لسان العرب

فصل الضاد المعجمة
ضأي: ابْنُ الأَعرابي: ضأَى الرَّجُلُ إِذا دَقَّ جِسمُه.
ضبا: ضَبَتْهُ الشمسُ والنارُ تَضْبُوهُ ضَبْياً وضَبْواً: لَفَحَتْه ولَوَّحَتْه وغَيَّرَتْه، وَكَذَلِكَ ضَبَحَتْه ضَبْحاً. وضَبَتْه النَّارُ ضَبْواً: أَحْرَقَتْه وشَوَتْهُ، وبعضُ أَهلِ اليَمَن يُسَمُّونَ خُبْزَة المَلَّةِ مَضْباةً «1» . مِنْ هَذَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كيفَ ذَلِكَ إِلَّا أَن تُسَمَّى بَاسْمِ المَوْضِعِ. وأَضْبَى الرجلُ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ: أَمْسَك، لغةٌ فِي أَضْبَأَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَضْبَى بِهِمُ السَّفَر: أَخْلَفَهُم مَا رَجَوْا فِيهِ مِنْ رِبْحٍ ومَنْفَعةٍ؛ عَنِ الهَجَري؛ وأَنشد:
لَا يَشْكُرونَ إِذا كنَّا بمَيْسَرَةٍ، ... وَلَا يَكُفُّونَ إِنْ أَضْبَى بِنَا السَّفَر
الْكِسَائِيُّ: أَضْبَيْتُ عَلَى الشَّيْءِ أَشْرَفْتُ عَلَيْهِ أَنْ أَظْفَرَ بِهِ. والضَّابي: الرَّمادُ. وأَضْبَى يُضْبِي إِذا رَفَع؛ قَالَ رؤْبة:
تَرَى قَناتي كقَناة الأضْهابْ ... يُعْمِلُها الطَّاهِي، ويُضْبِيها الضَّابْ
يُضْبيها أَي يَرْفَعُها عَنِ النارِ كَيْ لَا تَحْتَرِقَ، والضّابْ: يُرِيدُ الضّابِيَ، وَهُوَ الرافِعُ، وَالطَّاهِي هُنَا: المُقَوِّم للقِسِيِّ والرِّماحِ عَلَى النّارِ.
ضجا: ضَجَا بالمكانِ: أَقامَ؛ حَكَاهُ ابْنُ دريدٍ؛ قَالَ: وليس بثَبتٍ.
ضحا: الضَّحْوُ والضَّحْوَةُ والضَّحِيَّةُ عَلَى مِثَالِ العَشِيَّة: ارْتِفاعُ النَّهَارِ: أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
رَقُود ضَحِيَّاتٍ كأَنَّ لِسانَهُ، ... إِذا واجَهَ السُّفّارَ، مِكْحالُ أَرْمَدا
والضُّحى: فُوَيْقَ ذَلِكَ أُنْثى وتَصْغيرُها بغَيْر هاءٍ لِئَلَّا يَلْتَبِسَ بتَصْغير ضَحْوَةٍ. والضَّحاءُ، ممدودٌ، إِذا امْتَدَّ النهارُ وكرَبَ أَن يَنْتَصِفَ؛ قَالَ رؤْبة:
هَابِي العَشِيِّ دَيْسَق ضَحاؤُه
وَقَالَ آخَرُ:
عَلَيْهِ مِنْ نَسْجِ الضُّحى شُفوفُ
__________
(1) . قوله [مضباة] بفتح الميم كما في المحكم، وفي القاموس بضم الميم

(14/474)


شَبَّه السَّرابَ بالسُّتور الْبِيضِ، وَقِيلَ: الضُّحى مِنْ طلوعِ الشَّمْسِ إِلى أَنْ يَرْتَفِعَ النهارُ وتَبْيَضَّ الشَّمْسُ جِدًّا، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الضَّحاءُ إِلى قَريب مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَالشَّمْسِ وَضُحاها
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: ضُحاها نَهارُها، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى
؛ هُوَ النهارُ كُلُّه؛ قَالَ الزَّجاج: وَضُحاها
وضِيائها، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ وَالضُّحى
: والنهارِ، وَقِيلَ: ساعةٌ مِنْ سَاعَاتِ النَّهَارِ. والضُّحى: حينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ فَيَصْفو ضَوْءُها. والضَّحاء، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ، إِذا ارْتَفَعَ النَّهارُ واشْتَدَّ وَقْعُ الشَّمْسِ، وَقِيلَ: هُو إِذا عَلَتِ الشَّمْسُ إِلى رُبْعِ السَّماءِ فَما بَعْدَه. والضَّحاء: ارْتِفاعُ الشَّمْس الأَعلى. والضُّحى، مَقْصُورَةٌ مؤَنثة: وَذَلِكَ حينَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ. وَفِي حَدِيثِ
بِلَالٍ: فَلَقَدْ رأَيْتُهم يَتَرَوَّحون فِي الضَّحاء
أَي قَرِيبًا مِنْ نِصْفِ النهارِ، فأَمّا الضَّحْوة فَهُوَ ارتفاعُ أَول النَّهارِ، والضُّحى، بالضَّمّ وَالْقَصْرِ، فَوْقَه، وَبِهِ سُمِّيَتْ صَلَاةُ الضُّحى. غَيْرُهُ: ضَحْوَةُ النَّهارِ بعدَ طُلوعِ الشَّمْس ثُمَ بَعْدَهُ الضُّحى، وَهِيَ حينَ تُشْرِقُ الشمسُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ يقالُ ضَحْوٌ لُغَةً فِي الضُّحى؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
طَرِبْتَ وهاجَتْكَ الحَمامُ السَّواجِعُ، ... تَميلُ بِهَا ضَحْواً غُصونٌ يَوانِعُ
قَالَ: فَعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ ضُحَيٌّ تصغيرَ ضَحْو. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الضُّحى مَقْصُورَةٌ تؤَنث وَتُذَكَّرُ، فَمَنْ أَنث ذَهَبَ إِلى أَنها جَمْعُ ضَحْوَةٍ، وَمَنْ ذكَّر ذَهَبَ إِلى أَنه اسمٌ عَلَى فُعَلٍ مِثْلُ صُرَدٍ ونُغَرٍ، وَهُوَ ظرْف غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ مثلُ سَحَر، تقول: لقِيتُه ضُحًى وضُحَى، إِذا أَرَدْتَ بِهِ ضُحى يَوْمِكَ لَمْ تُنَوِّنْه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ضُحىً مصروفٌ عَلَى كلِّ حالٍ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ثُمَّ بَعْدَهُ الضَّحاءُ ممدودٌ مذكَّرٌ وَهُوَ عَنْدَ ارتِفاعِ النِّهَارِ الأَعلى، تَقُولُ مِنْهُ: أَقَمْتُ بِالْمَكَانِ حَتَّى أَضْحَيْت كَمَا تَقُولُ مِنَ الصَّبَاح أَصْبَحْت. وَمِنْهُ قَوْلُ
عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: أَضْحُوا بصَلاةِ الضُّحى
أَي صَلُّوها لِوَقْتهِا وَلَا تُؤَخِّروها إِلى ارْتِفاعِ الضُّحى. وَيُقَالُ: أَضْحَيْتُ بصَلاةِ الضُّحى أَي صَلَّيْتُها فِي ذَلِكَ الوقتِ. والضَّحاءُ أَيضاً: الغَداءُ، وَهُوَ الطَّعامُ الَّذِي يُتَغَدَّى بِهِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يُؤْكلُ فِي الضَّحاءِ، تَقُولُ: هُمْ يَتَضَحَّوْن أَي يَتَغَدَّوْنَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الْجَعْدِيِّ:
أَعْجَلَها أَقْدُحي الضَّحَاءَ ضُحًى، ... وَهِيَ تُناصي ذَوائِبَ السَّلَمِ
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الحَكم:
بِها الصَّوْنُ: إِلَّا شَوطَها مِنْ غَداتِها ... لتَمْرينها، ثُمَّ الصَّبوحُ ضَحَاؤُها
وَفِي حَدِيثِ
سَلَمَة بْنِ الأَكْوَعِ: بَيْنا نحنُ نَتَضَحَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، أَي نَتَغَدَّى، والأَصلُ فِيهِ أَن العرَبَ كَانُوا يَسيرونَ فِي ظَعْنِهِمْ فإِذا مَرُّوا بِبُقْعَةٍ مِنَ الأَرض فِيهَا كَلأٌ وعُشْبٌ قَالَ قائِلُهم: أَلا ضَحُّوا رُوَيْداً أَي ارْفُقوا بالإِبلِ حَتَّى تَتَضَحَّى أَي تَنالَ مِنْ هَذَا المَرْعى، ثُمَّ وُضِعَتِ التَّضْحِيَة مكانَ الرِّفْقِ لتَصِلَ الإِبل إِلى المَنْزِل وَقَدْ شَبِعَتْ، ثُمَّ اتُّسِعَ فِيهِ حَتَّى قِيلَ لكُلِّ مَنْ أَكَلَ وقتَ الضُّحى هُوَ يتَضَحَّى أَي يأَكُلُ فِي هَذَا الوقْتِ كَمَا يُقَالُ يَتَغَدَّى ويتعشَّى فِي الغَداء والعَشاء. وضَحَّيْتُ فُلَانًا أُضَحِّيه تَضْحِيَةً أَي غَدَّيْتُه؛ وأَنشد لِذِي الرُّمَّةِ:
تَرى الثَّوْرَ يَمْشي، راجِعاً مِنْ ضَحائِهِ ... بِهَا، مِثْلَ مَشْيِ الهِبْرِزِيّ المُسَرْوَلِ

(14/475)


الهِبْرِزِيُّ: الْمَاضِي فِي أَمْرِه؛ مِنْ ضَحَائِه أَي منْ غَدائِه مِنَ المَرْعى وقتَ الغَداءِ إِذ ارْتَفَع النهارُ. وَرَجُلٌ ضَحْيَانٌ إِذا كانَ يأْكُلُ فِي الضُّحى. وامرأَةٌ ضَحْيانَةٌ مِثْلُ غَدْيانٍ وغَدْيانَةٍ. وَيُقَالُ: هَذَا يُضَاحِينا ضَحِيَّةَ كلِّ يومٍ إِذا أَتاهُم كلَّ غَداةٍ. وضَحّى الرجلُ: تَغَدَّى بالضُّحى؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
ضَحَّيْتُ حَتَّى أَظْهَرَتْ بمَلْحوبْ، ... وحَكَّتِ السَّاقَ بِبَطْنِ العُرْقوبْ
يَقُولُ: ضَحَّيْت لكَثْرَةِ أَكْلِها أَي تغَدَّيْت تِلْكَ الساعةَ انتِظاراً لَهَا، والاسمُ الضَّحاءُ عَلَى مِثالِ الغَداءِ والعَشاء، وَهُوَ ممدودٌ مذَكَّر. والضَّاحِيةُ مِنَ الإِبلِ والغَنَمِ: الَّتِي تَشْرَبُ ضُحى. وتَضَحَّتِ الإِبلُ: أَكَلَتْ فِي الضُّحى، وضَحَّيتُها أَنا. وَفِي الْمَثَلِ: ضَحِّ وَلَا تَغْتَرَّ، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ للإِنسان؛ هَذَا قولُ الأَصْمعي وَجَعَلَهُ غيرُه فِي الناسِ والإِبلِ، وَقِيلَ: ضَحَّيْتُها غَذَّيْتُها أَيَّ وقْتٍ كَانَ، والأَعْرَف أَنه فِي الضُّحى. وضَحَّى فُلَانٌ غنَمه أَي رَعَاهَا بالضُّحى. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَيُقَالُ ضَحَّتِ الإِبلُ الماءَ ضُحىً إِذا وَردَتْ ضُحىً؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: فإِن أَرادوا أَنها رَعَتْ ضُحىً قَالُوا تَضَحَّت الإِبلُ تَتَضَحَّى تَضَحِّياً. والمُضَحِّي: الَّذِي يُضَحّي إِبله. وَقَدْ تُسَمّى الشمسُ ضُحًى لظُهورِها فِي ذَلِكَ الوَقْتِ. وأَتَيْتُك ضَحْوَةً أَي ضُحىً، لَا تُسْتَعْمَل إِلا ظَرْفًا إِذا عنَيْتَها مِنْ يومِك، وَكَذَلِكَ جميعُ الأَوْقاتِ إِذا عَنَيْتَها مِنْ يومِك أَو لَيْلَتِكَ، فإِن لَمْ تَعْنِ ذَلِكَ صَرَّفْتَها بِوُجُوهِ الإِعْراب وأَجْرَيْتها مُجْرى سائرِ الأَسْماء. والضَّحِيَّة: لغةٌ فِي الضَّحْوَةِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، كَمَا أَنَّ الغَدِيَّة لغةٌ فِي الغَداةِ، وسيأْتي ذكرُ الغَدِيَّة. وضَاحَاهُ: أَتاه ضُحًى. وضَاحَيْتُه: أَتيتُه ضَحاءً. وفلانٌ يُضَاحِينا ضَحْوَ كُلِّ يومٍ أَي يأْتِينا. وضَحَّيْنا بَنِي فلانٍ: أَتيناهمْ ضُحًى مُغيرينَ عَلَيْهِمْ؛ وَقَالَ:
أَراني، إِذا ناكَبْتُ قوْماً عَداوَةً ... فضحَّيْتُهم، أَنِّي عَلَى الناسِ قادِرُ
وأَضْحَيْنا: صِرْنا فِي الضُّحى وبلغْناها، وأَضْحَى يفعلُ ذَلِكَ أَي صَارَ فاعِلًا لَهُ فِي وقتِ الضُّحى كَمَا تَقُولُ ظَلَّ، وَقِيلَ: إِذا فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ أَولِ النهارِ، وأَضْحَى فِي الغُدُوِّ إِذا أَخَّرَه. وضَحَّى بالشاةِ: ذَبَحها ضُحى النَّحْر، هَذَا هُوَ الأَصل، وَقَدْ تُسْتَعمَل التَّضْحِيةُ فِي جَمِيعِ أَوقات أَيام النَّحْر. وضَحَّى بشاةٍ مِنَ الأُضْحِيةِ وَهِيَ شاةٌ تُذْبَحُ يومَ الأَضْحى. والضَّحِيَّة: مَا ضَحَّيْت بِهِ، وَهِيَ الأَضْحاةُ، وَجَمْعُهَا أَضْحًى يذكَّر ويؤَنَّث، فَمَنْ ذكَّر ذهَبَ إِلى اليومِ؛ قَالَ أَبو الغُولِ الطُّهَوي «2» .
رَأَيْتُكمُ بَنِي الخَذْواءِ لَمَّا ... دَنا الأَضْحَى وصَلَّلَتِ اللِّحامُ،
تَولَّيْتُم بوِدِّكُمُ وقُلْتُمْ: ... لَعَكٌّ منكَ أَقْرَبُ أَو جُذَامُ
وأَضْحىً: جَمْعُ أَضْحَاةٍ مُنَوَّناً، ومثلُه أَرْطىً جمعُ أَرْطاةٍ؛ وشاهِدُ التأْنيث قَوْلُ الْآخَرِ:
يَا قاسِمَ الخَيراتِ يَا مَأْوى الكَرَمْ، ... قَدْ جاءَتِ الأَضْحى وَمَا لي من غَنَمْ
__________
(2) . قوله [أبو الغول الطهوي] قال في التكملة الشعر لأبي الغول النهشلي لا الطهوي، وقوله: لَعَكٌّ مِنْكَ أَقْرَبُ أَوْ جذام قال في التكملة: هكذا وقع فِي نَوَادِرِ أَبِي زَيْدٍ، والرواية: أعك منك أقرب أم جذام بالهمزة لا باللام

(14/476)


وَقَالَ:
أَلا لَيْتَ شِعْري هلْ تَعودَنَّ بعدَها ... عَلَى النَّاسِ أَضْحَى تجْمَعُ الناسَ، أَو فِطْرُ
قَالَ يَعْقُوبُ: يُسَمَّى اليومُ أَضْحىً بِجَمْعِ الأَضْحَاةِ الَّتِي هِيَ الشَّاةُ، والإِضْحِيَّة والأُضْحِيَّة كالضَّحِيَّة. ابْنُ الأَعرابي: الضَّحِيَّة الشاةُ الَّتِي تُذْبَحُ ضَحْوَةً مِثْلُ غَدِيَّةٍ وعَشِيَّة، وَفِي الضَّحِيَّة أَربعُ لغاتٍ: أُضْحِيَّةٌ وإِضْحِيَّةٌ وَالْجَمْعُ أَضَاحيُّ، وضَحِيَّةٌ عَلَى فَعِيلة، وَالْجَمْعُ ضَحايا، وأَضْحَاةٌ، وَالْجَمْعُ أَضْحىً كَمَا يُقَالُ أَرْطاةٌ وأَرْطىً، وَبِهَا سُمِّيَ يومُ الأَضْحى. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِن عَلَى كُلِّ أَهلِ بيْتٍ أَضْحاةً كلَّ عامٍ
أَي أُضحية؛ وأَما قولُ حَسَّان بْنِ ثَابِتٍ يَرْثي عثمانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
ضَحَّوْا بأَشْمَطَ، عُنوانُ السُّجودِ بِهِ، ... يُقَطِّعُ اللَّيلَ تسْبِيحاً وقُرْآنا
فإِنه اسْتَعارَهُ وأَرادَ قِراءةً. وضَحَا الرَّجُلُ ضَحْواً وضُحُوّاً وضُحِيّاً: بَرَز لِلشَّمْسِ. وضَحا الرَّجُلُ وضَحِيَ يَضْحى فِي اللُّغَتَيْنِ مَعًا ضُحُوّاً وضُحِيّاً: أَصابَتْه الشمسُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: قَالَ شِمْرٌ ضَحِيَ يَضْحى ضُحِيّاً وضَحا يَضْحُو ضُحُوّاً، وَعَنِ اللَّيْثِ ضَحِيَ الرجلُ يَضْحى ضَحاً إِذا أَصابَهُ حَرُّ الشَّمْسِ. قَالَ اللَّهُ تعالى: وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى
؛ قَالَ: لَا يُؤْذِيك حَرُّ الشَّمْسِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَا تَضْحى
لَا تُصِيبُك شمسٌ مؤْذِيَةٌ، قَالَ: وَفِي بَعْضِ التَّفْسِيرِ وَلَا تَضْحى لَا تَعْرَق؛ قَالَ الأَزهري: والأَول أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ؛ وأَنشد:
رَأَتْ رَجُلًا، أَمَّا إِذا الشَّمْسُ عارضَتْ ... فيَضْحَى، وأَمَّا بالعَشيِّ فَيَخْصَرُ
وضَحِيتُ، بِالْكَسْرِ، ضَحىً: عَرِقتُ. ابْنُ عَرَفَةَ: يُقَالُ لِكُلِّ مَنْ كَانَ بارِزاً فِي غيرِ مَا يُظِلُّه ويُكِنُّه إِنه لضاحٍ؛ ضَحِيتُ لِلشَّمْسِ أَي بَرَزْت لَهَا، وضَحَيْتُ لِلشَّمْسِ لغةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ
عَنْ عَائِشَةَ: فَلَمْ يَرُعْني إِلا وَرَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ ضَحا
أَي ظَهَر؛ قَالَ شِمْرٌ: قَالَ بعضُ الكلابيِّينَ الضَّاحِي الَّذِي بَرَزَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وغَدا فلانٌ ضَحِياً وغَدا ضاحِياً وَذَلِكَ قُرْبَ طُلوعِ الشَّمْسِ شَيْئًا، وَلَا يزالُ يقالُ غَدا ضاحِياً مَا لَمْ تَكُنْ قائلةٌ. وَقَالَ بعضُهم: الْغَادِي أَن يَغْدُوَ بَعْدَ صلاةِ الغَداةِ، وَالضَّاحِي إِذا اسْتَعْلَت عَلَيْهِ الشَّمْسُ. وَقَالَ بَعْضُ الكِلابيِّينَ: بَيْنَ الْغَادِي وَالضَّاحِي قَدْرُ فُواقِ ناقةٍ؛ وَقَالَ القُطامي:
مُسْتَبْطئُوني، وَمَا كَانَتْ أَناتُهُمُ ... إِلا كَمَا لبثَ الضَّاحِي عَنِ الْغَادِي «1»
. وضَحَيْتُ لِلشَّمْسِ وضَحِيتُ أَضْحَى مِنْهُمَا جَمِيعًا. والمَضْحَاةُ: الأَرض البارزةُ الَّتِي لَا تكادُ الشَّمْسُ تَغِيبُ عَنْهَا، تَقُولُ: عليكَ بمَضْحَاةِ الْجَبَلِ. وضَحَا الطَّرِيقُ يَضْحُو ضُحُوّاً: بَدا وظَهَر وبَرَزَ. وضاحِيةُ كلِّ شَيْءٍ: مَا بَرَزَ مِنْهُ. وضَحَا الشَّيءُ وأَضْحَيْتُه أَنا أَي أَظْهَرْتُه. وضَواحي الإِنسان: مَا بَرَزَ مِنْهُ لِلشَّمْسِ كالمَنْكِبَيْن والكَتِفَيْنِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: والضَّوَاحِي مِنَ الإِنسان كَتِفاهُ ومَتْناه؛ وَقِيلَ: إِن الأَصمعي دَخَلَ عَلَى سَعِيدِ بْنِ سَلْمٍ وَكَانَ ولدُ سعيدٍ يَترَدَّدُ إِليه ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ لَهُ الأَصمعيُّ: أَنشد عمَّك مِمَّا رَوَاهُ أُستاذُكَ، فأَنشد:
رَأَتْ نِضْوَ أَسْفارٍ، أُمَيْمَةُ، قاعِداً ... عَلَى نِضْوِ أَسفارٍ، فَجُنَّ جُنُونُها
فَقَالَتْ مِنَ أَيِّ الناسِ أَنتَ، وَمَنْ تكنْ؟ ... فإِنكَ رَاعِي ثَلَّةٍ لَا يَزِينُها
__________
(1) . قوله [مستبطئوني] هكذا في الأصل، وفي التهذيب: مستبطئون

(14/477)


فقلتُ لَهَا: لَيْسَ الشُّحوبُ عَلَى الفَتى ... بعارٍ، وَلَا خَيرُ الرجالِ سَمِينُها
عليكِ براعِي ثَلَّةٍ مُسْلَحِبَّةٍ، ... يرُوحُ عَلَيْهِ مَحْضُها وحَقِينُها
«1» . سَمينِ الضَّواحِي لَمْ تُؤَرِّقْه لَيْلَةً، ... وأَنْعَمَ، أَبْكارُ الهمومِ وعُونُها
الضَّوَاحِي: مَا بَدا مِنْ جَسَدِه، وَمَعْنَاهُ لَمْ تُؤَرِّقْه لَيْلَةً أَبكارُ الهمومِ وعُونُها، وأَنْعَمَ أَي وزادَ عَلَى هَذِهِ الصِّفةِ. وضَحِيتُ لِلشَّمْسِ ضَحَاءً، ممدودٌ، إِذا بَرَزْت، وضَحَيت، بِالْفَتْحِ، مثلُه، والمُسْتَقْبَلُ أَضْحَى فِي اللُّغَتَيْنِ جَمِيعًا. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، رأَى رَجُلًا مُحْرِماً قَدِ استَظَلَّ فَقَالَ أَضْحِ لِمَنْ أَحْرَمْتَ لَهُ
أَي اظْهَرْ واعْتَزِلِ الكِنَّ والظِّلَّ؛ هَكَذَا يَرْويه المُحَدِّثون، بِفَتْحِ الأَلف وَكَسْرِ الْحَاءِ، مِنْ أَضْحَيْت؛ وَقَالَ الأَصمعي: إِنما هُوَ اضْحَ لِمَن أَحْرَمْتَ لَهُ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الْحَاءِ، مِنْ ضَحِيتُ أَضْحَى، لأَنه إِنما أَمَرَهُ بِالْبُرُوزِ لِلشَّمْسِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى
والضَّحْيانُ مِنْ كُلِّ شيءٍ: البارِزُ للشمسِ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة:
وَلَوْ أَنَّ الَّذِي تَتْقَى عَلَيْهِ ... بضَحْيانٍ أَشَمَّ بِهِ الوُعُولُ
قَالَ ابْنُ جِنِّي: كَانَ الْقِيَاسُ فِي ضَحْيانٍ ضَحْوانٌ لأَنه مِنَ الضَّحْوة، أَلا تَراهُ بارِزاً ظاهِراً، وَهَذَا هُوَ مَعْنَى الضَّحْوةِ إِلا أَنه اسْتُخِفَّ بِالْيَاءِ، والأُنْثى ضَحْيانَةٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:
يَكْفيك، جهلَ الأَحْمَقِ المُسْتَجْهَلِ، ... ضَحْيانَةٌ مِنْ عَقَداتِ السَّلْسَلِ
فسَّره فَقَالَ: ضَحْيَانَةٌ عَصاً نَبَتَتْ فِي الشَّمْسِ حَتَّى طَبَخَتْها وأَنْضَجَتْها، فَهِيَ أَشدُّ مَا يكونُ، وَهِيَ مِنَ الطَّلْحِ، وسَلْسَلٌ: حَبْلٌ مِنَ الدَّهْناءِ، وَيُقَالُ سَلاسِلٌ وشجَرُه طَلحٌ، فإِذا كَانَتْ ضَحْيانَةً وَكَانَتْ مِنْ طَلْحٍ ذَهَبَتْ فِي الشِّدَّةِ كلَّ مَذْهَبٍ؛ وشَدَّ مَا ضَحَيْت وضَحَوْت للشمسِ والريحِ وغيرِهِما، وَتَمِيمٌ تَقول: ضَحَوْتُ لِلشَّمْسِ أَضْحُو. وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسْقاء:
اللَّهُمَّ ضَاحَتْ بِلادُنا واغْبَرَّتْ أَرْضُنا
أَي بَرَزَتْ لِلشَّمْسِ وظَهَرَت بِعدمِ النَّباتِ فِيهَا، وَهِيَ فَاعَلَتْ مِنْ ضَحَى مثلُ رامَتْ مِنْ رَمَى، وأَصلُها ضاحَيَتْ؛ الْمَعْنَى أَنَّ السَّنَة أَحْرَقَت النباتَ فَبَرَزَت الأَرض لِلشَّمْسِ. واسْتَضْحَى لِلشَّمْسِ: بَرَزَ لَهَا وقَعَدَ عِنْدَهَا فِي الشِّتاءِ خاصَّة. وضَواحِي الرجُلِ: مَا ضَحَا مِنْهُ للشمسِ وبَرَز كالمَنْكِبَيْنِ والكَتِفَيْنِ. وضَحَا الشيءُ يَضْحُو فَهُوَ ضاحٍ أَي بَرَزَ. والضَّاحِي مِنْ كلِّ شيءٍ: البارِزُ الظاهِرُ الَّذِي لَا يَسْتُرُه مِنْكَ حائِطٌ وَلَا غيرُه. وضَواحِي كلِّ شيءٍ: نَواحيهِ البارِزَةُ للشمسِ. والضَّوَاحِي مِنَ النَّخْلِ: مَا كَانَ خارِجَ السُّورِ، صِفةٌ غَالِبَةٌ لأَنها تَضْحَى للشمسِ.
وَفِي كتابِ النبيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأُكَيْدِرِ بنِ عبدِ المَلِكِ: لكُمُ الضامِنَةُ مِنَ النَّخْلِ ولَنا الضَّاحِيَة مِنَ البَعْلِ
؛ يَعْنِي بالضَّامِنَةِ مَا أَطَافَ بِهِ سُورُ المَدينَةِ، والضَّاحِيَة الظَّاهِرَةُ البارِزَة مِنَ النَّخيلِ الخارِجَة مِنَ العِمارَةِ الَّتِي لَا حَائِلَ دونَها، والبَعْل النَّخْل الراسِخُ عُروقُه فِي الأَرض، والضامِنَة مَا تَضَمَّنها الحدائِقُ والأَمْصار وأُحِيطَ عَلَيْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ:
قَالَ لأَبِي ذَرٍّ إِنِّي أَخافُ عليكَ مِنْ هَذِهِ الضَّاحِيَةِ
أَي الناحِيَةِ البارِزَة. والضَّوَاحِي مِنَ الشَّجَرِ: القَلِيلةُ الوَرَق الَّتِي تَبْرُزُ
__________
(1) . قوله [محضها] هكذا في بعض الأصول، وفي بعضها: مخضها، بالخاء

(14/478)


عِيدانُها لِلشَّمْسِ. قَالَ شِمْرٌ: كلُّ مَا ظَهَر وبَرَزَ فَقَدْ ضَحَا. وَيُقَالُ: خَرَجَ الرجلُ مِنْ مَنْزِله فضَحَا لِي. والشَّجَرة الضَّاحِيَة: البارِزَةُ للشمسِ؛ وأَنشد لِابْنِ الدُّمَيْنَة يَصِفُ القَوْس:
وخُوطٍ مِنْ فُروعِ النَّبْعِ ضاحِ، ... لَها فِي كَفِّ أَعْسَرَ كالضُّباحِ
الضَّاحِي: عُودُها الَّذِي نَبَت فِي غَيْرِ ظِلٍّ وَلَا فِي ماءٍ فَهُوَ أَصْلَبُ لَهُ وأَجْوَدُ. وَيُقَالُ للبادِيَةِ الضَّاحِيَةُ. وَيُقَالُ: وَلِيَ فُلانٌ عَلَى ضاحيَةِ مِصْرَ، وباعَ فلانٌ ضاحيَةَ أَرْضٍ إِذَا بَاعَ أَرضاً، لَيْسَ عَلَيْهَا حائِطٌ، وباعَ فلانٌ حَائِطًا وحَديقةً إِذَا باعَ أَرضاً عَلَيْهَا حَائِطٌ. وضَواحِي الحَوْض: نَوَاحِيه، وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ واويَّة وَيَائِيَّةٌ. وضَواحِي الرُّومِ: مَا ظَهَر مِنْ بِلادِهم وبَرَزَ. وضاحِيَةُ كلِّ شيءٍ: ناحيتُه البارزَة. يُقَالُ: هُمْ يَنْزِلُون الضَّواحي. ومكانٌ ضاحٍ أَي بارِزٌ، قَالَ: والقُلَّة الضَّحْيَانَةُ فِي قَوْلِ تأبَّط شَرًّا هِيَ البارِزة للشَّمْسِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَبَيْتُ تأَبَّط شَرّاً هُوَ قَوْلُهُ:
وقُلَّةٍ، كسِنانِ الرُّمْحِ، بارِزةٍ ... ضَحْيانَةٍ فِي شُهُورِ الصَّيْفِ مِحْرَاقِ
بادَرْتُ قُنَّتَها صَحْبِي، وَمَا كَسِلُوا ... حَتَّى نَمَيْتُ إِلَيْهَا بَعْدَ إشراقِ
المحراقُ: الشديدةُ الْحَرِّ: وَيُقَالُ: فَعَل ذَلِكَ الأَمرَ ضاحِيَةً أَي عَلانِيَة؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
عَمِّي الَّذِي مَنَعَ الدينارَ ضاحِيَةً، ... دِينارَ نَخَّةِ كَلْبٍ، وَهْوَ مَشْهودُ
وفَعَلْت الأَمْرَ ضاحِيةً أَي ظَاهِرًا بَيّناً؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ:
فَقَدْ جَزَتْكُمْ بَنو ذُبْيانَ ضَاحِيَةً ... حَقّاً يَقِيناً، ولمَّا يَأْتِنا الصَّدَرُ
وأَما قَوْلُهُ فِي الْبَيْتِ:
عَمِّي الَّذِي مَنَع الدِّينارَ ضَاحِيَةً
فَمَعْنَاهُ أَنه مَنعه نَهَارًا جِهاراً أَي جاهرَ بالمَنْعِ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ:
فَهَرَقْنا لَهما فِي داثِرٍ، ... لضَوَاحِيه نَشِيشٌ بالبَلَلْ
وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه رَأَى عَمْرو بنَ حُرَيْثٍ فَقَالَ إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى الشامِ، قَالَ: أَما إنَّها ضاحِيَةُ قَوْمِكَ
أَي ناحِيَتُهم. وَفِي حَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ: وضاحِيَةُ مُضَرَ مُخالِفونَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، أَي أَهلُ الْبَادِيَةِ مِنْهُمْ، وجمعُ الضَّاحِيَة ضَوَاحٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
أَنس: قَالَ لَهُ البَصْرَةُ إحْدَى المُؤتَفِكاتِ فانْزِلْ فِي ضَواحِيها
؛ وَمِنْهُ قِيلَ: قُرَيْشُ الضَّوَاحِي أَي النازِلونَ بظَواهر مَكَّةَ. وليلةٌ ضَحْيَاءُ وضَحيَا وضَحْيانٌ وضَحْيَانَةٌ وإضْحِيَانٌ وإضْحِيانَةٌ، بِالْكَسْرِ: مضِيئَةٌ لَا غَيْمَ فِيهَا، وَقِيلَ: مُقْمِرَة، وخَص بعضُهم بِهِ الليلَة الَّتِي يكونُ القَمَر فِيهَا مِنْ أَوَّلِها إِلَى آخِرِها. وَفِي حَدِيثِ
إِسْلَامِ أَبي ذَرٍّ: فِي ليلةٍ إضْحِيَانٍ
أَي مُقْمِرَةٍ، والأَلف وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ. ويومٌ إضْحِيانٌ: مُضِيءٌ لَا غَيْم فِيهِ، وَكَذَلِكَ قَمَر ضَحْيانٌ؛ قَالَ:
مَاذَا تُلاقِينَ بسَهْب إنسانْ ... مِنَ الجَعالاتِ بِهِ والعرْفانْ،
مِنْ ظُلُماتٍ وسِرَاجٍ ضَحْيَانْ
وقَمَرٌ إضْحِيانٌ كضَحْيانٍ. ويومٌ ضَحْيَانٌ أَي

(14/479)


طَلْقٌ. وسِراجٌ ضَحْيَانٌ: مُضِيءٌ. ومَفازةٌ ضَاحِيَة الظِّلالِ: لَيْسَ فِيهَا شجرٌ يُسْتَظَلُّ بِهِ. وَلَيْسَ لِكَلَامِهِ ضُحىً أَي بيانٌ وظُهور. وضَحَّى عَنِ الأَمر: بَيَّنه وأَظهره؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَحُكِيَ أَيضاً: أَضْحِ لِي عَنْ أَمْرِكَ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، أَي أَوْضِح وأَظْهِر. وأَضْحى الشيءَ: أَظْهَرَه وأَبْداهُ؛ قَالَ الرَّاعِي:
حَفَرْنَ عُرُوقَها حَتَّى أَجَنَّتْ ... مَقاتِلَها، وأَضْحَين القُرُونا
والمُضَحِّي: المُبيِّنُ عَنِ الأَمْرِ الخفِيّ؛ يُقَالُ: ضَحِّ لِي عَنْ أَمرِكَ وأَضْحِ لِي عَنْ أَمرِك. وضَحَّى عَنِ الشَّيْءِ: رَفَقَ بِهِ. وضَحِّ رُوَيْداً أَي لَا تَعْجَلْ؛ وَقَالَ زيدُ الخيلِ الطَّائِيُّ:
فَلَوْ أَنَّ نَصْراً أَصْلَحَتْ ذاتَ بيْنها، ... لضَحَّتْ رُوَيْداً عَنْ مَطالِبِها عَمْرُو
ونصرٌ وعَمْروٌ: ابْنا قُعَينٍ، وَهُمَا بَطْنَانِ مِنْ بَنِي أَسدٍ. وَفِي
كِتَابِ عَلِيٍّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: أَلا ضَحِّ رُوَيداً فَقَدْ بلَغْتَ المَدَى
أَي اصبِرْ قَلِيلًا. قال الأَزهري: والعربُ قَدْ تَضَع التَّضحِيةَ موضِع الرِّفْقِ والتَّأَني فِي الأَمرِ، وأَصلُه أَنهم فِي البادِية يَسيِرُون يومَ ظَعْنِهمْ، فَإِذَا مرُّوا بلُمْعَة مِنَ الكَلإِ قَالَ قائِدُهم: أَلا ضَحُّوا رُوَيْداً، فيدَعُونَها تُضَحِّي وتَجْتَرُّ، ثُمَّ وضَعُوا التَّضْحِيَة موضِعَ الرِّفْقِ لِرفْقِهمْ بحَمولتِهِم ومالِهم فِي ضَحائِها وَمَا لَها مِنَ الرِّفقِ فِي تَضْحِيتِها وبُلوغها مَثْواها وَقَدْ شَبِعتْ؛ وأَما بَيْتُ زَيْدِ الْخَيْلِ فَقَوْلُ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ:
لَضَحَّتْ رُوَيداً عَنْ مَطالِبِها عَمْرو
بِمَعْنَى أَوْضَحتْ وبَيَّنتْ حَسَنٌ. والعربُ تضَعُ التَّضحِية موْضِعَ الرِّفْقِ والتُّؤَدَةِ لرِفْقِهم بالمالِ فِي ضَحائِها كَيْ تُوافيَ المَنْزِلَ وَقَدْ شَبِعتْ وضاحٍ: موضِعٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ:
أَضَرَّ بِهِ ضاحٍ فَنَبْطا أُسَالَةٍ، ... فمَرٌّ فأَعْلَى حَوْزِها فخُصورُها
قَالَ: أَضَرَّ بِهِ ضاحٍ وَإِنْ كَانَ الْمَكَانُ لَا يَدْنُو لأَن كلَّ مَا دَنا مِنْكَ فَقَدْ دَنَوْت مِنْهُ. والأَضْحَى مِنَ الخيلِ: الأَشْهَبُ، والأُنثى ضَحْياءُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: لَا يُقَالُ للفَرَس إِذَا كَانَ أَبْيَضَ أَبيضُ، وَلَكِنْ يُقَالُ لَهُ أَضْحى، قَالَ: والضُّحى مِنْهُ مأْخوذٌ لأَنهم لَا يُصَلُّون حَتَّى تَطْلُعَ الشمسُ. أَبو عُبَيْدٍ: فَرَسٌ أَضْحى إِذَا كَانَ أَبْيَضَ، وَلَا يُقَالُ فرسٌ أَبيضُ، وَإِذَا اشْتَدَّ بياضُه قَالُوا أَبْيَض قرْطاسيٌّ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أُنْشِدْتُ بيتَ شِعرٍ لَيْسَ فِيهِ حَلاوَةٌ وَلَا ضَحىً أَي لَيْسَ بِضاحٍ، قَالَ أَبو مَالِكٍ: وَلَا ضَحَاءٌ. وَبَنُو ضَحْيانَ: بطنٌ. وعامرٌ الضَّحْيانُ: مَعْرُوفٌ؛ الْجَوْهَرِيُّ: وعامرٌ الضَّحْيانُ رَجُلٌ مِنَ النَّمِرِ بنِ قاسِطٍ، وَهُوَ عامرُ بْنُ سعدِ بْنِ الخزرجِ بْنُ تَيْمِ اللَّهِ بنِ النَّمِرِ بنِ قاسِطٍ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه كَانَ يَقْعُدُ لقومِه فِي الضَّحاء يَقْضِي بَيْنَهُمْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيَجُوزُ عامرُ الضَّحْيانِ، بالإِضافة، مِثلَ ثابتِ قُطْنَة وسَعيدِ كُرْزٍ. وفارسُ الضَّحْياء، ممدودٌ: مِنْ فرْسانِهم. والضَّحْياءُ: فَرَسُ عَمْرِو بنِ عامرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عامرِ بنِ صَعْصَةَ وَهُوَ فارسُ الضَّحْياء؛ قَالَ خِداشُ بنُ زُهَيْرٍ «2» . بنِ ربيعةَ بنِ عَمْروِ بْنِ عامرٍ،
__________
(2) . قوله [قَالَ خِدَاشُ بْنُ زُهَيْرٍ] إلى قوله:
أَبِي فَارِسُ الضَّحْيَاءِ يَوْمَ هبالة
البيت هكذا في الأصل، قال في التكملة والرواية: فارس الحوّاء، وهي فرس أبي ذي الرمة، والبيت لذي الرمة. وقوله [وَالضَّحْيَاءُ فَرَسُ عَمْرِو بْنِ عامر] صحيح والشاهد عليها بَيْتَ خِدَاشِ بْنِ زُهَيْرٍ:
أَبِي فَارِسُ الضَّحْيَاءِ عَمْرُو بن عامر
البيت الثاني

(14/480)


وعَمْروٌ جدُّه فارسُ الضَّحْياء:
أَبي فارِسُ الضَّحْياءِ يومَ هُبالَةٍ، ... إذِ الخَيلُ، فِي القَتْلى مِنَ القومِ، تَعْثُرُ
وَهُوَ الْقَائِلُ أَيضاً:
أَبي فارسُ الضَّحياءِ، عَمْروُ بنُ عامرٍ، ... أَبَى الذَّمَّ واخْتارَ الوَفاءِ عَلَى الغَدْرِ
وضَحْياءُ: موضعٌ؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ الهُذَلي:
عَفَتْ ذاتُ عِرْقٍ عُصْلُها فَرِئامُها ... فضَحْياؤُها وَحْشٌ قَدِ أجْلَى سَوامُها
والضَّواحِي: السمواتُ؛ وأَما قَوْلُ جَرِيرٍ يَمْدَحُ عَبْدَ الْمَلِكِ:
فَمَا شَجَراتُ عِيصِكَ، فِي قُرَيْشٍ، ... بِعَشّاتِ الفُروعِ وَلَا ضَواحِ
فَإِنَّمَا أَراد أَنها لَيْسَتْ فِي نواحٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد جريرٌ ب الضَّواحِي فِي بيتِه قُرَيْشَ الظَّواهِرِ، وَهُمُ الَّذِينَ لَا يَنْزِلُونَ شِعْبَ مَكَّةَ وبَطْحاءها، أَراد جَرِيرٌ أَنَّ عبدَ الْمَلِكِ مِنْ قُرَيْش الأَباطِحِ لَا مِن قُرَيْش الظَّواهِرِ، وقُرَيش الأَباطِح أَشْرف وأَكْرَمُ مِنْ قُرَيش الظَّواهِر لأَن البَطْحاوِيِّينَ مِنْ قُرَيشٍ حاضِرَةٌ وهُمْ قُطَّانُ الحَرَمِ، والظِّواهِرُ أَعْرابُ باديةٍ. وضَاحِيَة كلِّ بَلَدٍ: ناحِيتُها البارِزة. وَيُقَالُ: هَؤُلَاءِ ينزِلُون الباطنةَ، وَهَؤُلَاءِ ينزِلُون الضَّواحِيَ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي شَرْحِ بيتِ جَرِيرٍ: العَشَّةُ الدَّقِيقةُ والضَّواحي الْبَادِيَةُ العِيدانِ لَا وَرَقَ عَلَيْهَا. النِّهَايَةُ فِي الْحَدِيثِ:
وَرَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الضِّحِّ والرِّيحِ
؛ أَراد كَثْرَةَ الخَيلِ والجَيْشِ. يُقَالُ: جَاءَ فلانٌ بالضِّحِّ والرِّيحِ، وأَصلُ الضِّحِّ ضِحْيٌ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي بَكْرٍ: إِذَا نَضَبَ عُمْرُه وضَحَا ظِلُّه
أَي إِذَا مَاتَ. يُقَالُ للرجُل إِذَا مَاتَ وبَطَلَ: ضَحَا ظِلُّه. يُقَالُ: ضَحَا الظِّلُ إِذَا صَارَ شَمْساً، وَإِذَا صَارَ ظِلُّ الإِنسان شَمساً فقدْ بَطَلَ صاحِبُه وماتَ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا ماتَ ضَحا ظِلُّه لأَنه إِذَا مَاتَ صَارَ لَا ظِلَّ لَهُ. وَفِي الدُّعَاءِ: لَا أَضْحَى اللَّهُ ظِلَّكَ؛ مَعْنَاهُ لَا أَماتَكَ اللهُ حَتَّى يَذْهَب ظِلُّ شَخْصِكَ. وشجرةٌ ضاحِيةُ الظّلِّ أَي لَا ظِلِّ لَهَا لأَنها عَشَّةٌ دقيقةُ الأَغصانِ؛ قَالَ الأَزهري: وبيتُ جَريرٍ مَعْنَاهُ جَيِّدٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
وفَخَّمَ سَيْرَنا مِنْ قُورِ حِسْمَى ... مَرُوتِ الرِّعْي ضاحِيةِ الظِّلالِ
يَقُولُ: رِعْيُها مَرُوتٌ لَا نَباتَ فِيهِ، وظِلالُها ضاحيةٌ أَي لَيْسَ لَهَا ظِلٌّ لِقِلَّةِ شَجَرِها. أَبو عُبَيْدٍ: فَرَسٌ ضَاحِي العِجانِ يوصفُ بِهِ المُحَبَّبُ يُمْدَحُ بِهِ، وضاحِيَةُ كلِّ بَلَدٍ: ناحِيَتُها، والجَوُّ باطِنُها. يُقَالُ: هَؤُلَاءِ يَنْزِلُونَ الباطِنةَ وَهَؤُلَاءِ يَنْزِلُونَ الضَّوَاحِيَ. وضَوَاحِي الأَرضِ: الَّتِي لَمْ يُحَطْ عَلَيْهَا. قَالَ الأَصمعي: ويُسْتَحبُّ منَ الفرَس أَن يَضْحَى عِجانُه أَي يظهرَ.
ضخا: الضَّاخِيةُ: الداهية:
ضدا: ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو زِيَادٍ ضَداً جبلٌ؛ وأَنشد الأَعور بْنُ بَراء:
رَفَعْتُ عَلَيْهِ السَّوْطَ لَمَّا بَدا ضَداً، ... وَزَالَ زَوِيلا أَجْلَدٍ عن شِمالِيا «1» .
__________
(1) . قوله [زويلا أجلد] هكذا في الأصل

(14/481)


ضرا: ضَرِيَ بِهِ ضَراً وضَراوَةً: لهِجَ، وَقَدْ ضَرِيتُ بِهَذَا الأَمر أَضْرَى ضَراوَةً. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِنَّ للإِسلام ضَراوَةً
أَي عَادَةً ولَهجاً بِهِ لَا يُصْبَرُ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إياكُمْ وَهَذِهِ المَجازِرَ فَإِنَّ لَهَا ضَرَاوَةً كضَراوَةِ الخمرِ.
وَقَدْ ضَرَّاه بِذَلِكَ الأَمرِ. وسِقاءٌ ضارٍ باللَّبَنِ: يَعْتُقُ فِيهِ ويَجُودُ طَعْمُه، وجَرَّةٌ ضارِيَةٌ بالخَلِّ والنَّبيذِ. وضَرِيَ النَّبِيذُ يَضْرى إِذَا اشْتَدَّ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الضَّارِي مِنَ الآنِيَةِ الَّذِي ضُرِّي بِالْخَمْرِ، فَإِذَا جُعِلَ فِيهِ النَّبيذُ صَارَ مُسْكِراً، وأَصلُه مِنَ الضَّرَاوَةِ وَهِيَ الدُّرْبَةُ والعادةُ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: أَنه نَهَى عَنِ الشُّرْبِ فِي الإِناء الضَّارِي
؛ هُوَ الَّذِي ضُرِّيَ بِالْخَمْرِ وعُوِّدَ بِهَا، فَإِذَا جُعِلَ فِيهِ العَصيرُ صَارَ مُسْكراً، وَقِيلَ فِيهِ مَعْنًى غَيْرُ ذَلِكَ. أَبو زَيْدٍ: لذِمْتُ بِهِ لَذَماً وضَرِيتُ بِهِ ضَرىً ودَرِبْتُ بِهِ دَرَباً، والضَّرَاوَةُ: الْعَادَةُ. يُقَالُ: ضَرِيَ الشيءُ بِالشَّيْءِ إِذَا اعْتادَه فَلَا يَكادُ يَصْبرُ عَنْهُ. وضَرِيَ الكلْبُ بالصَّيْدِ إِذَا تَطَعَّم بلَحْمِه ودَمِه. والإِناءُ الضَّارِي بالشَّراب والبيتُ الضَّارِي باللَّحْم مِنْ كَثْرَةِ الاعْتيادِ حَتَّى يَبْقى فِيهِ ريحُه. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: أَنَّ للَّحْم ضَراوَةً كضَرَاوَةِ الخمرِ
، أَي أَن لَهُ عَادَةً يَنزِعُ إِلَيْهَا كعادةِ الخمرِ وأَراد أَن لَهُ عَادَةً طَلَّابَةً لأَكْله كعادةِ الخمرِ مع شارِبِها، ذلك أَن مَنِ اعْتَادَ الخمرَ وشُرْبَها أَسْرَفَ فِي النَّفَقة حِرْصاً عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ مِنِ اعْتادَ اللحمَ وأَكلَه لَمْ يَكَدْ يَصْبِرُ عَنْهُ فَدَخَلَ فِي بَابِ المُسْرفِ فِي نفَقَته، وَقَدْ نَهى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَنِ الإِسْراف. وكلْبٌ ضَارٍ بالصَّيْدِ، وَقَدْ ضَرِيَ ضَراً وضِراءً وضَراءً؛ الأَخيرةِ عَنْ أَبي زَيْدٍ، إِذَا اعْتادَ الصَّيْدَ. والضِّرْوُ: الكلبُ الضَّارِي، وَالْجَمْعُ ضِرَاءٌ وأَضْرٍ مِثْلُ ذئبٍ وأَذْؤُبٍ وذئابٍ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:
حَتَّى إِذَا ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ صَبَّحَه ... أَضْرِي ابنِ قُرَّانَ باتَ الوْحشَ والعَزَبَا
أَراد: باتَ وحْشاً وعَزباً؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ ليسَ لَهُ ... إلَّا الضَّراءَ، وإلَّا صَيْدَها، نَشَبُ
وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنِ اقْتَنى كلْباً إِلَّا كلبَ ماشِيَةٍ أَو ضَارٍ
أَي كَلْبًا مُعَوَّداً بالصيْد. يُقَالُ: ضَرِيَ الكلْبُ وأَضْرَاهُ صاحِبُه أَي عَوَّده وأَغراهُ بِهِ، ويُجْمع عَلَى ضَوارٍ. والمَواشي الضَّارِيَة: المُعتادَةُ لِرَعْي زُرُوع الناسِ. وَيُقَالُ: كلبٌ ضارٍ وكلبةٌ ضارِيةٌ، وَفِي الْحَدِيثِ:
إِنَّ قَيْسًا ضِراءُ اللهِ
؛ هُوَ بِالْكَسْرِ جَمْعُ ضِرْوٍ، وَهُوَ مِنَ السِّباع مَا ضَرِيَ بالصَّيْدِ ولَهِجَ بالفَرائِس؛ الْمَعْنَى أَنهم شُجْعان تَشْبيهاً بالسِّباعِ الضَّارية فِي شَجاعَتها. والضِّرْوُ، بالكَسْر: الضَّاري مِنْ أَوْلادِ الكِلابِ، والأُنثى ضِرْوَةٌ. وَقَدْ ضَرِيَ الكلبُ بالصَّيْدِ ضَرَاوَةً أَي تَعَوَّد، وأَضْرَاهُ صاحِبُه أَي عَوَّده، وأَضْرَاهُ بِهِ أَي أَغراهُ، وَكَذَلِكَ التَّضْرِيَة؛ قَالَ زُهَيْرٌ:
مَتَّى تَبْعثُوها تَبْعَثُوها ذَمِيمَةً، ... وتَضْرَى، إِذَا ضَرَّيْتُموها، فتَضْرَم
والضِّرْوُ مِنَ الجُذامِ: اللَّطْخُ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَكلَ مَعَ رجلٍ بِهِ ضِرْوٌ مِنْ جُذامٍ
أَي لطْخٌ، وَهُوَ مِنَ الضَّراوَة كأَن الداءَ ضَرِيَ بِهِ؛ حَكَاهُ الهَرَويُّ فِي الغَريبَيْن؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: رُوِيَ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، فالكسرُ يُرِيدُ أنَه دَاءٌ قَدْ ضَرِيَ بِهِ لَا يُفارِقُه، والفتحُ مِنْ ضَرَا الجُرحُ يَضْرُو ضَرْواً إِذَا لَمْ يَنْقَطِعْ سَيَلانُه أَي بِهِ

(14/482)


قُرْحَة ذاتُ ضَرْوٍ. والضِّرْوُ والضَّرْوُ: شجرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ يُسْتاكُ ويُجْعَل ورَقُه فِي العِطْرِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجعْدي:
تَسْتَنُّ بالضِّروْ مِنْ بَراقِشَ، أَوْ ... هَيْلانَ، أَو ناضِرٍ منَ العُتُمِ
وَيُرْوَى: أَو ضامِرٍ مِنَ العُتُم، بَراقِشُ وهَيْلانُ: مَوْضَعانِ، وَقِيلَ: هُمَا وادِيانِ باليَمَن كَانَا للأُمم السَّالِفَةِ. والضِّرْوُ: المَحْلَب، وَيُقَالُ: حَبَّةُ الخَضْراء؛ وأَنشد:
هَنِيئاً لعُودِ الضِّرْوِ شَهْدٌ يَنالُه ... عَلَى خَضِراتٍ، ماؤُهُنَّ رَفِيفُ
أَي لَهُ بَرِيقٌ؛ أَرَادَ عُودَ سِواكٍ مِنْ شجَرةِ الضَّرْوِ إِذَا اسْتاكَتْ بِهِ الجارِيَةُ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وأَكثَرُ مَنابِتِ الضِّرْوِ باليَمنِ، وَقِيلَ: الضِّرْوُ البُطْمُ نفسُه. ابْنُ الأَعرابي: الضَّرْوُ والبُطْمُ الحبَّة الخَضْراءُ؛ قَالَ جارِية بْنُ بَدْرٍ:
وكأَن ماءَ الضَّرْوِ فِي أَنْيابِها، ... والزَّنْجَبيلَ عَلَى سُلافٍ سَلْسَلِ
قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الضِّرْوُ مِنْ شَجَرِ الجِبالِ، وَهِيَ مِثْلُ شَجَر البَلُّوطِ العَظيمِ، لَهُ عَناقِيدُ كعَناقِيدِ البُطْمِ غيرَ أَنه أَكبرُ حَبًّا ويُطْبَخُ ورَقُه حَتَّى يَنْضَجَ، فَإِذَا نَضِجَ صُفِّيَ ورَقُه ورُدَّ الماءُ إِلَى النارِ فَيَعْقِدُ وَيَصِيرُ كالقُبَّيطى، يُتداوى بِهِ مِنْ خُشُونةِ الصَّدرِ وَوَجَعِ الحلْقِ. الْجَوْهَرِيُّ: الضِّرْوُ، بِالْكَسْرِ، صَمْغُ شَجَرةٍ تُدْعى الكَمْكامَ تُجْلَبُ مِنَ اليَمَن. واضْرَوْرَى الرجلُ «1» . اضْرِيراءً: انتَفَخَ بطْنُه مِنَ الطَّعامِ واتَّخَمَ. والضَّرَاءُ: أَرضٌ مستويةٌ فِيهَا السِّباعُ ونُبَذٌ مِنَ الشَّجَرِ. والضَّرَاء: البَرازُ والفَضاءُ، وَيُقَالُ: أَرضٌ مُسْتَويةٌ فِيهَا شَجَرٌ فَإِذَا كَانَتْ فِي هَبْطةٍ فَهِيَ غَيْضَةٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الضَّرَاءُ المُسْتَوي مِنَ الأَرضِ، يُقَالُ: لأَمْشِيَنَّ لَكَ الضَّرَاءَ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ أَرضٌ ضَراءٌ وَلَا مكانٌ ضَرَاءٌ. قَالَ: ونَزَلنا ب ضَرَاءٍ من الأَرض مِنَ الأَرض أَي بأَرضٍ مُسْتوية. وفي حديث
مَعْدِيكرِبَ: مَشَوْا فِي الضَّراءِ
؛ والضَّرَاءُ، بِالْفَتْحِ والمدِّ: الشجرُ المُلْتَفُّ فِي الوَادي. يُقَالُ: تَوارَى الصَّيْدُ مِنْهُ فِي ضَرَاءٍ. وفلانٌ يَمْشِي الضَّراءَ إِذَا مَشَى مُسْتَخْفِياً فِيمَا يُوارِي مِنَ الشَّجَر. واسْتَضْرَيتُ للصَّيدِ إِذَا خَتَلْتَه مِنْ حيثُ لَا يعلمَ. والضَّراءُ: مَا وَارَاكَ مِنَ الشَّجَرِ وغيرِهِ، وَهُوَ أَيضاً المشيُ فِيمَا يُوارِيكَ عَمَّنْ تَكِيدُه وتَخْتِلُه. يُقَالُ: فلانٌ لَا يُدَبُّ لَهُ الضَّرَاءُ؛ قَالَ بشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ.
عَطَفْنا لَهُمْ عَطْفَ الضَّرُوسِ منَ المَلا ... بشَهْباءَ، لَا يَمْشِي الضَّرَاءَ رَقِيبُها
وَيُقَالُ للرجلُ إِذَا خَتَل صاحِبَه ومَكَرَ بِهِ: هُوَ يَدِبُّ لَهُ الضَّرَاءَ ويَمْشِي لَهُ الخَمَرَ؛ وَيُقَالُ: لَا أَمْشِي لَهُ الضَّراءَ وَلَا الخَمَرَ أَي أُجاهِرُهُ وَلَا أُخاتِلُه. والضَّراءُ: الاسْتِخْفاءُ. ويقال: ما وَارَاك مِنْ أَرضٍ فَهُوَ الضَّراءُ، وَمَا وَاراك مِنْ شجرٍ فَهُوَ الخَمَر. وَهُوَ يَدِبُّ لَهُ الضَّراءَ إِذَا كَانَ يَخْتِلُه. ابْنُ شُمَيْلٍ: مَا وَارَاك مِنْ شَيْءٍ وادَّارَأْتَ بِهِ فَهُوَ خَمَر، الوَهدة خَمَر والأَكَمَة خَمَر وَالْجَبَلُ خَمَر والشجرُ خَمَرٌ، وَمَا وَارَاكَ فَهُوَ خَمَر. أَبو زَيْدٍ: مكانٌ خَمِرٌ إِذَا كَانَ يُغَطِّي كلَّ شَيْءٍ ويُوارِيه. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَمْشونَ الخَفاءَ ويَدِبُّون
__________
(1) . قوله [واضْرَوْرَى الرجل إلخ] قال الصاغاني في التكملة: هو تصحيف، والصواب اظرورى بالظاء المعجمة. وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي مَوْضِعِهِ على الصحة، ويحوز بالطاء المهملة أيضاً

(14/483)


الضَّرَاءَ
، هُوَ، بِالْفَتْحِ وَتَخْفِيفِ الرَّاء والمدِّ: الشجرُ المُلْتَفُّ يريدُ بِهِ المَكْرَ والخَدِيعَةَ. والعِرْقُ الضَّارِي: السَّائلُ؛ قَالَ الأَخطل يَصِفُ خَمْرًا بُزِلَت:
لمَّا أَتَوْها بِمِصْباحٍ ومِبْزَلِهم، ... سارتْ إِلَيْهِمْ سُؤُورَ الأَبْجَلِ الضَّارِي
والمِبْزَلُ عندَ الخَمّارِينَ: هِيَ حَدِيدةٌ تُغْرَزُ فِي زِقِّ الخَمْرِ إِذَا حَضَر الْمُشْتَرِي لِيَكُونَ أُنْموذَجاً للشَّراب وَيَشْتَرِيَهُ حِينَئِذٍ، ويُستَعْمل فِي الحَضَر فِي أَسْقِيَةِ الْمَاءِ وأَوْعِيَتِه، يُعالَج بشيءٍ لَهُ لَوْلَبٌ كُلَّمَا أُدِيرَ خَرَج الماءُ، فَإِذَا أَرادوا حَبْسَه رَدُّوه إِلَى مَوْضِعِه فيَحْتَبِسُ الماءُ فَكَذَلِكَ المِبْزَل؛ وَقَالَ حُمَيْدٌ:
نَزِيفٌ تَرَى رَدْعَ العَبِيرِ بجَيْبِها، ... كَمَا ضَرَّجَ الضَّارِي النَّزِيف المُكَلَّمَا
أَي المَجْرُوحَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الضَّارِي السائِلُ بالدَّمِ مِنْ ضَرَا يَضْرُو، وَقِيلَ: الضَّارِي العِرْقُ الَّذِي اعْتادَ الفَصْدَ، فَإِذَا حانَ حِينُه وفُصِدَ كَانَ أَسرعَ لِخُرُوجِ دَمِه، قَالَ: وَكِلَاهُمَا صحيحٌ جَيِّدٌ، وَقَدْ ضَرَا العِرْقُ. والضَّرِيُّ: كالضَّارِي؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
لَهَا، إِذَا مَا هَدَرَتْ، أَتِيُّ ... ممَّا ضَرَا العِرْقُ بِهِ الضَّرِيُ
وعِرْقٌ ضَرِيٌّ: لَا يكادُ يَنْقَطِعُ دَمُه. الأَصمعي: ضَرَا العِرْقُ يَضْرُو ضَرْواً، فَهُوَ ضارٍ إِذَا نَزا مِنْهُ الدَّمُ واهتَزَّ ونَعَر بالدَّمِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: ضَرَى يَضْرِي إِذَا سَالَ وجَرَى، قَالَ:
ونَهَى عليٌّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ الشُّرْبِ فِي الإِناء الضَّارِي
، قَالَ: مَعْنَاهُ السائِلُ لأَنه يُنَغِّصُ الشُّرْبَ إِلَى شارِبهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الشَّرَفُ كَبِدُ نَجْدٍ، وَكَانَتْ منازِلَ الملُوك مِنْ بَنِي آكِلِ المُرارِ، وَفِيهَا اليومَ حِمَى ضَرِيَّةَ. وَفِي حَدِيثِ
عُثْمَانَ: كَانَ الحِمَى حِمَى ضَرِيَّةَ عَلَى عَهْدِه ستَّةَ أَمْيالٍ
، وضَرِيَّةُ: امرأَةٌ سُمِّي المَوضع بِهَا، وَهُوَ بأَرْضِ نَجْدٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وضَرِيَّة بِئرٌ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:
فأَسْقَاني ضَرِيَّةَ خَيْرَ بِئْرٍ ... تَمُجّ الماءَ والحَبَّ التُّؤَامَا
وَفِي الشَّرَفِ الرَّبَذَة. وضَرِيَّةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ نُصَيْب:
أَلا يَا عُقابَ الوَكْرِ، وَكْرِ ضَرِيَّةٍ، ... سُقِيتِ الغَوادِي مِنْ عُقاب ومِنْ وَكْرِ
وضَرِيَّةُ: قَرْيَةٌ لبَني كلابٍ عَلَى طَرِيق البَصرة إِلَى مَكَّة، وَهِيَ إلى مَكَّة أَقْرَب.
ضعا: الضَّعَةُ: شَجَرٌ بالبادِية، قِيلَ: هُوَ مِثلُ الثُّمامِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مثلُ الْكِمَامِ «1» ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُو شَجَرٌ أَوْ نَبْتٌ، وَلَا تكسَر الضَّادُ، وَالْجَمْعُ ضَعَوات؛ قَالَ جَرِيرٌ يَهْجُو البَعِيث:
قَدْ غَبَرَتْ أُمُّ البَعِيث حِجَجَا، ... عَلَى الشَّوايَا، مَا تَحُفُّ هَوْدَجَا
فَوَلَدَتْ أَعْثَى ضَرُوطاً عَنْثَجا، ... كأَنَّه ذِيخٌ إِذَا تَنَفِّجَا
مُتّخِذاً فِي ضَعَواتٍ تَوْلَجَا
التَّوْلَجُ والدَّوْلَج: الكِناسُ، تَاؤُه بدلٌ مِنْ
__________
(1) . قوله [وَفِي التَّهْذِيبِ مِثْلُ الْكِمَامِ] هكذا في الأصل، والذي في نسخة التهذيب التي بيدنا: مثل الثمام، بالثاء، فلعل النسخة التي وقعت للمؤلف بالكاف

(14/484)


واوٍ، وَدَالُهُ بَدَلٌ مِنْ تاءٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: العَنْثَجُ الثَّقيلُ الأَحْمَق. ورأَيت فِي أَمالي ابْنِ بَرِّيٍّ فِي أَصل النُّسْخَةِ مَا صُورَتُهُ: انقَضى كلامُ الشَّيْخِ، وَقَدْ أَنشد هَذِهِ الأَبيات فِي بَابِ الْجِيمِ إِلَّا الْبَيْتَ الأَخير، قَالَ: وَعَلَى هَذَا يَجِبُ أَن يَكُونَ بعده مُتَّخِذٌ بِالرَّفْعِ لأَنه مِنْ صِفَةِ الذِّيخِ، وأَنشدها أَيضاً بِاخْتِلَافِ بَعْضِ أَلفاظها، فأَنشد هُنَاكَ عَنْثَجا بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ مَفْتُوحَةً وَهُنَا غُنْثُجا بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ مَضْمُومَةً، وَكِلَاهُمَا لَمْ يَذْكُرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ الْعَيْنِ وَالْغَيْنِ، قَالَ: وَلَا نَبَّهَ عَلَيْهِمَا الشَّيْخُ أَيضاً، وَمَا عَلِمْت هَذَا مِنْ كَلَامِ مَنْ هُو لكِنّي نَقَلْته عَلَى صُورَتِهِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والنِّسْبةُ إِلَيْهَا ضعويٌّ. قَالَ الأَزهري: الضَّعَة كَانَتْ فِي الأَصل ضَعْوَةً، نُقِصَ مِنْهَا الْوَاوُ، أَلَا تَرَاهُم جَمَعُوها ضَعَواتٍ؟ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَصْلُها ضَعَوٌ وَالْهَاءُ عِوَض مِنَ الْوَاوِ الذاهِبَةِ مِنْ أَوَّلهِ، وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي فَصْل وَضَع. ابْنُ الأَعرابي: ضَعَا إِذا اخْتَبَأَ، وطَعا، بِالطَّاءِ، إِذَا ذَلَّ، وطَعا إِذَا تَباعَد أَيضاً. قَالَ الأَزهري فِي قَوْلِهِ ضَعا إِذَا اخْتَبَأَ: وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ إِذَا اسْتَتَرَ، مأْخُوذٌ مِنَ الضَّعْوَةِ كأَنَّه اتخَذَ فِيهَا تَوْلَجاً أَي سَرَباً فَدَخَلَ فِيهِ مُسْتَتِرًا. ابْنُ الأَعرابي: الأَضْعاءُ السِّفَلُ.
ضغا: الضَّغْوُ: الاسْتِخْذاءُ. ضَغَا يَضْغُو ضُغُوّاً وأَضْغَاه هُوَ إضْغَاءً وضَغَّاه، وضَغَا الذِّئْبُ والسِّنَّوْرُ والثَّعْلَبُ يَضْغُو ضَغْواً وضُغَاءً: صَوَّتَ وصَاحَ، وَكَذَلِكَ الكَلْبُ والحَيَّةُ، ثُمَّ كثُر حَتَّى قيلَ للإِنسانِ إِذَا ضُرِب فاسْتَغاثَ. وَفِي حَدِيثِ
حُذيفة فِي قِصَّةِ قومِ لُوطٍ: فأَلْوَى بِهَا حَتَّى سَمِعَ أَهلُ السَّمَاءِ ضُغَاءَ كِلابِهِمْ
، وَفِي رِوَايَةٍ:
حَتَّى سَمِعَتِ الملائكةُ ضَوَاغِي كِلابها
، جمعُ ضاغِيَةٍ وَهِيَ الصَّائِحَةُ، وَيُقَالُ: ضُغاءٌ لِصَوْتِ كلِّ ذلِيلٍ مَقْهورٍ. والضُّغَاءُ: صوتُ الذَّلِيلِ إِذَا شُقَّ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: رأَيت صِبْياناً يَتَضَاغَوْنَ إِذَا تَباكَوْا. وَفِي الْحَدِيثِ:
قَالَ لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنْ أَولاد الْمُشْرِكِينَ: إنْ شئِتِ دَعَوْتُ اللهَ أَن يُسْمِعَكِ تَضَاغِيَهم فِي النارِ
أَي صِياحَهُم وبُكاءَهم. وضَغَا يَضْغُو ضَغْواً إِذَا صاحَ وضَجَّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
ولكِنِّي أُكْرِمُكَ أَن تَضْغُوَ هَذِهِ الصِّبْيةُ عِنْدَ رأْسِك بُكْرَةً وعَشِيّاً.
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ:
وصِبْيَتِي يَتَضَاغَوْن حَوْلي.
وضَغَا المُقامرُ ضَغْواً إِذَا خانَ وَلَمْ يَعْدِلْ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعْرِفُ قائلَه، وَلَعَلَّهُ صَغا بِالصَّادِ. وَجَاءَنَا بثَرِيدةٍ تَضَاغَى أَي تتراجَعُ مِنَ الدَّسَمِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَلِفُها واوٌ لِوُجُودِ ض غ وو عدم ض غ ي.
ضفا: ضَفَا مالُه يَضْفُو ضَفْواً وضُفُوّاً: كَثُرَ. وضَفَا الشَّعَرُ والصُّوفُ يَضْفُو ضَفْواً وضُفُوّاً: كَثُرَ وطالَ. والضَّفْوُ: السَّعة والخَيْر؛ قَالَ أَبو ذؤَيب وَنَسَبَهُ الْجَوْهَرِيُّ للأَخطل وَغَلَّطَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي ذَلِكَ وَقَالَ هُوَ لأَبي ذؤَيب:
إِذَا الهَدَفُ المِعْزالُ صَوَّبَ رأْسَه، ... وأَعْجَبَه ضَفْوٌ مِنَ الثَّلَّةِ الخُطْلِ «2»
. وشَعَرٌ ضافٍ وذَنَبٌ ضافٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
بضافٍ فُوَيْقَ الأَرضِ لَيْسَ بأَعْزَلِ «3»
. والضَّفْوُ: السُّبُوغُ. ضَفَا الشيءُ يَضْفُو. وفَرَسٌ ضَافِي السَّبِيبِ: سابِغُه. وثَوْبٌ ضَافٍ أَي سابِغٌ؛ قَالَ بِشْرٌ:
لَياليَ لَا أُطاوِعُ مَنْ نَهاني، ... ويَضْفُو تحتَ كَعْبَيَّ الإِزارُ
__________
(2) . قوله [المعزال] هو باللام في الأصل والتهذيب والصحاح، وقال الصاغاني: الرواية المعزاب
(3) . هذا البيت من معلقة إمرئ القيس وصدره:
ضَليعٍ، إِذا استدبرتَه، سَدَّ فرجَه

(14/485)


ورجلٌ ضَافِي الرأْسِ. كثيرُ شَعَرِ الرأْسِ، وفلانٌ ضَافِي الفَضْلِ عَلَى المَثَلِ. ودِيمةٌ ضَافِيَة وَهِيَ تَضْفُو ضَفْواً: تُخْصِبُ مِنْهَا الأَرضُ. وَهُوَ فِي ضَفْوٍ مِنْ عَيْشه وضَفْوةٍ مِنْ عيشِه أَي سَعةٍ. وضَفا الماءُ يَضْفُو: فاضَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
وماكِدٍ تَمْأَدُه مِنْ بَحْرِه ... يَضْفُو، ويُبْدي تَارَةً عَنْ قَعْرِه
تَمْأَدُه أَي تأْخُذُه فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ؛ يَقُولُ: يَمْتَلِئُ فتَشْرَبُ الإِبلُ ماءَه حَتَّى يَظْهَرَ قَعْرُهُ. وضَفَا الحَوْضُ يَضْفُو إِذَا فاضَ مِنِ امتِلائِه. والضَّفا: جانِبُ الشَّيْءِ، وَهُمَا ضَفَواهُ أَي جانِباهُ.
ضقا: التَّهْذِيبَ: ابْنُ الأَعرابي ضَقَا الرجلُ إِذَا افتَقَرَ.
ضلا: التَّهْذِيبَ: ضَلا إِذَا هَلَكَ.
ضمي: ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: ضَمى إِذَا ظَلَمَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنه مقلوبٌ مِنْ ضامَ، قَالَ: وَكَذَلِكَ بَضَى إِذَا أَقام، مقلوب من باضَ.
ضنا: الضَّنَى: السَّقِيمُ الَّذِي قَدْ طالَ مَرَضُه وثَبَتَ فِيهِ، بعضُهم لَا يُثَنِّيه وَلَا يَجْمَعُه، يَذْهَبُ بِهِ مذْهَب الْمَصْدَرِ، وَبَعْضُهُمْ يُثنيه وَيَجْمَعُهُ؛ قَالَ عَوْفُ بْنُ الأَحوص الْجَعْفَرِيِّ «1» :
أَوْدَى بَنِيَّ، فَمَا بِرحْلي مِنهُمُ ... إلَّا غُلاما بِيئَةٍ ضَنَيانِ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ، بِفَتْحِ النُّونِ، وَقَدْ ضَنِيَ ضَنىً، فَهُوَ ضَنٍ. وأَضْنَاهُ المرضُ أَي أَثْقَلَه. والضَّنَى: المرضُ. ضَنِيَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، يَضْنَى ضَنىً شَدِيدًا إِذَا كَانَ به مرضٌ مُخامرٌ، ظُنَّ أَنه قَدْ بَرَأَ نُكِسَ. الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَقُولُ رجلٌ ضَنىً وَقَوْمٌ دنَفٌ وضَنىً لأَنه مَصْدَرٌ، كَقَوْلِهِمْ قَوْمٌ زَوْرٌ وعَدْل وصَوْم. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رجلٌ ضَنىً وامرأَة ضَنىً، وَهُوَ المُضْنَى مِنَ الْمَرَضِ؛ وَقَالَ:
إِذَا ارْعَوَى عادَ إِلَى جَهْلِه، ... كَذِي الضَّنَى عادَ إِلَى نُكْسِه
الْجَوْهَرِيُّ: رجلٌ ضَنىً وضَنٍ مثلُ حَرىً وحَرٍ. يُقَالُ: تَرَكْته ضَنىً وضَنِياً، فَإِذَا قُلْتَ ضَنىً اسْتَوى فِيهِ المُذَكَّر والمُؤنَّث وَالْجَمْعُ لأَنه مَصْدَرٌ فِي الأَصل، وَإِذَا كسرتَ النونَ ثنَّيْت وجمَعْت كَمَا قُلْناه فِي حَرٍ. وَيُقَالُ: تَضَنَّى الرجلُ إِذَا تمارَضَ، وأَضْنَى إِذَا لَزِمَ الفِراشَ مِنَ الضَّنَى. وَفِي الْحَدِيثِ فِي الحُدودِ:
إِنَّ مَرِيضًا اشْتَكَى حَتَّى أَضْنَى
أَي أَصابه الضَّنى، وَهُوَ شِدَّةُ المَرض، حَتَّى نَحَلَ جِسمُه. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا تَضْطَنِي عَنِّي
أَي لَا تَبْخَلي بانْبِساطك إليَّ، وَهُوَ افْتِعالٌ مِنَ الضَّنَى المرضِ، والطاءُ بدلٌ مِنَ التَّاءِ. وَيُقَالُ: رجلٌ ضَنٍ ورجُلانِ ضَنِيانِ وامرأَة ضَنِيَةٌ وقومٌ أَضْناءٌ. والمُضانَاةُ: المُعاناة: وضنَت المرأَةُ تَضْني ضَنىً وضَناءً، مَمْدُودٌ: كَثُرَ ولَدُها، يُهْمَزُ وَلَا يُهمز؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: ضَنَت المرأَةُ تَضْنُو وتَضْني ضَنىً إِذَا كثُرَ ولَدُها، وَهِيَ الضَانِيَة، وَقِيلَ: ضَنَت وضَنَأَتْ وأَضْنأَتْ إِذَا كثُرَ أَولادُها. أَبو عَمْرٍو: الضَّنْءُ الوَلَدُ، مهموزٌ ساكِنُ النونِ، وَقَدْ يُقَالُ الضِّنءُ. قَالَ أَبو المُفَضَّل: أعرابيٌّ مِنْ بَنِي سَلامة مِنْ بَنِي أَسَد قَالَ الضَّنْءُ الوَلَد والضِّنْءُ الأَصل؛ قال الشاعر:
__________
(1) . قوله [عَوْفُ بْنُ الأَحوص الْجَعْفَرِيُّ] هكذا في الأصل، وفي المحكم: ابن الأَخوص الجعدي

(14/486)


ومِيراث ابنِ آجَرَ حيثُ أَلْقَى ... بأَصْلِ الضِّنْءِ ضِئْضِئه الأَصيل «1»
. ابْنُ الأَعرابي: الضُّنَى الأَولاد. أَبو عَمْرٍو: الضَّنْو والضِّنْو الوَلَد، بِفَتْحِ الضَّادِ وَكَسْرِهَا بِلَا هَمْز. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ: قَالَ لَهُ أَعرابيٌّ إنِّي أَعْطَيْتُ بعضَ بَنِيَّ نَاقَةً حَياتَه وَإِنَّهَا أَضْنَتْ واضْطَرَبَتْ، فَقَالَ هِيَ لَهُ حَياتَه ومَوْتَه
؛ قَالَ الهَرَوي والخطَّابي: هَكَذَا رُوِيَ وَالصَّوَابُ ضَنَتْ أَي كثُر أَولادُها، يُقَالُ: امرأَةٌ ماشِيةٌ وضَانِيَةٌ، وَقَدْ مَشَتْ وضَنَتْ أَي كَثُرَ أَولادها. والضِّنَى، بِالْكَسْرِ: الأَوجاعُ المُخِيفة.
ضها: اللَّيْثُ: المُضَاهَاةُ مشاكَلَة الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ، وَرُبَّمَا هَمَزُوا فِيهِ. وضَاهَيتُ الرجلَ: شاكَلْتُه، وَقِيلَ: عارَضْتُه. وَفُلَانٌ ضَهِيُّ فلانٍ أَي نظيرُه وشَبيهُه، عَلَى فَعِيلٍ. قَالَ اللَّهُ تعالى:
يُضاهُونَ قوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ:
يُضَاهُون
أَي يُضارعونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِقولِهم اللَّات والعُزَّى، قَالَ: وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَهْمِزُ فيقول يُضاهِؤُنَ، وَقَدْ قرأَ بِهَا عَاصِمٌ؛ وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ: مَعْنَى
[يُضَاهُون] قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا
أَيْ يُشَابِهُونَ فِي قَوْلِهِمْ هَذَا قولَ مَنْ تقدَّم مِنْ كَفَرتهم أَي إِنَّمَا قَالُوهُ اتِّبَاعًا لَهُمْ، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ؛ أَي قَبِلُوا مِنْهُمْ أَنَّ المسيحَ والعُزَيْرَ ابْنا اللَّهِ، قَالَ: واشْتِقاقُه مِنْ قَوْلِهِمُ امرأَةٌ ضَهْيَأٌ، وَهِيَ الَّتِي لَا يَظْهَرُ لَهَا ثدْيٌ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا تَحِيضُ، فكأَنها رجُلٌ شَبَهاً، قَالَ: وضَهْيَأٌ فَعْلأٌ، الهمزةُ زائدةٌ كَمَا زِيدَت فِي شَمْألٍ وَفِي غِرْقِئ البَيْضِ، قَالَ: وَلَا نَعْلَم الهمزةَ زِيدَتْ غَيْرَ أَوَّلٍ إِلَّا فِي هَذِهِ الأَسماء، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ الضَّهْيَأُ بِوَزْنِ الضَّهْيَعِ فَعْيَلًا، وَإِنْ كَانَتْ لَا نَظِيرَ لَهَا فِي الْكَلَامِ فَقَدْ قَالُوا كنَهْبَل وَلَا نَظِيرَ لَهُ. والضَّهْيَأُ: الَّتِي لَمْ تَحِضْ قَطُّ، وَقَدْ ضَهِيَتْ تَضْهَى ضَهىً، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الضَّهْيَأُ والضَّهْيَاءُ عَلَى فَعْلاء مِنَ النِّساء الَّتِي لَا تَحِيضُ ولايَنْبُتُ ثَدْياها وَلَا تَحْمِل، وَقِيلَ: الَّتِي لَا تَلِدُ وإنْ حاضَتْ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الضَّهْيَأُ الَّتِي لَا يَنْبُتُ ثَدْياهَا، فَإِذَا كَانَتْ كَذَا فَهِيَ لَا تَحِيضُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الضَّهْيَاءُ، مَمْدودٌ، الَّتِي لَا تحيضُ وَهِيَ حُبْلَى. قَالَ ابنُ جنِّي: امرأَةٌ ضَهْيَأةٌ وزنُها فعلأَةٌ لِقَوْلِهِمْ فِي مَعْنَاهَا ضَهْياءُ، وأَجاز أَبو إِسْحَاقَ فِي هَمْزَةِ ضَهْيَأَة أَن تَكُونَ أَصلًا وَتَكُونَ الياءُ هِيَ الزائِدَةَ، فعَلَى هَذَا تَكُونُ الكَلِمَة فَعْيَلَةً، وذَهَبَ فِي ذَلِكَ مَذْهَباً مِنْ الِاشْتِقَاقِ حَسَناً لَوْلَا شيءٌ اعتَرَضه، وَذَلِكَ أَنه قَالَ يُقَالُ ضاهَيْتُ زَيْدًا وضَاهَأْتُ زَيْدًا، بِالْيَاءِ وَالْهَمْزَةِ، قَالَ: والضَّهْيَأَةُ هِيَ الَّتِي لَا تَحِيضُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا ثَدْيَ لَهَا، قَالَ: فَيَكُونُ «2» . ضَهيَأَة فَعْيَلَة مِنْ ضَاهأْت بالهَمْز، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ جِنِّي هَذَا الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ مِنْ الاشتِقاق مَعْنًى حَسَنٌ، وَلَيْسَ يَعْتَرِضُ قولَه شيءٌ إِلَّا أَنه لَيْسَ فِي الكَلام فَعْيَلٌ، بِفَتْحِ الفاء، إنما هو فِعْيَلٌ بِكَسْرِهَا نَحْوُ حِذْيَمٍ وطِرْيَمٍ وغِرْيمٍ وغِرْيَنٍ وَلَمْ يأْت الْفَتْحُ فِي هَذَا الفَنِّ ثَبْتاً إِنَّمَا حَكَاهُ قومٌ شَاذًّا؛ والجمعُ ضُهْيٌ، ضَهِيَتْ ضَهىً. وَقَالَتِ إمرأَة لِلْحَجَّاجِ فِي ابْنِها وَهُوَ محبوسٌ: إنِّي أَنا الضَّهْيَاءُ الذَّنَّاءُ؛ ف الضَّهْيَاءُ هُنَا: الَّتِي لَا تَلِدُ وإنْ حاضَتْ،
__________
(1) . قوله [حيث ألقى] هكذا في الأصل، وفي التهذيب: حيث ألقت
(2) . قوله [هِيَ الَّتِي لَا ثَدْيَ لها قال فيكون إلخ] هكذا في النسخ التي بأيدينا، وعبارة المحكم: هِيَ الَّتِي لَا ثَدْيَ لها، قال: وفي هذين معنى المضاهأة لأَنها قد ضاهأت الرجال بأنها لا تحيض كما ضاهأتهم بأنها لَا ثَدْيَ لَهَا، قَالَ فيكون إلخ

(14/487)


والذَّنَّاءُ المُسْتَحاضَة؛
وروُي أَن عِدَّةً مِنَ الشُّعَرَاءِ دَخَلُوا عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ أَجيزوا:
وضَهْياءَ مِنْ سِرَّ المَهارِي نَجِيبةٍ ... جَلَسْتُ عَلَيْها، ثُمَّ قلتُ لَهَا إخِ
فَقَالَ الرَّاعِي:
لِتَهْجَعَ واسْتَبْقَيْتُها، ثُمَّ قَلَّصَتْ ... بِسُمْرٍ خِفافِ الوَطْءِ وارِيَةِ المُخِ
قَالَ عَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ: الضَّهْيَاءُ الَّتِي لَا ثَدْيَ لَها، وأَما الَّتِي لَا تَحِيضُ فَهِيَ الضَّهْيَأَةُ؛ وأَنشد:
ضَهْيَأَة أَو عاقِر جَمَادُ
وَقِيلَ: إِنَّهَا فِي كِلْتا اللُّغَتَيْنِ الَّتِي لَا ثَدْي لَهَا وَالَّتِي لَا تحِيضُ. والضَّهْيَاءُ مِنَ النُّوقِ: الَّتِي لَا تَضْبَعُ وَلَمْ تَحْمِلْ قطُّ، وَمِنَ النساءِ الَّتِي لَا تَحِيضُ. وَحَكَى أَبو عَمْرٍو: امرأَة ضَهْيَاةٌ وضَهْيَاهٌ، بِالتَّاءِ والهاءِ، وَهِيَ الَّتِي لَا تَطْمِث، قَالَ: وَهَذَا يَقْتَضِي أَن يَكُونَ الضَّهْيا مَقْصُورًا؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: الضَّهْواءُ مِنَ النسَاءِ الَّتِي لَمْ تَنْهُد، وَقِيلَ: الَّتِي لَا تَحِيضُ وَلَا ثَدْيَ لَهَا. والضَّهْيا، مقصورٌ: الأَرضُ الَّتِي لَا تُنْبِتُ، وَقِيلَ: هُوَ شجرٌ عِضاهِيٌّ لَهُ بَرَمَةٌ وعُلَّفَةٌ، وَهِيَ كثيرةُ الشَّوْكِ، وعُلَّفُها أَحْمَرُ شدِيد الحُمْرة وورَقُها مثلُ ورَقِ السَّمرُ. الْجَوْهَرِيُّ: الضَّهْيَاءُ، ممدودٌ، شجَرٌ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: واحِدَتُه ضَهْياءَةٌ. أَبو زَيْدٍ: الضَّهْيَأُ بِوَزْنِ الضَّهْيَعِ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ، مثلُ السيَّالِ وجَناتُهُما واحِدٌ فِي سِنْفَةٍ، وَهِيَ ذاتُ شَوْكٍ ضعيفٍ ومنَبِتُها الأَوْدِيةُ والجبالُ. وَيُقَالُ: أَضْهَى فُلان إِذَا رَعَى إبِله الضَّهْيَأَ، وَهُوَ نَبَاتٌ مَلْبَنَة مَسْمَنَة. التَّهْذِيبِ: أَبو عَمْرٍو الضَّهْوَةُ برْكَةُ الْمَاءِ، والجَمع أَضْهاءٌ. ابْنُ بُزُرْجَ: ضَهْيَأَ فلانٌ أَمْرَه إِذَا مَرَّضَه وَلَمْ يَصْرِمْهُ. الأُمَوي: ضَاهَأْتُ الرجلَ رَفَقْتُ بِهِ. خَالِدُ بْنُ جَنْبَة: المُضَاهَاةُ المُتابَعة. يُقَالُ: فلانٌ يُضَاهِي فُلَانًا أَي يُتَابِعُه. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَشدّ الناسِ عَذاباً يومَ القيامَة الَّذِينَ يُضَاهُونَ خَلْقَ اللهِ
أَي يُعارِضُون بِمَا يَعْملون خَلْقَ اللَّهِ تَعَالَى، أَرادَ المُصَوِّرينَ، وَكَذَلِكَ مَعْنَى
قولِ عُمَر لكَعْب ضَاهَيْتَ اليَهُوديَّةَ
أَي عارَضْتَها وشابَهْتَها. وضُهَاءٌ: مَوضِعٌ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:
لَعَمْرُكَ مَا إنْ ذُو ضُهاءٍ بِهَيِّنٍ ... عَلَيَّ، وَمَا أَعْطَيْتُه سَيْبَ نائِلِي
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَضَيْنا أَنَّ همزَةَ ضُهاءٍ ياءٌ لِكَوْنِهَا لَامًا مَعَ وجودنا لضَهْيَإٍ وضَهْياءَ.
ضوا: الضَّوَّةُ والعَوَّةُ: الصوتُ والجَلَبَةُ. أَبو زَيْدٍ والأَصمعي مَعًا: سمِعتُ ضَوَّةَ القَوْمِ وعَوَّتَهُمْ أَي أَصْواتَهُم. وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الصَّوَّة والعَوَّة بِالصَّادِ، وَقَالَ: الصَّوَّةُ الصَّدَى والعَوَّةُ الصِّياحُ فكأَنهما لغتانِ. والضَّوَّةُ مِنَ الأَرضِ: كالصُّوَّةِ، وَلَيْسَ بِثَبتٍ. والضَّوْضَاةُ والضَّوْضَاءُ: أَصْواتُ النَّاسِ وجَلَبَتُهُمْ، وَقِيلَ الأَصْوات المُخْتَلِطَة والجَلَبة. وَفِي حَدِيثِ
النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ ذَكَر رؤْيتَه النارَ وأَنه رأَى فِيهَا قَوْمًا: إِذَا أَتاهم لَهَبُها ضَوْضَوْا
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يَعْنِي ضجُّوا وَصَاحُوا، والمصدرُ مِنْهُ الضَّوْضَاءُ؛ قَالَ الحَرِثُ بنُ حِلِّزةَ:
أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ عِشَاءً، فَلَمَّا ... أصْبَحُوا، أَصْبَحَتْ لَهُمْ ضَوْضَاءُ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعِندي أَنَّ ضَوْضاء هَاهُنَا فَعْلاء،

(14/488)


ضَوْضَيْتُ ضَوْضاةً وضِيضَاءً. التَّهْذِيبِ: الضَّأْضَاءُ صوتُ الناسِ، وَهُوَ الضَّوْضاءُ. وَيُقَالُ: ضَوْضَوْا، بِلَا هَمْزٍ، وضَوْضَيْتُ، أَبْدَلوا مِنَ الواوِ يَاءً. ورجلٌ ضُواضِيَةٌ: داهِيَةٌ مُنْكَرٌ.
والضَّوَى: دقَّةُ العَظْمِ وقلَّةُ الجِسْمِ خِلْقَةً، وَقِيلَ: الضَّوَى الهُزالُ، ضَوِيَ ضَوىً؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّة يَصِفُ الزَّنْدَيْنِ الزَّنْدَ والزَّنْدَةَ حينَ يُقْدَح مِنْهُمَا:
أَخُوها أَبُوها، والضَّوَى لَا يَضِيرُها، ... وساقُ أَبِيعها أُمّها عُقِرَتْ عَقْرَا
يصِفُهما بأَنهما مِنْ شَجَرة واحِدَة، وَقَوْلُهُ: وسَاقُ أَبِيها أُمّها يُرِيدُ أَنَّ ساقَ الغُصْنِ «1» . الَّذِي قُطِعَتْ مِنه أَبوها الغُصْنُ وأُمُّها ساقُه، وغلامٌ ضاوِيٌّ، وَكَذَلِكَ غيرُ الإِنْسانِ مِنْ أَنواعِ الحَيوانِ، وَمَا أَدْرِي مَا أَضْوَاهُ. وأَضْوَى الرجلُ: وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ ضَاوِيٌّ وَكَذَلِكَ المرأَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
اغْتَرِبُوا لَا تُضْوُوا
أَي تَزَوَّجُوا فِي البِعَادِ الأَنْسابِ لَا فِي الأَقَارِبِ لِئَلَّا تَضْوَى أَوْلادُكُمْ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ انْكِحُوا فِي الغَرائِبِ دُونَ القَرائِبِ، فإِنَّ ولَد الغَرِيبَةِ أَنْجَبُ وأَقْوَى، وولَد القَرَائِبِ أَضْعَفُ وأَضْوَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
فَتىً لَمْ تَلِدهُ بِنْتُ عَمٍّ قَرِيبَةٌ ... فَيَضْوَى، وقَدْ يَضْوَى رَدِيدُ القَرَائِبِ «2»
. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ تَزَوَّجُوا فِي الأَجْنَبِيَّاتِ وَلَا تَتَزَوَّجُوا فِي العُمُومَةِ وَذَلِكَ أَنَّ العربَ تَزعمُ أَنَّ ولدَ الرجلِ مِنْ قَرابَتِه يَجِيءُ ضَاوِيّاً نَحِيفاً، غيرَ أَنَّه يَجِيءُ كَرِيمًا عَلَى طَبْع قَوْمِه؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
ذَاكَ عُبَيْدٌ قَدْ أَصابَ مَيَّا، ... يَا لَيْتَه أَلْقَحَها صَبِيَّا
فَحَمَلَتْ فَولَدَتْ ضَاوِيَّا
وَقَالَ الشَّاعِرُ:
تَنَحَّيْتُها للنَّسْلِ، وَهْيَ غَرِيبَةٌ، ... فَجاءَتْ بِهِ كالبَدْرِ خِرْقاً مُعَمَّمَا
وَمَعْنَى لَا تُضْوُوا أَي لَا تَأْتُوا بأَوْلادٍ ضَاوِينَ أَي ضُعفَاءَ، الواحِدُ ضَاوٍ، وَمِنْهُ: لَا تَنْكِحُوا القَرابَةَ القَرِيبَة فإِنَّ الوَلَد يُخْلَقُ ضَاوِيّاً. الأَزهري: الضَّوَى مَقصورٌ مصدَرُ الضَّاوِي، ويُمَدُّ فَيُقَالُ ضَاوِيٌّ عَلَى فاعُولٍ إِذا كانَ نحِيفاً قليلَ الجِسْمِ، والفِعْلُ ضَوِيَ، بِالْكَسْرِ، يَضْوَى ضَوىً، فَهُوَ ضَاوٍ، وَهُوَ الَّذِي يُولَدُ بَيْنَ الأَخِ والأُخْتِ وبينَ ذَوِي مَحْرَمٍ، وأَنشدَ بيتَ ذِي الرُّمة. وسُئِلَ شَمِرٌ عَنِ الضَّاوِي فَقَالَ: جَاءَ مُشَدَّداً، وَقَالَ: رجلٌ ضَاوِيٌّ بَيِّنُ الضاوِيَّةِ، وَفِيهِ ضاوِيَّة، وَجَارِيَةٌ ضاوِيَّة، وَقَالَ: جاءَ عَنِ الْفَرَّاءِ أَنَّه قَالَ ضَاوِيٌّ ضعِيفٌ فاسِدٌ، عَلَى فاعُولٍ مِثْلُ سَاكُوتٍ، قَالَ: وَتَقُولُ الْعَرَبُ مِنَ الضَّاوِي مِنَ الهُزال ضَوِيَ يَضْوَى ضَوىً، وَهُوَ الَّذِي خَرَجَ ضَعِيفاً. ابْنُ الأَعرابي: وأَضْوَتِ المرأَةُ، وَهُوَ الضَّوَى، ورجلٌ ضاوٍ إِذا كَانَ ضَعِيفًا، وَهُوَ الحَارِضُ. وَقَالَ الأَصمعي: المُودَنُ الَّذِي يولدُ ضَاويّاً. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَاحِدُ الضواوِيِّ ضاوِيٌّ، وَوَاحِدُ العَواوِير عاوِرٌ «3» . وأَضْوَيْت الأَمْرَ إِذا أَضْعَفْتَه ولَمْ تُحْكِمْهُ.
__________
(1) . قوله [يُرِيدُ أَنَّ سَاقَ الْغُصْنِ إلخ] هذه العبارة في الأَصول
(2) . قوله [القرائب] هكذا في الأَصل المعتمد والتهذيب والأَساس، وتقدم لنا في مادة ردد: الغرائب: بالغين، كما في بعض الأُصول هنا
(3) . قوله [واحد العواوير عاور] هكذا في الأُصول، وفي القاموس أن العواوير جمع عوّار، كرمان

(14/489)


وأَضْوَاهُ حَقَّه إِذا نَقَصَه إِيَّاهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وضَوَى إِليه ضَيّاً وضُوِيّاً: انْضَمَّ ولَجَأَ. وضَوَيْتُ إِليه، بِالْفَتْحِ، أَضْوِي ضُوِيّاً إِذا أَوَيْت إِليه وانْضَمَمْت. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَمَّا هَبَطَ مِنْ ثَنِيَّةِ الأَرَاكِ يومَ حُنَيْنٍ ضَوَى إِليه الْمُسْلِمُونَ
أَي مالُوا، وَقَدِ انْضَوَى إِليه. وَيُقَالُ: ضَواهُ إِليه وأَضْوَاه. وضَوَى إِليَّ مِنْهُ خَيْرٌ ضَيّاً وضُوِيّاً. وضَوَى إِلَيْنَا خَبَرُه: أَتانا لَيْلًا. والضَّاوِي: الطَّارِقُ. ابنُ بُزُرج: يُقَالُ ضَوَى الرجلُ إِلَيْنا أَشَدَّ المَضْوِيَة أَي أَوَى إِلَينا، كالمَأْوِيَةِ مِنْ أَوَيْت. وَيُقَالُ: ضَوَيْت إِلَى فُلَانٍ أَي ملْت، وضَوَى إِلينا أَوَى إِلينا، وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: ضَوَى إِلينا البارحةَ رجلٌ فأَعْلَمَنا كَذَا وَكَذَا أَي أَوَى إِلينا، وَقَدْ أَضْواهُ الليلُ إِلينا فغَبَقْناه، وَهُوَ يَضْوِي إِلينا ضَيّاً. والضَّواةُ: غُدَّةٌ تَحْتَ شَحْمةِ الأُذُنِ فَوْقَ النَّكَفةِ، وَقَدْ ضُوِيَتِ الإِبِلُ. والضَّواةُ: ورَمٌ يَكُونُ فِي حلوقِ الإِبلِ وغيرِها، والجمعُ ضَوًى. التَّهْذِيبِ: الضَّوى ورَمٌ يُصِيبُ البعيرَ فِي رأْسِه يَغْلِبُ عَلَى عَيْنَيْه ويَصْعُبُ لِذَلِكَ خَطْمُه فَيُقَالُ بعيرٌ مَضْوِيٌّ، وَرُبَّمَا اعْتَرَى الشِّدْقَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هِيَ الضَّوَاةُ عِنْدَ العَرَب تُشْبِهُ الغُدَّةَ. والسِّلْعةُ ضَوَاةٌ أَيضاً، وكلُّ ورَمٍ صُلْبٍ ضَواةٌ. يُقَالُ: بِالْبَعِيرِ ضَواةٌ أَي سِلْعة، وكلُّ سِلْعةٍ فِي البَدَنِ ضَواةٌ؛ قَالَ مُزَرِّد:
قَذِيفة شَيْطانٍ رَجيمٍ رَمَى بِهَا، ... فَصَارَتْ ضَواةً فِي لَهازِمِ ضِرْزِمِ
والضَّواةُ: هَنَةٌ تخرُجُ مِنْ حَياءِ الناقةِ قبلَ خُروج الوَلد، وَفِي التَّهْذِيبِ: قبلَ أَن يُزايِلَها ولدُها كأَنها مَثانةُ البَولِ، قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ حَوْصَلة قطاةٍ:
لَها كضَواةِ النابِ شُدَّ بِلا عُرىً ... وَلَا خَرْزِ كَفٍّ، بينَ نَحْرٍ ومَذْبَحِ
والضَّاوِيُّ: اسمُ فَرَسٍ كَانَ لِغَنيٍّ؛ وأَنشد شَمِرٌ:
غَداةَ صَبَّحْنا بِطِرْفٍ أَعْوَجِي ... مِنْ نَسَبِ الضَّاوِيِّ، ضاوِيِّ غَني.

(14/490)