لسان العرب

فصل الضاد المعجمة
ضأن: الضّائنُ مِنَ الْغَنَمِ: ذُو الصوفِ، ويُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ: كَبْش ضائنٌ، والأُنثى ضَائِنَةٌ. والضّائنُ: خلافُ الْمَاعِزِ، وَالْجَمْعُ الضّأْنُ والضّأَنُ مِثْلُ المَعْزِ والمَعَزِ. والضَّئِينُ والضِّئينُ: تَمِيمِيَّةٌ. والضَّيْن والضِّينُ، غَيْرُ مَهْمُوزَيْنِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: كُلُّهَا أَسماء لِجَمْعِهِمَا، فالضأْن كالرَّكْب، والضَّأَنُ كالقَعَد، والضَّئِين كالغَزِيّ والقَطِين، والضِّئِين دَاخِلٌ عَلَى الضَّئِين، أَتبعوا الْكَسْرَ الْكَسْرَ، يَطَّرِدُ هَذَا فِي جَمِيعِ حُرُوفِ الْحَلْقِ إِذَا كَانَ الْمِثَالُ فَعِلَا أَو فَعِيلَا، وأَما الضِّينُ والضَّيْنُ فَشَاذٌّ نَادِرٌ، لأَن ضَائِنًا صَحِيحٌ مَهْمُوزٌ، والضِّين والضَّين مُعْتَلٌّ غَيْرُ مَهْمُوزٍ، وَقَدْ حُكِيَ فِي جَمْعِ الضّأْنِ أَضْؤُنٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده يَعْقُوبُ فِي الْمَقْلُوبِ:
إِذَا مَا دَعا نَعْمانُ آضُنَ سالِمٍ، ... عَلَنَّ، وَإِنْ كَانَتْ مَذانِبُه حُمْرَا «2»
. أَراد: أَضْؤُناً، فَقَلَبَ، ودُعاؤه أَن يَكْثُرَ الْحَشِيشُ فِيهِ فَيَصِيرَ فِيهِ الذُّبابُ، فإِذا تَرَنَّم سَمِعَ الرِّعاءُ صوْتَه فَعَلِمُوا أَن هُنَاكَ رَوْضة فَسَاقُوا إِبلهم وَمَوَاشِيَهُمْ إِلَيْهَا فَرَعَوْا مِنْهَا، فَذَلِكَ دُعاء نَعْمَانَ إِيَّاهُمْ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: جَمْعُ الضَّائِنِ ضَأَنٌ، كَمَا يُقَالُ ماعِزٌ ومَعَز، وخادِم وخَدَم، وَغَائِبٌ وغَيَب، وَحَارِسٌ وحَرَس، وناهِل ونَهَلٌ. قَالَ: والضّانُ أَصله ضَأْن، فَخُفِّفَ. والضّأْنُ: جَمْعُ الضَّائِنِ، ويُجْمَع الضَّئِينَ، والأُنثى ضَائِنَةٌ، وَالْجَمْعُ ضَوائن. وَفِي حَدِيثِ
شَقيق: مَثَلُ قُرّاءِ هَذَا الزَّمَانِ كَمَثل غَنَمٍ ضَوائِنَ ذاتِ صُوف عِجاف
؛ الضَّوَائِنُ جَمْعُ ضَائِنَةٍ وَهِيَ الشَّاةُ مِنَ الْغَنَمِ خِلَافُ الْمَعَزِ. ومِعْزَى ضِئْنيَّةٌ: تأْلف الضّأْنَ، وسِقاءٌ ضِئْنِيٌّ عَلَى ذلك اللفظ إِذا
__________
(2) . قوله [علنّ] الذي في المحكم: عليّ

(13/251)


كَانَ مِنْ مَسْكِ ضائنةٍ وَكَانَ وَاسِعًا، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنْ نَادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
إِذَا مَا مَشَى وَرْدانُ واهْتَزَّتِ اسْتُه، ... كَمَا اهْتَزَّ ضِئْنِيٌّ لفَرْعاء يُؤْدَلُ
. عَنَى بالضِّئْنِيِّ هَذَا النَّوْعَ مِنَ الأَسْقية. التَّهْذِيبَ: الضِّئْنيّ السِّقَاءُ الَّذِي يُمْخَضُ بِهِ الرَّائِبُ، يُسَمَّى ضِئْنِيّاً إِذَا كَانَ ضَخْماً مِنْ جِلْدِ الضّأْن؛ قَالَ حُميد:
وجاءتْ بضِئْنِيٍّ، كأَنَّ دَوِيّهُ ... تَرَنُّمُ رَعْدٍ جاوَبَتْه الرَّواعِدُ
. وأَضْأَنَ القومُ: كثرَ ضأْنهم. وَيُقَالُ: اضْأَنْ ضأْنك وامْعَزْ مَعَزَك أَي اعْزِلْ ذَا مِنْ ذَا. وَقَدْ ضأَنْتُها أَي عزَلْتها. وَرَجُلٌ ضائنٌ إِذَا كَانَ ضَعِيفًا، وَرَجُلٌ ماعِزٌ إِذَا كَانَ حَازِمًا مَانِعًا مَا وَرَاءَهُ. وَرَجُلٌ ضائنٌ: لَيِّنٌ كأَنه نَعْجَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَزَالُ حَسَنَ الْجِسْمِ مَعَ قِلَّةِ طُعْمٍ، وَقِيلَ: هُوَ اللَّيِّنُ الْبَطْنِ المُسْترْخِيه. وَيُقَالُ: رَمْلَةٌ ضائنةٌ، وَهِيَ الْبَيْضَاءُ الْعَرِيضَةُ؛ وَقَالَ الجَعْدِي:
إِلَى نَعَجٍ مِنْ ضائِنِ الرَّمْلِ أَعْفَرَا «1»
وَفِي حَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ: قَالَ لَهُ أَبانُ بْنُ سَعِيدٍ وَبْرٌ تدَلَّى مِنْ رأْسِ ضالٍ
؛ ضالٌ، بِالتَّخْفِيفِ: مَكَانٌ أَو جَبَلٌ بِعَيْنِهِ، يُرِيدُ بِهِ تَوْهِينَ أَمره وَتَحْقِيرَ قَدْرِهِ، وَيُرْوَى بِالنُّونِ، وَهُوَ أَيضاً جَبَلٌ فِي أَرض دَوْسٍ، وَقِيلَ: أَراد بِهِ الضأْن مِنَ الْغَنَمِ، فَتَكُونُ أَلفه همزة.
ضبن: الضِّبْنُ: الإِبْطُ وَمَا يَلِيهِ. وَقِيلَ: الضِّبْنُ، بِالْكَسْرِ، مَا بَيْنَ الإِبط والكَشْح، وَقِيلَ: مَا تَحْتَ الإِبط والكَشْح، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الْخَاصِرَةِ ورأْس الْوَرِكِ، وَقِيلَ: أَعلى الجَنْب. وضَبَنَ الرجلَ وَغَيْرَهُ يَضْبُنُه ضَبْناً: جَعَلَهُ فَوْقَ ضِبْنِه. واضْطَبَنَ الشيءَ: حَمَلَهُ فِي ضِبْنِه أَو عَلَيْهِ، وَرُبَّمَا أَخذه بِيَدِهِ فَرَفَعَهُ إِلَى فُوَيْقِ سُرَّته، قَالَ: فأَوّل الحَمْلِ الأَبْطُ ثُمَّ الضَّبْنُ ثُمَّ الحَضْنُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لِلْكُمَيْتِ:
لَمَّا تفَلَّقَ عَنْهُ قَيْضُ بَيْضَتِه، ... آوَاهُ فِي ضِبْنِ مَضْبُوٍّ بِهِ نَصَبُ «2»
. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَي تفَلَّق عَنْ فَرْخِ الظَّلِيمِ قَيْضُ بَيْضَتِهِ آوَاهُ الظليمُ ضِبْنَ جَنَاحِهِ. وضَبَأَ الظليمُ عَلَى فَرْخِهِ إِذَا جَثَمَ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: ضِبْنه الَّذِي يَكُونُ فِيهِ؛ وَقَالَ:
ثُمَّ اضْطَبَنْتُ سِلَاحِي تَحْتَ مَغْرضِها، ... ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيفِ إِذَا شَسَفَا
أَي احتَضَنْتُ سِلَاحِي. وأَضْبَنْتُ الشيءَ واضْطبَنتُه: جَعَلْتُهُ فِي ضِبْني. أَبو عُبَيْدٍ: أَخذه تَحْتَ ضِبْنِه إِذَا أَخذه تَحْتَ حِضْنِه. وَفِي الْحَدِيثِ:
فَدَعَا بمِيضأَة فَجَعَلَهَا فِي ضِبْنِه
أَي حِضْنه. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: أَن الْكَعْبَةَ تَفِيءُ عَلَى دَارِ فُلَانٍ بالغَداة وتَفيءُ عَلَى الْكَعْبَةِ بالعَشِيِّ، وَكَانَ يُقَالُ لَهَا رَضِيعة الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: إِنَّ دَارَكُمْ قَدْ ضَبَنتِ الكعبةَ وَلَا بُدَّ لِي مِنْ هَدْمها
أَي أَنها لَمَّا صَارَتِ الْكَعْبَةُ فِي فَيْئها بالعَشِيِّ كَانَتْ كأَنها قَدْ ضَبَنَتْها، كَمَا يَحْمِل الإِنسانُ الشيءَ فِي ضِبْنه. وأَخذَ فِي ضِبْنٍ مِنَ الطَّرِيقِ أَي فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ؛ وأَنشد:
فجاءَ بخُبْزٍ دَسَّه تحتَ ضِبْنِه، ... كَمَا دَسَّ رَاعِي الذَّوْدِ فِي حِضْنِه وَطبَا
وَقَالَ أَوس:
أُحَيْمِرَ جَعْداً عليه النُّسُورُ، ... فِي ضِبْنِه ثعلبٌ مُنْكَسِرْ
__________
(1) . قوله [وقال الجعدي إلخ] صدره كما في التكملة:
فباتت كأن بطنها طي ريطة
وزاد: والضأنة، بفتح فسكون، الْخِزَامَةُ إِذَا كَانَتْ مِنْ عقب.
(2) . قوله [في ضبن مضبوّ] الذي في التهذيب: مضبيّ

(13/252)


أَي فِي جَنْبه. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ: يَقُولُ القبرُ يَا ابنَ آدَمَ قَدْ حُذِّرتَ ضِيقي ونَتْني وضِبْني
أَي جَنْبِي وَنَاحِيَتِي، وَجَمْعُ الضِّبْن أَضبان؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
شُمَيط: لَا يَدْعُوني وَالْخَطَايَا بَيْنَ أَضبانهم
أَي يَحْمِلون الأَوزار عَلَى جُنُوبهم، وَيُرْوَى بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفُلَانٌ فِي ضِبْنِ فُلَانٍ وضَبينته أَي نَاحِيَتِهِ وكنَفِه. والضُّبْنة: أَهل الرَّجُلِ لأَنه يَضْبِنُها فِي كنَفِه، مَعْنَاهُ يُعانقها؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: لأَنه يَضْطَبِنُها فِي كنَفِه. وضَبِنَةُ الرَّجُلِ: حَشَمُه. وَعَلَيْهِ ضِبْنةٌ مِنْ عِيَالٍ، بِكَسْرِ الضَّادِ وَسُكُونِ الْبَاءِ، أَي جَمَاعَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: ضُبْنة [ضِبْنة] الرَّجُلِ وضَبْنَتُه وضَبِنَتُه خاصَّتُه وبِطانَتُه وزافِرَتُه، وَكَذَلِكَ ظاهِرَته وظِهارتُه. قَالَ الْفَرَّاءُ: نَحْنُ فِي ضُبْنه وَفِي حَريمه وظِلِّه وذِمَّتِه وخُفارته وخُفْرته وذَراه وحِماه وكَنَفِه وكَنَفَتِه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا سَافَرَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعوذ بِكَ مِنَ الضُّبْنة [الضِّبْنة] فِي السَّفَر وَالْكَآبَةِ فِي المُنْقَلَب، اللَّهُمَّ اقْبِضْ لَنَا الأَرضَ وهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَر، اللَّهُمَّ أَنت الصاحبُ فِي السَّفر والخليفةُ فِي الأَهل
؛ الضُّبْنةُ [الضِّبْنةُ] : مَا تَحْتَ يَدِك مِنْ مالٍ وعيالٍ تَهْتَمُّ بِهِ وَمَنْ تَلْزَمُكَ نَفَقَتُهُ، سُمُّوا ضُبْنةً لأَنهم فِي ضِبن مَنْ يَعُولهم، تَعَوَّذَ بِاللَّهِ مِنَ الضِّبْنة كَثْرَةِ الْعِيَالِ والحَشَم فِي مَظِنَّة الْحَاجَةِ، وَهُوَ السَّفَرُ، وَقِيلَ: تَعوَّذ مِنْ صُحْبة مَنْ لَا غَناء فِيهِ وَلَا كِفاية مِنَ الرِّفاق، إِنَّمَا هُوَ كَلٌّ وعِيالٌ عَلَى مَنْ يُرافِقُه. وضِبْنةُ الرَّجُلِ: خَاصَّتُهُ وبِطانتُه وَعِيَالُهُ، وَكَذَلِكَ الضَّبِنة، بِفَتْحِ الضَّادِ وَكَسْرِ الْبَاءِ. والضَّبَنُ: الوَكْسُ؛ قَالَ نُوحُ بْنُ جَرِيرٍ:
وَهُوَ إِلَى الخَيراتِ مُنْبَتُّ القَرَنْ، ... يَجْري إِلَيْهَا سابِقاً لَا ذَا ضَبَنْ
والضَّبْنةُ: الزَّمانة. وَرَجُلٌ ضَبِنٌ: زَمِنٌ. وَقَدْ أَضْبَنَه الدَّاءُ: أَزمنه؛ قَالَ طُرَيْحٌ:
وُلاةٌ حُماة، يَحْسِمُ اللهُ ذُو القُوَى ... بِهِمْ كُلَّ داءٍ يُضْبِنُ الدِّينَ مُعْضِلِ
والمضْبُون: الزَّمِنُ، وَيُشْبِهُ قَلْبَ الْبَاءِ مِنَ الْمِيمِ. وضَبَنَه يَضْبِنُه ضَبْناً: ضَرَبَهُ بِسَيْفٍ أَو عَصًا أَو حَجَر فَقَطَعَ يَدَهُ أَو رِجْلَهُ أَو فقأَ عَيْنَهُ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَحَكَى لِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَعْدٍ عَنْ أَبي هِلال ضَبَنْت عَنَّا هَدِيَّتَك وعادَتك أَو مَا كَانَ مِنْ مَعْرُوفٍ تَضْبِنها ضَبْناً كَصَبَنْتَها، وَالصَّادُ أَعلى، وَهُوَ قَوْلُ الأَصمعي. قَالَ: وَحَقِيقَةُ هَذَا صَرَفْتَ هديَّتَك وَمَعْرُوفَكَ عَنْ جِيرَانِكَ وَمَعَارِفِكَ إِلَى غَيْرِهِمْ، وَفِي النَّوَادِرِ: مَاءٌ ضَبْنٌ ومَضْبون ولَزْنٌ ومَلزون ولَزِنٌ وضَبِنٌ إِذَا كَانَ مَشْفوهاً لَا فَضْلَ فِيهِ. وَمَكَانٌ ضَبْن أَي ضَيِّقٌ. وضَبِينةُ: اسْمٌ. وَبَنُو ضابِنٍ وَبَنُو مُضابِنِ: حيَّان. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ضَبِينةُ حَيٌّ مِنْ قَيْسٍ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ لِلَبِيدٍ:
فَلَتَصْلُقَنَّ بَنِي ضَبِينةَ صَلْقةً ... تُلْصِقْنَهُمْ بخَوالِفِ الأَطنابِ
. وَذَكَرَ الأَزهري فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: الضَّوْبانُ الجَمل المُسنّ الْقَوِيُّ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ضُوبانُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَنْ قَالَ ضُوبان جعله من ضابَ يَضُوبُ.
ضجن: الضَّجَنُ، بِالْجِيمِ: جَبَلٌ معروف؛ قَالَ الأَعشى:
وطالَ السَّنامُ عَلَى جِبْلَةٍ، ... كخَلْقاءَ مِنْ هَضَبات الضَّجَنْ
وَكَذَلِكَ قَوْلُ ابْنُ مُقْبِلٍ:
فِي نِسْوةٍ مِنْ بَنِي دَهْيٍ مُصَعِّدةٍ، ... أَو مِنْ قَنَانٍ تَؤُمُّ السَّيْرَ للضَّجَنِ
. قَالَ: وَالْحَاءُ تَصْحِيفٌ. وضَجْنانُ: جُبَيْل بِنَاحِيَةِ

(13/253)


مَكَّةَ. قَالَ الأَزهري: أَما ضَجَنَ فَلَمْ أَسمع فِيهِ شَيْئًا غَيْرَ جَبَلٍ بِنَاحِيَةِ تِهَامَةَ يُقَالُ لَهُ ضَجْنانُ. وَرُوِيَ فِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: أَنه أَقبل حَتَّى إِذَا كَانَ بضَجْنانَ
؛ قَالَ: هُوَ مَوْضِعٌ أَو جَبَلٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، قَالَ: وَلَسْتُ أَدري مِمَا أُخِذَ.
ضحن: الضَّحَنُ: اسْمُ بَلَدٍ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
فِي نسوةٍ مِنْ بَنِي دَهْيٍ مُصَعِّدة، ... أَو مِنْ قَنانٍ تَؤُمُّ السيرَ للضَّحَن
. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةٍ ضجن، بِالْجِيمِ الْمُعْجَمَةِ، مَا اخْتُلِفَ فيه من ذلك.
ضدن: ضَدَنْتُ الشيءَ أَضْدِنُه ضَدْناً: سَهَّلْتُه وأَصلحته، لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ، وضَدَنَى، عَلَى مِثَالِ جَمَزى: موضع.
ضزن: الضَّيْزَنُ: النِّخاسُ، والضَّيْزَنُ: الشَّرِيكُ، وَقِيلَ: الشَّرِيكُ فِي المرأَة. والضَّيْزَنُ: الَّذِي يُزَاحِمُ أَباه فِي امرأَته؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ:
والفارِسيَّةُ فِيهِمْ غيرُ مُنكَرةٍ، ... فكُلُّهم لأَبيه ضَيْزَنٌ سَلِفُ «1»
. يَقُولُ: هُمْ مِثْلُ الْمَجُوسِ يتزوَّج الرَّجُلُ مِنْهُمُ امرأَة أَبيه وامرأَة ابْنِهِ. والضَّيْزَنُ أَيضاً: وَلَدُ الرَّجُلِ وَعِيَالُهُ وَشُرَكَاؤُهُ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ زَاحَمَ رَجُلًا فِي أَمر فَهُوَ ضَيْزَنٌ، وَالْجَمْعُ الضَّيازِنُ. ابْنُ الأَعرابي: الضَّيزَنُ الَّذِي يتزوَّجُ امرأَة أَبيه إِذَا طَلَّقَهَا أَو مَاتَ عَنْهَا. والضَّيزَنُ: خَدُّ بَكَرةِ السَّقْيِ الَّتِي سَائِبُهَا هَاهُنَا وَهَاهُنَا. وَيُقَالُ للنِّخاس الَّذِي يُنْخَس بِهِ البَكَرةُ إِذَا اتَّسَعَ خَرْقُها: الضَّيزَنُ؛ وأَنشد:
عَلَى دَمُوكٍ تَرْكَبُ الضَّيازِنا
وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الضَّيْزَنُ يَكُونُ بَيْنَ قَبِّ البَكرة والساعِد، والساعدُ خَشَبَةٌ تُعَلَّقَ عَلَيْهَا الْبَكَرَةُ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذَا كَانَ لَمْ يتَبطَّنِ الإِناث وَلَمْ يَنْزُ قطُّ الضَّيزانُ. والضَّيزَنان: السَّلِفان. والضَّيزَن: الَّذِي يُزَاحِمُكَ عِنْدَ الِاسْتِقَاءِ فِي الْبِئْرِ. وَفِي الْمُحْكَمِ: الضَّيزَنُ الَّذِي يُزاحم عَلَى الْحَوْضِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
إِنَّ شَرِيبَيْكَ لَضَيْزنانِهْ، ... وَعَنْ إِزاءِ الحَوْضِ مِلْهَزانِهْ،
خالفْ فأَصْدِرْ يومَ يُورِدانِهْ
. وَقِيلَ: الضَّيْزَنانِ المُستَقيان مِنْ بِئْرٍ وَاحِدَةٍ، وَهُوَ مِنَ التزاحُم. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: كُلُّ رَجُلٍ زاحَمَ رَجُلًا فَهُوَ ضَيْزَنٌ لَهُ. والضَّيْزَنُ: السَّاقِي الجَلْدُ. والضَّيْزَنُ: الْحَافِظُ الثِّقَةُ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بَعَثَ بِعَامِلٍ ثُمَّ عَزَله فَانْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ بِلَا شَيْءٍ، فَقَالَتْ لَهُ امرأَته: أَينَ مَرافِقُ العَمَل؟ فَقَالَ لَهَا: كَانَ مَعِي ضَيْزنانِ يَحْفَظَانِ وَيَعْلَمَانِ
؛ يَعْنِي الْمَلَكَيْنِ الْكَاتِبَيْنِ، أَرْضَى أَهلَه بِهَذَا الْقَوْلِ وعَرَّضَ بِالْمَلَكَيْنِ، وَهُوَ مِنْ مَعَارِيضِ الْكَلَامِ وَمَحَاسِنِهِ، وَالْيَاءُ فِي الضَّيْزَن زَائِدَةٌ. والضَّيْزنُ: ضِدُّ الشَّيْءِ: قَالَ:
فِي كلِّ يومٍ لَكَ ضَيْزَنانِ
. وضَيْزَنُ: اسْمُ صَنَمٍ، والضَّيْزَنانِ: صَنمانِ للمُنْذِر الأَكبر كَانَ اتَّخَذَهُمَا بِبَابِ الحِيرَة لِيَسْجُدَ لَهُمَا مَنْ دَخَلَ الْحِيرَةَ امْتِحاناً لِلطَّاعَةِ. والضَّيْزنُ: الَّذِي يُسَمِّيهِ أَهل الْعِرَاقِ البُنْدارَ، يَكُونُ مَعَ عَامِلِ الخَراج. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: جَعَلْتُهُ ضَيْزَناً عَلَيْهِ أَي بُنْدَاراً عَلَيْهِ، قَالَ: وأَرسلته مُضْغِطاً عَلَيْهِ، وأَهل مكة والمدينة يَقُولُونَ: أَرسلته ضاغِطاً عَلَيْهِ.
ضطن: التَّهْذِيبَ: اللَّيْثُ الضَّيطَنُ والضَّيْطَانُ الَّذِي يُحَرِّكُ مَنْكِبَيْه وَجَسَدَهُ حِينَ يَمْشِي مَعَ كَثْرَةِ لَحْمٍ.
__________
(1) . قوله [والفارسية فيهم إلخ] كذا في الأَصل والجوهري والمحكم، والذي في التهذيب: فيكم، وفكلكم بالكاف، قال الصاغاني: الرواية بالكاف لا غير

(13/254)


يُقَالُ: ضَيْطَنَ الرجلُ ضَيْطَنةً وضِيْطاناً إِذا مَشَى تِلْكَ المِشْية؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا حَرْفٌ مُرِيبٌ «2» . وَالَّذِي نَعْرِفُهُ مَا رَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَبي زَيْدٍ: الضَّيَطَانُ، بِتَحْرِيكِ الْيَاءِ، أَن يحرِّك مَنْكِبَيْهِ وَجَسَدَهُ حِينَ يَمْشِي مَعَ كَثْرَةِ لَحْمٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا مِنْ ضَاط يَضِيطُ ضَيَطَاناً، وَالنُّونُ مِنَ الضَّيَطَانِ نُونُ فَعَلان كَمَا يُقَالُ مِنْ هَامَ يهيمُ هَيَمَاناً، وأَما قَوْلُ اللَّيْثِ ضَيْطَنَ الرجلُ ضَيْطَنةً إِذا مَشَى تِلْكَ المشية فغير محفوظ.
ضغن: الضِّغْنُ والضَّغَنُ: الحِقْد، وَالْجَمْعُ أَضْغانٌ، وَكَذَلِكَ الضَّغينَةُ، وجَمْعُها الضَّغائن؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
الْعَبَّاسِ: إِنا لنَعْرفُ الضَّغَائن فِي وُجُوه أَقوام.
وَيُقَالُ: سَلَلْتُ ضِغْنَ فُلَانٍ وضَغِينَتَه إِذا طَلَبْتَ مَرْضاته. وَفِي الْحَدِيثِ:
فَتَكُونُ دِماء فِي عَمْيَاءَ فِي غَيْرِ ضَغِينة وحملِ سِلَاحٍ
؛ الضِّغْنُ: الْحِقْدُ وَالْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: أَيما قَوْمٍ شَهِدُوا عَلَى رَجُلٍ بحَدٍّ وَلَمْ يَكُنْ بِحَضْرَةِ صَاحِبِ الحَدِّ فإِنما شَهِدُوا عَنْ ضِغْنٍ
أَي حِقْدٍ وَعَدَاوَةٍ، يُرِيدُ فِيمَا كَانَ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ الْعِبَادِ كَالزِّنَا وَالشُّرْبِ وَنَحْوِهِمَا؛ وأَما قَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:
بَلْ أَيُّها المُحْتَمِل الضَّغِينَا، ... إِنك زَحَّارٌ لَنَا كِثِينَا،
إِنَّ القَرِينَ يُورِدُ القَرِينا
فَقَدْ يَكُونُ الضَّغِينُ جَمْعُ ضَغِينة كشَعِير وشَعِيرة، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ حَذَفَ الْهَاءَ لِضَرُورَةِ الرَّوِيّ، فإنَّ ذَلِكَ كَثِيرٌ، قَالَ: وَعَسَى أَن يَكُونَ الضَّغينُ والضَّغِينة مِنْ بَابِ حُقٍّ وحُقَّةٍ وبَياضٍ وبَياضَةٍ، فَيَكُونُ الضَّغِينُ والضَّغِينة لُغَتَيْنِ بِمَعْنًى. وَقَدْ ضَغِنَ عَلَيْهِ، بِالْكَسْرِ، ضِغْناً وضَغَناً واضْطَغَنَ. وَقَالَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ: إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ؛ أَي يَجْهَدْكم ويُخْرِجْ أَضْغانكم؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَي يُخْرِجْ ذَلِكَ البخلُ عَداوتَكم وَيَكُونُ ويُخْرِجِ اللَّهُ أَضْغانَكم؛ وأَحْفيتُ الرجلَ: أَجْهَدْته. واضْطَغَنَ فلانٌ عَلَى فُلَانٍ ضَغِينةً إِذا اضْطَمَرها. أَبو زَيْدٍ: ضَغِنَ الرجلُ يَضْغَنُ ضَغَناً وضِغْناً إِذا وَغِرَ صَدْرُه ودَوِيَ. وامرأَة ذَاتُ ضِغْنٍ عَلَى زَوْجِهَا إِذا أَبغضته. وضَغِنُوا عَلَيْهِ: مَالُوا عَلَيْهِ وَاعْتَمَدُوهُ بالجَوْر. وتَضَاغَنَ الْقَوْمُ واضْطَغَنُوا: انْطَوَوْا عَلَى الأَحْقاد. وضِغْني إِلى فُلَانٍ أَي مَيْلي إِليه. وضِغْنُ الدَّابة: عَسَرُه والتواؤُه؛ قَالَ بِشْر بْنُ أَبي خَازِمٍ:
فإِنَّك، والشَّكاةَ منَ آلِ لأْمٍ، ... كذاتِ الضِّغْنِ تَمشي فِي الرِّفاقِ
. وَقَالَ الشَّاعِرُ:
والضِّغْنُ مِنْ تتابُعِ الأَسْواطِ
وفرسٌ ضاغِنٌ وضَغِنٌ: لَا يُعْطِي كلَّ مَا عِنْدَهُ مِنَ الجَرْيِ حَتَّى يُضْرَبَ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:
أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَة دَرْأَها، ... كَمَا قَوَّمَتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ
. وَالطَّرِيدَةُ: قَصَبةٌ فِيهَا ثلاثُ فُرُوضٍ تُبْرى بها المَغازلُ وغيرها. أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ ضَغُون، الذَّكَرُ والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ، وَهُوَ الَّذِي يَجْرِي كأَنما يَرْجِعُ الْقَهْقَرَى. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: والرجلُ يَكُونُ فِي دَابَّتِهِ الضِّغْنُ فَيُقَوِّمُها جُهْدَه وَيَكُونُ فِي نَفْسِهِ الضِّغْنُ فَلَا يُقَوِّمُها
؛ الضِّغْن فِي الدَّابَّةِ: هُوَ أَن تَكُونَ عَسِرَة الِانْقِيَادِ، وإِذا قِيلَ فِي النَّاقَةِ هِيَ ذاتُ ضِغْن فإِنما يُراد نِزاعها إِلى وَطَنِهَا. وَدَابَّةٌ ضَغِنَة: نَازِعَةٌ إِلى وَطَنِهَا، وَقَدْ ضَغِنَتْ ضِغْناً وضَغْناً، وَكَذَلِكَ البعير،
__________
(2) . قوله [هذا حرف مريب] أَي ضبطاناً بكسر فسكون كما هو مضبوط في التهذيب والتكملة

(13/255)


وَرُبَّمَا اسْتُعِيرَ ذَلِكَ فِي الإِنسان؛ قَالَ:
تُعارِضُ أَسْماءُ الرِّفاقَ عَشِيَّةً، ... تُسائلُ عَنْ ضِغْنِ النِّسَاءِ النَّواكِحِ
. وضَغِنَ إِليه: نَزَع إِليه وأَراده. قَالَ الْخَلِيلُ: يُقَالُ للنَّحُوصِ إِذا وَحِمَتْ فاسْتَصْعَبَتْ عَلَى الجَأْبِ: إِنها ذاتُ شَغْبٍ وضِغْنٍ. ابْنُ الأَعرابي: ضَغِنْتُ إِلى فُلَانٍ مِلْت إِليه كَمَا يَضْغَنُ الْبَعِيرُ إِلى وَطَنِهِ. وضَغِنَ إِلى الدُّنْيَا، بِالْكَسْرِ: رَكَنَ وَمَالَ إِليها؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
إِنَّ الَّذِينَ إِلى لَذَّاتِها ضَغِنُوا، ... وَكَانَ فِيهَا لَهُمْ عيشٌ ومُرْتَفَقُ
وضَغِنَ فلانٌ إِلى الصُّلْحِ إِذا مَالَ إِليه. والاضْطِغانُ: الِاشْتِمَالُ. والاضْطِغانُ: أَخذ الشيءِ تَحْتَ حِضْنِك، تَقُولُ مِنْهُ: اضْطَغَنْتُ الشيءَ؛ وأَنشد الأَحمر لِلْعَامِرِيَّةِ:
لَقَدْ رأَيت رَجُلًا دُهْرياً، ... يَمْشي وراءَ القومِ سَيْتَهِيَّا،
كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيّاً
. أَي حَامِلُهُ فِي حِجْرِهِ. والدُّهْري: مَنْسُوبٌ إِلى بَنِي دَهْرٍ بَطْنٌ مِنْ كِلَابٍ، والسَّيْتَهِيُّ: الَّذِي يَتَخَلَّفُ خَلْفَ الْقَوْمِ؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
إِذا اضْطَغَنْتُ سِلاحِي عِنْدَ مَغْرِضِها، ... ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيْفِ إِذ شَسَفا «1»
. وَقِيلَ: هُوَ أَن يُدْخل الثوبَ مِنْ تَحْتِ يَدِهِ الْيُمْنَى وَطَرَفَهُ الْآخَرَ مِنْ تَحْتِ يَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ يَضُمُّهُمَا بِيَدِهِ الْيُسْرَى، وَقِيلَ: هُوَ التَّثَبُّنُ: التَّهْذِيبَ: الاضطِغانُ الدَّوْكُ بالكَلْكَلِ؛ وأَنشد:
وأَضْطَغِنُ الأَقوامَ، حَتَّى كأَنهم ... ضَغابيسُ تشْكُو الهَمَّ تَحْتَ لَبانِيَا
. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا التَّفْسِيرُ للاضْطِغانِ خطأٌ، وَالصَّوَابُ مَا حَكَى أَبو عُبَيْدٍ عَنْ الأَحمر أَن الاضطِغانَ الِاشْتِمَالُ؛ وأَنشد:
كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيّا
وَفِي النَّوَادِرِ: هَذَا ضِغْنُ الجَبَل وإِبْطُه. وقَناةٌ ضَغِنَة أَي عَوْجَاءُ. والضَّغَنُ: العَوَجُ؛ وأَنشد:
إِنَّ قَنَاتِيَ مِنْ صَلِيبات القَنا، ... ما زادَها التَّثْقِيفُ إِلا ضَغَنا.
ضفن: ضَفَن إِلى الْقَوْمِ يَضْفِنُ ضَفْناً إِذا جَاءَ إِليهم حَتَّى يَجْلِسَ مَعَهُمْ. وضَفَنَ مَعَ الضَّيْفِ يَضْفِنُ ضَفْناً جَاءَ مَعَهُ، وَهُوَ الضَّيْفَنُ. والضَّيْفَنُ: الَّذِي يجيءُ مَعَ الضَّيْف، كَذَا حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي الأَجناس مَعَ ضفنَ؛ وأَنشد:
إِذا جَاءَ ضَيْفٌ جَاءَ للضَّيْف ضَيْفَنٌ، ... فأَوْدَى، بِمَا تُقْرَى الضُّيوفُ،
الضَّيافِنُ. وَقَالَ النَّحْوِيُّونَ: نُونُ ضَيْفَن زَائِدَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الْقِيَاسُ، وَقَدْ أَخذ أَبو عُبَيْدٍ بِهَذَا أَيضاً فِي بَابِ الزِّيَادَةِ فَقَالَ: زَادَتِ الْعَرَبُ النُّونَ فِي أَربعة أَسماء، قَالُوا ضَيْفَنٌ للضَّيْفِ فَجَعَلَهُ الضَّيفَ نَفْسَهُ، والضَّيْفَن الطُّفَيْليُّ، وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ فِي ضَيْفٍ أَيضاً، والضِّفْنِينُ: تَابِعُ الرُّكبان «2» . عَنْ كُرَاعٍ وَحْدَهُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَحُقُّه. وضَفَنْتُ إِليه إِذا نَزعتَ إِليه وأَردته. والضَّفْنُ: ضَمُّ الرَّجُلُ ضَرْع الشَّاةِ حِينَ يَحْلُبها ابْنُ الأَعرابي: ضَفَنُوا عَلَيْهِ مَالُوا عَلَيْهِ وَاعْتَمَدُوهُ بالجَوْر. وضَفَنَ بِغَائِطِهِ يَضْفِنُ ضَفْناً: رَمَى بِهِ.
__________
(1) . قوله [إِذا اضطغنت] كذا للجوهري، وقال الصاغاني الرواية: ثم اضطغنت
(2) . قوله [والضفنين تابع الركبان] كذا بالأَصل والتهذيب، والذي في المحكم: تابع الضيفن

(13/256)


والضَّفْنُ: ضَرْبُكَ اسْتَ الشَّاةِ وَنَحْوِهَا بِظَهْرِ رِجْلِكَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: ضَفَنَه بِرِجْلِهِ ضَرَبَهُ عَلَى اسْتِهِ؛ قَالَ:
ويَكْتَسعْ بنَدَم ويَضْفِن
والاضْطِفانُ: أَن تَضْرِبَ بِهِ اسْتَ نَفْسِكَ. وضَفَنْتُ الرَّجُلَ إِذا ضربتَ بِرِجْلِكَ عَلَى عَجُزه. واضْطَفَنَ هُوَ إِذا ضَرَبَ بِقَدَمِهِ مُؤَخَّرَ نَفْسِهِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: اضْطَفَنَ ضرَبَ اسْتَه نَفْسَهُ بِرِجْلِهِ. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ: أَنها ضَفَنَتْ جَارِيَةً لَهَا بِرِجْلِهَا
؛ الضَّفْنُ: ضَربك استَ الإِنسان بِظَهْرِ قَدَمِكَ. وضَفَنَ البعيرُ بِرِجْلِهِ: خَبَطَ بِهَا. وضَفَنه البعيرُ بِرِجْلِهِ يَضْفِنه ضَفْناً، فَهُوَ مَضْفُون وضَفِين: ضَرَبَهُ. وضَفَنَ بِهِ الأَرضَ ضَفْناً: ضَرَبَهَا بِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
قَفَنْتُه بالسَّوْطِ أَيَّ قَفْنِ، ... وبالعَصا مِنْ طُولِ سُوءِ الضَّفْنِ
. أَبو زَيْدٍ: ضَفَنَ الرجلُ المرأَة ضَفْناً إِذا نَكَحَهَا. قَالَ: وأَصل الضَّفْن أَن يَضُمَّ بِيَدِهِ ضَرْعَ النَّاقَةِ حِينَ يَحلُبها. وضَفَنَ الشيءَ عَلَى نَاقَتِهِ: حَمَلَهُ عَلَيْهَا. والضِّفَنُّ، عَلَى وَزْنِ الهِجَفِّ: الأَحمق مِنَ الرِّجَالِ مَعَ عِظَمِ خَلْقٍ، وَيُقَالُ: امرأَة ضِفَنَّة؛ قَالَ:
وضِفَنَّةٌ مثلُ الأَتانِ ضِبِرَّةٌ، ... ثَجْلاءُ ذاتُ خواصِرٍ مَا تَشْبَعُ
والضِّفِنُّ والضِّفَنُّ والضِّفَنّانُ: الأَحمق الْكَثِيرُ اللَّحْمِ الثَّقِيلُ، وَالْجَمْعُ ضِفْنانٌ نَادِرٌ، والأُنثى ضِفِنَّة وضِفَنَّة، وَكَسْرُ الْفَاءِ، عِنْدَ ابْنِ الأَعرابي، أَحسن. الْفَرَّاءُ: إِذا كَانَ الرَّجُلُ أَحمق وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ كَثِيرَ اللَّحْمِ ثَقِيلًا فَهُوَ ضِفَنٌّ وضَفَنْدَدٌ. وامرأَة ضِفَنَّة إِذا كانت رِخْوة ضَخْمة.
ضمن: الضَّمِينُ: الْكَفِيلُ. ضَمِنَ الشيءَ وَبِهِ ضَمْناً وضَمَاناً: كَفَل بِهِ. وضَمَّنَه إِياه: كَفَّلَه. ابْنُ الأَعرابي: فُلَانٌ ضامِنٌ وضَمِينٌ وسامِنٌ وسَمِين وناضِرٌ ونَضِير وَكَافِلٌ وكَفِيلٌ. يُقَالُ: ضَمِنْتُ الشيءَ أَضْمَنُه ضَماناً، فأَنا ضامِنٌ، وَهُوَ مَضْمون. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ ضامِنٌ عَلَى اللَّهِ أَن يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ
أَي ذُو ضَمَانٍ عَلَى اللَّهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا مَذْهَبُ الْخَلِيلِ وَسِيبَوَيْهِ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ؛ قَالَ: هَكَذَا خَرَّجَ الْهَرَوِيُّ وَالزَّمَخْشَرِيُّ مِنْ كَلَامِ عَلِيٍّ، وَالْحَدِيثُ مَرْفُوعٌ فِي الصِّحاح عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ بِمَعْنَاهُ، فَمِنْ طُرُقه تَضَمَّنَ اللهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلا جِهَادًا فِي سَبِيلِي وإِيماناً بِي وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِي فَهُوَ عليَّ ضامنٌ أَنْ أُدْخِلَه الجنةَ أَو أُرْجِعَه إِلى مسكنه الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ نَائِلًا مَا نالَ مِنْ أَجر أَو غَنِيمَةٍ. وضَمَّنته الشيءَ تَضْمِيناً فتَضَمَّنه عَنِّي: مِثْلُ غَرَّمْتُه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:
ضَوامِنُ مَا جارَ الدليلُ ضُحَى غَدٍ، ... مِنَ البُعْدِ، مَا يَضْمَنَّ فَهُوَ أَداءُ
. فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مَعْنَاهُ إِن جَارَ الدَّلِيلُ فأَخطأَ الطريقَ ضَمِنَتْ أَن تَلْحَقَ ذَلِكَ فِي غَدِها وتَبْلُغَه، ثُمَّ قَالَ: مَا يَضْمَنَّ فَهُوَ أَداء أَي مَا ضَمِنَّه مِنْ ذَلِكَ لرَكْبِها وفَيْنَ بِهِ وأَدَّيْنَه. وضَمَّنَ الشيءَ الشيءَ: أَوْدَعه إِياه كَمَا تُودِعُ الوعاءَ المتاعَ والميتَ القبرَ، وَقَدْ تضَمَّنه هُوَ؛ قَالَ ابْنُ الرِّقَاعِ يَصِفُ نَاقَةً حَامِلًا:
أَوْكَتْ عَلَيْهِ مَضِيقاً مِنْ عَواهِنِها، ... كَمَا تضَمَّنَ كَشْحُ الحُرَّةِ الحَبَلا
. عَلَيْهِ: عَلَى الْجَنِينِ. وَكُلُّ شَيْءٍ جَعَلْتَهُ فِي وِعَاءٍ فَقَدْ

(13/257)


ضمَّنتَه إِياه. اللَّيْثُ: كُلُّ شيءٍ أُحرِزَ فِيهِ شَيْءٌ فَقَدْ ضُمِّنَه؛ وأَنشد:
لَيْسَ لِمَنْ ضُمِّنَه تَرْبِيتُ «1»
. ضُمِّنَه: أُودِعَ فِيهِ وأُحرِزَ يَعْنِي الْقَبْرَ الَّذِي دُفِنَتْ فِيهِ المَوْؤُودَةُ. وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنه قَالَ: لَا تَشْتَرِ لَبَنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ مُضَمَّناً لأَن اللَّبَنَ يَزِيدُ فِي الضَّرْعِ وَيَنْقُصُ، وَلَكِنِ اشْترِه كَيْلًا مُسَمًّى؛ قَالَ شَمِرٌ: قَالَ أَبو مُعَاذٍ يَقُولُ لَا تَشْتَرِهِ وَهُوَ فِي الضَّرْعِ لأَنه فِي ضِمْنِه، يُقَالُ: شَرَابُك مُضَمَّنٌ إِذا كَانَ فِي كُوزٍ أَو إِناء. والمَضامِينُ: مَا فِي بُطُونِ الْحَوَامِلِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ كأَنهن تضَمَّنَّه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ:
أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنْ بَيْعِ المَلاقيح والمَضامين
، وَقَدْ مَضَى تَفْسِيرُ المَلاقيح، وأَما المَضامِين فإِن أَبا عُبَيْدٍ قَالَ: هِيَ مَا فِي أَصلاب الْفُحُولِ، وَهِيَ جَمْعُ مَضْمُون؛ وأَنشد غَيْرُهُ:
إِنَّ المضامينَ الَّتِي فِي الصُّلْبِ ... ماءُ الفُحولِ فِي الظُّهورِ الحُدْبِ.
وَيُقَالُ: ضَمِنَ الشيءَ بِمَعْنَى تَضَمَّنَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَضْمُونُ الْكِتَابِ كَذَا وَكَذَا، والمَلاقِيحُ: جَمْعُ مَلْقُوح، وَهُوَ مَا فِي بَطْنِ النَّاقَةِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفَسَّرَهُمَا مَالِكٌ فِي الموطأِ بِالْعَكْسِ؛ حَكَاهُ الأَزهري عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، وَحَكَاهُ أَيضاً عَنْ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: إِذا كَانَ فِي بَطْنِ النَّاقَةِ حَمْلٌ فَهِيَ ضامِنٌ ومِضْمانٌ، وهنَّ ضَوَامِنُ ومَضامِينُ، وَالَّذِي فِي بَطْنِهَا مَلْقوح ومَلْقُوحة. وَنَاقَةٌ ضامِنٌ ومِضْمان: حَامِلٌ، مِنْ ذَلِكَ أَيضاً. ابْنُ الأَعرابي: مَا أَغْنى فلانٌ عَنِّي ضِمْناً وَهُوَ الشِّسْعُ أَي مَا أَغنى شَيْئًا وَلَا قَدْرَ شِسْعٍ. والضَّامِنَةُ مِنْ كُلِّ بَلَدٍ: مَا تَضَمَّنَ وسَطَه. والضامِنَةُ: مَا تَضَمَّنَتْه القُرَى والأَمْصارُ مِنَ النَّخْلِ، فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مُفْعُولَةٍ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَفِي كِتَابِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأُكَيْدِرِ بن عبد الْمَلِكِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: لأُكَيْدِر دُومةِ الجَنْدَل، وَفِي الصِّحَاحِ:
أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَتَبَ لِحَارِثَةَ بْنِ قَطَنٍ وَمَنْ بدُومَةِ الجَنْدَلِ مِنْ كَلْبٍ: إِن لَنَا الضَّاحيَةَ مِنَ البَعْلِ «2» . والبُورَ والمَعامِيَ، وَلَكُمُ الضَّامِنةُ مِنَ النَّخْلِ والمَعِينُ.
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الضَّاحية مِنَ الضَّحْل مَا ظَهر وبَرَزَ وَكَانَ خَارِجًا مِنَ العِمارة فِي البَرِّ مِنَ النَّخْلِ، والبَعْلُ الَّذِي يَشْرَبُ بِعُرُوقِهِ مِنْ غَيْرِ سقْيٍ. والضَّامِنَة مِنَ النخل: مَا تَضَمَّنَها أَمْصارُهم وَكَانَ دَاخِلًا فِي العِمَارة وأَطاف بِهِ سُورُ الْمَدِينَةِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سُمِّيَتْ ضَامِنَةً لأَن أَربابها قَدْ ضَمِنُوا عمارَتَها وَحَفِظَهَا، فَهِيَ ذاتُ ضَمانٍ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ*؛ أَي ذاتِ رِضاً، والضَّامِنَةُ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:
الإِمام ضامِنٌ والمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ
؛ أَراد بالضَّمَان هَاهُنَا الحِفْظَ وَالرِّعَايَةَ لَا ضَمان الْغَرَامَةِ لأَنه يَحْفَظُ عَلَى الْقَوْمِ صَلَاتَهُمْ، وَقِيلَ: إِن صَلَاةَ الْمُقْتَدِينَ بِهِ فِي عُهْدَتِهِ وَصِحَّتِهَا مَقْرُونَةٌ بِصِحَّةِ صَلَاتِهِ، فَهُوَ كَالْمُتَكَفِّلِ لَهُمْ صِحَّةَ صَلَاتِهِمْ. والمُضَمَّنُ مِنَ الشِّعْرِ: مَا ضَمَّنْتَهُ بَيْتًا، وَقِيلَ مَا لَمْ تَتِمَّ مَعَانِي قَوَافِيهِ إِلا بِالْبَيْتِ الَّذِي يَلِيهِ كَقَوْلِهِ:
يَا ذَا الَّذِي فِي الحُبِّ يَلْحَى، أَما ... واللهِ لَوْ عُلِّقْتَ مِنْهُ كَمَا
عُلِّقْتُ مِنْ حُبِّ رَخِيمٍ، لَمَا ... لُمْتَ عَلَى الحُبِّ، فَدَعْني وما
__________
(1) . قوله [تربيت] أَي تربية أَي لا يربيه القبر، كما في التهذيب
(2) . قوله [إِن لَنَا الضَّاحِيَةَ مِنَ البعل] كذا في الصحاح، والذي في التهذيب: من الضحل، وهما روايتان كما في النهاية. ولو قال كما في النهاية: إِن لَنَا الضَّاحِيَةَ مِنَ الضحل، ويروي من البعل، لكان أولى لأَجل قوله بعد والبعل الذي إِلخ

(13/258)


قَالَ: وَهِيَ أَيضاً مَشْطُورَةٌ مُضَمَّنَة أَي أُلْقِيَ مِنْ كُلِّ بَيْتٍ نِصْفٌ وبُنِيَ عَلَى نِصْفٍ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: المُضَمَّنُ مِنْ أَبيات الشِّعْرِ مَا لَمْ يَتِمَّ مَعْنَاهُ إِلا فِي الْبَيْتِ الَّذِي بَعْدَهُ، قَالَ: وَلَيْسَ بِعَيْبٍ عِنْدَ الأَخفش، وأَن لَا يكونَ تَضْمِينٌ أَحْسَنُ؛ قَالَ الأَخفش: وَلَوْ كَانَ كُلُّ مَا يُوجَدُ مَا هُوَ أَحسن مِنْهُ قَبِيحًا كَانَ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
سَتُبْدي لَكَ الأَيامُ مَا كُنْتَ جَاهِلًا، ... ويأْتيك بالأَخْبارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ
رَدِيئًا إِذا وَجَدْتَ مَا هُوَ أَشْعر مِنْهُ، قَالَ: فَلَيْسَ التَّضْمِينُ بِعَيْبٍ كَمَا أَن هَذَا لَيْسَ بِرَدِيءٍ، وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: هَذَا الَّذِي رَآهُ أَبو الْحَسَنِ مِنْ أَن التَّضْمِينَ لَيْسَ بِعَيْبٍ مَذْهَبٌ تَرَاهُ الْعَرَبُ وَتَسْتَجِيزُهُ، وَلَمْ يَعْدُ فِيهِ مذهبَهم مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما السَّمَاعُ، وَالْآخَرُ الْقِيَاسُ، أَما السَّمَاعُ فَلِكَثْرَةِ مَا يَرِدُ عَنْهُمْ مِنَ التَّضْمِينِ، وأَما الْقِيَاسُ فلأَن الْعَرَبَ قَدْ وَضَعَتِ الشِّعْرَ وَضْعًا دَلَّتْ بِهِ عَلَى جَوَازِ التَّضْمِينِ عِنْدَهُمْ؛ وَذَلِكَ مَا أَنشده صَاحِبُ الْكِتَابِ وأَبو زَيْدٍ وَغَيْرُهُمَا مِنْ قَوْلِ الرَّبيعِ بْنِ ضَبُعٍ الفَزَاري:
أَصْبَحْتُ لَا أَحْمِلُ السلاحَ، وَلَا ... أَملك رأْس البعيرِ، إِن نَفَرا
والذئبَ أَخْشاه، إِن مَرَرْتُ بِهِ ... وَحْدِي، وأَخْشَى الرياحَ والمَطَرا
. فنَصْبُ الْعَرَبِ الذِّئْبَ هُنَا، واختيارُ النَّحْوِيِّينَ لَهُ مِنْ حَيْثُ كَانَتْ قَبْلَهُ جُمْلَةٌ مُرَكَّبَةٌ مِنْ فِعْلٍ وَفَاعِلٍ، وَهِيَ قَوْلُهُ لَا أَملك، يَدُلُّكَ عَلَى جَرْيِهِ عِنْدَ الْعَرَبِ وَالنَّحْوِيِّينَ جَمِيعًا مَجْرَى قَوْلِهِمْ: ضَرَبْتُ زَيْدًا وَعَمْرًا لَقِيتُهُ، فكأَنه قَالَ: وَلَقِيتُ عَمْرًا لِتَتَجَانَسَ الْجُمْلَتَانِ فِي التَّرْكِيبِ، فَلَوْلَا أَن الْبَيْتَيْنِ جَمِيعًا عِنْدَ الْعَرَبِ يَجْرِيَانِ مَجْرَى الْجُمْلَةِ الْوَاحِدَةِ لَمَا اخْتَارَتِ الْعَرَبُ وَالنَّحْوِيُّونَ جَمِيعًا نَصْبَ الذِّئْبِ، وَلَكِنْ دَلَّ عَلَى اتِّصَالِ أَحد الْبَيْتَيْنِ بِصَاحِبِهِ وَكَوْنِهِمَا مَعًا كَالْجُمْلَةِ الْمَعْطُوفِ بَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ، وَحُكْمُ الْمَعْطُوفِ وَالْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ أَن يَجْرِيَا مَجْرَى الْعُقْدَةِ الْوَاحِدَةِ، هَذَا وَجْهُ الْقِيَاسِ فِي حُسْنِ التَّضْمِينِ، إِلا أَن بإِزائه شَيْئًا آخَرَ يَقْبُحُ التَّضْمِينُ لأَجله، وَهُوَ أَن أَبا الْحَسَنِ وَغَيْرَهُ قَدْ قَالُوا: إِن كُلَّ بَيْتٍ مِنَ الْقَصِيدَةِ شِعْرٌ قَائِمٌ بِنَفْسِهِ، فَمِنْ هُنَا قَبُحَ التَّضْمِينُ شَيْئًا، وَمِنْ حَيْثُ ذَكَرْنَا مِنِ اخْتِيَارِ النَّصْبِ فِي بَيْتِ الرَّبِيعِ حَسُنَ، وإِذا كَانَتِ الْحَالُ عَلَى هَذَا فَكُلَّمَا ازْدَادَتْ حَاجَةُ الْبَيْتِ الأَول إِلى الثَّانِي وَاتَّصَلَ بِهِ اتِّصَالًا شَدِيدًا كَانَ أَقبح مِمَّا لَمْ يَحْتَجِ الأَول فِيهِ إِلى الثَّانِي هَذِهِ الْحَاجَةَ؛ قَالَ: فَمِنْ أَشدّ التَّضْمِينِ قَوْلُ الشَّاعِرِ رُوِيَ عَنْ قُطْرُب وَغَيْرِهِ:
وَلَيْسَ المالُ، فاعْلَمْهُ، بمالٍ ... مِنَ الأَقْوامِ إِلا للَّذِيِ
يُرِيدُ بِهِ العَلاءَ ويَمْتَهِنْهُ ... لأَقْرَبِ أَقْرَبِيه، وللقَصِيِ
. فضَمَّنَ بِالْمَوْصُولِ وَالصِّلَةِ عَلَى شِدَّةِ اتِّصَالِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ:
وَهُمْ وَرَدُوا الجِفارَ عَلَى تميمٍ، ... وَهُمْ أَصحابُ يومِ عُكاظَ،
إِنِّي شَهِدْتُ لَهُمْ مَواطِنَ صادِقاتٍ، ... أَتَيْتُهُمُ بِوُدِّ الصَّدْرِ مِنِّي
وَهَذَا دُونَ الأَول لأَنه لَيْسَ اتصالُ الْمُخْبَرِ عَنْهُ بِخَبَرِهِ فِي شِدَّةِ اتِّصَالِ الْمَوْصُولِ بِصِلَتِهِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ القُلاخ لسَوَّار بْنِ حَيّان المَنْقَريّ:
وَمِثْلُ سَوَّارٍ ردَدْناه إِلى ... إِدْرَوْنِه ولُؤْمِ إِصِّه عَلَى
أَلرَّغْمِ مَوْطوءَ الحِمى مُذَلَّلا

(13/259)


والمُضَمَّنُ مِنَ الأَصوات: مَا لَا يُسْتَطَاعُ الْوُقُوفُ عَلَيْهِ حَتَّى يُوصَلَ بِآخَرَ. قَالَ الأَزهري: و [المُضَمَّنُ] مِنَ الأَصوات أَن يَقُولَ الإِنسان قِفْ فُلَ بإِشمام اللَّامِ إِلى الْحَرَكَةِ. والضَّمانةُ والضَّمانُ: الزَّمانة وَالْعَاهَةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
بعَيْنَينِ نَجْلاوَينِ لَمْ يَجْرِ فِيهِمَا ... ضمانٌ، وجِيدٍ حُلِّيَ الشذْرَ شامِس
. والضَّمَنُ والضَّمانُ والضُّمْنة والضَّمانة: الدَّاءُ فِي الْجَسَدِ مِنْ بَلَاءٍ أَو كِبر؛ رَجُلٌ ضَمَنٌ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّثُ: مَرِيضٌ، وَكَذَلِكَ ضَمِنٌ، وَالْجَمْعُ ضَمِنُون، وضَمِينٌ وَالْجَمْعُ ضَمْنى، كُسِّر عَلَى فَعْلى وإِن كَانَتْ إِنما يُكَسَّرُ بِهَا الْمَفْعُولُ نَحْوَ قَتْلى وأَسْرَى، لَكِنَّهُمْ تَجَوَّزُوهُ عَلَى لَفْظِ فاعِل أَو فَعِلٍ عَلَى تَصَوُّرِ مَعْنَى مَفْعُولٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: كُسِّر هَذَا النَّحْوُ عَلَى فَعْلى لأَنها مِنَ الأَشياء الَّتِي أُصيبوا بِهَا وأُدْخلوا فِيهَا وَهُمْ لَهَا كَارِهُونَ. وَقَدْ ضَمِنَ بِالْكَسْرِ، ضَمَناً: كمَرِض وزَمِن، فَهُوَ ضَمِنٌ أَي مُبْتَلًى. والضَّمانة: الزَّمانة. وَفِي حَدِيثِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: مَنِ اكْتَتَب ضَمِناً بَعَثَهُ اللَّهُ ضَمِناً يَوْمِ الْقِيَامَةِ
أَي مَنْ سأَل أَن يَكْتُبَ نَفْسَهُ فِي جُمْلَةِ الزَّمْنى، ليُعْذَرَ عَنِ الْجِهَادِ وَلَا زَمانة بِهِ، بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ زَمِناً، وَاكْتَتَبَ: سأَل أَن يُكْتَبَ فِي جُمْلَةِ الْمَعْذُورِينَ، وخرَّجه بَعْضُهُمْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ، وإِذا أَخذ الرجلُ مِنْ أَمير جُنْدِه خَطًّا بزَمانته. والمُؤَدِّي الْخَرَاجَ يَكْتَتبُ البراءَة بِهِ. والضَّمِنُ: الَّذِي بِهِ ضَمانة فِي جَسَدِهِ مِنْ زَمَانَةٍ أَو بلاءٍ أَو كَسْر وَغَيْرِهِ، تَقُولُ مِنْهُ: رَجُلٌ ضَمِنٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
مَا خِلْتُني زِلْتُ بعْدَكمْ ضَمِناً، ... أَشكو إِليكم حُمُوَّة الأَلَمِ
. وَالِاسْمُ الضَّمَن، بِفَتْحِ الْمِيمِ، والضَّمان؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر وَقَدْ كَانَ سُقِيَ بطنُه:
إِليك، إِلهَ الخَلْقِ، أَرْفَعُ رَغْبتي ... عِياذاً وخَوْفاً أَن تُطيلَ ضَمانِيا
. وَكَانَ قَدْ أَصابه بَعْضُ ذَلِكَ، فالضَّمان هُوَ الدَّاءُ نَفْسُهُ، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: أَن يَكْتَتِبَ الرجلُ أَنَّ بِهِ زَمَانَةً لِيَتَخَلَّفَ عَنِ الْغَزْوِ وَلَا زَمَانَةَ بِهِ، وإِنما يَفْعَلُ ذَلِكَ اعْتِلَالًا، وَمَعْنَى يَكتتِب يأْخذ لِنَفْسِهِ خَطًّا مِنْ أَمير جَيْشِهِ لِيَكُونَ عُذْرًا عِنْدَ وَالِيهِ. الْفَرَّاءُ: ضَمِنَتْ يدُه ضَمانة بِمَنْزِلَةِ الزَّمَانَةِ. وَرَجُلٌ مَضْمون الْيَدِ: مِثْلُ مَخْبون الْيَدِ. وَقَوْمٌ ضَمْنى أَي زَمْنى. الْجَوْهَرِيُّ: والضُّمْنة، بِالضَّمِّ، مِنْ قَوْلِكَ كَانَتْ ضُمْنةُ فُلَانٍ أَربعة أَشهر أَي مَرَضُه. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَير: مَعْبوطةٌ غيرُ ضَمِنةٍ
أَي أَنها ذُبِحَتْ لِغَيْرِ عِلَّةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه كَانَ لِعَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ابْنٌ أَصابته رَمْيةٌ يومَ الطَّائِفِ فضَمِنَ مِنْهَا
أَي زَمِنَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانُوا يَدْفعون الْمَفَاتِيحَ إِلى ضَمْناهم وَيَقُولُونَ: إِن احْتَجْتُمْ فكُلوا
؛ الضَّمْنى: الزَّمْنى، جَمْعُ ضَمِنٍ. والضَّمانةُ: الحُبُّ؛ قَالَ ابْنِ عُلَّبة:
وَلَكِنْ عَرتْني مِنْ هَواكِ ضَمانةٌ، ... كَمَا كنتُ أَلقى منكِ إِذ أَنا مُطْلقُ
. وَرَجُلٌ ضَمِنٌ: عَاشِقٌ. وَفُلَانٌ ضَمِنٌ عَلَى أَهله وأَصحابه أَي كلٌّ؛ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ فُلَانٌ ضَمِنٌ عَلَى أَصحابه وكَلٌّ عَلَيْهِمْ وَهُمَا وَاحِدٌ. وإِني لَفِي غَفَلٍ عَنْ هَذَا وغُفُولٍ وغَفْلة بِمَعْنًى واحد؛ قال لبيد:
يُعْطي حُقوقاً عَلَى الأَحساب ضامِنةً، ... حَتَّى يُنَوِّرَ فِي قُرْيانِه الزَّهَرُ
. كأَنه قَالَ مَضْمُونَةً؛ وَمِثْلُهُ:
أَناشِرَ لَا زالَتْ يَمينُك آشِرَه.

(13/260)


يُرِيدُ مأْشورة أَي مَقْطُوعَةً. وَمِثْلُهُ: أَمْرٌ عارفٌ أَي مَعْرُوفٌ، والراحلةُ: بِمَعْنَى المَرْحولة، وَتَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ أَي مُبانة. وفَهِمْت مَا تضَمَّنه كِتَابُكَ أَي مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ وَكَانَ فِي ضِمْنه. وأَنفَذْتُه ضِمْن كِتَابِي أَي فِي طَيّه.
ضمحن: اضْمَحَلَّ الشيءُ واضْمَحَنَّ: عَلَى الْبَدَلِ عَنْ يَعْقُوبَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي حَرْفِ اللام.
ضنن: الضِّنَّة والضِّنُّ والمَضَنَّة والمَضِنَّة، كُلُّ ذَلِكَ. مِنَ الإِمساك والبُخْل، وَرَجُلٌ ضَنينٌ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَعَاصِمٌ وأَهل الْحِجَازِ بضَنِينٍ، وَهُوَ حَسَن، يَقُولُ: يأْتيه غَيْبٌ وَهُوَ مَنْفوس فِيهِ فَلَا يَبْخَلُ بِهِ عَلَيْكُمْ وَلَا يَضِنُّ بِهِ عَنْكُمْ، وَلَوْ كَانَ مَكَانَ عَلَى عَنْ صَلَح أَو الْبَاءُ كَمَا تَقُولُ: مَا هُوَ بِضَنِينٍ بِالْغَيْبِ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِبَخِيلٍ أَي هُوَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُؤَدِّي عَنِ اللَّهِ ويُعَلِّم كتابَ اللَّهِ أَي مَا هُوَ بِبَخِيلٍ كَتُومٍ لِمَا أُوحي إِليه، وقرئَ:
بظَنينٍ
، وَتَفْسِيرُهُ فِي مَكَانِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: ضَنِنْتُ بِالشَّيْءِ أَضَنُّ، وَهِيَ اللُّغَةُ الْعَالِيَةُ، وضَنَنْتُ أَضِنُّ ضَنّاً وضِنّاً وضِنَّةً ومَضَنَّة ومَضِنَّة وضَنانة بَخِلْت بِهِ، وَهُوَ ضَنين بِهِ. قَالَ ثَعْلَبٌ: قَالَ الْفَرَّاءُ سَمِعْتُ ضَنَنْتُ وَلَمْ أَسمع أَضِنُّ، وَقَدْ حَكَاهُ يَعْقُوبُ، وَمَعْلُومٌ أَن مَنْ رَوَى حُجَّةٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَرْوِ؛ وَقَوْلُ قَعْنَب بْنُ أُمِّ صَاحِبٍ:
مَهْلًا أَعاذِلَ، قَدْ جَرَّبْتِ مِنْ خُلُقي ... أَني أَجُودُ لأَقوامٍ، وإِن ضَنِنُوا
. فأَظهر التَّضْعِيفَ ضَرُورَةً. وعِلْقُ مَضِنَّةٍ ومَضَنَّة، بِكَسْرِ الضَّادِ وَفَتْحِهَا، أَي هُوَ شَيْءٌ نَفِيسٌ مَضْنون بِهِ ويُتَنافَس فِيهِ. والضّنُّ: الشَّيْءُ النَّفِيسُ المَضْنُون بِهِ؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ. وَرَجُلٌ ضَنِينٌ: بَخِيلٌ؛ وَقَوْلُ الْبَعِيثِ:
أَلا أَصْبَحَتْ أَسماءُ جاذِمةَ الحَبْلِ، ... وضَنَّتْ عَلَيْنَا، والضَّنِينُ مِنَ البُخْلِ
. أَراد: الضَّنينُ مخلوقٌ مِنَ الْبُخْلِ، كَقَوْلِهِمْ مَجْبُولٌ مِنَ الْكَرَمِ، ومَطينٌ مِنَ الْخَيْرِ، وَهِيَ مَخْلُوقَةٌ مِنَ الْبُخْلِ، وَكُلُّ ذَلِكَ عَلَى الْمَجَازِ لأَن المرأَة جَوْهَرٌ وَالْبُخْلُ عَرَض، والجوهرُ لَا يَكُونُ مِنَ العَرض، إِنما أَراد تَمْكِينَ الْبُخْلِ فِيهَا حَتَّى كأَنها مَخْلُوقَةٌ مِنْهُ، وَمِثْلُهُ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ: مَا زَيْدٌ إِلَّا أَكْلٌ وشُرْبٌ، وَلَا يَكُونُ أَكلًا وَشُرْبًا لِاخْتِلَافِ الْجِهَتَيْنِ، وَهَذَا أَوفق مِنْ أَن يُحْمَلَ عَلَى الْقَلْبِ وأَن يُرَادَ بِهِ والبخلُ مِنَ الضَّنِين لأَن فِيهِ مِنَ الإِعْظام وَالْمُبَالَغَةِ مَا لَيْسَ فِي الْقَلْبِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ:
وهُنَّ مِنَ الإِخْلافِ والوَلَعانِ
وَهُوَ كَثِيرٌ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ ضِنَّتي مِنْ بَيْنِ إِخواني وضِنِّي أَي أَختص بِهِ وأَضِنُّ بمودَّته. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِن لِلَّهِ ضنائنَ «3» . مِنْ خَلْقِه
، وَفِي رِوَايَةٍ:
ضِنّاً مِنْ خَلْقِهِ يُحْيِيهِمْ فِي عَافِيَةٍ وَيُمِيتُهُمْ فِي عَافِيَةٍ
أَي خَصَائِصَ، وَاحِدُهُمْ ضَنِينَة، فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، مِنَ الضِّنِّ وَهُوَ مَا تَخْتَصُّهُ وتَضَنُّ بِهِ أَي تَبْخَلُ لِمَكَانِهِ مِنْكَ ومَوْقِعِه عِنْدَكَ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: فُلَانٌ ضِنِّي مِنْ بَيْنِ إِخواني، وَهُوَ شِبْه الِاخْتِصَاصِ. وَفِي حَدِيثِ الأَنصار:
لَمْ نَقُلْ إِلّا ضِنّاً بِرَسُولِ اللَّهِ
أَي بُخْلًا وشُحّاً أَن يُشارِكنا فِيهِ غيرُنا. وَفِي حَدِيثِ سَاعَةِ الْجُمُعَةِ:
فَقُلْتُ أَخْبِرني بِهَا وَلَا تَضْنَنْ عليَ
أَي لَا تَبْخَل. وَيُقَالُ اضْطَنَّ يَضْطَنُّ أَي بَخِلَ يبْخَلُ، وَهُوَ افْتِعال مِنَ الضَّنِّ، وَكَانَ فِي الأَصل اضْتَنَّ، فَقُلِبَتِ التَّاءُ طَاءً. وضَنِنْتُ بِالْمَنْزِلِ ضِنّاً وضَنَانَةً: لَمْ أَبْرَحْه، والاضْطِنانُ افْتِعال مِنْ ذَلِكَ.
__________
(3) . قوله [وَفِي الْحَدِيثِ إِن لِلَّهِ ضنائن إِلخ] قال الصاغاني: هذا من الأَحاديث التي لا طرق لها

(13/261)


وأَخَذْتُ الأَمْر بضَنانَتِه أَي بطَراوَتِه لَمْ يَتَغَيَّرْ، وهَجَمْتُ عَلَى الْقَوْمِ وَهُمْ بضَنانَتِهم لَمْ يتفرَّقوا. وَرَجُلٌ ضَنَنٌ: شُجَاعٌ؛ قَالَ:
إِني إِذا ضَنَنٌ يَمْشي إِلى ضَنَنٍ، ... أَيْقَنْتُ أَنَّ الفَتى مُودٍ بِهِ الموتُ
. والمَضْنُون: الْغَالِيَةُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: المَضْنُونُ دُهْنُ البانِ: قَالَ الرَّاجِزُ:
قَدْ أَكْنَبَتْ يَداكَ بَعْدَ لِينِ، ... وبَعْدَ دُهْنِ البانِ والمَضْنُونِ،
وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ
. والمَضْنون والمَضْنونة: الغالِيةُ؛ عَنِ الزَّجَّاجِ. الأَصمعي: المَضْنُونةُ ضَرْبٌ مِنَ الغِسْلَةِ والطِّيب؛ قَالَ الرَّاعِي:
تَضُمُّ عَلَى مَضْمُونَةٍ فارِسيَّةٍ ... ضَفَائِرَ لَا ضَاحِي القُرُونِ، وَلَا جَعْدِ
وتُضْحي، وَمَا ضَمَّتْ فُضُولَ ثِيابِها ... إِلى كَتِفَيْها بائْتِزَارٍ، وَلَا عَقْدِ
كأَنَّ الخُزامى خالَطَتْ، فِي ثِيَابِهَا، ... جَنِيّاً مِنَ الرَّيْحانِ، أَو قُضُبِ الرَّنْدِ
. والمَضْنونة: اسْمٌ لِزَمْزَمَ، وَابْنُ خَالَوَيْهِ يَقُولُ فِي بِئْرِ زَمْزَمَ المَضنُون، بِغَيْرِ هَاءٍ. وَفِي حَدِيثِ زَمْزَمَ:
قِيلَ لَهُ احْفِرِ المَضْنُونة
أَي الَّتِي يُضَنُّ بِهَا لنَفاستها وعِزَّتِها، وَقِيلَ للخَلُوقِ والطِّيبِ المَضْنُونة لأَنه يُضَنُّ بِهِمَا. وضِنَّةُ: اسْمُ أَبي قَبِيلَةٍ، وَفِي الْعَرَبِ قَبِيلَتَانِ: إِحداهما تُنْسَبُ إِلى ضِنَّة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَالثَّانِيَةُ ضِنَّة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَبِيرِ «1» . بْنِ عُذْرَة، والله أَعلم.
ضون: الضَّيْوَنُ: السِّنَّوْرُ الذَّكَرُ، وَقِيلَ: هُوَ دُوَيْبَّة تُشْبِهُهُ، نَادِرٌ خَرَجَ عَلَى الأَصل كَمَا قَالُوا رجاء بن حَيْوَة، وضَيْوَنٌ أَنْدَرُ لأَن ذَلِكَ جِنْسٌ وَهَذَا عَلَمٌ، وَالْعَلَمُ يَجُوزُ فِيهِ مَا لَا يَجُوزُ فِي غَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ الضَّياوِن؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ مَا أَنشده الْفَرَّاءُ:
ثَرِيدٌ كأَنَّ السَّمْنَ فِي حَجَراتِه ... نُجومُ الثُّرَيَّا، أَو عُيُونُ الضَّياوِنِ
وَصَحَّتِ الْوَاوُ فِي جَمْعِهَا لِصِحَّتِهَا فِي الْوَاحِدِ، وإِنما لَمْ تُدْغَمْ فِي الْوَاحِدِ لأَنه اسْمٌ مَوْضُوعٌ وَلَيْسَ عَلَى وَجْهِ الْفِعْلِ، وَكَذَلِكَ حَيْوَةُ اسْمُ رَجُلٍ، وَفَارَقَ هَيِّناً ومَيِّتاً وسَيِّداً وجَيِّداً، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ فِي تَصْغِيرِهِ ضُبَيِّنٌ، فأَعَلَّه وَجَعَلَهُ مِثْلَ أُسَيِّد، وإِن كَانَ جَمْعُهُ أَساود، وَمَنْ قَالَ أُسَيْوِد فِي التَّصْغِيرِ لَمْ يَمْتَنِعْ أَن يَقُولَ ضُيَيْوِنٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَضَيْوَنٌ فَيْعَلٌ لَا فَعُوَلٌ، لأَن بَابَ ضَيْغَم أَكثر مِنْ بَابِ جَهْوَر. والضَّانَة، غَيْرُ مَهْمُوزٍ: البُرَة الَّتِي يُبْرَى بِهَا البعيرُ إِذا كَانَتْ مِنْ صُفْرٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَضَيْنَا أَن أَلفها وَاوٌ لأَنها عَيْنٌ. والتَّضَوُّنُ: كَثْرَةُ الوَلَد. والضَّوْنُ: الإِنْفَحة؛ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ خَزَمَ: قَالَ شَمِرٌ الخِزَامة إِذا كَانَتْ مِنْ عَقَبٍ فَهِيَ ضانَةٌ؛ وأَنشد لِابْنِ مَيَّادَة:
قطعتُ بمِصْلالِ الخِشاشِ يَرُدُّها، ... عَلَى الكُرْهِ مِنْهَا، ضانَةٌ وجَدِيلُ
سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ: المِيضانة القُفَّة، وَهِيَ المَرْجُونة والقَفْعَة؛ وأَنشد:
لَا تَنْكِحَنَّ بَعْدَهَا حَنَّانه ... ذاتَ قَتارِيدَ، لَهَا مِيضانه
قَالَ: حَنَّ وهَنَّ أَي بَكى، وَفِي الْمُحْكَمِ فِي ترجمة
__________
(1) . قوله [ضِنَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كبير إِلخ] كذا بالأَصل والمحكم والقاموس، والذي في التكملة: ضنة بن عبد بن كبير إِلخ وصوّبه شارح القاموس ولم يبين وجهه

(13/262)


وَضَن: المِيضَنَة كالجُوَالِق.
ضين: الضِّينُ والضَّيْنُ: لُغَتَانِ فِي الضأْن، فإِما أَن يَكُونَ شَاذًّا، وإِما أَن يَكُونَ مِنْ لَفْظِ آخَرَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الصحيح عندي.