لسان العرب : فصل العين
المهملة
عته: التَّعَتُّه: التَّجَنُّنُ والرُّعُونةُ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ:
بعدَ لَجاجٍ لَا يَكادُ يَنْتَهي ... عَنِ التَّصابي، وَعَنِ
التَّعَتُّهِ
وَقِيلَ: التَّعَتُّه الدَّهَشُ، وَقَدْ عُتِهَ الرجلُ عَتْهاً
وعُتْهاً وعُتَاهاً. والمَعْتُوه: المَدْهُوشُ مِنْ غَيْرِ مَسِّ
جُنُونٍ. والمَعْتُوه والمَخْفُوقُ: المجنونُ، وَقِيلَ: المَعْتُوه
الناقصُ الْعَقْلِ. وَرَجُلٌ مُعَتَّهٌ إِذا كَانَ مَجْنُونًا
مُضْطَرِبًا فِي خَلْقِه. وَفِي الْحَدِيثِ:
رُفِعَ القَلمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: الصَّبِيِّ وَالنَّائِمِ والمَعْتُوه
؛ قَالَ: هُوَ الْمَجْنُونُ المُصاب بِعَقْلِهِ، وَقَدْ عُتِهَ فَهُوَ
مَعْتُوه. وَرَجُلٌ مُعَتَّه إِذا كَانَ عَاقِلًا مُعْتَدِلًا فِي
خَلْقِه. وعُتِهَ فلانٌ فِي الْعِلْمِ إِذا أُولِعَ بِهِ وحَرَصَ
عَلَيْهِ. وعُتِهَ
__________
(1) . قوله [مضارب الضبه] الذي في المحكم: فضارب بالفاء
(13/512)
فلانٌ فِي فُلَانٍ إِذا أُولِعَ بإِيذائه
ومُحاكاة كَلَامِهِ، وَهُوَ عَتِيهُهُ، وجمْعُه العُتَهاءُ، وَهُوَ
العَتاهةُ والعَتاهِيَة: مَصْدَرُ عُتِهَ مِثْلُ الرَّفاهَةِ
والرَّفاهِيَة. والعَتاهَةُ والعَتاهِيَةُ: ضُلَّالُ النَّاسِ مِنَ
التَّجَنُّنِ والدَّهَشِ. وَرَجُلٌ مَعْتُوه بيِّنُ العَتَهِ
والعُتْهِ: لَا عَقْلَ لَهُ؛ ذَكَرَهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي الْمَصَادِرِ
الَّتِي لَا تُشْتَق مِنْهَا الأَفعال، وَمَا كَانَ مَعْتُوهاً
وَلَقَدْ عُتِهَ عَتْهاً. وتعَتَّه: تَجاهل. وفلانٌ يتَعَتَّهُ لَكَ
عَنْ كَثِيرٍ مِمَّا تأْتيه أَي يَتَغَافَلُ عَنْكَ فِيهِ.
والتَّعتُّه: الْمُبَالَغَةُ فِي المَلْبَس والمأْكل. وتعَتَّه فلانٌ
فِي كَذَا وتأَرَّبَ إِذا تَنَوَّقَ وبالَغَ. وتعَتَّهَ: تنَظَّف؛
قَالَ رُؤْبَةُ:
فِي عُتَهِيِّ اللُّبْس والتَّقَيُّنِ «2»
. بَنَى مِنْهُ صِيغَةً على فُعَلِيٍّ كأَنه اسْمٌ مِنْ ذَلِكَ.
وَرَجُلٌ عَتاهِيَةٌ: أَحمق. وعَتاهِيَةُ: اسْمٌ. وأَبو العَتاهِيَة:
كُنْيَةٌ. وأَبو العَتاهِيَة: الشَّاعِرُ الْمَعْرُوفُ، ذُكِرَ أَنه
كَانَ لَهُ وَلَدٌ يُقَالُ لَهُ عَتاهِيَةُ، وَقِيلَ: لَوْ كَانَ
الأَمر كَذَلِكَ لَقِيلَ لَهُ أَبو عَتاهية بِغَيْرِ تَعْرِيفٍ، وإِنما
هُوَ لَقَبٌ لَهُ لَا كنية، وكنيته أَبو إِسحق، واسمه إِسمعيل بْنُ
الْقَاسِمِ، وَلُقِّبَ بِذَلِكَ لأَن المَهْدِيَّ قَالَ لَهُ: أَراك
مُتَخلِّطاً مُتَعتِّهاً، وَكَانَ قَدْ تعَتَّه بِجَارِيَةٍ
لِلْمَهْدِيِّ واعتُقِلَ بِسَبَبِهَا، وعَرَضَ عَلَيْهَا المهديُّ أَن
يزوِّجها لَهُ فأَبت، وَاسْمُ الْجَارِيَةِ عَيْنَةُ، وَقِيلَ: لُقِّبَ
بِذَلِكَ لأَنه كَانَ طَوِيلًا مُضْطَرِبًا، وَقِيلَ: لأَنه يُرْمى
بالزَّنْدقة. والعَتاهةُ: الضلالُ والحُمْقُ.
عجه: تعَجَّهَ الرجلُ: تَجاهل، وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنه بَدَلٌ مِنَ
التَّاءِ فِي تعَتَّه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما هِيَ لُغَةٌ عَلَى
حِدَتِها، إِذ لَا تُبْدَلُ الْجِيمُ مِنَ التَّاءِ. قَالَ أَبو
مَنْصُورٍ: رأَيت فِي كِتَابِ الْجِيمِ لِابْنِ شُمَيْلٍ: عَجَّهْتُ
بَيْنَ فُلَانٍ وَفُلَانٍ، مَعْنَاهُ أَنه أَصابهما بِعَيْنِهِ حَتَّى
وَقَعتِ الفُرْقة بَيْنَهُمَا، قَالَ: وَقَالَ أَعرابي أَنْدَرَ اللهُ
عيْنَ فلانٍ لَقَدْ عَجَّهَ بيْنَ نَاقَتِي وَوَلَدِهَا.
والعُنْجُهِيُّ: ذُو البَأْوِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ:
بالدَّفْعِ عَنِّي دَرْء كلِّ عُنْجُهِي
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ فِيهِ عُنْجُهِيَّة وعُنْجُهانِيَّةٌ
وعُنْجُهانِيَةٌ، وَهِيَ الكِبْرُ والعَظَمةُ. وَيُقَالُ:
العُنْجُهِيَّة الجهلُ والحُمْقُ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بنُ
الْمُبَارَكِ اليزِيديّ يَهْجُو شَيْبةَ بْنَ الْوَلِيدِ:
عِشْ بجَدٍّ فَلَنْ يَضُرَّكَ نُوكٌ، ... إِنما عَيْشُ منْ تَرَى
بالجُدُودِ
عِشْ بجَدٍّ، وكُنْ هَبَنّقَةَ القَيْسِيَّ، ... جَهْلًا، أَو شَيْبةَ
بنَ الوَلِيدِ
رُبَّ ذِي أُرْبَةٍ مُقِلٍّ منَ المالِ، ... وَذِي عُنْجُهِيَّةٍ
مَجْدُودِ
شَيْبَ يَا شَيْبَ يَا هُنَيَّ بني القَعْقاعِ، ... مَا أَنتَ
بالحَلِيمِ الرَّشِيدِ
لَا وَلَا فِيكَ خَصلَةٌ من خِصال الخير ... أَحْرَزْتَها بحلْمٍ
وَجُودِ
غيرَ ما أَنَّكَ المُجِيدُ لتَحْبِيرِ ... غِناءٍ، وضَرْبِ دُفٍّ
وعُودِ
فعَلى ذَا وذاكَ يَحْتَمِلُ الدَّهْرُ ... مُجِيداً بِهِ، وغيرَ
مُجِيدِ
الأَزهري: العُنْجُهُ الْجَافِي مِنَ الرجالِ. يُقَالُ: إِنَّ فِيهِ
لَعُنْجُهِيَّةً أَي جَفْوَةً فِي خُشونةِ مَطْعَمِه وأُموره؛ وَقَالَ
حسانُ بْنُ ثَابِتٍ:
وَمَنْ عاشَ مَنَّا عاشَ فِي عُنْجُهِيَّةٍ، ... عَلَى شَظَفٍ مِنْ
عَيشِه المُتَنَكِّدِ
__________
(2) . قوله [قَالَ رُؤْبَةُ فِي عُتَهِيِّ إلخ] صدره كما في التكملة:
عليّ ديباج الشباب الأَدهن
(13/513)
قَالَ: والعُنْجُهُ والعُنْجُهَةُ
القُنْفُذَة الضَّخْمة. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: العُنْجُهُ والعُنْجَهُ
والعُنْجَهِيُّ كلُّه الْجَافِي مِنَ الرِّجَالِ؛ الْفَتْحُ عَنِ ابْنِ
الأَعرابي؛ وأَنشد:
أَدْرَكْتُها قُدَّامَ كُلِّ مِدْرَهِ ... بالدَّفْعِ عَنِّي دَرْءَ
كُلِّ عُنْجَهِ
ابْنُ الأَعَرابي: العُنْجُهِيَّةُ خشونة المَطْعَمِ وغيره.
عده: العَيْدَهُ: السَّيِءُ الخُلُقِ مِنَ النَّاسِ والإِبل، وَفِي
التَّهْذِيبِ: مِنَ الإِبل وَغَيْرِهِ، قَالَ رُؤْبَةُ:
أَو خافَ صَقْعَ القارِعاتِ الكُدَّهِ، ... وخَبْطَ صِهْمِيمِ
اليَدَيْنِ عَيْدَهِ،
أَشْدَقَ يَفْتَرُّ افْتِرارَ الأَفْوَهِ
وَقِيلَ: هُوَ الرَّجُلُ الْجَافِي العزيزُ النَّفْسِ. وَيُقَالُ:
فِيهِ عَيْدَهِيَّةٌ وعُنْدُهِيَّةٌ وعُنْجُهِيَّةٌ وعَجْرَفِيَّةٌ
وشُمَّخْزَةٌ إِذا كَانَ فِيهِ جَفَاءٌ. وَيُقَالُ: فِيهِ
عَيْدَهِيَّةٌ وعَيْدَهَةٌ أَي كِبْرٌ، وَقِيلَ: كِبْرٌ وَسُوءُ
خُلُقٍ. وَكُلُّ مَنْ لَا يَنْقَادُ لِلْحَقِّ ويَتَعَظَّمُ فَهُوَ
عَيْدَهٌ وعَيْداهٌ؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ:
وإِنِّي، عَلى مَا كانَ مِنَ عَيْدَهِيَّتي ... ولُوثَةِ
أَعْرابِيَّتي، لأَريبُ
العَيْدَهِيَّةُ: الْجَفَاءُ وَالْغِلَظُ؛ وَقَالَ:
هَيْهاتَ إِلَّا عَلى غَلْباءَ دَوْسَرَةٍ ... تَأْوِي إِلى عَيْدَهٍ،
بالرَّحْلِ، مَلْمُومِ
عره: هَذِهِ التَّرْجَمَةُ ذَكَرَهَا ابْنُ الأَثير قَالَ فِي حَدِيثِ
عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: وَاللَّهِ مَا كَلَّمتُ مَسْعُودَ بْنَ
عمروٍ مُنْذُ عَشْر سِنِينَ والليلةَ أُكَلِّمُهُ، فَخَرَجَ فَنَادَاهُ
فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُرْوَةُ، فأَقبلَ مسعود وهو يقول:
أَطَرَقْتَ عَراهِيَةً أَم طَرَقْتَ بِداهيةٍ؟ قَالَ الْخَطَّابِيُّ:
هَذَا حَرْفٌ مُشْكِلٌ وَقَدْ كَتَبْتُ فِيهِ إِلَى الأَزهري، وَكَانَ
مِنْ جَوَابِهِ أَنه لَمْ يَجِدْهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ،
وَالصَّوَابُ عنده عَتاهِيَة، وهي الغفلة والدَّهَشُ، أَي أَطَرَقْتَ
غَفْلَةً بِلَا رَوِيَّةٍ أَو دَهَشاً؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَقَدْ
لاحَ لِي فِي هَذَا شيءٌ وَهُوَ أَن تَكُونَ الكلمةُ مركبة من اسمين:
ظاهرٍ ومَكْنِيٍّ، وأَبدل فيهما حرفا وأَصلها إِما مِنَ العَراءِ
وَهُوَ وَجْهُ الأَرض، وإِما مِنَ العَرا مَقْصُورًا وَهُوَ الناحية،
كأَنه قال أَطَرَقْتَ عَرائي أَي فِنائي زَائِرًا وَضَيْفًا أَم
أَصَابَتْكَ داهيةٌ فجئتَ مُسْتَغِيثًا، فَالْهَاءُ الأُولى من
عَراهِيَةٍ مبدلةٌ من الْهَمْزَةِ، وَالثَّانِيَةُ هَاءُ السَّكْتِ،
زِيدَتْ لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: يَحْتَمِلُ
أَن تَكُونَ بِالزَّايِ مصدرَ عَزِهَ يعْزَهُ فَهُوَ عَزِهٌ إِذا لَمْ
يَكُنْ لَهُ أَرَبٌ فِي الطَّرْقِ، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ أَطَرَقْتَ
بِلَا أَرَبٍ وحاجةٍ أَم أَصابتْكَ داهيةٌ أَحْوَجَتْكَ إِلى
الاستغاثةِ.
عزه: رَجُلٌ عِزْهاةٌ وعِنْزَهْوَةٌ وعِزْهاءةٌ وعِزْهىً، مُنَوَّن:
لَئِيمٌ، وَهَذِهِ الأَخيرة شَاذَّةٌ لأَن أَلف فِعْلى لَا تَكُونُ
للإِلحاق إِلا فِي الأَسماء نَحْوَ مِعْزىً، وإِنما يَجِيءُ هَذَا
الْبِنَاءُ صِفَةً وَفِيهِ الْهَاءُ، وَنَظِيرُهُ فِي الشُّذُوذِ مَا
حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى مِنْ قَوْلِهِمْ:
رَجُلٌ كِيصىً كاصَ طعامَهُ يَكِيصُهُ أَكَلَهُ وحْده. وَرَجُلٌ
عِزْهاةٌ وعِزْهاءَةٌ وعِزْهىً وعِزْهٌ وعَزِهٌ وعِزْهِيٌّ وعِزْهاءُ،
بِالْمَدِّ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، قُلِبَتِ الْيَاءُ الزَّائِدَةُ فِيهِ
أَلفاً لِوُقُوعِهَا طَرَفاً بَعْدَ أَلف زَائِدَةٍ، ثُمَّ قُلِبَتِ
الأَلف هَمْزَةً، وعِنْزَهْوةٌ وعِنْزَهْوٌ؛ عَنِ الْفَارِسِيِّ كلُّه:
عازِفٌ عَنِ اللَّهْوِ وَالنِّسَاءِ لَا يَطْرَبُ لِلَّهْوِ وَيَبْعُدُ
عَنْهُ؛ قَالَ: وَلَا نَظِيرَ لعِنْزَهْوٍ إِلا أَن تَكُونَ الْعَيْنُ
بَدَلًا مِنَ الْهَمْزَةِ عَلَى أَنه مِنَ الزَّهْوِ، وَالَّذِي
يَجْمَعُهُمَا الانقباضُ والتأَبِّي، فَيَكُونُ ثانِيَ إِنْقَحْلٍ،
وإِن كَانَ سِيبَوَيْهِ لَمْ يَعْرِفْ لإِنْقَحْلٍ ثَانِيًا فِي اسْمٍ
وَلَا
(13/514)
صِفَةٍ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَيَجُوزُ أَن
تَكُونَ هَمْزَةً إِنْزَهْوٍ بَدَلًا مِنْ عَيْنٍ فَيَكُونُ الأَصل
عِنْزَهْوِ فِنْعَلْوٌ مِنَ العِزْهاةِ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَقْرَبُ
النِّسَاءَ، وَالْتِقَاؤُهُمَا أَن فِيهِ انْقِبَاضًا وإِعْراضاً،
وَذَلِكَ طَرَفٌ مِنْ أَطراف الزَّهْوِ؛ قَالَ:
إِذا كُنْتَ عِزْهاةً عَنِ اللَّهْوِ والصِّبا، ... فكُنْ حَجَراً مِنْ
يابسِ الصَّخْرِ جَلْمَدا
فإِذا حَمَلْتَهُ عَلَى هَذَا لَحِقَ ببابٍ أَوسعَ مِنْ بَابِ
إِنْقَحْلٍ، وَهُوَ بَابٌ قِنْدَأْوٍ وسِنْدَأْوٍ وحِنْطَأْوٍ
وكِنْثَأْوٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: رَجُلٌ عِزْهىً وعِزْهاةٌ وعِزْهٌ
وعِنْزَهْوةٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُحدِّث النِّساءَ وَلَا يُريدُهُنَّ
وَلَا يَلْهُو وَفِيهِ غَفْلة؛ وَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ جَحْدَلٍ
اللِّحْيَانِيُّ:
فَلَا تَبْعَدنْ، إِمَّا هَلَكْت، فَلَا شَوىً ... ضَئِيلٌ، وَلَا
عِزْهًى مِنَ الْقَوْمِ عانِسُ
قَالَ: ورأَيت عِزْهًى مُنَوَّناً. والعِنْزاهُ والعِنْزَهْوَةُ:
الكِبْرُ. يُقَالُ: رَجُلٌ فِيهِ عِنْزَهْوَةٌ أَي كِبْرٌ، وَكَذَلِكَ
خُنْزُوانةٌ. أَبو مَنْصُورٍ: النُّونُ وَالْوَاوُ وَالْهَاءُ الأَخيرة
زَائِدَاتٌ فِيهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: جَمْعُ العِزْهاةِ عِزْهُونَ،
تُسْقِطُ مِنْهُ الْهَاءَ والأَلف الْمُمَالَةَ لأَنها زَائِدَةٌ فَلَا
تَسْتَخْلِف فَتْحَةً وَلَوْ كَانَتْ أَصليةً مثلَ أَلف مُثَنّىً
لاسْتَخْلَفَتْ فَتْحَةً كَقَوْلِكَ مُثَنَّوْنَ، قَالَ: وكُلُّ ياءٍ
مُمالةٍ مِثْلُ عِيسى ومُوسى فَهِيَ مَضْمُومَةٌ بِلَا فَتْحَةٍ،
تَقُولُ فِي جَمْعِ عِيسَى وَمُوسَى عِيسُونَ ومُوسونَ، وَتَقُولُ فِي
جَمْعِ أَعْشى أَعْشَوْنَ ويَحْيى يَحْيَوْنَ، لأَنه عَلَى بِنَاءِ
أَفْعَل ويَفْعَل، فَلِذَلِكَ فُتِحَتْ فِي الْجَمْعِ؛ قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ: وَالْجَمْعُ عَزاهٍ مِثْلُ سِعْلاةٍ وسَعالٍ،
وعِزْهُون، بِالضَّمِّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ عِزْهاةٌ
لِلرَّجُلِ والمرأَة؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الحَكَم:
فَحَقّاً أَيْقِني لَا صَبْرَ عنْدي ... عَليْهِ، وأَنْتِ عِزْهاةٌ
صَبُورُ
عضه: العَضَهُ والعِضَهُ والعَضِيهةُ: البَهِيتةُ، وَهِيَ الإِفْكُ
والبُهْتانُ والنَّمِيمةُ، وجمعُ العِضَهِ عِضاهٌ وعِضاتٌ وعِضُون.
وعَضَهَ [عَضِهَ] يَعْضَهُ عَضْهاً وعَضَهاً وعَضِيهةً وأَعْضَهَ: جاءَ
بالعَضِيهة. وعَضَهه يَعْضَهُه عَضْهاً وعَضِيهةً: قَالَ فِيهِ مَا
لَمْ يَكُنْ. الأَصمعي: العَضْهُ القالةُ الْقَبِيحَةُ. وَرَجُلٌ
عاضِهٌ وعَضِهٌ، وَهِيَ العَضيهة. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه قَالَ «1» . إِيَّاكُمْ والعَضْهَ أَتَدْرونَ مَا العَضْه؟ هِيَ
النَّميمة
؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ النَّمِيمَةُ القالةُ بَيْنَ النَّاسِ،
هَكَذَا رُوِيَ فِي كُتُبِ الْحَدِيثِ، وَالَّذِي جَاءَ فِي كُتُبِ
الْغَرِيبِ:
أَلا أُنْبئُكم مَا العِضَةُ
؟ بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَفَتْحِ الضَّادِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَر:
إِيِّاكُمْ والعِضَةَ.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَصلها العِضْهَةُ، فِعْلَةٌ مِنَ العَضْه،
وَهُوَ البَهْتُ، فَحَذَفَ لَامَهُ كَمَا حُذِفَتْ مِنَ السَّنة
والشَّفَة، وَيُجْمَعُ عَلَى عِضِينَ. يُقَالُ: بَيْنَهُمْ عِضَةٌ
قبيحةٌ مِنَ العَضِيهةِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنْ تَعَزَّى بعَزاء الْجَاهِلِيَّةِ فاعْضَهُوه
؛ هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ أَي اشْتِموهُ صَرِيحًا، مِنَ
العَضِيهَة البَهْت. وَفِي حَدِيثِ
عُبادةَ بْنِ الصامِتِ فِي البَيْعة: أَخَذَ عَلَيْنَا رسولُ اللَّهِ،
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن لَا نُشْرِك بِاللَّهِ شَيْئًا
وَلَا نَسْرِقَ وَلَا نَزْنيَ وَلَا يَعْضَهَ بعضُنا بَعْضًا
أَي لَا يَرْمِيَه بالعَضِيهة، وَهِيَ البُهْتانُ والكذبُ، مَعْنَاهُ
أَن يَقُولَ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ ويَعْضَهَه، وَقَدْ عَضَهَه
يَعْضَههُ عَضْهاً. والعَضَهُ: الكذِبُ. وَيُقَالُ: يَا لِلْعضِيهة
وَيَا للأَفِيكةِ وَيَا لِلْبَهيتةِ، كُسِرَتْ هَذِهِ اللامُ عَلَى
مَعْنَى اعْجَبُوا لِهَذِهِ العَضيهةِ
__________
(1) . قوله [وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ إلخ] عبارة النهاية: أَلَا
أُنْبِئُكُمْ مَا الْعِضَةُ؟ هي من النميمة إلخ
(13/515)
فإِذا نصبْتَ اللامَ فَمَعْنَاهُ
الِاسْتِغَاثَةُ؛ يُقال ذَلِكَ عِنْدَ التعَجُّب مِنِ الإِفْكِ
الْعَظِيمُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ
الْكِسَائِيُّ العِضَهُ الكذبُ والبُهْتانْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ:
قَالَ الطُّوسِيُّ هَذَا تَصْحِيفٌ وإِنما الْكَذِبُ العَضْهُ،
وَكَذَلِكَ العَضيهةُ، قَالَ وَقَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ بعدُ وأَصله
عِضَهةٌ، قَالَ: صَوَابُهُ عَضْهة لأَن الْحَرَكَةَ لَا يُقْدَم
عَلَيْهَا إِلا بِدَلِيلٍ. والعِضَهُ: السِّحْرُ والكَهانةُ.
والعاضِهُ: الساحرُ، والفعلُ كالفعلِ والمصدرُ كالمصدرِ قَالَ:
أَعُوذُ بربي من النَّافِثاتِ ... فِي عِضَهِ العاضِه المُعْضِه
وَيُرْوَى: فِي عُقَدِ العاضِه. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِن اللهَ لعَنَ العاضِهةَ والمُسْتَعْضِهةَ
؛ قِيلَ: هِيَ الساحرةُ والمسْتَسْحِرة، وسُمِّيَ السحرُ عِضَهاً لأَنه
كذبٌ وتَخْييلٌ لَا حقيقةَ لَهُ. الأَصمعي وَغَيْرُهُ: العَضْهُ
السِّحْرُ، بِلُغَةِ قُرَيْشٍ، وَهُمْ يَقُولُونَ لِلسَّاحِرِ عاضِهٌ.
وعَضَهَ الرجلَ يَعْضَهُه عَضْهاً: بَهَتَه وَرَمَاهُ بالبُهْتانِ.
وحَيَّةٌ عاضِهٌ وعاضِهةٌ: تقْتُل مِنْ سَاعَتِهَا إِذا نَهَشَتْ،
وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ
؛ فَقَدِ اخْتَلَفَ أَهلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي اشْتِقَاقِ أَصله
وتفسيرِه، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: واحدتُها عِضَةٌ وأَصلها عِضْوَةٌ
مِنْ عَضَّيْتُ الشيءَ إِذا فَرَّقْته، جَعَلُوا النُّقْصان الواوَ،
الْمَعْنَى أَنهم فَرَّقُوا عن الْمُشْرِكِينَ أَقاوِيلَهم فِي
الْقُرْآنِ فَجَعَلُوهُ كذِباً وسِحْراً وشِعْراً وكَهانةً، وَمِنْهُمْ
مَنْ جَعَلَ نُقْصانَه الْهَاءَ وَقَالَ: أَصلُ العِضَة عِضْهةٌ،
فاستثْقَلُوا الْجَمْعَ بَيْنَ هَاءَيْنِ فَقَالُوا عِضَةٌ، كَمَا
قَالُوا شَفَة والأَصل شَفْهَة، وسَنَة وأَصلها سَنْهَة. وَقَالَ
الْفَرَّاءُ: العِضُون فِي كَلَامِ الْعَرَبِ السِّحْرُ، وَذَلِكَ أَنه
جَعَلَهُ مِنَ العَضْهِ. والعِضاهُ مِنَ الشَّجَرِ: كُلُّ شَجَرٍ لَهُ
شَوْكٌ، وَقِيلَ: العِضاهُ أَعظمُ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: هِيَ الخمْطُ،
والخَمْطُ كلُّ شجرةٍ ذاتِ شوْكٍ، وَقِيلَ العِضاهُ اسمُ يَقَعُ عَلَى
مَا عَظُم مِنْ شَجَرِ الشِوْك وطالَ واشتدَ شَوْكُه، فإِن لَمْ تَكُنْ
طَوِيلَةً فَلَيْسَتْ مِنِ العِضاه، وَقِيلَ: عِظامُ الشَّجَرِ كلُّها
عِضاهٌ، وإِنما جَمع هَذَا الاسمُ مَا يُسْتظلُّ بِهِ فِيهَا كُلِّهَا؛
وَقَالَ بَعْضُ الرُّوَاةِ: العِضاهُ مِنْ شجرِ الشَّوْكِ كالطَّلْح
والعَوْسَجِ مِمَّا لَهُ أَرُومةٌ تَبْقَى عَلَى الشِّتاء، والعِضاهُ
عَلَى هَذَا الْقَوْلِ الشجرُ ذُو الشَّوْك مِمَّا جَلَّ أَو دَقَّ،
والأَقاويلُ الأُوَلُ أَشْبَهُ، وَالْوَاحِدَةُ عِضاهةٌ وعِضَهَةٌ
وعِضَهٌ وعِضَةٌ، وأَصلها عِضْهةٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: فِي عِضَةٍ
تُحْذَفُ الهاءُ الأَصليّة كَمَا تُحْذف مِنَ الشَّفَة؛ وَقَالَ:
ومِنْ عِضَةٍ مَا يَنْبُتَنَّ شَكيرُها
قَالَ: ونُقْصانُها الهاءُ لأَنها تُجْمع عَلَى عِضاهٍ مِثْلِ شفاهٍ،
فتُرَدُّ الهاءُ فِي الْجَمْعِ وتُصَغَّرُ عَلَى عُضَيْهَة، ويُنْسَب
إِليها فَيُقَالُ بَعِيرٌ عِضَهِيٌّ لِلَّذِي يَرْعاها، وبَعِيرٌ
عِضاهِيٌّ وإِبلٌ عِضاهِيَّةٌ، وَقَالُوا فِي الْقَلِيلِ عِضُونَ
وعِضَوات، فأَبْدَلوا مكانَ الْهَاءِ الواوَ، وَقَالُوا فِي الْجَمْعِ
عِضاهٌ؛ هَذَا تَعْلِيلُ أَبي حَنِيفَةَ، وَلَيْسَ بِذَلِكَ الْقَوْلِ،
فأَما الَّذِي ذَهَبَ إِليه الْفَارِسِيُّ «1» . فإِنَّ عِضَةً
الْمَحْذُوفَةَ يَصْلُحُ أَن تَكُونَ مِنَ الْهَاءِ، وأَن تَكُونَ مِنَ
الْوَاوِ، أَما اسْتِدْلَالُهُ عَلَى أَنها تَكُونُ مِنَ الْهَاءِ
فَبِمَا نَراه مِنْ تَصَارِيفِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ كَقَوْلِهِمْ عِضاهٌ
وإِبلٌ عاضِهةٌ، وأَما اسْتِدْلَالُهُ عَلَى كَوْنِهَا مِنَ الْوَاوِ
فَبِقَوْلِهِمْ عِضَوات؛ قَالَ: وأَنشد سِيبَوَيْهِ:
هَذَا طريقٌ يَأْزِمُ المَآزِما، ... وعِضَواتٌ تَقْطَعُ اللَّهازِما
قَالَ: ونظيرُه سَنَة، تَكُونُ مَرَّةً مِنَ الْهَاءِ لقولهم
__________
(1) . قوله [ذهب إليه الفارسي] هكذا في الأصل، وفي المحكم: ذهب إليه
سيبويه
(13/516)
سانَهْتُ، ومَرَّةً مِنَ الْوَاوِ
لِقَوْلِهِمْ سَنَوات، وأَسْنَتُوا لأَن التَّاءَ فِي أَسْنَتُوا، وإِن
كَانَتْ بَدَلًا مِنَ الْيَاءِ، فأَصلُها الواوُ إِنَّما انْقَلَبَتْ
يَاءً لِلْمُجَاوَزَةِ، وأَما عِضاهٌ فَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مِنْ
الْجَمْعِ الَّذِي يُفَارِقُ واحدَه بِالْهَاءِ كقَتادةٍ وقَتادٍ،
وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونُ مُكَسَّرًا كأَن واحدتَه عِضَهَةٌ،
وَالنَّسَبُ إِلى عِضَهٍ عِضَوِيٌّ وعِضَهِيٌّ، فأَما قَوْلُهُمْ
عِضاهِيٌّ فإِن كَانَ مَنْسُوبًا إِلى عَضَّةٍ فَهُوَ مِنْ شاذِّ
النَّسَبِ، وإِن كَانَ مَنْسُوبًا إِلى العِضاه فَهُوَ مردودٌ إِلى
وَاحِدِهَا، وواحدُها عضاهةٌ، وَلَا يَكُونُ مَنْسُوبًا إِلى
الْعِضَاهِ الَّذِي هُوَ الْجَمْعُ، لأَن هَذَا الْجَمْعَ وإِن
أَشْبَهَ الْوَاحِدَ فَهُوَ فِي مَعْنَاهُ جَمْعٌ، أَلا تَرَى أَن مَنْ
أَضافَ إِلى تَمْرٍ فَقَالَ تَمْريّ لَمْ يَنْسُب إِلى تَمْرٍ إِنما
نسَبَ إِلى تَمْرةٍ، وَحَذَفَ الْهَاءَ لأَن يَاءَ النَّسَبِ وهاءَ
التأْنيث تَتَعاقَبان؟ وَالنَّحْوِيُّونَ يَقُولُونَ: العِضاهُ الَّذِي
فِيهِ الشَّوْك، قَالَ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي كلَّ شجرةٍ عظيمةٍ وكلَّ
شَيْءٍ جَازَ البَقْلَ العِضاهَ. وَقَالَ: السَّرْحُ كلُّ شَجَرَةٍ لَا
شَوْكَ لَهَا، وَقِيلَ: العِضاه كلُّ شَجَرَةٍ جَازَتِ البُقول كَانَ
لَهَا شَوْكٌ أَو لَمْ يَكُنْ، والزَّيْتُونُ مِنِ العِضاه، والنَّخْل
مِنِ العِضاه. أَبو زَيْدٍ: العضاهُ يَقَع عَلَى شجرٍ من شجر الشَّوْك،
وَلَهُ أَسماءٌ مُخْتَلِفَةٌ يَجْمَعُهَا العِضاهُ، وإِنما العِضاهُ
الخالصُ مِنْهُ مَا عَظُمَ واشتدَّ شوكُه. قَالَ: وَمَا صَغُر مِنْ
شَجَرِ الشَّوْك فإِنه يُقَالُ لَهُ العِضُّ والشِّرْسُ. قَالَ:
والعِضُّ والشِّرْسُ لَا يُدْعَيانِ عِضاهاً. وَفِي الصِّحَاحِ:
العِضاه كلُّ شَجَرٍ يَعْظُم وَلَهُ شَوْكٌ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ
لِلشَّمَّاخِ:
يُبادِرْنَ العِضاهَ بمُقْنعاتٍ، ... نواجذُهُنَّ كالحِدَإِ الوَقيعِ
وَهُوَ عَلَى ضَرْبَيْنِ: خَالِصٌ وَغَيْرُ خالصٍ، فالخالصُ الغَرْفُ
والطَّلْحُ والسَّلَم والسِّدْر والسَّيَال والسَّمُر واليَنْبوتُ
والعُرْفُطُ والقَتادُ الأَعظمُ والكَنَهْبُلُ والغَرَبُ والعَوْسَجُ،
وَمَا لَيْسَ بِخَالِصٍ فالشَّوْحَطُ والنَّبْعُ والشِّرْيانُ
والسَّرَاءُ والنَّشَمُ والعُجْرُمُ والعِجْرِمُ والتَّأْلَبُ،
فَهَذِهِ تُدْعَى عِضاهَ القِياسِ مِنَ القَوْسِ، وَمَا صَغُرَ مِنْ
شَجَرِ الشَّوْكِ فَهُوَ العِضُّ، وَمَا لَيْسَ بعِضٍّ وَلَا عِضاهٍ
مِنْ شَجَرِ الشَّوْكِ فالشُّكاعَى والحُلاوَى والحاذُ والكُبُّ
والسُّلَّجُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِذا جِئْتُمْ أُحُداً فكُلُوا مِنْ شَجَرِهِ أَو مِنْ عِضاهِه
؛ العِضاهُ: شجرُ أُمِّ غَيْلانَ وكلُّ شَجَرٍ عَظُمَ لَهُ شوكٌ،
الواحدَةُ عِضَةٌ، بِالتَّاءِ، وأَصلها عِضْهَةٌ. وعَضِهَتِ الإِبلُ،
بِالْكَسْرِ، تَعْضَهُ عَضَها إِذا رَعَتِ العِضاهَ. وأَعْضَهَ القومُ:
رَعَتْ إِبلُهم العِضاه وبعيرٌ عاضِهٌ وعَضِهٌ: يَرْعَى الْعِضَاهَ.
وَفِي حَدِيثِ
أَبي عُبَيْدَةَ: حَتَّى إِن شِدْق أَحَدهم بِمَنْزِلَةِ مِشْفَر
الْبَعِيرِ العَضِه
؛ هُوَ الَّذِي يَرْعَى الْعِضَاهَ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَشْتَكِي
مِنْ أَكل الْعِضَاهِ، فأَما الَّذِي يأْكل العِضاهَ فَهُوَ العاضِهُ،
وَنَاقَةٌ عاضِهَةٌ وعاضِهٌ كَذَلِكَ، وجِمالٌ عَواضِهُ وَبَعِيرٌ
عَضِهٌ يَكُونُ الراعِيَ العِضاهَ والشاكِيَ مِنْ أَكلها؛ قَالَ
هِمْيانُ بْنُ قُحافَةَ السَّعْدِيّ:
وقَرَّبوا كلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ، ... قَرِيبةٍ نُدْوَتُه مِنْ
مَحْمَضِهْ،
أَبْقَى السِّنافُ أَثراً بأَنْهُضِهْ
قَوْلُهُ كلَّ جُمالِيٍّ عَضِه؛ أَراد كُلَّ جُماليَّةٍ وَلَا يَعْني
بِهِ الجملَ لأَن الْجُمَلَ لَا يُضَافُ إِلى نَفْسِهِ، وإِنما يُقَالُ
فِي النَّاقَةِ جُمالِيَّة تَشْبِيهًا لَهَا بِالْجُمَلِ كَمَا قَالَ
ذُو الرُّمَّةِ:
جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ يَشُلُّها
وَلَكِنَّهُ ذكَّره عَلَى لَفْظِ كُلَّ فَقَالَ: كلَّ جُمالِيٍّ
عَضِهْ.
(13/517)
قَالَ الْفَارِسِيُّ: هَذَا مِنْ مَعْكُوسِ
التَّشْبِيهِ، إِنما يُقَالُ فِي الناقةِ جُماليَّة تَشْبِيهًا لَهَا
بِالْجُمَلِ لِشِدَّتِهِ وَصَلَابَتِهِ وَفَضْلِهِ فِي ذَلِكَ عَلَى
النَّاقَةِ، وَلَكِنَّهُمْ رُبَّمَا عَكَسُوا فَجَعَلُوا الْمُشَبَّهَ
بِهِ مُشَبَّهًا وَالْمُشَبَّهَ مُشَبَّهًا بِهِ، وَذَلِكَ لِما
يُرِيدُونَ مِنَ اسْتِحْكَامِ الأَمر فِي الشَّبَه، فَهُمْ يَقُولُونَ
للناقةِ جُمالِيَّةٌ، ثُمَّ يُشْعِرُونَ بِاسْتِحْكَامِ الشَّبَهِ
فَيَقُولُونَ لِلذَّكَرِ جُمالِيٌّ، يَنْسِبُونَهُ إِلى النَّاقَةِ
الجُماليَّة، وَلَهُ نَظَائِرُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَكَلَامِ
سِيبَوَيْهِ؛ أَما كَلَامُ الْعَرَبِ فَكَقَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ:
ورَمْلٍ كأَوْراكِ النساءِ اعْتَسَفْتُه، ... إِذا لَبَّدَتْهُ
السارياتُ الرَّكائِكُ
فَشَبَّهَ الرَّمْلَ بأَوراك النِّسَاءِ وَالْمُعْتَادُ عَكْسُ ذَلِكَ،
وأَما مِنْ كَلَامِ سِيبَوَيْهِ فَكَقَوْلِهِ فِي بَابِ اسْمِ
الْفَاعِلِ: وَقَالُوا هُوَ الضاربُ الرجلَ كَمَا قَالُوا الحَسَنُ
الوَجْهَ، قَالَ: ثُمَّ دَارَ فَقَالَ وَقَالُوا هُوَ الحَسَنُ
الوَجْهَ كَمَا قَالُوا الضاربُ الرجلَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ناقةٌ
عَضِهَةٌ تَكسِرُ عِيدانَ العِضاهِ، وَقَدْ عَضِهَتْ عَضَهاً. وأَرضٌ
عَضيهَةٌ: كَثِيرَةُ العِضاهِ، ومُعْضِهَةٌ: ذاتُ عِضاهٍ كمُعِضَّةٍ،
وَهِيَ مَذْكُورَةٌ فِي مَوْضِعِهَا: الْجَوْهَرِيُّ: وَتَقُولُ
بِعِيرٌ عَضَوِيٌّ وإِبل عَضَوِيَّةٌ بِفَتْحِ الْعَيْنِ عَلَى غَيْرِ
قِيَاسٍ. وعَضَهْتُ العِضاهَ إِذا قَطَعْتَهَا. وَرَوَى ابْنُ بَرِّيٍّ
عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ قَالَ: لَا يُقَالُ بَعِيرٌ عاضِهٌ
لِلَّذِي يَرْعَى العِضاهَ، وإِنما يُقَالُ لَهُ عَضهٌ، وأَما العاضِهُ
فَهُوَ الَّذِي يَشْتَكي عَنْ أَكل العِضاهِ. والتَّعْضِيهُ: قَطْعُ
العِضاهِ واحْتِطابُه. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَا عُضِهَتْ عِضاهٌ إِلا بِتَرْكِهَا التَّسْبِيحَ.
وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَنْتَجِبُ غَيْرَ عِضاهِه إِذا انْتَحَلَ شِعْرَ
غيرِه؛ وَقَالَ:
يَا أيُّها الزاعِمُ أَني أَجْتَلِبْ ... وأَنَّني غَيْرَ عِضاهِي
أَنْتَجِبْ
كَذبْتَ إِنَّ شَرَ مَا قيلَ الكَذِبْ
وَكَذَلِكَ: فُلَانٌ يَنْتَجِبُ عِضاهَ فلانٍ أَي أَنه يَنْتحِل
شِعْرَه، والانْتِجابُ أَخْذُ النَّجَبِ مِنَ الشَّجَرِ، وَهُوَ
قِشْرُهُ؛ وَمِنْ أَمثالهم السَّائِرَةِ:
وَمِنْ عِضَةٍ مَا يَنْبُتَنَّ شَكيرُها
وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ: العَصا مِنَ العُصَيَّةِ؛ وَقَالَ
الشَّاعِرُ:
إِذا ماتَ مِنْهُمْ سَيِّدٌ سُرِقَ ابْنُه، ... وَمِنْ عِضَةٍ مَا
يَنْبُتَنَّ شَكيرُها
يُرِيدُ: أَن الِابْنَ يُشْبِهُ الأَبَ، فَمَنْ رأَى هَذَا ظَنَّهُ
هَذَا، فكأَنّ الابنَ مَسْرُوقٌ، والشكيرُ: مَا يَنْبُتُ فِي أَصْلِ
الشجرة:
عفه: رَوَى بَعْضُهُمْ بَيْتَ الشَّنفَرَى:
عُفاهِيَةٌ لَا يُقْصَرُ السِّتْرُ دُونَها، ... وَلَا تُرْتَجَى
للبيتِ مَا لَمْ تُبَيّتِ
قِيلَ: العُفاهِيَةُ الضَّخْمَةُ، وَقِيلَ: هِيَ مِثْلُ العُفاهِمَة.
يُقَالُ: عَيْش عُفاهِمٌ أَي نَاعِمٌ، وَهَذِهِ انْفَرَدَ بِهَا
الأَزهري، وَقَالَ: أَما العُفاهِيَة فَلَا أَعرفها، وأَما العُفاهِمة
فَمَعْرُوفَةٌ.
عله: العَلَهُ: خُبْثُ النَّفْس وضَعْفُها، وَهُوَ أَيضاً أَذَى
الخُمارِ «2» . والعَلَهُ الشَّرَهُ. والعَلَهُ: الدَّهَشُ والحَيْرة.
والعَلِهُ: الَّذِي يتَرَدَّدُ مُتَحَيِّرًا، والمُتَبَلِّدُ مِثْلُهُ؛
أَنشد لَبِيدٌ:
عَلِهَتْ تَبَلَّدُ فِي نِهاء صُعائِدٍ، ... سَبْعاً تُؤاماً كامِلًا
أَيَّامُها
وَفِي الصِّحَاحِ: عَلِهَتْ تَرَدَّدُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ:
__________
(2) . قَوْلُهُ [وَهُوَ أَيْضًا أَذَى الْخُمَارِ] كذا بالأصل والتهذيب
والمحكم، والذي في التكملة بخط الصاغاني: أدنى الخمار، بدال مهملة
فنون، وتبعه المجد
(13/518)
وَالصَّوَابُ تَبَلَّدُ. والعَلَهُ أَن
يَذْهَبَ وَيَجِيءَ مِنَ الفَزَع. أَبو سَعِيدٍ: رَجُلٌ عَلْهانُ
عَلَّانٌ، فالعَلْهانُ الْجَازِعُ، والعَلَّانُ الْجَاهِلُ. وَقَالَ
خَالِدُ بْنُ كُلْثُوم: العَلْهاءُ: ثوبانِ يُنْدَفُ فِيهِمَا وَبرٌ
الإِبل، يَلْبَسُهما الشجاعُ تَحْتَ الدِّرْعِ يَتَوَقَّى بِهِمَا
الطَّعْنَ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ قَمِيئَةَ:
وتَصَدَّى لِتَصْرَعَ البَطَلَ الأَرْوَعَ ... بَيْنَ العَلْهاءِ
والسِّرْبالِ
تَصَدَّى: يَعْنِي الْمَنِيَّةُ لَتُصِيبُ الْبَطَلَ الْمُتَحَصِّنَ
بِدِرْعِهِ وَثِيَابِهِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: قرأْت بِخَطِّ شَمِرٌ فِي
كِتَابِهِ فِي السِّلَاحِ: مِنْ أَسماء الدُّرُوعِ العَلْماء،
بِالْمِيمِ، وَلَمْ أَسمعه إلَّا فِي بَيْتِ زُهَيْرِ بْنِ جَنابٍ.
والعَلَهُ: الحُزْنُ. والعَلَهُ: أَصله الحِدَّة والانْهماك؛ وأَنشد:
وجُرْدٍ يَعْلَهُ الدَّاعي إِليها، ... مَتَى رَكِبَ الفَوارِسُ أَو
مَتَى لَا
والعَلَهُ: الجُوعُ. والعَلْهانُ: الْجَائِعُ، والمرأَة عَلْهَى مِثْلُ
غَرْثانَ وغَرْثَى أَي شَدِيدُ الْجُوعِ، وَقَدْ عَلِهَ يَعْلَهُ،
وَالْجَمْعُ عِلاهٌ وعَلاهَى. وَرَجُلٌ عَلْهانُ: تُنازِعُه نَفْسُهُ
إِلَى الشَّيْءِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِلَى الشَّرِّ، وَالْفِعْلُ
مِنْ كُلِّ ذَلِكَ عَلِهَ عَلَهاً فَهُوَ عَلِهٌ. وامرأَة عالِهٌ:
طَيَّاشَةٌ. وعَلِهَ عَلَهاً: وَقَعَ فِي مَلامَة. والعَلْهَانُ:
الظَّلِيمُ. والعالِهُ: النَّعامَةُ. وَفَرَسٌ عَلْهَى: نَشِيطَةٌ
نَزِقَةٌ، وَقِيلَ: نَشِيطَةٌ فِي اللِّجَامِ. والعَلَهانُ: اسْمُ
فَرَسِ أَبي مُلَيْلٍ «1» . عبدِ اللَّهِ بْنِ الْحَرِثِ. وعَلْهانُ:
اسْمُ رَجُلٍ، قِيلَ: هُوَ مِنْ أَشراف بَنِي تميم.
عمه: العَمَهُ: التَّحَيُّر والتَّرَدُّد؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:
مَتى تَعْمَهْ إِلَى عُثْمانَ تَعْمَه ... إِلَى ضَخْم السُّرادِقِ
والقِبابِ
أَي تُرَدِّدُ النظرَ، وَقِيلَ: العَمَهُ التَّرَدُّدُ فِي
الضَّلَالَةِ وَالتَّحَيُّرِ فِي مُنازعة أَو طَرِيقٍ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ:
هُوَ أَن لَا يَعْرِفُ الحُجَّة؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ
ترَدُّده لَا يَدْرِي أَين يَتَوَجَّهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ
الْعَزِيزِ: وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ
؛ وَمَعْنَى يَعْمَهُونَ: يَتَحَيَّرُونَ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: فأَينَ تَذْهَبُونَ بَلْ كَيْفَ
تَعْمَهُون
؟ قَالَ ابْنُ الأَثير: العَمَهُ فِي الْبَصِيرَةِ كَالْعَمَى فِي
البصَر. وَرَجُلٌ عَمِهٌ عامِهٌ أَي يتَرَدُّدُ مُتَحيِّراً لَا
يَهْتَدِي لِطَرِيقِهِ ومَذْهَبِه، وَالْجَمْعُ عَمِهون وعُمَّهٌ.
وَقَدْ عَمِه وعَمَه يَعْمَهُ عَمَهاً وعُمُوهاً وعُمُوهةً وعَمَهاناً
إِذَا حادَ عَنِ الْحَقِّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
ومَهْمَهٍ أَطْرافُه فِي مَهْمَهِ، ... أَعْمَى الهُدَى بالجاهِلينَ
العُمهِ
والعَمَهُ فِي الرأْي، والعَمَى فِي البصَر. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ:
وَيَكُونُ العَمى عَمى الْقَلْبِ. يُقَالُ: رَجُلٌ عَمٍ إِذَا كَانَ
لَا يُبْصِر بِقَلْبِهِ. وأَرض عَمْهاءُ: لَا أَعلامَ بِهَا.
وَذَهَبَتْ إبلُهُ العُمَّهَى إِذَا لَمْ يَدْرِ أَينَ ذَهَبَتْ،
والعُمَّيْهَى مثله.
عَنْهُ: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: العِنْهُ نَبْتٌ، واحدتُه عِنْهَةٌ.
قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الْحِمَارَ:
وسَخِطَ العِنْهَةَ والقَيْصُوما
عنته: ابْنُ دُرَيْدٍ: رَجُلٌ عُنْتُهٌ وعُنْتُهِىٌّ، وَهُوَ
المُبالِغُ فِي الأَمرِ إِذَا أَخذَ فيه.
عهه: عَهْ عَهْ: زَجْرٌ للإِبل. وعَهْعَهَ بالإِبل: قَالَ لَهَا عَهْ
عَهْ، وَذَلِكَ إِذَا زجَرَها لِتَحْتَبِسَ. وَحَكَى أَبو
__________
(1) . قوله [أبي مليل] كذا في التهذيب والتكملة بلامين مصغراً، والذي
في القاموس: مليك آخره كاف
(13/519)
مَنْصُورٍ الأَزهري عَنِ الْفَرَّاءِ:
عَهْعَهْتُ بالضَّأْنِ عَهْعهَةً إِذَا قُلْتَ لَهَا عَهْ عَهْ، وَهُوَ
زَجْرٌ لَهَا. وَحُكِيَ أَيضاً عَنِ ابْنِ بُزُرْج: عِيهَ الزَّرْعُ،
فَهُوَ مَعِيهٌ ومَعُوهٌ ومَعْهُوهٌ.
عوه: عَوَّه السَّفْرُ: عَرَّسُوا فَنَامُوا قَلِيلًا. وعَوَّهَ
عَلَيْهِمْ: عَرَّجَ وأَقام؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
شَأْزٍ بِمَنْ عَوَّهَ جَدْبِ المُنْطَلَقْ، ... ناءٍ مِنَ
التَّصْبِيحِ نائِي المُغْتَبَقْ
قَالَ الأَزهري: سأَلت أَعرابيّاً فَصِيحًا عَنْ قَوْلِ رُؤْبَةَ:
جَدْب المُنَدَّى شَئِزِ المُعَوَّهِ
وَيُرْوَى: جَدْبِ المُلَهَّى، فَقَالَ: أَراد بِهِ المُعَرَّجَ.
يُقَالُ: عَرَّجَ وعَوَّجَ وعَوّه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ اللَّيْثُ:
التَّعْوِيهُ وَالتَّعْرِيسُ نَوْمَةٌ خَفِيفَةٌ عِنْدَ وَجْه
الصُّبْح، وَقِيلَ: هُوَ النُّزُولُ فِي آخِرِ اللَّيْلِ، قَالَ: وكلُّ
مَنِ احْتَبسَ فِي مَكَانٍ فَقَدْ عَوَّهَ. والعاهَةُ: الآفَةُ. وعاهَ
الزرعُ والمالُ يَعُوهُ عاهةً وعُؤُوهاً وأَعاهَ: وَقَعَتْ فِيهِمَا
عاهةٌ. وَفِي حَدِيثِ
النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه نَهَى عَنْ
بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى تَذْهَبَ العاهةُ
أَي الآفةُ الَّتِي تُصِيبُ الزَّرْعَ وَالثِّمَارَ فَتُفْسِدُهَا؛
رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ ابْنُ عُمَرَ، وَقِيلَ لِابْنِ عُمَرَ: مَتَى
ذَلِكَ؛ فَقَالَ: طُلُوعَ الثُّرَيا. وَقَالَ طَبِيبُ الْعَرَبِ:
اضْمَنُوا لِي مَا بَيْنَ مَغِيبِ الثُّرَيا إِلَى طُلوعها أَضْمَنْ
لَكُمْ سَائِرَ السَّنَةِ. قَالَ اللَّيْثُ: العاهةُ الْبَلَايَا
والآفاتُ أَي فَسَادٌ يُصِيبُ الزَّرْعَ وَنَحْوَهُ مِنْ حَرٍّ أَو
عَطَشٍ، وَقَالَ: أَعاهَ الزرعُ إِذَا أَصابته آفَةٌ مِنَ اليَرَقانِ
وَنَحْوِهِ فأَفسدَهُ. وأَعاهَ القومُ إِذَا أَصاب زَرْعَهُمْ خَاصَّةً
عاهةٌ. وَرَجُلٌ مَعِيهٌ ومَعُوهٌ فِي نَفْسِهِ أَو مَالِهِ: أَصابته
عاهةٌ فِيهِمَا. وَيُقَالُ: أَعاهَ الرجلُ وأَعْوَهَ وعاهَ وعَوَّهَ
كلُّه إِذَا وَقَعَتِ العاهةُ فِي زَرْعِهِ. وأَعاهَ القومُ وعاهُوا
وأَعْوَهُوا: أَصاب ثمارَهم أَو مَاشِيَتَهُمْ أَو إِبِلَهُمْ أَو
زَرْعَهُمُ العاهةُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا يُورِدَنَّ ذُو عاهةٍ عَلَى مُصِحّ
أَي لَا يُورِد مَنْ بِإِبِلِهِ آفةٌ مِنْ جَرَبٍ أَو غَيْرِهِ عَلَى
مَنْ إبلُه صِحاحٌ، لِئَلَّا يَنْزِلَ بِهَذِهِ مَا نَزَلَ بِتِلْكَ،
فيظنَّ المُصِحُّ أَن تِلْكَ أَعْدَتْها فيأْثم. وطعامٌ مَعُوهٌ:
أَصابته عاهةٌ. وَطَعَامٌ ذُو مَعْوَهةٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَي
مَنْ أَكله أَصابته عاهةٌ، وعِيهَ المالُ. وَرَجُلٌ عائِهٌ وعاهٍ مثلُ
مائِهٍ وماهٍ. ورجلٌ عاهٌ أَيضاً: كَقَوْلِكَ كَبْشٌ صافٌ؛ قَالَ
طُفَيْلٌ:
ودارٍ يَظْعَنُ العاهُونَ عَنْهَا ... لِنَبَّتِهِمْ، ويَنْسَوْنَ
الذِّماما «1»
. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العاهُونَ أَصحابُ الرِّيبةِ والخُبْثِ،
وَيُقَالُ: عِيهَ الزَّرْعُ وإيفَ فَهُوَ مَعِيهٌ ومَعُوهٌ ومَعْهُوهٌ.
وعَوْهِ عَوْهِ: مِنْ دُعاءِ الجحْشِ. وَقَدْ عَوَّهَ الرجلُ إِذَا
دَعَا الجَحْشَ ليَلْحَقَ بِهِ فَقَالَ: عَوْهِ عَوْهِ إِذَا دَعَاهُ.
وَيُقَالُ: عاهِ عاهِ إِذَا زَجَرْتَ الإِبل لِتَحْتَبِسَ، وَرُبَّمَا
قَالُوا عِيهِ عِيهِ، وَيَقُولُونَ عَهْ عَهْ. وَبَنُو عَوْهَى: بَطْنٌ
مِنَ الْعَرَبِ بِالشَّامِ. وعاهانُ بْنُ كَعْبٍ: مِنْ شُعَرَائِهِمْ،
فَعَلانُ فِيمَنْ جَعَلَهُ مِنْ عَوَهَ، وفاعالٌ فِيمَنْ جَعَلَهُ مِنْ
عَهَنَ، وقد ذكر هناك.
عيه: عاهَ المالُ يَعِيهُ: أَصابته الْعَاهَةُ. وعِيهَ الْمَالُ
وَالزَّرْعُ وإيفَ، فَهُوَ مَعِيهٌ ومَعُوهٌ ومَعْهُوه. وأَرض
مَعْيُوهة: ذاتُ عاهةٍ. وعَيَّهَ بِالرَّجُلِ: صَاحَ بِهِ. وعِيهِ
عِيهِ وعاهِ عاهِ: زَجْرٌ للإِبل لتحتبس.
__________
(1) . قوله [لنبتهم] كذا بالأصل بهذا الضبط، والذي في التهذيب لبينهم
(13/520)
|