مجمل اللغة لابن فارس بسم الله الرحمن الرحيم
[كتاب الياء من مجمل اللغة] .
* * *
باب الياء وما بعدها [مما هو] على حرفين
يا: يا: كلمة نداء وتعجب وتلهف.
ير: الحجر الأير: الصلب، والمصدر اليرر، وشيء حار يار، وحران يران:
إتباع.
يم: تيممت الشيء: قصدته.
وتيممت الصعيد: تعهدته.
وتيممته بسهمي ورمحي، أي: قصدته دون من سواه.
وأنشد الخليل:
يممته الرمح شزرا ثم قلت له
هذي البسالة لا لعب الزحاليق
قال الخليل: من قال في هذا البيت أممته فقد أخطأ لأنه قال: شزراً، ولا
يكون الشزر إلا من ناحية ولم يقصد به أمامه.
واليم: البحر، يقال: يم، إذا وقع في البحر، فهو ميموم.
حكى [ذلك] الخليل: واليمام، طائر يقال: هو الحمام الوحشي.
واليمامة: بلد سمي بامرأة تسمى يمامة.
وحكى الشيباني: رجل ميمم: يظفر بكل ما يطلب.
قال:
إنا وجدنا أعصر بن سعد
ميمم البيت رفيع الجد
يه: يهية بالإبل: قال: ياه ياه.
يل: اليلل: قصر الأسنان، رجل أيل.
قال:
تكلح الأروق فيها والأيل
يد: اليد للإنسان وغيره، والجمع أيد.
والتصغير يديه.
وجمعت في شعر عدي على الأيادي،
(1/940)
وليس ذلك بجيد، وهذا من الثلاثي إلا أنه
ناقص.
واليد: المنة، يجمع على اليدي والأيادي، واليده: القوة.
وامرأة يدية: صناع، ورجل يدي.
وما أيدى فلانة.
وماله يدي، من يده، يدعى عليه.
وأيديت عنده يدا: اصطنعتها عنده.
ويديته: ضربت يده.
* * *
باب الياء وما بعدها [مما هو] على ثلاثة
أحرف
[وكتبت ذلك كله بابا واحدا لقلته]
يوم: اليوم معروف.
واليوم: الكون الحادث، يقال: نعم الرجل في اليوم، إذا نزل.
أنشد الخليل:
نعم أخو الهيجاء في اليوم اليمي
قال: وهو مقلوب.
ويوم وأيام.
والقياس: أيوام ولكنه استثقل.
يوح: يوح: [اسم] من أسماء الشمس ويقال: يوحى على فعلى.
يأس: اليأس: قطع الأمل، يئس ييأس وييئس على يفعل ويفعل.
يبس: يقال: يبس الشيء ييبَسُ وييبِسُ.
واليبسُ: يابس النبات.
واليبسُ: المكان يكون رطباً ثم ييبس.
وامرأة يبس: لا تنيلُ خيراً.
قال:
إلى عجوز شنةٍ الوجه يبسْ
ويبيسُ الماء: العرق ييبسُ على الخيل.
والأيبسان: ما [لا] لحم عليه من الساقين إلى الكعبين.
يتم: اليتْمُ: انقطاع الصبى عن أبيه، وهو في سائر الحيوان من جهة الأم.
وكل منفرد يتيم حتى يقال: بيت من الشعر يتيم.
يتن: اليتنُ: الفصيل الذي يخرج كل الولادة رجلاه قبل رأسه.
يقال: أيتنتَ الناقة.
يدع: الأيدع: صبغ أحمرُ، ويقال: إنه خشب البقم، يقال منه: يدعت الشيء
أيدعه تديعاً.
ويقال.
أيدع فلاد الحج على نفسه: أوجبه.
يرن: يقال إن اليرون السمُّ.
واليرونُ: ماء الفحل.
قال:
فأنت الغيثُ ينعشُ ما يليهِ
وأنت السمُّ خالطه اليرونُ
يزن: ذو يزن: ملك تنسب إليه الرماح اليزنيةُ والأزنيةُ.
يسر: اليسر ضد العسر.
واليسار: أخت اليمين، وقد تكسر ياؤه.
والأجود الفتح.
والأيسار: القوم يجتمعون على الميسر.
قال طرفة:
وهم أيسارُ لقمانَ إذا
أغلت الشتوةُ أبداءَ الجزُرْ
واليسرة: أسرار الكفَّّ إذا كانت غير ملتزِقةٍ،
(1/941)
وهو تستحب.
واليسرات: القوائم الخفاف.
ودابة حسن التيسور، أي: حسن نقل القوائم.
قال:
قدْ بلوناهُ على علاتهِ
وعلى التيسورِ منه والضمرْ
ويسر: مكان.
واليسرُ من الفتل: ما فتلتهُ نحو جسدك.
[ويسرت الغنم، إذاً كثر لبنها ونسلها.
قال:
هما سيدانا يزعمانِ وإنما
يسودانِنا إن يسرتْ غنماهُما
ورجل يسْرٌ ؤيسَرٌ: حسن الانقياد.
واليسار: الغنى.
وتيسر الشيء واستيسر] .
يعر: اليعُر: الجدي يشد عند الزيبة.
واليعار: صوت الشاة.
يعرتْ تيعرُ يعاراً.
واليعارةُ: ضرب من ضراب الفحل الناقة.
وقول الراعي:
نجائبُ لا يلقحنَ إلا يعارةً
عراضاً ولا يشرينَ إلا غواِليا
فالعراضُ: أن يلقى الفحل الناقة لم يدعَ إليها ولم تدع إليه،
فيتنوخَها، وذلك يستحبُّ.
واليعارة: ذلك الضراب، فسرقهُ الطرماح فقال:
سوف تدنيكَ من لميسَ سبتْا
ةُ أمارت بالبول ماءَ الكراضِ
أضمرتهُ عشرين يوماً ونيلتْ
حين نيلتْ يعارة في عراضِ
يعط: يعاطِ: زجرُ الذئب، إذا رأيته قلت: يعاط.
يقال: أيعطتُ به قال:
ضب على شاءِ أبي رباطِ
ذؤالةً كالأقدحِ المراطِ
يهفو إذا قيل له يعاطِ
ومنهم من يكسر فيقول: يِعاط، وهو قبيح ويعاطِ بضم الياء.
[يفن: اليفَنُ: الشيخ الكبير.
يفع: اليفاع: ما علا من الأرض.
وأيفع الغلام، فهو يافع ولا يقال: موفعٌ] .
يقن: اليقنُ واليقين: زوال الشك.
يقه: سمعت علي بن إبراهيم يقول: سمعت ثعلباً يقول: أيقَهَ يوقه
إيقاهاً، إذا فهم، يقال: ايقهْ لهذا، أي: افهمهُ، ويقال: هو الطاعة.
قال:
واستيقهُوا للمحَلمِ
يلب: اليلبُ: البيض من جلود الإبل.
والجمع اليلبُ أيضاً.
ويقال: هي الترسَةُ.
وأنشد:
(1/942)
عليهم كل سابغة دلاصٍ
وفي أيديهُمُ اليلَبُ المدارُ
وفي الكتاب الذي يقال إنه للخليل: اليلبُ: الفلاذُ،
وقال في وصف البكرة:
ومحورٍ أخلصَ من ماء اليلبْ
يمن: اليمنُ: يمين الإنسان وغيره.
واليمينُ: الحلف.
واليمْن من قولك: ميمون النقيبة، أي: مبارك النفس.
واليمن: بلد، والنسبة إليه: رجل يمان، ٍ وسوف يمانٍ.
يلق: اليلق: الأبيضُ من كل شيء.
قال:
وأترُكُ القرنَ في الغبارِ وفي
حضنيهِ زرقاءُ متنُها يلقُ
واليقلةُ: العنْزُ البيضاء.
ينم: الينمةُ: نبتٌ.
ينف: ينوف في شعر امرئ القيس: هضبة في جبلي طيءٍ.
ينع: ينعتِ الثمرة تينعُ ينعاً وينعاً، وأينعت إيناعاً، وهي يانعة
ومونعة.
يهم: اليهماءُ: المفازة.
والأيهمانِ: السيل والحريق.
ويقال: إن الأيهم من الرجال: الأصم.
والأيهمُ: الشجاع.
يهر: يقال: إن اليهرَ: اللجاجُ.
واستيهرَ الرجل، إذا لجَّ.
* * *
باب ما زاد على ثلاثة أحرف أوله ياء
اليسروعُ: دويبةٌ تشبهُ بها أصابع النساء لنعمتها وبياضها.
ويبرينَ: موضع، وكذلك [يمؤود] ويلملم.
واليرندجُ: جلود سودٌ.
واليأفوفُ واليهفوفُ: الحديد القلب.
واليافوخ: يافوخُ الرأس.
واليحموم: حمار الوحش.
واليحموم: الأسود.
واليحمومُ: اسم فرس كان للنعمان بن المنذر.
وهو الذي يقول [له] الأعشى:
ويأمُرُ لليحموم كل عشيةٍ
بقتًّ وتعليقٍ فقد كادَ يسنقُ
واليمخورُ: الرجل الطويل.
واليلمعُ الرجل الكذاب والسراب.
واليعاليلُ: النفاخاتُ فوق الماء، ويقال: هي سحائب بيض.
واليعقوبُ: ذكر الحجل، وجمعه يعاقيبُ.
قال سلامة بن جندل:
ولى حثيثاً وهذا الشيبُ يطلُبُه
لو كان يدركُهُ ركضُ اليعاقيبِ
واليربوع معروف.
واليرابيعُ لحماتُ المتن، واحدها يربوع.
واليهيُّر: حجارة أمثال الكفَّ.
وحكى الشيباني: أن اليهيرَّ: صمْغُ الطلحِ.
واليعبوبُ: الفرسُ الطويلُ، والنهرُ الملآنُ.
والجوعُ
(1/943)
اليرقوع: الشديد.
واليلْندَدُ من الرجال: الكثير اللحم.
ويعسوبُ النحلِ: أميرها.
واليعمورُ: ضرب من الشجر.
واليعفورُ: تيس من تيوس الظباء.
والينخوبُ: الرجل الجبان.
واليهموزُ: الرجل الكثير الكدَّ.
وطريق ينكورٌ: على غير قصد.
ويقدم ويشكر ويذكر: قبائل.
وسبيل الياء سبيل الهمزة الزائدة في الرباعي والخماسي، لأن الياء إنما
يعتبر بها في هذين البابين الحرف الذي بعدها، وقد مضى كله في أبواب
الكتاب.
[قال الشيخ رحمه الله: وهذا آخر مجمل اللغة، فاحفطهُ وتدبرْ ترتيب
أبوابه.
وأعلم أني توخيتُ فيه الاختصار كما أردت وآثرت الإيجاز كما سألت.
واقتصرت على ما صح عندي سماعاً، أو من كتاب صحيح النسب مشهورٍ.
ولولا توخي ما لم أشكك فيه من كلام العرب لوجدت مقالاً، ولكني عمدت
للأصول التي سميتها في صدر كتابي فجمعتها فيه بأوجزِ قول وأقربهِ.
ورجوتُ أن يكون هذا المختصرُ كافياً في بابه ومستغنياً في معرفة صحيح
كلام العرب، وما يتداولُه الناس من غريب القرآن والحديث، وكثير من غريب
الشعر وغيره.
فكل ما شذَّ عن كتابنا هذا من محاسن كلام العرب والألفاظ التي يستعان
بها في الأشعار والمكاتبات فقد ذكرناه في الكتاب الذي سميناه (متخيرُ
الألفاظُ) .
واسأل الله أن يوفقنا وإياك لكل صالحة ويعيذنا وإياك من السوء كله
بطوله وفضلهِ] .
تم كتاب مجمل اللغة بحمد الله ومنه وحسن توفيقه وصلى الله على محمد
النبي وآله أجمعين.
وفرغ من كتبه لنفسه محمد بن أحمد بن غياث المكتنى بأبي مضر العقيلي في
ذي القعدة سنة ست وأربعين وأربع مئة حامداً الله - تعالى - ومصلياً على
محمد المصطفى وآله أجمعين.
استغفر الله وبه.
(1/944)
|