لسان العرب

فصل الذال المعجمة
ذأن: الذُّؤْنُونُ والعُرْجُون والطُّرْثُوث مِنْ جِنْسٍ: وَهُوَ مِمَّا يَنْبُتُ فِي الشِّتَاءِ، فإِذا سَخُنَ النَّهَارُ فَسَدَ وَذَهَبَ. غَيْرُهُ: الذُّؤْنون نَبْتٌ يَنْبُتُ فِي أُصول الأَرْطى والرِّمْثِ والأَلاء، تنشقُّ عَنْهُ الأَرض فَيَخْرُجُ مِثْلَ سَوَاعِدِ الرِّجَالِ لَا وَرَقَ لَهُ، وَهُوَ أَسْحَمُ وأَغْبَر، وَطَرَفُهُ مُحَدَّد كَهَيْئَةِ الكَمَرة، وَلَهُ أَكمام كأَكمام الباقِلى وَثَمَرَةٌ صَفْرَاءُ فِي أَعلاه، وَقِيلَ: هُوَ نَبَاتٌ يُنْبِتُ أَمثال الْعَرَاجِينِ مِنْ نَبَاتِ الفُطْرِ، وَالْجَمْعُ الذَّآنِينُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الذَّآنين هَنَواتٌ مِنَ الفُقُوع تَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ الأَرض كأَنَّها العَمَدُ الضِّخَام وَلَا يأْكلها شَيْءٌ، إِلا أَنها تُعْلَفُها الإِبلُ فِي السَّنَةِ
__________
(3) . 1 قوله" يا عادة قلبك" كذا بالأصل، والمناسب يا داء قلبك وإن فسر الدين في البيت بالعادة أيضاً.

(13/171)


وتأْكلها المِعْزى وَتَسْمَنُ عَلَيْهَا، وَلَهَا أَرُومة، وَهِيَ تُتَّخَذُ للأَدوية وَلَا يأْكلها إِلَّا الْجَائِعُ لِمَرَارَتِهَا. وَقَالَ مَرَّةً: الذَّآنِينُ تَنْبُتُ فِي أُصول الشَّجَرِ أَشبه شَيْءٍ بالهِلْيَوْن، إِلَّا أَنه أَعظم مِنْهُ وأَضخم، لَيْسَ لَهُ وَرَقٌ وَلَهُ بُرْعُومة تتورَّد ثُمَّ تَنْقَلِبُ إِلَى الصُّفْرَةِ. والذُّؤْنون: مَاءٌ كُلُّهُ وَهُوَ أَبيض إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهُ مِنْ تِلْكَ البُرْعُومة، وَلَا يأْكله شَيْءٌ، إِلَّا أَنه إِذَا أَسْنَتَ النَّاسُ، فَلَمْ يَكُنْ بِهَا «1» . شَيْءٌ، أَغنى، وَاحِدَتُهُ ذُؤْنُونة. وذَأْنَنَتِ الأَرضُ: أَنبتت الذَّآنِينَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَخَرَجُوا يَتَذأْنَنُون أَي يَطْلُبُونَ الذَّآنِين ويأْخذونها؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
كُلُّ الطعامِ يأْكلُ الطَّائِيونا: ... الحَمَضِيضَ الرَّطْب والذآنِينا
. قَالَ الأَزهري: وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَهْمِزُ فَيَقُولُ ذُونون، وذَوانين الْجَمْعُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الذُّؤْنُون أَسمر اللَّوْنِ مُدَمْلَكٌ لَهُ وَرَقٌ لَازِقٌ بِهِ، وَهُوَ طَوِيلٌ مِثْلُ الطُّرْثُوث، تَمِهٌ لَا طَعْمَ لَهُ، لَيْسَ بِحُلْوٍ وَلَا مُرٍّ، لَا يأْكله إِلَّا الْغَنَمُ، يَنْبُتُ فِي سُهُولِ الأَرض، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: ذُونون لَا رِمْثَ لَهُ، وطُرْثوث لَا أَرطاة؛ يُقَالُ هَذَا لِلْقَوْمِ إِذَا كَانَتْ لَهُمْ نَجْدَة وَفَضْلٌ فَهَلَكُوا وَتَغَيَّرَتْ حَالُهُمْ، فَيُقَالُ: ذآنينُ لَا رِمْثَ لَهَا وطَراثيثُ لَا أَرْطى أَي قَدِ استُؤْصِلوا فَلَمْ تَبْقَ لَهُمْ بَقِيَّةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ هِلْيَوْنُ الْبَرِّ؛ وأَنشد لِلرَّاجِزِ يَصِفُ نَفْسَهُ بالرَّخاوة واللِّينِ:
كأَنني، وقَدَمي تَهِيثُ، ... ذُؤْنونُ سَوْءٍ رأْسُه نَكِيثُ
. قَوْلُهُ: تَهِيثُ أَي تَهِيثُ الترابَ مِثْلُ هَاثَ لَهُ بِالْعَطَاءِ، ونَكِيثٌ: مُتَشَعِّثٌ؛ وَقَالَ آخَرُ:
غَداةَ تَوَلَّيْتُمْ كأَنَّ سيوفَكم ... ذَآنينُ فِي أَعناقِكم لَمْ تُسَلَّلِ
وَفِي حَدِيثِ
حُذَيْفَةَ: قَالَ لجُنْدُب بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: كَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أَتاك مِنَ النَّاسِ مثلُ الوَتِد أَو مِثْلُ الذُّؤْنون يَقُولُ اتَّبِعْني وَلَا أَتبعك؟
الذُّؤْنون: نَبْتٌ طَوِيلٌ ضَعِيفٌ لَهُ رأْس مُدوَّر، وَرُبَّمَا أَكله الأَعراب، قَالَ: وَهُوَ مِنْ ذأَنَه إِذَا حَقَّرَه وضَعَّف شأْنَه، شَبَّهَهُ بِهِ لِصِغَرِهِ وَحَدَاثَةِ سِنِّهِ، وَهُوَ يَدْعُو الْمَشَايِخَ إِلَى اتِّبَاعِهِ، أَي مَا تَصْنَعُ إِذَا أَتاك رَجُلٌ ضَالٌّ، وَهُوَ فِي نَحَافَةِ جِسْمِهِ كالوَتِد أَو الذُّؤْنون لكدِّه نفسَه بِالْعِبَادَةِ يَخْدَعُكَ بِذَلِكَ وَيْسَتَتْبِعُكَ.
ذبن: ابْنُ الأَعرابي: الذُّبْنةُ ذُبُولُ الشَّفَتَيْنِ مِنَ الْعَطَشِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والأَصل الذُّبْلة فَقُلِبَتِ اللَّامُ نُونًا.
ذعن: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ
؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: مُذْعِنين مُقِرِّينَ خاضعين، وقال أَبو إسحق: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ مُسْرِعِينَ، قَالَ: والإِذعان فِي اللُّغَةِ الإِسراع مَعَ الطَّاعَةِ، تَقُولُ: أَذعَن لِي بِحَقِّي، مَعْنَاهُ طاوَعَني لِمَا كُنْتُ أَلتمسه مِنْهُ وَصَارَ يُسْرع إِلَيْهِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مُذْعِنين مُطِيعِينَ غَيْرَ مُسْتَكْرَهِينَ، وَقِيلَ: مُذْعِنِينَ مُنْقَادِينَ. وأَذْعَنَ لِي بِحَقِّي: أَقرّ، وَكَذَلِكَ أَمْعَنَ بِهِ أَي أَقرّ طَائِعًا غَيْرَ مُسْتَكْرَهٍ. والإِذعان: الِانْقِيَادُ. وأَذعَنَ الرجلُ: انْقَادَ وسَلِس، وَبِنَاؤُهُ ذَعِن يَذْعَن ذَعَناً. وأَذْعَن لَهُ أَي خَضَعَ وَذَلَّ. وَنَاقَةٌ مِذْعان: سَلِسةُ الرأْس منقادة لقائدها.
ذقن: الْجَوْهَرِيُّ: ذَقَنُ الإِنسان مُجْتَمع لَحْيَيْه. ابْنُ سِيدَهْ: الذَّقَن والذِّقْنُ مُجْتَمَعُ اللَّحْيَين مِنْ أَسفلهما؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ مُذَكَّرٌ لَا غَيْرَ، قَالَ: وَفِي الْمَثَلِ: مُثْقَلٌ اسْتَعَانَ بذَقَنِه وذِقْنِه؛ يُقَالُ هَذَا لِمَنْ يَسْتَعِينُ بِمَنْ لَا دَفْعَ عِنْدَهُ وَبِمَنْ هُوَ أَذل مِنْهُ، وَقِيلَ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الذَّلِيلِ يَسْتَعِينُ بِرَجُلٍ آخَرَ مِثْلِهِ، وأَصله
__________
(1) . الضمير في بها يعود إلى السنة المنويَّة

(13/172)


أَن الْبَعِيرَ يُحْمَلُ عَلَيْهِ الْحِمْلُ الثَّقِيلُ فَلَا يَقْدِرُ عَلَى النُّهُوضِ، فَيَعْتَمِدُ بذَقَنه عَلَى الأَرض، وصحَّفه الأَثرَمُ عَلِيُّ بْنُ الْمُغِيرَةِ بِحَضْرَةِ يَعْقُوبَ فَقَالَ: مُثْقَلٌ اسْتَعَانَ بدَفَّيْه، فَقَالَ لَهُ يَعْقُوبُ: هَذَا تَصْحِيفٌ إِنَّمَا هُوَ اسْتَعَانَ بذَقَنه، فَقَالَ لَهُ الأَثرم: إِنَّهُ يُرِيدُ الرِّيَاسَةَ بِسُرْعَةٍ ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَهُ، وَالْجَمْعُ أَذقان. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً
؛ وَاسْتَعَارَهُ امْرُؤُ الْقَيْسِ لِلشَّجَرِ وَوَصَفَ سَحَابًا فَقَالَ:
وأَضْحَى يَسُحُّ الماءَ عن كُلِّ فِيقةٍ، ... يَكُبُّ عَلَى الأَذقانِ دَوْحَ الكَنَهْبل
. والذَّاقِنةُ: مَا تَحْتَ الذَّقَن، وَقِيلَ: الذَّاقِنة رأْس الْحُلْقُومِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ
عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: تُوفي رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ سَحْري ونَحْري وحاقِنَتي وذاقِنَتي
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الذَّاقِنَةُ طَرَفُ الْحُلْقُومِ، وَقِيلَ: الذاقِنة الذَّقَنُ، وَقِيلَ: مَا يَنَالُهُ الذَّقَنُ مِنَ الصَّدْرِ. ابْنُ سِيدَهْ: الحاقِنة الترْقُوة، وَقِيلَ: أَسفل الْبَطْنِ مِمَّا يَلِي السرَّة، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ أَبو زَيْدٍ وَفِي الْمَثَلِ لأُلْحِقَنَّ حَواقِنك بذَواقِنك، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ للأَصمعي فَقَالَ: هِيَ الحاقِنة وَالذَّاقِنَةُ، قَالَ: وَلَمْ أَره وَقَفَ مِنْهُمَا عَلَى حَدٍّ مَعْلُومٍ، فأَما أَبو عَمْرٍو فإِنه قَالَ: الذَّاقِنَةُ طرفُ الْحُلْقُومِ النَّاتِئِ، وَقَالَ ابْنُ جَبَلة: قَالَ غَيْرُهُ الذاقِنة الذَّقَنُ. وذَقَنَ الرجلُ: وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ ذَقْنِهِ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: أَن عِمْرَانَ بْنَ سَوادة قَالَ لَهُ: أَربع خِصَالٍ عاتَبَتْكَ عَلَيْهَا رَعيَّتُك، فَوَضَعَ عُودَ الدِّرَّة ثُمَّ ذقَن عَلَيْهَا وَقَالَ: هاتِ
وَفِي رِوَايَةٍ:
فذَقَن بِسَوْطِهِ يَسْتَمِعُ.
يُقَالُ: ذقَنَ عَلَى يَدِهِ وَعَلَى عَصَاهُ، بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ، إِذَا وَضَعَهُ تَحْتَ ذَقَنِه واتكأَ عَلَيْهِ. وذَقَنه يَذْقنُه ذَقْناً: أَصاب ذقنَه، فَهُوَ مَذْقون. وذقَنْتُه بِالْعَصَا ذَقْناً: ضَرَبْتُهُ بِهَا. وذَقَنَه ذَقْناً: قفَدَه. والذَّقون مِنَ الإِبل الَّتِي تُميل ذقَنَها إِلَى الأَرض تَسْتَعِينُ بِذَلِكَ عَلَى السَّيْرِ، وَقِيلَ: هِيَ السَّرِيعَةُ، وَالْجَمْعُ ذُقُنٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
قَدْ صَرَّحَ السيرُ عَنْ كُتمانَ، وابتُذِلت ... وَقْعُ المَحاجِنِ بالمَهْريَّة الذُّقُنِ
. أَي ابْتُذلتِ المهْرية الذُّقُن بِوَقْعِ الْمَحَاجِنِ فِيهَا نَضْرِبُهَا بِهَا، فَقَلَبَ وأَنث الوَقع حَيْثُ كَانَ مِنْ سَبَبِ الْمَحَاجِنِ. والذاقِنة: كالذَّقون؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
أَحْدَثْتُ لِلَّهِ شُكْراً، وَهِيَ ذاقِنةٌ، ... كأَنها تحتَ رَحْلي مِسْحَلٌ نَعِرُ
. وذَقِنَت الدَّلوُ، بِالْكَسْرِ، ذَقَناً، فَهِيَ ذَقِنة: مَالَتْ شَفَتُها. وَدَلْوٌ ذَقَنَى: مَائِلَةُ الشَّفَةِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:
أَنْعَتُ دَلواً ذَقَنَى مَا تَعْتَدِلْ.
وَدَلْوٌ ذَقون مِنْ ذَلِكَ. الأَصمعي: إِذَا خَرَزْتَ الدَّلْوَ فَجَاءَتْ شَفَتُهَا مَائِلَةً قِيلَ ذَقَنَتْ تَذْقَن ذَقَناً. وَنَاقَةٌ ذَقون: تُرْخي ذقَنها فِي السَّيْرِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: تُحَرِّكُ رأْسها إِذَا سَارَتْ. وامرأَة ذَقناء: مُلْتَوِيَةُ الْجِهَازِ. وَفِي نَوَادِرِ الْعَرَبِ: ذاقَنَني فلانٌ ولاقَنَني ولاغَذَني أَي لازَّني وَضَايَقَنِي. والذِّقْنُ: الشَّيْخ. وذِقانُ: جبل.
ذنن: ذَنَّ الشيءُ يَذِنُّ ذَنيناً: سَالَ. والذَّنِينُ والذُّنانُ: الْمُخَاطُ الرَّقِيقُ الَّذِي يَسِيلُ مِنَ الأَنف، وَقِيلَ: هُوَ الْمُخَاطُ مَا كَانَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَاءُ الرَّقِيقُ الَّذِي يَسِيلُ مِنَ الأَنف، عَنْهُ أَيضاً؛ وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ كُلُّ مَا سَالَ مِنَ الأَنف. وذَنَّ أَنفُه يَذِنُّ إِذَا سَالَ، وَقَدْ ذَنِنتَ يَا رَجُلُ تَذَنُّ ذَنناً وذَنَنْتُ أَذِنُّ ذنَناً، وَرَجُلٌ أَذَنُّ وامرأَة ذَنَّاء. والأَذَنُّ أَيضاً: الَّذِي يَسِيلُ مُنْخَرَاهُ جَمِيعًا، وَالْفِعْلُ

(13/173)


كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ، وَالَّذِي يَسِيلُ مِنْهُ الذَّنينُ. ابْنُ الأَعرابي: التَّذْنينُ سَيَلَانُ الذَّنين، والذُّنانى شِبْهُ الْمُخَاطِ يَقَعُ مِنْ أُنوف الإِبل؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: إِنَّمَا هُوَ الذُّنانى، وَقَالَ قَوْمٌ لَا يُوثَقُ بِهِمْ: إِنَّمَا هُوَ الزُّنانى. والذَّنَنُ: سَيَلان الْعَيْنِ. والذَّنَّاء: المرأَة لَا يَنْقَطِعُ حَيْضُهَا، وامرأَة ذَنَّاء مِنْ ذَلِكَ. وأَصل الذَّنين فِي الأَنف إِذَا سَالَ. وَمِنْهُ قَوْلُ المرأَة لِلْحَجَّاجِ تَشْفَع لَهُ فِي أَن يُعْفيَ ابْنَهَا مِنَ الْغَزْوِ: إِنَّنِي أَنا الذَّنَّاءُ أَو الضَّهْياءُ. والذَّنينُ: مَاءُ الْفَحْلِ وَالْحِمَارِ وَالرَّجُلِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ عَيراً وأُتُنَه:
تُواثِل مِنْ مِصَكٍّ أَنْصَبَتْهُ ... حَوالِبُ أَسْهَرَتْهُ بالذَّنِينِ.
هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ، وَيُرْوَى: حوالبُ أَسْهَرَيهِ، وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى الذَّنِين الْمُخَاطُ يسيلُ مِنَ الأَنف، وَقَالَ: الأَسهَران عِرْقانِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وتُوائِلُ أَي تَنْجُو أَي تَعْدُو هَذِهِ الأَتانُ الحاملُ هَرَباً مِنْ حِمَارٍ شَدِيدٍ مُغْتَلِم، لأَن الْحَامِلَ تَمْنَعُ الْفَحْلَ، وحَوالِبُ: مَا يَتَحَلَّبُ إِلَى ذَكَرِهِ مِنَ الْمَنِيِّ، والأَسْهَرانِ: عِرْقَانِ يَجْرِي فِيهِمَا مَاءُ الْفَحْلِ، وَيُقَالُ هُمَا الأَبْلَدُ والأَبْلجُ، وذَنَّ يَذِنُّ ذَنِيناً إِذَا سَالَ. الأَصمعي: هُوَ يَذِنُّ فِي مِشْيَتِهِ ذَنيناً إِذَا كَانَ يَمْشِي مِشْيَة ضَعِيفَةً؛ وأَنشد لِابْنِ أَحمر:
وإنَّ الموتَ أَدْنَى مِنْ خَيالٍ، ... ودُونَ العَيْشِ تَهْواداً ذَنِينا.
أَي لَمْ يَرفُقْ بِنَفْسِهِ. والذُّنانةُ: بَقِيَّةُ الشَّيْءِ الْهَالِكِ الضَّعِيفِ وَإِنَّ فُلَانًا ليَذِنّ إِذَا كَانَ ضَعِيفًا هَالِكًا هَرَماً أَو مَرَضاً. وَفُلَانٌ يُذانّ فَلَانًا عَلَى حَاجَةٍ يَطْلُبُهَا مِنْهُ أَي يَطْلُبُ إِلَيْهِ ويسأَله إِيَّاهَا. والذُّنانة، بِالنُّونِ وَالضَّمِّ: بَقِيَّةُ الدَّيْن أَو العِدَةِ لأَن الذُّبانةَ، بِالْبَاءِ، بَقِيَّةُ شيءٍ صَحِيحٍ، والذُّنانةُ، بِالنُّونِ، لَا تَكُونُ إِلَّا بَقِيَّةَ شَيْءٍ ضَعِيفٍ هَالِكٍ يَذِنُّها شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ فِي الطَّعَامِ ذُنَيْناء، مَمْدُودٌ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ إِلَّا أَنه عَدَله بالمُرَيْراء، وَهُوَ مَا يَخْرُجُ مِنْ الطَّعَامِ فَيُرْمَى بِهِ. والذُّنْذُنُ: لُغَةٌ في الذُّلْذُلِ، وهو أَسفل الْقَمِيصِ الطَّوِيلِ: وَقِيلَ: نُونُهَا بَدَلٌ مِنْ لَامِهَا. وذَناذِنُ الْقَمِيصِ: أَسافِلُه مِثْلُ ذَلاذِله، وَاحِدُهَا ذُنْذُن وذُلْذُل؛ رَوَاهُ عَنْ أَبي عَمْرٍو، وَذَكَرَ فِي هَذَا الْمَكَانِ فِي الثُّنَائِيِّ الْمُضَاعَفِ: الذَّآنِين نَبْتٌ، وَاحِدُهَا ذُؤْنُونٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
كُلُّ الطعامِ يأْكلُ الطائِيُّونا: ... الحَمَصِيصَ الرّطْبَ والذَّآنِينا
. قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَهْمِزُ فَيَقُولُ ذُونُون وذَوانين للجمع.
ذهن: الذِّهْنُ: الْفَهْمُ وَالْعَقْلُ. والذِّهْن أَيضاً: حِفْظُ الْقَلْبِ، وَجَمْعُهُمَا أَذْهان. تَقُولُ: اجْعَلْ ذِهْنَك إِلَى كَذَا وَكَذَا. وَرَجُلٌ ذَهِنٌ وذِهْنٌ كِلَاهُمَا عَلَى النَّسَبِ، وكأَنَّ ذِهْناً مُغيَّر مِنْ ذَهِنٍ. وَفِي النَّوَادِرِ: ذَهِنْتُ كَذَا وَكَذَا أَي فَهِمْتُهُ. وذَهَنتُ عَنْ كَذَا: فَهِمْتُ عَنْهُ. وَيُقَالُ: ذَهَنَني عَنْ كَذَا وأَذْهَنَني واسْتَذْهَنَني أَي أَنساني وأَلهاني عَنِ الذِّكْرِ. الْجَوْهَرِيُّ: الذَّهَنُ مِثْلُ الذِّهْنِ، وَهُوَ الفِطْنة وَالْحِفْظُ. وفلانُ يُذاهِنُ النَّاسَ أَي يُفاطنهم. وذاهَنَني فذَهَنْتُه أَي كُنْتُ أَجْوَدَ مِنْهُ ذِهْناً. والذِّهْنُ أَيضاً: القوَّة؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَر:
أَنُوءُ بِرجْلٍ بِهَا ذِهْنُها ... وأَعْيَتْ بِهَا أُخْتُها الغابِرَه
والغابرة هنا: الباقية.

(13/174)


ذون: الْكِسَائِيُّ فِي الذَّآنين: مِنْهُمْ مَنْ لَا يَهْمِزُ فَيَقُولُ ذُونُون وذَوَانين لِلْجَمْعِ، قَالَ: والذُّونون فِي هَيْئَةِ الهِلْيَوْن مَسْمُوعٌ مِنَ الْعَرَبِ. ابْنُ الأَعرابي: التَّذَوُّن النَّعْمة، والذَّانُ والذَّيْنُ العيب.
ذين: الذَّيْنُ والذَّانُ: الْعَيْبُ. وذَامَه وذَانه وذابَه إِذَا عَابَهُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ الذَّيْمُ والذَّامُ والذانُ والذابُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَقَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطيم الأَنصاري:
أَجَدَّ بعَمْرَةَ غُنْيانُها، ... فتَهْجُر أَم شأْنُنا شأْنُها؟
ردَدْنا الكَتِيبةَ مَفلولةً، ... بِهَا أَفْنُها وَبِهَا ذَانُها.
وَقَالَ كِنازٌ الجَرْميّ:
رَدَدْنا الكتيبةَ مَفْلولةً، ... بِهَا أَفْنُها وَبِهَا ذابُها
ولستُ، إِذَا كنتُ فِي جانبٍ، ... أَذُمُّ العَشيرةَ، أَغْتابُها
ولكنْ أُطاوِعُ ساداتِها، ... وَلَا أَتَعَلَّمُ أَلْقابَها.
وَفِي شِعْرِهِ إقواءٌ فِي الْمَرْفُوعِ وَالْمَنْصُوبِ. والمُذانُ: لُغَةٌ فِي المُذال.