لسان العرب فصل الواو
وَأَنَ: رَجُلٌ وَأْنٌ: أَحمق كَثِيرُ اللَّحْمِ ثَقِيلٌ. وامرأَة
وَأْنَةٌ: غَلِيظَةٌ. والوَأْنَة: الحَمْقاء وامرأَةٌ وَأْنَة إِذَا
كَانَتْ مُقاربة الخَلْق. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هِيَ وَأْبة،
بِالْبَاءِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الوَأْنة سواءٌ فِيهِ الرجلُ والمرأَة،
يَعْنِي المُقْتَدِرَ الخَلْق. ابْنُ الأَعرابي: التَّوْأَنُ ضَعْف
البَدَنِ والرَّأْيِ، أَيّ ذَلِكَ كَانَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ:
التَّوْأَن مأْخوذ مِنْ قَوْلِهِمْ رَجُلٌ وَأْنٌ، وَهُوَ الأَحمق.
وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الأَحمق: وأْنٌ مِلْدَمٌ خُجَأَةٌ ضَوْكَعَةٌ.
وبن: اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ مَا فِي الدَّارِ وابِرٌ وَلَا وابِنٌ
أَي مَا فِيهَا أَحدٌ. ابْنُ الأَعرابي: الوَبْنَةُ الأَذى، والوَبْنة
الجَوْعَةُ.
وتن: الوَتِينُ عِرْقٌ فِي الْقَلْبِ إِذَا انْقَطَعَ مَاتَ صَاحِبُهُ؛
وَمِنْهُ حَدِيثُ
غُسْلِ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ: والفَضْل يَقُولُ أَرِحْني
أَرِحْني قَطَعْتَ وَتِيني أَرى شَيْئًا يَنْزِلُ عليَ
؛ ابْنُ سِيدَهْ: الوَتِينُ عِرقٌ لاصِقٌ بالصُّلب مِنْ بَاطِنِهِ
أَجمع، يَسْقي العُروقَ كلَّها الدمَ ويَسْقي اللَّحْمَ وَهُوَ نَهْرُ
الجَسد، وَقِيلَ: هُوَ عِرْقٌ أَبيضُ مُسْتَبْطِنُ الفَقار، وَقِيلَ:
الْوَتِينُ يَستَقي مِنَ الفُؤاد، وَفِيهِ الدَّمُ. والوَتينُ:
الخِلْبُ، وَقِيلَ: هُوَ نياطُ الْقَلْبِ، وَقِيلَ: هُوَ عِرْقٌ أَبيض
غَلِيظٌ كأَنه قَصَبَةٌ، وَالْجَمْعُ أوْتِنَةٌ ووُتْنٌ. ووَتَنَه
وتْناً: أَصاب وَتِينَه؛ قَالَ حُميدٌ الأَرْقطُ:
شِرْيانَةٌ تَمْنَعُ بعدَ اللِّينِ، ... وصِيغَةٌ ضُرِّجْنَ
بالتَّسْنينِ،
مِنْ عَلَقِ المَكْليِّ والمَوْتونِ
ووُتِنَ: شَكَا وَتِينَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ثُمَّ
لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ
؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: عرْق يَسْتَبْطِنُ الصُّلبَ يَجْتَمِعُ
إِلَيْهِ البَطْنُ، وَإِلَيْهِ تُضَمُّ الْعُرُوقُ «3» . ووَتَنَ
بالمكانِ وتْناً ووُتُوناً: ثَبَتَ وأَقام بِهِ. والواتِنُ: الماءُ
المَعينُ الدَّائِمُ الَّذِي لَا يَذْهَبُ؛ عن أَبي زيد.
__________
(1) . قوله [فنجفل مثل ما جفل الظليم] هكذا في الأَصل، والذي أورده
المصنف وصاحب الصحاح في مادة قول وكذا الميداني في مجمع الأَمثال:
فَنُجْفِلَ مِثْلَ إِجْفَالِ الظَّلِيمِ
(2) . قوله [والهاون إلخ] عبارة التكملة ابن دريد: الهاوون أي بواوين
الأَولى مضمومة الذي يدق به عربي صحيح. ولا يقال هاون أي بفتح الْوَاوَ
لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إسم على فاعل بعد الأَلف واو.
قَالَ أَبُو زَيْدٍ فِي الهاوون إنه سمعه من أناس وَلَمْ يَجِئْ بِهِ
غَيْرُهُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي كتابه البهي: وتقول لهذا الهاون
الذي يدق به الهاوون بواوين
(3) . قوله [وإليه تضم العروق] الذي في التهذيب: وإليه تضرب العروق
(13/441)
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَمّا تَيْماءُ فعينٌ جاريةٌ، وأَما خَيْبر فماءٌ واتِنٌ
أَي دَائِمٌ. والواتِنُ: الثَّابِتُ. والماءُ الواتِن: الدَّائِمُ
أَعني الَّذِي لَا يَجْرِي، وَقِيلَ: الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ. أَبو
زَيْدٍ: الواتِنُ مِنَ الْمِيَاهِ الدائمُ المَعينُ الَّذِي لَا
يَذْهَبُ. اللَّيْثُ: الواتِنُ والواثِنُ لُغَتَانِ، وَهُوَ الشَّيْءُ
الْمُقِيمُ الدَّائِمُ الرَّاكِدُ فِي مَكَانِهِ قَالَ رُؤْبَةُ:
أَمْطَرَ، فِي أَكْنافِ غَيْنٍ مُغْيِنِ، ... عَلَى أَخِلَّاءِ
الصَّفاء الوُتَّنِ
قَالَ: يُرْوَى بِالثَّاءِ وَالتَّاءِ، وَمَعْنَاهُمَا الدَّوْمُ عَلَى
العَهْد؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِكَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
وَهُوَ التَّرِيكَةُ بالمِكَرِّ وحارثٍ، ... فَقْعَ القَراقِر بالمكانِ
الواتِنِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو يُقَالُ وَتَنَ وأَتَنَ
إِذَا ثَبَتَ فِي الْمَكَانِ؛ وأَنشد لأَبَّاق الدُّبَيْرِي:
أَتَنْتُ لَهَا، فَلَمْ أَزَلْ فِي خِبائِها ... مُقِيمًا إِلَى أَن
أَنْجَزَتْ خِلَّتي وَعْدِي
وَقَدْ وَتَنَ ووَثَنَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ:
الْمَعْرُوفُ وَتَنَ يَتِنُ، بِالتَّاءِ، وُتُوناً، والوَتِينُ مِنْهُ
مأْخوذ. والمُواتَنة: المُلازمة؛ وَفِي الصِّحَاحِ: المُلازَمة فِي
قِلَّةِ التَّفَرُّقِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَمْ أَسمع وَثَنَ،
بِالثَّاءِ، بِهَذَا الْمَعْنَى لِغَيْرِ اللَّيْثِ، قَالَ: وَلَا
أَدري أَحفِظَه عَنِ الْعَرَبِ أَم لَا. الْجَوْهَرِيُّ: وَتَنَ الماءُ
وَغَيْرُهُ وُتُوناً وتِنَةً أَي دامَ وَلَمْ يَنْقَطِعْ. ووَاتَنَ
القومُ دارَهم: أَطالوا الإِقامة فِيهَا. ووَاتَنَ الرجلَ مُوَاتَنَةً
ووِتاناً: فعل مثل مَا يَفْعَلُ، وَهِيَ أَيضاً المُطاولة والمُماطلة.
والوَتْنُ: أَن تَخْرُجَ رِجْلَا الْمَوْلُودِ قَبْل رأْسه، لُغَةٌ فِي
اليَتْنِ، وَقِيلَ: الوَتْنُ الَّذِي وُلِدَ مَنْكُوسًا، فَهُوَ
مَرَّةً اسْمٌ للوِلادِ، ومَرَّةً اسْمٌ لِلْوَلَدِ. وأَوْتَنَتِ
المرأَةُ: وَلَدَتْ وَتْناً كأَيْتَنَتْ إِذَا وَلَدَتْ يَتْناً. ابْنُ
الأَعرابي: امرأَة مَوْتُونة إِذَا كَانَتْ أَدِيبةً، وَإِنْ لَمْ
تَكُنْ حَسْناء. والوَتْنَةُ: مُلازمةُ الْغَرِيمِ. والوَتْنَة:
الْمُخَالَفَةُ، هَاتَانِ بِالتَّاءِ. والوَثْنة، بِالثَّاءِ:
الكَفْرَةُ.
وثن: الوَثْنُ والوَاثِنُ: الْمُقِيمُ الرَّاكِدُ الثَّابِتُ
الدَّائِمُ، وَقَدْ وَثَنَ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بثَبْتٍ؛
قَالَ: وَالَّذِي حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ الْوَاتِنُ. وَقَدْ حَكَى
ابْنُ الأَعرابي: وَثَنَ بِالْمَكَانِ، قَالَ: وَلَا أَدري مِنْ أَين
أَنكره ابْنُ دُرَيْدٍ. اللَّيْثُ: الْوَاثِنُ وَالْوَاتِنُ لُغَتَانِ،
وَهُوَ الشَّيْءُ الْمُقِيمُ الرَّاكِدُ فِي مَكَانِهِ؛ قَالَ
رُؤْبَةُ:
عَلَى أَخِلَّاءِ الصَّفاء الوُثَّنِ
قَالَ اللَّيْثُ: يُرْوَى بِالثَّاءِ وَالتَّاءِ، وَمَعْنَاهُمَا
الدّوْمُ عَلَى الْعَهْدِ، وَقَدْ وَتَنَ ووَثَنَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْمَعْرُوفُ وَتَنَ يَتِنُ، بِالتَّاءِ،
وُتُوناً، وَلَمْ أَسمع وَثَنَ، بِالثَّاءِ، بِهَذَا الْمَعْنَى
لِغَيْرِ اللَّيْثِ، قَالَ: وَلَا أَدري أَحفظه عَنِ الْعَرَبِ أَم
لَا. والوَثْنة، بِالثَّاءِ: الكَفْرَةُ. والمَوْثُونة، بِالثَّاءِ:
المرأَةُ الذَّلِيلَةُ. وامرأَة مَوْثُونَةٌ، بِالثَّاءِ، إِذَا
كَانَتْ أَديبةً وَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسْناء. والوَثَنُ: الصَّنَمُ مَا
كَانَ، وَقِيلَ: الصَّنَمُ الصَّغِيرُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
شاربُ الْخَمْرِ كعابدِ وَثَنٍ.
قَالَ ابْنُ الأَثير: الْفَرْقُ بَيْنَ الوَثَنِ والصَّنَم أَن
الوَثَنَ كُلُّ مَا لَهُ جُثَّةٌ مَعْمُولَةٌ مِنْ جَوَاهِرِ الأَرض
أَو مِنَ الْخَشَبِ وَالْحِجَارَةِ كَصُورَةِ الْآدَمِيِّ تُعمَلُ
وتُنْصَبُ فتُعْبَدُ، والصَّنَمُ الصُّورَةُ بِلَا جُثَّةٍ؛ وَمِنْهُمْ
مَنْ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَهُمَا وأَطلقهما عَلَى الْمَعْنَيَيْنِ.
قَالَ: وَقَدْ يُطْلَقُ الوَثَنُ عَلَى غَيْرِ الصُّورَةِ، وَالْجَمْعُ
أَوْثانٌ ووُثُنٌ ووُثْنٌ وأُثُنٌ، عَلَى إِبْدَالَ الْهَمْزَةِ مِنَ
الْوَاوِ، وَقَدْ قُرِئَ:
إنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أُثُناً
؛ حَكَاهُ
(13/442)
سِيبَوَيْهِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَهُوَ
جَمْعُ الوَثَنِ، فَضَمَّ الْوَاوَ وَهَمَزَهَا، كَمَا قَالَ: وَإِذَا
الرُّسُلُ أُقِّتَتْ. الأَزهري: قَالَ شَمِرٌ فِيمَا قرأْت بِخَطِّهِ
أَصل الأَوْثانِ عِنْدَ الْعَرَبِ كُلُّ تِمْثالٍ مِنْ خَشَبٍ أَو
حِجَارَةٍ أَو ذَهَبٍ أَو فِضَّةٍ أَو نُحَاسٍ أَو نَحْوِهَا،
وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَنْصِبُهَا وَتَعْبُدُهَا وَكَانَتِ النَّصَارَى
نَصَبَتِ الصَّليب وَهُوَ كالتِّمْثال تُعَظِّمُه وَتَعْبُدُهُ،
وَلِذَلِكَ سَمَّاهُ الأَعشى وَثَناً؛ وَقَالَ:
تَطُوفُ العُفاةُ بأَبْوابِه، ... كطَوْفِ النَّصارى ببَيْتِ الوَثَنْ
أَراد بالوَثَنِ الصَّلِيبَ. قَالَ:
وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى
اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَفِي عُنُقِي صَليب مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ
لِي: أَلْقِ هَذَا الوَثَنَ عَنْكَ
؛ أَراد بِهِ الصَّلِيبَ، كَمَا سَمَّاهُ الأَعشى وَثَناً. ووُثِنَتِ
الأَرض: مُطِرَتْ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَرض مَضْبوطةٌ مَمْطُورَةٌ
وَقَدْ ضُبِطَتْ ووُثِنَتْ بِالْمَاءِ ونُصِرَتْ أَي مُطِرَتْ.
واسْتَوْثَنَت الإِبلُ: نشأَت أَولادُها مَعَهَا. واسْتَوْثَنَ
النَّحْلُ: صَارَ فِرْقَتَيْنِ كِبَارًا وَصِغَارًا. واسْتَوْثَنَ
المالُ: كَثُرَ. واسْتَوثَنَ مِنَ الْمَالِ: اسْتَكْثَرَ مِنْهُ مِثْلَ
اسْتَوثَجَ واسْتَوثَرَ، والله أَعلم.
وجن: الوَجْنَةُ: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الخَدَّيْنِ للشِّدْق
والمَحْجِرِ. ابْنُ سِيدَهْ: الوَجْنةُ والوِجْنَةُ والوُجْنةُ
والوَجَنةُ والأُجْنة والإجْنةُ والأَجْنةُ؛ الأَخيرة عَنْ يَعْقُوبَ
حَكَاهُ فِي الْمُبْدَلِ: مَا انْحَدَرَ مِنَ المَحْجِرِ ونتأَ مِنَ
الْوَجْهِ، وَقِيلَ: مَا نتأَ مِنْ لَحْمِ الْخَدَّيْنِ بَيْنَ
الصُّدْغين وكَنَفَي الأَنف، وَقِيلَ: هُوَ فَرَقُ مَا بَيْنَ
الخَدَّيْنِ والمَدْمَعِ مِنَ الْعَظْمِ الشَّاخِصِ فِي الْوَجْهِ،
إِذا وَضَعْتَ عَلَيْهِ يَدَك وَجَدْتَ حَجْمَه. وَحَكَى
اللِّحْيَانِيُّ: إِنه لَحَسَن الوَجَناتِ كأَنه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ
مِنْهَا وَجْنةً، ثُمَّ جَمَعَ عَلَى هَذَا. وَرَجُلٌ أَوْجَنُ
ومُوَجَّنٌ: عَظِيمُ الوَجَنات. والمُوَجَّنُ: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ.
ابْنُ الأَعرابي: إِنما سُمِّيَتِ الوَجْنَةُ وَجْنَةً لنُتُوئها
وَغِلَظِهَا. وَفِي حَدِيثِ
الأَحْنَفِ: كَانَ ناتئَ الوَجْنةِ
؛ هِيَ أَعلى الْخَدِّ. والوَجْنُ والوَجَنُ والوَجين والوَاجِنُ؛
الأَخير كالكاهِل والغارِبِ: أَرض صُلْبةٌ ذَاتُ حِجَارَةٍ، وَقِيلَ:
هُوَ الْعَارِضُ مِنَ الأَرض يَنْقَادُ وَيَرْتَفِعُ قَلِيلًا، وَهُوَ
غَلِيظٌ، وَقِيلَ: الوَجِين الْحِجَارَةُ؛ وَفِي حَدِيثِ
سَطِيحٍ:
تَرْفَعُني وَجْناً وتَهْوِي بِي وَجَنْ
هِيَ الأَرض الْغَلِيظَةُ الصُّلْبة، وَيُرْوَى: وُجْناً، بِالضَّمِّ،
جَمْعُ وَجِينٍ. وَنَاقَةٌ وَجْناءُ: تَامَّةُ الخَلْق غَلِيظَةُ
لَحْمِ الوَجْنةِ صُلْبة شَدِيدَةٌ، مُشْتَقَّةٌ مِنَ الوَجِين الَّتِي
هِيَ الأَرض الصُّلْبَةُ أَو الْحِجَارَةُ، وَقَالَ قَوْمٌ: هِيَ
الْعَظِيمَةُ الوَجْنَتَين. والأَوْجَنُ مِنَ الْجِمَالِ والوَجْناء
مِنَ النُّوق: ذَاتُ الوَجْنةِ الضَّخْمَةِ، وَقَلَّمَا يُقَالُ جَمَلٌ
أَوْجَنُ. وَيُقَالُ: الوَجْناء الضَّخْمَةُ، شُبِّهَتْ بالوَجِين
الْعَارِضِ مِنَ الأَرض وَهُوَ مَتْنٌ ذُو حِجَارَةٍ صَغِيرَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الوَجْناءُ تُشَبَّهُ بِالْوَجِينِ وَهِيَ
العظيمةُ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْب بْنِ زُهَيْر:
وَجْناء فِي حُرَّتَيْها للبَصِير بِهَا
وَفِيهَا أَيضاً:
غَلْباء وَجْناء عُلكوم مُذَكَّرَة
الوَجْناءُ: الْغَلِيظَةُ الصُّلْبة. وَفِي حَدِيثِ
سَواد بْنِ مُطَرِّف: وَأْدَ الذِّعْلِب الوَجْناءِ
أَي صوت وطئها عَلَى الأَرض؛ ابْنُ الأَعرابي: الأَوْجَنُ الأَفْعَلُ
مِنَ الوَجِين فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ:
(13/443)
أَعْيَسَ نَهَّاضٍ كحَيْدِ الأَوْجَنِ «1»
. قَالَ: والأَوْجَنُ الجبَلُ الْغَلِيظُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الوَجِينُ
قُبُل الْجَبَلِ وسَنَده، وَلَا يَكُونُ الوَجينُ إِلا لِوَادٍ وَطِيءٍ
تَعَارَضَ فِيهِ الْوَادِي الدَّاخِلُ فِي الأَرض الَّذِي لَهُ
أَجْرافٌ كأَنها جُدُرٌ، فَتِلْكَ الوُجُنُ والأَسْنادُ. والوَجينُ:
شَطُّ الْوَادِي. ووَجَنَ بِهِ الأَرضَ: ضَرَبَهَا بِهِ. وَمَا أَدري
أَي مِنْ وَجَّنَ الجلدَ هُوَ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛
وَقَالَ فِي التَّهْذِيبِ وَغَيْرِهِ: أَي أَيُّ النَّاسِ هُوَ.
والوَجْنُ: الدَّقُّ. والمِيجَنةُ: مِدَقَّةُ القَصّارِ، وَالْجَمْعُ
مَواجِنُ ومَياجِنُ عَلَى الْمُعَاقَبَةِ؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ عُقَيْلٍ
السَّعديّ:
رِقابٌ كالمَوَاجِن خاظِياتٌ، ... وأَسْتاهٌ عَلَى الأَكْوار كُومُ
قَوْلُهُ خَاظِيَاتٌ، بِالظَّاءِ، مِنْ قَوْلِهِمْ خَظاً بَظاً؛ قَالَ
ابْنُ بَرِّيٍّ: اسْمُ هَذَا الشَّاعِرِ فِي نَوَادِرِ أَبي زَيْدٍ
عليُّ بْنُ طُفيل السَّعْدِيُّ؛ وقبل الْبَيْتُ:
وأَهْلَكَني، لكُمْ فِي كُلِّ يومٍ، ... تَعَوُّجُكُمْ عَلَيَّ،
وأَسْتَقِيمُ
وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: مَا شَبَّهْتُ وَقْعَ السُّيُوفِ
عَلَى الهامِ إِلا بوَقْعِ البَيازِرِ عَلَى المَوَاجِنِ
؛ جَمْعُ مِيجَنةٍ وَهِيَ المِدَقَّةُ. يُقَالُ: وَجَنَ القصّارُ
الثَّوْبَ يَجِنُه وَجْناً دَقَّه، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَهِيَ
مِفْعَلةٌ، بِالْكَسْرِ. وَقَالَ أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ:
جَمْعُ مِيجَنةٍ عَلَى لَفْظِهَا مَياجن وَعَلَى أَصلها مَوَاجن.
اللِّحْيَانِيُّ: المِيجَنةُ الَّتِي يُوجَّنُ بِهَا الأَديمُ أَي
يُدَقُّ لِيَلِينَ عِنْدَ دِبَاغِهِ؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ
الْجَعْدِيُّ:
وَلَمْ أَرَ فيمَنْ وَجَّنَ الجِلدَ نِسْوةً ... أَسَبَّ لأَضْيافٍ،
وأَقْبَحَ مَحْجِرا
ابْنُ الأَعرابي: والتَّوَجُّنُ الذُّلُّ وَالْخُضُوعُ. وامرأَة
مَوْجُونةٌ: وَهِيَ الخَجِلَةُ مِنْ كثرة الذنوب.
وحن: الحِنَةُ: الحِقْدُ. وَحَنَ عَلَيْهِ حِنَةً: مِثْلُ وَعَدَ
عِدَةً، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَحِنَ عَلَيْهِمْ، بِالْكَسْرِ،
حِنةً كَذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي التَّوَحُّنُ عِظَم
الْبَطْنِ، والتَّحَوُّنُ الذُّل وَالْهَلَاكُ، والوَحْنةُ الطِّينُ
المُزْلقُ.
وخن: ابْنُ الأَعرابي: التَّوَخُّنُ الْقَصْدُ إِلى خَيْرٍ أَو شَرٍّ،
قَالَ: والوَخْنةُ الْفَسَادُ والنَّوْخَةُ الإِقامة.
ودن: ودَنَ الشيءَ يَدِنُه وَدْناً ووِداناً، فَهُوَ مَوْدون ووَدِينٌ
أَي مَنْقُوعٌ، فاتَّدَنَ: بَلَّهُ فابْتَلَّ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
وراجٍ لِينَ تَغْلِبَ عَنْ شِظَافٍ، ... كمُتَّدِنِ الصَّفا حَتَّى
يَلِينا «2»
. أَي يَبُلُّ الصَّفا لِكَيْ يَلِينَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا
قَوْلِ أَبي عُبَيْدٍ، قَالَ: وَعِنْدِي أَنه إِنما فَسَّرَ عَلَى
الْمَعْنَى، وَحَقِيقَتُهُ أَن الْمَعْنَى كَمِثْلِ الصَّفا، كأَن
الصَّفَا جُعلَتْ فِيهِ إِرادةٌ لِذَلِكَ؛ وَقَوْلُ الطِّرمّاح:
عَقائل رَمْلَةٍ نازَعْنَ مِنْهَا ... دُفُوفَ أَقاحِ مَعْهودٍ وَدينِ
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد دُفوفَ رَمْلٍ أَو كَثيب أَقاح مَعْهودٍ
أَي مَمْطُورٍ أَصابه عَهْدٌ مِنَ الْمَطَرِ بَعْدَ مَطَرٍ،
وَقَوْلُهُ: وَدِين أَي مَوْدُونٍ مَبْلُولٍ مِنْ وَدَنْتُه أَدِنُه
وَدْناً إِذا بَلَلْتَهُ. وَحَكَى الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ دَيَنَ
قَالَ: قَالَ اللَّيْثُ الدِّينُ مِنَ الأَمطار مَا تَعَاهَدَ
مَوْضِعًا لَا يَزَالُ يَرُبُّ بِهِ وَيُصِيبُهُ؛ وأَنشد:
__________
(1) . قوله [أعيس نهاض إلخ] صدره:
فِي خِدْرِ مَيَّاسِ الدُّمَى معرجن
والمعرجن: المصفر، أي في خدر معرجن أي مصفر بالعهون
(2) . قوله [حتى يلينا] الذي في التهذيب والصحاح؛ كيما يلينا
(13/444)
دُفُوف أَقاحِ مَعْهُودٍ ودِينِ
وَقَالَ: هَذَا خطأٌ، وَالْوَاوُ فِي وَدِين فَاءُ الْفِعْلِ، وَهِيَ
أَصلية وَلَيْسَتْ بِوَاوِ الْعَطْفِ، قَالَ: وَلَا يُعْرَفُ الدِّينُ
فِي بَابِ الأَمطار، قَالَ: وَهَذَا تَصْحِيفٌ مِنَ اللَّيْثِ أَو
مِمَّنْ زَادَ فِي كِتَابِهِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ فِي مَوْضِعِهِ.
الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ وَدَنْتُ الْجِلْدَ إِذا
دَفَنْتَهُ تَحْتَ الثَّرَى لِيَلِينَ، فَهُوَ مَوْدون. وَكُلُّ شَيْءٍ
بَلَلْتَهُ فَقَدَ ودَنْتَه. ووَدنتُ الثَّوْبَ أَدِنُه وَدْناً إِذا
بَلَلْتَهُ. وَجَاءَ قَوْمٌ إِلى بِنْتِ الخُسِّ بِحَجَرٍ وَقَالُوا:
أَحْذي لَنَا مِنْ هَذَا نَعْلًا، فَقَالَتْ: دِنُوهُ؛ قَالَ ابْنُ
بَرِّيٍّ أَي رَطِّبُوه. يُقَالُ: جَاءَ مَطَرٌ ودَنَ الصخرَ.
واتَّدَنَ الشيءُ أَي ابْتَلَّ، واتَّدَنه أَيضاً: بِمَعْنَى بلَّهُ.
وَفِي حَدِيثِ
مُصْعَبِ بْنِ عُمير: وَعَلَيْهِ قِطْعَةُ نَمِرَةٍ قَدْ وَصَلَهَا
بإِهاب قَدْ وَدَنه
أَي بَلَّهُ بِمَاءٍ لِيَخْضَعَ وَيَلِينَ. يُقَالُ: وَدَنْتُ القِدَّ
وَالْجِلْدَ أَدِنُه إِذا بَلَلْتَهُ وَدْناً ووِداناً، فَهُوَ
مَوْدون. وَفِي حَدِيثِ
ظَبْيانَ: أَن وَجّاً كَانَ لِبَنِي إِسرائيل غَرَسُوا وِدانه
؛ أَراد بالوِدانِ مَوَاضِعَ النَّدَى وَالْمَاءَ الَّتِي تَصْلُحُ
للغِراس. ووَدَنُوه بِالْعَصَا: لَيَّنُوهُ كَمَا يُودَنُ الأَديمُ.
قَالَ: وحدَّث رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ ابْنَهُ فنَذِر بِهِ إِخوته
فأَخذوه فوَدَنُوه بِالْعَصَا حَتَّى مَا يَشْتَكِي أَي حَتَّى مَا
يَشْكُو مِنَ الضَّعْفِ لأَنه لَا كَلَامَ. وَرَوَى ابْنُ الأَعرابي:
أَن رَجُلًا مِنَ الأَعراب دَخَلَ أَبيات قَوْمٍ فوَدَنُوه بِالْعَصَا؛
كأَنَّ مَعْنَاهُ دَقُّوه بِالْعَصَا. ابْنُ الأَعرابي: التَّوَدُّنُ
لينُ الْجِلْدِ إِذا دُبِغَ؛ وَقَوْلُهُ:
وَلَقَدْ عَجِبتُ لكاعِبٍ مَوْدُونةٍ ... أَطْرافُها بالحَلْيِ
والحِنَّاءِ
مَوْدُونةٍ: مُرَطَّبةٍ. ودنُوه: رَطَّبوه. والوَدْنَةُ: العَرْكَةُ
بِكَلَامٍ أَو ضَرْبٍ. والوَدْنُ والوِدانُ: حُسْن الْقِيَامِ عَلَى
العَرُوس، وَقَدْ ودَنوها. ابْنُ الأَعرابي: أَخذوا فِي وِدَانِ
الْعَرُوسِ إِذا عَلَّلُوها بالسَّوِيق والتَّرَفُّه للسِّمَنِ.
يُقَالُ: وَدنوه وأَخذوا فِي وِدَانهِ؛ وأَنشد:
بِئْسَ الوِدانُ للفَتى العَرُوسِ، ... ضَرْبُكَ بالمِنْقار والفُؤُوسِ
ووَدَنْتُ العَرُوس والفرسَ وِداناً أَي أَحسنت الْقِيَامَ
عَلَيْهِمَا. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ وَرَنَ: ابْنُ الأَعرابي:
التَّوَرُّنُ كَثْرَةُ التَّدَهُّن وَالنَّعِيمِ. قَالَ أَبو
مَنْصُورٍ: التَّوَدُّنُ، بِالدَّالِ، أَشبه بِهَذَا الْمَعْنَى.
ووَدَنَ الشيءَ وَدْناً وأَوْدَنَه ووَدَّنَه: قَصَّرَهُ. وودَنْتُه
وأَودَنْتُه: نَقَّصته وصَغَّرته؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
مَعي صاحبٌ غيرُ هِلواعَةٍ، ... وَلَا إِمَّعِيّ الهَوَى مُودَن
وَقَالَ آخَرُ:
لَمَّا رأَته مُودَناً عِظْيَرَّا، ... قَالَتْ: أُرِيدُ العُتْعُتَ
الذِّفَرَّا
العُتْعُت: الرَّجُلُ الطَّوِيلُ. والمُودَنُ والمَوْدُون: الْقَصِيرُ
العُنُقِ الضَّيِّقُ المَنْكِبين النَّاقِصُ الْخَلْقِ؛ قَالَ
بَعْضُهُمْ: مَعَ قِصَرِ أَلواح الْيَدَيْنِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: مَعَ
قِصَرِ الأَلواح وَالْيَدَيْنِ. وامرأَةٌ مَوْدُونة: قَصِيرَةٌ
صَغِيرَةٌ. وَفِي حَدِيثِ
ذِي الثُّدَيَّةِ: أَنه كَانَ مَوْدُونَ الْيَدِ
، وَفِي رِوَايَةٍ:
مُودَنَ الْيَدِ
، وَفِي أُخرى:
إِنه لَمُودَنُ الْيَدِ
أَي نَاقِصُ الْيَدِ صَغِيرُهَا. قَالَ الْكِسَائِيُّ وَغَيْرُهُ:
المُودَنُ الْيَدِ الْقَصِيرُ الْيَدِ. يُقَالُ: أَوْدَنْتُ الشَّيْءَ
قَصَّرْتُهُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى وَدَنْتُه
فَهُوَ مَوْدونٌ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَذُمُّ رَجُلًا:
وأُمُّكَ سَوْداءُ مَوْدُونَةٌ، ... كأَنَّ أَنامِلَها الحُنْظُبُ
(13/445)
وأَورد الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ
شَاهِدًا عَلَى قَوْلِهِ: وَدَنَتِ المرأَةُ وأَوْدَنَتْ إِذا وَلَدَتْ
وَلَدًا ضاوِيّاً، وَالْوَلَدُ مَوْدونٌ ومُودَنٌ، وأَنشد الْبَيْتَ؛
وَقَالَ آخَرُ:
وَقَدْ طُلِقَتْ لَيْلَةً كُلَّها، ... فَجَاءَتْ بِهِ مُودَناً
خَنْفَقِيقا
أَي لَئِيمًا. وَيُقَالُ: وَدَنَتِ المرأَة وأَوْدَنَتْ وَلَدَتْ
وَلَدًا قَصِيرَ الْعُنُقِ وَالْيَدَيْنِ ضَيِّقَ الْمَنْكِبَيْنِ،
وَرُبَّمَا كَانَ مَعَ ذَلِكَ ضاوِيّاً، وَقِيلَ: المُودَنُ
الْقَصِيرُ. وَيُقَالُ: وَدَنْت الشيءَ أَي دَقَقْتُهُ فَهُوَ مَوْدونٌ
أَي مَدْقوق. والمَوْدُونَةُ: دُخَّلَةٌ مِنَ الدَّخاخيل قَصِيرَةُ
الْعُنُقِ دَقِيقَةُ الجُثَّة. ومَوْدُون: اسْمُ فرسِ مِسْمَع بْنِ
شِهَابٍ، وَقِيلَ: فَرَسُ شَيْبان بْنِ شِهاب؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
ونَحْنُ، غَدَاةَ بَطْنِ الجِزْعِ، فِئْنَا ... بمَوْدُونٍ وفارِسِه
جهارَا
وذن: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي التَّذَوُّنُ النَّعْمةُ،
والتَّوَذُّنُ الضَّرْبُ «1» . والتَّوَذُّنُ أَيضاً الإِعْجابُ،
وَاللَّهُ أَعلم.
ورن: وَرْنَةُ: ذُو القَعْدةِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَرى ذَلِكَ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ، وَجَمْعُهَا وَرْناتٌ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ
جُمَادَى الْآخِرَةِ، وأَنشدوا:
فأَعْدَدْتُ مَصْقُولًا لأَيَّامِ وَرْنَةٍ، ... إِذا لَمْ يَكُنْ
للرَّمْيِ والطَّعْنِ مَسْلَكُ
قَالَ ثَعْلَبٌ: وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً رِنَةُ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ.
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَخبرني أَبي عَنْ بَعْضِ شُيُوخِهِ قَالَ
كَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي جُمَادَى الْآخِرَةَ رُنَّى، وَذَا
القَعْدة وَرْنَةَ، وَذَا الحِجَّة بُرَكَ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي:
التَّوَرُّنُ كَثْرَةُ التَّدَهُّنِ وَالنَّعِيمِ. قَالَ أَبو
مَنْصُورٍ: التَّوَدُّنُ، بِالدَّالِ، أَشبه بِهَذَا الْمَعْنَى،
وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي مَوْضِعِهِ.
وزن: الوَزْنُ: رَوْزُ الثِّقَلِ والخِفَّةِ. اللَّيْثُ: الوَزْنُ
ثَقْلُ شَيْءٍ بِشَيْءٍ مثلِه كأَوزان الدَّرَاهِمِ، وَمِثْلُهُ
الرَّزْنُ، وَزَنَ الشيءَ وَزْناً وزِنَةً. قَالَ سِيبَوَيْهِ:
اتَّزَنَ يَكُونُ عَلَى الِاتِّخَاذِ وَعَلَى المُطاوعة، وإِنه لحَسَنُ
الوِزْنَةِ أَي الوَزْنِ، جاؤوا بِهِ عَلَى الأَصل وَلَمْ يُعِلُّوه
لأَنه لَيْسَ بِمَصْدَرٍ إِنما هُوَ هَيْئَةُ الْحَالِ، وَقَالُوا:
هَذَا دِرْهَمٌ وَزْناً ووَزْنٌ، النَّصْبُ عَلَى الْمَصْدَرِ
الْمَوْضُوعِ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، وَالرَّفْعُ عَلَى الصِّفَةِ
كأَنك قُلْتَ مَوْزُونٌ أَو وازِنٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ورأَيت
الْعَرَبَ يُسَمُّونَ الأَوْزانَ الَّتِي يُوزَنُ بِهَا التَّمْرُ
وَغَيْرُهُ المُسَوَّاةَ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالْحَدِيدِ المَوَازِينَ،
وَاحِدُهَا مِيزان، وَهِيَ المَثَاقِيلُ وَاحِدُهَا مِثْقال، وَيُقَالُ
لِلْآلَةِ الَّتِي يُوزَنُ بِهَا الأَشياء مِيزانٌ أَيضاً؛ قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ: أَصله مِوْزانٌ، انْقَلَبَتِ الْوَاوُ يَاءً
لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا، وَجَمْعُهُ مَوَازين، وَجَائِزٌ أَن تَقُولَ
للمِيزانِ الْوَاحِدِ بأَوْزانِه مَوازِينُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ
؛ يُرِيدُ نَضَعُ المِيزانَ القِسْطَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ:
وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ
فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ
وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ
؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما أَرادَ مَنْ ثَقُلَ وَزْنُه أَو خَفّ وَزْنُه،
فَوَضَعَ الِاسْمَ الَّذِي هُوَ الْمِيزَانُ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ.
قَالَ الزُّجَاجُ: اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي ذِكْرِ الْمِيزَانِ فِي
الْقِيَامَةِ، فَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنه مِيزانٌ لَهُ كِفَّتانِ،
وأَن المِيزانَ أُنزل فِي الدُّنْيَا لِيَتَعَامَلَ النَّاسُ بالعَدْل
وتُوزَنَ بِهِ الأَعمالُ، وَرَوَى جُوَيْبر عَنِ الضَّحَّاك: أَن
الْمِيزَانَ العَدْلُ، قَالَ: وَذَهَبَ إِلى
__________
(1) . قوله [والتوذن الضرب] كذا بالأَصل، والذي في القاموس: الصرف
بالصاد المهملة والفاء، قال شارحه وفي بعض النسخ: الضرب
(13/446)
قَوْلِهِ هَذَا وَزْنُ هَذَا، وإِن لَمْ
يَكُنْ مَا يُوزَنُ، وتأْويله أَنه قَدْ قَامَ فِي النَّفْسِ
مُسَاوِيًا لِغَيْرِهِ كَمَا يَقُومُ الوَزْنُ فِي مَرْآةِ
الْعَيْنِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الميزانُ الْكِتَابُ الَّذِي فِيهِ
أَعمال الخَلْق؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا كُلُّهُ فِي بَابِ
اللُّغَةِ وَالِاحْتِجَاجُ سائغٌ إِلا أَن الأَولى أَن يُتَّبَعَ
مَا جَاءَ بالأَسانيد الصِّحَاحِ، فإِن جَاءَ فِي الْخَبَرِ أَنه
مِيزانٌ لَهُ كِفَّتانِ، مِنْ حَيْثُ يَنْقُلُ أَهلُ الثِّقَة،
فَيَنْبَغِي أَن يُقْبل ذَلِكَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَلا نُقِيمُ
لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً
. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: قَالَ ابْنُ الأَعرابي الْعَرَبُ
تَقُولُ مَا لِفُلَانٍ عِنْدِي وَزْنٌ أَي قَدْرٌ لِخِسَّتِهِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: مَعْنَاهُ خِفّةُ مَوَازينهم مِنَ الحَسَنات.
وَيُقَالُ: وَزَنَ فلانٌ الدراهمَ وَزْناً بِالْمِيزَانِ، وإِذا
كَالَهُ فَقَدْ وَزَنَه أَيضاً. وَيُقَالُ: وَزَنَ الشَّيْءَ إِذا
قدَّره، وَوَزَنَ ثَمَرَ النَّخْلِ إِذا خَرَصَه. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ وَسُئِلَ عَنِ السَّلَفِ فِي النَّخْلِ فَقَالَ:
نَهَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ
بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يُؤْكَلَ مِنْهُ وَحَتَّى يُوزَنَ،
قُلْتُ: وَمَا يُوزَنُ؟ فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ: حَتَّى يُحْزَرَ
؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَعَلَ الحَزْر وَزْناً لأَنه تَقْدِيرٌ
وخَرْصٌ؛ وَفِي طَرِيقٍ أُخرى:
نَهَى عَنْ بَيْعُ الثِّمَارِ قَبْلَ أَن تُوزَنَ
، وَفِي رِوَايَةٍ:
حَتَّى تُوزَنَ
أَي تُحْزَرَ وتُخْرَصَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: سَمَّاهُ وَزْناً
لأَن الْخَارِصَ يَحْزُرُها ويُقَدِّرُها فَيَكُونُ كَالْوَزْنِ
لَهَا، قَالَ: وَوَجْهُ النَّهْيِ أَمران: أَحدهما تَحْصِينُ
الأَموال «1» . وَالثَّانِي أَنه إِذا بَاعَهَا قَبْلَ ظُهُورِ
الصَّلاح بِشَرْطِ الْقَطْعِ وَقَبْلَ الخَرْص سَقَطَ حُقُوقُ
الْفُقَرَاءِ مِنْهَا، لأَن اللَّهَ تَعَالَى أَوجب إِخراجها
وَقْتَ الْحَصَادِ، وَاللَّهُ أَعلم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذا
كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ
؛ الْمَعْنَى وإِذا كَالُوا لَهُمْ أَو وَزَنُوا لَهُمْ. يُقَالُ:
وَزَنْتُ فُلَانًا ووَزَنْتُ لِفُلَانٍ، وَهَذَا يَزِنُ دِرْهَمًا
ودرهمٌ وازِنٌ؛ وَقَالَ قَعْنَبُ بْنُ أُمِّ صَاحِبٍ:
مثْل العَصافير أَحْلاماً ومَقْدُرَةً، ... لَوْ يُوزَنُون بِزِفّ
الرِيش مَا وَزَنُوا
جَهْلًا عَلَيْنَا وجُبْناً عَنْ عَدُوِّهِم، ... لبِئْست
الخَلَّتانِ: الجَهْلُ والجُبُنُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِهِ شِبْهُ الْعَصَافِيرِ.
ووازَنْتُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ مُوَازَنَةً ووِزاناً، وَهَذَا
يُوازِنُ هَذَا إِذا كَانَ عَلَى زِنَتِه أَو كَانَ مُحاذِيَهُ.
وَيُقَالُ: وَزَن المُعْطِي واتَّزَنَ الآخِذُ، كَمَا تَقُولُ:
نَقَدَ المُعْطِي وانْتَقَد الآخذُ، وَهُوَ افْتَعَلَ، قَلَبُوا
الْوَاوَ تَاءً فأَدغموا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَنْبَتْنا
فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ
؛ جَرَى عَلَى وَزَنَ، مَنْ قَدّر اللهُ لَا يُجَاوِزُ مَا قدَّره
اللَّهُ عَلَيْهِ لَا يَسْتَطِيعُ خَلْقٌ زيادةٌ فِيهِ وَلَا
نُقْصَانًا، وَقِيلَ: مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ
أَي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُوزَنُ نَحْوُ الْحَدِيدِ والرَّصاص
وَالنُّحَاسِ والزِّرْنيخ؛ هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ، وَفِي
النِّهَايَةِ: فَسَّرَ المَوْزونَ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن
هَذِهِ الْجَوَاهِرَ كلَّها مِمَّا يوزَنُ مِثْلُ الرَّصَاصِ
وَالْحَدِيدِ والنُّحاس والثَّمَنَيْنِ، أَعني الذَّهَبَ
وَالْفِضَّةَ، كأَنه قَصَدَ كُلَّ شَيْءٍ يُوزَنُ وَلَا يُكَالُ،
وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ
أَنه القَدْرُ الْمَعْلُومُ وَزْنُه وقَدْرُه عِنْدَ اللَّهِ
تَعَالَى. والمِيزانُ: المِقْدار؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
قَدْ كُنْتُ قَبْلَ لقائِكُمْ ذَا مِرَّةٍ، ... عِنْدي لِكُلِّ
مُخاصِمٍ ميزانُه
وَقَامَ مِيزانُ النَّهَارِ أَي انْتَصَفَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِه وزِنَةَ عَرْشِه
أَي بوَزْن عَرْشِه فِي عَظِمَ قَدْره، مَنْ وَزَنَ يَزِنُ وَزْناً
وزِنَةً كوَعَدَ عِدَةً، وأَصل الْكَلِمَةِ الْوَاوُ، وَالْهَاءُ
فيها عوض من
__________
(1) . قوله [تحصين الأَموال] وذلك أنها في الغالب لا تأمن العاهة
إلا بعد الإدراك وذلك أوان الخرص
(13/447)
الْوَاوِ الْمَحْذُوفَةِ مِنْ أَولها.
وامرأَة مَوْزونةٌ: قَصِيرَةٌ عَاقِلَةٌ. والوَزْنَةُ: المرأَة
الْقَصِيرَةُ. اللَّيْثُ: جَارِيَةٌ مَوْزُونَةٌ فِيهَا قِصَرٌ.
وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَكل فُلَانٌ وَزْمَةً ووَزْنَةً أَي
وَجْبةً. وأَوْزانُ العربِ: مَا بَنَتْ عَلَيْهِ أَشعارها،
وَاحِدُهَا وَزْنٌ، وَقَدْ وَزَنَ الشِّعْرَ وَزْناً فاتَّزَنَ؛
كلُّ ذَلِكَ عَنْ أَبي إِسحاق. وَهَذَا الْقَوْلُ أَوْزَنُ مِنْ
هَذَا أَي أَقوى وأَمكنُ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: كَانَ عُمارة
يقرأُ: وَلَا الليلُ سابقُ النهارَ، بِالنَّصْبِ؛ قَالَ أَبو
الْعَبَّاسِ: مَا أَرَدْتَ؟ فَقَالَ: سابقٌ النهارَ، فَقُلْتُ:
فهَلَّا قَلْتَهُ، قَالَ: لَوْ قُلْتُهُ لَكَانَ أَوْزَنَ.
والمِيزانُ: العَدْلُ. ووازَنَه: عَادَلَهُ وَقَابَلَهُ. وَهُوَ
وَزْنَهُ وزِنَتَهُ ووِزانَهُ وبوِزانه أَي قُبَالَتَه.
وَقَوْلُهُمْ: هُوَ وَزْنَ الْجَبَلِ أَي نَاحِيَةً مِنْهُ، وَهُوَ
زِنَةَ الْجَبَلِ أَي حِذاءَه؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: نُصِبا عَلَى
الظَّرْفِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ وَزْنَ الْجَبَلِ وزِنَتَه
أَي حِذاءَه، وَهِيَ أَحد الظُّرُوفِ الَّتِي عَزَلَهَا
سِيبَوَيْهِ لِيُفَسِّرَ مَعَانِيَهَا ولأَنها غَرَائِبُ، قَالَ:
أَعني وَزْنَ الجبلِ، قَالَ: وَقِيَاسُ مَا كَانَ مِنْ هَذَا
النَّحْوِ أَن يَكُونَ مَنْصُوبًا كَمَا ذَكَرْنَاهُ، بِدَلِيلِ
مَا أَومأَ إِليه سِيبَوَيْهِ هُنَا، وأَما أَبو عُبَيْدٍ فَقَالَ:
هُوَ وِزانُه بِالرَّفْعِ. والوَزْنُ: الْمِثْقَالُ، وَالْجَمْعُ
أَوْزانٌ. وَقَالُوا: دِرْهَمٌ وَزْنٌ، فَوَصَفُوهُ بِالْمَصْدَرِ.
وَفُلَانٌ أَوْزَنُ بَنِي فلانٍ أَي أَوْجَهُهُمْ. وَرَجُلٌ
وَزِينُ الرأْي: أَصيله، وَفِي الصِّحَاحِ: رَزينُه. ووَزَنَ
الشيءُ. رَجَحَ؛ وَيُرْوَى بيتُ الأَعشى:
وإِن يُسْتَضافُوا إِلى حُكْمِه، ... يُضافُوا إِلى عادِلٍ قَدْ
وَزَنْ
وَقَدْ وَزُنَ وَزَانةً إِذا كَانَ مُتَثَبِّتًا. وَقَالَ أَبو
سَعِيدٍ: أَوْزَمَ نفسَه عَلَى الأَمر وأَوْزَنَها إِذَا وَطَّنَ
نَفْسَهُ عَلَيْهِ. والوَزْنُ: الفِدْرة مِنَ التَّمْرِ لَا
يَكَادُ الرَّجُلُ يَرْفَعُهَا بِيَدَيْهِ، تَكُونُ ثلثَ الجُلَّةِ
مِنْ جِلال هَجَرَ أَو نصْفَها، وَجَمْعُهُ وُزُونٌ؛ حَكَاهُ أَبو
حَنِيفَةَ؛ وأَنشد:
وَكُنَّا تَزَوَّدْنا وُزُوناً كَثِيرَةً، ... فأَفْنَيْنَها
لَمَّا عَلَوْنا سَبَنْسَبا
والوَزِينُ: الحَنْظَلُ الْمَطْحُونُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الوَزينُ
حَبّ الْحَنْظَلِ الْمَطْحُونِ يُبَلُّ بِاللَّبَنِ فَيُؤْكَلُ؛
قَالَ:
إِذا قَلَّ العُثَانُ وَصَارَ، يَوْمًا، ... خَبِيئةَ بَيْتِ ذِي
الشَّرَفِ الوَزينُ
أَراد: صَارَ الوَزينُ يَوْمًا خَبِيئَةَ بَيْتِ ذِي الشَّرَفِ،
وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَتَّخِذُ طَعَامًا مِنْ هَبِيدِ الْحَنْظَلِ
يَبُلُّونه بِاللَّبَنِ فيأْكلونه وَيُسَمُّونَهُ الوَزينَ.
ووَزْنُ سَبْعةٍ: لَقَبٌ. والوَزْنُ: نَجْم يطلُع قَبْلَ سُهَيْل
فيُظَنُّ إِياه، وَهُوَ أَحد الكَوْكبين المُحْلِفَيْن. تَقُولُ
الْعَرَبُ: حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفانِ، وَهُمَا نَجْمَانِ
يطلُعان قَبْلَ سُهَيْلٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:
أَرَى نارَ لَيْلى بالعَقيقِ كأَنها ... حَضَارِ، إِذا مَا
أَقْبَلَتْ، ووَزِينُها
ومَوْزَنٌ، بِالْفَتْحِ: اسْمُ مَوْضِعٍ، وَهُوَ شَاذٌّ مِثْلُ
مَوْحَدٍ ومَوْهَبٍ؛ وَقَالَ كُثَيّر:
كأَنَّهُمُ قَصْراً مَصَابيحُ رَاهبٍ، ... بمَوْزَنَ رَوَّى
بالسَّلِيط ذُبالُها
«1» هُمُ أَهْلُ أَلواحِ السَّرِير وَيُمْنُهُ ... قَرابينُ
أَرْدافٌ لَهَا وشِمالُها
__________
(1) . قوله [روّى بالسليط ذبالها] كذا بالأَصل مضبوطاً كنسخة
الصحاح الخط هنا، وفي مادة قصر من الصحاح أَيضاً برفع ذبالها
وشمالها، ووقع في مادة قصر من اللسان مايخالف هذا الضبط
(13/448)
وَقَالَ كُثَيّرُ عَزَّةَ:
بالخَيْر أَبْلَجُ مِنْ سِقاية راهِبٍ ... تُجْلى بمَوْزَنَ،
مُشْرِقاً تِمْثالُها.
وسن: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ
؛ أَي لَا يأْخذه نُعاسٌ وَلَا نَوْمٌ، وتأْويله أَنه لَا يَغْفُل
عَنْ تَدْبِيرِ أَمر الْخَلْقِ، تَعَالَى وتَقَدَّسَ. والسِّنَةُ:
النُّعَاس مِنْ غَيْرِ نَوْمٍ. وَرَجُلٌ وَسْنانُ ونَعْسانُ
بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والسِّنَةُ: نُعاسٌ يبدأْ فِي الرأْس، فإِذا
صَارَ إِلى الْقَلْبِ فَهُوَ نَوْمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
وتُوقِظ الوَسْنانَ
أَي النَّائِمَ الَّذِي لَيْسَ بمُسْتَغْرِقٍ فِي نَوْمِهِ.
والوَسَنُ: أَول النَّوْمِ، وَالْهَاءُ فِي السِّنَةِ عِوَضٌ مِنَ
الْوَاوِ الْمَحْذُوفِ. ابْنُ سِيدَهْ: السِّنَةُ والوَسْنَةُ
والوَسَنُ ثَقْلَةُ النَّوْمِ، وَقِيلَ: النُّعاس، وَهُوَ أَول
النَّوْمِ. وَسِنَ يَوْسَنُ وَسَناً، فَهُوَ وَسِنٌ ووَسْنانُ
ومِيسانٌ، والأُنثى وَسِنَةٌ ووَسْنَى ومِيسانٌ؛ قَالَ
الطِّرْمَّاحُ:
كُلُّ مِكْسالٍ رَقُودِ الضُّحَى، ... وَعْثةٍ، مِيسانِ ليلِ
التِّمام
واسْتَوْسَنَ مِثْلُهُ. وامرأَة مِيسان، بِكَسْرِ الْمِيمِ: كأَن
بِهَا سِنَةً مِنْ رَزَانَتِها. ووَسِنَ فُلَانٌ إِذا أَخذته
سِنَةُ النُّعاس. ووَسِنَ الرجلُ، فَهُوَ وَسِنٌ أَي غُشِيَ
عَلَيْهِ مِنْ نَتْنِ الْبِئْرِ مِثْلُ أَسِنَ، وأَوْسَنته البئرُ،
وَهِيَ رَكِيَّةٌ مُوسِنَةٌ، عَنْ أَبي زَيْدٍ، يَوْسَنُ فِيهَا
الإِنسانُ وَسَناً، وَهُوَ غَشْيٌ يأْخذه. وامرأَة وَسْنَى
ووَسْنانةٌ: فَاتِرَةُ الطَّرْفِ، شُبِّهَتْ بالمرأَة الوَسْنَى
مِنَ النَّوْمِ؛ وَقَالَ ابْنُ الرِّقاعِ:
وَسْنانُ أَقْصَدَهُ النُّعَاسُ فَرنَّقَتْ ... فِي عَيْنهِ
سِنَةٌ، وَلَيْسَ بنائِمِ
فَفَرَّقَ بَيْنَ السِّنَةِ وَالنَّوْمِ، كَمَا تَرَى، ووَسِنَ
الرجلُ يَوْسَنُ وَسَناً وسِنَةً إِذا نَامَ نَوْمَةً خَفِيفَةً،
فَهُوَ وسِنٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: إِذا قَالَتِ الْعَرَبُ
امرأَة وَسْنَى فَالْمَعْنَى أَنها كَسْلَى مِنَ النَّعْمة،
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: امرأَة مَوْسُونةٌ، وَهِيَ الكَسْلَى،
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: المرأَة الْكَسْلَانَةُ. ورُزِقَ
فلانٌ مَا لَمْ يَحْلُمْ بِهِ فِي وسَنِهِ. وتوَسَّنَ فُلَانٌ
فُلَانًا إِذا أَتاه عِنْدَ النَّوْمِ، وَقِيلَ: جَاءَهُ حِينَ
اخْتَلَطَ بِهِ الوَسَنُ؛ قَالَ الطرمّاحُ:
أَذاك أَم ناشِطٌ تَوَسَّنَهُ ... جَارِي رَذاذٍ، يَسْتَنُّ
مُنْجرِدُهْ؟
واوْسَنْ يَا رجلُ لَيْلَتَكَ، والأَلف أَلف وَصْلٍ. وتَوَسَّن
المرأَة: أَتاها وَهِيَ نَائِمَةٌ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن رَجُلًا تَوسَّنَ جَارِيَةً
فجَلَدَهُ وهَمَّ بجَلْدها، فَشَهِدُوا أَنها مُكْرَهَةٌ
، أَي تغشَّاها وَهِيَ وَسْنَى قَهْرًا أَي نَائِمَةٌ. وتوَسَّنَ
الفحلُ الناقةَ: تسَنَّمَها. وَقَوْلُهُمْ: توَسَّنَها أَي أَتاها
وَهِيَ نَائِمَةٌ يُرِيدُونَ بِهِ إِتيان الْفَحْلِ النَّاقَةَ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: توَسَّنَ النَّاقَةَ إِذا أَتاها بَارِكَةً
فَضَرَبَهَا؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ سَحَابًا:
بِكْر توَسَّن بالخَمِيلَةِ عُوناً
اسْتَعَارَ التَّوَسُّنَ لِلسَّحَابِ؛ وَقَوْلُ أَبي دُوَاد:
وغَيْث توَسَّنَ منه الرِّياحُ، ... جُوناً عِشاراً، وعُوناً
ثِقالًا
جَعَلَ الرِّياحَ تُلْقِحُ السحابَ، فَضَرَبَ الجُونَ والعُون
لَهَا مَثَلًا. والجُونُ: جَمْعُ الجُونةِ، والعُونُ: جَمْعُ
العَوَانِ. وَمَا لَهُ هَمٌّ وَلَا وَسَنٌ إِلا ذَاكَ: مِثْلُ مَا
لَهُ حَمٌّ وَلَا سَمٌّ. ووَسْنَى: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ الرَّاعِي:
أَمِنْ آلِ وَسْنَى، آخرَ الليلِ، زائرُ ... وَوَادِي الغُوَيْر،
دُونَنَا، فالسَّواجِرُ؟
ومَيْسانُ، بالفتح: موضع.
(13/449)
وشن: الوَشْنُ: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض.
وَبَعِيرٌ وَشْنٌ: غَلِيظٌ. والأَوْشَنُ: الَّذِي يُزَيِّنُ الرجلَ
«2» . وَيَقْعُدُ مَعَهُ عَلَى مَائِدَتِهِ يأْكل طَعَامَهُ.
والوَشْنان: لُغَةٌ فِي الأُشنانِ، وَهُوَ مِنَ الحَمْضِ، وَزَعَمَ
يَعْقُوبُ أَن وُشْناناً وأُشْناناً عَلَى الْبَدَلِ.
التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي التَّوَشُّنُ قلة الماء.
وصن: ابْنُ الأَعرابي: الوَصْنَةُ الخِرْقَةُ الصَّغِيرَةُ،
والصِّنْوةُ الفَسِيلَةُ، والصَّوْنَةُ العَتِيدةُ، وَاللَّهُ
أَعلم.
وضن: وَضَنَ الشيءَ وَضْناً، فَهُوَ مَوْضُونٌ ووضِينٌ: ثَنَى
بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ وضاعَفَهُ. وَيُقَالُ: وَضَنَ فلانٌ الحَجر
والآجُرَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ إِذا أَشْرَجَه، فَهُوَ مَوْضونٌ.
والوَضْنُ: نسْجُ السريرِ وأَشباهه بِالْجَوْهَرِ وَالثِّيَابِ،
وَهُوَ مَوْضونٌ. شَمِرٌ: المَوْضُونةُ الدِّرْع الْمَنْسُوجَةُ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: دِرْعٌ مَوْضونةٌ مُقارَبَةٌ فِي النَّسْجِ،
مِثْلُ مَرْضُونةِ، مُداخَلَةُ الحِلَقِ بَعْضِهَا فِي بَعْضٍ.
وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ لامرأَته: ضِنِيه يَعْنِي متاعَ
الْبَيْتِ أَي قَارِبِي بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ، وَقِيلَ الوَضْنُ
النَّضْدُ. وَسَرِيرٌ مَوْضونٌ: مضاعَفُ النَّسْجِ. وَفِي
التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ
؛ المَوْضونةُ: الْمَنْسُوجَةُ أَي مَنْسُوجَةٍ بالدُّرِّ
وَالْجَوْهَرِ، بَعْضُهَا مُداخَلٌ فِي بَعْضٍ. وَدِرْعٌ
مَوْضونةٌ: مُضَاعَفَةُ النَّسْجِ؛ قَالَ الأَعشى:
وَمِنْ نَسْجِ داودَ مَوْضونَة، ... يُساقُ بِهَا الحَيُّ عِيراً
فَعِيرا
والمَوْضونَةُ: الدِّرْعُ الْمَنْسُوجَةُ، وَيُقَالُ:
الْمَنْسُوجَةُ بِالْجَوَاهِرِ، تُوضَنُ حِلَقُ الدِّرْعِ
بَعْضِهَا فِي بَعْضٍ مُضاعَفةً. والوُضْنَةُ: الكُرْسي
الْمَنْسُوجُ. والوَضِينُ: بِطَانٌ عَرِيضٌ مَنْسُوجٌ مِنْ سُيُورٍ
أَو شَعَرٍ. التَّهْذِيبُ: إِنما سَمَّتِ الْعَرَبُ وَضِينَ
الناقةِ وَضِيناً لأَنه مَنْسُوجٌ؛ قَالَ حُمَيد:
عَلَى مُصْلَخِمٍّ، مَا يَكَادُ جَسِيمُهُ ... يَمُدُّ
بِعِطْفَيْهِ الوَضِينَ المُسَمَّما
والمُسَمَّمُ: الْمُزَيَّنُ بالسُّموم، وَهِيَ خَرَز.
الْجَوْهَرِيُّ: الوَضِينُ للهَوْدج بِمَنْزِلَةِ البِطانِ
للقَتَب، والتَّصْدِير للرَّحْل، والحِزام للسَّرْج، وَهُمَا
كالنِّسْع إِلَّا أَنهما مِنَ السُّيُورِ إِذا نُسج نِساجةَ
بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، وَالْجَمْعُ وُضُنٌ؛ وَقَالَ المُثَقِّب
العَبديُّ:
تَقولُ إِذا دَرَأْتُ لَهَا وَضِيني: ... أَهذا دَأْبُهُ أَبداً
ودِينِي؟
قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَضِينٌ فِي مَوْضِعِ مَوْضونٍ مِثْلُ
قَتِيلٍ فِي مَوْضِعِ مَقْتولٍ، تَقُولُ مِنْهُ: وَضَنْتُ
النِّسْعَ أَضِنُهُ وَضْناً إِذا نَسَجْتَهُ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: إِنَّكَ لَقَلِقُ الوَضِينِ
؛ الوَضِين: بِطانٌ مَنْسُوجٌ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ يُشَدُّ بِهِ
الرَّحْلُ عَلَى الْبَعِيرِ، أَراد أَنه سَرِيعُ الْحَرَكَةِ،
يَصِفُهُ بِالْخِفَّةِ وَقِلَّةِ الثَّبَاتِ كَالْحِزَامِ إِذا
كَانَ رِخْواً. وَقَالَ ابْنُ جَبَلَةَ: لَا يَكُونُ الوَضينُ إِلا
مِنْ جِلْدٍ، وإِن لَمْ يَكُنْ مِنْ جِلْدٍ فَهُوَ غُرْضَةٌ،
وَقِيلَ: الوَضِينُ يَصْلُحُ للرَّحْل والهَوْدَجِ، والبِطانُ
للقَتَبِ خاصَّةً. ابْنُ الأَعرابي: التَّوَضُّن التَّحَبُّبُ،
والتَّوَضُّنُ التَّذَلُّلُ؛ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنشد أَبو
عُبَيْدَةَ شَاهِدًا عَلَى أَن الوَضِينَ بِمَعْنَى المَوْضونِ
قَوْلَهُ:
إِليك تَعْدُو قَلِقاً وَضِينُها، ... مُعْتَرِضاً فِي بَطْنِهَا
جَنِينُها،
مُخَالِفًا دينَ النَّصارى دِينُها
أَراد دِينَهُ لأَن النَّاقَةَ لَا دِينَ لَهَا، قَالَ: وَهَذِهِ
الأَبيات يُرْوَى أَن ابْنَ عُمَرَ أَنشدها لَمَّا انْدَفَع مِنْ
جَمْعٍ، وَوَرَدَتْ فِي حَدِيثِهِ، أَراد أَنها قَدْ هَزَلَتْ
ودَقَّتْ لِلسَّيْرِ
__________
(2) . قوله [يزين الرجل] كذا بالأصل والمحكم، والذي في القاموس:
يأتي الرجل
(13/450)
عَلَيْهَا؛
قَالَ ابْنُ الأَثير: أَخرجه الْهَرَوِيُّ وَالزَّمَخْشَرِيُّ عَنِ
ابْنِ عُمَرَ، وأَخرجه الطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ عَنْ
سَالِمٍ عَنْ أَبيه أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، أَفاض مِنْ عَرَفاتٍ وَهُوَ يَقُولُ:
إِلَيْكَ تَعْدُو قَلِقاً وَضِينُها
والمِيضَنَةُ: كالجُوَالِق تُتَّخَذُ مِنْ خُوصٍ، وَالْجَمْعُ
مَوَاضين.
وطن: الوَطَنُ: المَنْزِلُ تُقِيمُ بِهِ، وَهُوَ مَوْطِنُ الإِنسان
وَمَحَلُّهُ؛ وَقَدْ خَفَّفَهُ رُؤْبَةُ فِي قَوْلِهِ:
أَوْطَنْتُ وَطْناً لَمْ يَكُنْ مِنْ وَطَني، ... لَوْ لَمْ تَكُنْ
عاملَها لَمْ أَسْكُنِ
بِهَا، وَلِمَ أَرْجُنْ بِهَا فِي الرُّجَّنِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِ رُؤْبَةَ:
كَيْما تَرَى أَهلُ العِراقِ أَنني ... أَوْطَنْتُ أَرضاً لَمْ
تَكُنْ مِنْ وَطَني
وَقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ، وَالْجَمْعُ أَوْطان. وأَوْطانُ
الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ: مَرَابِضُها وأَماكنها الَّتِي تأْوي
إِلَيْهَا؛ قَالَ الأَخْطَلُ:
كُرُّوا إِلَى حَرَّتَيْكُمْ تَعْمُرُونَهُمَا، ... كَمَا تَكُرُّ
إِلَى أَوْطانها البَقَرُ
ومَوَاطِنُ مكة: مَوَافقها، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَطَنَ
بِالْمَكَانِ وأَوْطَنَ أَقام؛ الأَخيرة أَعلى. وأَوْطَنَهُ:
اتَّخَذَهُ وَطَناً. يُقَالُ: أَوْطَنَ فلانٌ أَرض كَذَا وَكَذَا
أَي اتَّخَذَهَا مَحَلًّا ومَسْكَناً يُقِيمُ فِيهَا. والمِيطانُ:
الْمَوْضِعُ الَّذِي يُوَطَّنُ لِتُرْسِلَ مِنْهُ الْخَيْلُ فِي
السِّباق، وَهُوَ أَول الْغَايَةِ، والمِيتاء والمِيداء آخِرُ
الْغَايَةِ؛ الأَصمعي: هُوَ المَيْدانُ والمِيطانُ، بِفَتْحِ
الْمِيمِ مِنَ الأَول وَكَسْرِهَا مِنَ الثَّانِي. وَرَوَى عَمْرٌو
عَنْ أَبيه قَالَ: المَيَاطِينُ المَيادين. يُقَالُ: مِنْ أَين
مِيطانك أَي غَايَتُكَ.
وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ لَا
يُوطِنُ الأَماكن
أَي لَا يَتَّخِذُ لِنَفْسِهِ مَجْلِسًا يُعْرَفُ بِهِ.
والمَوْطِنُ: مَفْعِلٌ مِنْهُ، وَيُسَمَّى بِهِ المَشْهَدُ مِنْ
مشَاهد الْحَرْبِ، وَجَمْعُهُ مَوَاطن. والمَوْطِنُ: المَشْهَدُ
مِنْ مَشَاهد الْحَرْبِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَقَدْ
نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ
؛ وَقَالَ طَرَفَةُ:
عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى، ... مَتَى
تَعْتَرِكْ فِيهِ الفَرائصُ تُرْعَدِ
وأَوطَنْتُ الأَرض ووَطَّنْتُها تَوطِيناً واسْتَوْطَنْتُها أَي
اتَّخَذْتُهَا وَطَناً، وَكَذَلِكَ الاتِّطانُ، وَهُوَ افْتِعال
مِنْهُ. غَيْرُهُ: أَما المَوَاطِنُ فَكُلُّ مَقام قَامَ بِهِ
الإِنسان لأَمر فَهُوَ مَوْطِنٌ لَهُ، كَقَوْلِكَ: إِذَا أَتيت
فَوَقَفْتَ فِي تِلْكَ المَوَاطِنِ فادْعُ اللَّهَ لِي ولإِخواني.
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه نَهَى عن نَقْرَة الغُراب وأَن يُوطِنَ الرجلُ فِي الْمَكَانِ
بِالْمَسْجِدِ كَمَا يُوطِنُ البعيرُ
؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ أَن يأْلف الرَّجُلُ مَكَانًا مَعْلُومًا مِنَ
الْمَسْجِدِ مَخْصُوصًا بِهِ يُصَلِّي فِيهِ كَالْبَعِيرِ لَا
يأْوي مِنْ عَطَنٍ إِلَّا إِلَى مَبْرَكٍ دَمِثٍ قَدْ أَوْطَنَه
وَاتَّخَذَهُ مُناخاً، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن يَبْرُكَ عَلَى
رُكْبَتَيْهِ قَبْلَ يَدَيْهِ إِذَا أَراد السجودَ مثلَ بُرُوكِ
الْبَعِيرِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ:
أَنه نَهَى عَنِ إِيطَانِ الْمَسَاجِدِ
أَي اتِّخَاذِهَا وَطَناً. وواطنَهُ عَلَى الأَمر: أَضمر فِعْلَهُ
مَعَهُ، فَإِنْ أَراد مَعْنًى وَافَقَهُ قَالَ: واطأَه. تَقُولُ:
واطنْتُ فُلَانًا عَلَى هَذَا الأَمر إِذَا جَعَلْتُمَا فِي
أَنفسكما أَن تَفْعَلَاهُ، وتَوْطِينُ النَّفْسِ عَلَى الشَّيْءِ:
كَالتَّمْهِيدِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَطَّنَ نفسَهُ عَلَى الشَّيْءِ
وَلَهُ فتَوَطَّنَتْ حَمَلَهَا عَلَيْهِ فتحَمَّلَتْ وذَلَّتْ
لَهُ، وَقِيلَ: وَطَّنَ نَفْسَهُ عَلَى الشَّيْءِ وَلَهُ
فتَوَطَّنَت حَمَلَهَا عَلَيْهِ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ:
(13/451)
فقُلْتُ لَهَا: يَا عَزَّ، كلُّ مُصيبةٍ
... إِذَا وُطِّنتْ يَوْمًا لَهَا النَّفْسُ، ذَلَّتِ
وعن: ابْنِ دُرَيْدٍ: الوِعانُ خُطوط فِي الْجِبَالِ شَبِيهَةٌ
بالشُؤُون. والوَعْنَةُ: الأَرض الصُّلْبَةُ. والوَعْنُ
والوَعْنَةُ: بَيَاضٌ فِي الأَرض لَا يُنْبِتُ شَيْئًا،
وَالْجَمْعُ وِعانٌ، وَقِيلَ: الوَعْنةُ بَيَاضٌ تَرَاهُ عَلَى
الأَرض تَعْلَمُ أَنه كَانَ وَادِيَ نَمْلٍ لَا يُنْبِتُ شَيْئًا.
أَبو عَمْرٍو: قَرْيَةُ النَّمْلِ إِذَا خَرِبَتْ فَانْتَقَلَ
النَّمْلُ إِلَى غَيْرِهَا وَبَقِيَتْ آثَارُهُ فَهِيَ الوِعانُ،
وَاحِدُهَا وَعْنٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
كالوِعان رُسُومُها
وتَوَعَّنَتِ الْغَنَمُ والإِبلُ والدوابُّ، فَهِيَ متَوَعِّنة:
بَلَغَتْ غَايَةَ السِّمَنِ، وَقِيلَ: بَدَا فِيهِنَّ السِّمَنُ.
وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: تَوَعَّنت سَمِنَتْ مِنْ غَيْرِ أَن يَحُدَّ
غَايَةً. وَالْغَنَمُ إِذَا سَمِنَتْ أَيام الرَّبِيعِ فَقَدْ
تَوَعَّنَتْ. والتَّوْعين: السِّمَنُ. والوَعْنُ: الملجأُ
كالوَعْلِ.
وغن: ابْنُ الأَعرابي: التَّوَغنُ الإِقْدامُ فِي الْحَرْبِ،
والوَغْنَةُ الجُبُّ «1» . الْوَاسِعُ، قَالَ: والتَّغَوُّنُ
الإِصرار على المعاصي.
وفن: جِئْتُ عَلَى وَفَنِهِ أَي أَثره؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ:
وَلَيْسَ بِثَبَتٍ. ابْنُ الأَعرابي: الوَفْنَةُ الْقِلَّةُ فِي
كُلِّ شَيْءٍ، والتَّوَفُّنُ النَّقْصُ في كل شيء.
وَقَنَ: التَّهْذِيبُ: أَبو عُبَيْدٍ الأُقْنَةُ والوُقْنَةُ
مَوْضِعُ الطَّائِرِ فِي الجَبَلِ، وَالْجَمْعُ الأُقْناتُ
والوُقْنات والوُكْنات. ابْنُ بَرِّيٍّ: وُقْنة الطَّائِرِ
مَحْضِنُه. ابْنُ الأَعرابي: أَوْقَنَ الرجلُ إِذَا اصْطَادَ
الطَّيْرَ مِنْ وُقْنَتِه، وَهِيَ مَحْضِنُه، وَكَذَلِكَ تَوَقَّنَ
إِذَا اصْطَادَ الْحَمَامَ مِنْ مَحَاضِنِها في رؤوس الْجِبَالِ.
والتَّوَقُّنُ: التَّوَقُّل فِي الْجَبَلِ، وَهُوَ الصُعود فِيهِ.
وَكَنَ: الوَكْنُ، بِالْفَتْحِ: عُشّ الطَّائِرِ، زَادَ
الْجَوْهَرِيُّ: فِي جَبَلٍ أَو جِدَارٍ، وَالْجَمْعُ أَوْكُنٌ
ووُكُنٌ ووُكْنٌ ووُكونٌ، وَهُوَ الوَكْنَةُ والوِكْنَةُ
والوُكْنَةُ والوُكُنَةُ والمَوْكِنُ والمَوْكِنَةُ. ابْنُ
الأَعرابي: الوُكْنَةُ مَوْضِعٌ يَقَعُ عَلَيْهِ الطَّائِرُ
لِلرَّاحَةِ وَلَا يَثْبُتُ فِيهِ. ابْنُ الأَعرابي: مَوْقَعَةُ
الطَّائِرِ أُقْنَتُه، وجمعُها أُقَنٌ، وأُكْنَتُه مَوْضِعُ
عُشِّه. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هِيَ الأُكْنة والوُكْنَة
والوُقْنَة والأُقْنةُ. الأَصمعي: الوَكْرُ والوَكْنُ جَمِيعًا
الْمَكَانُ الَّذِي يَدْخُلُ فِيهِ الطَّائِرُ. قَالَ الأَزهري:
وَقَدْ يُقَالُ لمَوْقَعَةِ الطَّائِرِ مَوْكِنٌ؛ وَمِنْهُ
قَوْلُهُ:
تَرَاهُ كَالْبَازِي انْتَمَى فِي المَوْكِنِ
الأَصمعي: الوَكْنُ مَأْوَى الطَّائِرِ فِي غَيْرِ عُشٍّ. قَالَ
أَبو عَمْرٍو: الوُكْنة والأُكْنة، بِالضَّمِّ، مَواقِعُ الطَّيْرِ
حَيْثُمَا وَقَعَتْ، وَالْجَمْعُ وُكُنات ووُكَناتٌ ووُكْناتٌ
ووُكَنٌ، كَمَا قُلْنَاهُ فِي جَمْعُ رُكْبَةٍ. ووَكَنَ الطائرُ
وكْناً ووُكُوناً: دَخَلَ فِي الوَكْنِ. ووَكَنَ وَكْناً ووُكوناً
أَيضاً: حَضَنَ البيضَ. ووَكَنَ الطائرُ بيضَه يَكِنُه وَكْناً أَي
حَضَنَهُ. وَطَائِرٌ واكِنٌ: يَحْضُنُ بيضَه، وَالْجَمْعُ وُكُونٌ،
وهُنَّ وُكُونٌ مَا لَمْ يَخْرُجْنَ مِنَ الوَكْنِ، كَمَا أَنهنّ
وُكُورٌ مَا لَمْ يَخْرُجْنَ مِنَ الوَكْر؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
تُذَكِّرُني سَلْمَى، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَنَا، ... حَمامٌ عَلَى
بيضاتِهنَّ وُكُونُ
والمَوْكِنُ: هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي تَكِنُ فِيهِ عَلَى
الْبَيْضِ. والوُكْنة: اسْمٌ لِكُلِّ وَكْرٍ وعُشّ، وَالْجَمْعُ
الوُكُناتُ وَاسْتَعَارَهُ عَمْرُو بْنُ شاس للنساء فقال:
__________
(1) . قوله [والوغنة الجب] كذا بالأَصل الجب بالجيم، ومثله في
التهذيب والتكملة، وفي القاموس: الحب بالحاء المهملة
(13/452)
وَمِنْ ظُعنٍ كالدَّوْمِ أَشْرَفَ فَوقَها
... ظِباءُ السُّلَيِّ، وَاكِناتٍ عَلَى الخَمْلِ
أَي جَالِسَاتٍ عَلَى الطَّنَافِسِ الَّتِي وُطِّئتْ بِهَا
الْهَوَادِجُ، والسُّلَيُّ: اسْمُ مَوْضِعٍ، وَنَصْبُ وَاكِنَاتٍ
عَلَى الْحَالِ. أَبو عَمْرٍو: الوَاكِنُ مِنَ الطَّيْرِ الواقعُ
حَيْثُمَا وَقَعَ عَلَى حَائِطٍ أَو عُود أَو شَجر. والتَّوَكُّنُ:
حُسْنُ الاتِّكاء فِي الْمَجْلِسِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
قلتُ لَهَا: إيَّاكِ أَن تَوَكَّنِي، ... فِي جِلْسةٍ عنديَ، أَو
تَلَبَّني
أَي تَرَبَّعي فِي جِلْسَتِك. وتَوَكَّنَ أَي تَمَكَّنَ.
والواكِنُ: الْجَالِسُ؛ وَقَالَ المُمَزَّقُ العَبْدِي:
وهُنَّ عَلَى الرَّجائز واكِناتٌ، ... طَويلاتُ الذوائبِ
والقُرُونِ
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى وُكُناتِها
؛ الوُكُنات، بِضَمِّ الْكَافِ وَفَتْحِهَا وَسُكُونِهَا: جَمْعُ
وُكْنة، بِالسُّكُونِ، وَهِيَ عُشُّ الطَّائِرِ ووَكْرُه، وَقِيلَ:
الوَكْنُ مَا كَانَ فِي عُشٍّ، والوَكْرُ مَا كَانَ فِي غَيْرِ
عُشٍّ. وسَيْرٌ وَكْنٌ: شَدِيدٌ؛ قَالَ:
إِنِّي سأُودِيك بسَيْرٍ وكَنْ
أَي شَدِيدٍ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: لَا أَعرفه.
وَلَنَ: التَّهْذِيبُ فِي أَثناء تَرْجَمَةِ نَوْلٍ: قَالَ ابْنُ
الأَعرابي التَّوَلُّنُ رَفْعُ الصِّياح عِنْدَ الْمَصَائِبِ،
نَعُوذُ بِمُعَافَاةِ الله من عقوبته.
وَمِنَ: ابْنُ الأَعرابي: التَّمَوُّنُ كَثْرة النَّفَقَةِ عَلَى
الْعِيَالِ، والتَّوَمُّن كَثْرَةُ الأَولاد، وَاللَّهُ أَعلم.
وَنَنَ: الوَنُّ: الصَّنْجُ الَّذِي يُضْرَب بالأَصابع، وَهُوَ
الوَنَجُ، كِلَاهُمَا دَخيل مُشْتَقٌّ مِنْ كَلَامِ الْعَجَمِ.
والوَنُّ: الضِّعْفُ، والله أَعلم.
وَهَنَ: الوَهْن: الضَّعف فِي الْعَمَلِ والأَمر، وَكَذَلِكَ فِي
العَظْمِ وَنَحْوَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: حَمَلَتْهُ
أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ
؛ جَاءَ فِي تَفْسِيرِهِ ضَعْفاً عَلَى ضَعْفٍ أَي لَزِمَها
بِحَمْلِهَا إِيَّاهُ أَنْ تَضْعُف مَرّةً بَعْدَ مرَّة، وَقِيلَ:
وَهْناً عَلَى وَهْنٍ أَي جَهْداً عَلَى جَهْدٍ، والوَهَنُ لُغَةٌ
فِيهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ «1» :
وَمَا إنْ بعَظْمٍ لَهُ مِنْ وَهَنْ
وَقَدْ وَهَنَ ووَهِن، بِالْكَسْرِ، يَهِنُ فِيهِمَا أَي ضَعُف،
ووَهَنَه هُوَ وأَوْهَنَه؛ قَالَ جَرِيرٌ:
وَهَنَ الفَرَزْدَقَ، يومَ جَرَّدَ سيفَه، ... قَيْنٌ بِهِ حُمَمٌ
وآمٍ أَرْبَعُ «2»
. وَقَالَ:
فَلَئِنْ عَفَوْتُ لأَعْفُوَنْ جَلَلًا، ... وَلَئِنْ سَطَوْتُ
لأُوهنَنْ عَظْمِي
ورجُلٌ واهِنٌ فِي الأَمر وَالْعَمَلِ ومَوْهُون فِي العَظْم
وَالْبَدَنِ، وَقَدْ وَهَنَ العَظْمُ يَهِنُ وَهْناً وأَوهنَه
يُوهِنُه ووَهَّنْته تَوْهيناً. وَفِي حَدِيثِ الطَّوَافِ:
وَقَدْ وَهَنَتْهم حُمَّى يَثْرِب
أَي أَضعفتهم. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: وَلَا واهِناً فِي عَزْمٍ
أَي ضَعِيفًا فِي رأْي، وَيُرْوَى بِالْيَاءِ:
وَلَا واهِياً فِي عَزْمٍ.
وَرَجُلٌ واهِنٌ: ضَعِيفٌ لَا بَطْش عِنْدِهِ، والأُنثى واهِنةٌ،
وهُنَّ وُهُنٌ؛ قَالَ قَعْنَب بْنُ أُم صَاحِبٍ:
اللَّائماتُ الفَتى فِي عُمْرهِ سَفَهاً، ... وهُنَّ بَعدُ
ضَعيفاتُ القُوَى وُهُنُ
قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ وُهُن جمع وَهُونٍ،
__________
(1) . قوله [قال الشاعر] هو الأَعشى كما في التكملة وصدره:
وما إن على قلبه غمرة
(2) . قوله [وآم أربع] ضبطت آم في المحكم بالجر كما ترى فيكون جمع
أمة
(13/453)
لأَن تَكْسِيرَ فَعُول عَلَى فُعُل أَشْيَع
وأَوسع مِنْ تَكْسِيرِ فاعِلة عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا فاعِلة وفُعُلٌ
نَادِرٌ، وَرَجُلٌ مَوْهُون فِي جِسْمِهِ. وامرأَة وهْنانةٌ:
فِيهَا فُتُورٌ عِنْدَ الْقِيَامِ وأَناةٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ
وَجَلَّ: فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
؛ أَي مَا فَتَروا وَمَا جَبُنُوا عَنْ قِتَالِ عدوِّهم. وَيُقَالُ
لِلطَّائِرِ إِذَا أُثْقِلَ مِنْ أَكْل الجِيَف فَلَمْ يَقْدِرْ
عَلَى النُّهوض: قَدْ توَهَّنَ توَهُّناً؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ:
تَوَهَّنَ فيه المَضْرَحِيَّةُ بَعْدَ ما ... رأَينَ نَجِيعاً،
مِنْ دَم الجَوْف، أَحْمَرا
والمَضْرَحِيَّةُ: النُّسور هاهنا. أَبو عَمْرٍو: الوَهْنانة مِنَ
النِّسَاءِ الكَسْلى عَنِ الْعَمَلِ تَنَعُّماً. أَبو عُبَيْدٍ:
الوَهْنانة الَّتِي فِيهَا فَتْرة. الْجَوْهَرِيُّ: وَهَنَ
الإِنسانُ ووَهَنَه غيرُه، يتعدَّى وَلَا يتعدَّى. والوَهْنُ مِنَ
الإِبل: الكَثِيفُ. والواهِنَةُ: رِيحٌ تأْخذ فِي المَنْكِبَين،
وَقِيلَ: فِي الأَخْدَعَين عِنْدَ الكِبَر. والواهِنُ: عِرْق
مُسْتبطِنٌ حَبْلَ الْعَاتِقِ إِلَى الْكَتِفِ، وَرُبَّمَا وَجِعَ
صاحبُه وعَرَتْه الواهِنة، فَيُقَالُ: هِنِي يَا واهِنةُ، اسْكُنِي
يَا واهِنة وَيُقَالُ لِلَّذِي أَصابه وجَعُ الواهِنة مَوْهونٌ،
وَقَدْ وُهِنَ؛ قَالَ طَرَفة:
وَإِذَا تَلْسُنُني أَلْسُنُها، ... إنَّني لَسْتُ بمَوْهُونٍ
فَقِرْ
يُقَالُ: أَوْهَنه اللهُ، فَهُوَ مَوْهون، كَمَا يُقَالُ: أَحَمَّه
اللهُ، فَهُوَ مَحْمُوم، وأَزْكَمه، فَهُوَ مَزْكوم. النَّضِرُ:
الواهِنَتانِ عَظْمانِ فِي تَرْقُوَة الْبَعِيرِ، والتَّرْقُوَةُ
مِنَ الْبَعِيرِ الواهِنَةُ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لِشَدِيدِ
الواهِنَتَيْن أَي شَدِيدِ الصَّدْرِ والمُقَدَّم، وَتُسَمَّى
الواهِنَةُ مِنَ الْبَعِيرِ النَّاحِرَةُ لأَنها رُبَّمَا نحَرَت
البعيرَ بأَن يُصْرع عَلَيْهَا فَيَنْكَسِرُ، فيُنْحَر الْبَعِيرُ
وَلَا تُدْرِكُ ذَكَاتَهُ، وَلِذَلِكَ سُمِّيت ناحِرة. وَيُقَالُ:
كَوَيْناه مِنَ الواهِنَة، والواهِنَةُ: الوَجَعُ نَفْسُهُ،
وَإِذَا ضَرَبَ عَلَيْهِ عِرْقٌ فِي رأْس مَنكِبه قِيلَ: بِهِ
واهِنة، وَإِنَّهُ ليَشْتَكي واهِنَته، والواهِنَتان: أَطراف
العِلْباءَيْن فِي فأْس الْقَفَا مِنْ جَانِبَيْهِ، وَقِيلَ: هُمَا
ضِلَعان فِي أَصل الْعُنُقِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ واهنةٌ، وَهُمَا
أَوَّل جَوَانِحِ الزَّوْر، وَقِيلَ: الواهِنَةُ القُصَيْرَى،
وَقِيلَ: هِيَ فَقْرة فِي الْقَفَا. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ:
الَّتِي مِنَ الواهِنة القُصَيرَى، وَهِيَ أَعلى الأَضلاع عِنْدَ
التَّرْقُوَة؛ وأَنشد:
لَيْسَتْ بِهِ واهِنَةٌ وَلَا نَسَا
وَفِي الصِّحَاحِ: الواهِنَة القُصَيْرَى وَهِيَ أَسفل الأَضلاع.
والواهِنَتانِ مِنَ الْفَرَسِ: أَوَّلُ جَوانح الصَّدْرِ.
والواهِنَة: العَضُدُ: والواهِنَةُ: الوَهْنُ والضَّعْفُ، يَكُونُ
مَصْدَرًا كَالْعَافِيَةِ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة:
فِي مَنْكِبَيْه وَفِي الأَرْساغِ واهِنةٌ، ... وَفِي مَفاصِله
غَمْزٌ مِنَ العَسَمِ
الأَشجعي: الواهِنَةُ مَرَضٌ يأْخذُ فِي عَضُد الرَّجُلِ
فتَضْرِبُها جاريةٌ بِكْرٌ بِيَدِهَا سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَرُبَّمَا
عُلِّق عَلَيْهَا جِنْسٌ مِنَ الخَرَز يُقَالُ لَهُ خَرَزُ
الواهِنة، وَرُبَّمَا ضَرَبَهَا الغلامُ، وَيَقُولُ: يَا واهِنَة
تَحَوَّلي بِالْجَارِيَةِ؛ وَهِيَ الَّتِي لَا تأْخذ النساءَ
إِنَّمَا تأْخذ الرِّجَالَ. وَرَوَى
الأَزهري عَنْ أَبي أُمامة عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَن رَجُلًا دَخَلَ عَلَيْهِ وَفِي عَضُده
حَلْقةٌ مِنْ صُفْرٍ، وَفِي رِوَايَةٍ: خَاتَمٌ مِنْ صُفْرٍ، فقال:
مَا هَذَا الْخَاتَمُ؟ فَقَالَ: هَذَا مِنَ الواهِنة، فَقَالَ:
أَمَا إنَّها لَا تَزِيدُك إلَّا وَهْناً.
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبة: الواهِنةُ عِرْقٌ يأْخذ فِي
المَنْكِب وَفِي الْيَدِ كُلِّهَا فيُرْقَى مِنْهَا،
(13/454)
وَهِيَ داءٌ يأْخذ الرِّجَالَ دُونَ النِّسَاءِ، وَإِنَّمَا
نَهَاهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْهَا لأَنه
إِنَّمَا اتَّخَذَهَا عَلَى أَنها تَعْصِمه مِنَ الأَلم فَكَانَتْ
عِنْدَهُ فِي مَعْنَى التَّمائم المنهيِّ عَنْهَا. وَرَوَى
الأَزهري أَيضاً عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: دَخَلْتُ
عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي
عَضُدي حَلْقة مِنْ صُفْر فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟ فَقُلْتُ: هِيَ
مِنَ الْوَاهِنَةِ، فَقَالَ: أَيَسُرُّك أَن تُوكَلَ إِليها؟
انْبِذْها عَنْكَ.
أَبو نَصْرٍ قَالَ: عِرْقُ الْوَاهِنَةِ فِي العَضُد الفَلِيقُ،
وَهُوَ عِرْقٌ يجْري إِلَى نُغْضِ الكتِف، وَهِيَ وَجَعٌ يَقَعُ
فِي العَضُد، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً الْجَائِفُ. وَيُقَالُ: كَانَ
وَكَانَ وَهْنٌ بِذِي هَنَاتٍ إِذَا قَالَ كَلَامًا بَاطِلًا
يَتَعَلَّلُ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي الأَحْوَصِ الجُشَمِيّ: وتَهُنُّ هَذِهِ
مِنْ حَدِيثٍ سَنَذْكُرُهُ فِي هَـ نَ ا، وَإِنَّمَا ذَكَرَ
الهَرَويّ عَنِ الأَزهري أَنه أَنكر هَذِهِ اللَّفْظَةَ
بِالتَّشْدِيدِ، وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ
وتَهِنُ هَذِهِ
أَي تُضْعِفُه، مَنْ وَهَنْتُه فَهُوَ مَوْهُون، وَسَنَذْكُرُهُ.
والوَهْنُ والمَوْهِنُ: نَحْوٌ مِنْ نِصْفِ اللَّيْلِ، وَقِيلَ:
هُوَ بَعْدَ سَاعَةٍ مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ حِينَ يُدْبِر الليلُ،
وَقِيلَ: الوَهْنُ سَاعَةٌ تَمْضِي مِنَ اللَّيْلِ. وأَوْهَنَ
الرجلُ: صَارَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. وَيُقَالُ: لَقِيتُه
مَوْهِناً أَي بَعْدِ وَهْنٍ. والوَهِينُ: بِلُغَةِ مَنْ يَلِي
مِصْرَ مِنَ الْعَرَبِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: بِلُغَةِ أَهل مِصْرَ،
الرَّجُلُ يَكُونُ مَعَ الأَجير فِي الْعَمَلِ يَحُثُّه عَلَى
الْعَمَلِ.
وَيَنَ: الوَيْنُ العَيْب؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقَدْ حَكَى ابْنُ
الأَعرابي أَنه الْعِنَبُ الأَسود، فَهُوَ عَلَى قَوْلِ كُرَاعٍ
عَرَضَ، وَعَلَى قَوْلِ ابْنِ الأَعرابي جَوْهَرٌ. والوانةُ:
المرأَة الْقَصِيرَةُ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ، وأَلفه يَاءٌ
لِوُجُودِ الوَيْنِ وَعَدَمِ الوَوْن. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ:
الوَيْن العِنب الأَبيض؛ عَنْ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛
وأَنشد:
كأَنَّه الوَيْنُ إِذَا يُجْنَى الوَيْن
وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الْوَيْنَةُ الزَّبِيبُ الأَسود،
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الْوَيْنُ العِنب الأَسود،
وَالطَّاهِرُ وَالطَّهَارُ العنَب الرَّازِقِيُّ «3» . وَهُوَ
الأَبيض، وَكَذَلِكَ المُلَّاحِيُّ، وَاللَّهُ أَعلم.
|