ ذَا طَعْم فِي بَيْتِ أَبي خِراش: مَعْنَاهُ ذَا
مَنْزِلَةٍ مِنَ الْقَلْبِ، والمُزَلَّجُ البخيلُ، وَقَالَ ابْنُ
بَرِّي: المُزَلَّجُ مِنَ الرِّجَالِ الدونُ الَّذِي لَيْسَ بِكَامِلٍ؛
وأَنشد:
أَلا مَا لِنَفْسٍ لَا تموتُ فَيَنْقَضِي ... شَقاها، وَلَا تَحْيا
حَياةً لَهَا طَعْمُ
مَعْنَاهُ لَهَا حلاوةٌ وَمَنْزِلَةٌ مِنَ الْقَلْبِ. وَلَيْسَ بِذِي
طَعْم أَي لَيْسَ لَهُ عقْلٌ وَلَا نفْسٌ. والطَّعْمُ: مَا يُشْتَهى.
يُقَالُ: لَيْسَ لَهُ طَعْم وَمَا فلانٌ بِذِي طَعْمٍ إِذَا كَانَ
غَثّاً. وَفِي حَدِيثِ بدرٍ: مَا قَتَلْنا أَحداً بِهِ طَعْمٌ، مَا
قَتَلْنا إِلَّا عجائزَ صُلْعاً؛ هَذِهِ اسْتِعَارَةٌ أَي قَتَلْنا
مَنْ لَا اعْتِدادَ بِهِ وَلَا مَعْرفةَ وَلَا قَدْرَ، وَيَجُوزُ فِيهِ
فَتْحُ الطَّاءِ وَضَمُّهَا لأَن الشَّيْءَ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ
طُعم وَلَا لَهُ طَعْم فَلَا جَدوى فِيهِ لِلْآكِلِ وَلَا منفَعة.
والطُّعْمُ أَيضاً: الحَبُّ الَّذِي يُلْقى لِلطَّيْرِ، وأَما
سِيبَوَيْهِ فسَوَّى بَيْنَ الِاسْمِ وَالْمَصْدَرِ فَقَالَ: طَعِمَ
طُعْماً وأَصاب طُعْمَه، كِلَاهُمَا بِضَمِّ أَوّله. والطُّعْمة:
المَأْكَلة، وَالْجَمْعُ طُعَمٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
مُشَمِّرينَ عَلَى خُوصٍ مُزَمَّمةٍ، ... نَرْجُو الإِلَه، ونَرْجُو
البِرَّ والطُّعَما
وَيُقَالُ: جعَلَ السلطانُ ناحيةَ كَذَا طُعْمةً لِفُلَانٍ أَي
مَأْكَلَةً لَهُ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي بَكْرٍ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَطْعَمَ نَبِيًّا طُعْمةً
ثُمَّ قَبَضَه جعَلَها لِلَّذِي يَقومُ بَعْدَهُ
؛ الطُّعْمةُ، بالضَّم: شبْهُ الرِّزْق، يريدُ بِهِ مَا كَانَ لَهُ
مِنَ الفَيْء وَغَيْرِهِ، وجَمْعُها طُعَمٌ. وَمِنْهُ حديثُ ميراثِ
الجَدّ:
إِنَّ السدسَ الآخرَ طُعْمةٌ لَهُ
أَي أَنه زِيَادَةٌ عَلَى حَقِّهِ. وَيُقَالُ فلانٌ تُجْبَى لَهُ
الطُّعَمُ أَي الخَراجُ والإِتاواتُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:
مِمَّا يُيَسَّرُ أَحياناً لَهُ الطُّعَمُ «4»
. وَقَالَ الْحَسَنُ فِي حَدِيثِهِ:
القِتالُ ثلاثةٌ: قِتالٌ عَلَى كَذَا وقتالٌ لِكَذَا وقِتالٌ عَلَى
كَسْبِ هَذِهِ الطُّعْمةِ
، يَعْنِي الفَيْءَ والخَراجَ. والطُّعْمة والطِّعْمة، بِالضَّمِّ
وَالْكَسْرِ: وَجْهُ المَكْسَبِ. يُقَالُ: فلانٌ طَيِّب الطُّعْمة
[الطِّعْمة] وخبيثُ الطُّعمة [الطِّعْمة] إِذَا كَانَ رَديءَ الكَسْبِ،
وَهِيَ بِالْكَسْرِ خاصَّةً حالةُ الأَكل؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
عُمَر ابن أَبي سَلَمَة: فَمَا زالَتْ تِلْكَ طِعْمَتي بعدُ
أَي حَالَتِي فِي الأَكل. أَبو عُبَيْدٍ: فُلَانٌ حسَنُ الطِّعْمةِ
والشِّرْبةِ، بِالْكَسْرِ. والطُّعْمَةُ: الدَّعْوَةُ إلى الطعام.
__________
(4) . قوله [قَالَ زُهَيْرٌ مِمَّا يُيَسَّرُ إِلخ] صدره كما في
التكملة: ينزع إمة أقوام ذوي حسب
(12/365)
والطِّعْمَةُ: السِّيرَةُ فِي الأَكل،
وَهِيَ أَيضاً الكِسْبَةُ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّهُ لِخَبِيثُ
الطِّعْمَةِ أَي السِّيرةِ، وَلَمْ يَقُلْ خبيثُ السِّيرَةِ فِي طَعامٍ
وَلَا غَيْرِهِ. وَيُقَالُ: فلانٌ طَيِّبُ الطَّعْمَةِ وَفُلَانٌ خبيثُ
الطِّعْمَةِ إِذَا كَانَ مِنْ عَادَتِهِ أَنْ لا يأْكل إِلَّا حَلالًا
أَو حَرَامًا. واسْتَطْعَمَه: سأَله أَن يُطْعِمه. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِذَا اسْتَطْعَمَكُمُ الإِمامُ فأَطْعِمُوه
أَي إِذَا أُرْتِجَ عَلَيْهِ فِي قِرَاءَةِ الصلاةِ واسْتَفْتَحكُم
فافْتَحُوا عَلَيْهِ ولَقِّنُوهُ، وَهُوَ مِنْ بَابِ التَّمْثِيلِ
تَشْبِيهًا بِالطَّعَامِ، كأَنهم يُدْخِلُون الْقِرَاءَةَ فِي فِيهِ
كَمَا يُدْخَلُ الطعامُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ:
فاسْتَطْعَمْتُه
الحديثَ أَي طَلَبْتُ مِنْهُ أَنْ يُحَدِّثَني وأَن يُذِيقَني
حَدِيثِهِ، وأَما مَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ:
طعامُ الواحدِ يَكْفِي الِاثْنَيْنِ، وطعامُ الِاثْنَيْنِ يَكْفِي
الأَربعة
، فَيَعْنِي شِبَعُ الْوَاحِدِ قُوتُ الإِثنين وشِبَعُ الِاثْنَيْنِ
قوتُ الأَربعة؛ ومثلُه قَوْلُ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عامَ الرَّمادةِ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَن
أُنزِلَ عَلَى أَهلِ كلِّ بَيْتٍ مثلَ عددِهم فإنَّ الرجلَ لَا
يَهْلِكُ عَلَى نصفِ بَطْنه.
وَرَجُلٌ مِطْعَمٌ: شَديدُ الأَكل، وامرأةٌ مِطْعَمة نادرٌ وَلَا
نَظِيرَ لَهُ إلَّا مِصَكَّة. وَرَجُلٌ مُطْعَمٌ، بِضَمِّ الْمِيمِ:
مَرْزُوقٌ. وَرَجُلٌ مِطْعامٌ: يُطْعِمُ الناسَ ويَقْرِيهم كَثِيرًا،
وامرأَة مِطْعامٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ. والطَّعْم، بِالْفَتْحِ: مَا
يُؤَدِّيه. الذَّوْقُ. يُقَالُ: طَعْمُه مُرٌّ. وطَعْمُ كلِّ شيءٍ:
حَلاوتُه ومَرارتُه وَمَا بَيْنَهُمَا، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الطَّعَامِ
وَالشَّرَابِ، وَالْجَمْعُ طُعُومٌ. وطَعِمَه طَعْماً وتَطَعَّمَه:
ذاقَه فَوَجَدَ طَعْمَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِنَّ اللَّهَ
مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ
لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي
؛ أَي مَن لَمْ يَذُقْه. يُقَالُ: طَعِمَ فلانٌ الطَّعامَ يَطْعَمه
طَعْماً إِذَا أَكله بمُقَدَّمِ فِيهِ وَلَمْ يُسْرِفْ فِيهِ، وطَعِمَ
مِنْهُ إِذَا ذاقَ مِنْهُ، وَإِذَا جعلتَه بِمَعْنَى الذَّوْقِ جَازَ
فِيمَا يُؤْكل ويُشْرَبُ. وَالطَّعَامُ: اسْمٌ لِمَا يؤْكل،
وَالشَّرَابُ: اسْمٌ لِمَا يُشْرَبُ؛ وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ: مَعْنَى
وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ
أَي لَمْ يَتَطَعَّمْ بِهِ. قَالَ اللَّيْثُ: طَعْمُ كلِّ شيءٍ يُؤْكلُ
ذَوْقُه، جَعَلَ ذواقَ الْمَاءِ طَعْماً ونَهاهم أَن يأْخذوا مِنْهُ
إِلَّا غَرْفَةً وَكَانَ فِيهَا رِيُّهم ورِيُّ دَوَابِّهِمْ؛ وأَنشد
ابْنُ الأَعرابي:
فأَما بنَوُ عامِرٍ بالنِّسار، ... غَدَاةَ لَقُونا، فَكَانُوا نَعَاما
نَعاماً بخَطْمَةَ صُعْرَ الخُدودِ، ... لَا تَطْعَمُ الماءَ إِلَّا
صِيَاما
يَقُولُ: هِيَ صَائِمَةٌ مِنْهُ لَا تَطْعَمُه، قَالَ: وَذَلِكَ لأَن
النَّعامَ لَا تَرِدُ الماءَ وَلَا تَطْعَمُه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
أَبي هُرَيْرَةَ فِي الكِلابِ: إِذَا وَرَدْنَ الحَكَرَ الصَّغيرَ
فَلَا تَطْعَمْه
؛ أَي لَا تَشْرَبه. وَفِي الْمَثَلِ: تَطَعَّمْ تَطْعَمْ أَي ذُقْ
تَشَهَّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمْ تَطَعَّمْ تَطْعَمْ أَي
ذُقْ حَتَّى تَسْتَفِيقَ أَي تشْتَهِيَ وتأْكلَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ:
مَعْنَاهُ ذُقِ الطَّعامَ فَإِنَّهُ يَدْعُوكَ إِلَى أَكْلِه، قَالَ:
فَهَذَا مَثَلٌ لِمَنْ يُحْجِمُ عَنِ الأَمْرِ فَيُقَالُ لَهُ: ادْخُلْ
فِي أَوَّلِه يدعُوك ذَلِكَ إِلَى دُخولِكَ فِي آخِرِه؛ قَالَهُ عَطاءُ
بْنُ مُصْعَب. والطَّعْمُ: الأَكْلُ بِالثَّنَايَا. وَيُقَالُ: إِنَّ
فُلَانًا لحَسَنُ الطَّعْمِ وَإِنَّهُ ليَطْعَمُ طَعْماً حَسَنًا.
واطَّعَمَ الشيءُ: أَخَذَ طَعْماً. ولبنٌ مُطِّعِمٌ ومُطَعِّمٌ: أَخَذَ
طَعْمَ السِّقَاء. وَفِي التَّهْذِيبِ: قَالَ أَبو حَاتِمٍ يُقَالُ
لبنٌ مُطَعِّم، وَهُوَ الَّذِي أَخَذَ فِي السِّقاء طَعْماً وطِيباً،
وَهُوَ مَا دَامَ فِي العُلْبة مَحْضٌ وَإِنْ تَغَيِّرَ، وَلَا يأخُذُ
اللبنُ طَعْماً وَلَا يُطَعِّمُ فِي العُلْبةِ والإِناء أَبداً،
وَلَكِنْ يتغَيَّرُ طَعْمُه فِي الإِنْقاعِ. واطَّعَمَتِ الشَّجَرَةُ،
عَلَى افْتَعلَتْ: أَدْرَكَتْ ثمرَتُها، يَعْنِي أَخذَت
(12/366)
طَعْماً وطابتْ. وأَطْعَمَتْ: أَدْرَكَتْ
أَن تُثْمِرَ. وَيُقَالُ: فِي بُستانِ فلانٍ مِنَ الشَّجَرِ المُطْعِمِ
كَذَا أَي مِنَ الشَّجَرِ المُثْمِر الَّذِي يُؤْكلُ ثمرُه. وَفِي
الْحَدِيثِ:
نَهى عَنْ بَيْعِ الثّمرةِ حَتَّى تُطْعِمَ.
يقال: أَطْعَمَتِ الشجرةُ إِذا أَثْمرَتْ وأَطْعَمَتِ الثمرةُ إِذا
أَدرَكتْ أَي صَارَتْ ذاتَ طَعْمٍ وَشَيْئًا يُؤْكل مِنْهَا، وَرُوِيَ:
حَتَّى تُطْعَم
أَي تُؤْكلَ، وَلَا تُؤْكلُ إِلا إِذا أَدرَكتْ. وَفِي حَدِيثِ
الدَّجّال:
أَخْبِرُوني عَنْ نخلِ بَيْسانَ هَلْ أَطْعَمَ
أَي هَلْ أَثْمَرَ؟ وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ مَسْعُودٍ: كرِجْرِجةِ الْمَاءِ لَا تُطْعِمُ
أَي لَا طَعْمَ لَهَا، وَيُرْوَى:
لَا تَطَّعِمُ
، بِالتَّشْدِيدِ، تَفْتَعِلُ مِنَ الطَّعْمِ. وَقَالَ النَّضْرُ:
أَطْعَمْتُ الغُصْنَ إِطْعاماً إِذا وصَلْتَ بِهِ غُصْناً مِنْ غَيْرِ
شَجَرِهِ، وَقَدْ أَطْعَمْتُه فطَعِمَ أَي وصَلْتُه بِهِ فقَبِلَ
الوَصْلَ. وَيُقَالُ للحَمَامِ الذَّكرِ إِذا أَدخلَ فَمَهُ فِي فمِ
أُنْثاه: قَدْ طاعَمَها وَقَدْ تطاعَما؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
لَمْ أُعْطِها بِيَدٍ، إِذْ بتُّ أَرْشُفُها، ... إِلَّا تَطاوُلَ
غُصْنِ الجِيدِ بالجِيدِ
كَمَا تَطاعَمَ، فِي خَضْراءَ ناعمةٍ، ... مُطَوَّقانِ أَصاخَا بَعْدَ
تَغْريدِ
وَهُوَ التَّطاعُم والمُطاعَمةُ، واطَّعَمَتِ البُسْرَةُ أَي صَارَ
لَهَا طَعْمٌ وأَخذَتِ الطَّعْمَ، وَهُوَ افتعَلَ مِنَ الطَّعْم مثلُ
اطَّلَبَ مِنَ الطَّلَب، واطَّرَدَ مِنَ الطَّرْدِ. والمُطْعِمةُ:
الغَلْصَمة؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: أَخذَ فلانٌ بِمُطْعِمَة فُلَانٍ إِذا
أَخذَ بحَلْقِه يَعْصِرُه وَلَا يَقُولُونَهَا إِلا عِنْدَ الخَنْقِ
والقِتالِ. والمُطْعِمةُ: المِخْلَبُ الَّذِي تَخْطَفُ بِهِ الطيرُ
اللحمَ. والمُطْعِمةُ: القوْسُ الَّتِي تُطْعِمُ الصيدَ؛ قَالَ ذُو
الرُّمَّةِ:
وَفِي الشِّمالِ مِنَ الشِّرْيانِ مُطْعَمةٌ ... كَبْداءٌ، فِي
عَجْسِها عَطْفٌ وتَقْويمُ
كَبْداءُ: عريضةُ الكَبِدِ، وَهُوَ مَا فوقَ المَقْبِضِ بِشِبْرٍ؛
وَصَوَابُ إِنشاده:
فِي عُودِها عَطْفٌ «1»
يَعْنِي مَوْضِعَ السِّيَتَيْنِ وسائرُه مُقوَّم، البيتُ بِفَتْحِ
الْعَيْنِ، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي بِكَسْرِ الْعَيْنِ، وَقَالَ:
إِنها تُطْعِمُ صاحبَها الصَّيْدَ. وقوسٌ مُطْعِمةٌ: يُصادُ بِهَا
الصيدُ ويَكْثُر الضِّرابُ عَنْهَا. وَيُقَالُ: فلانٌ مُطْعَمٌ
للصَّيْدِ ومُطْعَمُ الصَّيْدِ إِذا كَانَ مَرْزُوقًا مِنْهُ؛ وَمِنْهُ
قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ:
مُطْعَمٌ للصَّيْدِ، ليسَ لَهُ ... غيْرَها كَسْبٌ، عَلَى كِبَرِهْ
وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
ومُطْعَمُ الصيدِ هَبَّالٌ لِبُغْيتِه
وأَنشد مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ:
رَمَتْني، يومَ ذاتِ الغِمِّ، سلمَى ... بسَهْمٍ مُطْعَمٍ للصَّيْدِ
لامِي
فقلتُ لَهَا: أَصَبْتِ حصاةَ قَلْبي، ... ورُبَّتَ رَمْيةٍ مِنْ غَيْرِ
رَامِي
وَيُقَالُ: إِنك مُطْعَمٌ مَوَدَّتي أَي مرزوقٌ مودَّتي؛ وقال الكميت:
__________
(1) . قوله [وَصَوَابُ إِنْشَادِهِ فِي عُودِهَا إلخ] عبارة التكملة:
والرواية في عودها، فإن العطف والتقويم لا يكونان في العجز وقد أخذه من
كتاب ابن فارس والبيت لذي الرمة
(12/367)
بَلى إِنَّ الغَواني مُطْعَماتٌ ...
مَوَدَّتَنا، وإِن وَخَطَ القَتِيرُ
أَي نُحِبُّهُنَّ وإِن شِبْنا. وَيُقَالُ: إِنه لمُتَطاعِمُ الخَلْقِ
أَي مُتَتابِعُ الخَلْق. وَيُقَالُ: هَذَا رَجُلٌ لَا يَطَّعِمُ،
بِتَثْقِيلِ الطَّاءِ، أَي لَا يَتأَدَّبُ وَلَا يَنْجَعُ فِيهِ مَا
يُصْلِحه وَلَا يَعْقِلُ. والمُطَّعِمُ والمُطَعِّمُ مِنَ الإِبل:
الَّذِي تَجِدُ فِي لَحْمه طَعْمَ الشَّحْمِ مِنْ سِمَنِه، وَقِيلَ:
هِيَ الَّتِي جَرى فِيهَا المُخُّ قَلَيِلًا. وكُلُّ شَيْءٍ وُجِدَ
طَعْمُه فَقَدِ اطَّعَم. وطَعَّمَ العظمُ: أَمَخَّ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
وَهُمْ تَرَكُوكُمْ لَا يُطَعِّمُ عَظْمُكُم ... هُزالًا، وَكَانَ
العَظْمُ قبلُ قَصِيدا
ومُخٌّ طَعُومٌ: يُوجَدُ طَعْمُ السِّمَن فِيهِ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ:
يقالُ لَكَ غَثُّ هَذَا وطَعُومُه أَي غَثُّه وسَمِينُه. وشاةٌ طَعُومٌ
وطَعِيم: فِيهَا بَعْضُ الشَّحْم، وَكَذَلِكَ الناقةُ. وجَزورٌ
طَعُومٌ: سَمِينَةٌ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: جَزُورٌ طَعُومٌ وطَعِيمٌ
إِذا كَانَتْ بَيْنَ الغَثَّةِ والسَّمِينَةِ. والطَّعُومَةُ: الشاةُ
تُحْبَسُ لتُؤكَلَ. ومُسْتَطْعَمُ الفَرَسِ: جَحافِلُه، وَقِيلَ: مَا
تحتَ مَرْسِنِه إِلى أَطراف جَحافِله؛ قَالَ الأَصمعي: يُسْتَحَبُّ
مِنَ الْفَرَسِ أَن يَرِقَّ مُسْتَطْعَمُه. والطُّعْمُ: القُدْرة.
يُقَالُ: طَعِمْتُ عَلَيْهِ أَي قَدَرْتُ عَلَيْهِ، وأَطْعَمْتُ
عَيْنَه قَذىً فَطَعِمَتْهُ واسْتَطْعَمْتُ الفرسَ إِذا طَلَبْتَ
جَرْيَه؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ:
تَدارَكهُ سَعْيٌ ورَكْضُ طِمِرَّةٍ ... سَبُوحٍ، إِذا اسْتَطْعَمْتَها
الجَرْيَ تَسْبَحُ
والمُطْعِمتانِ مِنْ رِجْل كلِّ طائرٍ: هُمَا الإِصْبَعانِ
المُتَقَدّمتانِ المُتقابلَتانِ. والمُطْعِمَةُ مِنَ الجَوارحِ: هِيَ
الإِصْبَعُ الغَلِيظَةُ المُتَقَدِّمَةُ، واطَّرَدَ هَذَا الاسمُ فِي
الطَّيْرِ كُلِّها. وطُعْمَةُ وطِعْمَةُ وطُعَيْمَةُ ومُطْعِمٌ،
كُلُّها: أَسماء؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
كَسانيَ ثَوْبَيْ طُعْمةَ المَوْتُ، إِنما التُّراثُ، ... وإِنْ عَزَّ
الحَبيبُ، الغَنائِمُ
طغم: الطَّغامُ والطَّغامةُ: أَرْذالُ الطَّيْرِ والسِّباعِ، الواحِدةُ
طَغامةٌ لِلذَّكَرِ والأُنثى مثلُ نَعامةٍ ونَعامٍ، وَلَا يُنْطَق
مِنْهُ بِفعْلٍ وَلَا يُعْرَفُ لَهُ اشتقاقٌ، وهُما أَيضاً أَرْذالُ
الناسِ وأَوغادُهم؛ أَنشد أَبو الْعَبَّاسِ:
إِذا كَانَ اللَّبِيبُ كَذا جَهُولًا، ... فَمَا فَضْلُ اللبِيب عَلَى
الطَّغامِ؟
الواحدُ والجمعُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ. وَيُقَالُ: هَذَا طَغامة مِنَ
الطَّغامِ، الواحدُ والجمعُ سَواءٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
وكُنْتُ، إِذا هَمَمْتُ بفِعْلِ أَمرٍ، ... يُخالِفُني الطَّغامَةُ
والطَّغامُ
قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ العَرب تَقُولُ لِلرَّجُلِ الأَحْمَقِ
طَغامةٌ ودَغامة، والجَمعُ الطَّغامُ. وقولُ عَليٍّ، رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، لأَهْل العِراق:
يَا طَغامَ الأَحْلامِ
إِنما هُوَ مِنْ بَابِ إِشْفَى المِرْفَقِ، وَذَلِكَ أَن الطَّغام
لَمَّا كَانَ ضَعِيفًا اسْتَجَازَ أَن يَصِفَهُمْ بِهِ كأَنه قَالَ يَا
ضِعافَ الأَحْلامِ وَيَا طاشَةَ الأَحْلامِ؛ مَعْنَاهُ مَنْ لَا عَقْلَ
لَهُ وَلَا مَعْرِفةَ، وَقِيلَ: هُمْ أَوْغادُ الناسِ وأَرذالُهم،
ومِثْلُه كَثِيرٌ؛ أَنشد أَبو عَلِيٍّ:
مِئْبَرة العُرْقُوب إِشْفى المِرْفَقِ
لَمَّا كَانَ الإِشْفى دَقيقاً حَادًّا استَجازَ أَن يَصِفَها بِهِ
(12/368)
كأَنه قَالَ: دَقيقة الْمِرْفَقِ أَو
حادَّة المِرْفَقِ، وَكَذَلِكَ كلُّ جَوْهر فِيهِ مَعْنَى الْفِعْلِ
يَجُوزُ فِيهِ مثلُ هذا.
طلم: الطُّلْمة، بِالضَّمِّ: الخُبْزةُ وَهِيَ الَّتِي تُسَمِّيها
النَّاسُ المَلَّةَ، وإِنما المَلَّةُ اسمُ الحُفْرةِ نفْسِها، فأَما
الَّتِي يُمَلُّ فِيهَا فَهِيَ الطُّلْمةُ والخُبْزَةُ والمَليلُ.
وَفِي الْحَدِيثِ
عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه رَأَى
رَجُلًا يُعالِجُ طُلْمةً لأَصحابه فِي سَفَرٍ وَقَدْ عَرِقَ مِنْ
حَرِّ النارِ فتأَذَّى فَقَالَ: لَا تَمَسُّه النارُ أَبداً
، وَفِي رِوَايَةٍ:
لَا تَطْعَمُه النارُ بعدَها.
والتَّطْليمُ: ضَرْبُكَ الخُبْزَةَ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير:
الطُّلْمَةُ هِيَ الخُبْزةُ تُجْعَل فِي المَلَّة، وَهِيَ الرَّمادُ
الحارُّ. وأَصلُ الطَّلْمِ: الضرْبُ ببَسْطِ الكَفِّ، وَقِيلَ:
الطُّلْمةُ صفيحةٌ مِنْ حِجَارَةٍ كالطابَقِ يُخْبَزُ عَلَيْهَا،
وَقَدْ طَلَمها يَطْلِمها وطَلَّمها. وطَلَّمَ العَرَقَ عَنْ جَبينه:
مسحَه؛ قَالَ حسانُ بْنُ ثَابِتٍ:
تَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍ، ... يُطَلِّمُهنَّ بالخُمُرِ النساءُ
قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ تُلَطِّمُهنَّ،
وَهُوَ بِمَعْنَاهُ، ومَثَلُ العربِ: إِن دونَ الطُّلْمةِ خَرْطَ
قَتادِ هَوْبَر؛ قَالَ: وهَوْبَر مكانٌ؛ وأَنشد شَمِرٌ:
تَكَلَّفْ مَا بَدا لَكَ غيرَ طُلْمٍ، ... فَفيما دونَه خَرْطُ
القَتادِ
والطُّلْمُ: جمعُ الطُّلْمةِ. والطُّلَّامُ: التَّنَوُّمُ وَهُوَ حَبُّ
الشاهْدانِج. والطَّلَمُ: وسَخُ الأَسنانِ مِنْ تَرْكِ السِّواك، والله
أَعلم.
طلحم: طِلْحام: موضع.
طلخم: اطْلَخَمَّ الليلُ والسحابُ: أَظْلَمَ وتَراكَمَ مِثْلُ
اطْرَخَمَّ. الْجَوْهَرِيُّ: اطْلَخَمَّ الليلُ أَي اسْحَنْكَك.
وأُمورٌ مُطْلَخِمَّاتٌ: شِدادٌ. واطْلَخَمَّ الرجلُ: تَكَبَّر.
والمُطْلَخِمُّ: المتكبِّرُ. الأَصمعي: إِنه لَمُطْرَخِمٌّ
ومُطْلَخِمٌّ أَي متكبِّرٌ مُتعظِّم، وَكَذَلِكَ مُسْلَخِمٌّ.
والطُّلْخُومُ: العظيمُ الخَلْقِ. والطِّلْخامُ: الفيلُ الأُنثى.
وطِلْخام: مَوْضِعٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
فصُوائِقٌ، إِنْ أَيْمَنَتْ، فمَظِنَّةٌ، ... مِنْهَا وِحافُ القَهْرِ
أَوْ طِلْخامُها «2»
. وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: هُوَ بِالْحَاءِ
الْمُهْمَلَةِ؛ ورأَيت حَاشِيَةً بِخَطِّ الشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّينِ
الشَّاطِبِيِّ: طِلْحام، بِكَسْرِ أَوله وَالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ،
وَقَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ أرضٌ، وَقِيلَ:
اسمُ وادٍ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِل:
بَيْضُ النَّعامِ برَعْمٍ دونَ مَسْكَنِها، ... وبالمَذانِبِ مِنْ
طِلْخامَ مَرْكومُ «3»
. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَمْ يُصْرَفْ لأَنه اسْمٌ لِشَيْءٍ مؤنَّث،
قَالَ: وَلَوْ كَانَ اسْمَ وادٍ لانْصَرَفَ، قَالَ: هُوَ مِنْ مُعْجَم
مَا اسْتَعْجَم. والطُّلْخومُ: الماءُ الآجِنُ.
طلسم: طَلْسَمَ الرجلُ: كَرَّه وجْهَه وقَطَّبَه، وَكَذَلِكَ طَلْمَسَ
وطَرْمَسَ.
__________
(2) . قوله [وحاف القهر] أنشده في التكملة في مادّة ق هـ ر بالراء
المهملة، وياقوت في ق هـ ز بالزاي
(3) . قوله [بيض النعام] الذي في ياقوت: بيض الأنوق، وقوله [وبالمذانب]
الذي فيه: وبالأبارق
(12/369)
طمم: طَمَّ الماءُ يَطِمُّ طَمّاً
وطُمُوماً: عَلا وغَمَر. وكلُّ مَا كَثُرَ وعَلا حَتَّى غَلَب فَقَدْ
طَمَّ يطِمُّ. وطَمَّ الشيءَ يَطُمُّه طَمّاً: غَمَره. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: لَا تُطَمُّ امْرأَةٌ أَوْ صبيٌّ تَسْمَعُ
كلامَكم
أَيْ لَا تُراعُ وَلَا تُغْلَب بكلِمة تَسْمَعُها مِنَ الرَّفَثِ،
وأَصله مِنْ طَمَّ الشيءُ إِذَا عَظُمَ. وطَمَّ الماءُ إِذَا كَثُرَ،
وَهُوَ طامٌّ. والطامَّةُ: الدَّاهِيَةُ تَغْلِب مَا سِواها. وطَمَّ
الإِناءَ طَمّاً: مَلأَه حَتَّى عَلا الكيلُ أصبارَه. وَجَاءَ السيلُ
فطَمَّ رَكيّة آلِ فُلَانٍ إِذَا دفَنها وَسَوَّاهَا؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ
بَرِّيٍّ لِلرَّاجِزِ:
فصَبَّحَتْ، والطيرُ لَمْ تَكَلَّمِ، ... خابِيةً طُمَّتْ بِسَيْلٍ
مُفْعَمِ
وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ الَّذِي يَكثُر حَتَّى يَعْلو: قَدْ طَمَّ وَهُوَ
يَطِمُّ طَمّاً. وَجَاءَ السيلُ فطَمَّ كلَّ شَيْءٍ أَيْ عَلَاهُ،
وَمِنْ ثمَّ قِيلَ: فَوْقَ كلِّ شَيْءٍ طامَّةٌ، وَمِنْهُ سُمِّيت
الْقِيَامَةُ طَامَّةً. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ
وَجَلَّ: فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ
؛ قَالَ: هِيَ القيامةُ تَطُمُّ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَيُقَالُ
تَطِمُّ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الطامّةُ هِيَ الصَّيْحةُ الَّتِي
تَطِمُّ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي حَدِيثِ
أَبِي بَكْرٍ والنَّسَّابة: مَا مِنْ طامّةٍ إِلَّا وَفَوْقَهَا
طامَّةٌ
أَيْ مَا مِنْ أمرٍ عظيمٍ إلَّا وفوْقه مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ،
وَمَا مِن داهيةٍ إلا وفَوْقها داهيةٌ. وَجَاءَ بالطِّمِّ والرِّمِّ:
الطِّمُّ الْمَاءُ، وَقِيلَ: مَا عَلَى وجْههِ مِنَ الغُثاء
وَنَحْوِهِ، وَقِيلَ: الطِّمُّ والرِّمُّ وَرَقُ الشَّجَرِ وَمَا
تَحاتَّ مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ الثَّرَى، وَقِيلَ: بالطِّمِّ والرِّمِّ
أَيِ الرَّطْبِ وَالْيَابِسِ. والطَّمُّ: طَمُّ الْبِئْرِ
بِالتُّرَابِ، وَهُوَ الكَبْس وطَمَّ الشَّيْءَ بِالتُّرَابِ طَمّاً:
كَبَسه. وطَمَّ البئرَ يَطِمُّها ويَطُمُّها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي:
يَعْنِي كبَسَها. وطَمَّ رأْسَه يَطُمُّه طَمّاً: جَزَّه أَوْ غَضَّ
مِنْهُ. الْجَوْهَرِيُّ: طَمَّ شَعَره أَيْ جَزَّه، وطَمَّ شعَره
أَيضاً طُموماً إِذَا عَقَصَه، فَهُوَ شَعَرٌ مَطمومٌ. وأَطَمَّ
شَعَرُه أَيْ حَانَ لَهُ أَنْ يُطَمَّ أَيْ يُجَزَّ، واسْتَطَمَّ
مِثْلُهُ. وَفِي حَدِيثِ
حُذَيفة: خَرَج وَقَدْ طَمَّ شعَرَه
أَيْ جَزَّه واستأْصَله. وَفِي حَدِيثِ
سَلْمَانَ: أَنَّهُ رُؤي مَطموم الرأْس.
وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ:
وَعِنْدَهُ رجلٌ مَطموم الشعَر.
قَالَ أَبو نصر: يقال للطائر إذا وقَعَ عَلَى غُصْن قَدْ طَمَّمَ
تَطمِيماً، وَقِيلَ: الطِّمُّ البَحْرُ والرِّمُّ الثَّرَى. والطَّمُّ،
بِالْفَتْحِ: هُوَ الْبَحْرُ فكُسِرت الطَّاءُ ليزدَوج مَعَ الرِّمّ.
وَيُقَالُ: جَاءَ بالطِّمّ والرِّمّ أَيْ بِالْمَالِ الْكَثِيرِ،
وَإِنَّمَا كَسَرُوا الطِّمَّ إِتْبَاعًا للرِّمّ، فَإِذَا أفرَدوا
الطَّمَّ فَتَحُوهُ. الأَصمعي: جَاءَهُمُ الطِّمُّ والرِّمُّ إِذَا
أَتَاهُمُ الأَمر الْكَثِيرُ، قَالَ: وَلَمْ نَعْرِفْ أَصْلَهُمَا،
قَالَ: وَكَذَلِكَ جَاءَ بالضِّحّ والرِّيح مِثْلُهُ. وَرَوَى
ابْنُ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّمَا سُمِّي البحرُ
الطِّمَّ لأَنه طَمَّ عَلَى مَا فِيهِ، والرِّمُّ مَا عَلَى ظَهْرِ
الأَرض مِنْ فُتاتِها
، أَرَادُوا الْكَثْرَةَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ:
جَاءَ بالطِّمِّ والرِّمِّ مَعْنَاهُ جَاءَ بِالْكَثِيرِ وَالْقَلِيلِ.
والطِّمُّ: الْمَاءُ الْكَثِيرُ، والرِّمُّ: مَا كَانَ بالِياً مِثْلَ
العَظم وَمَا يُتَقمَّمُ. وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: سُمِّيت الأَرضُ
رِمّاً لأَنها تَرِمُّ. والطُّمّة: الشَّيْءُ مِنَ الكَلإِ، وأَكثر مَا
يُوصَف بِهِ اليَبيسُ. والطِّمُّ: الكِبْسُ «1» . وطُمَّةُ الناسِ:
جماعَتُهم ووَسَطهم. وَيُقَالُ: لَقِيتُهُ فِي طُمّة الْقَوْمِ أَيْ
فِي مُجْتَمعهم. والطَّمَّةُ: الضَّلالُ والحَيرةُ. والطُّمَّةُ:
القَذَرُ.
__________
(1) . قوله [والطم الكبس] بكسر أولهما والباء موحدة ساكنة أي التراب
الذي يطم ويكبس به نحو البئر. وفي القاموس: الكيس أي بالمثناة التحتية
بوزن سيد
(12/370)
وطَمَّ الفرَسُ والإِنسانُ يَطُمُّ
ويَطِمُّ طَمِيماً: خَفَّ وأَسرعَ، وَقِيلَ: ذَهَبَ عَلَى وَجْهِ
الأَرض، وَقِيلَ: ذَهَبَ أَيّاً كَانَ. الأَصمعي: طَمَّ البعيرُ
يَطُمُّ طُموماً إِذَا مرَّ يَعْدو عَدْواً سَهْلًا؛ وَقَالَ عُمَرُ
بْنُ لَجَإٍ:
حَوَّزَها، مِنْ بُرَقِ الغَمِيمِ، ... أهْدَأُ يَمْشِي مِشْيَةَ
الظَّليمِ
بالحَوْزِ والرِّفْقِ وبالطَّمِيمِ
قَالَ: حَوَّزَ إِبِلَهُ وجَّهَها نَحْوَ الْمَاءِ فِي أَوَّلِ
لَيْلَةٍ. والرجلُ يَطُمُّ ويَطِمُّ فِي سَيره طَمِيماً: وَهُوَ
مَضاؤُه وخِفّتُه، ويَطِمُّ رأْسُه طَمّاً. والطَّمِيمُ: الفرسُ
المُسْرع. ومَرَّ يَطِمُّ، بِالْكَسْرِ، طَميماً أَيْ يَعدو عَدْواً
سَهْلًا. وَفَرَسٌ طَمومٌ: سَرِيعَةٌ. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ الْجَوَادِ
طِمٌّ؛ قَالَ أَبُو النَّجْمِ يَصِفُ فَرَسًا:
أَلصَقَ مِنْ رِيشٍ عَلَى غِرائِه، ... والطِّمُّ كالسَّامي إِلَى
ارْتِقائه،
يَقْرَعُه بالزَّجْرِ أَوْ إشْلائِه
قَالُوا: يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ سَمَّاهُ طِمّاً لِطَميم عَدْوِه،
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ شَبَّهه بِالْبَحْرِ كَمَا يُقَالُ لِلْفَرَسِ
بَحْرٌ وغَرْبٌ وسَكْبٌ. والطِّمُّ: العَدَد الْكَثِيرُ. وطَمِيمُ
النَّاسِ: أخْلاطُهم وَكَثْرَتُهُمْ. وطَمِمٌ صُلْبٌ: كَذَا جَاءَ فِي
شعْر عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ، بِفَكِّ التَّضْعِيفِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ:
لَا أَدْرِي أللشِّعْر أَمْ هُوَ مِنْ بَابِ لَحِحَتْ عَينُه وأَلِلَ
السِّقاءُ؛ قَالَ:
تَعْدو عَلَى الجَهْدِ مَغْلولًا مَناسِمُها، ... بَعْدَ الكَلالِ،
كَعَدْو القارِح الطَّمِمِ
والطَّمْطَمةُ: العُجْمة. والطِّمْطِمُ والطِّمْطِميُّ والطُّماطِم
والطُّمْطُمانيُّ: هُوَ الأَعجَم الذي لا يُفْصِح. ورجلٌ طِمطِمٌ،
بِالْكَسْرِ، أَيْ فِي لِسَانِهِ عُجْمة لَا يُفْصِح؛ وَمِنْهُ قَوْلُ
الشَّاعِرِ:
حِزَقٌ يَمانِيةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ
وَفِي لِسَانِهِ طُمْطُمانِيَّةٌ، والأُنثى طِمْطِمِيَّةٌ
وطُمْطُمانِيَّةٌ، وَهِيَ الطَّمْطَمةُ أَيْضًا. وَفِي صِفَةِ
قُرَيْشٍ:
لَيْسَ فيهم طُمطُمانِيَّةُ حِمْيرَ
؛ شَبَّه كَلَامَ حِمْير لِمَا فِيهِ مِنَ الأَلفاظ المُنْكَرة
بِكَلَامِ العُجْم. يُقَالُ: أَعْجَم طِمْطِميٌّ، وَقَدْ طَمْطَم فِي
كَلَامِهِ. والطِّمْطِمُ: ضرْب مِنَ الضأْن لَهَا آذانٌ صِغارٌ
وَأَغْبَابٌ كأَغباب الْبَقَرِ تَكُونُ بِنَاحِيَةِ الْيَمَنِ.
والطِّمطام: النارُ الْكَبِيرَةُ. ابْنُ الأَعرابي: طَمْطَمَ إِذَا
سَبَحَ فِي الطَّمْطام، وَهُوَ وَسَطُ الْبَحْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قِيلَ لَهُ: هَلْ
نفَعَ أَبَا طَالِبٍ قرابَتُه منكَ؟ قَالَ: بَلَى وَإِنَّهُ لَفي
ضَحضاحٍ مِنْ نارٍ، ولوْلايَ لَكَانَ فِي الطَّمْطامِ
أَيْ فِي وَسَط النَّارِ. وطَمْطامُ الْبَحْرِ: وسَطه؛ استعارَه
هَاهُنَا لمُعْظَم النَّارِ حَيْثُ اسْتَعَارَ ليَسيرها الضَّحْضاح،
وَهُوَ الْمَاءُ الْقَلِيلُ الَّذِي يَبْلغ الْكَعْبَيْنِ. أَبُو
زَيْدٍ: يُقَالُ إِذَا نصَحْتَ الرجلَ فأَبى إِلَّا اسْتِبْداداً
برأْيه: دَعْه يترمَّع فِي طُمَّتِه ويُبْدِع في خُرْئِه. التَّهْذِيبُ
فِي الرُّبَاعِيِّ: أَبُو تُرَابٍ الطَّماطِمُ العُجْم؛ وَأَنْشَدَ
للأَفوه الأَوْدِيّ:
كالأَسْودِ الحَبَشِيِّ الحَمْسِ يَتْبَعُه ... سُودٌ طَماطِمُ، فِي
آذانِها النُّطَفُ
قَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ المفضَّل يَقُولُ: سأَلت رَجُلًا مِنْ
أَعلم النَّاسِ عَنْ قَوْلِ عَنْتَرَةَ:
تَأْوي لَهُ قُلُصُ النَّعامِ، كَمَا أَوَتْ ... حِزَقٌ يَمانِيَةٌ
لأَعْجَمَ طِمْطِمِ
فَقَالَ: يَكُونُ بِالْيَمَنِ مِنَ السَّحَابِ مَا لَا يَكُونُ
لِغَيْرِهِ
(12/371)
مِنَ البُلدان فِي السَّمَاءِ، قَالَ:
وَرُبَّمَا نشأَت سَحابةٌ فِي وسَط السَّمَاءِ فيُسْمَع صَوْتُ الرعْدِ
فِيهَا كأَنه مِنْ جَمِيعِ السَّمَاءِ فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ السَّحابُ
مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، فالحِزَقُ اليَمانِيةُ تِلْكَ السَّحائبُ.
والأَعْجَمُ الطِّمْطِمُ: صَوْتُ الرَّعْدِ؛ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو فِي
قَوْلِ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ نَاقَةً:
باتَتْ عَلَى ثَفِنٍ لأْمٍ مَراكِزُه، ... جَافَى بِهِ مُسْتَعِدَّاتٌ
أطامِيمُ
ثَفِنٍ لأْمٍ: مُسْتَوِيات، مَراكِزهُ: مَفَاصِلُهُ، وأَراد
بالمُستَعِدّاتِ القوائِمَ، وَقَالَ: أَطاميمُ نَشِيطةٌ لَا واحدَ
لَهَا، وَقَالَ غَيْرُهُ: أَطَامِيمُ تَطِمُّ فِي السَّيْرِ أَي
تُسرِع.
طنم: أَهْمَلَهُ اللَّيْثُ. ابْنُ الأَعرابي: الطَّنَمةُ صَوْتُ
العُودِ المُطْربُ.
طهم: المُطَهَّمُ مِنَ النَّاسِ والخيلِ: الحَسَنُ التامُّ كلُّ شَيْءٍ
مِنْهُ عَلَى حِدَتِهِ فَهُوَ بارِعُ الجمالِ. فرسٌ مُطَهَّم وَرَجُلٌ
مُطَهَّم. والمُطَهَّم أَيضاً: القليلُ لَحْم الوَجْه؛ عَنْ كُرَاعٍ.
ووَجْهٌ مُطَهَّمٌ أَيْ مُجْتَمِعٌ مُدَوَّرٌ. والمُطَهَّمُ:
المُنْتَفِخُ الوجهِ ضِدٌّ، وَقِيلَ: المُطَهَّمُ السمينُ الفاحشُ.
ووصَف عليٌّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، سَيِّدَنا رسول الله، صلى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ بالمُطَهَّمِ وَلَا
بالمُكَلْثَمِ
؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ يَحْتَمِلُ أَنْ يُفسَّرَ بِالْوُجُوهِ
الثَّلَاثَةِ، وَفِي الصِّحَاحِ: أَيْ لَمْ يَكُنْ بالمُدَوَّرِ الوجْه
وَلَا بالمُوَجَّنِ وَلَكِنَّهُ مَسْنُونُ الوجْهِ. الأَزهري: سُئِلَ
أَبو الْعَبَّاسِ عَنْ تَفْسِيرِ المُطَهَّم فِي هَذَا الْحَدِيثِ
فَقَالَ: المُطَهَّم مُخْتَلَفٌ فِيهِ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: هُوَ
الَّذِي كلُّ عُضْوٍ مِنْهُ حسَنٌ عَلَى حِدته، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ
المُطَهَّمُ السمينُ الفاحِشُ السِّمَنِ، فَقَدْ تَمَّ النفْيُ فِي
قَوْلِهِ لَمْ يَكُنْ بالمُطَهَّم وَهَذَا مَدْحٌ، وَمَنْ قَالَ
إِنَّهُ النَّحافةُ فَقَدْ تَمَّ النَّفْيُ فِي هَذَا لأَن أُمَّ
مَعْبَدٍ وصَفَتْه بأَنه لَمْ تَعِبْه نُحْلةٌ وَلَمْ تَشِنْه ثُجْلة
أَيِ انتفاخُ بَطنٍ، قَالَ: وَأَمَّا مَنْ قَالَ التَّطْهِيمُ
الضِّخَمُ فَقَدْ صَحَّ النَّفْي، فكأَنه قَالَ لَمْ يَكُنْ بالضَّخْم،
قَالَ: وَهَكَذَا
وَصَفَهُ عليٌّ، رِضْوانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: كَانَ بَادِنًا
مُتماسِكاً
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: لَمْ يكن بالمُطَهَّمِ، وهو المُنْتَفِخُ
الوَجهِ، وَقِيلَ: الفاحشُ السِّمَنِ، وَقِيلَ: النحيفُ الجِسْمِ،
وَهُوَ مِنَ الأَضداد. اللِّحْيَانِيُّ: مَا أَدْرِي أيُّ الطُّهْمِ
هُوَ وأَيُّ الدُّهْمِ هُوَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ أيْ أيُّ الناسِ هُوَ.
وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الطُّهْمَةُ والصُّهْمَةُ فِي اللَّوْنِ أَنْ
تُجاوِزَ سُمْرَتُه إِلَى السَّوَادِ، ووَجْهٌ مُطهَّمٌ إِذَا كَانَ
كَذَلِكَ؛ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: والتَّطهِيمُ النِّفارُ فِي قَوْلِ ذِي
الرُّمَّةِ:
تِلْكَ الَّتِي أَشْبَهَتْ خَرْقاءَ جِلْوَتُها، ... يَوْمَ النَّقا،
بَهْجَةٌ مِنْهَا وتَطْهِيمُ
قَالَ: التَّطْهِيمُ فِي هَذَا الْبَيْتِ النِّفارُ، قَالَ: ومِن هَذَا
يُقَالُ فلانٌ يَتَطَهَّمُ عَنّا أَيْ يَسْتَوْحِشُ، والخيلُ
المُطَهَّمَةُ فَإِنَّهَا المُقَرَّبة المُكرَّمةُ العزيزةُ
الأَنْفُسِ، وَمِنْهُ يُقَالُ: مَا لَكَ تَطَهَّمُ عَنْ طَعامنا أَيْ
تَرْبَأُ بنَفْسِك عنه؛ وقولُ أَبي النَّجْمِ:
أَخْطِمُ أَنفَ الطَّامِحِ المُطَهَّمِ
أَرَادَ الرجلَ الكريمَ الحسَبِ؛ وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ فِي قَوْلِ
طُفَيْل:
وَفِينَا رِباطُ الخَيْلِ كلُّ مُطَهَّمٍ ... رَجِيلٍ، كسِرْحانِ
الغَضَى المُتَأَوِّبِ
قَالَ: المُطَهَّمُ الناعِمُ الحسَنُ، والرَّجيلُ الشديدُ
(12/372)
المشْي. وَيُقَالُ: تَطَهَّمْتُ الطَّعَامَ إِذَا كرِهْتَه. وطَهْمان:
اسمُ رجلٍ، وَاللَّهُ أَعلم.
طوم: طُومٌ: اسمٌ للمنِيَّةِ؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ:
إنْ كانَ صَخْرٌ تَوَلَّى فالشَّماتُ بِكُمْ، ... وكَيْفَ يَشْمَتُ
مَنْ كانَتْ لَهُ طُومُ؟
وَقَدْ فُسِّر هَذَا الْبَيْتُ بأَنه القَبْرُ أيضاً
طيم: طامَهُ الله عَلَى الخَير يَطِيمُه طَيْماً: جَبَله. يُقَالُ: مَا
أحْسَنَ مَا طامَه اللهُ. وطانَه يَطِينُه أَيْ جَبَله، وَمِنْهُ
الطِّيماءُ، وَهِيَ الجِبِلَّة، والطِّيماءُ الطبيعةُ. يُقَالُ:
الشِّعْر مِنْ طِيمائِه أَيْ مِنْ سُوسِه؛ حَكَاهَا الْفَارِسِيُّ عَنْ
أَبِي زَيْدٍ، قَالَ: وَلَا أَقول إِنَّهَا بدلٌ مِنْ نُونِ طانَ
لأَنهم لَمْ يَقُولُوا طِيناء. |