لسان العرب فصل النون
نأم: النّأْمةُ، بِالتَّسْكِينِ: الصوتُ. نَأَمَ الرجلُ يَنْئِمُ
ويَنْأَمُ نَئِيماً، وَهُوَ كالأَنِينِ، وَقِيلَ: هُوَ كالزَّحِير،
وَقِيلَ: هُوَ الصَّوْتُ الضَّعِيفُ الْخَفِيُّ أَيّاً كَانَ. ونَأَمَ
الأَسدُ يَنْئِمُ نَئِيماً: وَهُوَ دُونَ الزَّئِير، وَسَمِعْتُ
نَئِيمَ الأَسَد. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: نَأَمَ الظَّبْيُ يَنْئِمُ،
وأَصله فِي الأَسد؛ وأَنشد:
أَلا إِنَّ سَلْمَى مُغْزِلٌ بتَبالةٍ، ... تُراعي غَزالًا بالضُّحَى
غيرَ نَوْأَمِ
مَتى تَسْتَثِرْه مِنْ مَنامٍ يَنامُه ... لِتُرْضِعَه، يَنْئِمْ
إِليها ويَبْغُمِ
والنَّئِيمُ: صَوْتُ البُوم؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
إِلَّا نَئِيمَ البُومِ والضُّوَعا
وَيُقَالُ: أَسْكَتَ اللهُ نَأْمَتَه، مَهْمُوزَةٌ مُخَفَّفَةُ
الْمِيمِ، وَهُوَ مِنَ النَّئِيم الصَّوْتِ الضَّعِيفِ أَي نَغْمَتَه
وصوتَه. وَيُقَالُ: نامَّتَه، بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ، فَيُجْعَلُ مِنَ
الْمُضَاعَفِ، وَهُوَ مَا يَنِمُّ عَلَيْهِ مِن حركتِه يُدْعى بِذَلِكَ
عَلَى الإِنسان. والنَّئِيمُ: صوتٌ فِيهِ ضَعْفٌ كالأَنينِ. يُقَالُ:
نَأَمَ يَنْئِمُ. والنَّأْمَةُ والنَّئِيمُ: صَوتُ الْقَوْسِ؛ قَالَ
أَوس:
إِذا مَا تَعاطَوْها سَمِعْتَ لِصَوْتِها، ... إِذا أَنْبَضوا فِيهَا،
نَئِيماً وأَزْمَلا
ونَأَمَتِ القوسُ نَئِيماً؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
وسَماع مُدْجِنة تُعَلِّلُنا، ... حَتَّى نَؤُوبَ، تَنَؤُّمَ العُجْمِ
رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: تَنَؤُّم، مَهْمُوزٌ، عَلَى أَنه مِنَ
النَّئيم، وَقَالَ: يُرِيدُ صياحَ الدِّيَكة كأَنه قَالَ: وَقْتُ
تَنَؤُّمِ العُجْم، وإِنما سمَّى الدِّيَكة عُجْماً لأَن كُلَّ
حَيَوَانٍ غَيْرَ الإِنسان أَعْجم، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ: تَناوُمَ
العُجْم، فالعُجْمُ عَلَى هَذِهِ الروايةِ مُلُوكُ العجَم،
والتَّناوُم: مِنَ النَّوْم، وَذَلِكَ أَن مَلُّوكَ الْعَجَمِ كَانَتْ
تَناوَمُ عَلَى اللهْو، وَجَاءَ بِالْمَصْدَرِ عَلَى هَذِهِ
الرِّوَايَةِ فِي الْبَيْتِ عَلَى غَيْرِ الْفِعْلِ. والنَّأْمَةُ:
الحركة.
نتم: الانْتِتَامُ: الانْفِجارُ بِالْقَبِيحِ والسبِّ. وانْتَتَمَ
فلانٌ عَلَى فلانٍ بقولِ سوءٍ أَي انفَجَرَ بِالْقَوْلِ الْقَبِيحِ،
(12/567)
كأَنه افْتَعَل مِنْ نَتَم، كَمَا تَقُولُ
مِنْ نَتَل انتَتَل، ومِن نَتَقَ انتَتَقَ، عَلَى افْتَعَلَ؛ وأَنشد
أَبو عَمْرٍو لِمَنْظُورٍ الأَسدي:
قَدِ انْتَتَمَتْ علَيَّ بقَوْلِ سُوءٍ ... بُهَيْصِلةٌ، لَهَا وَجْهٌ
ذَمِيمُ
حَليلةُ فاحِشٍ وأْنٍ بَئِيلٍ، ... مُزَوْزِكَةٌ، لَهَا حَسَبٌ لَئِيمُ
يُقَالُ: ضَئيلٌ بَئِيلٌ أَي قَبيح، والمُزَوْزِكة: الَّتِي إِذا مشَتْ
أَسْرَعت وَحَرَّكَتْ أَلْيَتَيْها، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَدري
انتَثَمتْ، بِالثَّاءِ، أَو انْتَتَمَتْ، بتاءَين، قَالَ: والأَقرب
أَنه مِن نَثَمَ يَنْثِمُ لأَنه أَشبه بِالصَّوَابِ، قَالَ: وَلَا
أَعرفُ وَاحِدًا مِنْهُمَا. وَقَالَ الأَصمعي: امرأَة وَأْنَةٌ إِذا
كَانَتْ مُقَارَبَةَ الخَلْق.
نثم: لَمْ أَرَ فِيهَا غيرَ مَا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ فِي تَرْجَمَةِ
نَتَمَ قَبْلَهَا: لَا أَدري انْتَثَمَتْ، بِالثَّاءِ، أَو انتَتَمتْ،
بتاءَين، فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ:
قَدْ انتَتمتْ عليَّ بِقَوْلِ سوءٍ ... بُهَيْصِلةٌ، لَهَا وَجْهٌ
ذَمِيمُ
قَالَ: والأَقرب أَنه مِنْ نَثَمَ يَنْثِمُ لأَنه أَشبه بِالصَّوَابِ،
قَالَ: وَلَا أَعرف واحداً منهما.
نجم: نَجَمَ الشيءُ يَنْجُمُ، بِالضَّمِّ، نُجوماً: طَلَعَ وَظَهَرَ.
ونَجَمَ النباتُ والنابُ والقَرْنُ والكوكبُ وغيرُ ذَلِكَ: طلَعَ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ
. وَفِي الْحَدِيثِ:
هَذَا إِبَّانُ نُجومِه
أَي وقتُ ظهورِه، يَعْنِي النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. يُقَالُ: نَجَمَ النبتُ يَنْجُمُ إِذا طَلَعَ. وكلُّ مَا
طَلَعَ وَظَهَرَ فَقَدْ نَجَمَ. وَقَدْ خُصَّ بالنَّجْم مِنْهُ مَا لَا
يَقُومُ عَلَى ساقٍ، كَمَا خُصَّ القائمُ عَلَى السَّاقِ مِنْهُ
بِالشَّجَرِ. وَفِي حَدِيثِ
حُذَيفة: سِراجٌ مِنَ النارِ يَظْهَرُ فِي أَكتافِهم حَتَّى يَنْجُم
فِي صُدورِهم.
والنَّجْمُ مِنَ النباتِ: كلُّ مَا نبتَ عَلَى وَجْهِ الأَرض ونَجَمَ
عَلَى غيرِ ساقٍ وتسطَّح فَلَمْ يَنْهَض، والشجرُ كلُّ مَا لَهُ ساقٌ:
وَمَعْنَى سُجودِهما دَوَرانُ الظلِّ مَعَهُمَا. قَالَ أَبو إِسحاق:
قَدْ قِيلَ إِن النَّجْمَ يُراد بِهِ النجومُ، قَالَ: وَجَائِزٌ أَن
يَكُونَ النَّجْمُ هَاهُنَا مَا نَبَتَ عَلَى وَجْهِ الأَرض وَمَا
طَلَعَ مِنْ نُجومِ السَّمَاءِ. وَيُقَالُ لِكُلِّ مَا طَلَعَ: قَدْ
نَجَمَ، والنَّجِيمُ مِنْهُ الطَّرِيُّ حِينَ نَجَمَ فنبَت؛ قَالَ ذُو
الرُّمَّةِ:
يُصَعِّدْنَ رُقْشاً بَيْنَ عُوجٍ كأَنها ... زِجاجُ القَنا، مِنْهَا
نَجِيمٌ وعارِدُ
والنُّجُومُ: مَا نَجَمَ مِنَ الْعُرُوقِ أَيامَ الربيع، ترى رؤوسها
أَمثالَ المَسالِّ تَشُقُّ الأَرضَ شَقًّا. ابْنُ الأَعرابي:
النَّجْمَةُ شجرةٌ، والنَّجْمَةُ الكَلِمةُ، والنَّجْمَةُ نَبْتةٌ
صَغِيرَةٌ، وَجَمْعُهَا نَجْمٌ، فَمَا كَانَ لَهُ ساقٌ فَهُوَ شَجَرٌ،
وَمَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ساقٌ فَهُوَ نَجْمٌ. أَبو عُبَيْدٍ:
السَّرادِيحُ أَماكنُ ليِّنةٌ تُنْبت النَّجَمةَ والنَّصِيَّ، قَالَ:
والنَّجَمَة شَجَرَةٌ تَنْبُتُ مُمْتَدَّةٌ عَلَى وَجْهِ الأَرض،
وَقَالَ شَمِرٌ: النَّجَمَة هَاهُنَا، بِالْفَتْحِ «2» ، قَالَ: وَقَدْ
رأَيتها فِي الْبَادِيَةِ وَفَسَّرَهَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ،
وَهِيَ الثَّيِّلَةُ، وَهِيَ شَجَرَةٌ خَضْرَاءُ كأَنها أَوَّلُ بَذْر
الْحَبِّ حِينَ يَخْرُجُ صِغاراً، قَالَ: وأَما النَّجْمَةُ فَهُوَ
شيءٌ يَنْبُتُ فِي أُصول النَّخْلَةِ، وَفِي الصِّحَاحِ: ضرْبٌ مِنَ
النبت؛ وأَنشد للحرث بْنِ ظَالِمٍ المُرّيّ يَهْجُو النُّعْمَانَ:
أَخُصْيَيْ حِمارٍ ظَلَّ يَكْدِمُ نَجْمَةً، ... أَتُؤْكَلُ جَارَاتِي
وجارُك سالمُ؟
والنَّجْمُ هُنَا: نَبْتٌ بِعَيْنِهِ، واحدُه نَجْمَةٌ «3» وهو
__________
(2) . قوله [بالفتح] هكذا في التهذيب مع ضبطه بالتحريك، وعبارة
الصاغاني: بفتح الجيم
(3) . قوله [وَاحِدُهُ نَجْمَة وَهُوَ الثَّيِّلُ] تقدم ضبطه عن شمر
بالتحريك وضبط مَا يَنْبُتُ فِي أُصُولِ النخل بالفتح. ونقل الصاغاني
عن الدينوري أنه لا فرق بينهما
(12/568)
الثَّيِّلُ. قَالَ أَبو عَمْرٍو
الشَّيْبَانِيُّ: الثَّيِّل يُقَالُ لَهُ النَّجْم، الْوَاحِدَةُ
نَجْمَة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الثَّيِّلُ والنَّجْمَة والعكْرِشُ
كُلُّهُ شيءٌ وَاحِدٌ. قَالَ: وإِنما قَالَ ذَلِكَ لأَن الحمارَ إِذا
أَراد أَن يَقْلَع النَّجْمةَ مِنَ الأَرض وكَدَمَها ارْتَدَّتْ
خُصْيتاه إِلى مؤخَّرِه. قَالَ الأَزهري: النَّجْمَةُ لَهَا قضْبة
تَفْتَرِشُ الأَرضَ افْتِراشاً. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: الثَّيِّلُ
الَّذِي يَنْبُتُ عَلَى شُطُوطِ الأَنهارِ وَجَمْعُهُ نَجْمٌ؛ ومثلُ
الْبَيْتِ فِي كَوْنِ النَّجْم فِيهِ هُوَ الثَّيِّل قولُ زُهَيْرٍ:
مُكَلَّلٌ بأُصولِ النَّجْمِ تَنسجُه ... ريحُ خَرِيقٌ، لِضاحي مَائِهِ
حُبُكُ
وَفِي حَدِيثِ
جَرِيرٍ: بينَ نَخْلةٍ وضالةٍ ونَجْمَةٍ وأَثْلةٍ
؛ النَّجْمَةُ: أَخصُّ مِنَ النَّجْمِ وكأَنها واحدتُه كنَبْتَةٍ
ونَبْت. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى؛ قَالَ
أَبو إِسحاق: أَقْسَمَ اللَّهُ تَعَالَى بِالنَّجْمِ، وَجَاءَ فِي
التَّفْسِيرِ أَنه الثُّرَيّا، وَكَذَلِكَ سَمَّتْهَا الْعَرَبُ.
وَمِنْهُ قَوْلُ سَاجِعِهِمْ: طَلَع النَّجْم غُدَيَّهْ، وابْتَغَى
الرَّاعِي شُكَيَّهْ؛ وَقَالَ:
فَبَاتَتْ تَعُدُّ النَّجْم فِي مُسْتَحِيرة، ... سريعٍ بأَيدي
الآكِلينَ جُمودُها
أَراد الثُّرَيا. قَالَ: وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَيضاً أَن النَّجْم
نُزول الْقُرْآنِ نَجْماً بَعْدَ نَجْمٍ، وَكَانَ تَنزل مِنْهُ الآيةُ
وَالْآيَتَانِ، وَقَالَ أَهل اللُّغَةِ: النَّجْمُ بِمَعْنَى النُّجوم،
والنُّجُوم تَجمع الْكَوَاكِبَ كُلَّهَا. ابْنِ سِيدَهْ: والنَّجْمُ
الْكَوْكَبُ، وَقَدْ خَصَّ الثرَيا فَصَارَ لَهَا عَلَمًا، وَهُوَ مِنْ
بَابِ الصَّعِق، وَكَذَلِكَ قَالَ سِيبَوَيْهِ فِي تَرْجَمَةِ هَذَا
الْبَابِ: هَذَا بَابٌ يَكُونُ فِيهِ الشيءُ غَالِبًا عَلَيْهِ اسمٌ،
يَكُونُ لِكُلِّ مَنْ كَانَ مِنْ أُمَّتِه أَو كَانَ فِي صِفتِه مِنَ
الأَسماء الَّتِي تَدْخُلُهَا الأَلف وَاللَّامُ، وَتَكُونُ نَكِرتُه
الجامعةَ لِمَا ذكرتْ مِنَ الْمَعَانِي ثُمَّ مثَّل بالصَّعِق
والنَّجمِ، وَالْجَمْعُ أَنْجُمٌ وأَنْجَامٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
وتجْتَلي غُرَّة مَجْهولِها ... بالرَّأْيِ مِنْهُ، قبلَ أَنْجَامِها
ونُجُومٌ ونُجُمٌ، وَمِنَ الشَّاذِّ قراءَةُ مَنْ قرأَ:
وعلاماتٍ وبالنُّجُم
؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ:
إِن الفَقيرَ بينَنا قاضٍ حَكَمْ، ... أَنْ تَرِد الماءَ إِذا غابَ
النُّجُمْ
وَقَالَ الأَخطل:
كلَمْعِ أَيْدي مَثاكِيلٍ مُسَلِّبةٍ، ... يَنْدُبْنَ ضَرْس بَناتِ
الدَّهرِ والخُطُبِ
وَذَهَبَ ابْنُ جِنِّي إِلى أَنه جَمَعَ فَعْلًا عَلَى فُعْل ثُمَّ
ثَقَّل، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ حَذْفُ الْوَاوِ تَخْفِيفًا،
فَقَدْ قرئَ:
وبالنُّجُم هُمْ يَهْتَدون
، قَالَ: وَهِيَ قِرَاءَةُ الْحَسَنِ وَهِيَ تَحْتَمِلُ
التَّوْجِيهَيْنِ. والنَّجْمُ: الثُّرَيَّا، وَهُوَ اسْمٌ لَهَا عَلَمٌ
مِثْلَ زَيْدٍ وَعَمْرٍو، فإِذا قَالُوا طَلَعَ النَّجْمُ يُرِيدُونَ
الثرَيا، وإِن أَخرجت مِنْهُ الأَلف وَاللَّامَ تنَكَّرَ؛ قَالَ ابْنُ
بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الْمَرَّارِ:
ويومٌ، مِن النَّجْم، مُسْتَوْقِد ... يَسوقُ إِلى الْمَوْتِ نُورَ
الظُّبا
أَراد بالنَّجْم الثرَيا؛ وَقَالَ ابْنُ يَعْفَرَ:
وُلِدْتُ بِحادِي النَّجْمِ يَتْلُو قَرِينَه، ... وبالقَلْبِ قَلْبِ
العَقْرَبِ المُتَوَقِّدِ
وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فوَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابئِ الضُّرَباءِ، ... خَلْفَ
النَّجْمِ، لَا يَتَتلَّع
وَقَالَ الأَخطل:
فهلَّا زَجَرْتِ الطيرَ لَيْلةَ جِئتِه ... بضِيقةَ، بَيْنَ النَّجْمِ
والدَّبَرانِ
(12/569)
وَقَالَ الرَّاعِي:
فَبَاتَتْ تَعُدُّ النَّجْمَ فِي مُسْتَحيرةٍ، ... سَريعٍ بأَيدي
الآكِلينَ جُمودُها
قَوْلُهُ: تَعُدُّ النَّجْم، يُرِيدُ الثريَّا لأَن فِيهَا سِتَّةَ
أَنجم ظَاهِرَةٍ يَتَخَلَّلُهَا نُجُومٌ صِغَارٌ خَفِيَّةٌ. وَفِي
الْحَدِيثِ:
إِذا طَلَعَ النَّجْمُ ارْتَفَعَتِ العاهةُ
، وَفِي رِوَايَةٍ:
مَا طلعَ النَّجْمُ وَفِي الأَرض مِنَ الْعَاهَةِ شيءٌ
، وَفِي رِوَايَةٍ:
مَا طلعَ النَّجْمُ قَط وَفِي الأَرض عاهةٌ إِلا رُفِعت
؛ النَّجْمُ فِي الأَصل: اسمٌ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ كَوَاكِبِ
السَّمَاءِ، وَهُوَ بالثريَّا أَخصُّ، فإِذا أُطلق فإِنما يُرَادُ بِهِ
هِيَ، وَهِيَ الْمُرَادَةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وأَراد بِطُلُوعِهَا
طُلوعَها عِنْدَ الصُّبْحِ، وَذَلِكَ فِي العَشْرِ الأَوْسَط مِنْ
أَيَّارَ، وسقوطُها مَعَ الصُّبْحِ فِي العَشْر الأَوسط مِنْ تِشْرِينَ
الآخِرِ، وَالْعَرَبُ تَزْعُمُ أَن بَيْنَ طُلُوعِهَا وَغُرُوبِهَا
أَمْراضاً ووَباءً وعاهاتٍ فِي النَّاسِ والإِبلِ والثِّمارِ، ومُدَّةُ
مغيبِها بِحَيْثُ لَا تُبْصَر فِي اللَّيْلِ نَيِّفٌ وَخَمْسُونَ
لَيْلَةً لأَنها تَخْفَى بِقُرْبِهَا مِنَ الشَّمْسِ قَبْلَهَا
وَبَعْدَهَا، فإِذا بَعُدَتْ عَنْهَا ظَهَرَتْ فِي الشَّرْق وَقْتَ
الصُّبْحِ؛ قَالَ الْحَرْبِيُّ: إِنما أَراد بِهَذَا الْحَدِيثِ أَرضَ
الْحِجَازِ لأَن فِي أَيَّارَ يَقَعُ الحَصادُ بِهَا وتُدْرِك الثمارُ،
وَحِينَئِذٍ تُباعُ لأَنها قَدْ أُمِنَ عَلَيْهَا مِنَ الْعَاهَةِ؛
قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَحْسَبُ أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرادَ عاهةَ الثِّمارِ خَاصَّةً. والمُنَجِّمُ
والمُتَنَجِّمُ: الَّذِي يَنْظُرُ فِي النُّجوم يَحْسُب مَواقِيتَها
وسيرَها. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما قَوْلُ بَعْضِ أَهل اللُّغَةِ:
يَقُولُهُ النَّجَّامون، فأُراه مُولَّداً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ:
وابنُ خَالَوَيْهِ يَقُولُ فِي كَثِيرٍ مِنْ كَلَامِهِ وَقَالَ
النَّجَّامُونَ وَلَا يَقُولُ المُنَجِّمون، قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ
عَلَى أَن فِعْلَهُ ثُلَاثِيٌّ. وتَنَجَّمَ: رَعَى النُّجومَ مِنْ
سَهَرٍ. ونُجُومُ الأَشياء: وظائفُها. التَّهْذِيبُ: والنُّجُومُ
وظائفُ الأَشياء، وكلُّ وظيفةٍ نَجْمٌ. والنَّجْمُ: الوقتُ
الْمَضْرُوبُ، وَبِهِ سُمِّيَ المُنَجِّم. ونَجَّمْتُ المالَ إِذا
أَدَّيته نُجوماً؛ قَالَ زُهَيْرٌ فِي دياتٍ جُعِلت نُجوماً عَلَى
الْعَاقِلَةِ:
يُنَجِّمُها قومٌ لقَوْمٍ غَرامةً، ... وَلَمْ يُهَرِيقُوا بينَهم
مِلءَ مِحْجَمِ
وَفِي حَدِيثِ
سَعْدٍ: واللهِ لَا أَزيدُك عَلَى أَربعة آلافٍ مُنَجَّمةٍ
؛ تَنْجِيمُ الدَّينِ: هُوَ أَن يُقَدَّرَ عَطَاؤُهُ فِي أَوقات
مَعْلُومَةٍ متتابعةٍ مُشاهرةً أَو مُساناةً، وَمِنْهُ تَنْجِيمُ
المُكاتَب ونُجُومُ الكتابةِ، وأَصله أَن الْعَرَبَ كَانَتْ تَجْعَلُ
مطالعَ منازِل الْقَمَرِ ومساقِطَها مَواقيتَ حُلولِ دُيونِها
وَغَيْرِهَا، فَتَقُولُ إِذا طَلَعَ النَّجْمُ: حلَّ عليك ما لي أَي
الثُّرَيَّا، وَكَذَلِكَ بَاقِي الْمَنَازِلِ، فَلَمَّا جَاءَ الإِسلام
جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى الأَهِلّةَ مَواقيتَ لِمَا يَحْتَاجُونَ إِليه
مِنْ مَعْرِفَةِ أَوقات الْحَجِّ وَالصَّوْمِ ومَحِلِّ الدُّيون،
وسَمَّوْها نُجوماً اعْتِبَارًا بالرَّسْمِ الْقَدِيمِ الَّذِي
عَرَّفُوهُ واحْتِذاءً حَذْوَ مَا أَلفُوه وَكَتَبُوا فِي ذُكورِ
حقوقِهم عَلَى النَّاسِ مُؤَجَّلة. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَلا
أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ
؛ عنَى نُجومَ الْقُرْآنِ لأَن الْقُرْآنَ أُنْزِل إِلى سَمَاءِ
الدُّنْيَا جُمْلَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ أُنزل عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، آيَةً آيَةً، وَكَانَ بَيْنَ أَول مَا
نَزَلَ مِنْهُ وَآخِرِهِ عِشْرُونَ سَنَةً. ونَجَّمَ عَلَيْهِ الدّيةَ:
قطَّعها عَلَيْهِ نَجْماً نَجْمًا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
وَلَا حَمالاتِ امْرِئٍ مُنَجِّم
ويقال: جعلت ما لي عَلَى فُلَانٍ نُجوماً مُنَجَّمةً يُؤَدِّي كلَّ
نَجْمٍ فِي شَهْرِ كَذَا، وَقَدْ جَعَلَ فلانٌ ما لَه عَلَى فُلَانٍ
نُجوماً مَعْدُودَةً يؤدِّي عِنْدَ انْقِضَاءِ كُلِّ شَهْرٍ مِنْهَا
نَجْماً، وَقَدْ نَجَّمَها عليه تَنْجِيماً. نظر فِي النُّجوم:
(12/570)
فَكَّر فِي أَمر يَنْظُرُ كَيْفَ
يُدَبِّره. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ مُخْبِراً عَنْ إِبراهيم،
عَلَيْهِ السَّلَامُ: فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إِنِّي
سَقِيمٌ
؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ فِيمَا نَجَمَ لَهُ مِنَ الرأْي. وَقَالَ أَبو
الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى: النُّجُومُ جَمْعُ نَجْم وَهُوَ مَا
نَجَمَ مِنَ كَلَامِهِمْ لَمَّا سأَلوه أَن يَخْرُجَ مَعَهُمْ إِلى
عِيدِهم، ونَظَرَ هَاهُنَا: تَفكّر ليُدَبِّرَ حُجَّة فَقَالَ: إِنِّي
سَقِيمٌ، أَي منْ كُفْرِكم. وَقَالَ أَبو إِسحاق: إِنه قَالَ
لِقَوْمِهِ وَقَدْ رأَى نَجْماً إِني سَقِيمٌ، أَوْهَمَهم أَن بِهِ
طَاعُونًا فتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرين فِراراً مِنْ عَدْوَى
الطَّاعُونِ. قَالَ اللَّيْثُ: يقال للإِنسان إِذا تَفَكَّرَ فِي أَمر
لِيَنْظُرَ كَيْفَ يُدبِّره: نَظَرَ فِي النُّجوم، قَالَ: وَهَكَذَا
جَاءَ عَنِ الْحَسَنِ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ أَي تَفَكَّرَ مَا
الَّذِي يَصْرِفُهم عَنْهُ إِذا كلَّفوه الْخُرُوجَ مَعَهُمْ.
والمِنْجَم: الْكَعْبُ والعرقوبُ وَكُلُّ مَا نَتأَ. والمِنْجَم
أَيضاً: الَّذِي يُدَقّ بِهِ الْوَتَدُ. وَيُقَالُ: مَا نَجَمَ لَهُمْ
مَنْجَمٌ مِمَّا يَطْلُبُونَ أَي مَخْرج. وَلَيْسَ لِهَذَا الأَمر
نَجْمٌ أَي أَصلٌ، وَلَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيثِ نَجْم أَي لَيْسَ لَهُ
أَصلٌ. والمَنْجَمُ: الطَّرِيقُ الْوَاضِحُ؛ قَالَ الْبَعِيثُ:
لَهَا فِي أَقاصِي الأَرضِ شأْوٌ ومَنْجَمُ
وَقَوْلُ ابْنِ لَجَإٍ:
فصَبَّحَتْ، والشمسُ لَمَّا تُنْعِمِ ... أَن تَبْلغَ الجُدَّةَ فوقَ
المَنْجَمِ
قَالَ: مَعْنَاهُ لَمْ تُرِدْ أَنْ تَبْلُغَ الجُدّة، وَهِيَ جُدّة
الصُّبْحِ طريقتُه الْحَمْرَاءُ. والمَنْجَمُ: مَنْجَمُ النَّهَارِ
حِينَ يَنْجُمُ. ونَجَمَ الْخَارِجِيُّ، ونَجَمَتْ ناجمةٌ بِمَوْضِعِ
كَذَا أَي نَبَعت. وفلانٌ مَنْجَمُ الْبَاطِلِ وَالضَّلَالَةِ أَي
معدنُه. والمَنْجِمان والمِنْجَمانِ: عَظْمَانِ شاخِصان فِي بَوَاطِنِ
الْكَعْبَيْنِ يُقْبِل أَحدُهما عَلَى الْآخَرِ إِذا صُفَّت
الْقَدَمَانِ. ومِنْجَما الرجْل: كَعْباها. والمِنْجَم، بِكَسْرِ
الْمِيمِ، مِنَ الْمِيزَانِ: الْحَدِيدَةُ الْمُعْتَرِضَةُ الَّتِي
فِيهَا اللِّسَانُ. وأَنْجَمَ المطرُ: أَقْلَع، وأَنْجَمَت عَنْهُ
الحُمّى كَذَلِكَ، وَكَذَلِكَ أَفْصَمَ وأَفْصَى. وأَنْجَمَتِ السماءُ:
أَقْشَعَتْ، وأَنْجَمَ البَرْد؛ وَقَالَ:
أَنْجَمَتْ قُرَّةُ السَّمَاءِ، وَكَانَتْ ... قَدْ أَقامَتْ بكُلْبة
وقِطارِ
وضرَبه فَمَا أَنْجَمَ عَنْهُ حَتَّى قَتَلَهُ أَي مَا أَقْلَع،
وَقِيلَ: كلُّ مَا أَقْلَع فَقَدْ أَنْجَمَ. والنِّجامُ: مَوْضِعٌ؛
قَالَ مَعْقِلُ بْنُ خُويلِد:
نَزِيعاً مُحْلِباً مِنْ أَهلِ لِفْتٍ ... لِحَيٍّ بَيْنَ أَثْلةَ
والنِّجامِ
نحم: النَّحِيمُ: الزَّحِيرُ والتنحْنُح. وَفِي الْحَدِيثِ:
دخلتُ الجنةَ فسمعتُ نَحْمةً مِنْ نُعَيم
أَي صَوْتًا. والنَّحِيمُ: صوتٌ يَخْرُجُ مِنَ الْجَوْفِ، وَرَجُلٌ
نَحِمٌ، وَرُبَّمَا سُمِّيَ نُعَيْمٌ النَّحَّامَ. نَحَمَ يَنْحِمُ،
بِالْكَسْرِ، نَحْماً ونَحِيماً ونَحَمَاناً، فَهُوَ نَحَّام، وَهُوَ
فَوْقَ الزَّحير، وَقِيلَ: هُوَ مِثْلُ الزَّحِيرِ: قَالَ رُؤْبَةُ:
مِنْ نَحَمَانِ الحَسَدِ النِّحَمِ
بالَغ بالنِّحَمِّ كشِعْر شَاعِرٍ وَنَحْوِهِ وإِلا فَلَا وَجْهَ لَهُ؛
وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ:
وشَرْحَب نَحْرُه دامٍ وصَفْحَتُه، ... يَصِيحُ مثلَ صِياحِ النَّسْرِ
مُنْتَحَم
وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:
مَا لَك لَا تَنْحِمُ يَا فلاحُ، ... إِنَّ النَّحِيمَ للسُّقاةِ راحُ
وأَنشده أَبو عَمْرٍو:
مَا لَكَ لَا تَنْحِمُ يَا فَلَاحَهْ، ... إِن النَّحِيم للسُّقاة راحه
«1» .
__________
(1) . قوله [يا فلاحه] في التهذيب: يا رواحه
(12/571)
وفَلاحة: اسْمُ رَجُلٍ. وَرَجُلٌ نَحَّام:
بَخِيل إِذا طُلِبت إِليه حَاجَةٌ كَثُرَ سُعالُه عِنْدَهَا؛ قَالَ
طَرَفَةُ:
أَرَى قَبْرَ نَحّامٍ بَخيلٍ بِمَالِهِ، ... كقَبْرِ غَوِيٍّ فِي
البَطالةِ مُفْسِد
وَقَدْ نَحَمَ نَحِيماً. ابْنُ الأَعرابي: النَّحْمَة السَّعْلة،
وَتَكُونُ الزحيرةَ. والنَّحِيمُ: صوتُ الفَهْدِ وَنَحْوِهِ مِنَ
السِّبَاعِ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ،
ونَحَمَ الفَهْدُ يَنْحِمُ نَحِيماً وَنَحْوَهُ مِنَ السِّبَاعِ
كَذَلِكَ، وَكَذَلِكَ النَّئِيمُ، وَهُوَ صَوْتٌ شَدِيدٌ. ونَحَمَ
السَّوَّاقُ «1» والعاملُ يَنْحَمُ ويَنْحِمُ نَحِيماً إِذا اسْتَرَاحَ
إِلى شِبْه أَنينٍ يُخرِجه مِنْ صَدْرِهِ. والنَّحِيمُ: صَوْتٌ مِنْ
صَدْر الْفَرَسِ. والنُّحَامُ: طَائِرٌ أَحمر عَلَى خِلْقَةِ
الإِوَزِّ، وَاحِدَتُهُ نُحَامَة، وَقِيلَ: يُقَالُ لَهُ
بِالْفَارِسِيَّةِ سُرْخ آوَى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَهُ ابْنُ
خَالَوَيْهِ النُّحام الطَّائِرُ، بِضَمِّ النُّونِ. والنَّحَّامُ:
فَرَسٌ لِبَعْضِ فُرْسان الْعَرَبِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه
السُلَيْكَ بْنُ السُّلَكة السَّعْديّ عَنِ الأَصمعي فِي كِتَابِ
الْفَرَسِ؛ قَالَ:
كأَنَّ قَوائِمَ النَّحَّامِ، لَمَّا ... تَرَحَّل صُحْبَتي أُصُلًا،
مَحارُ
والنَّحَّامُ: اسمُ فَارِسٍ مِنْ فُرْسَانِهِمْ.
نخم: النُّخَامةُ، بِالضَّمِّ: النُّخاعةُ. نَخِمَ الرجلُ نَخَماً
ونَخْماً وتَنَخَّمَ: دَفَعَ بِشَيْءٍ مِنْ صَدْرِه أَو أَنفِه،
وَاسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ النُّخامةُ، وَهِيَ النُّخاعةُ. وتَنَخَّمَ
أَي نَخَع. ونَخْمَةُ الرَّجُلِ: حِسُّه، وَالْحَاءُ الْمُهْمَلَةُ
فِيهِ لُغَةٌ. والنَّخَمُ: الإِعْياء، وَقَالَ غَيْرُهُ النَّخْمَةُ
ضربٌ مِنْ خُشامِ الأَنفِ وَهُوَ ضِيقٌ فِي نَفْسِهِ. يُقَالُ: هُوَ
يَنْخَمُ نَخْماً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَالَ غَيْرُهُ
النُّخَامَةُ مَا يُلْقِيه الرجلُ مِنْ خَراشيِّ صَدْرِهِ، والنُّخاعةُ
مَا ينزِل مِنَ النُّخاعِ إِذْ مادّتُه مِنَ الدِّمَاغِ «2» .
اللَّيْثُ: النُّخَامَةُ مَا يَخْرُجُ مِنَ الخَيْشوم عِنْدَ
التَّنَخُّمِ. اللَّيْثُ: النَّخْمُ اللَّعِبُ والغِناءُ. قَالَ أَبو
مَنْصُورٍ: هَذَا صَحِيحٌ. ابْنُ الأَعرابي: النَّخْمُ أَجودُ الغِناء؛
وَمِنْهُ حَدِيثُ
الشَّعْبِيِّ: أَنه اجْتَمَعَ شَرْبٌ مِنْ أَهل الأَنْبارِ وَبَيْنَ
أَيديهم ناجودٌ فغنَّى نَاخِمُهم
أَي مُغنِّيهم: أَلا فاسْقِياني قَبْلَ جَيْش أَبي بَكْرِ «3» أَي
غَنَّى مُغَنِّيهم بِهَذَا. ابْنُ الأَعرابي: النَّخْمَةُ النخاعة.
والنَّخْمَةُ: اللَّطْمةُ.
ندم: نَدِمَ عَلَى الشَّيْءِ ونَدِمَ عَلَى مَا فَعَلَ نَدَماً
ونَدَامةً وتَنَدَّمَ: أَسِفَ. وَرَجُلٌ نادِمٌ سادِمٌ ونَدْمانُ
سَدْمانُ أَي نادِمٌ مُهْتمٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ:
النَّدَمُ تَوْبةٌ
، وَقَوْمٌ نُدَّامٌ سُدَّامٌ ونِدامٌ سِدامٌ ونَدَامَى سَدامى.
والنَّدِيمُ: الشَّرِيبُ الَّذِي يُنادِمه، وَهُوَ نَدْمانُه أَيضاً.
ونَادَمَني فلانٌ عَلَى الشَّرَابِ. فَهُوَ نَدِيمِي ونَدْمَاني؛ قَالَ
النُّعْمان بْنُ نَضْلةَ الْعَدَوِيُّ، وَيُقَالُ لِلنُّعْمَانِ بْنِ
عَدِيٍّ وَكَانَ عُمَرُ اسْتَعْمَلَهم عَلَى مَيْسانَ:
فإِن كنتَ نَدْماني فبالأَكْبَرِ اسْقِني، ... وَلَا تَسْقِني
بالأَصْغَر المُتَثَلِّمِ
لَعَلَّ أَميرَ المؤمنينَ يَسُوءُه ... تَنَادُمُنَا فِي الجَوْسَقِ
المُتَهَدِّمِ
قَالَ: وَمِثْلُهُ للبُرْجِ بْنُ مُسْهِرٍ:
ونَدْمانٍ يَزِيدُ الكأْسَ طِيباً، ... سقيْتُ إِذا تَغَوَّرتِ
النُّجومُ
__________
(1) . قوله [نحم السواق] في التهذيب: الساقي
(2) . قوله [إِذْ مَادَّتُهُ مِنَ الدِّمَاغِ] في التهذيب: الذي مادته
(3) . قوله [ألا فاسقياني] في النهاية: سقياني
(12/572)
قَالَ: وشاهدُ نَديمٍ قولُ البُرَيْق
الْهُذَلِيِّ:
زُرنا أَبا زيدٍ، وَلَا حيَّ مِثْله، ... وَكَانَ أَبو زيدٍ أَخي
ونَدِيمي
وجمعُ النَّدِيم نِدامٌ، وَجَمْعُ النِّدامِ نَدامَى. وَفِي
الْحَدِيثِ:
مَرْحَباً بِالْقَوْمِ غيرَ خَزايا وَلَا نَدامى
أَي نادِمِينَ، فأَخرجه عَلَى مَذْهَبِهِمْ فِي الإِتباع بِخَزايا،
لأَن النَّدامى جَمْعُ نَدْمانٍ، وَهُوَ النَّدِيمُ الَّذِي يُرافِقُك
ويُشارِبُك. وَيُقَالُ فِي النَّدَم: نَدْمان أَيضاً، فَلَا يَكُونُ
إِتْباعاً لِخَزايا، بَلْ جَمْعًا برأْسه، والمرأَة نَدْمانةٌ،
وَالنِّسْوَةُ نَدامَى. وَيُقَالُ: المُنادَمةُ مقلوبةٌ مِنَ
المُدامَنةِ، لأَنه يُدْمِنُ شُرْبَ الشَّرَابِ مَعَ نَدِيمه، لأَن
الْقَلْبَ فِي كَلَامِهِمْ كَثِيرٌ كالقِسيِّ مِنَ القُوُوسِ، وجَذَب
وجَبَذَ، وَمَا أَطْيَبَه وأَيْطَبَه، وخَنِزَ اللحمُ وخَزِنَ، وواحِدٌ
وحادٍ. ونادَمَ الرَّجُلَ مُنادَمةً ونِداماً: جالَسه عَلَى
الشَّرَابِ. والنَّدِيمُ: المُنادِمُ، وَالْجَمْعُ نُدَماءُ،
وَكَذَلِكَ النَّدْمانُ، وَالْجَمْعُ نَدامى ونِدامٌ، وَلَا يُجْمَعُ
بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، وإِن أَدخلت الْهَاءَ فِي مُؤَنَّثِهِ؛ قَالَ
أَبو الْحَسَنِ: إِنما ذَلِكَ لأَن الْغَالِبَ عَلَى فَعْلانَ أَن
يَكُونَ أُنثاه بالأَلف نَحْوَ رَيَّان ورَيَّا وسَكْرانَ وسَكْرَى،
وأَما بابُ نَدْمانةٍ وسَيْفانةٍ فِيمَنْ أَخَذه مِنَ السَّيْفِ
ومَوْتانةٍ فعزيزٌ بالإِضافة إِلَى فَعْلان الَّذِي أُنثاه فَعْلى،
والأُنثى نَدْمَانَةٌ، وَقَدْ يَكُونُ النَّدْمان وَاحِدًا وَجَمْعًا؛
وَقَوْلُ أَبي مُحَمَّدٍ الحذْلميِّ:
فذاكَ بعدَ ذاكَ مِنْ نِدَامِها
فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: نِدامُها سَقْيُها. والنَيْدَمانُ:
نَبْتٌ. والنَّدَبُ والنَّدَمُ: الأَثرُ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِياكم ورَضاع السَّوْء فإِنه لَا
بُدَّ مِنْ أَنْ يَنْتَدِمَ يَوْمًا مَا
أَي يَظْهَرَ أَثرُه. والنَّدَم: الأَثَر، وَهُوَ مِثْلُ النَّدَب،
وَالْبَاءُ وَالْمِيمُ يَتَبَادَلَانِ، وَذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ
بِسُكُونِ الدَّالِ مِنَ النَّدْمِ، وَهُوَ الغَمّ اللَّازِمُ إِذ
يَنْدَم صاحبُه لِمَا يَعْثر عَلَيْهِ مِنْ سُوءِ آثَارِهِ. وَيُقَالُ:
خُذْ مَا انْتَدَمَ وانتَدَب وأَوْهَف أَي خُذْ مَا تَيسَّر.
والتَّنَدُّم: أَن يَتَّبع الإِنسان أَمراً نَدَماً. يُقَالُ:
التقَدُّم قَبْلَ التنَدُّم؛ وَهَذَا يُرْوَى عَنْ أَكثم بْنِ صَيفي
أَنه قَالَ: إِن أَردتَ المُحاجَزة فقبْل المُناجزة؛ قَالَ أَبو
عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ انجُ بِنَفْسِكَ قَبْلَ لِقاء مَنْ لَا قِوامَ
لَكَ بِهِ، قَالَ: وَقَالَ الَّذِي قتلَ محمدَ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ يَوْمَ الجمَل:
يُذَكِّرُني حاميمَ، والرُّمْحُ شاجرٌ، ... فهلَّا تَلا حاميمَ قبلَ
التقدُّم
وأَنْدَمَه اللهُ فنَدِمَ. وَيُقَالُ: اليَمين حِنْثٌ أَو مَنْدَمة؛
قَالَ لَبِيدٌ:
وإِلا فَمَا بالمَوْتِ ضُرٌّ لأَهْلِه، ... وَلَمْ يُبْقِ هَذَا
الأَمرُ في العَيْش مَنْدَما
نسم: النَّسَمُ والنَّسَمَةُ: نفَسُ الرُّوحِ. وَمَا بِهَا نَسَمَة أَي
نفَس. يُقَالُ: مَا بِهَا ذُو نَسَمٍ أَي ذُو رُوح، وَالْجَمْعُ
نَسَمٌ. والنَّسِيمُ: ابتداءُ كلِّ ريحٍ قَبْلَ أَن تَقْوى؛ عَنْ أَبي
حَنِيفَةَ. وتَنَسَّمَ: تنفَّس، يَمَانِيَةٌ. والنَّسَمُ والنَّسِيمُ:
نفَس الرِّيح إِذا كَانَ ضَعِيفًا، وَقِيلَ: النَّسِيم مِنَ الرِّيَاحِ
الَّتِي يَجِيءُ مِنْهَا نَفَسٌ ضَعِيفٌ، وَالْجَمْعُ مِنْهَا
أَنْسَامٌ؛ قَالَ يَصِفُ الإِبل:
وجَعَلَتْ تَنْضَحُ مِنْ أَنْسَامِها، ... نَضْحَ العُلوجِ الحُمْرِ
فِي حَمَّامِها
أَنْسَامُها: رَوَائِحُ عَرَقِها؛ يَقُولُ: لَهَا رِيحٌ طَيِّبَةٌ.
والنَّسِيمُ: الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ. يُقَالُ: نسَمت الريحُ نَسِيماً
(12/573)
ونَسَماناً. والنَّيْسَمُ: كَالنَّسِيمِ،
نَسَمَ يَنْسِمُ نَسْماً ونَسِيماً ونَسَماناً. وتَنَسَّمَ النسيمَ:
تَشمَّمه. وتَنَسَّمَ مِنْهُ علْماً: عَلَى الْمَثَلِ، وَالشِّينُ
لُغَةٌ عَنْ يَعْقُوبَ، وسيأْتي ذِكْرُهَا، وَلَيْسَتْ إِحداهما
بَدَلًا مِنْ أُختها لأَن لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَجْهًا، فأَما
تَنَسَّمت فكأَنه مِنَ النَّسيم كَقَوْلِكَ اسْتَرْوَحتُ خَبراً،
فَمَعْنَاهُ أَنه تَلطَّف فِي التِماس الْعِلْمِ مِنْهُ شَيْئًا
فَشَيْئًا كهُبوب النَّسِيمِ، وأَما تنَشَّمت فَمِنْ قَوْلِهِمْ نَشَّم
فِي الأَمر أَي بَدأَ وَلَمْ يُوغِل فِيهِ أَي ابتدأْت بطَرَفٍ مِنَ
الْعِلْمِ مِنْ عِنْدِهِ وَلَمْ أَتمكَّن فِيهِ. التَّهْذِيبُ: ونَسيم
الرِّيحِ هُبوبها. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: النَّسِيم مِنَ الرِّيَاحِ
الرُّويدُ، قَالَ: وتَنَسَّمَتْ ريحُها بِشَيْءٍ مِنْ نَسيمٍ أَي هبَّت
هُبُوبًا رُويداً ذَاتَ نَسيمٍ، وَهُوَ الرُّوَيد. وَقَالَ أَبو
عُبَيْدٍ: النَّسِيم مِنَ الرِّيَاحِ الَّتِي تَجِيءُ بنفَسٍ ضَعِيفٍ.
والنَّسَمُ: جَمْعُ نَسَمَة، وَهُوَ النَّفَس والرَّبْوُ. وَفِي
الْحَدِيثِ:
تَنكَّبُوا الغُبارَ فإِن مِنْهُ تَكُونُ النَّسَمةُ
؛ قِيلَ: النَّسَمَة هَاهُنَا الرَّبْوُ، وَلَا يَزَالُ صَاحِبُ هَذِهِ
الْعِلَّةِ يتنَفَّس نَفَسًا ضَعِيفًا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير:
النَّسَمَةُ فِي الْحَدِيثِ، بِالتَّحْرِيكِ، النفَس، وَاحِدُ
الأَنفاس، أَراد تَواترَ النفَس والرَّبوَ والنَّهيجَ، فَسُمِّيَتِ
الْعِلَّةُ نَسَمَة لِاسْتِرَاحَةِ صاحبِها إِلى تنفسِه، فإِن صَاحِبَ
الرَّبوِ لَا يَزَالُ يتنفَّس كَثِيرًا. وَيُقَالُ: تَنَسَّمَتِ الريحُ
وتَنَسَّمْتُها أَنا؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
فإِن الصَّبا رِيحٌ إِذا مَا تَنَسَّمَتْ ... على كِبْدِ مَخْزونٍ،
تجَلَّتْ هُمومُها
وإِذا تَنَسَّمَ العليلُ وَالْمَحْزُونُ هبوبَ الرِّيحِ الطيِّبة وجَد
لَهَا خَفّاً وفرَحاً. ونَسِيمُ الرِّيحِ: أَوَّلها حِينَ تُقْبل بلينٍ
قَبْلَ أَن تَشْتَدَّ. وَفِي حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ أَنه قَالَ:
بُعِثْت فِي نَسَمِ السَّاعَةِ
، وَفِي تَفْسِيرِهِ قَوْلَانِ: أَحدهما بُعِثْت فِي ضَعْفِ هُبوبها
وأَول أَشراطها وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: والنَّسَم أَولُ
هُبُوبِ الرِّيحِ، وَقِيلَ: هُوَ جَمْعُ نَسَمَةٍ أَي بُعِثت فِي ذَوِي
أَرواح خَلَقَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي وَقْتِ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ
كأَنه قَالَ فِي آخِرِ النَّشْءِ مِنْ بَنِي آدَمَ. وَقَالَ
الْجَوْهَرِيُّ: أَي حِينَ ابتدأَت وأَقبَلت أَوائِلُها. وتَنَسَّمَ
المكانُ بالطِّيب: أَرِجَ؛ قَالَ سَهْم بْنُ إِياس الْهُذَلِيُّ:
إِذا مَا مَشَتْ يَوْماً بوادٍ تَنَسَّمَتْ ... مَجالِسُها
بالمَنْدَليِّ المُكَلَّلِ
وَمَا بِهَا ذُو نَسيم أَي ذُو رُوح. والنَّسَم والمَنْسَمُ مِنَ
النَّسيم. والمَنْسِم، بِكَسْرِ السِّينِ: طَرَفُ خُفِّ الْبَعِيرِ
وَالنَّعَامَةِ وَالْفِيلِ وَالْحَافِرِ، وَقِيلَ: مَنْسِما الْبَعِيرِ
ظُفْراه اللَّذَانِ فِي يَدَيْهِ، وَقِيلَ: هُوَ لِلنَّاقَةِ
كَالظُّفْرِ للإِنسان؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ
الْفِعْلِ، يُقَالُ: نَسَمَ بِهِ يَنْسِمُ نَسْماً. قَالَ الأَصمعي:
وَقَالُوا مَنسِمُ النَّعَامَةِ كَمَا قَالُوا لِلْبَعِيرِ. وَفِي
حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: وَطِئَتْهم بالمَناسِم
، جَمْعُ مَنْسِم، أَي بأَخفافِها؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ
تُطْلَقُ عَلَى مَفاصل الإِنسان اتِّسَاعًا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
عَلَى كُلِّ مَنسِمٍ مِنَ الإِنسان صَدقةٌ
أَي كُلِّ مَفْصِل. ونَسَمَ بِهِ يَنْسِمُ نَسْماً: ضَرَبَ؛
وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ للظَّبْي فَقَالَ:
تَذُبُّ بسَحْماوَيْنِ لَمْ يَتَفَلَّلا، ... وَحى الذِّئبِ عَنْ
طَفْلٍ مَنَاسِمُه مُخْلي
ونَسِمَ نَسَماً: نَقِبَ مَنسِمُه. والنَّسَمَةُ: الإِنسان،
وَالْجَمْعُ نَسَمٌ ونَسَمَاتٌ؛ قَالَ الأَعشى:
بأَعْظَمَ مِنْهُ تُقىً فِي الحِساب، ... إِذا النَّسَمَاتُ نَقَضْنَ
الغُبارا
وتَنَسَّمَ أَي تَنَفَّسَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لمَّا تَنَسَّموا رَوْحَ
(12/574)
الْحَيَاةِ
أَي وَجدوا نَسيمَها. والتَّنَسُّم: طلبُ النَّسِيمِ واسْتِنشاقه.
والنَّسَمَةُ فِي العِتْق: الْمَمْلُوكُ، ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى.
ابْنُ خَالَوَيْهِ: تَنَسَّمْت مِنْهُ وتَنشَّمْت بِمَعْنًى. وَكَانَ
فِي بَنِي أَسد رجلٌ ضمِن لَهُمْ رِزْقَ كلِّ بِنْتٍ تولَد فِيهِمْ،
وَكَانَ يُقَالُ لَهُ المُنَسِّم أَي يُحْيي النَّسَمات؛ وَمِنْهُ
قَوْلُ الْكُمَيْتِ:
ومنَّا ابنُ كُوزٍ، والمُنَسِّمُ قَبْله، ... وفارِسُ يَوْمِ
الفَيْلَقِ العَضْبُ ذُو العَضْبِ
والمُنَسِّمُ: مُحْيي النَّسَمات. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَنْ
أَعتق نَسَمَةً مُؤمِنةً وَقَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِكُلِّ عُضْوٍ
مِنْهُ عُضْواً مِنَ النَّارِ
؛ قَالَ خَالِدٌ: النَّسَمَةُ النَّفْسُ والروحُ. وكلُّ دَابَّةٍ فِي
جَوْفِهَا رُوح فَهِيَ نَسَمَةٌ. والنَّسَمُ: الرُّوح، وَكَذَلِكَ
النَّسِيمُ؛ قَالَ الأَغلب:
ضَرْبَ القُدارِ نَقيعةَ القِدِّيمِ، ... يَفْرُقُ بينَ النَّفْسِ
والنَّسِيمِ
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد بالنفْس هَاهُنَا جسمَ الإِنسان أَو دَمَه
لَا الرُّوحَ، وأَراد بالنَّسِيم الروحَ، قَالَ: وَمَعْنَى قَوْلِهِ،
عَلَيْهِ السَّلَامُ:
مَنْ أَعْتَقَ نَسَمَةً
أَي مَنْ أَعتق ذَا نَسَمةٍ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير: أَي مَنْ أَعْتَقَ
ذَا رُوح؛ وكلُّ دابَّةٍ فِيهَا رُوحٌ فَهِيَ نَسَمَةٌ، وإِنما يُرِيدُ
النَّاسَ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ: وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرأَ النَّسَمَةَ
أَي خَلَقَ ذاتَ الرُّوحِ، وَكَثِيرًا مَا كَانَ يَقُولُهَا إِذا
اجْتَهَدَ فِي يَمِينِهِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: النَّسَمَةُ غُرَّةُ
عَبْدٍ أَو أَمة. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ
الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: جَاءَ أَعرابي إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: عَلِّمْني عَمَلًا يُدْخِلُني
الْجَنَّةَ، قَالَ: لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرْت الخُطْبةَ لَقَدْ
أَعْرَضْت المَسْأَلة، أَعْتِق النَّسَمَةَ وفُكَّ الرقبةَ، قَالَ:
أَوَليسا وَاحِدًا؟ قَالَ: لَا، عِتْقُ النَّسَمَةِ أَن تَفَرَّدَ
بِعِتْقِهَا، وَفَكُّ الرَّقَبَةِ أَن تُعينَ فِي ثَمَنِهَا، والمِنْحة
الوَكوف، وأَبقِ عَلَى ذِي الرَّحِمِ «1» الظَّالِمِ، فإِن لَمْ تُطِقْ
ذَلِكَ فأَطْعِم الجائعَ، واسْقِ الظمْآنَ، وأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ
وانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، فإِن لَمْ تُطِقْ فكُفَّ لِسانَك إِلا مِنْ
خَيرٍ.
وَيُقَالُ: نَسَّمْتُ نَسَمة إِذا أَحْيَيْتَها أَو أَعْتَقْتها.
وَقَالَ بَعْضُهُمُ: النَّسَمَة الخَلْقُ، يَكُونُ ذَلِكَ لِلصَّغِيرِ
وَالْكَبِيرِ والدوابِّ وَغَيْرِهَا وَلِكُلِّ مَنْ كَانَ فِي جوفِه
رُوحٌ حَتَّى قَالُوا لِلطَّيْرِ؛ وأَنشد شَمِرٌ:
يَا زُفَرُ القَيْسِيّ ذُو الأَنْف الأَشَمّ ... هَيَّجْتَ مِنْ نخلةَ
أَمثالَ النَّسَمْ
قَالَ: النَّسَمُ هَاهُنَا طيرٌ سِراعٌ خِفافٌ لَا يَسْتَبينُها
الإِنسان مِنْ خفَّتِها وسرعتِها، قَالَ: وَهِيَ فَوْقَ الخَطاطيف
غُبْرٌ تعلوهنَّ خُضرة، قَالَ: والنَّسَمُ كالنفَس، وَمِنْهُ يُقَالُ:
نَاسَمْتُ فُلَانًا أَي وجَدْت ريحَه ووَجدَ رِيحي؛ وأَنشد:
لَا يَأْمَنَنَّ صُروف الدهرِ ذُو نَسَمٍ
أَي ذُو نفَسٍ، ونَاسَمَه أَي شامَّه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَجَاءَ
فِي شِعْرِ الْحَرْثُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ:
عُلَّتْ بِهِ الأَنْيابُ والنَّسَمُ
يُرِيدُ بِهِ الأَنفَ الَّذِي يُتَنَسَّمُ بِهِ. ونَسَمَ الشيءُ
ونَسِمَ نَسَماً: تغيَّر، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الدُّهن.
والنَّسَمُ: ريحُ اللبَن والدسَم. والنَّسَمُ: أَثر الطَّرِيقِ
الدارِس. والنَّيْسَمُ: الطَّرِيقُ المُستقيم، لُغَةٌ فِي النَّيْسَب.
وَفِي حَدِيثِ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وإِسلامِه قَالَ: لقد
__________
(1) . قوله [وَالْمِنْحَةُ الْوَكُوفِ وأَبقِ عَلَى ذي الرحم] كذا
بالأَصل، ولعله وأعط المنحة الوكوف وأبق إلخ
(12/575)
اسْتقام المَنْسِمُ وإِن الرَّجُلَ
لَنَبيٌّ، فأَسْلَمَ.
يُقَالُ: قَدِ استَقامَ المَنْسِمُ أَي تَبَيَّنَ الطريقُ. وَيُقَالُ:
رأَيت مَنْسِماً مِنَ الأَمر أَعْرِفُ بِهِ وَجْهَه أَي أَثراً مِنْهُ
وَعَلَامَةً؛ قَالَ أَوْس بْنُ حَجَر:
لَعَمْرِي لَقَدْ بَيَّنْت يومَ سُوَيْقةٍ ... لِمَنْ كَانَ ذَا رأْيٍ
بِوِجْهةِ مَنْسِمِ
أَي بوجهِ بيانٍ، قَالَ: والأَصل فِيهِ مَنْسِما خُفِّ الْبَعِيرِ،
وَهُمَا كالظُّفرين فِي مُقدَّمه بِهِمَا يُسْتبان أَثرُ الْبَعِيرِ
الضَّالِّ، وَلِكُلِّ خُفٍّ مَنْسِمان، ولِخُفِّ الفِيل مَنْسِمٌ.
وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: المَنْسِمُ الطَّرِيقُ؛ وأَنشد للأَحْوَص:
وإِن أَظْلَمَتْ يَوْمًا عَلَى الناسِ غَسْمةٌ، ... أَضَاءَ بكُم، يَا
آلَ مَرْوانَ، مَنْسِمُ
يَعْنِي الطَّرِيقَ، والغَسْمة: الظُّلْمة. ابْنُ السِّكِّيتِ:
النَّيْسَمُ مَا وجدتَ مِنَ الْآثَارِ فِي الطَّرِيقِ، وَلَيْسَتْ
بِجادّة بَيّنَةٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
باتَتْ عَلَى نَيْسَمِ خَلٍّ جَازِعِ، ... وَعْثِ النِّهاض قاطِع
المَطالِع
والمَنْسِمُ: المَذْهب والوجهُ مِنْهُ. يُقَالُ: أَين مَنْسِمُك أَي
أَين مذهبُك ومُتوجَّهُك. وَمِنْ أَين مَنْسِمُك أَي مِنْ أَين
وِجْهتُك. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ: أَين مَنْسِمُك أَي بيتُك.
والناسِمُ: المريضُ الَّذِي قَدْ أَشفى عَلَى الْمَوْتِ. يُقَالُ:
فُلَانٌ يَنْسِمُ كنَسْم الرِّيحِ الضَّعِيفِ؛ وَقَالَ الْمَرَّارُ:
يمْشِينَ رَهْواً، وَبَعْدَ الجَهْدِ مِنْ نَسَمٍ، ... وَمِنْ حَياءِ
غَضِيضِ الطَّرْفِ مَسْتورِ
ابْنُ الأَعرابي: النَّسِيم العرَقُ. والنَّسْمَة العرْقة فِي
الْحَمَّامِ وَغَيْرِهِ، وَيُجْمَعُ النَّسَم بِمَعْنَى الخَلْق
أَنَاسِم. وَيُقَالُ: مَا فِي الأَنَاسِم مثلُه، كأَنَّه جَمَعَ
النَّسَم أَنْسَاماً، ثُمَّ أَنَاسِمُ جمعُ الْجَمْعِ.
نشم: النَّشَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: شَجَرٌ جَبَلِيٌّ تُتَّخَذُ مِنْهُ
الْقِسِيُّ، وَهُوَ مِنْ عُتُق العِيدان؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ
جُؤَيَّة:
يأْوي إِلى مُشْمَخِرّاتٍ مُصَعِّدةٍ ... شُمٍّ، بِهِنّ فُروعُ القانِ
والنَّشَم
واحدتُه نَشَمَةٌ. الأَصمعي: مِنْ أَشجار الْجِبَالِ النَّبْع
والنَّشَمُ وَغَيْرُهُ تتَّخذ مِنَ النَّشَم القِسِيُّ؛ وَمِنْهُ
قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ:
عارِضٍ زَوْراءَ مِنْ نَشَمٍ، ... غَيْرِ باناتٍ عَلَى وتَرِهْ
والنَّشَمُ أَيضاً: مِثْلُ النَّمَش عَلَى الْقَلْبِ؛ يُقَالُ مِنْهُ:
نَشِمَ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ ثورٌ نَشِمٌ إِذا كَانَ فِيهِ نُقَطٌ
بِيضٌ وَنُقَطٌ سُودٌ. ونَشَّمَ اللحمُ تَنْشِيماً: تغيَّر وابتدأَتْ
فِيهِ رائحةٌ كَرِيهَةٌ، وَقِيلَ: تَغَيَّرَتْ ريحُه وَلَمْ يَبْلُغِ
النَّتْنَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا تَغَيَّرَتْ ريحُه لَا مِنْ
نَتْنٍ وَلَكِنْ كَراهةً. يُقَالُ: يَدِي مِنَ الجُبْنِ ونحوِه
نَشِمَةٌ. والمُنَشِّمُ: الَّذِي قَدِ ابتدأَ يتغيَّر؛ وأَنشد:
وَقَدْ أُصاحِبُ فِتْياناً شَرابُهُمُ ... خُضْرُ المَزاد، ولَحْمٌ
فِيهِ تَنْشِيمُ
قَالَ: خَضِرُ المَزادِ الفَظُّ وَهُوَ ماءُ الكَرِش. وَيُقَالُ: إِن
الْمَاءَ بَقِي فِي الأَداوي فاخْضَرَّت مِنَ القِدَم. وتَنَشَّمْتُ
مِنْهُ علْماً إِذا استفَدْت مِنْهُ عِلْمًا. ونَشَّمَ القومُ فِي
الأَمر تَنْشِيماً: نَشَبوا فِيهِ وأَخذوا فِيهِ. قَالَ: وَلَا يَكُونُ
ذَلِكَ إِلا فِي الشَّرِّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: نَشَّمَ الناسُ فِي
عُثْمان. ونَشَّمَ فِي الأَمر: ابتدأَ فِيهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ،
هَكَذَا قَالَ فِيهِ، وَلَمْ يَقُلْ بِهِ. ونَشَّمَه ونَشَّمَ فِيهِ:
نَالَ مِنْهُ وطَعَن عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِ
مَقْتل عُثْمَانَ:
لَمَّا
(12/576)
نَشَّمَ الناسُ فِي أَمره
؛ قَالَ: مَعْنَاهُ طَعَنُوا فِيهِ وَنَالُوا مِنْهُ، أَصلُه مِنْ
تَنْشِيم اللَّحْمِ أَوَّلَ مَا يُنْتِن. وتَنَشَّمَ فِي الشَّيْءِ
ونَشَّمَ فِيهِ إِذَا ابتدأَ فِيهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
قَدْ أَغْتَدي، والليلُ فِي جَرِيمه، ... مُعَسْكِراً فِي الغُرِّ مِنْ
نجُومِه
والصُّبْحُ قَدْ نَشَّمَ فِي أَديمِه، ... يَدُعُّه بِضَفَّتَيْ
حَيْزُومِه،
دَعَّ الرَّبِيب لحْيَتَيْ يَتِيمِه
قَالَ: نَشَّم فِي أَديمِه يُرِيدُ تَبدَّى فِي أَول الصُّبْحِ، قَالَ:
وأَديمُ اللَّيْلِ سَوَادُهُ، وجريمُه: نَفْسُهُ. والتَّنْشِيم:
الابتداءُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي النَّوَادِرِ: نَشَمْتُ فِي الأَمر
ونَشَّمْت ونَشَّبْت أَيِ ابتدأْت. ونَشَّمَتِ الأَرضُ: نَزَّتْ
بِالْمَاءِ. والمَنْشِم: حبُّ «2» مِنَ العِطْر شاقٌّ الدَّقّ.
والمَنْشَم والمَنْشِم: شَيْءٌ يَكُونُ فِي سُنْبُلِ العِطر يُسَمِّيه
الْعَطَّارُونَ رَوْقاً، وَهُوَ سَمُّ ساعةٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ
ثَمَرَةٌ سَوْدَاءُ مُنْتِنَة، وَقَدْ أَكثرت الشعراءُ ذِكْر مَنْشِمٍ
فِي أَشعارهم؛ قَالَ الأَعشى:
أَراني وعَمْراً بَيْنَنَا دَقُّ مَنْشِمٍ، ... فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا
أَن أُجَنَّ ويَكْلَبَا
ومَنْشِمُ، بِكَسْرِ الشِّينِ: امرأَة عَطَّارَةٌ مِنْ هَمْدان كَانُوا
إِذَا تطيَّبوا مِنْ رِيحِهَا اشتدَّت الْحَرْبُ فَصَارَتْ مَثَلًا فِي
الشَّرِّ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:
تَدارَكْتُمُ عَبْساً وذُبْيانَ، بعد ما ... تَفانَوْا، ودَقُّوا
بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشِمِ
صَرْفُهُ للشِّعر. وَقَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: هُوَ مِنَ
ابْتِدَاءِ الشَّرِّ، وَلَمْ يَكُنْ يَذْهَبُ إِلَى أَن مَنْشِمَ
امرأَةٌ كَمَا يَقُولُ غَيْرُهُ؛ وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ فِي
عِطْرِ مَنْشِم: مَنْشِمُ امرأَةٌ مِنْ حِمْيَر، وَكَانَتْ تَبِيعُ
الطِّيبَ، فَكَانُوا إِذَا تَطَيَّبُوا بطيبِها اشتدَّت حربُهم
فَصَارَتْ مَثَلًا فِي الشَّرِّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَنْشِمُ
امرأَةٌ كَانَتْ بِمَكَّةَ عَطَّارَةٌ، وَكَانَتْ خُزاعةُ وجُرْهُم
إِذَا أَرادوا الْقِتَالَ تطيَّبوا مِنْ طِيبِهَا، وَكَانُوا إِذَا
فَعَلُوا ذَلِكَ كَثُرَ القَتْلى فِيمَا بَيْنَهُمْ فَكَانَ يُقَالُ:
أَشْأَمُ مِنْ عِطْرِ مَنْشِم، فَصَارَ مَثَلًا: قَالَ: وَيُقَالُ هُوَ
حبُّ بَلَسانٍ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: يُقَالُ عطرُ مَنْشَم
ومَنْشِم، قَالَ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو مَنْشَمٌ الشرُّ بِعَيْنِهِ،
قَالَ: وَزَعَمَ آخَرُونَ أَنه شَيْءُ مِنْ قُرون السُّنْبُل يُقَالُ
لَهُ البَيْش، وَهُوَ سَمُّ ساعةٍ؛ قَالَ: وَقَالَ الأَصمعي هُوَ اسْمُ
امرأَة عطَّارة كَانُوا إِذَا قَصَدُوا الْحَرْبَ غَمَسوا أَيْدِيَهم
فِي طِيبها، وَتَحَالَفُوا عَلَيْهِ بأَن يسْتَمِيتُوا فِي الْحَرْبِ
وَلَا يُوَلُّوا أَوْ يُقْتَلوا، قَالَ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو
الشَّيْباني: مَنْشِم امرأَة عَطَّارَةٌ تَبِيعُ الحَنُوط، وَهِيَ مِنْ
خُزاعة، قَالَ: وَقَالَ هشامٌ الكَلْبيُّ مَنْ قَالَ مَنْشِم، بِكَسْرِ
الشِّينِ، فَهِيَ مَنْشِم بِنْتُ الوَجيه مِنْ حِمْير، وَكَانَتْ
تَبِيعُ العِطْرَ، وَيَتَشَاءَمُونَ بِعِطْرِهَا، وَمَنْ قَالَ
مَنْشَم، بِفَتْحِ الشِّينِ، فَهِيَ امرأَة كَانَتْ تَنْتجع العربَ
تبيعُهم عِطرها، فأَغار عَلَيْهَا قومٌ مِنَ الْعَرَبِ فأَخذوا
عِطْرَها، فَبَلَغَ ذَلِكَ قومَها فاستأْصلوا كلَّ مَنْ شَمُّوا
عَلَيْهِ ريحَ عِطْرِهَا؛ وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: هِيَ امرأَة مِنْ
جُرهُم، وَكَانَتْ جُرْهُم إِذَا خَرَجَتْ لِقِتَالِ خُزاعة خَرَجَتْ
مَعَهُمْ فطيَّبتهم، فَلَا يَتَطَيَّبُ بِطِيبِهَا أَحد إِلا قاتلَ
حَتَّى يُقتل أَو يُجْرَحَ، وَقِيلَ: مَنْشِمُ امرأَةٌ كَانَتْ
صَنَعَتْ طِيبًا تُطَيِّب بِهِ زَوْجَهَا، ثُمَّ إِنَّهَا صَادَقَتْ
رَجُلًا وَطَيَّبَتْهُ بطيبِها، فلقِيَه زوجُها فشمَّ ريحَ طِيبِهَا
عَلَيْهِ فقتَله، فَاقْتَتَلَ الحيّانِ مِنْ أَجله.
__________
(2) . قوله [والمنشم حب إلخ] هو كمجلس ومقعد
(12/577)
نصم: ابْنِ الأَعرابي: الصَّنَمةُ «1»
والنَّصَمةُ الصورةُ الَّتِي تُعْبَدُ.
نضم: أَهمله اللَّيْثُ، وَرَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ عَمْرٍو عَنْ
أَبيه: النَّضْمُ الحنطةُ الحادرةُ السَّمِينَةُ، وَاحِدَتُهَا
نَضْمَةٌ، وهو صحيح.
نطم: أَهمله اللَّيْثُ، ابْنُ الأَعرابي: النَّطْمَةُ النَّقْرةُ مِنَ
الدِّيك وَغَيْرِهِ، وَهِيَ النَّطْبَةُ بالباء أَيضاً.
نظم: النَّظْمُ: التأْليفُ، نَظَمَه يَنْظِمُه نَظْماً ونِظاماً
ونَظَّمَه فانْتَظَمَ وتَنَظَّمَ. ونَظَمْتُ اللؤْلؤَ أَيْ جَمَعْتُهُ
فِي السِّلْك، والتَّنْظِيمُ مِثْلُهُ، وَمِنْهُ نَظَمْتُ الشِّعر
ونَظَّمْته، ونَظَمَ الأَمرَ عَلَى المثَل. وكلُّ شَيْءٍ قَرَنْتَه
بِآخَرَ أَوْ ضَمَمْتَ بعضَه إِلَى بَعْضٍ، فَقَدْ نَظَمْته.
والنَّظْمُ: المَنْظومُ، وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ. والنَّظْمُ: مَا
نظَمْته مِنْ لؤلؤٍ وخرزٍ وَغَيْرِهِمَا، وَاحِدَتُهُ نَظْمَة. ونَظْم
الحَنْظل: حبُّه فِي صِيصائه. والنِّظَامُ: مَا نَظَمْتَ فِيهِ
الشَّيْءَ مِنْ خَيْطٍ وَغَيْرِهِ، وكلُّ شعبةٍ مِنْهُ وأَصْلٍ نِظامٌ.
ونِظامُ كُلِّ أَمر: مِلاكُه، وَالْجَمْعُ أَنْظِمَة وأَناظِيمُ
ونُظُمٌ. اللَّيْثُ: النَّظْمُ نَظمُك الخرزَ بعضَه إِلَى بَعْضٍ فِي
نِظامٍ وَاحِدٍ، كَذَلِكَ هُوَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى يُقَالَ:
لَيْسَ لأَمره نِظامٌ أَيْ لَا تَسْتَقِيمُ طريقتُه. والنِّظامُ:
الخيطُ الَّذِي يُنْظمُ بِهِ اللؤلؤُ، وكلُّ خيطٍ يُنْظَم بِهِ
لُؤْلُؤٌ أَوْ غيرهُ فَهُوَ نِظامٌ، وَجَمْعُهُ نُظُمٌ؛ وَقَالَ:
مِثْل الفَرِيدِ الَّذِي يَجري مَتَى النُّظُم
وفعلُك النَّظْمُ والتَّنْظِيمُ. ونَظْمٌ مِنْ لؤلؤٍ، قَالَ: وَهُوَ
فِي الأَصل مَصْدَرٌ، والانْتِظام: الاتِّساق. وَفِي حَدِيثِ أَشراط
السَّاعَةِ:
وَآيَاتٌ تَتابعُ كنِظامٍ بالٍ قُطِعَ سِلْكُه
؛ النِّظام: العِقْدُ مِنَ الْجَوْهَرِ وَالْخَرَزِ وَنَحْوِهِمَا،
وسِلْكُه خَيْطُه. والنِّظامُ: الهَديَةُ والسِّيرة. وَلَيْسَ لأَمرهم
نِظامٌ أَيْ لَيْسَ لَهُ هَدْيٌ وَلَا مُتَعَلَّق وَلَا اسْتِقَامَةٌ.
وَمَا زالَ عَلَى نِظامٍ وَاحِدٍ أَيْ عادةٍ. وتَنَاظَمَتِ الصُّخورُ:
تلاصَقَت. والنِّظَامَان مِنَ الضبِّ: كُشْيَتان مَنْظومتانِ مِنْ
جَانِبَيْ كُلْيَتَيْه طَوِيلَتَانِ. ونِظَامَا الضبَّةِ وإِنْظَاماها:
كُشْيَتاها، وَهُمَا خيْطانِ مُنْتَظِمانِ بَيْضاً، يَبْتَدَّان
جَانِبَيْهَا مِنْ ذَنَبها إِلَى أُذُنها. وَيُقَالُ: فِي بَطْنِهَا
إنْظامان مِنْ بَيْضٍ، وَكَذَلِكَ إِنْظاما السَّمَكَةِ. وَحُكِيَ عَنْ
أَبي زَيْدٍ: أُنْظُومَتَا الضبِّ والسمكةِ، وَقَدْ نَظَمَت ونَظَّمَت
وأَنْظَمَت، وَهِيَ نَاظِمٌ ومُنَظِّمٌ ومُنْظِم، وَذَلِكَ حِينَ
تَمْتَلِئُ مِنْ أَصل ذَنَبِهَا إِلَى أُذنِها بَيْضاً. وَيُقَالُ:
نَظَّمَت الضبَّةُ بَيْضَهَا تَنْظِيماً فِي بَطْنِهَا، ونَظَمَها
نَظْماً، وَكَذَلِكَ الدَّجَاجَةُ أَنْظَمَت إِذَا صَارَ فِي بَطْنِهَا
بَيْضٌ. والأَنْظَامُ: نَفْسُ الْبَيْضِ المُنَظَّم كأَنه مَنْظُومٌ
فِي سِلْكٍ. والإِنْظَامُ مِنَ الْخَرَزِ: «2» خيطٌ قَدْ نُظِمَ
خَرزاً، وَكَذَلِكَ أَنَاظِيمُ مَكْنِ الضبَّة. وَيُقَالُ: جَاءَنَا
نَظْمٌ مِنْ جرادٍ، وَهُوَ الْكَثِيرُ. ونِظامُ الرَّمْلِ
وأَنْظَامَتُه: ضَفِرتُه، وَهِيَ مَا تعقَّد مِنْهُ. ونَظَمَ الحبْلَ:
شَكّه وعَقَدَه. ونَظَمَ الخَوّاصُ المُقْلَ يَنْظِمُه: شَكّه
وضَفَرَه. والنَّظَائِمُ: شَكائِكُ الحَبْلِ وخَلَلُه. وطعَنَه
بالرُّمح فانْتَظَمَه أَي اخْتَلَّه. وانْتَظَم سَاقَيْهِ
وَجَانِبَيْهِ كَمَا قَالُوا اخْتَلَّ فؤادَه أَيْ ضَمَّهَا بالسِّنان؛
وَقَدْ روي:
__________
(1) . قوله [الصنمة] هو في الأَصل بهذا الضبط، وفي القاموس والتكملة
بفتح فسكون
(2) . قوله [والإِنْظَام من الخرز] ضبط في الأَصل والتكملة بالكسر، وفي
القاموس بالفتح
(12/578)
لَمَّا انْتَظَمْتُ فُؤادَه بالمِطْرِد
وَالرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ: اخْتَلَلْتُ فُؤادَه؛ قَالَ أَبو
زَيْدٍ: الانْتِظَامُ للجانِبَين والاخْتلالُ لِلْفُؤَادِ وَالْكَبِدِ.
وَقَالَ الْحَسَنُ فِي بَعْضِ مَوَاعِظِهِ: يَا ابنَ آدَمَ عليكَ
بنَصيبك مِنَ الْآخِرَةِ، فَإِنَّهُ يأْتي بِكَ عَلَى نَصِيبِكَ مِنَ
الدُّنْيَا فيَنْتَظِمُهُ لَكَ انْتِظَاماً ثُمَّ يزولُ مَعَكَ
حَيْثُمَا زُلْتَ. وانْتَظَمَ الصيدَ إِذَا طَعَنَهُ أَوْ رَمَاهُ
حَتَّى يُنْفِذَه، وَقِيلَ: لَا يُقَالُ انْتَظَمَه حَتَّى يَجْمَعَ
رَمْيَتَين بِسَهْمٍ أَوْ رُمْحٍ. والنَّظْمُ: الثُّريّا، عَلَى
التَّشْبِيهِ بالنظْمِ مِنَ اللُّؤْلُؤِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فوَرَدْن، والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابئ الضُّرَباء ... فَوْقَ النَّظْمِ،
لَا يَتَتَلَّع
وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: فَوْقَ النَّجْمِ، وَهُمَا الثُّرَيَّا مَعًا.
والنَّظْمُ أَيضاً: الدّبَرانُ الَّذِي يَلِي الثُّريا. ابْنُ
الأَعرابي: النَّظْمةُ كواكبُ الثُّريا. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ
لِثَلَاثَةِ كواكبَ مِنَ الجَوْزاء نَظْمٌ. ونَظْم: موضعٌ. والنظْمُ:
ماءٌ بِنَجْدٍ. والنَّظِيمُ: موضعٌ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمة:
فإنَّ الغَيْثَ قَدْ وَهِيَتْ كُلاهُ ... ببَطْحاء السَّيالة،
فالنَّظِيمِ
ابْنُ شُمَيْلٍ: النَّظِيمُ شِعْبٌ فِيهِ غُدُرٌ أَوْ قِلاتٌ مُتواصلة
بَعْضُهَا قَرِيبٌ مِنْ بَعْضٍ، فالشِّعْبُ حِينَئِذٍ نَظِيمٌ لأَنه
نَظَم ذَلِكَ الْمَاءَ، والجماعةُ النُّظُمُ. وَقَالَ غَيْرُهُ:
النَّظِيمُ مِنَ الرُّكِيِّ مَا تَنَاسَقَ فُقُرُهُ عَلَى نَسَقٍ
وَاحِدٍ.
نعم: النَّعِيمُ والنُّعْمَى والنَّعْمَاء والنِّعْمَة، كُلُّهُ:
الخَفْض والدَّعةُ والمالُ، وَهُوَ ضِدُّ البَأْساء والبُؤْسى.
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ
بَعْدِ مَا جاءَتْهُ
؛ يَعْنِي فِي هَذَا الْمَوْضِعِ حُجَجَ اللَّهِ الدالَّةَ عَلَى أَمر
النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ
؛ أَيْ تُسْأَلون يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ كُلِّ مَا اسْتَمْتَعْتُمْ
بِهِ فِي الدُّنْيَا، وجمعُ النِّعْمَةِ نِعَمٌ وأَنْعُمٌ كشِدَّةٍ
وأَشُدّ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ:
فَلَنْ أَذْكُرَ النُّعْمان إِلَّا بصالحٍ، ... فإنَّ لَهُ عِنْدِي
يُدِيّاً وأَنْعُما
والنُّعْم، بِالضَّمِّ: خلافُ البُؤْس. يُقَالُ: يومٌ نُعْمٌ ويومٌ
بؤْسٌ، وَالْجَمْعُ أَنْعُمٌ وأَبْؤُسٌ. ونَعُمَ الشيءُ نُعُومَةً أَيْ
صَارَ ناعِما لَيِّناً، وَكَذَلِكَ نَعِمَ يَنْعَمُ مِثْلَ حَذِرَ
يَحْذَر، وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ مُرَكَّبَةٌ بَيْنَهُمَا: نَعِمَ
يَنْعُمُ مِثْلَ فَضِلَ يَفْضُلُ، وَلُغَةٌ رَابِعَةٌ: نَعِمَ
يَنْعِمُ، بِالْكَسْرِ فِيهِمَا، وَهُوَ شَاذٌّ. والتَّنَعُّم:
الترفُّه، وَالِاسْمُ النَّعْمَة. ونَعِمَ الرَّجُلُ يَنْعَمُ
نَعْمَةً، فَهُوَ نَعِمٌ بَيَّنُ المَنْعَم، وَيَجُوزُ تَنَعَّمَ،
فَهُوَ نَاعِمٌ، ونَعِمَ يَنْعُمُ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: نَعِمَ فِي
الأَصل مَاضِي يَنْعَمُ، ويَنْعُمُ فِي الأَصل مضارعُ نَعُمَ، ثُمَّ
تَدَاخَلَتِ اللُّغَتَانِ فَاسْتَضَافَ مَنْ يَقُولُ نَعِمَ لُغَةَ
مَنْ يَقُولُ يَنْعُمُ، فَحَدَثَ هُنَالِكَ لغةٌ ثَالِثَةٌ، فَإِنْ
قُلْتَ: فَكَانَ يَجِبُ، عَلَى هَذَا، أَن يَسْتَضِيفَ مَنْ يَقُولُ
نَعُمَ مضارعَ مَنْ يَقُولُ نَعِمَ فَيَتَرَكَّبُ مِنْ هَذَا لغةٌ
ثَالِثَةٌ وَهِيَ نَعُمَ يَنْعَمُ، قِيلَ: مَنَعَ مِنْ هَذَا أَن فَعُل
لَا يَخْتَلِفُ مضارعُه أَبداً، وَلَيْسَ كَذَلِكَ نَعِمَ، فَإِنَّ
نَعِمَ قَدْ يأْتي فِيهِ يَنْعِمُ ويَنْعَمُ، فَاحْتَمَلَ خِلاف
مضارعِه، وفَعُل لَا يَحْتَمِلُ مضارعُه الخلافَ، فَإِنْ قُلْتَ: فَمَا
بالهُم كَسَرُوا عينَ يَنْعِمُ وَلَيْسَ فِي مَاضِيهِ إِلَّا نَعِمَ
ونَعُمَ وكلُّ واحدٍ مِنْ فَعِل وفَعُل لَيْسَ لَهُ حَظٌّ فِي بَابِ
يَفْعِل؟ قِيلَ: هَذَا طريقُه غَيْرُ طَرِيقِ مَا قَبْلَهُ، فَإِمَّا
أَنْ يَكُونَ يَنْعِمُ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، جَاءَ عَلَى ماضٍ وَزْنُهُ
فعَل غَيْرَ أَنهم لَمْ يَنْطِقوا بِهِ اسْتِغْنَاءً عَنْهُ بنَعِم
ونَعُم، كَمَا اسْتَغْنَوْا بتَرَك عَنْ وَذَرَ
(12/579)
ووَدَعَ، وَكَمَا استغنَوْا بمَلامِحَ عَنْ
تَكْسِيرِ لَمْحةٍ، أَو يَكُونَ فَعِل فِي هَذَا دَاخِلًا عَلَى فَعُل،
أَعني أَن تُكسَر عينُ مُضَارِعِ نَعُمَ كَمَا ضُمَّت عينُ مُضَارِعِ
فَعِل، وَكَذَلِكَ تَنَعَّمَ وتَنَاعَمَ ونَاعَمَ ونَعَّمَه ونَاعَمَه.
ونَعَّمَ أَولادَه: رَفَّهَهم. والنَّعْمَةُ، بِالْفَتْحِ:
التَّنْعِيمُ. يُقَالُ: نَعَّمَه اللَّهُ ونَاعَمَه فتَنَعَّمَ. وَفِي
الْحَدِيثِ:
كَيْفَ أَنْعَمُ وصاحبُ القَرْنِ قَدِ الْتَقَمه؟
أَيْ كَيْفَ أَتَنَعَّمُ، مِنَ النَّعْمة، بِالْفَتْحِ، وَهِيَ
الْمَسَرَّةُ وَالْفَرَحُ والترفُّه. وَفِي حَدِيثِ
أَبي مَرْيَمَ: دخلتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: مَا أَنْعَمَنا بِكَ؟
أَي مَا الَّذِي أَعْمَلَكَ إِلَيْنَا وأَقْدَمَك عَلَيْنَا،
وَإِنَّمَا يُقَالُ ذَلِكَ لِمَنْ يُفرَح بِلِقَائِهِ، كَأَنَّهُ
قَالَ: مَا الَّذِي أَسرّنا وأَفرَحَنا وأَقَرَّ أَعيُنَنا بلقائك
ورؤيتك. والنَّاعِمَةُ والمُنَاعِمَةُ والمُنَعَّمَةُ: الحَسنةُ العيشِ
والغِذاءِ المُتْرَفةُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
إِنَّهَا لَطَيْرٌ نَاعِمةٌ
أَيْ سِمانٌ مُتْرَفةٌ؛ قَالَ وَقَوْلُهُ:
مَا أَنْعَمَ العَيْشَ، لَوْ أَنَّ الفَتى حَجَرٌ، ... تنْبُو
الحوادِثُ عَنْهُ، وَهْوَ مَلْمومُ
إِنَّمَا هُوَ عَلَى النَّسَبِ لأَنا لَمْ نَسْمَعْهُمْ قَالُوا نَعِمَ
العيشُ، وَنَظِيرُهُ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ: هُوَ
أَحْنكُ الشَّاتَيْنِ وأَحْنَكُ البَعيرين فِي أَنه اسْتُعْمِلَ مِنْهُ
فِعْلُ التَّعَجُّبِ، وَإِنْ لَمْ يَكُ مِنْهُ فِعْلٌ، فتَفهَّمْ.
وَرَجُلٌ مِنْعَامٌ أَيْ مِفْضالٌ. ونَبْتٌ نَاعِمٌ ومُنَاعِمٌ
ومُتنَاعِمٌ سَوَاءٌ؛ قَالَ الأَعشى:
وتَضْحَك عَنْ غُرِّ الثَّنايا، كأَنه ... ذُرَى أُقْحُوانٍ، نَبْتُه
مُتَنَاعِمُ
والتَّنْعِيمَةُ: شجرةٌ نَاعِمَةُ الورَق ورقُها كوَرَق السِّلْق،
وَلَا تَنْبُتُ إِلَّا عَلَى مَاءٍ، وَلَا ثمرَ لَهَا وَهِيَ خَضْرَاءُ
غليظةُ الساقِ. وثوبٌ نَاعِمٌ: ليِّنٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ
الوُصَّاف: وَعَلَيْهِمُ الثيابُ النَّاعِمَةُ؛ وَقَالَ:
ونَحْمي بِهَا حَوْماً رُكاماً ونِسْوَةً، ... عليهنَّ قَزٌّ نَاعِمٌ
وحَريرُ
وكلامٌ مُنَعَّمٌ كَذَلِكَ. والنِّعْمَةُ: اليدُ البَيْضاء الصاحلة
والصَّنيعةُ والمِنَّة وَمَا أُنْعِم بِهِ عَلَيْكَ. ونِعْمَةُ
اللَّهِ، بِكَسْرِ النُّونِ: مَنُّه وَمَا أَعطاه اللَّهُ العبدَ
مِمَّا لَا يُمْكن غَيْرُهُ أَن يُعْطيَه إِيَّاهُ كالسَّمْع والبصَر،
والجمعُ مِنْهُمَا نِعَمٌ وأَنْعُمٌ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: جَاءَ ذَلِكَ
عَلَى حَذْفِ التَّاءِ فَصَارَ كَقَوْلِهِمْ ذِئْبٌ وأَذْؤب ونِطْع
وأَنْطُع، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ، ونِعِماتٌ ونِعَمَاتٌ، الإِتباعُ لأَهل
الْحِجَازِ، وَحَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ قَالَ: وقرأَ بَعْضُهُمْ:
أَن الفُلْكَ تجرِي فِي البَحْرِ بنِعَمات اللَّهِ
، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وكسرِها، قَالَ: وَيَجُوزُ بِنِعْمات اللَّهِ،
بِإِسْكَانِ الْعَيْنِ، فأَما الكسرُ «1» فَعَلَى مَنْ جمعَ كِسْرَةً
كِسِرات، ومَنْ قرأَ بِنِعَمات فَإِنَّ الْفَتْحَ أخفُّ الْحَرَكَاتِ،
وَهُوَ أَكثر فِي الْكَلَامِ مِنْ نِعِمات اللَّهِ، بِالْكَسْرِ.
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً
وَباطِنَةً
«2» . قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والنُّعْمَى كالنِّعْمة، فَإِنْ فتحتَ
النُّونَ مددتَ فَقُلْتَ النَّعْماء، والنَّعِيمُ مثلُه. وفلانٌ واسعُ
النِّعْمَةِ أَيْ واسعُ المالِ. وقرأَ بَعْضُهُمْ: وأَسْبَغَ
عَلَيْكُمْ نِعْمَةً، فَمَنْ قرأَ نِعَمَهُ
أَراد جميعَ مَا أَنعم بِهِ عَلَيْهِمْ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَها
ابْنُ عَبَّاسٍ «3» نِعَمَهُ
، وَهُوَ وَجْهٌ جيِّد لأَنه قَدْ قَالَ شاكِراً لِأَنْعُمِهِ
، فَهَذَا جَمْعُ النِّعْم وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى أَن نِعَمَه جَائِزٌ،
ومَنْ قرأَ
نِعْمَةً
أَراد مَا أُعطوه من
__________
(1) . قوله [فأما الكسر إلخ] عبارة التهذيب: فَأَمَّا الْكَسْرُ
فَعَلَى مَنْ جَمَعَ كِسْرَةً كِسِرَاتٍ، وَمَنْ أسكن فهو أجود الأَوجه
على من جمع الكسرة كسرات ومن قرأ إلخ
(2) . قوله وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ
ظاهِرَةً وَباطِنَةً إلى قوله [وقرأ بعضهم] هكذا في الأَصل بتوسيط
عبارة الجوهري بينهما
(3) . قوله [قرأها ابن عباس إلخ] كذا بالأَصل
(12/580)
تَوْحِيدِهِ؛ هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ،
وأَنْعَمَها اللهُ عَلَيْهِ وأَنْعَمَ بِهَا عَلَيْهِ؛
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: النِّعْمَةُ الظاهرةُ الإِسلامُ، والباطنةُ
سَتْرُ الذُّنُوبِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ
عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ
؛ قَالَ الزَّجَّاجَ: مَعْنَى إنْعَامِ اللَّهِ عَلَيْهِ هِدايتُه
إِلَى الإِسلام، وَمَعْنَى إنْعَامِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَيْهِ إعْتاقُه إِيَّاهُ مِنَ الرِّقِّ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: اذْكُر الإِسلامَ وَاذْكُرْ مَا
أَبْلاكَ بِهِ ربُّك. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ
رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ
؛ يَقُولُ: مَا أَنت بإنْعامِ اللَّهِ عَلَيْكَ وحَمْدِكَ إِيَّاهُ
عَلَى نِعْمتِه بِمَجْنُونٍ. وَقَوْلُهُ تعالى: يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ
اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها
؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ يَعْرِفُونَ أَن أمرَ النَّبِيِّ،
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حقٌّ ثُمَّ يُنْكِرون ذَلِكَ.
والنِّعْمَةُ، بِالْكَسْرِ: اسمٌ مِنْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ
يُنْعِمُ إنْعَاماً ونِعْمَةً، أُقيم الاسمُ مُقامَ الإِنْعَام،
كَقَوْلِكَ: أَنْفَقْتُ عَلَيْهِ إنْفاقاً ونَفَقَةً بِمَعْنًى
وَاحِدٍ. وأَنْعَمَ: أَفْضل وَزَادَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنَّ أَهلَ الْجَنَّةِ ليَتراءوْنَ أَهلَ عِلِّيِّين كَمَا تَرَوْنَ
الكوكبَ الدُّرِّيَّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وإنَّ أَبَا بَكْرٍ وعُمَر
مِنْهُمْ وأَنْعَمَا
أَيْ زَادَا وفَضَلا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وَيُقَالُ: قَدْ
أَحْسَنْتَ إليَّ وأَنْعَمْتَ أَيْ زِدْتَ عليَّ الإِحسانَ، وَقِيلَ:
مَعْنَاهُ صَارَا إِلَى النَّعِيمِ ودخَلا فِيهِ كَمَا يُقَالُ
أَشْمَلَ إِذَا دَخَلَ فِي الشِّمالِ، وَمَعْنَى قَوْلِهِمْ:
أَنْعَمْتَ عَلَى فلانٍ أَيْ أَصَرْتَ إِلَيْهِ نِعْمةً. وَتَقُولُ:
أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْكَ، مِنَ النِّعْمة. وأَنْعَمَ اللهُ صَباحَك،
مِنَ النُّعُومةِ. وقولهُم: عِمْ صَبَاحًا كلمةُ تحيّةٍ، كأَنه
مَحْذُوفٌ مِنْ نَعِمَ يَنْعِمُ، بِالْكَسْرِ، كَمَا تَقُولُ: كُلْ
مَنْ أَكلَ يأْكلُ، فَحَذَفَ مِنْهُ الأَلف والنونَ اسْتِخْفَافًا.
ونَعِمَ اللهُ بِكَ عَيْناً، ونَعَمَ، ونَعِمَك اللهُ عَيْناً،
وأَنْعَمَ اللهُ بِكَ عَيْناً: أَقرَّ بِكَ عينَ مَنْ تُحِبُّهُ، وَفِي
الصِّحَاحِ: أَيْ أَقرَّ اللهُ عينَك بِمَنْ تحبُّه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
أَنْعَمَ اللهُ بالرسولِ وبالمُرْسِلِ، ... والحاملِ الرسالَة عَيْنا
الرسولُ هُنَا: الرسالةُ، وَلَا يَكُونُ الرسولَ لأَنه قَدْ قَالَ
وَالْحَامِلُ الرِّسَالَةَ، وحاملُ الرسالةِ هُوَ الرسولُ، فَإِنْ لَمْ
يُقَل هَذَا دَخَلَ فِي الْقِسْمَةِ تداخُلٌ، وَهُوَ عَيْبٌ. قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ: ونَعِمَ اللهُ بكَ عَيْناً نُعْمةً مِثْلُ نَزِهَ
نُزْهةً. وَفِي حَدِيثِ مُطَرِّفٍ: لَا تقُلْ نَعِمَ اللهُ بكَ عَيْناً
فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَنْعَمُ بأَحدٍ عَيْناً، وَلَكِنْ قُلْ أَنْعَمَ
اللهُ بِكَ عَيْناً؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الَّذِي منَع مِنْهُ
مُطرّفٌ صحيحٌ فصيحٌ فِي كَلَامِهِمْ، وعَيْناً نصبٌ عَلَى
التَّمْيِيزِ مِنَ الْكَافِ، وَالْبَاءِ لِلتَّعْدِيَةِ، وَالْمَعْنَى
نَعَّمَكَ اللهُ عَيْناً أَيْ نَعَّمَ عينَك وأَقَرَّها، وَقَدْ
يَحْذِفُونَ الْجَارَّ ويُوصِلون الْفِعْلَ فَيَقُولُونَ نَعِمَك اللهُ
عَيْناً، وأَمَّا أَنْعَمَ اللهُ بِكَ عَيْناً فَالْبَاءُ فِيهِ
زَائِدَةٌ لأَن الْهَمْزَةَ كَافِيَةٌ فِي التَّعْدِيَةِ، تَقُولُ:
نَعِمَ زيدٌ عَيْنًا وأَنْعَمَه اللهُ عَيْنًا، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ
مِنَ أَنْعَمَ إِذَا دَخَلَ فِي النَّعيم فيُعدَّى بِالْبَاءِ، قَالَ:
وَلَعَلَّ مُطرِّفاً خُيِّلَ إِلَيْهِ أَنَّ انْتِصَابَ المميِّز فِي
هَذَا الْكَلَامِ عَنِ الْفَاعِلِ فَاسْتَعْظَمَهُ، تَعَالَى اللهُ
أَنْ يُوصَفَ بِالْحَوَاسِّ عُلُوًّا كَبِيرًا، كَمَا يَقُولُونَ
نَعِمْتُ بِهَذَا الأَمرِ عَيْناً، وَالْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ، فحَسِبَ
أَنَّ الأَمر فِي نَعِمَ اللهُ بِكَ عَيْنًا كَذَلِكَ، وَنَزَلُوا
مَنْزِلًا يَنْعِمُهم ويَنْعَمُهم بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ،
أَيْ يُقِرُّ أَعْيُنَهم ويَحْمَدونه، وَزَادَ اللِّحْيَانِيُّ:
ويَنْعُمُهم عَيْنًا، وَزَادَ الأَزهري: ويُنْعمُهم، وَقَالَ أَربع
لُغَاتٍ. ونُعْمةُ الْعَيْنِ: قُرَّتُها، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: نَعْمَ
ونُعْمَ عينٍ ونُعْمَةَ عينٍ ونَعْمَةَ عينٍ ونِعْمَةَ عينٍ ونُعْمَى
عينٍ ونَعَامَ عينٍ ونُعامَ [نِعامَ] عينٍ ونَعامةَ عينٍ ونَعِيمَ عينٍ
ونُعَامَى عينٍ
(12/581)
أَيْ أفعلُ ذَلِكَ كَرَامَةً لَكَ
وإِنْعَاماً بعَينِك وَمَا أَشبهه؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: نَصَبُوا كلَّ
ذَلِكَ عَلَى إِضْمَارِ الْفِعْلِ الْمَتْرُوكِ إظهارهُ. وَفِي
الْحَدِيثِ:
إِذَا سَمِعتَ قَوْلًا حسَناً فَرُوَيْداً بِصَاحِبِهِ، فَإِنْ وافقَ
قولٌ عَملًا فنَعْمَ ونُعْمَةَ عينٍ آخِه وأَوْدِدْه
أَيْ إِذَا سَمِعْتَ رجُلًا يَتَكَلَّمُ فِي الْعِلْمِ بِمَا
تَسْتَحْسِنُهُ فَهُوَ كَالدَّاعِي لَكَ إِلَى مودّتِه وَإِخَائِهِ،
فَلَا تَعْجَلْ حَتَّى تَخْتَبِرَ فعلَه، فَإِنْ رأَيته حسنَ الْعَمَلِ
فأَجِبْه إِلَى إِخَائِهِ ومودّتهِ، وَقُلْ لَهُ نَعْمَ ونُعْمَة
عَيْنٍ أَي قُرَّةَ عينٍ، يَعْنِي أُقِرُّ عينَك بِطَاعَتِكَ
وَاتِّبَاعِ أَمْرِكَ. ونَعِمَ العُودُ: اخضرَّ ونَضَرَ؛ أَنْشَدَ
سِيبَوَيْهِ:
واعْوَجَّ عُودُك مِنْ لَحْوٍ وَمِنْ قِدَمٍ، ... لَا يَنْعَمُ العُودُ
حَتَّى يَنْعَم الورَقُ «4»
. وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:
وكُوم تَنْعَمُ الأَضيْاف عَيْناً، ... وتُصْبِحُ فِي مَبارِكِها
ثِقالا
يُرْوَى الأَضيافُ والأَضيافَ، فَمَنْ قَالَ الأَضيافُ، بِالرَّفْعِ،
أَرَادَ تَنْعَم الأَضيافُ عَيْنًا بِهِنَّ لأَنهم يَشْرَبُونَ مِنْ
أَلبانِها، وَمَنْ قَالَ تَنْعَمُ الأَضيافَ، فَمَعْنَاهُ تَنْعَم
هَذِهِ الكُومُ بالأَضيافِ عَيْنًا، فحذفَ وأَوصل فنَصب الأَضيافَ أَيْ
أَنَّ هَذِهِ الكومَ تُسَرُّ بالأَضيافِ كسُرورِ الأَضيافِ بِهَا،
لأَنها قَدْ جَرَتْ مِنْهُمْ عَلَى عَادَةٍ مأْلوفة مَعْرُوفَةٍ فَهِيَ
تأْنَسُ بِالْعَادَةِ، وَقِيلَ: إِنَّمَا تأْنس بِهِمْ لِكَثْرَةِ
الأَلبان، فَهِيَ لِذَلِكَ لَا تَخَافُ أَنْ تُعْقَر وَلَا تُنْحَر،
وَلَوْ كَانَتْ قَلِيلَةَ الأَلبان لَمَا نَعِمَت بِهِمْ عَيْنًا
لأَنها كَانَتْ تَخَافُ العَقْرَ وَالنَّحْرَ. وَحَكَى
اللِّحْيَانِيُّ: يَا نُعْمَ عَيْني أَي يَا قُرَّة عَيْنِي؛ وأَنشد
عَنِ الْكِسَائِيِّ:
صَبَّحكَ اللهُ بخَيْرٍ باكرِ، ... بنُعْمِ عينٍ وشَبابٍ فاخِرِ
قَالَ: ونَعْمَةُ الْعَيْشِ حُسْنُه وغَضارَتُه، وَالْمُذَكَّرُ مِنْهُ
نَعْمٌ، وَيُجْمَعُ أَنْعُماً. والنَّعَامَةُ: معروفةٌ، هَذَا الطائرُ،
تَكُونُ لِلذَّكَرِ والأُنثى، وَالْجَمْعُ نَعَامَاتٌ ونَعائِمُ
ونَعامٌ، وَقَدْ يَقَعُ النَّعَامُ عَلَى الْوَاحِدِ؛ قَالَ أَبُو
كَثْوة:
ولَّى نَعامُ بَنِي صَفْوانَ زَوْزَأَةً، ... لَمَّا رأَى أَسَداً
بالغابِ قَدْ وَثَبَا
والنَّعَامُ أَيضاً، بِغَيْرِ هَاءِ، الذكرُ مِنْهَا الظليمُ،
والنَّعامةُ الأُنثى. قَالَ الأَزهري: وَجَائِزٌ أَن يُقَالَ
لِلذَّكَرِ نَعامة بِالْهَاءِ، وَقِيلَ النَّعام اسمُ جِنْسٍ مِثْلُ
حَمامٍ وحَمامةٍ وجرادٍ وجرادةٍ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَصَمُّ مِن
نَعَامةٍ، وَذَلِكَ أَنَّهَا لَا تَلْوي عَلَى شَيْءٍ إِذَا جفَلت،
وَيَقُولُونَ: أَشمُّ مِن هَيْق لأَنه يَشُمّ الرِّيحَ؛ قَالَ
الرَّاجِزُ:
أَشمُّ مِنْ هَيْقٍ وأَهْدَى مِنْ جَمَلْ
وَيَقُولُونَ: أَمْوَقُ مِنْ نعامةٍ وأَشْرَدُ مِنْ نَعامةٍ؛ ومُوقها:
تركُها بيضَها وحَضْنُها بيضَ غَيْرِهَا، وَيَقُولُونَ: أَجبن مِنْ
نَعامةٍ وأَعْدى مِنْ نَعامةٍ. وَيُقَالُ: رَكِبَ فلانٌ جَناحَيْ
نَعامةٍ إِذَا جدَّ فِي أَمره. وَيُقَالُ للمُنْهزِمين: أَضْحَوْا
نَعاماً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بِشْرٍ:
فأَما بَنُو عامرٍ بالنِّسار ... فَكَانُوا، غَداةَ لَقُونا، نَعامَا
وَتَقُولُ الْعَرَبُ لِلْقَوْمِ إِذَا ظَعَنوا مُسْرِعِينَ: خَفَّتْ
نَعامَتُهم وشالَتْ نَعامَتُهم، وخَفَّتْ نَعَامَتُهم أَي استَمر
بِهِمُ السيرُ. وَيُقَالُ للعَذارَى: كَأَنَّهُنَّ بَيْضُ نَعَامٍ.
وَيُقَالُ للفَرَس: لَهُ سَاقَا نَعَامةٍ لِقِصَرِ ساقَيْه،
__________
(4) . قوله [من لحو] في المحكم: من لحق، واللحق الضمر
(12/582)
وَلَهُ جُؤجُؤُ نَعامةٍ لِارْتِفَاعِ
جُؤْجُؤها. وَمِنْ أَمثالهم: مَن يَجْمع بَيْنَ الأَرْوَى والنَّعام؟
وَذَلِكَ أَنَّ مَساكنَ الأَرْوَى شَعَفُ الْجِبَالِ وَمَسَاكِنُ
النَّعَامِ السُّهولةُ، فَهُمَا لَا يَجْتَمِعَانِ أَبداً. وَيُقَالُ
لِمَنْ يُكْثِرُ عِلَلَه عَلَيْكَ: مَا أَنت إِلَّا نَعامةٌ؛ يَعْنون
قَوْلَهُ:
ومِثْلُ نَعامةٍ تُدْعَى بَعِيرًا، ... تُعاظِمُه إِذَا مَا قِيلَ:
طِيري
وإنْ قِيلَ: احْمِلي، قَالَتْ: فإنِّي ... مِنَ الطَّيْر المُرِبَّة
بالوُكور
وَيَقُولُونَ لِلَّذِي يَرْجِع خَائِبًا: جَاءَ كالنَّعامة، لأَن
الأَعراب يَقُولُونَ إِنَّ النَّعَامَةَ ذهَبَتْ تَطْلُبُ قَرْنَينِ
فَقَطَعُوا أُذُنيها فَجَاءَتْ بِلَا أُذُنين؛ وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ
بعضهم:
أو كالنَّعامةِ، إذ غَدَتْ مِنْ بَيْتِها ... لتُصاغَ أُذْناها
بِغَيْرِ أَذِينِ
فاجْتُثَّتِ الأُذُنان مِنْهَا، فانْتَهَتْ ... هَيْماءَ لَيْسَتْ مِنْ
ذَوَاتِ قُرونِ
وَمِنْ أَمثالهم: أنْتَ كَصَاحِبَةِ النَّعامة، وَكَانَ مِنْ
قِصَّتِهَا أَنها وجَدتْ نَعامةً قَدْ غَصَّتْ بصُعْرورٍ فأَخذتْها
وربَطتْها بخِمارِها إِلَى شَجَرَةٍ، ثُمَّ دنَتْ مِنَ الْحَيِّ
فهتَفَتْ: من كان يحُفُّنا ويَرُفُّنا فلْيَتَّرِكْ وقَوَّضَتْ
بَيْتَها لتَحْمِل عَلَى النَّعامةِ، فانتَهتْ إِلَيْهَا وَقَدْ
أَساغَتْ غُصَّتَها وأَفْلَتَتْ، وبَقِيَت المرأَةُ لَا صَيْدَها
أَحْرَزَتْ وَلَا نصيبَها مِنَ الْحَيِّ حَفِظتْ؛ يُقَالُ ذَلِكَ
عِنْدَ المَزْريَةِ عَلَى مَنْ يَثق بِغَيْرِ الثِّقةِ. والنَّعَامة:
الْخَشَبَةُ الْمُعْتَرِضَةُ عَلَى الزُّرنُوقَيْنِ تُعَلَّق مِنْهُمَا
الْقَامَةُ، وَهِيَ البَكَرة، فَإِنْ كَانَ الزَّرانيق مِنْ خَشَبٍ
فَهِيَ دِعَمٌ؛ وَقَالَ أَبو الْوَلِيدِ الكِلابي: إِذَا كَانَتَا مِنْ
خَشَب فَهُمَا النَّعامتان، قَالَ: وَالْمُعْتَرِضَةُ عَلَيْهِمَا هِيَ
العَجَلة والغَرْب مُعَلَّقٌ بِهَا، قَالَ الأَزهري: وَتَكُونُ
النَّعامتانِ خَشَبتين يُضَمُّ طرَفاهما الأَعْليان ويُرْكَز
طَرَفَاهُمَا الأَسفلان فِي الأَرض، أَحَدُهُمَا مِنْ هَذَا
الْجَانِبِ، والآخر من ذاك الجنب، يُصْقَعان بحَبْل يُمدّ طَرَفَا
الْحَبْلِ إِلَى وتِدَيْنِ مُثْبَتيْنِ فِي الأَرض أَوْ حَجَرَيْنِ
ضَخْمَيْنِ، وتُعَلَّقُ الْقَامَةُ بَيْنَ شُعْبتي النَّعامتين،
والنَّعامتانِ: المَنارتانِ اللَّتَانِ عَلَيْهِمَا الْخَشَبَةُ
المعترِضة؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: النَّعامتان الْخَشَبَتَانِ
اللَّتَانِ عَلَى زُرْنوقَي الْبِئْرِ، الْوَاحِدَةُ نَعامة، وَقِيلَ:
النَّعامة خَشَبَةٌ تُجْعَلُ عَلَى فَمِ الْبِئْرِ تَقوم عَلَيْهَا
السَّواقي. والنَّعامة: صَخْرَةٌ نَاشِزَةٌ فِي الْبِئْرِ. والنَّعامة:
كلُّ بِنَاءٍ كالظُّلَّة، أَوْ عَلَم يُهْتَدَى بِهِ مِنْ أَعلام
الْمَفَاوِزِ، وَقِيلَ: كُلُّ بِنَاءٍ عَلَى الْجَبَلِ كالظُّلَّة
والعَلَم، وَالْجَمْعُ نَعامٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ طُرُقَ
الْمَفَازَةِ:
بِهنَّ نَعامٌ بَناها الرجالُ، ... تَحْسَب آرامَهُن الصُّروحا «1»
. وَرَوَى الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَهُ:
تُلْقِي النَّفائِضُ فِيهِ السَّريحا
قَالَ: والنَّفائضُ مِنَ الإِبل؛ وَقَالَ آخَرُ:
لَا شيءَ فِي رَيْدِها إِلَّا نَعامَتُها، ... مِنْهَا هَزِيمٌ
وَمِنْهَا قائمٌ باقِي
وَالْمَشْهُورُ مِنْ شِعْرِهِ:
لَا ظِلَّ فِي رَيْدِها
وَشَرَحَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ فَقَالَ: النَّعَامة مَا نُصب مِنْ خَشَبٍ
يَسْتَظِلُّ بِهِ الرَّبِيئَةُ، والهَزيم: الْمُتَكَسِّرُ؛ وبعد هذا
البيت:
__________
(1) . قوله [بناها] هكذا بتأنيث الضمير في الأَصل ومثله في المحكم هنا،
والذي في مادة نفض تذكيره، ومثله في الصحاح في هذه المادة وتلك
(12/583)
بادَرْتُ قُلَّتَها صَحْبي، وَمَا كَسِلوا
... حَتَّى نَمَيْتُ إِلَيْهَا قَبْلَ إشْراق
والنَّعَامة: الجِلْدة الَّتِي تُغَطِّي الدِّمَاغَ، والنَّعَامة مِنَ
الْفَرَسِ: دماغُه. والنَّعَامة: بَاطِنُ الْقَدَمِ. والنَّعَامة:
الطَّرِيقُ. والنَّعَامة: جَمَاعَةُ الْقَوْمِ. وشالَتْ نَعَامَتُهم:
تَفَرَّقَتْ كَلِمَتُهم وَذَهَبَ عزُّهم ودَرَسَتْ طريقتُهم وولَّوْا،
وَقِيلَ: تَحَوَّلوا عَنْ دَارِهِمْ، وَقِيلَ: قَلَّ خَيْرُهم وولَّتْ
أُمورُهم؛ قَالَ ذُو الإِصْبَع العَدْوانيّ:
أَزْرَى بِنَا أَننا شالَتْ نَعَامَتُنا، ... فَخَالَنِي دُونَهُ بَلْ
خِلْتُه دُونِي
وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذَا ارْتَحَلوا عَنْ مَنْزِلِهِمْ أَوْ
تَفَرَّقوا: قَدْ شَالَتْ نَعَامَتُهُمْ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ ذِي يَزَنَ: أَتَى هِرَقْلًا وَقَدْ شالَتْ نَعامَتُهم
: النَّعَامَةُ الْجَمَاعَةُ أَي تَفَرَّقُوا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ
لأَبي الصَّلْت الثَّقَفِيِّ:
اشْرَبْ هنِيئاً فَقَدْ شالَتْ نَعامتُهم، ... وأَسْبِلِ اليَوْمَ فِي
بُرْدَيْكَ إسْبالا
وأَنشد لِآخَرَ:
إِنِّي قَضَيْتُ قَضَاءً غيرَ ذِي جَنَفٍ، ... لَمَّا سَمِعْتُ
وَلَمَّا جاءَني الخَبَرُ
أَنَّ الفَرَزْدَق قَدْ شالَتْ نعامَتُه، ... وعَضَّه حَيَّةٌ مِنْ
قَومِهِ ذَكَرُ
والنَّعامة: الظُّلْمة. والنَّعامة: الْجَهْلُ، يُقَالُ: سكَنَتْ
نَعامتُه؛ قَالَ المَرّار الفَقْعَسِيّ:
وَلَوْ أَنيّ حَدَوْتُ بِهِ ارْفَأَنَّتْ ... نَعامتُه، وأَبْغَضَ مَا
أَقولُ
اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ للإِنسان إِنَّهُ لخَفيفُ النَّعَامَةِ إِذَا
كَانَ ضَعِيفَ الْعَقْلِ. وأَراكةٌ نَعامةٌ: طَوِيلَةٌ. وَابْنُ
النَّعَامَةِ: الطَّرِيقُ، وَقِيلَ: عِرْقٌ فِي الرِّجْل؛ قَالَ
الأَزهري: قَالَ الْفَرَّاءُ سَمِعْتُهُ مِنَ الْعَرَبِ، وَقِيلَ:
ابْنُ النَّعامة عَظْم السَّاقِ، وَقِيلَ: صَدَرُ الْقَدَمِ، وَقِيلَ:
مَا تَحْتَ الْقَدَمِ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:
فيكونُ مَرْكبَكِ القَعودُ ورَحْلُه، ... وابنُ النَّعَامةِ، عند ذلك،
مَرْكَبِي
فُسِّر بِكُلِّ ذَلِكَ، وَقِيلَ: ابْنُ النَّعامة فَرَسُه، وَقِيلَ:
رِجْلاه؛ قَالَ الأَزهري: زَعَمُوا أَن ابْنَ النَّعَامَةِ مِنَ
الطُّرُقِ كأَنه مَرْكَبُ النَّعامة مِنْ قَوْلِهِ:
وَابْنُ النَّعَامَةِ، يَوْمَ ذَلِكَ، مَرْكَبي
وَابْنُ النَعامة: السَّاقِي الَّذِي يَكُونُ عَلَى الْبِئْرِ.
وَالنَّعَامَةُ: الرجْل. وَالنَّعَامَةُ: السَّاقُ. والنَّعامة:
الفَيْجُ المستعجِل. والنَّعامة: الفَرَح. والنَّعامة: الإِكرام.
والنَّعامة: المحَجَّة الْوَاضِحَةُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي
قَوْلِهِ:
وَابْنُ النَّعامة، عِنْدَ ذَلِكَ، مُرْكَبِي
قَالَ: هُوَ اسْمٌ لِشِدَّةِ الحَرْب وَلَيْسَ ثَمَّ امرأَة،
وَإِنَّمَا ذَلِكَ كَقَوْلِهِمْ: بِهِ دَاءُ الظَّبْي، وجاؤوا عَلَى
بَكْرة أَبيهم، وَلَيْسَ ثُمَّ دَاءٌ وَلَا بَكرة. قَالَ ابْنُ
بَرِّيٍّ: وَهَذَا الْبَيْتُ، أَعني فَيَكُونُ مركبكِ، لِخُزَزَ بْنِ
لَوْذان السَّدوسيّ؛ وَقَبْلَهُ:
كذَبَ العَتيقُ وماءُ شَنّ بارِدٍ، ... إنْ كنتِ سائلَتي غَبُوقاً
فاذْهَبي
لَا تَذْكُرِي مُهْرِي وَمَا أَطعَمْتُه، ... فيكونَ لَوْنُكِ مِثلَ
لَوْنِ الأَجْرَبِ
إِنِّي لأَخْشَى أَنْ تقولَ حَليلَتي: ... هَذَا غُبارٌ ساطِعٌ
فَتَلَبَّبِ
إِنَّ الرجالَ لَهمْ إلَيْكِ وسيلَةٌ، ... إنْ يأْخذوكِ تَكَحِّلي
وتَخَضِّبي
وَيَكُونُ مَرْكَبَكِ القَلوصُ ورَحلهُ، ... وابنُ النَّعامة، يَوْمَ
ذَلِكَ، مَرْكَبِي
(12/584)
وَقَالَ: هَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ
خَالَوَيْهِ وأَبو مُحَمَّدٍ الأَسود، وَقَالَ: ابنُ النَّعامة فَرَسُ
خُزَزَ بْنِ لَوْذان السَّدوسي، والنَّعامة أُمُّه فرس الحرث بْنِ
عَبَّاد، قَالَ: وَتُرْوَى الأَبيات أَيضا لِعَنْتَرَةَ، قَالَ:
والنَّعامة خَطٌّ فِي بَاطِنِ الرِّجْل، ورأَيت أَبَا الْفَرَجِ
الأَصبهاني قَدْ شَرَحَ هَذَا الْبَيْتَ فِي كِتَابِهِ «1» ، وَإِنْ
لَمْ يَكُنِ الْغَرَضُ فِي هَذَا الْكِتَابِ النَّقْلَ عَنْهُ
لَكِنَّهُ أَقرب إِلَى الصِّحَّةِ لأَنه قَالَ: إِنَّ نِهَايَةَ غَرَضِ
الرِّجَالِ منكِ إِذَا أَخذوك الكُحْل والخِضابُ لِلتَّمَتُّعِ بِكِ،
وَمَتَى أَخذوك أَنت حَمَلُوكِ عَلَى الرَّحْلِ والقَعود وأَسَروني
أَنا، فَيَكُونُ القَعود مَرْكَبك وَيَكُونُ ابْنُ النَّعامة مَرْكَبي
أَنا، وَقَالَ: ابنُ النَّعامة رِجْلاه أَوْ ظلُّه الَّذِي يَمْشِي
فِيهِ، وَهَذَا أَقرب إِلَى التَّفْسِيرِ مِنْ كَوْنِهِ يَصِفُ المرأَة
برُكوب القَعود وَيَصِفُ نَفْسَهُ بِرُكُوبِ الْفَرَسِ، اللَّهُمَّ
إِلَّا أَن يَكُونَ رَاكِبُ الْفَرَسِ مُنْهَزِمًا مُوَلِّيًا
هَارِبًا، وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ مِنَ الْفَخْرِ مَا يَقُولُهُ عَنْ
نَفْسِهِ، فأَيُّ حَالَةٍ أَسوأُ مِنْ إِسْلَامِ حَلِيلَتِهِ وهرَبه
عَنْهَا رَاكِبًا أَوْ رَاجِلًا؟ فكونُه يَسْتَهوِل أَخْذَها وحملَها
وأَسْرَه هُوَ ومشيَه هُوَ الأَمر الَّذِي يَحْذَرُه ويَسْتهوِله.
والنَّعَم: وَاحِدُ الأَنْعَام وَهِيَ الْمَالُ الرَّاعِيَةُ؛ قَالَ
ابْنُ سِيدَهْ: النَّعَم الإِبل وَالشَّاءُ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ،
والنَّعْم لُغَةٌ فِيهِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد:
وأَشْطانُ النَّعَامِ مُرَكَّزاتٌ، ... وحَوْمُ النَّعْمِ والحَلَقُ
الحُلول
وَالْجَمْعُ أَنعَامٌ، وأَنَاعِيمُ جَمْعُ الْجَمْعِ؛ قَالَ ذُو
الرُّمَّةِ:
دَانَى لَهُ القيدُ فِي دَيْمومةٍ قُذُفٍ ... قَيْنَيْهِ، وانْحَسَرَتْ
عَنْهُ الأَناعِيمُ
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: النِّعَمُ الإِبل خَاصَّةً، والأَنعام الإِبل
وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَجَزاءٌ مِثْلُ مَا
قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ
؛ قَالَ: يُنْظَرُ إِلَى الَّذِي قُتل مَا هُوَ فَتُؤْخَذُ قِيمَتُهُ
دَرَاهِمَ فيُتصدق بِهَا؛ قَالَ الأَزهري: دَخَلَ فِي النِّعَمِ
هَاهُنَا الإِبلُ والبقرُ وَالْغَنَمِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ
الْأَنْعامُ
؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى طَعَامِهِمْ
وَلَا يُسمُّون كَمَا أَن الأَنْعام لَا تَفْعَلُ ذَلِكَ، وَأَمَّا
قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وجَل: وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً
نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ
؛ فَإِنَّ الْفَرَّاءَ قَالَ: الأَنْعام هَاهُنَا بِمَعْنَى النَّعَم،
والنَّعَم تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ، وَلِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ: مِمَّا فِي بُطُونِهِ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: مِمَّا
فِي بُطُونِها، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: النَّعَم ذُكِّرَ لَا يؤَنث،
وَيُجْمَعُ عَلَى نُعْمانٍ مِثْلُ حَمَل وحُمْلانٍ، وَالْعَرَبُ إِذَا
أَفردت النَّعَم لَمْ يُرِيدُوا بِهَا إِلَّا الإِبل، فَإِذَا قَالُوا
الأَنْعَام أَرادوا بِهَا الإِبل وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ، قَالَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُوا
مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ
«2» ثُمَّ قَالَ: ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ؛ أَيْ خَلَقَ مِنْهَا
ثَمَانِيَةَ أَزواج، وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ؛ قَالَ: أَراد فِي بُطُونِ
مَا ذَكَرْنَا؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ:
مِثْل الْفِرَاخِ نُتِفَتْ حَواصِلُهْ
أَيْ حَوَاصِلَ مَا ذَكَرْنَا؛ وَقَالَ آخَرُ فِي تَذْكِيرِ النَّعَم:
فِي كُلِّ عامٍ نَعَمٌ يَحْوونَهُ، ... يُلْقِحُه قَوْمٌ ويَنْتِجونَهُ
وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ للإِبل إِذَا ذُكِرت «3» الأَنْعَام
والأَنَاعِيم. والنُّعامى، بِالضَّمِّ عَلَى فُعالى: مِنْ أَسماء رِيحِ
الْجَنُوبِ لأَنها أَبلُّ الرِّيَاحِ وأَرْطَبُها؛ قَالَ أَبو ذؤيب:
__________
(1) . قوله [في كتابه] هو الأَغاني كما بهامش الأَصل
(2) . الآية
(3) . قوله [إذا ذكرت] الذي في التهذيب: كثرت
(12/585)
مَرَتْه النُّعَامَى فَلَمْ يَعْتَرِفْ،
... خِلافَ النُّعَامَى مِنَ الشَّأْمِ، رِيحَا
وَرَوَى اللِّحْيَانِيُّ عَنْ أَبي صَفْوان قَالَ: هِيَ رِيحٌ تَجِيءُ
بَيْنَ الْجَنُوبِ والصَّبا. والنَّعَامُ والنَّعَائِمُ: مِنْ
مَنَازِلِ الْقَمَرِ ثمانيةُ كواكبَ: أَربعة صادرٌ، وأَربعة واردٌ؛
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كَأَنَّهَا سَرِيرٌ مُعْوجّ؛ قَالَ ابْنُ
سِيدَهْ: أَربعةٌ فِي الْمَجَرَّةِ وَتُسَمَّى الواردةَ وأَربعة
خَارِجَةٌ تسمَّى الصادرةَ. قَالَ الأَزهري: النَعَائِمُ منزلةٌ مِنْ
مَنَازِلِ الْقَمَرِ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّيهَا النَّعامَ الصادرَ،
وَهِيَ أَربعة كَوَاكِبَ مُربَّعة فِي طَرَفِ المَجَرَّة وَهِيَ
شَامِيَّةٌ، وَيُقَالُ لَهَا النَّعَام؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
باضَ النَّعامُ بِهِ فنَفَّر أَهلَه، ... إِلَّا المُقِيمَ عَلَى
الدّوَى المُتَأَفِّنِ
النَّعَامُ هَاهُنَا: النَّعَائِمُ مِنَ النُّجُومِ، وَقَدْ ذُكِرَ
مُسْتَوْفًى فِي تَرْجَمَةِ بيض. ونُعَامَاكَ: بِمَعْنَى قُصاراكَ.
وأَنْعَمَ أَنْ يُحْسِنَ أَو يُسِيءَ: زَادَ. وأَنْعَمَ فِيهِ: بالَغ؛
قَالَ:
سَمِين الضَّواحي لَمْ تَؤَرِّقْه، لَيْلةً، ... وأَنْعَمَ، أبكارُ
الهُمومِ وعُونُها
الضَّواحي: مَا بَدَا مِنْ جَسدِه، لَمْ تُؤرّقْه لَيْلَةً أَبكارُ
الْهُمُومِ وعُونُها، وأَنْعَمَ أَيْ وَزَادَ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ،
وأَبكار الْهُمُومِ: مَا فجَأَك، وعُونُها: مَا كَانَ هَمّاً بعدَ
هَمّ، وحَرْبٌ عَوانٌ إِذَا كَانَتْ بَعْدَ حَرْب كَانَتْ قَبْلَهَا.
وفَعَل كَذَا وأَنْعَمَ أَيْ زَادَ. وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ الظُّهْرِ:
فأَبردَ بالظُّهْرِ وأَنْعَمَ
أَيْ أَطال الإِبْرادَ وأَخَّر الصَّلَاةَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ:
أَنْعَمَ النظرَ فِي الشيءِ إِذَا أَطالَ الفِكْرةَ فِيهِ؛ وَقَوْلُهُ:
فوَرَدَتْ والشمسُ لمَّا تُنْعِمِ
مِنْ ذَلِكَ أَيضاً أَي لَمْ تُبالِغْ فِي الطُّلُوعِ. ونِعْمَ: ضدُّ
بِئْسَ وَلَا تَعْمَل مِنَ الأَسماء إِلَّا فِيمَا فِيهِ الأَلفُ
وَاللَّامُ أَوْ مَا أُضيف إِلَى مَا فِيهِ الأَلف وَاللَّامُ، وَهُوَ
مَعَ ذَلِكَ دالٌّ عَلَى مَعْنَى الْجِنْسِ. قَالَ أَبو إِسْحَاقَ:
إِذَا قُلْتَ نِعْمَ الرجلُ زيدٌ أَوْ نِعْمَ رَجُلًا زيدٌ، فَقَدْ
قلتَ: اسْتَحَقَّ زيدٌ المدحَ الَّذِي يَكُونُ فِي سَائِرِ جِنْسِهِ،
فَلَمْ يجُزْ إِذَا كَانَتْ تَسْتَوْفي مَدْحَ الأَجْناسِ أَنْ
تَعْمَلَ فِي غَيْرِ لَفْظِ جنسٍ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: أَن مِنَ
الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ نَعْمَ الرجلُ فِي نِعْمَ، كَانَ أَصْلُهُ
نَعِم ثُمَّ خفَّف بِإِسْكَانِ الْكَسْرَةِ على لغة بكر بن وَائِلٍ،
وَلَا تَدْخُلُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ إِلَّا عَلَى مَا فِيهِ الأَلف
وَاللَّامُ مُظْهَراً أَوْ مُضْمَرًا، كَقَوْلِكَ نِعْم الرَّجُلُ
زِيدٌ فَهَذَا هُوَ المُظهَر، ونِعْمَ رَجُلًا زيدٌ فَهَذَا هُوَ
الْمُضْمَرُ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ حِكَايَةً عَنِ الْعَرَبِ: نِعْم بزيدٍ
رَجُلًا ونِعْمَ زيدٌ رَجُلًا، وَحَكَى أَيضاً: مررْت بقومٍ نِعْم
قَوْمًا، ونِعْمَ بِهِمْ قَوْمًا، ونَعِمُوا قَوْمًا، وَلَا يَتَّصِلُ
بِهَا الضَّمِيرُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ أَعني أَنَّك لَا تَقُولُ
الزَّيْدَانِ نِعْما رَجُلَيْنِ، وَلَا الزَّيْدُونَ نِعْموا رِجَالًا؛
قَالَ الأَزهري: إِذَا كَانَ مَعَ نِعْم وبِئْسَ اسمُ جِنْسٍ بِغَيْرِ
أَلف وَلَامٍ فَهُوَ نصبٌ أَبداً، وَإِنْ كَانَتْ فِيهِ الأَلفُ
واللامُ فَهُوَ رفعٌ أَبداً، وَذَلِكَ قَوْلُكَ نِعْم رَجُلًا زيدٌ
ونِعْم الرجلُ زيدٌ، ونَصَبتَ رَجُلًا عَلَى التَّمْيِيزِ، وَلَا
تَعْملُ نِعْم وبئْس فِي اسمٍ علمٍ، إِنَّمَا تَعْمَلانِ فِي اسْمٍ
منكورٍ دَالٍّ عَلَى جِنْسٍ، أَوِ اسْمٍ فِيهِ أَلف ولامٌ تَدُلُّ
عَلَى جِنْسٍ. الْجَوْهَرِيُّ: نِعْم وَبِئْسَ فِعْلان مَاضِيَانِ لَا
يتصرَّفان تصرُّفَ سَائِرِ الأَفعال لأَنهما استُعملا لِلْحَالِ
بِمَعْنَى الْمَاضِي، فنِعْم مدحٌ وبئسَ ذمٌّ، وَفِيهِمَا أَربع
لُغَاتٍ: نَعِمَ بِفَتْحِ أَوله وَكَسْرِ ثَانِيهِ، ثُمَّ تَقُولُ:
نِعِمَ فتُتْبع الْكَسْرَةَ الكسرةَ، ثُمَّ تَطْرَحُ الْكَسْرَةَ
الثَّانِيَةَ فَتَقُولُ: نِعْمَ
(12/586)
بِكَسْرِ النُّونِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ،
ولك أَن تَطْرَحَ الْكَسْرَةَ مِنَ الثَّانِي وَتَتْرُكَ الأَوَّل
مَفْتُوحًا فَتَقُولَ: نَعْم الرجلُ بِفَتْحِ النُّونِ وَسُكُونِ
الْعَيْنِ، وَتَقُولُ: نِعْمَ الرجلُ زيدٌ ونِعْمَ المرأَةُ هندٌ،
وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: نِعْمَتِ المرأَةُ هِنْدٌ، فَالرَّجُلُ فاعلُ
نِعْمَ، وزيدٌ يَرْتَفِعُ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن يَكُونَ
مُبْتَدَأً قدِّم عَلَيْهِ خبرُه، وَالثَّانِي أَنْ يَكُونَ خَبَرَ
مبتدإٍ محذوفٍ، وَذَلِكَ أَنَّك لَمَّا قُلْتَ نِعْم الرَّجُلُ، قِيلَ
لَكَ: مَنْ هُوَ؟ أَوْ قدَّرت أَنه قِيلَ لَكَ ذَلِكَ فَقُلْتَ: هُوَ
زَيْدٌ وَحَذَفْتَ هُوَ عَلَى عَادَةِ الْعَرَبِ فِي حَذْفِ
الْمُبْتَدَأِ، وَالْخَبَرِ إِذَا عُرِفَ الْمَحْذُوفُ هُوَ زَيْدٌ،
وَإِذَا قُلْتَ نِعْم رَجُلًا فَقَدْ أَضمرت فِي نِعْمَ الرجلَ بالأَلف
وَاللَّامِ مَرْفُوعًا وَفَسَّرْتَهُ بِقَوْلِكَ رَجُلًا، لأَن فاعِلَ
نِعْم وبِئْسَ لَا يَكُونُ إِلَّا مَعْرِفَةً بالأَلف وَاللَّامِ أَوْ
مَا يُضَافُ إِلَى مَا فِيهِ الأَلف وَاللَّامُ، وَيُرَادُ بِهِ
تَعْرِيفُ الْجِنْسِ لَا تعريفُ الْعَهْدِ، أَوْ نَكِرَةً مَنْصُوبَةً
وَلَا يَلِيهَا علَمٌ وَلَا غَيْرُهُ وَلَا يَتَّصِلُ بِهِمَا الضميرُ،
لَا تَقُولُ نِعْمَ زيدٌ وَلَا الزَّيْدُونَ نِعْموا، وَإِنْ أَدخلت
عَلَى نِعْم مَا قُلْتَ: نِعْمَّا يَعِظكم بِهِ، تَجْمَعُ بَيْنَ
السَّاكِنِينَ، وَإِنْ شِئْتَ حَرَّكْتَ الْعَيْنَ بِالْكَسْرِ، وَإِنْ
شِئْتَ فَتَحْتَ النُّونَ مَعَ كَسْرِ الْعَيْنِ، وَتَقُولُ غَسَلْت
غَسْلًا نِعِمَّا، تَكْتَفِي بِمَا مَعَ نِعْم عَنْ صِلَتِهِ أَيْ
نِعْم مَا غَسَلْته، وَقَالُوا: إِنْ فعلتَ ذَلِكَ فَبِها ونِعْمَتْ
بتاءٍ سَاكِنَةٍ فِي الْوَقْفِ وَالْوَصْلِ لأَنها تَاءُ تأْنيث،
كأَنَّهم أَرادوا نِعْمَتِ الفَعْلةُ أَوِ الخَصْلة. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَن توضَّأَ يومَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا ونِعْمَتْ، ومَن اغْتَسل
فالغُسْل أَفضل
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي ونِعْمَت الفَعْلةُ والخَصْلةُ هِيَ،
فَحَذَفَ الْمَخْصُوصَ بِالْمَدْحِ، وَالْبَاءُ فِي فَبِهَا
مُتَعَلِّقَةٌ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ أَيْ فَبِهَذِهِ الخَصْلةِ أَوِ
الفَعْلة، يَعْنِي الوضوءَ، يُنالُ الفضلُ، وَقِيلَ: هُوَ رَاجِعٌ
إِلَى السُّنَّة أَيْ فبالسَّنَّة أَخَذ فأَضمر ذَلِكَ. قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ: تاءُ نِعْمَتْ ثابتةٌ فِي الْوَقْفِ؛ قَالَ ذُو
الرُّمَّةِ:
أَو حُرَّة عَيْطَل ثَبْجاء مُجْفَرة ... دَعائمَ الزَّوْرِ، نِعْمَتْ
زَوْرَقُ البَلدِ
وَقَالُوا: نَعِمَ القومُ، كَقَوْلِكَ نِعْم القومُ؛ قَالَ طَرَفَةُ:
مَا أَقَلَّتْ قَدَمايَ إنَّهُمُ ... نَعِمَ السَّاعون فِي الأَمْرِ
المُبِرّ
هَكَذَا أَنشدوه نَعِمَ، بفتم النون وكسر العين، جاؤوا بِهِ عَلَى
الأَصل وَلَمْ يَكْثُرِ اسْتِعْمَالُهُ عَلَيْهِ، وَقَدْ رُوِيَ
نِعِمَ، بِكَسْرَتَيْنِ عَلَى الإِتباع. ودقَقْتُه دَقّاً نِعِمّا أَيْ
نِعْمَ الدقُّ. قَالَ الأَزهري: ودقَقْت دَوَاءً فأَنْعَمْت دَقَّه
أَيْ بالَغْت وزِدت. وَيُقَالُ: نَاعِمْ حَبْلَك وغيرهَ أَي أَحْكِمْه.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ رَجُلٌ نِعِمّا الرجلُ وَإِنَّهُ لَنَعِيمٌ.
وتَنَعَّمَه بِالْمَكَانِ: طلَبه. وَيُقَالُ: أَتيتُ أَرضاً
فتَنَعَّمَتْني أَيْ وَافَقَتْنِي وأَقمتُ بِهَا. وتَنَعَّمَ: مَشَى
حَافِيًا، قِيلَ: هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ النَّعَامَة الَّتِي هِيَ
الطَّرِيقُ وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: تَنَعَّمَ
الرجلُ قَدَمَيْهِ أَيِ ابتذَلَهما. وأَنْعَمَ القومَ ونَعَّمَهم:
أَتَاهُمْ مُتَنَعِّماً عَلَى قَدَمَيْهِ حَافِيًا عَلَى غَيْرِ
دَابَّةٍ؛ قَالَ:
تَنَعَّمَها مِنْ بَعْدِ يومٍ وليلةٍ، ... فأَصْبَحَ بَعْدَ الأُنْسِ
وَهُوَ بَطِينُ
وأَنْعَمَ الرجلُ إِذَا شيَّع صَديقَه حَافِيًا خُطُوَاتٍ. وَقَوْلُهُ
تَعَالَى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ
، ومثلُه: إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ
؛ قرأَ أَبو جَعْفَرٍ وَشَيْبَةُ وَنَافِعٌ وَعَاصِمٌ وأَبو عَمْرٍو
فنِعْمَّا، بِكَسْرِ النُّونِ وَجَزْمِ الْعَيْنِ وَتَشْدِيدِ
الْمِيمِ، وقرأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ فنَعِمَّا، بِفَتْحِ
النُّونِ وَكَسْرِ الْعَيْنِ، وَذَكَرَ
(12/587)
أَبو عُبَيْدَةَ «4» حَدِيثَ
النَّبِيِّ، صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ
الْعَاصِ: نِعْمّا بالمالِ الصَّالِحِ لِلرَّجُلِ الصالِح
، وأَنه يَخْتَارُ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ لأَجل هَذِهِ الرِّوَايَةِ؛
قَالَ ابْنُ الأَثير: أَصله نِعْمَ مَا فأَدْغم وشدَّد، وَمَا غيرُ
موصوفةٍ وَلَا موصولةٍ كأَنه قَالَ نِعْمَ شَيْئًا المالُ، وَالْبَاءُ
زَائِدَةٌ مِثْلُ زِيَادَتِهَا فِي: كَفى بِاللَّهِ حَسِيباً* وَمِنْهُ
الْحَدِيثُ:
نِعْمَ المالُ الصالحُ لِلرَّجُلِ الصالِح
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي نِعْمَ لغاتٌ، أَشهرُها كسرُ النُّونِ
وَسُكُونُ الْعَيْنِ، ثُمَّ فَتْحُ النُّونِ وَكَسْرُ الْعَيْنِ، ثُمَّ
كسرُهما؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: النَّحْوِيُّونَ لَا يُجِيزُونَ مَعَ
إِدْغَامِ الْمِيمِ تسكينَ الْعَيْنِ وَيَقُولُونَ إِنَّ هَذِهِ
الرِّوَايَةَ فِي نِعْمَّا لَيْسَتْ بِمَضْبُوطَةٍ، وَرُوِيَ عَنْ
عَاصِمٍ أَنه قرأَ
فنِعِمَّا
، بِكَسْرِ النُّونِ وَالْعَيْنِ، وأَما أَبو عَمْرٍو فكأَنَّ مذهَبه
فِي هَذَا كسرةٌ خفيفةٌ مُخْتَلَسة، والأَصل في نِعْمَ نَعِمَ نِعِمَ
ثَلَاثُ لُغَاتٍ، وَمَا فِي تأْويل الشَّيْءِ فِي نِعِمّا، الْمَعْنَى
نِعْمَ الشيءُ؛ قال الأَزهري: إذا قُلْتَ نِعْمَ مَا فَعل أَوْ بِئْسَ
مَا فَعل، فَالْمَعْنَى نِعْمَ شَيْئًا وَبِئْسَ شَيْئًا فعَل،
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ
؛ مَعْنَاهُ نِعْمَ شَيْئًا يَعِظكم بِهِ. والنُّعْمان: الدَّمُ،
وَلِذَلِكَ قِيلَ للشَّقِر شَقائق النُّعْمان. وشقائقُ النُّعْمانِ:
نباتٌ أَحمرُ يُشبَّه بِالدَّمِ. ونُعْمَانُ بنُ الْمُنْذِرِ: مَلكُ
الْعَرَبِ نُسب إِليه الشَّقيق لأَنه حَماه؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ:
أَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تُسَمِّي مُلوكَ الْحِيرَةِ النُّعْمانَ لأَنه
كَانَ آخِرَهم. أَبو عَمْرٍو: مِنْ أَسماء الروضةِ الناعِمةُ
والواضِعةُ والناصِفةُ والغَلْباء واللَّفّاءُ. الْفَرَّاءُ: قَالَتِ
الدُّبَيْرِيّة حُقْتُ المَشْرَبةَ ونَعَمْتُها «5» ومَصَلْتها «6»
أَيْ كَنسْتها، وَهِيَ المِحْوَقةُ. والمِنْعَمُ والمِصْوَلُ:
المِكْنَسة. وأُنَيْعِمُ والأُنَيْعِمُ ونَاعِمَةُ ونَعْمَانُ،
كُلُّهَا: مَوَاضِعُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ الرَّاعِي:
صَبَا صَبْوةً مَن لَجَّ وَهُوَ لَجُوجُ، ... وزايَلَه بالأَنْعَمينِ
حُدوجُ
الأَنْعَمِين: اسْمُ مَوْضِعٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَنْعَمَان
موضعٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ، وأَنشد مَا نَسَبَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ إِلَى
الرَّاعِي:
صَبَا صَبْوَةً بَلْ لجَّ، وَهُوَ لجوجُ، ... وَزَالَتْ لَهُ
بالأَنعمين حدوجُ
وَهُمَا نَعْمَانَانِ: نَعْمانُ الأَراكِ بِمَكَّةَ وَهُوَ نَعْمانُ
الأَكبرُ وَهُوَ وَادِي عَرَفَةَ، ونَعْمَانُ الغَرْقَد بِالْمَدِينَةِ
وَهُوَ نَعْمانُ الأَصغرُ. ونَعْمَانُ: اسْمُ جَبَلٌ بَيْنَ مَكَّةَ
وَالطَّائِفِ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ جُبَيْرٍ: خلقَ اللهُ آدمَ مِن دَحْنا ومَسحَ ظهرَ آدمَ،
عَلَيْهِ السَّلَامُ، بِنَعْمَان السَّحابِ
؛ نَعْمَانُ: جَبَلٌ بِقُرْبِ عَرَفَةَ وأَضافه إِلَى السَّحَابِ لأَنه
رَكَد فَوْقَهُ لعُلُوِّه. ونَعْمَانُ، بِالْفَتْحِ: وادٍ فِي طَرِيقِ
الطَّائِفِ يَخْرُجُ إِلَى عَرَفَاتٍ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
نُمَير الثَّقَفِيّ:
تَضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَعْمانَ، أنْ مَشَتْ ... بِهِ زَيْنَبٌ فِي
نِسْوةٍ عَطرات
وَيُقَالُ لَهُ نَعْمانُ الأَراكِ؛ وَقَالَ خُلَيْد:
أَمَا والرَّاقِصاتِ بذاتِ عِرْقٍ، ... ومَن صَلَّى بِنَعْمانِ
الأَراكِ
والتَّنْعِيمُ: مكانٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَفِي
التَّهْذِيبِ: بِقُرْبٍ مِنْ مَكَّةَ. ومُسافِر بْنُ نِعْمَة بن
كُرَير:
__________
(4) . قوله [وذكر أَبو عبيدة] هكذا في الأَصل بالتاء، وفي التهذيب
وزاده على البيضاوي أبو عبيد بدونها
(5) . قوله [ونَعَمْتُها] كذا بالأَصل بالتخفيف، وفي الصاغاني بالتشديد
(6) . قوله [ومصلتها] كذا بالأَصل والتهذيب، ولعلها وصلتها كما يدل
عليه قوله بعد والمصول
(12/588)
مِنْ شُعرائهم؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي.
ونَاعِمٌ ونُعَيْمٌ ومُنَعَّم وأَنْعُمُ ونُعْمِيّ «1» ونُعْمانُ
ونُعَيمانُ وتَنْعُمُ، كُلُّهُنَّ: أَسماءٌ. والتَّنَاعِمُ: بَطْنٌ
مِنَ الْعَرَبِ يُنْسَبُونَ إِلَى تَنْعُم بْنِ عَتِيك. وبَنو نَعامٍ:
بطنٌ. ونَعامٌ: مَوْضِعٌ. يُقَالُ: فلانٌ مِنْ أَهل بِرْكٍ ونَعامٍ،
وَهُمَا مَوْضِعَانِ مِنْ أَطْرَافِ اليَمن. والنَّعامةُ: فرسٌ
مَشْهُورَةٌ فارسُها الحرث بْنُ عَبَّادٍ؛ وَفِيهَا يَقُولُ:
قَرِّبا مَرْبِطِ النَّعامةِ مِنّي، ... لَقِحَتْ حَرْبُ وائلٍ عَنْ
حِيالِ
أَيْ بَعْدَ حِيالٍ. والنَّعَامَةُ أَيضاً: فرسُ مُسافِع بْنِ عَبْدِ
العُزّى. وناعِمَةُ: اسمُ امرأَةٍ طَبَخَت عُشْباً يُقَالُ لَهُ
العُقّارُ رَجاءَ أَن يَذْهَبَ الطَّبْخُ بِغائلتِه فأَكلته فقَتلَها،
فَسُمِّيَ العُقّارُ لِذَلِكَ عُقّار ناعِمةَ؛ رَوَاهُ ابْنُ سِيدَهْ
عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ. ويَنْعَمُ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ. ونَعَمْ
ونَعِمْ: كَقَوْلِكَ بَلى، إِلَّا أَنَّ نَعَمْ فِي جَوَابِ
الْوَاجِبِ، وَهِيَ مَوْقُوفَةُ الآخِر لأَنها حَرْفٌ جَاءَ لِمَعْنًى،
وَفِي التَّنْزِيلِ: فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا
قالُوا نَعَمْ
؛ قَالَ الأَزهري: إِنَّمَا يُجاب بِهِ الاستفهامُ الَّذِي لَا جَحْدَ
فِيهِ، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ نَعَمْ تَصْديقاً وَيَكُونُ عِدَةً،
وَرُبَّمَا ناقَضَ بَلى إِذَا قَالَ: لَيْسَ لَكَ عِنْدِي ودِيعةٌ،
فَتَقُولُ: نَعَمْ تَصْديقٌ لَهُ وبَلى تكذيبٌ. وَفِي حَدِيثِ
قَتَادَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ خثْعَم قَالَ: دَفَعتُ إِلَى النَّبِيِّ،
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بِمِنًى فَقُلْتُ: أنتَ
الَّذِي تزعُم أَنَّكَ نَبيٌّ؟ فَقَالَ: نَعِمْ
، وَكَسَرَ الْعَيْنَ؛ هِيَ لُغَةٌ فِي نَعَمْ، بِالْفَتْحِ الَّتِي
لِلْجَوَابِ، وَقَدْ قرئَ بِهِمَا.
وَقَالَ أَبو عُثْمَانَ النَّهْديّ: أمرَنا أميرُ الْمُؤْمِنِينَ عمرُ،
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِأَمْرٍ فَقُلْنَا: نَعَمْ، فَقَالَ: لَا
تَقُولُوا نَعَمْ وَقُولُوا نَعِمْ
، بِكَسْرِ الْعَيْنِ. وَقَالَ بعضُ وَلَدِ الزُّبَيْرِ: مَا كُنْتُ
أَسمع أشياخَ قرَيش يَقُولُونَ إلَّا نَعِمْ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ.
وَفِي حَدِيثِ
أَبِي سُفيان حِينَ أَراد الْخُرُوجَ إِلَى أُحد: كتبَ عَلَى سَهمٍ
نَعَمْ، وَعَلَى آخَرَ لَا، وأَجالهما عِنْدَ هُبَل، فَخَرَجَ سهمُ
نَعَمْ فَخَرَجَ إِلَى أُحُد، فَلَمَّا قَالَ لِعُمر: أُعْلُ هُبَلُ،
وَقَالَ عُمَرُ: اللهُ أَعلى وأَجلُّ، قَالَ أَبو سُفْيَانَ:
أَنْعَمَتْ فَعالِ عَنْهَا
أَيِ اتْرُكْ ذِكرَها فَقَدْ صَدَقَتْ فِي فَتْواها، وأَنعَمَتْ أَي
أَجابت بنَعَمْ؛ وَقَوْلُ الطَّائِيِّ:
تَقُولُ إنْ قلتُمُ لَا: لَا مُسَلِّمةً ... لأَمرِكُمْ، ونَعَمْ إِنْ
قلتُمُ نَعَما
قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَا عَيْبَ فِيهِ كَمَا يَظنُّ قومٌ لأَنه لَمْ
يُقِرَّ نَعَمْ عَلَى مَكَانِهَا مِنَ الْحَرْفِيَّةِ، لَكِنَّهُ
نقَلها فَجَعَلَهَا اسْمًا فنصَبها، فَيَكُونُ عَلَى حَدِّ قَوْلِكَ
قلتُ خَيراً أَوْ قُلْتُ ضَيراً، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قُلْتُمْ
نَعَما عَلَى مَوْضِعِهِ مِنَ الْحَرْفِيَّةِ، فَيُفْتَحَ للإِطلاق،
كَمَا حرَّك بعضُهم لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ بِالْفَتْحِ، فَقَالَ:
قُمَ الليلَ وبِعَ الثوبَ؛ واشتقَّ ابنُ جِنِّي نَعَمْ مِنَ النِّعْمة،
وَذَلِكَ أَنَّ نَعَمْ أَشرفُ الْجَوَابَيْنِ وأَسرُّهما للنفْس
وأَجلَبُهما للحَمْد، وَلَا بضِدِّها؛ أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ:
وَإِذَا قلتَ نَعَمْ، فاصْبِرْ لَهَا ... بنَجاحِ الوَعْد، إنَّ
الخُلْف ذَمْ
وَقَوْلُ الْآخَرِ أَنشده الْفَارِسِيُّ:
أَبَى جُودُه لَا البُخْلَ [البُخْلِ] واسْتَعْجَلتْ بِهِ ... نَعَمْ
مِنْ فَتىً لَا يَمْنَع الجُوع قاتِله «2» .
__________
(1) . قوله [ومُنَعَّم] هكذا ضبط في الأَصل والمحكم، وقال القاموس
كمحدّث، وضبط في الصاغاني كمكرم. وقوله [وأَنْعم] قال في القاموس بضم
العين، وضبط في المحكم بفتحها. وقوله [ونعمى] قال في القاموس كحُبْلَى
وضبط في الأَصل والمحكم ككُرْسِيّ
(2) . قوله [لَا يَمْنَعُ الْجُوعَ قَاتِلَهْ] هكذا في الأَصل والصحاح،
وفي المحكم: الجوس قاتله، والجوس الجوع. والذي في مغني اللبيب: لا يمنع
الجود قاتله، وكتب عليه الدسوقي ما نصه: قوله لا يمنع الجود، فاعل يمنع
عائد على الممدوح؛ والجود مفعول ثان؛ وقاتله مفعول أول، ويحتمل أن
الجود فاعل يمنع أي جوده لا يحرم قاتله أي فإذا أراد إنسان قتله فجوده
لا يحرم ذلك الشخص بل يصله انتهى. تقرير دردير
(12/589)
يُرْوَى بِنَصْبِ الْبُخْلِ وجرِّه، فَمَنْ
نَصَبَهُ فَعَلَى ضَرْبَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنْ
لَا لأَن لَا موضوعُها لِلْبُخْلِ فكأَنه قَالَ أَبى جودُه البخلَ،
وَالْآخَرُ أَنْ تَكُونَ لَا زَائِدَةً، وَالْوَجْهُ الأَول أَعْنِي
البدلَ أَحْسَن، لأَنه قَدْ ذُكِرَ بَعْدَهَا نَعَمْ، ونَعمْ لَا
تُزَادُ، فَكَذَلِكَ يَنْبَغِي أَن تَكُونَ لَا هَاهُنَا غَيْرَ
زَائِدَةٍ، وَالْوَجْهُ الْآخَرُ عَلَى الزِّيَادَةِ صَحِيحٌ، ومَن
جرَّه فَقَالَ لَا البُخْلِ فَبِإِضَافَةِ لَا إِلَيْهِ، لأَنَّ لَا
كَمَا تَكُونُ للبُخْل فَقَدْ تَكُونُ للجُود أَيضاً، أَلَا تَرَى أَنه
لَوْ قَالَ لَكَ الإِنسان: لَا تُطْعِمْ وَلَا تأْتِ المَكارمَ وَلَا
تَقْرِ الضَّيْفَ، فقلتَ أَنت: لَا لَكَانَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ هُنَا
للجُود، فَلَمَّا كَانَتْ لَا قَدْ تَصْلُحُ للأَمرين جَمِيعًا أُضيفَت
إِلَى البُخْل لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ التَّخْصِيصِ الْفَاصِلِ بَيْنَ
الضِّدَّيْنِ. ونَعَّمَ الرجلَ: قَالَ لَهُ نعَمْ فنَعِمَ بِذَلِكَ
بَالًا، كَمَا قَالُوا بَجَّلْتُه أَيْ قُلْتُ لَهُ بَجَلْ أَيْ
حَسْبُك؛ حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي. وأَنْعَمَ لَهُ أَيْ قَالَ لَهُ نعَمْ.
ونَعَامَة: لَقَبُ بَيْهَسٍ؛ والنَّعَامَةُ: اسْمُ فَرَسٍ فِي قَوْلَ
لَبِيدٍ:
تَكاثرَ قُرْزُلٌ والجَوْنُ فِيهَا، ... وتَحْجُل والنَّعَامةُ
والخَبالُ «3»
. وأَبو نَعَامَة: كُنْيَةُ قَطَريّ بْنِ الفُجاءةِ، وَيُكَنَّى أَبا
مُحَمَّدٍ أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَبو نَعَامَة كُنْيَتُه فِي
الْحَرْبِ، وأَبو مُحَمَّدٍ كُنيته فِي السِّلم. ونُعْم، بِالضَّمِّ:
اسْمُ امرأَة.
نغم: النَّغْمةُ: جَرْسُ الْكَلِمَةِ وحُسْن الصَّوْتِ فِي
الْقِرَاءَةِ وَغَيْرِهَا، وَهُوَ حسَنُ النَّغْمَةِ، وَالْجَمْعُ
نَغْمٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيّة:
وَلو انَّها ضَحِكت فتُسمِعَ نَغْمَها ... رَعِشَ المَفاصِلِ، صُلْبُه
مُتَحنِّبُ
وَكَذَلِكَ نَغَمٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ
اللُّغَوِيِّينَ، قَالَ: وَعِنْدِي أَن النَّغَم اسمٌ لِلْجَمْعِ كَمَا
حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ أَن حَلَقاً وفَلَكاً اسمٌ لِجَمْعِ حَلْقةٍ
وفَلْكةٍ لَا جمعٌ لَهُمَا، وَقَدْ يَكُونُ نَغَمٌ مُتَحَرِّكًا مِنْ
نَغْمٍ. وَقَدْ تنَغَّم بالغِناء وَنَحْوِهِ. وَإِنَّهُ لَيَتَنَغَّم
بِشَيْءٍ ويتَنسَّمُ بِشَيْءٍ ويَنسِمُ بِشَيْءٍ أَيْ يَتَكَلَّمُ
بِهِ. والنَّغَم: الْكَلَامُ الْخَفِيُّ. والنَّغْمَةُ: الْكَلَامُ
الْحَسَنُ، وَقِيلَ: هُوَ الْكَلَامُ الْخَفِيُّ، نَغَمَ يَنْغَمُ
ويَنْغِمُ؛ قَالَ: وأُرى الضمةَ لُغَةً، نَغْماً. وَسَكَتَ فُلَانٌ
فَمَا نَغَمَ بِحَرْفٍ وَمَا تَنَغَّمَ مِثْلُهُ، وَمَا نَغَمَ
بِكَلِمَةٍ. ونَغَمَ فِي الشَّرَابِ: شَرب مِنْهُ قَلِيلًا كنَغَب؛
حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، وَقَدْ يَكُونُ بَدَلًا. والنُّغْمَةُ:
كالنُّغْبة؛ عَنْهُ أَيْضًا.
نقم: النَّقِمَةُ والنَّقْمَةُ: المكافأَة بِالْعُقُوبَةِ، وَالْجَمْعُ
نَقِمٌ ونِقَمٌ، فنَقِمٌ لنَقِمَة، ونِقَمٌ لنِقْمةٍ، وأَما ابْنُ
جِنِّيٍّ فَقَالَ: نَقِمَة ونِقَمٌ، قَالَ: وَكَانَ الْقِيَاسُ أَنْ
يَقُولُوا فِي جمعِ نَقِمَة نَقِم عَلَى جَمْعِ كَلِمة وكَلِمٍ
فَعَدَلُوا عَنْهُ إِلَى أَن فَتَحُوا المكسورَ وَكَسَرُوا
الْمَفْتُوحَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ عَلِمْنَا أَن مِنْ شَرْطِ
الْجَمْعِ بِخَلع الْهَاءِ أَن لَا يُغَيَّر مِنْ صِيغَةِ الْحُرُوفُ
شَيْءٌ وَلَا يُزاد عَلَى طَرْحِ الْهَاءِ نَحْوَ تَمْرة وتَمْر،
وَقَدْ بيَّنَّا ذَلِكَ جَمِيعَهُ فِيمَا حَكَاهُ هُوَ مِنْ مَعِدةٍ
ومِعَدٍ. اللَّيْثُ: يُقَالُ لَمْ أَرْض مِنْهُ حَتَّى نَقِمْت
وانْتَقَمْت إِذَا كافأَه عُقُوبَةً بِمَا صنَع. ابْنُ الأَعرابي:
النِّقْمَةُ الْعُقُوبَةُ، والنِّقْمَةُ الإِنكار. وَقَوْلُهُ
تَعَالَى: هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا
؛ أَي هَلْ تُنْكِرون. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ النَّقْمَةُ
والنِّقْمَةُ الْعُقُوبَةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ
عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ:
مَا تَنْقِمُ الحَرْبُ العَوانُ مِنِّي، ... بازِل عامَيْنِ فَتِيّ
سِنِّي
__________
(3) . قوله [وتحجل والخبال] هكذا في الأَصل والصحاح، وفي القاموس في
مادة خبل بالموحدة، وأما اسم فرس لبيد المذكور في قوله:
تَكَاثَرَ قُرْزُلٌ وَالْجَوْنُ فِيهَا ... وعجلى والنَّعَامَة والخيال
فبالمثناة التحتية، ووهم الجوهري كما وهم في عجلى وجعلها تحجل
(12/590)
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنَّهُ مَا انْتَقَمَ لنفسِه قَطّ إِلَّا أَنْ تُنتَهَكَ مَحارِمُ
اللَّهِ
أَي مَا عاقبَ أَحداً عَلَى مكروهٍ أَتَاهُ مِنْ قِبَله، وَقَدْ
تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. الْجَوْهَرِيُّ: نَقَمْتُ عَلَى الرَّجُلِ
أَنْقِمُ، بِالْكَسْرِ، فأَنا نَاقِمٌ إِذَا عَتَبْت عَلَيْهِ.
يُقَالُ: مَا نَقِمْتُ مِنْهُ إِلَّا الإِحسانَ. قَالَ الْكِسَائِيُّ:
ونَقِمْت، بِالْكَسْرِ، لُغَةٌ. ونَقِمَ مِنْ فلانٍ الإِحسانَ إِذَا
جَعَلَهُ مِمَّا يُؤَدِّيه إِلَى كُفر النِّعْمَةِ. وَفِي حَدِيثِ
الزَّكَاةِ:
مَا يَنْقَمُ ابنُ جَميلٍ إِلَّا أَنه كَانَ فَقيراً فأَغناه اللَّهُ
أَي مَا يَنْقَمُ شَيْئًا مِنْ مَنْع الزَّكَاةِ إِلَّا أَنْ يَكفر
النِّعْمة فكأَنَّ غِنَاهُ أَدَّاه إِلَى كُفْرِ نِعْمةِ اللَّهِ.
ونَقَمْتُ الأَمرَ ونَقِمْتُه إِذَا كَرهته. وانْتَقَمَ اللهُ مِنْهُ
أَيْ عاقَبَه، وَالِاسْمُ مِنْهُ النَّقْمَةُ، وَالْجَمْعُ نَقِمَات
ونَقِمٌ مِثْلُ كَلِمةٍ وكلِمات وكَلِمٍ، وَإِنْ شئتَ سَكَّنْتَ
الْقَافَ وَنُقِلَتْ حركتَها إِلَى النُّونِ فَقُلْتَ نِقْمَة،
وَالْجَمْعُ نِقَمٌ مِثْلُ نِعْمة ونِعَم؛ وَقَدْ نَقَمَ مِنْهُ
يَنْقِمُ ونَقِمَ نَقَماً. وانْتَقَمَ ونَقِمَ الشيءَ ونَقَمَه:
أَنكره. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا
أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ
؛ قَالَ: وَمَعْنَى نَقَمْت بالَغْت فِي كَرَاهَةِ الشَّيْءِ؛ وأَنشد
ابْنُ قَيْسِ الرُّقيّات:
ما نَقِمُوا [نَقَمُوا] مِنْ بَني أُمَيَّةَ إِلَّا ... أَنهم
يَحْلُمون، إنْ غَضِبوا
يُروى بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: نَقَمُوا ونَقِمُوا. قَالَ ابْنُ
بَرِّيٍّ: يُقَالُ نَقَمْتُ نَقْماً ونُقوماً ونَقِمَةً ونِقْمةً،
ونَقِمْتُ: بالَغْتُ فِي كَرَاهَةِ الشَّيْءِ. وَفِي أَسماء اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ: المُنْتَقِم، هُوَ الْبَالِغُ فِي الْعُقُوبَةِ لمنْ
شاءَ، وَهُوَ مُفْتَعِل مِنْ نَقَمَ يَنْقِمُ إِذَا بَلَغَتْ بِهِ
الكراهةُ حدَّ السَّخَطِ. وضرَبه ضَرْبة نَقَمٍ إِذَا ضرَبه عَدُوٌّ
لَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ
تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ
؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: يُقَالُ نَقَمْتُ عَلَى الرَّجُلِ أَنْقِمُ
ونَقِمْتُ عَلَيْهِ أَنْقَمُ، قَالَ: والأَجوَدُ نَقَمْتُ أَنْقِمُ،
وَهُوَ الأَكثر فِي الْقِرَاءَةِ. وَيُقَالُ: نَقِمَ فلانٌ وَتْرَه
أَيِ انْتَقَم. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: مَعْنَى قَوْلِ الْقَائِلِ فِي
الْمَثَلِ: مَثَلي مَثَلُ الأَرْقَم، إِنْ يُقْتَلْ يَنْقَمْ، وَإِنْ
يُتْرَك يَلْقَمْ؛ قَوْلِهِ إِنْ يُقْتَلْ يَنْقَمْ أَيْ يُثْأَر بِهِ،
قَالَ: والأَرْقَمُ الَّذِي يُشْبه الْجَانَّ، والناسُ يَتَّقونَ
قَتْلَه لشَبهه بِالْجَانِّ، والأَرْقَم مَعَ ذَلِكَ مِنْ أَضعف
الْحَيَّاتِ وأَقلِّها عَضّاً. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَهُوَ كالأَرْقَمِ إِنْ يُقْتَلْ
يَنْقَمْ
أَيْ إِنْ قتَلَه كَانَ لَهُ مَنْ يَنْتَقِمُ مِنْهُ، قَالَ:
والأَرْقَمُ الْحَيَّةُ، كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَزْعُمُونَ
أَنَّ الجِنَّ تَطْلُبُ بثأْرِ الجانِّ، وَهِيَ الْحَيَّةُ
الدَّقِيقَةُ، فَرُبَّمَا مَاتَ قاتِلُه، وَرُبَّمَا أَصابه خَبَلٌ.
وَإِنَّهُ لمَيْمُونُ النَّقِيمَةِ إِذَا كَانَ مُظَفَّراً بِمَا
يُحاوِل، وَقَالَ يَعْقُوبُ: مِيمُهُ بَدَلٌ مِنْ بَاءِ نَقِيبةٍ.
يُقَالُ: فلانٌ مَيْمونُ العريكةِ وَالنَّقِيبَةِ والنَّقِيمَةِ
والطَّبيعة بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والنَّاقِمُ: ضَرْبٌ مِنْ تمرِ عُمانَ،
وَفِي التَّهْذِيبِ: ونَاقِمٌ تمرٌ بعُمانَ. والنَّاقِمِيَّةُ: هِيَ
رَقاشِ بنتُ عامرٍ. وَبَنُو النَّاقِمِيَّةِ: بَطْنٌ مِنْ عَبْدِ
الْقَيْسَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَنشدنا الْفَرَّاءُ عَنِ المُفَضَّل
لِسَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَناةَ:
أَجَدَّ فِراقُ النَّاقِمِيَّةِ غُدْوةً، ... أَمِ البَيْنُ يَحْلَوْ
لِي لِمَنْ هُوَ مُولَعُ؟
لَقَدْ كنتُ أَهْوَى النَّاقِمِيَّةِ حِقْبةً، ... فَقَدْ جَعَلَتْ
آسانُ بَيْنٍ تَقَطَّعُ
التَّهْذِيبُ: ونَاقِم حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ؛ قَالَ «1» .
__________
(1) . قوله [ونَاقِم حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ قَالَ إلخ] [كذا بالأَصل،
وعبارة التهذيب: يُقَالُ لَمْ أَرْضَ مِنْهُ حَتَّى نَقِمْتُ
وَانَتَقَمْتُ إِذَا كافأته عقوبة بما صنع، وقال يقود إلخ
(12/591)
يَقودُ بأَرسان الجِيادِ سَراتُنا، ...
لِيَنْقِمنَ وَتْرًا أَو ليدفَعْنَ مَدفَعا
ونَاقِمٌ: لقبُ عَامِرُ بْنُ سَعْدُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ جَدَّانَ بنِ
جَدِيلَةَ. ونَقَمَى: اسمُ موضع.
نكم: أَهمل اللَّيْثُ نَكَم وكَنم، وَاسْتَعْمَلَهُمَا ابْنُ الأَعرابي
فِيمَا رَوَاهُ ثَعْلَبٌ عَنْهُ قَالَ: النَّكْمَة المُصيبة الفادِحةُ،
والكَنْمة الجِراحةُ.
نمم: النَّمُّ: التوريشُ والإِغْراءُ ورَفْع الحديثِ عَلَى وَجْهَ
الإِشاعةِ والإِفْسادِ، وَقِيلَ: تَزْيينُ الْكَلَامِ بِالْكَذِبِ،
والفعلُ نَمَّ يَنِمُّ ويَنُمُّ، والأَصل الضَّمُّ، ونَمَّ بِهِ
وَعَلَيْهِ نَمّاً ونَمِيمَةً ونَمِيماً، وَقِيلَ: النَّمِيمُ جمعُ
نَمِيَمةٍ بعدَ أَنْ يَكُونَ اسْمًا. التَّهْذِيبُ: النَّمِيمةُ
والنَّمِيمُ هُمَا الِاسْمُ، والنعتُ نَمَّامٌ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ فِي
تَعْدِيَةِ نَمَّ بِعلى:
ونَمَّ عَلَيْكَ الكاشِحُونَ، وقَبْلَ ذَا ... عَلَيْكَ الهَوَى قَدْ
نَمَّ، لَوْ نَفَعَ النَّمُ
وَرَجُلٌ نَمُومٌ ونَمَّامٌ ومِنَمٌّ ونَمٌّ أَي قَتّاتٌ مِنْ قومٍ
نَمِّين وأَنِمَّاءَ ونُمَّ، وصرَّح اللِّحْيَانِيُّ بأَنَّ نُمّاً
جَمْعُ نَمُومٍ، وَهُوَ الْقِيَاسُ، وامرأَة نَمَّة. قَالَ أَبو
بَكْرٍ: قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ النَّمَّام مَعْنَاهُ فِي كَلَامِ
الْعَرَبِ الَّذِي لَا يُمْسِك الأَحاديثَ وَلَمْ يَحْفَظْها، مِنْ
قَوْلِهِمْ جُلودٌ نَمَّةٌ إِذَا كَانَتْ لَا تُمْسِك الماءَ. يُقَالُ:
نَمَّ فلانٌ يَنِمُّ نَمّاً إِذَا ضيَّعَ الأَحاديثَ وَلَمْ
يَحْفَظْهَا؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ:
بَكَتْ مِنْ حديثٍ نَمَّه وأَشاعَه، ... ولَصَّقَه واشٍ مِنَ القومِ
واضِعُ
وَيُقَالُ للنَّمَّام: القَتّاتُ، يُقَالُ: قَتَّ إِذَا مَشَى
بالنَّميمة. وَيُقَالُ للنَّمّام قَسّاسٌ ودَرَّاجٌ وغَمّازٌ وهَمّازٌ
ومائسٌ ومِمْآسٌ، وَقَدْ ماسَ مِنَ الْقَوْمِ ونَمِلَ. الْجَوْهَرِيُّ:
نَمَّ الحديثَ يَنِمُّه ويَنُمُّه نَمّاً أَيْ قَتَّه، وَالِاسْمُ
النَّمِيمَةُ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذكرُ النَّمِيمَةِ،
وَهُوَ نَقْلُ الْحَدِيثِ مِنْ قومٍ إِلَى قَوْمٍ عَلَى جِهَةِ
الإِفْسادِ والشَّرِّ. ونَمَّ الحديثَ: نقَلَه. ونَمَّ الْحَدِيثُ:
إِذَا ظَهَرَ، فَهُوَ مُتَعَدٍّ ولازمٌ. والنَّمِيمَةُ: صوتُ الكتابةِ
والكتابةُ، وَقِيلَ: هُوَ وَسْواسُ هَمْسِ الْكَلَامِ؛ قَالَ أَبو
ذؤَيب:
فشَربْنَ ثمَّ سَمِعْنَ حِسّاً دُونَه ... شَرَفُ الْحِجَابِ، وريبُ
قَرْعٍ يَقْرع
ونَمِيمة مِنْ قانِصٍ مُتَلَبّبٍ، ... فِي كفِّه جَشْءٌ أَجَشّ
وأَقْطَعُ
قَالَ الأَصمعي: مَعْنَاهُ أَنه سَمِعَ مَا نَمَّ عَلَى الْقَانِصِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: النَّمِيمَةُ الصَّوْتُ الْخَفِيُّ مِنْ حَرَكَةِ
شَيْءٍ أَو وَطْءِ قدَمٍ، وَقَالَ الأَصمعي: أَراد بِهِ صَوْتَ وَتَرٍ
أَوْ رِيحًا اسْتَرْوَحَته الحُمُرُ، وأَنكر: وهَماهِماً مِنْ قانِصٍ،
قَالَ: لأَنه أَشد خَتْلًا فِي القَنِيص مِنْ أَن يُهَمْهِمَ
لِلْوَحْشِ؛ أَلَا تَرَى لِقَوْلِ رُؤْبَةَ:
فباتَ والنَّفْسُ مِنَ الحِرْصِ الفَشَقْ ... فِي الزَّرْبِ، لو
يُمْضَعُ شَرْياً مَا بَصَقْ
والفَشَقُ: الِانْتِشَارُ. والنَّامَّة: حَيَاةُ النَّفْسِ. وَفِي
الْحَدِيثِ:
لَا تُمَثِّلوا بنَامَّةِ اللَّهِ
أَيْ بخَلْق اللَّهِ، وناميةِ اللَّهِ أَيضاً؛ هَذِهِ الأَخيرة عَلَى
الْبَدَلِ. والنَّمِيمَة: الهَمس وَالْحَرَكَةُ. وأَسكت اللَّهُ
نَامَّته أَيْ جَرْسَه، وَمَا يَنِمُّ عَلَيْهِ مِنْ حَرَكته؛ قَالَ:
وَقَدْ يُهْمَزُ فَيُجْعَلُ مِنَ النَّئِيم. وسَمِعْتُ نَامَّتَه
ونَمَّتَه أَيْ حِسَّه، والأَعرفُ فِي ذَلِكَ نأْمَتَه. ونَمَّ الشيءُ:
سَطَعتْ رائحتُه. والنَّمَّام: نَبْتٌ طيِّب الرِّيحِ، صِفَةٌ
غَالِبَةٌ. ونَمْنَمَت الريحُ الترابَ: خَطَّتْه وتَرَكَتْ عَلَيْهِ
أَثراً شِبْه الْكِتَابَةِ، وَهُوَ النِّمْنِمُ والنِّمْنِيمُ؛ قَالَ
ذُو الرُّمَّةِ:
(12/592)
فَيْفٌ عَلَيْهَا لذَيْلِ الريحِ نِمْنِيمُ
والنَّمْنَمَةُ: خُطوطٌ متقارِبة قِصارٌ شِبْهُ مَا تُنَمْنِمُ الريحُ
دُقاقَ التُّرَابِ، وَلِكُلِّ وَشْيٍ نَمْنَمةٌ. وكتابٌ مُنَمْنَمٌ:
مُنقَّش. ونَمْنَمَ الشيءَ نَمْنَمَةً أَيْ رَقَّشه وزَخْرفه. وثوبٌ
مُنَمْنَمٌ: مَرْقُومٌ مُوَشّىً. والنِّمْنِمُ والنُّمْنُمُ:
الْبَيَاضُ الَّذِي عَلَى أَظْفارِ الأَحداثِ، وَاحِدَتُهُ نِمْنِمَةٌ،
بِالْكَسْرِ، ونُمْنُمَةٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ قَوْسًا رُصِّع
مَقْبِضُها بسُيورٍ مُنَمْنَمةٍ:
رصْعاً كَساها شِيَةً نَمِيما
أَيْ نقَشها. ابْنُ الأَعرابي: النَّمَّة اللُّمْعة مِنْ بياضٍ فِي
سوادٍ وسوادٍ فِي بياضٍ. والنِّمَّةُ: القَمْلة. وَفِي حَدِيثِ
سُوَيْد بْنِ غَفَلة: أُتي بناقةٍ مُنَمْنَمَةٍ
أَي سَمِينةٍ مُلْتَفَّة. والنبتُ المُنَمْنَمُ: المُلْتَفّ المجتمِع.
والنِّمَّةُ: النَّمْلة فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. والنُّمِّيُّ: فَلَوْسُ
الرَّصاص، رُومِيَّةٌ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ:
وقارَفَت، وَهِيَ لَمْ تَجْرَبْ، وباعَ لَهَا، ... مِنَ الفَصافِصِ
بالنُّمِّيِّ، سِفْسِيرُ
وَاحِدَتُهُ نُمِّيَّة، وَنَسَبَ الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ
لِلنَّابِغَةِ يَصِفُ فَرَسًا «1» . والنُّمِّيُّ: الضَّنْجةُ.
والنُّمِّيُّ: العَيْبُ؛ عَنِ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد لمِسْكينٍ الدارِميِّ:
وَلَوْ شِئْتُ أَبْدَيْتُ نُمِّيَّهم، ... وأَدخلْتُ تَحْتَ الثِّيابِ
الإِبَرْ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْوَزِيرُ المَغْرِبيّ أَراد بالنُّمِّيّ
هُنَا العيبَ وأَصله الرَّصاصُ. جَعَلَهُ فِي الْعَيْبِ بِمَنْزِلَةِ
الرَّصاص فِي الفِضَّة. التَّهْذِيبُ: النُّمِّيُّ الفَلْسُ
بِالرُّومِيَّةِ، بِالضَّمِّ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا كَانَ مِنَ
الدَّرَاهِمِ فِيهِ رَصاصٌ أَو نُحَاسٌ فَهُوَ نُمِّيٌّ، قَالَ:
وَكَانَتْ بالحِيرة عَلَى عَهْدِ النُّعمانِ بْنِ الْمُنْذِرِ. وَمَا
بِهَا نُمِّيٌّ أَي مَا بِهَا أَحدٌ. والنُّمِّيَّةُ: الطَّبِيعَةُ؛
قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
بِلَا خَدَبٍ وَلَا خَوَرٍ، إِذَا مَا ... بَدَتْ نُمِّيَّةُ الخُدْبِ
النُّفاةِ
ونُمِّيُّ الرجلِ: نُحاسُه وطَبْعُه؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ:
وَلَوْلَا غيرهُ لكشَفْتُ عَنْهُ، ... وَعَنْ نُمِّيَّةِ الطَّبْعِ
اللَّعينِ
نهم: النَّهْمَةُ: بلوغُ الهِمَّة فِي الشَّيْءِ. ابْنُ سِيدَهْ:
النَّهَمُ، بِالتَّحْرِيكِ، والنَّهَامَةُ: إفراطُ الشهوةِ فِي
الطَّعَامِ وأَن لَا تَمْتَلِئَ عينُ الْآكِلِ وَلَا تَشْبَعَ، وَقَدْ
نَهِمَ فِي الطَّعَامِ، بِالْكَسْرِ، يَنْهَمُ نَهَماً إِذَا كَانَ لَا
يَشْبَعُ. وَرَجُلٌ نَهِمٌ ونَهِيمٌ ومَنْهُومٌ، وَقِيلَ: المَنْهُومُ
الرَّغيب الَّذِي يَمْتَلِئُ بطنُه وَلَا تَنْتَهِي نفْسُه، وَقَدْ
نُهِمَ بِكَذَا فَهُوَ مَنْهُوم أَيْ مُولَع بِهِ، وأَنكرها
بَعْضُهُمْ. والنَّهْمَة: الْحَاجَةُ، وَقِيلَ: بلوغُ الهِمَّةِ
والشهوةِ فِي الشَّيْءِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِذَا قَضى أَحدُكم نَهْمَتَه مِنْ سَفَرِه فلْيُعَجِّل إِلَى أَهله.
وَرَجُلٌ مَنْهُومٌ بِكَذَا أَيْ مُولَعٌ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنْهومانِ لَا يَشْبعانِ: مَنْهومٌ بالمالِ، ومَنْهومٌ بالعِلمِ
، وَفِي رِوَايَةٍ:
طالبُ عِلمٍ وطالبُ دُنْيَا.
الأَزهري: النَّهِيمُ شِبْهُ الأَنِينِ والطَّحيرِ والنَّحيمِ؛ وأَنشد:
مَا لَكَ لَا تَنْهِمُ يَا فَلَّاحُ؟ ... إنَّ النَّهِيمَ للسُّقاةِ
راحُ
ونَهَمَني فلانٌ أَيْ زَجَرني. ونَهَمَ يَنْهِم، بِالْكَسْرِ،
نَهِيماً: وَهُوَ صوتٌ كأَنه زحيرٌ، وَقِيلَ: هُوَ صوتٌ فَوْقَ
الزَّئيرِ، وَقِيلَ: نَهَمَ يَنْهِمُ لُغَةٌ فِي نَحمَ يَنْحِم أَيْ
زحَرَ. والنَّهْمُ والنَّهِيم: صوتٌ وتَوَعُّدٌ وزَجْرٌ، وقد
__________
(1) . قوله [يصف فرساً] في التكملة ما نصه: هذا غلط، وليس يصف فرساً
وإنما يصف ناقة، وقبل البيت: هل تبلغينهم حرف مصرمة أجد الفقار وإدلاج
وتهدير قد عريت نصف حول أشهراً جدداً يسفي على رحلها بالحيرة المور
والبيت لأَوس بْنِ حَجَرٍ لَا للنابغة
(12/593)
نَهَمَ يَنْهِمُ. ونَهْمَةُ الرجلِ
والأَسدِ: نأْمَتُهما، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَهْمَةُ الأَسد بَدَلٌ
مِنْ نأْمَتِه. والنَّهَّامُ: الأَسدُ لِصَوْتِهِ. يُقَالُ: نَهَمَ
يَنْهِمُ نَهِيماً. والنَّاهِمُ: الصارخُ. والنَّهِيمُ، مثلُ النَّحيمِ
ومثلُ النَّئيمِ: وَهُوَ صوتُ الأَسد والفيلِ. يُقَالُ: نَهَمَ الفيلُ
يَنْهِمُ نَهْماً ونَهِيماً؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:
إِذَا سَمِعْتَ الزَّأْرَ والنَّهِيما، ... أَبأْت مِنْهَا هَرَباً
عَزِيما
الإِباءُ: الفِرارُ. والنَّهْم، بِالتَّسْكِينِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ
نَهَمْتُ الإِبلَ أَنْهَمُها، بِالْفَتْحِ فِيهِمَا، نَهْماً ونَهِيماً
إِذَا زَجَرْتَها لِتَجِدَّ فِي سَيْرِهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زِيَادٍ
المِلقطي:
يَا مَنْ لِقَلْبٍ قَدْ عَصاني أَنْهَمُهْ
أَيْ أَزْجرهُ. وَفِي حَدِيثِ إِسْلَامِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ:
قَالَ تَبِعْتُه فَلَمَّا سَمِع حِسِّي ظنَّ أَني إِنَّمَا تَبِعْتُه
لأُوذِيَه، فنَهَمَني وَقَالَ: مَا جَاءَ بكَ هَذِهِ الساعةَ؟
أَيْ زَجَرَني وصاحَ بِي. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ أَيضاً، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قِيلَ لَهُ إِنَّ خالدَ بْنَ
الْوَلِيدِ نَهَمَ ابْنَكَ فانْتَهَمَ
أَيْ زجَرَه فانْزَجَرَ. ونَهَم الإِبل يَنْهِمُها ويَنْهَمُها نَهْماً
ونَهِيماً ونَهْمَةً؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ: زجرَها بصوتٍ
لتَمْضيَ. والمِنْهَامُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تُطيع عَلَى النَّهْم،
وَهُوَ الزجرُ، وإبلٌ مَنَاهِيمُ: تُطيع عَلَى النَّهْمِ أَيِ الزجرِ؛
قَالَ:
أَلا انْهِمَاها، إِنَّهَا مَنَاهِيمْ، ... وَإِنَّمَا يَنْهِمُها
القومُ الهيمْ،
وَإِنَّنَا مَناجِدٌ مَتاهيمْ
والنَّهْمُ: زجرُك الإِبلَ تَصِيحُ بِهَا لتَمْضيَ. نَهَمَ الإِبلَ
يَنْهِمُها ويَنْهَمُها نَهْماً إِذَا زجرَها لتَجِدَّ فِي سَيْرِهَا.
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الوَئيدُ الصوتُ، والنَّهِيمُ مثلُه.
والنِّهَامِيُّ، بِكَسْرِ النُّونِ: الراهبُ لأَنه يَنْهَمُ [يَنْهِمُ]
«1» أَيْ يَدْعُو. والنِّهامِيُّ: الحدَّادُ؛ وأَنشد:
نَفْخَ النِّهَامِيِّ بالكِيرَيْن فِي اللَّهَب
وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَعشى:
سأَدْفعُ عَنْ أَعراضِكم وأُعِيرُكم ... لِساناً، كمِقْراضِ
النِّهَامِيِّ، مِلْحَبا
وَقَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ:
وفاقِد مَوْلاه أَعارَتْ رِماحُنا ... سِناناً، كنِبراسِ
النِّهَامِيِّ، مِنْجَلا
مِنْجَلًا: واسعَ الْجُرْحِ، وأَراد أَعارَتْه فَحَذَفَ الْهَاءَ،
وَقِيلَ: النِّهَامِيُّ النَّجّارُ، وَالْفَتْحُ فِي كُلِّ ذَلِكَ «2»
لُغَةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. النَّضْرُ: النِّهَامِيُّ الطريقُ
المَهْيَعُ الجَدَدُ، وَهُوَ النَّهَّامُ أَيضاً. والمَنْهَمَةُ:
مَوْضِعٌ النَّجْر. وطريقٌ نِهَامِيٌّ ونَهَّامٌ: بيِّنٌ واضحٌ.
والنَّهْمُ: الخَذْفُ بِالْحَصَى وَنَحْوِهُ. ونَهَمَ الحَصى ونحوَه
يَنْهَمُه نَهْماً: قَذَفَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
والهُوجُ يُدْرينَ الحَصى المَهْجوما، ... يَنْهَمْنَ فِي الدَّارِ
الحَصى المَنْهُوما
لأَن السَّائِقَ قَدْ يَخْذِفُ بِالْحَصَى وَنَحْوِهُ، وَهُوَ
النَّهْم. والنُّهَامُ: طائرٌ شِبْهُ الهامِ، وَقِيلَ: هُوَ البُومُ،
وَقِيلَ: البومُ الذكَرُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ فِي بُومة تَصِيح:
تَبِيتُ إِذَا مَا دَعاها النُّهَام ... تُجِدُّ، وتَحْسِبها مازِحهْ
يَعْنِي أَنها تُجِدّ فِي صوتِها فكأَنها تُمازِحُ. وَقَالَ أَبو
سَعِيدٍ: جَمْعُ النُّهامِ نُهُمٌ، قَالَ: وَهُوَ ذكَرُ
__________
(1) . قوله [لأنه يَنْهِمُ] ضبط في الصاغاني بالفتح والكسر وكتب عليه
معاً إشارة إلى صحتهما
(2) . قوله [وَالْفَتْحُ فِي كُلِّ ذَلِكَ إلخ] الذي في القاموس أنه
بمعنى الحدّاد والنجار والطريق مثلث، وبمعنى الراهب بالكسر والضم
(12/594)
البُومِ؛ قَالَ: وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي
النُّهَامِ ذكرِ الْبُومِ لِعَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ:
يُؤْنِسُ فِيهَا صَوْتُ النُّهَامِ، إِذَا ... جاوَبَها بالعَشِيِّ
قاصِبُها
ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ سُمِّيَ البومُ بِذَلِكَ لأَنه يَنْهِمُ
بِاللَّيْلِ وَلَيْسَ هَذَا الِاشْتِقَاقُ بقَويّ؛ قَالَ
الطِّرِمَّاحُ:
فتَلاقَتْه فلاثَتْ بِهِ ... لَعْوةٌ تَضْبَحُ ضَبْحَ النُّهَامْ
وَالْجَمْعُ نُهُمٌ. ونُهْمٌ: صنمٌ، وَبِهِ سُمِّي الرَّجُلُ عَبدَ
نُهْمٍ. ونِهْمٌ: اسمُ رجلٍ، وَهُوَ أَبو بطنٍ مِنْهُمْ. ونُهْمٌ: اسمُ
شيطانٍ،
وَوَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حيٌّ
مِنَ الْعَرَبِ فَقَالَ: بَنُو مَنْ أَنتم؟ فَقَالُوا: بَنُو نُهْمٍ،
فَقَالَ: نُهْمٌ شَيْطَانٌ، أَنْتُمْ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ.
ونِهْمٌ: بَطْنٌ مِنْ هَمْدانَ، مِنْهُمْ عَمْرو بْنُ بَرَّاقة
الهَمْداني ثُمَّ النِّهْمِيّ.
نوم: النَّوْم: مَعْرُوفٌ. ابْنُ سِيدَهْ: النَّوْمُ النُّعاسُ. نامَ
يَنَامُ نَوْماً ونِياماً؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، والاسمُ النِّيمَةُ،
وَهُوَ نَائِمٌ إِذَا رَقَدَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه قَالَ فِيمَا يَحْكي عَنْ ربِّه أَنْزَلْتُ عليكَ كِتَابًا لَا
يَغْسِلُه الماءُ تَقْرَؤُه نَائِماً ويَقْظانَ
أَيْ تَقرؤه حِفْظاً فِي كُلِّ حَالٍ عَنْ قَلْبِكَ أَيْ فِي حَالَتَيِ
النَّوْمِ وَالْيَقَظَةِ؛ أَرَادَ أَنَّهُ لَا يُمْحى أَبداً بَلْ هُوَ
مَحْفُوظٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتوا العِلْمَ، لَا يأْتِيه الباطلُ
مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَلَا مِنْ خَلْفِه، وَكَانَتِ الكتُبُ
الْمُنَزَّلَةُ لَا تُجْمَع حِفْظاً، وَإِنَّمَا يُعْتَمَد فِي
حِفْظِها عَلَى الصُّحُف، بخِلافِ الْقُرْآنِ فإنَّ حُفّاظَه أَضْعافُ
صُحُفِه، وَقِيلَ: أَراد تَقْرَؤُهُ فِي يُسْرٍ وسُهولة. وَفِي حَدِيثِ
عِمْرانَ بْنِ حُصَيْن: صَلِّ قَائِماً، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ
فقاعِداً، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فنَائِماً
؛ أَراد بِهِ الاضْطِجاعَ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ الْآخَرُ:
فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ
، وَقِيلَ: نَائِمًا تَصْحِيفٌ، وإنَّما أَراد فَإِيمَاءً أَي
بالإِشارة كَالصَّلَاةِ عِنْدَ الْتِحَامِ الْقِتَالِ وَعَلَى ظَهْرِ
الدَّابَّةِ. وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ:
مَنْ صَلَّى نَائِماً فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَاعِدِ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ لَا أَعلم أَني سَمِعْتُ
صلاةَ النَّائِمِ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: وَلَا أَحفظ
عَنْ أحدٍ مِنْ أَهل الْعِلْمِ أَنه رَخَّصَ فِي صلاةِ التَّطَوُّعِ
نَائِمًا كَمَا رَخَّص فِيهَا قَاعِدًا، قَالَ: فَإِنْ صَحَّتْ هَذِهِ
الرِّوَايَةُ وَلَمْ يَكُنْ أَحد الرُّواةِ أَدْرَجَه فِي الْحَدِيثِ
وقاسَه عَلَى صلاةِ القاعِد وصلاةِ المريضِ إِذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى
القُعودِ، فَتَكُونُ صلاةُ المتطوِّع القادرِ نَائِمًا جَائِزَةً،
وَاللَّهُ أَعلم، هَكَذَا قَالَ فِي مَعالم السُّنن، قَالَ: وَعَادَ
قَالَ فِي أَعلام السُّنَّة: كنتُ تأَوْلت الحديثَ فِي كِتَابِ
المَعالم عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ صلاةُ التَّطَوُّعِ، إِلَّا
أَنَّ قَوْلَهُ نَائِمًا يُفْسِد هَذَا التأْويل لأَن المُضطجع لَا
يصَلي التطوُّعَ كَمَا يُصَلِّي القاعدُ، قَالَ: فرأَيت الآنَ أَنَّ
الْمُرَادَ بِهِ المريضُ المُفْتَرِضُ الَّذِي يُمْكِنُهُ أَنْ
يَتحامَلَ فيقعُد مَعَ مَشَقَّة، فجعَل أَجْرَه ضِعْفَ أَجْرهِ إِذَا
صلَّى نَائِمًا تَرْغِيبًا لَهُ فِي الْقُعُودِ مَعَ جَوَازِ صَلَاتِهِ
نَائِمًا، وَكَذَلِكَ جَعَلَ صلاتَه إِذَا تحامَل وقامَ مَعَ مشقةٍ
ضِعْفَ صلاتِه إِذَا صَلَّى قَاعِدًا مَعَ الْجَوَازِ؛ وَقَوْلُهُ:
تاللهِ مَا زيدٌ بنَامَ صاحبُه، ... وَلَا مُخالِطِ اللِّيانِ جانِبُهْ
قِيلَ: إِنَّ نَامَ صاحبُه علمٌ اسْمُ رَجُلٍ، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ
جَرى مَجْرى بَني شابَ قَرناها؛ فَإِنْ قُلْتَ: فَإِنَّ قَوْلَهُ:
وَلَا مُخَالِطِ اللِّيَانِ جَانِبُهْ
لَيْسَ عَلَمًا وَإِنَّمَا هُوَ صِفَةٌ وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى نامَ
صاحبهُ، فَيَجِبُ أَن يَكُونُ قَوْلُهُ نَامَ صاحبُه صِفَةً أَيضاً؛
قِيلَ:
(12/595)
قَدْ تَكُونُ فِي الجُمَل إِذَا سُمِّيَ
بِهَا مَعَانِي الأَفعال؛ أَلَا تَرَى أَنَّ قَوْلَهُ:
شابَ قَرْناها تُصَرُّ وتُحْلَبُ
هُوَ اسْمُ عَلم وَفِيهِ مَعَ ذَلِكَ مَعْنَى الذَّمِّ؟ وَإِذَا كَانَ
ذَلِكَ جَازَ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ:
وَلَا مُخالِطِ اللِّيانِ جانِبُه
مَعْطُوفًا عَلَى مَا فِي قَوْلِهِ نَامَ صَاحِبُهْ مِنْ مَعْنَى
الْفِعْلِ. وَمَا لَهُ نِيمةُ ليلةٍ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ
ابْنُ سِيدَهْ: أُراه يَعْنِي مَا يُنام عَلَيْهِ لَيْلَةً وَاحِدَةً.
ورجلٌ نَائِمٌ ونَؤُومٌ ونُوَمَةٌ ونُوَمٌ؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ،
مِنْ قومٍ نِيامٍ ونُوَّمٍ، عَلَى الأَصل، ونُيَّمٍ، عَلَى اللَّفْظِ،
قَلَبُوا الْوَاوَ يَاءً لِقُرْبِهَا مِنَ الطرَف، ونِيَّم، عَنْ
سِيبَوَيْهِ، كَسَرُوا لِمكان الْيَاءِ، ونُوَّامٍ ونُيَّامٍ، الأَخيرة
نَادِرَةٌ لِبُعْدِهَا مِنَ الطَّرَفِ؛ قَالَ:
أَلَا طَرَقَتْنا مَيَّةُ ابنَةُ مُنْذِرٍ، ... فَمَا أَرَّقَ
النُّيَّامَ إِلَّا سَلامُها
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا سمع من أَبِي الْغَمْرِ. ونَوْم: اسْمٌ
لِلْجَمْعِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وجمعٌ عِنْدَ غَيْرِهِ، وَقَدْ يَكُونُ
النَّوْم لِلْوَاحِدِ. وَفِي حَدِيثِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: قَالَ لِلْحُسَيْنِ ورأَى نَاقَتَهُ
قَائِمَةً عَلَى زِمامِها بالعَرْج وَكَانَ مَرِيضًا: أَيها النَّوْمُ
أَيها النَّوْمُ فَظَنَّ أَنه نَائِمٌ فَإِذَا هُوَ مُثْبَتٌ وَجعاً
، أَراد أَيُّهَا النَّائِمُ فوضَع المصدرَ موضعَه، كَمَا يُقَالُ
رَجُلٌ صَوْمٌ أَيْ صَائِمٌ. التَّهْذِيبِ: رَجُلٌ نَوْمٌ وقومٌ نَوْمٌ
وامرأَة نَوْمٌ وَرَجُلٌ نَوْمانُ كثيرُ النوْم. وَرَجُلٌ نُوَمَةٌ،
بِالتَّحْرِيكِ: يَنامُ كَثِيرًا. وَرَجُلٌ نُوَمَةٌ إِذَا كَانَ
خامِلَ الذِّكْر. وَفِي الْحَدِيثِ حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وَجْهَهُ: أَنه ذَكَرَ آخرَ الزَّمَانِ
والفِتَنَ ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا يَنْجو مِنْ شَرِّ ذَلِكَ الزَّمَانِ
كلُّ مؤمنٍ نُوَمَةٍ أُولئك مصابيحُ العُلماء
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النُّوَمَة، بِوَزْنِ الهُمَزة، الخاملُ
الذِّكْرِ الْغَامِضُ فِي النَّاسِ الَّذِي لَا يَعْرِفُ الشَّرَّ
وَلَا أَهلَه وَلَا يُؤْبَهُ لَهُ.
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ لِعَلِيٍّ: مَا النُّوَمَةُ؟
فَقَالَ: الَّذِي يَسْكُت فِي الْفِتْنَةِ فَلَا يَبْدو مِنْهُ شَيْءٌ
، وَقَالَ ابْنُ المبارَك: هُوَ الغافلُ عَنِ الشرِّ، وَقِيلَ: هُوَ
العاجزُ عَنِ الأُمور، وَقِيلَ: هُوَ الخامِلُ الذِّكر الغامِضُ فِي
النَّاسِ. وَيُقَالُ لِلَّذِي لَا يُؤْبَهُ لَهُ نُومةٌ،
بِالتَّسْكِينِ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ
سَلَمَةَ: فنَوَّمُوا
، هُوَ مُبَالَغَةٌ فِي نامُوا. وامرأَة نَائِمَةٌ مِنْ نِسْوة
نُوَّمٍ، عِنْدَ سِيبَوَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَكثرُ هَذَا
الْجَمْعِ فِي فاعِلٍ دُونَ فاعلةٍ. وامرأَة نَؤُومُ الضُّحى:
نائمتُها، قَالَ: وَإِنَّمَا حقيقتُه نَائِمَةٌ بالضُّحى أَوْ فِي
الضُّحَى. واسْتَنَام وتَنَاوَمَ: طَلَبَ النَّوْم. واسْتَنَامَ
الرجلُ: بِمَعْنَى تَناوَم شَهْوَةً لِلنَّوْمِ؛ وأَنشد لِلْعَجَّاجِ:
إِذَا اسْتَنَامَ راعَه النَّجِيُ
واسْتَنَامَ أَيضاً إِذَا سَكَن. وَيُقَالُ: أَخذه نُوَامٌ، وَهُوَ
مثلُ السُّبات يَكُونُ مِنْ داءٍ بِهِ. ونَامَ الرجلُ إِذَا تواضَع
لِلَّهِ. وَإِنَّهُ لَحَسنُ النِّيمةِ أَيِ النَّوْم. والمَنَامُ
والمَنَامةُ: مَوْضِعُ النَّوْمِ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ.
وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ
قَلِيلًا
؛ وَقِيلَ: هُوَ هُنَا العَينُ لأَن النَّوْم هُنَالِكَ يَكُونُ،
وَقَالَ اللَّيْثُ: أَيْ فِي عينِك؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: رُوِيَ عَنِ
الْحَسَنِ أَن مَعْنَاهَا فِي عَيْنِكَ الَّتِي تَنامُ بِهَا، قَالَ:
وَكَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ النَّحْوِ ذَهَبُوا إِلَى هَذَا، وَمَعْنَاهُ
عِنْدَهُمْ إذْ يُرِيكَهم اللهُ فِي مَوْضِعِ مَنَامِكَ أَيْ فِي
عينِك، ثُمَّ حَذَفَ الموضعَ وأَقام المَنامَ مُقامَه، قَالَ: وَهَذَا
مذهبٌ حَسَنٌ، وَلَكِنْ قَدْ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ
أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَآهُمْ فِي
النَّوْم قَلِيلًا وقَصَّ الرُّؤْيا
(12/596)
عَلَى أَصْحابه فَقَالُوا صَدَقتْ رؤْياك
يَا رَسُولَ اللَّهِ
، قَالَ: وَهَذَا المذهبُ أَسْوَغ فِي الْعَرَبِيَّةِ لأَنه قَدْ
جَاءَ: وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ
قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ؛ فَدَلَّ بِهَا أَنَّ
هَذِهِ رؤْية الِالْتِقَاءِ وأَن تِلْكَ رؤْية النَّوْم.
الْجَوْهَرِيُّ: تَقُولُ نِمْت، وأَصله نَوِمْت بِكَسْرِ الْوَاوِ،
فَلَمَّا سَكَنَتْ سَقَطَتْ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ ونُقِلتْ
حركتُها إِلى مَا قَبْلَهَا، وَكَانَ حقُّ النُّونِ أَن تُضَمَّ
لتَدُلَّ عَلَى الْوَاوِ السَّاقِطَةِ كَمَا ضَمَمْت الْقَافَ فِي
قُلْتَ، إِلا أَنهم كَسَرُوهَا فَرْقاً بَيْنَ الْمَضْمُومِ
وَالْمَفْتُوحِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ وكانَ حَقُّ النُّونِ
أَن تُضَمَّ لتدلَّ عَلَى الْوَاوِ السَّاقِطَةِ وَهَمٌ، لأَن المُراعى
إِنما هُوَ حَرَكَةُ الْوَاوِ الَّتِي هِيَ الكسرةُ دُونَ الْوَاوِ
بِمَنْزِلَةِ خِفْت، وأَصله خَوِفْت فنُقِلت حَرَكَةُ الْوَاوِ، وَهِيَ
الْكَسْرَةُ، إِلى الْخَاءِ، وحُذفت الْوَاوُ لِالْتِقَاءِ
السَّاكِنَيْنِ، فأَما قُلت فإِنما ضُمَّت الْقَافُ أَيضاً لِحَرَكَةِ
الْوَاوِ، وَهِيَ الضَّمَّةُ، وَكَانَ الأَصل فِيهَا قَوَلْت، نُقِلتْ
إِلى قوُلت، ثُمَّ نقِلت الضَّمَّةُ إِلَى الْقَافِ وحُذِفَت الْوَاوُ
لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَما كِلْتُ
فإِنما كَسَرُوهَا لِتَدُلَّ عَلَى الْيَاءِ السَّاقِطَةِ، قَالَ ابْنُ
بَرِّيٍّ: وَهَذَا وَهَمٌ أَيضاً وإِنما كَسَرُوهَا لِلْكَسْرَةِ
الَّتِي عَلَى الْيَاءِ أَيضاً، لَا لِلْيَاءِ، وأَصلها كَيِلْت
مُغَيَّرة عَنْ كَيَلْتُ، وَذَلِكَ عِنْدَ اتِّصَالِ الضَّمِيرِ بِهَا
أَعني التَّاءَ، عَلَى مَا بُيِّن فِي التَّصْرِيفِ، وَقَالَ: وَلَا
يَصِحُّ أَن يَكُونَ كالَ فَعِل لِقَوْلِهِمْ فِي الْمُضَارِعِ يَكيلُ،
وفَعِلَ يَفْعِلُ إِنما جَاءَ فِي أَفعال مَعْدُودَةٍ، قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ: وأَما عَلَى مَذْهَبِ الْكِسَائِيِّ فالقياسُ مستمرٌّ
لأَنه يَقُولُ: أَصلُ قَالَ قَوُلَ، بِضَمِّ الْوَاوَ. قَالَ ابْنُ
بَرِّيٍّ: لَمْ يَذْهَبِ الْكِسَائِيُّ وَلَا غيرُه إِلى أَنَّ أَصلَ
قَالَ قَوُل، لأَن قَالَ مُتَعدٍّ وفَعُل لَا يَتعدَّى وَاسْمُ
الْفَاعِلِ مِنْهُ قائلٌ، وَلَوْ كَانَ فَعُل لَوَجَبَ أَن يَكُونَ
اسْمَ الْفَاعِلِ مِنْهُ فَعيل، وإِنما ذَلِكَ إِذا اتَّصَلَتْ بِيَاءِ
الْمُتَكَلِّمِ أَو الْمُخَاطَبِ نَحْوُ قُلْت، عَلَى مَا تَقَدَّمَ،
وَكَذَلِكَ كِلْت؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَصل كالَ كَيِلَ، بِكَسْرِ
الْيَاءِ، والأَمر مِنْهُ نَمْ، بِفَتْحِ النُّونِ، بِناءً عَلَى
الْمُسْتَقْبَلِ لأَن الْوَاوَ الْمُنْقَلِبَةَ أَلفاً سَقَطَتْ
لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ. وأَخَذه نُوَامٌ، بِالضَّمِّ، إِذا جعَل
النَّوْمُ يَعْترِيه. وتَناوَمَ: أَرى مِنْ نفْسه أَنه نائمٌ وَلَيْسَ
بِهِ، وَقَدْ يَكُونُ النَّوْم يُعْنى بِهِ المَنامُ. الأَزهري:
المَنامُ مَصْدَرُ نَامَ يَنَامُ نَوْماً ومَنَاماً، وأَنَمْتُه
ونَوَّمْتُه بِمَعَنًى، وَقَدْ أَنَامَه ونَوَّمَه. وَيُقَالُ فِي
النِّدَاءِ خَاصَّةً: يَا نَوْمانُ أَي يَا كَثِيرَ النَّوْم، قَالَ:
وَلَا تَقُل رَجُلٌ نَوْمانُ لأَنه يَخْتَصُّ بِالنِّدَاءِ. وَفِي
حَدِيثِ
حُذَيْفَةَ وَغَزْوَةِ الخَنْدق: فَلَمَّا أَصْبَحتْ قَالَتْ: قُمْ يَا
نَوْمانُ
؛ هُوَ الْكَثِيرُ النَّوْم، قَالَ: وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي
النِّدَاءِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَفِي المثَل أَصْبِحْ نَوْمانُ،
فأَصْبِحْ عَلَى هَذَا مِنْ قَوْلِكَ أَصْبَحَ الرجلُ إِذا دَخَلَ فِي
الصُّبح، وَرِوَايَةُ سِيبَوَيْهِ أَصْبِحْ ليْلُ لِتَزُلْ حَتَّى
يُعاقِبَك الإِصباح؛ قَالَ الأَعشى:
يَقُولُونَ: أَصْبِحْ ليْلُ، والليلُ عاتِم
وَرُبَّمَا قَالُوا: يَا نَوْمُ، يُسَمُّون بِالْمَصْدَرِ. وأَصابَ
الثَّأْرَ المُنِيم أَي الثأْر الَّذِي فِيهِ وَفاءُ طِلْبتِه.
وَفُلَانٌ لَا يَنَامُ وَلَا يُنِيمُ أَي لَا يَدَعُ أَحداً يَنام؛
قَالَتِ الْخَنْسَاءُ:
كَمَا مِنْ هاشمٍ أَقرَرْت عَيْني، ... وكانَتْ لَا تَنَامُ وَلَا
تُنِيمُ
وَقَوْلُهُ:
تَبُكُّ الحَوْضَ عَلَّاها ونَهْلا، ... وخَلْفَ ذِيادِها عَطَنٌ
مُنِيمُ
مَعْنَاهُ تسكُن إِليها فتُنِيمُها. ونَاوَمَنِي فنُمْتُه أَي كنتُ
أَشدَّ نَوْماً مِنْهُ. ونُمْتُ الرجلَ، بِالضَّمِّ، إِذا
(12/597)
غَلَبْتَه بالنَّوْم، لأَنك تَقُولُ
نَاوَمَه فنَامَه يَنُومُه. ونَامَ الخَلخالُ إِذا انقَطعَ صوتُه مِنِ
امْتِلَاءِ السَّاقِ، تَشْبِيهًا بِالنَّائِمِ مِنَ الإِنسان
وَغَيْرِهِ، كَمَا يُقَالُ اسْتَيْقَظَ إِذا صَوَّت؛ قَالَ طُرَيح:
نَامَتْ خَلاخِلُها وجالَ وِشاحُها، ... وجَرى الإِزارُ عَلَى كثِيبٍ
أَهْيَلِ
فاسْتَيْقَظَتْ مِنْهَا قَلائدُها الَّتِي ... عُقِدَت عَلَى جِيدِ
الغَزالِ الأَكْحَلِ
وَقَوْلُهُمْ: نامَ هَمُّه، مَعْنَاهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ هَمٌّ؛ حَكَاهُ
ثَعْلَبٌ. وَرَجُلٌ نُوَمٌ ونُوَمَةٌ ونَوِيمٌ: مُغفَّل، ونُوَمَةٌ:
خاملٌ، وَكُلُّهُ مِنَ النَّوْم، كأَنه نائمٌ لغَفْلَتِه وخُموله.
الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ نُومة، بِالضَّمِّ سَاكِنَةَ الْوَاوِ، أَي لَا
يُؤْبَه لَهُ. وَرَجُلٌ نُوَمَةٌ، بِفَتْحِ الْوَاوِ: نَؤُوم، وهو
الكثير النَّوْم، إِنه لَحَسنُ النِّيمة، بِالْكَسْرِ. وَفِي حَدِيثِ
بِلالٍ والأَذان: أَلا إِن العبدَ نَام
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد بالنَّوْمِ الغفلةَ عَنْ وَقْتِ
الأَذانِ، قَالَ: يُقَالُ نامَ فلانٌ عَنْ حَاجَتِي إِذا غفَل عَنْهَا
وَلَمْ يَقُمْ بِهَا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه قَدْ عادَ لِنَوْمِه
إِذا كَانَ عَلَيْهِ بَعْدُ وقتٌ مِنَ اللَّيْلِ، فأَراد أَن يُعْلِمَ
النَّاسَ بِذَلِكَ لِئَلَّا يَنْزَعِجوا مِنْ نَوْمِهم بسماعِ أَذانهِ.
وكلُّ شيءٍ سكَنَ فَقَدْ نامَ. وَمَا نَامَتِ السماءُ اللَّيلةَ
مَطَرًا، وَهُوَ مَثَلٌ بِذَلِكَ، وَكَذَلِكَ البَرْق؛ قَالَ سَاعِدَةُ
بْنُ جُؤَيّة:
حَتَّى شَآهَا كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ ... باتَ اضْطِراباً، وباتَ
اللَّيْلُ لَمْ يَنَم
ومُسْتَنَامُ الْمَاءِ: حَيْثُ يَنْقَع ثُمَّ يَنشَفُ؛ هَكَذَا قَالَ
أَبو حَنِيفَةَ يَنْقَع، وَالْمَعْرُوفُ يَسْتَنْقِع، كأَنَّ الماءَ
يَنامُ هُنَالِكَ. ونَامَ الماءُ إِذا دامَ وقامَ، ومَنامُه حَيْثُ
يَقُوم. والمَنامَةُ: ثوبٌ يُنامُ فِيهِ، وَهُوَ القَطيفةُ؛ قَالَ
الْكُمَيْتُ:
عَلَيْهِ المَنَامَةُ ذاتُ الفُضول، ... مِنَ القِهْزِ، والقَرْطَفُ
المُخْمَلُ
وَقَالَ آخَرُ:
لكلِّ مَنَامَةٍ هُدْبٌ أَصِيرُ
أَي متقارِب. وليلٌ نَائِمٌ أَي يُنامُ فِيهِ، كَقَوْلِهِمْ يومٌ عاصفٌ
وهمٌّ ناصبٌ، وَهُوَ فاعلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ فِيهِ. والمَنَامَةُ:
القَطِيفةُ، وَهِيَ النِّيمُ؛ وَقَوْلُ تأَبَّط شَرّاً:
نِياف القُرطِ غَرَّاء الثَّنايا، ... تَعَرَّضُ للشَّبابِ ونِعمَ
نِيمُ
قِيلَ: عَنى بالنِّيمِ القَطِيفةَ، وَقِيلَ: عَنَى بِهِ الضَّجِيعَ؛
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى الْمُفَسِّرُ أَن الْعَرَبَ تَقُولُ هُوَ
نِيمُ المرأَةِ وَهِيَ نِيمُهُ. والمَنَامَةُ: الدُّكّانُ. وَفِي
حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: دَخَلَ عَلَيَّ رسولُ اللَّهِ،
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَنا عَلَى المَنَامَةِ
؛ قَالَ يُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ الدُّكّانَ وأَن يَكُونَ القطيفةَ؛
حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير:
المَنَامَةُ هَاهُنَا الدُّكَّانُ الَّتِي يُنامُ عَلَيْهَا، وَفِي
غَيْرِ هَذَا هِيَ الْقَطِيفَةُ، وَالْمِيمُ الأُولى زَائِدَةٌ. ونَامَ
الثوبُ والفَرْوُ يَنَامُ نَوْماً: أَخْلَقَ وانْقَطَعَ. ونَامَت
السُّوقُ وحَمُقت: كسَدَت. ونَامَت الريحُ: سكَنَت، كَمَا قَالُوا:
ماتَتْ. ونَامَ البحرُ: هدَأَ؛ حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ. ونَامَتِ
النارُ: هَمَدَت، كلُّه مِنَ النَّوْم الَّذِي هُوَ ضدُّ اليَقظة.
ونَامَتِ الشاةُ وغيرُها مِنَ الْحَيَوَانِ إِذا ماتَتْ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ أَنه حَثَّ عَلَى قِتال الْخَوَارِجِ فَقَالَ: إِذا رأَيتُموهم
فأَنِيمُهوهم
أَي اقْتُلوهم. وَفِي حَدِيثِ غَزْوَةِ الْفَتْحِ:
فَمَا أَشْرَفَ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ أَحدٌ إِلا أَنَامُوه
أَي قَتلوه. يُقَالُ: نَامَتِ الشاةُ وغيرُها إِذا مَاتَتْ.
والنَّائِمَةُ: المَيِّتَةُ. والنَّامِيَةُ: الجُثّةُ. واسْتَنَامَ
إِلى
(12/598)
الشَّيْءِ: اسْتَأْنَسَ بِهِ. واستَنَامَ
فلانٌ إِلى فُلَانٍ إِذا أَنِسَ بِهِ واطْمَأَنَّ إِليه وسكَن، فَهُوَ
مُسْتَنِيمٌ إِليه. ابْنُ بَرِّيٍّ: واسْتَنَامَ بِمَعْنَى نامَ؛ قَالَ
حُميد بْنُ ثَوْر:
فقامَتْ بأَثْناءٍ مِنَ اللَّيْلِ سَاعَةً ... سَراها الدَّواهي،
واسْتَنَامَ الخَرائدُ
أَي نَامَ الْخَرَائِدُ. والنَّامَةُ: قاعةُ الفَرْج. والنِّيمُ:
الفَرْوُ، وَقِيلَ: الفَرْوُ القصيرُ إِلى الصَّدْر، وَقِيلَ لَهُ
نِيمٌ أَي نِصفُ فَرْوٍ، بِالْفَارِسِيَّةِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
وَقَدْ أَرى ذَاكَ فلَنْ يَدُوما، ... يُكْسَيْنَ مِنْ لِينِ الشَّبابِ
نِيمَا
وفُسِّر أَنه الفَرْوُ، ونَسبَ ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الرجزَ لأَبي
النَّجْم، وَقِيلَ: النِّيم فَرْوٌ يُسَوَّى مِنْ جُلود الأَرانِب،
وَهُوَ غَالِي الثَّمَنِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: النِّيم الفَرْوُ
الخَلَقُ. والنِّيم: كلُّ لَيِّنٍ مِنْ ثوبٍ أَو عَيْشٍ. والنِّيم:
الدَّرَجُ الَّذِي فِي الرِّمَالِ إِذا جَرَت عَلَيْهِ الرِّيحِ؛ قَالَ
ذُو الرُّمَّةِ:
حَتَّى انْجَلى الليلُ عنَّا فِي مُلَمَّعة ... مِثْلِ الأَديمِ، لَهَا
مِنْ هَبْوَةٍ نِيمُ «3»
. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَنْ فَتَحَ الْمِيمَ أَراد يَلْمَع فِيهَا
السَّرابُ، ومَنْ كسَر أَراد تَلْمَعُ بِالسَّرَابِ، قَالَ: وفُسِّر
النِّيمُ فِي هَذَا الْبَيْتِ بالفَرْوِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ
لِلْمَرَّارِ بْنِ سَعِيدٍ:
فِي لَيْلةٍ مِنْ لَيَالِي القُرِّ شاتِية، ... لَا يُدْفِئُ الشيخَ
مِنْ صُرّداها النِّيمُ
وأَنشد لِعَمْرِو بْنِ الأَيْهَم «4» :
نَعِّماني بشَرْبةٍ مِنْ طِلاءٍ، ... نِعْمَت النِّيمُ مِنْ شَبا
الزَّمْهَريرِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى هَذَا الْبَيْتُ أَيضاً:
كأَنَّ فِداءَها، إِذ جَرَّدوه ... وَطَافُوا حَوْلَه، سُلَكٌ ينِيمُ
قَالَ: وَذَكَرَهُ ابْنُ وَلَّادٍ فِي الْمَقْصُورِ فِي بَابِ
الْفَاءِ: سُلَك يَتيمُ. والنِّيمُ: النِّعْمةُ التامّةُ. والنِّيم:
ضربٌ مِنَ العِضاهِ. والنِّيمُ والكَتَمُ: شَجَرَتَانِ مِنَ العِضاه.
والنِّيمُ: شَجَرٌ تُعْمَل مِنْهُ القِداحُ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ:
النِّيمُ شجرٌ لَهُ شَوْكٌ ليِّنٌ وورَقٌ صِغارٌ، وَلَهُ حبٌّ كَثِيرٌ
مُتَفَرِّقٌ أَمثال الحِمَّص حامِضٌ، فإِذا أَيْنَع اسْوَدَّ وحَلا،
وَهُوَ يُؤْكَلُ، ومَنابِتُه الجبالُ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤيّة
الهذلي ووَصَف وَعِلًا فِي شَاهِقٍ:
ثُمَّ يَنُوش إِذا آدَ النهارُ لَهُ، ... بعدَ التَّرَقُّبِ مِنْ نِيمٍ
وَمِنْ كَتَم
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: نامَ إِليه بِمَعْنَى هُوَ مُستْنيِم إِليه.
وَيُقَالُ: فلانٌ نِيمِي إِذا كُنْتَ تأْنَسُ بِهِ وتسْكُن إِليه؛
وَرَوَى ثَعْلَبٌ أَن ابْنَ الأَعرابي أَنشده:
فقلتُ: تَعَلَّمْ أَنَّني غيرُ نَائِم ... إِلى مُستَقِلٍّ بالخِيانةِ
أَنْيَبا
قَالَ: غَيْرُ نَائِم أَي غيرُ واثقٍ بِهِ، والأَنْيبُ: الغليظُ
النَّابِ، يُخَاطِبُ ذِئْبًا. والنِّيمُ، بِالْفَارِسِيَّةِ: نِصْفُ
الشَّيْءِ، وَمِنْهُ قولُهم للقُبَّة الصَّغِيرَةِ: نِيمُ خَائِجَةٍ
أَي نصفُ بَيْضةٍ، وَالْبَيْضَةُ عِنْدَهُمْ خَايَاهْ، فأُعربت فَقِيلَ
خَائِجَةٌ. ونَوَّمان: نَبْتٌ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ، وَهَذِهِ
التراجِمُ كُلِّهَا أَعني نوم ونيم ذَكَرَهَا ابْنُ سِيدَهْ فِي
تَرْجَمَةِ نوم، قَالَ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى يَاءِ النِّيم فِي
وُجُوهِهَا كُلِّهَا بالواو لوجود [ن وم] وَعَدَمِ [ن ي م] ، وَقَدْ
تَرْجَمَ الْجَوْهَرِيُّ نيم، وَتَرْجَمَهَا أَيضاً ابْنُ بَرِّيٍّ.
__________
(3) . قوله [حتى انجلى إلخ] كذا في الصحاح، وفي التكملة ما نصه:
يجلي بها اللَّيْلُ عَنَّا فِي ملمعةٍ
ويروى: يجلو بها الليل عنها
(4) . قوله [ابن الأيهم] في التكملة في مادة هيم: ما نصه: وأعشى بني
تغلب اسمه عمرو بن الأهيم
(12/599)
|