الألفاظ (الكتابة والتعبير)

مطلب فِي جَوَاب التصديرات

50 - أما مَا وَصفته

كشف

كشفته بَينته ادعيته
شرحته صرحت بِهِ
أفضت فِيهِ فاوضتنيه نطقت بِهِ
بلغتنيه أطنبت فِي نَعته
أسهبت فِي الْإِخْبَار عَنهُ
غلوت فِي تحديده
51 - من الشوق

الشوق

الحنين النزاع الصبابة الشوق القرم
التوقان الْغلَّة الغليل الصدى الظمأ
الأوام النهل الهيام الاشتياق الوصب
52 - وَمن انتهاكه جوارحك

ضعف

وهنه قواك استيلائه عَلَيْك
غلبته على جوانحك تمكنه من قَلْبك
ضيق ذرعك بِهِ عجزك عَن تحمله
إِتْيَانه من وَرَاء الْغَايَة ضعفك عَن ثقله
تسليط الأسف عَلَيْك تقريبه الوحشة مَعَك
53 - فَالله يعلم وَيشْهد أَنِّي مُنْذُ جرى الْقَضَاء بالفرقة

الفرفة

حكم الدَّهْر بالنأي
جرى الطَّائِر بالبين
54 - عوضت بعْدك من دنوك

الْبعد والقرب

بدلت نزوحك من مصاقبتك

(1/57)


سلبت أنسي بمؤانستك عدمت إمتاعي بقربك
قَضَت الْأَيَّام بالنوى باعدتني عَنْك الْفرْقَة
فرق الدَّهْر بَيْننَا امتحنت بشحوط دَارك
منيت ببعد مزارك بليت بالدهر المشتت
فرقت النَّوَى ألفتنا
رمتني الْأَيَّام بِسَهْم الْفِرَاق
55 - قرين الوحشة

الوحشة

دَائِم الْعبْرَة صفي الترحة طَوِيل الحشرة
بعيد الفطنة عديم السلوة قَلِيل الْخِبْرَة
محالف الهموم مُخَالف السرُور مقارب وجوم
مُجَانب حبور مُوَافق دَاء مفارق دَوَاء
عديم رفاد أَسِير سهاد مقارب أسى
مزايل أسى مصافي كرب منابذ صَبر
56 - وَلَقَد لَزِمت صُورَتك قلبِي

فِي خاطري

رَأَتْ مثالك عَيْني
أدنى الْمَنَام شخصك إِلَيّ
أدْرك عَليّ الْبعد وهمي
خيل للتوهم صُورَتك عني
صاغ الْفِكر غرتك بقلبي
أحضر الشوق لفظك سَمْعِي
مثلك الْفِكر لقلبي مثلت المنى خيالك
أدَّت الأحلام نغمتك إِلَى أُذُنِي
صُورَتك الْفِكر لخاطري
لم يزل مثالك عَن ناظري
57 - فَنحْن نتلاحظ بالضمائر إِذا تَعَذَّرَتْ الْأَبْصَار

التناجي

نتناجى بِذكر الْقُلُوب ونتدانى بالأرواح إِذا شسعت وتباينت الأشباح
نَعْرِف أحوالنا فِي الْغَيْبَة فَهِيَ عندنَا كأحوالنا فِي الحضرة
نرى على البعاد بِعَين الْفُؤَاد إِذا سطت الأجساد
نتلاصق بالقلوب إِذا تَبَاعَدت الْأَبدَان
نتآلف بالوهم للتحادث إِذا نبت الْأَشْخَاص عَن التآلف
نتقارب بالود على بعد المدى إِذا شحطت بالأشخاص النَّوَى
نتأمل بِعَين الود أحوالنا على الْبعد

(1/58)


58 - لِأَن ذكرك لصيق قلبِي

لصيق قلبِي

أنيس نَفسِي دَاعِيَة سروري سمير رقادي
نافي سهادي جالب أنسي حليفي فِي الخلوات
جَامع اغتباطي مؤلف جوري مزيل همومي
مذيب أحزاني منيب غمومي مبعد وجومي
مقرب ارتياحي كاشف كربتي مميط حسراتي
فَأَنا قرينك فِي مصارفك

قرين

نجيك فِي جَمِيع جهاتك
زميلك فِي مسيرك عديلك حَيْثُ كنت
مُقيم مَعَك أَيْنَمَا أَقمت
غَائِب مُنْذُ غبت ظاعن مُنْذُ تحملت
متصرف مَعَك حَيْثُ تصرفت
حليفك قاطنا
رفيقك مُسَافِرًا نَازل بنزول إِذا نزلت
مترحل إِذا ترحلت
60 - وَلَعَلَّ الْأَيَّام تعقب من وَحْشَة الْفرْقَة أنس الألفة

المؤانسة

تعوض من حسرة التوديع سرُور التلاق
تظفر بقبح الْفِرَاق حسن الِاجْتِمَاع
تقرن الكآبة اللَّازِمَة بهجة مُتَّصِلَة
تَنْفِي الهموم المتراكمة بغبطة دائمة
تجود بالأنس وتمنح بالمساعدة
تدني بعد التنائي تقرب بعد التباعد
تبدل من الْبَين تصافيا
تسعف بتداني الدَّار
تسهل مَا توعر سَبيله من النّظر إِلَيْك
61 - فأمتع بمصاقبتك مؤانستك

مؤانستك

مفاكهتك مجالستك محادثتك ملازمتك
مقاربتك محاورتك مسامرتك
62 - إِذا سخصت فشخص مَعَك الْأنس

الْبعد

رحلت فَرَحل مَعَك السرُور
بَعدت فَبعد لبعدك الصَّبْر
بنت فَبَان لبينك الْمَعْقُول
نزحت فنأى بنزوحك المجلود
نأيت فنأى الرقاد
خرجت فَخرجت النَّفس جزعا

(1/59)


شحطت فشحط العزاء
شطنت فشطن الْعقل
استقللت فاستقل التعزى
63 - سهل الله ذَلِك

سهل

أوشكه قربه يسره أكبثه أصفنه أنعم بِهِ
64 - فصل فِي التهاني

تظاهرت تباشير صنع الله
اتَّصَلت الْأَخْبَار بمنائح الله
ترادفت البشارات بفاضل حباء الله
لاحت مخايل الفلح وَالظفر
بَدَت دَلَائِل الرّوح والفرج
دَامَت إمارات جميل صنع الله
شاعت أَخْبَار الْبُشْرَى السارة
فاحت رَوَائِح السرُور والجذل
أرجت جنائب جسام الْأُمُور
تضوع نسيم الرّوح والراحة
تَتَابَعَت عَلَامَات آلَاء الله
توالت شَوَاهِد نعم الله
تواصلت الْآثَار بجزيل بلَاء الله
تهافتت أَشْرَاط تطول الله
أشرقت طوالع السُّعُود
أسفرت بَوَادِر قسم الله
أنارت براهين فواضل الله
هبت رَوَائِح الِاغْتِبَاط
أَضَاءَت سوافر إنعام الله
تَوَاتَرَتْ الأنباء بجليل تطول الله
برزت سواطع أَدِلَّة المسرة
فاض نشر البهج والمبرة
تسايلت فواضل إِحْسَان الله
تقاطرت لوائح تخويل الله
تعاقبت فَرَائض تسويغ الله
65 - فِيمَا جدد لَك

يسر لَك

هيأ لَك يسر لَك
خولت إِيَّاه منحت إِيَّاه

(1/60)


أسْند إِلَيْك فوض إِلَيْك
استكفيت مهمه ملكت زمامه
استنهضت لَهُ أفضي بِهِ إِلَيْك
رد إِلَيْك اعْتمد فِيهِ عَلَيْك
اصطفيت لَهُ ندبت لَهُ أخترت لسياسته
جعلت لَهُ أَهلا أَعْطيته حبيته رفدته وليته أبليته أهلت لَهُ أُوتِيتهُ أسعفته منحته أتحفت بِهِ
قسم لَك وهب لَك وصل إِلَيْك
أصير إِلَيْك سهل لَك رقيت إِلَيْهِ
احتبيت لَهُ
66 - من بُلُوغ الأمنية

بُلُوغ الأمنية

من الْمنزلَة الْمَعْرُوفَة لَك
من السَّبَب الَّذِي يجمل بمثلك
من الْمرتبَة الرفيعة من الْحَال السّنيَّة
من النِّعْمَة الجليلة
من الموهبة الخطيرة
من الْكَرَامَة الشاملة لطبقات النَّاس
من الدرجَة الْمُوَافقَة لأهل الْقَصْد
67 - وَالْحَال الَّتِي هِيَ وَإِن ارْتَفَعت دون مقدارك

الْحَال

النِّعْمَة الَّتِي لَا تقف عِنْد غَايَة إِلَّا جارتها آمالنا فِيك
الْحَال الَّتِي لم تنلها تخلفا وَلَا اختلاسا
الْمحل الَّذِي وَإِن كَانَ فَوق الهمم فَهُوَ دون قدرك
68 - الْمنزلَة الَّتِي تستحقها بكمالك

الْمنزلَة

الْمحل الَّذِي لَا يتعداه أمل طَالب رَاغِب الْعُلُوّ
الْعُلُوّ الَّذِي تستوجبه بسمو أخلاقك
الْعَمَل الَّذِي نلته بجلالتك لأحسن رَأْي فِيك
النَّصِيب الَّذِي يزِيد مقدارك على أجل مِقْدَاره
الْولَايَة الَّتِي حلت بمرتقى الآمال والأماني
الْحَال الَّتِي صدقت من آمال الألباء
الْحَال الَّتِي أعادت بهاء المملكة
الْحَال الَّتِي كَانَت الْأَبْصَار إِلَيْهَا سامية
الْحَال الَّتِي أَصبَحت الْقُلُوب إِلَيْهَا متطلعة

(1/61)


الْحَال الَّتِي غَدَتْ النُّفُوس إِلَيْهَا شاخصة
الْحَال الَّتِي أَصبَحت الْعُيُون إِلَيْهَا طامحة
الْحَال الَّتِي سميع الدُّعَاء متكفل بالإجابة
الفعال لما يَشَاء
المرجو لذَلِك المأمول لَهُ
67 - فصل آخر تصديرات الْكتب

كتابي عَن عطايا فاضلة

حظوظ كَامِلَة فواضل متتابعة
عوائد سابغة آلَاء مترادفة
عوارف منتظمة مواهب جمة
أُمُور مُسْتَقِيمَة أَسبَاب متسقة
أياد متظاهرة منن متواترة
نعم متواصلة
68 - وَالله على ذَلِك أرْضى الْحَمد

الْحَمد لله

وأوفاه وأزكاه وأجزله وأهناه وأفره
وأطيبه وأتمه وأعمه وأدومه وأسبغه
وأشرفه وأزلفه وأقربه
69 - فَهُوَ يسْتَحقّهُ

يستوجبه يتَّصل بِرِضَاهُ
يمتري مزيده
يَسْتَدْعِي قسمه يُوجب زِيَادَته
يزلف لَدَيْهِ يقرب مِنْهُ
يدني من حبائه يديم سوابغ نعمائه
يهدي فواضل آلائه
70 - آخر مِنْهُ

كتابي

كتابي وَأَنا مأنوس الجناب بِالنعْمَةِ
مَوْصُول الْجنَاح بالسلامة مشمول بلطائف الْعَافِيَة
مكنوف بفوائد الْكِفَايَة مغمور بأشمل الْقسم
موفور الْحَظ من الْمنح
معمود بأتم الْفضل ممنوح بألطف الْبر
محظوظ بأوفر الرِّعَايَة مَقْصُود بأعم الْبلَاء
محبو بأشمل السَّعَادَة
مصون بأرعى الكلاءة
71 - وَللَّه الْحَمد خَالِصا

الْحَمد لله

وَالشُّكْر واصبا وَالثنَاء دَائِما والنشر ناميا وَالدُّعَاء مُتَّصِلا
72 - آخر مِنْهُ

كتابي كتاب رَاع لعهدك

متمسك بودك متنافس فِي خلتك

(1/62)


معتصم بفعالك مشوق إِلَيْك
ضنين بالحظ مِنْك محافظ على ودادك
شحيح على إخائك لهج بذكرك
نَازع بهواه إِلَيْك وَاقِف بآماله عَلَيْك
حَامِد لجميل مذاهبك صب إِلَى رؤيتك
غلق الْقلب بودك مائل بِالْجَمِيعِ إِلَيْك
شَاكر لتفضلك
غير معتاض مِنْك وَلَا مستبدل بك
73 - آخر مِنْهُ

كتابي وَقد اسْتَقَرَّتْ بِي الدَّار

ألقيت عَصا الْأَسْفَار
تبوأت طمأنينة الْقَرار
حللت بِمَنْزِلَة الْأَمْن من الله بالإياب
انقلبت إِلَى الأوطان
سهل الله أنس القفول
يسر سرُور الانقلاب كشف وَحْشَة الاغتراب
أراح من شقة الْأَسْفَار
جمع متباين الشمل
ألف متفرق الْوَصْل
أكبت نازح الْمُلْتَقى أصقب بعيد الْمحل
قرب عَازِب المزار أدنى إِلَيّ الأوطان
74 - وعرفني الله فِيمَا أَبَت إِلَيْهِ

رجعت إِلَيْهِ

رجعت إِلَيْهِ كررت عَلَيْهِ
انكفأت إِلَيْهِ عجت إِلَيْهِ
انصرفت إِلَيْهِ ثَبت إِلَيْهِ
عطفت عَلَيْهِ انقلبت إِلَيْهِ
75 - أجمل بلائه

أحسن

أحسن آلائه أوفى نعمائه
أجزل حياطته أرعى كِفَايَته
أحوط حفظه أدوم رعايته
ألطف صنعه أَحْمد طوله
أوفر إنعامه أكمل أياديه
أشمل مننه أطول فَضله
76 - فَلهُ الْحَمد وَمِنْه الْيَد

(1/63)


الْحَمد لله

وَله الشُّكْر وَمِنْه الإيزاع وَله المنن وَمِنْه الصنع
77 - آخر مِنْهُ

كتابي عقب غب

بعد أثر انحسار انحياز انصداع ذهَاب إمَاطَة زَوَال عُقبى
78 - انكشاف عِلّة نالتني

مرض

سقم عراني مرض ألم بِي
وصب نهكني عَارض أدنفني
وجع أضناني ألم أنحلني
حمى أتيحت لي شكوى أضرتني
بلوى أتحفتني علل دنف جهدني
ضنى خالفني حمى أوهت قواي
79 - وَالْحَمْد لله على حَالي تذكيره ممحضا وتجديده الْعَافِيَة منعما

الْحَمد لله

على حَالي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء
الرَّفَاهِيَة والتعب الْخَيْر والضير
الْجدّة واللأواء
الْخَوْف والأمن النَّفْع والضر
الْغم والفرح الْعسر واليسر
الشدَّة والرخاء الْبلوى والنعمى
الشِّفَاء والسقم النِّعْمَة والنقمة
الضنى والعافية المحبوب وَالْمَكْرُوه
80 - الَّذِي أقَال العثرة

أقَال العثرة

كشف الوصب
أحسن العقبى أَزَال المحنة
عافى وشفى وَصرف الْأَذَى أجزل الْأجر بِمَا ابتلى
جنبنا الردى دفع الشكوى رد الْبلوى

(1/64)


رفع الصرعة وهب من الْمَرَض إبلالا
منح من الْيَأْس إقبالا
أدوم روح الْعَافِيَة
لم يحرم أجر الاعتلال
أراح من السقم بالافراق