اقتطاف الأزاهر والتقاط الجواهر الباب العاشر
باب الراء
فَصْلُ الصَّحِيحِ المُتَّفِقِ:
رَبَطَ الشَّيْءَ يَرْبُطُهُ وَيَرْبِطُهُ: إِذَا شَدَّهُ.
رَبَضْتُهُ أَرْبُضُهُ وَأَرْبِضُهُ: إِذَا أَوَيْتُ إِلَيْهِ.
رَبَقَ الجَدْيَ يَرْبُقُهُ رَبَقاً بِالفَتْحِ: إِذَا جَعَلَ رَأْسَهُ
فِي الرَّبْقَةِ، وَهْيَ عُرْوَةٌ تَكُونُ فِي حَبْل يُشَدُّ بهِ
البُهْمُ، وَجَمْعُهَا رُبْقٌ، نَحْوُ: خَشَبَةٍ وَخُشْبٍ، وَبَدَنَةٍ
وَبُدْنٍ.
رَجَسَهُ عَنِ الأَمْرِ يَرْجُسُهُ وَيَرْجِسُهُ: إِذَا عَاقَهُ.
رَزَمَتِ النَّاقَةُ تَرْزُمُ وَتَرْزِمُ رُزُوماً: قَامَتْ مِنَ
الهُزَالِ وَالإِعْيَاءِ، فَهِيَ رَازِمٌ.
(1/125)
رَسَفَ يَرْسُفُ وَيَرْسِف رَسْفاً
وَرَسَفَاناً: إِذَا مَشَى مُقَيَّداً، وَفِي حَدِيثِ أَبِي جَنْدَلٍ:
"أنَّهُ جَاءَ وَهُوَ يَرْسُِفُ فِي قُيُودِهِ".
رَعَفَ الرَّجُلُ يَرْعُفُ وَيَرْعِفُ: إِذَا سَالَ مِنْ أَنْفِهِ
الدَّمُ.
رَفَضَ الشَّيْءَ يَرْفُضُهُ وَيَرْفِضُهُ رَفْضاً وَرَفَضاً: إِذَا
تَرَكَهُ
رَمَدَ الرَّجُلُ القَوْمَ يَرْمُدُهُمْ وَيَرْمِدُهُمْ رَمْداً: أَتَى
عَلَيْهِمْ.
(1/126)
فَصْلٌ فِي الأَجْوَفِ المُخْتَلِفِ:
رَامَ الشَّيْءَ يَرُومُهُ رَوْماً: إِذَا حَاوَلَهُ؛ وَرَوْمُ
الحَرَكَةِ مِنْهُ، أَيْ: يُحَاوِلُ أَنْ يَنْطِقَ بِبَعْضِ
الحَرَكَةِ. وَرَامَ يَرِيمُ: إِذَا بَرِحَ، قَالَ الشَّاعِرُ
[الأعشى]:
أَبَانَا فَلاَ رِمْتَ مِنْ عِنْدِنَا ... فَإِنَّا بِخَيْرٍ إِذَا
لَمْ تَرِمْ
وَمِنْهُ فِي حَدِيثِ هِرَقْلَ: "فَلَمْ يَرِمْ حِمْصَ"، أَيْ: لَمْ
يَبْرَحْ مِنْهَا. وَقَالَ لَبِيدُ بْنُ عُقْبَةَ:
قَطَعْتُ الدَّهْرَ كَالسَّدِمِ المُعْنَّى ... تَهَدَّرُ فِي دِمِشْقَ
فَمَا تَرِيمُ
أَيْ: فَمَا تَبْرَحُ، وَالسَّدِمُ فِي هَذَا البَيْتِ: الفَحْلُ
الهَائِجُ،
(1/127)
وَالمُعَنَّى: الفَحْلُ إِذَا هَاجَ حُبِسَ
فِي العُنَّةِ، لِأَنَّهُ لاَ يَرْغَبُ فِي فُحْلَتِهِ. وَحَضَرْتُ
يَوْماً مَجْلِسَ بَعْضِ النُّحَاةِ بِمِصْرَ، فَسَأَلَهُ بَعْضُ
الحَاضِرِينَ عَنْ قَوْلِ بْنِ مُعْطِ فِي الأَلْفِيَةِ:
وَالجَزْمُ مِنْ أَلْقَابِهِ كَلَمْ يَرِمْ
فَقَالَ لَهُ: يُرِيدُ المُؤَلِفُ بِقَوْلِهِ: كَلَمْ يَرِمْ: كَلَمْ
يَرْمِ، وَلَكِنْ لَمْ يُسَاعِدْهُ النَّظْمُ، فَصَنَعَ بِهِ مَا
صَنَعَ الشَّاعِرُ بِـ (لَمْ أَضْرِبْهُ) حَيْثُ قَالَ [زياد الأعجم]:
عَجِبْتُ وَالدَّهْرُ كَثِيرٌ عَجَبُهْ ... مِنْ عَنَزِيٍّ سَبَّنِي
لَمْ أَضْرِبُهْ
قُلْتُ: فَعَجِبْتُ وَاللَّهِ -وَالدَّهْرُ كَثِيرٌ عَجَبُهُ- مِنْ
جُرْأَتِهِ عَلَى المُؤَلّفِ، وَحَمْلِ كَلاَمِهِ عَلَى هَذَا
المَرْكَبِ الصَّعْبِ الَّذِي يَأْبَاهُ الطَّبْعُ، وَمَا أَوْقَعَهُ
فِي هَذَا إلاَّ جَهْلُهُ بِرَامَ يَرِيمُ.
رَاقَ الشَّيْءُ يَرُوقُ: إِذَا أَعْجَبَ. وَرَاقَ السَّرَابُ يَرِيقُ
رَيْقاً: إِذَا لَمَعَ فَوْقَ الأَرْضِ، وَقَدْ جَمَعَ بَيْنَهُمَا
صَاحِبُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ:
يَرُوقُنِي مَوْعِدُ هَذَا الرَّشَا ... وَإِنَّهُ مِثْلُ سَرَابٍ
يَرِيقْ
خَدَّاهُ نَعْمَانُ، وَمِنْ بَارِقٍ ... مَبْسَمُهُ، وَالشَّفَتَانِ
العَقِيقْ
(1/128)
فَصْلٌ فِي المُضَاعَفِ المُتَّفِقِ:
رَمَّ الشَّيْءَ يَرُمُّهُ وَيَرِمُّهُ رَمّاً وَمَرَمَّةً: إِذَا
أَصْلَحَهُ.
فَصْلٌ فِي المُعْتَلِ المُتَّفِقِ:
رَبَا الرَّجُلُ فِي بَنِي فُلاَنٍ يَرْبُو وَيَرْبِي: إِذَا نَشَأَ
فِيهِمْ. قَالَ الشَّاعِرُ [مسكين الدارمي]:
ثَلاَثَةُ أَمْلاَكٍ رَبَوْا فِي حُجُورِنَا [فهل قائلٌ حقاً كمن هو
كاذبُ]
رَثَا الرَّجُلُ المَيِّتَ يَرْثِيهِ وَيَرْثُوهُ مَرْثِيَةً، إِذَا
بَكَاهُ وَعَدَّدَ مَحَاسِنَهُ، وَكَذَلِكَ إِذَا نَظَمَ فِيهِ
شِعْراً.
رَحَا الرَّجُلُ الرَّحَى يَرْحُوهَا وَيَرْحِيهَا: إِذَا أَدَارَهَا.
(1/129)
رَدَاهُ يَرْدُوهُ وَيَرْدِيهِ: إِذَا
ضَرَبَهُ بِحَجَرٍ. وَرَدَى الفَرَسُ يَرْدُو وَيَرْدِي، قَالَ ابْنُ
السِكِيت: وَذَلِكَ إِذَا رَجَمَ الأَرْضَ رَجْماً بَيْنَ العَدْوِ
وَالمَشْيِ الشَّدِيدِ.
(1/130)
|