لسان العرب

فصل اللام
لثه: اللَّيْثُ: اللَّثاهُ اللُّهاةُ. وَيُقَالُ: هِيَ اللِّثهُ واللَّثهُ مِنَ اللَّثاه لحمٌ عَلَى أُصول الأَسنان. قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي عَرَفْته اللِّثاتُ جَمْعُ اللِّثَةِ، واللِّثَةُ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ أَصلها لِثَيَةٌ مِنْ لَثِيَ الشيءُ يَلْثَى إِذَا نَدِيَ وابْتَلَّ، قَالَ: وَلَيْسَ مِنْ بَابِ الْهَاءِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ:
لعَنَ الواشِمةَ
؛ قَالَ نَافِعٌ: الوَشمُ فِي اللِّثةِ، اللِّثَةُ، بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيفِ، عُمورُ الأَسْنانِ وهي مَغارِزُها.
لطه: ابْنُ الأَعرابي: اللَّطْحُ واللَّطْهُ واحدٌ، وَهُوَ الضَّرْبُ بِبَاطِنِ الْكَفِّ. وَفِي النَّوَادِرِ: هَلْطةٌ مِنْ خَبَرٍ وهَيْطةٌ ولَهْطةٌ ولَعْطةٌ وخبْطةٌ وخَوْطةٌ كلُّه الْخَبَرُ تَسمعه وَلَمْ تَسْتَحِقَّ ولم تُكذِّبْ.
لهله: اللَّهْلَهةُ: الرجوعُ عَنِ الشَّيْءِ. وتَلَهْلَه السرابُ: اضطرَبَ. وبلدٌ لَهْلَهٌ ولُهْلُهٌ: واسعٌ مُسْتوٍ يَضْطَرِبُ فِيهِ السرابُ. واللُّهْلُهُ أَيضاً: اتساعُ الصَّحْرَاءِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
وخَرْق مَهارِقَ دي لُهْلُهٍ ... أَجَدَّ الأُوامَ بِهِ مَظْمَؤُهْ
أَجَدَّ: جدَّدَ. واللُّهْلُه، بِالضَّمِّ: الأَرضُ الْوَاسِعَةُ يَضْطَرِبُ فِيهَا السَّرَابُ، وَالْجَمْعُ لَهالِهُ؛ وأَنشد شَمِرٌ لِرُؤْبَةَ:
بَعْدَ اهْتضامِ الرَّاغِياتِ النُّكَّهِ، ... ومخْفِقٍ مَنَّ لُهْلُهٍ ولُهْلُهِ،
مِنْ مَهْمَهٍ يَجْتَبْنَه ومَهْمَهِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّاغِيَاتُ النُّكَّهُ أَي الَّتِي ذَهَبَتْ أَصواتها مِنَ الضَّعْفِ؛ قَالَ: وشاهدُ الْجَمْعِ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
وَكَمْ دُونَ لَيْلى مِنْ لَهالِهَ بَيْضُها ... صحيحٌ بمَدْحَى أُمِّه وفَلِيقُ
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اللُّهْلُهُ الْوَادِي الْوَاسِعُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: اللَّهالِهُ مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرض. الأَصمعي: اللُّهْلُهُ مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرض. واللَّهْلَهُ، بِالْفَتْحِ: الثوبُ الرديءُ النَّسْجِ، وَكَذَلِكَ الكلامُ والشِّعْرُ. يُقَالُ: لَهْلَه النسَّاجُ الثوبَ أَي هَلْهَلَه، وَهُوَ مَقْلُوبٌ مِنْهُ. وثوبٌ لَهْلَهٌ، بِالْفَتْحِ لَا غيرُ: رقيقُ النَّسْجِ. واللَّهْلَهةُ: سخافةُ النَّسْجِ. واللُّهْلُهُ: القبيحُ الوجه.
لوه: لاهَ السرابُ لَوْهاً ولَوَهاناً وتَلَوَّه. اضْطَرَبَ وبَرَق، والإِسم اللُّؤُوهةُ. وَيُقَالُ: رأَيتُ لَوْهَ السَّرَابِ أَي بَرِيقَه. وَحُكِيَ عَنْ بعضهم: لاهَ اللهُ
__________
(1) . قوله [وَفِي الصِّحَاحِ وَلَا كَهْكَاءَةٌ] كذا في الأَصل، والذي فيما بأيدينا من نسخ الصحاح: ولا كهكاهة مثل المذكور قبل

(13/538)


الخلقَ يَلُوهُهم خلَقَهم، وَذَلِكَ غَيْرُ مَعْرُوفٍ. واللاهةُ: الحيَّةُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. واللاتُ: صنمٌ لِثَقِيف، وَكَانَ بِالطَّائِفِ، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقِفُ عَلَيْهِ بِالتَّاءِ، وَبَعْضُهُمْ بِالْهَاءِ، وأَصله لاهةٌ، وَهِيَ الحيَّة كأَنَّ الصنَمَ سُمِّي بِهَا، ثُمَّ حُذِفَتْ مِنْهُ الْهَاءُ، كَمَا قَالُوا شَاةٌ وأَصلها شَاهَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا بأَن أَلفَ اللاهةِ الَّتِي هِيَ الحيَّةُ واوٌ لأَن العينَ وَاوًا أَكثرُ مِنْهَا يَاءً، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ:
أفَرَأَيْتُمُ اللَّاتِ والعُزَّى
، بِالتَّاءِ، وَيَقُولُ: هِيَ اللَّاتْ فَيَجْعَلُهَا تَاءً فِي السُّكوت، وَهِيَ اللاتِ، فأَعلَم أَنه جُرَّ فِي مَوْضِعِ الرَّفْعِ، فَهَذَا مثلُ أَمْسِ مَكْسُورٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَهُوَ أَجْودُ مِنْهُ لأَن أَلفَ اللاتِ ولامَه لَا تَسْقُطان وَإِنْ كَانَتَا زَائِدَتَيْنِ، قَالَ: وأَما مَا سَمِعْنَا مِنَ الأَكثر فِي اللاتِ والعُزَّى فِي السُّكُوتِ عَلَيْهَا فاللَّاهْ، لأَنها هاءٌ فَصَارَتْ تَاءً فِي الْوَصْلِ، وَهِيَ فِي تِلْكَ اللُّغَةِ مثلُ كَانَ مِنَ الأَمر كَيْتِ وكَيْتِ، وَكَذَلِكَ هَيْهاتِ فِي لُغَةِ مَنْ كسَر، إِلَّا أَنه يَجُوزُ فِي هَيْهات أَن يَكُونَ جَمَاعَةً وَلَا يَجُوزُ ذَلِكَ فِي اللَّات، لأَن التَّاءَ لَا تُزاد فِي الْجَمَاعَةِ إِلَّا مَعَ الأَلف، وَإِنْ جعلتَ الأَلف وَالتَّاءَ زَائِدَتَيْنِ بَقِيَ الِاسْمُ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حقُّ اللاتِ أَن تُذْكَرَ فِي فَصْلِ لُوِيَ لأَن أَصله لَوَيَة مِثْلُ ذَاتٍ مِنْ قَوْلِكَ ذاتُ مالٍ، والتاءُ للتأْنيث، وَهُوَ مِنْ لَوَى عَلَيْهِ يَلْوِي إِذَا عَطَف لأَن الأَصنام يُلْوَى عَلَيْهَا ويُعْكَف. الْجَوْهَرِيُّ: لاهَ يَلِيهُ لَيْهاً تَسَتَّر، وجوَّز سِيبَوَيْهِ أَن يَكُونَ لاهٌ أَصلَ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى؛ قَالَ الأَعشى:
كَدَعْوةٍ مِنْ أَبي رَباحٍ ... يَسْمَعُها لاهُه الكُبارُ
أَي إلاهُه، أُدخلت عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامُ فَجَرَى مَجْرَى الِاسْمِ الْعَلَمِ كالعبَّاسِ والحسَن، إِلَّا أَنه خَالَفَ الأَعلام مِنْ حيثُ كَانَ صِفَةً، وَقَوْلُهُمْ: يَا أَلِلَّهِ، بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ، إِنَّمَا جازَ لأَنه يُنْوَى فِيهِ الْوَقْفُ عَلَى حَرْفِ النِّدَاءِ تفخيماً للاسم. وقولهم: لاهُمَّ واللَّهُمَّ، فَالْمِيمُ بَدَلٌ مِنْ حَرْفِ النِّدَاءِ؛ وَرُبَّمَا جُمع بَيْنَ البَدَل والمُبْدَل مِنْهُ فِي ضَرُورَةِ الشَّعْرِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ:
غَفَرْتَ أَو عذَّبْتَ يَا اللَّهُمَّا
لأَن لِلشَّاعِرَ أَن يُرَدَّ الشَّيْءُ إِلَى أَصله؛ وَقَوْلِ ذِي الإِصْبَع:
لاهِ ابنُ عَمِّكَ، لَا أَفْضَلْتَ فِي حَسَبٍ ... عَنّي، وَلَا أَنْتَ دَيَّانِي فتَخْزُوني
أَراد: للهِ ابنُ عَمِّكَ، فَحَذَفَ لامَ الْجَرِّ واللامَ الَّتِي بَعْدَهَا، وأَما الأَلفُ فَهِيَ مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الْيَاءِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ لَهْيَ أَبوكَ، أَلا تَرَى كَيْفَ ظَهَرَتِ الْيَاءُ لَمَّا قُلِبت إِلَى مَوْضِعِ اللَّامِ؟ وأَما لاهُوت فَإِنْ صَحَّ أَنه مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ فَيَكُونُ اشْتِقَاقُهُ مِنْ لاهَ، وَوَزْنُهُ فَعَلُوت مِثْلُ رَغَبُوت ورَحَمُوت، وَلَيْسَ بِمَقْلُوبٍ كَمَا كَانَ الطَّاغُوتُ مقلوباً.