القلب والإبدال باب الطاء والدال
أبو عبيدة يقال قطني من هذا أي حسبي وأهل نجد يقولون قدني، الأصمعي
يقال مد الحرف ومطه ومطاه بمعنى واحد، ومنه سميت المطية مطية لانها
يمطى بها في السير أي يمد بها، قال امرؤ القيس:
مطوت بهم حتى تكل غزاتهم ... وحتى الجياد ما يقدن بأرسان
ويقال بطغ الرجل وبدغ إذا تلطخ بعذرته، قال رؤبة:
لولا دبوقاء استه لم يبطغ
والدبوقاء العذرة نفسها، ويقال ما له عندي إلا هذا فقد وإلا هذا فقط،
وهو الابعاد والابعاط، قال العجاج:
فانصاغ بين الكبن والابعاط
وقال أبوعبيدة الميدى والميطى والميدان والميطان حولوا الدال طاء، وقال
الفراء قال أبوخالد قدك وقال غيره قطك معناه حسبك، أبوزيد يقال هرط
الرجل عرض صاحبه يهرطه هرطا وهرده يهرده هردا وهما واحدا، وكذلك هرت
عرضه يهرته، الفراء هرد القصار الثوب وهرته، وقد يجمعون بين الطاء
والدال في القوافي، قال الراجز:
إذا ركبت فاجعلاني وسطا ... إني شيخ لا أطيق العندا
ولا أطيق البكرات الشردا
فجاوز بين الطاء والدال في قافيتين، وقال أبوالنجم:
جارية من ضبة بن أد ... كأن تحت درعها المنعط
ويقال المريطاء والمريداء تصغير مرطاء ومرداء وهو حيث تمرط الشعر حول
السرة، قال الفراء أنشدني المفضل:
منازل أقفرت لا حي فيها ... نلوح كأنها كتب النبيط
فإني لا محالة آتينها ... ولو شحطت ديار بني سعيد
وأنشد الكلابي:
تجني اللثى ونضاضا عائرا طرحت ... سوق العضاه به يمشي ويلتقط
حتى إذا صار مثل الزند وامتلات ... منه المذاخر واستورى به الحبط
كأن نارا تذكى تحت سرته ... تخبو مرارا وأحيانا به تقد
أبوعبيدة يقال قرمط الخطى وقرمد، قال وسمعت الكلابي يقول ثوب مقرمد إذا
قطع فجاء مقلصا ضيقا، وحوض مقرمد، قال الفرزدق:
إذا عدلت نجبين عجانها ... وحثت برجليها الحمار فقرمدا
باب الصاد والطاء
الأصمعي يقال للناقة إذا ألقت ولدها ولم يشعر أي لم ينبت شعره قد أملصت
وأملطت، وألقته مليصا ومليطا، وهي ناقة مملص ومملط وإبل مماليص
ومماليط، فإذا كان ذلك من عادتها قيل هي مملاص ومملاط، ويقال اعتاطت
رحمها واعتاصت وهما سواء إذا لم تحمل أعواما وهى ناقة عائط وعائص
والجميع عيط وعيص.
باب الطاء والجيم
الأصمعي يقال بط فلان جرحه وبجه، وأنشد لجبيهاء الاشجعي في صفة إبل:
لجاء?ت كأن القسور الجون بجها ... عساليجه والثامر المتناوح
قوله بجها أي تكاد تتفتق من السمن، قال
والاطم والاجم كل بيت مربع مسطح، وقال غيره هو الجوسق، قال قيس بن
الخطيم:
فلولا ذرى الآطام قد تعلمونه ... وترك الفضى شوركتم في الكواعب
وقال امرؤ القيس:
وتيماء لم يترك بها جذع نخلة ... ولا أجما إلا مشيدا بجندل
باب الصاد والضاد
الأصمعي يقال مصمص إناء?هـ ومضمضه إذا غسله، أبوعبيدة يقال عاد إلى
ضئضئه وإلى صئصئه وإلى صيصئه أي إلى أصله والمعروف الهمز فيه، ويقال قد
صاف السهم يصيف وضاف يضيف إذا عدل عن الهدف، قال أبوزبيد:
كل يوم ترميه منها برشق ... فمصيب أو صاف غير بعيد
فيقال للشمس قد تضيفت إذا مالت للغروب ودنت منه، ومنه اشتق الضيف، وقد
ضافني الرجل إذا دنا منك ونزل بك، أبو عمرو يقال ما ينوص لحاجة وما
يقدر على أن ينوص أي يتحرك لشئ، ومنه قوله تعالى ولات حين مناص، ويقال
ما ينوض لحاجة وما يقدر أن ينوض أيضا، قال وقد انقاض الشئ وانقاض بمعنى
واحد، وقال الأصمعي المنقاض المنقعر والمنقاص المنشق طولا، وانقاصت
الركية وانقاصت السن إذا انشقت طولا، وأنشد لابي ذؤيب الهذلي:
فريقا كقيص السن فالصبر إنه ... لكل أناس عثرة وجبور
القيص الشق طولا، اللحياني يقال نصنص لسانه ونضنضه إذا حركه، وقال
الأصمعي حدثنا عيسى بن عمر قال سألت ذا الرمة عن الحية النضناض قال
فأخرج لسانه فحركه، وقال الراعي:
تبيت الحية النضناض منه ... مكان الحب تستمع السرارا
الحب القرط، وقال حميد بن ثور:
ونصنص في صم الحصى ثفناته ... ورام بسلمى أمره ثم صمما
ويروى وحصحص في صم الصفى ثفناته، اللحياني يقال تصافوا على الماء
وتصافوا عليه، ويقال صلاصل الماء وضلاضله وهي بقاياه، ويقال قبضت قبضة
وقرئ في هذا الحرف فقبضت قبضة من أثر الرسول، وقبصت قبصة، وزعم غيره أن
القبصة أصغر من القبضة وأنها بأطراف الاصابع، وقال اللحياني سمعت أبا
زياد يقول تضوك فلان في خرء?هـ، وقال الأصمعي تصوك بالصاد إذا تلطخ.
باب اللام والراء
أبوعبيدة المجلف والمجرف واحد وهو الذي قد ذهب ماله، ويقال هي التلاتل
والتراتر، ويقال تلتله وترتره، ويقال سهم أملط وأمرط إذا لم يكن له
ريش، وقد تملط وتمرط، قال الشاعر وهو نويفع بن نفيع الفقعسي:
مرط القذاذ فليس منه مصنع ... لا الريش ينفعه ولا التعقيب
ويقال جذع متقطر ومتقطل، قال المتنخل الهذلي:
مجدلا يتسقى جلده دمه ... كما تقطر جذع الدومة القطل
قال ويرى بيت حميد بن ثور:
جلبانة ورهاء تخصي حمارها ... بفي من بغى خيرا إليها الجلامد
ويروى جربانة، قال اللحياني يقال امرأة جلبانة وجربانة وهي الحمقاء،
ويقال هي السيئة الخلق، وقال أبوعمرو الشيباني امرأة جلبانة بالكسر
تجلب وتصيح، قال ويقال جلبانة، ويقال فحل مليخ ومريخ للذي لا يلقح، قال
أبويوسف وسمعت أبا عمرو يقول قد أبل عليهم وأبر عليهم إذا غلبهم خبثا،
قال الأصمعي يقال لثدت القصعة بالثريد إذا جمع بعضه إلى بعض وسوي
ورثدت، وقد رثد المتاع إذا نضد وسوي المنضد، والرثيد المنضود، ومنه سمي
مرثد، ويقال تركت فلانا مرتثدا أي قد ضم متاعه بعضه إلى بعض ونضده،
وأنشد للمازني واسمه ثعلبة بن صعير وذكر الظليم والنعامة:
فتذكرا ثقلا رثيدا بعدما ... ألقت ذكاء يمينها في كافر
وذكاء يعني الشمس، ويقال للنار ابن ذكاء. والكافر الليل. يقول ابتدأت
في المغيب. ويقال هدم ملدم ومردم. ويقال ردم ثوبه إذا رقعه. وأنشد
لعنترة:
هل غادر الشعراء من متردم ... أم هل عرفت الدار بعد توهم
يقول هل ترك الشعراء شيئا يرقع ويردم. وإنما هو مثل يقول هل تركوا
مقالا لقائل، ويقال اعلنكس واعرنكس إذا تراكب وكثر أصله. قال العجاج:
بفاحم دووي حتى اعلنكسا
قوله بفاحم يعني شعرا أسود. ودووي عولج وأصلح. اعلنكس تراكب وكثر أصله،
وقال أيضا: واعرنكست أهواله واعرنكسا
اعلنكست واعرنكست ركب بعضها بعضا، وقد هدل
الحمام الوحشي وهدر، والهديل ذكر الحمام، ويقال طلمساء وطرمساء للظلمة،
ويقال للمدرع نثلة ونثرة، ويقال قد نثلها عنه إذا ألقاها عنه ولا يقال
قد نثرها، ويقال قد جمله وجرمه إذا قطعه، الفراء يقال إنه لصلنقح الصوت
وصرنقح الصوت أي شديد الصوت، وقال جران العود:
ومنهن غل مقفل لا يفكه ... من القوم إلا الاحوذي الصرنقح
ويقال وجل أوجل ووجل للخائف ووجر أوجر ووجر، وحكى الحضرمي عن يونس
بركعت الرجل بالسيف وبلعكت، ويقولون قد بركع الرجل إذا سقط على ركبتيه.
الفراء يقال طلس وطرس للصحيفة الممحوة، قال ويقال انزلق الحمل وانزرق
إذا سقط من وراء البعير، قال ويقال ذهبوا شعاليل وشعارير أي متفرقين،
وقد يجمعون بين اللام والراء في قافيتين، أنشدني أبوصاعد الكلابي:
إلى ظعن فيها يمينه علقت ... تهاويل رقم فوق عيدية بزل
إذا احتثها البيض الاوانس أو وحى ... إليهن حاد بالاشاحة والزجر
قال الفراء يقال هو يأكل الصيرم والصيلم في معنى الوجبة والوزمة وهي
أكلة في اليوم والليلة، وأنشدني الكلابي:
أعوذ بالله من الاجاره ... وقولهم بسحر تعاله
إلى ذمول تقضم الحجاره
يعني الرحي التي تطحن بها حجارة تخرج من المعادن ليستخرجوا منها الذهب.
باب الدال والتاء
الأصمعي يقال هو السدى والستى لسدى الثوب، وهو الاسدي والاستي، فأما
السدى من الندى فبالدال لا غير، يقال سديت الارض إذا نديت من السماء
كان الندى أو من الارض، ويقال للبلح إذا ندي ووقع واسترخت ثفاريقه هذا
بلح سد، وقد أسدى النخل، وأنشد للحطيئة:
مستهلك الورد كالاسدي قد جعلت ... أيدي المطي به عادية ركبا
ويروى رغبا، ورغب واسعة، وركب جمع ركوب وهو الذي به آثار، الفراء جئتنا
بدولاتك وتولاتك وهي الدواهي والواحدة دولة وتولة على مثال تخمة. ويقال
مدر بسلحة ومتر به يمدر ويمتر. وحكى مدهته ومتهته في معنى مدحته.
الأصمعي يقال قد أعتد له وأعد له من العدة. وقال الشاعر:
أنهاً وغرما وعذابا معتدا
من أعتد فهو معتد. ويقال سبنداة وسبنتاه للجريئة. ويقال للنمر سبندى
وسبنتى. ويقال هرت فلان الثوب وهرده إذا خرقه. وكذلك يقال هرت عرضه
وهرده. والتولج والدولج الكناس. وقد مد في السير ومت، وهو الدفتر وبنو
أسد يقولون التفتر.
باب الدال والذال
أبو عمرو يقال ما ذاق عذوفا وما ذاق عدوفا أي ما ذاق شيئا، قال أبوعمرو
أنشدت يزيد بن مزيد عدوفا فقال صحفت يا أبا عمرو فقلت لم أصحف لغتكم
عذوفا ولغة غيركم عدوفا، الفراء يقال ادرعفت الابل واذرعفت إذا أسرعت
واستقامت، وقد اقدحر واقذحر، وقد تفرقت شعاير بقند حرة وقنذحرة، وتفرقت
شعارير بقدان وقذان والذال في كله أجود، ويقال قد اقذحر للسباب مثل
أحربني، وأنشد:
إذا الزمام راعه ذو الزرين ... رأيته وهو كأن هرين
يداركان الهرس مقذحرين
قال وسمعت خالد بن كلثوم يقول الذحاذح والدحادح القصار والواحدة ذحذاحة
ودحداحة.
باب الهمزة والياء
الأصمعي يقال رجل يلمعي وألمعي إذا كان ظريفا، ويقال يلملم وألملم اسم
جبل أو موضع، الفراء يقال لآفة تصيب الزرع اليرقان والارقان، وهذا زرع
مأروق وقد أرق وهذا زرع ميروق وقد يرق، ويقال للرجل الشديد الخصومة رجل
يلندد وألندد، قال طرفة:
فمرت كهاة ذات خيف جلالة ... عقيلة شيخ كالوبيل يلندد
ويقال طير يناديد وأناديد أي متفرقة، وأنشد لعطارد بن قران الحنظلي:
كأنما أهل حجر ينظنون متى ... يرونني خارجا طير يناديد
طير رأت بازيا نضح الدماء به ... أو أمة خرجت رهوا إلى عيد
ويقال يبرين وأبرين اسم موضع، ويقال للجلد الاسود يرندج وأرندج، وعود
يلنجوج والنجوج وهو العود الذي يتبخر به، ويقال في أسنانه يلل وألل وهو
أن يقبل الاسنان على باطن الفم، ويقال نصل يثربي وأثربي منسوب إلى
يثرب، وأنشدني أبو فقعس لمرداس:
لاكلة من أقط وسمن ... وشربتان من عكي الضان
ألين مسا في حوايا البطن ... من يثربيات قذاذ خشن
يرمي بها أرمى من ابن تقن
قال وأنشدني الدوداني:
وأثربي سنخه مرصوف
قال الأصمعي يقال رمح يزني وأزني ويزأني
وأزأني منسوب إلى ذي يزن ملك من ملوك حمير، اللحياني يقال هذا أذرعات
وبذرعات، وبقال لدويبة تنسلخ قصير فراشة يسروع وأسروع.
وقال الاعراب هي دودة تكون في البقل فيها خضرة وصفرة وحمرة وإنما تقع
في البقل قبل أن يهيج بنحو من شهر، ويقال قطع الله يديه، وحكى اللحياني
عن الكسائي أنه سمع بعضهم يقول قطع الله أديه، الفراء ويقال للرجل
الرفيق اليدين إنه ليدي وأدي، ويقال ولدته أمه يتنا وأتنا إذا خرجت
رجلاه قبل رأسه، ويقال عباء?ة وعظاء?ة وصلاء?ة وسحاء?ة وبنو تميم
يقولون عباية وعظاية وصلاية وسحاية، قال المستوغر بن ربيعة:
ولاعب بالعشي بني بنيه ... كفعل الهر ينتهس العظايا
فلا ظفرت يداه ولا يؤبي ... ولا يسقى من الداء الشفايا
ويروى فلا ذاق النعيم ولا يؤبى، ويقال يعصر وأعصر، ويقال ما في سيره
أتم ويتم أي إبطاء، وقوم يجعلون في ما كان من ضرب سقاء?ة وقراء?ة مكان
الهمزة ياء كقولك امرأة سقاية وقراية أي تقرأ.
باب الواو والهمزة
الأصمعي يقال أرخ الكتاب وورخه، وقد أكفت الدابة ووكفتها، قال وكان
رؤبة ينشد:
كالودن المشدود بالوكاف
وقد أكدت العهد ووكدته، أبوعبيدة يقال آصدت الباب وأوصدته إذا أطبقته،
وأوسدت الكلب وآسدته إذا أغريته بالصيد. الأصمعي يقال ذأى البقل يذأى
بلغة أهل الحجاز ويقول أهل نجد ذوى وهو يذوي ذويا، قال وقولهم ذوي خطأ
وحكاها أبوعبيدة عن يونس، الفراء يقال ما أبهت له وما وبهت له، قال
الأصمعي أبهت له آبه فطنت له، وقال أبوزيد وبهت له بفتح الباء أبه
وبها. ويقال آخيته وواخيته، ويقال وشاح وإشاح، ووسادة وإسادة. وولدة
وإلدة. قال الهذلي:
له إلدة سفع الوجوه كأنما ... يناكدهم ورد من الموم مردم
ويقال بيني وبينه وجاح ووجاح وإجاح، وهو الزوان والزؤان أبوعبيدة يقال
وعاء وإعاء، ويقال ولد فلان فينا وألد فلان فينا، ويقال قد وشرته
بالميشار بغير همز وهي المواشير وأشرته بالمشار وهي المآشير، وحكى
الفراء عن الكسائي في الوجنة وجنة وإجنة، ووصلوا وحدانا وأحدانا، ويقال
هو الوكاف الوكاف والاكاف والاكاف، قال وتقول هذيل للوقاء إقاء وللوعاء
إعاء وللوضاء إضاء، الفراء العرب تقول ميثرة وميضأة وميجنة وتجمع مواجن
ومواضئ ومواثر، ومنهم من يقول مآجن ومآضئ ومآثر، ويقال وحد ربك وأحد
ربك. ويقال يوسف مضموم غير مهموز ومهموز. ويوسف بكسر السين مهموز وغير
مهموز. قال وقال أبو الحراج يوسف مفتوح غير مهموز. وأنشد للعجير:
فما صقر حجاج بن يوسف ممسكا ... بأسرع مني لمح عين بحاجب
أبوعبيدة يقال ما أشد مؤونته فيهمزون لضمة الواو كما فعلوا ذلك بجمع
ساق ودار فقالوا أسؤق وأدؤر وليس من أصلهن الهمز لانك تقول منته تمونه
تقديرها قلته تقوله. وكذلك النوور. وجمل صؤول. وفي لغة من لم يهمز يقال
صال يصول وقال بعضهم صؤل يصؤل. ويقال أنار وثلاث أنور. فهذا الباب كله
بعضهم يهمزه وبعضهم لا يهمزه. ويقال هو من أهل وج ويحول قوم الواو ألفا
فتقول أج.
باب الزاي والذال
الأصمعي يقال زرق الطائر وذرق، أبوعبيدة يقال زبرت الكتاب وذبرته إذا
كتبته، قال الأصمعي زبرت الكتاب إذا كتبته وذبرته إذا قرأته قراء?ة
خفيفة، قال ويقال أنا أعرف تزبرتي أي كتابتي.
باب حروف المضاعف التي تقلب إلى الياء
قال أبوعبيدة العرب تقلب حروف المضاعف إلى الياء فيقولون تظنيت وإنما
هو تظننت، قال العجاج:
تقضي البازي إذا البازي كسر
أراد تقضض فاستثقل ثلاث ضادات فبدل إحداهن ياء، ويقال رجل ملب وإنما هو
من ألببت أي أقمت، قال المضربب بن كعب:
فقلت لها فيئي إليك فإنني ... حرام وإني بعد ذاك لبيب
بعد ذاك أي مع ذاك، ولبيب مقيم، قال وقول الله عز وجل (وقد خاب من
دساها) إنما هو من دسيت، قال وسمعت أبا عمرو الشيباني يقول قوله تعالى
لم يتسن أي لم يتغير وهو من قوله تعالى من حماء مسنون أي متغير، وقال
ليس قوله عز وجل (من ماء غير آسن) أي غير متغير منه، فقلت له يتسن من
ذات الياء ومسنون من ذوات التضعيف، فقال هو مثل تظنيت وهو من الظن،
وقال الأصمعي في قول العجاج:
تقضي البازي إذا البازي كسر
هو تفعل من انقضضت والاصل تقضض فرده إلى
الياء كما قالوا سرية وأصله من تسررت ومن السرور فأبدلوا إحدى الراء?ات
ياء، أبو عبيدة التصدية التصفيق والصوت وفعلت منه صددت أصد، ومنه قوله
عز وجل (إذا قومك منه يصدون) ، أي يعجون فحول إحدى الدالين ياء في
التصدية، وقال القناني يقال قصيت أظفاري في معنى قصصتها، وحكى ابن
الاعرابي خرجنا نتلعى وقد تلعيت من اللعاعة، وكان الاصل تلععت، وأنشد:
تزور امرء?اأما الاله فيتقي ... وأما بفعل الصالحين فيأتمي
أراد فيأتم من قولك ائتممت بفلان أي اتخذته إماما، أبوعبيدة يقال كععت
تكع تقديرها تقر ويقال كعت أكيع، قال الفراء ومما قلب تشديده إلى الياء
حكى الكسائي عن العرب جاء ساتا وجاء ساتيا يريد سادسا فلما ثقلت تشديده
بدلت بالياء وكانت خلفا من التاء وأخرجت الدال لانها من الاصل، ومن قال
ساتا فعلى لفظ ستة وستين ومن قال سادسا فعلى الاصل، قالوا جاء سادسهم
وساتهم وساديهم وساديتهن للمرأة، قال وزعم الكسائي أنه سمع أعرابيا
يقول فكانت آخر ناقة نحرها والدي أو جدي سادية ستين، قال وأنشدني بعض
العرب لامرأة من بني الحارث ابن كعب:
يا لهف نفسي لهفا غير ما كذب ... على فوارس بالبيداء أنجاد
كعب وعمرو وعبد الله بينهما ... وابناهما خمسة والحارث السادي
وقال الآخر:
إذا ما عد أربعة فسال ... فزوجك خامس وحموك سادي
وقال رجل منهم في امرأة كانت له تقارعه ويقارعها أيهما يموت قبل وكان
تزوج نساء قبلها فمتن وتزوجت هي أزواجا قبله فماتوا فقال:
ومن قبلها أهلكت بالشوم أربعا ... وخامسة أعتدها من نسائيا
بويزل أعوام أذاعت بخمسة ... وتعتد لي إن لم يق الله ساديا
قال وأنشدني القاسم بن معن للحادرة:
خلا ثلاث سنين منذ حل بها ... وعام حلت وهذا التابع الخامي
يريد الخامس، وهو الترخيم وإن لم يكن هاهنا دعاء كما قالوا بين حاذ
وقاذ يريدون بين حاذف وقاذف، ويقال أمللت الكتاب وأمليته، ويقال أما
عبد الله فمحس وأما عبد الله فمحس، ويقال ذمه يذمه وذأمه يذأمه وذامه
يذيمه، ومما يشبه هذا الباب قولهم جل من بلده يجل جلولا وجلاه يجلوه
جلاء، وقد استعمل فلان على الجالية وعلى الجالة، ويقال دوية وداوية،
أبوعبيدة يقال بئر طامة وطامية للكثيرة الماء، وكذلك يقال في كل بحر
ونهر إذا فاض طم وطما، الأصمعي يقال طمى يطمي طميا وطما يطموا طموا.
باب ما تزاد فيه الميم آخرا
قال الأصمعي العرب تزيد الميم في أشياء، وقالوا رجل فسحم إذا كان واسع
الصدر، وهو من الانفساح، ورجل زرقم إذا كان أزرق، وستهم إذا كان عظيم
الاست أي أسته، ويقال شدقم إذاكان واسع الشدق، قال وجلهمة نرى أنه من
جلهة الوادي، وجلهته ما استقبلك منه، قال ويقال ناب دلقم وهي المسنة
التي قد انكسرت أسنانها من الكبر، وهو من الاندلاق والاندلاق
الاسترخاء، يقال اندلق السيف إذا جرى من غمده، ويقال غارة دلق، وسيف
دالق إذا كان يخرج من غمده وكذلك دلوق، ويقال اندلق بطنه إذا خرج وعظم،
ويقال طعنه فاندلقت أقتاب بطنه إذا خرجت أمعاؤه، ويقال نقاة ضرزم إذا
كانت قليلة اللبن، قال ونرى أنه من قولهم رجل ضرز إذا كان بخيلا، قال
وكرشم اسم رجل يصلح أن يكون من الكرش والميم زائدة.
باب ما تزاد فيه النون
قال الأصمعي زادت العرب النون في أربعة أحرف من الاسماء وقالوا رعشن
للذي يرتعش، وللضيف ضيفن، وقال غير الأصمعي الضيفن الذي يحضر مع الضيف
ليأكل ما يقرى الضيف، قال الشاعر:
إذا جاء ضيف جاء للضيف ضيفن ... فأودى بما تقرى الضيوف الضيافن
ثريد كأن السمن في حجراته ... نجوم الثريا أو عيون الضياون
الضيون السنور. قال الشاعر:
يدب بالليل لجاراته ... كضيون دب إلى قرنب
القرنب الفأرة، وامرأة خلبن وهي الخرقاء وليس هو من الخلابة، وناقة
علجن وهي لغليظة الجسرة المستعجلة الخلق، وأنشد لرؤبة:
وخلطت كل دلاث علجن ... تخليط خرقاء اليدين خلبن
وقال أبوزيد الدلاث التي تركب رأسها في السير، يقال فيها اندلاث إذا
كان كذلك، أبوزيد يقال امرأة سمعنه نظرنة وهي التي إذا تسمعت أو تبصرت
فلم تر شيئا تظنته تظننا، وقال غير أبي زيد سمعته نظرنه، وأنشد في ذلك:
إن لنا لكنه ... سمعنة نظرنه
معنة مفنه ... كالذئب وسط العنه
ألا تره تظنه
ويقال في خلق فلان خلفنة يعني به الخلاف. |